الباب التاسع: باب الذال - الفصل الثاني عشر: فصل الشين المعجمة مع الذال المعجمة

فصل الشين المعجمة مع الذال المعجمة

ش ب ذ
شبذ، محركة، أهمله الجوهري والجماعة، وهي: ة بأبيورد بخراسان منها الحافظ رشيد الدين أبو بكر أحمد بن أبي المجد إبراهيم بن محمد الخالدي المنيعي الشبذي الأبيوردي، سمع عبد الجبار الخواري، وأبا المعالي محمد بن إسماعيل الفارسي وأجازاه في سنة 591 وحفيده العلامة شمس الدين إبراهيم بن محمد بن أبي بكر، سمع وتفقه، وولد ببلاد الترك سنة 621 ومات في صفر سنة 674 بأصفهان، وابنه العلامة يحيى بن إبراهيم، لقبه محيي الدين صدر إمام سمع من أبيه ومن جده ومن جماعة من مشايخ تركستان عظام، وما وراء النهر، قال أبو العلاء الفرضي: اجتمعت به ببخارا في سنة 67 ثم بغداد سنة 77 لما قدمها وحضرت مجلسه، وابناه عز الدين عبد العزيز ومظهر الدين عبد الحق، سمعا من جماعة، قاله الحاظ.

ش ب ر ذ
الشبرذى، أهمله الجوهري، قال الصاغاني: الشبرذي هو السريع من الإبل، كالشمرذى، بالميم، وألفها للإلحاق وهي أي الناقة شبرذاة وشمرذاة: ناجية سريعة، عن أبي عمرو، قال مرداس الدبيري:

لما أتانا رامعـا قـبـراه     على أمون جسرة شبرداه الشبرذي اسم رجل، وله حديث قاله ابن دريد، وقال غيره هو من تغلب بن وائل، وأنشد ابن دريد للجحاف بن حكيم:

لقد أوقدت نار الشبرذي بأرؤسعظام اللحي معرنزمات اللهازم ويروي الشمرذي، والميم في كل ذلك لغة، قال الأزهري. والشبرذة: السرعة فيما أخذ فيه، كالشمرذة.

ش ج ذ
الشجذة:المطرة الضعيفة، وهي فوق البغشة والمشجاذ: المقلاع، نقله الصاغاني وقال: كأنه بني من الثلاثي، قال عمرو بن حميل.

كمش التوالي ريث النفاذ     درات لا خال ولا مشجاذ وشجاذ، كمطام، معدول منه قال عمرو أيضا:

تدر بعد الوبلي شـجـاذ     منها هماذي إلى هماذي وأشجذه الشيء: اشتد عليه وآذاه، نقله الصاغاني. أشجذ المطر: أنجم بعد الإثجام، وعن الأصمعي أشجذ المطر منذ حين، أي نأى وبعد وأقلع بعد إثجامه. أشجذت السماء: ضعف مطرها وسكن، قال امرؤ القيس يصف ديمة:

تخرج الود إذا ما أشجذت    وتواريه إذا ما تشتكـر

صفحة : 2399

يقول: إذا أقلعت هذه الديمة ظهر الوتد، فإذا عادت ماطرة وارته.

ومما يستدرك عليه: يقال: أشجذت الحمى، إذا أقلعت. وقرأت في التهذيب لابن القطاع: أشجذ المطر إذا أقلع، وأيضا: دام، وهو من الأضداد، فتأمل.

ش ح ذ
شحذ السكين، كمنع يشحذوها شحذا: أحدها بالمسن وغيره مما يخرج حده، فهو شحيذ ومشحوذ، قاله الليث، كأشحذها، وهذه عن الصاغاني. شحذ الرجل: طرده وساقه، كتشحذه تشحذا. من المجاز: شحذه بعينه: أحدها إليه ورماه بها حتى أصابه بها، قاله اللحياني، وكذلك ذرقته وحدجته. والشحذان، محركة: السواق، من شحذته، أي سقته سوقا شديدا، في المحكم: الشحذان: الجائع، وهو من شحذ الجوع معدته، ود تقدم. الشحذان: الخفيف في سعيه. والمشحاذ، بالكسر: الأكمة القوراء، كذا في النسخ، والصواب القرواء، كما هو بخط الصاغاني، التي ليست بضرسة الحجارة ولكنها مستطيلة في الأرض، وليس فيها شجر ولا سهل. قال ابن شميل: المشحاذ: الأرض المستوية فيها حصى نحو حصى المسجد ولا جبل فيها، وأنكره أبو الدقيش، قيل: المشحاذ: رأس الجبل إذا تحدد، والجمع المشاحيذ، قاله الفراء. والشحذ، كالمنع: السوق الشديد، والغضب، والقشر، كل ذلك عن الصاغاني، وفلان مشحوذ عليه، أي مغضوب عليه، قال الأخطل:

خيال لأروى والرباب ومن يكن     له عند أروى والرباب تبـول
يبت وهو مشحوذ عليه ولا يرى    إلى بيضتي وكر الأنوق سبيل

من المجاز: الشحذ: الإلحاح في السوال، ويقال: هو شحاذ أي ملح عليهم في سؤاله، قال عمرو بن حميل:

بقي على الوابل والرذاذ    وكل نحس ساهك شحاذ ولا تقل شحاث، كذا حققه ابن بري في حواشيه، وتبعه المصنف وإن صححه بعض اللغويين على جهة البدل، ونسبة الصاغاني إلى عوام العراقيين، وقلا: يخطئون فيه. والمشحذ، بالكسر: المسن، والمشحذ: السائق العنيف قال أبو نخيلة:

قلت إبلـيس وهـامـان خـذا    سوقا بني الجعراء سوقا مشحذا
واكتنفاهم من كذا ومـن كـذا    تكنف الريح الجهـام الـرذذا

ومحمد بن أبي شحاذ، ككتاب، شاعر ضبي، نقله الصاغاني. محمد بن أبي الفتح الشحاذ كشداد، محدث أصبهاني، عن محمود الكوسج، وعنه جعفر بن أموشان.

وشاحذت الناقة عند المخاض رفعت ذنبها فألوته إلواء شديدا، نقله الصاغاني.

ومما يستدرك عليه: رجل شحذوذ: حديد نزق. وعن أبي زيد: شحذت السماء وحلبت، وهي فوق البغشة، وفي النوادر: تشحذني فلان، وترعفني، أي طردني وعناني. ومن المجاز: اشحذ له غرب ذهنك، وهذا كلام مشحذة للفهم. والتشحذ: الإلحاح في السؤال، كما في الأساس. والمشاحيذ: رؤوس الجبال، عن الفراء. ومحمد بن حامد بن حمد الشحاذ الصائغ، روت عنه فاطمة بنت سعد الخير بالإجازة. والشحاذي صاحب الجزء، مشهور. وقد سموا شحاذة وأبو شحاذة من كني الفقر.

ش خ ذ
أشخذ الكلب، أهمله الجوهري، وقال ابن القطاع، أي أغراه، وفي اللسان والتكلمة: يمانية.

ش ذ ذ

صفحة : 2400

شذ يشذ، بالضم، على الشذوذ والندرة، ويشذ، بالكسر، على القياس، هذا الذي ذكره أئمة الصرف، وأورده الشيخ الشيخ ابن مالك في مصنفاته، شذا وشذوذا، فهو شاذ، قال شيخنا: وحكى الشهاب في يونس تثليث المضارع، وهو غير معروف، ولا وجه للفتح إلا إذا ثبت كسر ماضيه، ولم يذكروه، والله أعلم، وفي المحكم: شذ الشيء يشذ ويشذ شذا وشذوذا: ندر عن الجمهور وخرج عنهم. وزاد غيره: وانفرد. وقال الليث: شذ الرجل، إذا انفرد عن أصحابه، وكذلك كل شيء منفرد فهو شاذ، وشذه هو، كمده، يشذه لا غير، وشذذه وأشذه أنشد أبو الفتح بن جني:

فأشذني لمرورهم فكـأنـنـي     غصن لأول عاضد أو عاصف قال: وأبي الأصمعي شذه، وسمي أهل النحو ما فارق ما عليه بقية بابه وانفرد عن ذلك إلى غيره شاذا، حملا لهذا الموضع على حكم غيره. وفي الأساس: ومن المجاز: هو شاذ عن القياس، وهذا مما يشذ عن الأصول، وكلمة شاذة، وهذه عن الليث. جاءوا شذاذا، الشذاذ كرمان القلال، و قوم شذاذ، وهم الذين لم يكونوا في حيهم ومنازلهم، وعبارة المحكم: الذين يكونون في القوم ليسوا في قبائلهم ولا منازلهم، وهو مجاز، وفي حديث قتادة وذكر قوم لوط فقال: ثم أتبع شذان القوم صخرا منضودا أي من شذ منهم وخرج عن جماعته، وهو جمع شاذ مثل شاب وشبان. والشذان، بالكسر: السدر. الشذان، بالفتح والضم: ما تفرق من الحصى وغيره كالإبل ونحوه، وهو مجاز، كما في الأساس، فمن قال شذان، بالضم، فهو جمع شاذ، ومن قال بالفتح فهو فعلان، وهو ما شذ من الحصى، قال ابن سيده، وشذان الحصى ونحوه: ما تطاير منه، وحكى ابن جني الفتح تبعا للجوهري، قال امرؤ القيس:

تطاير شذان الحصى بـمـنـاسـم      صلاب العجى ملثومها غير أمعرا وفي كتاب الفرق لابن السيد: وشذ الحصى، إذا تفرق، وأشذته الناقة، إذا فرقته. ومثله لابن القطاع، قال امرؤ القيس:

كأن صليل المرو حين تشذه     صليل زيوف ينتقدن بعبقرا وفي الصحاح: وشذان الإبل وشذانها: ما افترق منها، أنشد ابن الأعرابي..:

شذانها رائعة لهدره وشاذ بن فياض: محدث، واسمه هلال، كذا في التبصير، وهو أبو بيدة اليشكري البصري، صدوق، له أوهام وأفراد، من العاشرة. يقال: أشذ الرجل، إذا جاء بقول شاذ نادر.

أشذ الشيء: نحاه وأقصاه. ويقال: شاذ، أي متنح، وعن ابن الأعرابي: يقال: ما يدع فلان شاذا ولا نادا إلا فعله، إذا كان شجاعا لا يلقاه أحد إلا قتله. وقال ابن القطاع: أشذه: فرقه، وقيل شذه وأشذه بمعنى.

ش ر ذ
فشرذ بهم من خلفهم وهو قول الله عز وجل في كتابه العزيز، اهمله الجوهري، وقد جاء بالذال المعجمة في قراءة الأعمش، ونبه عليه البيضاوي وغيره، لكنه لم يعزها لأحد وقال الشهاب في العناية وقرئ: فشرذ، بالذال المعجمة، وهو بمعنى المهملة، وقال أبو الفتح بن جني في كتاب المحتسب وغيره: لم يمر بنا في اللغة تركيب: شرذ، وكأن الذال بدل من الدال: لتقارب مخرجيهما، وقد أشرنا إلى ذلك في أول الحرف، قال شيخنا: وقيل: إنه مقلوب من شذر، ومنه شذر مذر للتفرق، وذهب بعض أهل اللغة إلى أنها مادة موجودة مستعملة، ومعناها التنكيل، ومعنى المهمل التفريق، كما قاله قطرب، لكنها نادرة.

ش ر ب ذ

صفحة : 2401

الشرنبذ، كغضنفر، أهمله الجوهري، وقال الصاغاني: هو الغليظ، كالجرنبذ.

ش ع ذ
الشعوذة، أهمله الجوهري، وقال الليث: هو:خفة في اليد ومخاريق وأخذ كالسحر يرى الشيء بغير ما عليه أصله في رأي العين: وفي كلام بعضهم: هو تصوير الباطل في صورة الحق، وهو مشعوذ، بكسر الواو، ومشعوذ بفتحها.

الشعوذة: السرعة. وقيل: هو الخفة في كل أمر، ومنه الشعوذي: رسول الأمراء على البريد في مهماتهم، سمي به لسرعته، وقال الليث: الشعوذة والشعوذي مستعمل، وليس من كلام أهل البادية.

وغالب بن شعوذ الأزدي، عن أبي هريرة، فرد، وشعوذ بن عبد الرحمن الأزدي، عن خالد بن معدان، وشعوذ بن خليدة، عن أبي هارون العبدي محدثان، هكذا بلفظ التثنية في النسخ، والصواب: محدثون شعوذ بن مالك بن عمرو بن نمارة بن لخم رهط النعمان ابن المنذر ملك الحيرة.

ش ع ب ذ
المشعبذ بكسر الباء وفتحها، أهمله الجوهري، وقال الليث: هو المشعوذ بفتح الواو وكسرها وقد شعبذ يشعبذ قال الثعالبي في الجني المحبوب الملتقط من ثمار القلوب : لا أصل لقولهم مشعبذ، وإنما هو بالواو، ويكنى أبا العجب، قال أبو تمام.

ما الدهر في فعله إلا أبو العجب قاله شيخنا، وقد أثبته الزمخشري وغيره، وتقول العامة: الشعبثة.

ش ق ذ
الشقذان، محركة: الذي لا يكاد ينام، كالشقيذ والشقذ. الأخير ككتف. وفي التهذيب: وإنه لشقذ العين، إذا كان لا يقهره النعاس، زاد الجوهري: ولا يكون إلا عيونا، يصيب الناس بالعين قال ابن سيده هو والعيون الذي يصيب الناس بالعين كالشقذ بفتح فسكون، أو هو الشديد البصر السريع الإصابة، وقد شقذ، كفرح، شقذا. الشقذ والشقذان: الحرباء، ج شقذان، بالكسر، مثل كروان وكروان. وقيل: هوحرباء دقيق معصوب صعل الرأس يلزق بسوق العضاه. الشقذان: الذئب والصقر، ويكسر، عن ثعلب كالشقذ بفتح فسكون. الشقذان، بالكسر الحشرات كلها والهوام، كالضب والورل والطحن وسام أبرص والدساسة، واحدته شقذة، وجعلت امرأة من العرب الشقذان واحدا، فقالت تهجو زوجها وتشبهه بالحرباء:

إلى قصر شقذان كأن سباله     ولحيته في خرؤمان منور الخرؤمانة: بقلة خبيثة الريح تنبت في الأعطان والدمن، وأورد الأزهري هذا البيت مستشهدا به على الواحد من الحرابي. الشقذان، بالكسر: فراخ الحبارى والقطا ونحوهما. الشقذ، كصرد: ولد الحرباء، ويفتح ويكسر، الثلاثة عن اللحياني، ج، أي جمع كل ذلك شقذان، بالكسر، وشقاذي، قال يصف الحمر.

فرعت بها حـتـى إذا    رأت الشقاذي تصطلى اصطلاؤها: تحريها للشمس في شدة الحر، وقال بعضهم: الشقاذي في هذا البيت: الفراش، وهو خطأ، لأن الفراش لا يصطلى بالنار. والشقذاء: العقاب الشديدة الجوع والطلب، قال يصف فرسا:

شقذاء يحتثها في جريها ضرم

صفحة : 2402

كالشقذي، كجمزي، أي محركة، من الأمثال ماله شقذ ولا نقذ ، محركتين، أي ماله شيء، نقله الصاغاني، وما به، أي المتاع، كما ورد المثل مصرحا به شقذ ولا نقذ، ويضمان، أي ليس به عيب، وكلام ليس به شقذ ولا نقذ، أي نقص ولا خلل. وعن ابن الأعرابي: ما به شقذ ولا نقذ، أي ما به حراك، وزاد الميداني في الأمثال ما دونه شقذ ولا نقذ أي شيء يخاف أو يكره، عن الأصمعي أشقذته فشقذ، هو كضرب وعلم يشقذ ويشقذ أي طردته فذهب وبعد، وهو شقذ وشقذان، بالتحريك، قال عامر بن كثير المحاربي:

فإني لست من غطفان أصلي    ولا بيني وبينهم اعتـشـار
إذا غضبوا على ولأشقذوني     فصرت كأنني فرأ مـتـار

والمشاقذة: المعاداة. ومما يستدرك عليه: طرد مشقذ: بعيد، قال بخدج:

لاقى النخيلات حناذا محنذا     منى وشلا للأعادي مشقذا أراد أبا نخيلة، فلم يبل كيف حرف اسمه، لأنه كان هاجيا له. والشقذانة: الخفيفة الروح، عن ثعلب، وامرأة شقذانة: بذيئة سليطة: وهذا من التهذيب.

ش م ذ
شمذت الناقة تشمذ، بالكسر شمذا، بفتح فسكون، وشماذا، بالكسر، وشموذا، بالضم، وهي شامذ، من نوق شوامذ وشمذ، كركع وراكع، أي لقحت فشالت ذنبها، وفي بعض النسخ: بذنبها لترى اللقاح بذلك، وربما فعلت ذلك مرحا ونشاطا، قال الشاعر يصف ناقة:

على كل صهباء العثانين شامذ     جمالية في رأسها شطنـان قاله الليث، وقول بخدج يهجو أبا نخيلة:

وقافيات عارمات شمذا. إنما ذلك مثل، شبه القوافي بالإبل الشمذ، وهي التي ترفع أذنابها نشاطا ومرحا أو لترى اللقاح، وقد يجوز أن يكون شبهها بالعقارب لحدتها وشدة أذنابها، كما سيأتي. عن شمر: شمذ إزاره: رفعه إلى ركبتيه، يقال: اشمذ إزارك، أي أرفعه، ورجل شمذان، إذا كان كذلك. يقال: شمذت النخل إذا أبرت، ونخيل شوامذ، وأنشد الأصمعي للبيد:

بين الصفا وخليج العين ساكنةغلب شوامذ لم يدخل بها الحصر وقال: حصر النبت، إذا كان في موضع غليظ ضيق فلا يسرع نباته. شمذت المرأة فرجها، إذا حشته بخرقة خشية خروج، رحمها. وبين حشته وخشية الجناس المصحف، قال الجميح:

تشمذ بالدرع والخمـار فـلا     تخرج من جوف بطنها الرحم والمشمذ: بالكسر: العمامة، كالمشوذ، عن الصاغاني. والأشمذة واليشمذة، بفتحهما: السريعة الطيران من الطيور، نقله الصاغاني. قيل الشامذ من الإبل: الخلفة قال، أبو زبيد يصف حرباء:

شامذا تتقى المبس على المـر     ية كرها بالصرف ذي الطلاء

صفحة : 2403

يقول: الناقة إذا أبس بها اتقت المبس باللبن، وهذه تتقيه بالدم، وهذا مثل، والعقرب شامذ من حيث قيل لما شال من ذنبها: شولة. واليشمذان، هذا هو الأصل، والشيذمان مقلوبه، وهو الذئب، سمى به لشموذه بذنبه، عن ابن دريد قال أبو الجراح: من الكباش ما يشتمذ، ومنها ما يغل، الاشتماذ: أن يضرب الألية حتى ترتفع فيسفد، والغل: أن يسفد من غير أن يفعل ذلك. ويقال: الحبلة في شمذتها، محركة، والحبلة، بالتحريك: حبل الكرمة قبل أن يبلغ، وذلك أنهم يدنون إلى الحبلة شجرة ترتفع عليها. ومما يستدرك عليه: أشمذان: موضعان أو جبلان، قال رزاح أخو قصي بن كلاب:

جمعنا من السر من أشمذين     ومن كل حي جمعنا قبيلا وفي معجم البكرى: جبلان بين المدينة وخيبر ينزله جهينة وأشجع. وقالوا للنحل: شمذ، لأنها ترفع أذنابها، نقله شيخنا. ورجل شمذان، محركة: يرفع إزاره إلى ركبتيه، عن شمر.

ش م ر ذ
الشمرذي، أهمله الجوهري، وقال الصاغاني: هو كالشبرذي في معانيها التي تقدم ذكرها الميم لغة أيضا في الشبرذي التغلبي، من رجالات تغلب، وناقة شمرذاة وشبرذاة: سريعة ناجية. والشمرذة: السرعة، وقول الشاعر:

لقد أوقدت نار الشمرذي بأرؤسعظام اللحي معرنزمات اللهازم قال: أحسبه نبتا أو شجرا، كذا في اللسان. وما يستدرك عليه هنا:

ش م ش ذ
الشمشاذ، معرب شمشاد، وهو شجر السرو، ويسمى أزادد رخت.

ش م ه ذ
الشمهذ، كجعفر، أهمله الجوهري، وهو من الكلام: الحديد، وقيل: الخفيف. والشمهذة: التحديد، عن أبي سعيد، وترقيق الحديد، يقال: شمهذ حديدته، إذا رققها وحددها. قال أبو سعيد: الشمهذ من الكلاب: الخفيفة الحديدة أطراف الأنياب، قال الطرماح يصف الكلاب:

شمهذ أطراف أنيابها     كمناشيل طهاة اللحام وذكره صاحب اللسان في الدال المهملة، وقد نبهنا عليه، فراجعه.

ش ن ب ذ
أبو الحسن محمد بن أحمد بن أيوب بن الصلت بن شنبوذ، أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وقال الصاغاني هو بفتح الشين والنون وبه يعرف، ولهجت العامة بسكون النون، وفي أصل الرشاطي بتشديد النون، بغدادي، أخذ القراءة عرضا عن قنبل وإسحاق الخزاعي، وروي عنه القراءة عرضا عبد الله بن المطرز، وكان مجاب الدعوة وذلك أنه دعا على ابن مقلة أن يقطع الله يده و يشتت شمله فاستجيب فيه لأنه الذي شدد عليه النكير ونفاه من بغداد إلى البصرة وقيل إلى المدائن قاله شيخنا و مقتضى عبارة المقريزى في تاريخه أن الذي استجاب الله دعاءه

صفحة : 2404

في ابن مقلة هو الشريف إسماعيل ابن طباطبا العلوى قلت ولا مانع من الجمع وفي كتب الأنساب تفرد بقراءات شواذ كان يقرأ بها في المحراب وأمر بالرجوع فلم يجب فأمر ابن مقلة به فصفع فمات سنة 323، وشنبوذ يصرف ولا يصرف قاله ابن التلمساني وقال الشهاب هو علم أعجمي ممنوع من الصرف وهو جد أبي الحسن المذكور حدث عن أبي مسلم الكجى وبشر بن موسى وعنه أبو بكر بن شاذان وأبو حفص بن شاهين ويوجد في بعض نسخ الشفاء لعياض أحمد بن أحمد ابن شنبوذ وهو خطأ والصواب محمد بن أحمد، كما للمصنف وعلى ابن شنبوذ، ضبطه مثل الأول وكلاهما من القراء. وأحمد بن محمد بن شنبذ، كجعفر: قاضي الدينور، محدث، حكي عنه السراج في اللمع، قال الحافظ: وأبو القاسم شنبذ بن عمر ابن الحسين بن حماد القطان، سمع منه طاهر النيسابوري وضبطه. وبقي عليه: أبو الفرج محمد بن أحمد بن إبراهيم بن علام الشنبوذي، قرأ على ابن شنبوذ فعرف به، ضعيف الرواية عن استاذه وغيره، على كثرة علمه، توفي سنة 388. ومما يستدرك عليه: شناباذ، بالكسر: قرية من بلخ، منها أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن حامد البلخي الشناباذي الزاهد، مكثر الحديث، صحب أبا بكر الوراق وغيره، توفي سنة 355.

ش ن ذ
وفي النهاية لابن الأثير، في حديث سعد بن معاذ لما حكم في بني قريظة حملوه على شنذه من ليف ، هي بالتحريك، شبه إكاف يجعل لمقدمته حنو، قال الخطابي: ولست أدري بأي لسان هو.

ش و ذ
المشوذ، كمنبر: العمامة، كالمشواذ، ج المشاوذ والمشاويذ، أنشد ابن الأعرابي للوليد بن عقبة ابن أبي معيط، وكان قد ولي صدقات تغلب:

إذا ما شددت الرأس مني بمشوذ      فغيك مني تغلـب ابـنة وائل يريد: غيالك ما أطوله مني. في الحديث أنه بعث سرية، فأمرهم أن يمسحوا على المشاوذ والتساخين قال أبو بكر: المشاوذ: العمائم واحدها مشوذ، والميم زائدة، وشاهد المشواذ قول عمرو بن حميل.

كأن أوب ضبعه الـمـلاذ     ذرع اليمانين سدى المشواذ المشوذ: الملك المتوج، المشوذ: السيد المطاع. قال ابن الأعرابي: يقال: فلان حسن الشيذة، بالكسر، أي العمة. يقال: هو خير الأشاوذ، أي خير الخلق، نقله الصاغاني. وأشوذ بن سام بن نوح عليه السلام، وهو أخو أرفخشذ وإرم ولاوذ.وغيلم وماش والموصل، وولد أشوذ يبرس، وهو أبو الفرس وبهم سميت فارس، وكان منهم الأكاسرة، هذا قول بعض العلماء، والأجماع عند النسابين أن الفرس من نسل كيومرث بن تفيس بن اسحاق بن إبراهيم، عليهما السلام، وعليه العمل، كذا في المقدمة الفاضلية لابن الجواني النسابة. قال أبو زيد: شوذته فتشوذ واشتاذ، أي عممته فتعمم واعتم. قال أبو منصور: أحسبه أخذ من قولك شوذت الشمس إذا مالت للمغيب، وذلك أنها كانت غطيت بهذا الغيم، قال الشاعر:

لدن غدوة حتى إذا الشمس شوذت     لدى سورة مخـشـية وحـذار هكذا أنشده شمر جاء في شعر أمية:

وشوذت شمسهم إذا طلعت    بالجلب هفا كأنه كـتـم

صفحة : 2405

يقال شوذ السحاب الشمس إذا عمها قال أبو حنفية، أي عممت بالسحاب. قال الأزهري: أراد أن الشمس طلعت في قتمة كأنها عممت بالغبرة التي تضب إلى الصفرة وذلك في سنة الجدب والقحط، أي صار حولها خلب سحاب رقيق لا ماء فيه وفيه صفرة، وكذلك تطلع الشمس في الجدب وقلة المطر، والكتم: نبات يختضب به