الباب التاسع: باب الذال - الفصل الخامس عشر: فصل العين المهملة مع الذال المعجمة

فصل العين المهملة مع الذال المعجمة

ع ش ج ذ
عشجذت السماء، أمله الجوهري، وقال الصاغاني إذا ضعف مطرها، كأشجذت العين منقلبة عن الهمزة.

ع ق ذ
ومما يستدرك عليه: امرأة عقذانة، أي بذية سليطة، كشقذان، ذكره الأزهري في ترجمة عذق.

ع ن ذ
عنذي به كحنظى أغري به يقال: امرأة عنذيان، بالكسر وعذوانة، محركة عن الأزهري: بذية سيئة سليطة. والعانذة: أصل الذقن والأذن قال:

عوانذ مكتنفات الـلـهـا    جميعا وما حولهن اكتنافا ومما يستدرك عليه: عندذان، بالتخفيف: بلد من جند قنسري، والعواصم، كذا في معجم البكري.

ع و ذ
العوذ، الالتجاء، كالعياذ بالكسر والمعاذ والمعاذة والتعوذ والاستعاذة عاذ به يعوذ: لاذ به ولجأ إليه واعتصم. وعذت بفلان واستعذت به، أي لجأت إليه. وفي الحديث إنما قالها تعوذا أي إنما أقر بالشهادة لاجئا إليها ومعتصما بها ليدفع عنه القتل، وليس بمخلص في إسلامه.

صفحة : 2407

العوذ بالضم: الحديثات النتاج من الظباء والإبل والخيل من كل أنثى، كالعوذان، وهما جمعا عائذ كحائل وحول، وراع ورعيان وحائر وحوران. وفي التهذيب: ناقة عائذ: عاذ بها ولدها، فاعل بمعنى مفعول، وقيل: هو على النسب. والعائذ: كل أنثى إذا وضعت مدة سبعة أيام، لأن ولدها يعوذ بها، والجمع عوذ، بمنزلة النفساء من النساء وهي من الشاء ربي وجمعها رباب، ومن ذوات الحوافر فريش. وقد عاذت عياذا وأعاذت وأعوذت، وهي معيذ ومعوذ، وعاذت بولدها: أقامت معه وحدبت عليه ما دام صغيرا، كأنه يريد، عاذ بها ولدها، فقلب. واستعار الراعي أحد هذه الأشياء للوحش فقال:

لها بحقيل فالنمـيرة مـنـزل    ترى الوحش عوذات بها ومتاليا كسر عائذا على عوذ، ثم جمعه بالألف والتاء، وقول الهذلي:

وعاج لها جاراتها العيس فارعوتعليها اعوجاج المعوذات المطافل قال السكري: المعوذات: التي معها أولادها. قال الأزهري: الناقة إذا وضعت ولدها فهي عائذ أياما، ووقت بعضهم سبعة أيام. ويقال: هي عائذ بينة العؤوذ إذا ولدت عشرة أيام أو خمسة عشر، ثم هي مطفل بعد، يقال: هي في عياذها، أي بحدثان نتاجها، وفي حديث الحديبية ومعهم العوذ المطافيل يريد النساء والصبيان. وفي حديث علي رضي الله عنه فأقبلتم إلى إقبال العوذ المطافيل . العوذة، بالهاء: الرقية يرقى بها الإنسان من فزع أو جنون، لأنه يعاذ بها، وقد عوذه. قال شيخنا. وزعم بعض أرباب الاشتقاق أن أصلها هي الرقية بما فيه أعوذ، ثم عمت، ومال إليه السهيلي وجماعة. قلت. وهو كذلك، فقد قال مثل ذلك صاحب اللسان وصرح به غيره، يقال: عوذت فلانا بالله وبأسمائه وبالمعوذتين، إذا قلت أعيذك بالله وأسمائه من كل ذي شر وكل داء وحاسد وحين. وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يعوذ نفسه بالمعوذتين بعد ما طب.وكان يعوذ ابني ابنته البتول عليهم السلام بهما كالمعاذة والتعويذ، والجمع العوذ والمعاذات والتعاويذ.

والعوذ، بالتحريك: الملجأ، قاله الليث، يقال: فلان عوذ لك، أي ملجأ، وفي بعض النسخ: اللجأ كالمعاذ والعياذ. وفي الحديث لقد عذت بمعاذ، الحقي بأهلك . والمعاذ المصدر والزمان والمكان، أي قد لجأت إلى ملجإ ولذت بملاذ. والله عز وجل معاذ من عاذ به، وهو عياذي، أي ملجئي.

العوذ، بالتحريك: الكراهة كالعواذ، كسحاب، يقال: ما تركت فلانا إلا عوذا منه، وعواذا منه، أي كراهة.

العوذ: الساقط المتحات من الورق، قال أبو حنيفة: وإنما قيل له عوذ لأنه يعتصم بكل هدف ويلجأ إليه ويعوذ به. وقال الأزهري: والعوذ: ما دار به الشيء الذي يضربه الريح فهو يدور بالعوذ من حجر أو أرومة.

عن ابن الأعرابي: العوذ رذال الناس وسفلتهم.

يقال: أفلت فلان منه عوذا، إذا خوفه ولم يضربه، أو ضربه وهو يريد قتله فلم يقتله.

صفحة : 2408

من المجاز: أرعوا بهمكم عوذ هذا الشجر، عوذ كسكر: ما عاذ به من المرعى وامتد تحته. كذا في الأساس. وقال غيره: هو ما عيذ به من شجر وغيره، وقيل هو النبت في أصول الشوك أو الهدف أو حجر يستره، كأنه يعوذ بها، أو العوذ من الكلإ: ما لم يرتفع إلى الأغصان ومنعه الشجر من أن يرعى من ذلك، وقيل: هو أن يكون بالمكان الحزن لا تناله المال، قال الكميت:

خليلي خلصاني لم يبق حبهامن القلب إلا عوذا سينالها كالمعوذ، وتكسر الواو قال كثير ابن عبد الرحمن الخزاعي يصف امرأة:

إذا خرجت من بيتها راق عينها    معوذه وأعجبتها الـعـقـائق يعني أن هذه امرأة إذا خرجت من بيتها رقها معوذ انبت حوالي بيتها. من المجاز: أطيب اللحم عوذه. قال الزمخشري: العوذ: ما عاذ بالعظم من اللحم، زاد الجوهري: ولزمه، ومثله قول الراغب، وقال أبو تمام:

وما خير خلق لم تشبـه شـراسة    وما طيب لحم لا يكون على عظم وقال ثعلب: قلت لأعرابي: ما طعم الخبر، قال أدمه. قال: قلت: ما أطيب اللحم؛ قال: عوذه.

العوذ: طير لاذت بجبل أو غيره مما يمنعها، كالعياذ بالكسر، قال بخدج:

كالطير ينجون عياذا عوذا كرر مبالغة، وقد يكون عياذا هنا مصدرا.

قولهم: معاذ الله، أي أعوذ بالله معاذا، تجعله بدلا من اللفظ بالفعل، لأنه مصدر، وإن كان غير مستعمل، مثل سبحان. وقال الله عز وجل معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده أي نعوذ بالله معاذا أن نأخذ غير الجاني بجنايته، وكذا معاذة وجه الله، ومعاذ وجه الله ومعاذة وجه الله وهو مثل المعنى والمعناة والمأتي والمأتاة، وقال شيخنا: وقد عدو معاذ الله من ألفاظ القسم، وقد بسطه الشيخ ابن مالك في مصنفاته.

وبنو عائذة، وبنو عوذة، وبنو عوذى، بضمها كذا ضبطه عندنا في النسخ، والإطلاق يقتضي الفتح، وهو الصواب، وبطون، أما عائذة فبطنان، الأول عائذة قريش وهم بنو خزيمة بن لؤي، قال ابن الجواني النسابة: وأما خزيمة بن لؤي فإليه ينسب القوم الذين يزعمون أنه عائذة قريش وشيخ الشرف يدفعهم عن النسب. وعائذة هي ابنة الخمس بن قحافة من خثعم، وبها يعرفون، وهم بنو الحارث بن مالك بن عبيد بن خزيمة بن لؤي بن غالب، وعائذة هي أم الحارث هذا، ويقال الحارث بن مالك بن عوف بن حرب بن خزيمة، وهم بمالك خمس أفخاذ من عوف: بنو جذيمة وبنو عامر وبنو سلامة وبنو معاوية، أولاد عوف. وعائذة مع بني محلم بن ذهل ابن شيبان، باديتهم مع باديتهم، وحاضرتهم مع حاضرتهم يد واحدة. والثاني عائذة بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبة بن أد بن طابخة بن الياس ابن مضر، وهم فخذ، قال الشاعر:

متى تسأل الضبي عن شر قومه     يقل لك إن الـعـائذي لـئيم ومنهم حمرة بن عمرو الضيي، عن أنس، وعنه شعبة وعون، وأما بنو عوذة فمن الأسد وبنو عوذى مقصور: بطن آخر، قال الشاعر:

ساق الرقيدات من عوذي ومن عمموالسبي من رهط ربعي وحجار

صفحة : 2409

وعائذ الله: حي من اليمن، هكذا بالألف، عن ابن الكلبي، أو الصواب عيذ الله، كسيد، يقال: هو من بني عيذ الله، ولا يقال عائذ الله، كذا في الصحاح، وذكر أبو حاتم السجستاني في كتاب لحن العامة أنه عيذ الله، بتشديد الياء، قال: لكن إن نسبت إليه خففت فسكنت الياء، لئلا تجتمع ثلاث ياءات، انتهى، وقال السهيلي في الروض: لسعد العشيرة ابن لصلبه اسمه عيذ الله، وهي قبيلة من قبائل جنب بن مذحج. قلت: والذي قاله ابن الجواني النسابة في المقدمة ما نصه: والعقب من سعد العشيرة بن مذحج من زيد الله وعائذ الله وعيذ الله. ثم ساق إلى آخره، فعرف منه أن له أخا اسمه عائذ الله. وقوله من قبائل جنب بن مذحج محل نظر، وإنما هم بنو عيذ الله بن سعد بن مذحج، كما عرفه أولا. وذكر الدارقطني من ولده مالك بن شرف بن أسد بن عبد مناة بن عيذ الله، ومن قبله جاءت ولادة مذحج لرسول الله صلى الله عليه وسلم. وعويذة اسم امرأة، عن ابن الأعرابي، وأنشد:

فإني وهجراني عويذة بعدمـا     تشعب أعواء الفؤاد الشواعب والعاذ: ع بسرف، قال أبو المورق:

تركت العاذ مقليا ذمـيمـا     إلى سرف واجددت الذهابا العاذة، بهاء: ع ببلاد هذيل أو كنانة، أو هو بالغين والدال، وقد تقدم في محله، وكذلك الاستشهاد بقول ساعدة بن جؤية الهذلي. وتعاوذوا في الحرب، إذا تواكلوا وعاذ بعضهم ببعض.

والمعوذ، كمعظم: موضع القلادة من الفرس، ودائرة المعوذ تستحب، قال أبو عبيد: من دوائر الخيل المعوذ وهي التي تكون في موضع القلادة يستحبونها.

المعوذ: ناقة لا تبرح في مكان واحد كأنه لضعفها أو كبر سنها والدال لغة. المعوذ: مرعى الإبل حول البيوت، ولا يخفى أنه تقدم في كلامه بعينه، وقدمنا الشاهد عليه من قول كثير الخزاعي، فذكره ثانيا تكرار.

والمعوذتان: سورتان سورة الفلق وتاليتها، بكسر الواو، صرح به السيوطي في الإتقان، وجزم به، وصرح الشمس التتائي في شرح الرسالة أن الفتح خطأ، وإن ذهب إليه ابن علان في شرح الأذكار، وأن الكسر هو الصواب. لأن مبدأ كل واحدة منهما قل أعوذ، ويقال: عوذت فلانا بالله وأسمائه، وبالمعوذتين، إذا قلت أعيذك بالله وأسمائه من كل ذي شر، إلى آخره، قال شيخنا: وربما قيل المعوذات بالجمع، بإضافة الإخلاص لهما على جهة التغليب، لأنها مما يتحصن بها، لاشتمالها على صفة الله تعالى. وعوذ بالله منك، أي أعوذ بالله منك، قال:

قالت وفيها حيدة وذعر    عوذ بربي منكم وحجر قال الأزهري: وتقول العرب للشي ينكرونه والأمر يهابونه: حجرا، أي دفعا، وهو استعاذة من الأمر.

صفحة : 2410

وسموا عائذا وعائذة ومعاذا ومعاذة وعوذا وعياذا ومعوذا، والمسمى بمعاذ أحد وعشرون صحابيا، والمسمى بعائذ عشرة من الصحابة،وعائذ الله بن سعيد بن جندب له وفادة، ويقال، عابد الله، وعياذ بن عبد عمرو الأزدي له صحبة، وأهبان ابن عياذ مكلم الذئب، وعياذ بن عدوان جد عامر بن الظرب، وآخرون، ومعوذ بن عفراء، له صحبة وأبو إدريس الخولاني من كبار التابعين ولي قضاء دمشق ليزيد، واسمه عائذ الله بن عبد الله، ولد عام حنين، وكان من عباد أهل الشام وقرائهم، يروي عن شداد بن أوس وابن مسعود والمغيرة بن شعبة، مات سنة ثمانين. وعائذ بن نصيب الأسدي وعائذ أبو معاذ، وعائذ بن حبيب الكعبي، وعائذ الجعفي، وعائذ، الله المجاشعي، تابعيون. ومعاذة: ماءة لبني الأقيشر مرة. وسكة معاذ بنيسابور تنسب إلى معاذ بن مسلم،و النسبة إليها معاذي. وعيذون جد الإمام اللغوي أبي علي إسماعيل بن علي القالي صاحب الآمالي والزوائد، نسبة إلى قاليقلا من مدن أرمينية، قال أبو بكر الزبيدي، سألت أبا علي القالي عن نسبة فقال أنا إسماعيل بن القاسم ابن عيذون. والعوائذ من الكواكب الشآمية أربعة كواكب بتريع مختلف، في وسطها كوكب يسمى الربع ونص التكملة: في وسطها كواكب تسمى الربع.

ومما يستدرك عليه: عوذ بن غالب بن قطيعة بن عبس وعوذ بن سود بن الحجر بن عمران بن عمرو بن مزيقياء، قبيلتان، من الأولى سعد بن سهم بن عوذ، وحبيب بن قرفة العوذي، ومن الثانية أبو عبد الله همام بن يحيى بن دينار الأزدي العذوي، مولاهم.

وعيذون جد أبي الحسن علي بن عبد الجبار بن سلامة الهذلي اللغوي، ولد بتونس سنة 428 وتوفي سنة 519. والعيذيون في الصحابة والرواة كثيرون، نسبوا إلى عيذ الله المتقدم ذكره، وفي النسبة يخفف، وقال السمعاني، وفي بني ضبة عيذ الله، بتشديد الياء، ولم يذكر من نسب إليها، وذكره الماليني وتبعه الرشاطي فقال: مسلم بن إبراهيم العيذي بتشديد الياء، كاتب المصاحف، وقال سيبويه: وقالوا: عائذأ بالله من شرها، فوضعوا الأسم موضع المصدر، قال عبد الله السهمي:

ألحق عذابك بالقوم الذين طغواوعائذا بك أن يغلوا فيطغوني وقال الأزهري: يقال: اللهم عائذا بك من كل سوء، أي أعوذ بك عائذا، وفي الحديث عائذ بالله من النار أي أنا عائذ ومتعوذ كما يقال مستجير فجعل الفاعل موضع المفعول، كقولهم: سر كاتم، وماء دافق. وفي حديث حذيفة تعرض الفتن على القلوب عرض الحصير عوذا عوذا قال ابن الأثير، هكذا روى بالدال والذال، كأنه استعاذ من الفتن، وقد تقدم، في التنزيل، فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم معناه إذا أردت قراءة القرآن فقل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ووسوسته. وفي اللسان: ويقال للجودي: عيذ، بالتشديد. وعاذ: قرية معروفة،وقيل ماء بنجران، قال ابن أحمر:

عارضتهم بسؤال هل لكم خبرمن حج من أهل عاذ إن لي أربا وقيل بالدال المهملة، وقيل بالغين المعجمة.

ووادي الغائذ قبل السقيا بميل، والسقيا: منزل بين الحرمين الشريفين. ومعاذة: زوجة الأعشي، ومعاذة: مولاة عبد الله بن أبي، ومعاذة الغفارية، صحابيات.

ع ي ذ

صفحة : 2411

العيذان: السيئ الخلق، ومنه قول تماضر امرأة زهير بن جذيمة لأخيها الحارث: لا يأخذن فيك ما قال زهير، فإنه رجل بيذارة عيذان شنوءة. كذا في اللسان.