الباب التاسع: باب الذال - الفصل العشرون: فصل اللام مع الذال المعجمة

فصل اللام مع الذال المعجمة

ل ب ذ
لبيذة: قرية واسعة بتونس، قال الإمام الضابط أبو القاسم التجيبي في رحلته: كذا كتبه لنا أبو عبد الله اللبيذي، وسمعناه من غيره بدال مهملة، قال شيخنا: ومنها أبو القاسم اللبيذي التونسي المذكور في رحلتي التجيبي والعبدري، كما نبه عليه السوداني في كفاية المحتاج وأغفله المصنف. قلت وأبو القاسم هذا هو عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن الحضرمي اللبيذي من فقهاء القيروان بالمغرب، حدث، ومات قريبا من ثلاثين وأربعمائة، وقد أهمل السمعاني والرشاطي دالها.

ل ج ذ
اللجذ: الأكل لجذ الطعام لجذا: أكله. اللجذ أول الرعي. واللجذ: أكل الماشية الكلأ، يقال: لجذت الماشية الكلأ: أكلته، وقيل: هو أن تأكله بأطراف ألسنتها إذا لم يمكنها أن تأخذه بأسنانها. ونبت ملجوذ، إذا لم يتمكن منه السن لقصره فلسته الإبل، ويقال للماشية إذا أكلت الكلأ: لجذت الكلأ، وقال الأصمعي، لجذه مثل لسه.اللجذ: الأخذ اليسير، وقد لجذ لجذا: أخذ أخذا يسيرا.

اللجذ: أن يكثر من السؤال بعد أن يعطى مرة، وقال الأصمعي: لجذه لجذا: سأله وأعطاه، ثم سأل فأكثر. وقال أبو زيد: إذا سألك الرجل فأعطيته، ثم سألك قلت: لجذني يلجذني لجذا، وفي الصحاح: لجذني فلان يلجذ، بالضم لجذا، إذا أعطيته ثم سألك فأكثر. اللجذ: التحضيض يقال: لجذني على كذا، أي حضني عليه. اللجذ: اللحس، ويحرك في الأخير، قال أبو عمرو: لجذ الكلب ولجذ، إذا ولغ في الإناء فعل الكل كنصر وفرح، أي جاء من البابين، الأولى عن الصاغاني في معنى لحس. ودابة ملجاذ، بالكسر، تأخذ البقل بمقدم فيها وأطراف ألسنتها، قال عمرو بن حميل:

وكل ذب أكحل المقـاذي
أعيس ملساس الندى ملجاذ

ومما يستدرك عليه: اللجاذ بالكسر الغراء وليس بثبت.
ل ذ ذ

صفحة : 2420

اللذة: الشهوة، أو قريبة منها، وكأنها لما كانت لا تحصل إلا لصحيح المزاج سالمة من الأوجاع فسرها بقوله: ضد الألم، ج لذات. لذه ولذ به، يتعدى ولا يتعدى، لذا ولذاذة، وهو من باب فرح، كما صرح به الجوهري وأرباب الأفعال، وإن توقف فيه بعضهم نظرا إلى اصطلاحه، فإن مقتضاه أن يكون المضارع منهما على يفعل، بالضم، ككتب، وليس كذلك، وفي المحكم: لذذت الشيء، بالكسر، لذاذا، ولذاذة، والتذه التذاذا، التذ به، واستلذه: وجده لذيذا أو عده لذيذا، والتذ به وتلذذ بمعنى واحد، ولذذت الشيء ألذه، إذا استلذذته، وكذلك لذذت بذلك الشيء، وأنا ألذ به لذاذة ولذذته سواء، وفي الحديث: كان الزبير يرقص عبد الله ويقول:

أبيض من آل أبي عتيق
مبارك من ولد الصديق
ألذه كما ألذ ريقي ولذ هو يلذ: صار لذيذا قال رؤبة:

لذت أحاديث الغوي المندغ أي استلذ بها. عن ابن الأعرابي: اللذ: النوم، وأنشد:

ولذ كطعم الصرخدي تركتـه    بأرض العدا من خشية الحدثان واللذيذ: الخمر هو واللذ يجريان مجرى واحدا في النعت، كاللذة، قال الله عز وجل من خمر لذة للشاربين أي لذيذة، وقيل: ذات لذة. وكأس لذة: لذيذة، ج لذ، بالضم، ولذاذ، بالكسر، شراب لذ من أشربة لذ ولذاذ، ولذيذ من أشربة لذاذ. واللذلاذ: السريع الخفيف في عمله، وقذ لذلذ، وبه سمي الذئب لذلاذا، لسرعته، هكذا حكي لذلاذا، لسرعته، هكذا حكي لذلاذ، بلا لام كأوس ونهشل، فكان ينبغي للمصنف أن يقول: وبلا لام الذئب، وقال عمرو بن حميل:

لكل عيا الضحى لـذلاذ
لون التراب أعقد الشماذ

أراد بعيال الضحى ذئبا يتعيل في عطفيه، أي يتثنى، والأعقد: الذي يلوي ذنبه كأنه منعقد. وروضة ملتذ: ع قرب المدينة المشرفة، علي ساكنها أفضل الصلاة والسلام، ذكره الزبير في كتاب العقيق، وأنشد لعروة بن أذينة:

فروضة ملتذ فجنبا منيرة فوادي العقيق انساح فيهن وابله كذا في المعجم. والألذة: الذين يأخذون لذتهم، نقله الصاغاني. قال ابن بري في الحواشي، ذكر الجوهري اللذ بسكون الذال، هنا وهم، وإنما موضعه لذا من المعتل، قال: وقد ذكره في ذلك الموضع، وإنما غلطه في جعله في هذا الموضع كونه بغير ياء، وعبارة الجوهري: واللذ واللذ، بكسر الذال وتسكينها لغة في الذين والتثنية اللذا، بحذف النون، والجمع الذين وربما قالوا في الجمع اللذون، قال شيخنا: وهذا، أي ذكر اللغة في موضع غير بابها من باب جمع النظائر والأشباه، فلا يغني عن ذكر كل كلمة في بابها، لأنه موهم كما توهمه المصنف.

ومما يستدرك عليه: الملاذ جمع ملذ، وهو موضع اللذة من لذ الشيء يلذ لذاذة فهو لذيذ، أي مشتهى، وفي الحديث إذا ركب أحدكم الدابة فليحملها على ملاذها أي ليجرها في السهولة لا في الحزونة.

واللذوى، فعلى من اللذة، قلبت إحدى الذالين ياء، كالتقضي والتلظي، وقد جاء في حديث عائشة رضي الله عنها، أنها ذكرت الدنيا فقالت: قد مضى لذواها، وبقي بلواها ، أي لذتها. واللذة واللذاذة واللذيذ واللذوني الأكل والشرب بنعمة وكفاية. ورجل لذ: ملتذ، أنشد ابن الأعرابي لأبي سعنة:

صفحة : 2421

فراح أصيل الحزم لـذا مـرزأ     وباكر مملوءا من الراح مترعا وفي الحديث لصب عليكم العذاب صبا ثم لذ لذا ، أي قرن بعضه إلى بعض. وهو في لذ من عيش، وله عيش لذ. ورجل لذ: طيب الحديث. وذا أطيب وألذ. ذا يلذني ويلذذني. ولاذ الرجل امرأته ملاذة ولذاذا، وتلاذا عند التماس.

ل م ذ
لمذ أهمله الجوهري والجماعة وهو بمعنى لمج لغة في الإبدال.

ل و ذ
اللوذ بالشيء: الاستتار والاحتصان به، كاللواذ مثلثة، واللياذ والملاوذة، لاذ به يلوذ لوذا ولواذا: ولياذا: لجأ إليه وعاذ به. ولاوذ ملاوذة ولواذا ولياذا: استتر. وقال ثعلب: لذت به لواذا: احتصنت. ولاوذ القوم ملاوذة ولواذا، أي لاذ بعضهم ببعض، ومنه قوله تعالى: يتسللون منكم لواذا .

وفي حديث الدعاء اللهم بك أعوذ، وبك ألوذ ، لاذ به، إذا التجأ إليه وانضم واستغاث. في الحديث يلوذ به الهلاك . أي يستتر به ويحتمى، وإنما قال تعالى لواذا لأنه مصدر لاوذت، ولو كان مصدرا للذت لقلت لذت به لياذا، كما تقول قمت إليه قياما وقاومتك قواما طويلا. وفي خطبة الحجاج: وأنا أرميكم بطرفي وأنتم تتسللون لواذا. أي مستخفين مستترين بعضكم ببعض. وقال الطرماح في بقر الوحش:

يلاوذن من حـر كـأن أواره     يذيب دماغ الضب وهو جدوع أي تلجأ إلى كنسها. اللوذ: الإحاطة، كالإلاذة، يقال: لاذ الطريق بالدار وألاذ إلاذة، والطريق مليذ بالدار، إذا أحاط بها. وألاذت الدار بالطريق، إذا أحاطت به، اللوذ: جانب الجبل وحضنه وما يطيف به. اللوذ: منعطف الوادي، ج ألواذ ويقال: هو بلوذ كذا، أي بناحية كذا. والملاذ: الملجأ والحصن، كالملوذة، بالكسر، ولاذ به، ولاوذ، وألاذ: امتنع. والملاوذة واللواذ: المراوغة، كاللواذانية محركة، وبه فسر بعض قوله تعالى يتسللون منكم لواذا ومثله في كتاب ابن السيد في الفرق، فإنه قال: لاوذ فلان: راغ عنك وحاد. الملاوذة واللواذ: الخلاف، وبه فسر الزجاج الآية، أي يخالفون خلافا، قال: ودليل ذلك قوله عز وجل فليحذر الذين يخالفون عن أمره الملاوذة واللواذ: أن يلوذ، أي يستتربعضهم ببعض، كالتلواذ، بالفتح، قال عمرو بن حميل:

يريغ شذاذا إلى شذاذ
من الرباب دائم التلواذ

وبه فسر بعضهم الآية، كما تقدم ذلك قريبا. ولوذان: اسم أرض، وقال الراعي:

فلبثها الراعي قليلا كلا ولابلوذان أو ما حللت بالكراكر وقال ثعلب: لوذان: ع وأنشد:

أمن أجل دار بين لوذان فالنقاغداة النوى عيناك تبتدران اللوذان من الشيء: ناحيته، كاللوذ، يقال: هو بلوذ كذا، أي بناحية كذا، وبلوذان كذا، قال ابن أحمر:

كأن وقعته لوذان مرفقهـا    صلق الصفا بأديم وقعه تير

صفحة : 2422

تير، أي تارات. واللاذة: ثوب حرير أحمر صيني، أي ينسج بالصين، ج لاذ، وهو بالعجمية سواء، تسميه العرب والعجم اللاذة. والملاوذ: المآزر عن ثعلب. ولوذ: جبل باليمن، نقله الصاغاني. لوذ الحصى: ع، عن الصاغاني. ولاوذ بن سام بن نوح عليه السلام، أخو أرفخشد وأشوذ وإرم وعيلم وماش والموصل، ولد. ولاوذ أبو عمليق وطسم وأميم، وقد انقرض أكثرهم. وخزر بن لوذان شاعر معروف. ومما يستدرك عليه: قال ابن السكيت: خير بني فلان ملاوذ، أي لا يجيء إلا بعد كد، وأنشد للقطامي:

وما ضرها أن لم تكن رعت الحميولم تطلب الخير الملاوذ من بشر وقال الجوهري: يعني القليل. وفي الأساس: ومن المجاز: خير فلان ملاوذ: مراوغ لا يأتي إلا بعد كد. والملاوذة: المداورة من حيثما كان. ولاوذهم: داراهم. ويقال: هو لوذه، أي قريب منه. ولي من الإبل والدارهم وغيرها مائة أو لواذها، يريد أو قرابتها، وكذلك غير المائة من العدد، أي أنقص منها بواحد أو اثنين أو أكثر منها بذلك العدد. ولوذان بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس، في الأنصار، وعقبه من ولده مالك بن لوذان، وفخذهم يقال لهم بنو السميعة، وفي الجاهلية بنو الصماء، وف همدان لوذان بن عبد ود بن الحارث بي مالك بن زيد بن جشم بن حاشد، قاله ابن الكلبي. ومن المجاز: ألاذت الناقة الظل بخفها، إذا قامت الظهيرة، كذا في الأساس.