الباب التاسع: باب الذال - الفصل الثاني والعشرون: فصل النون مع الذال المعجمة

فصل النون مع الذال المعجمة

ن ب ذ

صفحة : 2426

النبذ: طرحك الشيء من يدك أمامك أو وراءك، أو عام، يقال: نبذ الشيء، إذا رماه وأبعده، ومنه الحديث فنبذ خاتمه أي ألقاه من يده، وكل طرح نبذ. ونبذ الكتاب وراء ظهره: ألقاه. وفي التنزيل فنبذوه وراء ظهورهم وكذلك نبذ إليه القول. وفي مفردات الراغب: أصل النبذ طرح ما لا يعتد به، وغالب النبذ الذي في القرآن على هذا الوجه. والفعل كضرب، نبذه ينبذه نبذا. النبذ: ضربان العرق لغة في النبض، كالنبذان، محركة، وهذا من الصحاح، فإنه قال: نبذ ينبذ نبذانا لغة في نبض. من المجاز: النبذ: الشيء القليل اليسير، ج أنباذ، يقال: في هذا العذق نبذ قليل من الرطب، ووخز قليل، ويقال: ذهب ماله وبقي نبذ منه ونبذة، أي شيء يسير. وبأرض كذا نبذ من مال ومن كلإ، وفي رأسه نبذ من شيب، وأصاب الأرض نبذ من مطر، أي شيء يسير، وفي حديث أنس إنما كان البياض في عنفقته وفي الرأس نبذ ، أي يسير من شيب، يعني به النبي صلى الله عليه وسلم، وفي حديث أم عطيه نبذة قسط وأظفار أي قطعة، ورأيت في العذق نبذا من خضرة، أي قليلا، وكذلك القليل من الناس والكلإ، قال الزمخشري: لأن القليل ينبذ ولا يبالى به من المجاز: جلس نبذة، بالفتح ويضم، أي ناحية. والنبيذ، فعيل بمعنى المنبوذ وهو الملقى، ومنه ما نبذ من عصير ونحوه، كتمر وزبيب وحنطة وشعير وعسل، وهو مجاز. وقد نبذه وأنبذه وانتبذه ونبذه، شدد للكثرة، قال شيخنا: وظاهر المصنف بل صريحه أنه ككتب، لأنه لم يذكر آتيه، فاقتضى أنه بالضم، والمعروف الذي نص عليه الجماهير أنه نبذ كضرب، بل لاتعرف فيه لغة غيرها، فلا يعتد بإطلاق المصنف، ثم هذه العبارة التي ساقها المصنف هي بعينها نص عبارة المحكم، وفيه أن أنبذ رباعيا كنبذ ثلاثيا في الاستعمال، وقد أنكرها ثعلب ومن وافقه، وقال ابن درستويه: إنها عامية، وحكى اللحياني: نبذ تمرا: جعله نبيذا، وحكى أيضا أنبذ فلان تمرا، وهي قليلة، وكذلك قال كراع في المجرد وابن السكيت في الإصلاح، وقطرب في فعلت وأفعلت، وأبو الفتح المراغي في لحنه، وقال القزاز: أكثر الناس يقولون نبذت النبيذ، بغير ألف، وحكى الفراء عن الرؤاسي: أنبذت النبيذ، بالألف، قال الفراء: أنا لم أسمعها من العرب، ولكن الرؤاسي ثقة. وفي ديوان الأدب للفارابي: أنبذ الرباعي لغة ضعيفة وفي النهاية: يقال: نبذت التمر والعنب، إذا تركت عليه الماء ليصير نبيذا، فصرف من مفعول إلى فعيل، وحققه شيخنا فقال نقلا عن بعضهم: إن النبيذ وإن كان في الأصل فعيلا بمعنى مفعول، ولكنه تنوسي فيه ذلك وصار اسما للشراب، كأنه من الجوامد، بدليل جمعه على أنبذة، ككثيب وأكثبة، وفعيل بمعنى مفعول لا يجمع هذا الجمع، والله أعلم. وفي المحكم: وإنما سمي نبيذا لأن الذي يتخذه يأخذ تمرا أو زبيبا فينبذه في وعاء أو سقاء عليه الماء ويتركه حتى يفور فيصير مسكرا، والنبذ: الطرح، وهو ما لم يسكر حلال، فإذا أسكر حرو وقد تكرر ذكره في الحديث. وانتبذته: اتخذته نبيذا، وسواء كان مسكرا أو غير مسكر فإنه يقال له نبيذ، ويقال للخمر المعتصر من العنب: نبيذ، كما يقال للنبيذ: خمر. والمنبوذ: ولد الزنا، لأنه ينبذ على الطريق، وهو المنابذة، والأنثى منبوذة

صفحة : 2427

ونبيذة، وهم المنبوذون، لأنهم يطرحون. المنبوذة: التي لا تؤكل من هزال، شاة كانت أو غيرها، وذلك لأنها تنبذ، كالنبيذة، وهذه عن الصاغاني، قال أبو منصور: المنبوذ: الصبي تلقيه أمه في الطريق حين تلده فيلتقطه رجل من المسلمين ويقوم بأمره، وسواء حملته أمه من زنا أو نكاح، لا يجوز أن يقال له ولد الزنا، لما أمكن في نسبه من الثبات. من المجاز: الانتباذ: التنحي والاعتزال، يقال: انتبذ عن قومه إذا تنحى، وانتبذ فلان إلى ناحية، أي تنحى ناحية، قال الله تعالى في قصة مريم إذ انتبذت من أهلها مكانا شرقيا الانتباذ: تحيز كل واحد من الفريقين في الحرب، كالمنابذة، وقد نابذهم الحرب، ونبذ إليهم على سواء، ينبذ، أي نابذهم الحرب. وفي التنزيل فانبذ إليهم على سواء قال اللحياني، أي على الحق والعدل. ونابذه الحرب: كاشفه: والمنابذة: انتباذ الفريقين للحق. وقال أبو منصور: المنابذة: أن يكون بين فريقين مختلفين عهد وهدنة بعد القتال ثم أرادا نقض ذلك العهد فينبذ كل واحد منهما إلى صاحبه العهد الذي تهادنا عليه، ومنه قوله تعالى وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء المعنى: إن كان بينك وبين قوم هدنة فخفت منهم نقضا للعهد فلا تبادر إلى النقض حتى تلقي إليهم أنك قد نقضت ما بينك وبينهم، فيكونوا معك في علم النقض والعود إلى الحرب مستوين. وفي حديث سلمان وإن أبيتم نابذناكم على سواء أي كاشفناكم وقاتلناكم على طريق مستقيم مستوفي العلم بالمنابذة منا ومنكم، بأن نظهر لهم العزم على قتالهم، ونخبرهم به إخبارا مكشوفا. والنبذ يكون بالفعل والقول في الأجسام والمعاني، ومنه نبذ العهد، إذا نقضه وألقاه إلى من كان بينه وبينه، في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن المنابذة في البيع والملامسة. قال أبو عبيد: المنابذة هو: أن تقول لصاحبك انبذ إلي الثوب أو غيره من المتاع أو انبذه إليك، وقد وجب البيع بكذا وكذا، ويقال له بيع الإلقاء، كما في الأساس، أو هو: أن ترمي إليه بالثوب ويرمي إليك بمثله. وهذا عن اللحياني أو: أن تقول: إذا نبذت الحصاة إليك فقد وجب البيع، ومما يحققه الحديث الآخر أنه نهى عن بيع الحصاة، فيكون البيع معاطاة من غير عقد، ولا يصح. والمنبذة، كمكنسة: الوسادة المتكأ عليها، هذه عن اللحياني، وفي حديث عدي بن حاتم أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر له، لما أتاه، بمنبذة، وقال: إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه وسميت الوسادة منبذة لأنها تنبذ بالأرض أي تطرح للجلوس عليها، ومنه الحديث فأمر بالستر أن يقطع ويجعل له منه وساداتان منبوذتان ، ومن سجعات الأساس: تعمموا بالمشاوذ وتربعوا على المنابذ. من المجاز: الأنباذ من الناس: الأوباش وهم المطروحون المتروكون وصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على قبر منبوذ ولفظ الحديث انتهى إلى قبر منبوذ فصلى عليه وروى ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم مر على قبر منبوذ فأمهم وصلوا خلفه أي لقيط رمته أمه على الطريق. وفي حديث الدجال تلده أمه وهي منبوذة في قبرها ، أي ملقاة ويروى: قبر

صفحة : 2428

منبوذ منونة على الصفة أي قبر بعيد منفرد عن القبور ويعضده ما روي من طريق آخر أنه مر بقبر منتبذ عن القبور فصلى عليه . ومما يستدرك عليه: يقال لما ينبث من تراب الحفيرة نبيثة ونبيذة، والجمع النبائث والنبائذ، وزعم يعقوب أن الذال بدل من الثاء. والمتنبذ: المتنحي، قال لبيد: منونة على الصفة أي قبر بعيد منفرد عن القبور ويعضده ما روي من طريق آخر أنه مر بقبر منتبذ عن القبور فصلى عليه . ومما يستدرك عليه: يقال لما ينبث من تراب الحفيرة نبيثة ونبيذة، والجمع النبائث والنبائذ، وزعم يعقوب أن الذال بدل من الثاء. والمتنبذ: المتنحي، قال لبيد:

يجتاب أصلا قالصا متنبذا    بعجوب أنقاء يميل هيامها وفي الأساس: ومن المجاز: نبذ أمري وراء ظهره: لم يعمل له. وهو في منتبذ الدار: في منتزحها. وفلان ينبذ علي، أي يغلي كالنبيذ. ونبذت فلانة قولا مليحا: رمت به. ونبذت إليه السلام والتحية. ونبذت بكذا ورميت به، إذا رفع لك وأتيح لقاؤه. ولله أم نبذت بك. ونبث التراب ونبذه. بمعنى رمى به، وهي النبيثة والنبيذة، وقد تقدم. ونوبذ، بالفتح، سكة بييسابور. ونوباذان: من قرى هراة.

ن ج ذ
النواجذ: أقصى الأضراس، وهي أربعة في أقصى الأسنان بعد الأرحاء، وتسمى ضرس الحلم، لأنه ينبت بعد البلوغ وكمال العقل، وعلى هذا اقتصر ابن الأثير في النهاية. وقال صاحب الناموس: وعليه الفراء أو هي الأنياب. وبه فسر الحديث ضحك حتى بدت نواجذه لأنه صلى الله عليه وسلم كان جل ضحكه التبسم، قال ابن الأثير: وإن أريد بها الأواخر، وهو الأكثر الأشهر فالوجه فيه أن يريد مبالغة مثله في ضحكه من غير أن يراد ظهور نواجذه في الضحك، قال: وهو أقيس القولين، لاشتهار النواجذ بأواخر الأسنان، ومنه حديث العرباض عضا عليها بالنواجذ أي تمسكوا بها كما يتمسك العاض بجميع أضراسه، أو التي تلي الأنياب، أ هي الأضراس كلها، جمع ناجذ، يقال: ضحك حتى بدت نوجذه، إذا ستغرق فيه، قال الجوهري: وقد تكون النواجذ للفرس، وهي الأنياب من الخف، السوالغ من الظلف، قال الشماخ يذكر إبلا حداد الأنياب:

يباكرن العضاة بمقنعات    نواجذن كالحدإ الوقيع والنجذ: شدة العض بها، أي بالنواجذ، من المجاز: النجذ: الكلام الشديد، عن الصاغاني والزمخشري، في الأساس: أبدى ناجذه: بالغ في ضحكه أو غضبه. وعض على ناجذه إذا بلغ أشده وذلك لأن الناجذ يطلع إذا أسن، وهو أقصى الأضراس. والمنجذ، كمعظم: المحرب، والمجرب، وهو المحنك، وفي التهذيب رجل منجذ ومنجذ: الذي جرب الأمور وعرفها وأحكمها، وهو المجرب والمجرب، قال سحيم بن وثيل:

وماذا تبتغي الشعراء مني     وقد جاوزت حد الأربعين
أخو خمسين مجتمع أشدي    ونجذني مداوارة الشئون

صفحة : 2429

قال اللحياني: الننجذ: هو الذي أصابته البلايا فصار بذلك معالجا للأمور مداورا لها. والمناجذ الفأر العمي وقذ ذكر في ج ل ذ، لأنه جمع جلذ، بالضم. من غير لفظه، ورب شيء هكذا، وقد سبق البحث فيه. والأنجذان، بضم الجيم، وهمزته زائدة ونونها أصل وإن لم يكن في الكلام أفعل، لكن الألف والنون مسهلتان للبناء كالهاء وياء النسب في أسنمة وأيبلي: نبات يقاوم السموم، جيد لوجع المفاصل، جاذب مدر للبول، محدر للطمث، أي الحيض، وأصل الأبيض منه هو الأشترغاز، ومن خواصه أنه مقطع ملطف محلل. ونجذه: ألح عليه، ويقال: عض في العلم وغيره بناجذه، إذا أتقنه، ومنه نجذته التجارب: أحكمته، كذا في الأساس. وتناجذوا على كذا: ألحوا.

ن خ ذ
النواخذة، أهمله الجوهري، وهو هكذا بالذال المعجمة، والمشهور عند أكثر المعربين إهمال دالها، وهم: ملاك سفن البحر، ولفظ البحر مسترك، قاله شيخنا، أو وكلاؤهم عليها، مولدة معربة، الواحدة ناخذاة، المشهور أن الناخذاه هو المتصرف في السفينة المتولي لأمرها، سواء كان يملكها أو كان أجيرا على النظر فيها وتسييرها، وقد اشتقوا منها الفعل وقالوا: تنخذ فلانن كترأس، إذا صار ناخذاه أو رئيسا في السفينة. ومما يستدرك عليه: نخذ، كزفر: ناحية بخراسان بين عدة نواح، منها اليهودية وآمل. وأبو يعقوب يوسف بن أحمد النخذي، محركة أجاز السمعاني.

ن ذ ذ
نذ نذيذا، أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وقال ابن الأعرابي: أي بال، كذا في التكملة. والنذيذ. كأمير: ما خرج من الأنف أو الفم.

ن ف ذ د
النفاذ: الجواز، وفي المحكم: جواز الشيء والخلوص منه، تقول: نفذت، أي جزت، وقد نفذ ينفذ نفاذا، كالنفوذ، بالضم. النفاذ: مخالطة السهم جوف الرمية وخروج طرفه من الشق الآخر وسائره فيه، يقال: نفذ السهم من الرمية ينفذ نفاذا، كالنفذ، بفتح فسكون. قال ابن سيده: والنفاذ عند الأخفش: حركة هاء الوصل التي تكون للإضمار، ولم يتحرك من حروف الوصل غيرها ككسرة، هاء من قوله.

تجرد المجنون من كسائه وفتحة الهاء من قوله:
رحلت سمية غدوة أحمالها وضمة الهاء من قوله:
وبلد عامية أعماؤه

صفحة : 2430

سمي بذلك لأنه أنفذ حركة هاء الوصل إلى حرف الخروج وقد دلت الدلالة على أن حركة هاء الوصل ليس لها قوة في القياس من قبل أن حروف الوصل المتمكنة فيه، التي هي الهاء، محمولة في الوصل عليها، وهي الألف والياء والواو، لا يكن في الوصل إلا سواكن، فلما تحركت هاء الوصل شابهت بذلك حروف الروي تنزلت حروف الخروج من هاء الوصل قبلها منزلة حروف الوصل من حرف الروي قبلها، فكما سميت حركة هاء الوصل نفاذا، لأن الصوت جرى فيها حتى استطال بحروف الوصل وتمكن بها اللين، كما سميت حركة هاء الوصل نفاذا لأن الصوت نفذ فيها إلى الخروج حتى استطال بها وتمكن المد فيها، ونفوذ الشيء إلى الشيء نحو في المعنى من جريانه نحوه. وأنفذ الأمر: قضاه، وأنفذ القوم: صار منهم، هكذا في النسخ، والصواب: بينهم، أو، أنفذ القوم، إذا خرقهم، وفي نسخة، فرقهم، وليس بشيء، ومشى في وسطهم، ويقال: نفذهم إذا جازهم وتخلفهم، لايخص به قوم دون قوم، كأنفذهم. رباعيا، لغة في الثلاثي، وفي حديث ابن مسعود إنكم مجموعون في صعيد واحد ينفذكم البصر قال أبو عبيد، معناه أنه ينفذهم بصر الرحمن حتى يأتي عليهم كلهم، قال الكسائي: يقال: نفذني بصره ينفذني، إذا بلغني وجاوزني، وقيل: أراد ينفذهم بصر الناظر لاستواء الصعيد، قال أبو حاتم أصحاب الحديث يروونه بالذال المعجمة، وإنما هو بالدال المهملة، أي يبلغ أولهم وآخرهم حتى يراهم كلهم ويستوعبهم، من نفد الشيء وأنفدته، وحمل الحديث على بصر المبصر أولى من حمله على بصر الرحمن، لأن الله يجمع الناس يوم القيامة، في أرض يشهد جميع الخلائق فيها محاسبة العبد والواحد على انفراده، ويرون ما يصير إليه، ومنه حديث أنس جمعوا في صردح ينفذهم البصر ويسمعهم الصوت وهو مجاز، كما في الأساس. من المجاز أيضا: طريق نافذ، أي سالك، وفي الأساس: أي عام يسلكه كل أحد. وفي اللسان والطريق النافذ: الذي يسلك وليس بمسدود بين خاصة دون عامة يسلكونه، ويقال: هذا الطريق ينفذ إلى مكان كذا وكذا. وفيه منفذ للقوم. أي مجاز. من المجاز: النافذ: الرجل الماضي في جميع أموره، وله نفاذة في الأمور، كالنفوذ والنفاذ كصبور ورمان، النافذ المطاع من الأمر، كالنفيذ. وأمر نفيذ: موطأ. وفي حديث عبد الرحمن بن الأزرق ألا رجل ينفذ بيننا أي يحكم ويمضي أمره فينا، يقال: أمره نافذ، أي ماض مطاع. والنفذ، بالتحريك: اسم الإنفاذ، وأمر بنفذه، أي بإنفاذه. وفي التهذيب: وأما النفذ فقد يستعمل في موضع إنفاذ الأمر، يقول: قام المسلمون بنفذ الكتاب، أي بإنفاذ ما فيه. النفذ: المخرج والمخلص، يقال أتى بنفذ ما قال، أي بالمخرج منه ومنه الحديث أيما رجل أشاد على مسلم بما هو بريء منه كان حقا على الله أن يعذبه أو يأتي بنفذ ما قال ، يقال: إن في ذلك لمنتفذا ومندوحة، المنتفذ والمندوحة: السعة، وقد تقدم في الدال المهملة. قال ابن الأعرابي عن أبي المكارم النوافذ: كل سم يوصل إلى النفس فرحا أو ترحا، وعنه: قلت له: سمها. فقال:هي الأصران والخنابتان والفم والطبيجة. قال: والأصران: ثقبا الأذنين، والخنابتان سما الأنف. عن أبي سعيد: يقال للخصوم إذا ارتفعوا إلى الحاكم. قد تنافذوا إليه، بالذال، أي

صفحة : 2431

إلى القاضي، أي خلصوا إليه، فإذا أدلى كل واحد منهم بحجته فيقال: تنافدوا، بالدال المهملة، وفي حديث أبي الدرداء إن نافذتهم نافذوك ، نافذت الرجل، إذا حاكمته، أي إن قلت لهم قالوا لك. ويروى بالقاف والدال المهملة، وقد تقدم. ومما يستدرك عليه: نفذ لوجهه، إذا مضى على حاله. وأنفذ عهده: أمضاه. ونفذ الكتاب إلى فلان نفاذا ونفوذا، وأنفذته أنا. والتنفيذ مثله، وكذا نفذ الرسول، وهو مجاز. وطعنة نافذة: منتظمة الشقين، وطعنات نوافذ.وللجرح نفذ، وللجراح أنفاذ. وطعنة لها نفذ، أي نافذة وقال قيس بن الخطيم:لى القاضي، أي خلصوا إليه، فإذا أدلى كل واحد منهم بحجته فيقال: تنافدوا، بالدال المهملة، وفي حديث أبي الدرداء إن نافذتهم نافذوك ، نافذت الرجل، إذا حاكمته، أي إن قلت لهم قالوا لك. ويروى بالقاف والدال المهملة، وقد تقدم. ومما يستدرك عليه: نفذ لوجهه، إذا مضى على حاله. وأنفذ عهده: أمضاه. ونفذ الكتاب إلى فلان نفاذا ونفوذا، وأنفذته أنا. والتنفيذ مثله، وكذا نفذ الرسول، وهو مجاز. وطعنة نافذة: منتظمة الشقين، وطعنات نوافذ.وللجرح نفذ، وللجراح أنفاذ. وطعنة لها نفذ، أي نافذة وقال قيس بن الخطيم:

طعنت ابن عبد القيس طعنة ثائرلها نفذ لولا الشعاع أضاءها والشعاع: ما تطاير من الدم، أراد بالنفذ المنفذ، يقول: نفذت الطعنة، أي جاوزت الجانب الآخر حتى يضيء نفذها خرقها، ولولا انتشار الدم الفائر لأبصر طاعنها ما وراءها، أراد: لها نفذ أضاءها لولا شعاع دمها. ونفذها: نفوذها إلى الجانب الآخر، ومثله في كتاب لابن السيد. وذا منفذ القوم ونفذهم، وهذه منافذهم وأنفاذهم. وقال أبو عبيدة: من دوئر الفرس دائرة نافذة، وذلك إذا كانت الهقعة في الشقين جميعا، فإن كانت في شق واحد فهي هقعة. ويقال: سرعنك، وانفذ عنك، أي امض عن مكانك وجزه. ونافذ: مولى لعبد الله بن عامر، وإليه نسب نهر نافذ بالبصرة، كان عبد الله ولاه حفره فغلب عليه. ونافذ: أبو معبد مولى ابن عباس، حديثه في الصحاح. والنافذ بن جعونة، له ذكر.

ن ق ذ
النقذ: التخليص والتنجية، كالإنقاذ والتنقيذ والاستنقاذ والتنقذ، وفي الصحاح: أنقذه من فلان، واستنقذه منه، وتنقذه، بمعنى، أي نجاه وخلصه، ومثله في التهذيب، وقول لقيم بن أوس الشيباني:

أو كان شكرك أن زعمت نفاسة     نقذيك أمس وليتني لم أشـهـد نقذيك، كما تقول ضربيك، أي نقذي إياك وضربي إياك. النقذ: السلامة والنجاة. ومنه قولهم، نقذا لك دعاء بالسلامة للعاثر، كذا في الأساس، هكذا يقول أهل اليمن، كما في التكملة. النقذ، بالتحريك: ما أنقذته وهو فعل بمعنى مفعول، مثل نفض وقبض. النقذ مصدر نقذ الرجل كفرح: نجا وسلم، من الأمثال ماله نقذ ، قد تقدم في ش ق ذ. والأنقذ: القنفذ -وسبق في الدال المهملة، ومن أمثالهم بات بليلة أنقذ ضبط بالوجهين، يضرب لمن سهر ليله كله. والنقيذة: فرس أنقذته من العدو وأخذته منه، جمعه نقائذ، والذي في التهذيب واحد الخيل النقائذ نقيذ، بغير هاء. وفي المحكم: فرس نقذ، إذا أخذ من قوم آخرين وخيل نقائذ تنقذت من أيدي الناس أو العدو، واحدها نقيذ، عن ابن الأعرابي، وأنشد:

صفحة : 2432

وزفت لقوم آخرين كأنهانقيذ حواها الرمح من تحت مقصد وفي الأساس: وبعير أو غيره من النقائذ، وهو ما أخذه العدو وملكه ثم رجعت فأخذته منه وتنقذته من يده، وهو نقيذة ونقيذ ونقذ. عن المفضل: النقيذة: الدرع، لأن صاحبها إذا لبسهأ أنقذته من السيوف، وأنشد ليزيد بن الصعق:

أعددت للحدثان كل نـقـيذة    أنف كلائحة المضل جرور قال: الأنف: الطويلة. ولائحة المضل: السراب. جعلها تبرق كالسراب لحدتها. وقال الأزهري: وقرأت بخط شمر: النقيذة: الدرع المستنقذة من عدو، وأنشد قول يزيد، وقال: أنف: أي لم يلبسها غيره. النقيذة: المرأة كان لها زوج. ومنقذ، كمحسن: اسم رجل. ونقذة، محركة: ع ذكره في الجمهرة. ومما يستدرك عليه: النقيذ: ما استنقذ. ورجل نقذ، مستنقذ، وهو نقيذة بؤس، وهم نقائذ بؤس: استنقذوا منه.

ن م ذ ب ذ
وبقي عليه: نمذاباذ، بالذال فيهما، محركة، من قرى نيسابور.

ن ه ذ
أناهيد، أهمله الجماعة، وهو: اسم الزهرة، وهي الكوكب المعروف، عن ابن عباد في المحيط، أو فارسي غير معرب، وبالدال، أي المهملة، وفي بعض النسخ: أو بالدال. فلا مدخل له حينئذ في الكلام العربي، كما حققه الصاغاني. واستدرك شيخنا في هذا الفصل:

ن و ج ب ذ
نوجباذ، وهي من قرى بخارا، منها البرهان محمد بن أبي بكر الحنفي السمرقندي أحد شيوخ الذهبي. قلت: ومنها أيضا أبو بكر محمد بن علي بن محمد النوجاباذي، إمام زاهد كبير، صنف كتاب مرتع النظر وحدث، توفي سنة 533. وبقي:

ن م ر د
نمروذ، بالمعجمة، وصححوه

ن و ذ
ونوذ، بالفتح، اسم جبل بسرنديب، عند مهبط سيدنا آدم عليه السلام، ذكره شراح المواهب وأرباب التفاسير. قلت: وفي المعجم أنه أخصب جبل في الأرض، ويقال: أمرع من نوذ، وأجدب من برهوت. قلت:

ن و ز ب ذ
ونوازباذ: من قرى بخارا.

ن و ذ
ونواذة، كسحابة، من قرى اليمن من أعمال البعدانية.

ن ه و ذ
وأبو المهاجر دينار بن عبد الله النهوذي الترابي، أحد أمراء المغرب لمعاوية سنة 63 من الهجرة، قاله الحافظ وضبطه.