فصل الهاء مع الذال المعجمة
ه ب ذ
الهبذ، كالضرب، أهمله الجوهري، وقال الليث هو: العدو، يكون ذلك للفرس وغيره
مما يعدو، وقد هبذيهبذ هبذا. الهبذ: الإسراع في المشي والطيران، كالاهتباذ
والإهباذ والمهابذة، وقد هابذ كهاذب، قال أبو خراش يصف طائرا
يبادر جنح الليل فهو مهـابـذ يحث الجناح بالتبسط والقبض والهابذة: الناقة السريعة، وقد تقدم للمصنف في حرف الباء: وإبل مهاذيب: سراع، وأحر بأن يكون هذا التركيب مقلوبا عنه.
ه ذ ذ
الهذ: سرعة القطع، وسرعة القراءة، وقد هذ القرآن يهذه هذا، يقال، هو يهذ
القرآن هذا، إذا أسرع فيه وتابعه، وهو مجاز، وكذا هذ الحديث، إذا سرده، وفي
حديث ابن عباس قال له رجل: قرأت المفضل الليلة، فقال: أهذا كهذ الشعر أراد
أتهذ القرآن هذا فتسرع فيه كما تسرع في قراءة الشعر? ونصبه على المصدر
كالهذذ، محركة، والهذاذ، بالضم، والاهتذاذ قال، ذو الرمة:
وعبد يغوث يحجل الطير حولهقد اهتذ عرشيه الحسام المذكر الهذ: قطع كل شيء. والهذوذ، كصبور: القطاع، يقال: سكين هذوذ: قاطعة، كالهذاذ ككتان،والهذهاذ والهذاهذ، بالضم، والهذ، بالكسر. ضربا هذاذيك، أي هذا بعد هذ، أي قطعا بعد قطع، قال الشاعر:
ضربا هذاذيك وطعنا وخضا قال سيبويه: وإن شاء حمله على أن الفعل وقع في هذه الحال، وقول الشاعر:
فباكر مختوما عليه سياعههذاذيك
حتى أنفد الدن أجمعا
صفحة : 2435
فسره أبو حنيفة فقال: هذاذيك: هذا بعد هذ، أي شربا بعد شرب يقول: باكر الدن
مملوءا وراح وقد فرغه. وتقول للناس إذا أردت أن يكفوا عن الشيء: هذاذيك
وهجاجيك، على تقدير الاثنين، قال عبد بني الحسحاس:
إذا شق برد شق بالبرد مثلههذاذيك حتى ليس للبرد لابس هكذا أنشده الجوهري. قال الصاغاني: والرواية:
إذا شق بالـبـرد بـرقـع دواليك حتى كلنا غير لابس والقافية مكسورة، انتهى. تزعم النساء أنه إذ شق عند البضاع شيئا من ثوب صاحبه دام الود بينهما، وإلا تهاجرا، وقال الأزهري: يقال: حجازيك وهذاذيك. وهذه بالسيف هذا: قطعه، كهذاه. وقرب هذهاذ: بعيد صعب، أوسريع، وهذا عن الصاغاني. وجمل هذاذ، ككتان: سابق متقدم في سرعة المشي. قال عمرو بن حميل:
كل سلوف للقطا بـذاذ
قطاع أقران القطا هذاذ
والهذاهذ، بالفتح: الذين يقولون لكل من رأوه: هذا منهم ومن خدمهم، نقله الصاغاني. وفي بعض النسخ: أو من خدمهم. ومما يستدرك عليه: سيف هذهاذ، قطاع، كهذاهذ، كعلابط، وإزميل هذ: قطاع وناب هذاذ، كغراب، كذلك، قال عمرو بن حميل:
إذا انتحى بنـابـه الـهـذاذ
أفرى عروق الودج الغواذي
ه ر ب ذ
الهرابذة: قومة بيت النار التي للهند، وهم البراهمة، فارسي معرب، قيل:
عظماء الهند أو علماؤهم، أو خدم نار المجوس، وهم قومة بيت النار، فإعادته
ثانيا تكرار، الواحد هربذ، كزبرج. والهربذة: سير دون الخبب. والهربذى،
بالكسر والقصر: مشية في اختيال، وفي بعض الأصول: فيها اختيال، كمشي
الهرابذة، وهم حكام المجوس. قال امرؤ القيس:
مشى الهربذى في دفه ثم فرفرا وقال أبو عبيد: الهربذى: مشية تشبه مشية الهرابذة، حكاه في سير الإبل، قال: لا نظير لهذا البناء. وعدا الجمل الهربذى، أي في شق.
ه ر ذ
المهروذة، أهمله الجوهري، وقال ابن الأنباري لم تسمع إلا في قول النبي صلى
الله عليه وسلم في المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام ونصه: ينزل عند
المنارة البيضاء شرقي دمشق في مهروذتين . أي بين حلتين ممصرتين، أي
مصبوغتين بالهرذ، وهو خشب أصفر. ويروى بالدال المهملة، وقد تقدم الكلام
هناك. قال الأزهري: ولم نسمع ذلك إلا في الحديث.
ه م ذ
الهماذي، بالفتح: السرعة في الجري، يقال: إنه لذو هماذي في جريه نقله
الصاغاني وقال شمر: الهماذي الجد في السير، والهماذي البعير السريع وكذلك
الناقة السريعة بلا هاء والهماذي: شدة المطر وقيل: تارات شداد تكون في
المطرش والسباب والجري مرة يشتد ومرة يسكن. والهماذي شدة الحر وأنشد
الأصمعي:
يريغ شذاذا إلى شـذاذ
فيها هماذي إلى هماذي
ويوم ذو هماذي وحماذي أي شدة حر عن ابن الأعرابي وأنشد لهمام أخي ذي الرمة:
قصعت ويوم ذي هماذي تلتظيبه القور
من وهج اللظى وقراهبه والهمذاني، محركة: الرجل الكثير الكلام يشتد مرة
ويسكن أخرى. والهمذاني من المشي اختلاط نوع بنوع وهو ضرب من السير. نقله
الصاغاني: ولم يذكر المصنف الرسمان وإنما ذكر الرسم، مثحركة وهو حسن السير
وسيأتي.
صفحة : 2436
وهمذان محركة د من كور الجبل بينه وبين الدينور أربع مراحل ونقل شيخنا عن
شرح الشفاء للشهاب أن المعروف بين العجم إهمال داله فكأن هذا تعريب له بناه
همدان بن الفلوج ابن سام بن نوح عليه السلام قاله هشام بن الكلبي، وهو أخو
أصفهان ووجد في بعض كتب السريانيين أن الذي بنى همذان يقال له كرميس بن
جلمون وذكر بعض علماء الفرس أن اسم همذان إنما هو نادمه ومعناه المحبوبة
وقال ربيعة بن عثمان: كان فتح همذان في جمادى الأولى على رأس ستة أشهر من
مقتل عمر بن الخطاب، وكان الذي فتحها المغيرة بن شعبة في سنة أربع وعشرين
من الهجرة، ويقال: إن أول من بنى همذان جم بن نوجهان بن شالخ بن أرفخشذ بن
سام بن أسفنديار وسماها مساور ويعرب فيقال ساروق حصنها بهمن بن أسفنديان،
وهو أحسن البلاد هواء وأطيبها وأنزهها، وما زال محلا للملوك ومعدنا لأهل
الدين والفضل، لولا شتاؤه المفرط بحيث قد أفردت فيه كتب، وذكر أمره في
الشعر والخطب، قال كاتب بكر:
همذان متلفة النفوس ببردها
والزمهرير وحرها مأمون
غلب الشتاء مصيفها وربيعها
فكأنما تموزهـا كـانـون
وسأل عمر بن الخطاب رجلا: من أين أنت? فقال: من همذان. فقال: أما إنها مدينة هم وأذى، يجمد قلوب أهلها كما يجمد ماؤها.
ه ن ب ذ
الهنبذة، أهمله الجوهري، وقال ابن دريد هو: الأمر الشديد، ج الهنابذ، وكذلك
الهنبثة والهنابث، كذا في التكملة واللسان.
ه و ذ
الهوذة: القطاة، وخص بعضهم بها الأنثى، وبها سمي الرجل، ج هوذ على طرح
الزائد قال الطرماح:
من الهوذ كدراء السراة ولونهـا خصيف كلون الحيقطان المسيح وقيل: هوذة، معرفة، كما هو صنيع الجوهري وغيره هي القطاة الأنثى، وقيل: طائر غيرها. هوذة: اسم رجل م وهو هوذة بن علي الحنفي صاحب اليمامة، قال الجوهري: سمي باسم القطاة، وأنشد للأعشى:
من يلق هوذة يسجد غير متئبإذا
تعمم فوق التاج أوضعا قال شيخنا: وقع في شروح الشفاء خلاف في ضبط هوذة هذا،
فقال البرهان الحلبي، إنه بالفتح، كما جزم به الجوهري، وهو ظاهر المصنف أو
صريحه، وقال الدميري: إنه بالضم، وتعقبوه، وزعم القطب الحلبي أن داله
مهملة، وغلطه في ذلك البرهان، وهو جدير بالتغليط فإن إهمال داله غير معروف،
كما أن الضم كذلك، انتهى. والهاذة: شجرة لها أغصان سبطة لا ورق لها، ج
الهاذ، قال الأزهري: روى هذا النضر قال: والمحفوظ في باب الأشجار الحاذ.
واليهوذي: اليهودي، لغة فيه، قاله أبو عمرو في فائت الجمهرة، قال شيخنا:
صريحة أن الياء زائدة في أوله، وأصل المادة هوذ، وهو في المهملة ربما
يتوجه، لأنهم قالوا في الفعل منه هادوا، أي صاروا يهودا، وأما في المعجمة
فلم يسمع له تصريف إلا على جهة الحدس، كما قاله ابن السراج في أصوله
ووافقوه، فكان الأولى أن يعقد لمثل هذا فصل الياء آخر الحروف، ويذكر يهوذا
فيه، انتهى. قلت: وهو ابن يعقوب عليهما السلام. ومما يستدرك عليه: الهوذ بن
عمرو بن الأحب بن ربيعة بن حزام بن ضنة، بطن من عذرة، منهم بثينة بنت حبإ
بن ثعلبة بن الهوذ العذرية صاحبة جميل بن معمر.
صفحة : 2437
ومما يستدرك عليه: يوذ، ويقال بوذى، بالقصر: قرية من قرى نخشب بما وراء
النهر، منها أبو إسحاق إبراهيم بن أبي القاسم أحمد بن حفص اليوذي، سمع أبا
الحسن طاهر بن محمد البلخي، وسمع منه أبو محمد عبد العزيز بن محمد النخشبي،
وتوفي سنة 447. ومما يستدرك عليه:
ي ز د ذ
يزداذ، الدال الأولى مهملة، وهو اسم جد أبي عبد الله محمد بن أحمد بن موسى
بن يزداذ الرازي الفقيه الحنفي، ثقة، روى عن عمه علي بن موسى، وولي قضاء
سمرقند، وتوفي سنة 361، وأبو بكر محمد بن زكريا بن الحسين بن يزيد بن
إبراهيم بن يزداذ الصعلوكي الحافظ، نسفي، عن أبيه وابن حبان، توفي سنة 344.
وأبو العباس أحمد بن الحسن بن عبد الله بن يزداذ السرخسي شيخ الإسلام، روى
عنه أبو تراب النخشبي، وتوفي سنة 409. وبه ختم حرف الذال المعجمة. أحسن
الله ختامنا، وأصلح بفضله. شأننا، وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله
وصحبه وسلم. تحريرا في 29 ربيع الأول سنة ألف ومائة واثنتين وثمانين، بخان
الصاغة. قال مؤلفه محمد مرتضى: بلغ عراضه على تكملة الصاغاني في مجالس
آخرها 14 جمادى سنة1192.