فصل الهمزة مع الراء
الجزء الثاني
آزر: كلمة ذم في بعض اللغات، أي يا أعرج، قاله السهيلي، وفي التكملة: يا أعرج، أو كأنه قال: وإذ قال إبراهيم لأبيه الخاطئ، وفي التكملة: يا مخطئ يا خرف، وقيل: معناه يا شيخ، أو هي كلمة زجر ونهي عن الباطل. قيل: هو اسم عم إبراهيم عليه وعلى محمد أفضل الصلاة والسلام، في الآية المذكورة، وإنما سمي العم أبا، وجرى عليه القرآن العظيم على عادة العرب في ذلك، لأنهم كثيرا ما يطلقون الأب على العم، وأما أبوه فإنه تارخ، بالخاء المعجمة، وقيل بالمهملة، على وزن هاجر، وهذا باتفاق النسابين، ليس عندهم اختلاف في ذلك، كذا قاله الزجاج والفراء، أو هما واحد. قال القرطبي: حكي أن آزر لقب تارخ، عن مقاتل، أو هو اسمه حقيقة، حكاه الحسن، فهما اسمان له، كإسرائيل ويعقوب.
عن أبي عبيدة: فرس آزر: أبيض الفخذين ولون مقاديمه أسود، أو أي لون كان، وقال غيره: فرس آزر: أبيض العجز، وهو موضع الإزار من الإنسان، وزاد في الأساس: فإن نزل البياض بفخذيه فمسرول، وخيل أزر، وهو مجاز. من المجاز أيضا: المؤزرة، كمعظمة: نعجة وفي الأساس: شاة كأنها. وفي الأساس: كأنما: أزرت بسواد، ويقال لها: إزار، وقد تقدم.
ومما يستدرك عليه: يقال: أزرت فلانا، إذا ألبسته إزارا فتأزر، به تأزرا ويقال: أزرته تأزيرا فتأزر، وتأزر الزرع: قوى بعضه بعضا فالتف وتلاصق واشتد، كآزر، قال الشاعر:
تأزر فيه النبت حتى تخـايلـت
رباه وحتى ما ترى الشاء
نوما. وهو مجاز، وذكرهما الزمخشري. وفي الأساس: ويسمى أهل الديوان ما يكتب
آخر الكتاب من نسخة عمل أو فصل في مهم: الإزار، وأزر الكتاب تأزيرا وكتب
كتابا مؤزرا.
صفحة : 2455
والأزري إلى الأزر جمع إزار هو أبو الحسن سعد الله بن علي بن محمد الحنفي.
أ س ر.
الأسر: الشد بالإسار: والعصب كالإسار، وقد أسرته أسرا وإسارا. والأسر في
كلام العرب: شدة الخلق، يقال: فلان شديد أسر الخلق، إذا كان معصوب الخلق
غير مسترخ، وفي التنزيل: نحن خلقناهم وشددنا أسرهم ، أي خلقهم، وقال
الفراء: أسره الله أحسن الأسر، وأطره أحسن الأطر، وقد أسره الله، أي خلقه.
والخلق بضمتين، أي وشدة الخلق، كما في سائر النسخ، والصواب أنه بالرفع
معطوف على وشدة، وفي الأساس: ومن المجاز: شد الله أسره، أي قوى إحكام خلقه.
الأسر، بالضم: احتباس البول وكذلك الأسر بضمتين، إتباعا حكاه شراح الفصيح، وصرح اللبلى بأنه لغة، فهو مستدرك على المصنف. وفي أفعال ابن القطاع: أسر، كفرح: احتبس بوله. والأسر بالضم: اسم المصدر.
وقال الأحمر: إذا احتبس الرجل بوله قيل: أخذه الأسر، وإذا احتبس الغائط فهو الحصر. وقال ابن الأعرابي: الأسر: تقطير البول، وحز في المثانة، وإضاض مثل إضاض الماخض، يقال: أناله الله أسرا، وفي حديث أبي الدرداء: أن رجلا قال له: إن أبي أخذه الأسر يعني احتباس البول.
يقال: عود أسر كقفل، وعود الأسر، بالإضافة والتوصيف، هكذا سمع بهما، كما في شروح الفصيح، ويسر، بالياء بدل الهمزة، أو هي، أي الأخيرة لحن، وأنكره الجوهري فقال: ولا تقل: عود يسر، ووافقه على إنكاره صاحب الواعي والموعب، وأقره شراح الفصيح. قلت: وقد سبقهم بذلك الفراء فقال: قل: هو عود الأسر، ولا تقل: عود اليسر. وفي الأساس: وقول العامة: عود يسر خطأ إلا بقصد التفاؤل. وهو عود يوضع على بطن من احتبس بوله فيبرأ، وعن ابن الأعرابي: هذا عود يسر وأسر، وهو الذي يعالج به المأسور، وكلامه يقضي أن فيه قولين، وإليه ذهب المصنف، وما تحامل به شيخنا على المصنف في غير محله كما لا يخفى.
والأسر، بضمتين: قوائم السرير، نقله الصاغاني. الأسر، بالتحريك: الزجاج نقله الصاغاني.
والإسار، ككتاب: ما يشد به
الأسير، كالحبل والقد، وقال الراغب وغيره: هو القد يشد به الأسير. وقال
الليث: أسر فلان إسارا، وأسر بالإسار. والإسار: الرباط، والإسار: المصدر
كالأسر، وقد تقدمت الإشارة إليه. وفي المحكم: أسره يأسره أسرا وإسارة: شده
بالإسار، والإسار: ما شد به، والجمع أسر. وقال الأصمعي: ما أحسن ما أسر
قتبه، أي ما أحسن ما شده بالقد، والقد الذي يؤسر به القتب يسمى الإسار، و ج
أسر بضمتين. وقتب مأسور، وأقتاب مآسير. والإسار: القيد، ويكون حبل الكتاف.
الإسار، ككتاب: لغة في اليسار الذي هو، وفي بعض النسخ: التي هي ضد اليمين
قال الصاغاني: وهي لغة ضعيفة.
صفحة : 2456
والأسير كأمير هو بمعنى المأسور، وهو المربوط بالإسار، ثم استعمل في الأخيذ
مطلقا ولو كان غير مربوط بشيء، والإسار: القيد، ويكون حبل الكتاف، ومنه
الأسير، أي المقيد يقال: أسرت الرجل، أسرا وإسارا، فهو أسير ومأسور. كل
محبوس في قد أو سجن: أسير، وقوله تعالى: ويطعمون الطعام على حبه مسكينا
ويتيما وأسيرا قال مجاهد: الأسير: المسجون ج أسراء وأسارى وأسارى وأسرى،
الأخيران بالفتح، قال ثعلب: ليس الأسر بعاهة فيجعل أسرى من باب جرحى في
المعنى، ولكنه لما أصيب بالأسر صار كالجريح واللديغ، فكسر على فعلى، كما
كسر الجريح ونحوه، وهذا معنى قوله: ويقال للأسير من العدو أسير، لأن آخذه
يستوثق منه بالإسار وهو القد، لئلا يفلت. وقال أبو إسحاق: يجمع الأسير
أسرى، وقال: وفعلى جمع لكل ما أصيبوا به في أبدانهم أو عقولهم، مثل مريض
ومرضى، وأحمق وحمقى، وسكران وسكرى، قال: ومن قرأ أسارى وأسارى فهو جمع
الجمع، يقال: أسير وأسرى، ثم أسارى جمع الجمع. قلت: وقد اختار هذا جماعة من
أهل الاشتقاق. الأسير: الملتف من النبات، عن الصغاني كالأصير، بالصاد.
والأسرة، بالضم: الدرع الحصينة، قاله شمر، وأنشد لسعد بن مالك بن ضبيعة بن
قيس جد أبي طرفة بن العبد:
والأسرة الحصداء والب يض المكلل والرماح. الأسرة من الرجل: الرهط الأدنون وعشيرته، لأنه يتقوى بهم، كما قاله الجوهري. وقال أبو جعفر النحاس: الأسرة، بالضم: أقارب الرجل من قبل أبيه، وشذ الشيخ خالد الأزهري في إعراب الألفية، فإنه ضبط الأسرة بالفتح، وإن وافقه على ذلك مختصره الحطاب وتبعه تقليدا، فإنه لا يعتد به. عن أبي زيد: تأسر عليه فلان، إذا اعتل وأبطأ، قال أبو منصور: وهكذا رواه ابن هانئ عنه، وأما أبو عبيد فإنه رواه عنه: تأسن، بالنون، وهو وهم، والصواب بالراء. وقال الصاغاني: ويحتمل أن تكونا لغتين، والراء أقربهما إلى الصواب وأعرفهما.
وأسارون: من العقاقير، وهو حشيشة ذات بزور، كثيرة عقد الأصول، معوجة، تشبه النيل، طيبة الرائحة لذاعة اللسان، ولها زهر بين الورق عند أصولها، وأجودها الذكي الرائحة الرقيق العود، يلذع اللسان عند الذوق، حار يابس، يلطف ويسخن، ومثقال منه إذا شرب نفع من عرق النسا ووجع الوركين ومن سدد الكبد.
قوله تعالى: نحن خلقناهم وشددنا أسرهم أي خلقهم، قاله الجوهري، وقيل: أسرهم، أي مفاصلهم، أو المراد به مصرتي البول والغائط إذا خرج الأذى تقبضتا، أو معناه أنهما لا يسترخيان قبل الإرادة، نقلهما ابن الأعرابي.
وسموا أسيرا كأمير وأسيرا وأسيرة كزبير وجهينة، منهم أسير بن جابر، وأسير بن عروة، وأسير بن عمرو الكندي، وأسير الأسلمي، صحابيون، وأسير بن جابر العبدي تابعي.
وإسرال يأتي في حرف اللام ولم يذكره هناك سهوا منه، وهو مخفف عن إسرائيل، ومعناه صفوة الله وقيل: عبد الله، قاله البيضاوي، وهو يعقوب عليه السلام. وقال السهيلي في الروض: معناه سرى الله. وتآسير السرج: السيور التي بها يؤسر ويشد، قال شيخنا: وهو من الجموع التي لا مفرد لها في الأصح.
ومما يستدرك عليه: قولهم: استأسر،
أي كن أسيرا لي. ومن سجعات الأساس: من تزوج فهو طليق قد استأسر، ومن طلق
فهو بغاث قد استنسر.
صفحة : 2457
وهذا الشيء لك بأسره، أي بقده، يعني جميعه، كما يقال: برمته. وجاء القوم
بأسرهم، قال أبو بكر: معناه جاؤوا بجميعهم، وفي الحديث: تجفو القبيلة
بأسرها ، أي جميعها. ورجل مأسور ومأطور: شديد عقد المفاصل. وفي حديث عمر:
لا يؤسر أحد في الإسلام بشهادة الزور، إنا لا نقبل إلا العدول، أي لا يحبس.
وأسر، بضمتين: بلد بالحزن: أرض بنى يربوع بن حنظلة، ويقال فيه: يسر أيضا.
أ ش ت ر.
الأشتر، كطرطب، أهمله الجماعة، وهو لقب بعض العلوية بالكوفة. قلت: وهو زيد
بن جعفر، من ولد يحيى بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين، ذكره ابن ماكولا.
وهو فرد، وذكر في ش ت ر ووزنه هناك بأردن، وسيأتي الكلام عليه.
أ ش ر.
أشر، كفرح يأشر أشرا فهو أشر ككتف، أشر كندس، وهذه عن الصغاني، وأشر،
بالفتح فالسكون ويحرك، وأشران. كسكران: مرح وبطر، وفي حديث الزكاة وذكر
الخيل: ورجل اتخذها أشرا ومرحا. قالوا: الأشر: البطر، وقيل: أشد البطر،
وقيل: الأشر: الفرح بطرا وكفرا بالنعمة، وهو المذموم المنهى عنه، لا مطلق
الفرح. وقيل: الأشر: الفرح والغرور. وقيل: الأشر والبطر: النشاط للنعمة
والفرح بها ومقابلة النعمة بالتكبر والخيلاء، والفخر بها، وكفرانها بعدم
شكرها، وفي حديث الشعبي: اجتمع جوار فأرن وأشرن. ج أشرون وأشرون ، ولا
يكسران، لأن التكسير في هذين البناءين قليل وأشر، بضمتين. جمع أشران أشرى
وأشارى وأشارى، كسكران وسكرى وسكارى، أنشد ابن الأعرابي لمية بنت ضرار
الضبي ترثي أخاها:
وخلت وعولا أشارى بهـا وقد أزهف الطعن أبطالها. وناقة مئشير، وجواد مئشير، يستوي فيه المذكر والمؤنث، وكذلك رجل مئشير وامرأة مئشير، أي نشيط. وأشر الأسنان، بضمتين، وأشرها بضم ففتح: التحزيز الذي فيها وهو تحديد أطرافها، يكون ذلك خلقة ومستعملا. ج أشور ، بالضم قال:
لها بشر صاف ووجه مقسم وغر ثنايا لم تفلل أشورها. ويقال: بأسنانه أشر وأشر، مثال شطب السيل وشطبه، وقال جميل:
سبتك بمصقول ترف أشوره. وأشر المنجل كزفر: أسنانه واستعمله ثعلب في وصف المعضاد، فقال: المعضاد مثل المنجل ليست له أشر، وهما على التشبيه. قد أشرت المرأة أسنانها تأشرها أشرا، وأشرتها تأشيرا: حززتها وحرفت أطراف أسنانها. والمؤتشرة والمستأشرة كلتاهما: التي تدعو إلى ذلك أي أشر أسنانها، وفي الحديث: لعنت المأشورة والمستأشرة.
قال أبو عبيد: الواشرة: المرأة التي تشر أسنانها، وذلك أنها تفلجها وتحددها حتى يكون لها أشر، والأشر: حدة ورقة في أطراف الأسنان، ومنه قيل: ثغر مؤشر، وإنما يكون ذلك في أسنان الأحداث، تفعله المرأة الكبيرة تتشبه بأولئك، ومنه المثل السائر: أعييتني بأشر فكيف أرجوك بدردر، وذلك أن رجلا كان له ابن من امرأة كبرت، فأخذ ابنه يرقصه ويقول: يا حبذا درادرك. فعمدت المرأة إلى حجر فهتمت أسنانها، ثم تعرضت لزوجها، فقال لها: أعييتني بأشر فكيف بدردر.
والمؤشر، كمعظم: المرفق، وكل مرفق مؤشر. والجعل مؤشر العضدين، قال عنترة يصف جعلا:
كأن مؤشر العضدين حجلا
هدوجا بين أقلبة مـلاح.
صفحة : 2458
وأشر الخشب بالمشار أشرا، مهموز: شقه ونشره. والمئشار: ما أشر به. قال ابن
السكيت: يقال: للمئشار الذي يقطع به الخشب: ميشار، وجمعه مواشير، من وشرت
أشر، ومئشار جمعه مآشير، من أشرت آشر. وفي حديث صاحب الأخدود: فوضع المئشار
على مفرق رأسه.
المئشار بالهمز هو المنشار، بالنون، وقد يترك الهمز، يقال: أشرت الخشبة أشرا، ووشرتها وشرا، إذا شققتها، مثل نشرتها نشرا، ويجمع على مآشير ومواشير، ومنه الحديث: فقطعوهم بالمآشير، أي بالمناشير. والآشرة بالمد: المأشورة. والتأشير هكذا في النسخ وهو الصواب، وفي بعض الأصول: والتأشيرة: ما تعض به الجرادة، ج التآشير ، بالمد، نقله الصغاني.
والآشر: شوك ساقيها أي الجرادة كالتأشير. والآشر والتأشير: عقدة في رأس ذنبها كالمخلبين، كالأشرة، بالضم والمئشار، بالكسر، وهما الأشرتان والمئشاران. وأشيرة، كسفينة: د. بالمغرب وهو حصن عظيم من عمل سرقسطة منه: أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله الصنهاجي الحافظ النحوي المعروف بابن الأشيري، سمع بالأندلس أبا جعفر بن غزلون، وأبا بكر بن العربي الإشبيلي، وقدم دمشق وأقام بها، وسمع من علمائها، وسكن حلب مدة، وتوفي باللبوة سنة 561، ونقل إلى بعلبك فدفن بها، ترجمه ابن عساكر في تاريخ دمشق، ومنه نقلت، وزاد ابن بشكوال: وإبراهيم بن جعفر الزهري بن الأشيري كان حافظا.
ومما يستدرك عليه: أشر النخل أشرا: كثر شربه للماء فكثرت فراخه. وأمنية أشراء: فعلاء من الأشر، ولا فعل لها، قال الحارث بن حلزة:
إذ تمنوهم غرورا فساقت هم إليكم أمنية أشـراء. ويتبع أشر، فيقال: أشر أفر، وأشران أفران.
وقول الشاعر:
لقد عيل الأيتام طعنة ناشـره أنا شر لا زالت يمينك آشره. أراد مأشورة، أو ذات أشر. قال ابن بري: والبيت لنائحة همام بن ذهل بن شيبان، وكان قتله ناشرة، وهو الذي رباه، قتله غدرا.
ومن المجاز وصف البرق بالأشر، إذا تردد لمعانه، ووصف النبت به، إذا مضى في غلوائه.
أ ص ر.
الأصر، بفتح فسكون: الكسر والعطف، يقال: أصر الشيء يأصره أصرا: كسره وعطفه.
الأصر: الحبس، يقال: أصر الشيء يأصره أصرا، إذا حبسه وضيق عليه، وقال الكسائي: أصرني الشيء يأصرني، أي حبسني، وأصرت الرجل على ذلك الأمر، أي حبسته. وعن ابن الأعرابي: أصرته عن حاجته وعما أرته، أي حبسته.
الأصر: أن تجعل للبيت إصارا، ككتاب، عن الزجاج، أي وتدا للطنب. وفعل الكل كضرب.
الإصر بالكسر: العهد، وفي التنزيل العزيز: وأخذتم على ذلكم إصري قال ابن شميل: الإصر: العهد الثقيل، وما كان عن يمين وعهد فهو إصر. وقال الفراء، الإصر ها هنا إثم العقد والعهد إذا ضيعوه، كما شدد على بني إسرائيل. وروي عن ابن عباس: ولا تحمل علينا إصرا قال: عهدا لا نفي به وتعذبنا بتركه ونقضه، وقوله: وأخذتم على ذلكم إصري قال ميثاقي وعهدي. قال أبو إسحاق: كل عقد من قرابة أو عهد فهو إصر.
الإصر: الذنب. قال أبو منصور في
قوله تعالى: ولا تحمل علينا إصرا أي عقوبة ذنب تشق علينا. وقال شمر في
الإصر: إثم العقد إذا ضيعه، وسمي الذنب إصرا لثقله.
صفحة : 2459
الإصر: الثقل، سمي به لأنه يأصر صاحبه، أي يحبسه من الحراك. وقوله تعالى:
ويضع عنهم إصرهم قال أبو منصور: أي ما عقد من عقد ثقيل عليهم، مثل قتلهم
أنفسهم، وما أشبه ذلك، من قرض الجلد، إذا أصابته النجاسة، وقال الزجاج في
قوله تعالى: ولا تحمل علينا إصرا : أي أمرا يثقل علينا كما حملته على الذين
من قبلنا نحو ما أمر به بنو إسرائيل من قتل أنفسهم، أي لا تمتحنا بما يثقل
علينا. ويضم ويفتح في الكل.
الإصر: ما عطفك على الشيء.
في حديث ابن عمر: من حلف على يمين
فيها إصر فلا كفارة لها، قالوا: الإصر: إن تحلف بطلاق أو عتاق او نذر، وأصل
الإصر الثقل والشد، لأنها أثقل الأيمان وأضيقها مخرجا، يعني أنه يجب الوفاء
بها ولا يتعوض عنها بالكفارة.
الإصر: ثقب الأذن، قال ابن الأعرابي: هما إصران. ج آصار ، لا يجاوزنه أدنى
العدد، وإصران، بالكسر، جمع إصر بمعنى ثقب الأذن. وأنشد ابن الأعرابي:
إن الأحيمر حين أرجو رفـده غمرا لأقطع سيئ الإصران. الأقطع: الأصم: والإصران: جمع إصر. والآصرة: ما عطفك على الرجل من الرحم والقرابة والمعروف والمنة، ويقال: ما تأصرني على فلان آصرة، أي ما تعطفني عليه منة ولا قرابة. ج أواصر ، قال الحطيئة:
عطفوا علـي بـغـير آ صرة فقد عظم الأواصر. أي عطفوا علي بغير عهد أو قرابة. ومن سجعات الأساس: عطف علي بغير آصرة، ونظر في أمري بعين باصرة.
الآصرة: حبل صغير يشد به أسفل الخباء إلى وتد، وأنشد ثعلب عن ابن الإعرابي:
لعمرك لا أدنو لوصل دنية ولا أتصبى آصرات خليل. فسره فقال: لا أرضى من الود بالضعيف، ولم يفسر الآصرة، وقال ابن سيده: وعندي أنه إنما عني بالآصرة الحبل الصغير الذي يشد به أسفل الخباء، فيقول: لا أتعرض لتلك المواضع أبتغي زوجة خليلي ونحو ذلك، وقد يجوز ان يعرض به، لا أتعرض لمن كان من قرابة خليلي، كعمته وخالته وما أشبه ذلك، كالإصار والإصارة، بكسرهما، والأيصر والآصرة، وجمع الإصار أصر، وجمع الأيصر أياصر.
والمأصر، كمجلس ومرقد: المحبس، مأخوذ من آصرة العهد، إنما هو عقد ليحبس به، ويقال للشيء تعقد به الأشياء: الإصار، من هذا، وقد أصره يأصره، إذا حبسه ج مآصر ، والعامة تقول: معاصر، بالعين بدل الهمز.
والإصار، ككتاب: وتد الطنب قصير، وفي الفروق لابن السيد: الإصار: وتد الخباء، وجمعه أصر، على فعل، وآصرة. والإصار: القد يضم عضدي الرجل، والسين فيه لغة.
الإصار الزنبيل يحمل فيه المتاع، على التشبيه بالمحش. الإصار: ما حواه المحش من الحشيش، قال الأعشى:
فهذا يعد لهن الـخـلـى ويجمع ذا بينهن الإصارا. الإصار: كساء يحتش فيه، كالأيصر، فيهما، وجمعه أياصر، قال:
تذكرت الخيل الشعير فأجفلت
وكنا أناسا يعلفون الأياصرا.
والإصار والأيصر: الحشيش المجتمع. وفي كتاب أبي زيد: الأياصر: الأكسية التي
ملؤوها من الكلأ وشدوها، واحدها أيصر، وقال: حش لا يجز أيصره، أي من كثرته.
وقال الأصمعي: الأيصر: كساء فيه حشيش، يقال له: الأيصر، ولا يسمى الكساء
أيصرا حين لا يكون فيه الحشيش، ولا يسمى ذلك الحشيش أيصرا حتى يكون في ذلك
الكساء.
صفحة : 2460
ج أصر ، بضمتين، وآصرة. والأصير: المتقارب، والملتف من الشعر، يقال: شعر
أصير، أي ملتف مجتمع كثير الأصل، قال الراعي:
ثبتت على شعر ألف أصير. الأصير أيضا: الكثيف الطويل من الهدب قال:
لكل منامة هدب أصير. المنامة: القطيفة ينام فيها.
والمؤاصر: الجار، قال الأحمر هو جاري مكاسري ومؤاصري، أي كسر بيته إلى جنب كسر بيتي، وإصار بيتي إلى جنب إصار بيته، وهو الطنب، وزاد الزمخشري، ومطانبي ومقاصري. والمتآصرون من الحي: المتجاورون. وائتصر النبت. إذا طال وكثر والتف.
وائتصرت الأرض ائتصارا: اتصل
نبتها. وائتصر القوم: كثر عددهم، يقال: إنهم لمؤتصرو العدد، أي عددهم كثير.
ومما يستدرك عليه: كلأ آصر: حابس لمن فيه، أو ينتهي إليه من كثرته.
والأواصر: الأواخي والأواري، واحدتها آصرة، قال سلمة بن الخرشب يصف الخيل:
يسدون أبواب القباب بضمـر إلى عنن مستوثقات الأواصر. يريد خيلا ربطت بأفنيتهم، والعنن: كنف سترت بها الخيل من الريح والبرد، وقال آخر:
لها بالصيف آصرة وجـل وست من كرائمها غرار. والماصر: مفعل من الإصر، أو فاعل من المصر، بمعنى الحاجز. ولعن المآصر، هكذا في الأساس، ولم يفسره. وفي اللسان: والمأصر يمد على طريق أو نهر، يؤصر به السفن والسابلة: أي يحبس، ليؤخذ منهم العشور. وآصر البيت، بالمد، لغة في أصره، إذا جعل له إصارا، عن الزجاج.
أ ط ر.
الأطر، بفتح فسكون: عطف الشيء، تقبض على أحد طرفيه فتعوجه، وفي الحديث عن
النبي صلى الله عليه وسلم أنه ذكر المظالم التي وقعت فيها بنو إسرائيل
والمعاصي فقال: لا والذي نفسي بيده حتى تأخذوا على يدي الظالم وتأطروه على
الحق أطرا .
قال أبو عمرو: أي تعطفوه عليه، قال ابن الأثير: ومن غريب ما يحكى في هذا الحديث عن نفطويه أنه قال بالظاء المعجمة، وجعل الكلمة مقلوبة، فقدم الهمزة على الظاء، وكل شيء عطفته على شيء فقد أطرته تأطره أطرا.
الأطر: أن تجعل للسهم أطرة، بالضم، وفي النسخ: للشيء بدل السهم، وستأتي الأطرة. والفعل كضرب ونصر، يقال: أطره يأطره أطرا فانأطر انئطارا، كالتأطير فيهما، يقال: أطره فتأطر: عطفه فانعطف، كالعود تراه مستديرا، إذا جمعت بين طرفيه، قال أبو النجم يصف فرسا:
كبداء قعساء على تأطيرها. وقال المغيرة بن حبناء التميمي:
وأنتم أناس تقمصون من القنا إذا ما رقى أكتافكم وتأطرا. أي إذا انثنى، وقال:
تأطرن بالميناء ثم جزعـنـه وقد لح من أحمالهن شجون. الأطر: منحنى القوس، والسحاب، سمي بالمصدر، قال:
وهاتفة لأطريها حفـيف وزرق في مركبة دقاق. ثناه وإن كان مصدرا، لأنه جعله كالاسم. وقال ابو زيد: أطرت القوس آطرها أطرا، إذا حنيتها، وقال الهذلي:
أطر السحاب بها بياض المجدل. قال السكري: الأطر كالاعوجاج تراه في السحاب، قال: وهو مصدر في معنى مفعول، وقال طرفة يذكر ناقة وضلوعها:
كأن كناسى ضالة يكنفانـهـا وأطر قسي تحت صلب مؤبد. شبه انحناء الأضلاع بما حني من طرفي القوس.
والأطر: اتخاذ الإطار للبيت، وهو
أي إطار البيت كالمنطقة حوله، لإحاطته به.
صفحة : 2461
والأطير: كأمير: الذنب، ويقال في المثل: أخذني بأطير غيري، أي بذنب غيري،
وقال مسكين الدارمي:
أبصرتني بأطير الرجال وكلفتني ما يقول البشر. الأطير: الضيق، كأنه لإحاطته. وقيل: هو الكلام والشر يأتي من بعيد، وقيل: إنما سمي بذلك لإحاطته بالعنق. والأطرة من السهم، بالضم: العقبة التي تلف على مجمع الفوق، وقد أطره يأطره، إذا عمل له أطرة ولف على مجمع الفوق عقبة.
الأطرة: حرف الذكر، كالإطار، فيهما، أي ككتاب يقال: إطار السهم وأطرته، وإطار الذكر وأطرته: حرف حوقه. الأطرة: ما أحاط بالظفر من اللحم. والجمع أطر وإطار.
الأطرة من الفرس: طرف الأبهر في رأس الحجبة إلى منتهى الخاصرة. وعن أبي عبيدة: الأطرة طفطفة غليظة كأنها عصبة مركبة في رأس الحجبة، ويستحب للفرس تشنج أطرته.
الأطرة: أن يؤخذ رماد ودم خليط يلطخ به كسر القدر ويصلح، قال:
قد أصلحت قدرا لها بأطره وأطعمت كريدة وفـدره. والإطار، ككتاب: الحلق من الناس، لإحاطتهم بما حلقوا به، قال بشر بن أبي خازم:
وحل الحي حي بني سبيع قراضبة ونحن لهم إطار. أي ونحن محدقون بهم. وفي الأساس: ومن المجاز: هم إطار، لبني فلان: حلوا حولهم. والإطار: قضبان الكرم تلتوي، كذا في النسخ، وفي بعض الأصول: تلوي للتعريش.
الإطار: ما يفصل بين الشفة وبين شعرات الشارب، وهما إطاران، وسئل عمر بن عبد العزيز عن السنة في قص الشارب، فقال تقصه حتى يبدو الإطار. وقال أبو عبيد: الإطار: الحيد الشاخص ما بين مقص الشارب والشفة، المختلط بالفم، قال ابن الأثير: يعني حرف الشفة الأعلى الذي يحول بين منابت الشعر والشفة. الإطار: خشب المنخل، لاستدارته. وكل ما أحاط بشيء فهو له أطرة وإطار، كإطار الدف، وإطار الحافر، وهو ما أحاط بالأشعر، ومنه صفة شعر علي، كرم الله وجهه: إنما كان له إطار، أي شعر محيط برأسه ووسطه أصلع. وتأطر بالمكان: تحبس.
تأطر الرمح: تثنى، ويقال: تأطر القنا في ظهورهم، ومنه في صفة آدم عليه السلام: أنه كان طوالا فأطر الله منه، أي ثناه وقصره ونقص من طوله، يقال: أطرت الشيء فانأطر وتاطر، أي انثنى. تأطرت المرأة: أقامت في بيتها ولزمته، قال عمر بن أبي ربيعة:
تأطرن حتى قلن لسن بـوارحـا وذبن كما ذاب السديف المسرهد. تأطر الشيء: اعوج وانثنى، كانأطر انئطارا.
عن ابن الأعرابي: التأطير أن تبقى الجارية في بيت أبويها زمانا لا تتزوج.
والمأطور: البئر التي ضغطتها بجنبها بئر أخرى، قال العجاج يصف الإبل:
وباكرت ذا جمة نـمـيرا لا آجن الماء ولا مأطورا. المأطور: الماء يكون في السهل فيطوي بالشجر مخافة الانهيار والانهدام.
المأطورة، بهاء: العلبة يؤطر لرأسها عويد ويدار، ثم يلبس شفتها وربما ثنى على العود المأطور أطراف جلد العلبة فتجف عليه، قال الشاعر:
وأورثك الراعي عبـيد هـراوة ومأطورة فوق السوية من جلد. قال: والسوية: مركب من مراكب النساء. وأطريرة، بفتح الهمزة والراءين: د، بالمغرب.
ومما يستدرك عليه: وفي يده
مأطورة: قوس. قال أبو زيد: أطرت القوس أطرا، إذا حنيتها.
صفحة : 2462
وتأطرت: تثنت في مشيتها، كما في الأساس. وأطرة الرمل: كفته. وقال الأصمعي:
إن بينهم لأواصر رحم، وأواطر رحم، وعواطف رحم، بمعنى واحد، الواحدة آصرة
وآطرة.
وفي حديث علي، كرم الله وجهه: فأطرتها بين نسائي ، أي شققتها وقسمتها بينهن، وقيل: هو من قولهم: طار له في القسمة كذا، أي وقع في حصته، فيكون من فصل الطاء لا الهمزة.
ومن المجاز: أطرت فلانا على مودتك.
والأطرة، بالضم: طفطفة غليظة، كأنها عصبة مركبة في رأس الحجبة وضلع الخلف، وعند ضلع الخلف تبين الأطرة، قاله أبو عبيدة.
أ ف ر.
أفر الرجل يأفر، من حد ضرب، أفرا، بفتح فسكون، وأفورا، بالضم: عدا ووثب،
وهو أفار، إذا كان جيد العدو. وأفر الظبي وغيره بالفتح يأفر أفورا، أي شد
الإحضار.
أفر الحر والقدر: اشتد غليانهما، حتى كأنها تنز، وقال الشاعر:
باخوا وقدر الحرب تغلي أفرا. أفر البعير يأفر أفرا، نشط وسمن بعد الجهد، كأفر، كفرح، أفرا، فيهما. واستأفر البعير كأفر، وهذه عن الصاغاني. أفر الرجل: خف في الخدمة، وإنه ليأفر بين يديه.
وهو مئفر كمنبر، وهو الذي يسعى بين يدي الرجل ويخدمه. ورجل أفار ومئفر، إذا كان وثابا جيد العدو. أفر الرجل: طرد، يقال: أفرت القوم طردتهم، نقله الصاغاني. والأفرة، بضمتين وتشديد الراء: الجماعة ذات الجلبة. والأفرة: البلية، يقال: وقع في أفرة، أي بلية، ويقال: الناس في أفرة، يعني الاختلاط، عن الأصمعي، وهكذا ضبطه.
الأفرة: الشدة، يقال: وقع فلان في
أفرة: أي شدة، وقال الفراء الأفرة من الصيف: أوله. وأفرة الحر والشر
والشتاء: شدته، ويفتح أولها، مثل جربة، وهذه عن أبي زيد، ويحرك في الكل.
وأفران، بالفتح: ة، بنسف، هنا أورده الصغاني فقلده المصنف، وقد يذكر في
النون. وأفر، بفتح الهمزة وضم الفاء والراء المشددة: د، بالعراق قريب من
نهر جوبر عن الصغاني.
ومما يستدرك عليه: رجل أشران أفران، وهو إتباع. وأفار ككتان: اسم. ومزائد
أفر، لغة في وفر.
أ ق ر.
أقر، بضمتين: واد واسع مملوء حمضا ومياها في ديار غطفان، قريب من الشربة،
وقيل: جبل، وقيل: هو من عدنة، وقيل: جبال أعلاها لبني مرة بن كعب، وأسفلها
لفزارة، وأنشد الجوهري لابن مقبل:
وثروة من رجال لـو رأيتـهـم لقلت إحدى حراج الجر من أقر. وأقر، بفتح الهمزة وضم القاف وتشديد الراء: موضع أو جبل بعرفة. وأقر كزفر: جبل باليمن في واد متسع من أودية شهارة، قال الشاعر:
وفي شهارة أيام تـعـقـبـهـا قتل القرامطة الأشرار في أقر. إشارة إلى قتل الصليحي وجماعته في هذا الوادي بعد الستمائة من الهجرة.
أ ك ر.
الأكرة، بالضم: لغية، أي لغة مسترذلة في الكرة التي يلعب بها، واللغة
الجيدة الكرة، قال: حزاورة بأبطحها الكرينا .
الأكرة: الحفرة في الأرض يجتمع
فيها الماء فيغرف صافيا، جمعه الأكر. والأكر والتأكر: حفرها، يقال: أكر
يأكر أكرا، وتأكر، إذا حفر أكرة. ومنه الأكار للحراث، وفي حديث قتل أبي
جهل: فدو غير أكار قتلني ، الأكار: الزراع، أراد به احتقاره وانتقاصه، كيف
مثله يقتل مثله، ج أكرة ، كأنه جمع آكر في التقدير، كذا قاله الجوهري.
صفحة : 2463
في الحديث: نهى عن المؤاكرة، يعني المزارعة على نصيب معلوم مما يزرع في
الأرض، وهي المخابرة، ويقال: أكرت الأرض، أي حفرتها.
ومما يستدرك عليه: التأكير أن يجعل الطراق أكرا، قيل لحراث: هل أكرت الطراق? أي هل جعلت له أكرا?.
أ م ر.
الأمر معروف، وهو ضد النهي، كالإمار والإيمار، بكسرهما الأول في اللسان،
والثاني حكاه أهل الغريب، وقد أنكرهما شيخنا واستغرب الأخير، وقد وجدته عن
أبي الحسن الأخفش، قال: وأمر بالكسر مال بني فلان إيمارا: كثرت أموالهم،
ففي كلام المصنف نظر وتأمل.
والآمرة، وهو أحد المصادر التي جاءت على فاعلة كالعافية، والعاقبة والخاتمة.
أمره وأمره به، الأخيرة عن كراع، وأمره إياه على حذف الحرف يأمره أمرا وإمارا.
وآمره بالمد، هكذا في سائر النسخ،
وهو لغة في أمره، وقال أبو عبيد: آمرته بالمد وأمرته لغتان بمعنى كثرته.
وسيأتي.
فأتمر، أي قبل أمره، ويقال: ائتمر بخير، كأن نفسه أمرته به فقبله.
وفي الصحاح: وائتمر الأمر، أي امتثله، قال امرؤ القيس:
ويعدو على المرء ما يأتمر. وفي الأساس: وائتمرت ما أمرتني به: امتثلت.
وقع أمر عظيم، أي الحادثة، ج أمور، لا يكسر على غير ذلك، وفي التنزيل العزيز: ألا إلى الله تصير الأمور. ويقال: أمر فلان مستقيم، وأموره مستقيمة.
وقد وقع في مصنفات الأصول الفرق في الجمع، فقالوا: الأمر إذا كان بمعنى ضد النهي فجمعه أوامر، وإذا كان بمعنى الشأن فجمعه أمور، وعليه أكثر الفقهاء، وهو الجاري في ألسنة الأقوام. وحقق شيخنا في بعض الحواشي الأصولية ما نصه: اختلفوا في واحد أمور وأوامر، فقال الأصوليون: إن الأمر بمعنى القول المخصص يجمع على أوامر وبمعنى الفعل أو الشأن يجمع على أمور، ولا يعرف من وافقهم إلا الجوهري في قوله: أمره بكذا أمرا وجمعه أوامر، وأما الأزهري فإنه قال: الأمر ضد النهي واحد الأمور. وفي المحكم: لا يجمع الأمر إلا على أمور، ولم يذكر أحد من النحاة أن فعلا يجمع على فواعل، أو أن شيئا من الثلاثيات يجمع على فواعل، ثم نقل شيخنا عن شرح البرهان كلاما ينبغي التأمل فيه.
وفي المصباح: جمع الأمر أوامر هكذا يتكلم به الناس، ومن الأئمة من يصححه ويقول في تأويله: إن الأمر مأمور به، ثم حول المفعول إلى فاعل، كما قيل أمر عارف وأصله معروف، وعيشة راضية وأصله مرضية، إلى غير ذلك، ثم جمع فاعل على فواعل، فأوامر جمع مأمور. وبعضهم يقول: جمع على أوامر فرقا بينه وبين الأمر بمعنى الحال، فإنه يجمع على فعول.
الأمر: مصدر أمر فلان علينا يأمر، وأمر، وأمر مثلثة، إذا ولي، قال شيخنا: اقتصر في الفصيح على الفتح، وحكى ابن القطاع الضم، وروى غيرهم الكسر، وأنكره جماعة.
قلت: ما ذكره عن الفصيح، فإنه حكى ثعلب عن الفراء: كان ذلك إذ أمر علينا الحجاج بفتح الميم. وأما بالكسر والضم فقد حكاهما غير واحد من الأئمة، قالوا: وقد أمر فلان بالكسر وأمر بالضم، أي: صار أميرا، وأنشدوا على الكسر:
قد أمر المهـلـب.
فكرنبوا ودولبـوا.
وحيث شئتم فاذهبوا.
والاسم الإمرة، بالكسر، وهي
الإمارة، ومنه حديث طلحة: لعلك ساءتك إمرة ابن عمك.
صفحة : 2464
وقول الجوهري: مصدر، وهم، قال شيخنا: وهذا مما لا ينبغي بمثله الاعتراض
عليه: إذ هو لعله أراد كونه مصدرا على رأى من يقول في أمثاله بالمصدرية،
كما في النشدة وأمثالها، قالوا: إنه مصدر نشد الضالة، أو جاء به على حدذف
مضاف، أي اسم مصدر الإمرة بالكسر، أو غير ذلك مما لا يخفى عمن له إلمام
باصطلاحهم.
يقال: له على أمرة مطاعة، بالفتح لا غير، للمرة الواحدة منه، أي من الأمر، أي له علي أمرة أطيعه فيها ولا تقل: إمرة، بالكسر، إنما الإمرة من الولاية، كذا في التهذيب والصحاح وشروح الفصيح، وفي الأساس: ولك علي أمرة مطاعة، أي أن تأمرني مرة واحدة فأطيعك.
والأمير: الملك، لنفاذ أمره، وهي أي الأنثى أميرة، بهاء.
قال عبد الله بن همام السلولي:
ولو جاؤوا برملة أو بهند لبايعنا أميرة مؤمنينـا. قال شيخنا: وهو بناء على ما كان في الجاهلية من تولية النساء، وإن منع الشرع ذلك، على ما تقرر، بين الإمارة، بالكسر، لأنها من الولايات، وهي ملحقة بالحرف والصنائع، ويفتح وهذا مما أنكروه وقالوا هو لا يعرف، كما في الفصيح وشروحه، قاله شيخنا، وقد ذكرهما صاحب اللسان وغيره، فتأمل ج أمراء .
الأمير: قائد الأعمى، لأنه يملك أمره، ومنه قول الأعشى:
إذا كان هادى الفتى في البلا د صدر القناة أطاع الأميرا. الأمير: الجار، لانقياده له. الأمير: هو المؤامر، أي المشاور، وفي الحديث: أميري من الملائكة جبريل ، أي صاحب أمري ووليي، وكل من فزعت إلى مشاورته ومؤامرته فهو أميرك. الأمير: المؤمر، كمعظم، المملك، يقال: أمر عليه فلان، إذا صير أميرا.
المؤمر: المحدد بالعلامات، قيل: هو الموسوم. وسنان مؤمر: أي محدد، قال ابن مقبل:
وقد كان فينا من يحوط ذمارنـا ويحذي الكمي الزاعبي المؤمرا. المؤمر: القناة إذا جعلت فيها سنانا، والعرب تقول: أمر قناتك، أي اجعل فيها سنانا.
المؤمر: المسلط. وقال خالد في تفسير الزاعبي المؤمر: إنه هو المسلط، والزاعبي الرمح الذي غذا هز تدافع كله، كأن مؤخره يجري في مقدمه، ومنه قيل: مر يزعب بحمله، إذا كان يتدافع، حكاه عن الأصمعي.
في التنزيل العزيز: أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم . قالوا: أولو الأمر: الرؤساء والعلماء، وللمفسرين أقوال فيه كثيرة.
وأمر الشيء، كفرح، أمرا وأمرة، بالتحريك فيهما: كثر وتم. وحكى ابن القطاع فيه الضم أيضا، قال المصنف في البصائر: وأمر القوم، كسمع: كثروا، وذلك لأنهم، إذا كثروا صاروا ذا أمر، من حيث إنه لا بد لهم من سائس يسوسهم، فهو أمر كفرح، قال:
أم عيال ضنؤها غير أمر. والاسم الإمر. وزرع أمر: كثير: عن اللحياني. وقرأ الحسن: أمرنا مترفيها على مثال علمنا، قال ابن سيده: وعسى أن تكون هذه لغة ثالثة، وقال الأعشى:
طرفون ولادون كل مبـارك أمرون لا يرثون سهم القعدد. ويقال: أمرهم الله فأمروا، أي كثروا.
يقال: أمر الأمر يأمر أمرا إذا اشتد. والاسم الإمر بالكسر. وتقول: العرب: الشر أمر.
ومنه حديث أبي سفيان: لقد أمر أمر
ابن أبي كبشة وارتفع شأنه، يعني النبي صلى الله عليه وسلم. منه حديث ابن
مسعود: كنا نقول في الجاهلية: قد أمر بنو فلان، أي كثروا.
صفحة : 2465
وأمر الرجل فهو أمر: كثرت ماشيته، وقال أبو الحسن: أمر بنو فلان: كثرت
أموالهم.
وآمره الله، بالمد، وأمره، كنصره وهذه لغية. فأما قولهم: ومهرة مأمورة، فعلى ما قد أنس من الإتباع، ومثله كثير. وقال أبو عبيد: آمرته بالمد وأمرته لغتان بمعنى كثرته، وأمر هو، أي كثر: فخرج على تقدير قولهم: علم فلان وأعلمته أنا ذلك، قال يعقوب: ولم يقله أحد غيره، أي كشر نسله وماشيته. وفي الأساس: وقل بنو فلان بعدما أمروا، وفي مثل: من قل ذل ومن أمر فل وإن ماله لأمر، وعهدي به وهو زمر. والأمر، ككتف: الرجل المبارك يقبل عليه المال. وامرأة أمرة: مباركة على بعلها، وكله من الكثرة. وعن ابن بزرج: رجل أمر وامرأة أمرة، إذا كانا ميمونين. ورجل إمر وإمرة كإمع وإمعة، بالكسر ويفتحان، الأولى مفتوحة، عن الفراء: ضعيف الرأي أحمق، وفي اللسان: رجل إمر وإمرة: ضعيف لا رأي له، وفي التهذيب: لا عقل له، يوافق كل أحد على ما يريد من أمره كله، وفي اللسان: إلا ما أمرته به، لحمقه، وقال امرؤ القيس:
وليس بذي رثـية إمـر إذا قيد مستكرها أصحبا. ويقال: رجل إمر: لا رأي له، فهو يأتمر لكل آمر ويطيعه. قال الساجع: إذا طلعت الشعرى سفرا فلا ترسل فيها إمرة ولا إمرا. قال شمر: معناه لا ترسل في الإبل رجلا لا عقل له يدبرها. وفي حديث آدم عليه السلام: من يطع إمرة لا يأكل ثمرة . قال ابن الأثير: هو الأحمق الضعيف الرأي الذي يقول لغيره: مرني بأمرك، أي من يطع امرأة حمقاء يحرم الخير، ومثله في الأساس، قال: وقد يطلق الإمرة على الرجل، والهاء للمبالغة، يقال: رجل إمرة، وقال ثعلب في قوله رجل إمر، قال: شبه بالجدي. وهما أيضا: الصغير من أولاد الضأن، أي يطلقان عليه، وقيل: هما الصغيران من أولاد المعز.
والعرب تقول للرجل إذا وصفوه بالإعدام: ماله إمر ولا إمرة، أي ماله خروف ولا رخل، وقيل: ماله شيء، والإمر: الخروف، والإمرة: الرخل، والخروف ذكر والرخل أنثى.
والأمرة، محركة: الحجارة. قال أبو زبيد من قصيدة يرثي فيها عثمان بن عفان، رضي الله عنه:
يا لهف نفسي إن كان الذي زعموا حقا وماذا يرد اليوم تلـهـيفـي.
إن كان عثمان أمسى فوقه أمـر كراقب العون فوق القنة الموفي. شبه الأمر بالفحل يرقب عيون أتنه.
قال ابن سيده: الأمرة: العلامة. وقال غيره: الأمرة: العلم الصغير من أعلام المفاوز من حجارة، وهو بفتح الهمزة والميم. الأمرة أيضا: الرابية. وقال ابن شميل: الأمرة مثل المنارة فوق الجبل عريض، مثل البيت وأعظم، وطوله في السماء أربعون قامة صنعت على عهد عاد وإرم، وربما كان أصل إحداهن مثل الدار، وإنما هي حجارة مكومة بعضها فوق بعض قد ألزق ما بينها بالطين، وأنت تراها كأنها خلقة. جمع الكل أمر.
قال الفراء: يقال: ما بها أمر، أي علم. وقال أبو عمرو: الأمرات: الأعلام، واحدتها أمرة، وقال غيره: وأمارة مثل أمرة. والأمارة والأمار، بفتحهما: الموعد والوقت المحدودث، وعم ابن الأعرابي بالأمارة الوقت، فقال: الأمارة: الوقت، ولم يعين أمحدود أم غير محدود.
الأمار: العلم الصغير من أعلام المفاوز من حجارة، وقال حميد:
بسواء مجمعة كـأن أمـارة
منها إذا برزت فنيق يخطر.
صفحة : 2466
وكل علامة تعد فهي أمارة، وتقول: هي أمارة ما بيني وبينك، أي علامة، وأنشد:
إذا طلعت شمس النهار فإنها أمارة تسليمي عليك فسلمي. وقال العجاج:
إذ ردها بكيده فارتدت إلى أمار وأمار مدتي. قال ابن بري: وأمار مدتي بالإضافة، والضمير المرتفع في ردها يعود على الله تعالى، يقول: إذ رد الله نفسي بكيده وقوته إلى وقت انتهاء مدتي.
وفي حديث ابن مسعود: ابعثوا بالهدى، واجعلوا بينكم وبينه يوم أمار . الأمار والأمارة: العلامة، وقيل: الأمار جمع الأمارة، ومنه الحديث الآخر: فهل للسفر أمارة? .
وأمر إمر، بالكسر: اسم من أمر الشيء بالكسر إذا اشتد، أي منكر عجيب قال الراجز:
قد لقي الأقران مني نكرا داهية دهياء إدا إمـرا. وفي التنزيل العزيز: لقد جئت شيئا إمرا . قال أبو إسحاق: أي جئت شيئا عظيما من المنكر، وقيل: الأمر، بالكسر: الأمر العظيم الشنيع، وقيل: العجيب، قال: ونكرا أقل من قوله: إمرا، لأن تغريق من في السفينة أنكر من قتل نفس واحدة. قال ابن سيده: وذهب الكسائي إلى أن معنى إمرا: شيئا داهيا منكرا عجبا، واشتقه من قولهم: أمر القوم، إذا كثروا.
يقال: ما بها أي بالدار أمر محركة وتأمور، وهذه عن أبي زيد، مهموز، وتؤمور، بالضم في الأخير، وهذه عن ابن الأعرابي، والتاء زائدة فيهما، وبالهمز ودونه، أثبتهما الرضي وغيره وزاد: وتؤمري، أي أحد، واستطرد شيخنا في شرح نظم الفصيح ألفاظا كثيرة من هذا القبيل، منها: ما بها شفر وشفرة وطوئي وطاوي وطووي وطؤوي وطؤري ودوري وداري ودبيج وآرم وأرم وأريم وإرمي، وأيرمي ونمي ودعوي ودبي وكتيع وكتاع وديار وديور وكراب ووابن ونافخ ضرمة ووابر وعين وعائنة ولا عريب ولا صافر، قال: ومعنى هذه الحروف كلها: أحد وحكى جميعها صاحب كتاب المعالم، والمطرز في كتاب الياقوت، وابن الأنباري في كتاب الزاهر، وابن السكيت، وابن سيده في العويص، وزاد بعضهم على بعض، وقد ذكر المصنف بعضا منها في مواضعها واستجاد فراجع شرح شيخنا في هذا المحل فإنه بسط وأفاد.
والائتمار: المشاورة، كالموؤامرة والاستئمار والتأمر على التفعل، والتآمر على التفاعل. وآمره في أمره ووامره واستأمره: شاوره. وقال غيره: آمرته في أمري مؤامرة، إذا شاورته والعامة تقول: وامرته.
ومن المؤامرة: المشاورة، في
الحديث: آمروا النساء في أنفسهن ، أي شاوروهن في تزويجهن، قال ابن الأثير:
ويقال فيه: وامرته، وليس بفصيح. وفي حديث عمر: آمروا النساء في بناتهن ،
وهو من جهة استطابة انفسهن، وهو أدعى للألفة وخوفا من وقوع الوحشة بينهما
إذا لم يكن برضا الأم، إذ البنات إلى الأمهات أميل، وفي سماع قولهن أرغب.
وفي حديث المتعة: فآمرت نفسها أي شاورتها واستأمرتها.
صفحة : 2467
ويقال: تأمروا على الأمر وائتمروا: تماروا وأجمعوا آراءهم. وفي التنزيل: إن
الملأ يأتمرون بك ليقتلوك . قال أبو عبيدة: أي يتشاورون عليك، وقال الزجاج:
معنى قوله: يأتمرون بك : يأمر بعضهم بعضا بقتلك. قال أبو منصور: ائتمر
القوم وتآمروا، إذا أمر بعضهم بعضا، كما يقال: اقتتل القوم وتقاتلوا،
واختصموا وتخاصموا، ومعنى، يأتمرون بك أي يؤامر بعضهم بعضا بقتلك وفي قتلك،
قال: وأما قوله: وائتمروا بينكم بمعروف فمعناه والله أعلم ليأمر بعضكم بعضا
بمعروف. وقال شمر في تفسير حديث عمر، رضي الله عنه: الرجال ثلاثة: رجل غذا
نزل به أمر ائتمر رأيه ، قال: معناه ارتأى وشاور نفسه قبل أن يواقع ما
يريد، قال: ومنه قول الأعشى:
لا يدري المكذوب كيف يأتمر. أي كيف يرتئي رأيا ويشاور نفسه ويعقد عليه?.
الائتمار: الهم بالشيء، وبه فسر القتيبي قوله تعالى: إن الملأ يأتمرون بك أي يهمون بك، وأنشد:
اعلمن أن كل مؤتـمـر مخطئ في الرأي أحيانا. قال يقول: من ركب أمرا بغير مشورة اخطأ أحيانا. وخطأ قول من فسر قول النمر بن تولب أو امرئ القيس:
أحار بن عمرو فؤادي خمر ويعدو على المرء ما يأتمر. أي إذا ائتمر أمرا غير رشد عدا عليه فأهلكه، قال: كيف يعدو على المرء ما شاور فيه والمشاورة بركة? وإنما أراد: يعدو على المرء ما يهم به من الشر، وقال أيضا في قوله تعالى: وائتمروا بينكم بمعروف : أي هموا به واعتزموا عليه، قال: ولو كان كما قال أبو عبيدة في قوله تعالى: إن الملأ يأتمرون بك أي يتشاورون عليك لقال: يتأمرون بك.
قال أبو منصور: وجائز ان يقال: ائتمر فلان رأيه، إذا شاور عقله في الصواب الذي يأتيه، وقد يصيب الذي يأتمر رأيه مرة ويخطئ أخرى، قال: فمعنى قوله: يأتمرون بك : أي يؤامر بعضهم بعضا فيك، أي في قتلك، أحسن من قول القتيبي: إنه بمعنى يهمون بك.
وفي اللسان: والمؤتمر: المستبد برأيه، وقيل: هو الذي يسبق إلى القول، وقيل هو الذي يهم بأمر يفعله، ومنه الحديث: :لا يأتمر رشدا ، أي لا يأتي برشد من ذات نفسه، ويقال لكل من فعل فعلا من غير مشاورة: ائتمر، كأن نفسه أمرته بشيء فائتمرها، أي أطاعها.
يقال: أنت أعلم بتأمورك، التأمور: الوعاء، يريد أنت أعلم بما عندك.
قيل: التأمور النفس، لأنها الأمارة، قال أبو زيد: يقال: لقد علم تأمورك ذلك، أي قد علمت نفسك ذلك، وقال أوس بن حجر:
أنبئت أن بني سحيم أولجوا أبياتهم تأمور نفس المنذر. قال الأصمعي: أي مهجة نفسه، وكانوا قتلوه. قيل: تأمور النفس: حياتها.
قيل: العقل، ومنه قولهم: عرفته بتأموري. التأمور: القلب نفسه، تفعول من الأمر، ومنه قولهم: حرف في تأمورك خير من عشرة في وعائك. قيل: التأمور: حبته وحياته ودمه وعلقته، وبه فسر بعضهم قول عمرو بن معد يكرب: أسد في تأمورته، أي في شدة شجاعته وقلبه.
وربما جعل خمرا، وربما جعل صبغا، على التشبيه. أو التأمور الدم مطلقا، على التشبيه، قاله الأصمعي: وكذلك الزعفران، على التشبيه، قاله الأصمعي.
التأمور: الولد، ووعاؤه. التأمور:
وزير الملك، لنفوذ أمره. التأمور: لعب الجواري أو الصبيان، عن ثعلب.
التأمور: صومعة الراهب، وناموسه.
صفحة : 2468
من المجاز: ما في الركية تأمور، يعني: شيء من الماء. قال أبو عبيد: وهو
قياس على قولهم: ما بالدار تأمور، أي ما بها أحد وحكاه الفارسي فيما يهمز
ولا يهمز.
التأمور: عريسة الأسد وخيسه، عن ثعلب، وهو التأمورة أيضا: ويقال: احذر الأسد في تأموره ومحرابه وغيله. وسأل عمر بن الخطاب رضي الله عنه عمرو بن معد يكرب عن سعد، فقال: أسد في تأمورته، أي في عرينه، وهي في الأصل الصومعة، فاستعارها للأسد، وقيل أصل هذه الكلمة سريانية.
التأمور: الخمر نفسها، على التشبيه بدم القلب. التأمور: الإبريق. قال الأعشى يصف خمارة:
وإذا لها تأمـورة مرفوعة لشرابها. ولم يهمزها.
قيل: التأمور: الحقة يجعل فيها الخمر، كالتأمورة، في هذه الأربعة، وزنه تفعول، أو تفعولة. قال ابن سيده: وقضينا عليه أن التاء زائدة في هذا كله لعدم فعلول في كلام العرب. وهذا موضع ذكره، لا كما توهم الجوهري، وهو مذهب أهل الاشتقاق، ووزنه حينئذ فاعول وفاعولة. وما اختاره المصنف تبعا لابن سيده مال إليه كثير من أئمة الصرف.
والتأموري والتأمري والتؤمري، بالضم في الأخير: الإنسان، تقول ما رأيت تأمريا أحسن من هذه المرأة، وقيل: إنها من ألفاظ الجحد، لغة في تأموري السابق، وصوب فيها العموم، كما هو ظاهر المصنف، قاله شيخنا.
وآمر ومؤتمر، آخر أيام العجوز، فالآمر: السادس منها، والمؤتمر السابع منها، قال أبو شبل الأعرابي:
كسع الشتاء بسبعة غبـر
بالصن والصنبر والوبر.
وبآمر وأخيه مؤتـمـر ومعلل
وبمطفئ الجمر.
كأن الأول منهما يأمر الناس بالحذر، والآخر يشاورهم في الظعن أو المقام. وفي التهذيب: قال البشتي: سمي أحد أيام العجوز آمرا، لأنه يأمر الناس بالحذر منه، وسمي الآخر مؤتمرا. قال الأزهري: وهذا خطأ، وإنما سمي آمرا لأن الناس يؤامر فيه بعضهم بعضا للظعن أو المقام، فجعل المؤتمر نعتا لليوم، والمعنى أنه يؤتمر فيه، كما يقال: ليل نائم: ينام فيه، ويوم عاصف: تعصف فيه الريح، ومثله كثير، ولم يقل أحد ولا سمع من عربي: ائتمرته، آي آذنته، فهو باطل. والمؤتمر باللام ومؤتمر بغيرها: المحرم. أنشد ابن الأعرابي:
نحن أجرنـا كـل ذيال قـتـر
في الحج من قبل دآدى المؤتمر. أنشده ثعلب. ج مآمر ومآمير .
قال ابن الكلبي: كانت عاد تسمى المحرم مؤتمرا، وصفر ناجرا، وربيعا الأول
خوانا، وربيعا الآخر بصانا، وجمادى الأولى ربى وجمادى الآخرة حنينا، ورجب
الأصم وشعبان عاذلا، ورمضان ناتقا، وشوالا وعلا، وذا القعدة ورنة، وذا
الحجة برك.
وإمرة، كإمعة: د قال عروة بن الورد:
وأهلك بين إمرة وكير. إمرة أيضا: جبل قال البكري: إمرة الحمى لغني وأسد، وهي أدنى حمى ضرية، حماه عثمان لإبل الصدقة، وهو اليوم لعامر بن صعصعة، وقال حبيب بن شوذب: كان الحمى حمى ضرية على عهد عثمان، سرح الغنم ستة أميال، ثم زاد الناس فيه فصار خيال بإمرة، وخيال بأسود العين، والخيال: خشب كانوا ينصبونها وعليها ثياب سود ليعلم أنها حمى.
ووادي الأمير، مصغرا: ع قال الراعي:
وأفزعن في وادي الأمير بعـدمـا
كسا البيد سافي القيظة المتناصر.
صفحة : 2469
ويوم المأمور يوم لبني الحارث بن كعب على بني دارم، وإياه عني الفرزدق
بقوله:
هل تذكرون بلاءكم يوم الصفا أو تذكرون فوارس المأمور. في الحديث: خير المال مهرة مأمورة وسكة مأبورة . قال أبو عبيد: أي كثيرة النتاج والنسل، والأصل مؤمرة، من آمرها الله. وقال غيره: إنما هو مهرة مأمورة للازدواج والإتباع، لأنهم أتبعوها مأبورة فلما ازدوج اللفظان جاؤوا بمأمورة على وزن مأبورة، كما قالت العرب: إني آتيه بالغدايا والعشايا، وإنما يجمع الغداة غدوات، فجاؤوا بالغدايا على لفظ العشايا تزويجا للفظين، ولها نظائر. وقال الجوهري: والأصل فيها مؤمرة على مفعلة، كما قال صلى الله عليه وسلم: ارجعن مأزورات غير مأجورات ، وإنما هو موزوات من الوزر، فقيل: مأزورات على لفظ مأجورات ليزدوجا.
وقال أبو زيد: مهرة مأمورة هي التي كثر نسلها، يقولون: أمر الله المهرة، أي كثر ولدها، وفيه لغتان أمرها فهي مأمورة، وآمرها فهي مؤمرة.
وروى مهاجر عن علي بن عاصم، مهرة مأمورة، أي نتوج ولود، وفي الاساس ومن المجاز: مهرة مأمورة، أي كثيرة النتاج، كأنها أمرت به، وقيل لها كوني نثورا فكانت. أو لغية،كما سبق، أي إذا كانت من أمرها الله فهي مأمورة، كنصر، وقد تقدم عن أبي عبيد وغيره انهما لغتان. يقال: تأمر عليهم فحسنت إمرته، أي تسلط.
واليأمور، بالياء المثناة التحتية كما في سائر النسخ، ومثله في التكملة عن الليث، والذي في اللسان وغيره من الأمهات بالمثناة الفوقية كنظائرها السابقة، والأول الصواب: دابة برية لها قرن واحد متشعب في وسط رأسه، قال الليث: يجري على من قتله في الحرم والإحرام إذا صيد الحكم، انتهى. وقيل: هو من دواب البحر، أو جنس من الأوعال، وهو قول الجاحظ، ذكره في باب الأوعال الجبلية والأيايل والأروى، وهو اسم لجنس منها بوزن اليعمور.
والتآمير هي الأعلام في المفاوز ليهتدي بها، وهي حجارة مكومة بعضها على بعض، الواحد تؤمور بالضم، عن الفراء. وبنو عيد بن الآمري، كعامري: قبيلة من حمير نسب إليه النجائب العيدية، وقد تقدم في الدال المهملة.
ومما يستدرك عليه: الأمير: ذو الأمر، والأمير: الآمر، قال:
والناس يلحـون الأمـير إذا هـم خطئوا الصواب ولا يلام المرشد. ورجل أمور بالمعروف نهو عن المنكر.
والمؤتمر: المستبد برأيه، ومنه قولهم: أمرته فأتمر، وأبى أن يأتمر. وأمر أمارة، إذا صير علما. والتأمير: تولية الإمارة. وقالوا: في وجه مالك تعرف أمرته، محركة، وهو الذي تعرف فيه الخير من كل شيء، وأمرته زيادته وكثرته. وما أحسن أمارتهم، أي ما يكثرون ويكثر أولادهم وعددهم.
وعن الفراء: الأمرة: الزيادة والنماء والبركة، قال: ووجه الأمر أول ما تراه، وقال أبو الهيثم: تقول العرب: في وجه المال تعرف أمرته، أي نقصانه، قال أبو منصور: والصواب ما قال الفراء، وقال ابن بزرج: قالوا: في وجه مالك تعرف أمرته، أي يمنه، وأمارته مثله، وأمرته، بفتح فسكون.
وقالوا:
يا حبـذا الإمـاره ولو على الحجاره. ومرني، بمعنى: أشر علي. وفلان بعيد من المئمر قريب من المئبر، وهو المشورة: مفعل من المؤامرة. والمئبر: النميمة. وفلانة مطيعة لأميرها: زوجها.
وفي الحديث. ذكر: ذو أمر ، محركة
وهو موضع بنجد من ديار غطفان، قال مدرك بن لأي.
صفحة : 2470
تربعـت مـواسـلا وذا أمـر
فملتقى البطنين من حيث انفجر. وكان رسول الله صلى الله عليه
وسلم خرج إليه لجمع محارب، فهرب القوم منه إلى رؤوس الجبال، وزعيمهم دعثور
بن الحارث المحاربي، فعسكر المسلمون به.
وذو أمر، مثله مشددا: ماء أو قرية من الشام. والأميرية، ومحلة الأمير: قريتان بمصر.
تذييل: قال الله عز وجل: وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها ، قال ابن منظور: أكثر القراء أمرنا ، وروى خارجة عن نافع: آمرنا بالمد، وسائر أصحاب نافع رووه عنه مقصورا. وروى عن أبي عمرو: أمرنا ، بالتشديد، وسائر أصحابه رووه بتخفيف الميم وبالقصر، وروى هدبة عن حماد بن سلمة عن ابن كثير بالتشديد، وسائر الناس رووه عنه مخففا، وروى سلمة عن الفراء: من قرأ: أمرنا خفيفة فسرها بعضهم أمرنا مترفيها بالطاعة ففسقوا فيها، أن المترف إذ أمر بالطاعة خالف إلى الفسق، قال الفراء: وقرأ الحسن: آمرنا ، وروي عنه: أمرنا ، قال وروي عنه انه بمعنى أكثرنا، قال: ولا نرى أنها حفظت عنه، لأنا لا نعرف معناها هنا، ومعنى آمرنا بالمد أكثرنا، قال: وقرأ أبو العالية: أمرنا، وهو موافق لتفسير ابن عباس، وذلك أنه قال: سلطنا رؤساءها ففسقوا، وقال الزجاج نحوا مما قال الفراء، قال: ومن قرأ: أمرنا بالتخفيف، فالمعنى أمرناهم بالطاعة ففسقوا، فإن قال قائل: ألست تقول: أمرت زيدا فضرب عمرا، والمعنى أنك أمرته أن يضرب، فهذا اللفظ لا يدل على غير الضرب، ومثله قوله: أمرنا مترفيها ففسقوا فيها أمرتك فعصيتني، فقد علم أن المعصية مخالفة الأمر، وذلك الفسق مخالفة أمر الله، وقرأ الحسن: أمرنا مترفيها على مثال علمنا، قال ابن سيده: وعسى أن تكون هذه لغة ثالثة قال الجوهري: معناه أمرناهم بالطاعة فعصوا، قال: وقد تكون من الإمارة، قال: وقد قيل: أمرنا مترفيها: كثرنا مترفيها، والدليل على هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم: خير المال سكة مأبورة أو مهرة مأمورة ، أي مكثرة.
تكميل:
صفحة : 2471
وإذا أمرت من أمر قلت: مر، وأصله اؤمر فلما اجتمعت همزتان وكثر استعمال
الكلمة حذفت الهمزة الأصلية، فزال الساكن فاستغني عن الهمزة الزائدة، وقد
جاء على الأصل، وفي التنزيل العزيز: وأمر أهلك بالصلاة ، وفيه: خذ العفو
وأمر بالعرف . وفي التهذيب: قال الليث: ولا يقال: أومر فلانا ولا أوخذ منه
شيئا، ولا أوكل. إنما يقال: مر وكل وخذ، في الابتداء بالأمر، استثقالا
للضمتين، فإذا تقدم قبل الكلام واو أو فاء قلت: وأمر، فأمر، كما قال عز
وجل: وأمر أهلك بالصلاة ، فأما كل من أكل يأكل فلا يكاد يدخلون فيه الهمزة
مع الفاء والواو، ويقولون: وكلا، وخذا، وارفعاه فكلاه، ولا يقولون: فأكلاه،
قال: وهذه أحرف جاءت عن العرب نوادر، وذلك أن أكثر كلامها في كل فعل أوله
همزة، مثل أبل يأبل، وأسر يأسر، أن يكسروا يفعل منه، وكذلك أبق يأبق فإذا
كان الفعل الذي أوله همزة ويفعل منه مكسورا مردودا إلى الأمر، قيل: إيسر
فلان، إيبق يا غلام، وكان أصله إأسر بهمزتين، فكرهوا جمعا بين همزتين
فحولوا إحداهما ياء، إذ كان ما قبلها مكسورا، قال: وكان حق الأمر من أمر
يأمر وأخذ يأخذ وأكل يأكل أن يقال: أؤمر، أؤخذ، أؤكلء، بهمزتين، فتركت
الهمزة الثانية وحولت واوا للضمة، فاجتمع في الحرف ضمتان بينهما واو،
والضمة من جنس الواو، فاستثقلت العرب جمعا بين ضمتين وواو، وطرحوا همزه و
الواو، لأنه بقي بعد طرحهما حرفنا فقالوا: مر فلانا بكذا وكذا وخذ من فلان،
وكل، لم يقولوا: أكل وأخذ ولا أمر، كما تقدم، فإن قيل: لم ردوا وأمر إلى
أصلها ولم يردوا كلا ولا خذا?. قيل: لسعة كلام العرب، ربما ردوا الشيء إلى
أصله، وربما بنوه على ما سبق له، وربما كتبوا الحرف مهموزا، وربما كتبوه
على ترك الهمزة وربما كتبوه على الإدغام، وربما كتبوه على ترك الإدغام، وكل
ذلك جائز واسع.
العرب تقول: أمرتك أن تفعل، ولتفعل، وبأن تفعل، فمن قال: أمرتك بأن تفعل فالباء للإلصاق، والمعنى وقع الأمر بهذا الفعل ومن قال: أمرتك أن تفعل ، فعلى حذف الباء، ومن قال: أمرتك لتفعل فقد اخبرنا بالعلة التي لها وقع الأمر. والمعنى أمرنا للإسلام.
وقوله عز وجل: أتى أمر الله فلا تستعجلوه قال الزجاج: أمر الله ما وعدهم به من المجازاة على كفرهم من أصناف العذاب، والدليل على ذلك قوله تعالى: حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور ، أي جاء ما وعدناهم به، وكذلك قوله تعالى: أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا ، وذلك أنهم استعجلوا العذاب واستبطؤوا أمر الساعة فأعلم الله أن ذلك في قربه بمنزلة ما قد أتى، كما قال عز وجل: وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب .
أ و ر.
الأوار، كغراب: حر النار. ووهجها وشدة حر الشمس.
من المجاز: كاد أن يغشى عليه من الأوار، أي العطش أو شدته، ومنه قولهم: رجل أواري.
قيل: هو الدخان، واللهب. قال أبو حنيفة: الأوار أرق من الدخان وألطف. ويقال: يوم ذو أوار، أي ذو سموم وحر شديد. ومن كلام علي رضي الله عنه: فإن طاعة الله حرز من أوار نيران موقدة . الأوار أيضا: الجنوب، ج، أور، بالضم. وريح أور وإير: باردة.
وقال الكسائي: الأوار مقلوب أصله
الوآر، ثم خففت الهمزة فأبدلت في اللفظ واوا فصارت ووارا، فلما التقت في
أول الكلمة واوان، وأجري غير اللازم مجرى اللازم أبدلت الأولى همزة فصارت
أوارا.
صفحة : 2472
وأرض أورة، كفرحة ووئرة، مقلوب: شديدته أي الأوار. واستأور: فزع. استأورت
الإبل: نفرت في السهل وكذلك الوحش، عن الفراء، واستوأرت في الحزن.
قال الأصمعي: استوأرت الإبل، إذا ترابعت على نفار واحد، وقال أبو زيد: ذاك إذا نفرت فصعدت الجبل، فإذا كان نفارها في السهل قيل: استأورت، قال: وهذا كلام بني عقيل.
استأور: عجل في الظلمة، كاستوأر. استأور القوم غضبا: اشتد غضبهم، استفعال من الأوار بمعنى شدة الحر. استأور البعير: تهيأ للوثوب وهو بارك. والأور، بالفتح: الشمال، عن الفراء. الأور من السحاب: مؤورها. والآر: العار، الهمزة بدل من العين.
عن ابن السكيت آرها يؤورها، وقال غيره: يئيرها أيرا، إذا جامعها. ورجل مئير كمنبر.
وآرة: جبل لمزينة قال:
عداوية هيهات منك محلـهـا إذا ما هي احتلت بقدس وآرة. وقال حسان بن ثابت يهجو مزينة:
رب خالة لك بين قـدس وآرة تحت البشام ورفغها لم يغسل. ووادي آرة بالأندلس، ويقال فيه: يارة، أيضا. وأوارة، بالضم: ماء، أو جبل لتميم، ويروى البيت المتقدم: بقدس أوارة. وأورياء، كبورياء، بالضم: رجل من بني إسرائيل وهو زوج المرأة التي فتن بها داوود عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام.
ومما يستدرك عليه: المستأور: الفأر، عن الشيباني. ويقال للحفرة التي يجتمع فيها الماء: أورة. قال الفرزدق:
تربع بين الأورتين أميرها. وأما قول لبيد:
يسلب الكانس لم يؤر بـهـا شعبة الساق إذا الظل عقل. وروي: لم يوأر بها، ومن رواه كذلك فهو من أوار الشمس، وهو شدة حرها فقلبه، وهو من التنفير. ويقال: أوأرته فاستوأر، إذا نفرته. وفي حديث عطاء: أبشري أورى شلم براكب الحمار ، يريد بيت الله قال الأعشى:
وقد طفت للمـال آفـاقـه عمان فحمص فأوري شلم. والمشهور أورى شلم، بالتشديد فخففه للضرورة، وروي بالسين المهملة وكسر اللام كأنه عربه، وقال: معناه بالعبرانية بيت السلام، وفي رواية عن كعب الأحبار أورشلم.
والأور، بالفتح: جبل حجازي أو نجدي جعله الشاعر أوارة للشعر.
والأور، بالضم: صقع من أصقاع رامهرمز ذو قرى وبساتين.
أ ه ر.
الأهرة، محركة: الحال الحسنة، والهيئة. الأخير عن ابن سيده. الأهرة: متاع
البيت. وثيابه وفرشه. وقال ثعلب: بيت حسن الظهرة والأهرة والعقار، وهو
متاعه، والظهرة: ما ظهر منه، والأهرة: ما بطن. ج أهر وأهرات، قال الراجز:
عهدي بجناح إذا ما ارتزا وأذرت الريح ترابا نزا.
أحسن بيت أهـرا وبـزا كأنما لز بصخر لـزا. وأورده ابن بري على وجه آخر.
أهر، كقصر: د، بين أردبيل وتبريز نقله الصعاني.
أ ي ر.
الأير، بالفتح: م، أي معروف، وهو الذكر، وفسره في منتخب اللغات بالقضيب. ج
أيور وآيار على أفعال، وآير، على أفعل. الثلاثة في الصحاح، والثاني أقلها
قياسا، وزاد في اللسان: أير، بالضمتين، وأنشد سيبويه لجرير الضبي:
يا أضبعا أكلـت آيار أحـمـرة
ففي البطون وقد راحت قراقير.
هل غير أنكم جعلان مـمـدرة دسم
المرافق أنـذال عـواوير.
صفحة : 2473
وغير همز ولمز للـصـديق ولا
ينكي عدوكم منكـم أظـافـير.
وأنكم ما بطنـتـم لـم يزل أبـدا
منكم على الأقرب الأدنى زنانير.
وأنشد أيضا:
أنعت أعيارا رعين الخنزرا أنعتهـن آيرا وكـمـرا. الأير: ريح الصبا، وقيل
الشمال، وقيل: التي بين الصبا والشمال، وهي أخبث النكب، كالإير، بالكسر،
أورده الفراء عن الأصمعي في باب فعل وفعل والأير كسيد، وكذلك الهير والهير،
وأنشد يعقوب:
وإنا مساميح إذا هبت الصبا وإنا لأيسار إذا الأير هبت. والأور، بالضم، يقال: ريح إير وأور، إذا كانت باردة والأوور، كصبور عن الفراء، قال:
شآمية جنح الظلام أوور. وفي اللسان: الإير: ريح الجنوب، وجمعه إيرة، ويقال: الإير: ريح حارة، من الأوار، وإنما صارت واوه ياء لكسرة ما قبلها. والأيار، كسحاب: الصفر قال عدي بن الرقاع:
تلك التجارة لا تجيب لمثلها ذهب يباع بـآنـك وأيار. أيار، بالتشديد: شهر قبل حزيران، مكبرا. قال شيخنا: وقع في كلام سعدي أفندي قبل حزيران وضبط حزيران بالتصغير. قال الصغاني: وأيار معظم الربيع ويقال له بالشام: أيار الورد، والصحيح أنه بالسريانية، وهو الشهر الثامن من شهورهم بين نيسان وحزيران.
الإيار، بالكسر مع التشديد: الهواء. وفي اللسان: الإيار: اللوح، وهو الهواء.
والإير، كالكير: القطن، ونحاته الفضة، نقله الصغاني.
إير: جبل لغطفان نجدي، قال عباس بن عامر الأصم:
على ماء الكلاب وما ألاموا ولكن من يزاحم ركن إير والأياري، بالضم: العظيم الأير كما يقال: رجل أنافي: عظيم الأنف، ويكنى به عن كثرة أولاده الذكور، قال علي رضي الله عنه: من يطل أير أبيه ينتطق به ، ضرب طول الأير مثلا لكثرة الولد، والانتطاق مثلا للاعتضاد، ومن هذا المعنى قول الشاعر، وهو السرادق السدوسي:
أغاضبة عمرو بن شيبان أن رأت عديدى إلى جرثومة ودخـيس.
فلو شاء ربي كـان أير أبـيكـم طويلا كأير الحارث بن سدوس. قيل: كان له أحد وعشرون ذكرا.
وآر الرجل حليلته يؤورها ويئيرها أيرا، إذا جامعها. والمئير على وزن مفعل: النياك، أي الكثير النيك. وأياير، بالضم: ع بحوران في جهة الشمال منه، وهو منهل.
ومما يستدرك عليه: صخرة أير، وصخرة يراء، يذكر في ترجمة يرر.
والمئير، كمصير: المنيوك، قال أبو محمد اليزيدي، واسمه يحيى بن المبارك:
ولا غرو أن كان الأعيرج آرها وما الـنـاس إلا آير ومـئير. وإير بالكسر: موضع بالبادية، وفي التهذيب: إير وهير: موضع بالبادية قال الشماخ:
على أصلاب أحقب أخدري من اللائي تضمنهـن إير. وإير بني الحجاج: من مياه بني نمير، وهو بالكسر، وأما بالفتح فناحية من المدينة يخرجون إليها للنزهة.