فصل الباء الموحدة مع الراء
الجزء الأول
ب أ ر.
صفحة : 2474
البئر، بالكسر: القليب، م معروف، أنثى، ج آبآر، بهمز بعد الباء، مقلوب، عن
يعقوب، أي فوزنه أعفال. ومن العرب من يقلب الهمزة فيقول: آبار، على أصله.
وهي في القلة أبؤر وآبر، مثال آمل، مقلوب، وزنه أعفل، عن الفراء. وفي
الكثرة بئار، بالكسر، وفي حديث عائشة: اغتسلي من ثلاثة أبؤر يمد بعضها بعضا
، والمراد به أن مياهها تجتمع في واحدة كمياه القناة. والبآر ككتان:
حافرها، كذا في التهذيب، والمشهور به أبو نصر إبراهيم بن الفضل بن إبراهيم
الأصبهاني الحافظ، ويقال: أبار، وهو مقلوب، ولم يسمع على وجهه.
وأبأر فلانا: جعل له بئرا، نقله الزجاج. وبأر بئرا كمنع يبأرها، وكذلك ابتأر: حفر.
وعن أبي زيد: بأرت أبأر بأرا: حفرت بؤرة يطبخ فيها، وهي الإرة.
وفي الحديث: البئر جبار ، قيل: هي العادية القديمة لا يعلم لها حافر ولا مالك، فيقع فيها الإنسان أو غيره فهو جبار، أي هدر، وقيل: هو الأجير الذي ينزل البئر فينقيها، أو يخرج منها شئا وقع فيها فيموت.
بأر الشيء بأرا، وابتأره، كلاهما: خبأه أو ادخره، ومنه قيل للحفرة: البؤرة.
ابتأر الخير: وبأره: قدمه، أو عمله مستورا، وفي الحديث: أن رجلا آتاه الله مالا فلم يبتئر خيرا ، أي لم يقدم لنفسه خبيئة خير، ولم يدخر، وقال الأموي في معناه: هو من الشيء يخبأ، كأنه لم يقدم لنفسه خيرا خبأه لها، وقال أبو عبيد: في الابتئار لغتان: ابتأرت وائتبرت ابتئارا وائتبارا، وقال القطامي:
فإن لم تأتبر رشدا قريش فليس لسائر الناس ائتبار. يعني اصطناع الخير وتقديمه.
والبؤرة بالضم: الحفرة يطبخ فيها، عن أبي زيد وهي كالزبية من الأرض، وقيل: هي موقد النار وهي الإرة، وجمعه بؤر.
البؤرة أيضا: الذخيرة يدخرها الإنسان كالبئرة بالكسءر، والبئيرة، على فعيلة. وفي الأساس: بأر الفاسق من ابتأر، والفويسق من ابتهر، ياقل: ابتأرها: قال فعلتها وهو صادق، وابتهرتها: قاله وهو كاذب.
ب ب ر.
البير بفتح فسكون: سبع م معروف، ج ببور، مثل فلس وفلوس، وقيل: هو ضرب من
السباع.
وفي الصحاح: هو الفرانق الذي يعادي الأسد، ومثله في المصباح، ففي قول المصنف: معروف، محل تأمل. ولعله في الزمن الأول، أعجمي معرب، وفي التهذيب: وأحسبه دخيلا وليس من كلام العرب.
ونصر بن ببرويه كعمرويه حدث عن إسحاق بن شاذان، كذا في النسخ، والصواب عن إسحاق شاذان، وهو إسحاق بن إبراهيم، وشاذان لقبه، وهو نصر بن ببرويه الفارسي، حدث عنه ببغداد وأخوه أحمد بن ببرويه حدث أيضا، وهكذا ضبطه الحافظان: الذهبي وابن حجر، وقرأت في كتاب ابن أبي الدم: نصر بن ببرويه بكسر الموحدة وسكون التحتية بعدها راء مفتوحة كان ببغداد حدث عن شاذان، فتأمل ذلك.
ومما يستدرك عليه: الببارات، بالكسر: كورة بالصعيد قرب إخميم. وعبد الله بن محمد بن بيبر بكسر فسكون ففتح من أهل وادي الحجارة، سمع أبا عيسى. وببور: قرية بإفريقية من أعمال تونس.
ب ت ر.
صفحة : 2475
البتر، بفتح فسكون: القطع قبل الإتمام، كذا في اللسان والأساس. وهو قطع
الذنب ونحوه مستأصلا، وقيل: هو استئصال الشيء قطعا، وقيل: كل قطع: بتر.
وسيف باتر: قاطع، وكذلك بتار، ككتان، وبتار، وكغراب وبتور، كصبور. والباتر:
السيف القاطع. والأبتر: المقطوع الذنب من أي موضع كان من جميع الدواب. بتره
يبتره بترا، من حد كتب، فبتر، كفرح، يبتر بترا. الذي في اللسان: وقد أبتره
فبتر وذنب أبتر.
الأبتر: حية خبيثة. وفي الدر النثير، مختصر نهاية ابن الأثير للجلال: أن الأبتر: هو القصير الذنب من الحيات. وقال النضر بن شميل: هو صنف أزرق مقطوع الذنب لا تنظر إليه حامل إلا ألقت ما في بطنها. وفي التهذيب: الأبتر من الحيات: الذي يقال له الشيطان، قصير الذنب لا يراه أحد إلا فر منه، ولا تبصره حامل إلا أسقطت، وإنما سمي بذلك لقصر ذنبه، كأنه بتر منه. الأبتر: البيت الرابع من المثمن في عروض المتقارب كقوله:
خليلي عوجا على رسم دار خلت من سليمى ومن ميه. والثاني من المسدس، كقوله:
تعفف ولا تبتئس فما يقض يأتيكا. فقوله: يه من ميه، وكا من يأتيكا، كلاهما فل، وغنما حكمهما فعولن فحذفت لن فبقي فعو، ثم حذفت الواو وأسكنت العين فبقي فل. وسمى قطرب البيت الرابع من المديد، وهو قوله:
إنما الـذلـفـاء ياقـوتة أخرجت من كيس دهقان. سماه أبتر، قال أبو إسحاق: وغلط قطرب، إنما الأبتر في المتقارب فأما هذا الذي سماه قطرب الأبتر فإنما هو المقطوع، وهو مذكور في موضعه كذا في اللسان، وقال شيخنا: وظاهر قول المصنف أو نص في أن الأبتر من صفات البيت وليس كذلك، بل هو من صفات الضرب، فهو أحد ضروب المتقارب أو المديد، على ما عرف في العروض، والبتر ضبطوه بالفتح وبالتحريك وقالوا: هو في اصطلاحهم اجتماع القطع والحذف في الجزء الأخير من المتقارب والمديد، فإذا دخل البتر في فعولن في المتقارب حذف سببه الخفيف وهو لن، وحذفت الواو من فعو، وسكنت عينه فيصير فع، وإذا دخل البتر في فاعلاتن في المديد حذف سببه الخفيف أيضا وهو تن، وحذفت ألف وتده، وسكنت لامه فيصير فاعل. هذا مذهب أهل العروض قاطبة، والزجاج وحده وافقهم في المتقارب؛ لأن فعولن فيه يصير فع فيبقى فيه أقله، وأما في المديد فيصير فاعلاتن إلى فاعل فيبقى أكثره، فلا ينبغي أن يسمى أبتر، بل يقال فيه: محذوف مقطوع، والمصنف كأنه جرى على مذهب الزجاج في خصوص التسمية، وإن لم يبين معنى البتر والأبتر، ولا أظهر المراد منه، فكلامه فيه نظر من جهات.
الأبتر: المعدم. الأبتر: الذي لا
عقب له، وبه فسر قوله تعالى: إن شانئك هو الأبتر نزلت في العاصي بن وائل
وكان دخل على النبي صلى الله عليه وسلم وهو جالس، فقال: هذا الأبتر، فقال
الله عز وجل إن شانئك يا محمد هو الأبتر، أي المنقطع العقب، وجائز أن يكون
هو المنقطع عنه كل خير، وهذا نقله الصاغاني.
صفحة : 2476
وفي حديث ابن عباس قال: لما قدم ابن الأشرف مكة قالت له قريش: أنت حبر أهل
المدينة وسيدهم، قال: نعم، قالوا: ألا ترى هذا الصنيبر الأبيتر من قومه،
يزعم أنه خير منا، ونحن أهل الحجيج وأهل السدانة وأهل السقاية، قال: أنتم
خير منه، فأنزلت: إن شانئك هو الأبتر ، وأنزلت: ألم تر إلى الذين أوتوا
نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون للذين كفروا هؤلاء أهدى من
الذين آمنوا سبيلا .
قال ابن الأثير: الأبتر: المنبتر الذي لا ولد له. قيل: لم يكن يومئذ ولد له، قال: وفيه نظر، لأنه ولد له قبل البعث والوحي، إلا أن يكون أراد لم يعش له ولد ذكر.
الأبتر: الخاسر. الأبتر: ما لا عروة له من المزاد والدلاء.
الأبتر: كل أمر منقطع من الخير أثره، وفي الحديث: كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله فهو أبتر أي أقطع.
الأبتر: العير، والعبد، وهما الأبتران؛ سميا أبترين لقلة خيرهما، ونقله الجوهري عن ابن السكيت. ومن سجعات الأساس: ليته أعارنا أبتريه وما هم إلا كالحمر البتر.
الأبتر: لقب المغيرة بن سعد، والبترية من الزندية بالضم تنسب إليه وضبطه الحافظ بالفتح.
وأبتر الرجل: أعطى، ومنع، نقلهما ابن الأعرابي، ضد. أبتر، إذا صلى الضحى حين تقضب الشمس، أي يمتد شعاعها ويخرج كالقضبان، كذا في التهذيب، وفي حديث علي، كرم الله وجهه، وسئل عن صلاة الأضحى أو الضحى فقال: حين تبسط الشمس على وجه الأرض وترتفع. وأبتر الرجل: صلى الضحى، من ذلك كذا في النهاية. أبتر الله الرجل: جعله أبتر مقطوع العقب.
والأباتر، كعلابط: القصير؛ كأنه بتر عن التمام. قيل: هو من لا نسل له. الأباتر أيضا: من يبتر كينصر رحمه ويقطعها، كالباتر، كما في الأساس، قال عبادة بن طهفة المازني يهجو أبا حصن السلمي:
شديد إكاء البطن ضب ضغـينة على قطع ذي القربى أحذ أباتر وفسره ابن الأعرابي فقال: أي يسرع في بتر ما بينه وبين صديقه.
والبتراء: الحجة الماضية النافذة، عن ثعلب، ووهم شيخنا حيث فسره بالحديدة، قال: وتجري على لسان العامة فيطلقونها على السكين القصيرة، ويقال: ضرباء بتراء.
والبتراء: ع بقربه مسجد لرسول
الله صلى الله عليه وسلم بطريق تبوك. من ذنب الكواكب ذكره ابن إسحاق.
البتراء من الخطب: ما لم يذكر اسم الله فيه، ولم يصل على النبي صلى الله
عليه وسلم، ومنه خطب زياد خطبته البتراء. في الأساس: طلعت البتيراء: الشمس
أول النهار، قبل أن يقوى ضوؤها ويغلب وكأنها سميت به مصغرة لتقاصر شعاعها
عن بلوغ تمام الإضاءة والإشراق وقلته. وتقدم حديث علي وفيه الشاهد، وذكره
الهروي والخطابي والسهيلي في الروض.
والانبتار: الانقطاع، يقال: بتره بترا فانبتر وتبتر. الانبتار: العدو. عن
ابن الأعرابي: البترة، بفتح فسكون: الأتان، تصغيرها بتيرة.
بتران، كعثمان: ع لبني عامر بن صعصعة، وقيل: جبل، وأنشد أبو زياد:
وأشرفت من بتران أنظر هل أرى خيالا لـلـيلـى ريتـه ويرانـيا وبتر، بالضم فالسكون: أحبل، بالحاء المهملة، جمع حبل من الرمل، في الشقيق، مطلات على زبالة. قال القتال الكلابي:
عفا النجب بعدي فالعريشان فالبتر
فبرق نعاج من أميمة فالحجر
صفحة : 2477
وقيل البتر أكثر من سبعة فراسخ وطوله أكثر من عشرين فرسخا، وفيه حبال كثيرة
من بلاد عمرو بن كلاب. بتر: ع، بالأندلس منه أبو محمد مسلمة بن محمد
الأندلسي، روى عنه يوسف بن عبد الله بن عبد البر الأندلسي.
وبترير، بالفتح، وضبطه الصغاني بالكسر: حصن من عمل مرسية بالأندلس، ذكره ياقوت في المعجم. بتيرة، كسفينة: ابن الحارث بن فهر، في قريش، قاله ابن حبيب.
أبو مهدي عبد الله بن بتري بالضم ساكنة الآخر أندلسي، روى عن ابن قاسم القلعي، وعنه هشام بن سعيد الخير الكاتب، وكذا أبو محمد مسلمة بن محمد بن البتري: محدثان، وهو أندلسي أيضا من مشايخ ابن عبد البر، مر ذكره قريبا.
ومما يستدرك عليه: المبتورة: التي قطع ذنبها، ومنه حديث الضحايا: نهى عن كل مبتورة . وفي حديث آخر: نهى عن البتيراء ؛ هو أن يوتر بركعة واحدة، وقيل: هو الذي شرع في ركعتين فأتم الأولى وقطع الثانية، وفي حديث سعد: أنه أوتر بركعة، فأنكر عليه ابن مسعود وقال: ما هذه البتراء . وفي الحديث: كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم درع يقال لها البتراء ؛ سميت بذلك لقصرها. والتبتر: الانقطاع. وتبتر لحمه: انماز.
والأباتر، بالضم: موضع، قال الراعي:
تركن رجال العنظوان تنوبهـم ضباع خفاف من وراء الأباتر والبتير بفتح فتشديد تاء فوقية فسكون ياء تحتية: قرية بالشام، وإليه نسب شيخ مشايخنا أبو محمد صالح، كان ممن رأى الخضر عليه السلام، وصافحه. والبتور كتنور: من أعلامهم. والبتراء: قرية بمصر.
وأباتر كعلابط: أودية أو هضاب نجدية في ديار غني، وقيل: بل هي ثمانية والأول أثبت. وأبتر، كأحمد: صقع شامي. وبتيرة بالضم: لقب الحارث بن مالك بن نهد، بطن، قاله ابن حبيب. وبترون، محركة: قرية بجبيل من عمل طرابلس الشام، منها أبو القاسم عبد الله بن مفرح بن عبد الله بن مضر بن قيس، روى له أبو سعد الماليني، هكذا ذكره أئمة الأنساب، وفي معجم ياقوت: بثرون، بالثاء المثلثة.
ب ث ر
البثر بفتح فسكون: الكثير والقليل، ذكره ابن السكيت وغيره في الأضداد،
يقال: عطاء بثر، أي كثير، وقليل. وماء بثر: بقي منه على وجه الأرض شيء
قليل، والمعروف في البثر الكثير.
البثر أيضا: خراج صغير، ومثله في الأساس، وخص بعضهم به الوجه، وقول الجوهري خراج: صغار. غلط. قال شيخنا لا غلط فيه: فإن البثر اسم جنس جمعي، وهو جمع عند أهل اللغة، ومثله يجوز أن يوصف بالجمع والمفرد على ما قرر في العربية، ويدل له قول المصنف: الخراج، كالغراب: القروح؛ فإنه فسره بالقروح وهي جمع قرح، كفلس وفلوس ففسر الجمع بالجمع، أو قصد الجنس، كيولون الدبر، كما مال إليه بعض الشيوخ. ويحرك واحدته بثرة وبثرة.
وقد بثر وجهه يبثر مثلثة بثرا، بفتح فسكون، وبثورا، بالضم وبثرا، محركة، فهو وجه بثر ككتف. وتبثر وجهه: بثر. وتبثر جلده: نفط.
قال أبو منصور: البثور مثل الجدري يفتح على الوجه وغيره من بدن الإنسان، وجمعها بثر. عن ابن الأعرابي: البثرة: الحرة، وقيل هي أرض حجارتها كحجارة الحرة إلا أنها بيض، وهو مجاز. البثر: الحسي والبثور: الأحساء، وهي الكرار. يقال: كثير بثير، إتباع له، وقال الكسائي: هذا شيء كثير بثير، وبذير وبجير أيضا. قد يفرد.
وبثر: ماء معروف بذات عرق، قال
أبو ذؤيب:
صفحة : 2478
فافتنهن من السواء وماؤه
بثر وعانده طريق مهيع بثر: ع آخر من أعراض المدينة ليس ببعيد،
قاله أبو عبيدة، وأنشد الأصمعي لأبي جندب الهذلي:
إلى أي نساق وقد وردنـا ظماء عن مسيحة ماء بثر والباثر من الماء: البادي من غير حفر، وكذلك ماء نبع ونابع. الباثر أيضا: الحسود. البثر والمبثور: المحسود. المبثور أيضا: الغني جدا، أي التام الغنى.
وابثأرت الخيل: ركضت للمبادرة شيئا تطلبه، كابثعرت وابذعرت. والبثراء بالمد: جبل لبجيلة جاء ذكره في غزاة الرجيع، تعبد فيه سلطان الزاهدين إبراهيم بن أدهم العجلي البلخي، من أولاد أمرائها، وله كرامات ألفت في مجموع، رضي الله عنه وأرضاه عنا.
ومما يستدرك عليه: عن ابن الأعرابي: البثرة تصغيرها البثيرة، وهي النعمة التامة. والبثر: أرض سهلة رخوة. وعن الأصمعي: البثرة: الحفرة. قال أبو منصور: ورأيت في البادية ركية غير مطوية يقال لها: بثرة، وكانت واسعة كثيرة الماء. وعن الليث: الماء البثر في الغدير إذا ذهب وبقي على وجه الأرض منه شيء قليل، ثم نش وغشى وجه الأرض منه شبه عرمض، يقال: صار ماء الغدير بثرا.
وفي نوادر الأعراب: ابثأررت عن هذا الأمر: أي استرخيت وتثاقلت. وكزبير: بثير بن أبي قسيمة السلامي، من المحدثين. وكسفينة: بثيرة بن مشنوء، رجل من قضاعة. ذكرهما الصغاني. وبثر، بفتح فسكون: أحد أولاد إبليس الخمسة، سيذكر في زلنبور.
ب ث ع ر
ابثعرت الخيل، أهمله الجوهري، وقال أبو السميدع: هو مثل ابثأرت وابذعرت؛
وذلك إذا ركضت تبادر شيئا تطلبه.
ب ج ر
البجرة، بالضم: السرة من الإنسان والبعير عظمت أم لا، كذا في المحكم.
البجرة: العقدة في البطن خاصة، قيل: هي العقدة تكون في الوجه والعنق، وهي
مثل العجرة، عن كراع، وهو مجاز. وابن بجرة كان خمارا بالطائف ويروى فيه
بالفتح، قال أبو ذؤيب:
فلو أن ما عند ابن بجرة عندها من الخمر لم تبلل لهاتي بناطل وعبد الله بن عمر بن بجرة القرشي العدوي صحابي، أسلم يوم الفتح، وقتل باليمامة، وعقبة بن بجرة، محركة، تابعي من بني تجيب، سمع أبا بكر الصديق، وشبيب بن بجرة، محركة شارك عبد الرحمن بن ملجم، لعنه الله تعالى، في دم أمير المؤمنين ويعسوب المسلمين، علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ورضي عنه.
من المجاز: ذكر فلان عجره وبجره،
كزفر فيهما أي عيوبه. وأفضى إليه بعجره وبجره، أي بعيوبه، يعني أمره كله.
وقال الأصمعي في باب إسرار الرجل إلى أخيه ما يستره عن غيره: أخبرته بعجري
وبجري، أي أظهرته من ثقتي به على معايبي. قال ابن الأعرابي: إذا كانت في
السرة نفخة فهي بجرة، وإذا كانت في الظهر فهي عجرة، قال: ثم ينقلان إلى
الهموم والأحزان، قال: ومعنى قول علي كرم الله وجهه: أشكو إلى الله عجري
وبجري، أي همومي وأحزاني وغمومي. وقال ابن الأثير: وأصل العجرة نفخة في
الظهر، فإذا كانت في السرة فهي بجرة. وقيل: العجر: العروق المتعقدة في
الظهر، والبجر: العروق المتعقدة في البطن؛ ثم نقلا إلى الهموم والأحزان،
أراد أنه يشكو إلى الله تعالى أموره كلها ما ظهر منها وما بطن.
صفحة : 2479
وفي حديث أم زرع: إن أذكره أذكر عجره وبجره أي أموره كلها باديها وخافيها،
وقيل: أسراره، وقيل: عيوبه. وسيأتي في ع ج ر بأبسط من هذا.
والأبجر: الذي خرجت سرته وارتفعت وصلبتء. وقال ابن سيده: وبجر بجرا، وهو أبجر إذا غلط أصل سرته فالتحم من حيث دق، وبقي في ذلك العظم رتج والمرأة بجراء واسم ذلك الموضع: البجرة والبجرة.
الأبجر: العظيم البطن. وقد بجر كفرح فيهما، ج بجر وبجران، وأنشد ابن الأعرابي:
فلا تحسب البجران أن دماءنـا حقين لهم في غير مربوبة وقر الأبجر: حبل السفينة، لعظمه في نوع الحبال. الأبجر: فرس الأمير عنترة بن شداد العبسي، وله فيه أشعار قد دونت. وأبجر اسم رجل، وهو ابن حاجر، سمي بالأبجر: حبل السفينة. وجد عبد الملك بن سعيد بن حبان الكناني، ذكره الحافظ بن حجر. والبجر بالضم: الشر والأمر العظيم، قاله أبو زيد. والبجر: العجب. وقال هجرا وبجرا، أي أمرا عجبا.
وأنشد الجوهري قول الشاعر:
أرمي عليها وهو شيء بجر والقوس فيها وتر حبجـر استشهد به على أن البجر هو الشر والأمر العظيم.
وقال غيره: البجر: الداهية، والأمر العظيم، ويفتح، ومنه حديث أبي بكر رضي الله عنه: إنما هو الفجر أو البجر ، أي إن انتظرت حتى يضيء الفجر أبصرت الطريق، وإن خبطت الظلماء أفضت بك إلى المكروه، ويروى: البحر بالحاء، يريد غمرات الدنيا، شبهها بالبحر لتحير أهلها فيها. وفي حديث علي رضي الله تعالى عنه: لم آت لا أبالكم بجرا . ج أباجر، جج، أي جمع الجمع أباجير. وعن أبي عمرو: ويقال: إنه ليجيء بالأباجير، وهي الدواهي، قال الأزهري: فكأنها جمع بجر وأبجار، ثم أباجير جمع الجمع. وأمر بجر: عظيم، وجمعه أباجير كأباطيل، عن ابن الأعرابي، وهو نادر.
والبجري والبجرية بضمها: الداهية، كالبجر، بضم، ويفتح، كما في الصحاح والروض للسهيلي. ج البجاري، بالضم وفتح الراء. وقال أبو زيد: لقيت منه البجاري، أي الدواهي، واحدها بجري، مثل قمري وقمارى، وهو الشر والأمر العظيم.
وبجر الرجل كفرح بجرا، فهو بجر، ومجر مجرا: امتلأ بطنه من اللبن الخالص والماء ولم يرو، مثل نجر. وقال اللحياني: هو أن يكثر من شرب الماء أو اللبن ولا يكاد يروى، وهو بجر مجر نجر. وتبجر النبيذ: ألح في شربه منه. وكثير بجير، إتباع. والبجير: المال الكثير، قاله أبو عمرو. ومكان عمير بجير كذلك.
في نوادر الأعراب: يقال: بجرت
عنه، أي عن هذا الأمر، بالكسر، وابجاررت كمجرت، وابثاررت وابثاججت، أي
استرخيت وتثاقلت. والبجراء: الأرض المرتفعة، وفي الحديث: أنه بعث بعثا
فأصبحوا بأرض بجراء ، أي مرتفعة صلبة. وفي حديث آخر: أصبحنا بأرض عزوبة
بجراء . وقيل: هي التي لا نبات بها.
صفحة : 2480
والبجرات محركة أو البجيرات: مياه في جبل شوران المطل على عقيق المدينة،
قال ياقوت في المعجم: وهي من مياه السماء، يجوز أن يكون جمع بجرة وهو عظم
البطن، ونقله الصغاني أيضا في التكملة. عن ابن الأعرابي: الباجر: المنتفخ
الجوف، والهردبة: الجبان. وقال الفراء: الباحر، بالحاء: الأحمق، قال
الأزهري: وهذا غير الباجر، ولكل معنى. وقال الفراء أيضا: البجر والبجر:
انتفاخ البطن، وفي صفة قريش: أشحة بجرة، وهي جمع باجر، وهو العظيم البطن،
يقال: بجر يبجر بجرا، فهو باجر وأبجر؛ وصفهم بالبطانة ونتور السرر، ويجوز
أن يكون كناية عن كنزهم الأموال واقتنائهم لها، وهو أشبه بالحديث، لأنه
قرنه بالشح، وهو أشد البخل. باجر، كهاجر: صنم عبدته الأزد ومن جاورهم من
طيئ في الجاهلية، ويكسر، واقتصر عليه ابن دريد، وقد جاء ذكره في حديث مازن،
ويروى بالحاء المهملة أيضا. بجير كزبير بن أوس الطائي، عم عروة بن مضرس.
بجير بن زهير بن أبي سلمى ربيعة بن رياح المزني، وأخو كعب، الشاعران
المجيدان. بجير بن بجرة، بالفتح الطائي، له ذكر في قتال أهل الردة وأشعار،
وفي غزوة أكيدر دومة. بجير بن أبي بجير العبسي، حليف بني النجار، شهد بدرا
وأحدا. بجير بن عمران الخزاعي، له شعر في فتح مكة، ذكره أبو علي الغساني.
بجير بن عبد الله بن مرة، يقال سرق عيبة النبي صلى الله عليه وسلم، قاله
ابن عبد البر: صحابيون.
وفاته: بجير الثقفي، وبجراة بن عامر: صحابيان. ومحمد بن عمر بن محمد بن بجير الحافظ، هكذا في سائر النسخ، والذي صح أن الحافظ صاحب المسند هو أبو حفص عمر بن محمد بن بجير، مات سنة 311، أحد أئمة خراسان، كتب وصنف وخرج على صحيح البخاري، ذكره السمعاني وغيره، وأبو محمد بن بجير بن حازم بن راشد الهمداني النجاري السغدي، عن أبي الوليد الطيالسي، وابنه أبو الحسن محمد بن عمر بن محمد، له رحلة، حدث عن معاذ بن المثنى، وبشر بن موسى، وخلق، وحدث عنه أبوه بحديثين في مسنده، توفي سنة 345. وحفيده أحمد بن عمر، هكذا في سائر النسخ والصحيح حفيده أحمد بن محمد بن عمر أبو العباس، روى عن جده، وعنه عبد الصمد بن نصر العاصمي، ومنصور بن محمد البياع، مات سنة 372، ذكره الأمير. والمطهر بن أبي نزار أبو عمر، البجيريان، محدثان، وفي نسخة محدثون. قلت: الأخير أصبهاني حدث عن أبيه وابن المقري، وعنه معمر اللبناني، وابنه أبو سعد أحمد بن المطهر، روى عن جده، وعنه يحيى بن منده. قلت: والمطهر هذا كنيته أبو عمرو، والده أبو نزار، هو محمد بن علي بن محمد بن أحمد بن بجير البجيري، عن أبي علي العسكري، وعنه ابنه المطهر، ذكره ابن نقطة، نقله عنه الحافظ.
وفاته: عبد الرزاق بن سلهب بن عمر البجيري، روى عن أبي عبد الله بن منده، وكذا أخوه عمر بن سلهب، وأبو الطاهر محمد بن أحمد بن عبد الله بن نصر بن بجير البجيري الذهلي البغدادي، روى عنه الدار قطني، أزهر بن بجير البجيري العنبري التميمي، محدث كثير السماع واسع الرواية.
ومما يستدرك عليه: أبجر الرجل،
إذا استغنى، غنى يكاد يطغيه بعد فقر كاد يكفره. وأبجر وبجير: اسمان، وأنشد
ابن الأعرابي:
صفحة : 2481
ذهبت فشيشة بالأباعر حولنـا
سرقا فصب على فشيشة أبجر قال الأزهري: يجوز أن يكون رجلا، وأن يكون قبيلة،
وأنم يكون من الأمور البجاري، أي صبت عليهم داهية، وكل ذلك يكون خبرا،
ويكون دعاء. قلت: والمراد بالقبيلة هنا هو خدرة جد القبيلة المشهورة من
الأنصار، فإن لقبه الأبجر.
ومن أمثالهم: عير بجير بجره، ونسي بجير خبره ، يعني عيوبه. وقال الأزهري: قال المفضل: بجير وبجرة كانا أخوين في الدهر القديم، وذكر قصتهما، قال: والذي عليه أهل اللغة أن ذا بجرة في سرته عير غيره بما فيه، كما قيل في امرأة عيرت أخرى بعيب فيها: رمتني بدائها وانسلت . وعبد الله بن بجير يكنى أبا عبد الرحمن، بصري ثقة، وهو بخلاف ابن بحير بالمهملة فإنه كأمير استدركه شيخنا.
وبجوار، بالفتح: محلة كبيرة أسفل مرو، منها أبو علي الحسن بن محمد بن سهلان الخياط البجواري، الشيخ الصالح، ذكره البلبيسي في كتاب الأنساب، وياقوت في المعجم. وبيجور، كخيرون: قرية بمصر. ويقال: هذه بجرة السماك. مثل بغرته، وذلك إذا أصابك المطر عند سقوط السماك، نقله الصغاني.
ب ح ر
البحر: الماء الكثير، ملحا كان أو عذبا، وهو خلاف البر، سمي بذلك لعمقه
واتساعه، أو الملح فقط، وقد غلب عليه حتى قل في العذب، وهو قول مرجوع
أكثري. ج أبحر وبحور وبحار. وماء بحر: ملح، قل أو كثر، قال ابن بري، هذا
القول هو قول الأموي، لأنه كان يجعل البحر من الماء الملح فقط، قال: وسمي
بحرا لملوحته، وأما غيره فقال: إنما سمي البحر بحرا لسعته وانبساطه، ومنه
قولهم: إن فلانا لبحر، أي واسع المعروف، وقال: فعلى هذا يكون البحر للملح
والعذب، وشاهد العذب قول ابن مقبل:
ونحن منعنا البحر أن يشربوا به وقد كان منكم ماؤه بمـكـان قال شيخنا: في قوله: الماء الكثير، قيل: المراد بالبحر الماء الكثير، كما للمصنف، وقيل: المراد الأرض التي فيها الماء، ويدل له قول الجوهري: لعمقه واتساعه، وجزم في الناموس بأن كلام المصنف على حذف مضاف، وأن المراد محل الماء، قال: بدليل ما سيأتي من أن البر ضد البحر، ولحديث: هو الطهور ماؤه ، يعني والشيء لا يضاف إلى نفسه، قال شيخنا: ووصفه بالعمق والاتساع قد يشهد لكل من الطرفين.
قلت: وقال ابن سيده: وكل نهر عظيم
بحر، وقال الزجاج: وكل نهر لا ينقطع ماؤه فهو بحر، قال الأزهري: كل نهر لا
ينقطع ماؤه مثل دجلة والنيل، وما أشبههما من الأنهار العذبة الكبار، فهو
بحر، وأما البحر الكبير الذي هو مغيض هذه الأنهار فلا يكون ماؤه إلا ملحا
أجاجا، ولا يكون ماؤه راكدا، وأما هذه الأنهار العذبة فماؤها جار، وسميت
هذه الأنهار بحارا، لأنها مشقوقة في الأرض شقا.
صفحة : 2482
وقال المصنف في البصائر: وأصل البحر مكان واسع جامع للماء الكثير، ثم اعتبر
تارة سعته المكانية، فيقال: بحرت كذا: وسعته سعة البحر، تشبيها به، ومنه:
بحرت البعير: شققت أذنه شقا واسعا، ومنه: البحيرة، وسموا كل متوسع في شيء
بحرا، فالرجل المتوسع في علمه بحر، والفرس المتوسع في جريه بحر. واعتبر من
البحر تارة ملوحته فقيل: ماء بحر، أي ملح، وقد بحر الماء. والتصغير أبيحر
لا بحير، قال شيخنا: هو من شواذ التصغير كما نبه عليه النحاة، وإن لم يتعرض
له الجوهري وغيره، وأما قوله: لا بحير، أي على القياس. فغير صحيح، بل يقال
على الأصل وإن كان قليلا، وسواه نادر قياسا واستعمالا، انتهى.
قلت: وظاهر سياقه يقتضي أن أبيحرا تصغير بحر، ومنع بحير، أي كزبير، كما فهمه شيخنا من ظاهر سياقه كما ترى، وليس كذلك؛ وإنما يعني تصغير بحار وبحور، والممنوع هو بحير بالتشديد، وأصل السياق لابن السكيت، قال في كتاب التصغير له: تصغير بحور وبحار أبيحر، ولا يجوز أن تصغر بحارا على لفظها فتقول: بحير. لأن ذلك يضارع الواحد، فلا يكون بين تصغير الواحد وتصغير الجمع إلا التشديد، والعرب تنزل المشدد منزلة المخفف. انتهى. فتأمل ذلك.
من المجاز: البحر: الرجل الكريم الكثير المعروف، سمي لسعة كرمه.
وفي الحديث: أبى ذلك البحر ابن عباس ، سمي بحرا لسعة علمه وكثرته.
من المجاز: البحر: الفرس الجواد الواسع الجري، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم في مندوب فرس أبى طلحة وقد ركبه عريا: إني وجدته بحرا، أي واسع الجري.
قال أبو عبيد: يقال للفرس الجواد: إنه لبحر لا ينكش حضره.
قال الأصمعي: يقال: فرس بحر وفيض وسكب وحت، إذا كان جوادا، كثير العدو.
وقال ابن جني في الخصائص: الحقيقة: ما أقر في الاستعمال على أصل وضعه في اللغة. والمجاز: ما كان بضد ذلك، وإنما يقع المجاز ويعدل إليه عن الحقيقة لمعان ثلاثة، وهي: الاتساع، والتوكيد، والتشبيه، فإن عدمت الثلاثة تعينت الحقيقة، فمن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم في الفرس هو بحر، فالمعاني الثلاثة موجودة فيه، أما الاتساع فلأنه زاد في أسماء الفرس التي هي فرس وطرف وجواد، ونحوها البحر، حتى إنه إن احتيج إليه في شعر أو سجع أم اتساع استعمل استعمال بقية تلك الأسماء، لكن لا يفضى إلى ذلك إلا بقرينة تسقط الشبهة، وذلك كأن يقول الشاعر:
علوت مطا جوادك يوم يوم
وقد ثمد الجياد فكان بحرا.
وكأن يقول الساجع: فرسك هذا إذا سما بغرته كان فجرا، وإذا جرى إلى غايته
كان بحرا، فإن عري عن دليل، فلا، لئلا يكون إلباسا وإلغازا، وأما التشبيه
فلأن جريه يجري في الكثرة مثل مائه، وأما التوكيد فلأته شبه العرض بالجوهر،
وهو أثبت في النفوس منه. قال شيخنا: وهو كلام ظاهر إلا أن كلامه في التوكيد
وأنه شبه العرض بالجوهر لا يخلو عن نظر ظاهر، وتناقض في الكلام غير خفي.
وقال الإمام الخطابي: قال نفطويه: إنما شبه الفرس بالبحر، لأنه أراد أن
جريه كجري ماء البحر، أو لأنه يسبح في جريه كالبحر إذا ماج فعلا بعض مائه
على بعض.
صفحة : 2483
البحر: الريف، وبه فسر أبو علي قوله عز وجل: ظهر الفساد في البر والبحر ،
لأن البحر الذي هو الماء لا يظهر فيه فساد ولا صلاح. وقال الأزهري: معنى
هذه الآية: أجدب البر، وانقطعت مادة البحر، بذنوبهم كان ذلك، ليذوقوا الشدة
بذنوبهم في العاجل. وقال الزجاج: معناه ظهر الجدب في البر والقحط في مدن
البحر التي على الأنهار، وقول بعض الأغفال:
وأدمت خبـزي مـن صـيير من صير مصرين أبو البحير. قال: يجوز أن يعنى بالبحير البحر الذي هو الريف، فصغره للوزن وإقامة القافية، ويجوز أن يكون قصد البحيرة فرخم اضطرارا.
البحر: عمق الرحم وقعرها، ومنه قيل للدم الخالص الحمرة: باحر وبحراني، وسيأتي.
البحر في كلام العرب: الشق، ويقال: إنما سمي البحر بحرا لأنه شق لمائه في الأرض شقا، وجعل ذلك الشق لمائه قرارا، وفي حديث عبد المطلب: وحفر زمزم ثم بحرها بحرا ، أي شقها ووسعها حتى لا ينزف.
منه البحر: شق الأذن. قال ابن سيده: بحر الناقة والشاة يبحرها بحرا: شق أذنها بنصفين، وقيل بنصفين طولا. ومنه البحيرة، كسفينة، كانوا إذا نتجت الناقة أو الشاة عشرة أبطن بحروها فلا ينتفع منها بلبن ولا ظهر، وتركوها ترعى وترد الماء، وحرموا لحمها إذا ماتت على نسائهم وأكلها الرجال، فنهى الله تعالى عن ذلك، فقال: ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام . البحيرة هي التي خليت بلا راع. أو هي التي إذا نتجت خمسة أبطن، والخامس ذكر نحروه فأكله الرجال والنساء، وإن كان الخامس وفي بعض النسخ: كانت أنثى بحروا أذنها، أي شقوها وفي بعض النسخ: نحروا، بالنون، أي خرقوا فكان حراما عليهم لحمها ولبنها وركوبها، فإذا ماتت حلت للنساء، وهذا الأخير من الأقوال حكاه الأزهري عن ابن عرفه أو هي ابنة السائبة، وقد فسرت السائبة في محلها، وهذا قول الفراء. قال الجوهري: وحكمها حكم أمها، أي حرم منها ما حرم من أمها. أو هي أي البحيرة في الشاء خاصة إذا نتجت خمسة أبطن فكان آخرها ذكرا بحرت، أي شق أذنها وتركت فلا يمسها أحد. قال الأزهري: والقول هو الأول. وقال أبو إسحاق النحوي: أثبت ما روينا عن أهل اللغة في البحيرة أنها الناقة كانت إذا نتجت خمسة أبطن، فكان آخرها ذكرا بحروا أذنها، أي شقوها، وأعفوا ظهرها من الركوب والحمل، والذبح، ولا تحلأ عن ماء ترده، ولا تمنع من مرعى، وإذا لقيها المعيي المنقطع به لم يركبها، وجاء في الحديث: أول من بحر البحائر وحمى الحامي وغير دين إسماعيل عمرو بن لحي بن قمعة بن خندف. وهي الغزيرة أيضا وأنشد شمر لابن مقبل:
فيه من الأخرج المرتاع قرقرةهدر
الديامي وسط الهجمة البحر. قال: البحر: الغزار، والأخرج المرتاع: المكاء.
صفحة : 2484
ج بحائر كعشيرة وعشائر. وبحر، وبضمتين، وهو جمع غريب في المؤنث إلا أن يكون
قد حمله على المذكر، نحو نذير ونذر، على أن بحيرة فعيلة بمعنى مفعولة نحو
قتيلة، قال: ولم يسمع في جمع مثله فعل. وحكى الزمخشري: بحيرة وبحر وصريمة
وصرم، وهي التي صرمت أذنها، أي قطعت. والباحر: الأحمق الذي إذا كلم بحر
وبقي كالمبهوت، وقيل: هو الذي لا يتمالك حمقا. الباحر: الدم الخالص الحمرة،
يقال: أحمر باحر وبحراني وقال ابن الأعرابي: يقال: أحمر قانئ، وأحمر باحري
وذريحي، بمعنى واحد. وفي المحكم: ودم باحر وبحراني، خالص الحمرة من دم
الجوف. وعم بعضهم به، فقال: أحمر باحري وبحراني، ولم يخص به دم الجوف ولا
غيره.
في التهديب: والباحر: الكذاب، والباحر: الفضولي والباحر: دم الرحم، كالبحراني. وسئل ابن عباس عن المرأة تستحاض ويستمر بها الدم، فقال: تصلى وتتوضأ لكل صلاة، فإذا رأت الدم البحراني قعدت عن الصلاة. قال ابن الأثير دم بحراني: شديد الحمرة، كأنه قد نسب إلى البحر وهو اسم قعر الرحم، وزادوه في النسب ألفا ونونا للمبالغة، يريد الدم الغليظ الواسع، وقيل: نسب إلى البحر، لكثرته وسعته، ومن الأول قول العجاج:
ورد من الجوف وبحراني. وفي الأساس: ومن المجاز: دم بحراني، أي أسود، نسب إلى بحر الرحم وعمقه.
الباحر: الذي إذا كلم بحر، مثل المبهوت. والبحرة: الأرض، والبلدة، يقال: هذه بحرتنا، أي أرضنا، وقد ورد بالتصغير أيضا، كما في التوشيح للجلال.
البحرة: المنخفض من الأرض، قاله ابن الأعرابي: وقد وردض بالتصغير أيضا.
البحرة: الروضة العظيمة سعة. وقال الأزهري: يقال للروضة بحرة.
البحرة: مستنقع الماء، قاله شمر. وقد أبحرت الأرض، إذا كثر مناقع الماء فيها.
البحرة: اسم مدينة النبي صلى الله
عليه وسلم، كالبحيرة، مصغرا، والبحيرة كسفينة. الثلاثة عن كراع، ونقلها
السيد السمهودي في التاريخ. وفي حديث عبد الله بن أبي: لقد اصطلح أهل هذه
البحيرة على أن يتوجوه يعني يملكوه فيعصبوه بالعصابة، وهي تصغير البحرة،
وقد جاء في راوية مكبرا، الثلاثة اسم مدينة النبي صلى الله عليه وسلم، كذا
في اللسان.
البحرة: ة بالبحرين لعبد القيس. البحرة: كل قرية لها نهر جار وماء ناقع،
وفي بعض النسخ، نهر ناقع، والصواب الأول، والعرب تقول لكل قرية: هذه
بحرتنا.
وبحرة الرغاء: موضع بالطائف. وفي حديث القسامة: قتل رجلا ببحرة الرغاء على شط لية وهو أول دم أقيد به في الإسلام رجل من بني ليث، قتل رجلا من هذيل، فقتله به.
ج بحر، بكسر ففتح، وبحار، والعرب تسمي المدن والقرى البحار. وقال أبو حنيفة: قال نصر: البحار: الواسعة من الأرض، الواحدة بحرة، وأنشد لكثير في وصف مطر:
يغادرن صرعى من أراك وتنضب وزرقا بأجوار البحار تـغـادر. وقال مرة: البحرة: الوادي الصغير يكون في الأرض الغليظة. والبحار الرياض، قال النمر بن تولب:
وكأنها دقرى تخايل، نبتـهـا
أنف يعم الضال نبت بحارها.
صفحة : 2485
بحير كزبير: جبل بتهامة وضبطه ياقوت في المعجم كأمير. بحير: رجل أسدي، حكى
عنه سفيان بن عيينة الهلالي الفقيه الزاهد المشهور خبرا. وعلي بن بحير
تابعي، روى عنه عائذ ابن ربيعة. وكذا عاصم بن بحير، واختلف في ضبطه فقيل
هكذا، أو هو كأمير.
وعبد الرحمن بن بحير اليشكري محدث، عن ابن المسيب، أو هو كأمير، بالجيم أما بالحاء فذكره أحمد بن حنبل، وأما بالجيم فهو ضبط البخاري، وكل منهما بالتصغير، ولم أر: أحدا ضبطه كأمير، ففي كلام المصنف مخالفة ظاهرة.
وبحر الرجل كفرح يبحر بحرا إذا تحير من الفزع مثل بطر. يقال أيضا: بحر، إذا اشتد عطشه فلم يرو من الماء. بحر لحمه: ذهب من السل.
بحر الرجل والبعير، إذا اجتهد في العدو طالبا أو مطلوبا فضعف وانقطع حتى اسود وجهه وتغير. والنعت من الكل: بحر ككتف. وقال الفراء: البحر: أن يلغى البعير بالماء فيكثر منه حتى يصيبه منه داء، يقال: بحر يبحر بحرا فهو بحر، وأنشد:
لأعلطنه وسمـا لا يفـارقـه كما يحز بحمى الميسم البحر. قال: وإذا أصابه الداء كوي في مواضع فيبرأ. قال الأزهري: الداء الذي يصيب البعير فلا يروي من الماء هو النجر، بالنون والجيم، والبجر، بالباء والجيم، وأما البحر فهو داء يورث السل. أبحر الرجل، إذا أخذه السل. والبحير، كأمير: من به السل، كالبحر، ككتف، ورجل بحير وبحر: مسلول، ذاهب اللحم، عن ابن الأعرابي، وأنشد:
وغلمتي منهم سحير وبحـر وآبق من جذب دلويها هجر. قال أبو عمرو: البحير والبحر: الذي به السل، والسحير الذي انقطعت رئته، ويقال: سحر.
وبحير، كأمير: أربعة صحابيون، وهم بحير الأنماري، أورده ابن ماكولا، ويكنى أبا سعيد الخير، وبحير بن أبي ربيعة المخزومي، سماه النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله. وبحير الراهب، ذكره ابن منده وابن ماكولا، وبحير آخر استدركه أبو موسى.
بحير، كأمير: أربعة تابعيون، وهم بحير بن ريسان اليماني، وبحير بن ذاخر المعافري، صاحب عمرو بن العاص، وبحير بن أوس، وبحير بن سعد الحمصي.
وبقي عليه منهم: بحير بن سالم، وبحير بن أحمر، ذكرهما ابن حبان في الثقات.
أبو الحسين، ويقال: أبو عمر أحمد
بن محمد بن جعفر بن محمد بن بحير بن نوح النيسابوري، الحافظ، حدث عن ابن
خزيمة والباغندي، ترجمه الذهبي والسمعاني، توفي سنة 378. وابنه أبو عمرو
ومحمد صاحب الأربعين، حدث توفي سنة 390. وحفيده أبو عثمان سعيد بن محمد شيخ
زاهر، روى عن جده، واخوه أبو حامد بحير بن محمد، روى عن جده وأبو القاسم
المطهر بن بحير بن محمد، حدث عن الحاكم، وعنه ابن طاهر. وإسماعيل بن عون،
هكذا في النسخ، والذي في كتب الأنساب: ابن عمرو بن محمد بن أحمد بن محمد بن
جعفر، شافعي من كبارهم، تفقه على ناصر العمري، وسمع من أبي حسان الزكي،
وأملى مدة، مات سنة 501. وابن عمه عبد الحميد بن عبد الرحمن بن محمد، روى
عن أبي نعيم الأسفرايني، وابن أخيه عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن،
حدث عن عمه. وابنه أبو بكر، روى عن البيهقي، أخذ عنه ابن السمعاني. وعلي بن
محمد بن عبد الحميد، ذكره ابن السمعاني. البحيريون: محدثون، نسبة إلى جد
لهم، وهو بحير بن نوح.
صفحة : 2486
وبحيرى، بالألف المقصور، وبيحر كجعفر، وبيحرة بزيادة الهاء، وبحر، بفتح
فسكون، أسماء لهم. والبحور، كصبور: فرس يزيده الجري جودة، ونص التكملة:
البحور من الخيل: الذي يجري فلا يعرق ولا يزيد على طول الجري إلا جودة،
انتهى. وهو مجاز.
والباحور: القمر، عن أبي علي في البصريات له.
في الأمثال: لقيه صحرة بحرة، بفتح فسكون فيهما. قال شيخنا: هما من الأحوال المركبة، وقيل من المصادر. والصواب الأول، يقال بالفتح كما هو إطلاق المصنف، وبالضم أيضا كما في شروح التسهيل والكافية وغيرهما، وآخرهما يبنى للتركيب كثيرا، وينونان بنصب، عن الصغاني، أي منكشفين بلا حجاب، وفي اللسان: أي بارزا ليس بينك وبينه شيء، قال شيخنا: ويزاد عليه: نحرة، بالنون، كما سيأتي، وحينئذ يتعين التنوين والإعراب، ويمتنع التركيب.
وبنات بحر بالحاء والخاء جميعا، وعلى الأول اقتصر الليث، أو الصواب بالخاء أي معجمة، بنات بخر، ووهم الجوهري، وقال الأزهري: وهذا تصحيف منكر: سحائب رقاق منتصبات، يجئن قبل الصيف. وقال أبو عبيد عن الأصمعي: يقال لسحائب يأتين قبل الصيف منتصبات: بنات بخر، وبنات مخر، بالباء والميم والخاء، ونحو ذلك قال اللحياني وغيره.
وبحران المريض، بالضم، مولد، وهو عند الأطباء التغير الذي يحدث لعليل دفعة في الأمراض الحادة.
يقولون: هذا يوم بحران، مضافا، كذا في الصحاح، وفي نزهة الشيخ داوود الأنطاكي: البحران بالضم لفظة يونانية، وهو عبارة عن الانتقال من حالة إلى أخرى، في وقت مضبوط بحركة علوية، قال: وأكثر ارتباطه بحركة القمر، لأنه شكل خفيف الحركة يقطع دوره بسرعة، ولا يمكن إتقانه بغير يد طائلة في التنجيم، ثم الانتقال المذكور إما إلى الصحة أو إلى المرض، والأول البحران الجيد، والثاني الرديء، وأطال في تقسيمه فراجعه.
ويوم باحوري، على غير قياس فكأنه منسوب إلى باحور وباحوراء، مثل عاشور وعاشوراء، وهو مولد، وعلى غير قياس، كما في الصحاح. قال ابن بري: ويقتضي قوله أن قياسه باحري وكان حقه ان يذكره، لأنه يقال: دم باحري، أي خالص الحمرة، ومنه قول المثقب العبدي:
باحري الدم مـر لـحـمـه يبرئ الكلب إذا عض وهر. والبحرين بالتحتية، كذا في أصول القاموس والصحاح وغيرهما من الدواوين، وفي المصباح واللسان بالألف على صيغة المثنى المرفوع: د بين البصرة وعمان، وهو من بلاد نجد، ويعرب إعراب المثنى، ويجوز أن تجعل النون محل الإعراب مع لزوم الياء مطلقا، وهي لغة مشهورة، واقتصر عليها الأزهري، لأنه صار علما مفردا لدلالة، فأشبه المفردات، كذا في المصباح. والنسبة بحري وبحراني، أو كره بحري، لئلا يشتبه بالمنسوب إلى البحر. وهذا روي عن أبي محمد اليزيدي، قال سألني المهدي وسأل الكسائي عن النسبة إلى البحرين وإلى حصنين: لم قالوا: حصني وبحراني. فقال الكسائي: كرهوا أن يقولوا حصناني، لاجتماع النونين، قال: وقلت أنا: كرهوا أن يقولوا: بحري فيشبه النسبة إلى البحر. قال الأزهري وإنما ثنوا البحرين، لأن في ناحية قراها بحيرة على باب الأحساء وقرى هجر بينها وبين البحر الأخضر عشرة فراسخ، وقدرت البحيرة ثلاثة أميال في مثلها، ولا يغيض ماؤها، وماؤها راكد زعاق، وقد ذكرها الفرزدق فقال:
كأن ديارا بين أسنمة الـنـقـا
وبين هذا ليل البحيرة مصحف.
صفحة : 2487
قال الصغاني: هكذا أنشده الأزهري. وفي النقائض: النحيزة.
وفي اللسان: قال السهيلي في
الروض: زعم ابن سيده في كتاب المحكم أن العرب تنسب إلى البحر بحراني، على
قياس، وأنه من شواذ النسب، ونسب هذا القول إلى سيبويه والخليل، رحمهما الله
تعالى، وما قاله سيبويه قط، وغنما قال في شواذ النسب: تقول في بهراء
بهراني، وفي صنعاء صنعاني، كما تقول: بحراني في النسب إلى البحرين التي هي
مدينة.
قال: وعلى هذا تلقاه جميع النحاة وتأولوه من كلام سيبويه، قال: وإنما شبه
على ابن سيده لقول الخليل في هذه المسألة، أعني مسألة النسب إلى البحرين،
كأنهم بنوا البحر على بحران، وإنما أراد لفظ البحرين، ألا تراه يقول في
كتاب العين: تقول: بحراني في النسب إلى البحرين. ولم يذكر النسب إلى البحر
أصلا للعلم به، وأنه على قياس جار. قال: وفي الغريب المصنف عن اليزيدي أنه
قال: إنما قالوا: بحراني في النسب إلى البحرين ولم يقولوا: بحري، ليفرقوا
بينه وبين النسب إلى البحر، قال: وما زال ابن سيده يعثر في هذا الكتاب
وغيره عثرات يدمي منه الأظل، ويدحض دحضات تخرجه إلى سبيل من ضل. قال شيخنا:
وذكر الصلاح الصفدي في نكت الهميان الإمام ابن سيده، وذكر بحث السهيلي معه
بما لا يخلو عن نظر، وما نسبه لسيبويه والخليل فقد صرح به شراح التسهيل.
ومحمد بن المعتمر، كذا في النسخ، وفي التبصير: محمد بن معمر بن ربعي القيسي، بصري ثقة، حدث عنه البخاري والجماعة، مات سنة 350. والعباس بن يزيد بن أبي حبيب، ويعرف بعباسويه، حدث عن خالد بن الحارث، ويزيد بن زريع، روى عنه الباغندي وابن صاعد وابن مخلد، وهو من الثقات، البحرانيان: محدثان.
وفاته: زكريا بن عطية البحراني، سمع سلاما أبا المنذر، ويعقوب بن يوسف بن أبي عيسى، شيخ لابن أبي داوود، وهارون بن أحمد بن داوود البحراني: شيخ لابن شاهين، وعلي بن مقرب بن منصور البحراني، أديب، سمع منه ابن نقطة، وداوود بن غسان بن عيسى البحراني، ذكره ابن الفرضي، وموفق الدين البحراني: أديب بإربل، مشهور بعد الستمائة.
والباحرة: شجرة شاكة من أشجار الجبال.
والباحرة من النوق: الصفية المختارة، نقله الصغاني، وهو مجاز.
وبحر بن ضبع، بضمتين فيهما الرعيني، صحابي، ذكره ابن يونس، وله وفادة.
القاضي أبو بكر عمر بن محمود بن بحر، كجبل، ابن الأحنف بن قيس الواذناني، واو وذال معجمة ونونان. وابن عمه محمد بن أحمد بن عمر، روى عنه يوسف الشيرازي، سمعا من ابن ربذة بأصفهان.
وفاته: أبو جعفر أحمد بن مالك بن بحر. وهشام بن بحران، بالضم، محدثون، الأخير سرخسي، روى عن بكر بن يوسف. وأبحر الرجل: ركب البحر، عن يعقوب وابن سيده.
أبحر: أخذه السل. أبحر: صادف إنسانا بلا ونص المحكم: على غير اعتماد وقصد لرؤيته. وهو من قولهم: لقيته صحرة بحرة، وقد تقدم.
أبحر، إذا اشتدت حمرة أنفه. أبحرت الأرض: كثرت مناقعها، ونص التهذيب: كثرت مناقع الماء فيها.
في المحكم: أبحر الماء: ملح، أي صار ملحا، قال نصيب:
وقد عاد ماء الأرض بحـرا وزادنـي
إلى مرضى أن أبحر المشرب العذب. أبحر الرجل الماء: وجده بحرا،
أي ملحا لم يسغ، هكذا في النسخ، وفيه تحريف شنيع، فإن الصغاني ذكر ما نصه
بعد قوله: أبحرت الأرض: ولو قيل: أبحرت الماء، أي وجدته بحرا، أي ملحا، لم
يمتنع، فتأمل.
صفحة : 2488
من المجاز: استبحر الرجل في العلم والمال: انبسط، كتبحر. وكذلك استبحر
المحل، إذا اتسع.
استبحر الشاعر، وكذا الخطيب: اتسع له القول، كذا التكملة، ونص المحكم: اتسع في القول. وفي الأساس: وفي مديحك يستبحر الشاعر، قال الطرماح:
بمثل ثنائك يحلو المـديح وتستبحر الألسن المادحه. والتبحر والاستبحار: الانبساط والسعة، وسمي البحر بحرا لذلك، ومن المجاز: تبحر الرجل في المال، إذا اتسع وكثر ماله.
تبحر في العلم: تعمق وتوسع توسع البحر. وبحرانة، بالفتح: ة، باليمن، وفي التكملة: بلد باليمن. في الحديث ذكر بحران بالفتح ويضم، وهو ع بناحية الفرع من الحجاز، به معدن للحجاج بن علاط البهزي، له ذكر في سرية عبد الله بن جحش، قيده ابن الفرات بالفتح، كالعمراني، والزمخشري، والضم رواية عن بعضهم، وهو المشهور، كذا في المعجم.
ويبحر بن عامر كيمنع، وضبطه الذهبي بتقديم الموحدة على التحتية، صحابي، وقيل: بجراة، له حديث من رواية أولاده. والبحرية، وفي بعض النسخ: البحرية وهو الصواب: ع باليمامة لعبد القيس عن الحفصي. وبحيراباد: ة، بمرو ينسب إليها أبو المظفر عبد الكريم بن عبد الوهاب، حدث عنه السمعاني، ذكره ياقوت في المعجم.
والبحار: ككتان: الملاح، لملازمته البحر، وهم بحارة، كالحمالة.
وبنو بحري: بطن من العرب. وذو بحار، ككتاب: جبل، أو أرض سهلة تحفها جبال، قال بشر بن أبي خازم:
أليلى على شط المزار تـذكـر ومن دون ليلى ذو بحار ومنور.
وقال الشماخ:
صبا صبوة من ذي بحار فجاورت إلى آل ليلى بطن غول فمنعـج. وقال أبو زياد: ذو بحار: واد بأعلى السرير لعمرو بن كلاب، وقيل: ذو بحار، ومنور، جبلان في ظهر حرة بني سليم، قاله الجوهري، وقال نصر: ذو بحار: ماء لغني في شرقي النير، وقيل: في بلاد اليمن. وبحار، مصروفا، ويمنع: ع، بنجد، عن ابن دريد، ورواه الغوري بالفتح، قال بشامة بن الغدير:
لمن الديار عفون بالجزع بالدوم بين بحار فالجرع. بحار كغراب: موضع آخر عن السيرافي، كذا ضبطه السكري في قول البريق، أو لغة في الكسر. وبحرة: والد صفية التابعية، روى عنها أيوب بن ثابت، وهي روت عن أبي محذورة، ذكرها البخاري في التاريخ.
بحرة جد يمين بن معاوية العائشي الشاعر. بحرة: ع بالبحرين، و: ة، بالطائف، وقد تقدم ذكرهما، فهو تكرار.
والباحور والباحوراء، كعاشور وعاشوراء: شدة الحر في تموز، وهو مولد، قال شيخنا: وقد جاء في كلام بعض رجاز العرب، فلو قالوا: هو معرب كان أولى.
وبحيرة، كجهينة: خمسة عشر موضعا، منها: بحيرة طبرية، فإنها بحر عظيم نحو عشرة أميال في ستة أميال، وبحيرة تنيس بمصر، وبحيرة أريغ، وبحيرة الإسكندرية، وبحيرة أنطاكية، وبحيرة الحدث، وبحيرة خوارزم، وبحيرة زره، وبحيرة قدس، وبحيرة المرج، وبحيرة المنتنة، وبحيرة هجر، وبحيرة بغرا، وبحيرة ساوه.
ومما يستدرك عليه: البحر: الفرات، قال عدي بن زيد:
وتذكر رب الخورنـق إذ أش
رف يوما وللهدى تـذكـير.
سره ماله وكـثـرة مـا يم
لك والبحر معرضا والسدير.
صفحة : 2489
قالوا: أراد بالبحر ها هنا الفرات، لأن رب الخورنق كان يشرف على الفرات.
قلت: وهذا فيه ما فيه، فإن البحر في الأصل الملح دون العذب، كما قاله
بعضهم، وقوله تعالى: وما يستوي البحران هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج .
قالوا: سمي العذب بحرا، لكونه مع الملح، كما يقال للشمس والقمر قمران، كذا
في البصائر للمصنف.
وفي حديث مازن: كان لهم صنم يقال له باحر ، بفتح الحاء، ويروى بالجيم، وقد تقدم.
وتبحر الراعي في رعي كثير: اتسع وبحر الرجل، كفرح، إذا رأى البحر، ففرق حتى دهش، وكذلك برق، إذا رأى سنا البرق فتحير،وبقر، إذا رأى البقر الكثير، ومثله خرق، وعقر.
وفي المحكم: يقال: للبحر الصغير: بحيرة، كأنهم توهموا بحرة، وإلا فلا وجه للهاء.
وقوله: يا هادي الليل جرت، إنما هو البحر أو الفجر، فسره ثعلب فقال: إنما هو الهلاك أو ترى الفجر، شبه الليل بالبحر، ويروى بالجيم، وقد تقدم. والبحرة: الفجوة من الأرض تتسع.
والبحيرة: المنخفض من الأرض. وتبحر الخبر: تطلبه. وكانت أسماء بنت عميس يقال لها: البحرية، لأنها كانت هاجرت إلى بلاد النجاشي فركبت البحر. وكل ما نسب إلى البحر فهو بحري. والذي في الأساس: ومن المجاز: امرأة بحرية، أي عظيمة البطن، شبهت بأهل البحرين، وهم مطاحيل عظام البطون. ويقال للحارات والفجوات: البحار.
وقال الليث: إذا كان البحر صغيرا قيل له: بحيرة. والبحري: الملاح.
والمفضل بن المطهر بن الفضل بن عبيد الله بن بحر، كجبل: الكاتب الأصبهاني، سمع منه ابن السمعاني وابن عساكر. وذكوان بن محمد بن العباس بن أحمد بن بحر الأصبهاني، ويدعى الليث، ذكره ابن نقطة.
وكأمير: عبد الله بن عيسى بن بحير: شيخ لعبد الرزاق، وعبد العزيز بن بحير بن ريسان: أحد الأجواد، روى. وبحير بن جبير: تابعي. وبحير بن نوح، عن أبي حنيفة وبحير بن عامر: شاعر جاهلي. وبحير بن عبد الله فارس قشير. وسعد بن بحير بن معاوية: له صحبة.
ومحمد بن بحير الأسفرايني، سمع الحميدي. وآخرون. والبحير، كزبير: لقب عمرو بن طريف بن عمرو بن ثمامة، لجوده: والحسين بن محمد بن موسى بن بحير: شيخ ابن رشيق، ضبطه الحميدي. والفتح بن كثير بن بحير الحضرمي، ذكره ابن ماكولا. وبحر: والد عمرو الجاحظ. وبيحر وبيحرة، أسماء. وبحرة ويبحر: موضعان. وبحيراء الراهب،كأمير ممدودا، هكذا ضبطه الذهبي وشراح المواهب، وفي رواية بالألف المقصورة، وفي أخرى كأمير، وأما تصغيره فغلط، كما صرحوا به. وبحيرة، كسفينة: موضع. وأبو بحر صفوان بن إدريس، أديب أندلسي. وأبو بحر سفيان بن العاصي. وبنو البحر: قبيلة باليمن. وبحير آباذ، بالضم: من قرى جوين من نواحي نيسابور، ومنها أبو الحسن علي بن محمد بن حمويه الجويني، من بيت فضل، ولهم عقب بمصر. وإسحاق بن إبراهيم بن محمد البحري، الحافظ، لأنه كان يسافر إلى البحر، توفي سنة 337. وأبو بكر عبد الله بن علي بن بحر البحري البلخي، نسب إلى جده بحر. وبحر جد الأحنف بن قيس التميمي البصري. والبحيرة، مصغرا: كورة واسعة بمصر.
ب ح ت ر
البحتر، بالضم، والتاء مثناة فوقية مضمومة: القصير المجتمع الخلق، كالحبتر،
وهو مقلوب منه، والأنثى بحترة، والجمع البحاتر، وأنشدنا شيخنا، بل ثراه،
قال: أنشدنا الإمام محمد بن المسناوي:
صفحة : 2490
وأنت التي حببت كل قـصـيرة
إلي ولم تشعر بذاك القصـائر.
عنيت قصيرات الحجال ولم أرد
قصار الخطا شر النساء البحاتر.
قلت: وهذان البيتان أنشدهما الفراء، وهما لكثير، وقال: البهاتر، بالهاء.
وقال قطرب: ويقال للضخم أيضا: البحتر.
بحتر بلا لام: فحل من فحولهم، وإليه نسبت الإبل البحترية، قال ذو الرمة:
صهبا أبوها داعر وبحـتـر تحدو سراها أرجل لا تفتر. بحتر بن عتود بن عنيز، مصغرا بالزاي، لاعنين بالنون، كما وجد في بعض أصول الصحاح، ووهم الجوهري، ولا يخفى أن مثل هذا لا يعد وهما، لأنه لم يقيد بالنون، وإنما هو من تحريف النساخ، وهو ابن سلامان بن ثعل بن الغوث بن جلهمة بن طيئ، وهو رهط الهيثم بن عدي، منهم أبو عبادة الشاعر المشهود له بالإجادة، البحتري الشاعر.
بحتر جد جدي مصغرا، ابن تدول كصبور، الشاعر الجاهلي، ومن ولده جابر بن ظالم بن حارثة بن عتاب بن أبي حارثة بن جدي، له صحبة.
وتبحتر الرجل، إذا انتسب إليهم، مثل تمضر وتنزر وتقيس.
ومما يستدرك عليه: أبو البحتري من أجود الناس واسمه وهب بن وهب، وهو أحد الوضاعين.
وبحتر، بالضم: روضة في وسط أجأ أحد جبلي طيئ قرب جو، كأنها مسماة بالقبيلة.
وبحتار، بالضم: واد قريب من العذيب بين الكوفة والبصرة، قاله الحازمي.
والنور علي بن بحتر الحنفي، وأخوه محمد خطيب الحصن، حدثنا عن ابن عبد الدائم، وإسماعيل بن داوود بن سليمان بن بحتر، حدث بعد السبعمائة.
ب ح ث ر.
بحثرة: بحثه وبدده، كبعثره وقرأ: إذا بحثر ما في القبور ، أي بعث الموتى.
قلت: وليس ببعيد أن يكون بحثر مركبا من اثنين، فإن فيه معنى بحث وأثار، على رأي من يقول: إن الرباعي والخماسي مركبان من اثنين، وأشار إليه المصنف في البصائر.
بحثر المتاع: فرقه، وفي التهذيب: بحثر متاعه وبعثره، إذا أثاره وقلبه وفرقه، وقلب بعضه على بعض، فتبحثر: تفرق عن أبي الجراح: بحثر الشيء: استخرجه وكشفه، قال القتال العامري:
ومن لا تلد أسماء من آل عامر وكبشة تكره أمه أن تبحثـرا. عن الاصمعي: يقال: لبن مبحثر: منقطع متحبب، فإذا خثر أعلاه وأسفله رقيق فهو هادر.
وقد بحثر اللبن، إذا انقطع وتحبب.
ب ح د ر.
البحدري، بالضم ودال مهملة مضمومة، أهمله الجوهري، وقال أبو عدنان: هو
المقرقم الذي لا يشب، كالبهدري، كذا في التهذيب والتكملة.
ب خ ر.
البخءر، بفتح فسكون: فعل البخار. وبخار القدر: ما ارتفع منها.
بخرت القدر، كمنع تبخر بخرا وبخارا، إذا ارتفع بخارها.
البخر، بالتحريك: النتن في الفم وغيره، قاله أبو حنيفة. وقد بخر، كفرح بخرا، فهو أبخر وهي بخراء. وأبخره الشيء: صيره أبخر.
قال شيخنا: والمعروف في البخر التقييد بالفم دون غيره، كما جزم به الجوهري والزمخشري والفيومي، وأكثر الفقهاء. وفي اللسان: بخر، أي نتن من بخر الفم الخبيث.
وفي الأساس: بخرت علينا: نتنت،
وأردنا أن تبخر لنا فبخرت علينا. وكل رائحة ساطعة بخر، وبخار من نتن أو
غيره، وكذلك بخار الدخان، وكل دخان يسطع من ماء حار فهو بخار، وكذلك من
الندى، وبخار الماء يرتفع منه كالدخان.
صفحة : 2491
والمبخور: المخور، عن الصغاني. عن ابن الأعرابي: الباخر: ساقي الزرع. قال
أبو منصور: المعروف الماخر، بالميم، فأبدل من الميم، كقولك: سمد رأسه
وسبده. وبنات بخر، كبحر. ومخر: سحائب يأتين قبل الصيف، منتصبة رقاق بيض
حسان، وقد تقدم في الحاء المهملة.
البخور، كصبور: ما يتبخر به. وثياب مبخرة: مطيبة. وتبخر بالطيب ونحوه: تدخن، وفلان يتبخر ويتبختر. وبخور مريم: نبات، وأصله العرطنيثا وهو حار يابس، جلاء مفتح مدر محلل نفاع، ويسهل الطبع إذا تحمل به بصوفه أو طلي به أسفل السرة.
والبخراء: أرض بالشام، لنتنها بعفونة تربها.
البخراء أيضا: ماءة منتنة قرب القليعة بالحجاز. على ميلين منها، وهي في طرف الحجاز: نقله الصغاني. البخراء: نبات مثل الكشنا، وحبه كحبه سواء، سمي بذلك لأنه إذا أكل أبخر الفم، حكاه أبو حنيفة، قال: وهو مرعى، وتعلفه المواشي فيسمنها، ومنابته القيعان.
وبخاراء، بالضم والمد: د، من أعظم مدن ما وراء النهر، بينها وبين سمرقند ثمانية أيام أو سبعة، وهو ممدود في شعر الكميت، قال:
ويوم بيكند لا تقضى عجائبه وما بخاراء مما أخطأ العدد. ويروى: ويوم قنديد، ويقصر وهو المشهور الراجح، وبه جزم غير واحد من الحفاظ، وأنكروا المد، خرج منها جماعة من العلماء في كل فن، ولها تاريخ عجيب مشهور.
والبخارية: سكة بالبصرة أسكنها زياد بن أبيه ألف عبد من بخاراء، فسميت بهم، ولم تسم به، وذلك حين ملكها من خاتون ملكة بخارا، وكان السبي ألفين، وكلهم جيدو الرمي بالنشاب ففرض لهم العظائم، وأسكنهم بها.
وعلي بن بخار الرازي كغراب.
أبو المعالي أحمد بن أبي نصر محمد بن علي بن أحمد بن علي بن البخاري البغدادي المنسوب إلى بخار العود، لأنه كان يبخر به في الخانات، والذي في المعجم: أنه كان يحرق البخور في جامع المنصور حسبة، وعرف بيته ببيت ابن البخاري، قاله أبو سعد، وأخوه أبو البركات هبة الله، سمع مع أخيه من أبي غيلان والجوهري وغيرهما، كذا في التكملة للمنذري، وحدث عن الثاني يحيى بن بوش وغيره: محدثان. وأحمد بن بخار، وعلي البخاري: محدثان.
وبقي عليه: الفقيه أبو الفضل عبد الرحمن بن محمد بن حمدون بن بخار البخاري، ونسب إلى جده الأعلى من أهل نيسابور.
ومما يستدرك عليه: إياكم ونومة الغداة، فإنها مبخرة مجفرة مجعرة ، أي مظنة للبخر، وهو تغير ريح الفم، وهو من حديث عمر، وجعله القتيبي من حديث علي، رضي الله عنهما. قلت: وقد روي عن كل منهما. فحديث علي: رأى رجلا في الشمس فقال: قم عنا فإنها مبخرة مجفرة، تنقل الريح، وتبلى الثوب، وتظهر الداء الدفين .
وفي حديث المغيرة: إياك وكل مجفرة مبخرة يعني من النساء. وبخار الفسو: ريحه، قال الفرزدق:
أشارب قهوة وحليف زير وصراء لفسوته بخـار. ويقال: هذه بخرة السماك، إذا أصابك المطر عند سقوطه. ورجل مبخر: ذو بخر. وامرأة مبخرة.
ب خ ت ر.
البخترة والتبختر: مشية حسنة، وهي مشية المتكبر المعجب بنفسه، وقد بختر
وتبختر. وفلان يتبختر في مشيته ويتبختى.
في حديث الحجاج: أنه لما أدخل عليه يزيد بن المهلب أسيرا فقال الحجاج:
جميل المحيا بختري إذا مشى. فقال يزيد:
وفي الدرع ضخم المنكبين شناق.
صفحة : 2492
البختري: الحسن المشي، والجسيم كأمير، هكذا في النسخ، وصوابه: والجسم، أي
الحسن الجسم، كما في اللسان وغيره، وقيل: المختال المعجب بنفسه، والأنثى
بخترية، كالبختير، بالكسر، عن الصغاني فيهما، أي في المعنيين. والبختري بن
أبي البختري، يروي المراسيل، روى عنه محمد بن إسحاق. البختري ابن عبيد:
محدثان، الاخير روى عن أبيه.
ومما يستدرك عليه: بختيار: اسم رجل، وهو القطب الدهلوي، أحد المشهورين.
وبختري: اسم رجل، أنشد ابن الأعرابي:
جزى الله عنا بختريا ورهـطـه بني عبد عمرو ما أعف وأمجدا.
هم السمن بالسنوات لا ألس فيهم وهم يمنعون جارهم أن يقـردا. وأبو البختري: من كناهم، أنشد ابن الأعرابي:
إذا كنت تطلب شأو المـلـو
ك فافعل فعال أبي البختري.
تتبع إخوانـه فـي الـبـلاد
فأغنى المقل عن المكثـر.
وأراد البختري فحذف إحدى ياءي النسب،كذا في اللسان. وأبو البختري سعيد بن فيروز الطائي، مولاهم، الكوفي، تابعي من رجال البخاري. وأبو البختري العاصي بن هاشم بن الحارث بن أسد، له ذكر في حديث نقض الصحيفة، وابنه إسماعيل أسلم يوم الفتح.
والبختري بن عزرة، روى عن عمر بن الخطاب. والبختري بن المختار، روى عن علي. والبختري الأنصاري، روى عن البراء بن عازب. وأبو جعفر محمد بن هشام بن البختري، سكن بغداد وحدث بها، وثقه الدارقطني.
ب خ ث ر.
البخثرة، بالثاء المثلثة، أهمله الجوهري، وقال الصغاني: هو الكدر في ماء أو
ثوب، ومثله في اللسان. وبخثره، إذا بدده وفرقه، فتبخثر، تفرق، لغة في الحاء
المهملة، وقد تقدم.
ب د ر.
بادره مبادرة وبدارا، بالكسر، لأنه القياس في مصدر فاعل، أي عجل إلى فعل ما
يرغب فيه. وهو يتعدى بنفسه وبإلى، كذا في شرح الشفاء.
قال شيخنا: وقد عدوه مما جاء فيه فاعل في أصل الفعل كسافر، وأبقاه بعضهم على أصل المفاعلة، وذلك فيما يتعدى فيه بنفسه، وأما في تعديته بإلى فلا دلالة له على المفاعلة، كما لا يخفى، انتهى.
وفي التنزيل: ولا تأكلوها إسرافا وبدارا أن يكبروا أي مسابقة لكبرهم.
وفي الأساس: وبادر إلى الشيء: أسرع، وبادره الغاية، وإلى الغاية.
بادره، وابتدره، وبدر غيره إليه يبدره: عاجله وأسرع إليه. وبدره الأمر، وبدر إليه يبدر بدرا: عجل وأسرع إليه واستبق، قال الزجاج: وهو غير خارج عن معنى الأصل، يعني الامتلاء، لأن معناه استعمل غاية قوته وقدرته على السرعة، أي استعمل ملء طاقته.
وابتدروا السلاح: تبادروا إلى أخذه وبادره إليه كبدره. ويقال: ابتدر القوم أمرا، وتبادروه، أي بادر بعضهم بعضا إليه، أيهم يسبق إليه، فيغلب عليه. واستبقنا البدري، محركة كجمزى، أي مبادرين. وضربه البدري، أي مبادرة. والبادرة: ما يبدر من حدتك في الغضب بلغت الغاية في الإسراع، من قول أو فعل. وبادرة الشر: ما يبدرك منه، يقال: أخشى عليك بادرته، وبدرت منه بوادر غضب، أي خطأ. وسقطات عندما احتد، وقال النابغة:
ولا خير في حلم إذا لم يكن له بوادر تحمي صفوه أن يكدرا. وفلان حار النوادر حاد البوادر.
البادرة: شباة السيف. ومن السهم:
طرفه من قبل النصل. فلان حسن البادرة، أي البديهة.
صفحة : 2493
البادرة: ورق الحواءة بضم الحاء، وتشديد الواو المفتوحة، فألف، وبعدها همزة
مفتوحة، أي الحناء: أول ما يبدأ منه. البادرة: أول ما يتفطر من النبات، وهو
رأسه، لأنه أول ما ينفطر عنه. البادرة: أجود الورس، وأحدثه نباتا، عن أبي
حنيفة.
البادرة من الإنسان وغيره: اللحمة التي بين المنكب والعنق.
قيل: البادرتان من الإنسان: اللحمتان فوق الرغثاوين، بالضم، وأسفل الثندرة، وقيل: هما جانبا الكركرة، وقيل: هما عرقان يكتنفانها، قال الشاعر:
تمري بوادرها منها فوارقها. يعني فوارق الإبل، وهي التي أخذها المخاض ففرقت نادة، فكلما أخذها وجع في بطنها مرت، أي ضربت بخفها بادرة كركرتها، وقد تفعل ذلك عند العطش.
ج البوادر، وفي حديث مبدأ الوحي: فرجع منها ترجف بوادره وقال خراشة بن عمرو العبسي:
هلا سألت ابنة العبسي ما حسبي
عند الطعان إذا ما غص بالريق.
وجاءت الخيل محمرا بوادرها
زروا وزلـت يد الـرامي عن الفـوق.
عن ابن الأعرابي: البدر: القمر الممتلئ، وإنما سمي بدرا، لأنه يبادر بالغروب طلوع الشمس، وفي المحكم: لأنه يبادر بطلوعه غروب الشمس، لأنهما يتراقبان في الأفق صبحا، وقال الجوهري: سمي بدرا لمبادرته الشمس بالطلوع، كأنه يعجلها المغيب، وسمي بدرا لتمامه، وسميت ليلة البدر، لتمام قمرها، وجمعه بدور، كالبادر، كما في اللسان، ولا عبرة بإنكار شيخنا له، وفي البصائر للمصنف: والبدر، قيل سمي به لمبادرته الشمس بالطلوع، وقيل: لامتلائه، تشبيها بالبدرة، فعلى ما قيل يكون مصدرا في معنى الفاعل.
قال الراغب: الأقرب عندي ان يجعل البدر أصلا في الباب، ثم تعتبر معانيه التي تظهر منه، فيقال تارة: بدر كذا، أي طلع طلوع البدر، ويعتبر امتلاؤه تارة، فيشبه البدرة به.
البدر: السيد، يقال: هو بدر القوم، أي سيدهم، على التشبيه بالبدر، قال ابن أحمر:
وقد نضرب البدر اللجوج بكفه عليه ونعطي رغبة المتـودد. ويروى البدء.
البدر: الغلام المبادر. وغلام
بدر: ممتلئ شبابا ولحما، قاله الزجاج، وفي حديث جابر: كنا لا نبيع الثمر
حتى يبدر ، أي يبلغ. يقال: بدر الغلام، إذا تم واستدار، تشبيها بالبدر في
تمامه وكماله. وقيل: إذا احمر البسر يقال له: قد أبدر.
صفحة : 2494
من المجاز في الحديث عن جابر: أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى ببدر فيه
خضرات من البقول . قال ابن وهب، يعني بالبدر الطبق، شبه بالبدر لاستدارته.
قال الأزهري: وهو صحيح، قال: وأحسبه سمي بدرا، لأنه مدور. وبدر: ع بين
الحرمين الشريفين، أسفل وادي الصفراء، وهو إلى المدينة أقرب، يقال: هو منها
على ثمانية وعشرين فرسخا، وبينه وبين الجار وهو ساحل البحر ليلة، معرفة
ويذكر. أو اسم بئر هناك حفرها رجل من غفار، اسمه بدر بن يخلد بن النضر بن
كنانة، قاله الزبير بن بكار عن عمه، وحكى عن غير عمه انه بدر بن قريش بن
يخلد بن النضر بن كنانة، وقيل: بدر رجل من بني ضمرة سكن ذلك الموضع فنسب
إليه، ثم غلب اسمه عليه. وفي المعجم: ويقال له: بدر القتال، وبدر الموعد،
وبدر الأولى والثانية، وقيل: إنما سميت بدرا لاستدارتها أو لصفاء مائها.
وحكى الواقدي إنكار ذلك عن شيوخ غفار، وقالوا: ماؤنا ومنازلنا لم يملكها
أحد، وإنما بدر علم عليها كغيرها من البلاد. وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن
حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، عن الشعبي، قال: كانت بدر
بئرا لرجل من جهينة، فسميت به، وأخرج ابن جرير عن الضحاك، قال: بدر: ماء عن
يمين طريق مكة، بين مكة والمدينة. قال شيخنا: وأنشدنا غير واحد للصلاح
الصفدي:
أتينا إلى البدر المنـير مـحـمـد
نجد السرى حتى نزلنا على بدر.
فهذا بديع ليس في اللفظ مـثـلـه
وهذا جناس ليس في النظم والنثر.
بدر: مخلاف باليمن، ذكره البكري وياقوت في معجميها.
بدر: جبل لباهلة بن أعصر، وهناك أرمام: الجبل المعروف. بدر: جبل آخر قرب الواردة، عن يسار طريق مكة وأنت قاصدها. بدر: ع بالبادية، وفي بعض النسخ: باليمامة، قال الشاعر:
فقلت وقد جعلن براق بدر يمينا والعنابة عن شمال. بدر: جبل ببلاد معاوية بن حفص، هكذا في النسخ، والصواب: معاوية بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، وهما جبلان، ويقال لهما بدران.
المسمى ببدر صحابيان وهما: بدر بن عبد الله الخطمي، ويقال بدير، وبدر بن عبد الله المزني.
وفاته: بدر أبو عبد الله مولى
رسول الله صلى الله عليه وسلم. والبدري، بياء النسبة: من شهد بدرا، الوقعة
المشهورة المذكورة في كتب السير، وفي عدتهم خلاف واسع. وأما أبو مسعود عقبة
بن عمرو بن ثعلبة بن أسيرة بن عسيرة بن عطية بن جدارة بن عمرو بن الحارث بن
الخزرج البدري فإنه لم يشهدها مع النبي صلى الله عليه وسلم، كذا جزم به
الحفاظ، وإن عده البخاري فيمن شهدها، وتعقبوه، وإنما نزل ماء يقال له: بدر
قبل الوقعة فنسب إليها.
صفحة : 2495
وبدر بن عمرو بن جوية بن لوذان بن ثعلبة بن عدي بن فزارة جد عيينة بن حصن
بن حذيفة بن بدر: بطن من فزارة، إليه نسب العلامة تاج الدين عبد الرحمن بن
إبراهيم بن ضياء بن سباع البدري الفزاري المعروف بابن الفركاح، فقيه
الشافعية بدمشق الشام، تفقه على العز بن عبد السلام، وروى البخاري عن ابن
الزبيدي، وسمع ابن اللتي وابن الصلاح، وخرج له الحافظ البرزالي مشيخة، توفي
سنة 690، وولداه الإمام برهان الدين إبراهيم، تفقه على والده، وأجاز التاج
السبكي، توفي سنة 729. والإمام أبو عبد الله محمد، سمع مع اخيه الغيلانيات
على أبي محمد، عبد الرحمن بن عمر بن أبي قدامة، وولده شرف الدين أحمد بن
إبراهيم، سمع الغيلانيات علي القاضي شمس الدين بن عطاء الحنفي، عن ابن
طبرزد، وحفيده شمس الدين أبو حفص عمر بن أحمد، سمع على ابن النجاري وغيره،
وبالجملة فهم بيت رياسة وجلالة.
والبدر، والبدرة، بهاء: جلدة السخلة إذا فطم، ج بدور وبدر.
قال الفارسي: ولا نظير لبدرة وبدر إلا بضعة وبضع، وهضبة وهضب. وفي الصحاح: والبدرة مسك السخلة، لأنها مادامت ترضع فمسكها للبن شكوة، وللسمن عكة، فإذا فطمت فمسكها للبن بدرة، وللسمن مسأد، فإذا أجذعت فمسكها للبنش وطب، وللسمن نحي، ومثله قول أبي زيد.
البدرة: كيس فيه ألف أو عشرة آلاف درهم أو سبعة آلاف دينار، سميت ببدرة السخلة، والجمع البدور. ومن سجعات الأساس: فلان يهب البدور، وينهب البدور، قال الأول جمع بدرة وهي عشرة آلاف درهم، والثاني جمع بدر وهو القمر ليلة تمامه.
البدرة: ع.
يقال: عين حدرة بدرة: تبدر بالنظر وتسبقه، وقيل: حدرة: واسعة، وبدرة: تامة كالبدر قال امرؤ القيس:
وعين لها حدرة بـدرة شقت مآقيهما من أخر. وقيل: عين بدرة: تبدر نظرها نظر الخيل، عن ابن الأعرابي. وقيل: هي الحديدة النظرة، وقيل: هي المدورة العظيمة. والصحيح في ذلك ما قاله ابن الأعرابي.
والبيدر: الأندر، وخص كراع به أندر القمح، يعني الكدس منه، وبذلك فسره الجوهري.
يقال: أبدرنا طلع لنا البدر كأقمرنا، وأشرقنا، من الشرق بمعنى الشمس، كذا في الأساس.
أو أبدرنا: سرنا في ليلته، وهي ليلة أربع عشرة.
أبدر الوصي في مال اليتيم بمعنى بادر كبره. وبدر وبيدر الطعام: كومه.
والبيدر: الموضع الذي يداس فيه الطعام، وفي البصائر: هو المكان المرشح لجمع الغلة فيه. وملئه منه. وفي معجم ياقوت نقلا عن الزجاج: وسمي بيدر الطعام بيدرا، لأنه أعظم الأمكنة التي يجتمع فيها الطعام. ولسان بيدري، كخوزلي: مستوية نقله الصغاني.
والبدري من الغيث: ما كان قبيل الشتاء، لمبادرته.
البدري من الفصلان: السمين. قال الفراء: أول النتاج البدرية ثم الربعية ثم الدفئية.
وناقة بدرية: بدرت أمها الإبل في النتاج فجاءت بها في أول الزمان، فهو أغزر لها وأكرم.