الباب العاشر: باب الراء - الفصل الثاني: فصل الباء الموحدة مع الراء: الجزء الثاني

فصل الباء الموحدة مع الراء

الجزء الثاني

البدرية بهاء: محلة ببغداد بشرقيها، منها يحيى بن المظفر بن نعيم اللامي، هكذا في النسخ، وصوابه السلامي، البدري، روى عن ابن ناصر، توفي سنة 657، ذكره الذهبي. ومنها أيضا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن عبد الوهاب البدري، المعروف بالبارع، روى عنه ابن عساكر وابن الجوزي، وله ديوان شعر، مات سنة 524.

صفحة : 2496

ومما يستدرك عليه: بدر: اسم رجل، وكذلك بدير، بالتصغير. والبداري: جمع البدري، من الفصلان. ومن الكناية: خرجت أبدر كنى به عن البول. وبيدر: قرية ببخاراء، منها أبو الحسن مقاتل بن سعد الزاهد البيدري البخاري، روى عن سهل بن شادويه البخاري. ومنية البيدر: قرية بمصر من السمنودية. وكذا محلة بدر، ومنية بدر: قريتان بمصر. وابتدرت عيناه: سالتا بالدموع.

وأبدر الوصي في مال اليتيم بمعنى بادر. والنجم بن بدير: من القراء. والبديريون: بطن من العلويين. والمبتدر: الأسد. وسموا مبادرا.

وجزيرة بدران: قرب مصر. ومحلة بدران: أخرى من أعمالها. وبدرة أبو مالك: صحابي. وأحمد بن موسى بن نصر بن الجهم البدري القرشي البغدادي، نسبة إلى جده بدر، وأبو يحيى عميرة بن أبي ناجية البدري، نسبة إلى بدر بن قطن بن حجر رعين: قبيلة.

وإبراهيم بن محمد البادراني الأصبهاني، عن سعيد العيار.

ب د ق ر.
ومما يستدرك عليه: ابدقر القوم، إذا تفرقوا، كابذقر، عن الفراء في نوادره.

ب د ك ر.
ويستدرك عليه: بداكر، بالفتح: قرية ببخاراء، منها أبو جعفر رضوان بن سالم البداكري البخاري، حدث.

ب ذ ر.
البذر، بفتح فسكون: ما عزل للزراعة والزرع من الحبوب وقيل: هو أول ما يخرج من الزرع والبقل والنبات، لا يزال ذلك اسمه ما دام على ورقتين. وقيل: البذر: جميع النبات إذا طلع من الأرض فنجم. أو هو أن يتلون بلون، أو تعرف وجوهه. ج بذور، بالضم، وبذار، بالكسر.

من المجاز: البذر: خروج بذر الأرض، وظهور نبتها، وهو مصدر بذرت، على معنى قولك: نثرت الحب وبذرت البذر: زرعته. وبذرت الأرض بذرا: خرج بذرها. وقال الأصمعي: هو أن يظهر نبتها متفرقا. البذر: زرع الأرض، كالتبذير. البذر: النسل، كالبذارة، بالضم. ومن المجاز: يقال: إن هؤلاء لبذر سوء. البذر: التفريق وقد بذر

الشيء بذرا، فرقه: وبذر الحب: ألقاه في الأرض مفرقا. وبذر الله الخلق في الأر

فرقهم، كذا في الأساس.

البذر: البث، وبذر الله الخلق بذرا: بثهم وفرقهم، كالتبذير، وهو التفريق.

قولهم: كثير بثير وبذير: إتباع، قال الفراء: كثير بذير مثل بثير لغة أو لثغة.

وتفرقوا شذر بذر، ويكسر أولهما، أي في كل وجه، وتفرقت إبله كذلك، وبذر: إتباع، وقيل: الباء في بذر بدل من الميم، وقيل: كل أصل.

من المجاز: المبذور: الكثير، ويقال ماء مبذور، أي كثير، أي مبارك فيه.

والبذور والبذير، كصبور وأمير: النمام، جمعه بذر، كصبور وصبر، وهو مجاز.

البذور والبذير: من لا يستطيع كتم سره، بل يذيعه. يقال: بذرت الكلام بين الناس كما تبذر الحبوب، أي أفشيته وفرقته. ورجل بذر ككتف: يفشي السر ويظهر ما يسمعه. وهي بذرة، وفي حديث فاطمة رضي الله عنها عند وفاة النبي صلى الله عليه وسلم قالت لعائشة: إني إذا لبذرة . وفي حديث علي كرم الله وجهه في صفة الأولياء: ليسوا بالمذاييع البذر .

يقال: رجل بيذار وبيذارة، بالفتح فيهما، وتبذار كتبيان وبيذراني، وهذه عن الفراء، أي كثير الكلام مهذار، كهيذارة.

صفحة : 2497

رجل تبذارة، بالكسر: يبذر ماله تبذيرا، أي يفسده وينفقه في السرف. وكل ما فرقته وأفسدته فقد بذرته. وعبد الله بن بيذرة شاري الفسو. يأتي ذكره في ف س و . قال شيخنا: لم يذكره هناك كأنه نسيه، أو أنساه الله تعالى، سترا عليه، وكثيرا ما تقع له الإحالات على غير مواضعها، إما سهوا أو إهمالا، فلا يذكرها بالكلية، أو يحيل على موضع ويذكر الإحالة في موضع آخر. قلت: وهذا من شيخنا تحامل قوي على المصنف في غير محله، وكيف لا، فإنه ذكره في آخر الكتاب وإحالته صحيحة، وذكر اسم جده وسبب لقبه، فراجعه. ولم يزل شيخنا يتحامى ويتحامل على عادته، عفا الله عنه، آمين.

والبذري بضمتين ككفري: الباطل، عن السيرافي. وقيل: هو فعلي من. شذر بذر، وقيل: من البذر الذي هو الزرع، وهو راجع إلى التفريق، كذا في اللسان.وطعام بذر، ككتف: فيه بذارة. بالضم، أي نزل، بضمتين، وبضم فسكون، ومحركة، عن اللحياني. وقال أبو دهبل:

أعطى وهـنـأنـا ولـم     تك من عطيته الصغاره.
ومن العطية مـا تـرى      جذماء ليس لها بـذاره.

وطعام كثير البذارة.

وبذره تبذيرا: خربه وفرقه إسرافا. وتبذير المال: تفريقه إسرافا، وإفساده، قال الله عز وجل: ولا تبذروا تبذيرا وقيل: التبذير أن ينفق المال في المعاصي، وقيل: هو أن يبسط يده في إنفاقه حتى لا يبقى منه ما يقتاته، واعتباره بقوله تعالى: ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا . وقال شيخنا، نقلا عن أئمة الاشتقاق: إن التبذير هو تفريق البذر في الأرض، ومنه التبذير بمعنى صرف المال فيما لا ينبغي، وهو يشمل الإسراف في عرف اللغة. ويراد منه حقيقته. وقيل: التبذير تجاوز في موضع الحق، وهو جهل بالكيفية ومواقعها، والإسراف تجاوز في الكمية، وهو جهل بمقادير الحقوق، وقد تعرض لبيان ذلك الشهاب في العناية أثناء الإسراء. والبذارة، بالفتح، وقد تخفف الراء، كلاهما عن اللحياني، وعن أبي عمرو: البيذرة والنبذرة، الأخيرة بالنون: التبذير وتفريق المال في غير حقه. والمبذر: المسرف في النفقة.

باذر وبذر مباذرة وتبذيرا، وفي حديث وقف عمر رضي الله عنه: ولوليه أن يأكل منه غير مباذر ، أي غير مسرف. ورجل بيذارة: يبذر ماله، وكذلك رجل بذر، وصفت امرأة زوجها فقالت: لا سمح بذر، ولا بخيل حكر. وبذر، كبقم: بئر بمكة لبني عبد الدار. وذكر أبو عبيدة في كتاب الآبار: وحفر هاشم بن عبد مناف بذر، وهي البئر التي عند خطم الخندمة، على فم شعب أبي طالب، وقال حين حفرها:

أنبطت بذر بمـاء قـلاس     جعلت ماءها بلاغا للناس. قالوا: هو من التبذير وهو التفريق، فلعل ماءها كان يخرج متفرقا من غير مكان واحد. قاله شيخنا: وهو نص عبارة المعجم. قال الأزهري: ومثل بذر خضم، وعثر، وبقم: شجرة، قال: ولا مثل لها في كلامهم. قلت: وزاد غيره: وشلم وكتم، وزاد ياقوت: خود وحطم.

قال كثير عزة:

سقى الله أمواها عرفت مكانها     جرابا وملكوما وبذر والغمرا. وهذه كلها آبار بمكة. قال ابن بري: هذه كلها أسماء مياه، بدليل إبدالها من قوله أمواها، ودعا بالسقيا للأمواه، وهو يريد أهلها النازلين بها، اتساعا ومجازا.

عن الأصمعي: تبذر الماء إذا تغير واصفر، وأنشد لابن مقبل:

صفحة : 2498

قلبا مبلية جوائز عرشها     تنفي الدلاء بآجن متبذر. قال: المتبذر: المتغير الأصفر. والمستبذر: المسرع الماضي، قال المتنخل يصف سحابا:

مستبذرا يزعب قـدامـه    يرمي بعم السمر الأطول. وفسره السكري، فقال: مستبذر: يفرق الماء.

ومما يستدرك عليه: رجل هذرة بذرة: كثير الكلام، ذكره ابن دريد. ولو بذرت فلانا لوجدته رجلا، أي لو جربته. هذه عن أبي حنيفة، وزاد في الأساس بعد قوله: لو جربته: وقسمت أحواله، وهو مجاز.

وكامل بن أحمد الباذرائي، وقاضي القضاة نجم الدين عبد الله بن الحسن الباذرائي: محدثان.

وبيذر، كحيدر، اسم عن ابن دريد. وبذرمان، وبذرشين، بالفتح فيهما، قريتان بمصر.

ب ذ ع ر.
ابذعروا: تفرقوا وفي حديث عائشة: ابذعر النفاق، أي تفرق وتبدد. ابذعروا: فروا وجفلوا.

ابذعرت الخيل وابثعرت، إذا ركضت تبادر شيئا تطلبه، قال زفر بن الحارث:

فلا أفلحت قيس ولا عز ناصـر     لها بعد يوم المرج حين ابذعرت. قال الأزهري: وأنشد أبو عبيد:

فطارت شلالا وابذعرت كأنها      عصابة سبي خاف أن يتقسما. ابذعرت، أي تفرقت وجفلت.

ب ذ ق ر.
ابذقروا، أهمله الجوهري، وقال الفراء: أي تبددوا وتفرقوا، كابد قروا وامذ قروا، وبمعنى ابذعروا.

يقال: ما ابذقر الدم في الماء: أي لم يمتزج بالماء، ولكنه مر فيه كالطريقة، وبه فسر حديث عبد الله بن خباب، وقتلته الخوارج على شاطئ نهر فسال دمه في الماء فما ابذقر، ويروى: فما امذقر، قال الراوي: فأتبعته بصري كأنه شراك أحمر، وقيل: المعنى أي لم تتفرق أجزاؤه بالماء فتمزج به، ولكنه مر فيه مجتمعا متميزا منه، وسيأتي في ترجمة مذقر.

ب ر د ر.
بردرايا، بالفتح، أهمله الجماعة، وهو ع أظنه بالنهروان من بغداد، كذا في المعجم، عن سيبويه، كذا ذكره أئمة التصريف عنه، وهو في الكتاب، قالوا: فيه ثلاثة زوائد كلها في آخره، فإذا أريد تصغيره حذفت تلك الزاوئد كلها، وقيل: بريدر، وزان جعيفر، قاله شيخنا.

ب ر د ش ي ر.
بردشير كزنجبيل، أهمله الجماعة، وهو: د، بكرمان مما يلي المفازة التي بين كرمان وخراسان، وقال حمزة الأصفهاني: هو تعريب أردشير، وأهل كرمان يسمونها كواشير، وقال أبو يعلى محمد بن محمد البغدادي:

كم قـد أردت مـسـيرا     من بردشير البغيضـه.
فرد عزمـي عـنـهـا     هوى الجفون المريضة.

وقد نسب إليها جماعة من المحدثين.

ب ر ر.

صفحة : 2499

البر، بالكسر: الصلة، وقد بر رحمه يبر، إذا وصله، ورجل بر بذي قرابته، وعليه خرجت هذه الآية: لاينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم ، أي تصلوا أرحامهم، كذا في البصائر، وقوله عز وجل: لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون قال أبو منصور: البر خير الدنيا والآخرة، فخير الدنيا مما ييسره الله تعالى للعبد من الهدى والنعمة والخيرات، وخير الآخرة الفوز بالنعيم الدائم في الجنة، جمع الله لنا بينهما برحمته وكرمه، وقال شمر في قوله صلى الله عليه وسلم: عليكم بالصدق فإنه يهدي إلى البر ، واختلف العلماء في تفسير البر، فقال بعضهم: البر الصلاح، وقال بعضهم: البر: الخير، قال: ولا أعلم تفسيرا أجمع منه، لأنه يحيط بجميع ما قالوا، وقال الزجاج في تفسير قوله تعالى: لن تنالوا البر : قال بعضهم: كل ما تقرب به إلى الله عز وجل من عمل خير فهو إنفاق.

البر: الاتساع في الإحسان إلى الناس، وقال شيخنا: قال بعض أرباب الاشتقاق: إن أصل معنى البر السعة، ومنه أخذ البر مقابل البحر، ثم شاع في الشفقة والإحسان والصلة، قاله الشهاب في العناية. قلت: وقد سبقه إلى ذلك المصنف في البصائر، قال ما نصه: ومادتها، أعني ب ر ر، موضوعة للبحر، وتصور منه التوسع فاشتق منه البر، أي التوسع في فعل الخير، وينسب ذلك تارة إلى الله تعالى في نحو: إنه هو البر الرحيم وإلى العبد تارة فيقال: بر العبد ربه، أي توسع في طاعته، فمن الله تعالى الثواب، ومن العبد الطاعة، وذلك ضربان: ضرب في الاعتقاد، وضرب في الأعمال. وقد اشتمل عليهما قوله تعالى: ليس البر أن تولوا وجوهكم الآية، وعلى هذا ما روي أنه صلى الله عليه وسلم سئل عن البر فتلا الآية؛ فإن الآية متضمنة للاعتقاد والأعمال: الفرائض والنوافل. وبر الوالدين: التوسع في الإحسان إليهما.

البر: الحج: عن الصغاني. ويقال: بر حجك يبر برورا وبر، الحج يبر برا بالكسر، بفتح الباء وضمها، فهو مبرور: مقبول.

قال الفراء: برحجه، فإذا قالوا: أبر الله حجك قالوه بالألف، وفي الصحاح: وأبر الله حجك، لغة في بر الله حجك، أي قبله. وقال شمر: الحج المبرور: الذي لا يخالطه شيء من المآثم. وفي حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة . قال سفيان: تفسير المبرور طيب الكلام وإطعام الطعام، وقيل: هو المقبول المقابل بالبر، وهو الثواب. وقال أبو قلابة لرجل قدم من الحج: بر العمل. أراد عمل الحج، دعا له أن يكون مبرورا لا مأثم فيه، فيستوجب ذلك الخروج من الذنوب التي اقترفها. وروي عن جابر بن عبد الله قال: قالوا: يا رسول الله، ما بر الحج? قال: إطعام الطعام وطيب الكلام .

في البصائر: ويستعمل البر في الصدق لكونه بعض الخير، يقال: بر في قوله، وفي يمينه، ومنه حديث أبي بكر: لم يخرج من إل ولا بر . أي صدق.

البر: الطاعة، وبه فسرت الآية: أتأمرون الناس بالبر ، وفي حديث الاعتكاف: ألبر تردن? ، أي الطاعة والعبادة، ومنه الحديث: ليس من البر الصيام في السفر . كالتبرر، يقال: فلان يبر خالقه ويتبرره، أي يطيعه، وهو مجاز. واسمه أي البر برة، بالفتح، اسم علم بمعنى البر، معرفة، فلذلك لم يصرف، لأنه اجتمع فيه التعريف والتأنيث، وسيذكر في فجار، قال النابغة:

صفحة : 2500

إنا اقتسمنا خطتينا بـينـنـا    فحملت برة واحتملت فجار. في الحديث في بر الوالدين: وهو حقهما وحق الأقربين من الأهل : ضد العقوق وهو الإساءة إليهم والتضييع لحقهم، كالمبرة. وبررته أي الوالد، وبررته أبره برا، كعلمته وضربته، أي أحسنت إليه ووصلته.

عن ابن الأعرابي: البر: سوق الغنم، والهر: دعاؤها، قاله في المثل السائر: فلان ما يعرف هرا من بر . وعكسه يونس فقال: الهر: سوق الغنم، والبر: دعاؤها.

البر: الفؤاد، يقال: هو مطمئن البر، وأنشد ابن الأعرابي لخداش بن زهير:

يكون مكان البر مني ودونه     وأجعل مالي دونه وأؤامره. البر: ولد الثعلب، نقله الصغاني. قال بعضهم في معنى المثل السابق: الهر: السنور، والبر: الفأرة في بعض اللغات.

قيل: هو الجرذ، أو دويبة تشبه الفأرة.

البر بالفتح: من الأسماء الحسنى وهو العطوف على عباده ببره ولطفه، قاله ابن الأثير.

البر: الصادق. البر: الكثير البر، كالبار. وقال ابن الأثير: وإنما جاء في أسمائه تعالى البر، دون البار، قلت: وقد فسروا قوله تعالى: ولكن البر من آمن بالله وقالوا: أي البار. ج أبرار وبررة، الأخير محركة، رجل بر من قوم أبرار، وبار من قوم بررة. والأبرار كثيرا ما يخص بالأولياء والزهاد والعباد. وفي الحديث الأئمة من قريش، أبرارها أمراء أبرارها، وفجارها أمراء فجارها . قال ابن الأثير: هذا على جهة الإخبار عنهم لا على طريق الحكم فيهم. وفي حديث آخر: الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة . وفي البصائر: وخص الملائكة بالبررة، من حيث إنه أبلغ من الأبرار، فإنه جمع بر، والأبرار جمع بار، وبر أبلغ من بار، كما أن عدلا أبلغ من عادل.

البر: الصدق في اليمين، ويكسر. بر في يمينه يبر، إذا صدقه، ولم يحنث.

وقد بررت، بالكسر، وبررت، بالفتح، وهذه عن الصغاني. وبرت اليمين تبر، كيمل، وتبر مثل يحل، برا، بالكسر، وبرا، بالفتح، وبرورا، بالضم: صدقت. وأبرها هو: أمضاها على الصدق.

وعن الأحمر: بررت قسمي، وبررت والدي، وغيره لا يقول هذا. وروى المنذري عن أبي العباس في كتاب الفصيح: يقال: صدقت وبررت، وكذلك بررت والدي أبره. وقال أبو زيد: بررت في قسمي، وأبر الله قسمي. وقال الأعور الكلبي:

سقيناهم دماءهم فسالت    فأبررنا إليه مقسمينا. وقال غيره: أبر فلان قسم فلان وأحثنه، فأما أبره فمعناه أنه أجابه إلى ما أقسم عليه، وأحنثه، إذا لم يجبه. وفي الحديث: بر الله قسمه وأبره برا بالكسر وإبرارا، أي صدقه.

البر: ضد البحر، وفي التنزيل العزيز: ظهر الفساد في البر والبحر ، وحملناهم في البر والبحر ، فلما نجاهم إلى البر وقال مجاهد في قوله تعالى: ويعلم ما في البر والبحر : قال: البر القفار، والبحر كل قرية فيها ماء.

الحافظ أبو عمرو يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر النمري، عالم الأندلس وفي نسخة شيخنا: حافظ الأندلس، قال: قلت: بل هو حافظ الدنيا غير منازع، وهو صاحب الاستيعاب والاستذكار والتمهيد وغيرها، توفي سنة 463.

وبر بن عبد الله الداري صحابي، وكنيته أبو هند، وهو أخو تميم، وقيل ابن عمه وقيل اسمه يزيد، وبخط أبي العلاء القرطبي: بربر.

صفحة : 2501

والأديب أبو محمد عبد الله بن بري بن عبد الجبار المقدسي، النحوي اللغوي، نزيل مصر، صاحب الحواشي على الصحاح في مجلدات، سمع من أبي صادق المديني، وعنه ابن الجميزي، توفي سنة 582. وعلي بن بري وهو علي بن محمد بن علي بن بري البري. وأبو الحسن علي بن بحر بن بري البري القطان، من طبقة علي بن المديني، وحفيده محمد بن الحسن بن علي بن بحر بن بري البري، شيخ لابن المقري. قلت: وروى عنه أيضا ابن عدي في الكامل، وابن أخيه حسن بن محمد بن بحر بن بري البري: محدثون.

وأبو عبد الله الحسين بن أبي القاسم بن البري، حدث. وأما أبو محمد الحسن بن علي بن عبد الواحد بن موحد السلمي الدمشقي، روى عنه أبو بكر الخطيب، وهو أكبر منه، والفقيه نصر المقدسي، وأبو الفضل يحيى بن علي القرشي، وتوفي سنة 482، وله أخوة منهم: أبو الفرج موحد بن علي، روى عنه أبو بكر الخطيب، توفي سنة 455، وأبو الفضل عبد الواحد بن علي، سمع منه الخطيب، وقد ذكرهم ابن ماكولا، وضبط في الكل بالفتح، وقال ابن عساكر بالضم. قلت: وعلي بن الحسن بن علي بن عبد الواحد بن البري، سمع عمه عبد الواحد بن علي، وتوفي سنة 461.

أبو مسلمة عثمان بن مقسم ويقال: القاسم الكندي، مولاهم، عن سعيد المقبري البريان، فبالضم، إلى بيع البر.

وفاته: أبو ثمامة البري، ويقال له: القماح، عن كعب بن عجرة. ومسلمة بن عثمان البري، عن محمد ابن المغيرة.

البر: بالضم الحنطة، قال المصنف في البصائر: وتسميته بذلك لكونه أوسع ما يحتاج إليه في الغذاء، انتهى. قال المتنخل الهذلي:

لا در دري إن أطعمت نازلـكـم     قرف الحتي وعندي البر مكنوز. قال ابن دريد: البر أفصح من قولهم: القمح والحنطة، واحدته برة، قال سيبويه: ولا يقال لصاحبه: برار، على ما يغلب في هذا النحو، لأن هذا الضرب إنما هو سماعي لا اطرادي. ج أبرار، قال الجوهري: ومنع سيبويه أن يجمع البر على أبرار، وجوزه المبرد، قياسا.

البر بالكسر أبو بكر محمد بن علي بن الحسن بن علي بن البر اللغوي، والبر لقب جد أبيه علي التميمي الصقلي القيرواني، أحد أئمة اللسان، روى عن أبي سعد الماليني، وكان حيا في سنة 469، وهو شيخ أبي القاسم علي بن جعفر بن علي بن القطاع السعدي المصري، المتوفى سنة 515.

أبو نصر إبراهيم بن الفضل البار، حافظ أصبهاني، لكنه كذاب يقلب المتون، قاله نصر المقدسي، وتوفي سنة 530، ومنهم من قال في نسبته: البار كشداد، أي إلى حفر الآبار، وهو الصواب، وهكذا ضبطه الذهبي في الديوان.

عن ابن السكيت: أبر فلان، إذا كان مسافرا، وركب البر، كما يقال: أبحر، إذا ركب البحر.

أبر الرجل: كثر ولده.

أبر القوم: كثروا وكذلك أعروا، فأبروا في الخير، وأعروا في الشر، وسيذكر أعروا في موضعه. أبر عليهم: غلبهم، والإبرار: الغلبة، قال طرفة:

يكشفون الضر عن ذي ضرهم     ويبرون على الآبي المـبـر. أي يغلبون. والمبر: الغالب. وسئل رجل من بني أسد: أتعرف الفرس الكريم? قال: أعرف الجواد المبر من البطئ المقرف. قال: والجواد المبر: الذي إذا أنف تأنف السير، ولهز لهز العير، الذي إذا عدا اسلهب، وإذا قيد اجلعب، وإذا انتصب اتلأب.

صفحة : 2502

ويقال: أبره يبره، إذا قهره بفعال أو غيره. وقال ابن سيده: وأبر عليهم شرا حكاه ابن الأعرابي، وأنشد:

إذا كنت من حمان في قعر دارهم    فلست أبالي من أبر ومن فجـر. ثم قال: أبر، من قولهم: أبر عليهم شرا، وأبر وفجر واحد، فجمع بينهما.

وفي المحكم أيضا: وإنه لمبر بذلك، أي ضابط له. وفي الحديث: أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن ناضح فلان قد أبر عليهم ، أي استصعب وغلبهم.

أبر الشاء: أصدرها إلى البر. والبرير. كأمير: ثمر الأراك عامة والمرد: غضه، والكباث، نضيجه. وقيل: البرير الأول، أي أول ما يظهر من ثمر الأراك، وهو حلو، وقال أبو حنيفة: البرير: أعظم حبا من الكباث، وأصغر عنقودا منه، وله عجمة مدورة صغيرة صلبة، أكبر من الحمص قليلا، وعنقوده يملأ الكف. الواحدة من جميع ذلك بريرة. وفي حديث طهفة: ونستصعد البرير ، أي نجنيه للأكل. وفي آخر: ما لنا طعام إلا البرير .

وبريرة بنت صفوان، مولاة عائشة رضي الله عنهما: صحابية، يقال إن عبد الملك بن مروان سمع منها. والبرية: الصحراء نسبت إلى البر، رواه ابن الأعرابي بالفتح. وقال شمر: البرية: المنسوبة إلى البر، وهي برية إذا كانت إلى البر أقرب منها إلى الماء، والجمع البراري، كالبريت بوزن فعليت، عن أبي عبيد وشمر وابن الأعرابي، فلما سكنت الياء صارت الهاء تاء، مثل عفريت وعفرية، والجمع البراريت.

البرية من الأرضين بالفتح: ضد الريفية، رواه ابن الأعرابي. والبربور، بالضم: الجشيش من البر، والجمع البرابير. والبربرة: صوت البرابير. والبربرة: صوت المعز، يقال: بربر التيس للهياج، إذا نب.

البربرة: كثرة الكلام والجلبة باللسان، وقيل الصياح والتخليط في الكلام مع غضب ونفور. وفي حديث علي كرم الله وجهه لما طلب إليه أهل الطائف أن يكتب لهم الأمان على تحليل الزنا والخمر، فامتنع، قاموا ولهم تغذمر وبربرة وفي حديث أحد: فأخذ اللواء غلام أسود فنصبه وبربر .

يقال: بربر الرجل، إذا هذى فهو بربار، كصلصال، مثل ثرثر فهو ثرثار. وقال الفراء: البربري: الكثير الكلام بلا منفعة، وقد بربر في كلامه بربرة، إذا أكثر.

ودلو بربار. لها في الماء بربرة، أي صوت في الماء، قال رؤبة:

أروى ببربارين في الغطماط      إفراغ ثجاجين في الأغواط. هكذا فسر قوله هذا بما تقدم، نقله الصاغاني. وبربر: جيل من الناس لا تكاد قبائله تنحصر، كما قاله ابن خلدون في التاريخ، وفي الروض للسهيلي: إنهم والحبشة من ولد حام، وفي المصباح إنه معرب، وقيل: إنهم بقية من نسل يوشع بن نون من العماليق الحميرية، وهم رهط السميدع، وإنه سمع لفظهم، فقال: ما أكثر بربرتكم، فسموا البربر، وقيل غير ذلك. ج البرابرة، زادوا الهاء فيه، إما للعجمة، وإما للنسب وهو الصحيح. قال الجوهري: وإن شئت حذفتها، وهم أي أكثر قبائلهم بالمغرب في الجبال، من سوس وغيرها، متفرقة في أطرافها، وهم زنانة وهوارة وصنهاجة ونبزة وكتامة ولواته ومديونة وشباته، وكانوا كلهم بفلسطين مع جالوت، فلما قتل تفرقوا، كذا الدرر الكامنة للحافظ ابن حجر.

صفحة : 2503

بربر: أمة أخرى، وبلادهم بين الحبوش والزنج، على ساحل بحر الزنج وبحر اليمن، وهم سودان جدا، ولهم لغة برأسها لا يفهمها غيرهم، ومعيشتهم من صيد الوحش، وعندهم وحوش غريبة لا توجد في غيرها، كالزرافة والكركدن والببر والنمر والفيل، وربما وجد في سواحلهم العنبر، وهم الذين يقطعون مذاكير الرجال ويجعلونها مهور نسائهم وقال الحسن بن أحمد بن يعقوب الهمداني: وجزيرتهم قاطعة من حد ساحل أبين، ملتحقة في البحر بعدن، من نحو مطالع سهيل إلى ما يشرق عنها، وفيما حاذى منها عدن وقابله جبل الدخان، وهي جزيرة سقوطرى، مما يقطع من عدن ثابتا على السمت، وكلهم من ولد قيس عيلان. قال أبو منصور: ولا أدري كيف هذا.

وقال البلاذري: حدثني بكر بن الهيثم قال: سألت عبد الله بن صالح عن البربر، فقال: هم يزعمون أنهم من ولد بر بن قيس عيلان، وما جعل الله لقيس من ولد اسمه بر.

وقال أبو المنذر: هم من ولد فاران بن عمليق بن يلمع بن عابر بن سليخ بن لاوذ بن سام بن نوح، والأكثر الأشهر أنهم من بقية قوم جالوت، وكانت منازلهم فلسطين، فلما قتل جالوت تفرقوا إلى المغرب. أو هم بطنان من حمير: صنهاجة وكتامة، صاروا إلى البربر أيام فتح والدهم أفريقش الملك ابن قيس بن صيفي بن سبأ الأصغر، كانوا معه لما قدم المغرب، وبنى أفريقية فلما رجع إلى بلاده تخلفوا عنه عمالا له على تلك البلاد، فبقوا إلى الآن وتناسلوا.

أبو سعيد سابق بن عبد الله الشاعر المطبوع، روى عن مكحول، وعنه الأوزاعي. وميمون مولى عفان بن المغيرة بن شعبة، عن ابن سيرين، ومحمد بن موسى بن حماد، حدث عنه أبو علي الكاتب، وعبد الله بن محمد بن ناجية الحافظ، والحسن بن سعد، الأخير روى عنه أبو القاسم سهل بن إبراهيم البربري، البربريون، وكذا أبو محمد هارون بن محمد، وهانئ بن سعيد مولى عثمان، البربريان، وبربر المغني: محدثون، الأخير روى عن مالك، وعنه يحيى ابن معين.

والمبر: الضابط، يقال: إنه لمبر بذلك، أي ضابط له، كذا في المحكم. والبريراء، كحميراء من أسماء جبال بني سليم بن منصور، قال:

إن بأجراع البريراء فالحسـى     فوكز إلى النقعين من وبعان. والبرة: ع قتل فيه قابيل هابيل ابني آدم عليه السلام، نقله الصغاني.

برة، بلا لام: اسم زمزم، وفي الحديث: أتاه آت فقال: احفر برة ، سماها برة، لكثرة منافعها وسعة مائها.

برة ابنة عبد المطلب، عمة النبي صلى الله عليه وسلم أخت أروى والحارث. وفي الحديث: أنه غير اسم امرأة كانت تسمى برة، فسماها زينب، وقال: تزكي نفسها ، كأنه كره لها ذلك.

برة جد إبراهيم بن محمد الصنعاني والد الربيع شيخ معاذ بن نصر بن حسان العنبري، وفي سياق الذهبي ما يقتضي أن الربيع بن برة، الذي يروي عنه معاذ ليس بولد لإبراهيم، فإنه ذكر إبراهيم بن محمد بن برة الصنعاني، وقال عن عبد الرزاق: ثم قال: والربيع بن برة شيخ لمعاذ بن معاذ. فتأمل.

برة: قريتان باليمامة، عليا وسفلى، ويقال لهما: البرتان، وكانت البرة العليا منزل يحيى بن طالب الحنفي، ومن قوله يتشوق إليها:

خليلي عوجا بارك الله فـيكـمـا    على البرة العليا صدور الركائب.

صفحة : 2504

وقولا إذا ما نوه القوم للـقـرى    ألا في سبيل الله يحيى بن طالب. وبالضم: برة بن رئاب، ويدعي جحش بن رئاب أيضا، والد أم المؤمنين زينب الأسدية، رضي الله عنها.

وفاته: برة بن عمرو بن تميم، من أولاده أميمة بنت عبيد بن الناقه بن برة، ذكره الحافظ.

ومبرة: أكمة قرب المدينة الشريفة دون الجار إليها، قال كثير عزة:

أقوى الغياطل من حراج مبـرة    فجنوب سهوة قد عفت فرمالها. والبري، كقري: الكلمة الطيبة، من البر، وهو اللطف والشفقة. والبربار، بالفتح، والمبربر بالضم: الأسد، لبربرته وجلبته ونفوره وغضبه.

يقال: ابتر الرجل، إذا انتصب منفردا عن وفي بعض النسخ من أصحابه، نقله الصغاني.

والمبرر من الضأن كالمرمد، وهي التي في ضرعها لمع سود وبيض عند الإقراب، تشبيها بالبرير: ثمر الأراك. وسموا برا وبرة، بالفتح فيهما، وبرة، بالضم، وبربرا، كأمير.

يقال أصلح العرب هكذا في النسخ، والذي في التهذيب والتكملة: أفصح العرب أبرهم، أي أبعدهم في البر والبدو دارا.
ورد في كلام سلمان رضي الله عنه: من أصلح جوانيه أصلح الله برانيه، بالفتح فيهما، قالوا: البراني: العلانية، نسبة على غير قياس،كما قالوا في صنعاء: صنعاني، وأصله من قولهم: خرج فلان برا، إذا خرج إلى البر والصحراء، وليس من قديم الكلام وفصيحه كما في التهذيب. وفي اللسان: والبر: نقيض الكن. قال الليث: والعرب تستعمله في النكرة، تقول العرب: جلست برا وخرجت برا. قال أبو منصور: وهذا من كلام المولدين، وما سمعته من فصحاء العرب البادية والمعنى: من أصلح سريرته أصلح الله علانيته، أخذ من الجو والبر، فالجو: كل بطن غامض، والبر: المتن الظاهر، فهاتان الكلمتان على النسبة إليهما بالألف والنون. وفي الأساس: افتتح الباب البراني. ويقال: تريد جوا ويريد برا، أي أريد خفية ويريد علانية والبرانية: ة ببخاراء على خمسة فراسخ منها، ويقال لها: فوران، منها أبو المعالي سهل بن أبي سهل محمود بن أبي بكر محمد بن إسماعيل البراني الفقيه الشافعي الواعظ، سمع أباه وغيره، وروى عنه ابنه، ومات ببخاراء سنة 524، قاله أبو سعد.

والنجيب أبو بكر محمد بن محمد بن أبي القاسم البراني: محدث، سمع أباه، وعنه أبو سعد بن السمعاني،مات سنة 542.
عن ابن الأعرابي: البرابير: طعام يتخذ من فريك السنبل والحليب. وذلك أن الراعي إذا جاع يأتي إلى السنبل فيفرك منه ما أحب، وينزعه من قنبعه وهو قشره، ثم يصب عليه اللبن الحليب، ويغليه حتى ينضج، ثم يجعله في إناء واسع، ثم يبرده، فيكون أطيب من السميذ. قال: وهي العذيرة، وقد اعتذرنا، الواحد بربور، وقد ذكره المصنف قريبا.

يقال: بره، كمده، إذا قهره بفعال أو مقال، كأبره، والإبرار: الغلبة.

صفحة : 2505

في الأمثال: فلان لا يعرف هرا من بر، اي ما يهره مما يبره ، أي من يكرهه ممن يبره، أو ما يعرف القط من الفأر وقد تقدم، أو ما يعرف دعاء الغنم من سوقها، رواه الجوهري عن ابن الأعرابي. وقال يونس: الهر: سوق الغنم، والبر: دعاؤها، أو مايعرف دعاءها إلى الماء من دعائها إلى العلف، يروي عن ابن الأعرابي أن البر: دعاء الغنم إلى العلف. أو ما يعرف العقوق من اللطف، فالهر: العقوق، والبر: اللطف، وهو قول الفزاري، أو ما يعرف الكراهية من الإكرام، فالهر: الخصومة والكراهية، والبر: الإكرام، أو معناه ما يعرف الهرهرة من البربرة، فالهرهرة: صوت الضأن، والبربرة: صوت المعزى.

والبربر، بالضم: الرجل الكثير الأصوات، كالبربار. والبربر بالكسر: دعاء الغنم إلى العلف، نقله الصغاني.

ومما يستدرك عليه: البر، بالكسر: التقى، وهو في قول لبيد:

وما البر إلا مضمرات من التقى. وتباروا: تفاعلوا من البر، وفي كتاب قريش والأنصار: وإن البر دون الإثم ، أي إن الوفاء بما جعل على نفسه دون الغدر والنكث. ويقال: قد تبررت في أمرنا، أي تحرجت، قال أبو ذؤيب:

فقالت تبررت في جنبنا     وما كنت فينا حديثا ببر. أي تحرجت في سببنا وقربنا.

وعن أبي سعيد: برت سلعته، إذا نفقت، وهو مجاز، قال: والأصل في ذلك أن تكافئه السلعة بما حفظها وقام عليها، تكافئه بالغلاء في الثمن، وهو من قول الأعشى يصف خمرا:

تخيرها أخو عانات شهرا     ورجى برها عاما فعاما. وهو بر بوالده وبار، عن كراع، وأنكر بعضهم بار، وفي الحديث: تمسحوا بالأرض فإنها برة بكم ، قال ابن الأثير: أي مشفقة عليكم، كالوالدة البرة بأولادها، يعني أن منها خلقكم، وفيها معاشكم، وإليها بعد الموت معادكم. وفي حديث حكيم بن حزام: أرأيت أمورا كنت أبررتها ، أي أطلب بها البر والإحسان إلى الناس، والتقرب إلى الله تعالى. والله يبر عباده، أي يرحمهم.

وبرة بنت مر، وهي أم النضر بن كنانة. ومن الأمثال: هو أقصر من برة . ويقال: أطعمنا ابن برة، وهو الخبز. والبرانية، بالفتح: قرية بمصر. وبرة بنت عامر بن الحارث القرشية العبدرية، وبرة بنت أبي تجراة العبدرية: صحابيتان. وأبو البر بالكسر صدقة بن جروان البواب، المعروف بابن البيع حدث عن أبي الوقت، ذكره ابن نقطة. والبرابر: الجداء.

ب ز ر.
البزر، بفتح فسكون: كل حب يبذر للنبات. ج بزور والبزور: الحبوب الصغار، مثل بزور البقول وما أشبهها. البزر: التابل، ويكسر فيهما على الأفصح، كما في التهذيب. وقال يعقوب: ولا يقوله الفصحاء إلا بالكسر.

وقيل: البزر: الحب عامة، ج أبزار، وأبازير جمع الجمع وفي شرح الموجز للنفيسي الأبزار: ما يطيب به الغذاء، وكذا التوابل، إلا أن الأبزار للأشياء الرطبة واليابسة، والتوابل لليابسة فقط، قال شيخنا: والظاهر أنه اصطلاح لهم، وإلا فكلام العرب لا يفهم ما ذكروه.

البزر، بالفتح: الولد، يقال: ما أكثر بزره، أي ولده. البزر: المخاط نفسه. البذر: الضرب، يقال: بزره بالعصا بزرا: ضربه بها. البزر: البذر، يقال: بزرته وبذرته بمعنى.

البزر: الامتخاط، وقد بزر الرجل، إذا امتخط، عن ثعلب. البزر: الملء، وقد بزر القربة، إذا ملأها.

صفحة : 2506

البزر: إلقاء الأبازير في القدر، كالتبزير، يقال: بزر برمتك، أي ألق فيها الأبازير. ومن سجعات الأساس: اللحم المبزر أشهى، والنفس إليه أشره، وإلا فهو بجزر السباع أشبه.

والأبزاريون من المحدثين: جماعة منهم: محمد بن يحيى بن زياد شيخ للطبراني، ذكره الذهبي في المشتبه.

وفاته: أبو عبد الله محمد بن زيد بن علي بن جعفر بن محمد بن مروان.

يقال: عزة بزري محركة كجمزي، أي ضخمة قعساء. وعز بزري: ضخم، قال ميعة الكلابي:

قد لقيت سدرة جمعا ذا لهمى.
وعددا فخما وعزا بزري.
من نكل اليوم فلا رعى الحمى.

وقال آخر.

أبت لي عزة بزري بزوخ     إذا ما رامها عـز يدوخ. وقيل: بزري: عدد كثير، قال ابن سيده: فإذا كان ذلك فلا أدري كيف يكون وصفا للعزة إلا أن يريد: ذو عزة، وفي تكملة الصاغاني: عزة بزري: ذات عدد كثير.

وبنو البزري، محركة: بنو أبي بكر بن كلاب، نسبوا إلى أمهم، كذا في التهذيب.

وتبزر الرجل: تنسب إليهم، قال القتال الكلابي:

إذا ما تجعفرتم علينا فإنـنـا     بنو البزري من عزة نتبزر. وأبو البزري، كجمزي: يزيد بن عطارد القيسي، ويقال: المرادي، تابعي يروي عن ابن عمر، وعنه عمران بن حدير، وكسر الراء لحن، كما صرح به الصغاني.

والبيزر كحيدر: مدقة القصار، كذا في الصحاح، كالمبزر، بالكسر والفتح، وهو الذي يبزرث به الثوب في الماء، وقال الليث: المبزر مثل خشبة القصارين تبزر به الثياب في الماء.

والبيزار: الذكر، شبه بالعصا، أو بمدق القصار.

البيزار: حامل البازي، والأكار، معربا بازدار وبازدياد، أي حافظ الباز وصاحبه، وفي التهذيب: والبيزار: الذي يحمل البازي، ويقال فيه: البازيار، وكلاهما دخيل. وفي الصحاح: البيازرة: جمع بيزار، وهو معرب بازديار، قال الكميت:

كأن سوابقها في الغبـار     صقور تعارض بيزارها. البيزارة، بالهاء: العصا العظيمة، قاله أبو زيد: جمعه البيازر، ومنه حديث علي يوم الجمل، ما شبهت وقع السيوف على الهام إلا بوقع البيازر على المواجن.

بزار، كغراب، أو أبزار كأصحاب: ة بنيسابور على فرسخين منها، منها: حامد بن موسى الأبزاري، حدث. وأبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمد بن رجا الأبزاري، رحل إلى العراق، وكان ثقة، توفي سنة 364. والبزراء: المرأة الكثيرة الولد. والزبراء: الصلبة على السير. وهو مبزور، أي كثير الولد. وبزرة: ع بين المدينة والرويثة، على ثلاثة أميال من المدينة، عن نصر، قال كثير:

يعاندن في الأرسان أجواز بزرة    عتاق المطايا مسنفات حبالهـا. أبو الحسن علي بن فضلان الجرجاني بن البزري، نزيل سمرقند سمع ابن الأعرابي، وعنه حمزة السهمي، منسوب إلى البزر، بالفتح، نسبة لمن يعصره, وكذا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن علي بن جعفر الأصم. وأبو القاسم عمر بن محمد بن أحمد بن عكرمة الجزري إمام جزيرة ابن عمر، وعالمها، ترجمه الذهبي، البزريان: محدثان. وبزورية، بالفتح لقب أبي جعفر أحمد بن يعقوب الأصفهاني المحدث عن أبي خليفة، وعنه أبو علي بن شاذان.

صفحة : 2507

والبزار: بياع بزر الكتان، أي زيته بلغة البغاددة، وإليه نسب دينار أبو عمرو، وبخط الذهبي أبو عمر، وهو كوفي ثقة، يروي عن أبي حنيفة. وأبو محمد خلف بن هشام بن محمد، المقري ببغداد، وولده محمد بن خلف بن هشام، وحفيده محمد بن هاشم بن خلف، حدث عن جده، والحسن بن الصباح شيخ البخاري. وثقه ابن حبان، وهو شيخ للدوري. وإبراهيم بن مرزوق. وأبو عبد الله يحيى بن محمد بن السكن القرشي البصري. وعبيد بن عبد الواحد، عن سعيد بن أبي مريم. وأبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق الحافظ، صاحب المسند، وابنه أبو العباس محمد، سمع منه الدارقطني، وأحمد بن عوف، هكذا في النسخ بالفاء، والصواب عون الله، بن جدير القرطبي، أكثر عنه أبو عمر الطلمنكي. وأبو الفضل جعفر بن محمد بن سلم البر العبدي، مات سنة 788. وأحمد بن الحسن بن إسحاق، وأبو عيسى محمد بن علي بن الحسين. وأبو علي أحمد بن الخليل. وروح بن أحمد بن عمر أبو علي. ومحمد بن إبراهيم بن الصباح البغدادي. ومحمد بن عبد الملك بن محمد الأصبهاني. وإبراهيم بن موسى. ومحمد بن أحمد بن عبد الله أبو بكر. وسلمان بن يوسف بن سلمان النعيمي. ومحمد بن محمد بن هارون الحلي. ويحيى بن معالي بن صدقة. وأبو البركات محمد بن صدقة بن أبي البركات، ذكرهم ابن نقطة فأجاد، وذكر السلفي شيخه أبا عمرو العلاء بن عبد الملك بن منصور بن قيس، البزارون محدثون. وأبو بكر أحمد بن الحسن بن علي الطبري البزوري، روى ببغداد، وحدث عنه أبو عمرو بن السماك. وأبزر، كأحمد: د، بفارس، نقله الصاغاني.

ومما يستدرك عليه: في حديث أبي هريرة: لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما ينتعلون الشعر وهم البازر ، قيل: بازر: ناحية قريبة من كرمان بها جبال، وفي بعض الروايات هم الأكراد، فإن كان من هذا فكأنه أراد أهل البازر، أو يكون سموا باسم بلادهم، قال ابن الأثير: هكذا أخرجه أبو موسى بالباء والزاي من كتابه وشرحه، والذي رويناه في كتاب البخاري، عن أبي هريرة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: بين يدي الساعة تقاتلون قوما نعالهم الشعر وهم هذا البارز . وقال سفيان مرة: هم أهل البازر ، يعني بأهل البارز أهل فارس، قال: هكذا هو بلغتهم، قال: وهكذا جاء في لفظ الحديث، كأنه أبدل السين زايا، أي والفاء باء، فيكون من باب الزاي. وقد اختلف في فتح الراء وكسرها، وكذلك اختلف مع تقديم الزاي، كذا في اللسان.

ومن المجاز: مثلي لا يخفى عليه أبازيرك، أي زياداتك في القول ووشاياتك.

وبزر فلان كلامه، إذا توبله، ومنه قيل للرجل المريب: بازور كذا في الأساس.

ب ز ع ر.
تبزعر علينا، أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وقال ابن دريد: إذا ساء خلقه.

وبزعر، كجعفر وقنفذ: اسم رجل، وهو من ذلك، وتقدم له في حرف الزاي: البرغز، كقنفذ: السيء الخلق من الرجال، أو هو بتقديم الزاي على الراء، فتأمل.

ب س ب ر.
بسبر، كجعفر أهمله الجماعة، وهي اسم ة كأنها بهمذان، منها الإمام صائن الدين عبد الملك بن محمد الهمذاني البسبري، روى عن البديع أحمد بن سعد العجلي، ذكره الحافظ في التبصير، والذهبي في المشتبه.

ب س ر.

صفحة : 2508

بسر، ككتب: أعجل. يسر: عبس أو أظهر شدته، كما صرح به أهل الغريب في نكتة التعاطف، في قوله تعالى: ثم عبس وبسر . وقال أبو إسحاق: بسر، أي نظر بكراهة شديدة.

وبسر الرجل وجهه بسورا، أي كلح. وفي حديث سعد، قال: لما أسلمت راغمتني أمي فكانت تلقاني مرة بالبشر ومرة بالبسر أي القطوب. بسر: قهر، يبسرث بسورا.

بسر القرحة: نكأها قبل النضج، كما في الصحاح، كأبسر، وهذه عن الصغاني، وفي الأساس: في المجاز: وإن خرجت بك بثرة فلا تبسرها: لا تفقأها.

بسر النخلة: لقحها قبل أوانه أي التلقيح كابتسرها، قال ابن مقبل:

طافت به العجم حتى ند ناهضها     عم لقحن لقاحا غير مبتسـر. من المجاز: بسر الفحل الناقة: ضربها قبل الضبعة يبسرها بسرا، قال الأصمعي: إذا ضربت الناقة على غير ضبعة فذلك البسر، وقد بسرها الفحل فهي مبسورة.

قال شمر: ومنه يقال: بسرت غريمي، إذا تقاضيته قبل محل المال. وبسرت الدمل، إذا عصرته قبل أن ينضج.

من المجاز: بسر الحاجة: طلبها في غير أوانها، وفي الجمهرة لابن دريد: في غير وجهها، والمبسور: طالب الحاجة في غير موضعها، كأبسر وابتسر وتبسر. وقد بسر حاجته يبسرها بسرا وبسارا، وابتسرها وتبسرها: طلبها في غير أوانها، أو في غير موضعها، أنشد ابن الأعرابي للراعي:

إذا احتجبت بنات الأرض عنه    تبسر يبتغي منها البـسـارا. وبسر الفحل الناقة وتبسرها، ففي كلام المصنف لف ونشر.

بسر التمر يبسره بسرا: نبذه فخلط البسر به أي بالتمر أو الرطب، كأبسر وبسر، وروي عن الأشجع العبدي أنه قال: لا تبسروا ولا تثجروا ، فأما البسر فهو خلط البسر بالرطب أبو بالتمر، وانتباذهما جميعا، والثجر أن يؤخذ ثجير البسر فيلقى مع التمر، وكره هذا حذار الخليطي، لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عنهما، وفي الصحاح: البسر أن تخلط البسر مع غيره في النبيذ. بسر السقاء: شرب منه قبل أن يروب ما فيه.

من المجاز: بسر الدين: تقاضاه قبل محله، وهو مأخوذ من قول شمر: وقد تقدم.

والبسر: الماء البارد. البسر: ابتداء الشيء، كالابتسار، وفي الحديث عن أنس، قال: لم يخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر قط إلا قال حين ينهض من جلوسه: اللهم بك ابتسرت، وإليك توجهت، وبك اعتصمت، أنت ربي ورجائي، اللهم اكفني ما أهمني، وما لم أهتم به، وما أنت أعلم به مني، وزودني التقوى، واغفر لي ذنبي، ووجهني للخير أين توجهت. ثم يخرج ومعنى بك ابتسرت، أي ابتدأت سفري. قال الأزهري: والمحدثون يروونه بالنون والشين، أي تحركت وسرت.

البسر بالضم: الغض من كل شيء، نبت بسر، وذلك إذا ارتفع عن وجه الأرض، ولم يطل، لأنه حينئذ غض.

البسر والبسر: الماء الطري الحديث العهد بالمطر ساعة ينزل من المزن، ج بسار مثل رمح ورماح. البسر: الشاب والشابة. رجل بسر، وامرأة بسرة: شابان طريان.

صفحة : 2509

البسر: التمر قبل إرطابه لغضاضته، وذلك إذا لون ولم ينضج، وإذا نضج فقد أرطب، والبسرة واحدتها، وتضم السين إتباعا، يقال: بسرة وبسرة وبسرات وبسرات وبسر وبسر. قال سيبويه: ولا تكسر البسرة إلا أن تجمع بالألف والتاء، لقلة هذا المثال في كلامهم، وأجاز: بسران وتمران، يريد بهما نوعين من التمر والبسر.

من المجاز: البسرة: الشمس في أول طلوعها، وذلك إذا كانت حمراء لم تصف، قال البعيث يذكرها:

فصبحها والشمس حمراء بسرة     بسائفة الأنقاء موت مغلـس. البسرة: رأس قضيب الكلب، وهو مجاز. البسرة: خرزة، كلاهما عن الصغاني.

بسرة، بلا لام: بنت أبي سلمة ربيبة رسول الله صلى الله عليه وسلضم.

بسر، بلا هاء، ة، ببغداد على فرسخين منها، منها: أبو القاسم علي بن محمد بن البسري البندار، سمع أبا طاهر المخلص، وتوفي سنة 474، هكذا قاله ابن نقطة، وقال غيره: هو منسوب إلى بيع البسر. قال الذهبي: وابنه الحسين شيخ للسلفي. والزاهد أبو عبيد البسري، اسمه محمد بن حسان، حكى عنه ابنه بخيت، اختلف فيه فقيل: إلى بصرى، قرية بالشام أبدلت صاده سينا، وهو خطأ، والصواب إلى بسر، قرية بحوران، وهو من مشاهير الصوفية، ذكره ابن عساكر في تاريخ دمشق، وإذا علمت ذلك فاعلم أن المصنف قد وهم في ذكره مع ما قبله.

أبو عبد الرحمن بسر بن أرطأة، ويقال: ابن أبي أرطأة العامري القرشي، كان مع معاوية بصفين، وكان قد خرف آخر عمره. بسر بن جحاش القرشي، نزل الشام، روى عنه جبير بن نفير، ويقال هو بشر: وبسر بن راعي العير الأشجعي، الذي أكل بشماله، هكذا بالعين والتحتية والراء، وضبطه الحافظ في التبصير بالعين والنون والزاي. وبسر بن سفيان بن عمرو بن عويمر الخزاعي الكعبي، شهد الحديبية. وبسر بن سليمان. وبسر بن عصمة المزني، ذكرهما ابن ماكولا. وأبو بسر ويقال أبو صفوان عبد الله بن بسر المازني، أحد من صلى إلى القبلتين. وعبد الله بن بسر النضري، غير الأول شامي أيضا، روى عنه ابنه عبد الواحد: صحابيون.

بسر بن محجن الدؤلي، نزل المدينة، روى عن أبيه، وعنه زيد بن أسلم، قاله البخاري. وبسر بن سعيد المدني مولى الحضرميين، عن أبي هريرة، وسعد بن أبي وقاص.

بسر بن حميد، وبسر بن عبيد الله الحضرمي الشامي، وهو الذي قال: إن كان ليبلغني الحديث في المصر فأرحل إليه مسيرة أيام. وهو ثقة حافظ، من الرابعة. وعبد الله وسليمان ابنا بسر فالأول حبراني، ويكنى أبا راشد، روى عن أبي بكر وأبي كبشة الأنماري، والثاني خزاعي، عن خاله مالك بن عبد الله الخثعمي الصحابي: تابعيون.

وفاته منهم: بسر بن عطية، عن نصر بن عاصم ذكره ابن حبان في ثقات التابعين. وأحمد بن عبد الرحمن ابن بكار، من شيوخ الزندي، وابن عمه محمد بن عبد الله بن بكار، وحفيده أحمد بن إبراهيم، كنيته أبو عبد الملك، حدث عن جده محمد بن عبد الله المذكور، وعنه النسائي.

ومحمد بن الوليد بصري حافظ، روى عنه البخاري ومسلم، البسريون: محدثون، كل هؤلاء من ولد بسر بن أرطأة المتقدم بذكره. ومما فاته ممن اسمه بسر:

صفحة : 2510

بسر بن أبي رهم الجهني، شهد اليمامة، وهو صاحب جبانة بسر بالكوفة، وبسر بن أبي غيلان، مولى بني شيبان، من مشايخ الشيعة. وبسر بن بجير بن ربيعة شاعر، وبسر بن سليمان بن عامر بن حزن القشيري، شاعر. وبسر بن المغيرة بن أبي صفرة ابن أخي المهلب. وبسر بن أبي حفصة، مولى مروان بن الحكم. وبسر بن صبيح النهشلي. وبسر بن قطن، ولاه عبد الرحمن بن الحكم قضاء كورة جيان، ذكره ابن الأبار في تاريخه، فيما نقل. ومحمد بن بسر بن عبد الله بن هشام بن زهرة التيمي، عن مالك. ومحمد بن بسر الجرجاني شيخ لأبي حامد بن الحضرمي، وآخرون.

والبسارة بالكسر: مطر يدوم على أهل السند والهند وفي بعض النسخ: الاقتصار على أحدهما. في الصيف لا يقلع ساعة، قال الصغاني: وبالشين تصحيف.

قلت: وهم يسمونه البرساة، كما هو مشهور على ألسنتهم، فتلك أيام البسار، وفي المحكم البسار: مطر يوم في الصيف يدوم على البياسرة ولا يقلع. والباسور: علة م، أعجمي، وقال الجوهري: هي علة تحدث في المقعدة، نسأل الله العافية عنها، وعن كل داء. ج البواسير وفي حديث عمران بن حصين: وكان مبسورا ، أي به بواسير.

والبياسرة: جيل بالسند، وفي نسخة شيخنا: بالهند، تستأجرهم النواخذة أهل السفن لمحاربة العدو، الواحد بيسري، يقال: رجل بيسري. ويزيد بن عبد الله البيسري البصري القرشي محدث عن ابن جريج، وكنيته أبو خالد. وبيسري ساكنة الآخر: كان من أمراء مصر. اسمه آتش، كذا ذكره الحافظ، وقال الذهبي: رأيته، وهو مسن يترشح للملك، وإليه ينسب قصر، م معروف بالقاهرة، وقد تهدم الآن أساسه، ولم يبق منه أثر. وقصر البيسري، خارج أسيوط: قرية صغيرة بها بساتين.

ونخلة مبسار: لا تنضج البسر، وقد أبسرت النخلة، ونخلة مبسر، بغير هاء، على النسب، وكذلك مبسار: لا يرطب ثمرها. وفي الحديث في شرط مشتري النخل على البائع: ليس له مبسار ، هو الذي لا يرطب بسره. وأبسر الرجل، إذا حفر في أرض مظلومة.

أبسر المركب في البحر، أي وقف. وابتسر الشيء: أخذه طريا، وكل شيء أخذته غضا فقد بسرته وابتسرته. ابتسرت رجله: خدرت، أي نامت، كتبسرت، وهذه عن الصغاني. وابتسر لونه، بضم التاء، أي على بناء المجهول، إذا تغير وصار كالبسر، وهو مجاز.

والمبسرات: رياح يستدل بهبوبها على المطر. والبسور، كصبور: الأسد لعبوسته أو قهره.

وتبسر النهار: برد، نقله الصغاني. تبسر الثور: أتى عروق النبات اليابس فأكلها.

وقد تبسر النبات، إذا حفر عنه قبل أن يخرج، وأنشد ابن الأعرابي للراعي:

إذا احتجبت بنات الأرض عنه     تبسر يبتغي فيها البـسـارا. وصف حمارا وأتنه، والهاء في عنه، يعود إلى حمار الوحش، وفي فيها يعود على أتنه، قال ابن بري: والدليل على ذلك قوله قبل البيت ببيتين أو نحوهما:

أطار نسيله الحولي عنه     تتبعه المذانب والقفارا. أخبر أن الحر انقطع وجاء القيظ.

والبسرة، بفتح فسكون: ماء لبني عقيل، نقله الصغاني. وبسر، بالضم: ة بحوران، وإليها نسب أبو عبيد الزاهد، وقد تقدم، كما في تاريخ ابن عساكر.

صفحة : 2511

وقال أبو عبيدة: إذا همت الفرس بالفحل وأرادت أن تستودق فأول وداقها المباسرة، وهي مباسرة، ثم تكون وديقا. والمباسرة: التي تهم بالفحل قبل تمام وداقها، فإذا ضربها الحصان في تلك الحال فهي مبسورة. وقد تبسذرها وبسرها.

في التنزيل العزيز: وجوه يومئذ باسرة ، أي متكرهة متقطبة قد أيقنت أن العذاب نازل بها.

ووجه بسر: باسر. وصف بالمصدر. وقول الجوهري: أول البسر طلع ثم خلال، إلخ أي إلى آخره، وهو قوله: ثم بلح ثم بسر ثم رطب، ثم تمر، غير جيد، لأنه ترك كثيرا من المراتب التي يؤول إليها الطلع بعد، حتى يصل إلى مرتبة التمر، والصواب: أوله طلع فإذا انعقد فسياب، كسحاب، وقد تقدم في موضعه، فإذا اخضر واستدار فجدال وسراد وخلال، كسحاب في الكل، فإذا كبر شيئا فبغو، بفتح الموحدة وسكون الغين، فإذا عظم فبسر، بالضم، ثم مخطم، كمعظم، ثم موكت، على صيغة اسم الفاعل، ثم تذنوب، بالضم، ثم جمسة بضم الجيم وسكون الميم وسين مهملة مفتوحة، ثم ثعدة، بفتح المثلثة وسكون العين المهملة ثم دال، وخالع وخالعة، فإذا انتهى نضجه فرطب ومعو، فإن لم ينضج كله فمناصف، ثم تمر، وهو آخر المراتب.

وقال الأصمعي: إذا اخضر حبه واستدار فهو خلال، فإذا عظم فهو البسر، فإذا احمرت فهي شقحة. وبسطت ذلك في الروض المسلوف فيما له اسمان إلى ألوف، وقد اطلعت عليه بحمد الله تعالى، فلينظر إن شاء الله تعالى، وقد ذكر فيه هذه العبارة بعينها.

قال شيخنا: وظاهره أن ما قاله الجوهري خطأ، وليس كذلك، بل هو خلاف الأولى، لأن غاية ما فيه ترك بعض المراتب، التي عدها أهل النخل في تدريج ثمر التمر، وذلك لا يكون خطأ كما لا يخفى، وقد أورده كذلك صاحب الكفاية مستوفى، وأنعمته شرحا في شرحه، فراجعه.

وقال في قوله: وبسطت، إلخ. قلت: قد أوضحت في حواشيه أن هذا ليس مما يدخل فيما له اسمان إلى ألوف، لأن هذه الأسماء تختلف باختلاف الحالات والأوقات، كما هو ظاهر، وكثيرا ما ارتكب مثله في ذلك الكتاب، وهو ليس من مباحثه، فلا يغتر بما فيه كله، انتهى.

ومما يستدرك عليه: تبسر: طلب النبات، أي حفر عنه قبل أن يخرج. والبسر: ظلم السقاء. وأبسر النخل: صار ما عليه بسرا. والبسرة: الغض من البهمى، قال ذو الرمة:

رعت بارض البهمى جميما وبسرة     وصمعاء حتى آنفتها نصالـهـا. أي جعلتها تشتكي أنوفها.

وفي الصحاح: البسرة من النبات: أولها البارض، وهي كما تبدو في الأرض، ثم الجميم، ثم البسرة، ثم الصمعاء، ثم الحشيش. والبسر: حفر الأنهار إذا عر الماء أوطابه، قال الأزهري: وهو التبسر، وأنشد بيت الراعي:

إذا احتجبت بنات الأرض عنه    تبسر يبتغي فيها البـسـارا. قال ابن الأعرابي: بنات الأرض: الغدران فيها بقايا الماء وبسر النهر، إذا حفر فيه بئرا، وهو جاف. وبسرت النبات أبسر بسرا، إذا رعيته غضا، وكنت أول من رعاه، وقال لبيد يصف غيثا رعاه أنفا:

بسرت نداه لم يسرب وحـوشـه     بعرب كجذع الهاجري المشذب.

صفحة : 2512

وبسير بن أبي كزبير: من شعراء الحماسة، ضبطه المرزباني، ولا نظير له، هكذا قالوه، ولكن ذكر الأمير بسير بن جبير بن سلمة القشيري، من أجداد ظلامة بنت مرة جدة عكرمة بن خالد بن العاص، نقله الحافظ. وبسر، بالضم: اسم، قال:

ويدعى ابن منجوف سليم وأشيم     ولو كان بسر راء ذلك أنكرا. ومن المجاز: ابتسر الجارية، إذا ابتكرها قبل إدراكها. وباسورين: ناحية من أعمال الموصل، في شرقي دجلتها، كذا في معجم ياقوت. وأهل اليمن يسمون أيام انقطاع السفن عنهم: أيام البسارة.

ب س ك ر.
بسكرة، أهمله الجماعة، وهو بالكسر ويفتح ومثله في المراصد، والمسموع من أهلها خاصة ومن الشيوخ الفتح دون الكسر، قاله شيخنا. قلت: وبالفتح ضبطه الشرف الدمياطي في السفر الثاني من معجم شيوخه في ترجمة شيخه الفضل بن القاسم البسكري: د، بالمغرب، هي أم بلاد الزاب، وقاعدة أمصار الجريد، وتعرف ببسكرة النخيل وفي الاستبصار في أخبار الأمصار: بسكرة: كورة فيها مدن، وقاعدتها بسكرة النخيل، وهي مدينة كبيرة، كثيرة النخل والزيتون وأصناف الثمار، وهي مدينة مسورة عليها خندق، وبها جامع ومساجد وحمامات كثيرة، وحواليها بساتين كثيرة، وفيها غابة كبيرة مقدار ستة أميال، فيها أجناس الثمار، حولها رياض خارجة عن الخندق، وداخلها آبار كثيرة، وفي داخل المدينة جنات يدخل إليها الماء من النهر، وبها جبل ملح يقطع منه صخر كبير جليل، وشربها من نهر كبير، يجري في جوفها، ينحدر من جبل أوراس. نقله شيخنا. منها الحافظ الضابط علي بن جبارة بن محمد بن عقيل ابن سوادة أبو القاسم الهذلي، هكذا في النسخ التي بأيدينا، والصواب أنه يوسف بن علي بن جبارة، كما في تاريخ الذهبي وابن عساكر، وهو الذي كنيته أبو القاسم، قيل هو من ذرية أبي ذؤيب الهذلي، وساق نسبه ابن ماكولا، ولد سنة 403، وأخذ عن أبي نعيم الأصبهاني، وقرأ على أبي علي الواسطي، وعمل اختيارا في القراءات. قلت: وفي تاريخ الذهبي: هو أحد الجوالين في الدنيا في طلب القراءات، لقي في هذا الشأن في رحلته ثلاثمائة وخمسين شيخا، وصنف الكامل في المشهورة والشواذ وفيه خمسون رواية من ألف طريق وأكثر، وكان يحضر مجلس أبي القاسم القشيري. توفي تقريبا في سنة 460.

قلت: وينسب إلى هذا البلد أيضا: أبو العباس أحمد بن مكي بن أحمد البسكري، قدم مصر سنة 516، هو بخط المنذري بكسر أوله. وأبو جعفر محمد بن عمر البسكري، سمع الكثير، مات سنة 804 بمصر.

ب ش ت ر.
البشتري، أهمله الجماعة، وهو بالضم وسكون الشين وكسر المثناة الفوقية وسكون التحتية، هكذا في نسختنا، وفي بعضها: البشتبري، بضم المثناة وسكون الموحدة، هو شيخ الإسلام والمنة الكبرى من الله تعالى على الأنام، القطب محيي الدين عبد القادر بن أبي صالح موسى بن جنكي دوست الجيلي الحسني، ولد سنة 470، وتوفي سنة 561، كذا بخط الذهبي، كذا نسبه حفيده الإمام المحدث عماد الدين القاضي أبو صالح نصر بن عبد الرزاق بن عبد القادر الجيلي، توفذي في سنة 633، درس في مدرسة جده، وروى الحديث، وأعقب عن ثلاثة.

صفحة : 2513

قلت: ولم يذكر أن المنسوب إليه قرية أو موضع، والذي يظهر لي أنه تصحيف عن النشتبري، بفتح النون وسكون الشين المعجمة وفتح تاء مثناة فوقية، وباء موحدة وراء مفتوحة، إلى نشتبري، بألف القصر: قرية قرب شهربان من نواحي بغداد، كما ضبطه ياقوت في المعجم، فلينظر ويتأمل.

ب ش ر.
البشر: الخلق، يقع على الأنثى والذكر، والواحد والاثنين والجمع، لا يثنى ولا يجمع، يقال هي بشر، وهو بشر، وهما بشرا، وهم بشر، كذا في الصحاح. وفي المحكم: البشر، محركة: الإنسان، ذكرا أو أنثى،واحدا أو جمعا، وقد يثنى، وفي التنزيل العزيز: أنؤمن لبشرين مثلنا قال شيخنا: ولعل العرب حين ثنوه قصدوا به حين إرادة التثنية الواحد، كما هو ظاهر، ويجمع أبشارا، قياسا. وفي المصباح: لكن العرب ثنوه ولم يجمعوه. قال شيخنا، نقلا عن بعض أهل الاشتقاق: سمي الإنسان بشرا، لتجرد بشرته من الشعر والصوف والوبر.

من فصوله الممتاز بها عن جميع الحيوان بادي البشر، وهو ظاهر جلد الإنسان، قيل: وغيره كالحية، وقد أنكره الجماهير وردوه. جمع بشرة، وأبشار جج، أي جمع الجمع، وفي المحكم: البشرة أعلي جلدة الرأس والوجه والجسد من الإنسان، وهي التي عليها الشعر، وقيل: هي التي تلي اللحم. وعن الليث: البشرة أعلى جلدة الوجه والجسد من الإنسان، ويعنى به اللون والرقة، ومنه اشتقت مباشرة الرجل المرأة: لتضام أبشارهما. وفي الحديث: لم أبعث عمالي ليضربوا أبشاركم . وقال أبو صفوان: يقال لظاهر جلدة الرأس الذي ينبت فيه الشعر: البشرة، والأدمة، والشواة. وفي المصباح: البشرة ظاهر الجلد، والجمع البشر، مثل قصبة وقصب، ثم أطلق على الإنسان واحده وجمعه. قال شيخنا: كلامه كالصريح في أن إطلاق البشر على الإنسان مجاز لا حقيقة، وإن كتب بعض على قوله، ثم أطلق إلخ، ما نصه: بحيث صار حقيقة عرفية، فلا تتوقف إرادته منه على قرينة، أي والمراد من العرفية عرف اللغة.

وكلام الجوهري كالمصنف صريح في الحقيقة، ولذلك فسره الجوهري بالخلق، وهو ظاهر كلام الجماهير. والبشر بفتح فسكون: القشر، كالإبشار، وهذه عن الزجاج، يقال: بشر الأديم يبشره بشرا، وأبشره: قشر بشرته التي ينبت عليها الشعر، وقيل: هو أن يأخذ باطنه بشفرة.

وعن ابن بزرج: من العرب من يقول: بشرت الأديم أبشره، بكسر الشين إذا أخذت بشرته.

وأبشره بالضم: أظهر بشرته، وأبشرت الأديم فهو مبشر، إذا ظهرت بشرته التي تلي اللحم، وآدمته، إذا أظهرت أدمته التي ينبت عليها الشعر. وفي التكملة: بشرت الأديم أبشره، بالكسر لغة في أبشره بالضم. البشر: إخفاء الشارب حتى تظهر البشرة، وفي حديث عبد الله بن عمرو: أمرنا أن نبشر الشوارب بشرا أي نحفيها حتى تتبين بشرتها، وهي ظاهر الجلد.

البشر: أكل الجراد ما على وجه الأرض. وقد بشرها بشرا: قشرها وأكل ما عليها، كأن ظاهر الأرض بشرتها. والمباشرة والتبشير، كالإبشار والبشور والاستبشار. والبشارة الاسم منه، كالبشرى. وقد بشره بالأمر يبشره، بالضم، بشرا وبشورا وبشرا، وبشره به بشرا، عن اللحياني، وبشره وأبشره فبشر به، وبشر يبشر بشرا وبشورا، يقال: بشرته، فأبشر واستبشر وتبشر وبشر: فرح، وفي التنزيل:

صفحة : 2514

فاستبشر ببيعكم الذي بايعتم به ، وفيه أيضا: وأبشروا بالجنة ، واستبشره كبشره. وفي الصحاح: بشرت الرجل أبشره بالضم بشرا وبشورا، من البشرى، وكذلك الإبشار، والتبشير: ثلاث لغات.

البشارة: اسم ما يعطاه المبشر بالأمر. ويضم فيهما. يقال: بشرته بمولود فأبشر إبشارا، أي سر، وتقول: أبشر بخير، بقطع الألف، وبشرت بكذا، بالكسر أبشر، أي استبشرت به.

وفي حديث توبة كعب: فأعطيته ثوبي بشارة ، قال ابن الأثير: البشارة، بالضم: ما يعطى البشير، كالعمالة للعامل، وبالكسر: الاسم، لأنها تظهر طلاقة الإنسان. وهم يتباشرون بذلك الأمر، أي يبشر بعضهم بعضا. وقوله تعالى: يا بشراي هذا غلام كقولك: عصاي، وتقول في التثنية: يا بشريي. والبشارة المطلقة لا تكون إلا بالخير، وإنما تكون بالشر إذا كانت مقيدة، كقوله تعالى: فبشرهم بعذاب أليم والتبشير يكون بالخير والشر، كقوله تعالى: فبشرهم بعذاب أليم وقد يكون هذا على قولهم: تحيتك الضرب، وعتابك السيف.

وقال الفخر الرازي أثناء تفسير قوله تعالى: وإذا بشر أحدهم بالأنثى : التبشير في عرف اللغة مختص بالخبر الذي يفيد السرور، إلا أنه بحسب أصل اللغة عبارة عن الخبر الذي يؤثر في البشرة تغيرا، وهذا يكون للحزن أيضا، فوجب أن يكون لفظ التبشير حقيقة في القسمين.

وفي المصباح: بشر بكذا كفرح وزنا ومعنى، وهو الاستبشار أيضا. ويتعدى بالحركة فيقال: بشرته وأبشرته، كنصرته في لغة تهامة وما والاها، والتعدية بالتثقيل لغة عامة العرب، وقرأ السبعة باللغتين. والفاعل من المخفف بشير، ويكون البشير في الخير أكثر منه في الشر. والبشارة، بالكسر، والضم لغة، وإذا أطلقت اختصت بالخير، وفي الأساس: وتتابعت البشارات والبشائر. البشارة بالفتح: الجمال والحسن، قال الأعشى:

ورأت بأن الشيب جـا     نبه البشاشة والبشاره. يقال: هو أبشر منه، أي أحسن وأجمل وأسمن، وفي الحديث: ما من رجل له إبل وبقر لا يؤدي حقها، إلا بطح لها يوم القيامة بقاع قرقر، كأكثر ما كانت، وأبشره، أي أحسنه، ويروى: وآشره، من النشاط والبطر. والبشر، بالكسر: الطلاقة والبشاشة، يقال: بشرني فلان بوجه حسن، أي لقيني وهو حسن البشر، أي طلق الوجه.

البشر: ع: و قيل: جبل بالجزيرة في عين الفرات الغربي، وله يوم، وفيه يقول الأخطل:

لقد أوقع الجحاف بالبشر وقـعة     إلى الله منها المشتكى والمعول. وتفصيله في كتاب البلاذري.

قيل: ماء لتغلب بن وائل، قال الشاعر:

فلن تشربي إلا برنق ولن تـرى    سواما وحيا في القصيبة فالبشر. أو البشر: اسم واد ينبت أحرار البقول وذكورها.

صفحة : 2515

المسمى يبشر سبعة وعشرون صحابيا، وهم: بشر بن البراء الخزرجي، وبشر الثقفي، ويقال: بشير، وبشر بن الحارث الأوسي، وبشر بن الحارث القرشي، وبشر بن حنظلة الجعفي، وبشر أبو خليفة، وبشر أبو رافع، وبشر بن سحيم الغفاري، وبشر بن صحار، وبشر بن عاصم الثقفي، وبشر بن عبد الله الأنصاري، وبشر بن عبد، نزل البصرة، وبشر بن عرفطة الجهني، وبشر بن عصمة الليثي، وبشر بن عقربة الجهني، وبشر بن عمرو الخزرجي، وبشر الغنوي، وبشر بن قحيف، وبشر بن قدامة، وبشر بن معاذ الأسدي، وبشر بن معاوية البكائي، وبشر بن المعلى العبدي، وبشر بن الهجنع البكائي، وبشر بن هلال العبدي، وبشر بن مادة الحارثي، وبشر بن حزن النضري، وبشر بن جحاش، ويقال بسر، وقد تقدم.

وأبو الحسن البشر صاحب أبي محمد سهل بن عبد الله بن يونس التستري البصري، صاحب الكرامات. وأبو حامد أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد الهروي، عن حامد الرفاء، روى عنه شيخ الإسلام الهروي. وأبو عمرو أحمدث بن محمد الأستراباذي، عن إبراهيم الصفار، ذكره حمزة السهمي البشريون: محدثون.

وفاته: محمد بن يزيد البشري الأموي، قال الأمير: أظنه من ولد بشر بن مروان، كان شاعرا. وأبو القاسم البشري، من شيوخ بن عبد البر، قال ابن الدباغ: لم أقف على اسمه، ووجدته مضبوطا بخط طاهر بن مفوز. وبشرويه كسيبويه: جماعة منهم: أحمد بن إسحاق بن عبد الله بن محمد ابن بشرويه. وعلي بن الحسن بن بشرويه الخجندي، شيخ لغنجار، صاحب تاريخ بخارا. وإبراهيم بن أحمد بن بشرويه بخاري. وأبو نعيم بشرويه بن محمد بن إبراهيم المعقلي، رئيس نيسابور، روى عن بشر بن أحمد الإسفرايني. ومحمد بن عبد الله بن محمد بن الحسن بن بشرويه الأصبهاني، وابنه أحمد بن بشرويه الحافظ. وأحمد بن بشرويه الإمام، قديم، حدث عن أبي مسعود الرازي. بشرى كجمزى: ة بمكة بالنخلة الشامية.

بشرى كأربى: بالشام.

عن ابن الأعرابي: هم البشار كغراب: سقاط الناس كالقشار والخشار.

وبشرة، بالكسر: اسم جارية عون بن عبد الله، وفيها يقول إسحاق بن إبراهيم الموصلي:

أيا بنت بشرة ما عـاقـنـي     عن العهد بعدك من عائقش. قال مغلطاي: رأيته مضبوطا بخط أبي الربيع بن سالم.

بشرة: فرس ماوية بن قيس الهمداني، المكنى بأبي كرز والبشير: المبشر الذي يبشر القوم بأمر: خير أو شر. البشير: الجميل. وهي بهاء. رجل بشير الوجه: جميله، وامرأة بشيرة الوجه. ووجه بشير: حسن. وبشير،كأمير: جبيل أحمر من جبال سلمى لبني طيئ.