الباب العاشر: باب الراء - الفصل الثاني: فصل الباء الموحدة مع الراء: الجزء الثالث

فصل الباء الموحدة مع الراء

الجزء الثالث

بشير: إقليم بالأندلس نسب إليه جماعة من المحدثين.

صفحة : 2516

المسمى ببشير ستة وعشرون صحابيا وهم: بشير بن أنس الأوسي، وبشير بن تيم، وبشير بن جابر العبسي، وبشير أبو جميلة السلمي، وبشير بن الحارث الأنصاري، وبشير بن الحارث العبسي، وبشير بن الخصاصية، وبشير بن أبي زيد، وبشير بن زيد الضبعي، وبشير بن سعد الأنصاري، وبشير بن سعد بن النعمان، وبشير بن عبد الله الأنصاري، وبشير بن عبد المنذر، وبشير بن عتيك، وبشير بن عقبة وبشير بن عمرو، وبشير بن عنبس، وبشير بن فديك، وبشير بن معبد أبو بشر، وبشير بن النهاس العبدي، وبشير بن يزيد الضبعي، وبشير بن عقربة الجهني، وبشير بن عمرو بن محصن، وبشير الغفاري، وبشير الحارثي أبو عصام، وبشير بن الحارث الشاعر. المسمى ببشير جماعة محدثون منهم: بشير بن المهاجر الغنوي، وبشير بن نهيك، وبشير مولى بني هشام، وبشير أبو إسماعيل الضبعي، وبشير بن ميمون الواسطي، وبشير بن زاذان، وبشير بن زياد، وبشير بن ميمون، غير الذي تقدم، وبشير بن مهران، وبشير أبو سهل، وبشير بن كعب بن عجرة، وبشير بن عبد الرحمن الأنصاري، وبشير مولى معاوية، وبشير بن كعب العدوي، وبشير بن يسار، وبشير بن أبي كيسان، وبشير بن ربيعة البجلي، وبشير بن حلبس، وبشير الكوسج، وبشير بن عقبة، وبشير بن مسلم الكندي، وبشير بن محرز، وبشير بن غالب، وبشير بن المهلب، وبشير بن عبيد، وغير هؤلاء ممن روى الحديث، وأحمد بن محمد بن عبد الله عن علي بن خشرم، وعنه عبد الله بن جعفر بن الورد، وعبد الله بن الحكم شيخ لأبي أمية الطرسوسي، و أبو محمد المطلب بن بدر بن المطلب بن رهمان البغدادي الكردي، نسب إلى جده بشير، ولد سنة 547، وسمع من ابن البطي مع أبيه، توفي سنة 674، البشيريون: محدثون.

وأحمد بن بشير أبو بكر الكوفي، وأحمد بن بشير أبو جعفر المؤدب، وأحمد بن بشار الصيرفي، وأحمد بن بشار بن الحسن الأنباري، وأحمد بن بشر الدمشقي، وأحمد بن بشر المرثدي، وأحمد بن بشر الطيالسي، وأحمد بن بشر البزاز، وأحمد بن بشر بن سعيد: محدثون. وقلعة بشير بزوزن، نقله الصغاني. وحصن بشير بين بغداد والحلة على يسار الجائي من الحلة إلى بغداد.

عن ابن الأعرابي: المبشورة: الجارية الحسنة الخلق واللون، وما أحسن بشرتها.

والتباشير: البشرى، وليس له نظير إلا ثلاثة أحرف: تعاشيب الأرض، وتعاجيب الدهر، وتفاطير النبات: ما ينفطر منه، وهو أيضا ما يخرج على وجه الغلمان والقينات، قال:

تفاطير الجنون سلمـى     قديما لا تفاطير الشباب. من المجاز: التباشير: أوائل الصبح، كالبشائر، قال أبو فراس:

أقول وقد نم الحلي بخـرسـه     علينا ولا حت للصباح بشائره. التباشير أيضا: أوائل كل شيء، كتباشير النور وغيره، لا واحد له، قال لبيد يصف صاحبا له عرس في السفر فأيقظه:

قلما عرس حتى هجـتـه     بالتباشير من الصبح الأول. والتباشير: طرائق ضوء الصبح في الليل. وفي الأساس: كأنه جمع تبشير، مصدر بشر.

عن الليث: التباشير: طرائق تراها على وجه الأرض من آثار الرياح.

التباشير: آثار بجنب الدابة من الدبر، محركة، وأنشد:

ونضوة أسفار إذا حط رحلها    رأيت بدفئيها تباشير تبرق. وفي حديث الحجاج: كيف كان المطر وتبشيره ? أي مبدؤه وأوله.

صفحة : 2517

رأى الناس في النخل التباشير، أي البواكر من النخل. التباشير: ألوان النخل أول ما يرطب، وهو التباكير. في المحكم: أبشر الرجل إبشارا: فرح، قال الشاعر:

ثم أبشرت إذ رأيت سواما    وبيوتا مبثوثة وجـلالا. وعن ابن الأعرابي: يقال: بشرته وبشرته، وأبشرته، وبشرت بكذا. وبشرت، وأبشرت، إذا فرحت، ومن: أبشر بخير، بقطع الألف.

من المجااز: أبشرت الأرض: أخرجت بشرتها، أي ما ظهر من نباتها، وذلك إذا بذرت. وقال أبو زياد الأحمر: أمشرت الأرض، وما أحسن مشرتها. أبشرت الناقة: لقحت، فكأنها بشرت باللقاح، كذا في التهذيب، قال: وقول الطرماح يحقق ذلك:

عنسل تلوي إذا أبشرت    بخوافي أخدري سخام. وفي غيره: وبشرت الناقة باللقاح، وهو حين يعلم ذلك عند أول ما تلقح.

أبشر الأمر: حسنه ونضره، هكذا في النسخ، وقد وهم المصنف، والصواب: وأبشر الأمر وجهه: حسنه ونضره. وعليه وجه أبو عمر من قرأ: ذلك الذي يبشر الله عباده قال: إنما قرأت بالتخفيف، لأنه ليس فيه بكذا، إنما تقديره: ذلك الذي ينضر الله به وجوههم، كذا في اللسان. من المجاز: باشر فلان الأمر، إذا وليه بنفسه، وهو مستعار من مباشرة الرجل المرأة، وهو لا بشرة للأمر، إذ ليس بعين. وفي حديث علي كرم الله وجهه: فباشروا روح اليقين ، فاستعار لروح اليقين، لأن روح اليقين عرض، وبين أن العرض ليست له بشرة. ومباشرة الأمر أن تحضره بنفسك وتليه بنفسك.

باشر المرأة: جامعها مباشرة وبشارا، قال الله تعالى: ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد . المباشرة: الجماع، وكان الرجل يخرج من المسجد وهو معتكف فيجامع، ثم يعود إلى المسجد. أو باشر الرجل المرأة: إذا صارا في ثوب واحد، فباشرت بشرته بشرتها. ومنه الحديث: أنه كان يقبل ويباشر وهو صائم، وأراد به الملامسة، وأصله من لمس بشرة الرجل بشرة المرأة، وقد يرد بمعنى الوطء في الفرج، وخارجا منه.

والتبشير بضم التاء والياء وكسر الشين المشددة وجد بخط الجوهري: الباء مفتوحة، وهو لغة فيه: طائر يقال له: الصفارية، ولا نظير له إلا التنوط، وهو طائر أيضا، وقولهم: وقع في وادي تهلك، ووادي تضلل، ووادي تخيب، الواحدة بهاء.

وبشرت به، كعلم وضرب: سررت، الأولى لغة رواها الكسائي.

يقال: بشرني بوجه منبسط حسن يبشرني، إذا لقيني به. وسموا مبشرا وبشارا وبشارة وبشرا كمحدث وكتان وكتابة وعجل.

وفاته: بشر، ككتف، ومنهم: بشر بن منقذ البستي، قال الرضي الشاطبي: رأيته بخط الوزير المغربي مجودا بالكسر. بشير، كزبير، الثقفي قال ابن ماكولا: له صحبة، بشير بن كعب أبو أيوب العدوي عدي مناة، ويقال: العامري، وبشير السلمي روى عنه ابنه رافع أ هو أي الأخير بشر، وقيل: بشير كأمير: وقيل: بسر بالمهملة: صحابيون.

بشير بن كعب أبو عبد الله العدوي، ويقال: العامري، وبشير بن يسار الحارثي الأنصاري.

بشير بن عبد الله بن بشير بن يسار الحارثي الأنصاري، وبشير بن مسلم الحمصي، وعبد العزيز بن بشير شيخ لأبي عاصم: محدثون.

صفحة : 2518

من المجاز: يقال: رجل مؤدم مبشر، وهو الذي قد جمع لينا وشدة مع المعرفة بالأمور، عن الأصمعي، قال: وأصله من أدمة الجلد وبشرته. وامرأة مؤدمة مبشرة: تامة في كل وجه، وسيأتي في أ د م. وتل باشر: ع قرب حلب، منه على يومين منها، وفيه قلعة، منها محمد بن عبد الرحمن بن مرهف الباشري، قال الذهبي: لا أعرفه، قال الحافظ: بل حدث عن الفخر الفارسي، وحسن بن علي بن ثابت التل باشري، سمع الغيلانيات على الفخر بن البخاري.

وأبو البشر: آدم عليه السلام، وأول من تكنى به، ولقبه صفي الله. أبو البشر عبد الآخر المحدث، الراوي عن عبد الجليل بن أبي سعد جزء بيبي. وأبو البشر بهلوان بن شهر مزن بن محمد بن بيوراسف، كما رأيته بخطه، هكذا في آخر شرح المصابيح للبغوي اليزدي، دجال كذاب، زعم أنه سمع من شخص لا يعرف بعد السبعين وخمسائة صحيح البخاري، قال: أخبرنا الداوودي، فانظر إلى هذه الوقاحة، قاله الحافظ.

أبو الحرم مكي بن أبي الحسن بن أبي نصر، المعروف بابن بشر محركة المطرز البغدادي: محدث، روى عن ابن نقطة، وهو من شيوخ الحافظ الدمياطي، أخرج حديثه في معجمه وضبطه.

ومما يستدرك عليه: البشارة، بالضم: ما بشر من الأديم، عن اللحياني، قال: والتحلئ: ما قشر من ظهره.

وفي المثل: إنما يعاتب الأديم ذو البشرة ، قال أبو حنيفة: معناه إنما يعاتب من يرجى، ومن له مسكة عقل. وفي الحديث: من أحب القرآن فليبشر ، من رواه بالضم، فقال: هو من بشرت الأديم، إذا أخذت باطنه بالشفرة، فمعناه فليضمر نفسه للقرآن، فإن الاستكثار من الطعام ينسيه القرآن. وما أحسن بشرته، أي سحناءه وهيئته. والبشرة: البقل والعشب. والبشر: المباشرة، قال الأفوه:

ما رأت شيبي تغير وانـثـنـى    من دون نهمة بشرها حين انثنى. أي مباشرتي إياها.

وتباشر القوم: بشر بعضهم بعضا. ومن المجاز المبشرات: الرياح التي تهب بالسحاب، وتبشر بالغيث، وفي الأساس: وهبت البواكير والمبشرات، وهي الرياح المبشرة بالغيث، قال الله تعالى: ومن آياته أن يرسل الرياح مبشرات ، وهو الذي يرسل الرياح بشرا وبشرا وبشرى وبشرا، فبشرا جمع بشور، وبشرا مخفف منه، وبشرى بمعنى بشارة، وبشرا مصدر بشره بشرا، إذا بشره. ومن المجاز: فيه مخايل الرشد وتباشيره. وباشره النعيم. والفعل ضربان: مباشر ومتولد، كذا في الأساس. وبشائر الوجه: محسناته. وبشائر الصبح: أوائله.

وعن اللحياني: ناقة بشيرة، أي حسنة، وناقة بشيرة: ليست بمهزولة ولا سمينة. وحكى عن أبي هلال، قال: هي التي ليست بالكريمة ولا الخسيسة، وقيل: هي التي على النصف من شحمها. وبشرة: اسم، وكذلك بشرى اسم رجل، لا ينصرف في معرفة ولا نكرة، للتأنيث ولزوم التأنيث له، وإن لم تكن صفة، لأن هذه الألف يبنى الاسم لها، فصارت كأنها من نفس الكلمة وليست كالهاء التي تدخل في الاسم بعد التذكير. وأبو الحسن علي بن الحسين بن بشار، نيسابوري، وأبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل بن بشار البوشنجي، وأبو محمد بشر بن محمد بن أحمد بن بشر البشري، وأبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن بشير، وابنه ابن بشير بن عبد الرحيم: محدثون. والبشرية: طائفة من المعتزلة، ينتسبون إلى بشر بن المعتمز.

صفحة : 2519

وباشر بن حازم، عن أبي عمران الجوني. وكزبير: بشير بن طلحة. وبشير بن أبيرق. شاعر منافق. وبشير بن النكث اليربوعي راجز. وأبو بشير محمد بن الحسن بن زكريا الحضرمي.

وحبان بن بشير بن سبرة بن محجن: شاعر فارس، لقبه المرقال. وأما من اسمه بشار ككتان فقد استوفاهم الحافظ في التبصير، فراجعه، وكذلك البشارى، ومن عرف به ذكره في كتابه المذكور. وابن بشران: محدث مشهور. وذو بشرين، بالكسر مثنى: جد الشعبي.

والبشير: فرس محمد بن أبي شحاذ الضبي.

ب ش ك ر.
ومما يستدرك عليه: البشكري شيخ للماليني، ذكره الرشاطي، وما ذكر اسمه. وبشكري، قال الذهبي: صاحب لنا.

ب ش ك ل ر.
ومما يستدرك عليه: بشكلار: من قرى جيان، منها: أبو محمد عبد الله بن محمد بن سعيد الأندلسي البشكلاري، نزيل قرطبة كان ثقة شافعيا، روى عن أبي محمد الأصيلي، وعنه أبو علي الغساني وغيره، توفي سنة 461.

ب ش ط م ر.
ومما يستدرك عليه: البشطمير، كزنجبيل: قرية بالمرتاحية.

ب ش م ر.
ومما يستدرك عليه أيضا: البشمور، بالفتح: قرية من الدقهلية.

ب ص ر.
البصر، محركة: العين، إلا أنه مذكر، وقيل: البصر: حاسة الرؤية، قاله الليث: ومثله في الصحاح. وفي المصباح: البصر: النور الذي تدرك به الجارحة المبصرات. وفي المحكم: البصر: حس العين، ج أبصار.

البصر من القلب: نظره وخاطره، والبصر: نفاذ في القلب، كما في اللسان، وبه فسرت الآية: فارجع البصر هل ترى من فطور . وفي البصائر للمصنف: البصيرة: قوة القلب المدركة، ويقال: بصر أيضا، قال الله تعالى: ما زاغ البصر وما طغى . وجمع البصر أبصار، وجمع البصيرة بصائر. ولا يكاد يقال للجارحة الناظرة: بصيرة، إنما هي بصر، ويقال للقوة التي فيها أيضا: بصر، ويقال منه: أبصرت، ومن الأول، أبصرته وبصرت به، وقلما يقال في الحاسة إذا لم تضامه رؤية القلب: بصرت. وبصر به ككرم وفرح، الثانية حكاها اللحياني والفراء، بصرا وبصارة، ويكسر ككتابة: صار مبصرا. وأبصره وتبصره: نظر إليه: هل يبصره?.

قال سيبويه: بصر: صار مبصرا، وأبصره، إذا أخبر بالذي وقعت عينه عليه.

عن اللحياني: أبصرت الشيء: رأيته. وباصرا، نظرا أيهما يبصر قبل. ونص عبارة النوادر: وباصره: نظر معه إلى شيء: أيهما يبصره قبل صاحبه. وباصره أيضا: أبصره قال سكين بن نضرة البجلي:

فبت على رحلي وبات مكانه    أراقب ردفي تارة وأباصره. وفي الصحاح: باصرته، إذا أشرفت تنظر إليه من بعيد. وتباصروا: أبصر بعضهم بعضا.

والبصير: المبصر، خلاف الضرير، فعيل بمعنى فاعل. ج بصراء.

وحكى اللحياني: وإنه لبصير بالعينين. البصير: العالم، رجل بصير بالعلم: عالم به. وقد بصر بصارة، وإنه لبصير بالأشياء، أي عالم بها. والبصر: العلم، وبصرت بالشيء: علمته، قال الله عز وجل: بصرت بما لم يبصروا به قال الأخفش: أي علمت ما لم يعلموا به، من البصيرة. قال اللحياني: بصرت، أي أبصرت، قال: ولغة أخرى: بصرت به: أبصرته، كذا في اللسان وفي المصباح والصحاح، ونقله الفخر الرازي، ويقال بصير بكذا وكذا، أي حاذق، له علم دقيق به.

صفحة : 2520

وقوله عليه السلام: اذهب بنا إلى فلان البصير ، وكان أعمى. قال أبو عبيد: يريد به المؤمن، قال ابن سيده: وعندي أنه عليه السلام إنما ذهب إلى التفاؤل إلى لفظ البصر أحسن من لفظ الأعمى، ألا ترى إلى قول معاوية: والبصير خير من الأعمى . وقال المصنف في البصائر: والضرير يقال له: بصير، على سبيل العكس، والصواب أنه قيل ذلك له، لما له من قوة بصيرة القلب. البصيرة بالهاء: عقيدة القلب، قال الليث: البصرة: اسم لما اعتقد في القلب من الدين وتحقيق الأمر. وفي البصائر: البصيرة: هي قوة القلب المدركة، وقوله تعالى: أدعو إلى الله على بصيرة ، أي على معرفة وتحقق. البصيرة: الفطنة، تقول العرب: أعمى الله بصائره، أي فطنه، عن ابن الأعرابي. وفي حديث ابن عباس أن معاوية لما قال له: يا بني هاشم أنتم تصابون في أبصاركم ، قال له: وأنتم يا بني أمية تصابون في بصائركم .

وفعل ذلك على بصيرة، أي على عمد. وعلى غير بصيرة، أي على غير يقين. وفي حديث عثمان: ولتختلفن على بصيرة ، أي على معرفة من أمركم ويقين. وإنه لذو بصر وبصيرة في العبادة. وبصر بصارة: صار ذا بصيرة.

البصيرة: ما بين شقتي البيت، وهي البصائر، وزاد المصنف في البصائر بعد البيت: والمزادة ونحوها التي يبصر منه.

البصيرة: الحجة والاستبصار في الشيء، كالمبصر والمبصرة، بفتحهما.

البصيرة: شيء من الدم يستدل به على الرمية، ويستبينها به، قاله الأصمعي. وفي حديث الخوارج: وينظر إلى النصل فلا يرى بصيرة ، أي شيئا من الدم يستدل به على الرمية. واختلف فيما أنشده أبو حنيفة:

وفي اليد اليمنى لمسـتـعـيرهـا    شهباء تروي الريش من بصيرها. فقيل: إنه جمع البصيرة من الدم، كشعير وشعيرة، وقيل: إنه أراد من بصيرتها، فحذف الهاء ضرورة. ويجوز أن يكون البصير لغة في البصيرة، كقولك: حق وحقة، وبياض وبياضة. ويقال: هذه بصيرة من الدم، وهي الجدية منها على الأرض. والبصيرة: مقدار الدرهم من الدم. وقيل: البصيرة من الدم: ما لم يسل. وقيل: هو الدفعة منه.

قيل: البصيرة: دم البكر. وقال أبو زيد: البصيرة من الدم: ما كان على الأرض.

وفي البصائر للمصنف: والبصيرة: قطعة من الدم تلمع.

البصيرة: الترس اللامع، وقيل: ما استطال منه، وكل ما لبس من السلاح فهو بصائر السلاح.

البصيرة: الدرع، وكل ما لبس جنة بصيرة، وقال:

حملوا بصائرهم على أكتافهم     وبصيرتي يعدو بها عتد وأى. هكذا رواه أبو عبيد، وفسره فقال: والبصيرة: الترس أو الدرع، ورواه غيره: راحوا بصائرهم ، وسيأتي فيما بعد. ويجمع أيضا على بصار، ككريمة وكرام، وبه فسر السهيلي في الروض قول كعب بن مالك:

تصوب بأبدان الرجال وتـارة     تمر بأعراض البصار تقعقع. يقول: تشق أبدان الرجال حتى تبلغ البصار فتقعقع فيها، وهي الدرع أو الترس، وقيل غير ذلك. من المجاز: البصيرة: العبرة يعتبر بها، وخرجوا عليه قوله تعالى: ولقد آتينا موسى الكتاب من بعد ما أهلكنا القرون الأولى بصائر للناس ، أي جعلناها عبرة لهم، كذا في البصائر، وقولهم: أما لك بصيرة فيه? أي عبرة تعتبر بها، وأنشد:

في الذاهـبـين الأولـي      ن من القرون لنا بصائر. أي عبر.

صفحة : 2521

من المجاز: البصيرة: الشاهد، عن اللحياني، وحكى: اجعلني بصيرة عليهم، بمنزلة الشهيد قال: وقوله تعالى: بل الإنسان على نفسه بصيرة قال ابن سيده: له معنيان، إن شئت كان الإنسان هو البصيرة على نفسه، أي الشاهد، وإن شئت جعلت البصيرة هنا غيره، فعنيت به يديه ورجليه ولسانه، لأن كل ذلك شاهد عليه يوم القيامة، وقال الأخفش: بل الإنسان على نفسه بصيرة جعله هو البصيرة، كما تقول للرجل: أنت حجة على نفسك. وقال ابن عرفة: على نفسه بصيرة، أي عليها شاهد بعملها، ولول اعتذر بكل عذر، ويقول: جوارحه بصيرة عليه، أي شهود. وقال الفراء: يقول: على الإنسان من نفسه رقباء يشهدون عليه بعمله، اليدان والرجلان والعينان والذكر، وأنشد:

كأن على ذي الظن عينا بـصـيرة      بمقعده أو منظر هـو نـاظـره.
يحاذر حتى يحسب الناس كـلـهـم
    من الخوف لا تخفى عليهم سرائره.

وفي الأساس: اجعلني بصيرة عليهم، أي رقيبا وشاهدا، وقال المصنف في البصائر: وقال الحسن: جعله في نفسه بصيرة، كما يقال: فلان جود وكرم، فهنا كذلك، لأن الإنسان ببديهة عقله يعلم أن ما يقربه إلى الله هو السعادة، وما يبعده عن طاعته الشقاوة، وتأنيث البصير لأن المراد بالإنسان ها هنا جوارحه، وقيل: الهاء للمبالغة، كعلامة وراوية.

من المجاز: لمح باصر، أي ذو بصر وتحديق، على النسب، كقولهم: رجل تامر ولابن، أي ذو تمر وذو لبن، فمعنى باصر ذو بصر، وهو من أبصرت، مثل موت ومائت، من أمت، وفي المحكم: أراه لمحا باصرا، أي أمرا واضحا. وقال الليث: رأى فلان لمحا باصرا، أي أمرا مفروغا عنه.

والبصرة بفتح فسكون،وهي اللغة العالية الفصحى: بلد، م أي معروف، وكانت تسمى في القديم تدمر، والمؤتفكة، لأنها ائتفكت بأهلها أي انقلبت في أول الدهر، قاله ابن قرقول في المطالع: ويقال لها: يقال البصيرة، بالتصغير، وقال السمعاني: يقال للبصرة: قبة الإسلام، وخزانة العرب، بناها عتبة بن غزوان في خلافة عمر رضي الله عنه سنة سبع عشرة من الهجرة، وسكنها الناس سنة ثمان عشرة، ولم يعبد الصنم قط على ظهر أرضها، كذا كان يقول أبو الفضل عبد الوهاب بن أحمد بن معاوية، الواعظ بالبصرة، كما تلقاه منه السمعاني، ويكسر يحرك ويكسر الصاد، كأنها صفة، فهي أربع لغات: الأخيرتان عن الصغاني، وزاد غيره الضم فتكون مثلثة، والنسبة إليها بصري بالكسر، وبصري، الأولى شاذة، قال عذافر:

بصرية تزوجت بصريا    يطعمها المالح والطريا. وقال الأبي في شرح مسلم، نقلا عن النووي: البصرة مثلثة، وليس في النسب إلا الفتح والكسر، وقال غيره: البصره: البصرة مثلثة، كما حكاه الأزهري، والمشهور الفتح، كما نبه عليه النووي.

وفي مشارق القاضي عياض: البصرة: مدينة معروفة، سميت بالبصءر مثلثا، وهو الكذان، كان بها عند اختطاطها، واحدها بصرة، بالفتح والكسر، وقيل: البصرة: الطين العلك إذا كان فيه جص وكذا أرض البصرة. أو معرب بس راه، أ كثير الطرق فمعنى بسء كثير ومعنى راه طريق، وتعبير المصنف به غير جيد، فإن الطرق جمع وراه مفرد، إلا أن يقال إنه كان في الأصل بس راهها، فحذفت علامة الجمع، كما هو ظاهر.

صفحة : 2522

البصرة: د، بالمغرب الأقصى قرب السوس، سميت بمن نزلها واختطها من أهل البصرة، عند فتوح تلك البلاد، وقد خربت بعد الأربعمائة من الهجرة، ولا تكاد تعرف.

البصرة والبصر: حجارة الأرض الغليظة، نقله القزاز في الجامع. وفي الصحاح: البصرة: حجارة رخوة فيها بياض ما، وبها سميت البصرة، وقال ذو الرمة:

تداعين باسم الشيب في متثلم    جوانبه من بصرة وسلام. المتثلم: حوض تهدم أكثره لقدم العهد. والشيب: حكاية صوت مشافرها عند رشف الماء.

وقال ابن شميل: البصرة: أرض كأنها جبل من جص، وهي التي بنيت بالمربد، وإنما سميت البصرة بصرة بها. وفي المصباح: البصرة وزان كثرة: الحجارة الرخوة، وقد تحذف الهاء مع فتح الباء وكسرها، وبها سميت البلدة المعروفة.

عن أبي عمرو: البصرة والكذان كلاهما الحجارة التي ليست بصلبة.

والبصرة بالضم: الأرض الحمراء الطيبة. وأرض بصرة، إذا كانت فيها حجارة تقطع حوافر الداوب. وقال ابن سيده: والبصر: الأرض الطيبة الحمراء، والبصرة مثلثا: أرض حجارتها جص، قال: وبها سميت البصرة.

البصرة: الأثر القليل من اللبن يبصره الناظر إليه، ومنه حديث علي رضي الله عنه: فأرسلت إليه شاة فرأى فيها بصرة من لبن . وبصرى، كحبلى: د بالشام بين دمشق والمدينة، أول بلاد الشام فتوحا سنة ثلاث عشرة، وحقق شراح الشفاء أنها حوران أو قيسارية، قال الشاعر:

ولو أعطيت من ببلاد بصرى    وقنسرين من عرب وعجم. وينسب إليها السيوف البصرية، وأنشد الجوهري للحصين بن الحمام المري:

صفائح بصرى أخلصتها قيونها     ومطردا من نسج داوود أحكما. والنسب إليها بصري، قال ابن دريد: أحسبه دخيلا.

بصرى: ة ببغداد ذكرها ياقوت في المعجم، وهي قرب عكبراء، منها: أبو الحسن محمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن خلف، الشاعر البصروي، سكن بغداد، وقرأ الكلام على الشريف المرتضى، وكان مليح العارضة، سريع الجوضاب، توفي سنة 443.

ومنها أيضا: القاضي صدر الدين إبراهيم بن أحمد بن عقبة بن هبة الله البصروي الحنفي، مات بدمشق سنة 669. والعلامة أبو محمد رشيد الدين سعيد بن علي بن سعيد البصروي كتب عنه ابن الخباز والبزرالي. وبوصير: أربع قرى بمصر، ويقال بزيادة الألف، بناء على أنه مركب من أبو وصير، وهن: أبو صير السدر بالجيزة، وأبو صير الغربية، وتذكر مع بنا، وهي مدينة قديمة عامرة على بحر النيل، بينها وبين سمنود مسافة يسيرة، وقد دخلتها وسمعت بجامعها الحديث على عالمها المعمر البرهان إبراهيم بن أحمد بن عطاء الله الشافعي، روى عن أبيه، وعن المحدث المعمر البرهان إبراهيم بن يوسف بن محمد الطويل الخزرجي الأبوصيري، وغيرهما، وأبو صير: قرية بصعيد مصر، منها أبو حفص عمر بن أحمد بن محمد بن عيسى الفقيه المالكي، والإمام شرف الدين أبو عبد الله محمد بن سعيد بن حماد بن محسن بن عبد الله الصنهاجي، قيل أحد أبويه من دلاص، والآخر من أبو صير، فركب لنفسه منها نسبة، فقال: الدلاصيري، لكنه لم يشتهر إلا بالأبوصيري وهو صاحب البردة الشريفة، توفي بالقاهرة سنة 695. وأبو صير أيضا: قرية كبيرة بالفيوم عامرة.

صفحة : 2523

بوصير: نبت يتداوى به، أجوده الذهبي الزهر، كذا في المنهاج، وذكر له خواص.

والبصر، بفتح فسكون: القطع. وقد بصرته بالسيف، وهو مجاز، وفي الحديث: فأمر به فبصر رأسه أي قطع، كالتبصير، يقال: بصره وبصره.

البصر: أن تضم حاشيتا أديمين يخاطان كما يخاط حاشيتا الثوب. ويقال: رأيت عليه بصيرة، أي شقة ملفقة، وفي الصحاح: والبصر: أن يضم أديم إلى أديم فيخرزان كما يخاط حاشيتا الثوب، فتوضع إحداهما فوق الأخرى، وهو خلاف خياطة الثوب قبل أن يكف.

البصر بالضم: الجانب والناحية، مقلوب عن الصبر. البصر: حرف كل شيء.

البصر: القطن، ومنه البصيرة: لشقة من القطن. البصر: القشر.

البصر: الجلد وقد غلب على جلد الوجه، ويقال: إن فلانا لمعضوب البصر، إذا أصاب جلده عضاب، وهو داء يخرج به.

ويفتح أي في الأخير، يقال: بصره وبصره، أي جلده، حكاهما اللحياني عن الكسائي.

البصر: الحجر الغليظ، ويثلث، وقد سبق النقل عن صاحب الجامع أن البصر مثلثا: حجارة الأرض الغليظة، والتثليث حكاه القاضي في المشارق، والفيومي في المصباح. وقيل: البصر والبصر والبصرة: الحجر الأبيض الرخو، وقيل: هو الكذان، فإذا جاءوا بالهاء قالوا: بصرة لا غير، وجمعها بصار. وقال الفراء: البصر والبصرة: الحجارة البراقة، وأنكر الزجاج فتح الباء مع الحذف، كذا في المصباح.

بصر كصرد: ع، قال الصغاني: البصر: جرعات من أسفل أود، بأعلى الشيحة من بلاد الحزن. والباصر، بالفتح، أي بفتح الصاد: القتب الصغير المستدير، مثل به سيبويه، وفسره السيرافي عن ثعلب، وهي البواصر والباصور: اللحم، سمي به لأنه جيد للبصر يزيد فيه نقله الصغاني. ورحل دون القطع وهو عيدان تقابل شبيهة بأقتاب البخت، نقله الصغاني.

والمبصر كمحسن: الوسط من الثوب، ومن المنطق، ومن المشي.

المبصر: من علق على بابه بصيرة، للشقة من قطن وغيره. ويقال أبصر، إذا علق على باب رحله بصيرة. المبصر: الأسد يبصر الفريسة من بعد فيقصدها. وأبصر الرجل وبصر تبصيرا، ككون تكوينا: أتى البصرة والكوفة، وهما البصرتان، الأولى عن الصغاني.

وأبو بصرة، بفتح فسكون: جميل بن بصرة، وقيل: جميل بن بصرة الغفاري. وأبو بصير: عقبة، وفي بعض النسخ: عتبة، وهو الصواب، وهو ابن أسيد بن حارثة الثقفي.

وأبو بصيرة الأنصاري ذكره سيف. صحابيون، وكذلك بصرة بن أبي بصرة، هو وأبوه صحابيان نزلا مصر. وعبد الله بن أبي بصير كأمير شيخ لأبي إسحاق السبيعي. وميمون الكردي، يكنى أبا بصير. وبصير بن صابر البخاري. وأبو بصير يحيى بن القاسم الكوفي، من الشيعة. وأبو بصير أعشى بني قيس، واسمه ميمون. وقد استوفاهم الأمير فراجعه. والأباصر: ع كالأصافر والأخامر. والتبصر في الشيء: التأمل والتعرف.تقول: تبصر لي فلانا.

من المجاز: استبصر الطريق: استبان ووضح، ويقال: هو مستبصر في دينه وعمله، إذا كان ذا بصيرة. وفي حديث أم سلمة: أليس الطريق يجمع التاجر وابن السبيل والمستبصر والمجبور:، أي المستبين للشيء، أرادت أن تلك الرفقة قد جمعت الأخيار والأشرار.

صفحة : 2524

وبصره تبصيرا: عرفه وأوضحه وبصرته به: علمته إياه. وتبصر في رأيه واستبصر: تبين ما يأتيه من خير وشر. وفي التنزيل العزيز: وكانوا مستبصرين أي أتوا ما أتوه وهم قد تبين لهم أن عاقبته عذابهم، وقيل: أي كانوا في دينهم ذوي بصائر، وقيل: كانوا معجبين بضلالتهم.

بصر اللحم تبصيرا: قطع كل مفصل وما فيه من اللحم، من البصر وهو القطع.

بصر الجرو تبصيرا: فتح عينيه، عن الليث. بصر رأسه تبصيرا: قطعه، كبصره.

بصار ككتاب: جد المعمر نصر بن دهمان الأشجعي، وهو بصار بن سبيع بن بكر بن أشجع: بطن، ومن ولده جارية بن حميل بن نشبة بن قرط بن مرة بن نصر بن دهمان بن بصار، شهد بدرا. وفتيان بن سبيع بن بكر بطن.

في التنزيل العزيز: قوله تعالى: والنهار مبصرا : أي مضيئا يبصر فيه. ومن المجاز قوله تعالى: وجعلنا آية النهار مبصرة ، أي بينة واضحة، وقوله تعالى: وآتينا ثمود الناقة مبصرة ، أي آية واضحة، قاله الزجاج. وقال الفراء: جعل الفعل لها، ومعنى مبصرة مضيئة، وقال الزجاج: ومن قرأ مبصرة فالمعنى بينة، ومن قرأ مبصرة فالمعنى مبينة، وقال الأخفش: : مبصرة ، أي مبصرا بها، وقال الأزهري: والقول ما قال الفراء، أراد آتينا ثمود الناقة آية مبصرة، أي مضيئة. وفي الصحاح: المبصرة: المضيئة، ومنه قوله تعالى: فلما جاءتهم آياتنا مبصرة . قال الأخفش: أي تبصرهم تبصيرا أي تجعلهم بصراء.

ومما يستدرك عليه: البصير، وهو من أسماء الله تعالى، وهو الذي يشاهد الأشياء كلها ظاهرها وخافيها بغير جارحة، والبصر في حقه عبارة عن الصفة التي ينكشف بها كمال نعوت المبصرات، كذا في النهاية. وأبصره، إذا أخبر بالذي وقعت عينه عليه، عن سيبويه. وتبصرت الشيء: شبه رمقته. وعن ابن الأعرابي: أبصر الرجل، إذا خرج من الكفر إلى بصيرة الإيمان، وأنشد:

قحطان تضرب رأس كل متوج     وعلى بصائرها وإن لم تبصر. قال: بصائرها: إسلامها، وإن لم تبصر في كفرها. ولقيه بصرا، محركة، أي حين تباصرت الأعيان، ورأى بعضها بعضا، وقيل: هو أول الظلام إذا بقي من الضوء قدر ما تتباين به الأشباحث، لا يستعمل إلا ظرفا. وفي الحديث: كان يصلي بنا صلاة البصر حتى لو أن إنسانا رمى بنبله أبصرها . قيل: هي صلاة المغرب، وقيل: الفجر، لأنهما يؤديان وقد اختلط الظلام بالضياء.

ومن المجاز: ويقال للفراسة الصادقة: فراسة ذات بصيرة، ومن ذلك قولهم: رأيت عليك ذات البصائر. والبصيرة: الثبات في الدين. وقال ابن بزرج: أبصر إلي، أي انظرء إلي، وقيل: التفت إلي. وقول الشاعر:

قرنت بحقويه ثلاثا فـلـم يزغ     عن القصد حتى بصرت بدمام. قال ابن سيده: يجوز أن يكون معناه قويت، أي لما هم هذا الريش بالزوال عن السهم لكثرة الرمي به، ألزقه بالغراء فثبت.

والباصر: الملفق بين شقتين أو خرقتين. وقال الجوهري في تفسير البيت: يعني طلي ريش السهم بالبصيرة، وهي الدم. وقال توبة:
وأشرف بالقوز اليفاع لعـلـنـي
    أرى نار ليلى أو يراني بصيرها. قال ابن سيده: يعني كلبها، لأن الكلب من أحد العيون بصرا.

وبصر الكمأة وبصرها: حمرتها، قال:

صفحة : 2525

ونفض الكمء فأبدى بصره. وبصر السماء وبصر الأرض: غلظهما، وبصر كل شيء: غلظه. وفي حديث ابن مسعود: بصر كل سماء مسيرة خمسمائة عام ، يريد غلظها وسمكها، وهو بضم الباء. وفي الحديث أيضا: بصر جلد الكافر في النار أربعون ذراعا . وثوب جيد البصر: قوي وثيج.

والبصرة: الطين العلك، قيل: وبه سميت البصرة. قاله عياض في المشارق. وقال اللحياني: البصر: الطين الملك الجيد الذي فيه حصى. والبصيرة: ما لزق بالأرض من الجسد، وقيل: هو قدر فرسن البعير منه. والبصيرة: الثأر، وقال الشاعر:

راحوا بصائرهم على أكتافهم     وبصيرتي يعدو بها عتد وأي. يعني تركوا دم أبيهم خلفهم، ولم يثأروا به، وطلبته أنا، وفي الصحاح: وأنا طلبت ثأري، وقال ابن الأعرابي: البصيرة: الدية، والبصائر: الديات، قال: أخذوا الديات فصارت عارا، وبصيرتي، أي ثأري، قد حملته على فرسي لأطالب به، فبيني وبينهم فرق.

وأبو بصير: الأعشى، على التطير. ومن المجاز: ورتبت في بستاني مبصرا، أي ناظرا، وهو الحافظ. ورأيت باصرا، أي أمرا مفزعا. ورأيته بين سمع الأرض وبصرها، أي بأرض خلاء، ما يبصرني ويسمع بي إلا هي. وبصير الجيدور: من نواحي دمشق.

وبصير: جد أبي كامل أحمد بن محمد بن علي بن محمد بن بصير البخاري البصيري.

وبوصرا، بالضم وةفتح الصاد: قرية ببغداد، منها أبو علي الحسن بن الفضل بن السمح الزعفراني البوصري، روى عنه الباغندي، توفي سنة 280.

وبصر بن زمان بن خزيمة بن نهد بن زيد بن ليث بن أسلم، هكذا ضبطه أبو علي التنوخي في نسب تنوخ، قال: وبعض النساب يقول: نصر، بالنون وسكون الصاد المهملة، قال الخطيب: ومن ولده أبو جعفر النفيلي المحدث، واسمه عبد الله بن محمد بن علي بن نفيل بن زراع بن عبد الله بن قيس بن عصم بن كوز بن هلال بن عصمة بن بصر.

ب ض ر.
البضر، بفتح الموحدة وسكون الضاد، أهمله الجوهري، وقال الفراء: هو نوف الجارية قبل أن تخفض، وهو لغة في الظاء قال: وقال المفضل: من العرب من يقول: البضر، ويبدل الظاء ضادا، ويقول: قد اشتكى ضهري، ومنهم من يبدل الضاد ظاء فيقول: قد عظت الحرب بني تميم. عن ابن الأعرابي: البضيرة تصغير البضرة، وهو بطلان الشيء، ومنه قولهم: ذهب دمه بضرا مضرا بكسرهما أي هدرا، وكذلك خضرا وبطرا، ومضرا بالميم، رواه أبو عبيد عن الكسائي.

ب ط ر.
البطر، محركة: النشاط، وقيل: التبختر، وقيل: الأشر والمرح. قيل: قلة احتمال النعمة.

قيل: أصل البطر الدهش والحيرة يعتريان المرء عند هجوم النعمة عن القيام بحقها، كذا في مفردات الراغب، واختاره جماعة من المحققين العارفين بمواقع الألفاظ ومناسب الاشتقاق.

قيل: البطر في الأصل: الطغيان بالنعمة، أو عند النعمة، واستعمل بمعنى الكبر، وفي بعض النسخ: أو بدل الواو.

قيل: هو كراهية الشيء من غير أن يستحق الكراهة. وفعل الكل بطر كفرح فهو بطر.

وفي الحديث: لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر إزاره بطرا.

صفحة : 2526

في حديث آخر: الكبر بطر الحق ، وهو أن يجعل ما جعله الله حقا من توحيده وعبادته باطلا، وقيل: هو أن يتجبر عند الحق فلا يراه حقا، وقيل: هو أن يتكبر عنه، أي عن الحق. وفي بعض الأصول من الحق فلا يقبله، قلت: والحديث رواه ابن مسعود، وقال بعضهم: هو ألا يراه حقا ويتكبر عن قبوله، وهو من قولك: بطر فلان هداية أمره، إذا لم يهتد له وجهله، ولم يقبله، وفي الأساس: ومن المجاز: بطر فلان النعمة استخفها فكفرها، ولم يسترجحها فيشكرها، ومنه قوله تعالى: وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها قال أبو إسحاق: نصب معيشتها بإسقاط في وعمل الفعل، وتأويله: بطرت في معيشتها. وقال بعضهم: بطرت عيشك ليس على التعدي، ولكن على قوله: ألمت بطنك ورشدت أمرك وسفهت نفسك، ونحوها مما لفظه لفظ الفاعل ومعناه معنى المفعول، قال الكسائي: وأوقعت العرب هذه الأفعال على هذه المعارف العرب التي خرجت مفسرة لتحويل الفعل عنها وهو لها. وبطره، كنصره وضربه يبطره ويبطره بطرا فهو مبطور، وبطير: شقه. والبطير: المشقوق كالمبطور. البطير: معالج الدواب، كالبيطر كحيدر والبيطار والبيطر كهزير والمبيطر. ومن أمثالهم: أشهر من راية البيطار . والدنيا قحبة، يوما عند عطار، ويوما عند بيطار ، وعهدي به وهو لدوابنا مبيطر، فهو الآن علينا مسيطر ، وقال الطرماح:

يساقطها تـتـرى بـكـل خـمـيلة    كبزغ البيطر الثقف رهص الكوادن. ويروى: البطير، وقال النابغة:

شك الفريصة بالمدرى فأنفذها طعن المبيطر إذ يشفي من العضد. قال شيخنا: والمبيطر مما ألحقوه بالمصغرات وليس بمصغر، قال أئمة الصرف: هو كأنه مصغر وليس فيه تصغير، ومثله المهينم والمبيقر والمسيطر والمهيمن، فقول ابن التلمساني في حواشي الشفاء تبعا: للعزيز: وليس في الكلام اسم على مفيعل غير مصغر إلا مسيطر ومبيطر. ومهيمن. قصور ظاهر، بل ربما يبدي الاستقراء غير ما ذكر، والله أعلم.

قلت: أوردهم ابن دريد في الجمهرة هكذا، وسيأتي في ب ق ر.وصنعته البيطرة، وهو يبيطر الدواب، أي يعالجها. من المجاز: البيطر، كهزبر: الخياط، رواه شمر عن سلمة، قال الراجز:

شق البيطر مدرع الهمام. وفي التهذيب:

باتت تجيب أدعج الظـلام    جيب البيطر مدرع الهمام. قال شمر: صير البيطار خياطا، كما صيروا الرجل الحاذق إسكافا.

البيطرة: بهاء: ثلاثة مواضع بالمغرب. والبطرير، كخنزير، ويروى بالظاء أيضا وهو أعلى: الصخاب الطويل اللسان، هكذا ضبطه أبو الدقيش بالطاء المهملة.

البطرير: المتمادي في الغي، وهي بهاء، وأكثر ما يستعمل في النساء، قال أبو الدقيش: إذا بطرت وتمادت في الغي. بطر الرجل وبهت بمعنى واحد، وذلك إذا دهش فلم يدر ما يقدم ولا يؤخر. وأبطره حلمه: أدهشه وبهته عنه. أبطره المال: جعله بطرا.

من المجاز: أبطره ذرعه، أي حمله فوق طاقته. وفي الأساس: ولا تبطرن صاحبك ذرعه أي لا تقلق إمكانه ولا تستفزه بأن تكلفه غير المطاق. وذرعه.

صفحة : 2527

من بدل الاشتمال. أو معناه قطع عليه معاشه وأبلى بدنه، وهذا قول ابن الأعرابي، وزعم أن الذرع البدن، ويقال للبعير القطوف إذا جارى بعيرا وساع الخطوة فقصرت خطاه عن مباراته: قد أبطره ذرعه، أي حمله على أكثر من طوقه، والهبع إذا ماشى الربع: أبطره ذرعه فهبع، أي استعان بعنقه، ليلحقه، ويقال لكل من أرهق إنسانا فحمله ما لا يطيقه: قد أبطره ذرعه.

من المجاز قولهم: ذهب دمه بطرا، بالكسر، وكذا بطلا، إذا ذهب هدرا وبطل، قاله الكسائي، وقال أبو سعيد: أصله أن يكون طلابه حراصا باقتدار وبطر، فيحرموا إدراك الثأر. وفي الأساس: بطرا، أي مبطورا مستخفا حيث لم يقتص به.

أبو الخطاب نصر بن أحمد بن عبد الله بن البطر، ككتف القاري البزار محدث، سمع بإفادة أخيه عن أبي عبد الله بن البيع، وابن رزقويه، وأبي الحسين بن بشران، وتفرد في وقته، ورحل إليه الناس، روى عنه أبو طاهر السلفي، وأبو الفتح ابن البطي، وشهدة الكاتبة ولد سنة 398، وتوفي في 16 ربيع الأول سنة 494، وأخوه أبو الفضل محمد بن أحمد الضرير، روى عن أبي الحسن بن رزقويه، وتوفي سنة 460.

ومما يستدرك عليه: قولهم: وما أمطرت حتى أبطرت، يعني السماء والخصب يبطر الناس. وفقر مخطر خير من غنى مبطر. وامرأة بطيرة: شديدة البطر. ومن المجاز: لا يبطرن جهل فلان حلمك، أي لا يجعله بطرا خفيفا. وهو بهذا عالم بيطار.

وأبو محمد عبد الله بن محمد بن إسحاق البيطاري: محدث، نزل بمصر في موضع معروف ببلال البيطار، فنسب إليه، عن مالك وابن لهيعة، وتوفي سنة 231.

ب ظ ر.
البظر بفتح فسكون: ما بين أسكتي المرأة، وفي الصحاح: هنة بين الإسكتين لم تخفض. ج بظور، كالبيظر، والبنظر بالنون، كقنفذ، وهاتان عن اللحياني. والبظارة، بالضم ويفتح، عن أبي غسان، في البيت الآتي ذكره، وفي الحديث: يا ابن مقطعة البظور . دعاه بذلك، لأن أمه كانت تختن، النساء، والعرب تطلق هذا اللفظ في معرض الذم وإن لم تكن أم من يقال له هذا خاتنة، وزاد فيها اللحياني فقال: والكين والنوف والرفرف قال: ويقال للناتئ في أسفل حياء الناقة: البظارة أيضا. وبظارة الشاة: هنة في طرف حيائها. وفي المحكم: والبظارة: طرف حياء الشاة وجميع المواشي، من أسفله. وقال اللحياني: هي الناتئ في أسفل حياء الشاة، واستعاره جرير للمرأة، فقال:

تبرئهم من عقر جعثن بعدما     أتتك بمسلوخ البظارة وارم. ورواه أبو غسان: البظارة، بالفتح. وأمة بظراء بيذنة البظر، طويلته، والاسم البظر، محركة ولا فعل له. البظر، بفتح فسكون: الخاتم، حميرية، جمعه بظور، قال شاعرهم:

كما سل البظور من الشناتر. والشناتر: الأصابع، حكاه ابن السيد في كتاب الفرق عن الشيباني. والأبظر: الأقلف وهو الذي لم يختن. والبظرة كتمرة: القليلة من الشعر في الإبط، يتوانى الرجلث عن نتفها، فيقال: تحت إبطه بظيرة. البظرة: حلقة الخاتم بلا كرسي، وتصغيرها بظيرة أيضا وفي الأساس: ورد خاتمك إلى بظره، وهو محله من خنصره.

صفحة : 2528

البظرة بالضم: الهنة، وهي الدائرة التي تحت الأنف الناتئة في وسط الشفة العليا، وتصغيرها بظيرة، ورجل أبظر وهو الناتئ الشفة العليا مع طولها، ونتو في وسطها محاذ للأنف، كالبظارة بالضم أيضا. وروي عن علي كرم الله وجهه أنه أتي في فريضة وعنده شريح فقال له علي: ما تقول فيها أيها العبد الأبظر? . وقد بظر الرجل بظرا، قال أبو عبيدة: وإنما نراه قال لشريح: العبد الأبظر ، لأنه وقع عليه سبي في الجاهلية.

والبظرير، بالكسر: المرأة الصخابة الطويلة اللسان، قاله أبو خيرة، وضبطه بالظاء المعجمة، قال شبه لسانها بالبظر، وقال الليث: قول أبي الدقيش: أحب إلينا، أي بالطاء المهملة، أي أنها بطرت وأشرت، وقد تقدمت الإشارة إليه.

يقال: ذهب دمه بظرا بالكسر، أي هدرا، والطاء فيه لغة، وقد تقدم. ويا بيظر: شتم للأمة، عن الفراء. وبظارة الشاة، بالضم: هنة في طرف حيائها قال ابن سيده: وجميع المواشي من أسفله، وقال اللحياني: هي الناتئ في أسفل حياء الشاة. والمبظرة كمحدثة: الخافضة.

يقال: بظرتها نبظيرا: خفضتها. وفي اللسان: والمبظر: الختان، كأنه على السلب.

من أمثالهم: هو يمصه ويبظره ، أي قال له: امصص بظر فلانة. وفي الأساس: وبظرمه: قال له ذلك. ويقول الحجام للرجل: تبظرم، فيرفع بطرف لسانه شفته العليا، ليحف شاربه.

ب ع ر.
البعر، ويحرك: رجيع الخف والظلف من الإبل والشاء، وبقر الوحش، والظباء، إلا البقر الأهلية، فإنها تخثى وهو خثيها، والأرنب تبعر أيضا، وقد بعرت الشاة والبعير يبعر بعرا، واحدته البعرة بهاء. ج أبعار. والفعل بعر كمنع. والمبعر والمبعر كمقعد ومنبر: مكانه، أي البعر، من كل ذي أربع، والجمع مباعر. والبعير، كأمير، وقد تكسر الباء، وهي لغة بني تميم، والفتح أفصح اللغتين: الجمل البازل، أو الجذع، وقد يكون للأنثى، حكي عن بعض العرب: شربت من لبن بعيري، وصرعتني بعيري، أي ناقتي، وأنشد في الأساس:

لا تشتري لبن البعير وعندنا      لبن الزجاجة واكف التهتان. ويقولون: كلا هذين البعيرين ناقة، وفي الصحاح: والبعير من الإبل بمنزلة الإنسان من الناس، يقال: الجمل بعير، والناقة بعير، قال: وإنما يقال له بعير: إذا أجذع. يقال: رأيت بعيرا من بعيد، ولا يبالي ذكرا كان أو أنثى. وفي المصباح: البعير مثل الإنسان يقع على الذكر والأنثى، يقال: حلبت بعيري. والجمل بمنزلة الرجل يختص بالذكر، والناقة بمنزلة المرأة تختص بالأنثى، والبكر والبكرة مثل الفتى والفتاة، هكذا حكاه جماعة، كابن السكيت وابن جني.

صفحة : 2529

البعير: الحمار وبه فسر قوله تعالى: ولمن جاء به حمل بعير وفي زبور داوود أن البعير كل ما يحمل، ويقال لكل ما يحمل بالعبرانية: بعير، وهاتان اللغتان عن ابن خالويه. قال ابن بري: وفي البعير سؤال جرى في مجلس سيف الدولة بن حمدان، وكان السائل ابن خالويه، والمسؤول المتنبي، قال ابن خالويه: والبعير أيضا الحمار، وهو حرف نادر ألقيته على المتنبي بين يدي سيف الدولة، وكانت فيه خنزوانة وعنجهية، فاضطرب، فقلت: المراد بالبعير في قوله تعالى: ولمن جاء به حمل بعير الحمار، وذلك أن يعقوب وأخوة يوسف عليهم السلام كانوا بأرض كنعان، وليس هناك إبل، وإنما كانوا يمتارون على الحمير، وكذلك ذكره مقاتل بن سليمان في تفسيره.

ج أبعرة، وجمع أبعرة أباعر وليس جمعا لبعير، كما قاله ابن بري، وذكر الشاهد قول يزيد بن الصقيل العقيلي:

ألا قل لرعيان الأباعر أهملوا    فقد تاب عما تعملـون يزيد.
وإن امرأ ينجو من النار بعدما
  تزود من أعمالها لسـعـيد.

قال: وهذا البيت كثيرا ما يتمثل به الناس، ولا يعرفون قائله.

تجمع الأبعرة أيضا على أباعير، ومن جموع البعير بعران وبعران، بالضم والكسر، الأخيرة عن الفراء، وبعر كرغيف ورغف. وبعر الجمل، كفرح بعرا: صار بعيرا.

والبعر، بفتح فسكون: الفقر التام الدائم. والبعرة: الغضبة في الله عز وجل، وتصغيرها بعيرة.

البعرة، بالتحريك: الكمرة. والمبعار، بالكسر: الشاة، أو الناقة تباعر حالبها. وباعرت الشاة والناقة إلى حالبها أسرعت. البعار: ككتاب: الاسم، ويعد عيبا، لأنها ربما ألقت بعرها في المحلب. البعار كغراب: النبق الكبار، يمانية. البعار ككتان: ع.

البعار أيضا: لقب رجل م أي معروف. والبيعرة كحيدرة: ع. وبعرين كيبرين: د، بالشام، أو الصواب: بارين، والعامة تقول، بعرين، وهو بين حلب وحماة من جهة الغرب، وفي التكملة: بليدة بين حمص والساحل. وباعر بايا، أو باعرباي: د بناحية نصيبين، من أعمال حلب، من مضافات أفاميا، غزاهم بختنصر.

باعربايا: ة بالموصل. ذكرهما ياقوت في المعجم. وأبعر المعي، وبعره تبعيرا: نثل ما فيه من البعر، ومن أمثالهم: إن هذا الداعر، ما زال ينحر الأباعر، وينثل المباعر .

وباعرباي: الذين ليس لأبوابهم أغلاق، نقل ذلك عن ابن حبيب نقله الصغاني.

ومما يستدرك عليه: قولهم: وهو أهون علي من بعرة يرمى بها كلب، وأصله من فعل المعتدة عن موت زوجها، ويقال منه: بعرت المعتدة، فهي باعر. انقضت عدتها، أي رمت بالبعرة. وبعرته: رمته بها، كذا في الأساس. وليلة البعير: هي الليلة التي اشترى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم من جابر جمله، وقد جاء هكذا في حديثه. ومن أمثالهم: أنت كصاحب البعرة ، وكان من حديثه أن رجلا كانت له ظنة في قومه، فجمعهم ليستبرئهم، وأخذ بعرة، فقال: إني رام ببعرتي هذه صاحب ظنتي، فجفل لها أحدهم، وقال: لا ترمني بها، فأقر على نفسه. وأبناء البعير: قوم. وبنو بعران: حي، كذا في اللسان.

صفحة : 2530

وأبو حامد محمد بن هارون بن عبد الله بن حميد البعراني، بالفتح، بغدادي، ثقة، روى عنه الدارقطني. وجفر البعر: ماء لبني ربيعة بن عبد الله بن كلاب، بين مكة واليمامة، على الجادة. والخضر بن بدران بن بعرى بن حطان: الأديب، كبشرى، كتب عنه المنذري، وضبطه. وبلال بن البعير المحاربي، فيه يقول الشاعر يهجوه:

يقولون: هذا ابن البعير ومـالـه     سنام ولا في ذروة المجد غارب. ذكره المبرد في الكامل.

ب ع ث ر.
بعثر الرجل: نظر وفتش وبعثر الشيء: فرقه وبدده، وقال الزجاج: بعثر متاعه وبحثره، إذا قلب بعضه على بعض، وزعم يعقوب أن عينها بدل من غين بغثر، أو غبن بغثر بدل منها.

وبعثر الخبر: بحثه. ويقال: بعثر الشيء وبحثره، إذا استخرجه فكشفه. وبعثره: أثار ما فيه، قال أبو عبيدة في قوله تعالى: إذا بعثر ما في القبور : أثير وأخرج. قال: وبعثر الحوض: هدمه وجعل أسفله أعلاه. وقال الزجاج: بعثرت، أي قلب ترابها، وبعث الموتى الذين فيها، وقال الفراء: أي خرج ما في بطنها من الذهب والفضة، وخروج الموتى بعد ذلك.

والبعثرة: غثيان النفس، وفي حديث أبي هريرة: إني إذا لم أرك تبعثرت نفسي ، أي جاشت وانقلبت وغثت. البعثرة: اللون الوسخ، من ذلك. ومنه: ابن بعثر، كجعفر: الشاعر ويقال بالغين، السعدي خارجي، واسمه يزيد، وفيه يقول عمران بن حطان:

لقد كان في الدنيا يزيد بن بعثرحريصا على الخيرات حلوا شمائله. في أبيات انظر كتاب البلاذري. وحملة وصلة ابنا بعثر، من بكر بن عامر، وقال الحافظ: من بني كلب بن وبرة. وعطية بن بعثر التغلبي، خبره في كتاب البلاذري.

ب ع ذ ر
بعذره بعذارة، بالكسر، أهمله الجوهري، وقال أبو زيد: أي حركه.

بعذر فلانا: نقصه، وكذلك فرفره فرفارة ونقصه، هكذا في النسخ بالنون والقاف والصاد المهملة، والصواب نقضه، بالفاء والضاد المعجمة، كما هو نص اللسان والتكملة.

ب ع ك ر
بعكره بالسيف، أهمله الجوهري، وفي التكملة: أي قطعه، ككعبره به، وسيأتي.

ب غ ر
بغر البعير كفرح ومنع بغرا بفتح فسكون وبغرا، محركة، فهو بغر ككتف، وبغير،كأمير: شرب ولم يرو، فأخذه داء من كثرة الشرب، كبحر بحرا، وكذلك الرجل، كذا في نوادر اليزيدي، وقال ابن الأعرابي: البغر والبغر: الشرب بلا ري، وقال الأصمعي: هو داء يأخذ الإبل فتشرب، فلا تروى وتمرض عنه فتموت، قال الفرزدق:

فقلت ما هو إلا السام تركبـه    كأنما الموت في أجناده البغر. وقال آخر:

وسرت بقيقاة فأنت بغير. ج بغارى، ويضم. والبغر، ويحرك والبغرة: الدفعة الشديدة من المطر، قال أبو زيد: يقال: هذه بغرة نجم كذا، ولا تكون البغرة إلا مع كثرة المطر. بغرت السماء، كمنع، بغرا.

قال أبو حنيفة: بغرت الأرض، مبنيا للمجهول: أصابها المطر فلينها قبل أن تحرث، وإن سقاها أهلها قالوا: بغرناها بغرا، أي سقيناها.

بغر النجم يبغر بغورا: سقط وهاج بالمطر، يعني بالنجم الثريا، وبغر النوءء، إذا هاج بالمطر، وأنشد:

بغرة نجم هاج ليلا فبغر.

صفحة : 2531

يقال: تفرقوا شغر بغر محركة فيهما ويكسر أولهما، وكذا شغر مغر، أي متفرقين في كل وجه، وكذا تفرقت الإبل. والبغرة: الزرع يزرع بعد المطر فيبقى فيه الثرى حتى يحقل، أي يتشعب ورقه، ويظهر ويكثر. يقال: له بغرة من العطاء لا تغيض، أي دائم العطاء.

قال أبو وجرة:

سحت لأبناء الزبـير مـآثـر     في المكرمات وبغرة لا تنجم. والبغر، محركة: الماء الخبيث تبغر عنه الماشية، أي يصيبها البغر.

البغر: كثرة شرب الماء، مصدر بغر الرجل والبعير، كفرح، أو البغر: داء يأخذ الإبل، وعطش، تشرب فلا تروى، عن ابن الأعرابي، ولو قال في أول الترجمة: بغر البعير وكذا الرجل، كفرح ومنع، بغرا، وبغرا، لكان أجمع للأقوال، وأليق بالاختصار الذي هو بصدده في سائر الأحوال.

ومما يستدرك عليه: ماء مبغرةك يصيب منه البغر. وعير رجل من قريش فقيل له: مات أبوك بشما، وماتت أمك بغرا. وأبغر، كأحمد: ناحية بسمرقند، فيها قرى متصلة، منها: أبو يزيد خالد بن بردة السمرقندي. والخضر بن بدران بن بغرى التركي الأديب كبشرى، كتب عنه المنذري وضبطه.

ب غ ب ر.
البغبور، بالضم، أهمله الجوهري، وقال ابن الأعرابي: هو الحجر الذي يذبح عليه القربان للصنم، كذا في التكملة. بغبور: لقب ملك الصين ويقال له: فغفور أيضا.

ب غ ث ر.
البغثر: الأحمق، عن ابن دريد، وزاد غيره: الضعيف، والأنثى بغثرة.

وفي التهذيب: البغثر من الرجال: الثقيل الوخم عن أبي زيد، وأنشد للحارث بن مصرف بن الحارث بن أصمع:

إني إذا محر قوم حامـا.
بللت رحمي واتقيت الذاما.
ولم يجدني بغثرا كهامـا.

البغثر: الرجل الوسخ، من ذلك. البغثر: الجمل الضخم.

بغثر بن لقيط بن خالد بن نضلة الشاعر الجاهلي، نسبه ابن الأعرابي. البغثرة بالهاء: خبث النفس تقول: ما لي أراك مبغثرا. البغثرة: الهيج والاختلاط يقال: ركب القوم في بغثرة، أي هيج واختلاط. البغثرة: التفريق، يقال: بغثر طعامه، إذا فرقه. وبغثر الكلبي، كعصفر ذكره سيف في الفتوح. وبغثره: بعثره، أي قلبه، وقد تقدم.

بغثرت نفسه: خبثت وغثت كتبغثرت، وفي حديث أبي هريرة: إذا لم أرك تبغثرت نفسي ، أي غثت، ويروى: تبعثرت ، بالعين، وقد تقدم. وأصبح فلان متبغثرا، أي متمقسا، وربما جاء بالعين، قال الجوهري: ولا أرويه عن أحد.

ب غ ش ر
بغشور، بالفتح وضم الشين المعجمة، أهمله الجوهري، وهو د بين هراة وسرخس، وقال ابن الأثير: بين مرو وهراة، يقال له: بغ، وبغشور، قال الصغاني: بينه وبين هراة خمسة وعشرون فرسخا، وفعلول في الأسماء نادر. والنسبة بغوي، على غير قياس، فإن القياس يقتضي أن تكون بغشوري، وهو معرب كوشور، أي الحفرة المالحة، وهذا تعريب غريب، فإن بغ، بالفارسية البستان، ولا ذكر للحفرة في الأصل، إلا أن يقال: إن أرض البستان دائما تكون محفورة.

صفحة : 2532

منها: أبو الحسن علي بن عبد العزيز الوراق، نزيل مكة، وابن أخيه أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز مسند الدنيا، طال عمره، فعلت روايته، مولده ببغداد سنة 214، وجده لأمه أحمد بن منيع البغوي، فلذلك نسب إليه، وتوفي سنة 316. وإبراهيم بن هاشم، عن إبراهيم بن الحجاج السامي. القاضي أبو سعيد محمد بن علي بن أبي صالح الدباس، راوي الترمذي. ومحيي السنة أبو محمد الحسين بن مسعود بن محمد الفراء، صاحب المصابيح.

وفاته: أبو الأحوص محمد بن حبان البغوي، سكن بغداد، روى عنه أحمد بن حنبل وغيره، والفقيه أبو يعقوب يوسف بن يعقوب بن إبراهيم البغوي، روى عنه الحاكم، ومحمد بن نجيد والد عبد الملك وعبد الصمد، من أهل بغ، حدثوا كلهم.

ب ق ر.
البقرة: من الأهلي والوحشي يكون للمذكر والمؤنث ويقع على الذكر والأنثى، كذا في المحكم، وإنما دخلته الهاء على أنه واحد من جنس، م أي معروف. ج بقر بحذف الهاء وبقرات، وبقر، بضمتين، وبقار، كرمان وأبقور وزان أفعول، وبواقر، وهذا الأخير نقله الأزهري عن الأصمعي، قال: وأنشدني ابن أبي طرفة:

وسكتهم بالقول حتى كأنهـم      بواقر جلح أسكنتها المراتع. وأما باقر وبقير وبيقور وباقور وباقورة فأسماء للجمع، وهذا نص عبارة المحكم، وقال: وجمع البقر أبقر: كزمن وأزمن، وأنشد لمعقل بن خويلد الهذلي:

كأن عروضيه محجة أبقر لهن ما رحن فيها مذاعق. وأنشد في بيقور:

سلع ما ومثله عشر مـا عائل ما وعالت البيقورا. وأنشد الجوهري للورل الطائي:

لا در در رجال خاب سـعـيهـم      يستمطرون لدى الأزمات بالعشر.
أجاعل أنت بيقـورا مـسـلـعة
      ذريعة لك بين الله والـمـطـر.

وإنما قال ذلك، لأن العرب كانت في الجاهلية إذا استسقوا جعلوا السلعة والعشر في أذناب البقر، وأشعلوا فيه، النار فتضج البقر من ذلك، ويمطرون، وأهل اليمن يسمون البقرة باقورة. وكتب النبي صلى الله عليه وسلم في كتاب الصدقة لأهل اليمن: في ثلاثين باقورة بقرة .

وقال الليث: الباقر: جماعة البقر مع رعاتها، والجامل: جماعة الجمال مع راعيها، وفي جمهرة ابن دريد: وباقر وبقير جمع البقر. والبقار كشداد: صاحبه، أي البقر. البقار: واد.

قال لبيد:
فبات السيل يركب جانبيه
   من البقار كالعمد الثقال. و: ع، برمل عالج، كثير الجن قيل: هو بنجد، وقيل: بناحية اليمامة. البقار: لعبة لهم، وهو تراب يجمع في الأيدي، فيجعل قمزا قمزا، كأنها صوامع، يلعب به، جعلوه اسما كالقذاف، وهو البقيري، وأنشد:

نيط بحقويها خميس أقمر     جهم كبقار الوليد أشعر.

صفحة : 2533

البقار: الحداد، والحفار. وقنة البقار: واد آخر لبني أسد. وعصا بقارية: شديدة، وفي التكملة: لبعض العصي. وبقر الكلب، كفرح: رأى البقر، أي بقر الوحش، فتحير وذهب عقله فرحا بهن. بقر الرجل بقرا، بفتح فسكون، وبقرا، محركة: حسر فلا يكاد يبصر، وأعيا، قال الأزهري: وقد أنكر أبو الهيثم فيما أخبرني عنه المنذري بقرا، بسكون القاف وقال: القياس بقرا، على فعلا، لأنه عير واقع. وبقره، كمنعه، يبقره: شقه، وفتحه ووسعه، وفي حديث حذيفة: فما بال هؤلاء الذين يبقرون بيوتنا ، أي يفتحونها ويوسعونها، ومنه حديث الإفك: فبقرت لها الحديث ، أي فتحته وكشفته.

بقر الهدهد الأرض: نظر موضع الماء فرآه. في التهذيب: روى الأعمش عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في حديث هدهد سليمان، قال: بيننا سليمان في فلاة احتاج إلى الماء، فدعا الهدهد، فبقر الأرض، فأصاب الماء فدعا الشياطين فسلخوا مواضع الماء، فرأى الماء تحت الأرض، فأعلم سليمان حتى أمر بحفره .

بقر في بني فلان، إذا عرف أمرهم، وفي التكملة: إذا علم أمرهم وفتشهم.

والبقير: المشقوق، كالمقبور. وناقة بقير: شق بطنها عن ولدها. وقال ابن الأعرابي في حديث له: فجاءت المرأة فإذا البيت مبقور، أي منتثر عيبته وعكمه الذي فيه طعامه، وكل ما فيه.

البقير: برد يشق فيلبس بلا كمين ولا جيب، كالبقيرة، وقيل: هو الإتب، وقال الأصمعي: البقيرة أن يؤخذ برد فيشق ثم تلقيه المرأة في عنقها من غير كمين ولا جيب، والأتب: قميص لا كمين له تلبسه النساء، وقال الأعشى:

كتـمـيل الـنـشـوان ير     فل في البقير وفي الإزار. وقد تقدم.

البقير: المهر يولد في ماسكة أو سلى، لأنه يشق عليه. والباقر، لقب الإمام أبي عبد الله وأبي جعفر محمد بن الإمام علي زين العابدين ابن الحسين بن علي رضي الله تعالى عنهم، ولد بالمدينة سنة 57، من الهجرة، وأمه فاطمة بنت الحسن بن علي، فهو أول هاشمي، ولد من هاشميين، علوي من علويين، عاش سبعا وخمسين سنة، وتوفي بالمدينة سنة 114، ودفن بالبقيع عند أبيه وعمه، وأعقب من سبعة: جعفر الصادق، وإبراهيم، وعبيد الله، وعلي، وزينب، وأم سلمة، وعبد الله، وإنما لقب به لتبحره في العلم وتوسعه، وفي اللسان: لأنه بقر العلم، وعرف أصله، واستنبط فرعه.

قلت: وقد ورد في بعض الآثار عن جابر بن عبد الله الأنصاري: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: يوشك أن تبقى حتى تلقى ولدا لي من الحسين يقال له: محمد، يبقر العلم بقرا، فإذا لقيته فأقرئه مني لسلام خرجه أئمة النسب.

الباقر: عرق في المآقي، نقله الصغاني، لأنه يشقها. الباقر: الأسد، لأنه إذا اصطاد الفريسة بقر بطنها. وتبيقر: توسع، كتبقر، وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه نهى عن التبقر في الأهل والمال ، قال أبو عبيد: قال الأصمعي: يريد الكثرة والسعة، قال: وأصل التبقر التوسع والتفتح، ومنه قيل: بقرت بطنه، إنما هو شققته وفتحته، ومنه حديث أم سليم: إن دنا مني أحد من المشركين بقرت بطنه .

وبيقر الرجل: هلك. وبيقر: فسد، وفي بعض النسخ: أفسد، وكلتاهما صحيحان، وعلى الأولى فسروا قوله:

صفحة : 2534

يا من رأى النعمان كان حيرا
    فسل من ذلك يوم بـيقـرا. أي يوم فساد، قال ابن سيده: هذا قول ابن الأعرابي، جعله اسما، قال: ولا أدري لترك صرفه وجها إلا أن يضمنه الضمير، ويجعله حكاية، ويروى: يوما بيقرا ، أي يوما هلك أو فسد فيه ملكه، وعلى النسخة الثانية فسر ابن الأعرابي قوله:

وقد كان زيد والقعود بأرضه     كراعي أناس أرسلوه فبيقرا. وقوله: كراعي أناس، أي ضيع غنمه للذئب. بيقر: مشى كالمتكبر، هكذا في النسخ، وفي اللسان وغيره من الأمهات: مشى مشية المنكس ولعل ما في نسخ القاموس تصحيف عن هذا، فلينظر. بيقر الرجل: أعيا وحسر، وقال ابن الأعرابي: يبقر، إذا تحير، يقال: بقر الكلب وبيقر، إذا رأى البقر فتحير، كما يقال: غزل، إذا رأى الغزال فلها.

بيقر، إذا شك في الشيء. بيقر، إذا مات. وأصل البيقرة الفساد. بيقر الدار، إذا نزلها واتخذها منزلا، عن أبي عبيدة. بيقر: نزل إلى الحضر وأقام هنالك، وترك قومه بالبادية، وخص بعضهم به العراق، كما سيأتي. بيقر: خرج إلى حيث لا يدري.

بيقر: أسرع مطأطئا رأسه، وهذا يؤيد ما في الأصول: مشى مشية المنكس،كما تقدم، قال المثقب العبدي، ويروى لعدي بن وادع:

فبات يجتاب شقارى كـمـا      بيقر من يمشي إلى الجلسد. بيقر: حرص بجمع وفي بعض الأصول: على جمع المال ومنعه. بيقر الفرس إذا خام بيده كما يصفن برجله، نقل ذلك عن الأصمعي، والخوم هو الصفون، كما سيأتي.

بيقر: خرج من الشام إلى العراق، قال امرؤ القيس:

ألا هل أتاها والحوادث جـمة    بأن امرأ القيس بن تملك بيقرا. بيقر: هاجر من أرض إلى أرض، ويقال: خرج من بلد إلى بلد، فهو مبيقر، وهو مما ألحقوه بالمصغرات، وليس بمصغر، في ألفاظ سبق ذكرها في ب ط ر. وقال السهيلي في الروض: المهينم والمبيطر والمبيقر لو صغرت واحدا من هذه الأسماء لحذفت الياء الزائدة، كما تحذف الألف من مفاعل، ويلحق ياء التصغير في موضعها، فيعود اللفظ إلى ما كان، فيقال في تصغير: مهينم ومبيطر: مهنم ومبطر، وله في هذا المقام بحث نفيس فراجعه.

والبقيرى، كسميهى: لعبة الصبيان، وهي كومة من تراب وحولها خطوط، ذكره ابن دريد. وبقر الصبي تبقيرا: لعبها يأتون إلى موضع قد خبئ لهم فيه شيء، فيضربون بأيديهم بلا حفر، يطلبونه، والذي في الجمهرة لابن دريد: بيقر الصبي بيقرة: لعب البقيرى، فهو مبيقر. فانظره وتأمل. والبيقران: نبت، عن أبي مالك، قال ابن دريد: ولا أدري ما صحته.

والبقارى بالضم والشد وفتح الراء: الكذب، والداهية، كالبقر، كصرد، يقال: جاء بالشقارى والبقارى، وجاء بالشقر والبقر، أي الكذب، نقله ابن دريد في الجمهرة عن أبي مالك، وقال: الصقارى: والبقارى والصقر والبقر، وأورده الميداني أيضا في مجمع الأمثال.

والبيقر، كحيدر: الحائك. والأبيقر، كأنه تصغير أبقر: هو الرجل الذي لا خير فيه ولا شر، كما في التكملة. والمبقرة، بالفتح: الطريق: لسعتها، أو لكونها مشقوقة مفتوحة.

وعين البقر بعكا من سواحل الشام. وعيون البقر: ضرب من العنب أسود، كبير مدحرج غير صادق الحلاوة، وهو مجاز.

صفحة : 2535

عيون البقر بفلسطين يطلق على ضرب من الإجاص، على التشبيه. والبقرة، محركة: طائر يكون أبرق أو أطحل أو أبيض. ج بقر، بفتح فسكون. وبقر، محركة: ع قرب خفان بالقرب من الكوفة. وقرون بقر: موضع في ديار بني عامر بن صعصعة بن كلاب، المجاورة لبلحارث بن كعب، بها وقعة. ودعصتا بقر: دعصتان في شق الدهنا بالحجاز بأرض بني تميم.

وذو بقر: واد بين أخيلة الحمى، حمى الربذة، وقد تقدم ذكر الأخيلة عند ذكر الربذة.

يقال: فتنة باقرة كداء البطن، وفي حديث أبي موسى: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: سيأتي على الناس فتنة باقرة تدع الحليم حيران ، أي واسعة عظيمة، وقيل: صادعة للألفة شاقة للعصا، مفسدة للدين، ومفرقة بين الناس، وشبهها بوجع البطن، لأنه لا يدري ما هاجه، وكيف يداوي ويتأتى له. وبقيرة، كسفينة: حصن بالأندلس من أعمال رية. و: د آخر شرقيها أي بالأندلس، منه: أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن حكيم بن البقري، حدث عنه الفقيه أبو عمر بن عبد البر القرطبي. البقيرة: كجهينة: فرس عمرو بن صخر بن أشنع، نقله الصغاني. بقير: كزبير بن عبد الله بن شهاب بن مالك. محدث عن جده في يوم اليمامة، نقله الحافظ.

من أمثالهم: جاء فلان بالصقر والبقر، والصقارى والبقارى ، وقد تقدم ضبطها، أي بالكذب، وبالداهية، كما صرح به الميداني وغيره من أهل الأمثال.

روى عمرو عن أبيه: البيقرة: كثرة المال والمتاع.

ومما يستدرك عليه: ناقة بقير: شق بطنها عن ولدها. وقد تبقر وابتقر وانبقر، قال العجاج:

تنتج يوم تلقح انبقارا. وقال أبو عدنان عن ابن نباتة: المبقر: الذي يخط في الأرض دارة قدر حافر الفرس، وتدعى تلك الدارة: البقرة، قال طفيل الغنوي يصف خيلا، وقال الصغاني: يصف كتيبة:

أبنت فما تنفك حول متالـع    لها مثل آثار المبقر ملعب. وقال الأصمعي: بقر القوم ما حولهم، أي حفروا واتخذوا الركايا. ورجل باقرة: فتش عن العلوم. والبقر: قدر واسعة كبيرة نقله ابن الأثير عن الحافظ أبي موسى.

ومن المجاز: البقر: العيال، يقال: جاء فلان يجر بقرة، أي عيالا، وعليه بقرة من عيال ومال، أي جماعة. وقال الزمخشري: والمراد الكثرة والاجتماع كقولهم: له قنطار من ذهب، وهو ملء مسك البقرة، لما استكثر ما يسع جلدها، فضربوه مثلا في الكثرة.

وبيقر الرجل في ماله، إذا أسرع فيه وأفسده. وعن أبي عبيدة: بيقر الرجل في العدو، إذا اعتمد فيه. وبيقور: موضع. ونزلة أبي بقر: قرية بالبهنساوية. وبوقير، بالضم: جزيرة قرب رشيد.

وبقير: كهذيل بن سعيد بن سعد: بطن من خولان، والنسبة إليه بقري، كهذلي، منهم أخنس بن عبد الله الخولاني، شهد فتح مصر، هكذا ضبطه عبد الغني بن سعيد، وقال: حدثني بذلك أبو الفتح عن أبي سعيد. والباقرة: من قرى اليمامة، وهما باقرتان، كذا في المعجم.

وبقيرة، كسفينة: امرأة القعقاع بن أبي حدرد، لها صحبة، حديثها في مسند أحمد.

صفحة : 2536

وبقير بن عمرو الخزاعي، له صحبة. والباقور: لقب. ومن أمثالهم: الظباء على البقر ، و الكراب على البقر: وقد تقدم. ومحمد بن أبي بكر بن أحمد بن محمد البقري، محركة روى عن أبيه، وعنه أبو جعفر المناديلي. ومحمد بن عبد الله بن حكيم القرطبي البقري، سمع محمد بن معاوية بن أحمر. ودار البقر: قريتان بمصر: القبلية والبحرية، كلتاهما في الغربية. وبنو بقر: قبيلة من جذام، إليها نسبت تلك القرية. وكوم البقر بالكفور الشاسعة، والبقار، كشداد، بالشرقية. والبقارة تذكر مع فرما من مدن الجفار، خراب الآن. والبقرة، محركة: ماءة بالحوأب، عن يمينه، لبني كعب بن عبد من بني كلاب، وعندها الهروة، وبها معدن ذهب. وبقران، محركة، وقيل بكسر القاف، واد، أو جبل في مخلاف بني نجيد من اليمن، تجلب منه الفصوص البقرانية.