الباب العاشر: باب الراء - الباب العاشر: باب الراء - الفصل الثاني: فصل الباء الموحدة مع الراء: الجزء الرابع

فصل الباء الموحدة مع الراء

الجزء الرابع

ب ق ط ر.
البقطرية، بالضم أهمله الجوهري، قال الفراء: البقطرية: الثياب البيض الواسعة. كالقبطرية.

بقطر كعصفر: رجل، وبلال بن بقطر، عن أبي بكرة، وعنه عطاء بن السائب، ذكره ابن معين. وأبو الخطاب عثمان بن موسى بن بقطر، ذكره البخاري ومسلم، وهو بصري.

وبقاطر الأسقف. جاء ذكره في حديث مرسل.

ب ك ب ر.
بكبرة، كسخبرة، أهمله الجوهري والجماعة، وقال الذهبي: هو لقب عبد السلام بن أحمد بن إسماعيل الهروي، حدث، روى عنه حماد الحراني، وأبو روح الهروي، وغيرهما.

ب ك ر.
البكرة، بالضم: الغدوة، قال سيبويه: من العرب من يقول: أتيتك بكرة، نكرة منونا، وهو يريد في يومه أوغده. وفي التهذيب: البكرة من الغد، ويجمع بكرا وأبكارا، وقوله تعالى: ولقد صبحهم بكرة عذاب مستقر بكرة وغدوة إذا كانتا نكرتين نونتا وصرفتا، وإذا أرادوا بها بكرة يومك وغداة يومك لم تصرفهما، فبكرة هنا نكرة، كالبكرة، محركة.

وفي الصحاح: سير على فرسك بكرة وبكرا،كما تقول: سحرا، والبكر: البكرة. واسمها الإبكار، كالإصباح، قال سيبويه: هذا قول أهل اللغة، وعندي أنه مصدر أبكر.

وفي التهذيب: والبكور والتبكير: الخروج في ذلك الوقت. والإبكار: الدخول في ذلك الوقت.

البكرة بالفتح: اسم للتي يستقى عليها، وهي خشبة مستديرة في وسطها محز للحبل، وفي جوفها محور تدور عليه، يستقى عليها، أو هي المحالة السريعة، ويحرك، وهذه عن الصغاني، وهكذا لابن سيده في المحكم، وهو تابع له في أكثر السياق، فاعتراض شيخنا عليه هنا في غير محله. ج بكر، بالتحريك، وهو من شواذ الجمع، لأن فعلة لا تجمع على فعل إلا أحرفا، مثل: حلقة وحلق، وحمأة وحمإ، وبكرة وبكر، كما في الصحاح، أو هو اسم جنس جمعي، كشجرة وشجر، قاله شيخنا، وبكرات أيضا، قال الراجز:

والبكرات شرهن الصائمه. يعني التي لا تدور.

البكرة: الجماعة. والفتية من الإبل. قال الجوهري: وج البكر بكار كفرخ وفراخ. وبكر عليه وإليه وفيه يبكر بكروا، بالضم، وبكر تبكيرا، وابتكر، وأبكر إبكارا وباكره: أتاه بكرة، كله بمعنى، أي باكرا، فإن أردت به بكرة يوم بعينه قلت: أتيته بكرة، غير مصروف، وهي من الظروف التي لا تتمكن. وكل من بادر إلى شيء فقد أبكر إليه وعليه، وبكر في أي وقت كان بكرة أو عشية، يقال: بكروا بصلاة المغرب، أي صلوها عند سقوط القرص.

صفحة : 2537

رجل بكر في حاجته، كندس، وبكر،كحذر، وبكير، كأمير: قوي على البكور وبكر وبكير كلاهما على النسب، إذ لا فعل له ثلاثيا بسيطا.

في المحكم: وبكره على أصحابه تبكيرا، وأبكره عليهم: جعله يبكر عليهم. وأبكر الورد والغداء: عاجلهما، وقال أبو زيد: أبكرت على الورد إبكارا،وكذلك أبكرت الغداء.

وقال غيره: يقال: باكرت الشيء، إذا بكرت له، قال لبيد:

باكرت حاجتها الدجاج بسحرة. معناه بادرت صقيع الديك سحرا إلى حاجتي.

ويقال: أتيته باكرا، فمن جعل الباكر نعتا قال للأنثى: باكرة، ولا يقال: بكر ولا بكر، إذا بكر.

وبكر تبكيرا، وأبكر، وتبكر: تقدم، وهو مجاز. وفي حديث الجمعة: من بكر يوم الجمعة وابتكر فله كذا وكذا ، قالوا: بكر: أسرع وخرج إلى المسجد باكرا، وأتى الصلاة في أول وقتها، وهو مجاز. وقال أبو سعيد: معناه من بكر إلى الجمعة قبل الأذان وإن لم يأتها باكرا فقد بكر: وأما ابتكارها فهو أن يدرك أول وقتها، وقيل: معنى اللفظين واحد، مثل فعل وافتعل، وإنما كرر للمبالغة والتوكيد، كما قالوا: جاد مجد.

بكر إلى الشيء كفرح: عجل. قاله ابن سيده ومن المجاز: غيث باكر وباكور، الباكور والباكر من المطر: ما جاء في أول الوسمي،كالمبكر، من أبكر، والبكور، كصبور، ويقال أيضا: هو الساري في آخر الليل وأول النهار، وأنشد:

جرر السيل بها عثنونه     وتهادتها مداليج بكر. وفي الأساس: سحابة مدلاج بكور. الباكور: المعجل المجيء والإدراك من كل شيء، وبهاء الأنثى، أي الباكورة. باكورة الثمرة منه، ومن المجاز: ابتكر الفاكهة: أكل باكورتها، وهي أول ما يدرك منها، وكذا ابتكر الرجل: أكل باكورة الفاكهة.

من المجاز: الباكورة: النخل التي تدرك أولا، كالبكيرة والمبكار والبكور، كصبور. جمعه أي البكور بكر، بضمتين، قال المتنخل الهذلي:

ذلك ما دينك إذ جنبـت     أحمالها كالبكر المبتل. قال ابن سيده: وصف الجمع بالواحد، كأنه أراد المبتلة فحذف، لأن البناء قد انتهى، ويجوز أن يكون المبتل جمع مبتلة، وإن قل نظيره، ولا يجوز أن يعني بالبكر هنا الواحدة، لأنه إنما نعت حدوجا كثيرة، فشبهها بنخيل كثيرة. وقول الشاعر: إذا ولدت قرائب أم نبل فذاك اللؤم واللقح البكور.

أي إنما عجلت بجمع اللؤم، كما تعجل النخلة والسحابة. وفي الأساس: ومن المجاز: نخلة باكر وبكور: تبكر بحملها. وأرض مبكار: سريعة الإنبات. وسحابة مبكار: مدلاج من آخر الليل.

والبكر، بالكسر: العذراء، وهي التي لم تفتض. ومن الرجال: الذي لم يقرب امرأة بعد. ج أبكار، والمصدر البكارة: بالفتح.

البكر: المرأة، والناقة، إذا ولدتا بطنا واحدا، والذكر والأنثى فيهما سواء، وقال أبو الهيثم: والعرب تسمي التي ولدت بطنا واحدا بكرا: بولدها الذي تبتكر به، ويقال لها أيضا: بكر ما لم تلد، ونحو ذلك، قال الأصمعي: إذا كان أول ولد ولدته الناقة فهي بكر، والجمع أبكار وبكار، قال أبو ذؤيب الهذلي:

وإن حديثا منك لـو تـبـذلـينـه     جنى النحل في ألبان عوذ مطافل.
مطافيل أبكار حديث نـتـاجـهـا
   تشاب بماء مثل ماء المفاصـل.

صفحة : 2538

البكر: أول كل شيء. البكر: كل فعلة لم يتقدمها مثلها. البكر: بقرة لم تحمل، أو هي الفتية، وكلاهما واحد، فول قال: فتية لم تحمل، لكان أولى، كما في غيره من الأصول، وفي التنزيل: لا فارض ولا بكر أي ليست بكبيرة ولا صغيرة.
من المجاز: البكر: السحابة الغزيرة، شبهت بالبكر من النساء. قلت: قال ثعلب: لأن دمها أكثر من دم الثيب، وربما قيل: سحاب بكر، أنشد ثعلب:

ولقد نظرت إلى أغر مشهر     بكر توسن في الخميلة عونا. البكر: أول ولد الأبوين غلاما كان أو جارية، وهذا بكر أبويه، أي أول ولد يولد لهما، وكذلك الجارية بغير هاء، وجمعهما جميعا أبكار، وفي الحديث: لا تعلموا أبكار أولادكم كتب النصارى، يعني أحداثكم. وقد يكون البكر من الأولاد في غير الناس، كقولهم: بكر الحية.

ومن المجاز قولهم: أشد الناس بكر بن بكرين، وفي المحكم: بكر بكرين، قال:

يا بكر بكرين ويا خلب الكـبـد     أصبحت مني كذراع من عضد. من المجاز: البكر: الكرم الذي حمل أول مرة، جمعه أبكار، قال الفرزدق:

إذا هن ساقطن الحـديث كـأنـه    جنى النحل أو أبكار كرم تقطف. من المجاز: الضربة. البكر: هي القاطعة القاتلة، وفي بعض النسخ: الفاتكة، وضربة بكر: لا تثنى، وفي الحديث: كانت ضربات علي كرم الله وجهه أبكارا، إذا اعتلى قد، وإذا اعترض قط، وفي رواية: كانت ضربات علي مبتكرات لا عونا ، أي أن ضربته كانت بكرا تقتل بواحدة منها، لا يحتاج أن يعيد الضربة ثانيا، والمراد بالعون المثناة.

البكر بالضم، والبكر بالفتح: ولد الناقة، فلم يحد ولا وقت، أو الفتي منها، فمنزلته من الإبل منزلة الفتي من الناس، والبكرة بمنزلة الفتاة، والقلوص بمنزلة الجارية، والبعير بمنزلة الإنسان، والجمل بمنزلة الرجل، والناقة بمنزلة المرأة، أو الثني منها إلى أن يجذع، أو ابن المخاض إلى أن يثنى، أو هو ابن اللبون والحق والجذع، فإذا أثنى فهو جمل، وهو بعير حتى يبزل، وليس بعد البازل سن يسمى، ولا قبل الثني سن يسمى. قال الأزهري: هذا قول ابن الأعرابي وهو صحيح، وعليه شاهدت كلام العرب. أو هو الذي لم يبزل، والأنثى بكرة، فإذا بزلا فجمل وناقة، وقيل في الأنثى أيضا: بكر، بلا هاء. وقد يستعار للناس، ومنه حديث المتعة: كأنها بكرة عيطاء ، أي شابة طويلة العنق في اعتدال.

قال شيخنا: والضم الذي ذكره في البكر بالمعاني السابقة، لا يكاد يعرف في شيء من دواوين اللغة، ولا نقله أحد من شراح الفصيح، على كثرة ما فيها من الغرائب، ولا عرج عليه ابن سيده، ولا القزاز، مع كثرة اطلاعهما وإيرادهما لشواذ الكلام، فلا يعتد بهذا الضم.

قلت: وقد نقل الكسر عن ابن سيده في بيت عمرو بن كلثوم، فيكون بالتثليث كما سيأتي قريبا.

ج في القلة أبكر، قال الجوهري: وقد صغره الراجز، وجمعه بالياء والنون فقال:

قد شربت إلا الدهيد هينا    قليصات وأبيكـرينـا. وقال سيبويه: هو جمع الأبكر كما تجمع الجزر والطرق، فتقول:طرقات وجزرات، ولكنه أدخل الياء والنون، كما أدخلها في الدهيدهين.

صفحة : 2539

الجمع الكثير بكران بالضم، وبكار بالكسر، مثل فرخ وفراخ، قاله الجوهري. وبكارة بالفتح والكسر، مثل فحل وفحالة، كذا في الصحاح، والأنثى بكرة، والجمع بكار، بغير هاء، كعيلة وعيال، وقال ابن الأعرابي: البكارة للذكور خاصة، والبكار بغير هاء للإناث.

وفي حديث طهفة: وسقط الأملوج من البكارة ، وهي بالكسر جمع البكر بالفتح، يريد أن السمن الذي قد علا بكارة الإبل بما رعت من هذا الشجر قد سقط عنها، فسماه باسم المرعى، إذ كان سببا له، وقال ابن سيده في بيت عمرو بن كلثوم:

ذراعي عيطل أدمـاء بـكـر     غذاها الخفض لم تحمل جنينا. أصح الروايتين بكر بالكسر، والجمع القليل من ذلك أبكار. قلت: فإذا هو مثلث.

من المجاز: البكرات محركة: الحلق التي في حلية السيف، شبيهة بفتخ النساء.

البكرات: جبال شمخ عند ماء لبني ذؤيب، كذا في النسخ، والصواب لبني ذؤيبة. كما هو نص الصغاني، وهم من الضباب، يقال له: البكرة بفتح فسكون.

البكرات: قارات سود برحرحان، أبو بطريق مكة شرفها الله تعالى، قال امرؤ القيس:

غشيت ديار الحي بالبكرات      فعارمة فبرقة العـيرات. والبكرتان: هضبتان حمراوان لبني جعفر بن الأضبط، وفيهما ماء يقال له: البكرة أيضا، نقله الصغاني. بكار ككتان: ة قرب شيراز، منها: أبو العباس عبد الله بن محمد بن سليمان الشيرازي، حدث عن إبراهيم بن صالح الشيرازي وغيره، وتوفي سنة 348.

بكار: اسم جماعة من المحدثين، منهم: القاضي أبو بكر بكار بن قتيبة بن أسد البصري الحنفي، قاضي مصر. وبكار: جد أبي القاسم الحسين بن محمد بن الحسين الشاهد. وغيرهم.

بكر، كعنق: حصن باليمن نقله الصغاني. بكير، كزبير: اسم جماعة من المحدثين،كبكير بن عبد الله بن الأشج المدني، وبكير بن عطاء الليثي. ومن القبائل: بكير بن ياليل بن ناشب، من كنانة، منهم من الرواة: محمد بن إياس بن البكير، تابعي وغيرهم. وأبو بكرة نفيع بن الحارث بن كلدة بن عمرو بن علاج الثقفي، أو هو نفيع بن مسروح، والحارث بن كلدة مولاه، الصحابي المشهور بالبصرة، تدلى يوم الطائف من الحصن ببكرة فكناه النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكرة لذلك، ومن ولده أبو الأشهب هوذة بن خليفة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكرة، ثقفي، سكن بغداد، كتب عنه أبو حاتم. والنسبة إلى أبي بكر الصديق، وإلى بني بكر بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة، وإلى بكر بن عوف بن النخع، وإلى بكر بن وائل بن قاسط بن هنب: بكري.

فمن الأول: القاضي أبو محمد عبد الله بن أحمد بن أفلح بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، حدث عن هلال بن العلاء الرقي. ومن بكر النخع: جهيش بن يزيد بن مالك البكري، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم. وعلقمة بن قيس صاحب علي وابن مسعود. ومن بكر عبد مناة: عامر بن وائلة الليثي، وغيره. ومن بكر بن وائل: حسان بن خوط بن شعبة البكري، صحابي، شهد مع علي الجمل، ومعه ابناه الحارث وبشر.

النسبة إلى بني أبي بكر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، واسمه عبيد، ولقبه البزري وكذا إلى بكر آباذ، محلة بجرجان: بكراوي.

صفحة : 2540

فمن الأول: مطيع بن عامر بن عوف الصحابي، وأخوه ذو اللحية شريح، له صحبة أيضا، والمحلق عبد العزى بن حنتم بن شداد بن ربيعة بن عبد الله بن أبي بكر بن كلاب.

ومن بكر آباذ: أبو سعيد بن محمد البكراوي، وأبو الفتح سهل بن علي بن أحمد البكراوي، وأبو جعفر كميل بن جعفر بن كميل الفقيه الجرجاني الحنفي، وغيرهم.

وبكر: ع ببلاد طيئ، وهو واد عند رمان. والبكران: ع بناحية ضرية، نقله الصغاني، والبكران: ة.

قولهم: صدقني سن بكره ، من الأمثال المشهورة، وبسطه الميداني في مجمع الأمثال، وهو برفع سن ونصبه، أي خبرني بما في نفسه، وما انطوت عليه ضلوعه، وأصله أن رجلا ساوم في بكر بفتح فسكون، فقال: ما سنه? فقال: بازل، ثم نفر البكر، فقال صاحبه له: هدع هدع. بكسر ففتح فسكون فيهما، وهذه لفظة يسكن بها الصغار من ولد الناقة، فلما سمعه المشتري قال: صدقني سن بكره، ونصبه على معنى: عرفني، فيكون السن منصوبا على أنه مفعول ثان، أو إرادة خبر سن، أو في سن، فحذف المضاف أو الجار على الوجهين ورفعه على أنه جعل الصدق للسن توسعا.

من المجاز: بكر تبكيرا: أتى الصلاة لأول وقتها، وفي الحديث: لا يزال الناس بخير ما بكروا بصلاة المغرب: ،معناه: ما صلوها في أول وقتها، وفي حديث آخر: بكروا بالصلاة في يوم الغيم، فإنه من ترك العصر حبط عمله ، أي حافظوا عليها وقدموها.

من المجاز: ابتكر الرجل، إذا أدرك أول الخطبة. وعبارة الأساس: وابتكر الخطبة: سمع أولها، وهو من الباكورة. من المجاز: ابتكر، إذا أكل باكورة الفاكهة، وأصل الابتكار الاستيلاء على باكورة الشيء. وأول كل شيء: باكورته. في نوادر الأعراب: ابتكرت المرأة: ولدت ذكرا في الأول، وانثنت: جاءت بولد ثنى، وانثنت: جاءت بولد ثنى، واثتلثت ولدهضا الثالث، وابتكرت أنا واثتنيت واثتلثت. وقال أبو البيداء: ابتكرت الحامل إذا ولدت بكرها، وأثنت في الثاني، وثلثت في الثالث، وربعت، وخمست، وعشرت. وقال بعضهم: أسبعت، وأعشرت، وأثمنت، في الثامن، والعاشر، والسابع. وأبكر فلان: وردت إبله بكرة النهار. وبكرون كحمدون: اسم وأحمد بن بكرون بن عبد الله العطار الدسكري، سمع أبا طاهر المخلص، توفي سنة 434.

ومما يستدرك عليه: حكى اللحياني عن الكسائي: جيرانك باكر، وأنشد:

يا عمرو جيرانكم باكـر      فالقلب لا لاه ولا صابر. قال ابن سيده: وأراهم يذهبون في ذلك إلى معنى القوم والجمع، لأن لفظ الجمع واحد، إلا أن هذا إنما يستعمل إذا كان الموصوف معرفة، لا يقولون: جيران باكر. هذا قول أهل اللغة، قال: وعندي أنه لا يمتنع جيران باكر، كما لا يمتنع جيرانكم باكر.

ومن المجاز: عسل أبكار، أي تعسله أبكار النحل، أي أفتاؤها، ويقال: بل أبكار الجواري يلينه وكتب الحجاج إلى عامل له: ابعث إلى بعسل خلار، من النحل الأبكار من الدستفشار، الذي لم تمسه النار يريد بالأبكار أفراخ النحل، لأن عسلها أطيب وأصفى. وخلار: موضع بفارس، والدستفشار: فارسية معناه ما عصرته الأيدي وعالجته وقال الأعشى:

تنخلها من بكار القطاف      أزيرق آمن إكسادها. بكار القطاف: جمع باكر، كما يقال صاحب وصحاب، وهو أول ما يدرك.

صفحة : 2541

ومن المجاز عن الأصمعي: نار بكر: لم تقتبس من نار. وحاجة بكر: طلبت حديثا، وفي الأساس: وهي أول حاجة رفعت، قال ذو الرمة:

وقوفا لدى الأبواب طلاب حـاجة     عوان من الحاجات أو حاجة بكرا. ومن المجاز: يقال: ما هذا الأمر منك بكرا ولا ثنيا، على معنى: ما هو بأول ولا ثان.

والبكر: القوس، قال أبو ذؤيب:

وبكر كلما مست أصـاتـت     ترنم نغم ذي الشرع العتيق. أي القوس أول ما يرمى عنها، شبه ترنمها بنغم ذي الشرع، وهو العود الذي عليه أوتار.

والبكر: الدرة التي لم تثقب، قال امرؤ القيس:

كبكرة مقاناة البياض بصفرة. ذكره شراح الديوان كما نقله شيخنا.

ومن الأمثال: جاؤوا على بكرة أبيهم ، إذا جاؤوا جميعا على آخرهم. وقال الأصمعي: جاؤوا على طريقة واحدة، وقال أبو عمرو: جاؤوا بأجمعهم، وفي الحديث: جاءت هوازن على بكرة أبيها ، هذه كلمة العرب، يريدون بها الكثرة وتوفير العدد، وأنهم جاؤوا جميعا لم يتخلف منهم أحد، وقال أبو عبيدة: معناه جاؤوا بعضهم في إثر بعض، وليس هناك بكرة حقيقة، وهي التي يستقى عليها الماء العذب، فاستعيرت في هذا الموضع، وإنما هي مثل. قال ابن بري: قال ابن جني: وعندي أن قولهم: جاؤوا على بكرة أبيهم، بمعنى جاؤوا بأجمعهم، هو من قولك: بكرت في كذا، أي تقدمت فيه، ومعناه: جاؤوا على أوليتهم، أي لم يبق منهم أحد، بل جاؤوا من أولهم إلى آخرهم. وبكر: اسم، وحكى سيبويه في جمعه أبكر وبكور. وبكير وبكار ومبكر أسماء.

وأبو بكرضة بكار بن عبد العزيز بن أبي بكرة البصري، وبكر بن خلف، وبكر بن سوادة، وبكر بن عمرو المعافري، وبكر بن عمرو، وبكر بن مضر: محدثون. وأحمد بن بكران بن شاذان، وأبو بكر أحمد بن بكران الزجاج النحوي، حدثا. وأبو العباس أحمد بن أبي بكير، كأمير، سمع أبا الوقت، وأخوه تميم كان معيدا ببغداد، وابنه أبو بكر سمع من ابن كليب، وأبو الخير صبيح بن بكر، وبتشديد الكاف، البصري، حدث عن أبي القاسم العسكري وأبي بكر بن الزاغوني، وكان ثقة، ذكره ابن نقطة.

ب ك ه ر.
بكهور، بفتح فسكون، أهمله الجماعة، وهو اسم ملك الهند، لغة في بلهور، باللام، أو تصحيف عنه.

ومما يستدرك عليه هنا: ب ل ذ ر.

البلاذر، وهو ثمر الفهم مشهور. وأحمد بن جابر بن داوود البلاذري: من مشاهير النسابة المؤرخين. وأبو محمد أحمد بن محمد بن إبراهيم بن هاشم البلاذري، بالذال المعجمة، المذكر الطوسي، الحافظ الواعظ: عالم بالحديث.

ب ل ر.
البلور أهمله الجوهري، وقال الصغاني: هو كتنور وسنور وسبطر وهذه عن ابن الأعرابي، وهو مخفف اللام: جوهر م، أي معروف أبيض شفاف، واحدته بلورة، وقيل: هو نوع من الزجاج.

في التهذيب عن ابن الأعرابي: البلور كسنور: الرجل الضخم الشجاع، وفي حديث جعفر الصادق رضي الله عنه: لا يحبنا أهل البيت الأحدب الموجه، ولا الأعور البلورة . قال أبو عمرو الزاهد: هو الذي عينه ناتئة. قال ابن الأثير: هكذا شرحه ولم يذكر أصله.

البلور، كتنور: العظيم من ملوك الهند، لغة في بلهور.

ب ل ج ر.
بلنجر، كغضنفر، أهمله الجوهري، وقال الصغاني: هو د، بالخزر خلف باب الأبواب، أي داخله، قيل: نسب إلى بلنجر بن يافث. وأحمد بن عبيد بن ناصح بن بلنجر: محدث نحوي له ذكر في شرح ديوان المفضل الضبي.

ب ل غ ر.

صفحة : 2542

بلغر، كقرطق، أهمله الجوهري وصاحب اللسان، والعامة تقول: بلغار، وهذا هو المشهور، وهو الذي جزم به غير واحد، كياقوت وصاحب المراصد، قالوا: هي مدينة الصقالبة، ضاربة في الشمال، شديدة البرد، وقد نسب إليها بعض المتأخرين.

ب ل س ر.
ومما يستدرك عليه: البلسرة، بكسر السين وراء: ماء لبني أبي بكر بن كلاب بأعالي نجد، عن الأصمعي.

ب ل ق ط ر.
ومما يستدرك عليه: بلقطر، كغضنفر: قرية بالبحيرة من أعمال مصر، منها الإمام الفقيه المحدث إبراهيم بن عيسى ابن موسى، وابن عمه علي بن فياض الزبيريان البلقطريان، حدثا بمصر عاليا عن النور الأجهوري، وقد روى عنهما شيخ مشايخنا الشهاب أحمد بن مصطفى بن أحمد السكندري.

ب ل ه ر.
البلهور، كغضنفر أهمله الجوهري، وقال الصغاني: هو المكان الواسع.

ومما يستدرك عليه: كل عظيم من ملوك الهند بلهور، مثل به سيبويه، وفسره السيرافي.

ب ن ر.
البنور، كصبور، كذا في النسخ، وهو غلظ، وقد أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وقال ابن الأعرابي: المنبور هو المختبر من الناس، هكذا هو في التكملة.

ومما يستدرك عليه: بنور، كتنور: بلد بالهند، منها الشيخ آدم البنوري، تلميذ أبي العباس أحمد بن عبد الأحد الفاروقي. وبنار، ككتاب: قرية ببغداد، مما يلي طريق خراسان، منها أبو إسحاق إبراهيم بن بدر البناري، سمع أبا الوقت وغيره، وعنه ابن نقطة، كذا في التبصير للحافظ.

ب ن د ر.
البنادرة، أهمله الجوهري، وأورده الصغاني في تركيب ب د ر على أن النون زائدة، وهم تجار يلزمون المعادن، دخيل. أو هم الذين يخزنون البضائع للغلاء. جمع بندار، بالضم.

وفي كتاب ابن الصلاح في معرفة الحديث: البندار: من يكون مكثرا من شيء يشتريه منه من هو دونه، ثم يبيعه، قاله الطيبي في أول الدخان من حواشي الكشاف. وفي النوادر: رجل بندري ومبندر، وهو الكثير المال.

أبو بكر محمد بن بشار، ككتان، ووهم من ضبطه بالتحتية والسين المهملة، وهو ابن داوود بن كيسان، العبدي، مولاهم، البصري، وبندار، أحد أئمة السنة، ولذلك لقب بندارا، لأنه جمع حديث مالك، روى له أصحاب الأصول الستة. وبندار معناه الحافظ. والبندار أيضا: لقب أبي بكر بن أحمد بن إسحاق بن وهب بن الهيثم بن خداش، سمع البربهائي وغيره، وروى عنه الدار قطني، وكان ثقة.

وأبو المعالي ثابت بن بندار بن إبراهيم الباقلاني. والبندار أيضا: أبو منصور محمد بن محمد بن عثمان، عرف بابن السواق، سمع أبا بكر بن القطيعي، وكان ثقة. وأبو بكر محمد بن هارون بن سعيد بن بندار، سكن سمرقند، وحدث. والحسن بن موسى بن بندار بن خرشاذ الديلمي، حدث. والبندر في اصطلاح سفر البحر: المرسى والمكلأ، نقله الصغاني، أي مربط السفن على الساحل. والبندارية: قرية بالصعيد الأعلى وقد دخلتها، وقريتان بأسفل مصر.

والبندير، بالفتح: دف فيه جلاجل، مولدة.

ب ن ص ر.
البنصر بالكسر: الإصبع التي بين الوسطى والخنصر، مؤنثة، عن اللحياني.

قال الجوهري: والجمع البناصر. وذكره في ب ص ر وهم، بناء على أن النون فيه أصلية، كما اختاره المصنف.

ب و ر.

صفحة : 2543

البور، بالفتح: الأرض قبل أن تصلح للزرع، وهو مجاز، وعن أبي عبيد: هي الأرض التي لم تزرع، وقال أبو حنيفة: البور: الأرض كلها قبل أن تستخرج حتى تصلح للزرع أو الغرس، وفي كتاب النبي صلى الله عليه وسلم لأكيدر دومة: ولكم البور والمعامي وأعفال الأرض . قال ابن الأثير: وهو بالفتح مصدر وصف به، ويروى بالضم، وهو جمع البوار، وهي الأرض الخراب التي لم تزرع. أو هي التي تجم سنة لتزرع من قابل.

والبور: الاختبار والامتحان، كالابتيار. وباره بورا وابتاره، كلاهما: اختبره.

ويقال للرجل إذا قذف امرأة بنفسه أنه فجر بها: فإن كان كاذبا فقد ابتهرها، وأن كان صادقا فهو الابتيار، بغير همزة، افتعال من: برت الشيء أبوره: اختبرته، وقال الكميت:

قبيح بمثلي نعت الفـتـا     ة    إما ابتهارا وإما ابتيارا. يقول: إما بهتانا وإما اختبارا بالصدق، لاستخراج ما عندها.
والبور: الهلاك، بار بورا. وأباره الله تعالى: أهلكه، وفي حديث أسماء: في ثقيف كذاب ومبير ، أي مهلك يسرف في إهلاك الناس، وفي حديث علي: لو عرفناه أبرنا عترته، وقد ذكر في أبر. وبنو فلان بادوا وباروا.

ومن المجاز: البور: كساد السوق، كالبوار، فيهما، قد بار بورا وبوارا.

والبور: جمع بائر، كصاحب وصحب، أو كنائم ونوم، وصائم وصوم، فهو على هذا اسم للجمع. البور بالضم: الرجل الفاسد والهالك، الذي لا خير فيه، كذا في الصحاج، وقال الفراء في قوله تعالى: وكنتم قوما بورا : البور مصدر يستوي فيه الاثنان والجمع والمؤنث. قال أبو عبيدة: رجل بور، ورجلان بور، وقوم بور، وكذلك الأنثى، ومعناه هالك.

قال شيخنا: وأنشدنا الإمام ابن المسناوي، رضي الله عنه، لبعض الصحابة، وإخاله عبد الله بن رواحة:

يا رسول المليك إن لساني     راتق ما فتقت إذ أنا بور. ونسبه الجوهري لعبد الله بن الزبعري السهمي، وقد يكون بور هنا جمع بائر، مثل حول وحائل، وحكى الأخفش عن بعضهم أنه لغة، وليس بجمع لبائر، كما يقال: أنت بشر، وأنتم بشر.

البور: ما بار من الأرض وفسد فلم يعمر بالزرع والغرس، كالبائر والبائرة، وقال الزجاج: البائر في اللغة: الفاسد الذي لا خير فيه، قال: وكذلك أرض بائرة: متروكة من أن يزرع فيها.

نزلت بوار على الناس، كقطام: اسم الهلاك قال أبو مكعت الأسدي:

قتلت فكان تباغيا وتظالـمـا     إن التظالم في الصديق بوار. وفحل مبور، كمنبر: عارف بالناقة بحاليها: أنها لاقح أم حائل. وقد بارها، إذا اختبرها.

والبوري والبورية والبورياء والباري والبارياء والبارية، كل ذلك الحصير المنسوج، وفي الصحاح: التي من القصب. وإلى بيعة ينسب أبو علي الحسن بن الربيع بن سليمان البواري، البجلي الكوفي، شيخ البخاري ومسلم، وقال عبد الغني بن سعيد: روى عنه أبو زرعه وأبو حاتم، وقال ابن سعد: توفي سنة 221.

قيل: هو الطريق، فارسي معرب، قال الأصمعي: البورياء بالفارسية، وهو بالعربية باري وبوري وأنشد للعجاج يصف كناس الثور:

كالخص إذ جلله الباري. قال: وكذلك البارية.

صفحة : 2544

وفي الحديث: أنه كان لا يرى بأسا بالصلاة على البوري ، قالوا: هي الحصير المعول بالقصب، ويقال فيه: بارية وبورياء. يقال: رجل حائر بائر، يكون من الكساد، ويكون من الهلاك، وفي التهذيب: رجل حائر بائر، إذا لم يتجه لشيء، ضال تائه، وهو إتباع، وزاد في غيره: ولا يأتمر رشدا، ولا يطيع مرشدا، وقد جاء ذلك في حديث عمر رضي الله عنه.
وبار: ة بنيسابور، منها الحسين بن نصر أبو علي الباري النيسابوري حدث عن الفضل بن أحمد الرازي، وعنه أبو بكر بن الحسن الحيري، وتوفي بعد سنة ثلاثين وثلاثمائة.

وسوق البار: د، باليمن بين صعدة وعثر، وقيل: شرقي ثوران، يسكنها بنو رزاح من خولان قضاعة. وباري، بسكون الياء: ة ببغداد، من أعمال كلواذي، بها متنزهات وبساتين. وبارة: كورة بالشام من نواحي حلب، ذات بساتين، ويسمونها زاوية البارة. بارة: إقليم من أعمال الجزيرة الخضراء بالأندلس، فيه جبال شامخة، والنسبة إلى الكل باري.

من المجاز: ابتارها، إذا نكحها، كآرها. وبورة: بالضم: د بمصر بين تنيس ودمياط، ليس له الآن أثر، منها السمك البوري المشهور ببلاد مصر، ويعرف في اليمن بالسمك العربي.

بنو البوري: فقهاء كانوا بمصر والإسكندرية، منهم: هبة الله بن معد أبو القاسم القرشي، الدمياطي، المدرس، عن أبي الفرج بن الجوزي، مات في حدود الستمائة، وابن أخيه محمد بن عبد العزيز أبو الكرم الرئيس، وغيرهما مثل محمد بن عمر بن حصن البوري، قال عبد الغني بن سعيد: حدثونا عنه، وهو من القدماء. بور: بلا هاء: د، بفارس، ويقال فيه بالباء الأعجمية أيضا. أبو بكر بور بن أضرم المروزي شيخ البخاري، مشهور بكنيته، هكذا ذكره الحافظ.

بور بن محمد، كتب عنه أبو إسحاق المستملي. وبور بن عمار، جد أبي الفضل أحمد بن محمد بن محمود، البلخيان، أخذ أبو الفضل هذا عن محمد بن علي بن طرخان وغيره، ذكره غنجار. بور بن هانئ من أهل مرو، عن ابن المبارك. وآخرون. بورى، كشورى: ة قرب عكبراء، وإياها عنى أبو فراس بقوله:

ولا تركت المدام بين قرى الك     رخ فبورى فالجوسق الخرب. منها أبو البركات محمد بن أبي المعالي بن البوراني، عن أبي الحسين يوسف، وعنه الرشيد محمد بن أبي القاسم، ويقال فيه أيضا: ابن البوري. بورى كزورى أمرا من زار من الأعلام، منهم: بورى بن السلطان صلاح الدين يوسف، كان فاضلا، وله ديوان شعر.

والبورانية: طعام ينسب إلى بوران بنت الحسن بن سهل التي قال فيها الحريري: وبوران بفرشها، زوج أمير المؤمنين المأمون الخليفة العباسي.

والقاضي أبو بكر محمد بن أحمد البوراني شيخ شيخ أبي الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن جميع، الغساني الصيداوي، أبو الحسن عبد الله بن محمد بن عبد الواحد بن بورين: محدثان، الأخير عن إبراهيم بن موسى، وعنه الأبهري. والبويرة، تصغير بورة: ع كان به نخل لبني النضير، وهو من منازل اليهود، وفيه يقول حسان بن ثابت:

وهان على سراة بني لؤي    حريق بالبويرة مستطير. وقال جبل بن جوا التغلبي:

وأوحشت البويرة مـن سـلام     وسعد وابن أخطب فهي بور. وباره يبوره بورا: جربه واختبره، ومنه الحديث: كنا نبور أولادنا بحب علي رضي الله عنه .

صفحة : 2545

من المجاز: بار الناقة يبورها بورا، إذا عرضها على الفحل، لينظر: ألاقح هي أم لا، لأنها إذا كانت لاقحا بالت في وجهه، أي الفحل، إذا تشممها، كذا في الصحاح.

بار عمله، إذا بطل، ومنه قوله تعالى: ومكر أولئك هو يبور ، وقال الفراء: يقال: أصبحت منازلهم بورا، أي شيء فيها، وكذلك أعمال الكفار تبطل.

من المجاز: بار الفحل الناقة وابتارها، إذا تشممها، ليعرف لقاحها من حيالها، وأنشد قول مالك ابن زغبة:

بضرب كآذان الفراء فضـولـه     وطعن كإيزاغ المخاض تبورها. قال أبو عبيدة: كإيزاغ المخاض يعني قذفها بأبوالها، وذلك إذا كانت حوامل، شبه خروج الدم برمي المخاض أبوالها، وقوله: تبورها، أي تختبرها أنت، حتى تعرضها على الفحل: ألاقح هي أم لا. من المجاز: بارت السوق، وبارت البياعات، إذا كسدت، تبور، ومن هذا قيل: نعوذ بالله من بوار الأيم، وهو أن تبقى في بيتها لا تخطب، والأيم: التي لا زوج لها.

من أمثالهم: أرسله ببوريه بالضم إذا ترك الرجل ورأيه يفعل ما يشاء ولم يؤدب.

ومما يستدرك عليه: البائر: المجرب، وقد بار يبور بورا، إذا جرب، قاله الأصمعي. وفي المثل: إنهم لفي حور وبور بالضم فيهما، وفسروه بالنقصان. ومن المجاز: بر لي ما عند فلان، أي اعلمه وامتحن لي ما في نفسه، مأخوذ من بار الفحل الناقة. ومحمد بن الفضل البلخي، يعرف ببور، والفضل بن عبد الجبار بن بور المروزي، عن ابن شميل. ومحمد بن الحسن بن بور البلخي. وجبير بن بور البلخي. ومحمد بن عبيد الله بن مهدي العامري، يعرف ببور: محدثون.

قال ابن سيده: وابن بور حكاه ابن جني في الإمالة، والذي ثبت في كتاب سيبويه: ابن نور بالنون، وهو مذكور في موضعه. وبور، بالضم: ناحية متسعة من بلاد الروم. وعبد الله بن محمد بن الربيع الباري ليس من بار نيسابور، وهو قرابة قحطبة بن شبيب، ذكره الأمير.

وباران: من قرى مرو، منها: حاتم بن محمد بن حاتم الباراني المحدث. والحسن بن أبي الربيع البواراني، من رجال الستة. قلت: وبورين: من قرى نابلس، ومنها: البدر حسن بن محمد البوريني الحنفي، من المتأخرين، ترجمه النجم الغزي في الذيل، وأثنى عليه توفي سنة 1034. وبانبورة: ناحية بالحيرة، من أرض العراق. وبارنبار: بلدة قرب دمياط، على خليج أشموم وبسراط، وقد دخلتها، وهي في الديوان بورنبارة. وباور: موضع باليمن، منه: أبو عبد الله الحسين بن يوحن الباوري اليمني، مات بأصبهان. وباورى: مدينة ببلاد الزنج يجلب منها العنبر.

ب ه ت ر.
البهترة، بالضم: القصيرة كالبهتر، وزعم بعضهم أن الهاء في بهتر بدل من الحاء في بحتر، أنشد أبو عمرو لنجاد الخيبري:

عض لئيم المنتمى والعنصر.
ليس بجلحاب ولا هقور.
لكنه البهتر وابن البهتر.

وخص بعضهم به القصير من الإبل وجمعه البهاتر والبحاتر، وأنشد الفراء قول كثير:

وأنـت الذي حـببت كل قـصيرة     إلي وما تـدري بـذاك القصائر.
عنيت قصيرات الحجال ولم أرد
        قصار الخطا شر النساء البهاتر.

هكذا أنشده الفراء: البهاتر بالهاء وأورد هذا الشعر شيخنا في بحتر، وقد تقدمت الإشارة إليه.

البهتر بالفتح: الكذب كالبهترة.

ب ه ج ر.
ب ه د ر.

صفحة : 2546

البهدري، بالضم مشددة الياء أهمله الجوهري، وقال أبو عدنان: هو المقرقم الذي لا يشب، كالبحدري، كذا في التهذيب والتكملة.

ب ه ر.
البهر، بالضم: ما اتسع من الأرض. البهر: شر الوادي وخيره، هكذا في النسخ بالشين المعجمة، والصواب: سر الوادي، بالسين، أي سرارته، كما في الأصول المصححة، كالبهرة، فيهما، وفي اللسان: والبهرة: الأرض السهلة، وقيل: هي الأرض الواسعة بين الأجبل.

البهر: البلد أو وسطه، ويقال: من أي بهر أنت? أي من أي بلد? من المجاز: البهر: انقطاع النفس من الإعياء، وبالفتح مصدر بهره الحمل يبهر بهرا.

وقد انبهر وابتهر، أي تتابع نفسه. يقال: بهر الرجل كعني، إذا عدا حتى غلبه البهر، وهو الربو، فهو مبهور وبهير، وفي الحديث: وقع عليه البهر هو بالضم: ما يعتري الإنسان عند السعي الشديد والعدو، من النهيج وتتابع النفس، ومنه حديث ابن عمر أنه أصابه قطع أو بهر . وبهره: عالجه حتى انبهر.

من المجاز: البهر: الإضاءة، كالبهور، بالضم، وفي حديث علي رضي الله عنه: قال له عبد خير: أصلي الضحى إذا بزغت الشمس? قال: لا، حتى تبهر البتيراء ، أي يستبين ضوءها.

من المجاز: البهر: الغلبة، بهره يبهره بهرا: قهره وعلاه وغلبه. وبهرت فلانة النساء: غلبتهن حسنا، وقال ذو الرمة يمدح عمر بن هبيرة:

ما زلت في درجات الأمر مرتقيا     تنمى وتسمو بك الفرعان من مضرا.
حتى بهرت فما تخفى على أحد
      إلا عـلى أكمـه لا يعـرف الـقمرا.

أي علوت كل من يفاخرك فظهرت عليه. وفي الحديث: صلاة الضحى إذا بهرت الشمس الأرض ، أي غلبها نورها وضوءها.

عن ابن الأعرابي: البهر: الملء. البهر: البعد. والبهر: المباعدة من الخير.

البهر: الحب، هكذا في النسخ، والذي نقل عن ابن الأعرابي أنه قال: والبهر: الخيبة. والبهر الفخر، وأنشد بيت عمر بن أبي ربيعة، ولعل ما ذكره المصنف تصحيف، فلينظر، وبيت عمر ابن أبي ربيعة الذي أشار إليه هو قوله:

ثم قالوا: تحبها قلت: بـهـرا     عدد الرمل والحصى والتراب. وقيل: معنى بهرا في هذا البيت: جما، وقيل: عجبا، قال أبو العباس: يجوز أن كل ما قاله ابن الأعرابي في وجوه البهر أن يكون معنى لما قال عمر، وأحسنها العجب.

البهر: الكرب المعتري للبعير عند الركض، أو للإنسان، إذا كلف فوق الجهد.

البهر: القذف والبهتان، يقال: بهرها ببهتان، إذا قذفها به. البهر: التكليف فوق الطاقة يقال: بهره، إذا قطع بهره، وذلك إذا قطع نفسه بضرب أو خنق، أو ما كان، قاله ابن شميل، وأنشد:

إن البخيل إذا سألت بهـرتـه      وترى الكريم يراح كالمختال. البهر: العجب، وبهرا له، أي عجبا، قاله ابن الأعرابي، وبه فسر أبو العباس الزجاج بيت عمر بن أبي ربيعة المتقدم ذكره، وأنشد ابن شميل بيت ابن ميادة:

ألا يا لقومي إذ يبيعون مهجتي     بجارية بهرا لهم بعدها بهرا. أي تعسا وغلبة، هكذا فسره غير واحد، قال سيبويه: لا فعل لقولهم: بهرا له، في حد الدعاء، وإنما نصب على توهم الفعل، وهو مما ينتصب على إضمار الفعل غير المستعمل إظهاره.

من المجاز: بهر القمر كمنع النحوم بهورا: بهرها بضوئه، قال:

صفحة : 2547

غم النجوم ضوءه حين بـهـر
     فغمر النجم الذي كان ازدهر. يقال: قمر باهر، إذا علا، وغلب ضوءه ضوء الكواكب.
بهر فلان، إذا برع وفاق نظراءه، وأنشدوا قول ذي الرمة:

حتى بهرت فما تخفى على أحد. أي برعت وعلوت.

يقال: فلان شديد الأبهر، أي الظهر. الأبهر أيضا: عرق فيه، و يقال: هو وريد العنق، وبعضهم يجعله عرقا مستبطن الصلب والقلب. قلت: وهو قول أبي عبيد، وتمامه: فإذا انقطع لم تكن معه حياة. قيل: الأبهر: الأكحل، وهما الأبهران يخرجان من القلب، ثم يتشعب منهما سائر الشرايين، وروى من النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ما زالت أكلة خيبر تعاودني فهذا أوان قطعت أبهري . وفي الأساس: ومن المجاز: وما زل يراجعه الألم حتى قطع أبهره، أي أهلكه، انتهى.
وأجمع من ذلك قول ابن الأثير، فإنه قال: الأبهر عرق منشؤه من الرأس، ويمتد إلى القدم، وله شرايين تتصل بأكثر الأطراف والبدن، فالذي في الرأس منه يسمى النأمة، ومنه قولهم: أسكت الله نأمته، أي أماته، ويمتد إلى الحلق فيسمى فيه الوريد، ويمتد إلى الصدر فيسمى الأبهر ويمتد إلى الظهر فيسمى الوتين، والفؤاد معلق به، ويمتد إلى الفخذ فيسمى النسا، ويمتد إلى الساق فيسمى الصافن، والهمزة في الأبهر زائدة، انتهى.

وأنشد الأصمعي لابن مقبل:

وللفؤاد وجيب تحـت أبـهـره     لدم الغلام وراء الغيب بالحجر. الأبهر: الجانب الأقصر من الريش. والأباهر من ريش الطائر: ما يلي الكلى أولها القوادم، ثم الخوافي، ثم الأباهر ثم الكلى، وقال اللحياني: يقال لأربع ريشات من مقدم الجناح: القوادم، ولأربع يليهن: المناكب، ولأربع بعد المناكب: الخوافي، ولأربع بعد الخوافي: الأباهر.

قيل: الأبهر: ظهر سية القوس، أو الأبهر من القوس ما بين طائفها والكلية. وفي حديث علي رضي الله عنه: فيلقى بالفضاء منقطعا أبهراه . قال الأصمعي: في القوس كبدها، وهو ما بين طرفي العلاقة، ثم الكلية تلي ذلك، ثم الأبهر يلي ذلك، ثم الطائف، ثم السية، وهو ما عطف من طرفيها. الأبهر: الطيب من الأرض السهل منها، لا يعلوه السيل، ومنهم من قيده بما بين الأجبل. الأبهر: الضريع اليابس نقله الصغاني. أبهر، بلا لام: معرب آب هر، أي ماء الرحى: د، عظيم بين قزوين وزنجان، منها إلى قزوين اثنا عشر فرسخا، ومنها إلى زنجان خمسة عشر فرسخا، ذكره ابن خرداذبه.

أبهر: بليدة بنواحي أصبهان، ذكره أبو سعيد الماليني، ونسب إليها أبو بكر محمد بن عبد الله بن صالح التميمي، الفقيه المقري، توفي سنة 375، ونسب إليها أيضا أبو بكر محمد بن أحمد بن الحسن بن ماجه الأبهري، طال عمره، وأكثروا عنه الحديث، توفي سنة 481.

أبهر: جبل بالحجاز. وبهراء: قبيلة: من اليمن، قال كراع: وقد يقصر، قال ابن سيده: لا أعلم أحدا حكى فيه القصر إلا هو، وإنما المعروف فيه المد، أنشد ثعلب:

وقد علمت بهراء أن سـيوفـنـا     سيوف النصارى لا يليق بها الدم.

صفحة : 2548

والنسبة بهراني مثل بحراني، على غير قياس، والنون فيه بدل من الهمز، قال ابن سيده: حكاه سيبويه. وبهراوي، على القياس، قال ابن جني: من حذاق أصحابنا من يذهب إلى أن النون في بهراني إنما هي بدل من الواو، التي تبدل من همزة التأنيث في النسب، وأن الأصل بهراوي، وأن النون هناك بدل من هذه الواو، كما أبدلت الواو من النون في قولك: من وافد، وإن وقفت وقفت، ونحو ذلك، وكيف تصرفت الحال فالنون بدل من الهمزة، قال: وإنما ذهب من ذهب إلى هذا، لأنه لم ير النون أبدلت من الهمزة في غير هذا، وكان يحتج في قولهم: إن نون فعلان بدل من همزة فعلاء، فنقول: ليس غرضهم هنا البدل الذي هو نحو قولهم في ذئب: ذيب، وفي جؤنة: جونة، إنما يريدون أن النون تعاقب في هذا الموضع الهمزة، كما تعاقب لام المعرفة التنوين، أي لا تجتمع معه، فلما لم تجامعه قيل: إنها بدل منه، وكذلك النون والهمزة، قال: وهذا مذهب ليس بقصد.

والبهار كسحاب: نبت طيب الريح، قال الجوهري: وهو العرار الذي يقال له: عين البقر، وهو بهار البر، وهو نبت جعد له فقاحة صفراء ينبت أيام الربيع، يقال لها: العرارة، وقال الأصمعي: العرار: بهار البر، وقال الأزهري: العرارة: الحنوة، قال: وأرى البهار فارسية.

البهار: كل شيء حسن منير. البهار: لبب الفرس، عن ابن الأعرابي، و الصحيح أنه البياض فيه، أي في اللبب، والذي في الأمهات اللغوية: هو البياض في لبان الفرس، فلينظر.

البهار: ة بمرو، ويقال لها: بهارين أيضا، منها: رقاد، كذا في النسخ، والصواب ورقاء بن إبراهيم المحدث، مات سنة ست وأربعين ومائتين، هكذا ضبطه الحافظ.

البهار بالضم: الصنم. البهار بالضم: الصنم. البهار: الخطاف، وهو الذي تدعوه العامة: عصفور الجنة. البهار: حوت أبيض. البهار: القطن المحلوج، وهذه عن الصغاني.

البهار: شيء يوزن به، وهو ثلاثمائة رطل، قاله الفراء وابن الأعرابي.

وروي عن عمرو بن العاص، أنه قال: إن ابن الصعبة يعني طلحة بن عبيد الله ترك مائة بهار، في كل بهار ثلاثة قناطير ذهب وفضة فجعله وعاء. قال أبو عبيد: بهار أحسبها كلمة غير عربية، وأراها قبطية. أو أربعمائة رطل، أو ستمائة رطل، عن أبي عمرو، أو ألف رطل. البهار: متاع البحر. قيل: هو العدل يحمل على البعير، فيه أربعمائة رطل، بلغة أهل الشام. ونقل الأزهري عن الفراء وابن الأعرابي قولهما: إن البهار ثلاثمائة رطل.

وقال ابن الأعرابي: والمجلد ستمائة رطل، قال الأزهري: وهذا يدل على أن البهار عربي صحيح، وقال بريق الهذلي يصف سحابا:

بمرتجز كان عـلـى ذراه    ركاب الشام يحملن البهارا. قال القتيبي: كيف يخلف في كل ثلاثمائة رطل ثلاثة قناطير، ولكن البهار الحمل، وأنشد بيت الهذلي، وقال الأصمعي في قوله: يحملن البهارا: يحملن الأحمال من متاع البيت، قال: وأراد أنه ترك مائة حمل، قال: مقدار الحمل منها ثلاثة قناطير، قال: والقنطار مائة رطل فكان كل حمل منها ثلاثمائة رطل. البهار: إناء كالإبريق، وأنشد:

على العلياء كوب أو بهار.

صفحة : 2549

قال الأزهري: لا أعرف البهار بهذا المعنى. والبهيرة من النساء: السيدة الشريفة، ويقال: هي بهيرة مهيرة. البهيرة: الصغيرة الخلق الضعيفة، وقال الليث: امرأة بهيرة، وهي القصيرة الذليلة الخلقة، ويقال: هي الضعيفة المشي، قال الأزهري: وهذا خطأ، والذي أراد الليث البهترة بمعنى القصيرة، وأما البهيرة من النساء فهي السيدة الشريفة.

وأبهر الرجل: جاء بالعجب. أبهر، إذا استغنى بعد فقر كلاهما عن ابن الأعرابي.

أبهر، إذا احترق من حر بهرة النهار، وفي الحديث: فلما أبهر القوم احترقوا ، أي صاروا في بهرة النهار، أي وسطه. وتعبير المصنف لا يخلو عن ركاكة، ولو قال: وأبهر: صار في بهرة النهار، كان أحسن. وأبهر، إذا تلون في أخلاقه: دماثة مرة، وخبثا أخرى.

أبهر، إذا تزوج بهيرة مهيرة، كلاهما عن الصغاني. وابتهر الرجل: ادعى كذبا، قال الشاعر:

وما بي إن مدحتهم ابتهار. وأنشد عجوز من بني دارم لشيخ من الحي في قعيدته:

ولا ينام الضيف من حذارها     وقولها الباطل وابتهارها. قالوا: الابتهار: قول الكذب، والحلف عليه. وفي المحكم: الابتهار: أن ترمى المرأة بنفسك وأنت كاذب. ابتهر: قال: فجرت ولم يفجر، وفي حديث عمر رضي الله عنه: أنه رفع إليه غلام ابتهر جارية في شعره، فلم يوجد أنبت، فدرأ عنه الحد . قال: الابتهار أن تقذفها بنفسك فتقول: فعلت بها، كاذبا، فإن كان صادقا قد فعل فهو الابتيار، على قلب الهاء ياء، قال الكميت:

قبيح لمثلي نعت الفـتـا     ة إما ابتهارا وإما ابتيارا. قيل: ابتهر، إذا رماه بما فيه، وابتأر، إذا رماه بما ليس فيه. وفي حديث العوام: الابتهار بالذنب أعظم من ركوبه . وهو أن يقول فعلت، ولم يفعل، لأنه لم يدعه لنفسه إلا وهو لو قدر فعل، فهو كفاعله بالنية، وزاد عليه بقبحه وهتك ستره، وتبحبحه بذنب لم يفعله.

يقال: ابتهر في الدعاء إذا تحوب وجهد، وكذلك يقال: ابتهل في الدعاء، وهذا مما جعلت اللام فيه راء. أو ابتهر في الدعاء، إذا كان يدعو كل ساعة، ولا يسكت عنه، قاله خالد بن جنبة، وقال خالد بن جنبة: ابتهر في الدعاء، إذا كان لا يفرط عن ذلك ولا يثجو، قال: لا يثجو: لا يسكت عنه. ابتهر: نام على ما خيل، وفي التكملة: على ما خيلت. ابتهر لفلان وفيه، أي في فلان، إذا لم يدع جهدا مما له أو عليهن نقله الصغاني. وابتهر، إذا بالغ في شيء ولم يدع جهدا. يقال: ابتهر فلان بفلانة بالضم، أي مبنيا للمجهول: شهر بها. وتبهر الإناء: امتلأ.

قال أبو كبير الهذلي:

متبهرات بالسجال ملاؤهـا    يخرجن من لجف لها متلقم. من المجاز: تبهرت السحابة إذا أضاءت، قال رجل من الأعراب، وقد كبر وكان في داخل بيته، فمرت سحابة: كيف تراها يا بني? فقال: أراها قد نكبت وتبهرت. نكبت: عدلت.

صفحة : 2550

وباهر مباهرة وبهارا: فاخر. وباهر صاحبه فبهره: طاوله. وانبهر السيف: انكسر نصفين، مأخوذ من البهرة: الوسط. وابهار النهار، وذلك حين ترتفع الشمس. وابهار الليل ابهيرارا، إذا انتصف، قاله الأصمعي، مأخوذ من بهرة الشيء، وهو وسطه. أو ابهار الليل: تراكبت ظلمته. أو ابهار: ذهبت عامته وأكثره أو بقي نحو من ثلثه، وهما قول واحد،فإنه إذا ذهبت عامته وأكثره فلا يبقى إلا نحو ثلثه، ف أو هنا ليس للترديد كما لا يخفى. وقال أبو سعيد الضرير: ابهيرار الليل: طلوع نجومه، إذا تتامت واستنارت، لأن الليل إذا أقبل أقبلت فحمته، وإذا استنارت النجوم ذهبت تلك الفحمة، وبكل ما ذكر فسر الحديث: أنه صلى الله عليه وسلم سار حتى ابهار الليل .

والباهرات: السفن، سميت بذلك لشقها الماء وغلبتها عليه. والباهر: عرق ينفذ شواة الرأس إلى اليافوخ من الدماغ، نقله الصغاني. والبهور، كجرول: الأسد، نقله الصغاني، لغلبته. وبهرة، بالضم: ع بنواحي المدينة، على ساكنها أفضل الصلاة والسلام. وبهرة: ع باليمامة، عن الصغاني. البهرة من الليل، و من الوادي، ومن الفرس، والرحل والحلقة: وسطه، وتقدم بهرة الوادي: سرارته وخيره. والبهير كعثير، كذا وقع ضبطه في نسخ الكتاب، والصواب كأمير: الثقيلة الأرادف التي إذا مشت انبهرت، والذي في التهذيب: ويقال للمرأة إذا ثقل أرادفها فإذا مشت وقع عليها البهر والربو: بهير ومنه قول الأعشى:

إذا ما تـأيا تـريد الـقـيام     تهادى كما قد رأيت البهيرا. ومما يستدرك عليه: البهار: بالكسر: المفاخرة. وابهار علينا الليل، أي طال. وليلة البهر: السابعة والثامنة والتاسعة، وهي الليالي التي يغلب فيها ضوء القمر النحوم، وهي كظلم جمع ظلمة، ويقال بضم فسكون جمع باهر. ويقال لليالي البيض: بهر. وقال شمر: البهر هو الهلاك.

والعرب تقول: الأزواج ثلاثة: زوج مهر، وزوج بهر وزوج دهر، فأما زوج مهر فرجل لا شرف له فهو يسني المهر ليرغب فيه، وأما زوج بهر، فالشريف وإن قل ماله تتزوجه المرأة لتفخر به، وزوج دهر كفؤها. وقيل في تفسيرهم: يبهر العيون لحسنه أو يعد لنوائب الدهر، أو يؤخذ منه المهر. ويقال: رأيت فلانا بهرة، أي جهرة علانية، وأنشد:

وكم من شجاع بادر الموت بهـرة     يموت على ظهر الفراش ويهرم. والأبهر: فرس أبي الحكم القيني وبهارة: جد أبي نصر أحمد بن الحسين بن علي بن بهارة البكراباذي الجرجاني، المحدث، وأبو الحسن محمد بن عمر بن أحمد بن علي بن الحسن بن بهر، البقال محركة الأصبهاني، ذكره ابن نقطة. وبهر بن سعد بن الحارث، جد سالم بن وابصة الأسدي. وأم بهر بنت ربيعة بن سعد بن عجل. وعبد السلام بن الحسن بن نصر بن بهار المقير، عن ابن ناصر. وبهار: امرأة كان يشبب بها المؤمل بن أميل الشاعر النصري. وأبو البهار محمد بن القاسم الثقفي، كان يعجب بالبهار فكني به. قاله المرزباني.

وبهار، ككتاب: مدينة عظيمة بالهند.

ب ه ز ر.

صفحة : 2551

البهزر، كجعفر: الحصيف العاقل، والشريف. البهزرة كقنفذة، من النوق: العظيمة، وفي المحكم: الناقة الجسيمة الضخمة الصفية. البهزرة: النخلة الطويلة، أو التي تنالها بيدك، وقد يفتح فيهما، الضم عن الفراء، نقله الصغاني والفتح عن الكلبي، نقله الجوهري.

ج بهازر، أنشد ثعلب:

بهازرا لـم تـتـخـذ مـآزرا    فهي تسامى حول جلف جازرا. وعن ابن الأعرابي: البهازر: الإبل، والنخيل العظام المواقير، وأنشد الأزهري للكميت:

إلا لهمهمة الصـهـي    ل وحنة الكوم البهازر. وورد: إبل بهازرة، أي سمان ضخام، وهي جمع بهزورة، ومن أبيات الحماسة:

وقمت بنصل السيف والبرك هاجـد    بهازرة والموت في السيف ينظر. ويأتي في زرر رد المصنف على الجوهري. والبهازر من النساء: الطويلة، وهذا قد أغفله المصنف.

ب ه ج ر.
ومما يستدرك عليه: البهجورة، بالفتح: مدينة بالصعيد الأعلى، وقد دخلتها. قال الأدفوي: وأصله: البها مهجورة، بضم الميم، فلينظر.

ب ي ر.
بيار، ككتاب أهمله الجوهري، وقال الصغاني: هو د، بين بيهق وبسطام وفي التكملة: قصبة بين بسطام وبيهق. بيار: ة بنسا، نقله الصغاني أيضا، ونسا من مدن خراسان.

والبيرة، بالكسر: د، له قلعة منيعة قرب سميساط، وهو من بلدان شهر زور، ويقال فيه: بيرة، بلا لام أيضا. البيرة: ة بين القدس ونابلس، نقله الذهبي في المشتبه. البيرة: قرية بحلب، وقد نسب إليها جماعة من المحدثين. البيرة: قرية بكفر طاب، نقله الذهبي أيضا. البيرة: قرية بجزيرة ابن عمر، قال الحافظ: وهي قلعة.

أبو بكر أحمد بن عبيد بن الفضل بن سهل بن بيرى الواسطي، كسيرى أمرا من سار يسير: محدث ثقة صدوق، توفي سنة 390، حدث عن علي بن عبد الله بن مبشر وغيره.

وأبيار بالفتح: د، بين مصر والإسكندرية، على شاطئ النيل، منها: أبو الحسن علي بن إسماعيل بن أسيد الربعي، روى عنه أبو طاهر السلفي. وأبو الحسن علي بن إسماعيل بن عطية فقيه المالكية بالإسكندرية، وهو شارح البرهان في أصول الفقه، أخذ عنه ابن الحاجب، وولداه: حسن وعبد الله، فاضلان. ونور الدين علي بن سيف بن علي بن إسماعيل الأبياري، ثم الدمشقي، شيخ أهل العربية في عصره، أخذ عنه منصور بن سلم، وتوفي سنة 814.

ومما يستدرك عليه: منية الأبيار: قرية قرب رشيد. وإلبيرة: بلد بالأندلس، ويقال: اللبيرة، منها: مكي بن صفوان الإلبيري، ويقال: اللبيري، ويقال: البيري، المحدث، مولى بني أمية، مات سنة 309.

البير، أيضا: ماء في بلاد طيئ. وأبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن السقلاطوني، المعروف بابن أبي البير، حدث عن أبي محمد الجوهري، مات سنة 504.