الباب العاشر: باب الراء - الفصل الخامس: فصل الجيم مع الراء: الجزء الأول

فصل الجيم مع الراء

الجزء  الأول

ج أ ر.
جأر الداعي كمنع يجأر جأرا وجؤارا، بالضم: رفع صوته بالدعاء. وفي التنزيل: إذا هم يجأرون قال ثعلب: هو رفع الصوت إليه بالدعاء. وجأر الرجل إلى الله: تضرع بالدعاء وضج واستغاث. وقال مجاهد: إذا هم يجأرون :يضرعون دعاء، وقال قتادة: يجزعون، وقال السدي: يصيحون.

جأرت البقرة والثور: صاحا. والجؤار: مثل الخوار، كذا في الصحاح. وقرأ بعضهم: عجلا جسدا له جؤار حكاه الأخفش.

من المجاز: جأر النبات جأرا:طال وارتفع، كما يقال: صاحت الشجرة: طالت.

من المجاز: جأرت الأرض: طال نبتها وارتفع. من المجاز: الجأر من النبت: الغض الريان، قال جندل:

وكللت بأقحوان جأر. قال الأزهري: وهو الذي طال واكتهل. الجأر من النبت أيضا: الكثير، يقال: عشب جأر وغمر، أي كثير، وهو مجاز. الجأر: الرجل الضخم السمين، والأنثى جأرة، كالجار، ككتان، و الجئر، مثل كتف، وهذه عن الفراء. ويقال: هو جآر بالليل.

يقال: هو أجأر منه، أي أضخم. والجائر: جيشان النفس وقد جئر. الجائر أيضا: الغصص.

الجائر: حر في الحلق، أو شبه حموضة فيه، من أكل الدسم.

من المجاز: غيث جأر وجآر ككتان، وجؤر، كصرد، وعلى هذا اقتصر الأصمعي، وجور كهجف، سيأتي في جار يجور: غزير وكثير المطر، يجأر عنه النبت، كذا في الصحاح. وقال غيره: غيث جؤر مثل نغر أي مصوت، وأنشد لجندل بن المثنى:

يا رب رب المسلمين بالسور    لا تسقه صيب عزاف جؤر. دعا عليه أن لا تمطر أرضه، حتى تكون مجدبة لا نبت بها. وجئر، كسمع: غص في صدره.

والجؤار، كغراب، الصوت بالدعاء. وفي الحديث: كأني أنظر إلى موسى له جؤار إلى ربه بالتلبية . والجؤار أيضا: قيء وسلاح يأخذ الإنسان فيجأر منه.

ج ب ر.

صفحة : 2581

الجبر: خلاف الكسر، والمادة موضوعة لإصلاح الشيء بضرب من القهر.

في المحكم لابن سيده: الجبر: الملك، قال: ولا أعرف مم اشتق، إلا أن ابن جني قال: سمي بذلك لأنه يجبر بجوده. وليس بقوي، قال ابن أحمر:

واسلم براووق حييت به     وانعم صباحا أيها الجبر. قال: ولم يسمع بالجبر الملك إلا في شعر ابن أحمر، قال: حكى ذلك ابن جني، قال: وله في شعر ابن أحمر نظائر كلها مذكور في مواضعه. وفي التهذيب: عن أبي عمرو: يقال للملك جبر. الجبر: العبد، عن كرع، وروي عن ابن عباس في جبريل وميكائيل، كقولك: عبد الله وعبد الرحمن. وقال الأصمعي: معنى إيل هو الربوبية فأضيف جبر وميكا إليه. قال أبو عبيد: فكأن معناه عبد إيل، رجل إيل ضد.

قال أبو عمرو: الجبر: الرجل، وأنشد قول ابن أحمر:

وانعم صباحا أيها الجبر. أي أيها الرجل.

الجبر أيضا: الشجاع وإن لم يكن ملكا. الجبر: خلاف القدر، وهو تثبيت القضاء والقدر، ومنه الجبرية، وسيأتي. الجبر: الغلام، وبه فسر بعض قول ابن أحمر. الجبر: اسم العود الذي يجبر به. ومجاهد بن جبر أبو الحجاج المخزومي مولاهم المكي: محدث ثقة، إمام في التفسير. وفي العلم، من الثالثة،مات بعد المائة بأربع أو ثلاث، عن ثلاث وثمانين. وجبر العظم من الكسر، ومن المجاز: جبر الفقير من الفقر، وكذلك اليتيم، كذا في المحكم يجبره جبرا، بفتح فسكون، وجبورا، بالضم، وجبارة، بالكسر، عن اللحياني. وجبره المجبر نجبيرا، فجبر العظم والفقير واليتيم جبرا بفتح فسكون، وجبورا بالضم، وانجبر واجتبر، وتجبر، ويقال جبرت العظم جبرا، وجبر العظم بنفسه جبورا، أي انجبر، وقد جمع العجاج بين المتعدي واللازم، فقال: قد جبر الدين الإله فجبر.

قلت: وقال بعضهم: الثاني تأكيد للأول، أي قصد جبره فتمم جبره، كذا في البصائر. قال شيخنا وقد خلط المصنف بين مصدري اللازم والمتعدي، والذي في الصحاح وغيره التفصيل بينهما، فالجبور كالقعود مصدر اللازم، والجبر مصدر المتعدي، وهو الذي يعضده القياس. قلت: ومثله قول اللحياني في النوادر: جير الله الدين جبرا، فجبر جبورا، ولكنه تبع ابن سيده فيما أورده من نص عبارته على عادته، وقد سمع الجبور أيضا في المتعدي، كما سمع الجبر في اللازم، ثم قال شيخنا: وظاهر قوله: جبرت العظم والفقير، إلخ، انه حقيقة فيهما، والصواب أن الثاني مجاز.

قال صاحب الواعي: جبرت الفقير: أغنيته، مثل جبرته من الكسر، وقال ابن درستويه في شرح الفصيح: وأصل ذلك، أي جبر الفقير، من جبر العظم المنكسر، وهو إصلاحه وعلاجه حتى يبرأ، وهو عام في كل شيء، على التشبيه والاستعارة، فلذلك قيل: جبرت الفقير، إذا أغنيته، لأنه شبه فقره بانكسار عظمه، وغناه بجبرهن ولذلك قيل له: فقير، كأنه قد فقر ظهره، أي كسر فقاره.

قلت: وعبارة الأساس صريحة في أن يكون الجبر بمعنى الغنى حقيقة لا مجازا، فإنه قال في أول الترجمة: الجبر أن يغني الرجل من فقر، أو يصلح العظم من كسر، ثم قال في المجاز في آخر الترجمة: وجبرت فلانا فانجبر: نعشته فانتعش وسيأتي.

وقال اللبلي في شرح الفصيح: جبر من الأفعال التي سووا فيها بين اللازم والمتعدي، فجاء فيه بلفظ واحد، يقال: جبرت الشيء جبرا، وجبر هو بنفسه جبورا، ومثله صد عنه صدودا، وصددته أنا صدا.

صفحة : 2582

وقال ابن الأنباري: يقال جبرت اليد تجبيرا. وقال أبو عبيدة في فعل وأفعل: لم أسمع أحدا يقول: أجبرت عظمه. وحكى ابن طلحة أنه يقال: أجبرت العظم والفقير، بالألف. وقال أبو علي في فعلت وأفعلت يقال: جبرت العظم وأجبرته. وقال شيخنا: حكاية ابن طلحة في غاية الغرابة خلت عنها الدواوين المشهورة. واجتبره فتجبر، وفي المحكم: جبر الرجل: أحسن إليه، أو كما قال الفارسي: جبره. أغناه بعد فقر، قال: وهذه أليق العبارتين، فاستجبر واجتبر.

وقال أبو الهيثم: جبرت فاقة الرجل، إذا أغنيته. وفي التهذيب: واجتبر العظم مثل انجبر، يقال: جبر الله فلانا فاجتبر، أي سد مفاقره، قال عمرو بن كلثوم:

من عال منا بعدها فلا اجتـبـر    ولا سقى الماء ولا راء الشجر. معنى عال: جار ومال.

جبره على الأمر يجبره جبرا وجبورا: كأجبره، فهو مجبر، الأخيرة أعلى، وعليها اقتصر الجوهري كصاحب الفصيح، حكاهما أبو علي في فعلت وأفعلت، وكذلك ابن درستويه والخطابي وصاحب الواعي. وقال اللحياني: جبره لغة تميم وحدها، قال: وعامة العرب يقولون: أجبره. وقال الأزهري: وجبره لغة معروفة، وكان الشافعي يقول: جبر السلطان، وهو حجازي فصيح، فهما لغتان جيدتان: جبرته وأجبرته غير أن النحويين استحبوا أن يجعلوا جبرت لجبر العظم بعد كسره، وجبر الفقير بعد فاقته، وأن يكون الإجبار مقصورا على الإكراه، ولذلك جعل الفراء الجبار من أجبرت لا من جبرت، كما سيأتي.

وفي البصائر: والإجبار في الأصل: حمل الغير على أن يجبر الأمر، لكن تعورف في الإكراه المجرد، فقوله: أجبرته على كذا، كقولك: أكرهته. وتجبر الرجل، إذا تكبر. تجبر النبت والشجر: اخضر وأورق، وظهرت فيه المشرة وهو يابس، وأنشد اللحياني لامرئ القيس:

ويأكلن من قو لعاعـا وربة    تجبر بعد الأكل فهو نميص. قو: موضع، واللعاع: الرقيق من النبات في أول ما ينبت، والربة: ضرب من النبات، والنميص: النبات حين طلع ورقه. وقيل: معنى هذا البيت أنه عاد نابتا مخضرا بعد ما كان رعي، يعني الروض. وتجبر النبت، أي نبت بعد الأكل. وتجبر النبت والشجر، إذا نبت يابسه الرطب. تجبر الكلأ: أكل، ثم صلح قليلا بعد الأكل. تجبر المريض: صلح حاله. ويقال للمريض: يوما تراه متجبرا، ويوما تيأس منه، معنى قوله: متجبرا. أي صالح الحال.

تجبر فلان مالا: أصابه، وقيل: تجبر الرجل: عاد إليه ما ذهب عنه. وحكى اللحياني: تجبر الرجل، في هذا المعنى، فلم يعده. وفي التهذيب: تجبر فلان، إذا عاد إليه من ماله بعض ما ذهب. والجبرية، بالتحريك: خلاف القدرية، وهو كلام مولد. وفي الصحاح: الجبر خلاف القدر. قال أبو عبيد: هو كلام مولد: قال اللبلى في شرح الفصيح: وهم فرقة أهل أهواء، منسوبون إلى شيخهم الحسين بن محمد النجار البصري، وهم الذين يقولون: ليس للعبد قدرة، وأن الحركات الإرادية بمثابة الرعدة والرعشة، وهؤلاء يلزمهم نفي التكليف.

صفحة : 2583

وفي اللسان: الجبر تثبيت وقوع القضاء والقدر، والإجبار في الحكم، يقال: أجبر القاضي الرجل على الحكم، إذا أكرهه عليه. وقال أبو الهيثم: والجبرية: الذين يقولون أجبر الله العباد على الذنوب، أي أكرههم، ومعاذ الله أن يكره أحدا على معصية. وقال بعضهم: غن التسكين لحن فيه، والتحريك هو الصواب، أو هو أي التسكين للجبر، قال شيخنا: وهو الظاهر الجاري على القياس. وقالوا في التحريك: إنه للازدواج أي لمناسبة ذكره مع القدرية، وقد تقدم أنها مولدة.

وفي الفصيح: قوم جبرية بسكون الباء، أي خلاف القدرية وقال الحافظ في التبصير: وهو طريق متكلمي الشافعية. وفي البصائر: وهذا في قول المتقدمين، وأما في عرف المتكلمين، فيقال لهم: المجبرة، وقال: وقد يستعمل الجبر في القهر المجرد، نحو قوله صلى الله عليه وسلم: لا جبر ولا تفويض . والجبار هو الله، عز اسمه وتعالى وتقدس، القاهر خلقه على ما أراد من أمر ونهي. وقال ابن الأنباري: الجبار في صفة الله عز وجل: الذي لا ينال، ومنه جبار النخل. قال الفراء: لم أسمع فعالا من أفعل إلا في حرفين، وهو جبار من أجبرت، ودراك من أدركت.

قال الأزهري: جعل جبار في صفة الله تعالى، أو صفة العباد من الإجبار، وهو القهر والإكراه، لا من جبر. وقيل: الجبار: العالي فوق خلقه، ويجوز أن يكون الجبار في صفة الله تعالى من جبره الفقر بالغني، وهو تبارك وتعالى جابر كل كسير وفقير، وهو جابر دينه الذي ارتضاه كما قال العجاج:

قد جبر الدين الإله فجبر. وفي حديث علي كرم الله وجهه: وجبار القلوب على فطراتها ، هو من جبر العظم المكسور، كأنه أقام القلوب وأثبتها على ما فطرها عليه من معرفته، والإقرار به، شقيها وسعيدها.

قال القتيبي: لم أجعله من أجبرت، لأن أفعل لا يقال فيه فعال. وقيل: سمي الجبار لتكبره وعلوه. الجبار في صفة الخلق: كل عات متمرد. ومنه قولهم: ويل لجبار الأرض من جبار السماء، وبه فسر بعضهم الحديث في ذكر النار: حتى يضع الجبار فيها قدمه . ويشهد له قوله في حديث آخر: إن النار قالت: وكلت بثلاثة: بمن جعل مع الله إلها آخر، وبكل جبار عنيد، والمصورين . وقال اللحياني: الجبار: المتكبر عن عبادة الله تعالى، ومنه قوله: ولم يكن جبارا عصيا وفي الحديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم حضرته امرأة فأمرها بأمر، فتأبت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: دعوها فإنها جبارة ، أي عاتية متكبرة. كالجبير، كسكيت، وهو الشديد التجبر.

الجبار: اسم الجوزاء، وهو مجاز، يقال: طلع الجبار، لأنها بصورة ملك متوج على كرسي. كذا في الأساس.

من المجاز: قلب جبار لا تدخله الرحمة، وذلك إذا كان ذا كبر لا يقبل موعظة.

الجبار: القتال في غير حق. وفي التنزيل العزيز: وإذا بطشتم بطشتم جبارين . وكذلك قول الرجل لموسى عليه السلام في التنزيل العزيز: إن تريد إلا أن تكون جبارا في الأرض أي قتالا في غير الحق. وكله راجع إلى معنى التكبر.

قال اللحياني: العظيم الطويل القوي جبار، وبه فسر قوله تعالى: إن فيها قوما جبارين قال: أراد الطول والقوة والعظم، وهو مجاز. وفي الأساس: وقد فسر بعظام الأجرام. قال الأزهري: كأنه ذهب غلى الجبار من النخيل، وهو الطويل الذي فات يد المتناول. ويقال: رجل جبار، إذا كان طويلا عظيما قويا، تشبيها بالجبار من النخل.

جبار بن الحكم السلمي، قيل: له وفادة: أسلم وصحب وروى، قاله ابن سعد.

صفحة : 2584

جبار بن سلمي، وفي بعض النسخ: سلم بن مالك بن جعفر العامري، له وفادة، وهو جد والد السفاح، فإن أمه أم سلمة بنت يعقوب بن سلمة بن عبد الله بن المغيرة، وأمها هند بنت عبد الله ابن جبار. وجبار بن صخر بن أمية بن خنساء بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة السلمي، بدري كبير، وقيل: إن اسمه جابر والأصح جبار، مات سنة ثلاثين.

جبار بن الحارث الحدسي المناري، له وفادة، ورواية حديثه عند ولده: صحابيون رضي الله عنهم، الأخير سماه النبي صلى الله عليه وسلم عبد الجبار، هكذا ذكره المحدثون. وجبار الطائي: محدث عن ابن عباس، وعنه أبو إسحاق السبيعي، قاله الذهبي، وهو غير جبار بن عمرو الطائي الملقب بالأسد الرهيص. وجبار فارس الضبيب. وأبو الريان بشر بن جبار الجباري، مدحه ابن الرقاع. وعقبة بن جبار، عن ابن مسعود. وبشر بن قيس بن جبار، مشهور بالبخل، وفيه يقول الشاعر:

لو أن قدرا بكت من طول مجلسها    على العفوق بكت قدر ابن جبار.
ما مسها دسم قد فض معدنـهـا      ولا رأت بعد نار القين من نـار.

وعقبة بن جابر البصري المنقري الجباري. وجبار بن سلمى بن مالك بن جعفر بن كلاب، الذي طعن عامر بن فهيرة يوم بئر معونة، ثم أسلم، وانظره في فهر. وجبار بن جبر العبدي، عن أبي الدرداء بن محمد بن نعامة، عن أبيه، تاريخ مرو. وجبار بن مالك الفزراي، شاعر فارس. وشمعلة بن طيسلة بن جبار، شاعر إسلامي. ذكرهم الأمير.

الجبار، بغير هاء، حكاه السيرافي: النخلة الطويلة الفتية. قال الجوهري: الجبار من النخل: ما طال وفات اليد، قال الأعشى:

طريق وجبار رواء أصولـه    عليه أبابيل من الطير تنعب. ونخلة جبارة، أي عظيمة سمينة، وهو مجاز، وهي دون السحوق. وفي المحكم: نخلة جبارة: فتية قد بلغت غاية الطول، وحملت، والجمع جبار، قال:

فاخرات ضلوعها في ذراها     وأناض العيدان والجبـار. وقال أبو حنيفة: الجبار: الذي قد ارتقي فيه ولم يسقط كرمه، قال: وهو أفتى النخل وأكرمه.

صفحة : 2585

قد تضم، وهذه عن الصغاني. الجبار أيضا: المتكبر الذي لا يرى لأحد عليه حقا، يقال: هو جبار من الجبابرة، فهو بين الجبرية والجبرياء، مكسورتين غير أن الأولى مشددة الياء التحتية، والثانية ممدودة والجبرية، بكسرات مع تشديد التحية، والجبرية محركة، ذكره كراع في المجرد والجبروة، بضم الراء وتشديد الواو المفتوحة، وقد جاء في الحديث: ثم يكون ملك وجبروة ، أي عتو وقهر والجبروتا، على مثال رحموتا، نقله شراح الفصيح كالتدميري وغيره، والجبروت، الأربعة محركات، وهذا الأخير من أشهرها، وفي الحديث: سبحان ذي الجبروت والملكوت ، قال ابن الأثير، والفهري شارح الفصيح، وابن منظور، وغيرهم: هو فعلوت من الجبر والقهر والقسر، والتاء فيه زائدة للإلحاق بقبروس، ومثله ملكوت من الملك، ورهبوت من الرهبة، ورغبوت من الرغبة، ورحموت من الرحمة، قيل: ولا سادس لها، قال شيخنا: وفيه نظر، وفي العناية: الجبروت: القهر والكبرياء والعظمة، ويقابله الرأفة. والجبرية بسكون الموحدة وتشديد التحتية والجبروة، هو مثل الذي تقدم، غير أن الموحدة هنا ساكنة، والتجبار والجبورة مثل الفروجة، مفتوحات، والجبورة والجبروت، مضمومتين، فهؤلاء ثلاثة عشر مصادر، ذكرها أئمة الغريب، وهي مفرقة في الدواوين، ومما زيد عليه: جبور، كتنور، ذكره اللحياني في النوادر، وكراع في المجرد، وجبور، بالضم، ذكره اللحياني، وجبريا محركة، ذكره أبو نصر في الألفاظ، وجبرؤوت، كعنكبوت، ذكره التدميري شارح الفصيح، والجبرياء، ككبرياء، أورده في اللسان، فصار المجموع ثمانية عشر، ومعنى الكل الكبر. وأنشد الأحمر لمغلس بن لقيط الأسدي يعاتب رجلا كان واليا على أضاح:

فإنك إن عاديتني غضب الحصى     عليك وذو الجبورة المتغطرف. يقول: إن عاديتني غضب عليك الخليقة، وما هو في العدد كالحصى، والمتغطرف: المتكبر.

وجبرائيل: علم ملك، ممنوع من الصرف للعلمية والعجمة، والتركيب المزجي، على قول، أي عبد الله. قال الشهاب: سرياني، وقيل: عبراني، ومعناه عبد الله ، أو عبد الرجمن، أو عبد العزيز. وذكر الجوهري والأزهري وكثير من الأئمة أن جبر وميك بمعنى عبد وإيل اسم الله، وصرح به البخاري أيضا، ورده أبو علي الفارسي بأن إيل لم يذكره أحد في أسمائه تعالى. قال الشهاب: وهذا ليس بشيء. قال شيخنا: ونقل عن بعضهم أن إيل هو العبد، وأن ما عداه هو الاسم من أسماء الله ، كالرحمن والجلالة، وأيده اختلافها دون إيل، فإنه لازم، كما أن عبدا دائما يذكر، وما عداه يختلف في العربية، وزاده تأييدا بأن ذلك هو المعروف في إضافة العجم.

وقد أشار لمثل هذا البحث عبد الحكيم في حاشية البيضاوي. قلت: وأحسن ما قيل فيه أن الجبر بمنزلة الرجل، والرجل عبد الله، وقد سمع الجبر بمعنى الرجل في قول ابن أحمر، كما تقدمت الإشار إليه، كذا حققه ابن جني في المحتسب. فيه لغات قد تصرفت فيه العرب على عادتها في الأسماء الأعجمية، وهي كثير. وقد ذكر المصنف هنا أربع عشرة لغة: الأولى: جبرئيل، كجبرعيل، قال الجوهري: يهمز ولا يهمز، قال الشهاب: ومن قواعدهم المشهورة أنهم يبدلون همزة الكلمة بالعين، عند إرادة البيان، وعليه جرى سيبويه في الكتاب، فمن دونه، ومنهم من نظره بسلسبيل، وبها قرأ حمزة والكسائي، وهي لغة قيس وتميم. وقال الجوهري:وأنشد الأخفش لكعب بن مالك:

صفحة : 2586

شهدنا فما تلقى لنا من كتيبة    يد الدهر إلا جبرئيل أمامها. قال ابن بري: ورفع أمامها على الإتباع، لنقله من الظروف إلى الأسماء.

الثانية: جبريل، بالكسر مثال حزقيل، وهي أشهرها وأفصحها، وهي قراءة أبي عمرو ونافع وابن عامر وحفص عن عاصم، وهي لغة الحجاز، وقال حسان:

وجبريل رسول اللـه فـينـا    وروح القدس ليس له كفاء. الثالثة: جبرئل، مثال جبرعل أي بدون ياء بعد الهمزة، وتروى عن عاصم، ونسبها ابن جني في الشواذ إلى يحيى بن يعمر.

الرابعة: جبريل، مثال سمويل، بفتح فسكون فكسر، وهي قراءة ابن كثير والحسن. قال الشهاب: وتضعيف الفراء لها بأنه ليس في كلامهم فعليل، أي بالفتح، ليس بشيء، لأن الأعجمي إذا عرب قد يلحقونه، وقد لا يلحقونه مع أنه سمع سمويل لطائر. قال شيخنا: وفي سماعه نظر، ومن سمعه لم يدع أنه فعليل بل فعويل، وهو ليس بعزيز. قلت: وقد يأتي لمصنف في سمل ما يدل على أن سمويل فعويل لا فعليل.

الخامسة: جبرائل، بفتح فسكون وهمزة مكسورة بدون ياء بعد الألف، مثال جبراعل، وبها قرأ عكرمة، ونسبها ابن جني إلى فياض بن غزوان ويحيى بن يعمر أيضا.

السادسة: جبرائيل، مثلها مع زيادة ياء بعد الهمزة، مثال جبراعيل.

السابعة: جبرائل، بفتح فسكون وهمزة مكسورة ولام مشددة، مثال جبرعل، وتروى عن عاصم، وقد قيل إن معناه عبد الله في لغتهم. قاله ابن جني: الثامنة: جبرال، بالفتح، مثال خزعال، وسيأتي أنه ليس لهم فعلال سواه، عن الفراء.

التاسعة: جبرال، بالكسر، مثال طربال.

العاشرة: بسكون الياء بلا همز: جبريل، أي مع فتح فسكون في الأول، وهي قراءة طلحة بن مصرف.

الحادية عشرة بفتح الياء: جبريل، والباقي كالضبط السابق.

الثانية عشرة بياءين تحتيتين: جبرييل، كسلسبيل.

الثالثة عشرة: جبرين، بالنون بدل اللام، ويكسر. وبه تتم اللغات أربع عشرة، ففي قول شيخنا: إنها عند المصنف ثلاث عشرة نظر. وقد ذكر منها البيضاوي ثمان لغات، وما بقي أورده ابن مالك وأرباب الأفعال، وقد نظم الشيخ ابن مالك سبع لغات، من ذلك في قوله:

جبريل جبريل جبرائيل جبرئل وجبرئيل وجبرال وجبـرين. قال شيخنا: وذيلها الجلال السيوطي بقوله:

وجبرأل وجبراييل مع بدل جبرائل    وبياء ثم جبرين. قال شيخنا: وقوله: مع بدل، إشارة إلى جبرائين، لأن فيه إبدال الياء بالهمزة واللام بالنون.

قلت: وقد فات المصنف جبراييل الذي ذكره السيوطي، وهو بياءين بعد الألف، وقد أورده الشهاب، وقبله ابن جني في الشواذ، فقال: وبها قرأ الأعمش، وكذلك جبرايل مقصورا بالياء بدل الهمزة، وقد ذكره السيوطي، وجبرأل، بتحفيف اللام، أورده ابن مالك. قال ابن جني: ومن ألفاظهم في هذا الاسم أن يقولوا كوريال في هذا الاسم أن يقولوا كوريال الكاف بين الكاف والقاف فغالب الأمر على هذا أن تكون هذه اللغات كلها في هذا الاسم إنما يراد بها جبرال، الذي هو كوريال، ثم لحقها من التحريف على طول الاستعمال ما أصارها إلى هذا التفاوت، وإن كانت على كل أحوالها متجاذبة، يتشبث بعضها ببعض. واستدل أبو الحسن على زيادة الهمزة في جبرئيل بقراءة من قرأ جبريل ونحوه، وهذا كالتضيف من أبي الحسن رحمه الله، لما قدمناه من التخليط في الأعجمي، ويلزم منه زيادة النون في زرجون، لقوله:

منها فظلت اليوم كالمزرج. والقول ما قدمناه.

صفحة : 2587

ويذكر فيه لغات أخر، هكذا توجد هذه العبارة في بعض النسخ، وقد تسقط عن بعضها.

والجبار: كسحاب: فناء الجبان نقله الفراء عن المفضل. والجبان، ككتان: المقبرة،والصحراء، وسيأتي في النون إن شاء الله تعالى.

قولهم: ذهب دمه جبارا. الجبار، بالضم: الهدر في الديات، والساقط من الأرض، والباطل، وفي الحديث: المعدن جبار، والبئر جبار، والعجماء جبار . قال الأزهري: ومعناه أن تنفلت البهيمة العجماء فتصيب في انفلاتها إنسانا أو شيئا، فجرحها هدر، وكذلك البئر العادية يسقط فيها إنسان فيهلك فدمه هدر، والمعدن إذا انهار على حافره فقتله فدمه هدر، وفي الصحاح: إذا انهار على من يعمل فيه فهلك لم يؤخذ به مستأجره.وفي الحديث: السائمة جبار أي الدابة المرسلة في رعيها، وأنشد المصنف في البصائر:

وشادن وجهه نهـار     وخده الغض جلنار. قلت له: قد جرحت قلبي فقال: جرح الهوى جبار.

الجبار من الحروب: ما لا قود فيها ولادية، يقال: حرب جبار.

الجبار: السيل، قال تأبط شرا:

به من نجاء الصيف بيض أقرها    جبار لصم الصخر فيه قراقر. يعني السيل.

الجبار: كل ما أفسد وأهلك، كالسيل وغيره.

الجبار: البريء من الشيء، يقال: أنا منه خلاوة وجبار، وقد تقدم في فلج للمصنف: ومنه قول المتبري من الأمر: أنا منه فالج ابن خلاوة. فتأمل ذلك. وجبار، كغراب: اسم يوم الثلاثاء في الجاهلية، من أسمائهم القديمة، ويكسر قال:

أرجي أن أعيش وأن يومي      بأول أو بأهون أو جبـار.
أو التالي دبار فإن يفتـنـي     فمؤنس أو عروبة أو شيار.

ونقله أيضا الفراء عن المفضل. جبار، بالضم: اسم ماء بين المدينة وفيد، لبني حميس بن عامر، هكذا في سائر النسخ، وفي معجم البكري، لبني جرش بن عامر من جهينة، وهم الحرقة.

قد يستعمل الجبر للإصلاح المجرد، ومنه: جابر بن حبة، اسم الخبز، معرفة، كذا في المحكم: وكنيته أبو جابر أيضا، وهو مجاز، وقد ذكره الجرجاني في الكنايات، وأنشد الزمخشري في الأساس:

فلا تلوميني ولومي جابرا      فجابر كلفني هواجـرا. وأنشدنا شيخنا الإمام أبو عبد الله محمد بن الطيب رحمه الله، قال: أنشدنا الإمام أبو عبد الله محمد بن الشاذلي، أعزه الله، في أثناء قراءة المقامات:

أبو مالك يعتادنا في الظهـائر     يجيء فيلقى رحله عند جابر. قال: وأبو مالك: كنية الجوع وقال في اللسان: وكل ذلك من الجبر الذي هو ضد الكسر. والجبارة بالكسر والجبيرة اليارق، وهو الدستبند،كما سيأتي له في القاف. جمعه الجبائر، قال الأعشى:

فأرتك كفا في الخـضـا     ب ومعصما ملأ الجباره.

صفحة : 2588

الجبيرة أيضا: العيدان التي تجبر بها العظام على استواء. والمجبر: الذي يشد العظام المكسورة ويجبرها. وقال أبو حاتم في تقويم المبتدأ: الجبائر: العيدان التي تشد على المجبور. وقال ابن الأنباري: واحدتها جبارة، بالكسر، كما للمصنف والجوهري وغيرهما. وجبارة بن زرارة، بالكسر، كذا ضبطه الدارقطني وابن ماكولا: صحابي بلوي، شهد فتح مصر، أو هو جبارة كثمامة، ورجع الأول. وجوبر، بالفتح: نهر، أو: ة، بدمشق، أو هي أي القرية بهاء، والذي في معجم ياقوت، نهر جوبر بالبصرة منها أي منها أي من جوبرة التي بدمشق: أبو عبد الله عبد الوهاب بن عبد الرحيم بن عبد الوهاب الأشجعي الغوطي، عن شعيب بن إسحاق، وعنه أبو الدحداح. ذكره الأمير. وقال الحافظ: روى عنه أبو داوود في السنن وأحمد ابن عبد الله بن يزيد، الجوبريان الدمشقيان، حدث الأخير عن صفوان بن صالح، وينسب إليه: الجوبراني، أيضا.

اشتهر بها عبد الرحمن بن محمد بن يحيى بن ياسر الجوبراني المحدث، وفي التبصير: عبد الرحمن بن يحيى بن ياسر الجوبري شيخ لأبي القاسم بن أبي العلاء، وأبوه يروي عن عثمان بن محمد الذهبي.

جوبر: ة بنيسابور، منها: أبو بكر محمد بن علي بن محمد بن إسحاق الجوبري عن حمزة بن عبد العزيز القرشي، وعنه زاهر بن طاهر. جوبر: ة بسواد بغداد، وهي التي ذكرها ياقوت في المعجم. وجويبار، بضم الجيم وسكون الواو، والياء المثناة من تحت، ويقال: جوبار، بلا ياء، وكلاهما صحيح، وكذلك النسب إليها صحيح بالوجهين: جويباري وجوباري، ومعناه مسيل النهر الصغير. وجو بالضم، وجوى بزيادة الياء، بالفارسية: النهر الصغير، وبار: مسليه وقدم المضاف إليه على المضاف على عادتهم في التراكيب، وهي: ة بهراة، منها: أحمد بن عبد الله التيمي الهروي، ويقال فيه: الشيباني أيضا، الوضاع الكذاب، روى عن جرير بن عبد الحميد والفضل بن موسى، وغيرهما، أحاديث وضعها عليهم.

جوبارة بسمرقند، منها: أبو علي الحسن بن علي السمرقندي جوبيار: محلة بنسف، منها: محمد بن السري بن عباد النسفي الجويباري، رأى البخاري صاحب الصحيح. جوبيار: ة بمرو، منها أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن البوينجي، على فرسخين من مرو، تعرف جويباربوينك، صاحب أبي سعد السمعاني، روى عنه بمرو روى شرف أصحاب الحديث لأبي بكر الخطيب، عن عبد الله بن السمرقندي، عنه.

جويبار: محلة بأصفهان، ويقال لها: جوبار أيضا، منها محمد بن علي السمسار، وأبو منصور محمود بن أحمد بن عبد المنعم بن ما شاذه، روى عنه السمعاني وغيره.

صفحة : 2589

أبو مسعود عبد الجليل بن محمد بن عبد الواحد بن كوتاه الحافظ، عن أصحاب أبي بكر بن مردويه، روى عنه السمعاني. جوبيار: قرية، أو ع بجرجان: منه: طلحة بن أبي طلحة الجرجاني، عن يحيى بن يحيى، وعنه أبو بكر الإسماعيلي. وجبرة بفتح فسكون، وجبارة بالضم، وجبارة بالكسر، وجويبر، مصغر جابر: أسماء وجابر اثنان وعشرون صحابيا، وهم: جابر بن أسامة الجهني، وجابر ين حابس اليماني، وجابر بن خالد الخزرجي، وجابر بن أبي سبرة الأسدي، وجابر بن سفيان الأنصاري، وجابر بن سليم الهجيمي، وجابر بن سمرة العامري، وجابر بن شيبان الثقفي، وجابر بن ماجد الصدفي، وجابر بن أبي صعصعة المازني، وجابر بن طارق الأحمسي، وجابر بن ظالم الطائي، وجابر بن حابس العبدي، وجابر بن عبد الله الراسبي، وجابر بن عبد الله بن رياب، وجابر بن عبد الله الأنصاري، وجابر بن عبيد نزل البصرة، وجابر بن عتيك الأنصاري، وجابر بن عمير الأنصاري، وجابر بن النعمان البلوي، وجابر بن ياسر القتباني، وجابر بن عياش. فهؤلاء اثنان وعشرون صحابيا. وبقي عليه منهم: جابر بن الأزرق الغاضري، نزل حمص، وجابر بن عبد الله العبدي، وجابر بن عوف أبو أوس الثقفي. ذكرهم الحافظ الذهبي في كتاب التجريد.

وجبر خمسة، وهم: جبر الأعرابي المحاربي، وجبر بن عبد الله القبطي، مولى أبي بصرة، وجبر بن عتيك، وجبر الكندي، وجبر أبو عبد الله، وجبر بن أنس. وقد اختلف في الأخير، وصوبوا أنه جبير بن إياس، وقد تصحف عليهم. وجبير ثمانية، وهم: جبير ثمانية، وهم: جبير بن إياس الخزرجي، وجبير بن بحينة الأزدي، وجبير بن الحباب بن المنذر، وجبير بن الحارث القرشي، وجبير بن مطعم بن عدي النوفلي، وجبير بن النعمان الأوسي، وجبير بن نفير الحضرمي، وجبير مولى كبيرة بنت سفيان.

وجبارة بالكسر واحد، وهو جبارة بن زرارة، وقد تقدم الاختلاف فيه، وهكذا ضبطه ابن ماكولا والدارقطني.

أبو القاسم عمران بن موسى بن يحيى بن جبارة، بالكسر الحمراوي الجباري،من أهل مصر، روى عن عيسى بن حماد زغبة، توفي سنة 301. ومحمد بن جعفر بن جبارة الدمشقي الجوهري، وابنه الحسن بن محمد، الراوي عن خيثمة، ذكره الذهبي: محدثان.

وأما سعد الجباري فبالضم، له شعر مذكور في معجم المنذري، وهو ضبطه، قال: إنه منسوب إلى بني جبارة. وجبرة بنت محمد بن ثابت بن سباع مشهورة، من أتباع التابعين، قلت: وزوجها محمد بن عبد الرحمن، روى عنه أبو عاصم. جبرة بنت أبي ضيغم البلوية، شاعرة تابعية. قلت: الصواب فيها بالحاء المهملة، كما ضبطه الحافظ، والعجب من المصنف، فغنه قد ذكرها في المهملة على الصواب، ووهم هنا. فتأمل. وأبو جبير: كزبير الكندي، له حديث في الوضوء رواه عنه جبير بن نفير، وإسناده حسن وهناك رجل آخر من الصحابة اسمه أبو جبير الحضرمي، له حديث وأبو جبيرة، كسفينة، بن الحصين الأوسي الأشهلي، ذكره أبو عمرو: صحابيان. أبو جبيرة بن الضحاك الأشهلي أخو ثابت، مختلف في صحبته، ولد بعد الهجرة، وروى عنه الشعبي، وقيس بن أبي حازم، وابنه محمود بن أبي جبيرة، نزل الكوفة، له في النهى عن التنابز، وزيد بن جبيرة، من بني عبد الأشهل، محدث عن أبيه، ذكره البخاري في تاريخه. وأما زيد بن جبيرة الذي روى عن داوود بن الحصين فإنه واه، ذكره الذهبي في الديوان.

صفحة : 2590

جبيرة كجهينة: أحمد بن علي بن محمد بن جبيرة بن البصلاني، سمع عاصم بن الحسن: شيخ لابن عساكر الحافظ أبي القاسم صاحب التاريخ. والجبيريون جماعة بالبصرة ينتسبون إلى جبير بن حية بن مسعود بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعيد بن عوف بن ثقيف، روى عن المغيرة بن شعبة، ونزل البصرة. وممن ينسب إليه سعيد بن عبد الله بن زياد بن جبير بن حية، بصري، عن ابن بريدة. وابن زياد بن جبير، هكذا في النسخ الموجودة، والمعروف في نسبهم أن جبير بن حية له ولدان: عبد الله وزياد، والأخير يروي عن أبيه، فلفظة ابن زائدة، وابنه إسماعيل، وهو إسماعيل بن سعيد بن عبد الله بن زياد بن جبير، على الصحيح، فالضمير راجع إلى سعيد لا إلى زياد، كما هو ظاهر، وهو يروي عن أبيه سعيد، ذكره ابن أبي حاتم عن أبيه ووثقه. و قال ابن الأثير: عبيد الله بن يوسف بن المغيرة، شيخ بصري من أولاد جبير بن حية.

وفاته: أبو عبيد قاسم بن خلف بن فتح بن عبد الله بن جبير، سكن قرطبة، وسمعض الحديث بالعراق، وعاد إلى الأندلس، توفي سنة 371. وجبرين، كغسلين: ة كبيرة بناحية عزاز بالشام، من فتوح عمرو بن العاص، اتخذ بها ضيعة تدعى عجلان، باسم مولى له، منها: أحمد بن هبة الله النحوي المقرئ، والنسبة إليها جبراني، على غير، قياس، فإن القياس يقتضي أن يكون جبريني، وضبطه الحافظ ابن نقطة صاحب الإكمال بالفتح، للخفة. وجبرين الفستق: ة على ميلين من حلب، أول مرحلة من حلب للمتوجه إلى أنطاكية، ومنها: محمد بن محمد بن علوان بن نبهان الجبريني، الحلبي، ولد سنة 763، حدث.

وبيت جبرين: قرية كبيرة بفلسطين، وبين غزة والقدس، منه: أبو الحسن محمد بن خلف بن عمر الجبريني المحدث، روى عن أحمد بن الفضل الصائغ، وعنه أبو بكر بن المقرئ الأصبهاني. والمجبر: الذي يجبر العظام ويشدها على استواء.

هو لقب أبي الحسن أحمد بن موسى بن القاسم بن الصلت بن الحارث بن مالك العبدري البغدادي المحدث، ولقب أبي الحارث يحيى بن عبد الله بن الحارث التيمي، ويقال للأخير: الجابري أيضا، إلى جبر العظم.

المجبر، بفتح الباء، هو عبد الرحمن الأصغر بن عبد الرحمن الأكبر بن عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، ويقال له: أبو المجبر أيضا، وإنما قيل له ذلك لأنه وقع وهو غلام فقيل لعمته حفصة: انظري إلى ابن أخيك المكسر، فقالت: بل المجبر، فبقي لقبا عليه، قاله أبو عمرو.

جبر كبقم: لقب محمد وفي بعض النسخ: روح بن عصام بن يزيد الأصفهاني المحدث، عرف والده بخادم سفيان الثوري، وعنه ابنه إسماعيل، ومحمد بن إسحاق بن منده. والمتجبر: الأسد، لعتوه وقهره وأجبره: نسبه إلى الجبر، كأكفره: نسبه إلى الكفر.

وباب جبار، ككتان: بالبحرين. ومحمد بن جابار الهمداني، زاهد، صحب الشبلي وغيره.

صفحة : 2591

ومكي بن جابار الدينوري: محدث ثقة، حدث بدمشق بعد الستين وأربعمائة. والجابري:محدث، له جزء في الحديث م أي معروف، رواه عنه أبو نعيم، قاله الذهبي. قلت: وهو أبو محمد عبد الله بن جعفر بن إسحاق بنش علي بن جابر بن الهيثم الموصلي الجابري، نسبة إلى جده، سكن البصرة، وسمع عن أبي يعلى الموصلي وغيره، وعنه أبو نعيم، وقد روينا هذا الجزء من طريق الحافظ البرازالي، عن أبي المنجا بن اللتى، عن أبي رشيد البشري، عن أبي علي الحداد، عن أبي نعيم، عنه. ومحمد بن الحسن الجابري صاحب أبي الفضل عياض بن موسى اليحصبي القاضي، حدث بسبتة قبل الستمائة بالشفاء، عنه ويوسف بن جبرويه الطيالسي: محدث. وأبو سهل أحمد بن علي بن جبرويه الكلوذاني، عن الكديمي، وعنه رزقويه.

وأما أبو الحسن محمد بن الحسن بن جبرويه، فبالضم، حدث عنه أبو الغنائم النرسي.

وجبران بن إبراهيم الصغاني كعثمان: شاعر شيعي، قاله الأمير ويروي عن أبي قرة.

وجبرون بن عيسى البلوي، حدث عن سحنون الفقيه، وعن يحيى بن سليمان الحفري القيرواني. جبرون بن سعيد الحضرمي قاضي الإسكندرية، سمع محمد بن خلاد الإسكندراني. وجبرون بن عبد الجبار بن واقد، سمع ابن عيينة. وجبرون بن واقد، سمع ابن عيينة. وجبرون بن واقد الإفريقي. وعبد الوارث بن سفيان بن جبرون، من أشياخ ابن عبد البر: محدثون. والمجبورة وجابرة، اسمان لطيبة المشرفة، على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، والمجبورة كأنها جبرت به صلى الله عليه وسلم، وجابرة كأنها جبرت الإيمان.

والانجبار: نبات نفاع يتخذ منه شراب، مذكور في كتب الطب.

ومما يستدرك عليه: رجل جبار: مسلط قاهر، وبه فسر قوله تعالى: وما أنت عليهم بجبار أي بمسلط فتقهرهم على الإسلام. والجبار: الذي يقتل على الغضب. وفي الحديث: كثافة جلد الكافر أربعون ذراعا بذراع الجبار ، أراد به هنا الطويل، وقيل: الملك، كما يقال بذراع الملك. قال القتيبي: وأحسبه ملكا من ملوك الأعاجم كان تام الذراع. وفي حديث خسف جيش البيداء: فيهم المستبصر والمجبور وابن السبيل . وهو من جبرت لا أجبرت.

وقال أبو عبيد: الجبائر: الأسورة من الذهب والفضة، واحدتها جبارة وجبيرة، وقال الأعشى:

فأرتك كفا في الـخـضـا     ب ومعصما ملء الجباره. وأصابته مصيبة لا يجتبرها، أي لا مجبر منها.

ونار إجبير، غير مصروف: نار الحباحب، حكاه أبو علي عن أبي عمرو الشيباني.

وحكى ابن الأعرابي: جنبار من الجبر. قال ابن سيده: هذا نص لفظه، فلا أدري من أي جبر عنى: أمن الجبر الذي هو ضد الكسر، وما في طريقه، أم من الجبر الذي هو خلاف القدر? قال: وكذلك لا أدري ما جنبار: أوصف أم علم أم نوع أم شخص? ولولا أنه قال: من الجبر لألحقته بالرباعي، ولقلت: إنها لغة في الجنبار الذي هو فرخ الحبارى، أو مخفف عنه.

وزياد بن جبير الطائي الكوفي، من رجال البخاري. والجبار، بالكسر: جمع الجبر بمعنى الملك. والجبيرية: قرية باليمن، وقد دخلتها وفيها الفقهاء بنو حشبير. ومن سجعات الأساس: وما كانت نبوة إلا تناسخها ملك جبرية. أي إلا تجبر الملوك بعدها.

صفحة : 2592

ومن المجاز: ناقة جبارة، أي عظيمة. وجبرت فلانا فاجتبر: نعشته فانتعش. واستجبرته: بالغت في تعهده. وفلان جابر لي مستجبر. والجبر في الحساب: إلحاق شيء به إصلاحا لما يريد إصلاحه. وباجبارة: قرية شرقي مدينة الموصل، كبيرة عامرة، قال ياقوت: رأيتها غير مرة. وفي قضاعة جابر بن كعب بن عليم، وفي خولان جابر بن هلال، وفي غني جابر بن مالك، وفي طيئ جابر بن حي بن عمرو بن سلسلة، وجابر بن عبد الله بن قادم الهمداني: بطون. وأحمد بن عمران بن جبير كأمير النسفي، حدث عن محمد بن عبد الرحمن الشامي. وبنو جبارة بالضم: قبيلة. وساحل الجوابر: كورة بمصر.

ج ت ر.
الجيتر، كحيدر أهمله الجوهري، وقال الصغاني: هو الرجل القصير، كذا في التكملة.

ج ث ر.
جاثر، أهمله الجوهري، وقال أئمة النسب: هو ابن إرم بن سام بن نوح عليه السلام، وهو أبو ثمود وجديس، وقد انقرضا. ومكان جثر، ككتف: فيه تراب يخالطه سبخ، عن ابن دريد، أو حجارة. وورق جثر: واسع.

ج ج ر.
ججار، كسحاب أهمله الجوهري والجماعة، وهو هكذا ضبطه الرشاطي، وقيل ككتاب: ة ببخاراء. قال ابن الأثير: ويقال: شجار، منها: صالح بن محمد بن صالح بن شعيب أبو شعيب الحجاري، عن أبي القاسم بن أبي العقب الدمشقي، وعمر بن علي العتكي، المحدث العابد، من أرباب الكرامات، وقبره بها يزار ويتبرك به، وروى عنه القاضي أبو طاهر الإسماعيلي، ومحمد بن علي بن رمح وغيرهما، توفي سنة 400.

ومما يستدرك عليه: جنجر: بالنون بين الجيمين: اسم ناحية من بلاد الروم، ويقال بالخاء، وسيأتي.

ويستدرك أيضا: جوجر، كجوهر: قرية بالسمنودية.

وججروان، بالفتح: بالمنوفية.

ج ح ر.
الجحر، بالضم لكل شيء يحتفر في الأرض، إذا لم يكن من عظام الخلق. وفي المحكم: هو كل شيء يحتفره الهوام والسباع لأنفسها.

قال شيخنا: وفقهاء اللغة كأبي منصور الثعالبي جعلوا لغيره كالتجوز. كالحجران، كعثمان، ونظيره: جئت في عقب الشهر وعقبانه. ج جحرة، بكسر ففتح، وأجحضار كأصحاب. وججر الضب، كمنع: دخله، أي جحره. جحر فلان الضب: أدخله فيه، فانجحر، أي دخل وتجحر كأجحره المطر، أي ألجأه حتى دخل جحره. جحرت الشمس للغيوب، إذا ارتفعت فأزى الظل، أنشد الأصمعي لعكاشة بن أبي مسعدة السعدي:

قد وردت والظل آز قـد جـحـر     جاءت من الخط وجاءت من هجر. من المجاز: جحر الربيع إذا احتبس ولم يصبنا. وفي المحكم: لم يصبك مطره.

يقال: جحر عنا الخير، إذا تخلف ولم يصبنا. حجرت العين: غارت، وهو مجاز. واحتجر له حجرا، أي اتخذه. والحجر، بالفتح: الغار البعيد القعر، نقله الصغاني.

الحجرة: بهاء: السنة الشديدة المجدبة القليلة المطر، لأنها تحجر الناس في البيوت، وقال زهير بن أبي سلمى:

إذا السنة الشهباء بالناس أجحفت ونال كرام المال في الحجرة الأكل. يريد بكرام المال الإبل، يقول: إنها تنحر وتؤكل لأنهم لا يجدون لبنا يغنيهم عن أكلها. ويحرك. وعين جحراء: غائرة متحجرة، وفي بعض النسخ: منجحرة في نقرتها. وفي الحديث في صفة الدجال: ليست عينه بناتئة ولا جحراء ، قال الأزهري: هي بالخاء المعجمة وأنكر الحاء، وسيأتي. وأجحرته إلى كذا: ألجأته. والمجحر: المضطر الملجأ، وأنشد:

يحمي المجحرينا.

صفحة : 2593

من المجاز: أجحرت النحوم، أي نجوم الشتاء، إذا لم تمطر، قال الراجز:

إذا الشتاء أجحرت نجومـه      واشتد في غير ثرى أزومه. كذا في التهذيب.

من المجاز: أجحر القوم إذا دخلوا في القحط والشدة. وبعير جحارية، كعلابطة، أي مجتمع الخلق تامه، نقله الصغاني. والجواحر: الدواخل في الجحرة والمكامن.

الجواحر: المتخلفات من الوحش وغيرها، قال امرؤ القيس:

فألحقنا بالـهـاديات ودونـه     جواحرها في صرة لم تزيل. وقيل: الجاحر من الدواب وغيرهما: المتخلف الذي لم يلحق، ومنه: جحر فلان تخلف.

والجحرمة: الضيق، وسوء الخلق، والميم زائدة، فهي فعلمة، وصرح بذلك الجوهري وابن القطاع وغيرهما، وقد أعاده المصنف في الميم أيضا، ولم ينبه على زيادة الميم، فلينظر.

والمحجر: الملجأ والمكمن. ومجاحر القوم: مكامنهم. وفي الأساس: ومن المجاز: دخلوا في مجاحرهم، أي مكامنهم.

ومما يستدرك عليه: الجحران، كعثمان: اسم للفرج خاصة، جيء فيه بالألف والنون تمييزا له عن غيره من الجحرة، قاله ابن الأثير، وعليه خرج الحديث المروي عن السيدة عائشة رضي الله عنها إذا حاضت المرأة حرم الجحران ورواه بعض الناس بكسر النون على التثنية، يريد الفرج والدبر، ومعناه أن أحدهما حرام قبل الحيض، فإذا حاضت حرما جميعا، وذكره الزمخشري في المجاز، وقال: حرم الجحران، أي اجتمع الاثنان في الحرمة: قال: ومنه أيضا: حصني جحرك.

ومن المجاز أيضا: أجحرهم القزع، وأجحرت السنة الناس: أدخلتهم في المضايق.

ج ح ب ر.
الجحنبار أهمله الجوهري، وقال أبو حاتم: هو بكسر الجيم والحاء المهملة. قلت: وروي إعجامها في كتاب العين: نبت. عن الفراء: الجحنبار: الرجل الضخم، وأنشد:

فهو جحنبار مبين الدعرمه. الجحنبار: العظيم الخلق من الرجال، قاله أبو مسحل في نوادره، أو هو العظيم الجوف الواسعه، قال الصغاني: وهذا أشبه، لأن سيبويه جعله صفة. أو هو القصير القامة المجفر الواسع الجوف، كالجحنبارة، بالهاء، ويضمان، واقتصر في العين على القصير من الرجال.

والجحنبرة: المرأة القصيرة، عن أبي عمرو.

ج ح د ر.
الجحدر: الرجل الجعد القصير، والأنثى جحدرة. وجحدره جحدرة: صرعه ودحرجه، وهو مقلوبه كجحد له، نقله الصغاني. وتجحدر الطائر من وكره، إذا تدحرج، أي تحرك فطار، عن الصغاني. والجحادري، بالضم: العظيم من الرجال، نقله الصغاني. وجحدر، كجعفر: رجل، وهو جحدر بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة بن عكابة بن صعب، منهم: طالوت بن عباد الجحدري مولاهم، وأبو يحيى كامل بن طلحة الجحدري البصري، ومالك بن مسمع، وغيرهم، وعامتهم بالبصرة. وجحدر أيضا لقب أحمد بن عبد الرحمن الكفرتوثي، عن بقية.

ج ح ش ر.
الجحاشر، بالضم، أهمله الجوهري، وقال الفراء: هو الضخم، وأنشد في صفة إبل:

تستل ما تحت الإزار الحاجر    بمقنع من رأسها جحاشـر. وقال الليث: الجحاشر هو الحادر الخلق، الجسيم العظيم الجسم، العبل المفاصل، العظيم الخلق.

الجحاشر: فرس في ضلوعه قصر، وهو في ذلك مجفر كإجفار الجرشع. كالجحشر، فيهما، والجحرش، ويضم.

قال أبو عبيد: الجحشر من صفات الخيل، وهي بهاء، قال: وإن شئت قلت: جحاشر، والأنثى جحاشرة، وأنشد ابن سيده:

صفحة : 2594

جحاشرة صتم كأن عظامـه       عوائم كسر أو أسيل مطهم. وأنشد أبو عبيد:

جحاشرة صتم طمر كـأنـهـا    عقاب زقتها الريح فتخاء كاسر. وجحشر، بالضم: اسم، نقله الصغاني.

ج خ ر.
الجخر، محركة: تغير رائحة اللحم، هكذا في التكملة، وفي بعض النسخ: رائحة الفم.

الجخر: رائحة مكروهة نتنة في قبل المرأة. وعن ابن دريد: سببها من فساد الرحم، وهي جخراء، من ذلك. وقال اللحياني: الجخراء من النساء: المنتنة. الجخر: الاتساع في البئر، وقد جخرها يخجرها خجرا، وخجرها وسعها. الخجر: خلاء البطن، قال الأصمعي في قولهم: ببطنه يعدو الذكر.

قال: الذكر من الخيل لا يعدو إلا إذا كان بين الممتلئ والطاوي، فهو أقل احتمالا للجخر من الأنثى، والجخر: الخلاء، والذكر إذا خلا بطنه انكسر وذهب نشاطه.

الجخر: ككتف: الكثير الأكل، عن الضغاني، والجبان رجل خجر: جبان أكول، والأنثى خجرة.

الجخر: القليل لحم الفخذين من الرجال. الجخر: الفاسد العقل. كل ذلك عن الضغاني.

الجخر: العاجز. الجخر: السمج. الجخر: السريع الجوع. وقد جخر جخرا، إذا جزع من الجوع. والجخراء: د، لبني شجنة بن عطارد بن عوف بن كعب. الجخراء: المرأة الواسعة البطن. الجخراء: المرأة الواسعة التفلة، عن اللحياني.

الجخراء: من العيون: الضيقة التي فيها غمض ورمص، ومنه قيل للمرأة: جخراء، إذا لم تكن نظيفة المكان، وبه فسر الحديث في صفة عين الدجال: أعور مصموس العين، ليست بناتئة ولا جخراء. ويروى بالحاء المهملة، وقد تقدم. وقال الأزهري بالخاء، وأنكر الحاء. والجاخر: الوادي الواسع.

وجخر، كمنع: وسع رأس بئره، كأجخر وهذه عن ابن الأعرابي، وجخر، جخرا وإجخارا وتجخيرا. وأجخر: أنبع ماء كثيرا من وفي بعض الأصول: في غير موضع بئر.

أجخر الرجل، إذا غسل دبره ولم ينق بعد، فبقي لذلك نتنه. أجخر، إذا تزوج امرأة جخراء، وهي الواسعة، كل ذلك عن ابن الأعرابي. وتجخر الحوض، إذا تفلق، وفي بعض الأصول المعتمدة: تلفف طينه، وذهب ماؤه، وفي اللسان بعد قوله: طينه: وانفجر ماؤه. وجخر بفتح فسكون: ة بسمرقند، على ثلاثة فراسخ منها، وضبطه أئمة النسب بالزاي والنون في آخره، فلينظر. وجخر جوف البئر، كفرح: اتسع. وجخرها: وسعها.

عن ابن شميل: جخر الغنم جخرا، إذا شربت على خلاء بطن، فتخضخض الماء في بطونها، فتراها جخرة خاشعة. كذا في النسخ. وفي بعضها: خاسفة، ومثله في اللسان والتكملة.

ومما يستدرك عليه: في التهذشيب: والجخيرة تصغير الجخرة وهي نفحة تبقى في القندودة إذا لم تنق. وجخر الفرس جخرا: امتلأ بطنه، فذهب نشاطه وانكسر.

ج خ د ر.
الجخدر والجخدري، بفتحهما، أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: و كذا الجخادر، بالضم، وهو الضخم. ولم يذكر ابن دريد الجخدري.

ج د ر.

صفحة : 2595

الجدر، بفتح فسكون: الحائط: كالجدار، بالكسر، وورد في قول عبد الله بن عمر: إذا اشتريت اللحم يضحك جدر البيت ، قالوا: هو لغة في الجدار. ج جدر، بضم فسكون، وجدر بضمتين، وجدران جمع الجمع، مثل بطن وبطنان. قال سيبويه: وهو مما استغنوا فيه ببناء أكثر العدد عن بناء أقله، فقالوا: ثلاثة جدر. الجدر: نبت رملي، وهو كالحلمة غير أنه صغير يتربل، ينبت مع المكر، قاله أبو حنيفة: ج جدور، بالضم، قال العجاج ووصف ثورا:

أمسى بذات الحاذ والجدور. وفي التهذيب: عن الليث: الجدر: ضرب من النبات، والواحدة جدرة، قال العجاج:

مكرا وجدرا واكتسى النصي. وقد أجدر المكان.

قال الأزهري: ومن شجر الدق ضروب تنبت في القفاف والصلاب، فإذا أطلعت رؤوسها في أول الربيع، قيل: أجدرت الأرض، وأجدر الشجر، فهو جدر حين يطول فإذا طال تفرقت أسماؤه. الجدر: حطيم الكعبة لما فيه من أصول حائط البيت. وفي الأساس: وللحجر ثلاثة أسماء: الحجر والحطيم والجدر، وهو أصل الجدار، سمي به لأن جداره مستوطئ. وفي الحديث: حتى يبلغ الماء جدره أي أصله. والجمع جدور. وقال اللحياني: جدره: جابنه، والجمع جدور، وأنشد:

تسقى مذانب قد طالت عصيفتها     جدورها من أتي الماء مطموم. الجدر: خروج الجدري، بضم الجيم وفتحها، لغتان، وأما الدال فمفتوحة على كل حال، وهو اسم لقروح في البدن تنفط عن الجلد ممتلئة ماء، وتقيح، وهو داء معروف يأخذ الناس مرة في العمر. قال شيخنا: وقد قالوا: أول من عذب به قوم فرعون، ثم بقي بعدهم، كما في المصباح. وقال عكرمة: أول جدري ظهر ما أصيب به أبرهة. وقد جدر يجدر جدرا، حكاه اللحياني. وجدر، كعني جدرا. ويشدد. قال شيخنا: وقد أنكره الحريري وجماعة، وقالوا: إن التفعيل يدل على المبالغة والتكرار، وهو لا يأتي في العمر إلا مرة واحدة، فكيف يشدد? وتعقبوه بوجوه بسطتها في شرح نظم الفصيح، وأشرت إليها في شرح الدرة. وهو مجدور الوجه، ومجدر وجدير. وأرض مجدرة: كثيرته. وقال اللحياني: ذات جدري. والجدر، بالكسر: نبات، الواحدة بهاء. وقد أجدرت الأرض.

الجدضر بالتحريك: سلع تكون في البدن خلقة أبو البثور الناتئة، عن اللحياني، أو آثار من ضرب مرتفعة على جلد الإنسان، أو من جراحة، وقيل: الجدر إذا ارتفعت عن الجلد، وإذا لم ترتفع فهي ندب، وقد يدعى الندب جدرا ولا يدعى الجدر ندبا، كالجدر، كصرد، واحدتهما بهاء.

وفي الصحاح: الجدرة: خراج، وهي السلعة، والجمع جدر، وأنشد ابن الأعرابي:

يا قاتل الله دقيلا ذا الجدر. وفي المحكم: فمن قال: الجدري، نسبه إلى الجدر، ومن قال الجدري نسبه إلى الجدر، قال: وهذا قول اللحياني وليس بالحسن. ج الأجدار. الجدر: ورم يأخذ في الحلق وعن ابن الأعرابي: الجدرة: الورمة في أصل لحى البعير. وقال النضر: الجدرة: غدد تكون في عنق البعير، يسقيها عرق في أصلها، نحو السلعة برأس الإنسان. وجمل أجدر، وناقة جدراء. وقيل: هي في عنق البعير السلعة، وقيل: هي من البعير جدرة، ومن الإنسان سلعة وضواة.
الجدر: انتبار أو أثر كدم في عنق الحمار. وقد جدر الحمار جدورا، بالضم، وفي التهذيب: جدرت عنقه جدرا، إذا انتبرت، وأنشد لرؤبة:

أو جادر الليتين مطوي الحنق.

صفحة : 2596

الجدر: حب الطلع. وأجدر الوليع، وجادر: اسمر وتغير، عن أبي حنيفة، يعني بالوليع طلع النخل، واحدته جدرة، وهي حبة الطلع. الجدر: أن يخرج بالإنسان جدر، أي في بدنه من البثور الناتئة، وقد جدر ظهره، قاله اللحياني. والجدر أيضا أبن يرم عنق الحمار، وقد جدرت عنقه، كما في التهذيب. الجدر: هم الكرم بالإيراق، يقال: جدر الكرم جدرا، إذا حبب وهم بالإيراق وجدر العنب: صار حبه فويق النفض. وفعلهما كفرح لا غير. والجدير: مكان يبنى حوله. وقال الليث: بني حواليه جدار قال الأعشى:

وتبنون في كل واد جديرا. الجدير: الخليق، يقال: هو جدير بكذا واكذا، أي خليق له. ج جديرون وجدراء والأنثى جديرة. وقد جدر ككرم جدارة بالفتح. قال شيخنا: وفيه رد على النحاة الذين يقولون: إن ما أجدره وأجدر به شاذ، كما في التوضيح وغيره، وأشرت إلى نقده في حواشيه. وإنه لمجدرة أن يفعل، وكذلك الاثنان والجمع، وإنها لمجدرة بذلك، وبأن تفعل ذلك، وكذلك الاثنتان والجمع، كله عن اللحياني، وعنه أيضا: إنه لجدير أن يفعل ذلك، وإنهما لجديران. وقال زهير: ويقال للمرأة: إنها لجديرة أن تفعل ذلك وخليقة، وإنهن جديرات وجدائر. وحكي عن أبي جعفر الرواسي: إنه مجدور أن يفعل ذلك، جاء به على لفظ المفعول ولا فعل له. وقال غيره: هذا الأمر مجدرة لذلك، ومجدرة فمنه، أي مخلقة منه أن يفعل كذا، أي هو جدير بفعله وجدره: جعله جديرا نقله الصغاني. وأجدر به أن يفعل ذلك، وما أجدره.

والجديرة: الحظيرة، وهي كنيف يتخذ من حجارة يكون للبهم وغيرها، كالجدرة، محركة. وقيل: الجديرة: زرب الغنم. وعن أبي زيد: كنيف البيت مثل الحجرة تجمع من الشجر. وهي الحظيرة أيضا، فإن كانت من حجارة فهي جديرة، وإن كان من طين فهو جدار. الجديرة: الطبيعة. الجدارة ككتابة: واد بالحجاز فيه قرى ومساكن عامرة. وجدر، محركة: ة بين حمص وسلمية تنسب إليها الخمر، قال أبو ذؤيب:

فما إن رحيق سبتها التـجـا     ر من أذرعات فوادي جدر. والنسبة جدري على قياس، وجيدري على غير قياس، قال معبد بن سعنة:

ألا يا اصبحاني قبل لوم العواذل وقبل وداع من زنيبة عاجـل.

ألا يا اصبحاني فيهجا جـيدرية     بماء سحاب يسبق الحق باطلي. هكذا أنشده ابن بري. والفيهج هنا: الخمر، وأصله ما يكال به الخمر، وقد قيل إن جيدر موضع هناك أيضا، فإن كانت الخمر الجيدرية منسوبة إليه فهو نسب قياسي، كما في اللسان. والجدرة، محركة: حي من الأزد، وهم بنو عامر بن عمرو بن خثعمة، ومن قال: ابن عمرو من خزيمة فقد أخطأ، كذا حققه السهيلي في الروض. قلت: وخثعمة هذا هو ابن بكر بن يشكر بن قسي بن صعب بن دهمان بن نصر بن زهران الأزدي، سموا به لأنهم بنوا جدار الكعبة، عظمها الله تعالى وشرفها، أو حجرها وهو الحطيم. وقال أهل الأنساب: دخل السيل مرة الكعبة، وصدع بنيانها، ففزعت قريش إن جاء سيل آخر يذهب بشرفهم ودينهم، فبني عامر المذكور لها جدارا دون السيل، يسمى الجادر. وقال شيخنا: والجدرة لعلهم جعلوه جمع جادر، ككاتب وكتبة، ثم سموا القبيلة. قلت: ويجوز أن يكون إلى الجدير، وهو المكان الذي بني حوله جدار، وأريد به الحطيم، كما قالوا في ثقيف ثقفي.

صفحة : 2597

جدرة، بلا لام: والدة قصي بن كلاب، واسمها فاطمة بنت عوف بن سعد بن سيل بن الجدرة، وهم حلفاء بني الديل، قاله ابن الأثير والأمير. وجدر الشجر: خرج ثمره كالحمص، عن ابن الأعرابي. جدر النبت والشجر طلعت رؤوسه في أول الربيع، كأنه الجدري، فهو مجاز كجدر ككرم جدارة وأجدر، حكى الثلاثة ابن الأعرابي، وجدر فيهما، وجادر، الأخير عن أبي حنيفة، وقال الطرماح:

فآليت ألحى عاشقا ما سرى القطا    وأجدر من وادي نطـاة ولـيع. وجدر العرفج والثمام يجدر، إذا خرج في كعوبه ومتفرق عيدانه مثل أظافير الطير. وأجدر الوليع وجادر: اسمر وتغير. وقال الليث: أجدر الشجر فهو جدر، حين تطول فإذا طال تفرقت أسماؤه. عن ابن بزرج: وجدرت اليد تجدر، ونفطت، مجلت، كل ذلك مفتوح، وهي تمجل، وهو المجل. جدر الجدار يجدر حوطه. جدر الرجل: توارى بالجدار، حكاه ثعلب، وأنشد:

إن صبيح بن الزبير فأرا.

في الرضم لا يترك منه حجرا.

إلا ملاه حنطة وجدرا. قال: هذا سرق حنطة وخبأها.

واجتدر: بناه، قال رؤبة:

تشييد أعضاد البناء المجتدر. وجدره تجديرا: شيده، وأنشد ابن الأعرابي:

وآخرون كالحمير الـجـشـر     كأنهم في السطح ذي المجدر. قيل: أراد: ذي الحائط المجدر، ويجوز أن يكون أراد: ذي التجدير، أي الذي جدر وشيد، فأقام المفعل مقام التفعيل، لأنهما جميعا مصدران لفعل، أنشد سيبويه:

إن الموقى مثل ما لقيت. أي إن التوقية.

والجيدر: القصير، كالجيدري والجيدران، وقد يقال له: جيدرة، على المبالغة، قال الفارسي: وهذا كما قالوا: دحداحة ودنبة وحنزقرة. وامرأة جيدرة وجيدرية، وأنشد يعقوب:

ثنت عنقا لم تـثـنـهـا جـيدرية     عضاد ولا مكنوزة اللحم ضمزر. والمجدور: القليل اللحم ومن به آثار ضرب أو سياط. وذو جدر بفتح فسكون جاء ذكره في الحديث، وهو مسرح قرب المدينة، على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، على ستة أميال منها، ناحية قباء، كانت فيه لقاح النبي صلى الله عليه وسلم لما أغير عليها.

والمجدار كمحراب: ما ينصب في الزرع مزجرة للسباع والطير، قال:

اصرميني يا خلقة المجـدار     وصليني بطول بعد المزار. وعامر بن جدرة، محركة: أول من كتب بخطنا، أي العربي. قال شيخنا: وسيأتي له في مر أن أول من كتب بالعربية مرامر، وحزم به جماعة، وتوقف جماعة: هل هو خلاف أو يمكن التوفيق? قال: وهذه الأولية فيها خلاف طويل الذيل، أورده ابن عساكر وغيره ونقل خلاصته الجلال في أولياته، وسيأتي طرف منه إن شاء الله تعالى.

صفحة : 2598

قلت: وهذه العبارة مأخوذة من الجمهرة لابن دريد، قال فيها: أول من كتب بخطنا هذا عامر بن جدرة، ومرامر بن مرة، الطائيان، ثم سعد بن سيل، غير أن المصنف فرق فذكر كل واحد فيما يناسب ذكره في محله. وعامر الأجدار: أبو حي من كلب، سمي به لأنه كان عليه جدرة، أي سلعة، وهو عامر بن عوف بن كنانة بن عوف بن عذرة بن زيد اللات، وهذا الذي ذكره المصنف من وجه التسمية، فقد صرح به ابن دريد، ورد على ابن الكلبي حيث قال: لأنه كان جالسا بجنب جدار إلى آخره، فراجع المعجم. وجدرة، بالضم: ابن سبرة العتقي، شهد فتح مصر، صحابي، هكذا ضبطه ابن ماكولا بالدال المهملة. وجندر الكتاب: أمر القلم على ما درس منه ليتبين. و كذلك الثوب إذا أعاد وشيه بعد ذهابه، وهو مأخوذ من الصحاح، قال: وأظنه معربا. وأبو قرصافة جندرة بن خيشنة الكناني صحابي، نزل عسقلان، روت عنه بنته.

وأبو بكر محمد بن أحمد بن يوسف المقرئ الجندري محدث، روى عن أبي بكر الخرائطي.

ومما يستدرك عليه: شاة جدراء: تقوب جلدها عن داء يصيبها، وليس من جدري. وفي الحديث: الكمأة جدري الأرض ، شبهها به لظهورها من بطن الأرض كما يظهر الجدري من باطن الجلد، وأراد به ذمها. وأجدرت الأرض، إذا طلعت رؤوس نباتها. وشجر جدر. وجادر الطلع: طلع حبه.

والجدرة، محركة: حظيرة الغنم. والجدر، بضمتين: الحواجز التي بين الديار، الممسكة الماء. وجدور العنب: حوائطه. وجدرا الكظامة: حافتاها، وقيل: طين حافتيها. والتجدير: القصر، ولا فعل له: قال:

إني لأعظم من صدر الكمي علـى    ما كان في زمن التجدير والقصر. أعاد المعنيين لاختلاف اللفظين، كما قاله:

وهند أتى من دونها النأي والبعد. كذا في اللسان.

والمجدر: لقب نصر بن زيد، روى عن مالك وشريك. والمجندر: لقب أبي القاسم يحيى بن أحمد بن بدر البغدادي، من جندرة الثياب، روى عنه السمعاني. وجدر البعير، كفرح، فهو أجدر، والناقة جدراء، من الجدرة وهي السلعة. وجدارة، بالضم: أخو خدرة في بني النجار، نقله السهيلي في غزوة بدر، عن ابن إسحاق، والمشهور بالخاء، كما سيأتي. والمجدرة، كمعظمة: طعام لأهل الشام. وقطيعة بني جدار: محلة ببغداد، منها: أبو بكر أحمد بن سندي بن الحسن البغدادي الجداري، صدوق، ترجمه الخطيب في تاريخه. وجدار: صحابي روى عنه يزيد بن شجرة. وجدار العذري: تابعي. وجدار بن بكرة عن جده، وعنه محمد بن جعفر الكناني.

ج ذ ر.
الجذر بفتح فسكون: القطع، يقال: جذر الشيء جذرا، إذا قطعه. الجذر: الأصل من كل شيء أو هو أصل اللسان، وأصل الذكر. قال شمر: إنه لشديد جذر اللسان، وشديد جذر الذكر، أي أصله، قال الفرزدق:

رات كمرا مثل الجلاميد أفتحت    أحاليلها حتى اسمأدت جذورها.

صفحة : 2599

الجذر: أصل الحساب والنسب، ويكسر فيهن، أو في أصل الحساب بالكسر فقط، فالفتح عن الأصمعي، والكسر عن أبي عمرو في الكل. وقال ابن جبلة: سألت ابن الأعرابي عنه، فقال: هو جذر، قال: ولا أقول: جذر. وفي الأساس: يقال: ما جذر هذا العدد وما جداؤه أي أصله ومبلغه. إذا ضرب ثلاثة، فالجذر الثلاثة، والجداء التسعة. وفي اللسان: والحساب الذي يقال له عشرة في عشرة، وكذا في كذا، تقول:ما جذره? أي ما يبلغ تمامه? فتقول: عشرة في عشرة مائة، وخمسة في خمسة وعشرون، أي فجذر مائة عشرة، وجذر خمسة وعشرين خمسة، وعشرة في حساب الضرب جذر مائة.

الجذر: الاستئصال، ياقل: جذرت الشيء جذرا، استأصلته، كالإجذار، عن أبي زيد.

الجذر: مغرز العنق، عن الهجري، وأنشد:

تمـج ذفـاريهـن مـاء كـأنـه     عصيم على جذر السوالف مغفر. ج جذور بالضم.

والجؤذر، بضم الجيم والذال مهموزا، وتفتح الذال أيضا، والجيذر، بكسر الجيم وسكون التحتية، وفي بعض النسخ بفتح الجيم، والجوذر، بالواو من غير همز كفوفل، و الجوذر، مثل كوكب، والجوذر، بفتح الجيم وكسر الذال، فهي ست لغات، ذكر الجوهري منها لغتين، وزاد الصغاني اثنتين، وهما كفوفل وكوكب، وهي ولد البقرة الوحشية، كذا في الصحاح، والجمع جآذر. وبقرة مجذر، كمحسن: ذات جوذر. قال ابن سيده: ولذلك حكمنا بزيادة همزة جؤذر، ولأنها تزاد ثانية كثيرا. وحكى ابن جني أن جوذرا مثل كوثر لغة في جؤذر، وهذا مما يشهد له أيضا بالزيادة، لأن الواو ثانية لا تكون أصلا في بنات الأربعة.

والجيذر: لغة في الجوذر، قال ابن سيده: وعندي أن الجيذر والجوذر عربيان، والجؤذر والجؤذر فارسيان. وانجذر الحبل والصاحب، ومن كل شيء: انقطع قال الشاعر:

يا طيب حال قضاء اللـه دونـكـم    واستحصد الحبل منك اليوم فانجذرا. واجذأر كاقشعر: انتصب فلم يبرح، وهو مجذئر، قاله ابن بزرج. وعن الليث: اجذأر: انتصب للسباب والمخاصمة، قال الطرماح:

تبيت على أطرافها مجذئرة     تكابد هما مثل هم المراهن. اجذأر النبات: نبت ولم يطل، فهو مجذئر. والجيذرة: سمكة كالزنجي الأسود الضخم القصير.

والمجذر: كمعظم: لقب عبد الله بن ذياد ككتاب البلوي قتل سويد بن الصامت في الجاهلية، فهاج قتله وقعة بعاث، ثم استشهد يوم أحد، قتله الحارث بن سويد بن الصامت بأبيه، وارتد ولحق بمكة، ثم أتى مسلما بعد الفتح، فقتله النبي صلى الله عليه وسلم بالمجذر، بأمر جبريل عليه السلام، فيما ورد. وعلقمة بن المجذر، واسمه الأعور بن جعدة الكناني المدلجي، استعمله النبي صلى الله عليه وسلم على سرية، صحابيان.

المجذر: القصير الغليظ، الشثن الأطراف، وزاد في التهذيب: من الرجال، والأنثى بالهاء كالجيذر. وأنشد أبو عمر لأبي السوداء العجلي:

تعرضت مريئة الحياك.

لناشئ دمكمـك نـياك.

البهتر المجذر الزواك. أو هذه، أي الجيذر، بالمهملة، ووهم الجوهري في إعجام الذال منها. قال شيخنا: وجزم القاضي زكرياء في حاشيته على البيضاوي بأنه بالموحدة بعد الجيم والذال المعجمة، وتبعه السيوطي في حاشيته، وتعقبها الخفاجي وعبد الحكيم. المجذر: البعير الذي لحمثه في أطراف عظامه وحجومه. ويقال: ناقة مجذرة، أي قصيرة شديدة.

ومما يستدرك عليه: