الباب العاشر: باب الراء - الفصل الخامس: فصل الجيم مع الراء: الجزء الثاني

فصل الجيم مع الراء

الجزء  الثاني

صفحة : 2600

جذر البقرة: قرنها، وأنشدوا قول زهير يصف بقرة وحشية:

وسامعتين تعرف العتق فيهمـا     إلى جذر مدلوك الكعوب محدد. يعني قرنها.

ونزلت الأمانة في جذر قلوب الرجال، أي في أصلها. والجذر: أصل شجرة وعن ابن جنبة: الجذر جذر الكلام، وهو أن يكون الرجل محكما لا يستعين بأحد، ولا يرد عليه أحد، ولا يعاب، فيقال: قاتله الله كيف يجذر في المجادلة: وفي حديث الزبير: احبس الماء حتى يبلغ الجذر ، يريد مبلغ تمام الشرب، من جذر الحساب. وقيل: أراد أصل الحائط. والمحفوظ بالدال المهملة وقد تقدم. وفي حديث عائشة: سألته عن الجذر، فقال: هو الشاذروان الفارغ من البناء حول الكعبة . والمجذئر من القرون حسن يجاوز النجوم ولم يغلظ. ومن النبات: الذي نبت ولم يطل. والمجذئر أيضا: الوتد. والجذرية، بالكسر: السن التي بعد الرباعية. والجذرة، بالكسر: بطن من كعب بن القين. وجذران، كعثمان: بطن من غافق، منهم: أبو يعقوب إسحاق بن يزيد الجذراني.

ج ذ م ر.
الجذمور، بالضم: أصل الشيء، أو أوله وحدثانه، أو هو القطعة من أصل السعفة تبقى في الجذع إذا قطعت أي السعفة تبقى في الجذع إذا قطعت أي السعفة، كالجذمار، بالكسر،وكذلك إذا قطعت النبعة فبقيت منها قطعة، ومثله اليد إذا قطعت إلا أقلها.

وفي التهذيب: وما بقي من يد الأقطع عند رأس الزندين جذمور. يقال: ضربه بجذموره وبقطعته، قال عبد الله بن سبرة يرثي يده:

فإن يكن أطربون الروم قطعهـا      فإن فيها يحمد الله منتـفـعـا.

بنانتان وجـذمـور أقـيم بـهـا     صدر القناة إذا ما صارخ فزعا. وعن ابن الأعرابي: الجذمور: بقية كل شيء مقطوع، ومنه: جذمور الكباسة. ورجل جذامر، كعلابط: قطاع للعهد والرحم، قال تأبط شرا:

فإن تصرميني أو تسيئي جنابتي      فإني لصرام المهين جذامـر. يقال: أخذه، أي الشيء بجذموره، وبجذاميره، أي بجميعه، وقيل: أخذه بجذموره، أي بحدثانه. وقال الفراء: خذه بجذميره وجذماره وجذموره، وأنشد:

لعلك إن أرددت مـنـهـا حـلـية     بجذمور ما أبقى لك السيف تغضب. ج ر ر.

الجر: الجذب جره يجره جرا، وجررت الحبل وغيره أجره جرا. وانجر الشيء: انجذب. كالاجترار. يقال: اجتر الرمح، أي جره. والاجدرار، قلبوا التاء دالا، وذلك في بعض اللغات، قال:

فقلت لصاحبشي لا تحبسنا      بنزع أصوله واجدر شيحا. ولا يقال في اجترأ: اجدرأ، ولا في اجترح اجدرح. والاستجرار والتجرير، شدد الأخير للكثرة والمبالغة. وجرره، وجرر به، قال:

فقلت لها: عيثي جعار وجـرري     بلحم امرئ لم يشهد اليوم ناصره. الجر: ع بالحجاز في ديار أشجع، كانت فيه وقعة بينهم وبين سليم. وعين الجر: د، بالشام ناحية بعلبك. الجر: جمع الجرة من الخزف: كالجرار، بالكسر. وفي الحديث: أنه نهى عن شرب نبيذ الجر . قال ابن دريد: المعروف عند العرب أنه ما اتخذ من الطين، وفي رواية: عن نبيذ الجرار ، قال ابن الأثير: أراد بالنهى الجرار المدهونة، لأنها أسرع في الشدة والتخمير. وفي التهذيب: الجر: آنية من خزف، الواحدة جرة، والجمع جر وجرار. والجرارة: حرفة الجرار. الجر: أصل الجبل وسفحه: والجمع جرار، قال الشاعر:
وقد قطعت واديا وجرا.

صفحة : 2601

وفي حديث عبد الرحمن: رأيته يوم أحد عند جر الجبل ، أي أسفله. قال ابن دريد: هو حيث علا من السهل إلى الغلظ: قال:

كم ترى بالجر من جمجمة   وأكف قد أترت وجرل. وهو مجاز، كما يقال: ذيل الجبل، أو هو تصحيف للفراء، والصواب الجراصل، كعلابط: الجبل، والعجب من المصنف حيث لم يذكر الجراصل في كتابه هذا، بل ولا تعرض له أحد من أئمة الغريب، فإذا لا تصحيف كما لا يخفى.

الجر: الوهدة من الأرض، والجمع جرار. الجر أيضا: جحر الضبع والثعلب واليربوع والجرذ، وحكى كراع فيهما جميعا: الجر، بالضم، ويقال في قول الشاعر:

أعيا فنطناه مناط الـجـر     دوبن عكمىء بازل جور. أراد بالجر الزبيل يعلق من البعير، وهو النوط كالجلة الصغيرة. الجر: شيء يتخذ من سلاخة عرقوب البعير، وتجعل المرأة فيه الخلع، ثم تعلقه من مؤخر عكمها فيتذبذب أبدا، وبه فسرض قول الراجز أيضا. الجر: حبل يشد في أداة الفدان. الجر: السوق الرويد، والسحب الهوينا، يقال: فلان يجر الإبل، أي يسوقها سوقا رويدا، قال ابن لجإ:

تجر بالأهون مـن إدنـائهـا     جر العجوز الثنى من خفائها. الجر أن ترعى الإبل وهي تسير، عن ابن الأعرابي، وانشد:
لا تعجلاها أن تجر جرا    تحدر صفرا وتعلى برا. وقد جرت الإبل تجر جرا، أو الجر أن تركب ناقة وتتركها ترعى، وقد جرها يجرها، كالانجرار فيهما، وأنشد ابن الأعرابي:
إني على أوني وانجراري.

وأخذي المجهول في الصحاري.

أؤم بالمنزل والدراري. أراد بالمنزل الثريا.

الجر: شق لسان الفصيل، لئلا يرتضع، وهو مجرور، قال:

على دفقي المشي عيسجور     لم تلتفت لولد مـجـرور. كالإجرار، عن ابن السكيت وقال بعضهم: الإجرار كالتفليك وهو أن يجعل الراعي من الهلب مثل فلكة المغزل، ثم يثقب لسان البعير، فيجعله فيه، لئلا يرتضع، قال امرؤ القيس يصف الكلاب والثور:

فكـر إلـيه بـمـبـراتـه    كما خل ظهر اللسان المجر. وقال الأصمعي: جر الفصيل فهو مجرور، وأجر فهو مجر، وأنشد:

وإني غير مجرور اللسان. من المجاز: الجر: أن تجر الناقة ولدها بعد تمام السنة شهرا أو شهرين أو أربعين يوما فقط، وهي جرور. وفي المحكم: الجرور من الإبل: التي تجر ولدها إلى أقصى الغاية، أو تجاوزها.

وجرت الناقة تجر جرا، إذا أتت على مضربها، ثم جاوزته بأيام، ولم تنتج.

وقال ثغلب: الناقة تجر ولدها شهرا، ويقال: أتم ما يكون الولد إذا جرت به أمه. وقال ابن الأعرابي: الجرور التي تجر ثلاثة أشهر بعد السنة، وهي أكرم الإبل، قال: ولا تجر إلا مرابيع الإبل، فأما المصاييف فلا تجر، قال: وإنما تجر من الإبل حمرها وصهبها ورمكها، ولا تجر دهمها، لغلظ جلودها، وضيق أجوافها، قال: ولا يكاد شيء منها يجر، لشدة لحومها وجسأتها، والحمر والصهب ليست كذلك.

الجر: أن تزيد الفرس على أحد عشر شهرا ولم تضع ما في بطنها، وكلما جرت كان أقوى لولدها، وأكثر زمن جرها بعد أحد عشر شهرا خمس عشرة ليلة، وهذا أكثر أوقاتها. وعن أبي عبيدة: وقت حمل الفرس من لدن أن يقطعوا عنها السفاد إلى أن تضعه أحد عشر شهرا، فإن زادت عليها شيئا قالوا: جرت.

صفحة : 2602

الجر: أن يجوز ولاد المرأة عن تسعة أشهر فتجاوزها بأربعة أيام أو ثلاثة، فينضج ويتم في الرحم. والجرة، بالكسر: هيئة الجر. في المحكم: الجرة: ما يفيض به البعير من كرشه، فيأكله ثانية. وفي الصحاح: والجرة، بالكسر: ما يخرجه البعير للاجترار، ويفتح وقد اجتر البعير وأجر، الأخير عن اللحياني: وكل ذي كرش يجتر. وفي الحديث: أنه خطب على ناقته وهي تقصع بجرتها . قال ابن الأثير: الجرة: ما يخرجه البعير من بطنه ليمضغه، ثم يبلعه، والقصع: شدة المضغ. الجرة: اللقمة يتعلل بها البعير إلى وقت علفه، فهو يجرها في فمه.

الجرة: الجماعة من الناس يقيمون ويظعنون. وباب بن ذي الجرة، بالكسر: قاتل سهرك بضم السين المهملة وسكون الهاء وفتح الراء الفارسي أحد قواد الفرس يوم ريشهر. بالكسر، في بلاد العجم في أصحاب سيدنا أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه، وفي أيام خلافته. والسوم بنتث جرة: أعرابية لها ذكر. والجرة، بالضم، ويفتح: خشيبة نحو الذراع يجعل في رأسها كفة، وفي وسطها حبل يحبل الظبي، يصاد بها الظباء، فإذا نشب فيها الظبي ووقع فيها ناوصها ساعة، واضطرب فيها، ومارسها لينفلت، فإذا غليته سكن واستقر فيها، فتلك المسالمة. وفي المثل: ناوص الجرة ثم سالمها ، يضرب ذلك للذي يخالف القوم عن رأيهم، ثم يرجع إلى قولهم، ويضطر إلى الوفاق، وقيل: يضرب مثلا لمن يقع في أمر فيضطرب فيه، ثم يسكن. قال: والمناوصة أن: يضطرب، فإذا أعياه الخلاص سكن. وقال أبو الهيثم: من امثالهم: هو كالباحث عن الجرة : قال وهي عصا تربط إلى حبالة تغيب في التراب للظبي يصطاد بها، فيها وتر، فإذا دخلت يده في الحبالة انعقدت الأوتار في يده، فإذا وثب ليفلت، فمد يده، ضرب بتلك العصا يده الأخرى ورجله فكسرها، فتلك العصا هي الجرة.

الجر: قعبة من حديد مثقوبة الأسفل، يجعل فيها بذر الحنطة حين يبذر، ويمشي به الأكار والفدان، وهو ينهال في الأرض، جمعه الجر، قاله ابن الأعرابي.

ويزيد بن الأخنس بن حبيب بن جرة بن زعب أبو معن السلمي: صحابي، ترجمه في تاريخ دمشق، يقال: إنه بدري، روى له ابنه معن. الجرة بالفتح: الخبزة، أو خاص بالتي في الملة، أنشد ثعلب:
داويته لما تـشـكـى ووجـع    بجرة مثل الحصان المضطجع. شبهها بالفرس لعظمها.

والجريء، بالكسر والتشديد، وضبطه في التوشيح بفتح الجيم أيضا: سمك طويل أملس يشبه الحية، وتسمى بالفارسية مارماهي. وفي حديث علي كرم الله وجهه: أنه كان ينهى عن أكل الجري والجريت. ويقال: الجري لغة في الجريت، وقد تقدم. وفي التوشيح هو ما لا قشر له من السمك، لا يأكله اليهود، ولا فصوص له. وفي حديث ابن عباس: أنه سئل عن أكل الجري، فقال: غنما هو شيء حرمه اليهود.

ومن المجاز: ألقاه في جريته، أي أكله. والجرية والجريئة، بكسرهما: الحوصلة. وقال أبو زيد: هي القرية والجرية. من المجاز: الجارة الإبل التي تجر الأثقال، كما في الأساس، تجر بأزمتها، كما في الصحاح، وهي فاعلة بمعنى مفعولة، مثل: عيشة راضية بمعنى مرضية، و ماء دافق بمعنى مدفوق. ويجوز أن تكون جارة في سيرها، وجرها: أن تبطئ وترتع.

صفحة : 2603

وفي الحديث: ليس في الإبل الجارة صدقة وهي العوامل، سميت جارة لأنها تجر جرا بأزمتها، أي تقاد بخطمها، كأنها مجرورة، أراد: ليس في الإبل العوامل صدقة. قال الجوهري: وهي ركائب القوم، لأن الصدقة في السوائم دون العوامل.
الجارة: الطريق إلى الماء. والجرير: حبل، قاله شمر، وجمعه أجرة وجران. وفي الحديث: لولا أن تغلبكم الناس عليها لنزعت معكم حتى يؤثر الجرير بظهري ، والمراد به الحبل، وقال زهير بن جناب.

فلكهم أعددت تياحا تغازله الأجره. أي الحبال. وزاد في الصحاح: يجعل للبعير بمنزلة العذار للدابة، وبه سمي الرجل جريرا. وفي الحديث: أنه قال له نقادة الأسدي: إني رجل مغفل فأين أسم? قال: في موضع الجرير من السالفة أي في مقدم صفحة العنق، والمغفل: الذي لا وسم على إبله.

الجرير: حبل من أدم نحو الزمام، ويطلق على غيره من الحبال المضفورة. وقال الهوازني: الجرير من أدم ملين يثنى على أنف البعير النجيبة والفرس. وقال ابن سمعان: أورطت الجرير في عنق البعير، إذا جعلت طرفه في حلقته، وهو في عنقه ثم جذبته، وهو حينئذ يخنق البعير، وأنشد:

حتى تراها في الجرير المورط     سرح القياد سمحة التهـبـط. وفي الحديث: أن الصحابة نازعوا جرير بن عبد الله زمامه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خلوا بين جرير والجرير ، أي دعوا له زمامه.

في حديث عاشة رضي الله عنها: نصبت على باب حجرتي عباءة، وعلى مجر بيتي سترا . المجر كمرد: هو الموضع المعترض في البيت، ويسمى الجائز توضع عليه أطراف العوارض. المجرة، بالهاء: باب السماء كما ورد في حديث ابن عباس، وهي البياض المعترض في السماء، والنسران من جانبيها، أو شرجها الذي تنشق منه، كما ورد ذلك عن علي رضي الله عنه. وفي بعض التفاسير إنها الطريق المحسوسة في السماء التي تسير منها الكواكب. وفي الصحاج: المجرة في السماء، سميت بذلك لأنها كأثر المجرة. ومجر الكبش: ع بمنى معروف. الجر: الجريرة، والجريرة: الذنب. الجريرة: الجناية يجنيها الرجل. وقد جر على نفسه وغيره جريرة، يجرها، بالضم والفتح، قال شيخنا: لا وجه للفتح، إذ لا موجب له سماعا ولا قياسا. قلت: أما قياسا فلا مدخل له في اللغة كما هو معلوم، وأما سماعا، قال الصغاني في تكملته: ابن الأعرابي: المضارع من جر أي جنى يجر، بفتح الجيم. جرا، أي جنى عليهم جناية، قال:

إذا جر مولانا علينا جريرة     صبرنا لها إنا كرام دعائم. وفي حديث لقيط: ثم بايعه على أن لا يجر عليه إلا نفسه ، أي لا يؤخذ بجريرة غيره من ولد أو والد أو عشيرة. يقال: فعلت ذلك من جراك من جرائك، بالمد، من المعتل، ويخففان، ومن جريرتك، وهذه عن ابن دريد، أي من أجلك، وأنشد اللحياني:

أمن جرا بني أسد غضبتم    ولو شئتم لكان لكم جوار.

ومن جرائنا صرتم عبـيدا     لقوم بعد ما وطئ الخيار. وأنشد الأزهري لأبي النجم:

فاضت دموع العين من جراها     واها لريا ثـم واهـا واهـا.

صفحة : 2604

وفي الحديث: أن امرأة دخلت النار من جرا هرة ، أي من أجلها. وفي الأساس: ولا تقل بجراك. في الحديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم دل على أم سلمة، فرأى عندها الشبرم، وهي تريد أن تشربه، فقال: إنه حار جار وأمرها بالسنا والسنوت. قال الجوهري: هو إتباع له. قال أبو عبيد: وأكثر كلامهم حار يار، بالياء. والجرجار، كقرقار: نبت، قاله الليث، وزاد الجوهري: طيب الريح، وقال أبو حنيفة: الجرجار: عشبة لها زهرة صفراء، قال النابغة:

يتحلب اليعضيد من أشداقـهـا     صفرا مناخرها من الجرجار. الجرجار: من الإبل الكثير الجرجرة، أي الصوت وقد جرجر، إذا صاح وصوت. وهو بعير جرجار، كما تقول: ثرثر الرجل فهو ثرثار. وقال أبو عمرو: أصل الجرجرة الصوت، ومنه قيل للبعير إذا صوت: هو يجرجر، كالجرجر، بالكسر. الجرجار: صوت الرعد.

الجرجارة بهاء: الرحى لصوتها. والجراجر: الضخام من الإبل كالجراجب، قاله أبو عبيد، واحدها الجرجور، بالضم، قال الكميت:

ومقل أسقتمـوه فـأثـرى    مائة من عطائكم جرجورا. والجراجر جمع جرجور، بغير ياء، عن كراع، والقياس يوجب ثباتها إلى أن يضطر إلى حذفها شاعر قال الأعشى:

يهب الجلة الجراجر كالبس    تان تحنو لدردق أطفـال. ويقال: إبل جرجور: عظام الأجواف. والجرجور: الكرام من الإبل، وقيل: هي جماعتها، وقيل: هي العظام منها. وجرجرايا: د، بالمغرب، وقد سقطت هذه العبارة من بعض النسخ، والذي نعرفه أنه مدينة النهروان، وسيأتي في المستدركات. الجراجر:، بالضم: الصخاب منها، أي من الإبل، يقال: فحل جراجر، أي كثير الجرجرة. وقد جرجر، إذا ضج وصاح.

الجراجر من الإبل: الكثير الشرب. ويقال: إبل جراجرة، أي كثيرة الشرب، عن ابن الأعرابي، وأنشد:

أودى بماء حوضك الرشيف     أودى به جراجرات هيف. منه: الجراجر: الماء المصوت. والجرجرة: صوت وقوع الماء في الجوف. والجرجر، بالفتح: ما يداس به الكدس، وهو من حديد. الجرجر: الفول، في كلام أهل العراق. ويكسر، كذا في كتاب النبات. والأجران: الجن والإنس، يقال: جاء بجيش الأجرين، عن ابن الأعرابي.

من المجاز: فرس جرور، وجمل جرور: يمنع القياد. وفي حديث ابن عمر: أنه شهد فتح مكة ومعه فرس حرون، وجمل جرور . قال أبو عبيد: الجمل الجرور: الذي لا ينقاد ولا يكاد يتبع صاحبه. وقال الأزهري: هو فعول بمعنى مفعول، ويجوز أن يكون بمعنى فاعل. قال أبو عبيد: الجرور من الخيل: البطيء، وربما كان من إعياء، وربما كان من قطاف، وأنشد للعقيلي:

جرور الضحى من نهكة وسآم. وجمعه جرر.

من المجاز: بئر جرور، أي بعيدة القعر، وكذلك متوح ونزوع، أي يسنى منها ويسقى على البكرة، وينزع بالأيدي، كما في الأساس. وفي اللسان: عن الأصمعي: بئر جرور، وهي التي يسقى منها على بعير، وإنما قيل لها ذلك لأن دلوها يجر على شفيرها لبعد قعرها. وقال شمر: ركية جرور: بعيدة القعر. وعن ابن بزرج: ما كانت جرورا، ولقد أجرت، ولا جدا، ولقد أجدت، ولا عدا، ولقد أعدت. قال شمر: امرأة جرور: مقعدة، لأنها تجر على الأرض جرا.

صفحة : 2605

من المجاز: الجارور: نهر يشقه السيل فيجره. من المجاز: كتيبة جرارة، أي ثقيلة السير، لكثرتها، لا تقدر على السير إلا رويدا، قاله الأصمعي. وعسكر جرار، أي كثير، وقيل: هو الذي لا يسير إلا زحفا، لكثرته. قال العجاج:

أرعن جرارا إذا جر الأثر. قوله: جر الأثر: يعني أنه ليس بقليل تستبين فيه آثارا أو فجوات.

يقال: كثرت بنصيبين الطيارات والجرارات. الجرارة، كجبانة: عقيرب صفراء صغيرة على شكل التبنة، سميت جرارة لأنها تجر ذنبها، وهي من أخبث العقارب وأقتلها لمن تلدغه.

الجرارة: ناحية بالبطيحة موصوفة بكثرة السمك. والجرجر والجرجير، بكسرهما، الأول عن الفراء مخفف من الثانية: بقلة م، أي معروفة كذا في الصحاح، وقال غيره: الجرجر والجرجير: نبت منه بري وبستاني، وأجوده البستاني ماؤه يزيل آثار القروح، وهو يدر اللبن، ويهضم الغذاء. من المجاز: أجره رسنه، إذا تركه يصنع ما شاء، وفي الأساس: تركه وشأنه، وفي اللسان: ومنه المثل: أجره جريره ، أي خلاه وسومه.

من المضجاز: أجره الدين إجرارا: أخره له. من المجاز: اجر فلانا أغانيه، إذا تابعها، وفي الأساس: إذا غناك صوتا ثم أردفه أصواتا متتابعة. قلت: وهو مأخوذ من قول أبي زيد، وأنشد:

فلما قضى مني القضاء أجرني    أغاني لا يعيا بها المتـرنـم. أجر فلانا: طعنه وترك الرمح فيه يجره، قال عنترة:

وآخر منهم أجررت رمحي      وفي البجلي معبلة وقيع. وقال قطبة بن أوس:

ونقى بصالح ما لنا أحسـابـنـا    ونجر في الهيجا الرماح وندعي. وفي حديث عبد الله قال: طعنت مسيلمة ومشى في الرمح، فناداني رجل أن أجرره الرمح. فلم أفهم، فناداني أن ألق الرمح من يديك، أي اترك الرمح فيه. يقال: أجررته الرمح، إذا طعنته به فمشى وهو يجره، كأنك جعلته يجره. والمجر، كملم: سيف عبد الرحمن بن سراقة بن مالك بن جعشم المدلجي الكناني. وذو المجر، كمحط: سيف عتيبة بن الحارث بن شهاب، نقلهما الصغاني. والجرجرة: تردد هدير الفحل، وهو صوت يردده البعير في حنجرته قال الأغلب العجلي يصف فحلا:

وهو إذا جرجر بعد الهب.
جرجر في حنجرة كالحب.
وهامة كالمرجل المنكب.

الجرجرة: صوت صب الماء في الحلق، وقال ابن الأثير: هو صوت وقوع الماء في الجوف، كالتجرجر. قيل: التجرجر أن تجرعه أي الماء جرعا متداركا حتى يسمع صوت جرعه، وكذلك الجرجرة، يقال: جرجر فلان الماء، إذا جرعه جرعا متوترا له صوت. وفي الحديث: الذي يشرب من إناء الذهب والفضة إنما يجرجر في بطنه نار جهنم أي يحدرث، فجعل الشرب والجرع جرجرة، قال الزمخشري: ويروى برفع النار، والأكثر النصب، قال: وهو مجاز، لأن نار جهنم على الحقيقة لا تجرجر في جوفه، وإنما شبهها بجرجرة البعير، هذا وجه رفع النار، ويكون قد ذكر يجرجر بالياء للفصل بينه وبين النار، وأما على النصب فالشارب هو الفاعل، والنار مفعوله، فالمعنى كأنما يجرع نار جهنم.

صفحة : 2606

قد جرجر الشراب، في حلقه، إذا صوت. وأصل الجرجرة الصوت، قاله أبو عمر. وقال الأزهري: أراد بقوله في الحديث: يجرجر في جوفه نار جهنم إذا شرب آنية الذهب، فجعل شرب الماء وجرعه جرجرة، لصوت وقوع الماء في الجوف عند شدة الشرب، وهذا كقول الله عز وجل: إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا فجعل آكل مال اليتيم مثل آكل النار، لأن ذلك يؤدي إلى النار. وجرجره الماء: سقاه إياه على تلك الصفة، وفي بعض الأصول: الصورة، بدل الصفة، قال جرير:

وقد جرجرته الماء حتى كأنـهـا    تعالج في أقصى وجارين أضبعا. يعني بالماء هنا المني، والهاء في جرجرته عائدة إلى الحياء.

وانجر الشيء: انجذب. يقال: جاره مجارة: ماطله، أو حاباه، ومنه الحديث: لا تجار أخاك ولا تشاره ، أي لا تماطله، من الجر وهو أن تلويه بحقه، وتجره من محله إلى وقت آخر، وقيل: أي لا تجن عليه وتلحق به جريرة، ويروى بتخفيف الراء، أي من الجري والمسابقة، أي لا تطاوله ولا تغالبه.

من المجاز: يقال: استجررت له، أي أمكنته من نفسي فانقدت له، أي كأني صرت مجرورا.

والجرجور بالضم: الجماعة من الإبل. قيل: الجرجور من الإبل: الكريمة، وقيل: هي العظام منها، قال الكميت:

ومقل أسقتمـوه فـأثـرى     مائة من عطائكم جرجورا. وجمعها جراجر بغير ياء، عن كراع، والقياس يوجب ثباتها. ومائة من الإبل جرجور، بالضم، أي كاملة. وأبو جرير روى عنه أبو وائل وأبو ليلى الكندي، وقيل: جرير. وجرير الأرقط، هكذا في النسخ، وصوابه ابن الأرقط، روى عنه يعلى بن الأشدق. وجرير بن عبد الله بن جابر وهو الشليل بن مالك بن نضر بن ثعلبة بن جشم بن عوف أبو عمرو البجلي، روى عنه قيس، والشعبي، وهمام بن الحارث، وأبو زرعة حفيده، وأبو وائل. سكن الكوفة، ثم قرقيسيا، وبها توفي بعد الخمسين. وجرير بن عبد الله وقيل: ابن عبد الحميد الحميري، سار مع خالد بن الوليد إلى العراق والشام مجاهدا. وجرير بن أوس بن حارثة بن لام الطائي، عن عروة بن مضرس، صحابيون.

ومما يستدرك عليه: تجرة: تفعلة من الجر. ومن المجاز: جار الضبع: المطر الذي يجر الضبع عن وجارها من شدته، وربما سمي بذلك السيل العظيم، لأنه يجر الضباع من وجرها أيضا. وقيل: جار الضبع: أشد ما يكون من المطر، كأنه لا يدع شيئا إلا جره. وعن ابن الأعرابي: يقال للمطر الذي لا يدع شيئا إلا أساله وجره: جاءنا جار الضبع، ولا يجر الضبع إلا سيل غالب.

وقال شمر: سمعت ابن الأعرابي يقول: جئتك في مثل مجر الضبع، يريد السيل قد خرق الأرض، فكأن الضبع قد جرت فيه. وأصابتنا السماء بجار الضبع. وأورده الزمخشري أيضا في الأساس بمثل ما تقدم. والجرور، كصبور: الناقة التي تقفص ولدها فتوثق يداه إلى عنقه عند نتاجه، فيجر بين يديها، ويستل فصيلها فيخاف عليه أن يموت، فيلبس الخرقة حتى تعرفها أمه عليه، فإذا مات ألبسوا تلك الخرقة فصيلا آخر، ثم ظأروها عليه وسدوا مناخرها، فلا تفتح حتى يرضعها ذلك الفصيل، فتجد ريح لبنها منه فترأمه.

وقال الشاعر:

إن كنت يا رب الجمال حرا     فارفع إذا ما لم تجد مجرا. يقول إذا لم تجد للإبل مرتعا فارفع في سيرها. وجر النوء بالمكان: أدام المطر.
قال خطام المجاشعي:

صفحة : 2607

جربها نوء من السماكين. واستجر الفصيل عن الرضاع: أخذته قرحة في فيه، أو في سائر جسده، فكف عنه لذلك.
ومن المجاز: أجر لسانه، إذا منعه من الكلام مأخوذة من إجرار الفصيل، وهو أن يشق لسانه ويشد عليه عود لئلا يرتضع، لأنه يجر العود بلسانه، قال عمرو بن معد يكرب:

فلو أن قومي أنطقتني رماحهم    نطقت ولكن الرماح أجرت. أي لو قاتلوا وأبلوا لذكرت ذلك وفخرت بهم، ولكن رماحهم أجرتني، أي قطعت لساني عن الكلام بفرارهم، أراد أنهم لم يقاتلوا. وزعموا أن عمرو بن بشر بن مرثد حين قتله الأسدي قاله له: أجر سراويلي فإني لم أستعن. قال أبو منصور: هو من قولهم: أجررته رسنه وأجررته الرمح، أي دع السراويل علي أجره. فأظهر الإدغام على لغة الحجاز، وهذا أدغم على لغة غيرهم قال: ويجوز أن يكون لما سلبه ثيابه وأراد أن يأخذ سراويله قال: أجر لي سراويلي، من الإجارة، وهو الأمان، أي أبقه علي، فيكون من غير هذا الباب. قال ابن السكيت: سئل ابن لسان الحمرة عن الضأن فقال: مال صدق قرية لا حمى لها، إذا أفلتت من جرتيها. قال: يعني بجرتيها المجر في الدهر الشديد والنشر، وهو أن تنتشر بالليل فتأتي عليها السباع. قال الأزهري: جعل المجر لها جرتين، أي حبالتين تقع فيهما فتهلك.

والجر: الحبل الذي في وسطه اللؤمة إلى المضمدة، قال:

وكلفوني الجر والجر عمل. وجرور. كصبور: ناحية من مصر. والجرير، مصغرا مشددا: واد في ديار أسد، أعلاه لهم، وأسفله لبني عبس. وبلد لغني فيما بين جبلة وشرقي الحمضى إلى أضاخ وهي أرض واسعة.

وجرير كزبير: موضع قرب مكة. ولحام جرير، كأمير: موضع بالكوفة، كانت بها وقعة لما طرق عبيد الله الكوفة. وجرار ككتاب: من نواحي قنسرين. وجرار، سعد: موضع بالمدينة، كان ينصب عليه سعد بن عبادة جرارا يبرد فيها الماء لأضيافه، به أطم دليم. والجر: الحرث. واجتروا: احترثوا. ومن أمثالهم: ناوص الجرة ثم سالمها ، أورده الميداني وغيره، وقد تقدم تفسيره. ومن المجاز: جرت الخيل الأرض بسنابكها، إذا خدتها، وأنشد:

أخاديد جرتها السنابك غـادرت    بها كل مشقوق القميص مجدل. قيل للأصمعي: جرتها من الجريرة? قال: لا، ولكن من الجر في الأرض والتأثير فيها، كقوله:

مجر جيوش غانمين وخيب. ومن أمثالهم: سطى مجر، ترطب هجر ، يريد توسطى يا مجرة كبد السماء، فإن ذلك وقت إرطاب النخيل بهجر.

وفي حديث عمر: لا يصلح هذا الأمر إلا لمن لا يحنق على جرته ، أي لا يحقد على رعيته، فضرب الجرة لذلك مثلا. ويقال: معنى قولهم: فلان لا يحنق على جرته، أي لا يكتم سرا.

صفحة : 2608

ومن أمثالهم: لا أفعله ما اختلف الدرة والجرة ، و ما خالفت درة جرة ، واختلافهما أن الدرة تسفل إلى الرجلين، والجرة تعلو إلى الرأس. وروى ابن الأعرابي: أن الحجاج سأل رجلا قدم من الحجاز عن المطر، فقال: تتابعت علينا الأسمية حتى منعت السفار، وتظالمت المعزى، واجتلبت الدرةث بالجرة، اجتلاب الدرة بالجرة أن المواشي تتملأ، ثم تبرك أو تربض ، فلا تزال تبرك تجتر إلى حين الحلب. وفي الصحاح، والمصنف، وأكثر مصنفات اللغة: قولهم: هلم جرا. قالوا: معناه على هينتك. وقال المنذري، في قولهم: هلم جروا، أي تعالوا على هينتكم كما يسهل عليكم من غير شدة ولا صعوبة، وأصل ذلك من الجر في السوق، وهو أن يترك الإبل والغنم ترعى في مسرها، وأنشد:

لطالما جررتـكـن جـرا.
حتى نوى الأعجف واستمرا.
فاليوم لا آلو الركاب شـرا.

يقال: جرها على أفواهها، أي سقها وهي ترتع وتصيب من الكلأ. ويقال: كان عاما أول كذا وكذا فهلم جرا إلى اليوم، أي امتد ذلك إلى اليوم. وقد جاءت في الحديث في غير موضع، ومعناه استدامة الأمر واتصاله، وأصله من الجر: السحب، وانتصب جرا على المصدر، أو الحال. قال شيخنا: وقد توقف فيه ابن هشام، هل هو من الألفاظ العربية أو مولد، وخصه بالتضيف، وتعقبه أبو عبد الله الراعي في تأليفه، الذي وضعه لرد كلامه، وبسط الكلام عليها ابن الأنباري في الزاهر، وغير واحد. وأورد الجلال كلام ابن هشام في كتابه: الأشباه والنظائر النحوية، منقحا تاما، وقد أودعت هذا البحث كله في رسالة مستقلة، أغنت عن أن نجلب أكثر ذلك، أو أقله. انتهى باختصار.

والجرجرة: صوت البعير عند الضجر. وفي الحديث: قوم يقرءون القرآن لا يجاوز جراجرهم ، أي حلوقهم، سماها جراجر لجرجرة الماء، ومنه قول النابغة:

لهاميم يستلونها في الجراجر. وقيل: يقال لها: الجراجر، لما يسمع لها من صوت وقوع الماء فيها. والجراجر: الجوف.

وذكر الأزهري في هذه الترجمة: غيث جور، كهجف، أي يجر كل شيء. وغيث جور، إذا طال نبته وارتفع. وقال أبو عبيدة: غرب جور: فارض ثقيل. وقال غيره: جمل جور: أي ضخم، ونعجة جورة، وأنشد:

فاعتام منا نعجة جـوره.

كأن صوت شخبها للدره.

هرهرة الهر دنا للهره. قال الفراء: إن شئت جعلت الواو فيه زائدة: من جررت، وإن شئت جعلته فعلا من الجور، ويصير التشديد في الراء زيادة، كما يقال: حمارة. وفي التهذيب وكانت العرب تقول للرجل إذا قاد ألفا: جرارا. وعن ابن الأعرابي: جرجر، إذا أمرته بالاستعداد للعدو. ولا جر، بمعنى لا جرم، وسيأتي. ومن المجاز: لا جار لي في هذا، أي نفعا يجرني إليه، كما في الأساس.

صفحة : 2609

وككتان: عبد الأعلى بن أبي المساور الجرار، لين. وعيسى بن يونس الفاخوري الرملي الجرار. وهبة الله بن أحمد الجرار، شيخ لابن عساكر. وكليب بن قيس الليثي الجرار الذي قتله أبو لؤلؤة، ذكره ابن القوطي في بدائع التحف في ذكر من نسب من الأشراف إلى الحرف، وقال: إنما قيل له الجرار لإقدامه في الحرب. وفي الأسماء: محمد بن محمد بن تمام بن جرار الأنباري. وعروة بن مروان الجرار. وأبو العتاهية الشاعر لقبهث الجرارث، لأنه كان يبيع الجرار. وأحمد بن محمد بن العباس الجرار. وأحمد بن أبي القاسم الجرار الموصلي الشاعر. وأحمد بن صالح بن عبد الله الجرار، كتب عنه السلفي. وجرجرايا: مدينة النهروان الأسفل، بين بغداد وواسط، منها محمد بن بشر بن سفيان، وأبو بدر شجاع بن الوليد.

وجرجير: قرية بمصر، من الفرما إليها مرحلة، منها: أبو حفص عمر بن محمد بن القاسم، راوي الموطأ عن عبد الله بن يوسف التنيسي، عن مالك.

وجريرا: قرية بمرو، منها: عبد الحميد بن حبيب، من أتباع التابعين، وجرير بن عبد الوهاب بن جرير بن محمد بن علي بن جرير أبو الفضل الضبي الجريري، إلى جده، محدث، توفي سنة 469. والجريري أيضا إلى مذهب ابن جرير الطبري، منهم: القاضي أبو الفرج المعافى بن زكريا الحافظ، حدث عن البغوي. وأبو مسعود سعيد بن إياس الجريري بالضم، بصري ثقة، روى عنه الثوري. وجرير والد عبد الله، روى عن الأسود بن شيبان. وجريرة، تصغير جرة: لقب عمر بن محمد القطان، سمع عن أبي الحصين، توفي سنة 600، قاله الذهبي.

وجرير كأمير ابن أبي عطاء القرشي، حجازي. وجرير الضبي، وجرير بن عتبة، رويا.

ج ز ر
الجزر: ضد المد، هو رجوع الماء إلى خلف. وقال الليث: هو انقطاع المد، يقال: مد البحر والنهر، في كثرة الماء، وفي الانقطاع. وفعله كضرب، قال ابن سيده: جزر البحر والنهر يجزر جزرا وانجزر. الجزر: القطع. جزر الشيء يجزره ويجزره جزرا: قطعه.

الجزر: نضوب الماء وذهابه ونقصه، وقد يضم آتيهما. والذي في المصباح: جزر الماء جزرا، من بابي ضرب وقتل: انحسر، وهو رجوعه إلى خلف، ومنه: الجزيرة، لانحسار الماء عنها. قال شيخنا: ولو جاء بالضمير مفردا دالا على الجمع لكان أولى وأصوب.

الجزر: البحر نفسه. الجزر: شور العسل من خليته واستخراجه منها. وتوعد الحجاج بن يوسف أنس بن مالك فقال: لأجزرنك جزر الضرب، أي لأستأصلنك، والعسل يسمى ضربا إذا غلظ، استضرب: سهل اشتياره على العاسل، لأنه إذا رق سال.

الجزر: ع بالبادية، جاء ذكره في شعر، نقله الصغاني. الجزر: ناحية بحلب مشتملة على القرى، كان بها حمدان بن عبد الرحيم الطبيب، ثم انتقل منها إلى الأثارب، وفيها يقول في أبيات:

يا حبذا الجزر كم نعمت به    بين جنان ذوات أفـنـان.
بين جنان قطوفهـا ذلـل     والظل واف وطلعها دان.

كذا في تاريخ حلب لابن العديم.

صفحة : 2610

الجزر بالتحريك: أرض ينجزر عنها المد كالجزيرة. وقال كراع: الجزيرة: القطعة من الأرض. الجزر: أرومة تؤكل، معروفة معربة، وقال ابن دريد: لا أحسبها عربية، وقال أبو حنيفة: أصله فارسي، وتكسر الجيم، ونقل اللغتين الفراء. وأجوده الأحمر الحلو الشتوي، حار في آخر الدرجة الثانية، رطب في الأولى، وهو مدر للبول، ويسهل ويلطف، باهي يقوي شهوة الجماع، محدر للطمث أي دم الحيض، ووضع ورقه مدقوقا على القروح المتأكلة نافع، ولكنه عسر الهضم، منفخ، يولد دما رديئا، ويصلح بالخل والخردل، وتفصيله في كتب الطب.

الجزر: الشاء السمينة، واحدة الكل بهاء. حديث خوات: أبشر بجزرة سمينة، أي صالحة لأن تجزر، أي تذبح للأكل. وفي المحكم: والجزر: ما يذبح من الشاء ذكرا كان أو أثنى، واحدتها جزرة وخص بعضهم به الشاة التي يقوم إليها أهلها فيذبحونها.

وقال ابن السكيت: اجزرته شاة، إذا دفعت إليه شاة فذبحها، نعجة، أو كبشا، أو عنزا، وهي الجزرة، إذا كانت سمينة. وجزرة، محركة: لقب أبي علي صالح بن محمد بن عمرو البغدادي الحافظ. والجزور كصبور: البعير، أو خاص بالناقة المجزورة، والصحيح أنه يقع على الذكر والأنثى، كما حققه الأئمة، وهو يؤنث، لأن اللفظة سماعية، وقال: الجزور إذا أفرد أنث، لأن أكثر ما ينحرون النوق. وفي حاشية الشهاب: الجزور: رأس من الإبل ناقة أو جملا: سميت بذلك لأنها لما يجزر، أي وهي مؤنث سماعي، وإن عمت، فيها شبه تغليب، فافهم.

ج جزائر وجزور، بضمتين وجزرات جمع الجمع، كطرثق وطرقات.

الجزور: ما يذبح من الشاء، واحدتها جزرة، بفتح فسكون. وأجزره: أعطاه شاة يذبحها. وفي الحديث: أنه بعث بعثا فمروا بأعرابي له غنم فقالوا: أجزرنا أي أعطنا شاة تصلح للذبح. وقال بعضهم: لا يقال: أجزره جزروا، إنما يقال: أجزره جزرة. أجزر البعير: حان له أن يجزر، أي يذبح.

من المجاز: أجزر الشيخ: حان له أني يموت، وذلك إذا أسن ودنا فناؤه، كما يجزر النخل. وكان فتيان يقولون لشيخ: أجزرت يا شيخ، أي حان لك أن تموت، فيقول: أي بني، وتختضرون، أي تموتون شبابا، ويروى: أجزرت من أجز البسر، أي حان له أن يجز. والجزار، كشداد، والجزير، كسكيت: من ينحره، أي الجزور، وكذلك الجازر، كما في الأساس. وهي أي الحرفة الجزارة، بالكسر، على القياس. والمجزر، كمقعد: موضعه، أي الجزر، ومثله في المصباح، وصرح الجوهري بأنه بالكسر، أي كمجلس، وهو الذي جزم به الشيخ ابن مالك في مصنفاته، وقال: إنه على غير قياس، لأن مضارعه مضموم، ككتب، فالقياس في المفعل منه الفتح مطقا، ووروده في المكان مكسورا على غير قياس. والجزارة من البعير، بالضم: اليدان والرجلان والعنق، لأنهما لا تدخل في أنصباء الميسر و إنما هي عمالة الجزار وأجرته. قال ابن سيده: وإذا قالوا في الفرس: ضخم الجزارة، فإنما يريدون غلظ يديه ورجليه، وكثرة عصبهما، ولا يريدون رأسه، لأن عظم الرأس في الخيل هجنة، قال الأعشى:

ولا نقاتل بالـعـصـي ولا نرامى بالحجـاره.
إلا عـلالة أو بـــدا هة قارح نهد الجزاره.

صفحة : 2611

والجزيرة: أرض ينجزر عنها المد. وقال الأزهري: الجزيرة: أرض في البحر ينفرج منها ماء البحر فتبدو، وكذلك الأرض التي لا يعلوها السيل، ويحدق بها، فهي جزيرة. وفي الصحاح: الجزيرة: واحدة جزائر البحر، سميت بذلك لانقطاعها عن معظم الأرض.

والجزيرة: أرض بالبصرة ذات نخيل، بينها وبين الأبلة، خصت بهذا الاسم. وجزيرة قور، بضم القاف: موضع بعينه، وهو ما بين دجلة والفرات، وبها مدن كبار، ولها تاريخ ألفه الإمام أبو عروبة الحراني، كما نص عليه ياقوت في المشترك. والنسبة جزري كالربعي إلى ربيعة، وقال أبو عبيد: وإذا أطلقت الجزيرة ولم تضف إلى العرب فإنما يراد بها هذه. الجزيرة الخضراء: د، بالأندلس في مقابلتها إلى ناحية الغرب، ولا يحيط به ماء، وإنما خص بهذا الاسم. والنسبة جزيري، لرفع الالتباس. الجزيرة الخضراء: جزيرة عظيمة بأرض الزنج، فيها سلطانان لا يدين أحدهما للآخر. ذكره الشريف الإدريسي في عجائب البلدان. وأهل الأندلس إذا أطلقوا الجزيرة أرادوا بها بلاد مجاهد بن عبد الله شرقي الأندلس. قال شيخنا: ولعله اصطلاح قديم لا يعرف في هذه الأزمان. وجزيرة الذهب: موضعان بأرض مصر، أحدهما بحذاء قصر الشمع، والثاني حذاء فوة بالمزاحمتين. وجزيرة شكر، كأخر: د، بالأندلس، قال شيخنا: المعروف أنها جزيرة شقر بالقاف وإنما يقولها بالكاف من به لثغة. قلت: وهي بين شاطبة وتنسة. وجزيرة ابن عمر: د، شمالي الموصل يحيط به دجلة مثل الهلال، وهي كورة تناخم كور الشام وحدودها. وفي المحكم: والجزيرة بجنب الشام وأم مدائنها الموصل. قلت: ومنها أبو الفضل محمد بن محمد بن عطان الموصلي الجزري ومن المتأخرين: الحافظ المقرئ شمس الدين محمد بن محمد بن الجزري، توفي سنة 835. وجزيرة شريك: كورة بالمغرب مشتملة على مدن وقرى عامرة. وجزيرة بني نصر: كورة بمصر، وهي مقر عربان بلي ومن طانبهم اليوم، وهي واسعة فيها عدة قرى. وجزيرة قويسنا: بين مصر والإسكندرية، ومشتملة على عدة قرى، وهي بالوجه البحري. والجزيرة: ع باليمامة. الجزيرة: محلة بالفسطاط، إذا زاد النيل أحاط بها واستقلت بنفسها. وذكر ياقوت في المشترك أن الجزيرة اسم لخمسة عشر موضعا.

في التهذيب: جزيرة العرب محالها، سميت جزيرة لأن البحرين، بحر فارس وبحر السودان أحاطا بناحيتيها، وأحاط بالجانب الشمالي دجلة والفرات، وهي أرض العرب ومعدنها، انتهى.

صفحة : 2612

واختلفوا في حدودها اختلافا كثيرا كادت الأقوال تضطرب ويصادم، بعضها، وقد ذكر أكثرها صاحب المراصد والمصباح، فقيل: جزيرة العرب ما أحاط به بحر الهند وبحر الشأم ثم دجلة والفرات، فالفرات ودجلة من جهة مشرقها، وبحر الهند من جنوبها إلى عدن، ودخل فيه بحر البصرة وعبادان، وساحل مكة إلى أيلة إلى القلزم، وبحر الشأم على جهة الشمال، ودخل فيه بحر الروم وسواحل الأردن، حتى يخالط الناحية التي أقبل منها الفرات. أو جزيرة العرب ما بين عدن أبين إلى أطراف الشام طولا، وقيل: إلى أقصى اليمن في الطول، ومن ساحل جدة وما والاها من شاطئ البحر، كأيلة والقلزم، إلى أطراف ريف العراق عرضا، وهذا قول الأصمعي، وقال أبو عبيدة: هي ما بين حفر أبي موسى إلى أقصى تهامة في الطول، وأما العرض فما بين رمل يبرين إلى منقطع السماوة، قال: وكل هذه المواضع إنما سميت بذلك، لأن بحر فارس وبحر الحبش ودجلة والفرات قد أحاطت بها. ونقل البكري أن جزيرة العرب مكة والمدينة واليمن واليمامة. وروي عن ابن عباس أنه قال: جزيرة العرب: تهامة ونجد والحجاز والعروض واليمن. وفيها أقوال غير ذلك، وما أوردناه هو الخلاصة.

صفحة : 2613

والجزائر الخالدات ويقال لها جزائر السعادة، وجزائر السعداء، سميت بذلك لأنه كان معتقدهم أن النفوس السعيدة هي التي تسكن أبدانها في تلك الجزائر، فلذلك كانت الحكماء يسكنون فيها، ويتدارسون الحكمة هناك، ويكون مبلغهم دائما فيها ثمانين، كلما نقص منهم بعض زيد، والله أعلم. وأما وجه تسميتها بالخالدات فلأن الجنة عندهم عبارة عن التذاذ النفس الإنسانية باللذات الحاصلة لها بعد هذه النشأة الدنيوية، بواسطة تحصيلها للكمالات الحكمية في هذه النشأة، وعدم بقاء شيء منها في القوة، وخلود الجنة عبارة عن دوام هذا الالتذاذ للنفس، كما أن الخلود في النار عندهم كناية عن دوام الحسرة على فوات تلك الكمالات، فعلى هذا يكون معنى جزائر الخالدات هو الجزائر الخالدة نفس سكانها في جنة اللذات النفسانية المكتسبة في الدنيا. كذا حققه مولانا قاسم بيزلى: ست جزائر، قال شيخنا: والصواب أنها سبع كما جزم به جماعة ممن أرخها، وهي واغلة في البحر المحيط المسمى بأوقيانوس من جهة المغرب، غربي مدينة سلا، على سمت أرض الحبشة، تلوح للناظر في اليوم الصاحي الجو من الأبخرة الغليظة، وفيها سبعة أصنام على مثال الآدميين، تشير: لا عبور ولا مسلك وراءها، ومنها يبتدئ المنجمون بأخذ أطوال البلاد، على قول بطليموس وغيره من اليونانيين، ويسمون تلك الجزائر: بقناريا، وذلك لأن في زمانهم كان مبدأ العمارة من الغرب إلى الشرءق من المحل المزبور، والإبرة في هذه الجزائر كانت متوجهة إلى نقطة الشمال من غير انحراف، وعند بعض المتأخرين ورئيس إسبانيا ابتداء الطول من جزيرة فلمنك، وقالوا: الإبرة في هذه الجزيرة متوجهة إلى نقطضة الشمال من غير ميل إلى جانب، وعند البعض: ابتداء الطول من الساحل الغربي. وبين الساحل الغربي والجزائر الخالدات عشر درجات على الأصح. تنبت فيها كل فاكهة شرقية وغربية وكل ريحان وورد، وكل حب من غير أن يغرس أو يزرع، كذا ذكره المؤرخون، وفيها ما تحيله العقول، أعرضنا عن ذكرها. وجزائر بني مرغناى: د، بالمغرب وهو البلد المشهور بإفريقية على ضفة البحرين: بحر إفريقية وبحر المغرب، بينها وبين بجاية أربعة أيام، وشهرتها كافية، ومرغناى: بفتح فسكون وتحريك الغين والنون،كذا هو مضبوط في النسخ، والصواب بالزاي وتشديد النون، كما أخبرني بذلك ثقة من أهله.

والجزار، بالكسر: صرام النخل وجزره يجزره ويجزره من حد كتب وضرب جزرا وجزارا، بالكسر والفتح، الأخير عن اللحياني: صرمه. وأجزر النخل: حان جزاره، كأصرم: حان صرامه. وجزر النخل يجزرها بالكسر جزرا: صرمها. وقيل: أفسدها عند التلقيح.

وقال اليزيدي: أجزر القوم، من الجزار، وهو وقت صرام النخل، مثل الجزار، يقال: جزوا نخلهم، إذا صرموه. وقال الأحمر: جزر النخل يجزره، إذا صرمه، وحزره يحزره، إذا خرصه. وتجازرا: تشاتما، فكأنما جزرا بينهما ظربا، أي قطعاها فاشتد نتنها، يقال ذلك للمتشاتمين المتبالغين. واجتزروا في القتال، وتجزروا إذا اقتتلوا، ويقال: تركوهم جزرا بالتحريك إذا قتلوهم، وتركهم جزرا للسباع والطير، أي قطعا. وجزر السباع: اللحم الذي تأكله، قال:

إن يفعلا فلقد تركت أباهمـا    جزر السباع وكل نسر قشعم. عن الليث: الجزير، بلغة أهل السواد: من يختاره أهل القرية لما ينوبهم في نفقات من ينزل بهم من قبل السلطان، وأنشد:

صفحة : 2614

إذا ما رأونا قلسوا من مهـابة    ويسعى علينا بالطعام جزيرها. وجزرة، بالضم: ع باليمامة، نقله الصغاني. جزرة: واد بين الكوفة وفيد، وهو ماء لبني كعب بن العنبر بن عمرو بن تمشيم.

ومما يستدرك عليه: جزيرة العرب: المدينة، على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، وبه فسر مالك بن أنس الحديث: الشيطان يئس أن يعبد في جزيرة العرب . والجزيرة: القطعة من الأرض، عن كراع.

وأما الجزائر التي بأرض مصر فهي كثيرة، فمما ذكرها المؤرخون: جزيرة ابن حمدان، وجزيرة ابن غوث، وجزيرة الغرقا، وجزيرة حكم، وجزيرة مهدية، وجزيرة محلة دمنا، وجزيرة مسعود، وجزيرة الحجر، وجزيرة البندارية، وجزيرة بغيضة، وجزائر بشر، وجزيرة مالك، وجزيرة محمد، وجزيرة حقيل، وجزيرة الفيل، وجزيرة مفتاح، وجزيرة طناش، وجزيرة سند، وجزيرة العصفور، وجزيرة القط، وجزيرة الشوبك، وجزيرو البوص، وجزيرة ابن حماد، وجزيرة طوق، وجزائر أبي هدرى، وجزيرة بني بقر، وجزائر ابن الرفعة، وجزيرة شندويل، وغير هؤلاء. واجتزر الجزور: نحره وجلده. واجتزر القوم جزورا، إذا جزر لهم. والجزر: كل شيء مباح الذبح، والواحد جزرة.

وفي حديث موسى عليه السلام والسحرة: حتى صارت حبالهم للثعبان جزرا ، وقد تكسر الجيم. ومن غريب ما يروى في حديث الزكاة: لا تأخذوا من جزرات أموال الناس ، أي ما يكون أعد للأكل والمشهور بالحاء المهملة. وفي حديث عمر: اتقوا هذه المجازر، فإن لها ضراوة كضراوة الخمر ، أراد موضع الجزارين التي تنحر فيها الإبل، وتذبح البقر والشاء يباع لحمانها، لأجل النجاسة التي فيها، وفي الصحاح: المراد بالمجازر هنا مجتمع القوم، لأن الجزور إنما تنحر عند جمع الناس، وقال ابن الأثير: نهى عن أماكن الذبح، لن مشاهدة ذبح الحيوانات مما يقسي القلب ويذهب الرحمة منه.
والجزور: لقب أم فاطمة بنت أسد بن هاشم، والدة علي رضي الله عنه، لعظمها، واسمها قتله بنت عامر بن مالك بن المصطلق الخزاعية. وجزار، كغراب: جبل شامي، بينه وبين الفرات ليلة. وأبو جزرة: قيس بن سالم، تابعي مصري. وأبو الفضل محمد بن محمد بن علي الضرير الجوزاني بالفتح محدث. وأبو منصور عبد الله بن الوليدش المحدث، لقبه جزيرة، بالتصغير. وحبيب بن أبي جزيرة كسفينة حدث عنه مسلم بن إبراهيم وعبد الله بن الجزور كصبور سمع قتادة. ومحمد بن إدريس الجازري ومحمد بن الحسين الجازري، حدثا.

ج س ر.
الجسر بالفتح: الذي يعبر عليه، كالقنطرة ونحوها، ويكسر، لغتان، ويطلق أيضا على سفن يشد بعضها ببعض، وتربط إلى أوتاد في الشط تكون على الأنهار. وسيأتي في ق ن ط ر، ج أجسر، في القليل، وجسور، في الكثير، قال:

إن فراخا كفـراخ الأوكـر    بأرض بغداد وراء الأجسر. الجسر: العظيم من الإبل وغيرها، وهي بهاء. الجسر: المقدام الشجاع. والجسر: الرجل الطويل الضخم، كالجسور، كصبور، يقال: رجل جسر وجسور، وهي جسرة وجسور وجسورة. وقيل: جمل جسر: طويل، وناقة جسرة: طويلة ضخمة.

الجسر: الجمل الماضي، أو الجسر: الجمل الطويل الضخم.

يقال: رجل جسر: ماض شجاع. وجمل جسر: طويل ضخم. وكل عضو ضخم: جسر، قال ابن مقبل:

هوجاء موضع رحلها جسر.

صفحة : 2615

أي ضخم. قال ابن سيده: هكذا عزاه أبو عبيد إلى ابن مقبل، ولم نجده في شعره. قلت: وهكذا عزاه الجوهري له، تبعا لأبي عبيد في المصنف في الموضعين منه، في باب نعوت الطوال مع الدقة أو العظم، وفي كتاب الإبل، وهكذا عزاه ابن فارس له أيضا في مجمله. قال الصغاني: وليس البيت لابن مقبل، وإنما هو لعمرو بن مالك العائشي، وصدره:

بعراضة الذفرى مـكـايلة    كوماء موقع رحلها جسر. وجسر: حي من قضاعة من بني عمران بن الحاف، وهم بلقين، فإنهم من بني وبرة بن تغلب بن عمران بن الحاف.

جسر بن عمرو بن علة بن جلد بن مالك بن أدد بن مذحج. جسر بن شيع الله بن أسد بن وبرة، وهو أبو القين،ويقال لهم: بلقين، وهو الحي الذي من قضاعة، وقد كرره المصنف.

في قيس أيضا جسر بن محارب بن خصفة بن قيس عيلان، وذكرهما الكميت فقال:

تقـشـف أوبـاش الـزعـانف حولنــا     قصـيفـا كـأنـا مـن جـهــينة أو جـسر.

وما جسر قيس قيس عيلان أبتغيولكن أبا القين اعتدلنا إلى الجسر. هكذا أنشده الأزهري للكميت، وليس له، ولا للكميت بن معروف. جسر بن تيمم، وفي بعض النسخ: تيم الله بن يقدم بن عنزة بن أسد بن ربيعة، كل هؤلاء بالفتح. وأبو جسر المحاربي، كذا في النسخ، وفي التكملة: المعافري. وجسر بن وهب، وابن ابنه جسر بن زهران بن جسر.

جسر بن فرقد القصاب، عن الحسن، قال الذهبي: ضعفوه، ومثله في كتاب ابن حبان استطرادا. جسر بن حسن الفزاري، يروي عن نافع، وعنه الأوزاعي، ولهم جسر بن حسن آخر، كوفي في عصر الأعمش، ضعفه النسائي.

جسر بن عبد الله المرادي. فهؤلاء بالكسر، كما قاله بعض المحدثين، يعني شيخه أبا عبد الله الذهبي وغيره. والصواب في الكل الفتح، كما قاله ابن دريد، ونقله الحافظ في التبصير. وجسرة بنت دجاجة: محدثة، روت عن عائشة، وعنها أفلت بن خليفة. والجسر بالضم وبضمتين جمع جسور كصبور. بمعنى المقدام الماضي.

عن ابن السكيت: يقال: جسر الفحل، وفدر، وجفر، إذا ترك الضراب، قال الراعي:

ترى الطرفات العيط من بكراتها     يرعن إلى ألواح أعيس جاسر. وكذلك حسر، وجفر، وفدر، ويروى: أعيس جافر.

جسر الرجل يجسر جسورا بالضم، وجسارة، بالفتح: مضى ونفذ. ورجل جسور، وهي جسور، وجسورة، وفيه جسارة.
من المجاز: جسرت الركاب المفارة: عبرتها عبثور الجسر، كاجتسرتها.

جسر الرجل يجسر جسرا: عقد جسرا. يقال: ناقة جسرة ومتجاسرة، أي ماضية، وفي الأساس قوية جريئة على السفر. وقال الليث: وقلما يقال: جمل جسر.

قال:

وخرجت مائلة التجاسر. وقيل: ناقة جسرة، أي طويلة ضخمة. وفي النوادر: رجل جسر: طويل ضخم، ومنه قيل للناقة: جسر. وجسره تجسيرا: شجعه، وإن فلانا ليجسر أصحابه، أي يشجعهم.

من المجاز: اجتسرت السفينة البحر: ركبته وخاضته، كذا في التكملة، وفي الأساس: عبرته.

صفحة : 2616

وجسرين، بالكسر: بدمشق، ومنها أبو القاسم عمار بن الجزر العذري الجسريني، حدث عنه عبد الوهاب الكلابي. وجيسور: اسم الغلام الذي قتله موسى صلى الله على نبينا وعليه وسلم. قال شيخنا: كذا في جميع أصول القاموس المصححة وغيرها، وهو سبق قلم بلا شك، والصواب: الغلام الذي قتله الخضر في قضيته مع موسى عليهما السلام، والخلاف فيه مشهور، ذكره المفسرون، وأشار إليه الجلال في الإتقان، أو هو بالحاء المهملة، أو هو جلبتور، بفتح الجيم وسكون اللام ثم موحدة مفتوحة ومثناة فوقية مضمومة، كعضرفوط، أو جنبتور بالنون بدل اللام. أقوال ذكرها المفسرون، وجمعها الحافظ في فتح الباري، والسهيلي في التعريف والإعلام، لما أبهم في القرآن من الأسماء والأعلام. وتجاسر الرجل: إذا تطاول وتجاسر الرجل، إذا تطاول ورفع رأسه، وقال جرير:

وأحذر إن تجاسر ثم نـادى    بدعوى يال خندف أن يجابا. تجاسر عليه، إذا اجترأ وأقدم. وإنك لقليل التجاسر علينا. وجسر على عدوه، ولا يجسرث أن يفعل كذا.

في النوادر: تجاسر فلان له بالعصا، إذا تحرك له بها، كذا في التكملة، ولفظة بها ليست من نص النوادر. وأم الجسير، كزبير: أخت بثينة صاحبة جميل العذريين، قال جميل:

حلفت برب الراقصات إلى منى    هوي القطا يجتزن بطن دفين.

لأيقن هذا القلب أن ليس لاقـيا    سليمى ولا أم الجسير لحـين. ومما يستدرك عليه: في حديث الشعبي: أنه يقال لسيفه: اجسر جسار، وهو فعال من الجسارة، وهي الجراءة والإقدام على الشيء. وتجاسر القوم في سيرهم، وأنشد:

بكرت تجاسر عن بطون عنيزة. أي تسير.

وجارية جسرة السواعد، أي ممتلئتها، وكذا جسرة المخدم، وأنشد:

دار لخود جسرة المخدم. ومن المجاز: الموت جسر يوصل الحبيب إلى الحبيب. ورحم الله امرأ جعل طاعته جسرا إلى نجاته. وفي حديث نوف بن مالك قال: فوقع عوج على نيل مصر فجسرهم سنة ، أي صار لهم جسرا.

والخيل تجاسر بالكماة: تمضي بها وتعبر. وجسر بن نكرة بن نوفل بن الصيداء، من ولده قيس بن مسهر، كان مع سيدنا الحسين رضي الله عنه، ذكره البلاذري. وجياسر، بكسر الجيم وفتح السين المهملة: قرية بمرو، منها أبو الخليل عبد السلام بن الخليل المروزي، تابعي أدرك أنسا، وعنه زيد بن الحباب. ويوم جسر أبي عبيد: مشهور، مد جسرا على الفرات زمن عمر رضي الله عنه، وحارب الفرس، وانهزم المسلمون. والجسرة: من مخاليف اليمن. وامرأة جسور، بلا هاء: أي جريئة. والجسرة، بالتحريك: الجسارة.

ج س م ر.
الجسمور، بالضم، أهمله الجوهري، وقال الصغاني: هو قوام الشيء، من ظهر الإنسان وجثته، كذا في التكملة. قيل: إن الميم زائدة.

ج ش ر.
الجشر: إخراج الدواب للرعي، وقد جشرها يجشرها جشرا، كالتجشير.

الجشر: أن تنزو خيلك: وفي اللسان: أن تخرج بخيلك فترعاها أمام بيتك.

الجشر: الترك والإرسال، والتباعد، كالتجشير. وفي حديث أبي الدرداء: من ترك القرآن شهرين فلم يقرأه فقد جشره .

صفحة : 2617

الجشر، بالتحريك: المال الذي يرعى في مكانه، لا يرجع إلى أهله بالليل. مال جشر: لا يأوي إلى أهله، قال الأصمعي. وكذلك القوم يبيتون مع الإبل في المرعى، لا يأوون بيثوتهم. وقد أصبحوا جشرا وجشرا. وفي حديث عثمان رضي الله عنه: لا يغرنكم جشركم من صلاتكم، فإنما يقصر الصلاة من كان شاخصا أو يحضره عدو:. قال أبو عبيد: الجشر: القوم يخرجون بدوابهم إلى المرعى، ويبيتون مكانهم، لا يأوون البيوت، وربما رأوه سفرا فقصروا الصلاة، فنهاهم عن ذلك، لأن المقام في المرعى وإن طال فليس بسفر، وأنشد ابن الأعرابي لابن أحمر في الجشر:

إنك لو رأيتني والـقـسـرا     مجشرين قد رعينا شهـرا.
لم تر في الناس رعاء جشرا     أتم منا قصبـا وسـبـرا.

قال الأزهري: أنشدنيه المنذري عن ثعلب عنه، وقال الأخطل:

يسأله الصبر من غسان إذ حضـروا    والحزن كيف قراك الغلمة الجشر. الصبر والحزن: قبيلتان من غسان قال ابن بري: وهو من قصيدة طنانة من غرر قصائد الأخطل يخاطب فيها عبد الملك بن مروان:

يعرفونك رأس ابن الحبـاب وقـد    أضحى وللسيف في خيشومه أثر.

لا يسمع الصوت مستكا مسامعـه    وليس ينطق حتى ينطق الحجـر. قال يصف قتل عمير بن الحباب، وكون الصبر والحزن يقولون له بعد موته، وقد طافوا برأسه: كيف قراك الغلمة الجشر? وكان يقول لهم: إنما أنتم جشر لا أبالي بكم.

الجشر، مصدر جشر يجشر، كفرح: أن يخشن طين الساحل وييبس كالحجر، قاله أبو نصر.

وقال شمر: ومكان جشر، ككتف، أي كثير الجشر.

وقال الرياشي: الجشر: حجارة في البحر خشنة. وعن ابن دريد: الجشر والجشر: حجارة تنبت في البحر. وقال الليث: الجشر: ما يكون في سواحل البحر وقراره من الحصى والأصداف، يلزق بعضه ببعض، فيصير حجرا تنحت منها الأرحية بالبصرة، لا تصلح للطحن، ولكنها تسوى لرؤوس البلاليع.

من المجاز: الجشر: الرجل العزب عن أهله في إبله، كالجشير. وجشر عن أهله: سافر.

وفي اللسان: قوم جشر وجشر: عزاب في إبلهم. الجشر والجشر: بقول الربيع. وفي اللسان: بقل الربيع. الجشر: خشونة في الصدر، وغلظ في الصوت، وسعال، وفي التهذيب: بحح في الصوت، كالجشرة بالضم فيهما، أي في الخشونة والغلظ، عن اللحياني. وقد جشر كفرح، وجشر مثل عني فهو أجشر، وهي جشراء. وقد خالف هنا اصطلاحه: وهي بهاء، فلينظر، وفي التهذيب: يقال: به جشرة، وقد جشر. وقال اللحياني: جشر جشرة، قال ابن سيده: وهذا نادر، وقال: وعندي أن مصدر هذا إنما هو الجشر. ورجل مجشور. وبعير أجشر، وناقة جشراء، بهما جشرة. قال حجر

رب هم جشمته في هواكم    وبعير منفه مجـشـور. وبعير منفه مجشور به سعال، وأنشد:

وساعل كسعل المجشور. وعن ابن الأعرابي: الجشرة: الزكام. وعن الأصمعي: بعير مجشور: به سعال جاف، هكذا بالجيم في سائر الأصول، وفي بعض النسخ بالحاء المهملة.

من المجاز: جشر الصبح جشورا. بالضم: طلع وانفلق، وفي الأساس: خرج، ومنه: لاح أبرق جاشر. والجاشرية: شرب يكون مع جشور الصبح، نسب إلى الصبح الجاشر، أولا يكون إلا من ألبان الإبل خاصة، والصواب العموم أو التخصيص بالخمر، لأنه أكثر ما في كلامهم، ويؤيده قول الفرزدق:

صفحة : 2618

إذا ما شربنا الجاشرية لم نـبـل    كبيرا وإن كان الأمير من الأزد. ويقال: اصطحبت الجاشرية، ولا يتصرف له فعل، وهو مجاز، ويوصف له فعل، وهو مجاز، ويوصف به، فيقال: شربة جاشرية، وقال آخر:

وندمان يزيد الكاس طـيبـا    سقيت الجاشرية أو سقاني. الجاشرية في شعر الأعشى: قبيلة من قبائل العرب من ربيعة. الجاشرية: امرأة.

الجاشرية: نصف النهار، لظهور نوره وانتشاره. وقد يطلق الجاشرية ويراد به السحر، لقربه من انفلاق الصبح. الجاشرية: طعام يؤكل في الصبح، أو نوع من الأطعمة، فلينظر. والجشير والجفير: الوفضة، وهي الكنانة، وقال ابن سيده: وهي الجعبة من جلود تكون مشقوقة في جنبها، يفعل ذلك بها ليدخلها الريح فلا يأتكل الريش. وفي حديث الحجاج: أنه كتب إلى عامله: أن ابعث إلي بالجشير اللؤلؤي . الجشير: الجراب. قال ابن الأثير: قاله الزمخشري.

الجشير: الجوالق الضخم، والجمع أجشرة وجشر، قال الراجز:

يعجل إضجاع الجشير القاعد. والجشار ككتان: صاحب الجشر، أي مرج الخيل، وهو جشار أنعامنا. والمجشر، كمعظم: المعزب عن أهله، وفي بعض النسخ: المجرب، وهو خطأ والذي صح عن ابن الأعرابي أن المجشر: الذي لا يرعى قرب الماء. وقال المنذري: هو الذي يرعى قرب الماء.

وخيل مجشرة بالحمى، أي مرعية. مجشر، كمحدث، والد سوار العجلي هكذا بالواو في سائر النسخ، والصواب سرار، براءين، كما في تاريخ البخاري المحدث البصري، عن ابن أبي عروبة، ويقال: هو أبو عبيدة الغزي. وأبو الجشر، بفتح فسكون، رجلان، أحدهما الأشجعي خال بيهس الفزاري،ولعله عنى بالثاني أبا الجشر مدلج بن خالد، والصواب أنه بالحاء المهملة، وليس لهم غيرهما، وسيأتي.

المجشر كمنبر: حوض لا يسقى فيه، كأنه لجشره، أي وسخه وقذره. وجشر الإناء تجشيرا: فرغه كجفره. وقول الجوهري الجشر: وسخ الوطب من اللبن، ويقال وطب جشر، ككتف، أي وسخ، تصحيف، والصواب، على ما ذهب إليه الصغاني، بالحاء المهملة. قال شيخنا: كأنه قلد في ذلك حمزة الأصبهاني في أمثاله، لأنه روي هكذا بالحاء المهملة، وقد تعقبه الميداني وغيره من أئمة اللغة والأمثال، وقالوا: الصواب أنه بالجيم، كما صوبه في التهذيب وصحح كلام الصحاح، فلا التفات لدعوى المصنف أنه تصحيف: ومما يستدرك عليه: جشر البعير كفرح جشرا، بالتحريك: أصابه سعال. وفي حديث ابن مسعود: يا معشر الجشار، لا تغتروا بصلاتكم ، وهو جمع جاشر: الذي يجشر الخيل والإبل إلى المرءعى، فيأوي هناك. وإبل جشر: تذهب حيث شاءت، وكذلك الحمر، قال: وآخرون كالحمير الجشر. وقوم جشر: عزاب في إبلهم. وجشر الفحل، مثل جفر، وجسر، وحسر، وفدر، بمعنى واحد. والجشر، محركة: حثالة الناس. ومكان جشر: كثير الجشر، وهو ما يلقيه البحر من الأوساخ والرمم. والجشرة: القشرة السفلى التي على حبة الحنطة. ورجل مجشور: أبح. ورجل مجشور: مزكوم. وجنب جاشر: منتفخ. وتجشر بطنه: انتفخ، وأنشد ثعلب:

فقام وثاب نبيل محـزمـه     لم يتجشر من طعام يبشمه.

صفحة : 2619

وجشر، محركة: جبل في ديار بني عامر، ثم لبني عقيل، من الديار المجاورة لبني الحارث بن كعب. وأبو مجشر، كمحدث: كنية عاصم الجحدري، على الصواب، كما قاله ابن ناصر، وشذ الدولابي، فضبطه بالمهملتين، قاله الحافظ.


ج ظ ر.
المجظئر، أهمله الجوهري، وقال الصغاني: هو المعد شره، كأنه منتصب، يقال: ما لك مجظئرا، كذا في التكملة.

ج ع ر.
الجعر، بفتح فسكون: ما يبس من العذرة في المجعر، أي الدبر، أو خرج يابسا، قاله ابن الأثير، أو الجعر: نجو كل ذات مخلب من السباع. ج جعور، بالضم كالجاعرة،وهي مثل الروث من الفرس. ورجل مجعار، إذا كان كذلك. والجعر: يبس الطبيعة. ورجل مجعار: كثر يبس طبيعته، وفي حديث عمر: إني مجعار البطن أي يابس الطبيعة. وجعر الضبع والكلب والسنور، كمنع: خرئ، كانجعر. والجعراء كحمراء: الاست، كالجعرى، حكاه كراع وقال: لا نظير لها إلا الجعبي، والزمكي، والزمجي، والعبدي، والقمصي، والجرشي.

الجعراء: لقب قوم من العرب، وأنشد ابن دريد لدريد بن الصمة:

ألا أبلغ بني جشم بـن بـكـر    بما فعلت بي الجعراء وحدي. انتهى.

وقيل: هو لقب بلعنبر، أي بني العنبر من تميم، يعيرون بذلك. قال:

دعت كندة الجعراء بالخرج مالكـا     وندعو لعوف تحت ظل القواصل. لأن دغة، بضم الدال مخفف، معتل الآخر، كما سيأتي، بنت مغنج وفي بعض النسخ، منعج قال المفضل بن سلمة: من أعجم العين فتح الميم، ومن أهملها كسر الميم، قاله البكري في شرح أمالي القالي، ونقله منه شيخنا، منهم أي من بلعنبر، ويقال: ولدت فيهم، قالوا: خرجت وقد ضربها المخاض، فظنت أنها تريد الخلاء وأخصر من هذا: فظنته غائطا فبرزت في بعض الغيطان المراد بها الأراضي المطمئنة فولدت وعبارة التهذيب: فلما جلست للحدث ولدت وانصرفت تقدر أنها تغوطت، فقالت لضرتها: يا هنتاه، وهذه من زيادات المصنف وتغييراته، ففي التهذيب وغيرشه بعد قوله: ولدت: فأتت أمها فقالت: يا أمه هل يغفر، أي يفتح الجعر فاه? ففهمت عنها، فقالت: نعم، ويدعو أباه. فمضت ضرتها، أو أمها كما في الأصول الجيدة،وأخذت الولد، فتميم تسمي بلعنبر الجعراء لذلك. والجاعرة: الاست كالجعراء، أو حلقة الدبر. والجاعرتان: موضع الرقمتين من است الحمار، قال كعب بن زهير يذكر الحمار والأتن:

إذا ما انتحاهن شؤبوبـه     رأيت لجاعرتيه غضونا. قيل: هو مضرب الفرس بذنبه على فخذيه، وقيل: هما حيث يكوى الحمار في مؤخره على كاذتيه، وفي الحديث: أنه كوى حمارا في جاعرتيه . وفي كتاب عبد الملك إلى الحجاج: قاتلك الله أسود الجاعرتين . أو هما حرفا الوركين المشرفين على الفخذين، وهما الموضعان اللذان يرقمهما البيطار، وقيل: هما ما اطمأن من الورك والفخذ في موضع المفصل، وقيل: هما رؤوس أعالي الفخذين.

الجعار ككتاب: سمة فيهما، أي في الجاعرتين، ونقل ابن حبيب من تذكرة أبي علي أنه من سمات الإبل.

الجعار: حبل يشد به المستقي وسطه إذا نزل في البئر لئلا يقع في البئر، وطرفه في يد رجل، فإن سقط مد به، وقيل: هو حبل يشده الساقي إلى وتد، ثم يشده في حقوه، وقد تجعر به، قال:

صفحة : 2620

ليس الجعار ما نعي من القدر     ولو تجعرت بمحبوك ممر. والجعرة، بالضم: أثر يبقى منه، أي من الجعار في وسط الرجل، حكاه ثعلب، وأنشد:

لو كنت سيفا كان أثرك جـعـرة    وكنت حرى أن لا يغيرك الصقل. الجعرة: شعير غليظ القصب، عريض، عظيم طويل الحب، أبيض، ضخم السنابل، كأن سنابله جراء الخشخاش، ولسنبله حروف عدة، وهو رقيق خفيف المؤونة في الدياس، والآفة إليه سريعة، وهو كثير الريع، طيب الخبز. كله عن أبي حنيفة.

وجيعر، كحيدر، وجعار كقطام، وأم جعار، وأم جعور: كله الضبع، لكثرة جعرها، وإنما بنيت على الكسر لأنه حصل فيها العدل والتأنيث والصفة الغالبة، ومعنى قولنا، أنها غلبت على الموصوف حتى صار يعرف بها، كما يعرف باسمه، وهي معدولة عن جاعرة، فإذا منع من الصرف بعلتين وجب البناء بثلاث، لأنه ليس بعد منع الصرف إلا منع الإعراب، وكذلك القول في حلاق اسم للمنية، وقول الشاعر الهذلي، وهو حبيب بن عبد الله الأعلم في صفة الضبع:

عشنزرة جواعرها ثـمـان     فويق زماعها خدم حجول.
تراها الضبع أعظمهن رأسا     جراهمة لها حرة وثـيل.

قيل: ذهب إلى تفخيمها، كما سميت حضاجر، وقيل: هي أولادها. وقال الأزهري: جواعرها ثمان كثرة جعرها، أخرجه على فاعلة وفواعل، ومعناه المصدر، ولم يرد عددا محصورا، ولكنه وصفها بكثرة الأكل والجعر، وهي من آكل الدواب، وقيل: هو مثل لكثرة أكلها. كما يقال: فلان يأكل في سبعة أمعاء. وقال ابن بري: وللضبع جاعرتان، فجعل لكل جاعرة أربعة غضون، وسمى كل غضن جاعرة، باسم ما هي فيه.

يقال للضبع: تيسي جعار، أو عيثي جعار، وهو مثل يضرب في إبطال الشيء والتكذيب به، وأنشد ابن السكيت:

فقلت لها عيثي جعـار وجـرري      بلحم امرئ لم يشهد القوم ناصره. ومن ذلك ما أورده أهل الأمثال: أعيث من جعار.

أما روعي جعار، وانظري أين المفر، فإنه يضرب لمن يروم أن يفلت ولا يقدر على ذلك.

وفي التهذيب: يضرب في فرار الجبان وخضوعه. وقال ابن السكيت: تشتم المرأة فيقال لها: قومي جعار، تشبه بالضبع.
في التهذيب: الجعور، كصبور، وفي غيره: الجعرور: خبراء لبني نهشل، وهي منقع الماء، وأخرى لبني عبد الله بن دارم، قال ابن سيده: يملؤها جميعا الغيث الواحد، فإذا امتلأتا وثقوا يكرع شتاتهم. هكذا في النسخ، وفي بعض الأصول: شائهم جمع شاة، عن ابن الأعرابي، وأنشد:

إذا أردت الحفر بالجـعـور     فاعمل بكل مارن صبـور.
لا غرفض بالدرحاية القصير     ولا الذي لوح بالـقـتـير.

يقول: إذا غرف الدرحاية مع الطويل الضخم بالحفنة، من غدير الخبراء، لم يلبث الدرحاية أن يزكته الربو فيسقط. والجعرون بالضم، هكذا في النسخ بالنون، والصواب الجعرور، بالراء: دويبة من أحناش الأرض.

في الحديث: أنه نهى عن لونين في الصدقة من التمر: الجعرور، ولون الحبيق الجعرور: تمر رديء. وقال الأصمعي: هو ضرب من الدقل يحمل شيئا صغارا، لا خير فيه، لون الحبيق من أردأ التمران أيضا.

وأبو جعران، بالكسر: الجعل عامة، وقيل: ضرب من الجعلان. وأم جعران: الرخمة، كلاهما عن كراع.

صفحة : 2621

في الحديث: أنه صلى الله عليه وسلم نزل الجعرانة ، وتكرر ذكرها في الحديث، وهو بكسر الجيم وسكون العين وتخفيف الراء، وقد تكسر العين وتشدد الراء، أي مع كسر العين وأما الجيم فمكسورة بلا خلاف، واقتصر على التخفيف في البارع، ونقله جماعة عن الأصمعي، وهو مضبوط كذلك في المحكم، وقال الإمام أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه: التشديد خطأ، وعبارة العباب:وقال الشافعي: المحدثون يخطئون في تشديدها، وكذلك قال الخطابي، ونقل شيخنا عن المشارق للقاضي عياض: الجعرانة، أصحاب الحديث يقولونه بكسر العين وتشديد الراء، وبعض أهل الإتقان والأدب يقولونه بتخفيفها، ويخطئون غيره. وكلاهما صواب مسموع، حكى القاضي إسماعيل بن إسحاق عن علي بنش المديني أن أهل المدينة يقولونه فيها وفي الحديبية بالتثقيل، وأهل العراق يخففونهما، ومذهب الأصمعي في الجعرانة التخفيف، وحكى أنه سمع من العرب من يثقلها: ع بين مكة والطائف على سبعة أميال من مكة، كما في المصباح، وهو في الحل وميقات الإحرام، سمي بريطة بنت سعد بن زيد مناة بن تميم، كما قاله السهيلي. وقيل: هي بنت سعيد بن زيد بن عبد مناف، وذكرها حمزة الأصبهاني في الأمثال، وقال: هي أم ريطة بنت كعب بن سعد. والصواب ما قاله السهيلي. وكانت تلقب بالجعرانة، فسمي الموضع بها، وهي المرادة في قوله تعالى: ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا قال المفسرون: كانت تغزل، ثم تنقض غزلها، فضرب العرب بها المثل في الحمق، ونقض ما أحكم من العقود، وأبرم من العهود.

الجعرانة: ع في أول أرض العراق من ناحية البادية، نزله المسلمون لقتال الفرس، قاله سيف بن عمر في الفتوح، ونقله أبو سالم الكلاعشي في الاكتفاء. وذو جعران بالضم، بن شراحيل، قيل من أقيال حمير. والجعرى، بالكسر والتشديد: سب وذم، يسب به من نسب إلى لؤم ودناءة، كأنه ينسب إلى است، وفي يسب ونسب جناس.

الجعري: لعبة للصبيان، وهو أن يحمل الصبي بين اثنين على أيديهما، ولعبة أخرى يقال لها: سفد اللقاح، وذلك انتظام الصبيان بعضهم في إثر بعض، كل واحد آخذ بحجزة صاحبه من خلفه.

ومما يستدرك عليه: إياكم ونومة الغداة فإنها مجعرة يريد يبس الطبيعة، أي إنها مظنة لذلك، هكذا جاء الحديث، وفي بعض الروايات: مجفرة، بالفاء، ويأتي قريبا. ويقال: رجل جعار نعار. والجاعور: لقب بعضهم. وحماد الأجعري: شاعر. وعبد الرحمن بن محمد بن يوسف الأجعري: في حمير. والجعارى: شرار الناس. وبعير مجعر: وسم على جاعرتيه. وجعران: بالفتح: موضع.

ج ع ب ر.
الجعبر، كجعفر، والجعبري: القصير المتداخل، وقال يعقوب: القصير الغليظ. وهي بهاء.

الجعبر: العقب الغليظ القصير الجدر، الذي لم يحكم نحته، كذا في المحكم. جعبر، بلا لام: رجل من بني نمير، ويقال: قشير، وهو الأمير نمير، ويقال: قشير، وهو الأمير سابق الدين جعبر بن سابق، تنسب إليه قلعة جعبر على الفرات، لاستيلائه عليها وتملكه لها، قتله السلطان ملكشاه السلجوقي لما قدم على حلب، لأنه بلغه أن ولديه يقطعان الطريق، وذلك سنة 479. ويقال لهذه القلعة أيضا: الدوسرية، لأن دوسر غلام ملك الحيرة النعمان بن المنذر بناها، كذا في تاريخ الذهبي.

صفحة : 2622

قلت: وممن ينسب إلى هذه القلعة: البرهان إبراهيم بن عمر بن إبراهيم بن خليل الجعبري الخليلي، المقرئ، الشافعي، ولد بها، وتوفي بالخليل سنة 732.

يقال: ضربه فجعبره أي صرعه. والجعبرية: القصيرة الدميمة، بالدال المهملة، كالجعبرة، قال رؤبة بن العجاج يصف نساء:

يمسين عن قس الأذى غوافلا     لا جعبريات ولا طهامـلا. ومما يستدرك عليه: الجعنبار، وقع في كلامهم، نقله الزبيدي ولم يفسره، وهو القصير الغليظ، وقد نبه عليه شيخنا رحمه الله تعالى.

ج ع ث ر.
جعثر المتاع، أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: أي جمعه، وبعثره إذا فرقه.
ج ع ج ر.
الجعاجر: ما يتخذ من العجين كالتماثيل، فيجعلونها في الرب إذا طبخوه، فيأكلونه: الواحدة جعجرة، كطرطبة. ولم يذكره الجوهري، ولا الصغاني، ولا صاحب اللسان، ولا شراح الفصيح، مع جلبهم النوادر والغرائب.

ج ع د ر.
الجعدر، كجعفر، أهمله الجوهري، وقال الصغاني: هو القصير من الرجال، قيل: ومنه سميت الجعادرة، قاله السهيلي في الروض، وهم بنو مرة بن مالك بن أوس ومنهم: بنو زيد بن عمرو، وزيد بن مالك بن ضبيعة، يقال لهم: كسر الذهب، ويقال: كانوا إذا أجاروا أحدا قالوا: جعدر حيث شئت، أي اذهب. حكاه ابن زبالة.

ج ع ذ ر.
الجعدري، بالذال المعجمة، أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وقال الصغاني: هو الأكول، والقصير المنتفخ، كالجعظري.

ج ع ظ ر.
الجعظري: الفظ الغليظ، كما في الصحاح، أو هو الطويل الجسم الأكول الشروب البطر الكفور، كالجظ والجواظ: كما قاله الفراء. وقيل: هو الغليظ المتكبر. وقيل: هو القصير الرجلين، العظيم الجسم مع قوة وشدة أكل.

وقال أبو عمرو: هو القصير السمين، الأشر الجافي عن الموعظة. وقال ثعلب: هو المتكبر الجافي عن الموعظة. وقال مرة: هو القصير الغليظ. وقيل: هو المنتفخ بما ليس عنده. وفي الحديث: ألا أخبركم بأهل النار، كل جعظري جواظ مناع جماع ، وفي رواية: هم الذين لا تصدع رؤوسهم. كالجعظارة بالكسر، والجعظار، والجعنظار، الثلاثة بمعنى القصير الرجلين، الغليظ الجسم. قالوا: فإذا كان مع غلظ جسمه أكولا قويا سمي جعظريا. والأكول السيء الخلق الذي يتسخط عند الطعام. والجعنظار كجحنبار: الشره الحريص النهم على الطعام، أو الأكول الضخم الغليظ الجسم، القصير الرجلين: كالجعنظر، كسفرجل، كلاهما عن كراع. والجعظرة: سعي البطيء من الرجال، القريب الخطو. يقال: مشى مشي الجعظري إذا تثاقل، فإن الأكول النهم يبطئ في سيره وحركته. والجعظر كجعفر: الضخم الاست العبل الأرداف، الذي إذا مشى حركها وتثاقل. والجعظار، بالكسر: القصير الغليظ الجسم.

الجعظارة بهاء: القليل العقل، وهو أيضا المنتفخ بما ليس عنده مع قصر، والذي لا يألم رأسه. وجعظر الرجل: فر وولى مدبرا، وهكذا شأن الأكول المنتفخ بما ليس عنده.

ومما يستدرك عليه: اجعظر: انتصب للشر والعداوة.

ج ع ف ر.
الجعفر: النهر عامة، حكاه ابن جني، وأنشد:

إلى بلد لا بق فـيه ولا أذى    ولا نبطيات يفجرن جعفرا. وقيل: هو النهر الصغير، وعليه اقتصر الجوهري، وحكاه ابن الأعرابي.

صفحة : 2623

قيل: هو النهر الكبير الواسع، وعليه اقتصر ابن الأجداني في الكفاية. قالوا: وبه سمي الرجل، ضد، أي باعتبار الوصف، كما قل شيخنا، وأنشدنا عن شيوخه:

يثني معاطفه وأذرف عبرتي     فإخاله غصنا بشاطئ جعفر. قلت: وأنشد ابن الأعرابي:

تأود عسلوج على شط جعفر. قيل: الجعفر: هو النهر الملآن، وبه شبهت الناقة الغزيرة، أو فوق الجدول، ونص النوادر: الجعفر: النهر الصغير فوق الجدول. فهما قول واحد، وقد فرق بينهما المصنف، وقال ابن دريد: الجعفر: النهر، فإذا كان صغيرا فهو فلج.

من المجاز: الجعفر: الناقة الغزيرة اللبن، شبهت بالنهر الملآن. قال الأزهري: أنشدني المفضل:

من للجعافر يا قومي فقد صريت    وقد يساق لذات الصرية الحلب. والجعفري: قصر للمتوكل على الله العباسي، قرب سر من رأى. والجعفرية: محلة ببغداد، نقله الصغاني. وجعفرية ديشو بفتح الدال المهملة وسكون التحتية وضم الشين المعجمة وسكون الواو، وهي من الغربية، وجعفرية الباذنجانية، وتعرف أيضا بالبيضاء: قريتان بمصر، وهذه من كورة قويسنا. قلت: والجعفري: أيضا كورة من الأسيوطية. وجعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة: أبو قبيلة مشهورة. وهم الجعافرة، منهم من الصحابة: جبار بن سلمى نزال المضيق. والجعفرية: أولاد ذي الجناحين الطيار، أخي علي أمير المؤمنين، منهم: محمد بن إسماعيل بن جعفر بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر، عن الدراوردي، وعنه أبو زرعة. والجعفرية: من المعتزلة ينتسبون إلى جعفر بن مبشر، وإلى جعفر بن حرب، ولهما مقالات في الاعتقاديات، وأبو القاسم سعد بن أحمد بن محمد بن جعفر الجعفري، إلى جده جعفر الهمداني، عن ابن حبابة وغيره، وعنه أبو علي اللباد. والجعافرة في إسنا بالصعيد الأعلى ينتسبون إلى جعفر الطيار، وهم قبائل كثيرة.

ج ع م ر.
الجعمرة: أن يجمع الحمار نفسه وجراميزه، ثم يحمل على العانة أو غيرها، إذا أراد كدمه وقد جمعر.

ومما يستدرك عليه: قال الأزهري: الجعمرة والجمعرة: الفارة المرتفعة المشرفة الغليظة.