الباب العاشر: باب الراء - الفصل الخامس: فصل الجيم مع الراء: الجزء الثالث

فصل الجيم مع الراء

الجزء الثالث

ج ف ر.
الجفر، بفتح فسكون، من أولاد المعز والشاء كما في الصحاح، واقتصر في المحكم على الشاء، وتبعه المصنف، وزاد بعضهم: والضأن: ما عظم واستكرش وجفر جنباه، أي اتسع.

أو الجفر: هو إذا بلغ ولد المعزى أربعة أشهر، وجفر جنباه، وفصل عن أمه، وأخذ في الرعي، قاله أبو عبيد. وقال ابن الأعرابي: إنما لأربعة أشهر أو خمسة من يوم ولد، وعنه أيضا: الجفر: الجمل الصغير، والجدي بعد ما يفطم ابن ستة أشهر. ج أجفار وجفار، بالكسر. وجفرة، محركة. وقد جفر، واستجفر، وتجفر.

من المجاز: الجفر: الصبي إذا انتفخ لحمه، وأكل، وصارت له كرش. وقد جفر وتجفر. وقال ابن الأعرابي: والغلام جفر. وفي حديث حليمة ظئر النبي صلى الله عليه وسلم، قالت: كان يشب في اليوم شباب الصبي في الشهر، فبلغ ستا وهو جفر . وفي حديث أبي اليسر: فخرج إلي ابن له جفر . وفي بهاء فيهما.

صفحة : 2624

قال ابن شميل: الجفرة: العناق التي شبعت من البقل والشجر، واستغنت عن أمها. وقد تجفرت واستجفرت. وفي حديث أم زرع: يكفيه ذراع الجفرة ، مدحته بقلة الأكل، وقال ابن الأنباري في شرحه على الحديث: هي الأنثى من ولد الضأن، وقال غيره: الأنثى من المعز فقط، وقيل: منهما جميعا، وهو الصواب. الجفر: البئر الواسعة التي لم تطو، كالجفرة، ذكرهما السهيلي في الروض، أو هي التي طوي بعضها ولم يطو بعض. والجمع جفار.

الجفر: ع بناحية ضرية، وهي صقع واسع بنجد، ينسب إليه الحمى من نواحي المدينة المشرفة، على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، يليها أمراء المدينة كان به ضيعة لسعيد بن سليمان، كذا في النسخ، وفي التبصير: سعيد بن عبد الجبار المسافعي ولي القضاء زمن المهدي، وكان يكثر الخروج إليها، فقيل له: الجفري لذلك.

الجفر: بئر بمكة المشرفة لبني تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي.

الجفر: ماء لبني نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن.

الجفر: مستنقع ببلاد غطفان، ويسمى جفر الهباءة، وسيأتي في كلام المصنف قريبا.

وجفر الفرس: ماء سمي به، لأنه وقع فيها، كذا في النسخ، والصواب: فيه فرس في الجاهلية، فبقي أياما، ويشرب منها، ثم خرج صحيحا. وفي التكملة: فأخرج صحيحا، فنسب إليه.

وجفر الشحم: ماء لبني عبس ببطن الرمة، حذاء أكمة الخيم. وجفر البعر: ماء لبني أبي بكر بن كلاب. وجفر الأملاك: موضع بنواحي الحيرة، من الكوفة. وجفر ضمضم: ع. كل ذلك نقله الصغاني. وجفر الهباءة: ع ببلاد غطفان بالشربة، قتل فيه حمل وحذيفة ابنا بدر الفزاريان، قتلهما قيس بن زهير، وفيه يقول:

تعلم أن خير النـاس مـيتـا    على جفر الهبـاءة لا يريم.
ولولا ظلمة ما زلت أبكـي     عليه الدهر ما طلع النجوم.

ولكن الفتى حمل بـن بـدر    بغى والبغي مصرعه وخيم. وجفرة بني خويلد: ماء لبني عقيل من هوازن.

من المجاز: الجفرة، بالضم: جوف الصدر، أو هو ما يجمع الصدر والجنبين، وقيل: هو منحنى الضلوع، وكذلك هو من الفرس وغيره.

الجفرة في الأصل: سعة في الأرض مستديرة، وهي الحفرة. قيل: الجفرة من الفرس: وسطه. وهو مجفر بفتح الفاء أي واسعها، أي الجفرة. وفي الأساس: منتفجها،وكذلك ناقة مجفرة، أي عظيمة الجفرة، وهي وسطها. قال الجعدي:

فتآيا بطـرير مـرهـف     جفرة المحزم منه فسعل. وقيل: جفرة ثكل شيء: وسطه ومعظمه. ج جفر، بضم ففتح وجفار، بالكسر. يقال: فرس عظيم الجفرة، وناقة عظيمة الجفرة. وأما الثاني فجمع جفرة بمعنى الحفرة المستديرة. ومنه حديث طلحة: فوجدناه في بعض تلك الجفار.

الجفرة: ع بالبصرة يقال له: جفرة خالد، ينسب إلى خالد بن عبد الله بن أسيد، كان بها أي بالجفرة حرب شديد عام سبعين أو إحدى وسبعين بعد الهجرة، ولها ذكر في حديث عبد الملك بن مروان. وقيل لجعفر بن حيان العطاردي البصري الخزاز الأعمى، كنيته أبو الأشهب، من أكبر قراء البصرة، قرأ على أبي رجاء العطاردي، وهو من رجال الصحيحين: الجفري بالضم، لأنه ولد عام الجفرة، وهو عام سبعين، أو إحدى وسبعين وتوفي سنة 165.

صفحة : 2625

والجفير: جعبة من جلود لا خشب فيها، أو من خشب لا جلود، وفي بعض الأصول الجيدة: لا جلد فيها،وهي من جلود مشقوقة في جنبها، يفعل ذلك بها ليدخلها الريح، فلا يأتكل الريش. وقال الأحمر: الجفير والجعبة: الكنانة. وقال الليث: الجفير شبه الكنانة إلا أنه أوسع منها، يجعل فيها نشاب كثير. وفي الحديث: من اتخذ قوسا عربية وجفيرها نفى الله عنه الفقر .

الجفير: ع بناحية ضرية بنجد، كثير الضباع، لغطفان. وقيل: هو بالحاء المهملة، وسيأتي، ولعل الصواب بالمهملة، ولذا سقط في كثير من النسخ المعتمدة.

جفير كزبير: ة بالبحرين ذات بساتين ورياض ومياه ومنازه، وقد ترافقت بجماعة من أهلها، في سفري من اليمن إلى مكة، وهم يسمونها الجفيرة، قالوا: وهي قريبة من اللذكي. والجفور، بالضم: مصدر جفر يجفر،وهو انقطاع الفحل عن الضراب وامتناعه، كالاجتفار، والإجفار، والتجفير. يقال: جفر الفحل، إذا انقطع عن الضراب. وقل ماؤه، وذلك إذا أكثر الضراب حتى حسر، وانقطع، وعدل عنه. ويقال في الكبش: ربض، ولا يقال: جفر. والفحل جافر، قال ذو الرمة:

وقد عارض الشعري سهيل كأنـه     قريع هجان عارض الشول جافر. وأجفر الشيء: غاب عنك. أجفر الرجل عن المرأة إذا انقطع عن الجماع، كاجتفر، وجفر، وجفر، قاله ابن الأعرابي، وإذا ذل قيل: اجتفر، وسيأتي، وأنشد:

وتجفروا عن نساء قد تحل لكم وفي الرديني والهندي تجفير. أي أن فيهما من ألم الجراح ما يجفر الرجل عن المرأة. أجفر صاحبه: قطعه عنه وترك زيارته. قال الفراء: كنت آتيكم فقد أجفرتكم، أي تركت زيارتكم وقطعتها. ويقال: أجفرت ما كنت فيه، أي تركته. وجفر: اتسع. وجفر: انتفخ. وجفر جنباه: اتسعا. جفر من المرض: خرج، وذلك إذا برأ. والجوفر: الجوهر وزنا ومعنى والجيفر: الأسد الشديد، لانتفاخه عند الغضب. وجيفر بن الجلندي الأزدي: ملك عمان ورئيسها. أسلم هو وأخوه عبد الله، على يد سيدنا عمرو بن العاص بن وائل السهمي، رضي الله عنه، لما وجهه رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهما، وهما على عمان، ولا رؤية لهما، ولم يذكر الذهبي أخاه عبد الله في التجريد، ولا ابن فهد، مع جمعهما في كتابيهما من شذ وندر، فلينظر في كتب السير. وضميرة بنت جيفر: صحابية، ولم يذكرها الذهبي، ولا ابن فهد، فلينظر. وطعام مجفر ومجفرة، بفتحهما، عن اللحياني: يقطع عن الجماع، ومنه قولهم: الصوم مجفرة، وقد ورد في الحديث أنه قال لعثمان بن مظعون: عليك بالصوم، فإنه مجفرة ، أي مقطعة للنكاح، وفي الحديث أيضا: صومثوا ووفروا أشعاركم فإنها مجفرة ، قال أبو عبيد: يعني مقطعا للنكاح ونقصا للماء. وفي حديث علي رضي الله عنه: أنه رأى رجلا في الشمس، فقال: قم عنها فإنها مجفرة ، أي تذهب شهوة النكاح، وفي حديث عمر رضي الله عنه: إياكم ونومة الغداة فإنها مجفرة ، وجعله القتيبي من حديث علي رضي الله عنه.

المجفر كمعظم: المتغير ريح الجسد. وفي حديث المغيرة: إياكم وكل مجفرة أي متغيرة ريح الجسد، والفعل منه أجفر، ويجوز أن يكون من قولهم: امرأة مجفرة الجنبين أي عظيمتهما، كأنه كره السمن.

قولهم: فعل ذلك من جفرك، بفتح فسكون، وجفرك، محركة، وجفرتك، بفتح فسكون وفتح الراء، أي من أجلك، كل ذلك عن ابن دريد.

من المجاز: رجل منهدم الجفر: لا عقل وفي الأساس: لا رأي له، كما يقال: منهدم الحال.

صفحة : 2626

والجفرى، ككفرى وزنا ومعنى، ويمد، والجفراة، وهذان حكاهما أبو حنيفة: الكافور من النخل، وهو وعاء الطلع. الجفار، ككتاب: الركايا. الجفار: موضع بنجد، وقيل: ماء لبني تميم، ومنه يوم الجفار، قال الشاعر، وهو بشر:
ويوم الجفار ويوم النسـا ركانا عذابا وكانا غراما. والجفار: موضع آخر بين مصر والشام، وآخر بين البصرة والكوفة، قاله البكري.

من المجاز: الجفار من الإبل: الغزار اللبن، شبهتء بالركايا، عن ابن الأعرابي. والأجفر: ع بين الخزيمية وفيد، وسيأي للمصنف في خزم: أن الخزيمية منزلة للحاج بين الأجفر والثعلبية.

ومما يستدرك عليه: المستجفر من الصبيان: العظيم الجنبين. وجفرة البحر: معظمه. وعن ابن الأعرابي: جفره الأمر عنه: قطعه.وقال أبو حنيفة: الكنهبل صنف من الطلح جفر، قال ابن سيده: وأراه عنى به القبيح الرائحة من النبات. ومجفر، كمعظم: اسم. والجفري، بالضم: لقب عبد الرحمن بن عبد الله بن علوي الشريف الصوفي، وبه يعرف ولده باليمن. والجفر: خروق الدعائم التي تحفر لها تحت الأرض. وأجفر الرجل: تغيرت رائحة جسده. وأجفر، واجتفر، وجفر: انقطع عن الجماع. واجتفر: ذل، لغة في احتفر، بالتاء. وتجفرت العناق: سمنت وعظمت. ويقال: قد تراغب هذا واستجفر. والخشخاش بن جناب بن الحارث بن مجفر كمحسن له صحبة والتجفير في الركية: توسيع في نواحيها. والحسن بن أبي جعفر الجفري، من أهل الجفرة: موضع بالبصرة، سمع قتادة وأيوب. والجفائر: رمال معروفة، أنشد الفارسي:

ألما على وحش الجفائر فانظـرا     إليها وإن لم تمكن الوحش راميا. ومحل جافر: نتن. وإن جفرك إلى لهار، أي شرك إلي متسرع. كما في الأساس. وذو جوفر: واد لمحارب بن خصفة. والجفار، كغراب: كورة كانت بمصر قديما مشتملة على خمس قرى، وهي: الفرما والبقارة والورادة والعريش ورفح، كانت جميعها في زمن فرعون موسى في غاية العمارة بالمياه والقرى، قاله الإمام عبد الحكم.

ج ك ر.
الجكيرة، أهمله الجوهري، وقال ابن الأعرابي: هي تصغير الجكرة: اللحاحة، هكذا في النسخ، ونص نوادر ابن الأعرابي: اللجلجة. وقد جكر، كفرح، يجكر جكرا: لج. جكار ككتان: اسم رجل. قال ابن الأعرابي في موضع آخر: أجكر الرجل، إذا ألح في البيع، وقد جكر كذلك. ونقل شيخنا عن المصباح أن الكاف والجيم لا يجتمعان في كلمة عربية إلا قولهم: رجل جكر، وما تصرف منها، وقد سبق البحث في كندوج.

ج ل ب ر.
الجلبار، بضمتين وتشديد الباء الموحدة، أهمله الجوهري، وقال الصغاني: هو قراب السيف كالجربان، أو حده، لغة في الجلبان. جلبار كبطنان: محلة بأصفهان، معرب كلبار.

ج ل ف ر.
جلفار، كبطنان، أهمله الجوهري، وقال الصغاني: هي ة بمرو، ومنها: أحمد بن محمد بن هاشم، صاحب التفسير، سمع مغيث بن بدر، وعنه خارجة، كذا في طبقات المفسرين للداودي. وجلفر كجندب: مقصور منه، بإسقاط الألف، وهو معرب كلبر، فكل عندهم: الزهر، وبر وبار كلاهما بمعنى حمل الشجرة.

جلفار كجلنار: د، بنواحي عمان بحرية، يجلبث منها هكذا في النسخ، والصواب: منه إلى جزيرة قيس نحو السمن والجبن، والصواب أنه جرفار، بالراء المشددة بدل اللام، كما حققه البكري وغيره.

ج ل ن ر.

صفحة : 2627

الجلنار، بضم الجيم وفتح اللام المشددة، أهمله الجوهري. وقال الصغاني: هو فارسي معناه زهر الرمان، وهو معرب كلنار، بضم الكاف الممزوجة بالقاف والسكون، قال شيخنا: وهي القاف التي يقال لها: المعقودة، لغة مشهورة لأهل اليمن، وقد سأل الحافظ ابن حجر شيخه المصنف رحمهما الله تعالى عن هذه القاف ووقوعها في كلامهم، فقال: إنها لغة صحيحة، ثم قال شيخنا: وقد ذكرها العلامة ابن خلدون في تاريخه، وأطال فيها الكلام، وقال: إنها لغة مضرية، بل بالغ بعض أهل البيت فقال: لا تصح القراءة في الصلاة إلا بها. ورأيت فيها رسالة جيدة بخط الوالد، قدس الله روحه، ولا أدري هل كانت له أو لغيره، ثم نقل شيخنا عن ابن الأنباري بعد ما أنشد لبعض المحدثين:

غدت في لباس لها أخضر     كما يلبس الورق الجلناره. ولا أعلم هذا الاسم جاء في شعر فصيح، وإنما هو لفظ محدث وكأنه في الأصل جاء على معنى التشبيه، شبهوا حمرته بحمرة الجمر، وهو جل النار، ثم تصرفوا في نقله وتغييره. قال شيخنا: هذا الكلام مبناه على الحدس والتخمين والحكم بغير يقين، إذ لا قائل ببقاء الجل على معناه العربي فيه، ولا أن الجل هو حمرة الجمر، ولا أنه هو الجمر، وكذلك قوله: إنه كلام محدث، بل الجلنار كله فارسي، كما يومي إليه كلام المصنف، وهو الذي صرح به المصنفون في النباتات، والحكماء، والأطباء الذين تعرضوا لمنافعه والمراد من جل نار زهر الرمان ليس إلا، وهو موضوع وضع الفرس،ولا يختلف فيه أحد، ولا يقول أحد غيره، لا من المتكلمين بأصل الفارسية، ولا ممن عربوه ونطقوا به كالعربية، والمعربات من الفارسية لا تحتاج إلى ما ذكره من التكلفات، كما لا يخفى ويقال في خواص الجلنار: من ابتلع ثلاث حبات منه، بشرط أن يأخذها بفمه من الشجرة قبل تفتحها، عن طلوع شمس يوم الأربعاء. وكذا قيده داوود في التذكرة، ومنهم من قيد بأنه من أصغر ما يكون، وكأنه ليسهل الابتلاع لم يرمد في تلك السنة، مجرب، نص عليه الأطباء أرباب مجرب، نص عليه الأطباء أرباب الخواص. وقد سقطت هذه العبارة من عند قوله: ويقال إلى آخرها من بعض النسخ، وزاد الشهاب القليوبي في رسالته التي وضعها في المجربات: أو الأربعة، والسبعة لسبع سنين أو عشرة أو ثلاثين أو واحدة.

ج م ر.
الجمرة، بفتح فسكون النار المتقدة، وإذا برد فهو فحم، ج جمر. الجمرة: ألفث فارس، يقال: جمرة كالجمرة الجمرة: القبيلة انضمت فصارت يدا واحدة لا تنضم إلى أحد، ولا تخالف غيرها. وقال الليث: الجمرة: كل قوم يصبرون لقتال من قاتلهم، لا يخالفون أحدا، ولا ينضمون إلى أحد، تكون القبيلة نفسها جمرة، تصبر لقراع القبائل، كما صبرت عبس لقبائل قيس. وهكذا أورده الثعالبي في المضاف والمنسوب، وعزاه للخليل. وفي الحديث عن عمر: أنه سأل الحطيئة عن عبس ومقاومتها قبائل قيس، فقال: يا أمير المؤمنين، كنا ألف فارس، كأننا ذهبة حمراء لا نستجمر ولا نخالف ، أي لا نسأل غيرنا أن يجتمعوا إلينا، لاستغائنا عنهم. أو هي القبيلة التي يكون فيها ثلاثمائة فارس أو نحوها. وقيل: هي القبيلة تقاتل جماعة قبائل.

الجمرة: الحصاة، واحدة الجمار. وفي التوشيح: والعرب تسمي صغار الحصى جمارا.

صفحة : 2628

الجمرة: واحدة جمرات المناسك، وجمار المناسك وجمراتها: الحصيات التي يرمي بها في مكة. والتجمير: رمي الجمار. وموضع الجمار بمنى سمي جمرة، لأنها ترمي بالجمار، وقيل: لأنها مجمع الحصى التي يرمي بها، من الجمرة، وهي اجتماع القبيلة على من ناوأها. وسيأتي في كلام المصنف آخر المادة. وهي جمرات ثلاث: الجمرة الأولى، والجمرة الوسطى وجمرة العقبة، يرمين بالجمار وهي الحصيات الصغار، هكذا في النسخ وفي بعضها ترمي بدل يرمين، والأول أوفق. وجمرات العرب: ثلاث، كجمرات المناسك: بنو ضبة بن أد بن طابخة بن الياس بن مضر، وبنو الحارث بن كعب، وبنو نمير بن عامر، فطفئت منهم جمرتان، طفئت ضبة، لأنها حالفت الرباب، وطفئت بنو الحارث، لأنها حالفت مذحج، وبقيت نمير لم تطفأ، لأنها لم تحالف. هذا قول أبي عبيد، ونقله عنه الجوهري في الصحاح.

أو الجمرات: عبس بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان، والحارث بن كعب، وضبة بن أد، وهم أخوة لأم، لأن أمهم وهي امرأة من اليمن رأتء في المنام أنه خرج وفي بعض النسخ: يخرج من فرجها ثلاث جمرات. فتزوجها كعب بن عبد المدان بن يزيد بن قطن، فولدت له الحارث، وهم أشراف اليمن، منهم: شريح بن هانئ الحارثي، وابنه المقدام، ومطرف بن طريف، ويحيى بن عربي، وغيرهم، ثم تزوجها بغيض بن ريث بن غطفان، فولدت له عبسا، وهم فرسان العرب ووقائعهم مشهورة: ثم تزوجها أد فولدت له ضبة. فجمرتان في مضر، وهما عبس وضبة، وجمرة في اليمن، وهم بنو الحارث بن كعءب. وكان أبو عبيدة يقول: ضبة أشبه بالجمرة من بني نمير. وفي حديث عمر رضي الله عنه: لألحقن كل قوم بجمرتهم ، أي بجماعتهم التي هم منها.

وقال الجاحظ: يقال لعبس وضبة ونمير: الجمرات، وأنشد لأبي حية النميري:

لنا جمرات ليس في الأرض مثلها   كرام وقد جربن كل التجـارب.
نمير وعبس تتقـي بـفـنـائهـا    وضبة قوم بأسهم غـير كـاذب.

ثم قال: فطفئت منهم جمرتان، وبقيت واحدة، طفئت بنو عبس، لانتقالهم إلى بني عامر بن صعصعة يوم جبلة، وقيل: جمرات معد: ضبة، وقيل: جمرات معد: ضبة وعبس والحارث ويربوع، سموا بذلك لتجمعهم.

ونقل شيخنا عن أبي العباس المبرد في الكامل: جمرات العرب: بنو نمير بن عامر بن صعصعة، وبنو الحارث بن كعب بن علة بن جلد، وبنو ضبة بن بغيض بن ريث، لأنهم تجمعوا في أنفسهم، ولم يدخلوا معهم غيرهم. وأبو عبيد لم يعد فيهم عبسا في كتاب الديباج، ولكنه قال: فطفئت جمرتان، وهما بنو ضبة، لأنها صارت إلى الرباب فحالفت، وبنو الحارث، لأنها صارت إلى مذحج، وبقيت بنو نمير إلى الساعة، لأنها لم تحالف وقال النميري يجيب جريرا:

نمير جمرة العرب التـي لـم     تزل في الحرب تلتهب التهابا.

وإني إذ أسب بهـا كـلـيبـا    فتحت عليهم للخسف بـابـا.

وقال في هذا الشعر:

ولولا أن يقال هجا نمـيرا     ولم نسمع لشاعرها جوابا.

رغبنا عن هجاء بني كليب     وكيف يشاتم الناس الكلابا. وقال الثعالبي في ثمار القلوب: جمرات العرب: بنو، ضبة، وبنو الحارث بن كعب، وبنو نمير بن عامر، وبنو عبس بن بغيض، وبنو يربوع بن حنظلة.

صفحة : 2629

قلت: فإذا تأملت كلامهم تجده مصادما بعضه مع بعض، فإن الجوهري نقل عن أبي عبيد أن جمرات العرب ثلاث، ونقل عنه الجاحظ أنهن أربع، وقال: وزاد ضبة بدل نمير. وفي كلام الثعالبي أنهن خمس، وزاد بني يربوع. ونقل الجوهري عن أبي عبيد أنه طفئ منهم جمرتان: ضبة والحارث، وبقيت نمير. ونقل الأزهري والجاحظ عن أبي عبيد أنها طفئت الحارث وعبس، وبقيت ضبة، وأن الحارث حالفت نهدا. وقالوا: الحارث هو ابن كعب بن عبد المدان، والذي في الكامل أنهم بنو كعب بن علة بن جلد، وفيه أيضا أنه طفئت ضبة، لأنها حالفت الرباب، وبقيت بنو نمير إلى الساعة، لأنها لم تحالف. فإذا عرفت ذلك فقول شيخنا: وإذا تأملت كلامهم علمت أنه لا مخالفة ولا منافاة، إلا أن البعض فصل والبعض أجمل، محل تأمل وجمرة بنت أبي قحافة، هكذا في النسخ ومثله التبصير للحافظ، وقال بعضهم: إنها جمرة بنت قحافة. صحا بية، هي الكندية، كانت بالكوفة، روى عنها شبيب بن غرقدة، ذكره الذهبي وابن فهد. وأبو جمرة الضبعي، واسمه نصر بن عمران بن عاصم، عن ابن عباس، وعنه شعبة، وهو من ضبيعة بن قيس بن ثعلبة، وولده عمران بن أبي جمرة، روى عن حماد بن زيد، وأخوه علقمة بن أبي جمرة عن أبيه، كذا في التكملة. وعامر بن شقيق بن جمرة الأسدي الكوفي، من السادسة، وأبو بكر عبد الله بن أحمد بن أسعد أبي جمرة الأندلسي، راوي التيسير: علماء محدثون. ولم يستوفهم كلهم مع أن شأن البحر الإحاطة، وقد يتعين استيعاب ما جاء بالجيم، فمنهم: جمرة بن النعمان بن هوذة العذري، له وفادة. وجمرة بنت النعمان العذرية، هي أخته، لها صحبة. وجمرة بنت عبد الله اليربوعية، لها صحبة، وكانت بالكوفة. وجمرة السدوسية، عن عائشة. ومالك بن نويرة بن جمرة بن شداد التميمي، أخو متمم بن نويرة، مشهوران. وجمرة بن حميري التيمي، شاعر فارس. وفي الأزد: جمرة بن عبيد. وفي بني سامة بن لؤي: جمرة بن عمرو بن سعد بن عمرو بن الحارث بن سامة، وجمرة بن سعد بن عمرو بن الحارث بن سامة، وموسى بن عبد الملك بن مروان بن خطاب بن أبي جمرة، وفي غيرهما، شهاب بن جمرة بن ضرام بن مالك الجهني، الذي وفد على عمر رضي الله عنه، فقال له: ما اسمك? فقال: شهاب، قال: ابن من? قال: ابن جمرة، قال: ممن أنت? قال: من الحرقة، قال: من أيهم قال: من بني ضرام. قال: فما مسكنك? قال: حرة النار. قال: أين أهلك منها? قال: لظى. فقال عمر: أدرك أهلك، فقد احترقوا، فرجع فوجد النار قد أحاطت بأهله، فأطفأها. ذكره ابن الكلبي. وذكر أبو بكر المقيد في تسميته أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له أبوها: إن بها سوءا، ولم يكن بها، فرجع فوجدها برصاء، وهي أم شبيب ابن البرصاء الشاعر. وجمرة بن عوف، يكنى أبا يزيد، يعد من أهل فلسطين، ذكر في الصحابة. والشيخ أبو محمد عبد الله بن أبي جمرة المغربي، نزيل مصر، كان عالما عابدا، خيرا شهير الذكر، شرح منتخبا له من البخاري، نفع الله ببركته، وهو من بيت كبير بالمغرب، شهير الذكر. قلت: وقبره بقرافة مصر مشهور، يستجاب عنده الدعاء، وقد زرته مرارا. وجمرة بنت نوفل، التي قال فيها النمر بن تولب:

جزى الله عنا جمرة ابنة نوفل     جزاء مغل بالأمانة كـاذب.

صفحة : 2630

وجمره، أي الشيء تجميرا: جمعه. جمر القوم على الأمر تجميرا: تجمعوا عليه، وانضموا، كجمروا، وأجمروا، واستجمروا. وفي حديث أبي إدريس: دخلت المسجد والناس أجمر ما كانوا، أي أجمع ما كانوا. وقال الأصمعي: جمر بنو فلان، إذا اجتمعوا وصاروا ألبا واحدا. وبنوا فلان جمرة، إذا كانوا أهل منعة وشدة. وتجمرت القبائل: إذا تجمعت. جمرت المرأة تجميرا جمعت شعرها وعقدته في قفاها ولم ترسله، كأجمرت. وفي التهذيب: إذا ضفرته جمائر. وفي الحديث عن النخعي: الضافرث والملبد والمجمر عليهم الحلق:، أي الذي يضفر رأسه وهو محرم يجب عليه حلقه. ورواه الزمخشري بالتشديد. وقال: هو الذي يجمع شعره ويعقده في قفاه. وفي حديث عائشة: أجمرت رأسي إجمارا ، أي جمعته وضفرته، يقال: أجمر إذا جعله ذؤابة. جمر فلان تجميرا: قطع جمار النخل، وهو قلبه وشحمه، والواحد جمارة، ومنه قولهم: ولها ساق كالجمارة.

جمر الجيش تجميرا، وفي بعض الأصول: الجند: حبسهم وأبقاهم في أرض، وفي بعض الأصول: في ثغر العدو ولم يقفلهم، من الإقفال وهو الإرجاع، وقد نهي عن ذلك. وقال الأصمعي: جمر الأمير الجيش، إذا أطال حبسهم بالثغر، ولم يأذن لهم في القفل إلى أهاليهم، وهو التجمير، وروى الربيع أن الشافعي أنشده:

وجمرتنا تجمير كسرى جنوده    ومنيتنا حتى نسينا الأمانـيا. وفي حديث عمر رضي الله عنه: لا تجمروا الجيش فتفتنوهم . قالوا: تجمير الجيش: جمعهم في الثغور، وحبسهم عن العود إلى أهليهم. ومنه حديث الهرمزان: إن كسرى جمر بعوث فارس . وفي بعض النسخ: ولم ينقلهم، من النقل بالنون والقاف، وفي أخرى: ولم يغفلهم من الغفلة. وكله تحريف، والصواب ما تقدم. وقد تجمروا واستجمروا، أي تحبسوا. والمجمر، كمنبر: الذي يوضع فيه الجمر بالدخنة. وفي التهذيب: قد يؤنث، كالمجمرة، قال: من أنثه ذهب به إلى النار، ومن ذكره عنى به الموضع. جمعهما مجامر. قال أبو حنيفة: المجمر: العود نفسه، وأنشد ابن السكيت:

لا تصطلي النار إلا مجمرا أرجا     قد كسرت من يلنجوج له وقصا. البيت لحميد بن ثور الهلالي يصف امرأة ملازمة للطيب، كالمجمر، بالضم فيهما. قال الجوهري: وبنشد البيت بالوجهين. وقد اجتمر بها، أي بالمجمر. الجمار، كرمان: شحم النخلة الذي في قمة رأسها، تقطع قمتها، ثم يكشط عن جمارة في جوفها بيضاء، كأنها قطعة سنام ضخمة، وهي رخصة، تؤكل بالعسل والكافور، يخرج من الجمارة بين مشق السعفتين، كالجامور، وهذه عن الصغاني. وقد جمر النخلة: قطع جمارها أو جامورها، وقد تقدم في كلام المصنف. الجمار، كسحاب: الجماعة. والجمار: القوم المجتمعون. وقال الأصمعي: عد فلان إبله جمارا، إذا عدها ضربة واحدة، ومنه قول ابن أحمر:

وظل رعاؤها يلقون منهـا     إذا عدت نظائر أو جمارا. قال: والنظائر: أن تعد مثنى مثنى، والجمار: أن تعد جماعة، وروى ثعلب عن ابن الأعرابي عن المفضل:

ألم تر أنني لاقـيت يومـا     معاشر فيهم رجثل جمارا.
فقير الليل تلـقـاه غـنـيا    إذا ما آنس الليل النهـارا.

قال: يقال: فلان غني الليل، إذا كانت له إبل سود ترعى بالليل. كذا في اللسان.

صفحة : 2631

قد جاءوا جمارى، وينون، وهذا عن ثعلب، أي بأجمعهم. وإنكار شيخنا التنوين، وأنه لا يعضده سماع ولا قياس، محل تأمل. وأنشد ثعلب:

فمن مبلغ وائلا قومـنـا     وأعني بذلك بكرا جمارا. والجمير، كأمير مجتمع القوم. الجميرة، بهاء: الضفيرة والذؤابة، لأنها جمرت، أي جمعت، وفي التهذيب: وجمرت المرأة شعرها، إذا ضفرته جمائر، واحدتها جميرة، وهي الضفائر والضمائر والجمائر. وابنا جمير كأمير: الليل والنهار، سميا بذلك للاجتماع، كما سميا ابني سمير، لأنه يسمر فيهما قاله الجوهري. وقال غيره: وابنا جمير: الليلتان يستسر فيهما القمر. وأجمرت الليلة: استسر فيها الهلال. وابن جمير: هلال تلك الليلة، قال كعب بن زهير في صفة ذئب:

وإن أطاف ولم يظفـر بـطـائلة     في ظلمة ابن جمير ساور الفطما. وحكى عن ثعلب: ابن جمير، على لفظ التصغير في كل ذلك، قال: يقال: جاءنا فحمة بن جمير، وأنشد:

عند ديجور فحمة بن جمير      طرقتنا والليل داج بهـيم. وقيل: ظلمة بن جمير: آخر الشهر، كأنه سموه ظلمة، ثم نسبوه إلى جمير. والعرب تقول: لا أفعل ذلك ما جمر ابن جمير، عن اللحياني. وقيل: ابن جمير: الليلة التي لا يطلع فيها القمر، في أولاها ولا أخراها. وقال أبو عمرو الزاهد: هو آخر ليلة من الشهر، وقال:

وكأني في فحمة بن جمـير     في نقاب الأسامة السرداح. وقال ابن الأعرابي: يقال للقمر في آخر الشهر: ابن جمير، لأن الشمس تجمره، أي تواريه، وإذا عرفت ذلك ظهر لك قصور المصنف. وكزبير: خارجة بن الجمير الأشجعي بدري حليف الأنصار، أو هو بالخاء المعجمة، قاله موسى بن عقبة أبو بالمهملة، كحمير أعني القبيلة المشهورة أو حمير كتصغير حمار، قاله ابن إسحاق أيضا، أو هو حمرة، بضم الحاء المهملة وسكون الميم، بن الجمير مصغرا، وفي بعض نسخ التجريد: مكبرا أو هو جارية بن جميل، قاله موسى بن عقبة. أو أبو خارجة. أقوال مختلفة ذكر غالبها الذهبي في التجريد مفرقا. وكذا ابن فهد في المعجم، والحافظ ابن حجر في الإصابة والتبصير. رحمهم الله تعالى، وشكر سعيهم. والمجيمر: جبل وقيل: اسم موضع. وجمران: بالضم: د، وهو جبل أسود بين اليمامةش وفيد، من ديار بني تميم، أو بني نمير. خف مجمر: صلب شديد مجتمع، وقيل: هو الذي نكبته الحجارة وصلب. وقال أبو عمرو: حافر مجمر، بكسر الميم الثانية وفتحها، وهذه عن الفراء، ولا يخفى لو قال: كمحسن ومكرم كان أوفق لصناعته: وقاح صلب، والمفج المقبب من الحوافر، وهو محمود. ونعيم بن عبد الله، مولى عمر رضي الله عنه، المجمر، بكسرها، أي الميم الثانية، لأنه كان يجمر المسجد، أي يلي إجمار مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وربما شدد الميم، كما في شروح البخاري. وأجمر الرجل والبعير: أسرع في السير وعدا، ولا تقل: أجمز، بالزاي، قال لبيد:

وإذا حركت غزري أجمرضت    أو قرابى عدو جون قد أبـل.

صفحة : 2632

أجمر الفرس: وثب في القيد، كجمر، من حد ضرب، كلاهما عن الزجاج. أجمر ثوبه: بخره بالطيب، كجمره تجميرا. وفي الحديث: إذا أجمرتم الميت فجمروه ثلاثا ، أي إذا بخرتموه بالطيب. ويقال: ثوب مجمر ومجمر. والذي يتولى ذلك: مجمر ومجمر. أجمر النار مجمرا، بضم الميم الأولى وفتح الثانية: هيأها وأنشد الجوهري هنا قول حميد بن ثور الهلالي السابق ذكره.

أجمر البعير: استوى خفه، فلا خط بين سلامييه، وذلك إذا نكبته الجمار وصلب.

أجمر النخل: خرصها، ثم حسب فجمع خرصها، وذلك الخارص مجمر.

أجمرت الليلة: استتر، هكذا في النسخ، وصوابه استسر فيها الهلال، وقد تقدم.

أجمر الأمر بني فلان: عمهم جميعا. أجمر الخيل: أضمرها وجمعها. واستجمر: استنحى بالجمار، وهي الأحجار الصغار. وفي الحديث: إذا توضأت فانثر، وإذا استجمرت فأوتر . قال أبو زيد: هو الاستنجاء بالحجارة، قيل: ومنه سميت جمار الحج، للحصى التي يرمى بها. وجمره: أعطاه جمرا. جمر فلانا وذمره: نحاه، قيل: ومنه الجمار بمنى كذا أجاب به أبو العباس ثعلب حين سئل. أو من قولهم: أجمر إذا أسرع، لأن آدم عليه السلام رمى إبليس عليه اللعنة بمنى فأجمر بين يديه، أي أسرع، كما ورد في الحديث، وأورده ابن الأثير وغيره. وتقدم أيضا في كلام المصنف: أجمر: أسرع، فذكره هنا تكرار مع ما قبله، مع تفريق مقصود واحد في محلين، وكان الأليق أن يذكره عند الجمرات، ثم يستطرد وجوه الاختلاف.

ومما يستدرك عليه: استجمر بالمجمر، إذا تبخر بالعود، عن أبي حنيفة. وثوب مجمر مكبى، إذا دخن عليه.

والجامر: الذي يلي ذلك من غير فعل، إنما هو على النسب، قال:

وريح يلنجوج يذكيه جامره. وجمرهم الأمر: أحوجهم إلى الانضمام. والجمرة: الخصلة من الشعر. وجمير الشعر: ما جمر منه، أنشد ابن الأعرابي:

كأن جمير قصتها إذا ما    حمسنا والوقاية بالخناق. والمجمر: موضع رمي الجمار. هنالك، قال حذيفة بن أنس الهذلي:

لأدركهم شعث النواصي كأنهم      سوايق حجاج توافي المجمرا. والجمرة: الظلمة الشديدة. وذبحوا فجمروا، أي وضعوا اللحم على الجمر، ولحم مجمر. وجمر الحاج، وهو يوم التجمير. وبنو جمرة: حي من العرب. قال ابن الكلبي: الجمار: طهية وبلعدوية، وهو من بني يربوع بن حنظلة. والجامور: القبر. والجامور من السفينة معروف. والجامور: الرأس، تشبيها بجامور السفينة، قال كراع: إنما تسميه بذلك العامة. وفلان لا يعرف الجمرة من التمرة. ويقال: كان ذلك عند سقوط الجمرة، وهن ثلاث جمرات: الأولى في الهواء، والثانية في التراب، والثالثة في الماء، وذلك حين اشتداد الحر. وقول ابن الأنباري:

وركوب الخيل تعدو المرطى    قد علاها نجد فيه اجمرار. هكذا رواه أبو جعفر النحاس بالجيم، قال: لأنه يصف تجعد عرقها وتجمعه. ورواه يعقوب بالحاء. وفي الأساس: من مجاز المجاز قول أبي صخر الهذلي:

إذا عطفت خلاخلهن عضت     بجمارات بـردى خـدال.

صفحة : 2633

شبه أسوق البردي الغضة بشحم النخل، فسماها جمارا، ثم استعاره لأسوق النساء. وشعب جمار: موضع بالمغرب. وجامور الدقل: الخشبة المثقوبة في رأس دقل السفينة المركبة فيه.وقال المفضل: يقال: عد إبله جمارا، إذا عدها ضربة واحدة، والنظائر أن يعد مثنى مثنى. قال ابن أحمر:

يظل رعاؤها يلقون منهـا      إذا عدت نظائر أو جمارا. والجمرة، بالضم: الظلمة، وأيضا الضفيرة. والجامر: هو المجمر، قاله الليث، وأنشد:

وريح يلنجوج يذكيه جامره. وأخفاف جمر بضمتين إذا كانت صلبة، قال بشير بن النكث:

فوردت عند هجير المهتـجـر     والظل محفوف بأخفاف جمر. وحافر مجمر، كمحسن: صلب، لغة في مجمر، بفتح الميم، عن الفراء.
ج م ث ر.
الجمثورة، بالضم، أهمله الجوهري. وقال الصغاني: هو التراب المجموع. كذا في التكملة. قلت: وهي لغة في الجنثورة، وسيأتي قريبا.

ج م خ ر.
الجمخور، بالضم أهمله الجوهري. وقال الصغاني وصاحب اللسان: هو الأجوفث، أي الواسع الجوف، وكل قصب أجوف من قصب العظام: جمخر، كجعفر.

ج م ز ر.
جمزر الرجل، أهمله الجوهري. وقال الصغاني وصاحب اللسان عن الليث: إذا نكص على عقبيه، وهرب. يقال: جمزرت يا فلان.

ومما يستدرك عليه: جمزر، بالضم: قرية بمصر في كور الغربية، وقد دخلتها.

ج م ع ر.
الجمعرة: الجعمرة وهو أن يجمع الحمار نفءسه ليكدم، وقد تقدم. الجمعرة: القارة الغليظة المشرفة، أي المرتفعة، يقال: أشرف تلك الجمعرة. والجمع جماعير، قال الشاعر، وهو الطرماح:

وانجبن عن حـدب الإكـا    م وعن جماعير الجراول. أو الجمعرة: حجارة مرتفعة، قيل: هي الحرة. قالوا: ولا يعد سند الجبل جمعرة. وجمعر، كجعفر: قبيلة. قال الشاعر، وهو جندل بن المثنى:

تحفهم أسافة وجمـعـر     إذا الجمار جعلت تجمر. وأسافة: قبيلة أيضا. والجمعور، بالضم: الجمع العظيم، جمعه جماعير. وقال ابن الأعرابي: الجماعير: تجمع القبائل على حرب الملك. الجمعورة بهاء: الفلكة في رأس الخشبة. الجمعورة: الكومة من الأقط. وقد جمعرها إذ دورها. والجمعر: طين أصفر يخرج من البئر إذا حفرت. وفي بعض النسخ طين أسود.

ج م ه ر.
الجمهور، بالضم، قال شيخنا: هذا هو المشهور المعروف الذي يجب الوقوف عنده، وما حكاه ابن التلمساني في شرحه على الشفاء من أنه يقال بالفتح ونقله شيخنا الزرقاني في شرح المواهب وسلم لا يلتفت إليه، ولا يعرج عليه، لأنه غيرث معروف في شيء من الدواوين، ولا نقله أحد من الأساطين، ولذلك قال شيخ شيوخنا الشهاب في شرح الشفاء: إن ما نقله التلمساني من الفتح غريب وقد تقرر عندهم أنه ليس لهم فعلول بالفتح، فلا سماع ولا قياس يثبتث به هذا الفتح. انتهى.

قال الأصمعي: هي الرملة المشرفة على ماحولها المجتمعة. قال الليث: الجمهور: الرمل الكثير المتراكم الواسع.

الجمهور من الناس: جلهم وأشرافهم. وهذا قول الجمهور. وشهد ذلك الجماهير. وفي حديث ابن الزبير: قال لمعاوية: إنا لا ندع مروان يرمي جماهير قريش بمشاقصه أي جماعاتها.

الجمهور: معظم كل شيء، ومنه: جمهرت المتاع: أخذت معظمه، وكذلك النبات. كذا في كتاب الأضداد.

صفحة : 2634

الجمهورة: حرة بني سعد بن بكر. والجمهور والجمهورة من الرمل: ما تعقد وانقاد.

الجمهورة: المرأة الكريمة. وجمهره، أي الشيء: جمعه.

جمهر القبر: جمضع عليه التراب ولم يطينه. وفي حديث موسى بن طلحة، أنه شهد دفن رجل فقال: جمهروا قبره جمهرة، أي اجمعوا عليه التراب جمعا، ولا تطينوه ولا تسووه. وفي التهذيب: جمهر التراب، إذا جمضع بعضه فوق بعض. ولم يخصص به القبر.

جمهر عليه الخبر: أخبره بطرف وكتم المراد، قاله الكسائي. وقال الليث: جمهر له الخبر: أخبره بطرف له على غير وجهه، وترك الذي يريد. قلت: وقرأت في كتاب الأضداد لأبي الطيب اللغوي: يقال: جمهرت لك الخبر، أي أخبرتك بجمهوره. وجمهور كل شيء: معظمه. وحكى أبو زيد: يقال: جمهرت إلي الخبر جمهرة، إذا أخبرك بطرف منه يسير وترك أكثره، مما يحتاج إليه وخالف وجهه انتهى.

قلت: قهو إذا من الأضداد، وقد غفل عنه المصنف. والجمهوري: اسم شراب مسكر. كذا قاله أبو عبيدة، أو نبيذ العنب أتت عليه ثلاث سنين. وفي حديث النخعي: أنه أهدي له بختج، قال: هو الجمهوري، وهو العصير المطبوخ الحلال. وقال أبو حنيفة: وأصله أن يعاد على البختج الماء الذي ذهب منه، ثم يطبخ ويودع في الأوعية، فيأخذ أخذا شديدا، وقيل: إنه سمي الجمهوري لأن جمهور الناس يستعملونه، أي أكثرهم. وناقة مجمهرة، إذا كانت مداخلة الخلق كأنها جمهور الرمل. وتجمهر علينا: تطاول وحقر.

ومما يستدرك عليه: الجماهر: بالضم: الضخم. وسمي ابن دريد كتابه الجمهرة لجمعه أخبار العرب وأيامها.

والجماهر بن الأشعر: بطن، منهم: أبو موسى الأشعري الصحابي، وأبو الحجاج يوسف بن محمد بن مقلد التنوخي الجماهري، محدث صوفي، تلميذ أبي النجيب السهرودي.

وأبو الجماهر وأبو بكر أحمد بن جمهور الغساني: محدثان. وأبو المجد محمد بن محمد بن جمهور القاضي، روى عن ابن غالب محمد بن أحمد بن إسماعيل الواسطي اللغوي. وأبو بكر جماهر بن عبد الرحمن بن جماهر الحجري الطليطلي المالكي الفقيه، أخذ عن كريمة المروزية، توفي سنة 466.

ج ن ر.
جنارة، بالكسر، أهمله الجوهري وصاحب اللسان. وقال الصغاني: هي ة بين أستراباذ وجرجان منها: أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الجناري المؤدب، عن إبراهيم بن محمد الطبسي، وعنه سعيد العياد، وأبو العباس أحمد بن محمد الجناري، عن ابن باكويه الشيرازي، وعنه أبو الفرج القزويني، وعبد الله بن جعفر الجناري، عن محمد بن العباس الزاهد. والجنور، كتنور: مداس الحنطة والشعير.

ج ن ب ر.
الجنبر، أهمله الجوهري، وقوله: كمقعد، هكذا في سائر النسخ. وقال شيخنا: والوزن به غير صواب، وهو الجمل الضخم، وكذلك الرجل، قاله أبو عمرو، واقتصر على الجمل.

صفحة : 2635

الجنبر: الرجل القصير. الجنبر: فرخ الحبارى، عن السيرافي كالجنبار، مثال جحنبار مثل به سيبويه، وفسره السيرافي. أما جنبار، مثل سمسار فزعم ابن الأعرابي أنه من الجبر، ولم يفسره بأكثر من ذلك، فإذن كان كذلك فهو ثلاثي، وقد ذكر في موضعه. وقال ابن سيده: وعندي ان الجنبار بالتخفيف لغة في الجنبار، الذي هو فرخ الحبارى، وليس قول ابن الأعرابي أن جنبار من الجبر بشيء. جنبر: فرس جعدة بن مرداس النميري، نقله الصغاني. وشبيل بن الجنبار كجحنبار: شاعر نقله الصغاني.

ج ن ث ر.
الجنثر، كجعفر وقنفذ أهمله الجوهري، وقال أبو عمرو: الجمل الضخم الطويل السمين العظيم ج جناثر، وأنشد الليث:

كوم إذا ما فصلت جناثر. والجنثورة: الجمثورة، بالمشيم، وهو التراب المجموع، وقد تقدم.

ج ن ج ر.
ومما يستدرك عليه: جنجر، كجعفر: ناحية من بلاد الروم، ويقال بالخاء.

ج ن د ر.
جندر، تقدم ذكره في ج د ر، لزيادة النون. والجندور: اسم. وجندر الأمير، كجعفر، له حمام بمصر. وأمير حسين بن جندر: صاحب الجامع والقنطرة بالحكر، ظاهر القاهرة. وأبو قرصافة جندرة بن خيشنة صحابي.

ج ن د ي س ا ب و ر.
جند يسابور، أهمله الجوهري، والجماعة، وهو بضم الجيم وسكون النون وفتح الدال المهملة وسكون الياء التحتية: د، قرب تستر من كور الأهواز: بها، والصواب: به قبر الملك يعقوب بن الليث الصفار.

ج ن ش ر.
الجناشرية. أهمله الجوهري والصغاني. وفي اللسان: وهو بالضم والشين معجمة، كما في سائر أصول القاموس، وفي اللسان وغيره بإهمالهما: أشد نخلة بالبصرة تأخرا، ولم يبينوا وجه التسمية.

ج ن ف ر.
الجنافير، أهمله الجوهري. وقال أبو عمرو: هي القبور العادية، جمع جنفور، بالضم، كذا في التكملة واللسان.

ج و ر.
الجور: نقيض العدل. جار عليه يجور جورا في الحكم: أي ظلم.

الجور: ضد القصد، أو الميل عنه، أو تركه في السير، وكل ما مال فقد جار. الجور: الجائر يقال: طريق جور، أي جائر، وصف بالمصدر. وفي حديث ميقات الحج، وهو جور عن طريقنا، أي مائل عنه ليس على جادته: من جار يجور، إذا ضل ومال. وقوم جورة، محركة، وتصحيحه على خلاف القياس، وجارة، هكذا في سائر النسخ. قال شخنا: وهو مستدرك، لأنه من باب قادة، وقد التزم في الاصطلاح أن لا يذكر مثله، وقد مر. قلت: وقد أصلحها بعضهم فقال: وجورة أي بضم ففتح، بدل جارة، كما يوجد في بعض هوامش النسخ، وفيه تأمل: جائرثون ظلمة. والجار: المجاور وفي التهذيب عن ابن الأعرابي: الجار: هو الذي يجاورك بيت بيت. والجار النفيح هو الغريب. الجار: الذي أجرته من أن يظلم. قال الهذلي:

وكنت إذا جاري دعا لمـضـوفة    أشمر حتى ينصف الساق مئزري. وقوله عز وجل: والجار ذي القربى والجار الجنب قال المفسرون: الجار ذي القربى: وهو نسيبك النازل معك في الحواء، ويكون نازلا في بلد وأنت في أخرى، فله حرمة جوار القرابة، والجار الجنب أن لا يكون له مناسبا، فيجيء إليه ويسأله يجيره، أي يمنعه فينزل معه، فهذا الجار الجنب له حرمة نزوله في جواره ومنعه، وركونه إلى أمانه وعهده.

صفحة : 2636

يقال: الجار: هو المجير. جارك المستجير بك. وهم جارة من ذلك الأمر، حكاه ثعلب، أي مجيرون. قال ابن سيده: ولا أدري كيف ذلك إلا أن يكون على توهم طرح الزائد حتى يكون الواحد كأنه جائر، ثم يكسر على فعلة، وإلا فلا وجه له.
وقال أبو الهيثم: الجار والمجير والمعيذ واحد، وهو الذي يمنعك ويجيرك. عن ابن الأعرابي: الجار: الشريك في العقار. والجار: الشريك في التجارة فوضى كانت الشركة أو عنضانا.

الجار: زوج المرأة، لأنه يجيرها ويمنعها، ولا يعتدي عليها. وهي جارته، لأنه مؤتمن عليها، وأمرنا أن نحسن إليها ولا نعتدي عليها، لأنه تمسكت بعقد حرمة الصهر، وقد سمي الأعشى في الجاهلية امرأته جارة، فقال:

أيا جارتا بيني فإنك طالقضـه     وموموقة ما دمت فينا ووامقه. وفي المحكم: وجارة الرجل: امرأته وقيل: هواه، وقال الأعشى:

يا جارتا ما أنت جاره     بانت لتحزننا عفاره. من المجاز: الجار: فرج المرأة، عن ابن الأعرابي. الجار: ما قرب من المنازل من الساحل، عن ابن الأعرابي. من المجاز: الجار: الطبيجة، وهي الاست، عن الأعرابي. قال شيخنا: وكأنهم أخذوه من قولهم: يؤخذ الجار بالجار، كالجارة، أي في هذا الأخير.

الجار: المقاسم. الجار: الحليف. الجار: الناصر. كل ذلك عن ابن الأعرابي. وزادوا: الجار الصنارة: السيئ الجوار. والجار الدمث: الحسن الجوار. والجار اليربوعي: الجار المنافق. والجار البراقشي: المتلون في أفعاله.والجار الحسدلي: الذي عينه تراك، وقلبه يرعاك. قال الأزهري: لما كان الجار في كلام العرب محتملا لجميع المعاني التي ذكرها ابن الأعرابي، لم يجز أن يفسر قول النبي صلى الله عليه وسلم: الجار أحق بصقبة أنه الجار الملاصق، إلا بدلالة تدل عليه، فوجب طلب الدلالة على ما أريد به، فقامت الدلالة في سنن أخرى مفسرة أن المراد بالجار: الشريك الذي لم يقاسم، ولا يجوز أن يجعل المقاسم مثل الشريك. ج جيران وجيرة وأجوار، ولا نظير له إلا قاع وقيعان وقيعة وأقواع، وأنشد:

ورسم دار دارس الأجوار.

صفحة : 2637

الجار: د، أي بلد، وفي بعض النسخ: ع، أي موضع، على البحر، والمراد به بحر اليمن، أي ساحله، ويسمى هذا البحر كله من جدة إلى المدينة القلزم، بينه وبين المدينة الشريفة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، يوم وليلة، وبينها وبين أيلة نحو عشر مراحل، وإلى ساحل الجحفة نحو ثلاث مراحل، وهي فرضة لأهل المدينة، ترفأ إليها السفن من أرض الحبشة ومصر وعدن، وبحذائه جزيرة في البحر ميل في ميل يسكنها التجار، كذا في المراصد. وقال اليعقوبي: الجار على ثلاث مراحل من المدينة بساحل البحر. وقال ابن أبي الدم: هو مرفأ السفن بجدة، منه: عبد الله بن سويد الأنصاري المدني الجاري، الصحابي، كما ذكره ابن سعد في الطبقات، وابن الأثير في أسد الغابة، وقال بعضهم: لا تصح صحبته، كما نقله العسكري، أو هو حارثي، وهو الأشبه، كما نقله الذهبي عن الزهري. قلت: وهكذا أورده من ألف في الصحابة. قال الذهبي وابن فهد: روى الزهري عن ثعلبة بن أبي مالك قولهث. وعبد الملك بن الحسن الأحول، مولى مروان بن الحكم، يروي المراسيل، وعنه أبو عامر العقدي وجماعة. وعمر بن سعد ين نوفل، وأخوه عبد الله، رويا عن أبيهما سعد مولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وكان عاملا على الجار، وروضى له الماليني حديثا عن عمر: وقال الحافظ: وأبوه له رؤية. وعمر بن راشد، عن ابن أبي ذئب. ويحيى بن محمد بن عبد الله بن مهران المدني مولى بني نوفل، روى له أبو داوود والترمذي والنسائي: المحدثون الجاريون، نسبة إلى هذا الموضع.

جار: ة، بأصبهان: منها: عبد الجبار بن الفضل، وأبو بكر ذاكر بن محمد، هكذا في النسخ، وفي التبصير: ذاكر بن عمر بن سهل الزاهد، سمع أبا مطيع الصحاف، الجاريان المحدثان.

وفاته: أبو الفضل جعفر بن محمد بن جعفر الجاري، وسعيدة بنت بكران بن محمد بن أحمد الجاري، سمعوا ثلاثتهم من أبي مطيع المذكور ذكر ابن السمعاني أنهم ينتسبون إلى قرية بأصبهان.

جار: ة بالبحرين، لعبد القيس. الجار: جبل شرقي الموصل ذكره في المراصد، وموضع أيضا أحسبه يمانيا، قاله أبو عبيد البكري. وجور، بالضم: مدينة من مدن فارس، كانت في القديم قصبة فيروزاباذ من أعمال شيراز ينسب إليها الورد الجوري الفائق على ورد نصيبين، ويعملث فيها ماء الورد، بينها وبين شيراز عشرون فرسخا، وجماعات، وفي نسخة: وجماعة علماء، منهم: محمد بن يزداد الجوري الشيرازي، روضى له الماليني حديثا. وقال الذهبي: علي بن زاهر بن الجوري الشيرازي الصوفي، عن ابن المظفر، وعنه أبو المفضل بن المهدي. في مشيخته، مات بشيراز سنة 415. ونسب إليها ابن الأثير أحمد بن الفرج الجشمي المقرئ. وأبو بكر محمد بن عمران بن موسى النحوري، عن ابن دريد. قلت: وينبغي استيفاؤهم، فمنهم: محمد بن خطاب الجوري، عن عباد بن الوليد الغبري. ومحمد بن الحسن الجوري، عن سهل التستري. وعمر بن أحمد الجوري، عن أبي حامد بن الشرقي. وجعفر بن أحمد العبدري الجوري ابن أخت الحافظ أبي حازم العبدري. وعمر بن أحمد بن محمد بن موسى الجوري الحافظ، عن أبي الحسين الخفاف. وأبو طاهر أحمد بن محمد بن الحسين الطاهري الجوري. أحد العباد، مات سنة 353.

صفحة : 2638

وأبو القاسم عبد الله بن محمد بن أسد الجوري، كتب عنه أبو الحسن الملطي. وأبو العز إبراهيم بن محمد الجوري، شيخ لابن طاهر المقدسي. وأبو سعيد أحمد بن محمد بن إبراهيم الجوري، عن ابن شنبوذ. وكل هؤلاء ينتسبون إلى جور فارس.

جور أيضا: محلة بنيسابور وقيل: قرية بها، منها: محمد بن أحمد بن الوليد الأصبهاني الجوري. ومن المنسوبين إلى هذه: محمد بن إسكاف الجوري، ثم النيسابوري، عن الحسين بن الوليد. ومحمد بن عبد العزيز النيسابوري الجوري، عن أبي نجيد. ولم أجد محمد بن أحمد بن الوليد الذي ذكره المصنف في كتاب الحافظ ولا غيره، فلينظر. وقد تذكر، كذا في الصحاح وتصرف، وقيل لم تصرف لمكان العجمة. ومحمد بن شجاع بن جور الثلجي الفقيه، صاحب التصانيف. ومحمد بن إسماعيل بن علي الكندي، المعروف بابن جور، سمع يونس بن عبد الله وعنه ابن رشيق، محدثان. ومن شيوخ ابن جميع الغساني: أبو جعفر محمد بن الهيثم بن القاسم الجوري، حدث بالبصرة عن موسى بن هارون، هكذا قرأته في معجمه مجودا مضبوطا، وهو في أربعة أجزاء عندي، وعلى أوله خط الحافظ ابن العسقلاني، رحمهما الله تعالى.

جور كنفر: ة بأصبهان، والأشبه عندي أن يكون محمد بن أحمد بن الوليد الذي ذكره المصنف من هذه القرية، لأنه أصبهاني لا نيسابوري، وهو ظاهر. وغيث جور. كهجف: شديد صوت الرعد كذا في الصحاح، ورواه الأصمعي جؤر بالهمز: له صوت، وأنشد:

لا تسقه صيب عزاف جؤر. وفي الصحاح: وبازل جور: صلب شديد. وبعير جور: ضخم، وأنشد:

بين خشاشى بازل جور. وقد تقدم في ج أر شيء من ذلك. والجوار،كسحاب: الماء الكثير القعير، قال القطامي يصف سفينة نوح، على نبينا وعليه الصلاة والسلام:

وعامت وهي قاصدة بإذن     ولولا الله جار بها الجوار. أي الماء الكثير. ومنه غيث جور. الجوار من الدار: طوارها، وهو ما كان على حدها وبحذائها. الجوار: السفن، لغة في الجواري، نقل ذلك عن أبي العلاء صاعد اللغوي في الفصوص، وهذا غريب. قال شيخنا: قلت: لا غرابة، فالقلب مشهور، وكذلك إجراء المعل مجرى الصحيح وعكسه، كما في كتب التصريف. وشعب الجوار: قرب المدينة المشرفة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام من ديار مزينة. الجوار، بالكسر: أن تعطي الرجل ذمة وعهدا فيكون بها جارك، فتجيره وتؤمنه. وقد جاور بني فلان وفيهم مجاروة وجوارا: تحرم بجوارهم، وهو من المجاورة: المساكنة، والاسم الجوار والجوار، أي بالضم والكسر، فالمصدر الذي ذكره المصنف بالكسر فقط، والحاصل بالمصدر وهو العهد الذي بين المعاهدين، يضم ويكسر، كما صرح به غير واحد من الأئمة. وقد غلط هنا أكثر الشراح، ونسبوا المصنف إلى القصور، وكلامه في غاية الوضوح.

صفحة : 2639

الجوار ككتان: الأكار. التهذيب: هو الذي يعمل لك في كرم أو بستان. وجاوره مجاورة، على القياس وجوارا بالفتح، على مقتضى اصطلاحه، وأورده ابن سيده في المحكم، وبالضم كما أورده ابن سيده أيضا، وإنما اقتصر المصنف على واحد، بناء على طريقته التي هي الاختصار، وهو قد يكون مخلا في المواضع المشتبهة كما هنا، فإن قوله: وقد يكسر لا يدل إلا على أنه بالفتح على مقتضى اصطلاحه، وقد أنكره بعض وأن الكسر مرجوح، وما عداه هو الراجح الأفصح، وقد أنكر الضم جماعة منهم ثعلب وابن السكيت، وقال الجوهري: الكسر هو الأفصح، وصرح به في المصباح، وقال: إن الضم اسم مصدر، ففي عبارة المصنف تأمل: صار جاره وساكنه، والصحيح الظاهر الذي لا يعدل عنه أن أفصحية الكسر إنما هو في الجوار بمعنى المساكنة، وبالضم والفتح لغتان، والضم بمعنى العهد والزمام، والكسر لغة فيه، أو هو مصدر، والضم الحاصل بالمصدر. وتجاوروا واجتوروا بمعنى واحد: جاور بعضهم بعضا، أصحوها، فاجتوروا، إذا كانت في معنى تجاوروا، فجعلوا ترك الإعلال دليلا على أنه في معنى ما لابد من صحته، وهو تجاوروا. وقال سيبويه: اجتوروا تجاورا, وتجاوروا اجتوارا، وضعوا كل واحد من المصدرين في موضع صاحبه، لتساوي الفعلين في المعنى،وكثرة دخول كل واحد من البناءين على صاحبه. وفي الصحاح: إنما صحت الواو في اجتوروا، لأنه في معنى ما لا بد له من أن يخرج على الأصل، لسكون ما قبله وهو تجاوروا فبنى عليه، ولو لم يكن معناهما واحدا لاعتلت، وقد جاء اجتاروا معلا، قال مليح الهذلي:

كدلح الشرب المجتـار زينـه     حمل عثاكيل فهو الواتن الركد. والمجاورة: الاعتكاف في المسجد، وفي الحديث: أنه كان يجاور بحراء . وفي حديث عطاء: وسئل عن المجاور يذهب للخلاء يعني المعتكف. فأما المجاورة بمكة والمدينة فيراد بها المقام مطلقا غير ملتزم بشرائط الاعتكاف الشرعي. وجار واستجار: طلب أن يجار، أو سأله أن يجيره، أما في استجار فظاهر، وأما جار فهو مخرج على الجار بمعنى المستجير، كما تقدم. وفي التنزيل العزيز وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله قال الزجاج: المعنى: إن طلب منك أحد من أهل الحرب أن تجيره من القتل إلى أن يسمع كلام الله فأمنه وعرفه ما يجب عليه أن يعرفه من أمر الله تعالى الذي يتبين به الإسلام ثم أبلغه مأمنه، لئلا يصاب بسوء قبل انتهائه إلى مأمنه. وأجاره الله من العذاب: أنقذه، ومنه الدعاء: اللهم أجرني من عذابك .

أجاره: أعاذه. قال أبو الهيثم: ومن عاذ بالله، أي استجار به أجاره الله، ومن أجاره الله لم يوصل إليه، وهو سبحانه وتعالى يجير ولا يجار عليه. أي يعيذ، وقال الله تعالى لنبيه: قل إني لن يجيرني من الله أحد أي لن يمنعني، ومنه حديث الدعاء: كما يجير بين البحور ، أي يفصل بينها، ويمنع أحدها من الاختلاط بالآخر والبغي عليه.

أجار المتاع: جعله في الوعاء فمنعه من الضياع. أجار الرجل إجارة وجارة، الأخيرة عن كراع: خفره. وفي الحديث: ويجير عليهم أدناهم . أي إذا أجار واحد من المسلمين، حر أو عبد، أو امرأة، واحدا أو جماعة من الكفار، وخفرهم وأمهم، جاز ذلك على جميع المسليمن، لا ينقض عليه جواره وأمانه. ضربه فجوره: صرعه، ككوره، فتجور، وقال رجل من ربيعة الجوع:

فقلما طارد حتـى أغـدرا    وسط الغبار خربا مجورا.

صفحة : 2640

جوره تجويرا: نسبه إلى الجور في الحكم. جور البناء والخباء وغيرهما: صرعه وقلبه. قال عروة بن الورد:

قليل التماس الزاد إلا لنفسـه     إذا أضحى كالعريش المجور. ضربته ضربة تجور منها، أي سقط. تجور الرجل على فراشه: اضطجع. تجور البناء: تهدم، والرجل: انصرع. من أمثالهم: يوم بيوم الحفض المجور . الحفض، بالحاء المهملة والفاء والضاد المعجمة محركة: الخباء من الشعر، والمجور كمعظم، وهو مثل يضرب عند الشماتة بالنكبة تصيب الرجل، وأصله فيما ذكروا كان الرجل عم قد كبر سنه وكان ابن أخيه لا يزال يدخل بيت عمه، ويطرح متاعه بعضه على بعض، ويقوض عليه بناءه فلما كبر وبلغ مبلغ الرجال أدرك له بنو أخ، فكانوا يفعلون به مثل فعله بعمه، فقال ذلك المثل، أي هذا بما فعلت أنا بعمي، من باب المجازاة. وقد أعاد المصنف المثل في حفض، وسيأتي الكلام عليه إن شاء الله تعالى.

ومما يستدرك عليه: وإنه لحسن الجيرة، لحال من الجوار، وضرب منه. وفي حديث أم زرع: ملء كسائها وغيظ جارتها ، الجارة: الضرة، من المجاورة بينهما، أي أنها ترى حسنها فتغظيها بذلك، ومنه الحديث: كنت بين جارتين لي ، أي امرأتين ضرتين. وفي حديث عمر لحفصة: لا يغرك أن كانت جارتك هي أوسم، وأحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منك ، يعني عائشة.

والجائر: العظيم من الدلاء، وبه فسر السكري قول الأعلم الهذلي يصف رحم امرأة هجاها:

متغضف كالجفر باكـره    ورد الجميع بجائر ضخم. وجيران: موضع، قال الراعي:

كأنـهـا نـاشـط جـم قـوائمــه    من وحش جيران بين القف والضفر. وفي المزهر: قال أهل اللغة: من ملح التصغير ما روي عن ابن الأعرابي من تصغير جيران على أجيار بالضم ففتح مع تشديد التحتية ونقله شيخنا. وطعنه فجوره، وهو من الجور بمعنى السيل، أورده الزمخشري. والإجارة في قول الخليل: أن تكون القافية طاء والأخرى دالا ونحو ذلك. وغيره يسميه الإكفاء. وفي المصنف: الإجارة بالزاي.

وفي الأساس: ومن المجاز: عنده من المال الجور، أي الكثير المجاوز للعادة. وغرب جائر، وقربة جائرة: واسعة ضخمة. وجارت الأرض: طال نبتها وارتفع، ويقال بالهمز.

وسيل جور: مفرط، وهو من الجوار كسحاب: الماء الكثير، وقد تقدم. وجورويه، بالضم: جد أبي بكر محمد بن عبد الله بن جورويه، الرازي. حدث ببغداد عن أبي حاتم الرازمي وغيره. وأبو عمر محمد بن يحيى بن الحسين بن أحمد علي بن عاصم الجوري، محدث، وولده أبو عبد الله محمد، سمع الخفاف وغيره، توفي سنة 453.

والجورية: بطن من بني جعفر الصادق، ينتسبون إلى محمد الجور، قيل: لقب به لحمرة خدوده، تشبيها بالورد الجوري، وقيل: غير ذلك، وقد ألف فيهم الشيخ أبو نصر النجاري رسالة حققنا خلاصتها في مشجر الأنساب.

ج ه ب ر.
ومما يستدرك عليه: الجيهبور، كخيتعور: خرء الفأر، كذا في التهذيب.

ج ه د ر.
الجهندر أهمله الجوهري والصغاني وقال أبو حنيفة: هو بضم الجيم وفتح الهاء والدال: ضرب من التمر، ويقال: بسر الجهندر.

ج ه ر.

صفحة : 2641

الجهرة: ما ظهر، ورآه جهرضة، لم يكن بيهما ستر. ورأيته جهرة، وكلمته جهرة. وفي الكتاب العزيز أرنا الله جهرة أي عيانا غير مستتر عنا بشيء. وقوله عز وجل: حتى نرى الله جهرة قال ابن عرفة: أي غير محتجب عنا، وقيل: أي عيانا يكشف ما بيننا وبينه.

وجهر، كمنع: علن وبدا. وفي المفردات للراغب: أصل الجهر ظهور الشيء بإفراط، إما بحاسة البصر، كرأيته جهارا، وإما بحاسة السمع، نحو: وإن تجهر بالقول الآية. جهر الكلام، وجهر به يتعدى بحرف وبغيره: أعلن به، اقتصر الجوهري على الثاني، وذكر الصغاني المعدي بنفسه وفسره بقوله: أعلنه كأجهر وجهور، فهو جهير ومجهر، وكذا بدعائه وصلاته وقراءته، يجهر جهرا وجهارا، وأجهر بقراءته لغة. وجهرت بالقول أجهر به، إذا أعلنته. وهو مجهر ومجهار كمنبر وميزان إذا كان من عادته ذلك، أي أن يجهر بكلامه.

قال بعضهم: جهر الصوت: أعلاه. وأجهر: أعلن. وكل إعلان جهر.

جهر الجيش والقوم يجهرهم جهرا استكثرهم: كاجتهرهم. قال يصف عسكرا:

كأنما زهاؤه لمن جـهـر     ليل ورز وغره إذا وغر. جهر الأرض: سلكها من غير معرفة.

جهر الرجل: رآه بلا حجاب بينه وبينه، أو جهره نظر إليه. وما في الحي أحد تجهره عيني، أي تأخذه.

في حديث علي رضي الله عنه أنه وصف النبي صلى الله عليه وسلم فقال: لم يكن قصيرا ولا طويلا، وهو إلى الطول أقرب، من رآه جهره ، أي عظم في عينيءه.

جهره الشيء: راعه جماله وهيئته، كاجتهره، فيهما. قال اللحياني: وكنت إذا رأيت رجلا جهرته واجتهرته، أي راعني. وقال غيره: واجتهرني الشيء: راعني جماله، كجهرني.

جهر السقاء: مخضه واستخرج زبده. حكاه الفراء. جهر القوم القوم: صبحتهم على غرة، أي غفلة. جهر البئر يجهرها جهرا: نقاها وأخرج ما فيها من الحمأة. وكذا في الصحاح، ونقله عن الأخفش. أو جهرها: نزحها وأنشد الجوهري للراجز:

إذا وردنا آجنا جهـرنـاه     أو خاليا من أهله عمرناه. قال الصغاني: هو إنشاد مختل وقع في كتب المتقدمين، والرواية:

إذا وردن آجنا جهـرنـه      أو خاليا من أهله عمرنه.
لا يلبث الخف الذي قلبنـه     بالبلد النازح أن يجتبنـه.

كاجتهرها، أو حفر البئر حتى جهر، أي بلغ الماء. وفي حديث عائشة: ووصفت أباها رضي الله عنهما فقالت: اجتهر دفن الرواء ، تريد أنه كسحها، يقال: جهرت البئر واجتهرتها، إذا كسحتها إذا كانت مندفنة، يقال: ركايا دفن، والرواء: الماء الكثير، وهذا مثل ضربته عائشة رضي الله عنها لإحكامه الأمر بعد انتشاره، شبهته برجل أتى على آبار مندفنة، وقد اندفن ماؤها فنزحها وكسحها، وأخرج ما فيها من الدفن حتى نبع الماء.

صفحة : 2642

جهر الشيء: كشفه عيانا. جهرت الشمس المسافر: أسدرت عينه ومنه: الأجهر من الرجال: الذي لا يبصر في الشمس. جهر فلانا: عظمه، أو رآه عظيما في عينه. وفي حديث عمر رضي الله عنه: إذا رأيناكم جهرناكم . جهر الشيء: حزره وخمنه. وجهرت العين: كفرح: لم تبصر في الشمس، كذا جهر الرجل جهرا. جهر الرجل، ككرم: فخم بين عيني الرائي. جهر الصوت: ارتفع وعلا وكذا الرجل، جهارة. وكلام جهر، ككتف، ومجهر كمكرم، وجهوري: شديد عال، وكذلك الرجل يوصف به يقال: رجل جهير ومجهر، أي كمكرم، إذا عرف بشدة الصوت. وأجهر وجهور: أعلن به. ورجل جهوري الصوت: رفيعه. والجهوري: هو الصوت العالي. وفي الحديث: فإذا امرأة جهيرة أي عالية الصوت. وفي حديث العباس: أنه نادى بصوت له جهوري، أي شديد عال، والواو زائدة. وصوت جهير، وكلام جهير: كلاهما عالن عال، قال:

فيقصر دونه الصوت الجهير فاقتصار المصنف على الكلام دون الرجل قصور والمجهورة من الآبار: المعمورة عذبة كانت أو ملحة. المجهورة من الحروف عند النحويين، ما جمع في قولهم: ظل قو ربض إذ غزا جند مطيع، وهي تسعة عشر حرفا، وبضدها المهموسة، ويجمعها قولك: سكت فحثه شخص، قال سيبويه: معنى الجهر في الحروف أنها حروف أشبع الاعتماد في موضعها، حتى منع النفس أن يجري معه، حتى ينقص الاعتماد ويجري الصوت، غير أن الميم والنون من جملة المجهورة، وقد يعتمد لها في الفم والخياشيم فيصير فيها غنة، فهذه صفة المجهورة، ونقله الجوهري وشرح التسهيل.

يقال: رجل جهر، ككتف، وجهير، كأمير، بين الجهورة، بالضم، والجهارة، بالفتح: ذو منظر،. قال أبو النجم:

وأرى البياض على النساء جهارة     والعتق أعرفه علـى الأدمـاء. والجهر، بالضم: هيئة الرجل وحسن منظره. قال ابن الأعرابي: رجل حسن الجهارة والجهر، إذا كامن ذا منظر، وقال القطامي:

شنتك إذ أبصرت جهرك سـيئا    وما غيب الأقوام تابعة الجهر. قال: ما بمعنى الذي، يقول: ما غاب عنك من خبر الرجل فإنه تابع لمنظره، وأنث تابعة في البيت، للمبالغة. والجهر بفتح فسكون: الرابية السهلة الغليظة، هكذا في سائر النسخ، وفي التكملة: العريضة بدل الغليظة. الجهر: السنة التامة.

عن ابن الأعرابي: الجهر قطعة من الدهر، قال: وحاكم أعرابي رجلا إلى القاضي، فقال بعت منه عنجدا مذ جهر فغاب عني. قال: أي مذ قطعة من الدهر. والجهير: الجميل، ذو منظر حسن يجهر من رآه. الجهير: الخليق للمعروف، ج جهراء، يقال: هم جهراء للمعروف، أي خلقاء له، وقيل ذلك لأن من اجتهره طمع في معروفه. قال الأخطل:

جهراء للمعروف حين تراهم     خلقاء غير تنابـل أشـرار. الجهير من اللبن: ما لم يمذق بماء، حكاه الفراء. وقال غيره: الجهير: الذي أخرج زبده، والثمير: الذي لم يخرج زبده. والأجهر من الرجال: الحسن المنظر، والحسن الجسم التامة، قاله أبو عمرو.

الأجهر: الأحول المليح الجهرة، أي الحولة، عنه أيضا. الأجهر: من لا يبصر في الشمس. قال اللحياني: كل ضعيف البصر في الشمس أجهر. وقيل: الأجهر بالنهار، والأعشى بالليل.

صفحة : 2643

الأجهر: فرس غشيت غرته وجهه. والاسم الجهرة. والجهراء: أنثى الكل، يقال: رجل أجهر وامرأة جهراء، في المعاني التي تقدمت وكذلك حصان أجهر وفرس جهراء.

الجهراء: ما استوى من ظهر الأرض لا شجر بها ولا آكام رمال، إنما فضاء وكذلك العراء، وجمعها أعرية وجهراوات يقال: وطئنا أعرية وجهراوات. قال الأزهري: وهذا من كلام ابن شميل. وقال أبو حنيفة: الجهراء: الرابية المحلال، ليست بشديدة الإشراف وليست برملة ولا قف. جهراء القوم: الجماعة الخاصة: الجهراء العين الجاحظة، أو كالجاحظة، رجل أجهر وامرأة جهراء. الجهراء من الحي: أفاضلهم وقيل لأعرابي: أبنو جعفر أشرف أم بنو أبي بكر بن كلاب? فقال: أما خواص رجال فبنو أبي بكر، وأما جهراء الحي فبنو جعفر. قال الأزهري: نصب خواص على حذف الوسيط، أي في خواص رجال.

والجوهر: كل حجر يستخرج منه شيء ينتفع به. وهو فارسي معرب، كما صرح به الأكثرون. وقال الراغب في المفردات: الجهر: ظهور الشيء بإفراط حاسة البصر أو حاسة السمع قال: ومنه الجوهر فوعل لظهوره للحاسة.

الجوهر من الشيء: ما وضعت وفي بعض الأصول: خلقت عليه جبلته. قال ابن سيده: وله تحديد لا يليق بهذا الكتاب. قلت: ولعله يعني الجوهر المقابل للعرض الذي اصطلح عليه المتكلمون حتى جزم جماعة أنه حقيقة عرفية.

الجوهر: المقدم الجري، هكذا في سائر النسخ، والصواب أنه الجهور، بتقديم الهاء على الواو. يقال: رجل جهور، إذا كان جريئا مقدما ماضيا.

عن ابن الأعرابي: يقال أجهر الرجل، إذا جاء بابن أحول، أو جاء ببنين ذوي جهارة، بالفتح، وهم الحسنو القدود والخدود، ونص النوادر بعد القدود والحسنو المنظر، وهو الأوفق بكلامهم، ولا أدري من أين أخذ المصنف الخدود. والجهار بالكسر والمجاهرة: المغالبة، وقد جاهرهم بالأمر مجاهرة وجهارا: غالبهم. ولقيه نهارا جهارا، بكسر الجيم، ويفتح وأبى ابن الأعرابي فتحها. وجهور، كجعفر: ع، قال سلمى بن المقعد الهذلي، والبيت مخروم:

لولا اتقاء الله حـين ادخـلـتـم     لكم ضرط بين الكحيل وجهور. جهور: اسم جماعة، ومنهم: بنو جهور ملوك الطوائف في قرطبة ووزراؤها، ينتسبون إلى كلب بن وبرة بن ثعلب بن حلوان، وقد ترجمهم الفتح بن خاقان في القلائد والمطمح. وآل جهور: قبيلة من بني يافع باليمن. والجيهر، والجيهور: الذباب الذي يفسد اللحم، نقله الصغاني وفرس جهور الصوت، كصبور. وهو الذي ليس بأجثن ولا أغن، ثم يشتد صوته حتى يتباعد. والجمع جهثر. واجتهرته: رأيته عظيم المرآة كجهرته. اجتهرته: رأيته بلا حجاب بيننا. وهو في الصحاح: جهرت الرجل واجتهرته، إذا رأيته عظيم المرآة. والمصنف فرق في الكلام، فذكر أولا جهر الرجل: رآه بلا حجاب، وذكر هنا الرباعي، فلو قال عند ذكر الثلاثي: كاجتهره لكان أخصر. وجهار، ككتاب: صنم كان لهوازن، القبيلة المشهورة. ويوجد هنا في بعض النسخ زيادة، وهي قوله: وجهراوات الصحراء، وفي بعضها: جهراوات صحراء: بظاهر شيراز، وغيره لحن، وقد ذكر الزمخشري جهراوات الصحراء وصاحب اللسان، وتقدمت الإشارة إليه، فلا أدري ما سبب اللحن فيه، فليتأمل.
ومما يستدرك عليه:

صفحة : 2644

المجاهر بالمعاصي: المظهر لها بالتحدث بها، ومنه الحديث: كل أمتي معافى إلا المجاهرين . يقال: جهر، وأجهر، وجاهر. وفي حديث آخر: لا غيبة لفاسق ولا مجاهر . واجتهر القوم فلانا: نظروا إليه جهارا. ووجه جهير: حسن الوضاءة. وأمر مجهر: واضح بين. وقد أجهرته أنا إجهارا، أي شهرته، فهو مجهور به: مشهور. وفي حديث خيبر: وجد الناس بها بصلا وثوما فجهروه ، أي استخرجوه وأكلوه. والمجهور: الماء الذي كان سدما فاستقى منه حتى طاب. وحفروا بئرا فأجهروا: لم يصيبوا خيرا. وكبش أجهر، ونعجة جهراء، وهي التي لا تبصر في الشمس. قال أبو العيال الهذلي يصف منيحة منحه إياها بدر بن عمار الهذلي:

جهراء لا تألو إذا هي أظهرت بصرا ولا من عيلة تغنينـي. هذا نص ابن سيده، وأورده الأزهري عن الأصمعي، وما عزاه لأحد، وقال: قال يصف فرسا، يعني البيت لبعض الهذليين يصف نعجة.

قال ابن سيده: وعم به بعضهم. والجهرة: الحولة، أنشد ثعلب للطرماح:

على جهرة في العين وهو خدوج. والمتجاهر: الذي يريك أنه أجهر، وأنشد ثعلب:

كالناظر المتجاهر. والمجاهرة بالعداوة: المبادأة بها. وأجهر بقراءته: جهر بها.وجهور الحديث بعد ما هيمنه، أي أظهره بعد ما أسره. وفلان مشتهر مجتهر. وهو عفيف السريرة والجهيرة. وقد سموا أجهر، وجهران، وجهيرا وجهورا. وفخر الدولة أبو نصر محمد بن محمد بن جهير كأمير وبنوه وزراء الدولة العباسية. وأبو سعيد طغتدي بن خطلج الجهيري ، نسب إليهم بالولاء، حدث، روى عنه السمعاني ببغداد. وأبو حفص جهير بن يزيد العبدي، بصري، روى عن بان سيرين. وجهور بن سفيان بن الحارث الأزدي أبو الحارث الجرموزي، بصري، عن أبيه، تابعيان.

وأجهور، بالضم: قريتان بمصر، ينسب إليهما الورد الأحمر، ومن إحداهما خاتمة المحدثين: النور علي بن محمد بن الزين المالكي، وقد روى لنا عنه شيوخ مشايخ مشايخنا. وفي قوانين الديوان لابن الجيعان: ججهور بالجيمين، والمشهور الأول. وممن نسب إلى بيع الجوهر أبو محمد الحسن بن علي بن محمد بن علي بن الحسن الشيرازي البغدادي، الحافظ المكثر، روى عنه أبو بكر الخطيب، وأبو بكر الأنصاري، ومنهم: شيخنا المفيد المعمر أبو العباس أحمد بن الحسن بن محمد بن عبد الكريم الجوهري الخالدي، حضرت في دروسه وأجازني، ولد سنة 1096، وتوفي سنة 1182.

ج ي ر.
جير، بكسر الراء كأمس، على أصل التقاء الساكنين، وهو الأشهر فيه، وقال سيبويه: حركوه لالتقاء الساكنين وإلا فحكمه السكون، لأنه كالصوت، وقد ينون، نقله الصغاني وقال إنه لغة في جير، بكسر الراء، ومنعه ابن هشام وغيره، ويقال فيه أيضا: جير كأين، مبينا على الفتح، نقله الصغاني أيضا: يمين، أي حقا. وقال ابن الأنباري: جير يوضع موضع اليمين. وفي الصحاح: وقولهم: جير لا آتيك: يمين للعرب، ومعناها حقا، قال الشاعر:

وقلن على الفردوس أول مشـرب    أجل جير أن كانت أبيحت دعاثره. جواب بمعنى نعم لا اسم بمعنى حقا فيكون مصدرا، ولا أبدا فيكون ظرفا، وإلا لأعربت ودخلت عليها ال، قاله ابن هشام في المغني. وقال أبو حيان في شرح التسهيل: جير من حروف الجواب فيها خلاف أهي اسم أو حرف? أو بمعنى أجل، قال بعض الأغفال:

صفحة : 2645

قالت أراك هاربا للـجـور    من هدة السلطان قلت جير. ويقال: جير لا أفعل ذلك ولا جير لا أفعل، أي لاحقا قاله شمر. وقال شيخنا: وحكى ابن الربيع أن جير اسم فعل، ونقله الرضي عن عبد القاهر وقال: معناه أعرف. وأغفل ذلك ابن هشام وغيره. والجير، محركة: القصر والقماءة، وقد جير، كفرح، نقله الصغاني. والجيار، مشددة: الصاروج وقد جير الحوض. وعن ابن الأعرابي: إذا خلط الرماد بالنورة والجص فهو الجيار. وقال الأخطل يصف ناقة:

شبهها بالبرج في صلابتها وقوتها.

كأنها برج رومي يشيده.

لز بطين وآجر وجيار. وإذا لم يخلط بالنورة فهو الجير، بالكسر. وقيل: الجيار: النورة وحدها. الجيار: حرارة هكذا في النسخ بالراء، وضبط في غالب الأصول بالزاي في الصدر والحلق، غيظا أو جوعا، قال المتنخل الهذلي، وقيل هو لأبي ذؤيب:

كأنما بين لـحـييه ولـبـتـه     من جلبة الجوع جيار وإرزيز. كالجائر، قال الشاعر:

فلما رأيت القوم نادوا مقاعسـا     تعرض لي دون الترائب جائر. وقال ابن جني: الظاهر في جيار أن يكون فعالا، كالكلاء والجبان، قال: ويحتمل أن يكون فيعالا، كخيتام، وأن يكون فوعالا، كتوارب. الجيار: ع بنواحي البحرين، وثم كان مقتل الحطم القيسي لما ارتدت بكر بن وائل. وجير: كبقم: كورة بمصر من كورها الجنوبية، نقله الصغاني. قال شيخنا: هذا مما يستدرك به على ما مر في توج وبذر، فاعرفه في نظائره، فإنه من الأشباه. وجيرة، ككيسة: ع بالحجاز لكنانة بن مالك، قيل: هو على ساحل مكة.

ويوسف بن جيرويه الطيالسي كنفطويه: محدث عن ابن قوهى، وعنه أبو الحسن النعيمي. وحوض مجير، كمعظم: مصغر، من الجير، محركة، أو مقعر، أو مجصص، من الجير بالكسر، وهو الجص. وجيران، بالكسر، معرب كيران، وضبطه السمعاني بالفتح، ة بأصفهان على فرسخين منها منها: أبو عبد الله محمد بن إبراهيم، روى عن بكر بن بكار، وآخر من حدث عنه أبو بكر القباب. وأبو العباس أحمد بن محمد بن سهل بن المبارك، المعدل البزاز، ثقة من أهل أصبهان، داره بفرسان، يروي عن لوين وغيره. والهذيل بن عبد الله وفي كتاب السمعاني: عبد الله بن قدامة بن عامر بن حشرج بن خولي الضبي، كان سكن قرية جيران، يروي عن أحمد بن يونس الضبي وغيره، الجيرانيون المحدثون.

وفاته: أبو بكر عمر بن عبد الله بن أحمد الجيراني، حدث عن أبي بشر المروزي، وأبو محمود بن الجيراني،حدث بفرودادان، إحدى قرى أصبهان، كتب عنه السمعاني بإفادة معمر بن الفاخر.

جيران: صقع بين سيراف وعمان، ويعد من أعمال سيراف. وجيران أيضا: جزيرة بحرية بين البصرة وسيراف، قدرها نصف ميل في مثله، فارسية معربة. وجيرون، بالفتح، ذكر الفتح مستدرك: دمشق نفسها أبو بابها الذي بقرب الجامع الكبير الأموي، عن الإمام المطرزي، أو أن باب جيرون منسوب إلى الملك جيرون، لأنه كان حصنا له، وباب الحصن باق إلى الآن هائل. والصحيح أن الذي بناه اسمه جيرون، وهو من الشياطين، لسيدنا سليمان عليه السلام، فسمي به. قال السمعاني: وهذا الموضع من منتزهات دمشق، حتى قال أبو بكر الصنوبري:

أمر بـدير مـران فـأحـيا     وأجعل بيت لهوي بيت لهيا.

صفحة : 2646

ولي في باب جيرون ظباء     أعاطيها الهوى ظبيا فظبيا. ثم قال: ومن هذه المحلة شيخنا أبو محمد هبة الله بن أحمد بن عبد الله بن علي بن طاووس، المقرئ الجيروني، إمام جامع دمشق، كان يسكن باب جيرون، ثقة صدوق، مكثر، له رحلة إلى العراق وأصبهان، توفي سنة 536.

والجيار: الشدة، وبه فسر ثعلب قول المنتخل الهذلي السابق. ومجيرة، بضم ففتح: هضبة قبل شمام، في ديار باهلة. والمجيرية: قرية بمصر.