الباب العاشر: باب الراء - الفصل السادس: فصل الحاء المهملة مع الراء: الجزء الأول

فصل الحاء المهملة مع الراء

الجزء الأول

ح ب ر

الحبر، بالكسر: النقس وزنا ومعنى. قال شيخنا: وهذا من باب تفسير المشهور بما ليس بمشهور، فإن الحبر معروف أنه المداد الذي يكتب به، وأما النقس، فلا يعرفه إلا من مارس اللغة وعرف المطرد منها، وتوسع في المترادف، فلو فسره كالجماهير بالمداد لكان أولى. واختلف في وجه تسميته، فقيل: لأنه مما تحبر به الكتب، أي تحسن، قاله محمد بن زيد. وقيل: لتحسينه الخط وتبيينه إياه، نقله الهروي عنب بعض. وقيل: لتأثيره في الموضع الذي يكون فيه، قاله الأصمعي. وموضعه المحبرة، بالفتح لا بالكسر، وغلط الجوهري، لأنه لا يعرف في المكان الكسر وهي الآنية التي يجعل فيها الحبر، من خزف كان أو من قوارير. والصحيح أنهما لغتان أجودهما الفتح، ومن كسر الميم قال إنها آلة، ومثله مزرعة ومزرعة، وحكاها ابن مالك وأبو حيان. وحكي محبرة، بالضم، كمقبرة ومأدبة. وجمع الكل محابر، كمزارع ومقابر. وقال الصغاني: قال الجوهري المحبرة، بكسر الميم، وإنما أخذها من كتاب الفارابي، والصواب بفتح الميم وضم الباء ثم ذكر لها ثلاثين نظائر مما وردت بالوجهين: الميسرة، والمفخرة، والمزرعة، والمحرمة، والمأدبة، والمعركة، والمشرقة، والمقدرة، والمأكلة، والمألكة،والمشهدة، والمبطخة،والمقثأة، والمقنأة والمقناة والمقنوة والمقمأة، والمزبلة، والمأثرة، والمخرأة، والمملكة، والمأربة، والمسربة، والمشربة، والمقبرة،والمخبرة، والمقربة، والمصنعة، والمخبزة، والممدرة، والمدبغة. وقد تشدد الراء في شعر ضرورة. وبائعه الحبري لا الحبار، قاله الصغاني، وقد حكاه بعضهم. قال آخرون: القياس فيه كاف. وقد صرح كثير من الصرفيين بأن فعالا كما يكون للمبالغة يكون للنسب، والدلالة على الحرف والصنائع، كالنجار والبزاز، قاله شيخنا.

الحبر: العالم، ذميا كان، أو مسلما بعد أن يكون من أهل الكتاب. وقيل: هو للعالم بتحبير الكلام، قاله أبو عبيد، قال الشماخ:

كما خط عبرانـية بـيمـينـه     بتيماء حبر ثم عرض أسطرا. رواه الرواة بالفتح لا غير، أو الصالح، ويفتح فيهما، أي في معنى العالم والصالح، ووهم شيخنا فرد ضمير التثنية إلى المداد والعالم. وأقام عليه النكير بجلب النقول عن شراح الفصيح، بإنكارهم الفتح في المداد. وعن ابن سيده في المخصص، نقلا عن العين مثل ذلك، وهو ظاهر لمن تأمل. وقال الأزهري: وسأل عبد الله بن سلام كعبا عن الحبر فقال: هو الرجل الصالح. ج أحبار وحبور. قال كعب بن مالك:

لقد جزيت بغدرتها الحـبـور     كذاك الدهر ذو صرف يدور.

صفحة : 2647

قال أبو عبيد: وأما الأحبار والرهبان فإن الفقهاء قد اختلفوا فيهم، فبعضهم يقول: حبر، وبعضهم يقول: حبر، وقال الفراء: إنما هو حبر بالكسر وهو أفصح، لأنه يجمع على أفعال، دون فعل ويقال ذلك للعالم. وقال الأصمعي لا أدري أهو الحبر أو الحبر للرجل العالم. قال أبو عبيد: والذي عندي أنه الحبر بالفتح، ومعناه العالم بتحبير الكلام والعلم وتحسينه، قال: وهكذا يرويه المحدثون كلهم بالفتح، وكان أبو الهيثم يقول: واحد الأحبار حبر لا غير، وينكر الحبر. وقال ابن الأعرابي: حبر وحبر للعالم، ومثله بزر وبزر، وسجف وسجف. وقال ابن درستويه: وجمع الحبر أحبار، سواء كان بمعنى العالم أو بمعنى المداد.

الحبر: الأثر من الضربة إذا لم يدم ويفتح كالحبار، كسحاب وحبر، محركة. والجمع أحبار وحبور. وسيأتي في كلام المصنف ذكر الحبار والحبر مفرقا، ولو جمعها في محل واحد كان أحسن، وأنشد الأزهري لمصبح بن منظور الأسدي، وكان قد حلق شعر رأس امرأته فرفعته إلى الوالي، فجلده واعتقله، وكان حمار وجبة فدفعها للوالي، فسرحه:

لقد أشمتت بي أهل فيد وغادرت    بجسمي حبرا بنت مصان باديا.

وما فعلت بي ذاك حتى تركتها    تقلب رأسا مثل جمعي عاريا.

وأفلتني منها حمضاري وجبتـي     جزى الله خيرا جبتي وحماريا. الحبر: أثر النعمة. الحبر: الحسن والبهاء. وفي الحديث: يخرج رجل من أهل النار قد ذهب حبره وسبره ، أي لونه وهيئته، وقيل: هيئته وسحناؤه، من قولهم: جاءت الإبل حسنة الأحبار والأسبار. ويقال: فلان حسن الحبر والسبر، إذا كان جميلا حسن الهيئة، قال ابن أحمر، وذكرض زمانا:

لبسنا حبره حتى اقتضينا     لأعمال وآجال قضينا. أي لبسنا جماله وهيئته، ويفتح. قال أبو عبيدة: وهو عندي بالحبر أشبه، لأنه مصدر حبرته حبرا، إذا حسنته، والأول اسم. وقال ابن الأعرابي: رجل حسن الحبر والسبر، أي حسن البشرة. الحبر: الوشي، عن ابن الأعرابي. الحبر: صفرة تشوب بياض الأسنان كالحبر، بالفتح، والحبرة، بزيادة الهاء، والحبرة، بالضم، والحبر والحبرة، بكسرتين فيهما.

قال الشاعر:

تجلو بأخضر من نعمـان ذا أشـر     كعارض البرق لم يستشرب الحبرا. وقال شمر: أوله الحبر، وهي صفرة، فإذا اخضر فهو القلح، فإذا ألح على اللثة حتى تظهر الأسناخ فهو الحفر والحفر، وفي الصحاح: الحبرة، بكسر الحاء والباء: القلح في الأسنان. والجمع بطرح الهاء في القياس. وقد حبرت أسنانه كفرح تحبر حبرا أي قلحت. ج أي جمع الحبر بمعنى الأثر، والنعمة، والوشي، والصفرة حبور. وفي الأول والثاني أحبار أيضا.

الحبر: المثل والنظير. الحبر، بالفتح: السرور، كالحبور وزنا ومعنى، والحبرة، بفتح فسكون، والحبرة، محركة، والحبر أيضا، وقد جاء في قول العجاج: الحمد لله الذي أعطى الحبر. وهكذا ضبطوه بالتحريك، وفسروه: بالسرور. وأحبره الأمر، وحبره: سره.

الحبر: النعمة، كالحبرة وفي الكتاب العزيز: فهم في روضة يحبرون أي يسرون. وقال الليث: أي ينعمون ويكرمون. وقال الأزهري: الحبرة في اللغة: النعمة التامة. وفي الحديث في ذكر أهل الجنة: فرأى ما فيها من الحبرة والسرور . قال ابن الأثير: الحبرة، بالفتح: النعمة وسعة العيش، وكذلك الحبور. ومن سجعات الأساس: وكل حبرة بعدهضا عبرة.

صفحة : 2648

الحبر، بالتحريك: الأثر من الضربة إذا لم يدم، أو العمل. كالحبار والحبار، كسحاب وكتاب، قال الراجز:

لا تملأ الدلو وعرق فيهـا     ألا ترى حبار من يسقيها. وقال حميد الأرقط:

ولم يقلب أرضضها البيطار    ولا لحبليه بها حبضـار. والجمع حبارات ولا يكسر. وقد حبر جلده، بالضم: ضرب فبقي أثره أو أثر الجرح بعد البرء. وقد أحبرت الضربة جلده، ويجلده: أثرت فيه. ومن سجعات الأساس: وبجلده حبار الضرب، وبيده حبار العمل، وانظر إلى حبار عمله، وهو الأثر. وحبرت يده: برئت على عقدة في العظم، من ذلك. الحبر، ككتف: الناعم الجديد، كالحبير، وشيء حبر: ناعم، قال المرار العدوي:

قد لبست الدهر من أفنانه     كل فن ناعم منه حبـر. وثوب حبير: ناعم جديد، قال الشماخ يصف قوسا كريمة على أهلها:

إذا سقط الأنداء صينت وأشعرت     حبيرا ولم تدرج عليها المعاوز. وكعنبة، أبو حبرة شيحة بن عبد الله بن قيس الضبعي: تابعي من أصحاب علي رضي الله عنه، روى عنه أهل البصرة، شبل بن عزرة وغيره ذكره ابن حبان. وحبرة بن نجم: محدث، عن عبد الله بن وهب.

الحبرة: ضرب من برود اليمن منمرة، ويحرك. ج حبر وحبرات، وحبر وحبرات. قال الليث: يقال: برد حبير، وبرد حبرة على الوصف والإضافة وبرود حبرة، قال: وليس حبرة موضعا أو شيئا معلوما، إنما هو وشي، كقولك: ثوب قرمز، والقرمز صبغه. وفي الحديث: مثل الحواميم في القرآن كمثل الحبرات في الثياب . وبائعها حبرى لا حبار، نقله الصغاني، وفيه ما مر أن فعالا مقيس في الصناعات، قاله شيخنا. والحبير، كأمير: السحاب، وقيل: الحبير من السحاب: المنمر الذي ترى فيه كالتنمير، من كثرة مائه، وقد أنكره الرياشي.

الحبير: البرد الموشي المخطط، يقال: برد حبير، على الوصف والإضافة. وفي حديث أبي ذر: الحمد لله الذي أطعمنا الخمير، وألبسنا الحبير . وفي آخر: أن النبي صلى الله عليه وسلم لما خطب خديجة رضي الله عنها، وأجابته، استأذنت أباها في أن تتزوجه، وهو ثمل فأذن لها في ذلك، وقال: هو الفحل لا يقرع أنفه، فنحرت بعيرا، وخلقت أباها بالعبير، وكسته بردا أحمر، فلما صحا من سكره قال: ما هذا الحبير، وهذا العبير وهذا العقير?.

الحبير: الثوب الجديد الناعم، وقد تقدم أيضا في قوله فهو تكرار. ج حبر، بضم فسكون.

الحبير: أبو بطن، وهم بنو عمرو بن مالك بن عبد الله بن تيم بن أسامة بن مالك بن بكر بن حبيب، وإنما قيل لهم ذلك لأن حبره بردان، كان يجدد في كل سنة بردين، قاله السمعاني.

الحبير: لقب شاعر، هو الحبير بن بجرة الحبطي، لتحسينه شعره وتحبيره. وقول الجوهري: الحبير: لغام البعير، وتبعه غير واحد من الأئمة، غلط، والصواب الخبير، بالخاء المعجمة، غلطه ابن بري في الحواشي والقزاز في الجامع، وتبعهما المصنف. وقال ابن سيده: والخاء أعلى. وقال الأزهري عن الليث: الحبير من زبد اللغام، إذا صار على رأس البعير، ثم قال الأزهري: صحف الليث هذا الحرف، قال: وصوابه بالخاء، لزبد أفواه الإبل، وقال: هكذا قال أبو عبيد والرياشي. ومطرف بن أبي الحبير، كزبير نقله الصغاني، ويحيى بن المظفر بن علي بن نعيم السلامي، المعروف بابن الحبير، متأخر، مات سنة 639، محدثان.

صفحة : 2649

قلت: وأخوه أبو الحسن علي بن المظفر بن الحبير السلامي التاجر، عن أبي البطي، توفي سنة 626، ذكره المنذري. والحبرة، بالضم: عقدة، من الشجر، وهي كالسلعة تخرج فيه تقطع قطعا، ويخرط منها الآنية، موشاة كأحسن الخلنج، أنشد أبو حنيفة.

والبط يبرى حبر الفرفار. الحبرة، بالفتح: السماع في الجنة، وبه فسر الزجاج الآية، قال أيضا: الحبرة في اللغة: كل نغمة حسنة محسنة. الحبرة: المبالغة فيما وصف بجميل. ومعنى يحبرون، أي يكرمون إكراما يبالغ فيه. والحبارى، بالضم: طائر طويل العنق، رمادي اللون، على شكل الإوزة، في منقاره طول، ومن شأنها أن تصاد ولا تصيد. يقال للذكر والأنثى والواحد والجمع، وألفه للتأنيث، وغلط الجوهري، ونصه في كتابه: وألفه ليست الاسم لها فصارت كأنها من نفس الكلمة، لا تنصرف في معرفة ولا نكرة، أي لا تنون، انتهى.

وهذا غريب، إذ لو تكن الألف له أي للتأنيث لانضرفت، وقد قال إنها لا تنصرف. قال شيخنا: ودعواه أنها صارت من الكلمة، من غرائب التعبير، والجواب عنه عسير، فلا يحتاج إلى تعسف.

كفى المرء نبلا أن تعد معايبه. ج حباريات، وأنشد بعض البغداديين في صفة صقر:

حتف الحباريات والكراوين. قال سيبويه: ولم يكسر على حباري ولا على حبائر، ليفرقوا بينها وبين فعلاء وفعالة وأخواتها. والحبرور، بالضم، والحبرير، بالكسر، والحبربر، بفتحتين، والحبربور، بضمتين، واليحبور، يفعول، والحبور، بضم أوله مع التشديد: فرخه، أي ولد الحبارى.

ج حبارير وحبابير. قال أبو بردة:

باز جريئ على الخزان مقتدر     ومن حبابير ذي ماوان يرتزق. وقال زهير:

تحن إلى مثل الحبابير جثـمـا    لدى سكن من قيضها المتفلق. قال الأزهري: والحبارى لا يشرب الماء، ويبيض في الرمال النائية، قال: وكنا إذا ظعنا نسير في جبال الدهناء، فربما التقطنا يوم واحد من بيضها ما بين الأربعة إلى الثمانية، وهي تبيض أربع بيضات، ويضرب لونها إلى الزرقة، وطعمها ألذ من طعم بيض الدجاج وبيض النعام.

وفي حديث أنس: إن الحبارى لتموت هزالا بذنب بني آدم يعني أن الله يحبس عنها القطر بشؤم ذنوبهم، وإنما خصها بالذكر لأنها أبعد الطير نجعة، فربما تذبح بالبصرة، فتوجد في حوصلتها الحبة الخضراء، وبين البصرة ومنابتها مسيرة أيام كثيرة.

وللعرب أمثال جمة، منها قولهم: أذرق من الحبارى. وأسلح من حبارى، لأنها ترمي الصقر بسلحها إذا أراغها ليصيدها، فتلوث ريشه بلثق سلحها، ويقال إن ذلك يشتد على الصقر، لمنعه إياه من الطيران. ونقل الميداني عن الجاحظ أن لها خزانة في دبرها وأمعائها، ولها أبدا فيها سلح رقيق، فمتى ألح عليها الصقر سلحت عليه، فينتف ريشه كله فيهلك، فمن حكمة الله تعالى بها أن جعل سلاحها سلحها. وأنشدوا:

وهم تركوه أسلح من حبارى     رأى صقرا وأشرد من نعام. ومنها قولهم: أموق من الحبارى قبل نبات جناحيه، فتطير معارضة لفرخها، ليتعلم منها الطيران. ومنها: كل شيء يحب ولده. حتى الحبارى وتذف عنده. أي تطير عنده، أي تعارضه بالطيران ولا طيران له، لضعف خوافيه وقوائمه، وورد ذلك في حديث عثمان رضي الله عنه.

صفحة : 2650

ومنها: فلان ميت كمد الحبارى، وذلك أنها تحسر مع الطير أيام التحسير، وذلك أن تلقي الريش، ثم يبطئ نبات ريشها، فإذا طار سائر الطير عجزت عن الطيران فتموت كمدا، ومنه قول أبي الأسود الدؤلي:

يزيد ميت كمد الحبارى     إذا ظعنت أمية أو يلم. أي يموت أو يقرب من الموت.

ومنها: الحبارى خالة الكروان، يضرب في التناسب، وأنشدوا:

شهدت بأن الخبز باللحم طيب    وأن الحبارى خالة الكروان. وقالوا: أطيب من الحبارى ، وأحرص من الحبارى، وأخصر من إبهام الحبارى، وغير ذلك مما أوردها أهل الأمثال. واليحبور بفتح التحتية وسكون الحاء: طائر آخر، أو هو ذكر الحبارى، قال:

كأنكـم ريش يحـبـورة      قليل الغناء عن المرتمى. أو فرخه، كما ذكره المصنف، وسبق. وحبر، بالكسر: د ويقال هو بتشديد الراء، كما يأتي.

وحبرير، كقنديل: جبل معروف بالبحرين لعبد القيس، بتؤام، يشترك فيه الأزد وبنو حنيفة.

المحبر، كمعظم: فرس ضرار بن الأزور الأسدي، قاتل مالك بن نويرة أخي متمم، القائل فيه يرثيه:

وكنا كندماني جـذيمة حـقـبة      من الدهر حتى قيل لن يتصدعا.

فلما تفرقنا كـأنـي ومـالـكـا     لطول افتراق لم نبت ليلة معا.

قال شيخنا: والمشهور في كتب السير أن الذي قتله خالد بن الوليد، ومثله في شرح مقصورة بن دريد لابن هشام اللخمي. المحبر: من أكل البراغيث جلده، فبقي فيه حبر، أي آثار. وعبارة التهذيب: رجل محبر، إذا أكل البراغيث جلده، فصار له آثار في جلده. ويقال: به حبور، أي آثار. وقد أحبر به، أي ترك به أثرا. المحبر: قدح أجيد بريه. وقد حبره تحبيرا: أجاد بريه وحسنه. وكذلك سهم محبر، إذا كان حسن البري. المحبر، بكسر الباء: لقب ربيعة بن سفيان، الشاعر الفراس لتحبيره شعره وتزيينه، كأنه حبر. وكذلك لقب طفيل ابن عوف الغنوي، الشاعر، في الجاهلية، بديع القول. وحبرى، كزمكى: واد. ونار إحبير، كإكسير: نار الحباحب، وذكره صاحب اللسان في ج ب ر، وقد تقدمت الإشارة إليه. وحبران، بالضم: أبو قبيلة باليمن وهو حبران بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس، منهم: أبو راشد،واسمه أخضر، تابعي، عداده في أهل الشام، روى عنه أهلها، مشهور بكنيته. وطائفة، منهم: أبو سعيد عبد الله بن بشر الحبراني السكسكي، عداداه في الشاميين، وهو تابعي صغير، سكن البصرة. وأحمد بن محمد بن علي الحبراني، عن محمد بن إبراهيم بن جعفر الجرجاني. وأحمد بن علي الحبراني، عن عبد الله بن أحمد بن خولة. ومحمود بن أحمد أبو الخير الحبراني، عن رزق الله التميمي، وعنه ابن عساكر. وعمرو بن عبد الله أحمد الحبراني التميمي، عن أبي بشر المروزي، وعنه ابن مردويه في تاريخه، وعنه ابن مردويه في تاريخه، وقال مات سنة 377.

ويحابر كيقاتل: مضارع قاتل بن مالك بن أدد أبو مراد القبيلة المشهورة، ثم سميت القبيلة يحابر، قال الشاعر:

وقد أمنتني بعـد ذاك يحـابـر      بما كنت أغشى المنديات يحابرا.

صفحة : 2651

يقال: ما أصبت منه حبنبرا كذا في النسخ بموحدتين، وفي التكملة: حبنترا، بموحدة فنون فمثناة ولا حبربرا، كلاهما كسفرجل، أي شيئا. لا يستعمل إلا في النفي. التمثيل لسيبويه، والتفسير للسيرافي، ومثله قول الأصمعي، وكذلك قولهم: ما أغنى عني حبربرا، أي شيئا. وحكى سيبويه: ما أصاب منه حبربرا، ولا تبريرا، ولا حورورا، أي ما أصاب منه شيئا. ويقال: ما في الذي يحدثنا به حبربر، أي شيء. وقال أبو سعيد: يقال: ما له حبربر ولا حورور.

وقال أبو عمرو: ما فيه حبربر ولا جنبر، وهو أن يخبرك بشيء، فتقول: ما فيه حبنبر ولا حبربر.

يقال: ما على رأسه حبربرة، أي ما على رأسه شعرة. حبر، كفلز: ع معروف بالبادية، وأنشد شمر عجز بيت:

فقفا حبر. وأبو حبران الحماني بالكسر موصوف بالجمال وحسن الهيئة، ذكره المدائني، ويوجد هنا في بعض النسخ زيادة: وأبو حبرة كعنبة شيحة بن عبد الله، تابعي. وهو تكرار مع ما قبله. وأرض محبار: سريعة النبات حسنته، كثيرة الكلأ، قال:

لنا جبال وحمى محبـار     وطرق يبنى بها المنار. وقال ابن شميل: المحبار: الأرض السريعة النبات، السهلة، الدفئة، التي ببطون الأرض وسرارتها، وجمعه محابير. قد حبرت الأرض، كفرح: كثر نباتها، كأحبرت، بالضم. حبر الجرح حبرا: نكس، وغفر، أو برأ وبقيت له آثار بعد. والحابور: مجلس الفساق، وهو من حبره الأمر: سره، كذا في اللسان. وحبر حبر، بضم فسكون فيهما: دعاء الشاة للحلب، نقله الصغاني. وتحبير الخط والشعر وغيرهما كالمنطق والكلام: تحسينه وتبيينه، وأنشد الفراء فيما روى سلمة عنه:

كتحبير الكتاب بخط يوما    يهودي يقارب أو يزيل. قيل: ومنه سمي كعب الحبر، لتحسينه، قاله ابن سيده، ومنه أيضا سمي المداد حبرا لتحسينه الخط وتبيينه إياه، نقله الهروي، وقد تقدم. وكل ما حسن من خط أو كلام أو شعر فقد حبر حبرا وحبر. وفي حديث لأبي موسى: لو علمت أنك تسمع لقراءتي لحبرتها لك تحبيرا، يريد تحسين الصوت. وحبرة، بالكسر فالسكون: أطم بالمدينة المشرفة، صلى الله على ساكنها، وهي لليهود في دار صالح بن جعفر.

حبرة بنت أبي ضيغم الشاعرة: تابعية، وقد ذكرها المصنف أيضا في ج ب ر، وقال إنها شاعرة تابعية والليث بن حبرويه البخاري الفراء، كحمدويه: محدث، كنيته أبو نصر، عن يحيى بن جعفر البكندي، وطبقته، مات سنة 286. وسورة الأحبار: سورة المائدة، لقوله تعالى فيها: يحكم بها النبيون الذين أسلموا للذين هادوا والربانيون والأحبار وفي شعر جرير:

إن البعيث وعبد آل مقاعس      لا يقرآن بسورة الأحبار. أي لا يفيان بالعهود، يعني قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود .

صفحة : 2652

عن أبي عمرو: الحبربر: والحبحبي: الجمل الصغير. في التهذيب في الخماسي: الحبربرة، بهاء: المرأة القميئة المنافرة، وقال: هذه ثلاثية الأصل ألحقت بالخماسي، لتكرير بعض حروفها. وأحمد بن حبرون، بالفتح: شاعر أندلسي، كتب عنه ابن حزم. وشاة محبرة: في عينيها تحبير من سواد وبياض، نقله الصغاني. وحبرى كسكرى، وحبرون كزيتون اسم مدينة سيدنا إبراهيم الخليل، صلى الله عليه وسلم بالقرب من بيت المقدس، وقد دخلتها، وبها غار يقال له: غار حبرون، فيه قبر إبراهيم، وإسحاق، ويعقوب، عليهم السلام، وقد غلب على اسمها الخليل، فلا تعرف إلا به، وقد ذكر اللغتين فيها ياقوت وصاحب المراصد. قال شيخنا: والأولى وزيتون فالكاف زائدة، ومثله يذكره في الخروج من معنى لغيره وليس كذلك هنا. وروي عن كعب أن البناء الذي بها من بناء سليمان بن داوود عليهما السلام.

قلت: وقرأت في كتاب المقصور لأبي علي القالي في باب ما جاء من المقصور على مثال فعلى بالكسر، وفيه: حبرى وعينون: القريتان اللتان أقطعهما النبي صلى الله عليه وسلم تميما الداري وأهل بيته. وكعب الحبر، بالفتح ويكسر، ولا تقل: الأحبار: م أي معروف، وهو كعب بن ماتع الحميري، كنيته أبو إسحاق: تابعي مخضرم، أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، وما رآه متفق على علمه وتوثيقه، سمع عمر بن الخطاب والعبادلة الأربعة، وسكن الشأم، وتوفي سنة 32 في خلافة سيدنا عثمان، رضي الله عنه. وقد جاوز المائة. خرج له الستة إلا البخاري. ونقل عن ابن درستويه أنه قال: رووا أنه يقال: كعب الحبر بالكسر فمن جعله وصفا له نون كعبا، ومن جعله المداد لم ينون وأضافه إلى الحبر. وفي شرح نظم الفصيح: الظاهر أنه يقال: كعب الأحبار، إذ لا مانع منه، والإضافة تقع بأدنى سبب، والسبب هنا قوي، سواء جعلناه جمعا لحبر، بمعنى عالم، أو بمعنى المداد. وقال النووي في شرح مسلم: كعب بن ماتع، بالميم والمثناة الفوقية بعدها عين. والأحبار: العلماء،واحدهم حبر، بفتح الحاء وكسرها، لغتان، أي كعب العلماء. كذا قاله ابن قتيبة وغيره. وقال أبو عبيد: سمي كعب الأحبار، لكونه صاحب كتب الأحبار، جمع حبر، مكسور، وهو ما يكتب به. وكان كعب من علماء أهل الكتاب، ثم أسلم في زمن أبي بكر أو عمر، وتوفي بحمص سنة 32 في خلافة عثمان، وكان من فضلاء التابعين، روى عنه جملة من الصحابة. ومثله في مشارق عياض، وتهذيب النووي، ومثلث ابن السيد، ونقل بعض ذلك شيخ مشايخنا الزرقاني في شرح المواهب. قال شيخنا. فما قاله المجد من إنكاره الأحبار فإنها دعوى نفي غير مسموعة.

ومما يستدرك عليه: كان يقال لابن عباس: الحبر والبحر، لعلمه. ويقال: رجل حبر نبر. وقال أبو عمرو: الحبر من الناس: الداهية. ورجل يحبور يفعول، من الحبور وقال أبو عمرو: اليحبور: الناعم من الرجال. وجمعه اليحابير. وحبره فهو محبور. وفي حديث عبد الله: آل عمران غني والنساء محبرة ، أي مظنة للحبور والسرور.

والحبار: هيئة الرجل. عن اللحياني، حكاه عن أبي صفوان، وبه فسر قوله.

ألا ترى حبار من يسقيها.

صفحة : 2653

قال ابن سيده: وقيل: حبار هنا اسم ناقة، قال: ولا يعجبني. والمحبر: كمعظم أيضا: فرس ثابت بن أقرم، له ذكر في غزوة مؤتة. والحنبريت، صرح ابن القطاع وغيره أنه فنعليت، فموضع ذكره هنا، وقد ذكره المصنف في التاء بناء على أنه فنعليل، ومر الكلام هناك، قاله شيخنا. وبدل بن المحبر، كمعظم من شيوخ البخاري. والمحبر بن قحذم، عن هشام بن عروة، وابنه داوود بن المحبر، مؤلف كتاب العقل. وأبان بن المحبر، واه. قال ابن ماكولا: وليس بين داوود وأبان وبدل قرابة. وأبو علي أحمد بن محمد بن المحبر، شاعر، حدث عنه محمد بن عبد السميع الواسطي.

ومن المجاز: لبس حبير الحبور، واستوى على سرير السرور. ومحمد بن جامع الحبار، يروي عن عبد العزيز بن عبد الصمد. وأبو عبد الله محمد بن محمد بن أحمد الحبار، شيخ السمعاني: منسوبان إلى بيع الحبر الذي يكتب به. وأبو الحسن محمد بن علي بن عبد الله بن يعقوب بن إسماعيل بن عتبة بن فرقد السلمي، الوراق الحبري، ثقة ذكره الخطيب في تاريخ بغداد. وحبران، بالكسر: جبل، ذكره البكري. وحبير، كأمير: موضع بالحجاز. والحبري إلى بيع الحبر، وهي البرود سيف بن أسلم الكوفي، حدث عن الأعمش، صالح الحديث.

والحسين بن الحكم الحبري. وأبو بكر محمد بن عثمان المقرئ الحبري، الأصبهاني، ترجمه الخطيب. والمحبري بكسر الموحدة محمد بن حبيب، اللغوي، نسب إلى كتاب ألفه سماه المحبر.

ح ب ت ر.
الحبتر، كجعفر: الثعلب، نقله الصغاني. الحبتر: القصير، كالحبيتر، كسفرجل، وكذلك الحفيتر، بالفاء، نقله الصغاني أيضا. وقيس بن حبتر: تابعي، تميمي نهشلي أسدي، يروي عن ابن مسعود وابن عباس، وعنه الكوفيون. الحباتر كعلابط: القاطع رحمه، كالأباتر. والحبترة: ضئولة الجسم وقلته، عن ابن دريد، ومنه: رجل حبتر، إذا كان ضئيلا حقيرا. والحبتري هو عائذ بن أبي ضب وفي بعض نسخ كتاب الثقات: أبي حبيب، وهو تحريف الكلبي هكذا في النسخ، وصوابه: الكعبي، كما في ثقات ابن حبان، وطبقات السمعاني، منسوب إلى حبتر: بطن من خزاعة، يروي عن أبو هريرة رضي الله عنه، وعنه أبو رشد بن القاسم بن عمير, قلت: وحبتر هذا ابن عدي بن سلول بن كعب بن عمرو بن خزاعة، منهم من الصحابة: بديل بن سلمة بن خلف بن عمرو بن مقباس بن حبتر، يقال فيه: الخزاعي الكعبي السلولي الحبتري، ابن أم أصرم. وحبتر: اسم رجل قال الراعي:

فأومأت إيماء خفيفا لحبتر    ولله عينا حبتر أيما فتى. وقال أيضا:

فأعجبني من حبـتـر أن حـبـتـرا     مضى غير منكوب ومنصله انتضى. ح ب ج ر.

الحبجر، كسبطر، والحباجر مثل علابط و المحبجر مثل مسبكر الأخيرتان عن التكملة: الغليظ من أي نوع كان، قاله أبو عبيد، وعينه غيره فقال: الحبجر، كسبطر ودرهم: الوتر الغليظ، قال الراجز:

أرمي عليها وهي شيء بجر.
والقوس فيها وتر حبـجـر.
وهي ثلاث أذرع وشـبـر.

وأنشد ابن سيده قول الراجز:
يخرج منها ذنبا حباجرا.

صفحة : 2654

قال: وهذا هو الصحيح، وأنشده ابن الأعرابي: حناجرا بالنون ولم يفسره، والصواب ما قاله ابن سيده. قلت: قد وجد في النسخ النوادر لابن الأعرابي: حباجرا، بالباء. والرجز لرجل من بني كلاب يصف الجراد.

الحبجر والحباجر، كقنفذ وعلابط: ذكر الحبارى الطائر المعروف، مقلوبا حبرج وحبارج، نقله الصغاني. والتحبجر: التواء في الأمعاء. وفي التكملة: شبه التواء. واحبجر، كاقشعر: انتفخ غضبا، كاحبنجر، كابرنشق، فهو محبجر ومحبنجر. احبجر: الشيء واحبنجر: غلظ واشتد. وحبجرى: ناحية نجدية بأكناف الشربة.

ح ب ق ر.
حبقر كفعلل، أي بفتح فسكون فضم فتشديد ذكروه في الأبنية ولم يفسره، لأن الأقدمين إنما يذكرون الألفاظ لأمثلة التصريف، إذ لا غرض لهم في ذكر معانيها، ومعناه البرد، محركة، وهو حب الغمام، يقال في المثل: هو أبرد من حبقر ويقال أيضا: أبرد من عبقر بالعين بدل الحاء وكذا أبرد من عضرس. أورد الثلاثة الأزهري في التهذيب، وأصله حب قر، كأنهما كلمتان جعلتا واحدا، كذا ذكره الجوهري في عبقر، وذكر هناك حبقر استطرادا، كما عكسه المصنف هنا. والقر: البرد فالكلمة منحوتة، وحيث إنها منحوتة فذكرها في الأبنية غير مناسب، كما لا يخفى والدليل على ما ذكرته أن أبا عمرو بن العلاء المقرئ النحوي اللغوي الضرير يرويه أي المثل: أبرد من عب قر، والعب: اسم للبرد، وقد ذهل عن ذكره في موضعه، فعلى هذا كل من الكلمتين لفظ مستقل، ووزن خاص، وذكره الإمام أبو حيان في شرح التسهيل، وفسره بأنه اسم علم على موضع معروف للعرب، كعبقر، وأشار إليه في الارتشاف، وذكره قبله ابن عصفور في الممتع. قاله شيخنا.

ح ب ك ر.
الحبوكر كغضنفر، وزنه به لا يخلو عن تأمل، قاله شيخنا، أي أن الأولى أن يكون كقبعثر، لاتحاد الحكم، كما سيأتي: رمل يضل فيه السالك.

منه: الحبوكر بمعنى الداهية، كالحبوكرى بالألف، وحبوكرى بلا لام، وحبوكر أيضا بلا لام، نقله الفراء، وأم حبوكر، وأم حبوكرى، وأم حبوكران. وفي الصحاح: أم حبوكرى هي أعظم الدواهي، وأنشد لعمرو بن أحمر الباهلي:

فلما غسا ليلي وأيقنـت أنـهـا     هي الأربي جاءت بأم حبوكرى. ثم قال: والألف زائدة بني الاسم عليها، لأنك تقول للأنثى: حبوكرضاة، وكل ألف للتأنيث لا يصح دخول هاء التأنيث عليها، وليست أيضا للإلحاق، لأنه ليس له مثال من الأصول فيلحق به، قال شيخنا: وهو كلام غير معتد به، وقد صرحوا أنه لا ثالث لألفي التأنيث أو الإلحاق، ولا تبنى الكلمة على ما لا يصحح دخول الهاء عليها كلام صحيح، وقاعدة تامة، إلا أن الألف هنا: من قال هي للتأنيث أنكر دخول الهاء، ومن أدخل الهاء قال هي للإلحاق، ودعوى أنه ليس له مثال من الأصول مردودة، لأن الأصول شائعة، وغيرها، وغايته أن يكون كقبعثرى، وحكمها مثلها، ومن العجيب أن المصنف اعتنى بمثل هذا الكلام، وتعقبه في الحبارى،واقره هنا على ما عليه، غفلة وتقصيرا.

الحبوكر: الضخم المجتمع الخلق، يقال: جمل حبوكر وحبوكرى، عن الليث، كالحباكري، بالضم. الحبوكر: الرجل المتقارب الخطو القضيف، أي النحيف، ج حباكر.

وحبكره أي المال، حبكرة: جمعه ورد أطراف ما انتثر منه، كدمكله، وكمهله، وحبحبه، وزمزمه، وصرصره، وكركره، وكبكبه. كذا في النوادر.

صفحة : 2655

فيه أيضا: يقال: تحبكر الرجل في طريقه، إذا تحير. والحبوكري: المعركة بعد انقضاء الحرب، ولو قال: معركة الحرب بعد انقضائها كان أحسن.

الحبوكري: الصبي الصغير. ومن أمثالهم: وقعوا في أم حبوكر. ويقال: مررت على حبوكري من الناس، أي جماعات من أمم شتى كذا في اللسان، وفي التكملة: من أمكن شتى.

ح ت ر.
الحتر: الإحكام والشد، كالإحتار وقد حتر الشيء يحتره: وأحتره: أحكمه. وحتر العقدة: أحكم عقدها. وكل شد حتر. وفي التهذيب: أحترت العقدة إحتارا، إذا أحكمتها، فهي محترة، وبينهم عقد محتر: قد استوثق منه. قال لبيد:

بالسفح من شرقي سلمى محارب    شجاع وذو عقد من القوم محتر. واستعاره أبو كبير للدين، فقال:

هابوا لقومهم السلام كأنهـم     لما أصيبوا أهل دين محتر. الحتر: تحديد النظر. وقد حتره حترا، إذا أحد النظر إليه. الحتر: التقتير في الإنفاق، كالحتور، بالضم، يقال: حتر أهله حترا وحتورا: قتر عليهم النفقة، وضيق عليهم، ومنعهم، قال الشنفرى:

وأم عيال قد شهدت تقوتهم إذا حترتهم أتفهت وأقلت. وأنشده ابن بري هكذا:

إذا أطعمتهم أحترت وأقلت. الحتر: الأكل الشديد. وما حتر شيئا، أي ما أكل شيئا. الحتر: الإعطاء، أو تقليله.

الحتر: الإطعام، كالإحتار، يقال: حتر الرجل حترا: أعطاه، وأطعمه، وقيل: قلل عطاءه، أو إطعامه. وحتر له شيئا: أعطاه يسيرا، وما حتره شيئا، أي ما أعطاه قليلا ولا كثيرا.

وأحتر الرجل: قل عطاؤه. وأحتر قل خيره، حكاه أبو زيد، وأنشد:

إذا ما كنت ملتمسا أيامي      فنكب كل محترة صناع. أي تنكب.

وروى الأصمعي عن أبي زيد: حترت له شيئا. بغير ألف، فإذا قال: أقل الرجل وأحتر، قاله بالألف. قال: وأخبرني الإيادي عن شمر: الحاتر: المعطى، وأنشد:

إذ لا تبض إلـى الـتـرا    تك والضرائك كف حاتر. قال: وحترت: أعطيت.

وأحتر علينا رزقنا، أي أقله وحبسه. وقال الفراء: حتره، إذا كساه وأعطاه. وقال الفراء: المحتر من الرجال: الذي لا يعطي خيرا، ولا يفضل على أحد، إنما هو كفاف بكفاف لا ينفلت منه شيء. آتى الكل يحتر، بالضم، ويحتر، بالكسر. الحتر: ما ارتفع من الأرض وطال، ويكسر، وهذه عن الصغاني. الحتر: الشيء القليل، كالحقر، يقال: كان عطاؤك إياه حترا حقرا، أي قليلا، وقال رؤبة:

إلا قليلا من قليل حتر. كالحترة، بالضم. الحتر: ذكر الثعلب، قال الأزهري: لم أسمع الحتر بهذا المعنى لغير الليث، وهو منكر. قلت: ولعله تصحف على الليث في قولهم: الحبارى أنثى الحبر، فجعله حترا، بالمثناة، فتأمل. الحتر، بالكسر: ما يوصل بأسفل الخباء إذا ارتفع من في بعض الأصول عن الأرض وقلص ليكون سترا، كالحترة، بالضم، والحتار، بالكسر. الحتر: العطية اليسيرة، اسم من حتر، وبالفتح المصدر، قال الأعلم الهذلي:

إذا النفساء لم تخرس ببكـرهـا    غلاما ولم يسكت بحتر فطيمها. الحتر: أن تأخذ للبيت حتارا أو حترة، وقد حتر البيت. والحتار من كل شيء: كفافه، وحرفه، وما استدار به وأحاط، كحتار الأذن، وهو كفاف حروف غراضيفها.

صفحة : 2656

الحتار: حلقة الدبر وأطراف جلدتها، وهو ملتقى الجلدة الظاهرة وأطراف الخوران. وقيل: هي حروف الدبر. وأراد أعرابي امرأته فقالت: إني حائض، قال: فأين الهنة الأخرى. فقالت له: اتق الله، فقال:

كلا ورب البيت ذي الأستار.
لأهتكن حلـق الـحـتـار.
قد يؤخذ الجار بجرم الجار.

أو الحتار: ما بينه وبين القبل أو هو الخط بين الخصيين.

قال الليث الحتار: ما استدار بالعين من ريق الجفن من باطن، وهو بفتح الراء كما في نسختنا وغالب الأصول، وفي بعض النسخ بكسر الزاي. وقيل: حتار العين: حروف أجفانها التي تلتقي عند التغميض. الحتار: شيء في أقصى فم البعير، كناب وليس بناب، بل هو لحم.

الحتار: معقد الطنب في الطريقة، وهو حبل يشد في أعراض المظال، تشد غليه الأطناب، والجمع من ذلك حتر. وروى الأزهري عن الأصمعي، قال: الحتر: أكفة الشقاق، كل واحد منها حتار، يعني شقاق البيت. وحتار الظفر: ما يحيط به من اللحم. كذلك حتار الغربال والمنخل. والحترة، بالضم: مجتمع الشدقين. الحترة: الوكيرة، وهو الطعام الذي يتخذ للبناء في البيت، كما سيأتي كالحتيرة، وهذه عن كراع، وقال الأزهري:وأنا واقف في هذا الحرف. وبعضهم يقول: حثيرة، وسيأتي.

الحترة: موضع قص الشارب. الحترة، بالفتح: الرضعة الواحدة. من ذلك: المحتور، وهو الذي يرضع شيئا قليلا للجدب، وقلة اللبن، فيقنع بحترة أو حترتين. والمحتر: المقتر على عياله في الرزق، هكذا في النسخ بالتشديد، وكأنه لمناسبة ما بعده. والصواب: والمحتر، أي كمحسن، وهو الذي يفوت على القوم طعامهم. وما حترت اليوم شيئا: ما ذقت أو ما أكلت، كما تقدم.

قد حتر لهم تحتيرا: اتخذ لهم حتيرة، أي وكيرة، ويقال: حتر لنا، أي وكر لنا.

حتر البيت تحتيرا: جعل له حترا، بالكسر. أو حترة. وأبو عبد الله الحتري بالضم روى عنه محمد بن عبد الملك الوزير. قاله ابن ماكولا.

ح ث ر.
حثر الجلد، كفرح: بثر وتحبب، قال الراجز:

رأته شيخا حثر الملامج. الملامج: ما حول الفم.

حثرت العين تحثر: خرج في أجفانها حب حمر كالبثرات، هكذا في نسختنا، وفي نسخة شيخنا: حمراء، قال: ولعل الصواب أحمر كما عبر به الجوهري، إلا أن يراد بالحب جمع حبة، فيكون اسم جنس جمعيا يجوز فيه التذكير والتأنيث، أو غلظت أجفانها من رمد. ونص عبارة المحكم: من رمص.

حثر الشيء: غلظ وضخم وخشن. حثر العسل حثرا: تحبب ليفسد، وهو عسل حاثر وحثر. وحثر الدبس: خثر وتحبب. حثر الشيء حثرا، فهو حثر وحثر: اتسع. والحثر،محركة: العكر من الحديد. الحثر: البرير، وهو ثمر الأراك، وكذلك العقش والجهاض والجهاد والغيلة والكباث والعناب والمرد. الحثر من العنب: ما لا يونع، مثله في التكملة، وفي بعض الأصول الجيدة ما لم يونع، وهو حامض صلب لم يشكل ولم يتموه، حكاه بن شميل.

صفحة : 2657

الحثر: حب العنقود إذا تبين، وهذه عن أبي حنيفة. الحثر: نوع من الجبأة، كأنه تراب مجموع، فإذا قلع وأزيل رأيت الرمل تحتها، كذا في النسخ، والصواب: تحته، وفي التكملة: حولها، والضمير عنده راجع إلى الحثرة في أول الكلام. الواحدة حثرة. قد خالف هنا اصطلاحه: وهي بهاء، فليتفطن. وحثارة التبن، بالضم: حثالته، أي حطامه، وهو لغة فيه. قال ابن سيده: وليس بثبت. والحوثرة: حشفة الإنسان، أي رأس ذكره. والحثيرة: الوكيرة، أورده الأزهري في ح ت ر، وتقدم الكلام عليه، قال: وبعضهم يقول: حثيرة وبنو حوثرة: بطن من عبد القيس، وهو ربيعة بن عوف بن عمرو بن بكر بن عوف بن أنمار بن وديعة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس، ويقال لهم: الحواثر، وهم الذين ذكرهم المتلمس بقوله:

لن يرحض السوآت عن أحسابكم     نعم الحواثر إذ تساق لمعـبـد. قال ابن بري: ومعبد هو أخو طرفة، وكان عمرو بن هند لما قتل طرفة وداه بنعم أصابها من الحواثر، وسيقت إلى معبد. قلت: قاتل طرفة هو أبو ريشة الحوثري كما صرح به أئمة السير، فلينظر هذا مع قول ابن بري. قال ابن الكلبي: وكان من حديثه أي ربيعة بن عوف أن امرأة أتته بعس من لبن فاستامت فيه سيمة غالية، فقال لها: لو وضعت فيه حوثرتي لملأته، فسمي حوثرة. وقال المدائني: سمي حوثرة لطرفة به، أي جنون، ذكروا أنه كان يسقي غرسه نهارا ويقلعه ليلا. ومنهم غيلان بن عمرو الشاعر.

قال الذهبي: عبد المؤمن بن أحمد بن حوثرة الحوثري، إلى جده، الجرجاني وفي سياق الحافظ: عبد المؤمن بن محمد بن أحمد: محدث من مشيخة ابن عدي، جليل الشأن، وأخوه منصور بن محمد بن أحمد الحوثري، روى عنه ابن عدي أيضا.
يقال: أحثر النخل إذا تشقق طلعه، وكان حبه كالحثرات الصغار، أي البثرات قبل أن تصير حصلا محركة وهو الاصفرار، كما سيأتي.

عن ابن الأعرابي: حثر الدواء تحثيرا: حببه. وحثر، إذا تحبب. قال الأزهري الدواء إذا بل وعجن فلم يجتمع وتناثر، فهو حثر.

ومما يستدرك عليه: الحثرة: انسلاق العين. وتصغيرها حثيرة. وطعام حثر: منتثر لا خير فيه، إذا جمع بالماء انتثر من نواحيه. وفؤاد حثر: لا يعي شيئا. وأذن حثرة، إذا لم تسمع سماعا جيدا. ولسان حثر: لا يجد طعم الطعام. وحثرة الغضا: ثمرة تخرج فيه أيام الصفرية، تسمن عليها الإبل، وتلبن. وحثرة الكرم: زمعته بعد الإكماخ. والحثر: حب العنب، وذلك بعد البرم، حين يصير كالجلجلان. والحثر: نور العنب، عن كراع. وحوثر بن سهيل بن عجلان الباهلي، كان أمير مصر لمروان. ورجل محثر الأنف، كمكرم: ضخمه. وقد حثر أنفه.

ح ث ف ر.
الحثفر بالضم أهمله الجوهري، وقال ابن الأعرابي: هو ثقل الدهن وغيره في القارورة، كالحثفل. من ذلك: الحثفر: سقط المال ورذاله مما لا ينتفع به.

يقال: أخذت بحثافير الأمر، أي بآخره أو سائره، كحذافيره وحزاميره. والحثفرة، بالضم: خثورة وقذى يبقى في أسفل الجرة، وهو الثفل بعينه، كما هو ظاهر.

ح ج ر.

صفحة : 2658

الحجر، مثلثة: المنع من التصرف. وحجر عليه القاضي يحجر حجرا، إذا منعه من التصرف في ماله وفي حديث عائشة وابن الزبير: لقد هممت أن أحجر عليها ، أي أمنع قال ابن الأثير: ومنه حجر القاضي على الصغير والسفيه، إذا منعهما من التصرف في مالهما، والضمة والكسرة فيه لغتان، كالحجران، بالضم والكسر.

قال ابن سيده: حجر عليه يحجر حجرا وحجرا وحجرا وحجرانا وحجرانا. منع منه.

ولا حجر عنه، لا منع ولا دفع. الحجر: بالفتح والكسر: حضن الإنسان. صرح باللغتين الزمخشري في الأساس، وابن سيده في المحكم، جمعه حجور. وفي سورة النساء: في حجوركم من نسائكم وفي حديث عائشة رضي الله عنها: هي اليتيمة تكون في حجر وليها .

الحجر، بالضم والكسر والفتح: الحرام، والكسر أفصح، وحرث حجر أي حرام، قرئ بهن. ويقولون: حجرا محجورا، أي حراما محرما، كالمحجر والحاجور. قال حميد بن ثور الهلالي:

فهمت أن أغشى إليها محجرا     ولمثلها يغشى إليه المحجر. يقول: لمثلها يؤتى إليه الحرام. وروى الأزهري عن الصيداوي أنه سمع عبويه يقول: المحجر، بفتح الجيم: الحرمة، وأنشد يقول:

وهممت أن أغشى إليها محجرا. وقال سيبويه: ويقول الرجل للرجل: أتفعل كذا وكذا يا فلان، فيقول: حجرا، أي سترا وبراءة من هذا الأمر، وهو راجع إلى معنى التحريم والحرمة، قال الليث: كان الرجل في الجاهلية يلقى الرجل يخافه في الشهر الحرام، فيقول: حجرا محجورا، أي حرام محرم عليك في هذا الشهر، فلا يبدؤه منه شر. قال: فإذا كان يوم القيامة رأى المشركون ملائكة العذاب، فقالوا: حجرا محجورا وظنوا أن ذلك ينفعهم، كفعلهم في الدنيا، وأنشد:

حتى دعونا بأرحام لنا سلفت    وقال قائلهم: إني بحاجور. يعني بمعاذ، يقول: أنا متمسك بما يعيذني منك، ويحجرك عني. قال: وعلى قياسه العاثور وهو المتلف. قال الأزهري: أما ما قاله الليث من تفسير قوله تعالى: ويقولون حجرا محجورا إنه من قول المشركين للملائكة يوم القيامة فإن أهل التفسير الذي يعتمدون، مثل ابن عباس وأصحابه فسروه على غير ما فسره الليث، قال ابن عباس: هذا كله من قول الملائكة، قالوا للمشركين: حجرا محجورا ، أي حجرت عليكم البشرى فلا تبشرون بخير. وروي عن أبي حاتم في قوله تعالى: ويقولون حجرا تم الكلام. قال الحسن: هذا من قول المجرمين، فقال الله: محجورا عليهم أن يعاذوا، كما كانوا يعاذون في الدنيا، فحجر الله عليهم ذلك يوم القيامة. قال أبو حاتم: وقال أحمد اللؤلئي: بلغني عن ابن عباس أنه قال: هذا كله من قول الملائكة. قال الأزهري: وهذا أشبه بنظم القرآن المنزل بلسان العرب، وأحرى أن يكون قوله تعالى: حجرا محجورا كلاما واحدا لا كلامين مع إضمار كلام لا دليل عليه.

الحجر، بالفتح: نقا الرمل. الحجر: محجر العين، وهو ما دار بها، وشاهده قول الأخطل الآتي في المستدركات. حجر، بلا لام: قصبة باليمامة مذكر مصروف، وقد يؤنث ولا يصرف، كامرأة اسمها سهل. وقيل: هي سوقها، وفي المراصد: مدينتها وأم قراها، وأصلها لحنيفة ولكل قوم فيها خطة، كالبصرة والكوفة. حجر: ع بديار بني عقيل يقال له: حجر الراشد، وهو قرن ظليل أسفله كالعمود، وأعلاه منتشر. حجر: واد بين بلاد عذرة وغطفان.

صفحة : 2659

حجر: ة لبني سليم يقال لها: حجر بني سليم، ويكسر في هذه. حجر: جبل أيضا ببلاد غطفان. حجر: ع باليمن، وهو غير حجر، بالضم. وسيأتي. حجر: ع به وقعة بين دوس وكنانة. حجر: جمع حجرة، للناحشية كجمر وجمرة، كالحجرات، محركة على القياس، والحواحر، فيما أنشده ثعلب:

سقانا فلم تهجا من الجوع نقرةسمارا كإبط الذئب سود حواجره. قال ابن سيده: ولم يفسره، وعندي أنه جمع حجرة التي هي الناحية، على غير قياس، وله نظائر. وحجرتا العسكر: ناحيتاه من الميمنة والميسرة، وقال:

إذا اجتمعوا فضضنا حجرتيهم    ونجمعهم إذا كانـوا بـداد. وفي الحديث: للنساء حجرتا الطريق، أي ناحيتاه. وحجرة القوم: ناحية دارهم. وفي المثل: فلان يرعى وسطا، ويربض حجرة، أي ناحية، وقال ابن بري يضرب في الرجل يكون وسط القوم، إذا كانوا في خير، وإذا صاروا إلى شر تركهم وربض ناحية، قال: ويقال إن هذا المثل لعيلان بن مضر. وفي حديث أبي الدرداء: رأيت رجلا يسير حجرة ، أي ناحية منفردا وفي حديث علي رضي الله عنه: الحكم لله: ودع عنك نهبا صيح في حجراته.

مثل يضرب في من ذهب من ماله شيء، ثم ذهب بعده ما هو أجل منه، وهو صدر بيت لامرئ القيس:

فدع عنك نهبا صيح في حجراته     ولكن حديثا ما حديث الرواحل. أي دع النهب الذي نهب من نواحيك، وحدثني حديث الرواحل وهي الإبل التي ذهبت بها ما فعلت.

حجر: ثلاث قبائل: الأولى: حجر ذي رعين وفي بعض نسخ الأنساب: حجر رعين، بحذف ذي أبو القبيلة واسم ذي رعين يريم بن يزيد بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم ابن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن قطن بن عريب بن زهير بن أنمى بن الهميسع بن حمير، منهم عباس بن خليد التابعي، يروي عن عبد الله بن عمر وأبي الدرداء، وعنه أبو هانئ حميد بن هانئ، قال أبو زرعة: ثقة. وعقيل بن باقل الحجري، حجر رعين. وقيس بن أبي يزيد الحجري العارض، كان على عرض الجيوش بمصر. وهشام ابن أبي خليفة محمد بن قرة بن محمد بن حميد الحجري المصري، روى عنه أسامة بن إساف، وذريته، منهم: أبو قرة محمد بن حميد بن هشام الحجري، يروي عنه عبد الغني بن سعيد المصري. ومن حجر رعين: سعيد بن أبي سعيد الحجري، وإسماعيل بن سفيان الأعمى. وأبو زرعة وهب الله بن راشد المؤذن البصري، وسيأتي في كلام المصنف. والثانية: حجر حمير، منها: مختار الحجري، روى عنه صالح بن أبي عريب الحضرمي. ومعاوية بن نهيك الحجري، روى عنه نعيم الرعيني، وهما من حجر حمير، هكذا ذكره ابن الأثير وغيره، والصواب أن حجر حمير عين حجر رعين، سياق النسب يدل على ذلك. قاله البلبيسي.

ومن حجر الأزد وهي الثالثة وهو حجر بن عمران بن عمرو مزيقيا بن عامر ماء السماء بن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد: الحافظان الجليلان العظيمان عبد الغني بن سعيد الأزدي المصري وآل بيته، والإمام أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة الطحاوي الفقيه الحنفي، عداده في حجر الأزد، قاله أبو سعيد بن يونس، وكان ثقة نبيلا فقيها عالما، لم يخلف مثله، ولد سنة 239، وتوفي سنة 321.

صفحة : 2660

ومن حجر الأزد: أبو عثمان سعيد بن بشر بن مروان الأزدي الحجري، ثم العامري، روى عنه أبو جعفر الطحاوي، وولده علي بن سعيد بن بشر، حدث عنه أبو بشر الدولابي.

الحجر، بالكسر: العقل واللب، لإمساكه ومنعه وإحاطته بالتمييز، وفي الكتاب العزيز: هل في ذلك قسم لذي حجر . الحجر: حجر الكعبة، قال الأزهري: هو حطيم مكة،كأنه حجرة مما يلي المثعب من البيت، وفي الصحاح: هو ما حواه الحطيم المدار بالكعبة، شرفها الله تعالى ونص الصحاح: بالبيت من وسقطت من نص الصحاح جانب الشمال. وكل ما حجرته من حائط فهو حجر. وأدري لأي شيء عدل عن عبارة الصحاح مع أنها أخضر. وقال ابن الأثير: هو الحائط المستدير إلى جانب الكعبة الغربي.

الحجر: ديار ثمود ناحية الشام عند وادي القرى، أو بلادهم، قيل: لا فرق بينهما، لأن ديارهم، في بلادهم، وقيل: بل بينهما فرق، وهم قوم صالح عليه السلام،وجاء ذكره في الحديث كثيرا. وفي الكتاب العزيز: ولقد كذب أصحاب الحجر المرسلين . وفي المراصد: الحجر: اسم دار ثمود بوادي القرى بين المدينة والشام، وكانت مساكن ثمود، وهي بيوت منحوتة في الجبال مثل المغاور، وكل جبل منقطع عن الآخر، يطاف حولها، وقد نقر فيها بيوت تقل وتكثر على قدر الجبال التي تنقر فيها، وهي بيوت في غاية الحسن، فيها بيوت وطبقات محكمة الصتعة، وفي وسطها البئر التي كانت تردها الناقة.

قال شيخنا: ونقل الشهاب الخفاجي في العناية أثناء براءة: الحجر: بالكسر ويفتح: بلاد ثمود، عن بعض التفاسير، ولا أدري ما صحة الفتح. الحجر: الأنثى من الخيل، ول يقولوا بالهاء، لأنه اسم لا يشركها فيه المذكر، وهو لحن. وفي التكملة بعد ذكره أحجار الخيل: ولا يكادون يفردون الواحدة، وأما قول العامة للواحدة حجرة بالهاء فمسترذل. انتهى.

وقد صححه غير واحد. قال الشهاب في شرح الشفاء: إن كلام المصنف ليس بصواب، وإن سبقه به غيره، فقد ورد في الحديث، وصححه القزويني في مثلثاته، وإليه ذهب شيخنا المقدسي في حواشيه.

قال شيخنا: القزويني ليس ممن يرد به كلام جماهير أئمة اللغة والمقدسي لم يتعرض لهذه المادة في حواشيه، ولا لفصل الحاء بأجمعه، ولعله سها في كلام غيره.

قال: والحديث الذي أشار إليه فقد قال القسطلاني في شرح البخاري حين تكلم على الحجر أنثى الخيل وإنكار أهل اللغة الحجرة، بالهاء: لكن روى ابن عدي في الكامل من حديث عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، مرفوعا: ليس في حجرة ولا بغلة زكاة . قال شيخنا: وقد يقال إن إلحاق الهاء هنا لمشاكلة بغلة، وهو باب واسع. ج حجور وحجورة وأحجار.

في الأساس: يقال: هذه حجر منجبة من حجور منجبات،وهي الرمكة، كما قيل:

إذا خرس الفحل وسط الحجور    وصاح الكلاب وعق الولـد. معناه أن الفحل الحصان إذا عاين الجيش وبوارق السيوف لم يلتفت جهة الحجور، ونبحت الكلاب أربابها، لتغير هيآتها، وعقت الأمهات أولادهن وشغلهن الرعب عنهم.

الحجر: القرابة، وبه فسر قول ذي الرمة:

فأخفيت ما بي من صديقي وإنه     لذو نسب دان إلي وذو حجر.

صفحة : 2661

الحجر: ما بين يديك من ثوبك ويفتح، كما في التهذيب. من المجاز: الحجر من الرجل والمرأة: فرجهما، وعبر بعض بالمتاع، والفتح أعلى. الحجر: ة لبني سليم بالقرب من قلهى وذي رولان. ويفتح فيهما، أي في القرية والفرج، والصواب: فيها، أي في الثلاثة، كما عرفت.

يقال: نشأ فلان في حجره، بالكسر، وحجره، بالفتح، أي في حفظه وستره. وقال الأزهري: يقال: هم في حجر فلان، أي في كنفه ومنعته ومنعه، كله واحد، قاله أبو زيد.

ووهب بن راشد الحجري بالكسر مصري، والذي قاله السمعاني إنه أبو زرعة وهب الله بن راشد المؤذن الحجري المصري، من حجر رعين عن ثور بن يزيد الأبلي، وحيوة بن شريح، وغيرهما، روى عنه أبو الرداد عبد الله بن عبد السلام بن الربيع والربيع بن سليمان، وغيرهما. الحجر، بالتحريك: الصخرة كالأحجر، كأردن، نقله الفراء عن العرب، وأنشد:

يرميني الضعيف بالأحجر. قال: ومثله هو أكبرهم، وفرس أطمر وأترج، يشددون آخر الحرف. ج في القلة أحجار أحجر، و في الكثرة حجارة وحجار، وهو نادر، قاله الجوهري. وروي عن أبي الهيثم أنه قال: العرب تدخل الهاء في كل جمع على فعال أو فعول، وإنما زادوا هذه الهاء فيها، لأنه إذا سكت عليه اجتمع فيه عند السكت ساكنان، أحدهما الألف التي آخر حرف في فعال، والثاني آخر فعال المسكوت عليه، وفقالوا: عظام وعظامة ونفار ونفارة، وقالوا: فحالة وحبالة وذكارة وذكورة وفحولة وحمولة. وأرض حجرة وحجيرة ومتحجرة: كثيرته، أي الحجر.

الحجران: الفضة والذهب. ويقال للرجل إذا كثر ماله وعدده: قد انتشرت حجرته، وقد ارتعج ماله، وارتعج عدده. ربما كني بالحجر عن الرمل، حكاه ابن الأعرابي، وبذلك فسر قوله:

عشية أحجار الكناس رميم. قال: أراد عشية رمل الكناس، ورمل الكناس: من بلاد عبد الله بن كلاب. والحجر الأسود الأسعد كرمه الله تعالى م أي معروف، وهو حجر البيت حرسه الله تعالى، وربما أفردوه إعظاما، فقالوا: الحجر، ومن ذلك قول عمر رضي الله عنه: والله إنك لحجر، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل كذا ما فعلت . فأما قول الفرزدق:

وإذا ذكرت أباك أو أيامـه     أخزاك حيث تقبل الأحجار. فإنه جعل كل ناحية منه حجرا، ألا ترى أنك لو مسست كل ناحية منه لجاز أن تقول: مسست الحجر. الحجر: د، عظيم على جبل بالأندلس، ومنه: محمد بن يحيى، المحدث الحجري الكندي الكوفي، عن عبد الله بن الأحلج، وعنه عتيق بن أحمد الجرجاني، وإبراهيم بن درستويه الشيرازي. الحجر: ع آخر. وحجر الذهب:محلة بدمشق داخلها، وفيها المدرسة الخاتونية. وحجر شغلان، بإعجام الغين وإهمالها: حصن قرب أنطاكية بجبل اللكام.

الحجر، بضمتين: ما يحيط بالظفر من اللحم. الحجر، كصرد:جمع الحجرة للغرفة وزنا ومعنى. الحجرة: حظيرة الإبل، ومنه، حجرة الدار كالحجرات بضمتين، والحجرات، بفتح الجيم وسكونها ثلاث لغات، الأخيرة عن الزمخشري. وقال شيخنا: هذا ليس مما انفرد به الزمخشري حتى يحتاج إلى قصره في عزوه عليه، بل هو قول للجمهور بل ادعى بعض في مثله القياس، فما هذا القصور?.

والحاجر: الأرض المرتفعة ووسطها منخفض، كالمحجر، كمجلس.

صفحة : 2662

في الصحاح: الحاجر: ما يمسك الماء من شفة الوادي، وزاد ابن سيده: ويحيط به، كالحاجور، وهو فاعول من الحجر، وهو المنع.

الحاجر: منبت الرمث ومجتمعه ومستداره، كذا في المحكم. والحاجر أيضا: الجدر الذي يمسك الماء بين الديار لاستدارته. وفي التهذيب: الحاجر من مسايل المياه ومنابت العشب: ما استدار به سند، أو نهر مرتفع. ج حجران، مثل حائر وحوران، وشاب وشبان. قال رؤبة:

حتى إذا ما هاج حجران الدرق. منه سمي منزل للحاج بالبادية حاجرا. وعبارة الأزهري: ومن هذا قيل لهذا المنزل الذي في طريق مكة: حاجر. وفي الأساس: وفلان من أهل الحاجر، وهو مكان بطريق مكة.

وقال أبو حنيفة: الحاجر: كرم مئناث، وهو مطمأن، له حروف مشرفة تحبس عليه الماء، وبذلك سمي حاجرا. قلت: والحاجر: موضع بالقرب من زبيد، سمعت فيه سنن النسائي، على شيخنا الإمام أبي محمد عبد الخالق بن أبي بكر النمري، رحمه الله تعالى.

والحاجر: موضع بالجيزة من مصر، وقد رأيته. والحجري ككردي، ويكسر الحق والحرمة والخصوصية. وحجر بالضم وبضمتين، مثل عسر وعسر، قال حسان بن ثابت:

من يغر الدهر أو يأمـنـه     من قتيل بعد عمرو وحجر. والد امرئ القيس الشاعر المشهور، فحل الشعراء و حجر أيضا جده الأعلى وهو امرؤ القيس بن حجر بن الحارث بن حجر آكل المرار بن معاوية بن ثور، وهو كندة. وحجر بن النعمان بن الحارث بن أبي شمر الغساني، وإياه عنى حسان.

حجر بن ربيعة بن وائل الحضرمي الكندي، والد وائل أبي هنيدة ملك حضرموت، وقد حدث من ولده علقمة وعبد الجبار، ابنا وائل بن حجر بن ربيعة بن وائل.

حجر بن عدي بن معاوية بن جبلة الكندي، ويقال له: حجر الخير، وأبوه عدي هو الملقب بالأدبر، لأنه طعن في أليتيه موليا، وقال أبو عمرو: الأدبر هو ابن عدي، وقد وهم. وحجر بن النعمان الحارثي، له وفادة، وهو والد الصلت. وحجر بن يزيد بن سلمة الكندي، ويقال له: حجر الشر، للفرق بينه وبين حجر الخير، وهو أحد الشهود بين الحكمين، ولاه معاوية إرمينية: صحابيون. وحجر بن يزيد بن معدي كرب الكندي، صاحب مرباع بني هند، اختلف في صحبته، والصواب أن لأخيه أبي الأسود صحبة.

حجر بن العنبس، وقيل: ابن قيس أبو العنبس، وقيل: أبو السكن الكوفي، تابعي أدرك الجاهلية، ولا رؤية له، شهد الجمل وصفين، روى عنه سلمة بن كهيل، وموسى بن قيس الحضرمي، أورده أبو موسى. حجر: ة باليمن من مخاليف بدر، منها: يحيى بن المندر، عن شريك، وعنه ابنه أحمد، وعن أحمد أبو سعيد بن الأعرابي. ومحمد بن أحمد بن جابر، شيخ لعبد الغني بن سعيد. وأحمد بن علي الهذلي الشاعر الحجري، وغيرهم. ومن شعر الهذلي هذا:

ذكرت والدمع يوم البين ينسجم ولوعة الوجد في الأحشاء تضطرم. وبالتحريك: والد أوس الصحابي الأسلمي، وقيل: أوس بن عبد الله بن حجر، وقيل: أبو أوس تميم بن حجر، وقيل: أبو تميم كان ينزل العرج. ذكره ابن ما كولا عن الطبري، لم يرو شيئا.

صفحة : 2663

حجر: والد أوس الجاهلي الشاعر التميمي. حجر: والد أنس المحدث، هكذا في النسخ، وهو غلط منشؤه سياق عبارة مشتبه النسب لشيخه ونصها: وبفتحتين أيوب بن حجر الأيلي، ومحمد بن يحيى بن أبي حجر، رويا، وأنس بن حجر مختلف فيه. هكذا نصه، وعلى الهامش بإزاء قوله: وأنس: وأوس، وعليه صح بخط الحافظ بن رافع، وهكذا هو في التبصير للحافظ، ولم يذكر أنس بن حجر، إنما هو أوس بن حجر. أو هما أي والد الشاعر والمحدث بالفتح، والصواب في والد أوس الصحابي التحريك، على اختلاف. قال الحافظ: وصحح ابن ماكولا أنه بالضم، وأنه أوس بن عبد الله بن حجر، حديثه عند ولده. وذو الحجرين الأزدي، إنما لقب به، لأن ابنته كانت تدق النوى لإبله بحجر، والشعير لأهلها بحجر آخر.

من المجاز: يقال: رمى فلان بحجر الأرض، أي رمى بداهية من الرجال. وفي حديث الأحنف بن قيس: أنه قال لعلي، حين سمى معاوية أحد الحكمين عمرو بن العاص: إنك قد رميت بحجر الأرض، فاجعل معه ابن عباس، فإنه لا يعقد عقدة إلا حلها ، أي بداهية عظيمة تثبت ثبوت الحجر في الأرض. كذا في اللسان. وفي الأساس: رمي فلان بحجر، إذا قرن بمثله.

الحجور، كصبور، ويروى بالضم أيضا: ع ببلاد بني سعد بن زيد مناة بن تميم، وراء عمان قال الفرزدق:

لو كنت تدري ما برمل مـقـيد     فقرى عمان إلى ذوات حجور. روي بالوجهين: بفتح الحاء وضمها. الحجور: ع باليمن، وهو صقع كبير تنسب إليه قبيلة باليمن وهم حجور بن أسلم بن عليان بن زيد بن جشم بن حاشد، منهم: أبو عثمان يزيد بن سعيد الحجوري، حدث عن أبيه. والحجورة مشددة والحاجورة: لعبة لهم، تخط الصبيان خطا مدورا، ويقف فيه صبي، ويحيطون به ليأخذوه من الخط، عن ابن دريد، لكن رأيت بخط الصغاني: الحجورة، مخففة. والمحجر، كمجلس ومنبر: الحديقة. والمحاجر: الحدائق، قال لبيد:

بكرت به جرشية مقطـورة     تروي المحاجر بازل علكوم. وفي التهذيب: المحجر: المرعى المنخفض، وفي الأساس: الموضع فيه رعي كثير وماء.

المحجر من العين: ما دار بها وبدا من البرقع من جميع العين، أو هو ما يظهر من نقابها، أي المرأة، قاله الجوهري. وقال الأزهري: المحجر: العين، ومحجر العين: ما يبدو من النقاب، وقال مرة: المحجر من الوجه: حيث يقع عليه النقاب، قال: وما بدا لك من النقاب محجر، وأنشد:

وكأن محجرها سراج موقد. وقيل: هو ما دار بالعين من العظم الذي في أسفل الجفن، كل ذلك بفتح الميم، وكسر الجيم وفتحها.

قيل: المحجر والمحجر: عمامته أي الرجل إذا اعتم. المحجر أيضا: ما حول القرية، ومنه: محاجر أقيال اليمن أي ملوكها. وهي الأحماء: كان لكل واحد منهم حمى لا يرعاه غيره. وفي التهذيب: محجر القيل من أقيال اليمن: حوزته وناحيته، التي لا يدخل عليه فيها غيره.

يقال: استحجر الرجل: اتخذ حجرة لنفسه كتحجر واحتجر. وفي الحديث: أنه احتجر حجيرة بخصفة أو حصير . أبو القاسم مظفر بن عبد الله بن بكر بن مقاتل الحجري كجهني محدث، يروي عن عبد الله بن المعتز شيئا من شعره، سمع منه أبو العلاء الواسطي المقرئ بواسط.

صفحة : 2664

والأحجار: بطون من بني تميم قال ابن سيده: سموا بذلك لأن أسماءهم جندل وجرول وصخر، وإياهم عنى الشاعر بقوله:
وكل أنثى حملت أحجارا. يعني أمه. وقيل: هي المنجنيق. ومحجر كمعظم ومحدث، الثاني قول الأصمعي: ماء أو اسم ع بعينه. قال ابن بري: وشاهده قول طفيل الغنوي:

فذوقوا كما ذقنا غداة محـجـر     من الغيظ في أكبادنا والتحوب. قال ابن منظور: وحكى ابن بري هنا حكاية لطيفة عن ابن خالويه، وقال حدثني أبو عمرو الزاهد، عن ثعلب، عن عمر بن شبة، قال: قال الجارود، وهو القارئ: وما يخدعون إلا أنفسهم : غسلت ابنا للحجاج، ثم انصرفت إلى شيخ كان الحجاج قتل ابنه، فقلت له: مات ابن الحجاج فلو رأيت جزعه عليه، فقال:

فذوقوا كما ذقنا غداة محجر. البيت. وأحجار: فرس همام بن مرة الشيباني، سميت باسم الجمع. وأحجار الخيل: ما اتخذ منها للنسل، لا يكادون يفردون لها الواحد. قال الأزهري: بل يقال هذه حجر من أحجار خيلي، يريد بالحجر: الفرس الأنثى خاصة، جعلوها كالمحرمة الرحم إلا على حصان كريم.

وأحجار المراء: موضع بقباء، خارج المدينة المشرفة، على ساكنها أفضل الصلاة والسلام. وفي الحديث: أنه كان يلقى جبريل عليه السلام بأحجار المراء قال مجاهد: وهي قباء.

في حديث الفتن: عند أحجار الزيت ، هو ع داخل المدينة المشرفة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، ولا يخفى ما في مقابلة الداخل مع الخارج من حسن التقابل.

قلت: وبه قتل الإمام محمد النفس الزكية، ويقال له: قتيل أحجار الزيت. والحجيرات كأنه جمع حجيرة، تصغير حجرة، وهي الموضع المنفرد، كذا في النسخ، وفي التكملة: الحجيريات: موضع به كان منزل لأوس بن مغراء السعدي. والحنجور بالضم: السفط الصغير، وقارورة صغيرة للذريرة، وأنشد ابن الأعرابي:

لو كان خز واسط وسقطه     حنجوره وحقه وسفطه. الأصل فيهما الحلقوم، كالحنجرة، والنون زائة، والحناجر جمعه، بالفتح أيضا، وإنما أطلق اعتمادا على الشهرة. وفي التنزيل العزيز: إذ القلوب لدى الحناجر أي الحلاقم.

الحنجور: د في نواحي الروم، ويقال: حنجر، كقنفذ، ويقال بجيمين، ويقال بالخاء. وحجر القمر تحجيرا: استدار بخط دقيق وفي بعض الأصول الجيدة: رقيق بالراء من غير أن يغلظ. أو تحجر القمر، إذا صار هكذا في النسخ، وفي بعض منها: صارت حوله دارة في الغيم.

حجر البعير: وسم حول عينيه بميسم مستدير. وقد حجر عينها وحولها: حلق لا يصيبها.

وتحجر عليه: ضيق وحرم، وفي الحديث: لقد تحجرت واسعا ، أي ضيقت ما وسعه الله وخصصت به نفسك دون غيرك. وقد حجرة وحجره. واستحجر فلان بكلامي، أي اجترأ عليه. قال ابن الأثير: احتجر الأرض وحجرها: ضرب عليها منارا، أو أعلم علما في حدودها للحيازة، يمنعها به عن الغير.

احتجر اللوح: وضعه في حجره. يقال: احتجر به فلان، إذا التجأ واستعاذ، ومنه الحديث: اللهم إني أحتجر بك منه ، أي ألتجئ إليك وأستعيذ بك، كاحتجأ.

صفحة : 2665

في النوادر: احتجرت الإبل: تشددت بطونها وحجرت، واحتجزت بالزاي لغة فيه. وقد أمست محتجرة، وذلك إذا كرش المال، ولم يبلغ نصف البطنة ولم يبلغ الشبع كله، فإذا بلع نصف البطنة لم يقل، فإذا رجع بعد سوء حال وعجف، فقد اجروش. وناس مجروشون. ووادي الحجارة: د، بثغور الأندلس منه: أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن حبون الحجاري الأندلسي، شاعر، إمام في الحديث، بصير بعلله، حافظ لطرقه، لم يكن بالأندلس قبله أبصر منه، عن ابن وضاح، وعنه قاسم بن أصبغ، ذكره الرشاطي. وذكر السمعاني منه: سعيد بن مسلمة المحدث وابنه أحمد بن سعيد المحدث، وحفص بن عمر، ومحمد بن عزرة، وإسماعيل بن أحمد الحجاريون الأندلسيون: محدثون. وحجور، كقسور: اسم.

حجار، ككتان وفي بعض النسخ ككتاب، ابن أبجر بن جابر العجلي أحد حكامهم وأبجر هذا هو الذي قال: أكثر من الصديق، فإنك على العدو قادر، لما أوصى ولده حجارا، كما جزم به ابن الكلبي. وذكر ابن حبان: حجار بن أبجر الكوفي، وقال فيه: يروي عن علي ومعاوية، عداده في أهل الكوفة، روى عنه سماك بن حرب، فلا أدري هو هذا أم غيره، فلينظر.

وحجير كزبير بن الربيع العذري البصري، يقال: هو أبو السوار، ثقة، من الثالثة. وهشام بن حجير المكي، من رجال الصحيحين، وقد ضعفه ابن معين وأحمد محدثان. وحجير بن عبد الله الكندي تابعي. حجير بن رئاب بن حبيب بن سواءة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر، جد لجابر بن سمرة الصحابي، رضي الله عنه.

ومما يستدرك عليه: أهل الحجر والمدر، أي أهل البوادي الذين يسكنون مواضع الأحجار والرمال، وأهل المدر: أهل البلاد، وقد جاء ذكره في حديث الجساسة والدجال. وفي آخر: وللعاهر الحجر ، قيل: أي الخيبة والحرمان، كقولك: ما لك عندي شيء غير التراب، وما بيدك غير الحجر. وذهب قوم إلى أنه كني به عن الرجم. قال ابن الأثير: وليس كذلك، لأنه ليس كل زان يرجم.

واستحجر الطين: صار حجرا، كما تقول: استنوق الجمل، لا يتكلمون بهما إلا مزيدين، ولهما نظائر. وفي الأساس: استحجر الطين وتحجر: صلب كالحجر. والعرب تقول عند الأمر تنكره: حجرا له، بالضم أي دفعا، وهو استعاذة من الأمر، ومنه قول الراجز:

قالت وفيها حيدة وذعـر      عوذ بربي منكم وحجر. والمحنجر: الأسد، نقله الصغاني. وأنت في حجرتي، أي منعتي. والحجار، بالكسر: حائط الحجرة، ومنه الحديث: من نام على ظهر بيت ليس عليه حجار فقد برئت منه الذمة أي لكونه يحجر الإنسان النائم. ويمنعه من الوقوع والسقوط. ويروى: حجاب بالباء.

والحجر: قلعتان باليمن: إحداهما بظفار، والثانية بحران. وحجور، كصبور: موضع باليمن. وقيل: قرب زبيد موضع يسمى حجورى. وحجرة: موضع باليمن. والحناجر: بلد. والحنجور: دويبة، وليس بثبت. والحجار: من رواة البخاري، هو أحمد بن أبي النعم الصالحي، مشهور.

ومحجر: كمنبر: قرية جاء ذكرها في حديث وائل بن حجر، وقال ابن الأثير: هي بالنون، قال: وهي حظائر حول النخل، وسيأتي. وقال الطرماح يصف الخمر:

فلما فت عنها الطين فـاحـت      وصرح أجود الحجران صاف. استعار الحجران للخمر، لأنها جوهر سيال كالماء.

صفحة : 2666

وفي التهذيب: وقيل لبعضهم: أي الإبل أبقى على السنة? فقال: ابنة لبون، قيل: لمه? قال: لأنها ترعى محجرا، وتترك وسطا. قال: وقال بعضهم: المحجر هنا الناحية. وقال الأخطل:

ويصبح كالخفاش يدلك عينـه    فقبح من وجه لئيم ومن حجر. فسره ابن الأعرابي فقال: أراد محجر العين. وقال آخر:

وجارة البيت لها حجري. معناه: لها خاصة دون غيرها.

وفي حديث سعد بن معاذ: لما تحجر جرحه للبرء انفجر ، أي اجتمع والتأم، وقرب بعضه من بعض. والحجرية، بضم ففتح: قرية بالجند، منها: يحيى بن عبد العليم بن أبي بكر الحجري، أخذ عن ابن أبي ميسرة. ومحمد بن علي بن أحمد الحجري الأصبحي، درس بتعز، ومات سنة 719. وفي الحديث: إذا نشأت حجرية، ثم تشاءمت، فتلك عين غديقة ، منسوب إلى الحجر: قصبة اليمامة، أو إلى حجرة القوم: ناحيتهم، قاله ابن الأثير. وقال الراعي، ووصف صائدا:

توخى حيث قال القلب منـه     بحجري ترى فيه اضطمارا. عنى نصلا منسوبا إلى حجر. وقال أبو حنيفة: وحدائد حجر: مقدمة في الجودة، وقال زهير:

لمن الديار بقنة الحجر. هو موضع، ولم يعرفه أبو عمرو في الأمكنة، وقال آخر:

أعتدت للأبلج ذي التمـايل     حجرية خيضت بسم ماثل. عنى قوسا أو نبلا منسوبا إلى حجر. وانتشرت حجرته: كثر ماله. وفي الحديث: أنه كان له حصير يبسطه بالنهار، ويحجره بالليل ، وفي رواية: يحتجره، أي يجعله لنفسه دون غيره. وفي صفة الدجال: مطموس العين ليست بناتئة ولا حجراء . قال ابن الأثير: قال الهروي: إن كانت هذه اللفظة محفوظة فمعناه: ليست بصلبة متحجرة، قال: وقد رويت: حجراء بتقديم الجيم، وهو مذكور في موضعه. وأبو حجير: جد خالد بن عبد الرحمن السري، الرواي عن أبي الجماهر، وعنه النسائي. وقالوا: فلان حجر الأرض، أي فرد لا نظير له، ونحوه قولهم: فلان رجل الدهر. وحجر: لقب جد إمام الأئمة الحفاظ: شهاب الدين أبي الفضل أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي بن محمود بن أحمد العسقلاني الكناني المصري، عرف جده بابن حجر، وبابن البزاز، وقريبه الإمام المحدث شعبان بن محمد بن محمد أبو الطيب، وأم الكرام أنس زوجة ابن حجر، محدثون، وهم بيت حديث وفقه، وأما الحافظ أبو الفضل فهو محض منة من الله تعالى، على مصر خاصة، وعلى من سواهم عامة، وترجمته ألفت في مجلد كبير، وبلغ في هذا الشأن ما لم يبلغه غيره في عصره، بل ومن قبله وكان بعض يوازيه بالدار قطني، وقد انتفعت بكتبه، وكان أول فتوحي في الفن على مؤلفاته، وحبب الله إلي كلامه وأماليه، فجمعت منها شيئا كثيرا، فجزاه الله عنا كل خير، وأسكنه بحبوح الفراديس من غير ضير. ووالده نور الدين علي، ممن سمع من ابن سيد الناس، وكان يحفظ الحاوي الصغير، وجده قطب الدين أبو القاسم محمد بن محمد بن علي، ممن أجاز له أبو الفضل بن عساكر، وابن القواس وتوفي سنة 741. وعمه فخر الدين عثمان بن علي، تفقه عليه ابن الكويك والسراج الدمنهوري، وتوفي سنة 714، ترجمه العفيف المطري، وولد الحافظ أبو الفضل في 22 شعبان سنة 773 وتوفي في 28 ذي الحجة سنة 852 على الصحيح.

صفحة : 2667

وأما الشهاب أحمد بن علي بن حجر الهيثمي المصري، الفقيه، نزيل مكة، فإنه إنما لقب به جده لصمم أصابه من كبر سنه، كما رأيته في معجمه الذي ألفه في شيوخه.

وبنو حجر: قبيلة باليمن. والمحجر: بالفتح: محلة بمصر. وأبو سعد محمد بن علي الحجري محركة يعرف بسنك انداز، محدث مقرئ. وأبو المكارم المبارك بن أحمد الحجري، عرفض بابن الحجر، من أهل بغداد، محدث. وحجر بضم فسكون ابن عبد ابن معيص بن عامر بن لؤي: جد ابن أم مكتوم الصحابي. وفي كندة: حجر بن وهب بن ربيعة بن معاوية الأكرمين، منهم: جبلة بن أبي كريب بن قيس بن حجر، له وفادة، ومنهم: الأجلح الكندي، وهو يحيى بن عبد الله بن معاوية بن حسان الفقيه، ومنهم: عمرو بن أبي قرة الحجري، قاضي الكوفة. وحجر القرد بن الحارث الولادة بن عمرو بن معاوية بن الحارث بن معاوية بن ثور، ومعنى القرد: الكثير العطاء، والولادة: كثير الولد، وهو جد الملوك الذين لعنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهم مخوس، ومشرح، وأبضعة، وجمد، بنو معدي كرب بن وكيعة بن شرحبيل بن معاوية بن حجر. وحجور، بالضم: موضع جاء ذكره في الشعر. وذات حجور، بالفتح: موضع آخر. وأبرقا حجر: جبلان على طريق حاج البصرة، بين جديلة وفلجة، وكان حجر أبو امرئ القيس ينزلهما، وهناك قتله بنو أسد. وحنجر، بالحاء والنون، كجعفر: أرض بالجزيرة لبني عامر، وهي من قنسرين، سميت لتجمع القبائل بها واغتصاصها.
وفي كتاب الجوهر المكنون للشريف النسابة: ولخم حجر بن جزيلة بن لخم، إليه يرجع كل حجري لخمي ومنهم: ذعر بن حجر، وولده مالك الذي استخرج يوسف الصديق من الجب.