فصل الحاء المهملة مع الراء
الجزء الثاني
ح د ر.
الحدر بالفتح من كل شيء: الحط من علو إلى سفل والمطاوعة منه الانحدار،
كالحدور بالضم، وإنما أطلقه اعتمادا على الشهرة. وقد حدره يحدره ويحدره
حدرا وحدورا فانحدر: حطه من علو إلى سفل كذا في المحكم. قال الأزهري: وكل
شيء أرسلته إلى أسفل فقد حدرته حدرا وحدورا. وحدرت السفينة: أرسلتها إلى
أسفل، ولا يقال أحدرتها.
من المجاز: الحدر في الأذان والقرآن: الإسراع، وفي حديث الأذان: إذا أذنت فترسل، وإذا أقمت فاحدر ، يتعدى ولا يتعدى، وفي الأساس: حدر القراءة حدرا: أسرع فيها: فحطها عن التمطيط. وفي المحكم: سميت القراءة السريعة الحدر، لأن صاحبها يحدرها حدرا، كالتحدير.
من المجاز: الحدر: ورم الجلد وانتفاخه وغلظه من الضرب حدر جلده يحدر حدرا وحدروا: غلظ وانتفخ وورم، قال عمر بن أبي ربيعة:
لو دب ذر فوق
ضاحي جلدها
لأبان من آثارهـن حـدورا. يعني الورم، كالإحدار
والتحدير. حدر الجلد أيضا: توريمه، يقال: أحدر الجلد وحدره: ضربه حتى ورمه.
وأحدر الجلد بنفسه وحدر وحدر: ورم: وفي حديث ابن عمر: أنه ضرب رجلا ثلاثين
سوطا كلها يبضع ويحدر المعنى أن السياط أبضعت جلده وأحدرته، وقال الأصمعي:
يبضع، يعني يشق الجلد، ويحدر يعني يورم، قال: واختلف في إعرابه، فقال
بعضهم: يحدر إحدارا، وقال بعضهم: يحدر حدورا. قال الأزهري: وأظنهما لغتين،
إذا جعلت الفعل للضرب، فأما إذا كان الفعل للجلد أنه الذي يرم، فإنهم
يقولون: قد حدر جلده يحدر حدورا، لا ختلاف فيه أعلمه.
صفحة : 2668
من المجاز: الحدر: فتل هدب الثوب، يقال: حدرت الثوب، إذا فتلت أطراف هدبه،
لأنك تقصره بالفتل، وتحتط من مقدار طوله، كما في الأساس، وفيه أيضا: ومنه:
حدرج السوط، إذا فتله. وسوط محدرج، ضمت الجيم إليه، وقد سبق في موضعه.
كالإحدار فيهما أي في التوريم والفتل، يقال: أحدر الجلد من الضرب إحدارا:
جعله حادرا، وقد تقدم. وأحدر الثوب إحدار فتل أطراف هدبه وكفه، كما يفعل
بأطراف الأكسية. والحدرة: الفتلة من فتل الأكسية.
من المجاز: الحدر: إمشاء الدواء البطن. وقد حدر الدواء بطنه يحدره حدرا: أمشاه.
الحدر: الإحاطة بالشيء، يحدر، بالضم، ويحدر، بالكسر، في الكل مما تقدم. وروى الأزهري عن المؤرج: يقال: حدروا حوله ويحدرون به، إذا طافوا به، قال الأخطل:
ونفس المرء ترصدها المنايا وتحدر حوله حتى يصابـا. من المجاز: الحدر: السمن في غلظ وقصر، يقال: غلام حادر، أي قصير لحيم، كما يقال له: حطائط، كما في الأساس.
من المجاز: الحدر: اجتماع خلق مع الغلظ، يقال: فتى حادر، أي غليظ مجتمع. وجمعهما حدرة كالحدارة، ككرامة، وفي بعض النسخ بالفتح والكسر معا ونقل الأزهري عن الليث: الحادر: الممتلئ شحما ولحما مع ترارة، فعله كنصر وكرم، ذكرهما ابن سيده، واقتصر الليث على الثاني، ونقله الجوهري عن الأصمعي.
الحدر، بالتحريك: مكان ينحدر منه مثل الصبب، وفي الحديث: كأنما ينحط في حدر . كالحدور، كصبور، والأحدور، بالضم، والحدراء ككرماء، والحادور. والحدور في سفح جبل، وكل موضع منحدر. ويقال: وقعنا في حدور منكرة، وهي الهبوط. قال الأزهري: ويقال له: الحدراء، بوزن الصعداء.
من المجاز: الحدر: سيلان العين بالدمع. حدرت تحدر، بالضم، وتحدر، بالكسر، والاسم منهما الحدورة، بالضم، والحدروة، بالفتح والحادورة، ذكر الثلاثة اللحياني، كما نقل عنه ابن سيده.
الحدر: الحول في العين. قال الليث: وهو أحدر، وهي حدراء، أي أحول وحولاء. وعين حدرة بدرة وحدري ككفري بضمتين فتشديد مع فتح، آخره ألف مقصورة: عظيمة، أو حدرة غليظة. ونقل الأزهري عن الأصمعي: أما قولهم: عين حدرة فمعناه مكتنزة صلبة، وبدرة بالنظر. أو حدرة حادة النظر. وقيل: حدرة: واسعة، وبدرة: يبادر نظرها نظر الخيل، عن ابن الأعرابي. قال امرو القيس:
عين لها حـدرة بـدرة وشقت مآقيها من أخر. وفي التهذيب: الحدرة: العين الواسعة الجاحظة. والحادر: الأسد، لشدة بطشه، كالحيدر والحيدرة ويقال: حيدرة بلا لام كما وقع التعبير به في بعض الأصول. وقال ابن الأعرابي: الحيدرة في الأسد مثل الملك في الناس. قال ثعلب: يعني لغلظ عنقه، وقوة ساعديه، والهاء والياء زائدتان، وقال: لم تختلف الرواة في أن هذه الأبيات لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه:
أنا الذي
سمتني أمي حيدره.
كليث غابات غليظ القصره.
أكيلكم بالسيف كيل السندره.
وزاد ابن بري في الرجز بعد القصره:
أضرب بالسيف
رقاب الكفره.
صفحة : 2669
من المجاز: الحادر: الغلام السمين الغليظ، المجتمع الخلق، أو الحسن الجميل
الصبيح، ذكرهما ابن سيده. والجمع حدرة. ونقل الأزهري عن الليث: الحادر
والحادرة: الغلام الممتلئ الشباب. وقال ثعلب: يقال: غلام حادر، إذا كان
ممتلئ البدن، شديد البطش.
في الكتاب العزيز: وإنا لجميع حاذرون وهي القراءة المشهورة، وقرأ: وإنا لجميع حادرون بالدال، أي مؤدون بالكراع، وفي نص التهذيب: في الكراع والسلاح. قال الأزهري: وهي قراءة عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. قال: والقراءة بالذال لا غير، والدال شاذة لا يجوز عندي القراءة بها، وقرأ عاصم وسائر القراء بالذال. قلت: والدال المهملة قراءة ابن عمير واليماني، كما نقله الصنعاني وفسره بعض فقال: أي حذاق بالقتال، أقوياء، نشيطون له، من قولهم: غلام حادر، إذا كان شديد البطش، قوي الساعدين كما تقدم، أو سائرون طالبون موسى، عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام، من قولهم: حدر الرجل حدرا، إذا انحط في صبب. والحادور: القرط في الأذن: جمعه حوادير. قال أبو النجم العجلي يصف امرأة:
خدبة الخلق على تحضيرها بائنة المنكب من حادورها. أراد أنها طويلة العنق، وعظيمة العجر، على دقة خصرها، والبيت الذي بعده:
يزينها أزهر في سفـورهـا فضلها الخالق في تصويرها. من المجاز: الحادور: الهلكة، كالحيدرة. قال أبو زيد: رماه الله بالحيدرة، أي بالهلكة. وقال الزمخشري: أي بداهية شديدة، كأنها الأسد في شدتها.
من المجاز: الحادور: الدواء المسهل الذي يمشي البطن، وهو خلاف العاقول. والحيدار، بفتح فسكون: ما صلب من الحصى واكتنز، ومنه قول تميم بن أبي بن مقبل يصف ناقة:
ترمي النجاد بحيدار الحصى قمزا في مشية سرح خلط أفانـينـا. وليس بتصحيف حيدان، بالنون، نبه عليه الصغاني. والحدرة، بالفتح: جرم قرحة تخرج بجفن العين، وقيل: ببياض الجفن فترم وتغلظ، والذي في التهذيب: بباطن الجفن. وليس فيه: ببياض، فأنا أخشى أن يكون هذا تحريفا من الكاتب. وقد حدرت عينه حدرا.
الحدرة، بالضم: الكثرة والاجتماع. والذي في المحكم وغيره: حي ذو حدرة، أي ذو اجتماع وكثرة، فلينظر هذا مع عبارة المصنف. الحدرة: القطيع من الإبل نحو الصرمة، هي ما بين العشرة إلى الأربعين، فإذا بلغت الستين فهي الصدعة. ومال حوادر: مكتنزة ضخام، وعليه حدرة من غنم، وحدرة، أي قطعة، عن اللحياني. والأحدر من الإبل: الممتلئ الفخذين والعجز الدقيق الأعلى، وهي حدراء، ومنه حديث أبي بن خلف: كان على بعير له وهو يقول: يا حدارها، يعني يا حدراء الإبل، فقصر، وهي تأنيث الأحدر، وأراد بالبعير هنا الناقة، وهو يقع على الذكر والأنثى، كالإنسان، ويجوز أن يريد: هل رأى أحد مثل هذا: قال الأزهري: وقال بعضهم: الحدراء: نعت حسن للخيل خاصة.
حدراء: اسم امرأة شبب بها الفرزدق، قال:
عزفت بأعشاش
وما كدت تـعـزف
وأنكرت من حدراء ما كنت تعرف.
صفحة : 2670
والحنادر، بالضم: الحاد البصر. ويقال: إنه لحنادر العين. والحندر، كقنفذ،
والحندور، كسرسور، والحندورة، بضمهن، والحندورة، كهر كولة، يعني بكسر الأول
وفتح الثالث والحندورة، بكسر الحاء وضم الدال وهذه عن ثعلب، والحندير،
والحندارة، والحندور، والحنديرة، بكسرهن، كل ذلك: الحدقة، والحنديرة أجود.
في الصحاح: يقال: هو علي حندر عينه وحندرتها وحندورها وحندورتها، أي يستثقله فلا يقدر النظر إليه، وفي بعض النسخ: فلا يقدر على النظر إليه، ونص الصحاح: ولا يقدر أن ينظر إليه بغضا. قال الفراء: يقال: جعلته على حندورة عيني، بالضم، وحنديرتها بالكسر، أي جعلته نصب عيني، وذكر الجوهري وغيره من الأئمة هذه المادة في ح ن د ر، إشارة إلى أن النون لا تزاد في ثاني الكلمة إلا بثبت، وتبعهم صاحب اللسان فأوردها هناك، ولم يتعرض لها في حدر. وستأتي للمصنف أيضا هناك، إشارة إلى ما ذكرنا، إن شاء الله تعالى.
الحدر، كعتل: الغليظ الضخم. وانحدر جلده: تورم، كما في الصحاح. انحدر: انهبط وهو مطاوع حدره يحدره حدرا. وفي التهذيب في ترجمة قلع: الانحدار والتقلع قريب بعضه من بعض. أراد أنه يستعمل التثبت، ولا يبين منه في هذه الحال استعجال ومبادرة شديدة.
والموضع منحدر. بضم فسكون ففتحات، ومنحدر، أتبعوا الضمة الضمة، كما قالوا: أنبيك وأنبوك. وروى بعضهم: منحدر بفتح فسكون ففتح فكسر.
حدر الدمع يحدره حدرا وحدورا، وحدره فانحدر، وتحدر، أي تنزل.
ومما يستدرك عليه: رأيت المطر يتحادر على لحيته، أي ينزل ويقطر، وهو يتفاعل من الحدور، وقد جاء في حديث الاستسقاء. وحدر اللثام عن حنكه: أماله. والحادرة: الغليظة. قال أبو كاهل اليشكري يصف ناقته، ويشبهها بالعقاب:
كأن رجلي على شعواء حادرة ظمياء قد بل من طل خوافيها. ذكره الأزهري في ترجمة رنب.
وفي حديث أم عطية: ولد لنا غلام أحدر شيء ، أي أسمن شيء وأغلظ. ورمح حادر: غليظ.
والحوادر من كعوب الرماح: الغلاظ المستديرة. وجبل حادر: مرتفع. وحي حادر: مجتمع. وعدد حادر: كثير. وحبل حادر: شديد الفتل، قال:
فما رويت حتى استبان سقاتـهـا قطوعا لمحبوك من الليف حادر. وحدر الوتر حدورة: غلظ واشتد. وقال أبو حنيفة: إذا كان الوتر قويا ممتلئا قيل: وتر حادر، وأنشد:
أحب الصبي السوء من أجل أمه وأبغضه من بغضها وهو حادر. وقد حدر حدورة. وناقة حادرة العينين، إذا امتلأتا نقيا، واستوتا وحسنتا، قال الأعشى:
وعسير أدماء حادرة العي ن خنوف عيرانة شملال. وكل ريان حسن الخلق حادر. وعين حدراء: حسنة، وقد حدرت. والحدر: النشز الغليظ من الأرض. ومن المجاز: حدرتهم السنة تحدرهم: جاءت بهم إلى الحضر. قال الحطيئة:
جاءت به من
بلاد الطور تحـدره
حصاء لم تترك دون العصا شذبا.
صفحة : 2671
وقال الأزهري: حدرتهم السنة تحدرهم حدرا، إذا حطتهم، وجاءت بهم حدورا.
وحدرة من غنم: قطعة. وحيدار الحصى: ما استدار منه. وحيدر، وحيدرة: اسمان.
والحويدرة: اسم شاعر، وربما قالوا: الحادرة، وهو قطبة بن الحصين الغطفاني.
قال ابن بري: سمي به لقول زبان بن سيار فيه:
كأنك حادرة المـنـكـبـي ن رصعاء تنقض في حائر. قال: والحادرة: الضخمة المنكبين والرصعاء الممسوحة العجيزة، شبهه بضفدعة تصوت في منخفض الأرض.
روي أن حسان بن ثابت رضي الله عنه كان إذا قيل له: أنشدنا قال: أنشدكم كلمة الحويدرة، يعني قصيدته التي أولها:
بكرت سمية غدوة فتـربـع وغدت غدو مفارق لم يربع.
قلت: ومن هذه
القصيدة:
فكأن فاها بـعـد أول رقـدة
ثغب برابية لذيذ المـكـرع.
بغريض سارية أدرته الصبـا
من ماء أسجر طيب المستنقع.
ورغيف حادر: تام، وقيل: هو الغليظ الحروف. وداء حادرد: مسهل ورجل حدرد: مستعجل. وتحدر الشيء: إقباله، وقد تحدر تحدرا. قال الجعدي:
فلما ارعوت في السير قضين سيرهاتحدر أحوى يركب الدو مظلم. وحدر الحجر من الجبل: دحرجه. ومن المجاز: الدمع يحدر الكحل. والحدار، والحدرة: النازلة. وحدرة الحناء: محلة بمصر. وحدورة: أرض لبني الحارث بن كعب. وأبو توزة حدير السلمي، مولاهم، وأبو الزاهرية حدير بن كريب الحمصي، وحدير الأسلمي: تابعيون، ذكرهم ابن حبان في الثقات. وسفيان بن عبد الله بن محمد بن زياد بن حدير الأسدي، حدث عن زياد، كذا في تاريخ البخاري. والحيدرية: طائفة مجردون، وهم أتباع الشيخ حيدر الزواجي، الولي المشهور، وقد ذكرت هذه الطريقة ومبناها في كتابي: إتحاف الأصفياء بسلاسل الأولياء. وذكره ابن حبان في الثقات. وحديرة، كجهينة، فرس شراحيل بن عبد العزى الكلبي. وحدر، كسكر: من محال البصرة عند خطة مزينة. والأحدرية: القلنسوة.
ح د ب ر
الحدبار، بالكسر: مكتوب عندنا في النسخ بالأحمر، وهو موجود عند الجوهري،
نقل عنه في اللسان، وقال: قال الجوهري: الحدبار: الناقة الضامرة التي ذهب
لحمها من الهزال، وبدت حراقفها، كالحدبير، وهي التي انحنى ظهرها، وذهب
سنامها من الهزال، ودبر.
من المجاز: الحدبار: السنة الجدبة المقحطة. وفي حديث علي رضي الله عنه، في الاستسقاء: اللهم إنا خرجءنا إليك حين اعتكرت علينا حدابير السنين . وفي حديث ابن الأشعث: أنه كتب إلى الحجاج: سأحملك على صعب حدباء حدبار، ينج ظهرها ضرب ذلك مثلا للأمر الصعب، والخطة الشديدة.
الحدبار: الأكمة أو النشز الغليظ من الأرض، وقد تقدم في الحدر مثل ذلك. جمع الكل حدابير.
ح د م ر
ومما يستدرك عليه: حدمر كزبرج، أبو القاسم، روى في بول الجارية، وعنه ليث
بن أبي سليم، ذكره الذهبي. قلت: وهو مولى عبس، يروي المقاطيع.
ح ذ ر
الحذر، بالكسر، ويحرك: الخفية، وقيل: هو الاحتراز وفسره قوم بالتحرز، وقوم
بالاستعداد والتأهب، وقوم بالفزع. قال شيخنا: ولعلها متقاربة في المعنى،
ورجح بعض التحريك، كالاحتذار وهذه عن اللحياني. حذره يحذره حذرا، واحتذره،
وأنشد:
صفحة : 2672
قلت لقوم خرجوا هذاليل
احتذروا لا يلقكم طماليل. والمحذورة، كالمصدوقة
والمكذوبة. والفعل حذر، كعلم وهو حاذورة، وحذريان، بالكسر على فعليان، وحذر
ككتف، وحذر كندس، ج حذرون وحذارى، أي متيقظ شديد الحذر، والفزع.
وحاذر: متأهب معد، كأنه يحذر أن يفاجأ. وأنشد سيبويه في تعديه:
حذر أمورا لا تخاف وآمن ما ليس منجيه من الأقدار. وهذا نادر، لأن النعت إذا جاء على فعل لا يتعدى إلى مفعول.
من المجاز: يقال: هو ابن أحذار، أي ابن حزم وحذر. والمحذورة: الفزع بعينه. المحذورة: الداهية التي تحذر. في الأساس: وصبحتهم المحذورة. وهي الخيل المغيرة، أو الصيحة. قيل: المحذورة الحرب. يقال: حذار حذار يا فلان، وقد ينون الثاني، وقد جاء في الشعر. وأنشد اللحياني:
حذار حذار من فوارس دارم أبا خالد من قبل أن تتندمـا. فنون الأخيرة، قال: ولم يكن له ذلك، غير أن الشاعر أراد أن يتم به الجزء. أي احذر. قال أبو النجم:
حذار من أرماحنا حذار أو تجعلوا دونكم وبار. وربيعة بن حذار بن عامر العكلي كغراب جواد، م أي معروف، وهو الذي تحاكم إليه عبد المطلب بن هاشم، وحرب بن أمية، وفي هذا يقول الأعشى:
وإذا أردت بأرض عكل نائلا فاعمد لبيت ربيعة بن حذار. وذكر ابن حبيب عن ابن الكلبي مثل ذلك، وفيه زيادة بعد قوله: عكلي: من بني عوف بن عبد مناة بن أد بن طابخة. وفيه: فحكم لعبد المطلب.
قلت: وهو غير ابن حذار الأسدي، حكم العرب الآتي ذكره. قال الصغاني: وإياه عنى الذبياني بقوله:
رهط ابن كوز محقبى أدراعهم فيها ورهط ربيعة بن حـذار. وذو حذار من ألهان بن مالك بن زيد بن أوسلة بن ربيعة بن الخيار أخي همدان بن مالك.
وحبيبة بنت عبد العزى بن حذار، شاعرة توصف بالكرم، وهي من بني ثعلبة بن سعد بن ذبيان. وربيعة بن حذار الأسدي من بني أسد بن خزيمة، ثم بني سعد بن ثعلبة بن دودان وحذار هو ابن مرة بن الحارث بن سعد بن ثعلبة بن دودان، والمشهور بالنسبة إليها: قبيصة بن جابر بن وهب بن مالك بن عميرة بن حذار بن مرة الأسدي الحذاري: من التابعين، ذكره السمعاني، وذكر ابن الكلبي قيس بن الربيع الأسدي الكوفي من ولد عميرة بن حذار بن مرة: حكم العرب وقاضيها في الجاهلية، ويقال له أيضا: حكم بني أسد، وفيه يقول الأعشى:
وإذا طلبت المجد أين محلـه فاعمد لبيت ربيعة بن حذار. أو هو حذار ككتاب، وهكذا كان يروي الأصمعي قول الذبياني. يقال: أنا حذيرك منه، أي محذرك منه، أحذركه: قال الأصمعي: لم أسمع هذا الحرف لغير الليث، وكأنه جاء به على لفظ: نذيرك وعذيرك.
عن النضر:
الحذرية كالهبرية: القطعة الغليظة من الأرض. وقال أبو الخيرة: أعلى الجبل
إذا كان صلبا غليظا مستويا فهو حذرية. الحذرية: حرة لبني سليم، وهما حرتان،
وهذه إحداهما.
صفحة : 2673
الحذرية: الأرض الخشنة، والأكمة الغليظة، الحذرياء. الحذرية: عفرية الديك،
وزنا ومعنى، يقال: نفش الديك حذريته. ج حذارى وحذار. وحذرى، كغلبى صيغة
مبنية من الحذر، وهي اسم حكاها سيبويه، ومعناه الباطل، نقله الصغاني.
وحذران وحذير، كعثمان وزبير: علمان، وكذلك محذر، كمحدث. والحذاريات، وفي
بعض النسخ زيادة: بالضم: القوم الذين يحذرون، أي يخوفون، ولو قال:
المنذرون، كما عبر به غيره لكان أحسن. واحذأر الرجل: غضب فاحرنفش وتقبض،
وفي بعض النسخ: وتغيظ، والأولى هي الموافقة لما في الأصول.
من أسماء الفعل قولك: حذرك زيدا، وحذاريك زيدا، إذا كنت تحذره منه. وحذارك، وحكى اللحياني: حذارك، بكسر الراء. وقيل: معنى التثنية أنه يريد: ليكن منك حذر بعد حذر. وأبو حذر، محركة: كنية الحرباء لتقلبه كثيرا. وأبو محذورة: سمرة بن معير ويقال: أوس بن معير بن لوذان أحد بني جمح، مؤذن النبي صلى الله عليه وسلم، له صحبة ورواية. وعمر بن محمد بن علي بن حيذر بالذال المعجمة: محدث عن أبي الخير بن أبي عمران هكذا ضبطه تلميذه الإمام أبو القاسم بن عساكر في تاريخ دمشق. قال الحافظ: وهو نقطها. قلت: فالعهدة عليه. والمحاذرة والحذار بين اثنين كما هو مقتضى باب المفاعلة.
ومما يستدرك عليه: التحذير: التخويف. وفي الكتاب العزيز: وإنا لجميع حاذرون وقرأ: حذرون و حذرون أيضا، بضم الذال، حكاه الأخفش، ومعنى: حاذرون: متأهبون، ومعنى: حذرون: خائفون، وقيل: معدون. وروي عن ابن مسعود أنه قال: مؤدون: ذو أداة من السلاح. وقال الزجاج: الحاذر: المستعد. والحذر: المتيقظ. وقال شمر: الحاذر: المؤدي الشاك في السلاح،وأنشد:
وبزة فوق كمـي
حـاذر.
ونثرة سلبتها عن عامـر.
وحربة مثل قدامى الطائر.
وقوله تعالى: ويحذركم الله نفسه أي يحذركم إياه. وعن أبي زيد: في العين الحذر، وهو ثقل فيها من قذى يصيبها. وقد حذره الأمر. وتقول: سمعت حذار في عسكرهم، ودعيت نزال بينهم. وسموا محذورا. وكعب بن الحذارية، له صحبة وذكر في حديث لابن رزين العقيلي.
ح ذ ف ر
الحذفور، كعصفور: الجانب والناحية، كالحذفار، نقله أبو العباس من تذكرة أبي
علي.
الحذفور: الشريف، وهم الحذافير. الحذفور: الجمع الكثير.
في النوادر: يقال جزمر العدل والعيبة والثياب والقربة، وحذفره وحزفره، كلها بمعنى واحد: ملأه. يقال: أخذه بحذفوره وبحذفاره وبحذافيره، أي أخذه بأسره ومنه قولهم: فقد أعطي الدنيا بحذافيرها، أي بأسرها أو بجوانبه، وبه فسر الحديث: فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها، أو بأعاليه نقله الفراء. وفي حديث المبعث: فإذا نحن بالحي قد جاءوا بحذافيرهم ، أي جمعهم. ويقال: أخذ الشيء بجزموره وجزاميره، وحذفوره وحذافيره، أي بجميعه وجوانبه.
والحذافير: الأشراف، وقيل: هم المتهيئون للحرب. ومنه قولهم: اشدد حذافيرك. أي تهيأ للحرب وغيرها. وحذافر بن نصر بن غانم العدوي، أدرك النبي صلى الله عليه وسلم. قال الزبير: توفي في طاعون عمواس.
ح ذ م ر.
الحذمر بالكسر أهمله الجوهري، وقال الصغاني: هو القصير. كالحذرم.
صفحة : 2674
يقال: أخذه بحذاميره وحذموره وجزاميره وجزموره، أي بأسره كحذافيره، وقيل:
بجوانبه.
قال بعضهم: إذا لم يدع منه شيئا.
ح ر ر.
الحر: ضد البرد، كالحرور بالضم والحرارة بالفتح والحرة، بالكسر ج حرور
بالضم، وأحارر على غير قياس، من وجهين: أحدهما بناؤه والآخر تضعيفه، قال
ابن دريد: لا أعرف ما صحته، وكذا نقله الفهري في شرح الفصيح عن الموعب،
والعالم، والمخصص، وهم نقلوا عن أبي زيد أنه قال: وزعم قوم من أهل اللغة أن
الحر يجمع على أحارر، ولا أعرف صحته. قال شيخنا: وقال صاحب الواعي: ويجمع
أحار، أي بالإدغام. قلت: وكأنه فرار من مخالفة القياس. وقد يكون الحرارة
الاسم، وجمعها حينئذ حرارات. قال الشاعر:
بدمـع ذي حــرارات على الخدين ذي هيدب. وقد تكون الحرارات هنا جمع حرارة، الذي هو المصدر، إلا أن الأول أقرب.
تقول: حر النهار، وهو يحر حرا، وقد حررت يا يوم، كمللت أي من حد علم، عن اللحياني وفررت أي من حد ضرب ومررت أي من حد نصر تحر وتحر وتحر، حرا وحرة وحرارة وحرورا، أي اشتد حرك.
الحر: زجر للبعير، كذا في النسخ، والصواب للعير، كما هو نص التكملة. يقال له: الحر، كما يقال للضأن: الحيه. أنشد ابن الأعرابي:
شمطاء جاءت من بلاد البر قد تركت حيه وقالت حر.
ثم أمالت جانب الخـمـر عمدا على جانبها الأيسر.
الحر: جمع الحرة. قال شيخنا: وهو اسم جنس جمعي لا جمع اصطلاحي. والحرة: اسم لأرض ذات حجارة نخرة سود، كأنها أحرقت بالنار، وقيل: الحرة من الأرضين: الصلبة والغليظة التي ألبستها حجارة سود نخرة، كأنها مطرت، كالحرار بالكسر جمع تكسير، وهو مقيس، والحرات جمع مؤنث سالم والحرين جمع مذكر على لفظه، والأحرين على توهم أن له مفردا على أحرة، وهو شاذ. قال سيبويه: وزعم يونس أنهم يقولون: حرة وحرون، جمعوه بالواو والنون، يشبهون بقولهم: أرض وأرضون، لأنها مؤنثة مثلها، قال: وزعم يونس أيضا أنهم يقولون: حرة وإحرون، يعني الحرار، كأنه جمع إحرة، ولكن لا يتكلم بها. أنشد ثعلب لزيد بن عتاهية التميمي، وكان زيد المذكور لما عظم البلاء بصفين قد انهزم ولحق بالكوفة، وكان علي رضي الله عنه قد أعطى أصحابه يوم الجمل خمسمائة درهم خمسمائة درهم من بيت مال البصرة، فلما قدم زيد على أهله قالت له ابنته: أين خمس المائة، فقال:
إن أباك فـر
يوم صـفـين.
لما رأى عكا والأشـعـريين.
وقيس عيلان الهـوازنـيين.
وابن نمير في سراة الكنـدين.
وذا الكلاع سيد الـيمـانـين.
وحابسا يستن في الـطـائيين.
قال لنفس السوء هل تفـرين.
لا خمس إلا جندل الإحـرين.
والخمس قد يجشمنك الأمرين.
جمزا إلى الكوفة من قنسرين.
صفحة : 2675
قال ابن الأثير: ورواه بعضهم: لا خمس بكسر الخاء من ورود الإبل، والفتح
أشبه بالحديث، ومعناه ليس لك اليوم إلا الحجارة والخيبة. وفيه أقوال غير ما
ذكرنا. وقال ثعلب: إنما هو الأحرين، قال: جاء به على أحر، كأنه أراد هذا
الموضع الأحر، أي الذي هو أحر من غيره، فصيره كالأكرمين والأرحمين. ونقل
شيخنا عن سفر السعادة، وسفير الإفادة للعلم السخاوي ما نصه: إحرون جمع حرة،
زادوا الهمز إيذانا باستحقاقه التكسير، وأنه ليس له جمع السلامة، كما غيروه
بالحركة في: بنون وقلون، وإنما جمع حرة هذا الجمع جبرا لما دخله من الوهن
بالتضعيف ثم لم يتموا له كمال السلامة، فزادوا الهمزة، وكذلك لما جمعوا
أرضا فقالوا: أرضون، غيروا بالحركة فكانت زيادة الهمزة في إحرين كزيادتها
في تغير بناء الواحد في الجمع حيث قالوا: أكلب. وقد جمعوها جمع التكسير
الذي تستحقه فقالوا: حرار. وقال بعضهم: حرون، فمل يزد الهمزة، انتهى.
وقال ابن الأعرابي: الحرة الرجلاء: الصلبة الشديدة. وقال غيره: الحرة هي التي أعلاها سود وأسفلها بيض. وقال أبو عمرو: تكون الحرة مستديرة، فإذا كان منها شيء مستطيلا ليس بواسع، فذلك الكراع.
يقال: بعير حري، إذا كان يرعى فيها أي الحرة. الحر، بالضم: خلاف العبد. الحر: خيار كل شيء وأعتقه. وحر الفاكهة، خيارها. والحر: كل شيء فاخر من شعر وغيره.
من ذلك الحر بمعنى الفرس العتيق الأصيل، يقال: فرس حر. من المجاز: الحر من الطين والرمل: الطيب، كالحرة. وحر كل أرض: وسطها، وأطيبها. وقال طرفة:
وتبسم عن ألمى كأن مـنـورا تخلل حر الرمل دعص له ند. ومن المجاز: طين حر: لا رمل فيه. ورملة حرة: لا طين فيها، وفي الأساس: طيبة النبات. وحر الدار: وسطها. وخيرها، وقال طرفة أيضا:
تعيرني طوفى البلاد ورحلـتـي ألا رب يوم لي سوى حر دارك. يقال: رجل حر بين الحرورية بالفتح ويضم كالخصوصية واللصوصية، والفتح في الثلاثة أفصح من الضم، وإن كان القياس الضم، قاله شيخنا. والحرورة بالضم، والحرارة، والحرار، بفتحهما، ومنهم من روى الكسر في الثاني أيضا، وهو ليس بصواب، والحرية، بالضم. وقال شمر: سمعت من شيخ باهلة:
فلو أنك في يوم الرخاء سألتني فراقك لم أبخل وأنت صديق.
فما رد تزويج عليه شـهـادة ولا رد من بعد الحرار عتيق. وقال ثعلب: قال أعرابي: ليس لها أعراق في حرار، ولكن أعراقها في الإماء.
ج أحرار، وهو مقيس كقفل وأقفال، وغمر وأغمار، وحرار بالكسر، حكاه ابن جني، وهو الصواب، وحكى بعض فيه الفتح، وهو غلط، كما غلط بعض فحكى في المصدر الكسر، وزعم أنه من الألفاظ التي جاءت تارة مصدرا، وتارة جمعا، كقعود ونحوه، وليس كما زعم، فتأمل، قاله شيخنا. الحر: فرخ الحمامة، وقيل: الذكر منها. الحر: ولد الظبية في بيت طرفة:
بين أكناف خـفـاف فـالـلـوى مخرف يحنو لرخص الظلف حر. الحر: ولد الحية اللطيفة وقيل: هو حية دقيقة مثل الجان، أبيض، قال الطرماح:
منطو في جوف
ناموسـه كانطواء
الحر بين السلام. وزعموا أنه الأبيض من الحيات، وعم بعضهم به الحية. من
المجاز: الحر: الفعل الحسن، يقال: ما هذا منك بحر، أي بحسن ولا جميل. قال
طرفة:
صفحة : 2676
لا يكن حبـك داء داخـلا
ليس هذا منك ماوي بحر. أي بفعل حسن قال
الأزهري: وأما قول امرئ القيس:
لعمرك ما قلبي إلى أهله بحر ولا مقصر يوما فيأتيني بقر. إلى أهله، أي صاحبه، بحر: بكريم، لأنه لا يصبر ولا يكف عن هواه، والمعنى أن قلبه ينبو عن أهله، ويصبو إلى غير أهله، فليس هو بكريم في فعله.
من المجاز: الحر: رطب الأزاذ كسحاب وهو السبستان، وهو بالفارسية آزاد رخت وأصله أزاد درخت، ومعناه الشجرة المعتوقة فحذفوا إحدى الدالين، ثم لما عربوا أعجموا الذال.
الحر: الصقر، وبه فسر ابن الأعرابي قول الطرماح المتقدم بذكره وأنكر أن يكون الحر فيه بمعنى الحية. قال الأزهري: وسألت عنه أعرابيا فصيحا، فقال مثل قول ابن الأعرابي.
قيل: الحر هو البازي، وهو قريب من الصقر، قصير الذنب، عظيم المنكبين والرأس، وقيل: إنه يضرب إلى الخضرة، وهو يصيد. من المجاز: لطم حر وجهه، الحر من الوجه: ما بدا من الوجنة، أو ما أقبل عليك منه. قال الشاعر:
جلا الحزن عن حر الوجوه فأسفرت وكانت عليها هبـوة وتـجـلـح. وقيل: حر الوجه: مسايل أربعة مدامع العينين، من مقدمها ومؤخرهما.
من المجاز:
الحر من الرمل: وسطه وخيره، وكذا حر الأرض، وقد تقدم في أول الترجمة، فهو
تكرار، كما لا يخفى.
الحر بن يوسف الثقفي من بني ثقيف وإليه ينسب نهر الحر بالموصل، لأنه حفره،
نقله الصغاني ولم يذكره ياقوت في ذكر الأنهار مع استيفائه. الحر بن قيس بن
حصن بن بدر الفزاري بن أخي عيينة، وكان من جلساء عمر. والحر بن مالك بن
عامر، شهد أحدا، قاله الطبري، وقال غيره: جزء بن مالك صحابيان، وفي بعض
النسخ: صحابيون، بصيغة الجمع، وهو وهم. الحر: واد بنجد، وهما الحران، قاله
البكري. الحر: واد: آخر بالجزيرة، وهما الحران أيضا، قاله البكري. الحر من
الفرس: سواد في ظاهر أذنيه، قال الشاعر:
بين الحر ذو مراح سبوق. وهما حران. وجميل حر، بضم، وقد يكسر: طائر: نقلهما الصغاني، والذي في التهذيب عن شمر: يقال لهذا الطائر الذي يقال له بالعراق: باذنجان لأصغر ما يكون: جميل حر.
قال أبو عدنان: ساق حر: ذكر القماري، قال حميد بن ثور:
وما هاج هذا الشوق إلا حمامة دعت ساق حر ترحة وترنما. وقيل: الساق: الحمام، وحر: فرخها، ويقال: ساق حر: صوت القماري. ورواه أبو عدنان: ساق حر بفتح الحاء، لأنه إذا هدر كأنه يقول: ساق حر ساق حر. وبناه صخر الغي فجعل الاسمين اسما واحدا، فقال:
تنادي ساق حر وظلت أبكي تليدا ما أبين لها كـلامـا. وعلله ابن سيده فقال: لأن الأصوات مبنية إذ بنوا من الأسماء ما ضارعها. وقال الأصمعي: ظن أن ساق حر ولدها، وإنما هو صوتها. قال ابن جني: يشهد عندي بصحة قول الأصمعي أنه لم يعرب، لو أعرب لصرف ساق حر، فقال: ساق حر، إن كان مضافا، أو ساق حرا إن كان مركبا، فيصرفه لأنه نكرة، فتركه إعرابه يدل على أنه حكى الصوت بعينه، وهو صياحه: ساق حر ساق حر، وأما قول حميد بن ثور السابق فلا يدل إعرابه على أنه ليس بصوت، ولكن الصوت قد يضاف أوله إلى آخره، وكذلك قولهم: خازبار، وذلك أنه في اللفظ أشبه باب دار، قال: والرواية الصحيحة في شعر حميد:
دعت ساق حر في
حمام ترنما.
صفحة : 2677
وقال أبو عدنان: يعنون بساق حر لحن الحمامة. قلت: ونقل هذا الكلام كله
شيخنا، عن شارح المقامات عبد الكريم بن الحسين بن جعفر البعلبكي، في شرحه
عليها، ونظر فيه من وجوه، ظانا أنه كلامه، وليس كذلك، بل هو مأخوذ من كتاب
المحكم لابن سيده، وكذا نظر فيما تصرفه ابن جني، فلينظر في الشرح، قال: ومن
أظرف ما قيل في ساق حر قول مالك بن المرحل، كما أنشده الشريف الغرناطي رحمه
الله في شرح مقصورة حازم المشهورة، وسمعته من شيخينا الإمامين: أبي عبد
الله محمد بن المسناوي، وأبي عبد الله بن الشاذلي، رضي الله عنهما، مرارا:
رب ربع وقفت
فيه وعهـد
لم أجاوزه والركائب تسري.
أسأل الدار وهي قفر خـلاء
عن حبيب قد حلها منذ دهر.
حيث لا مسعد على الوجد إلا
عين حر تجود أو ساق
حر.
أي عين شخص حر تساعده على البكاء أو هذا النوع من القماري ينوح معه.
الحران: الحر، وأخوه أبي، وهما أخوان، وإذا كان أخوان أو صاحبان، وكان أحدهما أشهر من الآخر سميا جميعا باسم الأشهر، قال المنتخل اليشكري:
ألا من مبلغ
الحرين عني
مغلغلة وخص بها أبـيا.
فإن لم تثأرا لي من عكب
فلا أرويتما أبدا صـديا.
يطوف بي عكب في معد
ويطعن بالصملة في قفيا.
قالوا: وسبب هذا الشعر أن المتجردة امرأة النعمان كانت تهوى المتنخل هذا، وكان يأتيها إذا ركب النعمان، فلا عبته يوما بقيد، فجعلته في رجله ورجلها، فدخل عليهما النعمان وهما على تلك الحال، فأخذ المتنخل، ودفعه إلى عكب اللخمي صاحب سجنه، فتسلمه، فجعل يطعن في قفاه بالصملة، وهي حربة كانت في يده.
الحر بالكسر وتشديد الراء: فرج المرأة، لغة في المخففة عن أبي الهيثم، قال: لأن العرب استثقلت حاء قبلها حرف ساكن، فحذفوها وشددوا الراء، وهو في حديث أشراط الساعة: يستحل الحر والحرير . قال ابن الأثير: هكذا ذكر أبو موسى في حرف الحاء والراء، وقال: الحر، بتخفيف الراء: الفرج، وأصله حرح، بكسر الحاء وسكون الراء، ومنهم من يشدد الراء، وليس بجيد، فعلى التخفيف يكون في ح رح لا في ح ر ر، قال: والمشهور في رواية هذا الحديث على اختلاف طرقه: يستحلون الخز والحرير، بالخاء والزاي، وهو ضرب من ثياب الإبريسم معروف، وكذا جاء في كتاب البخاري وأبي داوود، ولعله حديث آخر جاء كما ذكره أبو موسى، وهو حافظ عارف بما روى وشرح، فلا يتهم. وذكر في ح ر ح، لأنه يصغر على حريح، ويجمع على أحراح، والتصغير وجمع التكسير يردان الكلمة إلى أصولها. وتقدم الكلام هناك، فراجعه. والحرة، بالفتح: البثرة الصغيرة، عن أبي عمرو.
عن ابن
الأعرابي: الحرة: العذاب الموجع، والظلمة الكثيرة، نقلهما الصغاني. حرار
العرب كثيرة، فمنها: الحرة: موضع وقعة حنين. الحرة: ع بتبوك. والحرة: ع
بنقدة. والحرة: موضع بين المدينة والعقيق. وهو غير حرة واقم. والحرة: موضع
قبلي المدينة. والحرة: موضع ببلاد عبس وتسمى حرة النار. وآخر ببلاد فزارة.
والحرة ببلاد بني القين. والحرة بالدهناء.
صفحة : 2678
الحرة بعالية الحجاز. والحرة قرب فيد. والحرة بجبال طيئ والحرة بأرض بارق،
والحرة بنجد، قرب ضرية. والحرة: ع لبني مرة وهي حرة ليلى. والحرة: موضع قرب
خيبر لبني سليم، وهي حرة النار وهو غير حرة بني عبس، وتسمى أم صبار إن كانت
لبني سليم، وعندها جبل صبار. وقيل: حرة النار لغطفان، ومنها: شهاب بن جمرة
بن ضرام بن مالك الجهني، الذي وفد على عمر رضي الله عنه فقال له: ما اسمك?
فقال: شهاب. إلى آخر ما ذكر، وقد تقدم في ج م ر، عن ابن الكلبي.
الحرة: أرض بظاهر المدينة المشرفة، على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، تحت واقم، ولذا تعرف بحرة واقم، بها حجارة سود كبيرة، وبها كانت وقعة الحرة من أشهر الوقائع في الإسلام، في ذي الحجة سنة ثلاث وستين من الهجرة أيام يزيد بن معاوية، عليه من الله ما يستحق، ورضي الله عن أبيه، وذلك حين أنهب المدينة عسكره من أهل الشام، الذين ندبهم لقتال أهل المدينة من الصحابة والتابعين، وأمر عليهم مسلم بن عقبة المري، أخزاه الله تعالى، وعقيبها هلك يزيد، وقد أورد تفصيلها السيد السمهودي في تاريخ المدينة.
الحرة بالبريك في طريق اليمن، وهو المنزل التاسع عشر لحاج عدن. وحرة غلاس ككتان، قال الشاعر:
لدن غدوة حتى استغاث شريدهم بحرة غلاس وشلو مـمـزق. حرة لبن بضم اللام فسكون الموحدة في ديار عمرو بن كلاب. حرة لفلف كجعفر بالحجاز.
حرة شوران كعثمان وقيل بالفتح إحدى حرار الحجاز الست المحترمة. حرة الحمارة. حرة جفل بفتح فسكون. حرة ميطان كميزاب. حرة معشر لهوازن. حرة ليلى لبني مرة. حرة عباد.
حرة الرجلاء، هكذا بالإضافة كأخواتها. وفي اللسان: حرة راجل وفي النوادر لابن الأعرابي: الحرة الرجلاء هي الصلبة الشديدة، وقد تقدم. حرة قمأة، بفتح فسكون فهمزة. كل ذلك مواضع بالمدينة المشرفة، على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، استوفاها السيد السمهودي في تاريخه.
الحرة، بالضم: الكريمة من النساء، قال الأعشى:
حرة طفلة الأنامل ترتب سخاما تكفه بـخـلال. الحرة: ضد الأمة. ج حرائر، شاذ. ومنه حديث عمر: قال للنساء اللاتي كن يخرجن إلى المسجد: لأردنكن حرائر ، أي لألزمنكن البيوت، فلا تخرجن إلى المسجد، لأن الحجاب إنما ضرب على الحرائر دون الإماء. قال شيخنا نقلا عن المصباح: جمع الحرة حرائر، على غير قياس، ومثله شجرة مرة، وشجر مرائر. قال السهيلي: ولا نظير لهما، لأن باب فعلة يجمع على فعل، مثل غرفة وغرف، وإنما جمعت حرة على حرائر، لأنها بمعنى كريمة وعقيلة فجمعت كجمعها. الحرة من الذفرى: مجال القرط، منها، وهو مجاز، وأنشد:
في خششاوى حرة التحرير. يعني حرة الذفرى، وقيل: حرة الذفرى صفة، أي أنها حسنة الذفرى أسيلتها، يكون ذلك للمرأة، والناقة.
وقيل الحرتان، الأذنان، قال كعب بن زهير:
قنواء في
حرتيها للبصير بهـا
عتق مبين وفي الخدين تسهيل.
صفحة : 2679
كأنه نسبهما إلى الحرية، وكرم الأصل. من المجاز: الحرة من السحاب: الكثيرة
المطر. وفي الصحاح: الحرة: الكريمة، يقال: ناقة حرة. وسحابة حرة، أي كثيرة
المطر، قال عنترة:
جادت عليها كل بكر حـرة فتركن كل قرارة كالدرهم. أراد كل سحابة غزيرة المطر كريمة. وأبو حرة الرقاشي م أي معروف، اسمه حنيفة، مشهور بكنيته، وقيل: اسمه حكيم، ثقة، روى له أبو داوود،وأخوه سعيد بن عبد الرحمن الرقاشي، من أهل البصرة، من أتباع التابعين. وأبو حرة واصل بن عبد الرحمن البصري، روى له مسلم.
من المجاز: يقال: باتت فلانة بليلة حرة، بالإضافة، إذا لم تفتض ليلة زفافها، ولم يقدر بعلها على افتضاضها. وفي الأساس: لم تمكن زوجها من قضتها. وفي اللسان: فإن اقتضها زوجها في الليلة التي زفت إليه فهي بليلة شيباء. وهي أول ليلة من الشهر أيضا، كما أن آخر ليلة منه يقال لها: شيباء، على التشبيه. ويقال: ليلة حرة، فيهما، وكذلك ليلة شيباء وصفا.
عن ابن الأعرابي: حر يحر كظل يظل حرارا بالفتح: عتق، والاسم الحرية. وقال الكسائي: جررت تحر، من الحرية لا غير. قلت: أي بكسر العين في الماضي، وفتحها في المضارع، كما صرح به غير واحد، وقد يستعمل في حرية الأصل أيضا، وقد أغفله المصنف.
حر الرجل يحر حرة بالفتح: عطش، وهو أيضا من باب تعب فهو حران، ويقال: حران يران جران، كما يقال: حار يار جار، إتباعا، نقله الكسائي. ورجل حران: عطشان، من قوم حرار وحرارى وحرارى، الأخيرتان عن اللحياني. وهي حرى، من نسوة حرار وحرارى: عطشى وفي الحديث: في كل كبد حرى أجر ، الحرى: فعلى من الحر، وهي تأنيث حران، وهما للمبالغة، يريد أنها لشدة حرها قد عطشت، ويبست من العطش. قال ابن الأثير: والمعنى أن في سقي كل كبد حرى أجرا. وفي آخر: في كل كبد حرى رطبة أجر ، وفي آخر: في كل كبد حارة أجر ومعنى رطبة أن الكبد إذا ظمئت ترطبت، وكذا إذا ألقيت على النار. وقيل: كنى بالرطوبة عن الحياة، فإن الميت يابس الكبد. وقيل: وصفها بما يؤول أمرها إليه.
حر الماء يحره حرا: أسخنه. والذي في اللسان: وحر يحر، إذا سخن، ماء أو غيره وقال اللحياني: حررت يا رجل تحر حرة وحرارة، قال ابن سيده: أراه يعني الحر لا الحرية.
من دعائهم: رماه الله بالحرة تحت القرة، يريد العطش مع البرد، وأورده ابن سيده منكرا فقال: ومن كلامهم: حرة تحت قرة، أي عطش في يوم بارد، قال اللحياني: هو دعاء معناه رماه الله بالعطش والبرد. وقال ابن دريد: الحرة: حرارة العطش والتهابه. قال ومن دعائهم: رماه الله بالحرة والقرة، أي بالعطش والبرد. كسر للازدواج، وهو شائع.
قلت: ويضرب هذا المثل أيضا في الذي يظهر خلاف ما يضمر. صرح، به شراح الفصيح.
وحرارة كسحابة لقب أبي العباس أحمد بن علي المحدث الرحال، ومحمد بن أحمد بن علي المحدث الرحال، ومحمد بن أحمد بن حرارة البرذعي، حدث، عن حسين بن مأمون البرذعي.
والحران ككتان
لقب أحمد بن محمد الجوهري المصيصي الشاعر.
صفحة : 2680
حران، بلا لام: د كبير، قال أبو القاسم الزجاجي: سمي بهاران أبي لوط، وأخي
إبراهيم عليهما السلام، وقد وقع الخلاف فيه، فقال الرشاطي: هو بديار بكر
والسمعاني بديار ربيعة، وقيل بديار مضر، وقال ابن الأثير: بجزيرة ابن عمر،
ويقال له: حران العواميد، وبه ولد سيدنا إبراهيم الخليل عليه الصلاة
والسلام، فيما نقل. قال الجوهري: هذا إذا كان فعلانا فهو من هذا الباب، وإن
كان فعالا فهو من باب النون.
منه: الإمام الحسن بن محمد بن أبي معشر الحراني، وعمه الإمام أبو عروبة الحسين بن أبي معشر الحراني، فهو الحافظ، مؤلف تاريخ حران، وسماه تاريخ الجزيرتين، بنونين، على غير قياس، كما قالوا: أمناني في النسبة إلى ماني، والقياس مانوي.
حران: قريتان بالبحرين لعبد القيس، كبرضى وصغرى. حران: ة بحلب. أخرى بغوطة دمشق.
حران: رملة بالبادية، كل ذلك عن الصغاني.
الحران، بالضم: سكة معروفة بأصفهان، منها: أبو المطهر عبد المنعم بن نصر بن يعقوب بن أحمد المقرئ، ابن بنت أبي طاهر الثقفي، روى عنه السمعاني، وقال: مات سنة 535. ونهشل بن حري كبري: شاعر. ونصر بن سيار بن رافع بن حري الليثي، من أتباع التابعين وهو أمير خراسان. ومالك بن حري، تابعي، قتل مع علي بصفين. والحرير: من تداخلته حرارة الغيظ أو غيره، كالمحرور. وامرأة حريرة: حزينة محرقة الكبد. قال الفرزدق يصف نساء سبين، فضربت عليهن المكتبة الصفر، وهي القداح:
خرجن حريرات وأبدين مجلدا ودارت عليهن المكتبة الصفر. قال الأزهري: حريرات، أي محرورات، يجدن حرارة في صدورهن وحريرة في معنى محرورة وإنما دخلتها الهاء لما كانت في معنى حزينة، كما أدخلت في حميدة، لأنها في معنى رشيدة. الحرير: فحل من فحول الخيل، وهو أيضا اسم فرس ميمون بن موسى المرئي، وهو جد الكامل، والكامل لميمون أيضا. قال رؤبة:
عرفت من ضرب الحرير عتقا فيه إذا السهب بهن ارمـقـا. الحرير: جد هذا الفرس، وضربه نسله، والمرئي نسبة إلى امرئ القيس. قال الشريف النسابة: وينسب إلى امرئ القيس بن حجر بن الحارث بن عمرو بن حجر آكل المرار بن عمرو بن معاوية مرقسي، مسموع عن العرب في كندة لا غير، وكل ما عداه بعد ذلك في العرب من امرئ القيس فالنسبة إليه مرئي على وزن مرعي. وأم الحرير: مولاة طلحة بن مالك، روت عن سيدها، وله صحبة. الحريرة، بهاء: الحساء من الدقيق والدسم، وقيل: دقيق يطبخ بلبن أو دسم. وقال شمر: الحريرة من الدقيق، والخزيرة من النخال. وقال ابن الأعرابي: هي العصيدة، ثم النخيرة، ثم الحريرة، ثم الحسو. وحر كفر: طبخه وفي حديث عمر: ذرى وأنا أحر لك يقول: ذرى الدقيق لأتخذ لك منه حريرة. الحريرة: واحدة الحرير الثياب، وهي من إبريسم.
والحرور، كصبور: الريح الحارة بالليل، وقد تكون بالنهار، والسموم: الريح الحارة بالنهار، وقد تكون بالليل، قاله أبو عبيدة. قال العجاج:
ونسجت لوافح الحرور سبائبا كسرق الحرير.
وأنشد ابن سيده لجرير:
ظللنا بمستن
الحرور كـأنـمـا
لدى فرس مستقبل الريح صائم. مستن الحرور: مشتد حرها،
شبه رفرف الفسطاط عند تحركه لهبوب الريح بسيب الفرس.
صفحة : 2681
الحرور: حر الشمس. وقيل: الحرور: استيقاد الحر ولفحه، وهو يكون بالنهار
والليل، والسموم لا يكون إلا بالنهار. في الكتاب العزيز: ولا الظل ولا
الحرور قال الزجاج: معناه لا يستوي أصحاب الحق الذين هم ظل من الحق، ولا
أصحاب الباطل الذين هم في الحرور، أي الحر الدائم ليلا ونهارا. وقال ثعلب:
الظل هنا الجنة، والحرور النار. قال ابن سيده: والذي عندي أن الظل هو الظل
بعينه، والحرور الحر بعينه، وجمع الحرور حرائر، قال مضرس:
بلماعة قد صادف الصيف ماءها وفاضت عليها شمسه وحرائره. وحرير كزبير أبو الحصين، شيخ إسحاق بن إبراهيم الموصلي النديم المشهور. وقيس بن عبيد بن حرير بن عبد بن الجعد النجاري المازني أبو بشير: صحابي، قتل باليمامة، وروى عنه ضمرة بن سعيد.
وفاته: عمرو بن الحرير الأسدي، أخباري. والحرية، بالضم: الأرض الرملية اللينة الطيبة الصالحة للنبات، وهو مجاز. وفي الأساس: أرض حرة: لا سبخة فيها.
من المجاز: الحرية من العرب: أشرافهم، يقال: ما في حرية العرب والعجم مثله، وقال ذو الرمة:
فصار حيا وطبق بعد خوف على حرية العرب الهزالى. أي على أشرافهم. ويقال: هو من حرية قومه، أي من خالصهم. والحر من كل شيء: أعتقه.
والحريرة كهريرة: ع قرب نخلة بين الأبواء والجحفة. وحرير، بالضم: د، قرب آمد، كذا في النسخ، والصواب: حرين، بالنون، كذا في التكملة. وحروراء، كجلولاء، بالمد، وقد تقصر: ة بالكوفة على ميلين منها، نزل بها جماعة خالفوا عليا رضي الله عنه، من الخوارج. ويقال: هو حروري بين الحرورية، ينتسبون إلى هذه القرية، وهم نجدة الخارجي وأصحابه ومن يعتقد اعتقادهم، يقال له: الحروري، وقد ورد أن عائشة رضي الله عنها قالت لبعض من كانت تقطع أثر دم الحيض من الثوب: أحرورية أنت? تعنيهم، كانوا يبالغون في العبادات، والمشهور بهذه النسبة عمران بن حطان السدوسي الحروري. ومن سجعات الأساس: ليس من الحرورية أن يكون من الحرورية.
من المجاز: تحرير الكتاب وغيره: تقويمه وتخليصه، بإقامة حروفه، وتحسينه بإصلاح سقطه. وتحرير الحساب: إثباته مستويا لا غلث فيه، ولا سقط، ولا محو.
التحرير للرقبة: إعتاقها. والمحرر الذي جعل من العبيد حرا فأعتق.
يقال: حر
العبد يحر حرارة بالفتح أي صار حرا. وفي حديث أبي الدرداء: شراركم الذين لا
يعتق محررهم ، أي أنهم إذا أعتقوه استخدموه، فإذا أراد فراقهم ادعوا رقه.
ومحرر بن عامر الخزرجي النجاري كمعظم: صحابي بدري توفي صبيحة أحد، ولم
يعقب.
صفحة : 2682
محرر بن قتادة كان يوصي بنيه بالإسلام، وينهي بني حنيفة عن الردة، وله في
ذلك شعر حسن أورده الذهبي في الصحابة. محرر بن أبي هريرة: تابعي، يروي عن
أبيه، وعنه الشعبي، وأهل الكوفة. ذكره ابن حبان في الثقات. ومحرر دارم: ضرب
من الحيات، نقله الصغاني. من المجاز: استحر القتل في بني فلان: إذا اشتد
وكثر، كحر، ومنه حديث علي رضي الله عنه: حمس الوغى واستحر الموت . يقال: هو
أحر حسنا منه، وقد جاء ذلك في الحديث: ما رأيت أشبه برسول الله صلى الله
عليه وسلم من الحسن، إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أحر حسنا منه ،
أي أرق منه رقة حسن. والحار من العمل: شاقه وشديده وقد جاء في الحديث عن
علي: أنه قال لفاطمة رضي الله عنهما: لو أتيت النبي صلى الله عليه وسلم
فسألته خادما تقيك حار ما أنت فيه من العمل . وفي أخرى: حر ما أنت فيه ،
يعني التعب والمشقة، من خدمة البيت، لأن الحرارة مقرونة بهما، كما أن البرد
مقرون بالراحة والسكون. والحار: الشاق المتعب، ومنه الحديث الآخر عن الحسن
بن علي: قال لأبيه لما أمره بجلد الوليد بن عقبة: ول حارها من تولى قارها،
أي ول الجلد من يلزم الوليد أمره، ويعينه شأنه.
الحار: شعر المنخرين، لما فيه من الشدة والحرارة، نقله الصغاني: وأحر النهار: صار حارا، لغة في حر يومنا، سمعه الكسائي، وحكاهما ابن القطاع في الأفعال والأبنية، والزجاج في: فعلت وأفعلت، قال شيخنا: ومثل هذا عند حذاق المصنفين من سوء الجمع، فإن الأولى التعرض لهذا عند قوله: حررت يا يوم، بالوجوه الثلاثة، وهو ظاهر. أحر الرجل: صارت إبله حرارا، أي عطاشا. ورجل محر: عطشت إبله. وحرحار، بالفتح: ع ببلاد جهينة بالحجاز.
ومحمد بن خالد الرازي الحروري كعملسي محدث، وقال السمعاني: هو أحمد بن خالد، حدث عن محمد بن حميد، وموسى بن نصر الرازيين، ومحمد بن يحيى، ومحمد بن يزيد السلمي النيسابوريين، روى عنه الحسين بن علي المعروف بحسينك، وعلي بن القاسم بن شاذان، قال ابن ماكولا: لا أدري: أحمد بن خالد الرازي الحروري إلى أي شيء نسب. قلت: وهكذا ذكره الحافظ في التبصير أيضا بالفتح ولم يذكر أحد منهم أنه الحروري كعملسي، ففي كلام المصنف محل تأمل.
ومما يستدرك عليه: الحرر محركة أن ييبس كبد الإنسان، من عطش وحزن. والحر: حرقة القلب، من الوجع والغيظ والمشقة. وأحرها الله. والعرب تقول في دعائها على الإنسان: ما له أحر الله صدره، أي أعطشه، وقيل: معناه أعطش الله هامته.
ويقال: إني
أجد لهذا الطعام حروة في فمي، أي حرارة ولذعا، والحرارة: حرقة في الفم من
طعم الشيء، وفي القلب من التوجع، من ذلك قولهم: وجد حرارة السيف ، والضرب،
والموت، والفراق، وغير ذلك، نقله ابن درستويه، وهو من الكنايات، والأعرف
الحروة، وسيأتي في المعتل. وقال ابن شميل: الفلفل له حرارة وحراوة، بالراء
والواو.
صفحة : 2683
والحرة: حرارة في الحلق، فإن زادت فهي الحروة، ثم الثحثحة، ثم الجأز، ثم
الشرق، ثم الفؤق، ثم الحرض، ثم العسف، وهو عند خروج الروح. واستحررت فلانة
فحرت لي، أي طلبت منها حريرة فعملتها. وفي حديث أبي بكر: أفمنكم عوف الذي
يقال فيه: لا حر بوادي عوف? قال: لا . هو عوف بن محلم بن ذهل الشيباني، كان
يقال له ذلك لشرفه وعزه، وأن من حل بواديه من الناس كان له كالعبيد والخول.
والمحرر، كمعظم: المولى، ومنه حديث ابن عمر، أنه قال لمعاوية رضي الله عنهم: حاجتي عطاء المحررين ، أي الموالي، أي لأنهم قوم لا ديوان لهم، تألفا لهم على الإسلام. وتحرير الولد أن يفرده لطاعة الله عز وجل، وخدمة المسجد. وقوله تعالى حكاية عن السيدة مريم ابنة عمران: إني نذرت لك ما في بطني محررا قال الزجاج: أي خادما يخدم في متعبداتك، والمحرر: النذير. والمحرر: النذيرة. وحرره: جعله نذيرة في خدمة الكنيسة ما عاش لا يسعه تركها في دينه.
ومن المجاز: أحرار البقول: ما أكل غير مطبوخ، واحدها حر، وقيل: هو ما خشن منها، وهي ثلاثة: النفل، والحرثب، والقفعاء. وقال أبو الهيثم: أحرار البقول: ما رق منها ورطب، وذكروها: ما غلظ منها وخشن. وقيل: الحر: نبات من نجيل السباخ. والحرة: البابونج.
والحرة: الوجنة. والحرتان: الأذنان، ومنه قولهم: حفظ الله كريمتيك وحرتيك، وهو مجاز. وحر الأرض يحرها حرا: سواها. والمحر: شبحة فيها أسنان، وفي طرفها نقران، يكون فيهما حبلان وفي أعلى الشبحة نقران، فيهما عود معطوف، وفي وسطها عود يقبض عليه.ثم يوثق بالثورين، فتغرز الأسنان في الأرض، حتى تحمل ما أثير من التراب، إلى أن يأتيا به إلى المكان المنخفض. والحران، بالضم: نجمان عن يمين الناظر إلى الفرقدين، إذا انتصب الفرقدان اعترضا، فإذا اعترض الفرقدان انتصبا.
قال الأزهري: ورأيت بالدهناء رملة وعثة، ويقال لها: رملة حروراء، وهي غير القرية التي نسب إليها الحروريون، فإنها بظاهر الكوفة. والحران: موضع، قال الشاعر:
فساقان فالحران فالصنع فالرجا فجنبا حمى فالخانقان فحبحب. وحريات: موضع، قال مليح:
فراقبته حتى تيامن واحتـوت مطافيل منه حريات فأغرب. وحرار، كغراب: هضبات بأرض سلول، بين الضباب وعمرو بن كلاب وسلول. وحرى، كربى: موضع في بادية كلب. وأبو محمد القاسم بن علي الحريري صاحب المقامات، أحد أجداده منسوب إلى نسج الحرير، وهو من مشانة: قرية بالبصرة، وغلط شيخنا فنسبه إلى الحريرة: من قرى البصرة. وأبو نصر محمد بن عبد الله الغنوي الحريري، محدث. وقاضي القضاة شمس الدين محمد بن عمر الحريري من علمائنا، روى الحديث. وأبو حرير، له صحبة، روى عنه أبو ليلى الأنصاري. والحرانية: قرية بجيزة مصر. وأبو عمر أحمد ين محمد بن الحرار الإشبيلي كشداد: شيخ لابن عبد البر. والمغاربة يسمون الحريري الحرار، قاله الحافظ.
ح-ز-ب-ر: الحيزبور، بالراء، أهمله الجوهري. وقال الصغاني: هي لغة في الحيزبون، بالنون: للعجوز ولم يذكره المصنف لا في الباء ولا في النون، وقد أشرنا في حرف الموحدة إلى ذلك فراجعه.
ح-ز-ر
صفحة : 2684
الحزر: التقدير والخرص، والحازر: الخارص، كما في الصحاح، كالمحزرة، وهذه عن
ثعلب. وفي المحكم: حزره يحزره، من حد نصر، ويحزره، من حد ضرب، حزرا: قدره
بالحدس. وحزر: ع بنجد، وقيل: جبل. والحزرة: شجرة حامضة. والحزرة من المال:
خياره، كالحزيرة، وبها سمي الرجل. ويقال هذا حزرة نفسي، أي خير ما عندي، ج
حزرات، بالتحريك وبالسكون أيضا، كما يأتي فيما أنشده شمر. وفي الحديث أن
النبي صلى الله عليه وسلم بعث مصدقا فقال له: لا تأخذ من حزرات أنفس الناس
شيئا، خذ الشارف والبكر . يعني في الصدقة. قالوا: وإنما سمي خيار مال الرجل
حزرة، لأن صاحبها لم يزل يحزرها في نفسه كلما رآها، سميت بالمرة الواحدة من
الحزر،، ولهذا أضيفت إلى الأنفس. وأنشد الأزهري:
الحزرات حزرات النفس أي مما تودها النفس. وقال آخر:
وحزرة القلب خيار المال وأنشد شمر:
الحزرات حزرات
القلب
اللبن الغزار غير اللجب
خفافها الجلاد عند اللزب
وفي حديث آخر: لا تأخذوا حزرات أموال الناس ونكبوا عن الطعام ويروى بتقديم الراء، وهو مذكور في موضعه. وقال أبو سعيد: حزرات الأموال هي التي يؤديها أربابثها، وليس كل المال الحزرة قال: وهي العلائق. وفي مثل العرب:
واحزرتي وأبتغي النوافلا. وعن أبي عبيدة: الحزرات: نقاوة المال، الذكر والأنثى سواء. يقال: هي حزرة ماله، وهي حزرة قلبه. وأنشد شمر:
ندافع عنهـم كـل يوم كـريهة ونبذل حزرات النفوس ونصبر. الحزرة: النبقة المرة، كذا في النسخ، وفي التكملة: المزة، ويصغر حزيرة، عن ابن الأعربي. حزرتها: مرارتها. حزرة، بلا لام: واد، نقله الصغاني. وبئر حزرة: من آبارهم، معروفة. والحازر: الحامض من البن. والنبيذ. قال ابن الأعرابي: هو حازر وحامز، بمعنى واحد، وقد حزر اللبن والنبيذ، أي حمض. وفي المحكم: حزر اللبن يحزر. حزرا وحزورا، قال:
وارضوا بلإحلابة وطب قد حزر. وقيل: الحازر من اللبن: فوق الحامض. الحازر من الوجوه العابس الباسر. يقال: وجه حازر، على لتشبيه، وقد حزر حزرا وحزورا. أو الحازر: دقيق الشعير وله ريح ليست بطيبة، حكاه ابن شميل عن المنتجع. وحزيران، بفتح فكسر والمشهور على الألسنة بضم ففتح: اسم شهر بالرومية، من الشهور الاثنى عشر، وهو قبل تموز، وقد مر تفصيلها في أيار. والحزورة، كقسورة: الناقة المقتلة المذللة، وهي أيضا العظمة، على التشبيه. الحزورة والحزور: الرابية الصغيرة، كالحزوارة، بالكسر. وقيل: هو التل الصغير، ج حزاور وحزاورة وحزاوير. وقال أبو الطيب الغوي: والحزاورة الأرضوان ذوات الحجلرة، جمع حزورة.
الحزور، بلا هاء، كعملس: الغلام القويا الذي قد شب. قال الشاعر:
لن يبعثوا
شيخا ولا حزورا
بالفاس إلا الأرقب المصدرا
وقال آخر:
ردي العروج
إلى الحيا واستبشري
بمقام حبل السـاعـدين حـزور في الصحاح: الحزور:
الغلام إذا اشتد وقوي وخدم. وقال يعقوب: هو الذي كاد يدرك ولم يفعل. يقال
للغلام إذا راهق ولم يدرك بعد: حزور، وإذا أدرك وقوي واشتد فهو حزور، أيضا.
قال النابغة:
صفحة : 2685
نزع الحزور بالرشاء المحصد. هكذا أنشد أبو عمرو، قال أراد البالغ القوي.
قلت: وقرأت في كتاب رشد اللبيب ومعاشرة الحبيب قول النابغة هذا، وأوله:
وإذا لمست
أخـثـم جـاثـمـا
متحيزا بمكانـه مـلء الـيد.
وإذا طعنت طعنت في مستهدف
رابي المحسة بالعبير مقرمـد
وإذا نزعت من مستحـصـف
نزع الحزور بالرشاء المحصد.
قال أبو حاتم في الأضداد: الحزور: الرجل القوي الشديد. الحزور: الضعيف من الرجال، ضد. وأنشد:
وما أنا إن دافعت مصراع بابه بذي صولة فان ولا بحزور. قال: أراد: ولا بصغير ضعيف. وقال آخر:
إن أحق الناس بالمنـيه حزور ليست له ذريه. قال: أراد بالحزور هنا رجلا بالغا ضعيفا لا نسل له. وحكى الأزهري عن الأصمعي وعن المفضل قال: الحزور، عن العرب: الصغير غير البالغ. ومن العرب من يجعل الحزور البالغ القوي البدن الذي قد حمل السلاح قال أبو منصور:والقول هو هذا: قلت: وفي كتاب الأضداد لأبي الطيب اللغوي، عن بعض اللغويين: إذا وصفت بالحزور غلاما أو شابا فهو القوي، وإذا وصفت به كبيرا فهو الضعيف. قال: وفي الحزور لغات، بالتشديد والتخفيف، وهزور، كعملس، بالهاء، والجمع هزاورة وحزاورة. أبو جعفر محمد بن إبارهيم بن يحيى بن الحكم بن الحزور الثقفي الحزوري الأصفهاني مولى السائب بن الأقرع محدث ابن محدث، حدث محمد بن سلمان المصيصي وعنه أبو جعفر أحمد بن محمد بن المرزبان الأبهري. وأبوه إبراهيم بن يحيى يروي عن أبي داوود الطيالسي وبكر ابن بكار، وعنه ولده المذكور. والمحزور، كمنصور، وليس بشيء، وفي بعض بضم الميم وفتح الحاء وكسر الواو: المتغضب العابس الوجه، وهو مجاز. والحرزاء: الضربة الحامضة هكذا في سائر النسخ، الضربة، بالضاد المعجمة، والصواب بالصاد المهملة. ومما يستدرك عليه: حزر المال: زكا أو ثبت فنمى: وحزيرة المال: ما يعلق به القلب. ومن أمثالهم عدا القارص فحزر يضرب للأمر إذا بلغ غايته. والحزرة: موت الأفاضل. والحزور كجعفر: المكان الغليظ. وأنشد الأزهري:
في عوسج الوادي ورضم الحزور. وقال عباس مرداس:
وذاب لعاب
الشمس فيه وأزرت
به قامسات من رعان وحزور. والحزور لغة في الحزور،
حكاه جماعة وبه صدر الجوهري، وقد وقع في أحاديث، وضبطه ابن الأثير
بالوجهين، وهو الغلام الذي قد شب وقوي. قال الراجز.
لن يعدم المطي مني مسفرا
شيخا بجالا وغلاما حزورا
والجمع حزاور، وحزاورة، زادوا الهاء لتأنيث الجمع. والحزور، كعملس: الذي قد انتهى إدراكه. قال بعض نساء العرب:
إن حري حزور
حزابـيه
كوطبة الظبية فوق الرابيه
قد جاء منه غلمة ثمانـيه
وبقيت ثقبته كـمـا هـيه
صفحة : 2686
وغلمان حزاورة: قاربوا البلوغ، وهو على التشبيه بالرابية كما حققه غير
واحد. وفي حديث عبد الله بن الحمراء أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهو واقف بالحزورة من مكة قال ابن الأثير: هو موضع عند باب الحناطين، وهو
بوزن قسورة. قال الإمام الشافعي رضي الله عنه: الناس يشددون الحزورة
والحديبة، وهما مخففتان. وفي روض السهيلي: هو اسم سوق كانت بمكة وأدخلت في
المسجد لما زيد فيه. ونقل شيخنا عن مشارق عياض مثل ذلك. وفيه عن الدارقطني
مثل قول الشافعي، ونسب التشديد للمحدثين. قال: وهو تصحيف. ونسبه صاحب
المراصد إلى العامة، وزاد أنهم يقولون: عزورة، بالعين بدل الحاء. وقال
القاضي عياض: وقد ضبطنا هذا الحرف علي ابن سراج بالوجهين. وأبو بكر محمد بن
إبراهيم بن أبي الحزور الوراق الحزوري، محدث من أهل بغداد. وأبو غالب حزور
الباهلي البصري، روى عن أبي أمامة الباهلي. والنضر بن حزور ومحدث روى عن
الزبير بن عدي ذكرهم السمعاني. وحزور: قرية بدمشق، منها أبو العباس أحمد بن
محمد بن عبد الرحيم ضبطه البقاعي، ونقل عنه الدوودي. وحزور، كجعفر، وكيل
القاسم بن عبيد الله علي مطبخه. وفيه يقول ابن الرومي يصف دجاجة:
وسميطة صفراء دينـارية ثمنا ولونا زفها لك حزور وأبو العوام فائد بن كيسان الحزار، ككتان كذا قيده ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل، يروى عن أبي عثمان النهدي. وعمرو بن الحزور أبو بسر، محدث، ويروى عن الحسن. وأبو حزرة كنية سيدنا جرير رضي الله عنه. ومن المجاز: حزرت قدومه يوم كذا: قدرته. وحزرت قراءته عشرين آية: قدرتها. واحزر نفسك هل تقدر عليه. كذا في الأساس.