الباب العاشر: باب الراء - الفصل السادس: فصل الحاء المهملة مع الراء: الجزء الثالث

فصل الحاء المهملة مع الراء

الجزء الثالث

ح-ز-ف-ر
حزفره، أهمله الجوهري. وفي النوادر: حزمر العدل وحزفره إذا ملأه، وكذلك العيبة والقربة إذا ملأهما، وكذا حزفره وحزرفه. حزفر المتاع: شده، من النوادر أيضا. و حزفر القوم لقوم: استعدوا وتهيؤوا للحرب، والذال لغة في الثلاثة. والحزفرة: الملساء من الأرض المستوية فيها حجارة، نقله الصغاني. الحزفرة، كإردبة: المكان الصلب الشديد. والمحذفر: المملوء من الأواني، كالمحذرف.

ح-ز-م-ر
الحزمر، كجعفر، أهمله الجوهري، وفي التكملة هو الملك في بعض اللغات: والجمع حزامير. الحزمرة، بهاء: الحزم والملء، كالحزرمة، وسيأتي. وقد حزمر القربة، إذا ملأها. الحزمرة: تفتق نور الكراث وهي الحزامير. يقال: أخذه، أي الشيء بحزموره، بالضم، وحزاميره، كحذافيره، وحذفوره، وزنا ومعنى، أي جميعه وجوانبه، أو إذا لم يترك منه شيئا، وقد تقدم.

ح-س-ر
حسره يحسره، بالضم، ويحسره، بالكسر، حسرا، بفتح فسكون: كشفه. والحسر أيضا: كشطك الشيء، حسر الشيء عن الشيء يحسره، ويحسره، حسرا وحسورا: كشطه، فانحسر، قد يجيء في الشعر حسر لازما مثل انحسر، على المضارعة. يقال: حسر الشيء حسورا، بالضم، أي انكشف. وفي الصحاح: الانحسار: الانكشاف. حسرت كمى عن ذراعي أحسره حسرا: كشفت.


صفحة : 2687

وفي الأساس: حسر كمه عن ذراعه: كشف، وعمامته عن رأسه، والمرأة درعها عن جسدها. وكل شيء كشف فقد حسر. من المجاز: حسر البصر يحسر، من حد ضرب، حسورا، بالضم: كل وانقطع نظره من طول مدى وما أشبه ذلك، وهو حسير ومحسور. قال قيس بن خويلد الهذلي يصف ناقة:

إن العيسر بها داء مخامرهـا     فشطرها نظر العينين محسور قال السكري: العسير: الناقة التي لم ترض. ونصب شطرها على الظرف أي نحوها. وبصر حسير: كليل. وفي التنزيل العزيز: ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير قال الفراء: يريد: ينقلب صاغرا وهو كليل كما تحسر الإبل إذا قومت عن هزال أو كلال. ثم قال: وأما البصر فإنه يحسر عند أقصى بلوغ النظر.

حسر الغصن حسرا: قشره. وقد جاء في حديث جابر: فأخذت حجرا فكسرته وحسرته يريد غصنا من أغصان الشجرة، أي قشرته بالحجر. حسر البعير يحسره ويحسره حسرا وحسورا: ساقه حتى أعياه، وكذلك حسره السير، كأحسره إحسارا، وحسره تحسيرا. حسر البيت حسرا: كنسه. حسر الرجل، كفرح، عليه يحسر حسرة، بفتح فسكون وحسرا، مكركة: ندم على أمر فانه أشد الندم، وتسر الرجل إذا تلهف، فهو حسر. قال المرار:

ما أنا اليوم على شيء خلا     يا ابنة القين تولى بحسر وحسير وحسران. وقال الزجاج في تفسير قوله عز وجل: يا حسرة على العباد الحسرة: أشد الندم حتى يبقى النادم كالحسير من الدواب الذي لا منفعة فيه. حسر البعير كضرب وفرح، حسرا وحسورا وحسرا: أعيا من السير وكل وتعب، كاستحسر، استفعال من الحسر وهو العياء والتعب. وقال الله تعالى: ولا يستحسرون . وفي الحديث: ادعوا الله ولا تستحسوا أي لا تملوا. فهو حسير. الذكر والأنثى سواء، ج حسري مثل قتيل وقتلى. وفي الحديث الحسير لا يعقر ، أي لا يجوز للغازي إذا حسرت دابته وأعيت أن يعقرها مخافة أن يأخذها العدو، ولكن يسيبها. والحسير: فرس عبد الله بن حيان بن مرة، وهو ابن المتمطر، نقله الصغاني. الحسير: البعير المعيى الذي كل من كثرة السير. من المجاز، يقال: فلان كريم المحسر، كمجلس، أي كريم المخبر، وتفتح سينه، وهذه عن الصغاني. وبه فسر قول أبي كبير الهذلي:

أرقت فما أدري أسقم ما بهـا    أم من فراق أخ كريم المحسر

صفحة : 2688

ضبط بالوجهين، قيل: المحسر هنا: الوجه، وقيل: الطبيعة. وقال الأزهري: والمحاسر من المرأة المعاري، ذكره في ترجمة عري . المحسر، كمعظم: المؤدذي المحقر. وفي الحديث: يخرج في آخر الزمان رجل يسمى أمير العصب. قال بعضهم: يسمى أمير الغضب أصحابه محسرون محقرون عن أبواب السلطان ومجالس الملوك، يأتونه من كل أوب كأنهم قزع الخريف يورثهم الله مشارق الأرض ومغاربها . قوله: محسرون محقرون، أي مؤذون محمولون على الحسرة أو مطرودون متعبون، من حسر الدابة، إذا أتعبها. الحسار، كسحاب: عشبة تشبه الجزر، نقله الأزهري عن بعض تشبه الجزر، نقله الأزهري عن بعض الرواة، أو تشبه الحرف، أي الخزدل في نباته وطعمه. ينبت حبالا على الأرض. نقله الأزهري عن بعض أعراب كلب. وقال أبو حنيفة عن أبي زياد: الحسار: عشبة خضراء تسطح على الأرض وتأكلها الماشية أكلا شديدا. قال الشاعر يصف حمارا وأتنه:

يأكلن من بهمي ومن حسار     ونفلا لـيس بـذي آثـار. يقول: هذا المكان قفر ليس به آثار من الناس ولا المواشي. وقال غيره: الحسار: نبات ينبت في القيعان والجلد، وله سنبل وهو من دق المريق وقفه خير من رطبه، وهو يستقل عن الأرض شيئا قليلا، يشبه الزباد إلا أنه أضخم منه ورقا. وقال الليث: الحسار: ضرب من النبات يسلح إلابل. وفي التهذيب: الحسار من العشب ينبت في الرياض، الواحدة حسارة. والمحسرة: المكنسة وزنا ومعنى. والحاسر، خلاف الدارع، وهو من لا مغفر له ولا درع ولا بيضة على رأسه. قال الأعشى:

في فيلق جأواء ملمومة    تقذفب الدارع والحاسر. الحاسر: من لا جنة له، والجمع حسر. وقد جمع بعض الشعراء حسرا على حسرين. أنشد ابن الأعرابي.

بشهباء تنفي الحسـرين كـأنـهـا    إذا ما بدت قرن من الشمس طالع. وفحل حاسر وفادر وجافر: ألقح. شوله وعدل عن الضراب، قاله أبو زيد، ونقله الأزهري. قال: وروى هذا الحرف: فحل جاسر، بالجيم، أي فادر، قال: وأظنه الصواب. والتحسير: الإيقاع في الحسرة والحمل عليها. وبه فسر بعض حديث أمير العصب المتقدم. التحسير: سقوط ريش. الطائر. وقد انحسرت الطير، إذا خرجت من الريش العتيق إلى الحديث. وحسرها إبان ذلك ثقلها لأنه فعل في مهلة. قال الأزهري: والبازي يكرز للتحسير وكذلك سائر الجوارح تتحسر. التحسير: التحقير والإيذاء والطرد، وبه فسر بعض حديث أمير العصب، وقد تقدم. وبطن محسر، بكسر السين المشددة: واد قرب المزدلفة، بين عرفات ومنى. وفي كتب المناسك: هو وادي النار. قيل: إن رجلا اصطاد فيه فنزلت نار فأحرقته، نقله الأقشهري في تذكرته. وقيل: لأنه موقف النصارى. وأنشد عمر رضي الله عنه حين أفاض من عرفة. إلى مزدلفة وكان في بطن محسر:

إليك يعدو قلقا وضينـا
مخالفا دين النصارى دينا

صفحة : 2689

وكذا قيس بن المحسر الكناني الشاعر الصحابي، فإنه بكسر السين المشددة. وقيل: المسحر، وقيل المسخر، أقوال. وتحسر، الرجل: تلهف. ولا يخفى أنه لو قال عند ذكر الحسرة وتحسر: تلهف، كان أجمع للأقوال وأحسن في الترصيف والجمع، مع أنه خالف الأئمة في تعبيره، فإنهم فسروا الحسرة والحسر والحسران بالندامة على أمر فاته، والتحسير بالتلهف. ففي كلامه تإمل من وجوه. تحسر وبر البعير، والذي في أصول اللغة: وتحسر الوبر عن البعير، والشعر عن الحمار، إذا سقط. واقتصروا على ذلك. ومنه قول الشاعر:

تحسرت عقة عنه فأنـسـلـهـا    واجتاب أخرى جديدا بعدما ابتقلا وفي الأساس: وتحسر الطير: أسقط ريشه. وزاد المصنف قوله من الإعياء. وليس بقيد لازم، فإن السقوط قد يكون في البعير من الأمراض، إلا أن يقال: إن الإعياء أعم. تحسرت الجارية وكذا الناقة إذا صار لحمها في مواضعه. قال لبيد:

فإذا تغالى لحمها وتحسـرت     وتقطعت بعد الكلال خدامها قال الأزهري: تحسر البعير إذا سمنه الربيع حتى كثر شحمه وتمك سنامه، أي طال وارتفع وتروى واكتنز ثم ركب أياما فذهب رهل لحمه واشتد بعد ما تزيم منه، أي اشتد اكتنازه في مواضعه فقد تحسر ومما يستدرك عليه: الحسر، كسكر هم الرجالة في الحرب، لأنهم يحسرون عن أيديهم وأرجلهم، أو لأنه لا دروع عليهم ولا بيض. ومنه حديث فتح مكة أن أبا عبيدة كان يوم الفتح على الحسر . ورجل حاسر: لا عمامة على رأسه. وامرأة حاسر، بغير هاء، إذا حسرت عنها ثيابها.

وفي حديث عائشة رضي الله عنها: وسئلت عن امرأة طلقها زوجها وتزوجها رجل فتحسرت بين يديه أي قعدت حاسرة مكشوفة الوجه. وقال ابن سيده: امرأة حاسر: حسرت عنها درعها. وكل مكشوفة الرأس والذراعين حاسر. والجمع حسر وحواسر. قال أبو ذؤيب:

وقام بناتي بالنعـال حـواسـرا     فألصقن وقع السبت تحت القلائد وحسرت الريح السحاب حسرا، وهو مجاز. وحسرت الدابة، وحسرها، السير حسرا وحسورا، وأحسرها، وحسرها: أتعبها. قال:

إلا كمعرض المحسر بكره    عمدا يسيبني على الظلـم أراد حاسر وحاسرة، كحسير. وأحسر القوم: نزل بهم الحسر. وقال أبو الهيثم: حسرت الدابة حسرا، إذا تعبت حتى تنقى. وفي حديث جرير لا يحسر صاحبها أي لا يتعب سائقها. وفي الحديث حسر أخي فرسا له بعين التمر وهو مع خالد بن الوليد. وحسر العين بعدما حدقت إليه أو خفاؤه، يحسرها أكلها قال رؤبة:

يحسر طرف عينه فضاؤه

صفحة : 2690

والمحسور: الذي يعطي كل ما عنده حتى يبقى لا شيء عنده، وهو مجاز. وبه فسر قوله عز وجل ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا وحسروه يحسرونه حسرا وحسرا: سألوه فأعطاهم حتى لم يبق عنده شيء. وحسر البحر عن العراق والساحل يحسر: نضب عنه حتى بدا ما تحت الماء من الأرض، وهو مجاز. قال الأزهري: ولا يقال انحسر البحر. وقال ابن السكيت: حسر الماء ونضب وجزر بمعنى واحد. وفي حديث علي رضي الله عنه ابنوا المساجد حسرا فإن ذلك سيما المسلمين أي مكشوفة الجدر لا شرف لها. وفي التهذيب: فلاة عارية المحاسر، إذا لم يكن فيها كن من شجر. ومحاسرها: متونها التي تنحسر عن النبات، وهو مجاز. وكذا قولهم: حسر قناع الهم عني، كما في الأساس

ح-ش-ر
الحشر: ما لطف من الآذان، وهو مجاز. يقال: للواحد والإثنين والجمع. وأحصر منه عبارة الجوهري:لا يثنى ولا يجمع، قال: لأنه مصدر في الأصل مثل قولهم: ماء غور وماء سكب. وقد قيل أذن حشرة، قال النمر بن تولب:

لها أذن حشـرة مـشـرة     كإعليط مرخ إذا ما صفر هكذا أنشده الجوهري له، قال الصغاني: وإنما هو لربيعة بن جشم النمري، ولعله نقله من كتاب قال فيه: قال النمري، فظنه النمر بن تولب انتهى. وقال ابن الأعرابي: ويستحب في البعير أن يكون حشر الأذن، وكذلك يستحب في الناقة. قال ذو الرمة:

لها أذن حشر وذفري لطيفة     وخد كمرآة الغريبة أسجح من المجاز: الحشر: ما لطف من القذذ. قال الليث: الحشر من الآذان ومن قذذ ريش السهام: ما لطف، كأنما بريا. وأذن حشرة وحشر: صغيرة لطيفة مستديرة. وقال ثعلب: دقيقة الطرف، سميت في الأخيرة بالمصدر، لأنها حشرت حشرا، أي صغرت وألطفت. وقال غيره: الحشر من القذذ والآذان: المؤللة الحديدة، والجمع حشور قال أمية بن أبي عائذ:

مطارح بالوعث مر الحشو    ر، هاجرن رماحة زيزفونا

صفحة : 2691

الحشر: الدقيق من الأسنة والمحدد منها. يقال: سنان حسر وسكين حشر. من المجاز: الحشر: التدقيق والتلطيف، يقال: حشرت السنان حشرا، إذا لطفته ودققته، وهو مجاز، كما في الأساس وقال ثعلب: حشرت حشرا، أي صغرت وألطفت. وقال الجوهري: أي بريت وحددت. وقال غيره: حشر السنان والسكين حشرا: أحده فأرقه وألطفه. وحديدة محشورة وحربة حشرة: حديدة. الحشر: الجمع والسوق. يقال: حشر يحشر، بالضم، ويحشر، بالكسر، حشرا، إذا جمع وساق. منه يوم المحشر،بكسر الشين ويفتح،وهذه عن الصغاني،أى موضعه،أى الحشر ومجمعه الذي إليه يحشر القوم، وكذلك إذا حشروا إلى بلد أو معسكر أو نحوه. في الحديث: انقطعت الهجرة إلا من ثلاث: جهاد أو نية أو حشر قالوا: الحشر هو الجلاء عن الأوطان. وفي الكتاب العزيز لأول الحشر ما ظننتم أن يخرجوا نزلت في بني النضير وكانوا قوما من اليهود عاقدوا النبي صلى الله عليه وسلم لما نزل المدينة أن لا يكونوا عليه ولا له، ثم نقضوا العهد وما يلوا كفار أهل مكة، فقصدهم النبي صلى الله عليه وسلم، ففارقوه على الجلاء من منازلهم، فجلوا إلى الشام. قال الأزهري: وهو أول حشر حشر إلى أرض المحشر، ثم يحشر الخلق يوم القيامة إليها، قال: ولذلك قيل: لأول الحشر، وقيل: إنهم أول من أجلي من أهل الذمة من جزيرة العرب، ثم أجلي آخرهم أيام عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، منهم نصارى نجران ويهود خيبر. من المجاز، الحشر: إجحاف السنة الشديدة بالمال. قال الليث: إذا أصابت الناس سنة شديدة فأجحفت بالمال وأهلكت ذوات الأربع قيل: قد حشرتهم السنة، تحشرهم وتحشرهم، وذلك أنها تضمهم من النواحي إلى الأمصار. وحشرت السنة مال فلان: أهلكته. وفي الأساس: حشرتهم السنة: أهبطتهم إلى الأمصار.

وقال أبو الطيب اللغوي في كتاب الأضداد: وحشرتهم السنة حشرا، إذا أصابهم الضر والجهد، قال: ولا أراه سمي بذلك إلا لانحشارهم من البادية إلى الحضر، قال رؤبة:

وما نجا من حشرها المحشوش
وحش ولا طمش من الطموش

من المجاز: حشر فلان في ذكره وفي بطنه وأحثل فيهما، إذا كانا ضخمين من بين يديه، نقله الأزهري من النوادر. في الأساس: حشر فلان في رأسه إذا اعتزه ذلك وكان أضخمه أي عظيمه، وكذا كل شيء من بدنه،كاحتشر، وهذه عن الصغاني. والحاشر: اسم للنبي صلى الله عليه وسلم، لأنه يحشر الناس خلفه وعلى ملته دون ملة غيره، قاله ابن الأثير. والحشار، ككتان: ع نقله الصغاني. وسالم بن حرملة بن زهير بن عبد الله بن حشر، بفتح فسكون، العدوي. وعتاب بن سليم بن قيس بن خالد بن أبي الحشر: صحابيان. الأخير أسلم يوم الفتح وقتل يوم اليمامة. وجده أبو الحشر هو مدلج ابن خالد بن عبد مناف.

عن الأصمعي: الحشرات والأحراش والأحناش واحد، وهي الهوام، ومنه حديث الهرة لم تدعها فتأكل من حشرات الأرض أو الدواب الصغار، كاليرابيع والقنافذ والضباب ونحوها، وهو اسم جامع لا يفرد، الواحد كالحشرة، محركة فيهما، أي في هوام الأرض ودوابها. ويقولون: هذا من الحشرة، ويجمعون مسلما، قال:

يا أم عمرو من يكن عقر داره
حواء عدي يأكل الحـشـرات

صفحة : 2692

الحشرات: ثمار البر، كالصمغ وغيره. والحشرة أيضا، أي بالتحريك: القشرة التي تلي الحب، ج الحشر، قاله أبو حنيفة. وروى ابن شميل عن أبي الخطاب قال: الحبة عليها قشرتان، فالتي تلي الحبة الحشرة، قال: وأهل اليمن يسمون اليوم النخالة الحشر، والأصل فيه ما ذكرت، والتي فوق الحشرة القصرة. في الحديث لم أسمع لحشرة الأرض تحريما . قيل: الصيد كله حشرة، سواء تصاغر أو تعاظم، أو الحشرة: ما تعاظم منه، هكذا في سائر النسخ، وهو يقتضي أن يكون الضمير راجعا للصيد وليس كذلك، والذي صرح به في التهذيب والمحكم أن الحشرة كل ما أكل من بقل الأرض، كالدعاع والفث، فليتأمل. والحشر، محركة: النخالة، بلغة أهل اليمن، كما تقدمت الإشارة إليه.

الحشر، بضمتين، في القشرة، لغية. والحشورة من الخيل، وكذلك من الناس، كما صرح به الإمام أبو الطيب اللغوي: المنتفخ الجنبين وفرس حشور. الحشورة: العجوز المتظرفة البخيلة، والحشورة أيضا: المرأة البطينة، وكذلك من الرجال، يقال: رجل حشور وحشورة. قال الراجز:

حشورة الجنبين معطاء القفا الحشورة: الدواب الملززة الخلق الشديدته، الواحد حشور كجرول. ورجل حشور: ضخم عظيم البطن، وذكره الإمام أبو الطيب في كتابه وعده من الأضداد وكأن المصنف لم ير بين الضخامة وعظم البطن وتلزز الخلق ضدية، فليتأمل. ووطب حشر، ككتف: بين الصغير والكبير، عن ابن دريد. وقال غيره: هو الوسخ، وذكره الجوهري بالجيم. ومما يستدرك عليه: الحشر: السوق إلى جهة. ويوم الحشر: يوم القيامة. وسورة الحشر معروفة، وهما مجازان. والحشر: الخروج مع النفير إذا عم. ومنهم من فسر به الحديث الذي تقدم انقطعت الهجرة إلا من ثلاث إلى آخره. والحشر، الموت. قال الأزهري: في تفسير قول الله تعالى: وإذا الوحوش حشرت قال بعضهم: حشرها: موتها في الدنيا. وقرأت في كتاب الأضداد لأبي الطيب اللغوي ما نصه: وزعموا أن الحشر أيضا الموت. أخبرنا جعفر بن محمد، قال: حدثنا محمد بن الحسن الأزدي، أخبرنا أبو حاتم عن أبي زيد الأنصاري، أخبرنا قيس ابن الربيع عن سعيد بن مسروق عن عكرمة عن ابن عباس في قول الله عز وجل: وإذا الوحوش حشرت قال: حشرها: موتها، انتهى. قلت: وقول أكثر المفسرين تحشر الوحوش كلها وسائر الدواب حتى الذباب للقصاص، ورووا في ذلك حديثا. وقال بعضهم: المعنيان متقاربان، لأنه كله كفت وجمع.

وفي التهذيب: والمحشرة، في لغة اليمن: ما بقي في الأرض وما فيها من نبات بعد ما يحصد الزرع، فربما ظهر من تحته نبات أخضر، فذلك المحشرة. يقال: أرسلوا دوابهم في المحشرة. والحشار: عمال العشور والجزية، وفي حديث وفد ثقيف اشترطوا أن لا يعشروا ولا يحشروا أي لا يندبون إلى المغازي ولا تضرب عليهم البعوث. وقيل: لا يحشرون إلى عامل الزكاة ليأخذها في أماكنهم. وأرض المحشر: أرض الشام. ومنه الحديث نار تطرد الناس إلى محشرهم أي الشام. وأذن محشورة، كالحشر. وفرس حشور: كجرول: لطيف المقاطع. وكل لطيف دقيق حشر. وسهم محشور وحشر: مستوي قذذ الريش وفي شعر أبي عمارة الهذلي

وكل سهم حشر مشوف

صفحة : 2693

ككتف، أي ملزق جيد القذذ والريش. وحشر العود حشرا: براه. والحشر: اللزج في القدح من دسم اللبن. وحشر عن الوطب، إذا كثر وسخ اللبن عليه فقشر عنه، رواه ابن الأعرابي. والمحشر، كمعظم: ما يلبس كالصدار. وحشر، بفتح فسكون: جبيل من ديار سليم عند الظربين اللذين يقال لهما الإشفيان. وأبو حشر رجل من العرب.

ح-ش-ب-ر
ومما يستدرك عليه: حشبر، وتصغيره حشيبر: لقب جماعة من قدماء شيوخ اليمن. منهم الولي الكامل علي بن أحمد بن عمر بن حشيبر، وعمه الفقيه محمد بن عمر بن حشيبر، وهم من بني هليلة بن شهب بن بولان بن شحارة، وفيهم محدثون وفقهاء، ومنهم شيخنا المعمر مسادى بن إبراهيم بن مسادى بن حشيبر صاحب المنيرة.

ح-ص-ر
الحصر، كالضرب والنصر، أي من بابها: التضييق. يقال: حصره يحصره حصرا، فهو محصور: ضيق عليه، ومنه قوله تعالى: واحصروهم أي ضيقوا عليهم الحصر، أيضا: الحبس. يقال: حصرته فهو محصور، أي حبسته، ومنه قول رؤبة:
مدحة محصور تشكى الحصرا يعني بالمحصور المحبوس. وقيل: الحصر هو الحبس عن السفر وغيره، كالإحصار: وقد حصره حصرا فهو محصور وحصير، وأحصره، كلاهما: حبسه ومنعه عن السفر. وفي حديث الحج المحصر بمرض لا يحل حتى يطوف بالبيت . قال ابن الأثير: الإحصار أن يمنع عن بلوغ المناسك بمرض أو نحوه، قال الفراء: العرب تقول للذي يمنعه خوف أو مرض من الوصول إلى تمام حجه أو عمرته، وكل ما لم يكن مقهورا كالحبس والسحر وأشباه ذلك يقال

صفحة : 2694

في المرض: قد أحصر. وفي الحبس إذا حبسه سلطان أو قاهر مانع: قد حصر، فهذا فرق بينهما. ولو نويت بقهر السلطان أنها علة مانعة ولم تذهب إلى فعل الفاعل جاز لك أن تقثول: قد أحصر الرجل. ولو قلت في أحصر من الوجع والمرض أن المرض حصره أو الخوف جاز أن تقول حصر. قال شيخنا: وإلى الفرق بينهما ذهب ثعلب، وابن السكيت، وما قاله المصنف من عدم الفرق هو الذي صرح به ابن القوطية وابن القطاع وأبو عمرو الشيباني. قلت: أما قول ابن السكيت، فإنه قال في كتاب الإصلاح: يقال: أحصره المرض، إذا منعه من السفر أو من حاجة يريدها. وأحصره العدو، إذا ضيق عليه فحصر،أي ضاق صدره.وفي التهذيب عن يونس أنه قال إذا رد الرجل عن وجه يريده فقد أحصر، وإذا حبس فقد حصر. وقال أبو عبيدة: حصر الرجل في الحبس، وأحصر في السفر من مرض أو انقطاع به. وقال أبو إسحاق النحوي: الرواية عن أهل اللغة أن يقال للذي يمنعه الخوف والمرض: أحصر، قال: ويقال للمحبوس: حصر. وإنما كان ذلك كذلك لأن الرجل إذا امتنع من التصرف فقد حصر نفسه، فكأن المرض أحبسه، أي جعله يحبس نفسه. قولك، حصرته إنما هو حبسته، لا أنه أحبس نفسه. فلا يجوز فيه أحصر. قال الأزهري: وقد صحت الرواية عن ابن عباس أنه قال لا حصر إلا حصر العدو . فجعله بغير ألف جائزا بمعنى قول الله عز وجل فإن أحصتم فما استيسر من الهدي . الحصر للبعير وإحصار شده بالحصار، والمحصرة، وسيأتي بيانهما، كاحتصاره. يقال: أحصرت الجمل، وحصرته: جعلت له حصارا. وحصر البعير يحصره ويحصره حصرا، واحتصره: شدة بالحصار. الحصر، بالضم: احتباس ذي البطن، ويقال فيه أيضا بضمتين كما في الأساس وشروح الفصيح. حصر، كمعنى، فهو محصور، وأحصر، ونقل عن الأصمعي واليزيدي: الحصر من الغائط، والأسر من البول. وقال الكسائي: حصر بغائطه وأحصر بضم الألف. وعن ابن بزرج: يقال للذي به الحصر: محصور وقد حصر عليه بوله يحصر حصرا أشد الحصر، وقد أخذه الحصر، وأخذه الأسر شيء واحد، وهو أن يمسك ببوله. يحصر حصرا فلا يبول قال: ويقولون: حصر عليه بوله وخلاؤه. الحصر، بالتحريك: ضيق الصدر، وقد حصر صدر المرء عن أهله، إذا ضاق، قال الله عز وجل: أو جاءكم حصرت صدورهم أن يقاتلوكم ، معناه ضاقت صدورهم عن قتالكم وقتال قومهم. وكل من بعل بشيء أو ضاق صدره بأمر فقد حصر، وقيل: ضاقت بالبخل والجبن وعبر عنه بذلك كما عبر بضيق الصدر وعن ضده بالبر والسعة. وقال الفراء: العرب تقول: أتانى فلان ذهب عقله يريدون قد ذهب عقله. قال الزجاج: جعال الفراء قوله حصرت حالا، ولا يكون حالا إلا بقد. وقال ثعلب: إذا أضمرت قد قربت من الحال وصارت كالاسم، وبها قرا من قرا حصرة صدورهم وقال أبو زيد: ولا يكون جاءني القوم ضاقت صدورهم إلا أن تصله بواو أو بقد، كأنك قلت جاءني القوم وضاقت صدورهم، أو قد ضاقت صدورهم. وقال الجوهري: وأما قوله أو جاءوكم حصرت صدورهم فأجاز الأخفش والكفيون أن يكون الماضي حالا ولم يجزه سيبويه إلا مع قد وجعل حصرت صدورهم على جهة الدعاء عليهم.

صفحة : 2695

الحصر: البخل، وقد حصر، إذا بخل، ويقال: شرب القوم فحصر عليهم فلان، أي بخل وكل من امتنع من شيء لم يقدر عليه فقد حصر عنه. الحصر: العي في المنطق. تقول: نعوذ بك من العجب والبطر، ومن العي والحصر. وقد حصر حصرا إذا عيى. وفي شرح مفصل الزمخشري أن العي هو استحضار المعنى ولا يحضرك اللفظ الدال عليه، والحثر مثله إلا أنه لا يكون إلا لسبب من خجل أو غيره. قيل: الحصر: أن يمتنع عن القراءة فلا يقدر عليه. وكل من امتنع من شيء لم يقدر عليه فقد حصر عنه. قال شيخنا: كلام المصنف كالمتناقض، لأن قوله يمتنع يقتضي اختياره، وقوله: فلا يقدر، صريح في العجز، والأولى أن يقال: وأن يمنع من الثلاثي مجهولا. قلت: إذا أردنا بالامتناع العجز فلا تناقض. الفعل في الكل حصر، كفرح، حصرا، فهو محصور وحصر وحصير. والحصير: الضيق الصدر، كالحصور، كصبور. قال الأخطل:

وشارب مربح بالكأس نادمني    لا بالحصور ولا فيها بسآر. الحصير: البارية، وقد صاحب العين وكثير من الأئمة في ا معتل، وهو الصواب. وفي المصباح البارية: الحصير الخشن، وهو المعروف في الاستعمال، ثم ذكر لغاته الثلاثة، وقال غيره. الحصير: سفيفة تصنع من بردي وأسل ثم يفترش، سمي بذلك لأنه يلي وجه الأرض. وفي الحديث أفضل الجهاد وأكمله حج مبرور ثم لزوم الحصر بضم فسكون، جمع حصير، للذي يبسط في البيوت، وتضم الصاد وتسكن تخفيفا. وقيل سمي حصيرا لأنه حصرت طاقته بعضها مع بعض. وفي المثل: أسير على حصير . قال الشاعر:

فأضحى كالأمير على سـرير     وأمسى كالأسير على حصير. الحصير: عرق يمتد معترضا على جنب الدابة إلى ناحية بطنها. وبه فسر بعضهم حديث حذيفة: تعرض الفتن على القلوب عرض الحصير شبه ذلك لإطافته. الحصير: الحصير: لحمة كذلك، أي ما بين الكتف إلى الخاصرة. الحصير: العصبة التي بين الصفاف ومقط الأضلاع، وهو منقطع الجنب. وفي كتاب الفرق لابن السيد: وحصير الجنب: ما ظهر من أعالي ضلوعه. قيل الحصير: الجنب نفسه، سمي به لأن بعض الأضلاع محصور مع بعض، قاله الجوهري والأزهري. ومنه قولهم: دابة عريض الحصيرين. وأوجع الله حصيريه: ضرب شديدا، كما في الأساس، الحصير: الملك لأنه محجوب عن الناس أو لكونه حاصرا، أي مانعا لمن أراد الوصول إليه. قال لبيد:

وقماقم غلب الرقاب كأنهم      جن على باب الحصير قيام والمراد به النعمان بن المنذر. وروى:

لدى طرف الحصير قيام.

صفحة : 2696

أي عند طرف البساط للنعمان. في العباب: الحصير: السجن، قال الله تعالى وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا أي سجنا وحبسا، قاله ابن السيد وغيره. ويقال: هذا حصيره، أي محبسه وسجنه. وقال الحسن: معناه مهادا، كأنه جعله الحصير المرمول كقوله: لهم من جهنم مهاد . قال في البصائر: فعلى الأول بمعنى الحاصر، وفي الثاني بمعنى المحصور. الحصير: المجلس، هكذا في سائر النسخ أي موضع الجلوس، وصوب شيخنا عن بعض أن يكون المحبس، وهو محل تأمل. ومن سجعات الأساس: وخلده الحصير في الحصير، أي في المحبس. قال شيخنا: ومن الأسجاع المحاكية لأسجاع الأساس، وإن فاتها الشنب. قول بعض الأدباء: أثر حصير الحصير في حصير الحصير، أي أثرت بارية الحبس في جنب الملك. الحصير: الطريق، عن ابن الأعرابي. الحصير: الماء. الحصير: الصف من الناس وغيرهم. الحصير: وجه الأرض، قيل: وبه سمي ما يفرش على الأرض حصيرا لكونه يلي وجهها. ج أحصرة وحصر، بمتين. وأنشد ابن الأعرابي في الحصر جمع حصير بمعنى الطريق:

لما رأيت فجاج البيد قد وضحت     ولاح من نجد عادية حـصـر وقد تسكن الصاد تخفيفا في جمع الحصير لما يفرش، كما تقدم. الحصير: فرند السيف الذي تراه كأنه مدب النمل. قال زهير:

برجم كوقع الهندواني أخلص ال     صياقل منه عن حصير ورونق. حصيراه: جانباه. الحصير: البخيل الممسك، كالحصر، ككتف. الحصير: الذي لا يشرب الشراب بخلا. يقال: شرب القوم فحصر عليهم فلان أي بخل. الحصير: جبل لجهينة وآخر في بلاد بني كلاب، أو ببلاد غطفان، وقيل هو بالضاد. الحصير: كل ما نسج من جميع الأشياء، سمي به لحصر بعض طاقاته على بعض، فهو فعيل بمعنى مفعول، وهو أعم من البارية. الحصير: ثوب مزخرف منقوش موش حسن، إذا نشر أخذت القلوب مآخذه لحسنه. وفي النهاية: لحسن صنعته، وزاد المصنف في البصائر: ووشيه. قال: وبه فسر بعضهم حديث حذيفة في الفتن السابق ذكره، شبه الفتن بذلك، لأن الفتنة تزين وتزخرف للناس والعاقبة إلى غرور. وأنشد المصنف في البصائر:

فليت الدهر عاد لنا جـديدا     وعدنا مثلنا زمن الحصير. أي زمنا كان بعضنا يزخرف القول لبعض فنتواد عليه. الحصير: الضيق الصدر، كالحصير والحصور. الحصير: واد من أوديتهم. الحصير: حصن باليمن من أبنية ملوكهم. الحصير: ماء من مياه نملى قرب المدينة المشرفة، ويقال فيه بالضاد، وسيأتي. الحصيرة، بهاء: جرين التمر، وهو الموضع الذي يحصر فيه، وذكره الأزهري بالضاد، وسيأتي. الحصيرة: اللحمة المعترضة في جنب الفرس: وهي ما بين الكتف إلى الخاصرة، تراها إذا ضمر، ولا يخفى أن هذا مع ما قبله في الحصير أو لحمة كذلك تكرار مخل لاختصاره البالغ. والحارث بن حصيرة الأزدي محدث، وهو أبو النعمان الكوفي عن عكرمة مولى ابن عباس، وعنه عبد الله بن نمير. قال الحافظ ابن حجر في تحرير المشتبه: وعلى ضعفه يكتب حديثه، يؤمن بالرجعة. ووثقه ابن معين والنسائي.

صفحة : 2697

وذو الحصيرين: لقب عبد مالك، وفي بعض النسخ عبد الملك بن عبد الألة، بضم الهمزة وفتح اللام المخففة كعلة، وإنما نبه على وزنه لئلا يشتبه على أحد أنه عبد الإله، واحد الآلهة، وإنما لقب به لأنه كأن له حصيران منسوجان من جريد النخل مقيران أي مطليان بالقير، وهو الزفت، يجعل أحدهما بين يديه والآخر خلفه، ويسد بنفسه باب الطريق في الجبل إذا جاءهم عدو. والحصور، كصبور: النقة الضيقة الإحليل. وورد في بعض الأصول الجيدة: الأحاليل، بالجمع. وقد حصرت، بالفتح، وأحصرت. وحصر، مثل فرح، وأحصر بالضم. الحصور: من لا يأتي النساء وهو قادر على ذلك، وإنما يتركهن عفة وزهدا، وهذا أبلغ في المدح أو هو الممنوع منهن، من الحصر والإحصار أي المنع، أو هو من لا يشتهيهن ولا يقربهن. وهذا قول ابن الأعرابي. وقال الأزهري: الحصور: من حصر عن النساء فلا يستطيعهن، وقيل: سمي في قوله تعالى: وسيدا وحصورا لأنه حبس عما يكون من الرجال. وقال المصنف في البصائر في تفسير هذه الآية: الحصور: الذي لا يأتي النساء إما من العنة وإما من العفة والإجتهاد في إزالة الشهوة، والثاني أظهر في الآية، لأن بذلك يستحق الرجل المحمدة. قيل الحصور: المجبوب الذكر والأنثيين، وبه فسر حديث القبطي الذي أمر النبي صلى الله عليه وسلم عليا بقتله، قال: فرفعت الريح ثوبه. فإذا هو حصور. قالوا: وهذا أبلغ في الحصر لعدم آلة النكاح. وأما العاقر فإنه الذي يأتيهن ولا يولد له.

الحصور أيضا: البخيل الممسك. وقيل: هو الذي لا ينفق على الندامى، كالحصر، ككتف، وقد جاء في حديث ابن عباس ما رأيت أحدا أخلق للملك من معاوية، كان الناس يردون منه أرجاء واد رحب، ليس مثل الحصر العقص .يعني ابن الزبير. الحصر: البخيل. والعقص: الملتوي الصعب الأخلاق. الحصور: الهيوب المحجم عن الشيء، وهو البرم أيضا، كما فسره السهيلي، وبه فسر بعض بيت الأخطل السابق ذكره. وشارب مربح... إلى آخره. هم ممن يفضلون الحصور، وهو الكاتم للسر في نفسه الحابس له لا يبوح به، كالحصر، ككتف. والحصراء: الرتقاء. والحصار، ككتان: اسم جماعة. منهم أبو جعفر بن الحصار المقري وغيره. الحصار، ككتاب وسحاب: وساد يرفع مؤخرها ويحشى مقدمها فيجعل كالرحل، أي كآخرته في رفع المؤخر، وقادمته في حشو المقدم، يلقى على البعير. وقيل هو مركب يركب به الراضة وقيل: هو كساء يطرح على ظهره يكتفل به، كالمحصرة، بالكسر. أوهي، أي المحصرة قتب صغير يحصر به البعير ويلقى عليه أداة الراكب، كالحصار أيضا. ومنه حديث أبي بكر أن سعدا الأسلمي قال: رأيته بالخذوات وقد حل سفرة معلقة في مؤخرة الحصار .

صفحة : 2698

وبعير محصور: عليه ذلك، وقد حصره يحصره ويحصره واحتصره وأحصره. المحصرة، بفتح الميم: الإشرارة يخفف عليها الأقط. وأحصره المرض: منعه من السفر أو حاجة يريدها، قال الله عز وجل: فإن أحصرتم وحصر، في الحبس، أقوى من أحصر، لأن القرآن جاء بها، وقد تقدم. أو أحصره المرض والبول: جعله يحصر نفسه. وأصل الحصر والإحصار الحبس. يقال: حصرني الشيء وأحصرني، أي حبسني. والمحتصر: الأسد. ومحاصرة العدو، م، أي معروف. يقال: حاصرهم العدو حصارا ومحاصرة. وبقينا في الحصار أياما. وحوصروا محاصرة شديدة. وحصره يحصره حصرا استوعبه وحصله وأحاط به. وحصر القوم بفلان حصرا: ضيقوا عليه وأحاطوا به. ومنه قول الهذلي:

وقالوا تركنا القوم قد حصروا بهولا غرو أن قد كان ثم لحيم. قد حصر على قومه كفرح: بخيل. قال شيخنا: وهو مستدرك، لأنه ذكره في معاني الحصر وفي معاني الحصور، وقد زعم الاختصار البالغ، وهذا تطويل بالغ، ومثله ما بعده. حصر عن المرأة: امتنع عن إتيانها، أي مع القدرة، أو عجز عنها، كما تقدمت الإشارة إليه في ذكر معاني الحصور. حصر بالسر: كتمه في نفسه ولم يبح به، وهو حصر وحصور. والحصري، بالضم. قال شيخنا: والمعروف ضبطه بضمتين كما في الطبقات: أبو الحسن علي ابن عبد الغني القيرواني الفهري المقرئ شيخ الفراء، أقرأ الناس بسبتة وغيرها، وله قصيدة مائتا بيت نظمها في قراءة نافع، توفي سنة 488 وقال ابن خلكان: هو ابن خالة أبي إسحاق إبراهيم الحصري صاحب زهر الآداب، وله شعر نفيس. قلت: وقد ترجم الذهبي أبا إسحاق الحصري هذا في تاريخه فقال: هو إبراهيم بن علي بن تميم القيرواني الشاعر المعروف بالحصري، وهو ابن خالة أبي الحسن علي الحصري الشاعر. توفي سنة 453 انتهى. وحدث عنه أبو عبد الله بن الزاهد، كما رأيته في مسلسلات ابن مسدي. الإمام برهان الدين أبو الفتوح نصر بن علي بن أبي الفرج بن الحصري المحدث، حدث عن النقيب أبي طالب محمد ابن محمد بن أبي زيد العلوي، وأبي زرعة طاهر بن أحمد المقدسيي. وانتقل إلى مكة وولى إمامة المقام بها، ثم منها إلى المهجم باليمن لنشر العلم، وبها توفي. وقبره يزار، يعرف بالشيخ برهان. وعنه أخذ الشيخ محمد بن إسماعيل الحضرمي وابن أخيه أبو محمد عبد العزيز ابن علي بن نصر بن الحصري، حدث عن الرضي أبي الحسن المؤيد بن محمد بن علي الطوسي. وآخرون عرفوا بالنسبة إليه، مثل سعيد بن أيوب بن ثواب البصري، وعلي بن أحمد، وأحمد بن هشام بن حميد. وعلي بن إبراهيم الصوفي وعبد الله بن عثمان بن زيدان، الحصريون. وأما جعفر بن أحمد الحافظ.
الحصري فلحصري فلحصره وسكوته، في قصة ذكرها السمعاني في الأنساب، فراجعه. الإمام أبو علي الحسن بن حبيب بن عبد الملك الحصائري الدمشقي، محدث فقيه. حدث عن الربيع بن سليمان المرادي وأبي أمية الطرسوسي وغيرهما، وعنه أبو القاسم تمام بن محمد الرازي، وعبد الرحمن بن عمر بن نصر الشيباني، وقد روينا من طريقه رسالة الإمام الشافعي رضي الله عنه. ومما يستدرك عليه:

صفحة : 2699

حصر الرجل كفرح: استحي وانقطع، كأنه ضاق به الأمر كما يضيق الحبس على المحبوس. ويقال للناقة: إنها لحصرة الشخب نشبة الدر. الحصر: نشب الدرة في العروق من خبث النفس وكراهة الدرة. والحصير: المحبوس، ذكره ابن السيد في الفرق. والحصار: المحبس، كالحصير. ومنه قولهم: بقينا في الحصار أياما، أي في المحاصرة أو محلها. وقوم محصرون، إذا حوصروا في حصن. ورجل حصر: كتوم للسر، قال جرير:

ولقد تسقطني الوشاة فصادفوا    حصرا بسرك يا أميم ضنينا. والحصير: الحابس. والله حاصر الأرواح في الأجسام. وأرض محصورة، ومنصورة، ومضبوطة، أي ممطورة. والحصار: مدينة عظيمة بالهند. والخطيب المعمر عبد الواحد ابن إبراهيم الحصاري، محدث، ولد سنة 910 وروى عاليا عن الشمس محمد بن إبراهيم العمري والشرف السنباطي، كلاهما عن الحافظ ابن حجر، روى عنه شيوخ شيوخ مشايخنا، ويقال له البرجي أيضا. وأبو حصيرة: صحابي قسم له النبي صلى الله عليه وسلم من وادي القرى. وذو الحصير: كأمير: كعب ابن ربيعة البكأئي، جاهلي. ومحله الحصير: ببخاراء، ينسب إليها بعض علمائنا. وحصرون بن بارص بن يهوذا: من ولد سيدنا يعقوب عليه السلام. والعلامة أبو بكر محمد بن إبراهيم بن أنوش الحصيري الحنفي الحافظ، روى عنه ابن ماكولا، توفي ببخاراء سنة 500.

ح-ص-ب-ر
ومما يستدرك عليه: حصبار، بضم فسكون ففتح الموحدة: موضع ذكره البكري في معجمه.

ح-ض-ر
حضر: كنصر وعلم، حضورا وحضارة، أطلق في المصدرين وقضية اصطلاحه أن يكونا بالفتح، وليس كذلك، بل الأول مضموم والثاني مفتوح، ضد غاب. والحضور: ضد المغيب والغيبة. قال شيخنا: واللغة الأولى هي الفصيحة المشهورة، ذكرها ثعلب في الفصيح وغيره، وأوردها أئمة اللغة قاطبة. وأما الثانية فأنكرها جماعة وأثبتها آخرون، ولا نزاع في ذلك. إنما الكلام في ظاهر كلام المصنف أو صريحه فإنه يقتضي أن حضر كعلم، مضارعه على قياس ماضيه فيكون مفتوحا كيعلم، ولا قائل به، بل كل من حكى الكسر صرح بأن المضارع لا يكون على قياسه، انتهى. وفي اللسان: قال الليث: يقال: حرت الصلاة، وأهل المدينة ويقولون: حضرت، وكلهم يقول: تحضر. وقال شمر: حضر القاضي امرأة، تحضر قال: إنما أندرت التاء لوقوع القاضي بين الفعل والمرأة. قال الأزهري: واللغة الجيدة حضرت تحضر، بالضم. قال الجوهري: قال الفراء: وأنشدنا أبو ثروان العكلي لجريلار على لغة حضرت.

ما من جفانا إذا حاجاتنا حضرت     كمن له عندنا التكريم واللطف.

صفحة : 2700

قال الفراء: وكلهم يقولون تحضر بالضم. وفي المصباح: وحضر فلان، بالكسر، لغة، واتفقوا على ضم المضارع مطلقا، وكان قياس كسر الماضي أن يفتح المضارع، لكن استعمل المضموم مع كسر الماضي شذوذا، ويسمى تاخل اللغتين، انتهى وقال اللبلي في شرح الفصيح حضرنى قوم، وحضرني بكسر الضاد، حكاه أيضا القزاز عن أبي الحسن، وحكاه يعوب عن الفراء وحكاه أيضا الجوهري عنه. وقال الزمخشري عن الخليل: حضر، بالكسر، فإذا انتهوا إلى المستقبل قالوا يحضر، بالضم، رجوعا إلى الأصل، ومثله فضل يفضل. قال شيخنا: وقد أوضحته في شرح نظم الفصيح، وأوضحت أن هذا من النظائر، فيزاد على نعم وفضل. ويستدرك به قول ابن القوطية أنه لا ثالث لهما، والكسر الذي ذكره الجماهير حكاه ابن القطاع أيضا في أفعاله، كاحتضر وتحضر، ويعدى. ويقال: حضره وحضره، والمصدر كالمصدر، وهو شاذ، وتحضره واحتضره. يقال: أحضر الشيء وأحضره إياه، وكان ذلك بحضرته، مثلثة الأول. الأولى نقلها الجوهري، والكسر والضم لغتان عن الصغاني. وحضره وحضرته، محركتين ومحضره، كل ذلك بمعنى واحد.

قال الجوهري: حضرة الرجل: قربه وفناؤه. وفي حديث عمرو بن سلمة الجرمي: كنا بحضرة ماء أي عنده. وكلمته بحضرة فلان، وبمحضر منه، أي بمشهد منه. قال شيخنا: وأصل الحضرة مصدر بمعنى الحضور، كما صرحوا به، ثم تجوزوا به تجوزا مشهورا عن مكان الحضور نفسه، ويطلق على كل كبير يحضر عنده الناس، كقول الكتاب أهل الترسل والإنشاء: الحضرة العالية تأمر بكذا، والمقام ونحوه. وهو اصطلاح أهل الترسل، كما أشار إليه الشهاب في مواضع من شرح الشفاء. وهو حاضر، من قوم حضرو حضور. ويقال: إنه ليعرف من بحضرته ومن بعقوته. وفي التهذيب: الحضرة: قرب الشيء. تقول: كنت بحضرة الدار. وأنشد الليث.

فشلـت يداه يوم يحـمـل راية     إلى نهشل والقوم حضرة نهشل يقال: رجل حسن الحضرة بالكسر وبالضم أيضا، كما في المحكم إذا حضر بخير. وفلان حسن المحضر إذا كان ممن يذكر الغائب بخير. والحضر، محركة، والحضرة، بفتح فسكون، والحاضرة والحضارة، بالكسر عن أبي زيد ويفتح، عن الأصمعي: خلاف البادية والبداوة والبدو. والحضارة، بالكسر، الإقامة في الحضر، قاله أبو زيد. وكان الأصمعي يقول: الحضارة بالفتح. قال القطامي

فمن تكن الحضارة أعجبته     فأي رجال بادية تـرانـا والحاضرة والحضرة والحضر، هي المدن والقرى والريف، سميت بذلك لأن أهلها حضروا الأمصار ومساكن الديار التي يكون لهم بها قرار. والبادية يمكن أن يكون اشتقاقها من بدا يبدو، أي برز وظهر، ولكنه اسم لزم ذلك الموضع خاصة دون ما سواه. والحضر، بفتح فسكون: د قديم مذكور في شعر القدماء، بإزاء مسكن. قال محمد بن جرير الطبري: بحيال تكريت بين دجلة والفرات. قلت: ولم يذكر المؤلف مسكن في س-ك-ن وهو في معجم أبي عبيد، كمسجد: صقع بالعراق قتل فيه مصعب بن الزبير، فلينظر. بناه الساطرون الملك من ملوك العجم الذي قتله سابور ذو الأكتاف. وفيه يقول أبو دواد الإيادي:

ورأى الموت قد تدلى من الحض    ر على رب أهله الساطـرون

صفحة : 2701

وقيل: هو الحضر، محركة، بالجزيرة، وقيل بناحية الثرثار بناه الساطرون. الحضر: ركب الرجل والمرأة، أي فرجهما. الحضر: التطفيل، عن ابن الأعرابي، الحضر: شحمة في المأنة، هكذا في النسخ بالميم، وفي اللسان: في العانة وفوقها. الحضر، بالضم: ارتفاع الفرس في عدوه، كالإحضار. وقال الأزهري: الحضر والحضار: من عدو الدواب، والفعل الإحضار. وفي الحديث أنه أقطع الزبير حضر فرسه بأرض المدينة . وفي حديث كعب بن عجرة فانطلقت مسرعا أو محضرا فأخذت بضبعه . وقال كراع: أحضر الفرس إحضارا وحضرا وكذلك الرجل. وعندي أن الحضر الاسم. والإحضار المصدر.
والفرس محضير، كمنطيق، لا محضار كمحراب، وهو من النوادر كذا في الصحاح وجامع القزاز وشروح الفصيح، أو لغية. والذي في المحكم جواز محضير ومحضار على حد سواء، ونصه: وفرس محضير، الذكر والأنثى سواء، وفرس محضير ومحضار، بغير هاء للأنثى، إذا كان شديد الحضر، وهو العدو. وفي الجمهرة لابن دريد: فرس محضار: شديد العدو. الحضر، ككتف وندس: الذي يتحين طعام الناس حتى يحضره، وهو الطفيلي، وفعله الحضر، وقد تقدم. من المجاز: الحضر، كندس: الرجل ذو البيان والفقه، لاستحضاره مسائله، ويقال: إنه لحضر بالنوادر وبالجواب، وحاضر.
الحضر ككتف: الذي لا يريد السفر. والذي في التهذيب وغيره: ورجل حضر: لا يصلح للسفر أو رجل حضر. حضري نقله الصغاني عن الفراء، أي من أهل الحاضرة. في التهذيب: المحضر عند العرب: المرجع إلى أعداد المياه. والمنتجع: المذهب في طلب الكلإ. وكل منتجع مبدى وجمعه مباد. ويقال للمناهل: المحاضر للاجتماع والحضور عليها. المحضر: خط يكتب في واقعة خطوط الشهود في آخره بصحة ما تضمنه صدره. قال شيخنا: وهو اصطلاح حادث للشهود الذين أحدثهم القضاة في الزمن الأخير، فعده من اللغة مما لا معنى له، والظاهر أن عطف السجل بعده عليه، وعده من معاني المحضر، من هذا القبيل، فتأمل.
قلت: أما تفسبره بما يكتب في واقعة حال فكما قال: لا يكاد يوجد في لغة العرب الفصحى. وأما تفسيره بما بعده وهو السجل فقد سمع عن العرب، وذكره ابن سيده وغيره، فلا ينكر عليه. المحضر: القوم الحضور، أي الحاضرين النازلين على المياه تجوزا، المحضر: السجل الذي يكتب. المحضر: المشهد للقوم. المحضر: ة بأجأ، لبني طيئ. ومحضرة: ماء لبني عجل بن لجيم بين طريقي الكوفة والبصرة إلى مكة، زيدت شرفا. وحاضوراء: ماء، قال سيخنا: هو من الأوزان الغريبة، حتى قيل لا ثاني له غير عاشوراء لا ثاني له. وأما تاسوعاء فيأتي أنه مولد، والله أعلم. وقيل: إن حاضوراء بلد بناه صالح، عليه السلام، والذين آمنوا به، ونجاها الله من العذاب ببركته. وفي المراصد أنه بالصاد المهملة، ويقال: بالضاد المعجمة بغير ألف، فتأمل. والحضيرة، كسفينة: موضع التمر، وأهل الفلح يسمونها الصوبة، وتسمى أيضا الجرن والجرين. وذكره المصنف أيضا في الصاد المهملة، وقد تقدمت الإشارة إليه. الحضيرة: جماعة القوم وبه فسر بعض قول سلمى بنت مجدعة الجهنية تمدح رجلا، وقيل ترثيه:

يرد المياه حضيرة ونفيضة     ورد القطاة إذا اسمأل التبع

صفحة : 2702

الحضيرة من الرجال: الأربعة أو الخمسة أو الثمانية أو التسعة، وفي بعض النسخ: السبعة، بتقديم السين على الموحدة، والصواب الأولى. أو العشرة فمن دونهم، وقيل: السبعة أو الثمانية، وقيل: الأربعة والخمسة يغوون. أو هم النفر يغزى بهم. وقال أبو عبيد في بيت الجهنية: الحضيرة: ما بين سبع رجال إلى ثمانية، والنفيضة الواحد وهم الذي ينفضون، وروى سلمة عن الفراء قال: حضيرة الناس وهي الجماعة، ونفيضتهم وهي الجماعة. وقال شمر في قوله: حضيرة ونفضة قال: حضيرة يحضرها الناس، يعني المياه، ونفضة: ليس عليها أحد، حكى ذلك عن ابن الأعرابي. وروى عن الأصمعي: الحضيرة: الذين يحضرون المياه، والنفيضة الذين يتقدمون الخيل، وهم الطلائع: قال الأزهري: وقول ابن الأعرابي أحسن. قال ابن بري: النفيضة: جماعة يبعثون ليكشفوا هل ثم عدو أو خوف، والتبع: الظل. واسمأل: قصر، وذلك عند نصف النهار وقبله.

سباق عادية ورأس سرية      ومقاتل بطل وهاد مسلع. واسم المرثي أسعد، وهو أخو سلمى، ولهذا تقول بعد البيت:

أجعلت أيعد للرمـاح دريئة     هبلتك أمك أي جرد ترقع. وجمع الحضيرة الحضائر. قال أبو ذؤيب الهذلي:

رجال حروب يسعـرون وحـلـقة     من الدار لا تمضي عليها الحضائر. في المحكم: قال الفارسي: والحضيرة: مقدمة الجيش. الحضيرة: ما تلقيه المرأة من ولادها، وحضيرة الناقة: ما ألقته بعد الولادة. قال أبو عبيدة: الحضيرة لفافة الولد. الحضيرة: انقطاع دمها. والحضير جمعها، أي الحضيرة، بإسقاط الهاء، الحضير: دم غليظ يجتمع في السلى. والحضير: ما اجتمع في الجرح من جاسئة المادة، وفي السلى من السخد، ونحو ذلك. والمحاضرة: المخالدة، المحضرة المجثاة. وحاضرته: جاثيته عند السلطان، وهو كالمغالبة والمكاثرة. المحاضرة: أن يعدو معك، وقال الليث: هو أن يحاضرك إنسان بحقك فيذهب به مغالبة أو مكابرة. قال غيره: المحاضرة والمجالدة أن يغالبك على حقك فيغلبك عليه ويذهب به. حضار، كقطام، أي مبنية مؤنثة مجرورة: نجم يطلع قبل سهيل فيظن الناس به أنه سهيل، وهو أحد المحلفين، قاله ابن سيدة. وفي التهذيب، قال أبو عمرو بن العلاء: يقال: طلعت حضار والوزن، وهما كوكبان يطلعان قبل سهيل، فإذا طلع أحدهما ظن أنه سهيل، للشبه وكذلك الوزن إذا طلع، وهما محلفان عند العرب، سميا محلفين لاختلاف الناظرين لهما إذا طلعا، فيحلف أحدهما أنه سهيل، ويحلف الآخر أنه ليس بسهيل. وقال ثعلب: حضار نجم خفي في بعد، وأنشد:

أرى نار ليلى بالعقيق كـأنـهـا     حضار إذا ما أعرضت وفرودها.

صفحة : 2703

الفرود: نجوم تخفى حول حضار، يريد أن النار تخفى لبعدها كهذا النجم الذي يخفى في بعد. وحضرموت بفتح فسكون قد تضم الميم، مثال عنكبوت، عن الصاغاني: د، بل إقليم واسع مشتمل على بلاد وقرى ومياه وجبال وأودية باليمن، حرسه الله تعالى، طولها مرحلتان أو ثلاث إلى قبر هود عليه السلام. كذا في تاريخ العلامة محدث الديار اليمنية عبد الرحمن بن الديبع. وقال القزويني في عجائب المخلوقات: حضرموت: ناحية باليمن، مشتملة على مدينتين، يقال لهما شبام وتريم، وهي بلاد قديمة، وبها القصر المشيد. وأطال في وصفها. ونقل شيخنا عن تفسير أبي الحسن البكري في قوله تعالى: وإن منكم إلا واردها . قال: يستثنى من ذلك أهل حضرموت، لأنهم أهل ضنك وشدة، وهي تنبت الأولياء كما تنبت البقل، وأهلها أهل رياضة، وبها نخل كثير، وأغلب قوتهم التمر. وفي مراصد الاطلاع: حضرموت، اسمان مركبان، ناحية واسعة في شرقي عدن بقرب البحر، وحولها رمال كثيرة تعرف بلأحقاف، وقيل: هي مخلاف باليمن، وقال جماعة: سميت حضرموت لأن صالحا عليه السلام لما حضرها مات. قال شيخنا: والمعروف أنها باليمن، كما مر عن جماعة، وبذلك صرح في الروض المعطار وقال: بها قبر هود عليه السلام، وجزم بذلك الشهاب في العناية أثناء سورة الحج، ولا يعرف غيره، وأغرب صاحب البحر فقال: إنها بالشام وبها قبر صالح عليه السلام. قلت: وعندي أنه تصحف عليه شبام التي هي إحدى مدينتيها، كما مر عن الشيباني، بالشام القطر المعروف لأنه لا يعرف بالشام موضع يقال له حضرموت قديما ولا حديثا. في الصحاح: حضرموت: اسم قبيلة أيضا، من ولد حمير بن سبأ، كذا في الروض، وقيل: هو عامر بنقحطان، وقيل: هو ابن قحطان بن عامر. قال شيخنا: وهل الأرض سميت باسم القبيلة أو بالعكس أو غير ذلكظ فيه خلاف. في الصحاح: وهما اسمان جعلا واحدا، إنشئت بنيت الاسم الأول على الفتح وأعربت الثاني إعراب ما لا ينصرف. يقال: هذا حضرموت، ويضاف، الأول إلى الثاني فيقال: حضرموت، بضم الراء، أعربت حضرا وخفضت موتا، وكذلك القول في سام أبرص ورامهرمز، وإن شئت لا تنون الثاني قال شيخنا: واقتصر في اللباب على وجهين، فقال: هما اسمان جعلا واحدا، فإن شئت بنيت الأول على الفتح وأعربت الثاني إعراب مالا ينصرف، وإن شئت بنيتهما لتضمنهما معنى حرف العطف، كخمسة عشر. والتصغير حضيرموت، تصغر الصدر منهما وكذلك الجمع تقول : فلان من الحضارمة، والنسبة إليه حضرمي وسيأتي للمصنف في الميم. ونعل حضرمية: ملسنة. وفي حديث مصعب بن عمير أنه كان يمشي في الحضرمي هو النعل المنسوبة إلى حضرموت المتخذة بها. حضرموتيتان، أي على الأصل من غير حذف، والذي في نوادر الكسائي يقال: أتانا بنعلين حضرموتيتين، فتأمل. وحضور، كصبور: جبل فيه بلد عامر أو: د، باليمن في لحف ذلك الجبل، وقد غامد.

تغمدت شرا كان بين عشـيرتـي     فأسماني القيل الحضوري غامدا.

صفحة : 2704

وفي حديث عائشة رضي الله عنها: كفن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثوبين حضوريين هما منسوبان إلى حضور قرية باليمن، قاله ابن الأثير. وفي الروض أن أهل حضور قتلوا شعيب بن ذي مهدم، نبي أرسل إليهم وقبره بضين، جبل باليمن قال وليس هو شعيبا الأول صاحب مدين وهو ابن صيفي ويقال فيه ابن صيفون. قلت: وشذ صاحب المراصد حيث قال: إنه من أعمال زبيد وأنه يروى بالألف الممدودة. وفي حمير حضور بن عدي بن مالك بن زيد بن سلام بن زرعة وهو حمير الأصغر. والحاضر: خلاف البادي، وقد تقدم في أول الترجمة، فهو تكرار. الحاضر أيضا: اللحي العظيم، أو القوم، وقال ابن سيده: الحي إذا حضروا الدار التي بها مجتمعمم. قال:

في حاضر لجب بالليل سامـره     فيه الصواهل والرايات والعكر. فصار الحاضر اسما جامعا كالحاج والسامر والجامل ونحو ذلك. قال الجوهري: هو كما يقال حاضر طيئ وهو جمع، كما يقال: سامر للسمار، وحاج للحجاج: قال حسان:

لنا حاضر فعم وباد كأنـه     قطين الإله عزة وتكرما. وفي حديث أسامة: وقد أحاطوا بحاضر فعم . وفي التهذيب، العرب تقول: حي حاضر، بغير هاء، إذا كانوا نازلين على ماء عد. يقال: حاضربني فلان على ماء كذا وكذا، ويقال للمقيم على الماء: حاضر، وجمعه حضور، وهو ضد المسافر، وكذلك يقال للمقيم: شاهد وخافض، وفلان حاضر بموضع كذا، أي مقيم به، وهؤلاء قوم حضار، إذا حضروا المياه، ومحاضر. قال لبيد:

فالوديان وكل مغنى منـهـم    وعلى المياه محاضر وخيام. قال: وحضرة، مثل كافر وكفرة، وكل من نزل على ماء عد ولم يتحول عنه شتاء ولا ضيفا فهو حاضر، سواء نزلوا في القرى والأرياف والدور المدرية، أو بنوا الأخبية على المياه فقروا بها ورعوا ما حواليها من الماء والكلإ. وقال الخطابي: إنما جعلوا الحاضر اسما للمكان المحضور، يقال: نزلنا حاضر بني فلان، فهو فاعل بمعنى مفعول. وفي الحديث هجرة الحاضر أي المكان المحضور. الحاضر: حبل من حبال الدهناء السبعة، يقال له: حبل الحاضر، وعنده حفر سعد بن زيد مناة بن تميم بحذاء العرمة. الحاضر: ة، بقنسرين، وهو موضع الإقامة على الماء من قنسرين. قال عكرشة الضبي يرثي بنيه:

سقى الله أجداثا ورائي تركتـهـا    بحاضر قنسرين من سبل القطر.

صفحة : 2705

وسيأتي في ق-ن-س-ر. الحاضر محلة عظيمة بظاهر حلب، منها الإمام ولي الدين محمد بن محمد بن خليل بن هلال الحاضري الحنفي، ولد سنة 775 بحلب، ووالده العلامة عز الدين أبو البقاء محمد بن خليل، روى عنه ابن الشحنة. والحاضرة: خلاف البادية، وقد تقدم في أو الترجمة، فهو تكرار. الحاضرة: أذن الفيل، عن ابن الأعرابي. وأبو حاضر صحابي لا يعرف اسمه، روى عنه أبو هنيدة، أخرجه ابن منده. أو حاضر أسيدي موصوف بالجمال الفائق. وأبو حاضر: كنية بشر بن أبي خازم ومن المجاز: يقال: عس ذو حواضر، جمع حاضرة، معناه ذو آذان. من المجاز قول العرب: اللبن محضور ومحتضر فغطه، أي كثير الآفة، يعني تحضره، كذا في النسخ. ونص التهذيب: تحتضره الجن والدواب وغيرها من أهل الأرض، رواه الأزهري عن الأصمعي، والكنف محضورة كذلك، أي تحضرها الجن والشياطين وفي الحديث: أن هذه الحشوش محتضرة . وقوله تعالى: وأعوذ بك رب أن يحضرون . أي أن يصيبني الشياطن بسوء. يقال: حضرنا عن ماء كذا أي تحولنا عنه، وهو مجاز. وأنشد ابن دريد لقيس بن العيزارة:

إذا حضرت عنه تمشت مخاضها    إلى السر يدعوها إليها الشفائع. حضار كسحاب: جبل بين اليمامة والبصرة وإلى اليمامة أقرب. الحضار: الهجان أو الحمر من الإبل. وفي الصحاح: الحضار من الإبل: الهجان. قال أبو ذؤيب يصف الخمر:

فما تشتري إلا بربح وسـبـاؤهـا    بنات المخاض شومها وحضارها.

صفحة : 2706

شومها: سودها. يقول: هذه الخمر لا تشتري إلا بالإبل السود منها والبيض. وفي التهذيب: الحضار من الإبل: البيض اسم جامع كالهجان ومثله قول شمر، كما سيأتي، فقول المصنف: أو الحمر من الإبل محل تأمل، ويكسر، الفتح نقله الصغاني. لا واحد لها، أو الواحد والجمع سواء. قال ابن ممنظور: وفيه عند النحويين شرح، وذلك أنه قد يتفق الواحد والجمع على وزن واحد، إلا أنك تقدر البناء الذي يكون للجمع غير البناء الذي يكون للواحد، وعلى ذلك قالوا: ناقة هجان ونوق هجان، فهجان الذي هو جمع يقدر على فعال الذي هو جمع مثل ظراف، والذي يكون من صفة المفرد تقدره مفردا مثل كتاب، فالكسرة في أول مفرده غير الكسرة التي في أول جمعه، وكذلك ناقة حضار ونوق حضار، وكذلك الفلك، فإن ضمته إذا كان مفردا غير الضمة التي تكون فيه إذا كان جمعا، كقوله تعالى في الفلك المشحون . فهو بإزاء ضمة القفل فإنه واحد. وقوله تعالى: والفلك التي تجري في البحر . فضمته بإزاء ضمة الهمزة في أسد، فهذه تقدرها بأنها فعل التي تكون جمعا، وفي الأول تقدرها فعلا التي هي المفرد. الحضار، بالكسر: الخلوق بوجه الجارية، وقال الأموي: ناقة حضار: جمعت قوة ورحلة، يعني: جودة سير. ونص الأزهري، المشي، بدل. السير. قال شمر: لم أسمع الحضار بهذا المعنى، إنما الحضار بيض الإبل، وأنشد بيت أبي ذؤيب: شومها وحضارها . أي سودها وبيضها. حضارة، كجبانة، د، باليمن، نقله الصغاني. الحضار، كغراب: داء للإبل، نقله الصغاني. ومحضوراء، بالمد، عن الفراء ويقصر، عن ابن السكيت: ماء لبني أبي بكر بن كلاب. والحضراء من النوق وغيرها: المبادرة في الأكل والشرب، نقله الصغاني. عن ابن الأعرابي: الحضر، كعنق: الرجل الواغل الراشن، وهو الشولقي، قلت: وهو الطفيلي. وأسيد بن حضير بن سماك الأوسي، كزبير: صحابي، كنيته أبو يحيى، له ذكر في تاريخ دمشق، وبنته هند لها صحبة، وابنه يحيى له رؤية، يقال لأبيه حضير الكتائب. والذي في التهذيب وغيره: وحضير الكتائب: رجل من سادات العرب. من المجاز: احتصر المريض وحضر، بالضم، أي مبنيا للمفعول، إذا حضره الموت ونزل به، وهو محتضر ومحضور. في التنزيل العزيز كل شرب محتضر ، أي يحضرون خظوظهم من الماء وتحضر الناقة حظها منه، والقصة مشهورة في التفاسير. ومحاضر، بالفتح على صيغة الجمع، هكذا هو مضبوط في نسختنا ابن المورع بالتشديد على صيغة اسم الفاعل: محدث مستقيم الحديث لا منكر له، كذا قاله الذهبي. وشمس الدين أبو عبد الله الحضائري فقيه بغدادي، قال الذهبي: قدم علينا من بغداد. ومما يستدرك عليه: في الحديث أني تحضرني من الله حاضر أراد الملائكة الذين يحضرونه. وحاضرة: صفة طائفة أو جماعة. وفي حديث الصبح فإنها مشهودة محضورة ، أي تحضرها ملائكة الليل والنهار. واستحضرته فأحضرنيه. وهو من حاضري الملك. وحضار بمعنى احضر. والمحاضرة: المشاهدة. وبدوي يتحضر وحضري يتبدى. وحضره الهم واحتضره وتحضره وهو مجاز. وفي الحديث والسبت أحضر إلا أن له أشطرا ، أي هو أكثر شرا أن له خيرا مع شره، وهو أفعل من

صفحة : 2707

الحضور. قال ابن الأثير: وروي بالخاء المعجمة، وقيل: هو تصحيف. وفي الحديث: قولوا ما يحضركم أي ما هو حاضر عندكم موجود ولا تتكلفوا غيره. قال ابن الأثير: وروي بالخاء المعجمة، وقيل: هو تصحيف. وفي الحديث: قولوا ما يحضركم أي ما هو حاضر عندكم موجود ولا تتكلفوا غيره.

ومن المجاز: حضرت الصلاة وأحضر ذهنك. وكنت حضرة الأمر، وكل حضرت الأمر بخير، إذا رأيت فيه رأيا صوابا وكفيته. وإنه لحضير لا يزال يحضر الأمور بخير. يقال جمع الحضرة يريد بناء دار، وهي عدة البناء من نحو آجر وجص. وهو حاضر بالجواب وبالنوادر. وغط إناءك بحضرة الذباب. وكل ذلك مجاز. ويقال للرجل يصيبه اللمم والجنون: فلان محتضر. ومنه قول الراجز:

وانهم بدلويك نهيم المحتضر
فقد أتتك زمرا بعد زمر.

والمحتضر: الذي يأتي الحضر. وحضار: اسم للثور الأبيض. واحتضر الفرس، إذا عدا، واستحضرته: أعديته. وفي الحديث ذكر حضير، كأمير، وهو قاع فيه مزارع يسيل عليه فيض النقيع ثم ينتهي إلى مزج، وبين النقيع والمدينة عشرون فرسخا. والحضار، كسحاب، الأبيض. ومثل قطام اسم للأمر، أي احضر. والحضر، بالفتح: الذي يتعرض لطعام القوم وهو غني عنه. وفي الأساس: وحضرم في كلامه: لم يعربه. وفي أهل الحضر الحضرمة كأن كلامه يشبه كلام أهل حضرموت، لأن كلامهم ليس بذاك، أو يشبه كلام أهل الحضر، والميم زائدة. انتهى. وقد سمت حاضرا ومحاضرا وحضيرا. والحضيرية: محلة ببغداد من الجانب الشرقي، منها أبو بكر محمد بن الطيب بن سعيد الصباغ الحضيري، كان صدوقا، كتب عنه أبكر الخطيب وغيره. وأبو الطيب عبد الغفار بن عبد الله بن السري الواسطي الحضيري أديب، عن أبي جعفر الطبري، وعنه أبو العلاء الواسطي وغيره. والحضر، محركة في شعر القدماء، قال أبو عبيد: وأراه أراد به حضورا أو حضرموت، وكلاهما يمان. قلت: والصواب أنه البلد الذي بناه الساطرون، وقد تقدم ذكره، وهكذا ذكره السمعاني وغيره. ومنية الحضر، محركة: قرية قرب المنصورة بالدقهلية، وقد دخلتها. وأبو بشر محمد بن أحمد بن حاضر الحاضري الطوسي، ترجمه الحاكم في تاريخيه. وحضار بن حرب ابن عامر جد أبي موسى الأشعري رضي الله عنه. وبيت حاضر: قرية قرب صنعاء اليمن، ومنها الشريف سراج الدين الحاضري، واسمه عبد الله بن الحسن، ذكره الملك الأشرف الغساني في الأنساب. والشمس محمد الحضاروي: فقيه يمني. وحاضر بن أسد بن عدي بن عمرو في الأزد.

ح-ض-ج-ر
الحضجر، بكسر الحاء وفتح الضاد وسكون الجيم: العظيم البطن الواسعه، قال الشاعر:

حضجر كأم التوأمين توكـأت    على مرفقيها مستهلة عاشر. قال الأزهري: الحضجر الوطب، ثم سمي به الضبع، أو الواسع منه، ج حضاجر، يقال: وطب حضجر، وأوطب حضاجر. وقيل: الحضجر: السقاء الضخم. الحضجرة، بالهاء: الإبل المتفرقة على الراعي لكثرتها، ونص الأزهري: على رعائها من كثرتها. وحضاجر، بالفتح اسم للضضبع، أو لولدها، الذكر والأنثى سواء، وهو علم جنس كأسامة، سميت بذلك لسعة بطنها وعظمه. قال الحطيئة:

هلا غضبت لرحل جا     رك إذ تنبذه حضاجر

صفحة : 2708

وحضاجر معرفة و لا ينصرف في معرفة ولا نكرة، لأنه اسم لواحد على بنية الجمع، لأنهم يقولون: وطب حضجر وأوطب حضاجر، يعني واسعة عظيمة. قال السيرافي: وإنما جعل اسما لها على لفظ الجمع إرادة للمبالغة، قالوا: حضاجر، فجعلوها جميعا، مثل قولهم: مغيربات الشمس ومشيرقات الشمس، ومثله: جاء البعير يجر عثانينه. وإبل حضاجر: أكلت الحمض وشربت فانتفخت خواصرها. قال الراجز:

إني ستروي عيمتي يا سالما    حضاجر لا تقرب المواسما يقال ضرة حضجور، بالضم، أي ضخمة عظيمة، قد اشتق منه الفعل فقيل: حضجره، إذا ملأه، نقله الصغاني.