الباب العاشر: باب الراء - الفصل السادس: فصل الحاء المهملة مع الراء: الجزء الرابع

فصل الحاء المهملة مع الراء

الجزء الرابع

ح-ط-ر
حطر الجارية حطرا، أهمله الجوهري، وفي النوادر: أي نكحها. وحطر القوس: وترها مثل أطرها. قال الأزهري: قد أهمل الليث حطر. في نوادر الأعراب يقال: حطر به، كعني، وكذا جلد به، إذا صرع به، الأرض. فيها أيضا: سيف حاطورة، مثل حالوق وحالوقة، قال: وحطرت فلانا بالنبل مثل نضدته نضدا. وأبو الحسن محمد بن عمضر بن عيسى بن يحيى الحطراني، بكسر فسكون، من أهل البلد، سكن بغداد، حدث عنه أبو بكر الخطيب وغيره، وكان صدوقا.

ح-ط-م-ر
حطمرة، أهمله الجوهري.وقال الصغاني: إذا ملأه، مثل طحمره وحمطره، حطمر القوس: وترها، كحطرها. والمحطمر: الغضبان، أو الملآن من الغضب.

ح-ظ-ر
حظر الشيء يحظره حظرا وحظارا حظر عليه: منعه، وحظر عليه حظرا: حجر ومنع. وكل ما حال بينك وبين شيء فقد حظره عليك. وقول العرب: لا حظار على الأسماء، يعني أنه لا يمنع أحد أن يسمى بما شاء أو يتسمى به. حظر الرجل حظرا: اتخذ حظيرة، وسيأتي معنى الحظيرة قريبا، كاحتظر احتظارا، إذا اتخذها لنفسه، وإلا فقد أحظر إحظارا. حظر المال يحظره حظرا. حبسه فيها، أي في الحظيرة من تضييق. حظر الشي: حازه، كأنه منعه من غيره. والحظيرة: جرين التمر. نجدية، كالحضيرة والحصيرة. وقد تقدم ذكرهما. الحظيرة: المحيط بالشيء سواء كان خشبا أو قصبا، جمعها الحظائر. قال المرار بن منقذ العدوي:

فإن لنا حظائر ناعمات     عطاء الله رب العالمينا فاستعاره للنخل. والحظار، ككتاب: الحائط، قال الأزهري: هكذا وجدته بخط شمر، بكسر الحاء، ويفتح، كالجهاز والجهاز. وكل ما حال بينك وبين شيء فهو حظار وحظار. وكل شيء حجر بين شيئين فهو حظار وحجار. الحظار: ما يعمل للإبل من شجر ليقيها البرد والريح. قال الأزهري: سمعت العرب تقول للجدار من الشجر يوضع بعضه على بعض ليكون ذري للمال يرد عنه برد الشمال في الشتاء: حظار، بالفتح. وقد حظر فلان على نعمه.

الحظر، ككتف: الشجر المحتظر به، وهو مجاز قيل: هو الشوك الرطب. من أمثالهم: وقع فيما لا طاقة له به. وأصله أن العرب تجمع الشوك الرطب فتحظر به، فربما وقع فيه الرجل فنشب فيه، فشبهوه بهذا. من المجاز قولهم: أوقد فيه أي في الحظر الرطب، أي نم، أي مشى بالنميمة الشنيعة. وأنشد ابن السيد في كتاب الفرق:

من البيض لم تصطد على حبل سوأة     ولم تمش بين الحي بالحظر الرطب من المجاز يقال: جاء به، أي بالحظر الرطب، أي بكثرة من المال والناس. أنشد ابن دريد:

صفحة : 2709

أعانت بنو الحريش فيهـا بـأربـع    وجاءت بنو عجلان بالحظر الرطب أو بالكذب المستشنع، وفي التكملة: المستسنع. وفي الأساس: وجاءوا بالحظر الرطب، يقال للنمام والكذاب يستوقد بنمائمه نار العداوة ويشبها. في الحديث لا يلج حظيرة القدس مدمن خمر. أراد بحطيرة القدس الجنة، وهي في الأصل الموضع الذي يحاط عليه لتأوي إليه الغنم والإبل يقيها البرد والريح.

أبو عبد الله محمد بن أحمد ابن محمد الجبائي، عن أبي الحصين وابن كادش، وعنه ابن خليل، مات سنة 591، وقوله الجبائي، هكذا هو النسخ، والصواب الجناني، بكسر الجيم وفتح النون. أبو المنصور عبد القادر بن يوسف بن المظفر بن صدقة، حدث عن ابن رواج، وعن السلفي، وعنه التقي السبكي وغيره، وتوفي بدمشق سنة 716، الخظيريان محدثان منسوبان إلى الخطيرة موضع فوق بغداد، سيأتي ذكره للمصنف بعد. والمحظار، كمحراب: ذباب أخضر يلسع كذباب الآجام. وأدهم بن حظرة اللخمي الراشدي صحابي من بني راشدة بن أرينة بن جديلة بن لخم، ذكره سعيد بن عفير وابن يونس، ولم تقع له رواية. وحظرة ابن عباد من ولده. وكان خارجيا نقله الصغاني. وزمن التحظير إشارة لإلى مافعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه من قسمة وادي القرى بين المسلمين وبين بني عذرة بن زيد اللات وذلك بعد إجلاء اليهود، وهو الإجلاء الثاني، فكأنه جعل لكل واحد حاد حاجزا، وهو كالتاريخ عندهم. والحظيرة. من عمل دجيل، على مسيرة يومين من بغداد، على طريق الموصل. والحظائر: ع باليمامة، وفي التكملة: بالبحرين. من المجاز قولهم: هو نكد الحظيرة، أي بخيل، كما في الأساس. قيل: قليل الخير. والمحظور: المحرم. والخظر: خلاف الإباحة. قوله تعالى: وما كان عطاء ربك محظورا أي محرما. وهو راجع إلى المنع وقيل: مقصورا على طائفة دون أخرى. من حظر الشيء إذا حازه لنفسه خاصة. ومما يستدرك عليه: يقال: احتظر به، أي احتمى. وفي الكتاب العزيز فكانوا كهشيم المحتظر وقرىء المحتظر أراد كالهيشيم الذي جمعه صاحب الحظيرة. ومن قرأه بالفتح فالمحتظر اسم للحظيرة، والمعنى: كهشيم المكان الذي يحتظر فيه. والهشيم: ما يبس من المحتظرات فارقت وتكسر. والمعنى أنهم قد بادوا وهلكوا فصاروا كيبيس الشجر إذا تحطم. وقال الفراء: معنى قوله كهشيم المحتظر أي كهشيم الذي يحظر على هشيمه، أراد أنه حظر حظارا رطبا على حظار قديم قد يبس. وسكة الحظيرة بنسف، ذكره الداوودي.

ح-ف-ر

صفحة : 2710

حفر الشيء يحفره، من حد ضرب، حفرا، واحتفره: نقاه، كما تحفر الأرض باحديدة، واسم المحتفر الحفرة. وما يحفر به: المحفار. من المجاز: حفر المرأة جامعها، تشبيها بحفر النهر، عن ابن الأعرابي. الحفر: الهزال، عن كراع. يقال: حفر الغرز العنز يحفرها حفرا: أهزلها يقال: ما حامل إلا والحمل يحفرها إلا الناقة فإنها تسمن عليه. وهو مجاز. من المجاز حفر ثري زيد: فتش عن أمره ووقف عليه، عن ابن الأعرابي. من المجاز: حفر الصبي: سقطت رواضعه، فإذا سقطت الثنيتان العلييان والسفليان فيقال: أحفرا إحفارا. والحفرة والحفيرة، كلاهما:المحتفر. والحفر، بالتحريك: البئر الموسعة فوق قدرها. ويسكن، كالحفير والحفيرة. الحفر بالتحريك: التراب المخرج من الشيء المحفور، وهو مثل الهدم. ويقال: هو المكان الذي حفر. وقال الشاعر:

قالوا انتهينا وهذا الخندق الحفر ج أي جمعها أحفار، وجج أي جمع الجمع أحافير، أنشد ابن الأعرابي

جوب لها من جبل هرشم
مسقى الأحافير ثبيت الأم

وقد تكون الأحافير جمع حفير، كقطيع وأقاطيع. الحفر، بالتحريك: سلاق في أصول الأسنان، نقله ابن السكيت، وقال: والتحريك لغة بني أسد، وقد حفرت، مثل تعب تعبا، وهي أردأ اللغتين. وقال ابن قتيبة في أدب الكاتب: الحفر في الأسنان: صفرة تعلوها. نقله ابن خالويه في شرح الفصيح وابن دريد في الجمهرة، ويسكن، وهو الأفصح، والفعل كعني وضرب وسمع. وفي المصباح: حفرت الأسنان حفرا، من باب ضرب، وفي لغة لبني أسد: حفرت حفرا، من باب تعب، إذا فسدت أصولها بسلاق يصيبها، حكى اللغتين الأزهري.

قال شيخنا: ويؤخذ من كلام الفصيح أن تسكين الفاء أفصح، لأنه به صدر، وثنى بالتحريك، فدل على أنه فصيح ومع ذلك تعقبوه. قال اللبلي في شرحه، كان ينبغي لثعلب أن لا يذكر المحرك مع ساكن الفاء، لأن هذا مما فيه لغتان، إحداهما فصيحة والأخرى ليست بفصيحة، وكان يجب عليه أن يذكر الفصيحة ويترك التي ليست بفصيحة كما شرط في أول كتابه، انتهى. وفي التهذيب:الحفر والحفر جزم وفتح لغتان: وهو ما يلزق بالأسنان من ظاهر وباطن. تقول: حفرت أسنانه تحفر حفرا. ويقال: في أسنانه حفر، بالتحريك، وهو لغة بني أسد. وسئل شمر عن الحفر في الأسنان، فقال: هو أن يحفر القلح أصول الأسنان بين اللثة وأصل السن من ظاهر وباطن يلح على العظم حتى ينقشر العظم إن لم يدرك سريعا. ويقال: أخذ فمه حفر وحفر. ويقال: أصبح فم فلان محفورا، وقد حفر فوه. وحفر يحفر حفرا وحفر حفرا فيهما.

صفحة : 2711

ونقل شيخنا عن ابن درستويه في شرح الفصيح: الحفر، بسكون الفاء مصدر فعل متعد، وهو حفره يحفره حفرا، فكأن الذي حفر أسنانه إنما هو كبر السن أو دوام القلح أو آفة لحقتها. قال: وأما الحفر، بفتح الفاء، فمصدر قولهم: حفرت سنه تحفر حفرا، وهذا الفعل ليس متعديا والأول متعد. وحكى صاحب الواعي أنه يقال في مصدر حفرت، بالكسر، حفرا وحفرا، بالإسكان والتحريك. قال: والحفر: بثرة تخرج في لثة الصبي فيقال: صبي محفور، إذا أصابه ذلك. وأحفر الصبي: سقطت له الثنيتان العلييان والسفليان للإثناء والإرباع، وإذا سقطت رواضعه قيل: حفرت، كما تقدم. من المجاز. أحفر المهر: سقطت وفي بعض النسخ الجيدة المصححة بعد قوله: والسفليان: والمهر للإثناء. والإرباع، وفي بعض الأصول زيادة والقروح سقطت ثناياه ورباعياته.

وقال أبو عبيدة في كتاب الخيل: يقال: أحفر المهر إحفارا فهو محفر، قال: وإحفاره: أن تتحرك الثنيتان السفليان والعلييان من رواضعه، فإذا تحركن قالوا: قد أحفرت ثنايا رواضعه فسقطن. قال: وأول ما يحفر فيما بين ثلاثين شهرا أدنى ذلك إلى ثلاثة أعوام ثم يسقطن فيقع عليها اسم الإبداء، ثم تبدي فتخرج له ثنيتان سفليان وثنيتان علييان مكان ثناياه الرواضع التي سقطن بعد ثلاثة أعوام، فهو مبد. قال: ثم يثني، فلا يزال ثنيا حتى يحفر إحفارا: وإحفاره: أن تتحرك له الرباعيتان السفليان والرباعيتان العلييان من رواضعه. وإذا تحركن قيل: قد أحفرت رباعيات رواضعه، فيسقطن أول ما يحفرن في استيفائه أربعة أعوام، ثم يقع عليها اسم الإبداء، ثم لا يزال رباعيا حتى يحفر للقروح، وهو أن يتحرك قارحاه، وذلك إذا استوفى خمسة أعوام، ثم يقع عليه اسم الإبداء، على ما وصفناه، ثم هو قارح.

وفي الأساس: وحفرت رواضع المهر: تحركت للسقوط، لأنها إذا سقطت بقيت منابتها حفرا، فكأنها إذا نغضت أخذت في الحفر. ولأحفر المهر: حفرت رواضعه. أحفر فلانا بئرا: أعانه على حفرها. والحفير: القبر، فعيل بمعنى مفعول، عن ابن الأعرابي كالحفرة والحفيرة، كما في الأساس. والحافر: واحد حوافر الدبة: الخيل والبغال والحمير، اسم كالكاهل والغارب. قال الشاعر في جمع الحافر:

أولى فأولى يا امرأ القيس بعدما     خصفن بآثار المطي الحوافرا أراد خصفن بالحوافر آثار المطي، يعني آثار أخفافه. من المجاز قولهم: التقوا فاقتتلوا عند الحافرة، أي عند أول الملتقى. من المجاز قول العرب: أتيت فلانا ثم رجعت على حافرتي، أي طريقي الذي أصعدت فيه خاصة، فإن رجع على غيره لم يقل ذلك. وفي التهذيب: أي رجعت من حيث جئت: ورجع على حافرته، أي طريقه الذي جاء منه. من المجاز: الحافرة: الخلقة الأولى، والعود في الشيء حتى يرد آخره على أوله. وفي الكتاب العزيز: أئنا لمردودون في الحافرة ، أي في أول أمرنا. وأنشد ابن الأعرابي:

أحافرة على صلع وشيب     معاذ الله من سفه وعار

صفحة : 2712

يقول: أأرجع إلى ما كنت عليه في شبابي وأمري الأول من الغزل والصبا بعد ما شبت وصلعت. وفي الحديث إن هذا الأمر لا يترك على حاله حتى يرد على حافرته أي على أول تأسيسه وقال الفراء في تفسير قوله تعالى أئنا لمردودون في الحافرة أي إلى أمرنا الأول، أي الحياة. وقال ابن الأعرابي: في الحافرة، أي في الدنيا كما كنا، وقيل: أي في الخلق الأول بعد ما نموت. قالوا في المثل: النقد عند الحافرة، والحافر أي عند أول كلمة وفي التهذيب: معناه: إذا قال قد بعتك رجعت عليه بالثمن، وهما في المعنى واحد. وأصله أي المثل أن الخيل أكرم ما كانت عندهم وأنفسه، وكانوا لنفاستها عندهم ونفاستهم بها لا يبيعونها نسيئة، فكان يقوله الرجل للرجل: النقد عند الحافر أي عند بيع ذات الحافر، أي لا يزول حافره حتى يأخذ ثمنه. وصيروه مثلا. ومن قال: عند الحافرة فإنه لما جعل الحافر في معنى الدابة نفسها، وكثر استعماله من غير ذكر الذات ألحقت به علامة التأنيث إشعارا بتسمية الذات بها. أو كانوا يقولونها ويتكلمون بها عند السبق والرهان. رواه الأزهري عن أبي العباس. وقال أي أول ما يقع حافر الفرس على الحافر، أي المحفور، كما يقال: ماء دافق، يريد: مدفوق. وفي نص أبي العباس: أو الحافرة: الأرض المحفورة. يقال: أول ما يقع حافر الفرس على الحافرة فقد وجب النقد يعني في الرهان، أي كما يسبق فيقع حافره، يقول: هات النقد وقال الليث: النقد عند الحافر معناه إذا اشتريته لم تبرح حتى تنقد. هذا أصله، ثم كثر حتى استعمل في كل أولية فقيل رجع إلى حافره وحافرته، وفعل كذا عند الحافرة والحافر، ومنه حديث أبي قال سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن التوبة النصوح قال هو الندم على الذنب حين يفرط منك وتستغفر الله بندامتك عند الحافر لا تعود إليه أبدا والمعنى تنجيز الندامة والإستغفار عند مواقعة الذنب من غير تأخير، لأن التأخير من الإصرار.

من المجاز: هذا غيث لا يحفره أحد، أي لا يعلم أحد أين أقصاه والحفراة، بالكسر: نبات في الرمل لا يزال أخضر، وهو من نبات الربيع.قال أبو النجم في وصفها:

يظل حفراه من التهدل في روض ذفراء ورغل مخجل ج حفرى، كشعرى. وقال أبو حنيفة: الحفرى: ذات ورق وشوك صغار، لا تكون إلا في الأرض الغليظة، ولها زهرة بيضاء، وهي تكون مثل جثة الحمامة. قلت: وأنشد أبو علي القالي في المقصور لكثير:

وحلت سجيفة من أرضها     روابي ينبين حفرى دماثا الحفراة عند أهل اليمن: خشبة ذات أصابع يذرى بها الكدس المدوس وينقى بها البر من التبن. قال الأزهري: وهي الرفش الذي يذرى به الحنطة، وهي الخشبة المصمتة الرأس، فأما المفرج فهو العضم والمعزقة.والحافيرة، بشد الفاء: سمكة سوداء مستديرة، نقله الصغاني. والحفار، ككتان: من يحفر القبر، وهو لقب جماعة من المحدثين. منهم أبو بكر محمد بن علي بن عمرو الضرير البغدادي، وهما صدقان. اسم فرس سراقة بن مالك بن جعشم الكناني المدلجي، أبو سفيان الصحابي، رضي الله عنه.

صفحة : 2713

الحفار، ككتاب: عود يعوج ثم يجعل في وسط البيت من الشعر، ويثقب في وسطه ويجعل العمود الأوسط. والحفر، محركة، ولا تقل بهاء: ع بالكوفة، وفي التكملة: اسم هذا الموضع الحفرة، كان ينزله عمر بن سعد الحفري، كنيته أبو داوود، يروي عن الثوري، وكان من العباد. ذكره ابن حبان في كتاب الثقات. الحفر: ع بين مكة والبصرة، وكذلك الحفير. وهو نهر بالأردن نزل عنده النعمان بن بشير، وقيل بين الحفير والبصرة ثمانية عشر ميلا، ويقالان بغير ألف ولام. في التهذيب: الأحفار المعروفة في بلاد العرب ثلاثة. فمنها حفر أبي موسى، بفتح الحاء والفاء، وقد جاء ذكرها في الحديث، وهي ركايا احتفرها أبو موسى الأشعري، رضي الله عنه، على جادة البصرة إلى مكة، قال الأزهري: وقد نزلت بها واستقيت من ركاياها، وهي ما بين ماوية والمنجشانيات وهي مستوية بعيدة الرشاء عذبة الماء. ومنها حفر ضبة، وهي ركايا بناحية الشواجن بعيدة القعر عذبة الماء ومنها حفر سعد بن زيد مناة تميم، وهي بحذاء العرمة وراء الدهناء يستقى منها بالسانية عند حبل من حبال الدهناء يقال حبل الحاضر وحفير وحفيرة: موضعان هكذا في النسخ على فعيل وفعيلة ومثله في التكملة قال:

لمن النـار أوقـدت بـحـفـير     لم تضيء غير مصطلى مقرورر والذي في التهذيب: حفر وحفيرة: اسما موضعين ذكرهما الشعراء القدماء. والحفائر: ماء لبني قريط على يسار حاج الكوفة، نقله الصغاني سمي باسم الجمع. والحفيرة، مصغرة: ع بالعراق نقله الصاغني. ويحيى بن سليمان الحفري بالضم، من المحدثين، وقيل له ذلك لأن داره كانت على حفرة بالقيروان بدرب أم أيوب، روى عن الفضيبل، وعنه جبرون بن عيسى. ومحفور: ة بشط بحر الروم، وبالعين لحن، نبه عليه الصاغاني وينسج بها البسط والمفارش الغالية الأثمان. ومما يستدرك عليه: استحفر النهر: حان له أن يحفر. والحفير، كزبير. منزل بين ذي الحليفة ومل يسلكه الحاج وركية حفيرة، وحفر بديع. وأتي يربوعا مقصعا أو مرهطا فحفره وحفر عنه، واحتفره. قال الأزهري: وقال أبو حاتم: يقال حافر محافرة، وفلان أروغ من يربوع محافر، وذلك أن يحفر في لغز من ألغازه فيذهب سفلا ويحفر الإنسان حتى يعيا فلا يقدر عليه ويشتبه عليه الجحر فلا يعرفه من غيره فيدعه، فإذا فعل اليربوع ذلك قيل لمن يطلبه دعه فقد حافر، فلا يقدر عليه أحد. يقال: إنه إذا حافر وأبي أن يحفر التراب ولا ينبثه ولا يدري وجه جحره يقال: قد حشى، فترى الجحر مملوءا ترابا مستويا مع ما سواه إذا حثى ويسمى ذلك الحاثياء. يقال: ما أشد اشتباه حاثيائه. وقال ابن شميل: رجل محافر: ليس له شيء. وأنشد:

محافر العيش أتى جواري
ليس له مما أفاء الشاري
غير مدى وبرمة أعشار.

صفحة : 2714

وفي الأساس: وحفر عن الضب واليربوع ليستخرجه. ويتسع فيه فيقال: حفرت الضب واحتفرته. وحافر اليربوع: أمعن في حفره. وفلان أروغ من يربوع محافر. وهو نص مكشوف. وبرهان جلي ينادي على صحة ما ذكرت في: يخادعون الله، و: حشا الله، انتهى. وفي اللسان: وكانت سورة براءة تسمى الحافرة، وذلك أنها حفرت عن قلوب المنلفقين، وذلك أنه لما فرض القتال تبين المنافق من غيره، ومن يوالي المؤمنين ممن يوالي أعداءهم. وقرأت في الحماسة:

ومستعجل بالحرب والسلم حظـه     فلما استشيرت كل عنها محافره. قال في الهامش: جمع محفر، والمراد به هنا السلاح. والحافرة: الأرض المحفورة. ويقولون للقدم حافرا إذا أرادوا تقبيحها، على الاستعارة. قال جبيهاء الأسدي يصف ضيفا طارقا أسرع إليه:

فابصر ناري وهي شقراء أوقدت      بليل فلاحت للعيون النـواظـر
فلما رقد الولدان حـتـى رأيتـه     على البكر يمريه بساق وحافـر

ومعنى يمريه: يستخرج ما عنده من الجري. والحفر، بفتح فسكون: اسم المكان الذي حفر كخندق أو بئر. وعن ابن الأعرابي: أحفر الرجل، إذا رعى إبله الحفري. قال الأزهري: وهو من أردإ المرعى. قال: وأحفر، إذا عمل بالحفراة، وهي المعرفة. وقال: وحفر كفرح، إذا فسد. وحفرة، وحفيرة: موضعان، وكذلك الأحفار وأحفار. قال الفرزدق:

فياليت داري بالمدينة أصبحت     بأحفار فلج أو بسف الكواظم. وقال ابن جني: أراد الحفر وكاظمة، فجمعهما ضرورة. ويقال: هذا البلد ممر العساكر ومدق الحوافر. وفلان يملك الخف والحافر. ومن المجاز: وطئه كل خف وحافر. ورجع إلى حافرته: شاخ وهرم. وحفر الفصيل أمه حفرا، وهو استلاله طرقها حتى يسترخي لحمها بامتصاصه إياها. وتحفر السيل: اتخذ حفرا في الأرض. وابن أبي الحوافر: طبيب مشهور. والحفارة: قرية من أعمال الجيزة: والحافرة: قرية بالصعيد الأدنى. وحفر السيدان عند كاظمة. وحفر الرباب: موضع. وحفار، كغراب: موضع باليمن. وحافر بن التوأم الحميري: أحد كهان حمير، أسلم على يد معاذ بن جبل، ذكره الذهبي في المخضرمين. والمحافرة: بطن من الجحافل وفيهم عدد ومدد وهم باليمن، ذكره الملك الغساني في الأنساب.

ح-ف-ت-ر
الحفيتر، كعميثل، أهمله الجوهري، وصاحب اللسان. وقال الصغاني: هو القصير من الرجال، كالحبيتر، بالموحدة، كذا في التكملة.

ح-ق-ر
الحاقورة: السماء الرابعة، في قول أمية بن أبي الصلت:

وكأن رابعة لهـا حـاقـورة     في جنب خامسة عناص تمرد

صفحة : 2715

والحقر، بفتح فسكون: الذلة، كالحقرية، بالضم، والحقارة، مثلثة، والمحقرة. حقر يحقر حقرا وحقرية. ويقال: هذا الأمر محقرة بك، أي حقارة، والفعل كضرب وكرم. يقال: حقر، بالضم، وحقرا وحقارة. وحر الشيء يحقره حقرا ومحقرا وحقارة. والحقر: الإذلال، كالتحقير والاحتقار والاستحقار، والفعل كضرب. يقال حقرة وحقره واحتقره واستحقره استصغره ورآه حقيرا. وحقره: ضيره استصغره ورآه حقيرا. وحقره: صيره حقيرا. وهو حاقر ناقر وفي مثل من حقر حرم وفلان موقر غير محقر، وخطير غير حقير. والحيقر، كحيدر ويضم القاف: الذليل أو الضعيف، عن ابن دريد، أو اللئيم الأصل، أو الصغير كالحقير، ويؤكد فيقال: حقير نقير، وحقر نقر. وحقر الكلام تحقيرا: صغره، وكذا حقر الاسم. والحروف المحقورة. هي القاف والجيم والطاء والدال والباء، يجمعهم قولك: جد قطب. سميت بذلك لأنها تحقر في الوقف وتضغط عن مواضعها، وهي حروف القلقلة، لأنك لا تستطيع الوقوف عليها إلا بصوت، وذلك لشدة الحقر والضغط، وذلك نحو الحق واذهب واخرج. وبعض العرب أشد تصويتا من بعض. والتحقير: التصغير. والمحقرات: الصغائر. قال شيخنا: وهي من الإطلاقات الشرعية، إذا لاتعرف العرب صغائر ولا كبائر، وردها أهل الغريب إلى ما يحتقره الإنسان من الأفعال وإن كان كبيرة. وحقر في عيني، وتحاقر: تصاغر، وتحاقرت إليه نفسه: تصاغرت. وفي الحديث عطس عنده رجل فقال له: حقرت ونقرت بكسر قافيهما، أي صرت حقيرا نقيرا، أي ذليلا، والثاني للتأكيد. ويقال في الدعاء: حقرا له وعقرا، ومحقرا وحقارة، كله راجع إلى معنى الصغر. والحقارات، بالضم: ناحية واسعة باليمن.

ح-ك-ر

صفحة : 2716

الحكر، بفتح فسكون: الظلم والتنقص وإساءة المعاشرة والعسر والالتواء، وهذان من الأساس والتكملة. والفعل كضرب، يقال: حكره يحكره حكرا: ظلمه وتنقصه وأساء عشرته. وقال الأزهري: الحكر: الظلم والتنقص وسوء العشرة. ويقال: فلان يحكر فلانا إذا أدخل عليه مشقة ومضرة في معاشرته ومعايشته، والنعت حكر. ورجل حكر، على النسب. الحكر: السمن بالعسل يلعقهما الصبي.و الحكر: القعب الصغير.و الحكر: الشيء القليل من الماء والطعام واللبن، ويحرك، ويضمان. الحكر، بالتحريك: ما احتكر من الطعام ونحوه مما يؤكل، أي احتبس انتظارا لغلائه، كالحكر، كصرد، والحكرة، وفاعله حكر، ككتف. يقال: إنه لحكر لا يزال يحبس سلعته والسوق مادة حتى يبيع بالكثير من شدة حكره، أي من شدة احتباسه وتربصه. ومعنى: والسوق مادة، أي ملأى رجالا وبيوعا. الحكر: اللجاجة والعسر، والاستبداد بالشيء، أي الاستقلال به. حكر، كفرح، فهو حكر. الحكر، بالتحريك: الماء القليل المجتمع. ومنه حديث أبي هريرة قال الكلاب إذا أبي هريرة قال في الكلاب إذا وردن الحكر القليل فلا تطعمه ، أي لا تشربه، وكذلك القليل من الطعام واللبن وهو فعل بمعنى مفعول، أي مجموع. والتحكر: الاحتكارر. قال ابن شميل: إنهم ليتحكرون في بيعهم، أي ينظرون ويتربصون. وفي الحديث من احتكر طعاما فهو كذذا أي اشتراه وحبسه ليقل فيغلو. التحكر: التحسر، وإنه ليتحكر عليه، أي يتحسر. قال رؤبة:

لا ينظر النحوي فيها نظري
وإن لوى لحييه بالتحـكـر

والمحاكرة: الملاحة والمماراة. والحكرة، بالضم: اسم من الاحتكار، وكذلك الحكر، ومنه الحديث أنه نهى عن الحكرة والحكرة: الجملة، وقيل الجزاف، وأصل الحكرة الجمع والإمساك، كما قاله الراغب وغيره. ومما يستدرك عليه: الحكر، بالكسر: ما يجعل على العقارات ويحبس، ومولدة. والحاكورة: قطعة أرض تحكر لزرع الأشجار قريبة من الدور والمنازل، شامية. الشيخ شمس الدين محمد بن أحمد بن الحكري المعروف بالخازن، محدث الديار المصرية ومقرئها، كأنه منسوب إلى منية حكر من قرى مصر بالسمنودية، روى عنه شيخ الإسلام زكريا الأنصاري وغيره. والحكرة، بالضم من مخاليف الطائف.

ح-م-ر

صفحة : 2717

الأحمر: ما لونه الحمرة، يكون في الحيوان والثياب وغير ذلك مما يقبلها. ومن المجاز: الأحمر: من لا سلاح معه في الحرب، نقله الصغاني، جمعهما حمر وحمران، بضم أولهما يقال: ثياب حمر وحمران، ورجال حمر. الأحر: تمر، للونه. الأحمر: الأبيض، ضد. وبه فسر بعض الحديث: بعثت إلى الأحمر والأسود . والعرب تقول امرأة حمراء، أي بيضاء. وسئل ثعلب: لم خص الأحمر دون الأبيض، فقال: لأن العرب لا تقول: رجل أبيض من بياض اللون، إنما الأبيض عندهم الطاهر النقي من العيوب، فإذا أرادوا الأبيض من اللون قالوا أحر، قال ابن الأثير: وفي هذا القول نظر، فإنهم قد استعملوا الأبيض في ألوان الناس وغيرهم. ومنه الحديث قال على لعائشة رضي الله عنهما: إياك أن تكونيها يا حميراء أي يا بيضاء. وفي حديث آخر خذوا شطر دينكم من الحميراء يعني عائشة. كان يقول لها أحيانا ذلك، وهو تصغير الحمراء، يريد البيضاء. قال الأزهري: والقول في الأسد والأحمر إنهما الأسود والأبيض، لأن هذين النعتين يعمان الآدميين أجمعين. هذا كقوله: بعت إلى الناس كافة. وقول الشاعر:

جمعتم فأوعيتم وجئتم بمعشـر    توافت به حمران عبد وسودها يريد بعبد بن أبي بكر بن كلاب. وقوله أنشده ثعلب:

نضخ العلوج الحمر في حمامها إنما عنى البيض. وحكي عن الأصمعي: يقال: أتاني كل أسود منهم وأحمر، ولا يقال أبيض. معناه جميع الناس عربهم وعجمهم. وقال شمر: الأحمر: الأبيض تطيرا بالأبرص، يحكيه عن أبي عمرو بن العلاء. وقال الأزهري في قولهم: أهلك النساء الأحمران، يعنون الذهب والزعفران، أي أهلكهن حب الحلي والطيب. وقال الجوهري: أهلك الرجال الأحمران: اللحم والخمر. وقال غيره: يقال للذهب والزعفران: الأصفران.واللبن: الأبيضان، وللتمر والماء: الأسودان. وفي الحديث: أعطيت الكنزين الأحمر والأبيض . والأحمر: الذهب. والأبيض: الفضة. والذهب كنوز الروم لأنها الغالب على نقودهم. وقيل: أراد العرب والعجم جمعهم الله على دينه وملته.والأحامرة: قوم من العجم نزلوا بالبصرة وتبنكوا بالكوفة. قال الليث: الأحامرة: اللحم والخمر والخلوق. وقال ابن سيده: الأحمران: الذهب والزعفران، فإذا قلت الأحامرة ففيها الخلوق. قال الأعشى:

إن الأحامرة الثلاثة أهلكت      مالي وكنت بها قديما مولعا
الخمر واللحم السمين وأطلي    بالزعفران فلن أزال مبقعا

وقال أبو عبيدة: الأصفران: الذهب والزعفران. وقال ابن الأعرابي: الأحمران: النبيذ واللحم. وأنشد:

الأحمرين الراح والمحبرا قال شمر: أراد الخمر والبرود. وفي الأساس: ونحن من أهل الأسودين، أي التمر والماء لا الأحمرين، أي اللحم والخمر. في الحديث لو تعلمون ما في هذه الأمة من الموت الأحمر يعني القتل، وذلك لما يحدث عن القتل من الدم، أو هو الموت الشديد، وهو مجاز، كنوا به عنه كأنه يلقى منه ما يلقى من الحرب. قال أبو زبيد الطائي يصف الأسد:

إذا علقت قرنا خطا طـيف كـفـه    رأى الموت رأى العين أسود أحمرا

صفحة : 2718

وقال أبو عبيد في معنى قولهم: هو الموت الأحمر، بصر الرجل من الهول فيرى الدنيا في عينيه حمراء وسوداء. وأنشد بيت أبي زبيد. قال الأصمعي: يجوز أن يكون من قول العرب: وطأة حمراء، إذا كانت طرية لم تدرس، فمعنى قولهم: الموت الأحمر: الجديد الطري. قال الأزهري: ويروى عن عبد الله بن الصامت أنه قال: أسرع الأرض خرابا البصرة، قيل: وما يخربها? قال: القتل الأحمر، والجوع الأغبر. وقولهم: وهو من حديث عبد الملك أراك أحمر قرفا . قال: الحسن أحمر، أي الحسن في الحمرة. وقال ابن الاثير أي شاق، أي من أحب الحسن احتمل المشقة. وقال ابن سيده: أي أنه يلقى العاشق منه ما يلقى صاحب الحرب من الحرب. وروى الأزهري عن ابن الأعرابي في قولهم: الحسن أحمر، يريدون: إن تكلفت الحسن والجمال فاتصبر فيه على الأذي والمشقة. وقال ابن الأعرابي أيضا: يقال ذلك للرجل يميل إلى هواه ويختص بمن يحب، كما يقال: الهوى غالب، وكما يقال: إن الهوى يميل باست الراكب، إذا آثر من يهواه على غيره. والحمراء: العجم، لبياضهم، ولأن الشقرة أغلب الألوان عليهم. وكانت العرب تقول للعجم الذين يكون البياض غالبا على ألوانهم، مثل الروم والفرس ومن صاقبهم: إنهم الحمراء. ومن ذلك حديث على رضي الله عنه حين قال له سراة من أصحابه العرب. غلبتنا عليك هذه الحمراء. فقال: ليضربنكم على الدين عودا كما ضربتموهم عليه بدأ . أراد بالحمراء الفرس والروم. والعرب إذا قالوا: فلان أبيض وفلانة بيضاء فمعناه الكرم في الأخلاق لا لون الخلقة، وإذا قالوا: فلان أحمر، وفلانة حمراء عنت بياض اللون من المجاز: السنة الحمراء: الشديدة، لأنها واسطة بين السوداء والبيضاء. قال أبو حنيفة إذا أخلقت الجبهة فهي السنة الحمراء. وحديث طهفة أصابتنا سنة حمراء ، أي شديدة الجدب، لأن آفاق السماء تحمر في سنى الجدب والقحط. وأنشد الأزهري:

أشكو إليك سنوات حمرا. قال: أخرج نعته على الأعوام فذكر، ولو أخرجه على اليسنوات لقال حمراوات. وقال غيره: قيل لسني القحط حمروات لا حمرار الآفاق فيها. من المجاز: الحمراء: شدة الظهيرة وشدة القيظ. قال الأموي: وسمعت العرب تقول: كنا في حمراء القيظ على ماء شفيه، وهي ركية عذبة. الحمراء: اسم مدينة لبلة بالمغرب. الحمراء: ع بفسطاط مصر. كان بالقرب منه دار الليث بن سعد، ذكره ابن الأثير. وممن كان ينزله الياس بن الفرج بن الميمون مولى لخم، وأبو جوين ريان بن قائد الحمراوي آخر من ولي بمصر لبني أمية. وأبو الربيع سلمان ابن أبي داوود الأفطس الحمراوي الفقيه. موضع آخر بالقدس وهي قلعة، جاء ذكره في فتوحات السلطان المجاهد صلاح الدين يوسف، رحمه الله تعالى. الحمراء: ة، باليمن ذكرها الهجري. وحمراء الأسد: ع على ثمانية أميال من المدينة المنورة، على سكانها أفضل الصلاة والسلام، وقيل: عشرة فراسخ، إليه انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثاني يوم أحد.

صفحة : 2719

الحمراء: ثلاث قرى بمصر بل هي قريتان في الشرقية، وقريتان بالغربية، تعرفان بالغربية والشرقية فيهما، وقرية أخرى في حوف رمسيس تعرف بالحمراء. والحمار، بالكسر: النهاق من ذوات الأربع، أي معروف ويكون أهليا وحشيا. وقال الأزهري: الحمار: العير الأهلي والوحشي. ج أحمرة، وحمر، بضم فسكون، وحمر، بضمتين وحمير، على وزن أمير، وحمور، بالضم، وحمرات، بضمتين، جمع الجمع. كجزرات وطرقات. وفي حديث ابن عباس قدمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة جمع على حمرات قالوا هي جمع صحة لحمر، وحمر جمع حمار، ومحموراء. وسبق عن السهيلي في علج أن مفعولاء جمع قليل جدا لا يعرف إلا في معلو جاء ولفظين معه، وقد تقدم الكلام عليه في شاح وشاخ و ع-ب-د ويأتي أيضا إن شاء الله تعالى في عير وسلم.

الحمار: خشبة في مقدم الرحل تقبض عليها المرأة، وهي في مقدم الإكاف. قال الأعشى:

وقيدني الشعر في بـيتـه    كما قيد الآسرات الحمارا قال أبو سعيد: الحمار: العود الذي يحمل عليه الأقتاب. والآسرات: النساء اللواتي يؤكدن الرحال بالقد ويوثقنها. الحمار: خشبة يعمل عليها الصيقل. وقال الليث: حمار الصيقل: خشبته التي يصقل عليها الحديد. في التهذيب: الحمار: ثلاث خشبات أو أربع تعرض عليها خشبة وتسر بها. الحمار: واد باليمن، نقله الصغاني. الحمارة، بهاء: الأتان، ونص عبارة الصحاح: وربما قالوا حمارة، بالهاء، للأتان. الحمارة: حجر عريض ينصب حول الحوض لئلا يسيل ماؤه، وحول بيت الصائد أيضا. كذا في الصحاح. وفي نص الأصمعي حول قترة الصائد. الحمارة: الصخرة العظيمة العريضة. الحمارة: خشبة تكون في الهودج. الحمارة: حجر عريض يوضع على اللحد، أي القبر، ج حمائر. قال ابن بري: والصواب في عبارة الجوهري أن يقول: الحمائر حجارة، الواحد حمارة، وهو كل حجر عريض والحمائر: حجارة تجعل حول الحوض ترد الماء إذا طغا، وأنشد:

كأنما الشحط في أعلى حمائره     سبائب القز من ريط وكتـان الحمارة: حرة معروفة. الحمارة من القدم: المشرفة فوق أصابعها ومفاصلها. ومنه حديث علي: ويقطع السارق من حمارة القدم وفي حديثه الآخر أنه كان يغسل رجليه من حمارة القدم وقال ابن الأثير: وهي بتشديد الراء. تسمى الفريضة المشركة الحمارية، سميت بذلك لأنهم قالوا: هب أبانا كان حمارا. وحمار قبان: دويبة صغيرة لازقة بالأرض ذات قوائم كثيرة، قال:

يا عجبا لقد رأيت العجبا
حمار قبان يسوق الأرنبا

وقد تقدم بيانه في ق-ب-ب. والحماران: حجران ينصبان، يطرح عليهما حجر آخر رقيق يسمى العلاة يجفف عليه الأقط. قال مبشر بن هذيل بن فزارة الشمخي يصف جدب الزمان:

لا ينفع الشاوي فيها شاتة ولا حماراه ولا علاته

صفحة : 2720

يقول: إن صاحب الشاء لا ينتفع بها لقلة لبنها، ولا ينفعه حماراه ولا علاته، لأنه ليس لها لبن فيتخذ منه أقط. من أمثالهم: هو أكفر من حمار هو حمار بن مالك، أو حمار بن مويلع. وعلى الثاني اقتصر الثعالبي في المضاف والمنسوب. وقد ساق قصة أهل الأمثال. قالوا: هو رجل من عاد وقيل: من العمالقة. ويأتي في ج-و-ف أن الجوف واد بأرض عاد حماه رجل اسمه حمار. وبسطه الميداني في مجمع الأمثال بما لا مزيد عليه، قيل: كان مسلما أربعين سنة في كرم وجود، فخرج بنوه عشرة للصيد، فأصابتهم صاعقة فهلكوا فكفر كفرا عظيما، وقال: لا أعبد مضن فعل ببني هذا، وكان لا يمر بأرضه أحد إلا دعاه إلى الكفر، فإن أجابه وإلا قتله فأهلكه الله تعالى وأخرب واديه، وهو الجوف، فضرب بكفره المثل وأنشدوا:

فبشؤم الجور والبغي قديمـا     ما خلا جوف ولم يبق حمار قال شيخنا: ومنهم من زعم أن الحمار الحيوان المعروف، وبين وجه كفرانه نعم مواليه. وذو الحمار هو الأسود العنسي الكذاب، واسمه عبهلة. وقيل له الأسود لعلاط أسود كان في عنقه، وهو المتنبيء الذي ظهر باليمن. كان له حمار أسود معلم، يقول له اسجد لربك فيسجد له ويقول له ابرك فيبرك. وأذن الحمار: نبت عريض الورق كأنه شبه بأذن الحمار، كما في اللسان. والحمر، كصرد: التمر الهندي، وهو بالسراة كثير، وكذلك ببلاد عمان، وورقه مثل ورق الخلاف الذي يقال له البلخي. قال أبو حنيفة. وقد رأيته فيما بين المسجدين. ويطبخ به الناس، وشجره عظام مثل شجر الجوز، وثمره قرون مثل ثمر القرظ. قال شيخنا: والتخفيف فيه كما قال هو الأعرف، ووهم من شدده من الأطباء وغيرهم. قلت وشاهد التخفيف قول حسان بن ثابت يهجو بني سهم بن عمرو:

أزب أصلع سفـسـيرا لـه ذأب    كالقرد يعجم وسط المجلس الحمرا وفي المثلث لابن السيد: الصبار بالضم: التمر الهندي، عن المطرز، كالحومر، كجوهر، وهو لغة أهل عمان كما سمعته منهم، والأول أعلى. وإنكار شيخنا له محل تأمل. الحمر: طائر من العصافير، وتشدد الميم، وهو أعلى، واحدتهما حمرة وحمرة، بهاء. قال أبو المهوش الأسدي يهجو تميما:

قد كنت أحسبكم أسود خفـية     فإذا لصاف تبيض فيه الحمر يقول: كنت أحسبكم شجعانا فإذا أنتم جبناء. وخفية: موضع تنسب إليه الأسد. ولصاف: موضع من منازل بني تميم، فجعلهم في لصاف بمنزلة الحمر، لخوفها على نفسها وجبنها. وقال عمرو بن أحمر يخاطب يحيى ابن الحكم بن أبي العاص، ويشكو إليه ظلم السعاة:

إن لا تداركهم تصبح منازلـهـم    قفرا تبيض على أرجائها الحمر فخففها ضرورة. وقيل الحمرة: القبرة، وحمرات جمع. وأنشد الهلالي بيت الراجز:
علق حوضي نغر مكب
إذا غفلت غفلة يغـب
وحمرات شربهن غب

صفحة : 2721

وابن لسان الحمرة، كسكرة: خطيب بليغ نسابة، له ذكر، اسمه عبد الله بن حصين بن ربيعة ابن جعفر بن كلاب التيمي، أو ورقاء بن الأشعر، وهو أحد خطباء العرب. وفي أمثالهم: أنسب من ابن لسان الحمرة. أورده الميداني في أمثاله. واليحمور: الأحمر. ودابة تشبه العنز. اليحمور: طائر عن ابن دريد، قيل هو حمار الوحش. والحمارة، كجبانة: الفرس الهجين، كالمحمر، كمعظم، هكذا ضبطه غير واحد وهو خطأ والصواب كمنبر فارسيته بالاني، وجمعه محامر ومحامير. وفي التهذيب: الخيل الحمارة مثل المحامر سواء. وبه فسر الزمخشري حديث شريح أنه كان يضرد الحمارة من الخيل ، وهي التي تعدو عدو الحمير.

وفرس محمر: لئيم يشبه الحمار في جريه من بطئه. ويقال لمطية السوء: محمر. ورجل محمر: لئيم. الحمارة: أصحاب الحمير في السفر، ومنه حديث شريح السابق ذكره، أي لم يلحقهم بأصحاب الخيل في السهام من الغنيمة. ويقال لأصحاب الجمال جمالة، ولأصحاب البغال بغالة. ومنه قول ابن أحمر:

شلا كما تطرد الجمالة الشردا كالحامرة. ورجل حامر وحمار ذو حمار، كما يقال: فارس لذي الفرس. ومنه مسجد الحامرة. الحمارة: بتخفيف الميم وتشديد الراء، وقد تخفف الراء مطلقا في الشعر وغيره، كما صرح به غير واحد، وحكاه اللحياني وقد حكي في الشتاء، وهي قليلة:شدة الحر، كالحمر كفلز، كما سيأتي قريبا والجمع حمار. وروى الأزهري عن الليث حمارة الصيف: شدة وقت حره. قال: ولم أسمع كلمة على تقدير الفعالة غير الحمارة والزعارة، قال: هكذا قال الخليل. قال الليث: وسمعت ذلك بخراسان: سبارة الشتاء وسمعت إن وراءك لقرا حمرا قال الأزهري: وقد جاءت أحرف أخر على وزن فعالة. وروى أبو عبيد عن الكسائي: أتيته في حمارة القيظ وفي صبارة الشتاء، بالصاد، وهما شدة الحر والبرد، قال: وقال الأموي: أتيته على حبالة ذلك، أي على حين ذلك. وألقى فلان علي عبالته، أي ثقله، قاله اليزيدي والأحمر. وقال القناني: أتوني بزرافتهم، أي جماعتهم.

وأحمر أبو عسيب مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، روى عنه أبو نصيرة مسلم بن عبيد في الحمى والطاعون. وحازم بن القاسم وحديثه في معجم الطبراني، أورده الحافظ ابن حجر في بذل الماعون. أحمر مولى لأم سلمة، رضي الله عنها يروي عنه عمران النخلي، وقيل هو سفينة. الأحمر بن معاوية بن سليم أبو شعبل التميمي له وفادة من وجه غريب وكأنه مرسل. الأحمر بن سواء بن عدي السدوسي، روى عنه إياد بن لقيط من وجه غريب. الأحمر بن قطن الهمداني شهد فتح مصر، ذكره ابن يونس. والأحمري المدني، يعد في المدنيين، ذكره ابن منده وأبو نعيم: صحابيون، رضي الله عنهم.

صفحة : 2722

وبقي عليه منهم أحمر بن جزء ين شهاب السدوسي، سمع منه الحسن البصري حديثا في السجود. وأحمر بن سليم وقيل سليم بن أحمر، له رؤية. والحمير والحميرة: الأشكز، اسم لسير أبيض مقشور ظاهره في السرج يؤكد به. قال الأزهري: الأشكز معرب وليس بعربي. قال: وسمي حميرا لأنه يحمر أي يقشر. وكل شيء قشرته فقد حمرته، فهو محمور وحمير. وحمر الخارز السير: سحا قشره، أي بطنه بحديدة، ثم لينه بالدهن، ثم خرز به فسهل. يحمره، بالضم، حمرا. وحمرت المرأة جلدها تحمره. والحمر في الوبر والصوف، وقد انحمر ما على الجلد. الحمر: النتق، ةقد حمر الشاة يحمرها حمرا: نتقها، أي سلخها: حمر الرأس: حلقه. والحمر بمعنى القشر يكون باللسان والسوط والحديد.

وغيث حمر، كفلز: شديد يقشر وجه الأرض. وأتاهم الله بغيث حمر: يحمر الأرض حمرا. وحمر الغيث: معظمه وشدته. والحمر من حر القيظ: أشده، كالحمارة، وقد تقدم. الحمر من الرجل: شره. قال الفراء: إن فلانا لفي حمره، أي في شره وشدته. وبنو حمري كزمكي: قبيلة، عن ابن دريد، وربما قالوا: بنو حميري. والمحمر، كمنبر: المحلأ وهو الحديد والحجر الذي يحلأ به. يحلأ الإهاب وينفق به. المحمر: الرجل الذي لا يعطي إلا على الكد والإلحاح عليه. المحمر: اللئيم. يقال فرس محمر، أي لئيم، يشبه الحمار في جريه من بطئه. ويقال لمطية السوء محمر، والجمع محامر. ورجل محمر: لئيم. قال الشاعر:

ندب إذا نكس الفحج المحامير أراد جمع محمر فاضطر. وحمر الفرس، كفرح، حمرا فهو حمر: سنق من أكل الشعير أو تغيرت رائحة فيه منه. وقال الليث: الحمر: داء يعتري الدابة، من كثرة الشعير فينتن فوه، وقد حمر البرذون يحمر حمرا. وقال امرؤ القيس:

لعمري لسعد بن الضباب إذا غدا     أحب إلينا منك فرس حـمـر يعيره بالبخر، أراد يافا فرس حمر، لقبه في فرس حمر لنتن فيه. وفي حديث أم سلمة. كانت لنا داجن فحمرت من عجين . هو من حمر الدابة. قال شمر: يقال: حمر الرجل على يحمر حمرا، إذا تحرق عليك غضبا وغيظا، وهو رجل حمر، من قوم حمرين. حمرت الدابة تحمر حمرا: صارت من السمن كالحمار بلادة، عن الزجاج. وأحامر، بالضم: جبل من جبال حمى ضرية. و:ع بالمدينة المشرفة يضاف إلى البغيبغة. وجبل لبني أبي بكر بن كلاب يقال له أحامر قرى، ولا نظير له من الأسماء إلا أجارد وهو موضع أيضا وقد تقدم. الأحامرة بهاء: ردهة هناك معروفة، وقيل بفتح الهمزة بلدة لبني شاش.

صفحة : 2723

والحمرة، بالضم: اللون المعروف. يكون في الحيوان والثياب وغير ذلك مما يقبلها، وحكاها ابن الأعرابي في الماء أيضا. الحمرة: شجرة تحبها الحمر. قال ابن السكيت: الحمرة: نبت. الحمرة: داء يعتري الناس فيحمر موضعها وقال الأزهري: هو ورم من جنس الطواعين، نعوذ بالله منها. وحمرة بن يشرح بن عبد كلال بن عريب الرعيني، وقال الذهبي هو حمرة بن عبد كلال تابعي، عن عمر، وعنه راشد ابن سعد، شهد فتح مصر، ذكره ابن يونس وابنه يعفر بن حمرة، روى عن عبد الله بن عمرو. حمرة بن مالك، في همدان، هو حمرة بن مالك بن منبه بن سلمة، وولده حمرة بن مالك بن سعد بن حمرة من وجوه أهل الشام وأولي الهبات، له وفادة ورواية، وسماه بعضهم حمزة، وهو خطأ، كذا في تاريخ حلب لآبن العديم. حمرة بن جعفر بن ثعلبة بن يربوع، في تميم، وقيل في هذا بيشديد الميم أيضا. ومالك بن حمرة صحابي من بني همدان، أسلم هو وعماه مالك وعمرو ابنا أيفع ومالك بن أبي حمرة الكوفي يروي عن عائشة. ويقال: ابن أبي حمزة، وعنه أبو إسحاق السبيعي، كذا في الثقات. والضحاك بن حمرة نزل الشأم، وسمع منه بقية. قال النسائي: ليس بثقة، قاله الذهبي. قلت: وروى عن منصور بن زازان. وعبد الله بن علي نصر ابن حمرة، ويعرف بابن المارستانية. كان على رأس الستمائة، وهو ضعيف ليس بثقة، محدثون.

وحمير، كمصغر حمار، هو ابن عدي، أحد بني خطمة، ذكره ابن ماكولا. حمير بن أشجع. ويقال له: حمير الأشجعي حليف بني سلمة، من أصحاب مسجد الضرار ثم تاب وصحت صحبته، صحايان. وحمير بن عدي العابد، محدث. قلت: وهو زوج معاذة جارية عبد الله بن أبي بن سلول. حمير، كزبير، عبد الله وعبد الرحمن ابنا حمير بن عمرو، قتلا مع عائشة، رضي الله عنها، يوم الجمل، هذا قول ابن الكلبي وأما الزبير فأبدل عبد الله بعمرو، وهما من بني عامر بن لؤي. يقال: رطب: ذو حمرة، أي حلوة، عن الصغاني. وحمران، بالضم: ماء بديار الرباب، ذكره أبو عبيد. حمران: ع بالرقة، ذكره أبو عبيد. وقصر حمران، بالبادية، بين العقيق والقاعة، يطؤه طريق حاج الكوفة. قصر حمران: ة قرب تكريت. وحامر: ع على شط الفرات بين الرقة ومنبج. حامر: واد في طرف السماوة البرية المشهورة.

صفحة : 2724

حامر: واد وراء يبرين في رمال بني سعد، زعموا أنه لا يوصل إليه. حامر: واد لبني زهير بن جناب، من بني كلب، وفيه جباب. حامر: ع لغطفان عند أرل من الشربة. يقال: أحمر الرجل، إذا ولد له ولد أحمر، عن الزجاج. أحمر الدابة: علفها حتى حمرت، أي تغير فوها من كثرة الشعير، عن الزجاج. وحمره تحميرا: قال له يا حمار. حمر، إذا قطع كهيئة الهبر. حمر الرجل: تكلم بالحميرية، كتحمير. ولهم ألفاظ ولغات تخالف لغات سائر العرب. يحكى أنه دخل أعرابي، وهو زيد بن عبد الله ابن دارم، كما في النوع السادس عشر من المزهر، على ملك لحمير في مدينة ظفار، فقال له الملك وكان على مكان عال: ثب، أي اجلس، بالحميرية، فوثب الأعرابي فتكسر، كذا لآبن السكيت، وفي رواية، فاندقت رجلاه، وهو رواية الأصمعي، فسأل الملك عنه فأخبر بلغة العرب، فقال وفي رواية فضحك الملك وقال: ليس وفي بعض الروايات ليست عندنا عربيت، أراد عربية، لكنه وقف على هاء التأنيث بالتاء، وكذلك لغتهم، كما نبه عليه في إصلاح المنطق وأوضحه، قاله شيخنا. من دخل ظفار حمر أي تعلم الحميرية. قال ابن سيده: هذه حكاية ابن جني، يرفع ذلك إلى الأصمعي، وهذا أمر أخرج مخرج الخبر، أي فليحمر، وهكذا أورده الميداني في الأمثال، وشرحه بقريب من كلام المصنف. وقرأت في كتاب الأنساب للسمعاني ما نصه: وأصل هذا المثل ما سمعت أبا الفضل جعفر بن الحسن الكبيري ببخاراء مذاكرة يقول: دخل بعض الأعراب على ملك من ملوك ظفار، وهي بلدة من بلاد حمير باليمن، فقال الملك المداخل: ثب، فقفز قفزة. فقال له مرة أخرى: ثب، فقفز، فعجب الملك وقال: ما هذا? فقال: ثب يعني اقعد. فقال الملك: أما علمت أن من دخل ظفار حمر. والتحمير. التقشير،وهو أيضا دبغ ردىء.

وتحميير الرجل: ساء خلقه قد احمر الشيء احمرار. صار أحمر كاحمار. وكل افعل من هذا الضرب فمحذوف من افعال وافعل فيه أكثر لخفته ويقال: احمر الشيء احمرارا إذا لزم لونه فلم يتغير من حال إلى حال. واحمار يحمار احميرارا إذا كان يحمار مرة ويصفار أخرى. قال الجوهري: إنما جاز إدغام احمار، لأنه ليس بملحق، ولو كان له في الرباعي مثال لما جاز إدغامه، كما لا يجوز إدغام اقعنسس لما كان ملحقا باحرنجم.

من المجاز: احمر البأس: اشتد. وجاء في حديث علي رضي الله عنه كنا إذا احمر البأس اتقيناه برسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يكن أحد أقرب إليه منه . حكى ذلك أبو عبيد في كتابه الموسوم بالمثل. قال ابن الأثير: إذا اشتدت الحرب استقبلنا العدو به جعلناه لنا وقاية. وقيل: أراد إذا اضطرمت نار الحرب وتسعرت. كما يقال في الشر بين القوم: اضطرمت نارهم، تشبيها بحمرة النار. وكثيرا ما يطلقون الحمرة على الشدة. والمحمر، على صيغة اسم الفاعل والمفعول، هكذا ضبط بالوجهين: الناقة يلتوي في بطنها ولدها فلا يخرج حتى تموت. والمحمرة، على صيغة اسم الفاعل مشددة: فرقة من الخرمية، وهم يخالفون المبيضة والمسودة واحدهم محمر.

صفحة : 2725

وفي التهذيب: ويقال للذين يحمرون راياتهم خلاف زي المسودة للحرورية المبيضة لأن راياتهم في الحروب كانت بيضاء. وحمير كدرهم قال سيخنا: الوزن به غير صواب عند المحققين من أئمة الصرف:ع غربي صنعاء اليمن، نقله الصغاني. حمير بن سبإ بن يشحب بن يعرب بن قحطان: أبو قبيلة. وذكر ابن الكلبي أنه كان يلبس حللا حمرا، وليس ذلك بقوي. قال الجوهري: ومنهم كانت الملوك في الدهر الأول. واسم حمير العرنجج، كما تقدم، ونقل عن النحويين يصرف ولا يصرف. قال شيخنا: جريا على جواز الوجهين في أسماء القبائل، قال الهمداني: حمير في قحطان ثلاثة: الأكبر، والأصغر، والأدنى. فالأدنى حمير بن الغوث بن سعد بن عوف بن عدي بن مالك بن زيد بن سدد بن زرعة وهو حمير الأصغر بن سبإ الأصغر، ابن كعب بن سهل بن زيد بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن حذار بن قطن بن عريب بن العرنجج، وهو حمير الأكبر بن سبإ الأكبر، بن يشجب وخارجة بن حمير: صحابي من بني أشجع، قاله ابن إسحاق وقال موسى بن عقبة: خارجة بن جارية شهد بدرا. أو هو كتصغير حمار، أو هو بالجيم، قد تقدم الآختلاف فيه. وسموا حمارا، بالكسر، وحمران، بالضم، وحمراء، كصحراء، وحميراء، مصغرا، وأحمر وحمير وحمير. والحميراء: ع قرب المدينة المشرفة، على ساكنها أفضل الصلاة والسلام. ومضر الحمراء، بالإضافة لأنه أعطي الذهب من ميراث أبيه. أخوه ربيعة أعطي الخيل فلقب بالفرس، أو لأن شعارهم كان في الحرب الرايات الحمر، وسيأتي طرف من ذلك في م -ض-ر إن شاء الله تعالى. ومما يستدرك عليه: بعير أحر، إذا كان لونه مثل لون الزعفران إذا لم يخلط حمرته شيء. وقال أبو نصر النعامي: هجر بحمراء، واسر بورقاء، وصبح القوم على صهباء. قيل له: ولم ذلك? قال لأن الحمراء أصبر على الهواجر، والورقاء أصبر على طول السرى، والصهباء أشهر وأحسن حين ينظر إليها. والعرب تقول: خير الإبل حمرها وصهبها. ومنه قول بعضهم: ما أحب أن لي بمعاريض الكلم حمر النعم.

والحمراء من المعز: الخالصة اللون. وعن الأصمعي: يقال: هذه وطأة حمراء، إذا كانت جديدة، ووطأة دهماء، إذا كانت دارسة، وهو مجاز. وقرب حمر، كفلز: شديد. ومقيدة الحمار: الحرة، لأن الحمار الوحشي يعتقل فيها فكأنه مقيد. وبنو مقيدة الحمار: العقارب، لأن أكثر ما تكون في الحرة. وفي حديث جابر: فوضعته على حمارة من جريد ، هي ثلاثة أعواد يشد بعض أطرافها إلى بعض، ويخالف بين أرجلها، تعلق عليها الإداوة ليبرد الماء، وتسمى بالفارسية: سهباي. والحمائر: ثلاث خشبات يوثقن ويجعل عليهن الوطب لئلا يقرضه الحرقوص، واحدتها حمارة. وحمار الطنبور معروف ويقال: جاء بغنمه حمر الكلى، وجاء بها سود البطون، معناهما المهازيل. وهو مجاز، والعرب تسمي الموالي الحمراء. ويا ابن حمراء العجان، أي يا ابن الأمة. كلمة تقولها العرب في السب والذم.

صفحة : 2726

وحمر الرجل تحميرا: ركب محمرا، وركبوا محامر. والأحيمر مصغر، ريح نكباء تغرق السفن. وهو أشقر من أشقر ثمود، وأحمر من أحمر ثمود. وأحمر ثمود، ويقال: أحيمر ثمود: لقب قدار بن سالف عاقر ناقة صالح، على نبينا وعليه الصلاة والسلام. وتوبة بن الحمير الخفاجي صاحب ليلى الأخيلية وهو في الأصل تصغير الحمار، ذكره الجوهري وغيره. وحمر، كزفر: جزيرة. ولقي أعرابي قتيبة الأحمر فقال: يا يحمري، ذهبت في الباطل. والحمورة: الحمرة، عن الصغاني. والحامر: نوع من السمك. وكشداد: موضع بالجزيرة. والحمراء: اسم غرناطة، من أعظم أمصار الأندلس. قال سيخنا: وإياها قصد الأديب ابن مالك الرعيني:

رعى الله بالحمراء عيشا قطعـتـه     ذهبت به للأنس والليل قـد ذهـب
ترى الأرض منها فضة فإذا اكتست    بشمس الضحى عادت سبيكتها ذهب

صفحة : 2727

والحمراء: اسم فاس الجديدة في مقابلة فاس القديمة، فإنها اشتهرت بالبيضاء، وكانوا يقولون لمراكش أيضا الحمراء. وحصن الحمراء: معروف في جيان بالأندلس. والحمراء: أحد الأخشبين، من جبال مكة، وقد مر إيماء إليه في أخشب قال الشريف الإدريسي: وهو جبل أحمر، محجر، فيه صخرة كبيرة شديدة البياض، كأنها معلقة تشبه الإنسان إذا نظرت إليها من بعيد تبدو من المسجد من باب السهمين وفي هذا الجبل تحصن أهل مكة أيام القرامطة. والحمراء: قرية بدمشق، ذكره الهجري. وحمرة، بالفتح: قرية من عمل شاطبة. منها عبد الوهاب بن إسحاق بن لب الحمري، توفي سنة 535، ذكره الذهبي. ومحمر، كمنبر ومجلس: صقع قرب مكة من منازل خزاعة. وحمران: مولى عثمان رضي الله عنه، عرف بالنسبة إليه الأشعث بن عبد الملك البصري الحمراني. وحمران ابن أعفى: تابعي. وأبو بكر محمد ابن جعفر بن بقية الحمراني: محدث. وحمير بن الربعي، أورده ابن حبان في الثقات. وحمار: اسم رجل من الصحابة. وأبو عبد الله جعفر بن زياد الأحمر: كوفي ضعيف. وأحمر بن يعمر بن عوف: قبيلة. منهم ذو السهمين كرز بن الحارث ابن عبد الله. ورزين بن سليمان، وهلال بن سويد، الأحمريان، محدثان. والأحمر: لقب محمد بن يزيد المقابري المحدث، وحجاج بن عبد الله بن حمرة بن شفي، بالضم، الرعيني الحمري نسبة إلى جده، عن بكر بنم الأشج، وعمرو بن الحارث مات سنة 149. وسعد بن حم}رة الهمداني، كان على جند الأردن زمن يزيد بن معاوية. وزياد بن أبي حمرة اللخمي، روى عنه الليث وابن وهب، وكان فقيها. وحمرة بن زياد الحضرمي، حدث عنه رملة، وعبد الصمد بن حمرة، وحمرة بن هانئ، عن أبي أمامة، وقيل هو البزاي. ومحمد بن عقيل بن العباس الهاشمي الكوفي لقبه حمرة. له ذرية يعرفون ببني حمرة، عدادهم في العباسيين. وحمرة بن مالك الصدائي. ذكره أبو عبيد في غريب الحديث، واستشهد بقوله، وضبطه بتشديد الميم المفتوحة. وقال ابن الأنباري: هو بسكون الميم. والحمار نسبة إلى بيع الحمير. منهم أحمد بن موسى بن إسحاق الأسدي الكوفي قال. الداراقطني: حدثنا عنه جماعة من شيوخنا، وسعيد بن الحمار، عن الليث، وجعفر بن محمد بن إسحاق الحمار: مصري. ومروان الحمار، ككتاب، آخر خلفاء بني أمية، ومعروف. وحمرور، بالفتح، لقب بعضهم. وحمرون، بالفتح: موضع من أعمال قابس بالمغرب. وحمار الأسدي: تابعي. والحمراء: قرية بنيسابور، على عشرة فراسخ منها. وقرية بأسيوط. وبنو حمور، كتنور، ببيت المقدس. وتحمر: نسب نفسه إلى حمير أو ظن نفسه كأنه ملك من ملوك حمير، هكذا فسر ابن الأعرابي قول الشاعر:

أريتك مولاى الذي لست شاتما     ولا حارما ماباله يتحـمـر.

صفحة : 2728

والحمارية: قرية من الشرقية، والحمارين: أخرى من عمل حوف رمسيس. والكوم الأحمر: ثلاثة مواضع من مصر، من الدقهلية، ومن الجيزة، ومن حقوق هو من القوصية. وقد رأيت الثاني. والساقية الحمراء: مدينة بالمغرب ومنها كان انتقال الهوارة إلى وادي الصعيد. وحمر: موضع. وبنو الأحمر: ملوك الأندلس ووزاراؤها من ولد سعد بن عبادة. ذكرهم المقري في نفح الطيب. ومنهم بقية في زبيد. وعمرو مخلاة الحمار: من شعراء الحماسة ومحمد بن حمير الحمصي، كدرهم مشهور، وأبو حمير تبيع، كناه ابن معين: وأبو حمير إياد بن طاهر الرعيني شيخ لابن يونس مات سنة 304. وعبد الرحمن والحارث ابنا الحمير بن قتيبة الأشجعيان، شاعران ذكرهما الآمدي.