فصل الحاء المهملة مع الراء
الجزء الخامس
ح-م-ت-ر
حميترة، بضم ففتح، أهمله الجماعة، وهو بصحراء عيذاب بالصعيد الأعلى، بينه
وبين الأقصرين يومان للمجد، به قبر إمام الطائفة سيدنا القطب أبي الحسن علي
بن عمر الشاذلي قدس سره ونفعنا ببركاته، وهو محل منقطع على غير طريق، ويقال
فيه أيضا حميترا، بالألف. ومن أقوال دفينه المذكور لتلميذه أبي العباس
المرسي حين سأله عن حكمة أخذ الفأس والحنوط والكفن: حميترا، سوف ترى.
ح-م-ط-ر
حمطر القربة، أهمله الجوهري، وقال الصغاني: أي ملأها. وحمطر القوس: وترها
كحطمرها. وإبل محمطرة: قائمة موقرة، أي محمولة، والميم أصلية، وقيل زائدة.
وضجعم بن حماطير من قضاعة.
ح-ن-ر
الحنيرة: عقد الطاق المبني كذا في الصحاح. والحنيرة: القوس، أو القوس بلا
وتر، عن ابن الأعرابي، وجمعها حنير في المحكم. الحنيرة: العقد المضروب ليس
بذلك لعريض. وقال غيره: هو الطاق المعقود. والحنيرة: القوس، وهي مندفة
للنساء يندف بها القطن. وكل منحن فهو حنيرة. وقال ابن الأعرابي: جمع
الحنيرة الحنائر. وفي حديث أبي ذر لوصليتم حتى تكونوا كالحنائر ما نفعكم
ذلك حتى تحبوا آل الرسول، صلى الله عليه وسلم ، أي لو تعبدتم حتى تنحني
ظهوركم. وذكر الأزهري هذا الحديث فقال لو صليتم حتى تكونوا كالأوتار. أو
صمتم حتى تكونوا كالحنائر ما نفعكم ذلك إلا بنية صادقة وورع صادق .
والحنورة كسنورة: دويبة دميمة يشبه بها الإنسان فيقال: يا حنورة. وقال أبو
العباس في باب فعول: الحنور: دابة تشبه العظاء. وحنرها تحنيرا، أي الحنيرة:
ثناها، هكذا بالثاء المثلثة في النسخ، والذي في اللسان والتكملة: وحنر
الحنيرة: بناها. بالموحدة. ومما يستدرك عليه: عن ابن الأعرابي: الحنيرة:
تصغير حنرة، وهي العطفة المحكمة للقوس وحنر، إذا عطف.
ح-ن-ت-ر
الحنبر بالموحدة بعد النون أهمله الجوهري. وقال الفراء: هو القصير، واسم
رجل. وحنبرة البرد: شدته.
ح-ن-ب-ت-ر
الحنبتر كجردحل، بتقديم الموحدة على المثناة، أهمله الجوهري وقال الصغاني:
مثل به سيبويه وفسره السيرافي فقال: هو الشدة، وجعلها شيخنا مع ما قبلها
تكرارا، وليس كما زعم، كما عرفت.
ح-ن-ت-ر
الحنترة، أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: هو الضيق، كالحنتر. والحنتار،
بالكسر والحنتر: القصير الصغير، عن الليث. والحنتر: الصغير، كالحنتار.
ح-ن-ت-ف-ر
الحنتفر كجردحل: القصير، أورده الصاغاني في التكملة، وهو بالفاء بعد التاء.
ح-ن-ث-ر
صفحة : 2729
الحنثرة، أهمله الجوهري، وقال بعضهم: هو الضيق، هكذا ذكروه. الحنثرة: ماء
عقيل، ووقع في بعض نسخ المعجم: الحنثرية. ورجل حنثر، كدرهم وحنثري، بياء
النسبة: أحمق، عن ابن دريد. وفي بعض الأصول محمق. وفي التهذيب في حنثر: هذا
الحرف في كتاب الجمهرة لابن دريد مع غيره، وما وجدت لأكثرها صحة لأحد من
الثقات. وينبغي للناظر أن يفحص عنها، فما وجده منها لثقة ألحقه بالرباعي،
وما لم يجد منها لثقة كان منها على ريبة وحذر.
ح-ن-ج-ر
حنجره: ذبحه. و حنجرت العين: غارت. والمحنجر: داء يصيب في البطن، قيل: هو
داء التشيدق. يقال: حنجر الرجل فهو محنجر. ويقال للتحيدق: العلوص والمحنجر
والحنجرة: طبقان من أطباق الحلقوم مما يلي الغلصمة. وقيل: الحنجرة: رأس
الغلصمة حيث يحدد، وقيل: هو جوف الحلقوم، وهو الحنجور، والجمع حناجر، وقد
تقدم في ح-ج-ر.
وعن ابن الأعرابي: الحنجورة، بالضم: شبه البرمة من زجاج يجعل فيه الطيب. وقال غيره: هي قارورة طويلة تجعل فيها الذريرة. وحنجر: من أعمال الروم، أو هو بجيمين، وقد تقدم.
ح-ن-د-ر
رجل حنادر العين، بالضم: حديد النظر. والحندورة، بجميع لغاتها في ح-د-ر.
وحندر، بالضم: بعسقلان، وفي أصل الرشاطي، بالفتح. منها سلامة بن جعفر
الرملي، يروي عن عبد الله بن هانيء النيسابوري، وعنه أبو القاسم الطبراني،
وأبو بكر محمد بن أحمد بن يوسف الحندريان المحدثان، روى هذا عن عبد الله بن
أبان وأبي نعيم محمد بن جعفر الرملي وغيرهما، وعنه أبو القاسم حمزة بن يوسف
السهمي الحافظ، قاله السمعاني.
ح-ن-ز-ر
الحنزرة: شعبة من الجبل، عن كراع.
ح-ن-ز-ق-ر
الحنزقرة، كجردحلة: القصير الدميم من الناس كالحنزقر. و الحنزقرة. الحية، ج
حنزقرات. قال سيبويه: النون إذا كانت ثانية ساكنة لا تجعل زائدة إلا بثبت،
كما في اللسان، فليكن هذا منك على ذكر لتعلم فائدة التكرار في مثل حندر
وحنجر:
ح-ن-ص-ر
الحنصار، بالكسر، أههمله الجوهري وصاحب اللسان. وقال الصغاني: هو الدقيق
العظم العظيم البطن من الرجال.
ح-ن-ط-ر
الحنطريرة، بالطاء المهملة، أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وقال الصغاني: هو
السحاب، يقال: ما في السماء حنطريرة، أي شيء من السحاب. يقال: تحنطر الرجل
في الأمر إذا تردد واستدار.
ح-و-ر
الحور: الرجوع عن الشيء وإلى الشيء كالمحار والمحارة والحؤور بالضم في هذه
وقد تسكن واوها الأولى وتحذف لسكونها وسكون الثانية بعدها في ضرورة الشعر،
كما قال العجاج:
في بئر لا حور سرى ولا شعر
بأفكه حتى رأى الصبح جشر
أراد: لا حؤور. وفي الحديث من دعا رجلا بالكفر وليس كذلك حار عليه ، أي رجع إليه ما نسب إليه. وكل شيء تغير من حال إلى حال فقد حار يحور حورا. قال لبيد:
وما المرء إلا كالشهاب وضوئه
يحور رمادا بعد إذ هو ساطع.
صفحة : 2730
الحور: النقصان بعد الزيادة، لأنه رجوع من حال إلى حال. الحور: ما تحت
الكور من العمامة. يقال: حار بعد ما كار، لأنه رجوع عن تكويرها. ومنه
الحديث: نعوذ بالله من الحور بعد الكور معناه من النقصان بعد الزيادة. وقيل
معناه من فساد أمورنا بعد صلاحها، وأصله من نقض العمامة بعد لفها، مأخوذ من
كور العمامة إذا انتقض ليها، وبعضه يقرب من بعض. وكذلك الحور بالضم، وفي
رواية: بعد الكون ، بالنون. قال أبوعبيد: سئل عاصم عن هذا فقال: ألم تسمع
إلى قولهم: حار بعد ما كان.
يقول: إنه كان على حالة جميلة فخار عن ذلك، أي رجع، قال الزجاج: وقيل معناه نعوذ بالله من الرجوع والخروج عن الجماعة بعد الكور، معناه بعد أن كنا في الكور، أي في الجماعة. يقال كار عمامته على رأسه، إذا لفها. عن أبي عمرو: الحور: التحير. و الحور: القعر والعمق، من ذلك قولهم هو بعيد الحور.أي بعيد القعر، أي عاقل متعمق. الحور بالضم. الهلاك والنقص، قال سبيع بن الخطيم يمدح زيد الفوارس الضبي:
واستعجلوا عن خفيف المضغ فازدردواوالذم يبقى وزاد القوم في حور. أي في نقص وذهاب. يريد: الأكل يذهب والذم يبقى: الحور: جمع أحور وحوراء. يقال: رجل أحور، وامرأة حوراء. الحور، بالتحريك: أن يشتد بياض بياض العين وسواد سوادها وتستدير حدقتها وترق جفونها ويبيض ما حواليها، أو الحور: شدة بياضها وشدة سوادها في شدة بياض الجسد، ولا تكون الأدماء حوراء. قال الأزهري: لا تسمى حوراء حتى يكون مع حور عينيها بيضاء لون الجسد. أو الحور: اسوداد العين كلها مثل أعين الظباء والبقر. ولا يكون الحور بهذا المعنى في بني آدم، وإنما قيل للنساء حور العين، لأنهن شبهن بالظباء والبقر.
وقال كراع: الحور: أن يكون البياض محدقا بالسواد كله، وإنما يكون هذا في البقر والظباء، بل يستعار لها، أي لبني آدم، وهذا إنما حكاه أبو عبيد في البرج، غير أنه لم يقل إنما يكون في الظباء والبقر. وقال الأصمعي: لا أدري ما الحور في العين. وقد حور الرجل، كفرح، حورا، واحور احورارا: ويقال: احورت عينه احورارا. وفي الصحاح: الحور: جلود حمر يغشى بها السلاال، الواحدة حورة. قال العجاج يصف مخالب البازي:
بحجبات يتثقبن الـبـهـر
كأنما يمزقن باللحم الحور ج حوران، بالضم. ومنه حديث كتابه
صلى الله عليه وسلم لوفد همدان لهم من الصدقة الثلب والناب والفصيل والفارض
والكبش الحورى قال ابن الأثير: منسوب إلى الحور، وقيل، هو ما دبغ من الجلود
بغير القرظ، وهو أحد ما جاء على أصله ولم يعل كما أعل ناب. ونقل شيخنا عن
مجمع الغرائب ومنبع العجائب للعلامة الكاشغري أن المراد بالكبش الحوري هنا
المكوي كية الحوراء، نسبة على غير قياس، وقيل سميت لبياضها، وقيل غير ذلك.
صفحة : 2731
الحور: خشبة يقال لها البيضاء، لبياضها، ومدار هذا التركيب على معنى
البياض، كما صرح به الصاغاني. الحور: الكوكب الثالث من بنات نعش الصغرى
اللاصق بالنعش، وشرح في ق-و-د- فراجعه فإنه مر الكلام عليه مستوفى. الحور:
الأديم المصبوغ بحمرة. وقيل: الحور: الجلود البيض الرقاق تعمل منها
الأسفاط. وقال أبو حنيفة: هي الجلود الحمر التي ليست بقرظية، والجمع أحوار.
وقد حوره. وخف محور، كمعظم: بطانته منه، أي من الحور. قال الشاعر:
فظل يرشح مسكا فوقه علق كأنما قد في أثوابه الحـور الحور: البقر لبياضها، ج أحوار. كقدر وأقدار، وأنشد ثعلب:
لله در منازل ومنـازل أني بلين بهاؤلا الأحوار الحور: نبت، عن كراع، ولم يحله. الحور: شيء يتخذ من الرصاص المحرق تطلي به المرأة وجهها للزينة. والأحور: كوكب أو هو النجم الذي يقال له المشتري. عن أبي عمرو: الأحور: العقل، وهو مجاز. وما يعيش فلان بأحور، أي ما يعيش بعقل يرجع إليه. وفي الأساس: بعقل صاف كالطرف الأحور الناصع البياض والسواد. قال هدبة ونسبه ابن سيده لابن أحمر:
وما أنس ملأشياء لا أنس قولها لجارتها ما إن يعيش بأحـورا أراد: من الأشياء. الأحور: ع باليمن. والأحوري: الأبيض الناعم من أهل القرى. قال عتيبة بن مرداس المعروف بابن فسوة:
تكف شبا الأنياب منها بمشـفـر خريع كسبت الأحوري المخصر والحواريات: نساء الأمصار، هكذا تسميهن الأعراب، لبياضهن وتباعدهن عن قشف الأعراب بنظافتهن، قال:
فقلت إن الحواريات معطبة إذا تفتلن من تحت الجلالبب يعني النساء. والحواريات من النساء: النقيات والأاوان والجلود، لبياضهن، ومن هذه قيل لصاحب الحوارى محور.وقال العجاج:
بأعين محورات حور يعني الأعين النقيات البياض الشديدات سواد الحدق. وفسر الزمخشري في آل عمران الحواريات بالحضريات. وفي الأساس بالبيض وكلاهما متقاربان، كما لا يخفى، ولا تعريض في كلام المصنف والجوهري، كما زعمه بعض الشيوخ. والحواري: الناصر، مطلقا، أو المبالغ في النصرة، والوزير، والخليل، والخالص. كما في التوشيح، أو ناصر الأنبياء، عليهم السلام، هكذا خصه بعضهم. الحواري: القصار، لتحويره، أي لتبيضه.
الحواري: الحميم والناصح. وقال
بعضهم: الحواريون: صفوة الأنبياء الذين قد خلصوا لهم. وقال الزجاج:
الحواريون: خلصان الأنبياء عليهم السلام، وصفوتهم. قال: والدليل على ذلك
قول النبي صلى الله عليه وسلم: الزبير ابن عمتي وحواري من أمتي أي خاصتي من
أصحابي وناصري. قال: وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حواريون. وتأويل
الحواريين في اللغة: الذين أخلصوا ونقوا من كل عيب، وكذلك الحوارى من
الدقيق سمي به لأنه ينقى من لباب البر، قال: وتأويله في الناس: الذي قد
روجع في اختياره مرة بعد أخرى فوجد نقيا من العيوب. قال: وأصل التحوير في
اللغة. من حار يحور، وهو الرجوع. والتحوير: الترجيع. قال فهذا تأويله،
والله أعلم.
صفحة : 2732
وفي المحكم: وقيل لأصحاب عيسى عليه السلام: الحواريون، للبياض، لأنهم كانوا
قصارين. والحواري: البياض، وهذا أصل قوله صلى الله عليه وسلم في الزبير:
حواري من أمتي وهذا كان بدأه، لأنهم كانوا خلصاء عيسى عليه السلام وأنصاره،
وإنما سموا حواريين لأنهم كانوا يغسلون الثياب، أي يحورونها، وهو التبييض.
ومنه قولهم: امرأة حوارية، أي بيضاء قال: فلما كان عيسى عليه السلام نصره
هؤلاء الحواريون وكانوا أنصاره دون الناس، قيل لناصر نبيه حواري إذا بالغ
في نصرته، تشبيها بأولئك.
وروى شمر أنه قال: الحواري: الناصح، وأصله الشيء الخالص، وكل شيء خلص لونه فهو حواري: الحوارى. بضم الحاء وشد الواو وفتح الراء: الدقيق وأجوده وأخلصه، وهو المرخوف. الحوارى: كل ما حور، أي بيض من طعام، وقد حور الدقيق وحورته فاحور، أي ابيض. وعجين محور هو الذي مسح وجهه بالماء حتى صفا. وحوارون بفتح الحاء مشددة الواو: د، بالشام، قال الراعي:
ظللنا بحوارين في مشمخرة تمر سحاب تحتنا وثلـوج وضبطه السمعاني بضم ففتح من غير تشديد، وقال: من بلاد البحرين. قال: والمشهور بها زياد حوارين. لأنه كان افتتحها، وهو زياد ابن عمرو بن المنذر بن عصر وأخوه خلاس بن عمرو، كان فقيها من أصحاب علي، رضي الله عنه. والحوراء: الكية المدورة، من حار يحور، إذا رجع. وحوره كواه فأدارها، وإنما سميت الكية بالحوراء لأن موضعها يبيض. وفي الحديث أنه كوى أسعد بن زرارة على عاتقه حوراء وفي حديث آخر أنه لما أخبر بقتل أبي جهل قال إن عهدي به وفي ركبتيه حوراء فانظروا ذلك. فنظروا فرأوه يعني أثر كية كوي بها. الحوراء: ع قرب المدينة المشرفة، على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، وهو مرفأ سفن مصر قديما، وممر حاجها الآن، وقد ذكرها أصحاب الرحل.
الحوراء: ماء لبني نبهان، مر الطعم. وأبو الحوراء: ربيعة بن شيبان السعدي راوي حديث القنوت عن الحسن بن علي، قال علمني أبي أو جدي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقول في قنوت الوتر: اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، إنك تقضي ولا يقضى عليك، إنه لا يذل من واليت، تباركت وتعاليت قلت: وهو حديث محفوظ من حديث أبي إسحاق السبيعي، عن بريد بن أبي مريم، عن أبي الحوراء، حسن من رواية حمزة بن حبيب الزيات، عنه. وهو فرد. والمحارة: المكان الذي يحور أو يحار فيه. المحارة: جوف الأذن الظاهر المتقعر، وهو ما حول الصماخ المتسع، وقيل: محارة الأذن: صدفتها، وقيل: هي ما أحاط بسموم الأذن من قعر صحنيهما. المحارة: مرجع الكتف، وقيل: هي النقرة التي في كعبرة الكتف.
المحارة: الصدفة ونحوها من العظم، والجمع محار. قال السليك:
كأن قوائم النحـام لـمـا
تولى صحبتي أصلا محار
صفحة : 2733
أي كأنها صدف تمر على كل شيء. وفي حديث ابن سيرين في غسل الميت: يؤخذ شيء
من سدر فيجعل في محارة أو سكرجة . قال ابن الأثير: المحارة والحائر: الذي
يجتمع فيه الماء. وأصل المحارة الصدفة، والميم زائدة. قلت: وذكره الأزهري
في محر، وسيأتي الكلام عليه هنالك إن شاء الله تعالى. المحارة: شبه الهودج،
والعامة يشددون، ويجمع بالألف والتاء. المحضارة: منسم البعير، وهو ما بين
النسر إلى السنبك، عن أبي العميثل الأعرابي. المحارة: الخط، والناحية.
والأحورار: الابيضاض، واحورت المحاجر: ابيضت. أبو العباس أحمد بن عبد الله بن أبي الحواري، الدمشقي، كسكارى، أي بالفتح، هكذا ضبطه بعض الحفاظ. وقال الحافظ ابن حجر: هو كالحواري واحد الحواريين على الأصح، يروى عن وكيع بن الجراح الكتب، وصحب أبا سليمان الداراني وحفظ عنه الرقائق، وروى عنه أبو زرعة وأبو حاتم الرازيان، وذكره يحيى بن معين فقال: أهل الشام يمطرون به، توفي سنة 246. وكسماني أي بضم السين وتءديد الميم، كما ادعى بعض أنه رآه كذلك بخط المصنف هنا، وفي خرط، قال شيخنا: وينافيه أنه وزنه في س-م-ن-بحبارى، وهو المعروف، فتأمل، أبو القاسم الحوارى، الزاهدان، م، أي معروفان.ويقال فيهما بالتخفيف والضم، فلا فائدة في التكرار والتنوع، قاله شيخنا. قلت: ما نقله شيخنا من التخفيف والضم فيهما، فلم أر أحدا من الأئمة تعرض له، وإنما اختلفوا في الأول، فمنه ثم من ضبطه كسكارى، وعلى الأصح أنه على واحد الحواريين، كما تقدم قريبا. وأما الثاني فبالإتفاق بضم الحاء وتشديد الواو، فلم يتنوع المصنف، كما زعمه شيخنا، فتأمل. والحوار، بالضم، وقد يكسر، الأخيرة ردية عند يعقوب: ولد الناقة ساعة تضعه أمه خاصة. أو من حين يوضع إلى أن يفطم ويفصل عن أمه، فإذا فصل عن أمه فهو فصيل.ج أحورة وحيران، فيهما. قال سيبويه: وفقوا بين فعال وفعال كما وقفوا بين فعال وفعيل. قال: قد قالوا حوران، وله نظير، سمعنا العرب تقول: رقاق ورقاق، والأنثى بالهاء، عن ابن الأعرابي.
وفي التهذيب: الحوار: الفصيل أول ما ينتج. وقال بعض العرب: اللهم أحر رباعنا. أي اجعل رباعنا حيرانا. وقوله:
ألا تخافون يوما قد أظـلـكـم فيه حوار بأيدي الناس مجرور. فسره ابن الأعرابي فقال: هو يوم مشؤوم عليكم كشؤم حوار ناقة ثمود على ثمود. وأنشد الزمخشري في الأساس:
مسيخ مليخ كلحم الحـوار فلا أنت حلو ولا أنت مر. والمحاورة، والمحورة، بفتح فسكون في الثاني. وهذه عن الليث وأنشد:
بحاجة ذي بث ومحـورة لـه
كفى رجعها من قصة المتكلم والمحورة، بضم الحاء، كالمشورة من
المشاورة: الجواب، كالحوير، كأمير، والحوار، بالفتح ويكسر، والحيرة،
بالكسر، والحويرة، بالتصغير. يقال: كلمته فما رجع إلى حوارا وحوارا ومحاورة
وحويرا ومحورة، أي جوابا. والاسم من المحاورة الحوير، تقول: سمعت حوير هما
وحوارهما. وفي حديث سطيح فلم يحر جوابا ، أي لم يرجع ولم يرد. وما جاءتني
عنه محورة، بضم الحاء، أي ما رجع إلى عنه خبر. وإنه لضعيف الحوار، أي
المحاورة.
صفحة : 2734
المحاورة: المجاوبة ومراجعة النطق والكلام في المخاطبة، وقد حاوره،
وتحاوروا: تراجعوا الكلام بينهم، وهم يتراوحون ويتحاورون. والمحور، كمنبر:
الحديدة التي تجمع بين الخطاف والبكرة. وقال الجوهري: هو العود الذي تدور
عليه البكرة، وربما كان من حديد، هو أيضا خشبة تجمع المحالة. قال الزجاج:
قال بعضهم: قيل له محور للدوران، لأنه يرجع إلى المكان الذي زال عنه، وقيل
إنما قيل له محور لأنه بدورانه ينصقل حتى يبيض. المحور: هنة وهي حديدة يدور
فيها لسان الإبزيم في طرف المنطقة وغيرها.
المحور: المكواة، وهي الحديدة
يكوى بها. المحور: عود الخباز. وخشبة يبسط بها العجين يحور بها الخبز
تحويرا. وحور الخبزة تحويرا: هيأها وأدارها بالمحور ليضعها في الملة، سممي
محورا لدورانه على العجين، تشبيها بمحور البكرة واستدارته، كذا في التهذيب.
حور عين البعير تحويرا: أدار حولها ميسما وحجره بكي، وذلك من داء يصيبها،
وتلك الكية الحوراء. والحوير، كأمير: العداوة والمضارة، هكذا بالراء،
والصواب المضادة، بالدال، عن كراع، يقال: ما أصبت منه حورا، بفتح فسكون،
وفي بعض النسخ بالتحريك وحوررا، كسفرجل، أي شيئا. وحوريت، بالفتح: ع، قال
ابن جني: دخلت على أبي علي. فحين رآني، قال: أين أنت? أنا أطلبك، قلت: وما
هو? قال: ما تقول في حوريت، فخضنا فيه فرأيناه خارجا عن الكتاب، وصانع أبو
علي عنه فقال: ليس من لغة ابني نزار فأقل الحفل به لذلك، قال: وأقرب ما
ينسب إليه أن يكون فعلتا لقربه من فعليت، وفعليت موجود. والحائر: المهزول
كأنه من الحور، وهو التغير من حال إلى حال، والنقصان. الحائر: الودك، ومنه
قولهم: مرقة متحيرة، إذا كانت كثيرة الإهالة والدسم، وعلى هذا ذكره في
اليائي أنسب كالذي ذكره في اليائي أنسب كالذي بعده. الحائر: ع، بالعراق فيه
مشهد الإمام المظلوم الشهيد أبي عبد الله الحسين بن علي بن أبي طالب، رضى
الله عنهم، سمي لتحير الماء فيه. ومنه نصر الله بن محمد الكوفي، سمع أبا
الحسن بن غيرة. الإمام النسابة عبد الحميد بن الشيخ النسابة جلال الدين
فخار بن معد بن الشريف النسابة شمس الدين فخار بن أحمد بن محمد أبي الغنائم
بن محمد بن محمد بن الحسين بن محمد الحسيني الموسوي، الحائريان وولد الأخير
هذا علم الدين علي ابن عبد الحميد الرضي المرتضى النسابة إمام النسب في
العراق، كان مقيما بالمشهد. ومات بهراة خراسان، وهو عمدتنا في فن النسب،
وأسانيدنا متصلة إليه. قال الحافظ ابن حجر: والثاني من مشيخة أبي العلاء
الفرضي. قال: وممن ينتسب إلى الحائر الشريف أبو الغنائم محمد بن أبي الفتح
العلوي الحائري، ذكره منصور. والحائرة: الشاة والمرأة لا تشبان أبدا، ومن
الحور بمعنى النقصان والتغير من حال إلى حال. يقال: ماهو إلا حائرة من
الحوائر، أي مهزولة لا خير فيه. عن ابن هانئ: يقال عند تأكيد المرزئة عليه
بقلة النماء: ما يحور فلان وما يبور، أي ما ينمو وما يزكو، وأصله من الحور
وهو الهلاك والفساد والنقص.
صفحة : 2735
الحورة: الرجوع. حورة: ة بين الرقة وبالس، ومنها صالح الحوري، حدث عن أبي
المهاجر سالم ابن عبد الله الكلابي الرقي. وعنه عمرو بن عثمان الكلابي
الرقي. ذكره محمد بن سعيد الحراني في تاريخ الرقة. حورة: واد بالقبلية.
وحوري، بكسر الراء، هكذا هو مضبوط عندنا وضبطه بعضهم كسكري: ةمن دجيل، منها الحسن ابن مسلم الفارسي الحوري، كان من قرية الفارسية، ثم من حوري، روى عن أبي البدر الكرخي، وسليم بن عيسى، الزاهدان، الأخير صاحب كرامات، صحب أبا الحسن القزويني وحكى عنه.
قلت: وفاته عبد الكريم بن أبي عبد الله بن مسلم الحوري الفارسي، ومن هذه القرية، قال ابن نقطة. سمع معي الكثير. وحوران، بالفتح: كورة عظمية بدمشق، وقصبتها بصرى. ومنها تحصل غلات أهلها وطعامهم. وقد نسب إليها إبراهيم بن أيوب الشامي. وأبو الطيب محمد بن حميد بن سليمان، وغيرهما.
حوران: ماء بنجد، بين اليمامة ومكة. حوران: ع ببادية السماوة، قريب من هيت: وهو خراب. والحوران، بالفتح: جلد الفيل. وباطن جلده: الحرصيان، كلاهما عن ابن الأعرابي. وعبد الرحمن بن شماشة بن ذئب بن أحور: تابعي، من بني مهرة، روى عن زيد بن ثابت وعقبة ابن عامر، وعداده في أهل مصر، روى عنه يزيد بن حبيب. من أمثالهم: فلان حور في محارة حور بالضم والفتح أي نقصان في نقصان ورجوع، مثل يضرب لمن هو في إدبار. والمحارة كالحور: النقصان والرجوع، أو لمن لا يصلح. قال ابن الأعرابي: فلان حور في محارة. هكذا سمعته بفتح الحاء. يضرب مثلا للشيء الذي لا يصلح، أو لمن كان صالحا ففسد، هذا آخر كلامه. وحور بن خارجة، بالضم: رجل من طيئ. قولهم طحنت الطاحنة فما أحارت شيئا، أي ما ردت شيئا من الدقيق، والاسم منه الحور أيضا، أي بالضم، وهو أيضا الهلكة. قال الراجز:
في بئر لاحور وما شعر قال أبو عبيدة: أي في بئر حور ولا زيادة. من المجاز: قلقت محاوره أي اضطرب أمره. وفي الأساس: اضطربت أحواله. وأنشد ثعلب:
يا مي مالي قلقت محـاوري وصار أشباه الفعا ضرائري. أي اضطربت على أموري، فكنى عنها بالمحاور. وقال الزمخشري: استعير من حال محور البكرة إذا املاس واتسع الخرق فاضطرب. وعقرب الحيران: عقرب الشتاء، لأنها تضر بالحوار ولد الناقة، فالحيران إذا جمع حوار. في التهذيب في الخماسي: الحورورة: المرأة البيضاء، قال: وهو ثلاثي الأصل ألحق بالخماسي لتكرار بعض حروفها.
وأحارت الناقة: صارت ذات حوار، وهو ولدها ساعة تضعه. وما أحار إلى جوابا: ما رد، وكذا ما أحار بكلمة. وحوره تحويرا: رجعه، عن الزجاج. وحوره أيضا: بيضه. وحوره: دوره، وقد تقدم. حور الله فلانا: خيبه ورجعه إلى النقص. واحور الجسم احورارا: ابيض وكذلك الخبز وغيره. احورت عينه: صارت حوراء بينة الحور: ولم يدر الأصمعي ما الحور في العين، كما تقدم: والجفنة المحورة: المبيضة بالسنام. قال أبو المهوش الأسدي:
يا ورد إني سأموت مـره
فمن حليف الجفنة المحوره
صفحة : 2736
يعني المبيضة. قال ابن بري: وورد ترخيم وردة، وهي امرأته، وكانت تنهاه عن
إضاعة ماله ونحر إبله. واستحاره: استنطقه. قال ابن الأعرابي: استحار الدار:
استنطقها، من الحور الذي هو الرجوع. وقاع المستحيرة: د، قال مالك ابن خالد
الخناعي:
ويممت قاع المستحيرة إنني بأن يتلاحوا آخر اليوم آرب وقد أعاده المصنف في اليائي أيضا، وهما واحد. والتحاور: التجاوب، ولو أورده عند قوله: وتحاوروا: تراجعوا، كان أليق، كما لا يخفى. وإنه في حور وبور، بضمهما، أي في غير صنعة ولا إتاوة، هكذا في النسخ. وفي اللسان ولا إجادة، بدل إتاوة، أو: في ضلال، مأخوذ من النقص والرجوع. وحرت الثوب أحوره حورا: غسلته وبيضته، فهو ثوب محور، والمعروف التحوير، كما تقدم. ومما يستدرك عليه: حارت الغصة تحورا: انحدرت كأنها رجعت من موضعها، وأحارها صاحبها. قال جرير:
ونبئت غسان ابن واهصة الخصى يلجلج مني مضغة لا يحـيرهـا وأنشد الأزهري:
وتلك لعمري غصة لا أحيرها والباطل في حور: أي في نقص ورجوع. وذهب فلان في الحوار والبوار منصوبا الأول: وذهب في الحور والبور أي في النقصان والفساد. ورجل حائر بائر. وقد حار وبار. والحور: الهلاك. والحوار والحوار والحور الجواب. ومنه حديث علي رضي الله عنه يرجع إليكما ابناكما بحور ما بعثتما به أي بجواب ذلك. والحوار والحوير: خروج القدح من النار. قال الشاعر:
وأصفر مضبوح نظرت حـواره على النار واستودعته كف مجمد ويروى حويره، أي نظرت الفلج والفوز. وحكى ثعلب: اقض محورتك، أي الأمر الذي أنت فيه. والحوراء: البيضاء، لا يقصد بذلك حور عينها. والمحور: صاحب الحوارى. ومحور القدر: بياض زبدها. قال الكميت:
ومرضوفة لم تؤن في الطبخ طاهيا عجلت إلى محورها حين غرغرا والمرضوفة: القدر التي أنضجت بالحجارة المحماة بالنار. ولم تؤن: لم تحبس. وحورت خواصر الإبل، وهو أن يأخذ خثيها فيضرب به خواصرها. وفلان سريع الإحارة، أي سريع اللقم، والإحارة في الأصل: رد الجواب، قاله الميداني.
والمحارة: ما تحت الإطار. والمحارة: الحنك، وما خلف الفراشة من أعلى الفم. وقال أبو العميثل: باطن الحنك. والمحارة: منفذ النفس إلى الخياشيم. والمحارة: نقرة الورك. والمحارتان رأسا الورك المستديران اللذان يدور فيهما رءوس الفخذين. والمحار، بغير هاء، من الإنسان: الحنك. ومن الدابة. حيث يحنك البيطار. وقال ابن الأعرابي: محارة الفرس أعلى فمه من باطن. وأحرت البعير نحرته وهذا من الأساس. وحوران اسم امرأة: قال الشاعر:
إذا سلكت حوران من رمل عالج فقولا لها ليس الطريق كذلـك وحوران: لقب بعضهم. وحور. بالضم لقب أحمد بن الخليل، روى عن الأصمعي. ولقب أحمد بن محمد بن المغلس. وحور بن أسلم في أجداد يحيى بن عطاء المصري الحافظ.
وعن ابن شميل: يقول الرجل لصاحبه:
والله ما تحور ولا تحول، أي ما تزداد خيرا. وقال ثعلب عن ابن الأعرابي
مثله.
صفحة : 2737
وحوار كغراب: صقع بهجر. وكرمان: جبيل. وعبد القدوس بن حواري الأزدي من أهل
البصرة يروي عن يونس بن عبيد. روى عنه العراقيون، وحواري بن زياد تابعي.
وحور: موضع بالحجاز. وماء لقضاعة بالشام. والحواري بن حطان بن المعلى
التنوخي: أبو قبيلة بمعرة النعمان من رجال الدهر. ومن ولده أبو بشر الحواري
بن محمد بن علي بن محمد ابن أحمد بن محمد بن أحمد بن الحواري التنوخي عميد
المعرة. ذكره ابن العديم في تاريخ حلب.
ح-ي-ر
حار بصره يحار حيرة وحيرا وحيرا وحيرانا، بالتحريك فيهما، قال العجاج:
حيران لا يبـرئه مـن الـحـير وحي الزبور في الكتاب المزدبر. وتحير، واستحار إذا نظر إلى الشيء فعشيى بصره. وحار واستحار: لم يهتد لسبيله. وحار يحار حيرة فهو حيران، بفتح فسكون، أي تحير في أمره. رجل حائر بائر، إذا لم يتجه لشيء. وقد جاء ذلك في حديث عمر رضي الله عنه، كما تقدم في ب-ي-ر وهو المتحير في أمره لا يدري كيف يهتدي فيه. وهي حيراء، أي كصحراء، هكذا في النسخ، ومثله في الأساس والذي في التهذيب: وهو حائر وحيران: تائه والأنثى حيرى. وحكى اللحياني: لا تفعل ذلك، أمك حيري. أي متحيرة، كقولك: أمك ثكلى، وكذلك الجميع. يقال لا تفعلوا ذلك أمهاتكم حيرى. وهم حياري، بالفتح، ويضم. قال شيخنا: واستعمل بعض في مضار حار يحير كباع يبيع، بناء على أنه يائي العين وهو غلط ظاهر لا يعرفه أحد وإن كان ربما ادعي أخذه من اصطلاح المصنف. قلت: وفي المصباح: حار في أمره يحار، من باب تعب: لم يدر وجه الصواب، فهو حيران. وفي التهذيب: أصل الحيرة أن ينظر الإنسان إلى شيء فيغشاه ضوؤه. فيصرف بصره عنه. من المجاز: حار الماء في المكان: وقف وتردد كأنه لا يدري كيف يجري، كتحير واستحار. والحائر: مجتمع الماء، يتحير الماء فيه يرجع أقصاه إلى أدناه، أنشد ثعلب:
في ربب الطين بماء حائر. وقد حار وتحير، إذا اجتمع ودار. قال: والحاجر نحو منه، وجمعه حجران. وقال العجاج:
سقاه ريا حائر روي. الحائر: حوض يسيب مسيل ماء من الأمطار يسممى هذه الاسم بالماء. قيل الحائر: المكان المطمن يجتمع فيه الماء فيتحير لا يخرج منه. قال:
صعدة نابتة في حـائر أينما الريح تميلها تمل. وقال أبو حنيفة: من مطمئنات الأرض الحائر، وهو المكان المطمئن الوسط المرتفع الحروف. من ذلك سموا البستان بالحائر، كالحير، بطرح الألف، كما عليه أكثر الناس وعامتهم، كما يقولون لعائشة. عيشة يستحسنون التخفيف وطرح الألف. قيل: هو خطأ، وأنكره أبو حنيفة أيضا، قال: ولا يقال حير، إلا أن أبا عبيد قال في تفسير قول رؤبة:
حتى إذا ما هاج حيران الدرق.
الحيران جمع حير، لم يقلها أحد غيره، ولا قالها هو إلا في تفسير هذا البيت.
قال ابن سيده: وليس ذلك أيضا في كل نسخة.
صفحة : 2738
ج حوران وحيران، بالضم والكسر. الحائر: الودم، وقد تقدم في حور أيضا.
الحائر: كربلاء، سميت بأحد هذه الأشياء، كالحيراء، هكذا في النسخ بالمد.
والذي في الصحاح وغيره: الحير، أي بفتح فسكون، بكربلاء، أي سمي لكونه حمي.
الحائر: ع، بها، أي بكربلاء، وهو الموضع الذي فيه مشهد الإمام الحسين رضي
الله عنه، وقد تقدم في حور ذلك. من المجاز قال ابن الأعرابي: لا آتيه حيري
الدهر، بفتح الحاء مشددة الآخر. وروى شمر بإسناده عن الربيع بن قريع قال:
سمعت ابن عمر يقول: لم يعط الرجل شيئا أفضل من الطرق، لرجل يطرق على الفحل
أو على الفرس فيذهب حيري الدهر. فقال له رجل: ما حيري الدهر? قال: لا يحسب
، هكذا رواه بفتح الحاء وتشديد الياء الثانية وفتحها، وتكسر الحاء أيضا،
كما في رواية أخرى وهي في الصحاح، ونقله ابن شميل عن ابن الأعرابي، وذكره
سيبويه والأخفش، قال ابن الأثير: يروى: حيري دهر، بفتح الحاء ساكنة الآخر،
ونقله الأخفش. قال ابن جني في حيري دهر، بالسكون: عندي شيء لم يذكره أحد،
وهو أن أصله حيري دهر، ومعناه مدة الدهر، فكأنه مدة تحير الدهر وبقائه،
فلما حذفت إحدى الياءين بقيت الياء ساكنة كما كانت، يعني حذفت المدغم فيها
وأبقيت المدغمة، ومن قاله بتخفيف الياء أي حيري دهر. فكأنه حذف الأولى
وأبقى الآخرة. فعذر الأول تطرف ما حذف، وعذر الثاني سكونه. وتنصب مخففة، من
حيري، كما قال الفرزدق:
تأملت نسرا والسماكـين أيهـمـا على من الغيث استهلت مواطره. وهذا التخفيف ذكره سيبويه عن بعض. نقل عن ابن شميل يقال: ذهب ذلك حاري دهر وحاري الدهر. عن ابن الأعرابي: حير دهر، كعنب، فهي ست لغات، كل ذلك أي مدة الدهر ودوامه، أي ما أقام الدهر. قال ابن شميل أي أبدا، والكل من تحير الدهر وبقائه. وقال الزمخشري: ويجوز أن يراد: ما كر ورجع، من حار يحور. وقال ابن الأثير في تفسير قول ابن عمر السابق: لا يحسب، أي لا يعرف حسبه لكثرته، يريد أن أجر ذلك دائم أبدا لموضع دوام النسل. وقال شمر: أراد بقوله لا يحسب، أي لا يمكن أن يعرف قدره وحسابه لكثرته ودوامه على وجه الدهر. وحير ما، أي ربما. من المجاز: تحير الماء دار واجتمع. ومنه الحائر، وكذا تحير الماء في الغيم. تحير المكان الماء: امتلأ، وكذا تحيرت الأرض بالماء، إذا امتلأت لكثرته قال لبيد:
حتى تحيرت الدبار كأنـهـا زلف وألقي قتبها المحزوم. يقول: امتلأت ماء والدبار: المشارات، والزلف: المصانع. من المجاز: تحير الشباب، أي شباب المرأة، إذا تم آخذا من الجسد كل مأخذ، وامتلأ وبلغ الغاية. قال النابغة وذكر فرج المرأة:
وإذا لمست لمست أجثم جاثما متحيرا بمكانه ملء الـيد. كاستحار، فيهما، أي في الشباب والمكان. قال أبو ذؤيب:
ثلاثة أعوام فلما تـجـرمـت
تقضي شبابي واستحار شبابها.
صفحة : 2739
قال ابن بري: تجرمت: تكملت. واستحار شبابها: جرى فيها ماء الشباب. وقال
الأصمعي استحار شبابها: اجتمع وتردد فيها كما يتحير الماء. تحير السحاب: لم
يتجه جهة. وقال ابن الأعرابي: المتحير من السحاب: الدائم الذي لا يبرح
مكانه يصب الماء صبا، ولا تسوقه الريح، وأنشد:
كأنهم غيث تحير وابله. من المجاز: تحيرت الجفنة: امتلأت دسما وطعاما، كما يمتلي الحوض بالماء.
من المجاز عن أبي زيد الحير، ككيس: الغيم ينشأ مع المطر فيتحير في السماء. وقال الزمخشري: هو سحاب ماطر يتحير في الجو ويدوم. الحير، كعنب، و الحير بالتحريك: الكثير من المال والأهل، قال الراجز:
أعوذ بالرحمن من مال حير
يصليني الله به حر سقر.
وأنشد ابن الأعرابي:
يا من رأى النعمان كان حيرا. قال ثعلب: أي كان ذا مال كثير وخول وأهل. قال أبو عمرو بن العلاء: سمعت امرأة من حمير ترقص ابنها وتقول:
يا ربنا من سره أن يكبرا
فهب له أهلا ومالا حيرا.
وفي رواية:
فسق إليه رب مالا حيرا. وحكى ابن خالويه عن ابن الأعرابي وحده: مال حير، بكسر الحاء. وأنشد أبو عمرو ثعلب تصديقا لقول ابن الأعرابي:
حتى إذا ما ربا صغيرهم
وأصبح المال فيهم حيرا.
صد جوين فما يكلمـنـا كأن في
خده لنا صعرا.
وروى ابن بري: مال حير، بالتحريك. وأنشد للأغلب العجلي شاهدا عليه:
يا من رأى النعمان كان حيرا. هكذا رواه. والحيرة بالكسر: محلة بنيسابور، إذا خرجت منها على طريق مرو. منها محمد بن أحمد ابن حفص بن مسلم بن يزيد بن علي الجرشي الحيري، وولده القاضي أبو بكر أحمد بن الحسن بن أحمد روى عنه الحاكم أبو عبد الله. وذكره في التاريخ وأكثر عنه أبو بكر البيهقي وأبو صالح المؤذن الحافظان.
الحيرة: د، قرب الكوفة وهي داخلة
في حكم السواد، لأن خالد ابن الوليد فتحها صلحا كما نقله السهيلي عن
الطبري. وفي المراصد أنها على ثلاثة أميال من الكوفة على النجف، زعموا أن
بحر فارس كان يتصل بها، وعلى ميل منها من جهة الشرق الخورنق والسدير، وقد
كانت مسكن ملوك العرب في الجاهلية وسموها بالحيرة البيضاء، لحسنها، وقيل:
سميت الحيرة لأن تبعا لما قصد خراسان خلف ضعفة جنده بذلك الموضع. وقال لهم:
حيروا به، أي أقيموا. وفي الروض الأنف أن بخت نصر هو الذي حير الحيرة لما
جعل فيها سبايا العرب، فتحيروا هناك، كذا قاله شيخنا. وقيل إن تبعا تحير
فيها، قاله الشرفي وقيل غير ذلك، وقد أطال فيه السمعاني، فراجعه في
الأنساب.
صفحة : 2740
والنسبة إليها حيري، على القياس، سمع حاري على غير قياس. قال ابن سيده: وهو
من نادر معدول النسب، قلبت الياء فيه ألفا، وهو قلب شاذ غير مقيس عليه
غيره. وفي التهذيب. النسبة إليها حاري،كما نسبوا إلى التمر تمري، فأراد أن
يقول حيري فسكن الياء فصارت ألفا ساكنة. منها كعب بن عدي بن حنظلة بن عدي
بن عمرو بن ثعلبة بن عدي بن ملكان بن عوف بن عذرة بن زيد اللات التنوخي
الحيري، أسلم زمن أبي بكر. وحفيده ناعم بن كعب، حدث عنه عمرو بن الحارث،
وحديثه عند المصريين. الحيرة: ة بفارس، ومنها أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن
إبراهيم بن حاتم الزاهد العابد الحيري، أثنى عليه الحاكم.
الحيرة: د، قرب عانة، منها محمد بن مكارم الحيري، ذكره الذهبي. والحيرتان: الحيرة والكوفة، على التغليب، كالبصرتين والكوفتين. والمستحيرة: د، وقد تقدم الشاهد عليه من قول مالك بن خالد الخناعي، وأعاده المصنف هنا، وهما واحد. المستحيرة: الجفنة الودكة: الكثيرة الودك. المستحير، بلا هاء: الطريق الذي يأخذ في عرض مفازة، وفي بعض الأصول: مسافة، ولا يدرى أين منفذه. قال:
ضاحي الأخاديد ومستحيره
في لا حب يركبن ضيفي نيره
المستحير: سحاب ثقيل متردد ليس له ريح تسوقه. قال الشاعر يمدح رجلا:
كأن أصحابه بالقفر يمطرهم من مستحير غزير صوبه ديم والحياران، بالكسر: ع قال الحارث بن حلزة:
وهو الرب والشهيد على يو م الحيارين والبلاء بـلاء وحيرة، ككيسة: د، بجبل نطاع باليمامة، نقله الصغاني. والحير، بفتح فسكون: شبه الحظيرة أو الحمى، ومنه الحير بكربلاء، كما في الصحاح واللسان، ومنه المثل: من اعتمد على حير جاره أصبح عيره في الندى أورده الميداني. الحير: قصر كان بسر من رأى، نقله الصغاني. وحيار بني القعقاع، بالكسر: صقع ببرية قنسرين كان الوضليد ابن عبد الملك أقطعه القعقاع بن خليد، فنسب إليه.
والحارة: كل محلة دنت منازلهم، فهم أهل حارة. وقال الزمخشري: هي مستدار من فضاء، قال: وبالطائف حارات، منها حارة بني عوف. والحويرة، تصغيرث الحارة: حارة بدمشق، منها إبراهيم بن مسعود الحويري المحدث، سمع ببغداد شرف النساء بنت الآبنوسي وغيرها وعمر وحدث و: إنه في حير بير، مبنيا على الفتح فيهما وحير بير، بالخفض فيهما، كحور بور، أي فساد وهلاك، أو ضلال، وقد تقدم. ومما يستدرك عليه: حيرته فتحير. والحير، بالتحريك: التحير. وتحير: ضل.
وبالبصرة حائر الحجاج، معروف، يابس لا ماء فيه، وأكثر الناس يسميه الحير. واستعمل حسان بن ثابت الحائر في البحر فقال:
ولأنت أحسن إذ برزت لنا
يوم الخروج بساحة العقر
من درة أغلى بها مـلـك مما
تربب حائر البحـر
وقالوا: لهذه الدار حائر واسع. والعامة تقول حير، وهو خطأ. قال الأزهري: قال شمر: والعرب تقول: لكل شيء ثابت دائم لا يكاد ينقطع: مستحير ومتحير. وقال جرير:
يا ربما قذف العدو بعـارض
فخم الكتائب مستحير الكوكب قال ابن الأعرابي: المستحير:
الدائم الذي لا ينقطع، قال: وكوكب الحديد: بريقه. وقال الطرماح:
صفحة : 2741
في مستحير ردى المنـو ن
وملتقى الأسل النواهل ومرقة متحيرة: كثيرة الإهالة والدسم. وفي الأساس:
وأتى بمرقة كثيرة الإحارة. وروضة حيرى: متحيرة بالماء. أنشد الفارسي لبعض
الهذليين:
إما صرمت جديد الحبـا
ل مني وغيرك الآشب
فيا رب حيرى جمـادية تحير
فيها الندى الساكب
عنى ذلك. والمحارة: الحائر. واستحار الرجل بمكان كذا ومكان كذا: نزله أياما. ويقال: هذه أنغام حيرات: أي متحيرة كثيرة. وكذلك الناس إذا كثروا. والسيوف الحارية: المعمولة بالحيرة، قال:
فلما دخلناه أضفنا ظهـورنـا إلى كل حاري قشيب مشطب يقول: إنهم احتبوا بالسيوف، وكذلك الرحال الحاريات. قال الشماخ:
يسري إذا نام بنو السريات
ينام بين شعب الحاريات
والحاري: أنماط نطوع تعمل بالحيرة تزين بها الرحال. أنشد يعقوب:
عقما ورقما وحاريا تضاعفه على قلائص أمثال الهجانيع واستحير الشراب: أسغ، قال العجاج:
تسمع للجرع إذا استحيرا وحيار بن مهنا، ككتاب: من أمراء عرب الشام، نقله الذهبي. واستدرك شيخنا هنا حيرون، بفتح فسكون، ونقل عن الشهاب القسطلاني في إرشاد الساري أن سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام دفن به. قلت: وهو تصحيف. والصواب أنه حبرون بالموحدة، وقد سبق في موضعه، ثم رأيت ابن الجواني النسابة ذكر عند سرد أولاد عيصو بن إسحاق في المقدمة الفاضلية ما نصه: ودفن مع أخيه يعقوب في مزرعة حيرون، هكذا بالحاء والياء. وقيل: بل هي مزرعة عفرون عند قبر إبراهيم الخليل عليه السلام، كان شراها لقبره وفيها دفنت سارة.