الباب العاشر: باب الراء - الفصل السابع: فصل الخاء من باب الراء: الجزء الأول

فصل الخاء من باب الراء
الجزء الأول

خ-ب-ر
الخبر: محركة: النبأ، هكذا في المحكم. وفي التهذيب: الخبر: ما أتاك من نبإ عمن تستخبر. قال شيخنا: ظاهره بل صريحه أنهما مترادفان، وقد سبق الفرق بينهما، وأن النبأ خبر مقيد بكونه عن الراغب وغيره من أئمة الاشتقاق والنظر في أصول العربية. ثم إن أعلام اللغة والإصطلاح قالوا: الخبر عرفا ولغة: ما ينقل عن العير، وزاد فيه أهل العربية. واحتمل الصدق والكذب لذاته. والمحدثون استعملوه بمعنى الحديث. أو الحديث: ما عن النبي صلى الله عليه وسلم، والخبر: ما عن غيره.

وقال جماعة من أهل الإصطلاح: الخبر أعم، والأثر هو الذي يعبر به عن غير الحديث كما لفقهاء خراسان. وقد مر إيماء إليه في أثر وبسطه في علوم اصطلاح الحديث. ج أخبار. وجج، أي جمع الجمع أخابير. يقال: رجل خابر وخبير: عالم بالخبر. والخبير: المخبر.

صفحة : 2742

قال أبو حنيفة في وصف شجر: أخبرني بذلك الخبر. فجاء به ككتف. قال ابن سيده. وهذا لا يكاد يعرف إلا أن يكون على النسب. يقال: رجل خبر، مثل حجر، أي عالم به، أي بالخبر، على المبالغة، كزيد عدل. وأخبره خبوره، بالضم، أي أنبأه ما عنده. والخبر والخبرة، بكسرهما ويضمان، والمخبرة، بفتح الموحدة، والمخبرة، بضمها: العلم بالشيء، تقول: لي به خبر وخبرة، كالاختبار والتخبر. وقد اختبره وتخبره. يقال: من أين خبرت هذا الأمر? أي من أين علمت. ويقال صدق الخبر الخبر. وقال بعضهم: الخبر، بالضم: العلم بالباطن الخفي، لاحتياج العلم به للاختبار. والخبرة: العلم بالظاهر والباطن، وقيل: بالخفايا الباطنة ويلزمها معرفة الأمور الظاهرة. وقد خبر الرجل، ككرم، خبورا، فهو خبير.

والخبر، بفتح فسكون: المزادة العظيمة، كالخبراء، ممدودا، والأخير عن كراع. من المجاز: الخبر: الناقة الغزيرة اللبن، شبهت بالمزادة العظيمة في غزرها، وقد خبرت خبورا عن اللحياني، ويكسر، فيما، وأنكر أبو الهيثم الكسر في المزادة، وقال غيره: الفتح أجود. ج، أي جمعهما، خبور. الخبر: ة بشيراز، بها قبر سعيد أخي الحسن البصري. منها أبو عبد الله الفصل بن حماد الخبري الحافظ صاحب المسند، وكان يعد من الأبدال، ثقة ثبت، يروي عن سعيد بن أبي مريم وسعيد بن الشيرازي، وأبو بكر عبد الله بن أبي داوود السجستاني، وتوفي سنة 264، الخبر: ة، باليمن، نقله الصغاني. الخبر: الزرع.

الخبر: منقع الماء في الجبل، وهو ما خبر المسيل في الرءوس، فتخوض فيه. الخبر: السدر والأراك وما حولهما من العشب. قال الشاعر:

فجادتك أنواء الربيع وهـلـلـت     عليك رياض من سلام ومن خبر. كالخبر، ككتف، عن الليث واحدتهما خبرة وخبرة. والخبراء: القاع تنبته، أي السدر، كالخبرة، بفتح فكسر، وجمعه خبر. وقال الليث: الخبراء شجراء في بطن روضة يبقى فيها الماء إلى القيظ، وفيها ينبت الخبر وهو شجر السدر والأراك وحواليها عشب كثير، وتسمى الخبرة، ج الخباري، بفتح الراء، والخباري، بكسرها مثل الصحاري والصحاري. والخبراوات والخبار، بالكسر وفي التهيب في نقع: النقائع: خباري في بلاد تميم. الخبراء: منقع الماء. وخص بعضهم به منقع الماء في أصوله، أي السدر. وفي التهذيب الخبراء: قاع مستدير يجتمع فيه الماء. والخبار كسحاب: مالان من الأرض واسترخى وكانت فيها جحرة، زاد ابن الأعرابي: وتحفر. وقال غيره: هو ما تهور وساخت فيه القوائم. وفي الحديث فدفعنا في خبار من الأرض ، أي سهلة لينة. وقال بعضهم: الخبار: أرض رخوة تتعتع فيها الدواب، وأنشد:

تتعتع في الخبار إذا عـلاه     وتعثر في الطريق المستقيم

صفحة : 2743

الخبار: الجراثيم، جمع جرثوم، وهو التراب المجتمع بأصول الشجر. الخبار: جحرة الجرذان، واحدته خبارة. ومن تجنب الخبار أمن العثار مثل ذكره الميداني في مجمعه والزمخشري في المستقصى والأساس. وخبرت الأرض خبرا، كفرح كثر خبارها. وخبر الموضع، كفرح، فهو خبر: كثر به الخبر، وهو السدر. وأرض خبرة، وهذا قد أغفله المصنف. وفيفاء أو فيف الخبار: ع بنواحي عقيق المدينة، كان عليه طريق رسول الله صلى الله وسلم حين خرج يريد قريشا قبل وقعة بدر، ثم انتهى منه إلى يليل. والمخابرة: المزارعة، عم بها اللحياني. وقال غيره: على النصف ونحوه، أي الثلث. وقال ابن الأثير: المخابرة: والمزارعة على نصيب معين، كالثلث والربع وغيرهما. وقال غيره: هو المزارعة ببعض ما يخرج من الأرض، كالخبر، بالكسر. وفي الحديث كنا نخابر ولا نرى بذلك بأسا حتى أخبر رافع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عنها قيل: هو من خبرت الأرض خبرا: كثر خبارها وقيل: أصل المخابرة من خبر، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أقرها في أيدي أهلها على النصف من محصولها، فقيل: خابرهم، أي عاملهم في خيبر. المخابرة أيضا المؤاكرة: والخبير: الأكار، قال:

تجز رءوس الأوس من كل جانب     كجر عقاقيل الكروم خبيرهـا. رفع خبيرها على تكرير الفعل. أراد جزه خبيرها، أي أكارها. الخبير: العالم بالله تعالى، بمعرفة أسمائه وصفاته، والمتمكن من الإخبار بما علمه والذي يخبر الشيء بعلمه. الخبير: الوبر يطلع على الإبل، واستعاره أبو النجم لحمير وحش فقال:

حتى إذا ما طار من خبيرها. من المجاز في حديث طهفة نستخلب الخبير ، أي نقطع النبات والعشب ونأكله. شبه بخبير الإبل وهو وبرها، لأنه ينبت كما ينبت الوبر، واستخلابه: احتشاشه بالمخلب وهو المنجل. الخبير: الزبد، وقيل: زبد أفواه الإبل. وأنشد الهذلي:

تغذ من في جنبيه الخبـي      ر لما وهي مزنه واستبيحا تغذ من يعني الفحول، أي مضغن الزبد وعمينه.

الخبير: نسالة الشعر. قال المتنخل الهذلي:

فآبوا بالرماح وهن عـوج    بهن خبائر الشعر السقاط. خبير: جد والد أحمد بن عمران بن موسى بن خبير الغويديني المحدث النسفي، عن محمد بن عبد الرحمن الشامي وغيره. الخبيرة، بالهاء، اسم الطائفة منه، أي من نسالة الشعر. الخبيرة: الشاة تشتري بين جماعة بأثمان مختلفة، فتذبح ثم يقتسمونها، فيسهمون، كل واحد على قدر ما نقد، كالخبرة، بالضم، وتخبروا خبرة فعلوا ذلك أي اشتروا شاة فذبحوها واقتسموها. وشاة خبيرة: مقتسمة. قال ابن سيده: أراه على طرح الزائد. الخبرة: الصوف الجيد من أول الجز، نقله الصاغاني. والمخبرة، بفتح الموحدة: المخرأة، موضع الخراءة، نقله الصغاني. المخبرة: نقيض المرآة، وضبطه ابن سيده بضم الموحدة. وفي الأساس: ومن المجاز: تخبر عن مجهوله مرآته. والخبرة، بالضم: الثريدة الضخمة الدسمة. الخبرة: النصيب تأخذه. من لحم أو سمك، وأنشد:

بات الربيعي والخاميز خبـرتـه     وطاح طي بني عمرو بن يربوع

صفحة : 2744

الخبرة: ما تشتريه لأهلك، وخصه بعضهم باللحم، كالخبر بغير هاء، يقال للرجل ما اختبرت لأهلك?. الخبرة: الطعام من اللحم وغيره. قيل: هو اللحم يشتريه لأهله، الخبرة: ما قدم من شيء، وحكى اللحياني أنه سمع العرب تقول: اجتمعوا على خبرته، يعنون ذلك، قيل: الخبرة: طعام يحمله المسافر في سفرته يتزود به، الخبرة: قصعة فيها خبز ولحم بين أربعة أو خمسة. والخابور: نبت أو شجر له زهر زاهي المنظر أصفر جيد الرائحة، تزين به الحدائق، قال شيخنا: ما إخاله يوجد بالمشرق. قال:

أيا شجر الخبور مالك مـورقـا      كأنك لم تجزع على ابن طريف الخابور: نهر بين رأس عين والفرات مشهور. الخابور: نهر آخر شرقي دجلة الموصل، بينه وبين الرقة، عليه قرى كثيرة وبليدات. ومنها عرابان منها أبو الريان سريح بن ريان بن سريح الخابوري، كتب عنه السمعاني. الخابور: واد بالجزيرة وقيل بسنجار، منه هشام القرقسائي الخابوري القصار، عن مالك، وعنه عبيد بن عمرو الرقي. وقال الجوهري: موضع بناحية الشام، وقيل بنواحي ديار بكر، كما قاله السيد والسعد في شرحي المفتاح والمطول، كما نقله شيخنا. ومراده في شرح بيت التلخيص والمفتاح:

أيا شجر الخابور مالك مورقا. المتقدم ذكره. وخابوراء:ع. ويضاف إلى عاشوراء وما معه. وخيبر، كصيقل: حصن م، أي معروف، قرب المدينة المشرفة، على ثمانية برد منها إلى الشام، سمي باسم رجل من العماليق، نزل بها، وهو خيبر بن قانية بن عبيل بن مهلان بن إرم بن عبيل وهو أخو عاد. وقال قوم: الخيبر بلسان اليهود: الحصن، ولذا سميت خبائر، أيضا، وخيبر معروف، غزاه النبي صلى الله عليه وسلم، وله ذكر في الصحيح وغيره، وهو اسم للولاية، وكانت به سبعة حصون، حولها مزارع ونخل، وصادفت قوله صلى الله عليه وسلم: الله أكبر خربت خير . وهذه الحصون السبعة أسماؤها: شق ووطيح ونطاة وقموص وسلالم وكتيبة وناعم. وأحمد بن عبد القاهر اللخمي الدمشقي، يروي عن منبه بن سليمان. قلت: وهو شيخ للطبراني. ومحمد بن عبد العزيز أبو منصور الأصبهاني، سمع من أبي محمد بن فارس، الخيبريان، كأنهما ولدا به، وإلا فلم يخرج منه من يشار إليه بالفضل. وعلي بن محمد بن خيبر، محدث، وهو شيخ لأبي إسحاق المستملسي. والخيبري، بفتح الراء وألف مقصورة، ومثله في التكملة، وفي بعض النسخ بكسرها وياء النسبة: الحية السوداء. يقال: بلاه الله بالخيبري، يعنون به تلك، وكأنه لما خرب صار مأوى الحيات القتالة. وخبره خبرا، بالضم، وخبرة، بالكسر: بلاه وجربه، كاختبره: امتحنه.

صفحة : 2745

خبر الطعام يخبره خبرا: دسمه. ويقال: اخبر طعامك، أي دسمه. ومنه الخبرة: الإدام. يقال: أتانا بخبزة، ولم يأتنا بخبرة. ومنه تسمية الكرج الملاصق أرضهم بعراق العجم التمرة خبرة، هذا أصل لغتهم، ومنهم من يقلب الراء لاما. وخابران، بفتح الموحدة: ناحية بين سرخس وأبيورد، ومن قراها ميهنة. وممن نسب إلى خابران أبو الفتح فضل الله بن عبد الرحمن بن طاهر الخابراني المحدث. خابران عآخر. واستخبره: سأله عن الخبر وطلب أن يخبره، كتخبره. يقال: تخبرت الخبر واستخبرته، ومثله تضعفت الرجل واستضعفته. وفي حديث الحديبية أنه بعث عينا من خزاعة يتخبر له خبر قريش أي يتعرف ويتتبع. يقال: تخبر الخبر واستخبر، إذا سأل عن الأخبار ليعرفها. وخبره تخبيرا: أخبره. يقال: استخبرته فأخبرني وخبرني. وخبرين، كقزوين: ببست. ومنها أبو علي الحسين بن الليث ابن فديك الخبريني البستي، من تاريخ شيراز. والمخبور: الطيب الإدام، عن ابن الأعرابي، أي الكثير الخبرة، أي الدسم. خبور، كصبور: الأسد. خبرة، كنبقة: ماء لبني ثعلبة بن سعد في حمى الربذة، وعنده قليب لأشجع. وخبراء العذق: ع بالصمان، في أرض تميم لبني يربوع. والخبائرة من ولد ذي جبلة بن سواد، أبو بطن من الكلاع، وهو خبائر بن سواد بن عمرو بن الكلاع ابن شرحبيل. منهم أبو علي يونس بن ياسر بن إياد الخبائري. روى عنه سعيد بن كثير بن عفير، في الأخبار. وسليم بن عامر أبو يحيى الخبائري، تابعي من ذي الكلاع، عن أبي أمامة، وعنه معاوية بن صالح، وعبد الله بن عبد الجبار الخبائري الحمصي، لقبه زريق، عن إسماعيل ابن عياش، وعنه محمد بن عبد الرحمن بن يونس السراج، وأبو الأحوص، وجعفر الفريابي، قاله الدارقطني.

قولهم: لأخبرن خبرك، هكذا هو مضبوط عندنا محركة. وفي بعض الأصول الجيدة بضم فسكون، أي لأعلمن علمك. والخبر والخبر والخبر: العلم بالشيء، الحديث الذي رواه أبو الدرداء وأخرجه الطبراني في الكبير، وأبو يعلى في المسند وجدت الناس اخبر تقله أي وجدتهم مقولا فيهم هذا القول. أي ما من أحد إلا وهو مسخوط الفعل عند الخبرة والامتحان، هكذا في التكملة، وفي اللسان والأساس وتبعهم المصنف في البصائر، يريد أنك إذا خبرتهم قليتهم، أي أبضتهم، فأخرج الكلام على لفظ الأمر، ومعناه الخبر. وأخبرت اللقحة: وجدتها مخبورة، أي غزيرة، نقله الصغاني كأحمدته: وجدته محمودا.

ومحمد بن علي الخابري، محدث، عن أبي يعلي عبد المؤمن ابن خلف النسفي، وعنه عبد الرحيم ابن أحمد البخاري. ومما يستدرك عليه: الخبير من أسماء الله عز وجل: العالم بما كان وبما يكون. وفي شرح الترمذي: هو العليم ببواطن الأشياء. والخابر: المختبر المجرب. والخبير: المخبر. ورجل مخبراني: ذو مخبر، كما قالوا: منظراني: ذو منظر. والخبراء: المجربة بالغزر. والخبير: الزرع. والخبير: الفقيه، والرئيس. والخبير: اإدام، والخبير. المأدوم. ومنه حديث أبي هريرة حين لا آكل الخبير . وجمل مختبر: كثير اللحم. ويقال: عليه الدبري وحمي خيبري. وحمى خيبر، متنلذرة، قال الأخنس ابن شهاب:

صفحة : 2746

كما اعتاد محموما بخيبر صالب. والأخباري المؤرخ، نسب للفظ الأخبار، كالأنصاري والأنماطي وشبههما. واشتهر بها الهيثم بن عدي الطائي. والخبائرة: بطن من العرب، ومساكنهم في جيزة مصر. ومن أمثالهم لاهلك بوادي خبر . بالضم. والخبيرة: الدعوة على عقيقة الغلام، قاله الحسن بن عبد الله العسكري في كتاب الأسماء والصفات . والخيابر: سبعة حصون، تقدم ذكرهم.

وخيبري بن أفلت بن سلسلة ابن غنم بن ثوب بن معن، قبيلة في طيء، منهم إياس بن مالك بن عبد الله ابن خيبري الشاعر، وله وفادة، قاله ابن الكلبي. وخيبر بن أوام بن حجور بن أسلم بن عليان: بطن من همدان. وخيبر بن الوليد، عن أبيه عن جده عن أبي موسى، ومدلج بن سويد بن مرثد ابن خيبري الطائي، لقبه مجير الجراد. والخيبري بن النعمان الطائي: صحابي. وسماك الإسرائيلي الخيبري، ذكره الرشاطي في الصحابة. وإبراهيم بن عبد الله ابن عمر بن أبي الخيبري القصار العبسي الكوفي، عن وكيع وغيره. وجميل بن عبد الله بن معمر بن الحارث بن خيبري العذري الشاعر المشهور.

خ-ب-ج-ر
الخبجر، كجعفر وعلابط: الرجل المسترخي العظيم البطن الغليظ.

خ-ت-ر
الختر، بفتح فسكون: شبه الغدر، وقيل: هو الخديعة بعينها، أو هو أقبح الغدر وأسوؤه، كالختور، بالضم. والفعل ختر، كضرب ونصر، يختر، فهو خاتر، وختار، وختير، كأمير، وختور، كصبور، وختير، كسكت. وفي التنزيل العزيز كل ختار كفور وفي الحديث: ما ختر قوم بالعهد إلا سلط عليهم العدو . وفي خبر آخر أن تمد لنا شبرا من غدر إلا مددنا لك باعا من ختر . وقال شيخنا: وهل الغدر والخديعة مترادفان أو متباينان أو متقاربان أو أحدهما أعم والآخر أخص? فيه نظر. الختر، بالتحريك، مثل الخدر يحصل عند شرب دواء أو سم، حتى يضعف ويسكر. وتختر الرجل: تفتر واسترخى وكسل وحم وفتر بدنه من مرض وغيره. تختر: اختلط ذهنه من شرب اللبن ونحوه. يقال: شرب اللبن حتى تختر. تختر: مشى مشية الكسلان. عن ابن الأعرابي: خترت نفسه: خبثت، وتخترت: استرخت. قال غيره: خترت، إذا فسدت. قال ابن عرفة: الختر: الفساد، يكون ذلك في الغدر وغيره. يقال: ختره الشراب تختيرا: أئفسد نفسه، ونص ابن عرفة: إذا فسد بنفسه وتركه مسترخيا. ومما يستدرك عليه: رجل مختر، كمعظم، أي مسترخ.

خ-ت-ع-ر
الختعرة: الاضمحلال، يستعمل في السراب.والخيتعور: المرأة السيئة الخلق، شبهت بالغول في عدم دوام ودها. الخيتعور: السراب، وقيل هو ما يبقى من آخر السراب لا يلبث أن يضمحل. وقال كراع: هو ما يبقى من آخر السراب حتى يتفرق فلا يلبث أن يضمحل، وختعرته: اضمحلاله. الخيتعور: كل ما لا يدوم على حالة واحدة ويتلون ويضمحل، قال:

كل أنثى وإن بدا لك منها     آية الحب حبها خيتعور. هكذا رواه ابن الأعرابي. الخيتعور: شيء كنسج العنكبوت يظهر في الحر ينزل من السماء كالخيوط البيض في الهولء. الخيتعور: الدنيا، على المثل. الخيتعور: الذئب، لأنه لا عهد له ولا وفاء. الخيتعور: الغول، لتلونها.

صفحة : 2747

الخيتعور: الداهية. الخيتعور: الشيطان، قاله الفراء. وقال ابن الأثير: هو شيطان العقبة، ويقال له: أزب العقبة، جعله اسما له، وهو كل من يضمحل ولا يدوم على حالة واحدة، أو لا يكون له حقيقة، كالسراب ونحوه.

الخيتعور: الأسد لغدره. الخيتعور: النوى البعيدة، يقال: نوى خيتعور، وهي التي لاتستقيم. وأنشد يعقوب:

أقول وقد ناءت بعم غربة النوى     نوى خيتعور لا تشـط ديارك الخيتعور: دويبة سوداء تكون في وجه الماء، وفي بعض النسخ: على وجه الماء لا تثبت، وفي بعض النسخ: لا تلبث في موضع إلا ريثما تطرف. وامرأة خيتعور: لا يدوم ودها. والخيتعور: الغادر والياء زائدة.

خ-ت-ف-ر
ومما يستدرك عليه: ختفر كجندب: قرية من قرى بخاراء، هكذا ضبطه الذهبي في المشتبه.

خ-ث-ر

صفحة : 2748

خثر اللبن والعسل ونحوهما ويثلث. قال الفراء: خثر بالضم لغة قليلة في كلامهم، قال: وسمع الكسائي خثر بالكسر، يخثر خثرا، بفتح فسكون، وخثورا بالضم، وهما مصدرا خثر بالفتح على القياس وخثارة، بالفتح، وخثورة، بالضم، مصدرا خثر، بالضم، وخثرانا، بالتحريك، مصدر خثر، بالفتح، وهو شاذ، لأنه ليس فيه معنى التقلب والحركة، وبقي عليه من مصادر خثر بالكسر الخثر، محركة، وهذا هو التحقيق الجاري على قواعد علم التصريف واللغة: غلظ، ضد رق. وأخثره هو وخثره تخثيرا. ويقال: ذهب صفوه وبققيت خثارته، بالضم، أي بقيته. من المجاز: خثرت نفسه، بالفتح، كما ضبطه الجوهري: غثت وخبثت وثقلت واختلطت، وعليه اقتصر الجوهري وقال ابن الأعرابي: خثر إذا لقست نفسه. وفي الحديث أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو خاثر النفس ، أي ثقيلها غير طيب ولا نشيط. وأجدني خائرا: متكسرا فاترا. وإنه لخاثر العظام. وفي الحديث قال: يا أم سليم، مالي أرى ابنك خاثر النفس? قالت: ماتت صعوته . ومصدره الخثور. ومنه حديث علي: فذكرنا له الذي رأينا من خثوره . هذا هو القياس في مصدره بناء على أنه خثرت نفسه، بالفتح لا غير، على ضبط الجوهري وغيره من الأئمة، لا على إطلاق المصنف، كما هو ظاهر، فحينئذ ما وقع في عبارة الشفاء خثارة النفس وضبطه البرهان الحلبي وابن التلمساني وعلي القاري بالضم، وفسروه أخذا من النهاية وغيره بثقل النفس وعدم نشاطها. غير جيد، لأن إجماع اللغويين على أن الخثارة، بالضم هي البقية، والقياس دال على ذلك كالحثاله والصبابة، والحق أنه بالفتح كما ضبطه ابن رسلان، وصوبه الشهاب الخفاجي وجعله القياس، وكأنه أراد التعبير بها عن جمودها تشبيها لها باللبن أو نحوه مما يصح وصفه بالخثارة، كما حققه شيخنا، وهذا ملخصه، وهو بحث نفيس. خثر الرجل، كفرح: استحيا. من المجاز: خثر الرجل: أقام في الحي ولم يخرج مع القوم إلى الميرة، لحياء أو ثقل في النفس. من المجاز: الخاثرة: الفرقة من الناس. يقال: رأيت خاثرة من الناس، أي جماعة كثيفة، كما في الأساس. الخاثرة: المرأة التي تجد الشيء القليل من الوجع والفترة، كالمخثرة. وقوم خثراء الأنفس وخثرى الأنفس، أي مختلطون. قال الأصمعي: أخثر الزبد: تركه خاثرا، وذلك إذا لم يذبه. من أمثالهم لا يدري أيخثر أم يذيب، ذكره الميداني في مجمع الأمثال، وهو يضرب للمتحير المتردد في الأمر. وأصله أن المرأة تسلل السمن، أي تذيبه فيختلط خاثره، أي غليظه، برقيقه فلا يصفو فترم بأمرها فلا تدري أتوقد تحته حتى يصفو، وتخشى إن هي أوقدت أن يحترق، فتحار لذلك حيرة في أمرها.

خ-ج-ر
الخجر، محركة، أهمله الجوهري، وهو نتن السفلة، عن كراع، ويعني بالسفلة الدبر. الخجر، كفلز: الشديد الأكل الليث، ج الخجرون. عن أبي عمرو: الخاجر: صوت الماء على سفح الجبل. ومما يستدرك عليه: عن ابن الأعرابي: الخجيرة تصغير الخجرة، وهي الواسعة من الإماء. والخجرة أيضا سعة رأس الحب

خ-د-ر


صفحة : 2749

الخدر، بالكسر: ستر يمد الجارية في ناحية البيت، كالأخدور، بالضم، وفي المحكم: ثم صار كل ما واراك من بيت ونحوه خدرا. وفي الحديث أنه عليه السلام كان إذا خطب إليه إحدى بناته أتى الخدر فقال: إن فلانا يخطب. فإن طعنت في الخدر لم يزوجها معنى طعنت في الخدر: دخلت وذهبت، كما يقال: طعن في المفازة، إذا دخل فيها، وقيل معناه: ضربت بيدها. ويشهد له ما جاء في رواية أخرى نقرت الخدر . مكان طعنت، ج خدور وأخدار وجج أخادير، أي جمع الجمع. الخدر: خشبات تنصب فوق قتب البعير مستورة بثوب، وهو الهودج.

ومن المجاز: هودج مخدور ومخدر: ذو خدر. أنشد ابن الأعرابي:

صوى لها ذا كدنة في ظهره
كأنه مخدر في خدره

أراد في ظهره سنام تامك كأنه هودج مخدر، فأقام الصفة مقام الموصوف. من المجاز: الخدر: أجمة الأسد. ومنه قولهم: أسد خادر، أي مقيم في عرينه داخل في الخدر. وخدر في عرينه. وفي قصيدة كعب ابن زهير:

من خادر من ليوث الأسد مسكنه     ببطن عثر غيل دونـه غـيل. وكذلك أخدر فهو خادر ومخدر إذا كان في خدره، وهو بيته. الخدر. بالفتح: إلزام البنت الخدر، كالإخدار والتخدير، أخدرها إخدارا وخدره، وهي مخدورة ومخدرة ومخدرة، وقد خدرت في خدرها وتخدرت واختدرت. الخدر: الإقامة بالمكان، كالإخدار، قال:

إني لأرجو من شبيب بـرا
والحر إن أخدرت يوما قرا.

وأخدر فلان في أهله: أقام فيهم. وأنشد الفراء:
كأن تحتى بازيا ركـاضـا
أخدر خمسا لم يذق عضاضا

يعني أقام في وكره. الخدر: تخلف الظبية عن القطيع، وقد خدرت، مثل خذلت، فهي خادر وخدور. الخدر: التحير، والخادر: المتحير. الخدر، بالتحريك: امذلال يغشى الأعضاء: الرجل واليد والجسد. وقد خدر الرجل، كفرح، فهو خدر، وخدرت الرجل تخدر. وفي حديث ابن عمر أنه خدرت رجله، فقييل له: مالرجلك? قال: اجتمع عصبها، قيل: اذكر أحب الناس إليك، قال: يا محمد. فبسطها . وعن ابن الأعرابي: الخدرة: ثقل الرجل وامتناعها من المشي. خدر خدرا فهو خدر. وأخدره ذلك. الخدر: فتور العين، وقيل الخدر: ثقل يها من حكة وقذي يصيبها. وعين خدراء: خدرة، وهو مجاز. الخدر: الكسل والفتور. وخدرت عظامه: فترت، وهو مجاز. والخادر من الظباء: الفاتر العظام. والخادر: الفاتر الكسلان. الخدر: المطر، لأنه يخدر الناس في بيوتهم. والخدرة: المطرة، وقال ابن السكيت: الخدر: الغيم والمطر. وأنشد:

لا يوقدون النار إلا لسـحـر
ثمت لا توقد إلا بالـبـعـر.
ويسترون النار من غير خدر.

يقول: يسترون النار مخافة الأضياف من غير غيم ولا مطر. الخدر: ظلمة الليل، ويكسر في هذه. وقيل: الخدر والخدر: الظلمة مطلقا. من المجاز: الخدر: الليل المظلم، كالأخدر والخدر، ككتف، والخدر، كندوس، والخداري، بالضم. قال ابن الأعرابي: ولأصل الخداري أن الليل يخدر الناس، أي يلبسهم. الخدر: المكان المظلم الغامض. قال هدبة:

إني إذا استخفى الجبان بالخدر.

صفحة : 2750

من المجاز: الخدر: اشتداد الحر. خدر النهار خدرا فهو خدر: اشتد حره. قال الليث: يوم خدر: شديد الحر. وأنشد لطرفة:

ومـجـود زعـل ظـلـمـانـه     كالمخاض الجرب في اليوم الخدر. الخدر أيضا: اشتداد البرد. ويوم خدر: بارد ند. وليلة خدرة. قال ابن بري: لم يذكر الجوهري شاهدا على ذلك. قال: وفي الحاشية شاهد عليه وهو.

كالمخاض الجرب في اليوم الخدر. أي اليوم الندي البارد، لأن الجربي يجتمع فيه بعضها مع بعض. وقال الأزهري: أراد باليوم الخدر المطير ذا الغيم. قال ابن السكيت: وإنما خص اليوم المطير بالمخاض الجرب، لأنها إذا جربت توسفت أوبارها، فالبرد إليها أسرع، والذي يقول بالقول الأول يقول فالحر إليها أيضا أسرع، لأن جلدها السالم يقيها كليهما. والخدارية، بالضم: العقاب لشدة سوادها. قاله ابن بري. قال ذو الرمة:

ولم يلفظ الغرثي الخدارية الوكر قال شمر: يعني الوكر لم يلفظ العقاب، جعل خروجها من الوكر لفظا، مثل خروج الكلام من الفم. يقول: بكرت هذه المرأة قبل أن تطير العقاب من وكرها.وقوله:

كأن عـقـابـا خـدارية     تنشر في الجو منها جناحا فسره ثعلب فقال: تكون العقاب الطائرة وتكون أبرادا، أي أنهم يبسطون أبرادهم فوقهم. والخدرة بالضم: الظلمة. وقيل: الظلمة الشديدة. ومن ذلك، ليل أخدر وخدر وخداري وقال بعضهم: الليل خمسة أجزاء: سدفة، وستفة وهجمة، ويعفور، وخدرة. فالدرة على هذا آخر الليل. ونقل السهيلي في الروض عن كراع أن الذي قبل الخدرة يقال له الهزيع.

الخدرة: اسم أتان م، أي معروف، معروفة قديما، ويجوز أن يكون الأخدري منسوبا إليها، قاله الأزهري. خدرة، بلا لام: حي من الأنصار، وهو لقب الأبجر بن عوف ابن الحارث بن الخزرج. وقيل: خدرة أم الأبجر، والأول أصح. قال شيخنا: وبه جزم الأكثر من أئمة النسب ولم يعرجوا على الثاني. وأغفل المصنف الأبجر في بجر، وصرح به أرباب الأنساب قاطبة، وقد أشرنا إليه هناك. منهم أبو سعيد سعد بن مالك الخدري من مشاهير الصحابة، روى عنه جملة من الصحابة والتابعين وكان من نجباء الأنصار وعلمائهم توفي سنة 74. خدرة بن كاهل في بلي، هو ابن كاهل بن رشد بن أفرك بن هرم ابن هني بن بلي، قاله ابن ماكولا، ونقله عنه ابن السمعاني في الأنساب، وذكره أبو القاسم الوزير أيضا في الإيناس. وحبيب بن خدرة، تابعي محدث، روى عنه أبو بكر بن عياش.

صفحة : 2751

الخدرة بالكسر لقب عمرو ابن ذهل بن شيبان بن ثعلبة، وهو بطن، ذكره ابن حبيب وغيره. خدرة، بالفتح: محدثة، وهي مولاة عبيدة، حدثت عن زيد العبدي، وعنها المختار بن قيس، والصواب بالحاء المهملة، قاله الحافظ. وعصم بن خدرة، له رواية وحديث عند سعيد بن بشير عن قتادة. والصواب فيه بالحاء المهملة كما ضبطه الحافظ. والخدري، محركة: لقب أبي جعفر محمد بن الحسن المحدث عن عبد الرحمن بن أبي حاتم وغيره. عن ابن الأعرابي: الخدري بالضم: الحمار الأسود، كأنه منسوب إلى خدرة الليل. والأخدري وحشيه، منسوب إلى الأخدر: فحل لهم، قيل هو فرس. وقيل: هو حمار، وقيل الأخدرية منسوبة إلى العراق. قال ابن سيده: ولا أدري كيف ذلك. ويقال للأخدرية من الحمر: بنات الأخدر.
خدار، كغراب: فرس القتال الكلابي، أنشد ابن الأعرابي له:

وتحملني وبزة مضرحـي      إذا ما ثوب الداعي خدار. خدار، ككتاب: قلعة بصنعاء اليمن، على مرحلة منها. والخدرني، بحركتين وسكون الراء وفتح النون وألف مقصورة: العنكبوت. وخدوراء، كحروراء، ووقع في بعض الأصول خدورة، وذكره أبو عبيد بالحاء المهملة، وقد تقدمت الإشارة إليه: ع ببلاد بلحارث ابن كعب، قال لبيد:

دعتني وفاضت عينها بـخـدورة      فجئت غشاشا إذ دعت أم طارق. وأخدرك فحل من الخيل أفلت فتوحش فضرب في حمر بكاظمة وحمى عدة غابات وضرب فيها، قيل إنه كان لسليمان بن داوود عليه السلام، وفي الأساس كان لأزدشير. والأخدرية من الخيل منه ومنسوبة إليه. والأخدرية من الحمر منسوبة إليه أيضا، وقيل هي منسوبة إلى العراق. قال ابن سيده: ولا أدري كيف ذلك. وتخدر واختدر: استتر، كخدر، مثل فرح. قال ابن أحمر:

وضعن بذي الجذاء فضول ريط      لكيما يخـتـدرن ويرتـدينـا. أي يستترن بالخدر. ومن ذلك قولهم: اختدرت القارة بالسراب: استترت به فصار لها كالخدر، وقال ذو الرمة:

حتى أتى فلك الدهـنـاء دونـهـم      واعتم قور الضحى بالآل واختدرا. وأخدروا: دخلوا في يوم مطر وغيم وريح وأخدروا: أظلهم المطر. قال الأزهري: وأنشدني عمارة لنفسه:

فيهن جائلة الوشاح كأنهـا     شمس النهار أكلها الإخدار أكلها، أي أبرزها، وفي بعض النسخ ألاحها. أخدر الأسد: لزم الأجمة. وأقام واتخذها خدرا، كخدر، كفرح فهو خادر، ومخدر. أنشد ثعلب:

محلا كوعساء القنافذ ضاربا     به كنفا كالمخدر المتأجـم. والخادر: الذي خدر فيها. وأسد خادر: مقيم في عرينه داخل في الخدر، ومخدر أيضا. وفي قصيد كعب ابن زهير:

من خادر من ليوث الأسد مسكنه     ببطن عثر غيل دونـه غـيل.

صفحة : 2752

خدر الأسد وأخدر فهو خادر ومخدر إذا كان في خدره وهو بيته وقد تقدم قريبا، والمصنف ذكر الخادر أولا ثم ذكر المخدر، وهذا مما عيب به أهل التصنيف، ولو ذكرهما في محل واحد كان أحسن. والعرين الأسد، أي وأخدر العرين الأسد ويعني به بيته: ستره وواراه فهو مخدر، على صيغة اسم المفعول، أي قد أخدره العرين ومخدر على صيغة اسم الفاعل، أي قد لزم الخدر، وهو مجاز، وفيه لف ونشر غير مرتب. وفي ذكر العرين بعد الأجمة حسن التفنن. وقال شيخنا: ومخدر إن صح ينبغي أن يزاد على باب مسهب ومحصن فتأمل. وبعير خداري، بالضم: شديد السواد، وناقة خدارية.

يقول عامل الصدقات: ليس لي حشفة ولا خدرة. قال الأصمعي: الخدرة أي كزنخة: التمرة تقع من النخل قبل أن تنضج، والحشفة: اليابسة، وقيل: الخدرة: هي التي اسود باطنها. وفي حديث الأنصار اشترط أن لا يأخذ تمرة خدرة ، أي عفنة. ومما يستدرك عليه: خدرت الظبية خشفها في الخمر والهبط: سترته هنالك. وأخدر القوم، كأليلوا، وأخدره الليل إذا حبسه، والليل مخدر قال العجاج:

ومخدر الأخدار أخدري. وهو مجاز. والخداري: السحاب الأسود. ومن المجاز: جارية خدارية الشعر، وشعر خداري: أسود. ويقال: خدرته المقاعد، إذا قعد طويلا حتى خدرت رجلاه. ومن المجاز: إنه ليساترني ويخادرني. وكل ما منع بصرا عن شيء فقد أخدره. والخدر، محركة، من الشراب والدواء: فتور يعتري الشارب وضعف. وقال ابن الأعرابي: الخدرة، بالضم: ثقل الرجل وامتناعها من المشي. ومن المجاز: يعفور خدر، كأنه ناعس من سجو طرفه وضعفه. والخادر والخدور من الدواب وغيرها: المتخلف الذي لم يلحق، وقد خدر. والخدور من الإبل: التي تكون في آخر الإبل، وإياه عني الشاعر:

ومرت على ذات التنانير غدوة      وقد رفعت أذيال كل خدور. قال: هي التي تخلفت عن الإبل فلما نظرت إلى التي تسير سارت معها، ومثله:

واحتث محتثاتها الخدورا. ومن المجاز: خدر النهار، كفرح، إذا سكنت ريحه ولم تتحرك ولم يوجد فيه روح. والخدار، بالكسر: عود يجمع الدجرين إلى اللؤمة. وخدارة، بالضم، أخو خدرة، من الأنصار. ومنهم أبو مسعود الخداري الصحابي، هكذا ضبطه ابن عبد البر في الاستيعاب، وابن دريد في الاشتقاق. وقال ابن إسحاق: هو جدارة بالجيم المكسورة، كما نقله عنه السهيلي، وقد أشرنا إليه في ج-د-ر . وأسامة بن أخدري، له صحبة. وجدران، بالكسر، من الأعلام.

خ-د-س-ر
وكما يستدرك عليه: خديسر، بضم فكسر، من ثغور سمرقند، من عمل أشروسنه. منها أبو الفارس أحمد بن حميد الخديسري، محدث.

خ-د-ف-ر
الخدافر، بالفتح، أهمله الجوهري. وقال أبو محمد الأسود: هي الخلقان من الثياب، استعمل هكذا بالجمع، ويجوز أن يكون مفرد خدفرة.

خ-ذ-ر
الخذرة، بالضم وإعجام الذال أهمله الجوهري، وقال ابن الأعرابي: هي الخذروف، وتصغيرها خذيرة. والخاذر: المستتر من سلطان أو غريم، ونقله الأزهري عن أبي عمرو.

خ-ذ-ف-ر

صفحة : 2753

وخذفران، بالضم وكسر الفاء: من قرى سغد سمرقند، منها الإمام الحجاج محمد بن أبي بكر بن أبي صادق المفتي الفقيه المدرس، ولد سنة 483 قاله السمعاني.

خ-ذ-ف-ر
الخذفرة: القطعة من الثوب كالخدفرة بإهمال الدال وجمعه الخذافر. والخذنفرة: المرأة الخفخافة الصوت كأنه، أي صوتها، يخرج من منخريها. وهكذا ذكره الأزهري في الخماسي عن ابن الأعرابي.

خ-ر-ر
الخرير: صوت الماء، نقله الجوهري، والريح، نقله الصغاني، والعقاب إذا حفت، قال الليث: خرير العقاب: خفيفه، كالخرخر، قال: وقد يضاعف إذا توهم سرعة الخرير في القصب ونحوه فيحمل على الخرخرة. وأما في الماء فلا يقال إلا خرخرة، يخر، بالكسر، ويخر، بالضم، فهو خار، مكذا في المحكم. فقول شيخنا: الوجهان إنما ذكرهما أثمة الصرف في خر بمعنى سقط، وأما في الصوت وغيره فلا، غير جيد، كما لا يخفى.

وفي التهذيب: ويقال للماء الذي جرى جريا شديدا خر يخر. وقال ابن الأعرابي: خر الماء يخر، بالكسر، خرا، إذا اشتد جريه. وفي حديث ابن عباس: من أدخل أصبعيه في أذنيه سمع خرير الكوثر . خرير الماء: صوته، أراد مثل صوت خرير الكوثر. الخرير: غطيط النائم، وقد خر الرجل في نومه: غط، وكذلك الهرة والنمر كالخرخرة، يقال: خر وخرخر. والخرخرة أيضا: صوت المختنق، وسرعة الخرير في القصب الخرير: المكان المطمئن بين الربوتين يتقاد، ج أخرة قال لبيد:

بأخرة الثلبوت يربأ فوقـهـا       قفر المراقب خوفها آرامها. والعامة تقولك بأحزة، بالحاء المهملة والزاي، وهو مذكور في موضعه، وإنما هو بالخاء. الخرير: ع باليمامة من نواحي الوشم، يسكنه عكل. والخر: السقوط، وأصله سقوط يثسمع معه صوت، كما قاله أرباب الاشتقاق، ثم كثر حتى استعمل في مطلق السقوط، يقال: خر البناء، إذا سقط، كالخرور، بالضم. وفي حديث الوضوء إلا خرت خطاياه ، أي سقطت وذهبت. وخر لله ساجدا يخر خرورا، أي سقط، أو الخر هو الهوى من علو إلى سفل، ومنه قوله تعالى فكأنما خر من السماء يخر، بالكسر على القياس، ويخر، بالضم على الشذوذ. الضم عن ابن الأعرابي، وخر الحجر يخر، بالضم: صوت في انحداره. وخر الرجل وغيره من الجبل خرورا. وخر الحجر إذا تدهدى من الجبل، وبالكسر والضم إذا سقط من علو، كذا في التهذيب. الخر: الشق، يقال: خر الماء الأرض خرا، إذا شقها.

الخر: الهجوم من مكان لا يرف. يقال: خر علينا ناس من بني فلان، وهم خارون. الخر: الموت، وذلك لأن الرجل إذا مات فقد خر وسقط. وفي الحديث: بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا أخر إلا قائما . معناه أن لا أموت إلا ثابتا على الإسلام. وسئل إبراهيم الحربي عن هذا فقال: إنما أراد أن لا أقع في شيء من تجارتي وأموري إلا قمت بها منتصبا لها:

صفحة : 2754

قلت: والحديث مروي عن حكيم بن جزام وفيه زيادة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أما من قبلنا فلست تخر إلا قائما . وقال الفراء: معنى قول حكيم بن جزام: أن لا أغبن ولا أغبن. وخر الميت يخر خريرا فهو خار، وقوله تعالى فلما خر تبينت الجن : يجوز أن يكون بمعنى وقع، وبمعنى مات. الخر، بالضم: اللهوة، وهو فم الرحى حيث تلقي فيه الحنطة بيدك، كالخري، بياء مشددة. قال الراجز:

وخذ بقعسريها
وأله في خريها
تطعمك من نفيها.

النفي، بالفاء: الطحين. وعنى بالقعسري الخشبة التي تدار بها الرحى. وهذا قول الجوهري قد رده الصغاني فقال: هو غلط، إنما اللهوة ما يلقيه الطاحن في فم الرحى، وسيأتي في المعتل. الخر: حبة مدورة صفيراء فيها عليقمة يسيرة. قال أبو حنيفة: هي فارسية. الخر: أصل الأذن، في بعض اللغات. يقال: ضربه على خر أذنه، نقله ابن دريد. الخر: اسم ما خده السيل من الأرض وشقه، ج خررة، مثال عنبة. وبهاء، يعقوب بن خرة الدباغ الخري، من أهل فارس، وهو ضعيف. وقال الدراقطني: لم يكن بالقوي في الحديث، حدثنا عنه أبو بكر البربهاري، ومحمد بن موسى بن سهل، وهو يروي عن أزهر بن سعد السمان، وسفيان بن عيينة. أبو نصر أحمد بن محمد ابن عمر بن خرة، محدث، حدث عن أبي بكر الحيري وغيره، الأمير. أبو نصر ضياء الملة وبهاء الدولة خرة فيروز بن عضد الدولة البويهي الديلمي.

والخرارة، مشددة: عويد نحو نصف النعل يوثق بخيط ويحرك، والذي في الأصول: فيحرك الخيط وتجر الخشبة فيصوت، هكذا بالياء التحتية، أي ذلك العويد، وفي بعض النسخ بالمثناة الفوقية، أي تلك الخرارة، كما وقع مصرحا في بعض الأصول. الخرارة: طائر أعظم من الصرد وأغلظ، على التشبيه بذلك الصوت، ج خرار، وقيل الخرار واحد، وإليه ذهب كراع. الخرارة: ع بالكوفة قرب السيلحين، وفي عدة مواضع عربية وعجمية. الخرار، بلا هاء: ع قرب الجحفة، بعث إليه رسول الله صلى الله علبه وسلم سعد بن أبي وقاص في سرية.

والخريان، كصليان، أي بتشديد الراء المكسورة: الجبان، فعليان من خر، إذا عثر بعد استقامة، عن أبي علي. والخرخار، بالفتح: الماء الجاري جريا شديدا. والخرخور، بالضم: الناقة الغزيرة اللبن، كالخرخر، بالكسر، والجمع خراخر. قال الراعي:

خراخر تحسب الصقعي حتى    يظل يقره الراعي السجـالا

صفحة : 2755

الخرخور أيضا: الرجل الناعم في طعامه وشرابه ولباسه وفراشه، وقد خر الرجل يخر، إذا تنعم، عن ابن الأعرابي، كالخرخر، بالكسر، ولا يخفى أنه لو قال كالخرخر فيهما بالكسر كان أحسن والخرور، كصبور: المرأة الكثيرة ماء القبل، وه معيب، ومن الناس من يستحسنه. الخرور: بخوارزم، بنواحي ساوكان منها أبو طاهر محمد بن الحسين الخروري الخوارزمي. وساق خرخري وخرخرية، بالكسر فيهما: ضعيفة، من خر البناء، إذا انهد وسقط. والذي في التكملة ساق خرخرى وخرخرى: ضعيف. والخرخرة: صوت النمر في نومه. يخرخر خرخرة، ويخر خريرا. ويقال لصوته الخرير والهرير والغطيط. الخرخرة: صوت السنور في نومه، وقد خرت الهرة تخر خريرا، كالخرور، هكذا هو عندنا على وزن صبور. وفي التكملة بالضم، وعلى الأول جاء وصفا ومصدرا، يقال: هرة خرور، إذا كانت كثيرة الخرير في نومها ويقال: للهرة خرورر في نومها.

وتخرخر بطنه، إذا اضطرب مع العظم، وقيل: هو اضطرابه من الهزال. وقال الجعدي:

فأصبح صفرا بطنه قد تخرخرا. والانخرار. الاسترخاء، وهو مطاوع خره فانخر. والخريري، كزبيري، منهل بأجإ لبني طيء، وهو من المناهل العظام في وادي الحسنين. يقال: ضرب يده بالسيف فأخره، أي أسقطه، هكذا في النسخ والذي في التهذيب وغيره: وضرب يده بالسيف فأخرها، أي أسقطها، عن يعقوب. ومما يستدرك عليه: له عين خرارة في أرض خوارة. أورده في الأساس، وفسره ابن الأعرابي فقال: الخرارة: عين الماء الجارية، سميت لخرير مائها وهو صوته. وفي حديث قس: وإذا أنا بعين خرارة ، أي كثيرة الجريان.

قلت: وقد استعملته العامة للبلاليع التي تجتمع فيها النجاسات من الحمامات والمساجد وغيرها وتجري تحت الأرض في منافذ إلى البحر وغيره.ولعب الصبيان بالخرارة، وهي الدوامة. وفي اللسان: ويقال لخذروف الصبي التي يديرها: خرارة، وهو حكاية صوتها: خرخر ومن المجاز: خر الناس من البادية في الجدب، إذا أتوا. والأعراب يخرون من البوادي إلى القرى، أي يسقطون. وخر القوم: جاءوا من بلد إلى آخر، وهم الخرار والخرارة. وخروا أيضا: مروا، وهم الخرارة لذلك. وجاءنا خرار من الناس وفرار، وهو مجاز، وكذا قولهم: عصفت ريح فخرت الأشجار للأذقان. وخررت عن يدي: خجلت، وهو كناية. وبه فسر حديث عمر. قال الحارث بن عبد الله: خررت من يديك . والخرارة: القوم المارة. وخر، بالضم مبنيا للمجهول، إذا أجري، عن ابن الأعرابي.

ورجل خار: عاثر بعد استقامة. وخرخر، كهدهد: ناحية بالروم. والخر، بالضم: ماء بالشام لكلب، بالقرب من عاسم. وابن خرين، بضم الخاء فتشديد الراء المكسورة، هو يونس بن الحسين بن داوود الشاعر توفي سنة 596، ترجمة ابن النجار في تاريخه.

خ-ر-ج-ر
ومما يستدرك عليه: خراجرى، بفتح الأول والثالث، قرية من عمل فراوز العليا، على فرسخ من بخاراء، منها جماعة من الفقهاء من تلامذة أبي حفص الكبير.

خ-ر-ت-ر
وخرتير: من قرى دهستان، منها أبو زيد حمدون بن منصور الخرتيري، محدث.

خ-ز-ر

صفحة : 2756

الخزر، محركة: كسر العين بصرها خلقة أو ضيقها أو صغرها، أو هو النظر الذي كأنه في أحد الشقين، أو هو أن يفتح عينيه ويغمضها. ونص المحكم: عينه ويغمضها، أو هو حول إحدى العينين، والأحول: الذي حولت عيناه جميعا، وقد خزر، كفرح، فهو أخزر بين الخزر وقوم خزر. وهذه الأقوال الخمسة مصرح بها في أمهات اللغة، وذكر أكثرها شراح الفصيح. وقيل: الأخزر: الذي أقبلت حدقتاه إلى أنفه. والأحول: الذي ارتفعت حدقتاه إلى حاجبيه. ويقال: هو أن يكون الإنسان كأنه ينظر بمؤخرها. قال حاتم:

ودعيت في أولى الندي ولم     ينظر إلى بأعـين خـزر الخزر، ويقال لهم الخزرة أيضا: اسم جيل من كفرة الترك، وقيل: من العجم، وقيل: من التتار، وقيل: من الأكراد، من ولد خزر بن يافث بن نوح عليه السلام، وقيل: هم من ولد كاشح بن يافث، وقيل: هم والصقالبة من ولد ثوبال بن يافث. وفي حديث حذيفة كأني بهم خنس الأنوف خزر العيون .

ورجل خزري، وقوم خزر.

الخزر: الحسا من الدسم والدقيق، كالخزيرة. والذي صرح به في أمهات اللغة أن الحسا من الدسم هو الخزير والخزيرة، ولم يذكر أحد الخزر محركة، فلينظر. الخزر، بسكون الزاي: النظر بلحظ العين، وفي الأصول الجيدة: بلحاظ العين، يفعله الرجل ذلك كيرا واستخفافا للمنظور إليه. وهذا الذي استدركه شيخنا وزعم أن المصنف قد غفل عنه، وقد خزره بخزره خزرا إذا نظر كذلك. وأنشد الليث:

لا تخزر القوم شزرا عن معارضة. ولو قال المصنف: وبالفتح، على ما هو قاعدته لكان أحسن، كما لا يخفى. والخنزير، بالكسر م، أي معروف، وهو من الوحش العادي، وهو حيوان خبيث، يقال إنه حرم على لسان كل نبي، كما في المصباح. واختلف في وزنه، فقال أهل التصريف: هو فعليل، بالكسر، رباعي مزيد فيه الياء، والنون أصلية، لأنها لا تزاد ثانية مطردة، بخلاف الثالثة كقرنفل فإنها زائدة، وقيل: وزنه فنعيل، فإن النون قد تزاد ثانية، وحكى الوجهين ابن هشام اللخمي في شرح الفصيح، وسبقه إلى ذلك الإمام أبو زيد، وأورده الشيخ أكمل الدين الهداية، بالوجهين، وكذا غيره، ولم يرجحوا أحدهما. وذكره صاحب اللسان في الموضعين، وكأن المصنف اعتمد زيادة النون، لأنه الذي رواه أهل العربية عن ثعلب، وساعده على ذلك اتفاقهم على أنه مشتق من الخزر، لأن الخنازير كلها خزر، ففي الأساس: وكل خنزير أخزر. ومنه خنزر الرجل: نظر بمؤخر عينه. قلت: فجعله فنعل من الأخزر، وكل مومسة أخزر. وقال كراع: هو من الخزر في العين، لأن ذلك لازم له، وقد صرح بهذا الزبيدي في المختصر وعبد الحق والفهري واللبلي وغيرهم.

والخنزير: ع باليمامة أو جبل. قال الأعشى يصف الغيث:

فالسفح يجري فخنزير فبرقتـه      حتى تدافع منه السهل والجبل. وذكره أيضا لبيد فقال:

بالغرابات فزرافاتـهـا      فبخنزير فأطراف حبل. والخنازير الجمع، على الصحيح. وزعم بعضهم أن جمعه الخزر، بضم فسكون، واستدل بقول الشاعر:

لا تفخرن فإن اللـه أنـزلـكـم      يا خزر تغلب دار الذل والهون.

صفحة : 2757

وقد رد ذلك. الخنازير: قروح صلبة تحدث في الرقبة، وهي علة معروفة. والخزير والخزيرة: شبه عصيدة، وهو اللحم الغاب يقطع صغارا في القشدر، ثم يطبخ بالماء الكثير والملح، فإذا أميت طبخا ذر عليه الدقيق فعصد به، ثم أدم بأي إدام شيء، ولا تكون الخزيرة إلا بلحم. وإذا كانت بلا لحم فهي عصيدة. قال جرير:

وضع الخزير فقيل أبن مجاشع      فشحا جحافله جراف هبلـع. أو هي مرقة من بلالة النخالة، وهي أن تصفي البلالة ثم تطبخ. وكتب أبو الهيثم عن أعرابي قال: السخينة: دقيق يلقي على ماء أو على لبن فيطبخ ثم يؤكل بتمر أو بحسا، وهو الحساء، قال: وهي السخونة أيضا، وهي النفيتة، والحدرقة، والخزيرة، والحريرة أرق منها. ومن سجعات الأساس: وقرب لهم قصعة الخزير، ونظر إليهم نظر الخنزير. والخزرة، بالفتح، وكهمزة، الأخيرة عن ابن السكيت: وجع يأخذ في مستدق الظهر بفقرة القطن، والجمع خزرات. قال يصف دلوا.

داو بها ظهرك من توجاعه
من خزرات فيه وانقطاعه

والخيزرى والخوزرى والخيزلي والخوزلي: مشية بتفكك واضطراب واسترخاء، كأن أعضاءه ينفك بعضها من بعض، أو هي مشية بظلع أو تبختر. قال عروة بن الورد:

والناشئات الماشيات الخوزري     كعنق الآرام أوفى أو صرى. أوفي أي أشرف، صرى: رفع رأسه. والخيزران، بضم الزاي، أي مع فتح الخاء، والعامة تفتح الزاي: شجر هندي، وقال ابن سيده: لا ينبت ببلاد العرب، وإنما ينبت ببلاد الروم. ولذلك قال النابغة الجعدي:

أتاني نصرهم وهم بعيد     بلادهم بلاد الخيزران. وذلك أنه كان بالبادية وقومه الذين نصروه بالأرياف والحواضر. وقيل: أراد أنهم بعيد منه كبعد بلاد الروم. وهو عروق ممتدة في الأرض. وقال ابن سيده: نبات لين القضبان أملس العيدان، كالخيزور، هكذا جعله الراجز في قوله:

منطويا كالطبق الخيزور. ومنه أخذ ابن الوردي في قصيدته اللامية:
أنا كالخيزور صعب كسره     وهو لدن كيفما شئت انفتل. الخيزران: القصب. قال الكميت يصف سحابا: كأن المطافيل الموالية وسطه يجاوبهن الخيزران المثقب.

وقال أبو زبيد فجعل المزمار خيزرانا لأنه من اليراع يصف الأسد:

كأن اهتزام الرعد خالط جوفه    إذا حن فيه الخيزران المثجر. والمثجر: المثقب المفجر. يقول كأن في جوفه المزامير. وكل عود لدن خيزران. وقال أبو الهيثم: كل لين من كل خشبة خيزران. وقال المبرد: كل غصن لين يتثنى خيزران. وقال غيره: كل غصن متثن خيزران، قال: ومنه شعر الفرزدق في الإمام علي بن الحسين زين العابدين، رضي الله عنه:

في كفه خيزران ريحه عـبـق    من كف أروع في عرنينه شمم. الخيزران: الرماح لتثنيها ولينها. أنشد ابن الأعرابي:

جهلت سعد ومن شبانها      تخطر أيديها بخيزرانها.

صفحة : 2758

يعني رماحها. وأراد جماعة تخطر، والجمع الخيازر. قال المبرد: الخيزران،: مردي السفينة إذا كان يتثنى، ويقال له الخيزارة أيضا، عن أبي عبيدة الخيزران: سكانها، وهو كوثلها، ويقال له: خيزرانة أيضا. وقال: قال النابغة يصف الفرات وقت مده:

يظل من خوفه الملاح معتصما     بالخيزرانة بعد الأين والنجـد. وقال غيره:

فكنها والماء ينطح صدرها    والخيزرانة في يد الملاح. وقال عمرو بن بحر: الخيزران: لجام السفينة التي بها يقوم السكان، وهو في الذنب. وفي الحديث أن الشيطان لما دخل سفينة نوح عليه السلام قال: اخرج يا عدو الله من جوفها، فصعد على خيزران السفينة . أي سكانها. ودار الخيزران: معروف بمكة. زيدت شرفا، بنتها خيزران جارية الخليفة العباسي. والخازر: الرجل الداهية، قاله أبو عمرو. الخازر: نهر بين الموصل وإربل. وفي التكملة: موضع كانت به وقعة بين إبراهيم بن الأشتر وعبيد الله بن زياد، ويومئذ قتل ابن زياد. عن ابن الأعرابي: خزر، إذا تداهى. وخزر إذا هرب، الثانية كفرح، كما هو مضبوط بخط الصغاني. والأخزري والخزري، محركة: عمائم من نكث الخز. والنكث، بالكسر: نقص أخلاق الأكسية لتغزل ثانيا. وخزر، محركة: لقب يوسف بن المبارك الرازي المقري، عن مهران بن أبي عمر، قاله الأمير. والقاسم بن عبد الرحمن بن خزر الفارقي المقري، عن سهل بن صقير، قاله الأمير. أبو بكر محمد ابن عمر بن خزر الصوفي الخزري العالم بهمذان، روى تفسير السدي عاليا: قلت: وقد حدث عن إبراهيم بن محمد الأصبهاني وجعفر الخلدي، وعنه الخليلي، وقال: كان قد نيف على المائة، ومحدثون. خزار، كغراب: ع قرب وخش، قريب من نسف. منه أبو هارون موسى بن جعفر بن نوح الخزاري. وأبو عجيف هشيم بن شاهد بن بريدة الخزاري، محدثان. ودارة الخنازير ودارة خنزر، عن كراع، وتكسر هذه. ودالاة الخنزيرين تثنية الخنزير، ويقال الخنزرتين تثنية الخنزرة: مواضع. قال الجعدي:

ألم خيال من أميمة مـوهـنـا    طروقا وأصحابي بدارة خنزر. وقال الحطيئة:

إن الرزية لا أبالك هـالـك      بين الدماخ وبين دارة خنزر وأنشد سيبويه:

أنعت عيرا من حمير خنزره
في كل عير مائتان كمـره.

وأنشد أيضا:

أنعت أعيارا رعين الخنزرا
أنعتـهـن آيرا وكـمـرا

والخزنررن كسفرجل، هكذا هو في النسخ بالنون بين الزاءين. وفي السان خزبزر بالموحدة بدل النون وه غلط: السيئ الخلق من الرجال، ونقله الصغاني. والتخزير: التضييق. قال ابن الأعرابي: الشيخ يخزر عينه ليجمع الضوء حتى كأنهما خيطتا، والشاب إذا خزر عينيه فإنه يتداهى بذلك. وتجازر: نظر بمؤخر عينه. والتخازر: استعمال الخزر، على ما استعمله سيبويه في بعض قوانين تفاعل قال:

إذا تخازرت ومابي من خزر. فقوله: ومابي من خزر، يدلك على أن التخازر هنا إظهار الخزر واستعماله. وتجازر الرجل، إذا ضيق جفنه ليحدد النظر، كقولك: تعامى وتجاهل.


صفحة : 2759

ومما يستدرك عليه: الخزرة، بالضم: انقلاب الحدقة نحو اللحاظ، وهو أقبح الحول. وعدو أخزر العين: ينظر عن معارضة كالأخزر العين. وخيزر، كصيقل، اسم. وخزارى: اسم موضع. قال عمرو بن كلثوم:

ونحن غداة أوقد في خزاري    رفدنا فوق رفد الرافدينـا. وخزار ككتان: نهر عظيم بالبطيحة بين واسط والبصرة. والخزيرة، مصغرا: مائة بين حمص والفرات. وأبو البدر صاعد بن عبد الرحمن ابن مسلم الخيزراني، قاضي مازندران، روى عنه السمعاني وأبو المظفر أسعد بن هبة الله بن إبراهيم البغدادي الخيزراني المؤدب، حدث. والخيزرانية: مقبرة ببغداد. ودربند خزران، بالفتح: موضع من الثغور عند السد لذى القرنين. إليه نسب عبد الله بن عيسى الخزري، روى عنه الطسي. وكانوا يصعفونه. وأحمد بن موسى البغدادي، عرف بابن خزري. وأبو القاسم عياش بن الحسن بن عياش البغدادي يعرف بالخزري. وأبو أحمد عبد الوهاب بن الحسن بن علي الحربي، عرف بابن الخزري: محدثون. الخيزرانية: قرية بمصر من الجيزة وأما قول أبي زبيد يصف الأسد: كأن اهتزام الرعد خالط جوفه إذا حن فيه الخيزران المثجر.

فإنه جعل المزمار خيزرانا لأنه من اليراع. يقول: كأن في جوفه. المزامير. والمثجر: المفجر. والخنزرة: الغلظ، عن ابن دريد. قال: ومنه اشتقاق الخنزير. والخنزرة، أيضا: فأس غليظة للحجارة.

خ-س-ر

صفحة : 2760

خسر، كفرح وضرب، الثاني لغة شاذة، كما صرح به المصنف في البصائر، قال ومنه قراءة الحسن البصري ولا تخسروا الميزان . خسرا، بفتح فسكون، وخسرا، محركة، وخسرا، بضم فسكون، وخسرا، بضمتين، وبه قرأ الأعراج وعيسى بن عمر وأبو بكر وابن عباس: لفي خسر وخسرانا، كعثمان ، وخسارة، بالفتح، وخسارا، كسحاب، الثانية والثالثة عن ابن دريد: ضل ولا يستعمل هذا الباب إلا لازما، كما صرح به أئمة التصريف. قال شيخنا: وتعقب هذا القول جماعة، مستدلين بقوله تعالى: الذين خسروا أنفسهم وخسر الدنيا والآخرة ونحوهما، وقال: لا عبرة بظواهر نصوصهم مع ورود خلافها في الآيات القرآنية. فهو خاسر، وخس، وخسير، وخيسرى، بالألف المقصورة. يقال: رجل خيسري، أي خاسر. وفي بعض الأسجاع: بفيه البرى، وحمى خيبرى، وشر ما يرى، فإنه خيسرى. وقيل: أراد خيسر، فزاد الإتباع. وقيل لا يقال خيسرى إلا في هذا السجع. خسر التاجر في بيعه خسرانا: وضع في تجارته أو غبن، والأول هو الأصل. وفي البصائر للمصنف: الخسران في البيع: انتقاص رأس المال، وقوله تعالى: الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة قال الفراء: يقول: غبنوهما. وقال غيره: أي أهلكوهما، وقال ابن الأعرابي: الخاسر: الذي ذهب عقله وماله، أي خسرهما. والخسر، بالفتح: النقص، كالإخسار، والخسران، بالضم، مثل الفرق والفرقان. خسر يخسر خسرانا. وخسرت الشيء، بالفتح، وأخسرته: نقصته. وخسر الوزن والكيل خسرا، وأخسر: نقصه. ويقال: كلته ووزنته فأخسرته، أي نقصته. وهكذا فسر الزجاج قوله تعالى: أو وزنوهم يخسرون . أي ينقصون في الكيل والوزن. قال: ويجوز في اللغة يخسرون، تقول: أخسرت الميزان وخسرته. قال: ولا أعلم أحدا قرأ يخسرون . قلت: وهو قراءة بلال بن أبي بردة. وقال أبو عمرو: الخاسر: الذي ينقص المكيال والميزان إذا أعطى، ويستزيد إذا أخذ. وقال ابن الأعرابي: وخسر إذا نقص ميزانا أو غيره. وعن أبي عبيد: خسرت الميزان وأخسرته أي نقصته. وقال الليث: الخاسر: الذي وضع في تجارته، ومصدره الخسارة والخسر. في الكتاب العزيز: تلك إذا كرة خاسرة . أي غير نافعة. وصفق صفقة خاسرة، أي غير مربحة، وأنشد المصنف في البصائر:
إذا لم يكن لامري نعمة     لدي ولا بيننـا آصـره
ولالي في وده حاصـل    ولا نفع دنيا ولا آخره
وأفنيت عمري على بابه    فتلك إذا صفقة خاسره

والخنسرى، هكذا بسكون النون بعد الخاء. وفي الأصول الجيدة بالتحتية الساكنة بدل النون: الضلال والهلال. زاد ابن سيده والياء فيه زائدة. الخيسرى: الغدر واللؤم كالخسار والخسارة، بفتحهما، والخناسير، وهو الهلاك، ولا واحد له. قال كعب بن زهير:

إذا ما نتجنا أربعا عام كفأة      بغاها خناسيرا فأهلك أربعا يقول: إنه شقي الجد إذا نتجت أربع من إبله أربعة أولاد هلكت من إبله الكبار أربع غير هذه فيكون ما هلك أكثر مما أصاب. وقال آخر:

فإنك لو أشبهت عمي حملتني     ولكنه قد أدركتك الخناسـر

صفحة : 2761

أي أدركتك ملائم أمك. والخسرواني بضم الأول والثالث: شراب. ونوع من الثياب، كالخسروي. قال الزمخشري منسوب إلى خسروشاه من الأكاسرة. وخسراوية بالضم: ة بواسط، نقله الصغاني. وخسره تخسيرا: أهلكه. ومن المجاز: خسره سوء عمله، أي أهلكه والخاسرة: الضعاف من الناس وصغارهم. هكذا في النسخ، وصوابه والخناسر، وكذا فيما بعده كما في أمهات اللغة، الخاسرة: أهل البيانة والغدر واللؤم. والخنسير بالكسر فنعيل، وجزم به أبو حيان تبعا لابن عصفور: الليم الغادر. والخنسر، كجعفر، والخنسري بياء النسبة: من هو في موضع الخسران. والخناسير: أبوا الوعول على الكلإ والشجر، لا واحد له. وسلم بن عمرو بن عطاء بن زبان الحميري قدم بغداد ومدح المهدي والهادي والبرامكة، ولقبه الخاسر، وإنما قيل له ذلك لأنه باع مصحفا واشترى بثمنه ديوان شعر أبي نواس، كما في أنساب السمعاني. وفي الأساس: عود لهو. أو لأنه حصلت له أموال كثيرة فبذرها وأتلفها في معاشرة الأدباء الفتيان. ومما يستدرك عليه: الخسر، بالضم: العقوبة بالذنب. وبه فسر قوله تعالى إن الإنسان لفي خسر عن الفراء. و أخسر الرجل، إذا وافق خسرا في تجارته. والتخسير: الإبعاد من الخير. قاله ابن الأعرابي وفي حديث عمر:ذكر الخيسري. وهو الذي لا يجيب إلى الطعام لئلا يحتاج إلى المكافأة. ومن المجاز: خسرت تجارته، أي خسر فيها، وربحت أي ربح فيها. وقال المصنف في البصائر: قد ينسب الخسران إلى الإنسان، فيقال: خسر فلان، وإلى الفعل فيقال: خسرت تجارته. ويستعمل ذلك في المقتنيات النفيسة، كالصحة والسلامة والعقل والإيمان والثواب، وهو الذي جعله الله: الخسران المبين وخسر هنالك الكافرون أي تبين لهم خسرانهم لما رأوا العذاب، وإلا فهم كانوا خاسرين في كل وقت. وتجارة خاسرة وتجارة رابحة ومن لم يطع الله فهو خاسر، وتقول: لا يكون الراسخ ساخرا، ولا الساخر إلا خاسرا. والمساخر مخاسر. وخوسر، كجوهر: واد في شرقي الموصل، أحد الأودية التي تمد الدجلة منها. قال شيخنا، وقع في شعر حريث ابن جبلة العذري:

وذاك آخر عهد مـن أخـيك إذا     ما المرؤ ضمنه اللحد الخناسير. قال أبو حاتم: الخناسير: الذين يشيعون الجنازة. ونقله البغدادي في شرح شواهد المغني. قلت: وربما يؤخذ من قولهم: الخناسر: صغار الناس وضعافهم، مع ما في كلام المصنف من المخالفة، فتأمل. والخناسير: الدواهي. والخنسير بالكسر: الداهية. ومما يستدرك عليه: خاخسر: من قرى درغم من نواحي سمرقند. منها أبو القاسم سعد بن سعيد الخاخسري، خادم أبي علي اليوناني الفقيه، والقاضي عبد القادر بن أحمد بن القاسم الدرغمي الخاخسري، وقد حدثا. واستدرك شيخنا هنا: خسر وجرد من قرى يبهق. قلت: وخسر وشاه: من قرى مرو. وقد نسب إليها جماعة من المحدثين ويستدرك أيضا: خونسار، بالضم: قرية من قرى أصبهان. ومنها الإمام العلامة حسين ابن جمال الأصبهاني، ولد بخونسار سنة 1017 وقرأ بأصبهان على جعفر ابن لطف الله العاملي والسيد محمد باقراماد الحسيني. وممن تخرج به ولده العلامة ملا جمال والشيخ جمال الدين محمد شفع الاسترابادي، وتوفي بأصبهان سنة 1098 وقدم جمال بن حسين هذا إلى مكة سنة 1114 وهو من أشهر علماء العجم.

خ-ش-ر

صفحة : 2762

الخشار والخشارة بضمهما: الرديء من كل شيء. وخص اللحياني به رديء المتاع. الخشارة: سفلة الناس. وفلان من الخشارة، إذا كان دونا وهو مجاز. وفي الحديث إذا ذهب الخيار وبقيت خشارة مثل خسارة الشعير لا يبالي بهم الله بالة . هي الرديء من كل شيء. وقال الحطيئة:

وباع بنيه بعضهم بخشـارة     وبعت لذبيان العلاء بمالكا. يقول: اشتريت لقومك الشرف بأموالك. قال ابن بري: صوابه بمالك بكسر الكاف. وهو اسم ابن لعيينة بن حصن قتله بنو عامر، فغزاهم عيينة فأدرك بثأره وغنم فقال الحطيئة:

فدى لا بن حصن ما أريح فإنه    ثمال اليتامى عصمة للمهالك
وباع بنيه بعضهم بخـشـارة     وبعت لذبيان العلاء بمالـك.

كالخاشر، هكذا في النسخ. والصواب كالخاشرة. وهكذا رواه أبو عمرو عن ابن الأعرابي. الخشار والخشارة: مالالب له من الشعير. وخشر يخشر، من حد ضرب، خشرا: أبقى على المائدة الخشارة، وهي بالضم. مما يبقى على المائدة مما لا خير فيه. خشر الشيء يخشره خشرا نقى، من التنقية. وفي بعض النسخ نفي، بالفاء، عنه. وفي بعض النسخ: منه خشارته، فهو ضد. وعبارة اللحياني في النوادر: وخشر المتاع يخشره خشرا: نقي الرديء منه. خشر خشرا، إذا شره. خشر كفرح: هرب جبنا. الذي في نص أن الأعرابي: خشر إذا شره وخشر إذا هرب جبنا، فجعل الاثنين من حد فرح. والمصنف ميز بينهما، فلينظر. وخشاورة، بالضم، وضبطه السمعاني بفتح الأول والثالث: سكة بنيسابور، منها أبو إسحاق إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم القاري الخشاوري، من أهل نيسابور، ترجمة الحاكم في التاريخ. وذو خشران، بالفتح، قيل من ألهان بن مالك، أخي همدان ابن مالك. ومما يستدرك عليه: مخاشر المنجل: أسنانه. أنشد ثعلب:

ترى لها بعد إبار الآبر
صفر وحمر كبرود التاجر.
مآزر تطوى على مازر
وأثر المخلب ذي المخاشر.

يعني الحمل. وخشرت الشيء، إذا أرذلته، فهو مخشور. وعن ابن الأعرابي: الخشار، كرمان: سفلة الناس، وزاد فقال: وهم أيضا البشار والقشار والسقاط واللقاط والمقاط. ونقل شيخنا عن بعض الفضلاء قال: بادية الحجاز يستعملون الخشير بمعنى الشريك. قال: ولا أصل له فيما علمنا. قال شيخنا: قلت: هو كما قال. قلت: ويمكن أن يكون من خشر إذا شره، إذ كل منهما حريص على الربح في التجارة والفائدة، فليتأمل. وخشارة التمر: شيصه، وهذا من الأساس.
خ-ش-ت-ر
ومما يستدرك عليه: خشتيار بفتح فسكون فكسر المثناة التحتية، وهو جد أبي الحسين طاهر بن محمود بن النضر بن خشتيار النسفي الخشتياري إمام أهل نسف في الحديث. توفي بها سنة 289

خ-ص-ر
الخصر وسط الإنسان، وقيل: هو المستدق فوق الوركين، كما في المصباح. من المجاز: الخصر: أخمص القدم. ويقال هو تحت خصر قدمه. من المجاز: الخصر: طريق بين أعلى الرمل وأسفله خاصة. يقال: أخذوا خصر الرمل ومخصره، أي أسفله وما دق منه ولطف، كما في الأساس. قال ساعدة بن جؤية:

أضر به ضاح فنبطـا أسـالة     فمر فأعلى حوزها فخصورها وقال آخر:

صفحة : 2763

أخذن خصور الرمل ثم جزعنه من المجاز: الخصر: ما بين أصل الفوق من السهم والريش، عن أبي حنيفة. الخصر: موضع بيوت الأعراب، وقال بعضهم: هو من بيوت الأعراب، موضع نظيف جمع الكل خصور. الخصر، بالتحريك: البرد يجده الإنسان في أطرافه. وما أحسن بيت التلخيص:

لو اختصرتم من الإحسان زرتكـم    والعذب يهجر للإفراط في الخصر قال شيخنا: ووقع في التصريح للشيخ خالد ضبطه بالحاء والصاد المهملتين في قول امرئ القيس:

لنعم الفتى تعشو إلى ضوء نارهطريف بن مال ليلة الجوع والحصر وهو غلط ظاهر والصواب والخصر بالخاء المعجمة، كما أشرت إليه في حاشية التوضيح. الخصر ككتف: البارد من كل شيء. وقال أبو عبيد: الخصر: الذي يجد البرد، فإذا كان معه الجوع فهو الخرص. وخصر الرجل، إذا آلمه البرد في أطرافه. يقال: خصرت يدي وخصرت أناملي:تألمت من البرد، وأخصرها القر: آلمها البرد. ويوم خصر: أليم البرد. وخصر يومنا:اشتد برده. قال الشاعر:

رب خال لي لو أبـصـرتـه     سبط المشية في اليوم الخصر وماء خصر: بارد. المخصر، كمعظم: الرجل الدقيق الخصر الضامره، أو ضامر الخاصرة. والخأصرة: الشاكلة، وهما خاصرتان، قيل: الخصران والخاصرتان: ما بين الحرقفة والقصيرى، وهو ما قلص عنه القصرتان وتقدم من الحجبتين وما فوق الخصر من الجلدة الرقيقة الطفطفة،ذلك فقول ابن الأجدابي إن الخصر والخاصرة مترادفان، أي بهذا المعنى، كما عرفت، هو كلام موافق لكلام أئمة اللغة. فقول شيخنا إنه لا يعرف ولا يعتد به محل تأمل.

ومخاصر الطريق: أقربها. ويقال لها: المختصرات أيضا. والمخصرة كمكنسة، كالسوط، وقيل:هو ما يأخذه الرجل بيده، يتوكأ عليه، كالعصا ونحوه. يقال: نكت الأرض بالمخصرة، هو ما يأخذه الملك يشير به إذا خاطب ويصل به كلامه، كذلك الخطيب إذا خطب. والمخصرة: كانت من شعار الملوك، والجمع المخاصر، قال:

يكاد يزيل الأرض وقع خطابهم     إذا وصلوا أيمانهم بالمخاصـر

صفحة : 2764

وفي الحديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى البقيع وبيده مخصرة له، فجلس فنكت بها الأرض قال أبو عبيد: المخصرة: ما اختصر الإنسان بيده فأمسكه، من عصا أو مقرعة أو عنزة أو عكازة أو قضيب وما أشبها، وقد يتكأ عليه. وذو المخصرة: لقب عبد الله ابن أنيس بن أسعد الجهني ثم الأنصاري حليفهم، عقبي، ويكنى أبا يحيى، روى عنه أولاده عطية وعمرو وضمرة وعبد الله، وبسر بن سعيد، وإنما لقب به لأن النبي صلى الله عليه وسلم أعطاه مخصرة وقال: تلقاني بها في الجنة فلما مات أوصى أن تدفن معه في قبره. وذو الخويصرة اليمامي: صحابي، هكذا بالميم على الصواب، ويوجد في بعض نسخ المعاجم بالنون، وهو البائل في المسجد، هكذا يروى في حديث مرسل. أما ذو الخويصرة التميمي فهو حرقوص بن زهير السعدي ضئضئ الخوارج ورئيسهم. قال الطبري: له صحبة، وأمد به عمر المسلمين الذين نازلوا الأهواز فافتتح حرقوص سوق الأهواز. وله أثر كبير في قتال الهرمزان، ثم كان مع علي بصفين، ثم صار من الخوارج عليه، فقتل يوم النهروان معهم، وهو القائل: يا رسول الله اعدل. هو في صحيح الإمام أبي عبد الله البخاري. ونصه فأتاه ذو الخويصرة فقال: يا رسول الله اعدل. وقال مرة من طريق آخر: فأتاه عبد الله بن ذي الخويصرة وهو ذو الخويصرة بعينه، وكأنه وهم، وتفصيله في الإصابة، والله أعلم بالحقائق.

واختصر الرجل: أخذها، أي المخصرة، أو اعتمد عليها في مشيه. ومنه حديث علي وذكر عمر رضي الله عنهما فقال: واختصر عنزته، والعنزة: شبه العكازة. ويقال فيه: تخصر، كما صرح به صاحب اللسان وغيره. اختصر الكلام: أوجزه، ويقال: أصل الختصار في الطريق، ثم استعمل في الكلام مجازا. وقد فرق بعض المحقين بين الإختصار والإيجاز فقال: الإيجاز تحرير المعنى، من غير رعاية للفظ الصل، بلفظ يسير. والإختصار: تجريد اللفظ اليسير من اللفظ الكثير مع بقاء المعنى، كذا نقله شيخنا. وفي اللسان: والإختصار في الكلام: أن يدع الفضول ويستوجز الذي يأتي على المعنى، وكذلك الإختصار في الطريق. اختصر السجدة: قرأ سورتها وترك آيتها كي لا يسجد، أو أفرد آيتها فقرأ بها ليسجد فيها، وقد نهي عنهما في الحديث. ونصه: نهى عن اختصار السجدة . وذكروا فيه الوجهين كما ذكره المصنف، وكره عندنا الأول لا الثاني كما في الكنز وشروحه.

اختصر: وضع يده على خاصرته، وفي الأساس: على خصره، كتخصر، وفي الأساس: تخاصر ويؤيده عبارة اللسان. والإختصار والتخاصر: أن يضرب الرجل يده إلى خصره في الصلاة. وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى أن يصلي الرجل مختصرا وقيل متخصرا، قيل: هو من المخصرة: وقيل: معناه أن يصلي وهو واضع يده على خصره. وجاء في الحديث: الإختصار في الصلاة راحة أهل النار أي أنه فعل اليهود في صلاتهم وهم لأهل النار.

صفحة : 2765

قال الأزهري في الحديث الأول: لا أدري أروي مختصرا أو متخصرا. ورواه ابن سيرين عن أبي هريرة: مختصرا. وكذلك رواه لأبو عبيد. قال: ويروى في كراهيته حديث مرفوع، ويروى فيه أيضا عن عائشة وأبي هريرة: اختصر: قرأ آية أو آيتين من آخر السورة في الصلاة ولم يقرأ سورة بكمالها في فرضه. وبه فسر الأزهري حديث أبي هريرة السابق، وهو أحد الوجهين في تأويله. وقال ابن الأثير: هكذا رواه ابن سيرين عن أبي هريرة. اختصر: حذف الفضول من الشيء عمة، وهو الخضيري، بضم ففتح فألف مقصورة وفي بعض النسخ بكسر الراء وياء النسبة، أي الخصري. كالاختصار. قال رؤبة:

وفي الخصيري أنت عند الود    كهف تميم كلهـا وسـعـد اختصر الطريق: سلك أقربه. قال بعضهم: هذا هو الأصل اختصر في الحز، هكذا في النسخ بالحاء المهملة والزاي، وفي بعضها بالجيم والزاي، إذا ما استأصله. وخاصره: أخذ بيده في المشي. قال عبد الرحمن بن حسان:

ثم خاصرتها إلى القبة الخض    راء تمشي في مرمر مسنون. قال ابن بري: هذا البيت يروى لعبد الرحمن بن حسان كما ذكره الجوهري وغيره. قال: والصحيح ما ذهب إليه ثعلب أنه لأبي دهبل الجمحي، وذكر قصته. وفي حديث أبي سعيد وذكر صلاة العيد: فخرج مخاصرا مروان . قال ابن الأثير: والمخاصرة أن يأخذ الرجل بيد رجل آخر يتماشيان ويد كل واحد منهما عند خصر صاحبه. كتخاصر، يقال خرج القوم متخاصرين، إذا كان بعضهم آخذا يد بعض. أو خاصر: أخذ كل في طريق حتى يلتقيا في مكان، وهو المخازمة. وقال ابن الأعرابي: أن يمشي الرجلان ثم يفترقا حتى يلتقيا على غير ميعاد. أو خاصر، إذا مشى عند، وفي بعض النسخ: إلى جنبه.

والخضار ككتاب: الإزار، لأنه يتخصر به. وفي الحديث: المتخصرون يوم القيامة على وجوههم النور ، أي المصلون بالليل، فإذا تعبوا وضعوا أيديهم على خواصرهم من التعب. هكذا أورده ابن الأثير وفسره. قال ومعناه يكون أن يأتوا يوم القيامة ومعهم أعمال لهم صالحة يتكئؤن عليها. مأخوذ من المخصرة. قال شيخنا: وهذا هو الظاهر الذي ذكره أئمة الغريب وإلا تناقض الحديثان فاعرف ذلك. وكشح مخصر، كمعظم: دقيق. ومن المجاز: نعل مخصرة، أي مستدقة الوسط. وخصر النعل: ما استدق من قدام الأذنين منها. قال ابن الأعرابي: الخصران من النعل: مستدقها. ونعل مخصرة: لها خصران. وفي الحديث أن نعله صلى الله عليه وسلم كانت مخصرة ، أي قطع خصراها حتى صارا مستدقين. من المجاز: رجل مخصر القدمين إذا كانت قدمه تمس الأرض من مقدمها وعقبها ويخوى أخمصها مع دقة فيه. وقدم مخصرة ومخصورة، ويد مخصورة ومخصرة في رسغها تخصير كأنه مربوط، أو فيه محز مستدير كالحز. ومما يستدرك عليه: رجل ضخم الخواصر. وحكى اللحياني: إنها لمنتفخة الخواصر، كأنهم جعلوا كل جزء خاصرة، ثم جمع على هذا. قال الشاعر:

فلما سقيناها العكيس تمـذحـت     خواصرها وازداد رشحا وريدها

صفحة : 2766

ورجل مخصور: يشتكي خصره أو خاصرته. وفي الحديث: فأصابني خاصرة ، أي وجع في خاصرتي. وقيل: وجع في الكليتين. وفي مسند الحارث بن أسامة يرفعه: الخاصرة: عرق في الكلية إذا تحرك وجع صاحبه. والمخاصرة في البضع: أن يضرب بيده إلى خصرها. ومخترات الطرق: التي تقرب في عورها، وإذا سلك الطريق ألبعد كان أسهل. وثغر بارد المخصر: المقبل. وعبارة الأساس: ثغر خصر، بارد المقبل. وهذا أخضر من ذاك وأقصر.

خ-ض-ر
الخضرة، بالضم: لون. م، أي معرف، وهو بين السواد والبياض، يكون ذلك في الحيوان والنبات وغيرهما مما يقبله، وحكاه ابن الأعرابي في الماء أيضا، ج خضر، بضم ففتح وخضر بضم فسكون. قال الله تعالي: ويلبسون ثيابا خضرا . خضر الزرع كفرح، واخضر. اخضرارا واخضوضر اخضرارا: نعم، وأخضره الري فهو أخضر وخضور، كصبور، وخضر، ككتف، وخضير، ويخضر، ويخضور، بالتحيية فيهما، وخضير كأمير. واليخضور: الأخضر، ومنه قول العجاج:

بالخشب دون الهدب اليخضور    مثواة عطارين بالعـطـور الخضرة في ألوان الخيل: غبرة تخالطها دهمة، وكذلك في الإبل. يقال: فرس أخضر، وهو الديزج. والخضرة في ألون الناس: السمرة. وفي المحكم: وليس بين الأخضر الأحم وبين الأحوى إلا خضرة منخرية وشاكلته، لأن الأحوى تحمر مناخره وتصفر شاكلته، صفرة مشاكلة للحمرة. ومن الخيل أخضر أدغم، وأخضر أطحل، وأخضر أورق. والخضر، ككتف: الغض، وكل غض خضر. وفي التنزيل العزيز: فأخرجنا منه خضرا نخرج منه حبا متراكبا قال الليث: الخضر هنا: الزرع الأخضر. وقال الأخفش: يريد الخضر. وقال الأخفش: يريد الأخضر. الخضر: البقلة الخضراء، كالخضرة، كفرحة. وهي بقلة خضراء خشناء ورقها مثل ورق الدخن، وكذلك ثمرتها، وترتفع ذراعا، وهي تملأ فم البعير. وقال ابن مقبل في الخضر:

يعتادها فروج ملـبـونة خـنـف    ينفخن في برعم الحوذان والخضر. والخضير، كأمير، وقد ذكر طرفة الخضر فقال:
كبنات الـمـخـر يمـأدن إذا     أنبت الصيف عساليج الخضر.

صفحة : 2767

الخضر: المكان الكثير الخضرة، كاليخضور والمخضرة. أرض خضرة ويخضور: كثيرة الخضرة، وأرض مخضرة، على مثال مبقلة: ذات خضرة، وقرئ فتصبح الأرض مخضرة . الخضر: ضرب من الجنبة، واحدته بهاء. والجنبة من الكلإ: ماله أصل غامض في الأرض، مثل النصي والصليان، وليس الخضر من أحرار البقول التي تهيج في الصيف، وبه فسر الحديث: وإن مما ينبت الربيع ما يقتل حبطا أو يلم إلا آكلة الخضر . وقد شرح هذا الحديث ابن الأثير في النهاية، وبين معانيه وذكر في أثنائه: وأم قوله إلا آكلة الخضر . فإنه مثل للمقتصد، وذلك أن الخضر ليس من أحرار البقول وجيدها التي ينبتها الربيع بتوالي أمطاره فتحسن وتنعم، ولكنه من البقول التي ترعاها المواشي بعد هيج البقول ويبسها حيث لا تجد سواها، وتسميها العرب الجنبة، فلا ترى الماشية تكثر من أكلها ولا تستمريها، فضرب آكلة الخضر من المواشي مثلا لمن يقتصد في أخذ الدنيا وجمعها ولا يحمله الحرص على أخذها بغير حقها. الخضر، بالتحريك: النعومة مصدر خضر الزرع خضرا إذا نعم، كالخضرة، بالضم. وقال ابن الأعرابي: الخضيرة: تصغير الخضرة، وهي النعمة. وفي حديث علي أنه خطب بالكوفة في آخر عمره فقال سلط عليهم فتى ثقيف الذيال الميال يلبس فروتها ويأكل خضرتها يعني غضها وناعمها وهنيئها. الخضر: سعف النخل وجريده الأخضر. هكذا سمعه الفراء عن العرب، وأنشد:

يظل يوم وردها مـزعـفـرا      وهي خناطيل تجوس الخضرا. واختضر الكلأ، بالضم: أخذ ورعى طريا غضا قبل تناهي طوله، وذلك إذا جززته وهو أخضر. منه قيل للرجل الشاب إذا مات فتيا غضا: قد اختضر، لأنه يؤخذ في وقت الحسن والإشراق. وفي بعض الأخبار أن شابا من العرب أولع بشيخ، فكان كلما رآه قال: أجزرت يا أبا فلان، فقال له الشيخ: يا بني وتختضرون. أي تتوفون شبابا. ومعنى أجززت: آن لك أن تجز فتموت. وأصل ذلك في النبات الغض يرعى ويختر ويجز فيؤكل قبل تناهى طوله. والأخضر: الأسود، ضد، قال الفضل بن عباس بن عتبة اللهبي:

وأنا الأخضر من يعـرفـنـي    أخضر الجلدة في بيت العرب. يقول: أنا خالص لأن ألوان العرب السمرة. قال ابن بري: أراد بالخضرة سمرة لونه، وإنما يريد بذلك خلوص نسبه وأنه عربي محض، لأن العرب تصف ألوانها بالسوادن وتصف ألوان العجم بالحمرة، وهذا المعنى بعينه أراده مسكين الدارمي في قوله:

أنا مسكين لمن يعرفـنـي     لوني السمرة ألوان العرب. ومثله قول معبد بن أخضر، وكان ينسب إلى أخضر ولم يكن أباه، بل كان زوج أمه وإنما هو معبد بن علقمة المازني:

سأحمي حماء الأخضريين إنه         أبي الناس إلا أن يقولوا ابن أخضرا.
وهل لي في الحمر الأعاجم نسبة      فآنف مما يزعـمـون وأنـكــرا.

صفحة : 2768

الأخضر: جبل بالطائف، ومواضع كثيرة عجمية وعربية تسمى بالأخضر. من المجاز في الحديث: وما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء أصدق لهجة من أبي ذر . الخضراء: السماء، لخضرتها، صفة غلبت غلبة الأسماء، والغبراء: الأرض. الخضراء: سواد القوم ومعظمهم، ومنه حديث الفتح: أبيدت خضراء قريش أي دهماؤهم وسوادهم. ومنه قولهم: أباد الله خضراءهم، أي سوادهم ومعظمهم، وأنكره الأصمعي وقال: إنما يقال: أباد الله غضراءهم، أي خيرهم وغضارتهم. وقال الزمخشري: أباد الله خضراء هم أي شجرتهم التي منها تفرعوا، وجعله من المجاز. وقال الفراء: أي دنياهم، يريد قطع عنهم الحياة. وقال غيره: أذهب الله نعيمهم وخصبهم. الخضراء: خضر البقول. ومنه الحديث: تجنبوا من خضرائكم ذوات الريح . يعني الثوم والبصل والكراث وما أشبهها. وفي الحديث: ليس في الخضراوات صدقة . يعني به الفاكهة الرطبة والبقول. وقياس ما كان على هذا الوزن من الصفات أن لا يجمع هذا الجمع، وإنما يجمع به ما كان اسما لا صفة، نحو صحراء، وإنما جمعه هذا الجمع، لنه قد صار اسما لهذه البقول لا صفة. تقول العرب لهذه البقول: الخضراء، لا تريد لونها. وقال ابن سيده: جمعه جمع الأسماء كورقاء وورقاوات، وبطحاء وبطحاوات، لأنها صفة غالبة غلبت غلبة الأسماء كالخضارة، بالضم. الخضراء: فرس عدي بن جبلة بن عركي بن حنجود، نقله الصغاني. الخضراء: فرس سالم بن عدي الشيباني، نقله الصاغاني. الخضراء: فرس قطبة بن زيد بن ثعلبة القيني، نقله لصغاني. الخضراء: جزيرتان: بالأندلس، وببلاد الزنج، قد ذكرتا في ج-ز-ر. من المجاز: الخضراء: الكتيبة العظيمة، نحو الجأواء، إذا غلب عليها لبس الحديد، وإنما سميت خضراء لما يعلوها من سواده بالخضرة. والعرب تطلق الخضرة على السواد. وقد جاء في حديث الفتح: مر صلى الله عليه وسلم في كتيبته الخضراء .

من المجاز: استقي بالخضراء، أي الدلو استقي بها زمانا طويلا حتى اخضرت، قال الراجز:

تمطى ملاطاه بخضراء فري
وإن تأباه تلقى الأصبـحـي

الخضراء: الدواجن من الحمام وإن اختلفت ألوانها، لأن أكثر ألوانها الخضرة. وفي التهذيب: والعرب تسمى الدواجن الخضر وإن اختلفت ألوانها خصوصا بهذا الأسم، لغبة الورقة عليها. وقال أيضا: ومن الحمام ما يكون أخضر مصمتا، ومنه ما يكون أحمر مصمتا، وضروب من ذلك كلها مصمت، إلا أن الهداية للخضر والنمر، وسودها دون الخضر في الهداية والمعرفة. وأصل الخضرة للريحان والبقول، ثم قالوا لليل أخضر. وأما بيض الحمام فمثلها مثل الصقلابي الذي هو فطير خام لم تنضجه الأرحام، والزنج جازت حد الإنضاج حتى فسدت عقولهم.

صفحة : 2769

الخضراء: قلعة باليمن من عمل زبيد، حرسها الله تعالى: الخضراء: ع باليمامة. الخضراء: أرض لعطارد. والخضيرة ككريمة: نخلة ينتثر بسرها وهو أخضر، كالمخضار. ومنه حديث اشتراط المشتري على البائع أنه ليس له مخضار . من المجاز: خضارة، بالضم، معرفة: البحر، لخضرة الفوقية وسكون الجيم وفتح الراء، أي لا تنصرف هذه اللفظة للعلمية والتأنيث بالهاء، فهي كأسامة وأضرابه من أعلام الأجناس. تقول: هذا خضارة طاميا. قال شيخنا: أراد أنه يأتي منه الحال لأنه معرفة. وظن بعض الفضلاء أنه من بدائع تعبير المصنف. وضبطه بفتح التحتية وكسر الراء واستشكله وقال: كيف يتصور أن البحر لا يجري وهو مملوء ماء. وهو جهل منه باصطلاحاتهم، ووهم في الضبط. وأوضح منه عبارة ابن السكيت خضارة معرفة، لا ينصرف، اسم للبحر، وزاد في الأساس، كالأخضر وخضير، أي كزبير. والخضاري كغرابي: طائر يسمى الأخيل، يتشاءم به إذا سقط على ظهر بعير، وهو أخضر، في حنكه حمرة، وهو أعظم من القطا، ويقال إن الخضاري طير خضر يقال لها القارية، زعم أبو عبيد أن العرب تحبها، يشبهون الرجل السخي بها، وحكى ابن سيده عن صاحب العين أنهم يتشاءمون بها. الخضارى، بالضم وتشديد الضاد كالشقارى: نبت، والشقارى أيضا نبت، ومثله الخبازى، والزبادى والحوارى. الخضار، كسحاب: لبن أكثر ماؤه. وقال أبو زيد: هو مثل السمار الذي مذق بماء كثير حتى اخضر كما قال الراجز:

جاؤوا بضيح هل رأيت الذئب قط.

صفحة : 2770

أراد اللبن أنه أورق كلون الذئب، لكثرة مائة حتى غلب بياض لون اللبن. وقيل: هو الذي ثلثاه ماء وثلثه لبن، يكون ذلك من جميع اللبن حقينه وحليبه. ومن جميع المواشي، سمي بذلك لأنه يضرب إلى الخضرة، وقيل: الخضار جمع واحدته خضارة. الخضار أيضا: البقل الأول، أي أول ما ينبت. الخضار، كرمان: طائر أخضر. الخضار كغراب: ع كثير الشجر. يقال: واد خضار: كثير الشجر، وضبطوه بالتشديد أيضا. الخضار: د، باليمن قرب الشجر، على مرحلتين منها مما يلي البر. والمخاضرة المنهي عنها في الحديث: هو بيع الثمار قبل بدو صلاحها، سمي لأن المتبايعين تبايعا شيئا أخضر بينهما، مأخوذ من الخضرة، ويدخل فيه بيع الرطاب والبقول وأشباهها، على قول بعض. قولهم: ذهب دمه خضرا مضرا، بكسرهما، وكذا ذهب دمه خضرا ككتف، أي باطلا هدرا. وكذا ذهب دمه بطرا، بالكسر، وقد تقدم، ومضرا إتباع. وخضر، وخضر ككبد وكبد. قال الجوهري وهو أفصح قلت: لعله لكونه مخففا من الخضر، لكثرة الاستعمال، كما في المصباح. وزاد القسطلاني في شرح البخاري لغة ثالثة وهو فتح الخاء مع سكون الضاد تبعا للحافظ ابن حجر، أبو العباس أحمد، على الأصح، وقيل: بليا، وقيل: إلياس، وقيل: اليسع وقيل: عامر، وقيل: خضرون بن مالك بن فالغ ابن عامر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح. واختلف في اسم أبيه أيضا، فقال ابن قتيبة: هو بليا بن ملكان. وقيل: إنه ابن فرعون، وهو غريب جدا. وقد رد. وقيل: ابن مالك، وهو أخو إلياس، وقيل ابن آدم لصلبه. رواه ابن عساكر بسنده إلى الدارقطني، وقد نظر فيه بعضهم. وقال جماعة: كان في زمن سيدنا إبراهيم عليه السلام. وقيل بعده بقليل أو كثير، حكى القولين الثعلبي في تفسيره النبي عليه السلام، وقد جزم بنبوته جماعة، واستدلوا بظاهر الآيات الواردة في لقيه لموسى عليه السلام ووقائعه معه. وقالوا: إنما خلاف في إرساله، ففي إرساله ولمن أرسل قولان. وقال ابن عباس: الخضر نبي من أنبياء بني إسرائيل، وهو صاحب موسى عليهما السلام الذي التقى معه بمجمع البحرين، وأنكر نبوته جماعة من المحققين، وقالوا: الأولى أنه رجل صالح. وقال ابن الأنباري: الخضر: عبد صالح من عباد الله تعالى. واختلف في سبب لقبه، فقيل: لأنه جلس على فروة بيضاء فاهتزت تحته خضراء، كما ورد في حدث مرفوع، وقيل: لأنه كان إذا جلس في موضع وتحته روضة تهتز. وفي البخاري: وجده موسى على طنفسة خضراء على كبد البحر. وعن مجاهد: كان إذا صلى في موضع اخضر ما تحته، وقيل ما حوله، وقيل سمي خضرا لحسنه وإشراق وجهه، تشبيها بالنبات الأخضر الغض. والصحيح من هذه الأقوال كلها أنه نبي معمر، محجوب عن الأبصار، وأنه باق إلى يوم القيامة، لشربه من ماء الحياة، وعليه الجماهير واتفاق الصوفية، وإجماع كثير من الصالحين، وأنكر حياته جماعة منهم البخاري وابن مبارك والحربي وابن الجوزي. قال شيخنا وصححه الحافظ ابن حجر، ومال إلى حياته وجزم بها، كما قال القسطلاني والجماهير، وهو مختار الأبي وشيخه ابن عرفة وشيخهم الكبير ابن عبد السلام وغيرهم. واستدلوا لذلك بأمور كثيرة أوردها في إكمال الإكمال.

صفحة : 2771

قلت: وفي الفتوحات قد ورد النقل بما ثبت بالكشف من تعمير الخضر عليه السلام وبقائه وكونه نبيا وأنه يؤخر حتى يكذب الدجال، وأنه في كل مائة سنة يصير شابا وأنه يجتمع مع إلياس في موسم كل عام. وقال في موضع آخر: وقد لقيته بإشبيلية وأفادنني التسليم لمقامات الشيوخ وأن لا أنازعهم أبدا. وقال في الباب 29 منه: واجتمع بالخضر رجل من شيوخنا وهو علي بن عبد الله بن جامع الموصلي من أصحاب أبي عبد الله قضيب البان كان يسكن في بستان له خارج الموصل، وكان الخضر عليه السلام قد ألبسه الخرقة بحضور قضيب البان، وألبسنيها الشيخ بالموضع الذي ألبسه الخضر من بستانه وبصورة الحال التي جرت له معه في إلباسه إياها. وقال الشعراني: هو حي باق إلى يوم القيامة يعرفه كل من له قدم الولاية لا يجتمع بأحد إلا لتعليمه أو تأديبه، وقد أعطي قوة التطوير في أي صورة شاء، ولكن من علاماته أن يأتي للعارفين يقظة وللمريدين مناما. وخضرة: علم لخيبر القرية المشهورة قرب المدينة المشرفة، وهي كفرحة، كأنه لكثرة نخيلها. ومنه الحديث أخذنا فألك من فيك، اغد بنا إلى خضرة . قيل: إن خضرة اسم لخيبر، وكان النبي صلى الله عليه وسلم عزم على النهوض إليها، فتفاءل بقول علي رضي الله عنه: يا خضرة. فخرج إلى خيبر، فما سل فيها غير سيف علي رضي الله عنه حتى فتحها الله، وقيل: نادى إنسانا بهذا الاسم فتفاءل صلى الله عليه وسلم بخضرة العيش ونضارته. وفي بعض الأحاديث مر صلى الله عليه وسلم بأرض كانت تسمى عثرة، بالمثلثة، أو عفرة، بالفاء، أو غدرة بالغين المعجمة والدال، فسماها خضرة . تفاؤلا، لأنه صلى الله عليه وسلم كان يحب الفأل ويكره الطيرة، وضبط الكل كفرحة. والخضيراء، مصغرا: طائر أخضر اللون. من المجاز يقال: هم خضر المناكب، بالضم، إذا كانوا في خصب عظيم وسعة، قال الشاعر:

بخالصة الأردان خضر المناكب. وبه احتج من قال: أباد الله خضراءهم بالخاء لا بالغين، وقد سبق. والخضر بالضم: قبيلة من قيس عيلان، وهم بنو مالك بن طريف بن خلف بن محارب بن حصفة بن قيس عيلان، ذكر ذلك أحمد بن الحباب الحميري النسابة، وهم رماة مشهورون. ومنهم عامر الرامي أخو الخضر وصخر بن الجعد وغيرهما. والخضرية، بضم فسكون: نخلة طيبة التمر خضراؤه، قاله الأزهؤري، وأنشد:

إذا حملت خضرية فوق طـاية     وللشهب فضل عندها والبهازر

صفحة : 2772

وقال أبو حنيفة: الخضرية: نوع من التمر أخضر كأنه زجاجة، يستظرف للونه. الخضرية بفتح الضاد: ع ببغداد، وهو من محال بغداد الشرقية. قال شيخنا: جرى فيه على غير اصطلاحه، وصوابه: بالتحريك. قلت: ولو قال بالتحريك لظن أنه بفتحتين كما هو اصطلاحه في التحريك، وليس كذلك، بل هو بضم ففتح، وهو ظاهر. والأخاصر: الذهب واللحم والخمر، كالأحامرة، وتقدم الكلام هناك ولكن إطلاق الأخاصر على هؤلاء الثلاثة من باب المجاز. وخضوراء، بالمد: ماء، ويقال هو بالحاء المهملة وإنه باليمن وقد تقدم. يقال: أخذه خضرا مضرا، بكسرهما، وككتف، أأي بغي ثمن. قيل: الخضر: الغض، والمضر إتباع. أو غض طريا، ومنه قولهم: الدنيا خضرة مضرة، أي ناعمة غضة طرية طيبة، وقيل: مونقة معجبة. يقال: هو لك خضرا مضرا، بكسرهما، أي هنيئا. وفي الحديث: إن الدنيا خضرة مضرة، فمن أخذها بحقها بورك له فيها . يقال: خضر له فيه تخضيرا: بورك له فيه، وهو في الحديث من خضر له في شيء فليلزمه . معناه من بورك له في صناعة أو حرفة أو تجارة ورزق منه فليلزمه. وحقيقته أن تجعل حالته خضراء. من المجاز: اختضر الحمل: احتمله، وكذا اختضر الجارية إذا افترعها، أزال بكارتها، أو افتضها قبل البلوغ، كابتسرها وابتكرها، تشبيها باختضار الفاكهة إذا أكلت قبل إدراكها. اختضر الكلأ. جزه وهو أخضر، ولا يخفى أنه تكرار مع قوله سابقا: اختضر: بالضم: أخذ طريا غضا، وكلاهما في الكلإ، كما في المحكم وغيره. واخضر الكلأ اخضرارا: انقصع وانجز، وقد خضره إذا قطعه وجزه كاختضر فهو يستعمل لازما ومتعديا، فإنه يقال: خضر الرجل خضر النخل بمخلبه يخضره خضرا، واختضر يختضره، إذا قطعه، فاخضر واختضر، هذا إذا كان اختضر مبنيا للفاعل، كما هو في نسختنا، ويجوز أن يكون مبنيا للمجهول فيكون مطابقا لكلامه السابق. الخضرة عند العرب: سواد. قال القطامي:

يا ناق خبـي خـبـبـا زورا
وقلبي منسمك الـمـغـبـرا.
وعارضي الليل إذا ما اخضرا. أراد أنه إذا أظلم واسود. ومن ذلك أيضا: اخضرت الظلمة، إذا اشتد سوادها، وهو مجاز. والأخيضر، مصغرا: ذباب أخضر على قدر الذبان السذود، ويقال له: الذباب الهندي، وله خواص ومنافع في كتب الطب. يقال: رماه الله بالأخيضر، وهو داء في العين. الأخيضر: واد بين المدينة المشرفة والشام، يقال له: أخيضر تربة. يقال: خضر الرجل خضر النخل بمخلبة يخضره خضرا واختضره: قطعه فاخضر واختضر. والإخضير، بالكسر: مسجد من مساجد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بين تبوك والمدينة، المشرفة، عنده مصلاه واد تجتمع فيه السيول التي تأتي من السراة. وبنو الخضر، بالضم: بطن من قيس عيلان، وهم الذين تقدم ذكرهم سابقا، ويقال لهم خضر محارب أيضا، سموا بذلك لخضرة ألوانهم. وإياهم عنى الشماخ بقوله:

وحلأها عن ذي الأراكة عامرأخو الخضر يرمي حيث تكوى النواجز.

صفحة : 2773

منهم أبو شيبة الخضري. وفي أنساب السمعاني شبية روى عن عروة بن الزبير، وعنه إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة. وفي الصحابة أبو شيبة الخضري، له حديث رواه يونس بن الحارث الطائفي. خضر، كصرد: أبو العباس عبيد الله بن جعفر، وفي بعض النسخ عبد الله، مكبرا، الخضري الفقيه الشافعي، روى عن محمد بن إسحاق الجرجاني، وعنه ابن عدي الحافظ، توفي سنة 320.

صفحة : 2774

وبالكسر شيخ الشافعية بمرو، وأبو عبد الله محمد بن أحمد بن الخضر المروزي إمام مرو، ومقدمها، تفقه عليه جماعة. وحدث عن القاضي أبي عبد الله المحاملي وغيره. أبو إسحاق إبراهيم بن محمد ابن خلف بن موسى العدل الكرابيسي من ثقات أهل بخاراء وعلمائها، أملى وحدث عن الهيثم بن كليب الشاشي وغيره، ومات في حدود سنة أربعمائة. وعثمان بن عبدويه قاضي الحرمين، عن أبي بكر بن عبيد. وزاد الحافظ بن حجر في هذا الباب اثنين: عبد الملك بن مواهب بن سلم الوراق الخضري كان يذكر أنه لقي الخضر وينتسب إليه. سمع من القاضي أبي بكر المارستاني توفي سنة 600 قاله ابن نقصة، وأبو الفتح هبة الله بن فادار الأشقري الخضري فقيه الشافعية بالمستنصرية ببغداد، ذكره ابن سليم، الخضريون فقهاء محدثون. والخضيرية، بالضم، أي مصغرا: محلة ببغداد من المحال الشرقية، منها سمي شيخنا المرحوم محمد بن الطيب بن سعيد الصباغ الخضيري، سمع أبا بكر النجاد. قال الحافظ: كان يسكن محلة الخضيرية. قلت: وكان صدوقا، كتب عنه الخطيب وغيره. وأما شيخنا المرحوم أبو عبد الله محمد بن الطيب بن محمد الفاسي فإنه ولد بفاس سنة 1110 واستجاز له زالده من الإمام بقية المحدثين أبي البقاء حسن بن عليذ بن يحيى العجيمي الحنفي، وتوفي بالمدينة المنورة سنة 1170. وإلى هذه المحلة نسبة سيف الدين خضر بن نجم الدين أبي صلاح محمد بن همام الخضيري، وهو جد الإمام الحافظ أبي الفضل عبد الرحمن بن أبي بكر بن محمد بن عثمان بن محمد بن خضر الشافعي الأسيوطي صاحب التآليف المشهورة، كذا صرح به في حسن المحاضرة، ولد سنة 849 وتوفي سنة 911. والمبارك بن علي بن خضير، أورده الذهبي في المشتبه. وخضير بن زريق، شيخ لعمرو بن عاصم. وخضير لقب إبراهيم بن مصعب ابن الزبير بن العوام القرشي، لسواد لونه. وكان صاحب شرطة محمد بن عبد الله بن الحسن لما خرج، ووجد في بعض النسخ بتكرار مصعب. ثقال شيخنا: وروى أنه وجد على مصعب الثاني التصحيح بخط المصنف تنبيها على أنه ليس مكررا، وأنه ثابت في عمود نسبه، وجده مصعب، قتله عبد الملك بن مروان سنة 72 بالعراق وكان عمره إذ ذاك أربعين سنة. وخضير شيخ لعلي بن رباح، أورده الذهبي في المشتبه. وعبد الرحمن بن خضير البصري يروى عن طاووس، وضعفه الفلاس ذكره الذهبي، وهو شيخ لوكيع والقطان. وخضير السلمي يروى عن عبدة بن الصامت، وعنه عمير بن هانء، ذكره ابن حبان، أو هو بحاء: محدثون. ومما يستدرك عليه: الخضر والمخضور اسمان للرخص من الشجر إذا قطع وخضر. وشجرة خضراء: خضرة غضة. وفي نوادر الأعراب: ليست لفلان بخضرة، أي ليست له بحشيشة رطبة يأكلها سريعا. وفي صفته صلى الله عليه وسلم: أنه كان أخضر الشمط ، كانت الشعرات التي شابت منه قد اخضرت بالطيب والدهن المروح. وقالوا في تفسير قوله تعالى مدهمتان خضراووان، لأنهما يضربان إلى السواد من شدة الري. واختضرت الفاكهة: أكلتها قبل إبانها. واختضر البعير: أخذه من الإبل وهو صعب لم يذلل فخطمه وساقه. وماء أخضر: يضرب إلى الخضرة من صفائه. والخضرة، بالضم:

صفحة : 2775

البقلة الخضراء. قال رؤبة:ة الخضراء. قال رؤبة:

إذا شكونا سنة حسـوسـا     نأكل بعد الخضرة اليبيسا. وقد قيل إنه وضع الاسم هنا موضع الضفة، لأن الخضرة لا تؤكل إنما يؤكل الجسم القابل لها. والخضرة أيضا: الخضراء من النبات، والجمع خضر. والأخضار جمع الخضر، حكاه أبو حنفة. والخضيرة من النساء: التي لا تكاد تتم حملا حتى تسقطه، وهو مجاز. قال:

تزوجت مصلاخا رقوبا خضيرةفخذها على ذا النعت إن شئت أو دع وفي حديث الحارت بن الحكم أنه تزوج امرأة فرآها خضراء فطلقها . أي سوداء. ومن المجاز: فلان أخضر القفا، يعنون أنه ولدته سوداء، قاله الأزهري وزاد الزمخشري: أو صفعان. قلت: ويكنى به عن المولى أيضا، لأن غالب موالي العجم خضر القفا. ويقولون للحائك: أخضر البطن، لأن بطنه يلزق بخشبته فتسوده. ويقال للذي يأكل البصل والكرات: أخضر النواجذ، وفي الأساس: هو الحراث لأكله البقول. وخضر غسان، وخضر محارب، يريدون سواد لونهم. وفي الحديث: إذا أراد الله بعبد شرا لأخضر له في اللبن والطين حتى يبني . وخضراء كل شيء: أصله. والخضراء: الخير والسعة والنعيم، والشجرة، والخصب. واختصر الشيء: قطعه من أصله. واختضر أذنه: قطعها من أصلها. وقال ابن الأعرابي: اختضر أذنه: قطعها. ولم يقل من أصلها. والخضاري: الرمث إذا طال نباته. واخضرار الجلدة كناية عن الخصب والسعة. وبه فسر بعض بيت اللهبي السابق. ومن المجاز قوله صلى الله عليه وسلم: إياكم وخضراء الدمن. قالوا: وما ذاك يا رسول الله? فقال: المرأة الحسناء في منبت السوء . شبهها بالشجرة الناضرة في دمنة البعر. قال ابن الأثير: أراد فساد النسب إذا خيف أن تكون لغير رشدة. والخضاري بضم فتشديد: الزرع. وفي حديث أن عمر: الغزو حلو خضر . أي طري محبوب، لما فيه من النصر والغنائم. ومن المجاز: العرب تقول: الأمر بيننا أخضر، أي جديد لم تخلق المودة بيننا. قال ذو الرمة:

قد أعسف النازح المجهول معسفهفي ظل أخضر يدعو هامه البوم. ويقال: شاب أخضر. وذلك حين بقل عذاره. وفلان أخضر: كثير الخير. وجن عليه أخضر الجناحين: الليل. وكفر الخضير: قرية بمصر، وقد دخلتها. وأبو محمد عبد العزيز بن الأخضر: محدث. والأخضر: لقب الفضل بن العباس اللهبي، وهو الذي قال:

وأنا الأخضر من يعـرفـنـي      أخضر الجلدة من بيت العرب.
من يساجلني يساجـل مـاجـدا     يملأ الدلوا إلى عقد الكـرب.

وقد تقدم. والأخضرين: موضع بالجزيرة للنمر بن قاسط. وصالح بن أبي الأخضر، عن الزهري، وعنه سهل بن يوسف. ويزيد بن خضير، كزبير، قتل مع الحسين رضى الله عنه. وأبو طالب بن الخضير البغدادي، حدث بعد الستين وخمسمائة. والأخيضرون: بطن من العلويين، وهم ملوك نجد. والمخضر: المخلب وزنا ومعنى. وقولهم: خضر المزاد، هي التي اخضرت من القدم ويقال: بل هي الكروش. والخضرية، بالضم: نخلة طيبة التمر. واخضر الشيء: انقطع. والخضرواني: من ألوان الإبل، وهو الأخضر. والتخضير: اسم لزمن الزراعة كالتثمين والتنبيت. وخضرويه: علم.