فصل
الخاء من باب الراء
الجزء الثاني
خ-ط-ر.
صفحة : 2776
الخاطر: ما يخطر في القلب من تدبير أو أمر. وقال ابن سيده: الخاطر: الهاجس،
ج الخواطر. قال شيخنا: فهما مترادفان، وفرق بينهما وبين حديث النفس الفقهاء
والمحدثون وأهل الأصول، كما فرقوا بين الهم والعزم، وجعلوا المؤاخذة في
الأخير دون الأربعة الأول. وقال الزمخشري: الخواطر: ما يتحرك بالقلب من رأى
أو معنى. وعده من المجاز. الخاطر: المتبختر. يقال: خطر يخطر، إذا تبختر،
كالخطر كفرح. ومن المجاز: خطر فثلان بباله وعليه يخطر، بالكسر، ويخطر،
بالضم، الخيرة عن ابن جني، خطورا، كقعود، إذا ذكره بعد نسيان.
قال شيخنا: وقد فرق بينهما صاحب القتطاف حيث قال: خطر الشيء بباله يخطر، بالضم، وخطر الرجل يخطر، بالكسر، إذا مشى في ثوبه. والصحيح ما قاله ابن القطاع وابن سيده من ذكر اللغتين، ولو أن الكسر في خطر في مشيته أعرف. ويقال: خطر ببالي وعلى بالي كذا وكذا يخطر خطورا إذا وقع ذلك في وهمك.
وأخطره الله تعالى ببالي: ذكره وهو مججاز. خطر الفحل بذنبه يخطر، بالكسر، خطرا، بفضتح فسكون، وخطرانا، محركة وخطيرا، كأمير: رفعه مرة بعد مرة، وضرب به حاذيه، وهو ما ظهر من فخذيه حيث يقع شعر الذنب، وقيل: ضرب به يمينا وشمالا. وفي التهذيب: والفحل يخطر بذنبه عند الوعيد من الخيلاء. والخطير والخطار: وقع ذنب الجمل بين وركيه إذا خطر، وأنشد:
رددن فأنشفن الأزمة بعد ما
تحوب عن أوراكهن خطير. وهي
ناقة خطارة، تخطر بذنبها في السير نشاطا. وفي حديث الاستسقاء والله ما يخطر
لنا جمل ، أي ما يحرك ذنبه هزالا لشدة القحط والجدب. وفي حديث عبد الملك
لما قتل عمرو بن سعيد: ولكن لا يخطر فحلان في شول . وقيل: خطران الفحل من
نشاطه. وأما خطران الناقة فهو إعلام الفحل أنها لاقح. من المجاز: خطر الرجل
بسيفه ورمحه وقضيبه وسوطه، يخطر، إذا رفعه مرة ووضعه أخرى. وفي حديث مرحب:
فخرج يخطر بسيفه ، أي يهزه معجبا بنفسه متعرضا للمبارزة. ويقال: خطر
بالرمح، إذا مشى بين الصفين، كما في الأساس. خطر في مشيته يخطر، إذا رفع
يديه ووضعهما وهو يتمايل، خطرانا، فيهما، محركة، وخطيرا، وفي الثاني، وقيل:
الثاني مشتق من خطران البعير بذنبه. وليس بقوي، وقد أبدلوا من خائه غينا
فقالوا: عطر بذنبه يغطر، فالغين بدل من الخاء، لكثرة الخاء وقلة الغين. قال
ابن جني: وقد يجوز أن يكونا أصلين، إلا أنهم لأحدهما أقل استعمالا منهم
للآخر. خطر الرمح يخطر خطرانا: اهتز، فهو خطار، ذو اهتزاز شديد، وكذلك
الإنسان.
صفحة : 2777
والخطر بالكسر: نبات يجعل ورقه في الخضاب الأسود يختضب به. أو الوسمة، قال
أبو حنيفة: هو شبيه بالكتم. قال: وكثيرا ما ينبت معه يختضب به الشيوخ.
واحدته بهاء، مثل سدرة وسدر. من المجاز: الخطر: اللبن الكثير الماء، كأنه
مخضوب. الخطر: الغصن من الشجر وهو واحد خطرة كعنبة، نادر، أو على توهم طرح
الهاء. قال أبو حنيفة: الخطرة: الغصن والجمع الخطرة. كذلك سمعت الأعراب
يتكلمون به. الخطر: الإبل الكثير، هكذا في سائر النسخ الموجودة، والصواب:
الكثيرة، بالتأنيث، كما في أمهات اللغة. أو أربعون من الإبل، أو مائتان من
الغنم والإبل، أو ألف منها وزيادة، قال:
رأت لأقوام سوامـا دثـرا
يريح راعوهن ألفا خطـرا
وبعلها يسوق معزي عشرا.
وقال أبو حاتم: إذا بلغت الإبل مائتين فهي خطر، فإذا جاوزت ذلك وقاربت الألف فهي عرج. ويفتح، وهذه عن الصغاني ج أخطار. الخطر بالفتح: مكيال ضخم لأهل الشام، نقله الصغاني الخطر: ما يتلبد، أي يلصق على أوراك الإبل من أبوالها ووأبعارها إذا خطرت بأذنابها، عن ابن دريد. وعبارة المحكم: مالصق بالوركين من البول، ولا يخفى أن هذه أخصر من عبارة المصنف. قال ذو الرمة:
وقربن بالزرق الجمائل بعدماتقوب عن غربان أوراكها الخطر. تقوب كقوله تعالى: فتقطعوا أمرهم بينهم أي قطعوا. وقال بعضهم: أراد: تقوبت غربانها عن الخطر، فقلبه. ويكسر، والخطر: العارض من السحاب لاهتزازه. من المجاز: الخطر: الشرف والمال والمنزلة وارتفاع القدر، ويحرك، ويقال: للرجل الشريف: هو عظيم الخطر، ولا يقال لل دون. الخطر بالضم: الأشراف من الرجال العظيم القدر والمنزلة، الواحد خطير، كأمير، وقوم خطيرون. وبالتحريك: الإراف على الهلاك، ولا يخفى ما في الأشراف والإشراف من حسن التقابل والجناس الكامل المحرف. وفي بعض الأصول:على هلكة. وهو على خطر عظيم، أي إشراف على شفا هلكة. وركبوا الأخطار. الخطر في الأصل: السبق يتراهن عليه، ثم استعير للشرف والمزية، واشتهر حتى صار حقيقة عرفية. وفي التهذيب. يترامى عليه في التراهن. والخطر: الرهن بعينه وهو ما يخاطر عليه، تقول: وضعوا لي خطرا ثوبا، ونحو ذلك، والسابق إذا تناول القصبة علم أنه قد أحرز الخطر، وهو السبق والندب واحد، وهو كله الذي يوضع في النضال والرهان، فمن سبق أخذه، ج خطار بالكسر، وجج، أي جمع الجمع أخطار. وقيل: إن الأخطار جمع خطر كسبب وأسباب، وندب وأنداب. من المجاز: الخطر: قدر الرجل ومنزلته. ويقال: إنه لعظيم الخطر وصغير الخطر، في حسن فعاله وشرفه، وسوء فعاله. وخص بعضهم به الرفعة، وجمعه أخطار. الخطر: المثل في العلو والقدر، ولا يكون في الشيء الدون، كالخطير، كأمير. وفي الحديث: ألا هل مشمر للجنة فإن الجنة لا خطر لها ، أي لا مثل لها. وقال الشاعر:
في ظل عيش هني ماله خطر.
صفحة : 2778
أي ليس له عدل. وفلان ليس له خطير، أي ليس له نظير ولا مثل. الخطار، ككتان:
دهن يتخذ من الزيت بأفاويه الطيب، نقله الصغاني، وهو أحد ما جاء من الأسماء
على فعال. الخطار: اسم فرس حذيفة ابن بدر الفزاري. واسم فرس حنظلة بن عامر
النميري، نقله الصغاني. الخطار: لقب عمرو بن عثمان المحدث، هكذا مقتضى
سياقة، والصواب أنه اسم جده، ففي التكلة: عمرو بن عثمان بن خطار من
المحدثين، فتأمل. الخطار: المقلاع. قال ذكين يصف فرسا: لو لم تلح غرته
وجببه جلمود خطار أمر مجذبه.
الخطار: الأسد، لتبختره وإعجابه، أو لا هتزازه في مشيه. الخطار: المنجنيق، كالخطارة. قال الحجاج لما نصب المنجنيق على مكة:
خطارة كالجمل الفنيق. شبه رميها بخطران الفحل. وبه فسر أيضا قول دكين السابق. الخطار: الرجل يرفع يده. بالربيعة للرمي ويهزها عند الإشالة يختبر بها قوته، وبه فسر الأصمعي قول دكين السابق. والربيعة: الحجر الذي يرفعه الناس يختبرون بذلك قواهم، وقد خطر يخطر خطرا. الخطار: العطار: يقال: اشتريت بنفسجا من الخطار. من المجاز: الخطار: الطعان بالرمح قال:
مصاليت خطارون بالرمح في الوغي. وأبو الخطار الكلبي هو حسام بن ضرار بن سلامان بن خيثم بن ربيعة بن حصن بن ضمضم ابن عدي بن جناب: شاعر ولي الأندلس من هشام، وأظهر العصبية لليمانية على المضرية وقتله الصميل ابن حاتم بن شمر بن ذي الجوشن الضبابي. قال الفراء: الخطارة، بهاء: حظيرة الإبل، وقد تقدم ذكر الحظيرة. الخطارة: ع قرب القاهرة من أعمال الشرقية. من المجاز: تخاطروا على الأمر: تراهنوا. وفي الأساس: وضعوا خطرا. وأخطر الرجل: جعل نفسه خطرا لقرنه، أي عدلا فبارزه وقاتله. وأنشد ابن السكيت:
أيهلك معـتـم وزيد ولـم أقـم على ندب يوما ولي نفس مخطر وقال أيضا:
وقلت لمن قد أخطر الموت نفسه
ألا من لأمر حازم قد بدا لـيا.
وقال أيضا: أين عنا إخطارنا المال والأن_فس إذ ناهدوا ليوم المحال.
صفحة : 2779
وفي حديث النعمان بن مقرن أنه قال يوم نهاوند حين التقى المسلمون مع
المشركين: إن هؤلاء قد أخطروا لكم رثة ومتاعا، وأخطرتم لهم الدين فنافحوا
عن الدين . أراد أنهم لم يعرضوا للهلاك إلا متاعا يهون عليهم، وأنتم قد
عرضتم عليهم أعظم الأشياء قدرا وهو الإسلام.يقول: شرطوها لكم وجعلوها عدلا
عن دينكم. ويقال: لا تجعل نفسك خطرا لفلان فأنت أوزن منه. من المجاز: أخطر
المال: جعله خطرا بين المتراهنين. وخاطرهم عليه: راهنهم. أخطر فلان فلانا
فهو مخطر: صار مثله في الخطر، أي القدر والمنزلة وأخطر به: سوى وأخطرت
لفلان: صيرت نظيره في الخطر، قاله الليث. أخطر هو لي، وأخطرت أنا له، أي
تراهنا. والتخاطر والمخاطرة ولإخطار: المراهنة: والخطير من كل شيء: النبيل.
والخطير: الرفيع القدر. والخطير: الوضيع، ضد، حكاه في المصباح عن أبي زيد
وأغفله المصنف نظرا إلى من خص الخطر برفعة القدر، كما تقدم. يقال: أمر
خطير، أي رفيع، وقد خطر ككرم، خطورة، بالضم. الخطير: الزمام الذي تقاد به
الناقة، عن كراع. وفي حديث علي رضي الله عنه أنه قال العمار: جروا له
الخطير ما انجر لكم . وفي رواية ما جره لكم . ومعناه اتبعوا ما كان فيه
موضع متبع، وتوقوا ما لم يكن فيه موضع. قال شمر: ويذهب بعضهم إلى إخطار
النفس وإشراطها في الحرب. والمعنى اصبروا لعمار ما صبر لكم. وجعله شيخنا
مثلا، ونقل عن الميداني ما ذكرناه أولا، وهو حدث كما عرفت. الخطير: القار،
نقله الصغاني. الخطير: الحبل، وبه فسر بعض حديث علي السابق ونقله شمر، وهو
أحد الوجهين. وقال الميداني: الخطير: الزمام والحبل، فهما شيء واحد.
الخطير: لعاب الشمس في الهاجرة، نقله الصغاني، وهو مجاز، كأنه رماح تهتز.
من ذلك أيضا الخطير: ظلمة الليل، نقله الصغاني. الخطير: الوعيد. والنشاط
والتصاول، كالخطران، محركة. قال الطرماح:
بالوا مخافتهم علـى نـيرانـهـم واستسلموا بعد الخصير فأخمدوا. وقول الشاعر:
هم الجبل الأعلى إذا ما تناكرتملوك الرجال أو تخاطرت البزل. يجوز أن يكون من الخطير الذي هو الوعيد، ويجوز أن يكون من خطر البعير بذنبه، إذا ضرب به. وخطر بنفسه يخاطر، وبقومه كذلك، إذا أشفاها وأشفى بها وبهم على خطر، أي إشراف على شفا هلك أو نيل ملك. والمخاطر: المراقي، كأخطر بهم، وهذه عن الزمخشري. وفي الحديث: ألا رجل يخاطر بنفسه وماله ، أي يلقيها في الهلكة بالجهاد. والخطرة، بفتح فسكون: عشبة لها قضبة يجهدها المال ويغزر عليها، تنبت في السهل والرمل، تشبه المكر. وقيل: هي بقلة: وقال أبو حنيفة عن أبي زياد: الخطرة، بالكسر، تنبت مع طلوع سهيل، وهي غبراء حلوة طيبة، يراها من لا يعرفها فيظن أنها بقلة، وإنما تنبت في أصل قد كان لها، قبل ذلك وليست بأكثرمما ينتهس الدابة بفمها وليس لها ورق، وإنما هي قضبان دقاتق خضر وقد يحتبل فيها الظباء. قال ذو الرمة:
تتبع جدرا من رخامي وخطرة
وما اهتز من
ثدائها المتربـل
صفحة : 2780
الخطرة: سمة للإبل في باطن الساق، عن ابن حبيب، من تذكرة أبي علي. وقد خطره
بالميسم إذا كواه كذلك. من المجاز: يقال: ما لقته إلا خطرة بعد خطرة، وما
ذكرته إلا خطرة بعد خطرة، أي أحيانا بعد أحيان. أصابته خطرة من الجن، أي
مس. العرب تقول: رعينا خطرات الوسمي، وهي اللمع من المراتع والبقع. قال ذو
الرمة:
لها خطرات العهد من كل بـلـدة لقوم وإن هاجت لهم حرب منشم. يقال: لا جعلها الله خطرته، ولا جعلها آخر مخطر منه بفتح الميم وسكون الخاء أي آخر عهد منه، ولا جعلها الله آخر دشنة، وآخر دسمة وطية ودسة، كل ذلك آخر عهد. وخطرنية، كبلهنية: ةببابل، نقله الصغاني. الخطير، كزبير: سيف عبد الملك بن غافل الخولاني، ثم صار إلى روق بن عباد بن محمد الخولاني، نقله الصغاني. لعب فلان لعب الخطرة، بفتح فسكون، وهو أن يحرك المخراق بيده تحريكا شديدا كما يخطر البعير بذنبه. وتخطره شر فلان: تخطاه وجازه، هكذا في النسخ، والصواب تخطراه، وبه فسر قول عدي بن زيد:
وبعينيك كل ذاك تخـطـرا ك وتمضيك نبلهم في النبال. قالوا: تخطراك وتخطاك بمعنى واحد، وكان أبو سعيد يرويه: تخطاك، ولا يعرف تخطراك. وقال غيره: تخطراني شر فلان وتخطاني: جازني. ومما يستدرك عليه: ما وجد له ذكرا إلا خطرة واحدة. وخطر الشيطان بينه وبين قلبه: أوصل وسواسه إليه. والخطرات: الهواجس النفسانية. وخطران الرمح: ارتفاعه وانخفاضه للطعن. وخطر يخطر خطرا وخطورا: جل بعد دقة. والخطر، محركة: العوض والحظ والنصيب. وفي حديث عمر في قسمة وادي القرى القرى: وكان لعثمان فيه خطر، أي حظ ونصيب. وأخطرهم خطرا، وأخطر لهم: بذل لهم من الخطر ما أرضاهم. وأحزر الخطر، وهو مجاز. وخطر تخطيرا: أخذ الخطر. والأخطار من الجوز في لعب الصبيان هي الأحراز، واحدها خطر. والأخطار: الأحراز في لعب الجوز. وخطر الدهر خطرانه، كما يقال ضرب الدهر ضربانه، وهو مجاز. وفي التهذيب يقال: خطر الدهر من خطرانه، كما يقال: ضرب الدهر من ضربانه. والجند يخطرون حول قائدهم: يرونه منهم الجد، وكذلك إذا احتشدوا في الحرب. وتقول العرب: بيني وبينه خطرة رحم، عن ابن الأعرابي، ولم يفسره. وأراه يعني شبكة رحم. وتخاطرت الفحول بأذنابها. للتصاول. ومسك خطار: نفاح، وهو مجاز. وخطر بإصبعه إلى السماء: حركها في الدعاء، وهو مجاز. والخطار: قرية بمصر من القوصية، وهي غير التي ذكرها المصنف. وبستان الخطير بالجيزة. والخطرة، بالكسر: قضبان دقاق خضر تنبت في أصل شجرة، عن أبي زياد، وقد تقدمت الإشارة إليه، وهي غير التي ذكرها المصنف. وقد سموا خاطرا وخطرة.
خ-ع-ر
الخيعرة: خفة وطيش، هكذا ذكره صاحب اللسان، وقد أهمله الجوهري والصغاني،
وسيأتي للمصنف في ه-ع-ر الهيعرة: الخفة والطيش، وهو عن ابن دريد، فلعل ما
ذكره المصنف هنا لغة فيه أو لثغة، فلينظر.
خ-ف-ر
صفحة : 2781
الخفر، محركة: الحياء، وقيل: شدة الحياء، كالخفارة، الأخيرة عن ابن
الأعرابي، والتخفر. تقول منه خفرت، كفرح، وتخفرت، خفرا وخفارة وتخفرا، وهي
خفرة على الفعل، وخفر: بغير هاء. ومنه حديث أم سلمة لعائشة رضي الله عنهما
غض الأطراف، وخفر الإعراض، ومخفار، على النسب أو الكثرة، قال:
دار لجماء العظام مخفار. ج خفائر. قال شيخنا: وصرح صاحب كتاب الجيم، أي أبو عمرو الشيباني أن الخفر يطلق على الرجال أيضا، يقال: خفر الرجل إذا استحى. قال: والذي في الصحاح وشروح الفصيح وأكثر دواوين اللغة على تخصصه بالنساء، فهو وإن صح فالظاهر أنه قليل، وأكثر استعماله في النساء، حتى لا يكاد يوجد في أشعارهم وكلامهم وصف الرجال به، والله أعلم. قلت: وهو كلام موافق لما في أمهات اللغة، غير أني وجدت في حديث لقمان بن عاد إطلاقه على الرجال، ونصه: حي خفر أي كثير الحياء، وسيأتي أيضا في كلام المصنف بعد. وتخفر: اشتد حياؤه، على مناقشة فيه، فليتأمل. وحفره، وخفر به، وحفر عليه يخفر، بالكسر، ويخفر، بالضم، وهذه عن الكسائي، خفرا، بفتح فسكون: أجاره ومنعه وآمنه وكان له خفيرا يمنعه، كخفره تخفيرا، وكذلك تخفر به، قال أبو جندب الهذلي: ولكنني جمر الغضي من ورائه يخفرني سيفي إذا لم أخفر.
والاسم من ذلك الخفرة بالضم، ومنه الحديث: من صلى الصبح فهو في خفرة الله . ويجمع على الخفر: ومنه الحديث: الدموع خفر العيون ، أي تجير العيون من النار إذا بكت من خشية الله تعالى. والخفارة، مثلثة. وقيل الخفرة والخففارة: الأمان، وقيل: الذمة. يقال: وفت خفرتك. يقوله المخفور لخفيره إذا لم يسلمه. والخفير: المجاز، والمجير. يقال: فلان خفيرى، أي الذي أجيره، وهو أيضا المجير، فكل واحد منهما خفير لصاحبه. وقال الليث: خفير القوم: مجيرهم الذي يكونون في ضمانه ما داموا في بلاده، وهو يخفر القوم خفارة. والخفارة: الذمة كالخفرة كهمزة، وهذا خفرتي، وهو بمعنى المجير، فقط، ولا يطلق على المجار، ففي كلام المصنف إيهام. والخفارة، مثلثة: جعله، أي الخفير: والعامة يقولون: الخفر، محركة، ومنهم من يقلب الخاء غينا، وهو خطأ، واقتصر الزمخشري على الكسر فقال: هو كالعمالة والبشارة والجزارة، والفتح عن أبي الجراح العقيلي. والخافور: نبت تجمعه النمل في بيوتها، كالزوان في الصورة، زعموا أنه سمي به لأن ريحه تخفر، أي تقطع شهوة النساء. ويقال لها المرو والزغبر، قاله السهيلي في الروض. قال أبو النجم:
وأتت النمل القرى بـعـيرهـا من حسك التلع ومن خافورها. يقال: خفره خفرا، إذا أخذ منه خفارة، أي جعلا ليجيره ويكفله. خفر به خفرا، بفتح فسكون، وخفورا، كقعود، كلاهما على القياس: نقص عهده وخاس به وغدره، عن ابن دريد، وكأخفره، بالهمزة، أي أن فعل وأفعل فيه سواء، كلاهما للنقض. يقال: أخفر الذمة، إذا لم يف بها وانتهكها. وفي الحديث: من صلى الغداة فإنه في ذمة الله، فلا تخفرون الله في ذمته ، أي لا تؤذوا المؤمن. قال زهير:
فإنكم وقوما أخفرواكم
لكالديباج مال به العباء
صفحة : 2782
والخفور هو الإخفار نفسه، من قبل المخفر، من غير فعل على خفر يخفر. وقال
شمر: خفرت ذمة فلان خفورا إذا لم يوف بها ولم تتم، وأخفرها الرجل. وقال
غيره: أخفرت الرجل: نقضت عهده وذمامه. ويقال: إن الهمزة فيه للإزالة، أي
أزلت خفارته، كأشكيته إذا أزلت شكواه. قال ابن الأثير: وهو المراد في
الحديث. وفي حديث أبي بكر رضي الله عنه من ظلم من المسلمين أحدا فقد أخفر
الله. وفي رواية: ذمة الله. والتخفير: التسوير والتحصين. وأخفره: بعث معه
خفيرا يمنعه ويحرسه. قاله أبو الجراح العقيلي. وتخفر: اشتد حياؤه. هكذا في
سائر أصول القاموس، وهو يفهم العموم. قال شيخنا وقد يدعى التخصيص، تأمل،
انتهى، أي في خفر فقط، فإنه الذي صرحوا فيه بعدم إطلاقه على الرجال، ولعل
وجه التأمل أن المادة واحدة، فلا تخصيص. على أني وجدت نص العبارة في
المحكم: وتخفرت: اشتد حياؤها. وهكذا رأيته، ونقله عنه أيضا صاحب اللسان.
تخفر به وخفره: استجار به وسأله أن يكون له خفيرا يجيره. والخفارة، بالكسر، وفي النخل: حفظه من الفساد، والخفارة في الزرع: الشراحة وزنا ومعنى، وهو الخفير والشارح، لحافظ الزرع.
خ-ف-ت-ر
الخفتار، أهمله الجوهري. وقال أبو نصر: هو ملك الجزيرة أو ملك الحبشة في
قول عدي بن زيد:
وغصن على الخفتار وسط جنوده وبيتن في لـذاتـه رب مـارد. أو الصواب الحيقار، بفتح الحاء المهملة وسكون التحتية والقاف، ابن الحيق من بني قنص بن معد، قاله ابن الكلبي، أو الجيفار، بالجيم والفاء، ولم يذكره في جفر: ولا في حقر.
خ-ل-ر
الخلر، كسكر: نبات، أعجمي، أو الفول، أو الجلبان، أو الماش، الأخير في
التهذيب، وقد ذكره الإمام الشافعي رضي الله عنه في الحبوب التي تقتات.
وخلار كرمان: ع بفارس ينسب إليه العسل الجيد، ومنه كتاب الحجاج إلى بعض
عماله بفارس: أن ابعث إلي بعسل من عسل خلار، ومن النخل الأبكار، من
المستشفار الذي لم تمسه نار . كذا وقع، والصذاب من الدستفشار، وهي فارسية،
أي مما عصرته الأيدي وعالجته، أورده المصنف في ترقيق الأسل لتصفيق العسل،
مطولا. طال عهدي به، فراجعه.
خ-م-ر
صفحة : 2783
الخمر: ما أسكر، مادتها موضوعة للتغطية والمخالطة في ستر، كذا قاله الراغب
والصاغاني وغيرهما من أرباب الاشتقاق، وتبعهم المصنف في البصائر. واختلف في
حيقتها، فقيل هي من عصير العنب خاصة، وهو مذهب أبي حنفة، رحمه الله تعالى،
والكوفيين، مراعاة لفقه اللغة: أو عام، أي ما أسكر من عصير كل شيء لأن
المدار على السكر وغيبوبة العقل، وهو الذي اختاره الجماهير. وقال أبو حنيفة
الدينوري: وقد تكون الخمر من الحبوب. قال ابن سيده وأظنه تسمحا منه، لأن
حقيقة الخمر إنما هي للعنب دون سائر لأشياء، كالخمرة، بالهاء وقيل: إن
الخمرة القطعة منها، كما في المصباح وغيره، فهي أخص، الأعرف في الخمر
التأنيث، يقال: خمرة صرف، وقد يذكر، وأنكر الأصمعي، والعموم، أي كونها عصير
كل شيء يحصل به السكر أصح، على ما هو عند الجمهور، لأنها، أي الخمر حرمت
وما بالمدينة المشرفة التي نزل التحريم فيها خمر عنب، بل وما كان شرابهم
إلا من البسر والتمر والبلح والرطب، كما في الأحاديث الصحاح التي أخرجها
البخاري وغيره. فحديث ابن عمر حرمت الخمر وما بالمدينة منها شيء وفي حديث
أنس وما شرابهم يومئذ إلا الفضيح والبسر والتمر أي ونزل تحريم الخمر التي
كانت موجودة من هذه الأشياء لا في خمر العنب خاصة. قال شيخنا: ولا ستدلال
به وحده لا يخلو عن نظر، فتأمل. قلت: والبحث مبسوط في الهداية للإمام
المرغيناني وشرحها للإمام كمال الدين بن الهمام في كتاب الحدود، ليس هذا
محله. واختلف في وجه تسميته، فقيل لأنها تخمر العقل وتستره، قال شيخنا: هو
المروي عن سيدنا عمر رضي الله عنه، ومال إليهكثيرون، واعتمده أكثر
الأصوليين. قلت: الذي روي عن سيدنا عمر رضي الله عنه: الخمر: ما خامر العقل
. وهو في صحيح البخاري كما سيأتي، أو لأنها تركت حتى أدركت واختمرت. والذي
نقله الجوهري وغيره عن ابن الأعرابي ما نصه: وسميت الخمر خمرا لأنها تركت
فاختمرت، واختمارها تغير ريحها، فلو اقتصر المصنف على النص الوارد كان
أولى، أو قدم اختمرت على أدركت ليكون كالتفسير له، وهو ظاهر، أو لأنها
تخامر العقل، أي تخالطه، وهو الذي روي في الحديث عن سيدنا عمر رضي الله عنه
ونصه: الخمر ما خامر العقل . وهو في البخاري، ونقله ابن الهمام في شرح
الهداية، وأورده المصنف في البصائر.
وعبارة المحكم: الخمر: ما أسكر من عصير العنب، لأنها خامرت العقل، ثم قال بعده بقليل: والمخامرة المخالطة. وفي المصباح: الخمر: اسم لكل مسكر العقل. واختمرت الخمر: أدركت وغلت. العرب تسمي العنب خمرا. قال ابن سيده: وأظن ذلك لكونها منه، حكاها أبو حنفة. قال: وهي لغة يمانية وقال في قوله تعالى: إني أراني أعصر خمرا . إن الخمر هنا العنب. قال: وأراه سماه باسم ما في الإمكان أن تؤول إليه، فكأنه قال: أراني أعصر عنبا. قال الراعي:
ينازعني بها ندمـان صـدق
شواء الطير والعنب الحقينا. يريد الخمر. وقال ابن عرفة: أعصر خمرا ،
أي أستخرج الخمر، وإذا عصر العنب فإنما يستخرج به الخمر، فلذلك قال: أعصر
خمرا.
صفحة : 2784
قال أبو حنفة: وزعم بعض الرواة أنه رأى يمانيا قد حمل عنبا، فقال له: ما ت
حمشل? فقال: خمرا، قسمي العنب خمرا. والجمع خمور، وهي الخمرة، كتمرة وتمر
وتمور. وفي حديث سمرة: أنه باع خمرا فقال عمر: قاتل الله سمرة . قال
الخطابي: إنما باع عصيرا ممن يتخذه خمرا فسماه باسم ما يؤول إليه مجازا،
فلهذا نقم عمر رضي الله عنه عليه لأنه مكروه. وأما أن يكون سمرة باع خمرا
فلا، لأنه لا يجهل تحريمه مع اشتهاره، فاتضح لك مما ذكرنا أن قول شيخنا:
هذا القول غريب، غريب. الخمر: الستر، خمر الشيء يخمره خمرا: ستره. الخمر:
الكتم، كالإخمار، فيهما: يقال، خمر الشيء وأخمر ستره. وخمر فلان الشهادة
وأخمرها: كتمها، وهو مجاز. وفي الحديث لا تجد المؤمن إلا في إحدى ثلاث. في
مسجد يعمره، أو بيت يخمره، أو معيشة يدبرها . يخمره أي يستره ويصلح من
شأنه. الخمر: سقي الخمر. يقال: خمر الرجل والدابة، يخمره خمرا: سقاه الخمر.
عن أبي عمرو: الخمر: الاستحياء، تقول: خمرت الرجل أخمره استحييت منه.
الخمر: ترك استمال العجين والطين، هكذا في النسخ، الطين بالنون، ويقال
الطيب بالباء، كما في أمهات الغة، ونحوه. والذي في المحكم: ونحوهما. وذلك
إذا صب فيه الماء وتركه حتى يجود، أي يطيب، كالتخمير. والفعل كضرب ونصر.
يقال خمر العجين يخمره ويخمره، خمرا، وخمره، تخميرا، وهو خمير ومخمر، وقد
اختمر الطيب والعجين وقيل: خمر العجين: جعل فيه الخمير. الخمر، بالكسر:
الغمر. الغين لغة في الخاء، وهو الحقد. وقد أخمر. الخمر، بالتحريك: ما
واراك من شجر وغيره، كالجبل وغيره. يقال: توارى الصيد عني في خمر الوادي.
وخمره: ما واراه من جرف أو حبل من حبال الرمل أو غيره. ومنه حديث سهل بن
حنيف انطلقت أنا وفلان نلتمس الخمر . وفي حديث أبي قتادة فابغنا مكانا خمرا
، أي ساترا يتكاثف شجره. في حديث الدجال حتى تنتهوا إلى جبل الخمر . قال
ابن الأثير: هكذا يروى. يعني الشجر الملتف، وفسر في الحديث أنه جبل بالقدس،
لكثرة شجره. وفي حديث سلمان أنه كتب إلى أبي الدرداء رضي الله عنهما. يا
أخي إن بعدت الدار من الدار فإن الروح من الروح قريب، وطير السماء على أرفه
خمر الأرض يقع . الأرفه: الأخصب. يريد أن وطنه أرفق به وأرفه له، فلا
يفارقه. وكان أبو الدرداء كتب إليه يدعوه إلى الأرض المقدسة. قد خمر عني،
كفرح، يخمر خمرا، أي خفي وتوارى. وأخمر القوم: تواروا بالخمر. ويقال للرجل
إذا ختل صاحبه: هو يدب له الضراء ويمشي له الخمر . يقال: أخمرته الأرض عني
ومني وعلي: وارته وسترته.
صفحة : 2785
الخمر: جماعة الناس وكثرتهم كخمرتهم، بفتح فسكون، وخمارهم بالفتح ويضم لغة
في غمار الناس وغمارهم. يقال: دخلت في خمرتهم وغمرتهم، أي في جماعتهم
وكثرتهم. الخمر: التغير عم كان عليه، ومنه المثل: ما شم جمارك كما سيأتي
قريبا. الخمر: أن تخرز ناحية، وفي بعض النسخ: ناحيتا أديم، المزادة، وهو
موافق لما في الأمهات، وتعلى بخرز آخر، نقله الصغاني. الخمر ككتف: المكان
الكثير الخمر، على النسب، حكاه ابن الأعرابي، وأنشد لضباب بن واقد الطهوي:
وجر المخاض عثانينهـا إذا بركت بالمكان الخمر والخمرة، بالضم: ما خمر فيه. الطيب والعجين، كالخمير والخميرة، وخمرة العجين: ما يجعل فيه من الخميرة: وعن الكسائي: يقال: خمرت العجين وفطرته، وهي الخمرة التي تجعل في العجين يسميها الناس الخمير، وكذلك خمرة النبيذ والطيب. وخبز خمير، وخبزة خمير، عن اللحياني كلاهما بغير هاء. الخمرة: عكر النبيذ ودرديه. ويقال: صلى فلان على الخمرة، وهي حصيرة صغيرة تنسج من السعف، أي سعف النخل وترمل بالخيوط. وقال الزجاج: سميت خمرة لأنها تستر الوجه من الأرض وقال غيره: سميت لأن خيوطها مستورة بسعفها.، وقد تكرر ذكرها في الحديث، وهكذا فسرت. الخمرة: الورس. وأشياء من الطيب تطلى بها أي بتلك الأشياء. وفي بعض الأصول: به، أي بالورس، أي بالمجموع منه مع غيره المرأة لتحسن وجهها. وفي الأمهات اللغوية تطلي به المرأة وجهها، وقد تخمرت، وهي لغة في الغمرة. الخمرة: ما خمامرك، أي خالطك من الريح، كالخمرة، محركة، الأخيرة عن أبي زيد، قيل الخمرة: الرائحة الطيبة، يقال وجدت خمرة الطيب، أي ريحه، ويثلث، الكسر عن كراع.
الخمرة: ألم الخمرش، ويوجد في بعض
النسخ: ألم الحمى، وهو غلط، وقيل: خمرة الخمر: ما يصيبك من صداعها وأذاها،
جمعه خمر. قال الشاعر.
وقد أصابت حميها مقـاتـلـه
فلم تكد تنجلي عن قلبه الخمر. كالخمار، بالضم، أي الخمرة والخمار: ما خالط
من سكرها. وقيل الخمار: بقية السكر. والمخمر، كمحدث: متخذها. والخمار:
بائعها. واختمارها إدراكها، وذلك عند تغير ريحها الذي هو إحدى علامات
الإدراك، وغليانها. وفي المصباح: اختمرت الخمرة: أدركت وغلت. والخمار،
للمرأة، بالكسر: النصيف، كالخمر، كطمر، الأخيرة عن ثعلب، وأنشد:
ثم أمالت جانب الخمر. قيل: كل ما
ستر شيئا فهو خماره، ومنه خمار المرأة تغطي به رأسها، ج أخمرة وخمر، بضم
فسكون، وخمر، بضمتين. يقال: ما شم جمارك? أي ما غيرك عن حالك، وما أصابك
يقال ذلك للرجل إذا تغير عما كان عليه. والخمرة منه، أي من الخمار، كالحفة
من اللحاف، يقال: إنها لحسنة الخمرة. ومنه قول عمر لمعاوية رضي الله عنهما:
ما أشبه عينك بخمرة هند وهي هيئة الاختمار. منه المثل: إن العوان لا تعلم
الخمرة . يضرب للمجرب العارف: أي إن المرأة المجربة لا تعلم كيف تفعل.
صفحة : 2786
الخمرة: وعاء بزر الكعابر، وفي بعض الأصول: العكابر التي تكون في عدان
الشجر، يقال: جاءنا فلان على خمرة، بالكسر، و على خمر، محركة، أي في سر
وغفلة وخفية. قال ابن أحمر:
من طارق أتي على خمرة أو حسبة تنفع من يعتبر. فسره ابن الأعرابي وقال: أي على غفلة منك. وتخمرت به أي الخمار، واختمرت: لبسته، وخمرت به رأسها: غطته والتخمير: التغطية. وكل مغطى ومخمر. وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال خمروا آنيتكم . قال أبو عمرو: أي غطوا. وفي رواية خمروا الإناء وأوكوا السقاء . ومنه الحديث أنه أتي بإناء من لبن فقال: هلا خمرته ولو بعود تعرضه عليه . وعن أبي هريرة رضي الله عنه: كان إذا عطس خمر وجهه وأخفى عطسته . رويناه في الغيلانيات.
من المجاز: المختمرة: الشاة البيضاء الرأس. ونص الليث: المختمرة من الضأن والمعزي هي التي ابيض رأسها من بين سائر جسدها. وفي التهذيب والمحكم قالوا: هي من الشياه: البيضاء الرأس. وقيل: هي النعجة السوداء ورأسها أبيض، مثل الرخماء، مشتق من خمار المرأة.
قال أبو زيد: إذا ابيض رأس النعجة من بين جسدها فهي مخمرة ورخماء، ومثله في الأساس وغيره، وكذا الفرس. يقال: فرس مخمر، إذا كان أبيض الرأس وسائر لونه ما كان ولا يقال مختمر، وهذا يدل على أن الذي في كلام المصنف أولا هو المخمرة. خمر عليه خمرا و أخمر: حقد وذحل. وأخمر فلانا الشيء: أعطاه أو ملكه إياه. قال محمد ابن كثير: هذا كلام عندنا معروف باليمن، لا يكاد يتكلم بغيره. يقول الرجل: أخمرني كذا وكذا، أي أعطنيه هبة لي، ملكني إياه، ونحو هذا. أخمر الشيء: أغفله، عن ابن الأعرابي، وأخمر الأمر أضمره، قال لبيد:
ألفتك حتى أخمر القوم ظنةعلي بنو
أم البنين الأكابر.
صفحة : 2787
وعبارة التهذيب: وأخمر فلان علي ظنة، أي أضمرها، وأنشد بيت لبيد. أخمرت
الأرض: كثر خمرها، أي شجرها الملتف. يقال: أخمر العجين وخمره إذا خمره، كما
يقال فطره وأفطره. واليخمور: الأجوف المضطرب. من كل شيء. اليخمور أيضا:
الودع، واحدته يخمورة. ومخمر، كمنبر: اسم، وكذا خمير، كزبير. وخمير، كزبير
أيضا: ماء فوق صعدة باليمن، خمير بن زياد، وخمير بن عوف بن عبد عوف، خمير
الرحبي، ويزيد بن خمير. اليزني من أهل الشام، محدثون. الأخير وروى عن أبيه،
وأبوه ممن يروي عن ابن عمر، قاله الذهبي. وأبو خمير بن مالك: تابعي. ويقال:
خمير أبو مالك، يروي عن عبد الله بن عمرو، وعنه عبد الكريم ابن الحارث.
وخارجة بن الخمير، صحابي، مر ذكره في الجيم. خمير كأمير أبو الخير خمير بن
محمد بن سعد الذكواني، سمع من إسماعيل البيهقي، أبو المعالي محمد بن خمير
الخوارزمي، حدث بشرح السنة عن البغوي. وبلديه صاعد بن منصور بن خمير
الخوارزمي، أخذ عنه العليمي. وفاته: خمير بن عبد الله الذهلي، عن ابن داسة.
وأبو بكر محمد بن أحمد ابن خمير الخورازمي، عن الأصم. وأبو العلاء صاعد بن
يوسف بن خمير، خوارزمي أيضا، ضبطهم الزمخشري، محدثون. وذو مخمر، كمنبر، أو
هو مخبر، بالباء الموحدة، ابن أخي النجاشي ملك الحبشة، خدم النبي صلى الله
عليه وسلم، حديثه عند الدمشقيين، وكان الأوزاعي يقول: هو بالميم لا غير.
وذات الخمار بالكسر: ع بتهامة، نقله الصغاني.
وذو الخمار: لقب عوف بن الربيع بن سماعة ذي الرمحين، وإنما لقب به لأنه قاتل في خمار امرأته وطعن في كثيرين، فإذا سئل واحد: من طعنك? قال: ذو الخمار. ذو الخمار: فرس مالك بن نويرة الشاعر الصحابي أخي متمم. قال جرير:
من مثل فارس ذي الخمار وقعنب والحنتفين للـيلة الـبـلـبـال. ذو الخمار: فرس الزبير بن العوام القرشي، شهد عليه يوم الجمل، وقد جاء ذكره في الشعر. من المجاز: المخامرة: الإقامة ولزوم المكان. وخامر الرجل بيته وخمره: لزمه فلم يبرحه، وكذلك خامر المكان، أنشد ثعلب:
وشاعر يقال خمر في دعه قال ابن الأعرابي: المخامرة: أن تبيع حرا على أنه عبد. وبه فسر أبو منصور قول سينا معاذ الآتي ذكره. المخامرة: المقاربة والمخالطة. يقال: خامر الشيء، إذا قاربه وخالطه. وقال ذو الرمة:
هام الفؤاد بذكراها وخامـره منها على عدواء الدار تسقيم. وهو بالمعنى الثني مجاز ومكرر. قال شمر: والمخامر: المخالط. خامره الداء، إذا خالطه، وأنشد:
وإذا تباشرك الهمو
م فإنها داء مخامر.
صفحة : 2788
ونحو ذلك قال الليث في خامره الداء، إذا خالط جوفه. المخامرة: الاستتار
ومنه المثل: خمري أم عامر . وهي الضبع، أي استتري ويقال: خامري خضاجر، أتاك
ما تحاذر. هكذا وجدناه. وبسطه الميداني في مجمع الأمثال، والزمخشري في
المستقصى، وابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة، وأبو علي اليوسي في زهر
الأكم. والوجه خامر بحذف الياء أو تحاذرين، بإثباتها، والمشهور عند أهل
الأمثال هو الذي وجده المصنف واستخمره: استعبده، بلغة اليمن. هكذا فسر ابن
المبارك حديث معاذ من استخمر قوما أولهم أحرار وجيران مستضعفون فله ما قصر
في بيته . يقول: أخذهم قهرا وتملك عليهم. فما وهب الملك من هؤلاء لرجل
فاحتبسه واختاره واستجراه في خدمته حتى جاء الإسلام وهو عنده عبد فهو له.
نقله أبو عبيد. وقال الأزهري: أراد من استبعد قوما في الجاهلية ثم جاء
الإسلام فله ما حازه في بيته، لا يخرج من يده. قال: وهذا مبني على إقرار
الناس على ما في أيديهم. والمستخر: الشريب للخمر دائما، كالخمير وزنا
ومعنى. وتخمر، كتنصر مضارع نصر: من أعلامهن، أي النساء. يقال: ماهو بخل ولا
خمر، أي لا خير عنده ولا شر. وفي التهذيب: لا خير فيه ولا شر عنده. ويقال
أيضا: ما عند فلان خل ولا خمر. وباخمري كسكري: ة: قرية بالبادية قرب
الكوفة، بها قبر الإمام الشهيد أبي الحسن إبراهيم ابن عبد الله المحض بن
الحسن المثنى بن الحسن السبط الشهيد ابن علي بن أبي طالب، رضي الله عنهم.
خرج بالبصرة في سنة 145 وبايعه وجوه الناس. وتلقب بأمير المؤمنين، فقلق
لذلك أبو جعفر المنصور، فأرسل إليه عيسى ابن موسى لقتاله، فاستشهد السيد
إبراهيم، وحمل رأسه إلى مصر، وكان ذلك لخمس بقين من ذي القعدة سنة 145 وهو
ابن ثمان وأربعين، كما حكاه البخاري النسابة، وليس له عقب إلا من ابنه
الحسن، وحفيده إبراهيم بن عبد الله بن الحسن هذا جد بني الأزرق بالينبع.
وخمران، بالضم: ناحية بخرسان. وفي كتب السير: فتح ابن عامر مدينة إيران شهر
وما حولها: طوس، وأبيورد، ونسا، وخمران، حتى انتهى إلى سرخس عنوة وذلك في
سنة 31.
ومما يستدرك عليه: رجل خمر ككتف: خامره داء. قال ابن سيده: وأراه على النسب، قال امرؤ القيس:
أحار بن عمرو كأني خمـر ويعدو على المرء ما يأتمر. وقال ابن الأعرابي: رجل خمر، أي مخامر. قال: وهكذا قيده بخطه شمر. وعنب خمريك يصلح للخمر. ولون خمري: يشبه لون الخمر. والخمار: بقية السكر، تقول منه رجل خمر أي في عقب خمار. وينشد قول امريء القيس: وقال ابن الأعرابي: رجل خمر، أيم خامر. قال: وهكذا قيده بخطه شمر. وعنب خمري: يصلح للخمر. ولون خمري: يشبه لون الخمر والخمار: بقية السكر، تقول منه رجل خمر أي في عقب خمار. وينشد قول امرئ القيس:
أحار بن عمرو فوادي خمر. ورجل
مخمور: به خمار، وخمر كذلك، وقد خمر خمرا، ورجل مخمر، كمخمور. وتخمر
بالخمر: تكسر به. وخمرة اللبن: روبته التي تصب عليه ليروب سريعا رؤوبا.
وقال شمر: الخمير: الخبر في قوله:
صفحة : 2789
ولا حنطة الشام الهريت خميرها. أي خبرها الذي خمر عجنه فذهبت فطورته. وطعام
خمير ومخمور في أصعمة خمري. ووصف أبو ثروان مأدبة وبخور مجمرها قال: فتخمرت
أطنابنا، أي طابت روائح أبداننا بالبخور. وعن ابن الأعرابي: الخمرة:
الاستخفاء. قال ابن أحر:
من طارق يأتي على خمرة
أو حسبة تنفع من يعتبـر.
وأخرج من سر خميره سرا، أي باح به، واجعله في سر خميرك، أي اكتمه، وهو
مجاز. وفي حديث أبي إدريس الخولاني قال: دخلت المسجد والناس أخمر ما كانوا
، أي أوفر. والخمر، محركة: وهدة يختفي فيها الذئب. وقول طرفة.
سأحلب عنسا صحن سم فأبتـغـي به
جيرتي إن لم يجلوا لي الخمر. قال ابن سيده: معناه إن لم يبينوا لي الخبر،
ويروى يخلوا، فعلى هذا، الخمر هنا: الشجر بعينه، أي إن لم يخلوا لي الشجر
أرعاها بإبلي هجوتهم فكان هجائي لهم سما، ويروى: سأحلب عيسا، وهو ماء الفحل
ويزعمون أنه سم. ومخمر، كمعظم: ماء لبني قشير. ومخمر، كمنبر: واد في ديار
كلاب. وخميرة، كجهينة: فرس شيطان بن مدلج الجشمي.
وفي الحديث: ملكه على عربهم وخمورهم . قال ابن الأثير أي أهل القرى، لأنهم مغلوبون مغمورون بما عليهم من الخراج والكلف والأثقال. قال: وكذا شرحه أبو موسى. وفي حديث أم سلمة أنه كان يمسح على الخف والخمار أرادت بالخمار العمامة لان الرجل يغطي بها رأسه، كما أن المرأة تغطيه بخمارها، وذلك إذا كان قد اعتم عمة العرب فأدارها تحت الحنك فلا يستطيع نزعها في كل وقت فتصير كالخفين، غير أنه يحتاج لمسح القليل من الرأس ثم يمسح على العمامة بدل الاستيعاب. وساره فخمر أنفه. وابن يخامر السكسكي: صحابي. وأبو خميرة من كناهم. وخمرة بالضم: امرأة كانت في زمن الوزير المهلبي، هجاهاابن سكرة، وله فيها من الشعر قدر ديوان. ونعيم بن خمار كشداد، ونعيم بن خمار كشداد، له صحبة ويقال ابن همار، وذكره المصنف في ه-ب-ر . و ه-م-ر . تبعا للصاغاني ولم يذكره هنا، وهذا أحد الأوجه فيه. وكغراب خمار بن أحمد بن طولون وهو خمارويه. وإسماعيل بن سعد بن خمار، كتب عنه السلفي، وسليمان بن مسلم بن خمار الخماري بالكسر: مقرئ مشهور. وأخوه محمد شيخ للواقدي. وأبو البركات إبراهيم بن أحد بن خلف بن خمار الخماري، بالضم: محدث، وابنه أبو نعيم محمد، ثقة حدث بمسند مسدد، عن أحمد بن المظفر. وبفتح فسكون خمر بن مالك صاحب ابن مسعود، وقيل فيه بالتصغير. وبفتح فضم: خمر بن عدي بن مالك الحميري. وفي كندة: خمر بن عمرو بن وهب بن ربيعة بن معاوية الأكرمين، محركة، منهم أبو شمر ابن خمر، شريف شاعر في الجاهلية والإسلام، وهو القائل:
الوارثون المجد عن خمر.
صفحة : 2790
وهو رهط أبي زرارة، ذكره ابن الكلبي. ومنهم الصباح بن سوادة بن حجر بن كابس
بن قيس بن خمر الكندي الخمري. وفي همدان خمر بن دومان بن بكيل ابن جشم بن
خيران بن موف، وهم رهط أبي كريب محمد بن العلاء البكيلي الهمداني الخمري.
والأخمور: بطن من المعافر نزلوا مصر، منهم زيد بن شعيب بن كليب الأخموري
المصري. ويقال فيه الخامري أيضا. وخميرويه. جد أبي الفضل محمد بن عبد الله
بن محمد، هروي ثقة. والخمري، بضم فسكون، إلى الخمرة، وهي المقنعة، نسب إليه
منصور بن دينار، وأبو معاذ أحمد ابن إبراهيم الجرجاني، ومحمد بن مروان،
وزيد بن موسى، الخمريون، محدثون. وخمر ككتف: موضع باليمن به مشهد السيد
العلامة عامر بن علي ابن الرشيد الحسيني، ذكره ابن أبي الرجال في تاريخه،
واختلف في القحيف بن خمير بن سليم الخفاجي الشاعر، فضبطه الآمدي كأمير.
وحكى الأمير فيه التشديد.
خ-م-ج-ر
الخمجر، كجعفر وعلبط وعلابط، والخمجرير، أهمله الجوهري، وقال ابن الأعرابي:
هو الماء الملح جدا. قال:
لو كنت ماء كنت خمجريرا
أو كنت ريحا كانت الدبورا
أو كنت مخا كنت مخا ريرا.
أو هو الذي لا يبلغ أن يكون الأجاج وقيل: هو الذي تشربه الدواب ولا يشربه الناس. وقال ابن الأعرابي: ربما قتل الدابة ولا سيما إن اعتادت العذب. أو الخمجرير هو الماء المر، عن ابن دريد، وزاد غيره: الثقيل. يقال: بينهم خمجريرة، أي تهويش، ونص التكلة: بينهم خمجرير.
خ-م-ش-ت-ر
الخمشر كغضنفر، والشين معجمة، أهمله الجوهري والجماعة، وهو الرجل اللئيم
الدنيء الخسيس.
خ-م-ط-ر
ماء خمطرير، أهمله الجوهري. وقال ابن دريد: هو كخمجرير وزنا ومعنى، أي مر
ثقيل. وفي بعض النسج لفظا ومعنى. ومما يستدرك عليه:
خ-م-ق-ر
الخمقري، بالفتح: نسبة إلى خمس قرى، وهي: بنج ديه. منها أبو المحاسن عبد
الله بن سعد الخمقري، من المشهورين بالفضل.
خ-ن-ت-ر
الخنتار، بالكسر، والخنتور، بالضم أهمله الجوهري، وقال الأموي: الخنتار.
وقال أبو عمرو: الخنتور هو الجوع الشديد. يقال: جوع خنتار، أي شديد، وكذلك
خنتور. ووقع في مسودة السان، خيتور: بالياء، وهو غلط.
خ-ن-ث-ر
الخنثر، بفتحتين وكسر الثاء المثلثة، الأخيرة عن كراع: الشيء الحقير الخسيس
يبقى من متاع القوم في الدار إذا تحملوا، كالخنثر، كجعفر، والخنثر، كزبرج،
والخنثر، كهدهد. والخناثير: الدواهي كالخناسير، بالسين. كلاهما عن ابن
الأعرابي. وقرأت في كتاب الأمثال لأبي محمد العكبري في حرف الميم في قولهم:
ما استتر من قاد الجمل . وأنشد للقلاخ:
أنا القلاخ بن جناب بن خلا
أخو خناثير أقود الجمـلا.
صفحة : 2791
قال: أي أنا ظاهر غير خفي والخناثير: الدواهي. قال ابن الأعرابي في موضع
آخر: الخناثير: قماش البيت. وخنثر، كجعفر، في نسب تميم، ضبطه الحافظ بالحاء
المهملة. وفي أسدش خزيمة، ضبطه الحافظ بالمهملة، وفي قيس عيلان، ضبطه
الحافظ بالمهملة. وعمرو بن خنثر من أبطال الجاهلية، وهو جد أم المؤمنين
خديجة ابنة خويلد لأمها، رضي الله عنها، وفيه الوجهان، ذكرهما الحافظ.
وفاته: خنثر بن الأضبط الكلابي، فارس جاهلي من ولده منظور بن رواحة الشاعر،
وقد قيل فيه بالإهمال أيضا.
خ-ن-ج-ر
الخنجر، كجعفر: السكين وقيل إن نونه زائدة، وإن وزنه فنعل، ومال إليه بعض
الصرفيين، أو العظيمة منها، هكذا بتأنيث الضمير في أصول القاموس كلها، أي
السكين باعتبار أنه جمع واحده سكينة، فأراد أولا مفردا، وأعاد عليه الجمع،
فهو كالاستخدام، قاله شيخنا. وتكسر خاؤه، أي مع بقاء فتح ثالث الكلمة،
فيكون كدرهم. ويستدرك علي بحرق في شرح لامية الأفعال فإنه قال فيه: لم يعرف
فعلل اسما إلا درهم، وزاد في المصباح لغة ثالثة وهي كزبرج ومن مسائل
الكتاب: المرء مقتول بما قتل به، إن خنجرا فخنجر وإن سيفا فسيف. الخنجر
الناقة الغزيرة اللبن كالخنجرة، بالهاء، والخنجورة، بالضم، والجمع الخناجر.
وقال الأصمعي: الخنجور، واللهموم والرهشوش: الغزيرة اللبن من الإبل. ورجل
خنجري اللحية، أي قبيحها، على التشبيه، نقله الصغاني عن الفراء. والعامة
تقول مخنجرة. والخنجرير: الماء المر الثقيل، وقيل هو الملح جدا مثل
الخمجرير يقال ناقة خنجورة، بالضم، أي ضخمة. والخنجر اسم رجل، هو الخنجر بن
صخر الأسدي.
خ-ن-ر
الخانر: الصديق المصافي، عن أبي العباس، ج خنر، بضمتين، هكذا هو مضبوط في
النسخ، والصواب خنر، مثال ركع. يقال: فلان ليس من خنري، أي ليس من أصفيائي.
والخنور، بفتح الخاء والنون وتشديد الواو، كعذور، ولو قال كعلملس كان أحسن
لشهرته، الخنور، مثل تنور: قصب النشاب. أنشد أبو حنيفة:
يرمون بالنشـاب ذي ال آذان في القصب الخنور قيل: كل شجرة رخوة خوارة فهي خنورة. قال أبو حنيفة. فلذلك قيل لقصب النشاب خنور. والنعمة الظاهرة. الخنور، كعلوص، أي على مثال بلور، وعذور، الدنيا، كأم خنذور. عبد الملك بن مروان: وفي رواية أخرى سليمان بن عبد الملك:
وطءنا أم خنور بقوة. فما مضت جمعة
حتى مات.
صفحة : 2792
وإسماعيل بن إبراهيم بن خنرة، كسكرة، محدث صنعاني، روى عنه عبيد بن محمد
الكشوري. وأم خنور، كتنور، وخنور كبلور: الضبع، وقيل: كنيته، وقيل هي أم
خنور كبلور، عن أبي رياش، والذي في الجمهرة لابن دريد الخنور، والخنور مثال
التنور، بالراء والزاي: الضبع. فتأمله مع سياق المصنف. أم خنورو خنور:
البقرة، عن أبي رياش أيضا، وقيل: الداهية، يقال: وقع القوم في أم خنور، أي
في داهية. الخنور: النعمة الظاهرة، وقيل: الكثيرة، ضد، وفيه تأمل إذ لا
مناسبة بين النعمة والداهية، وإنما هو بحسب المامات والعوارض، كما لا يخفى.
أم خنور: مصر، صانها الله تعالى، قا كراع: لكثرة خيرها ونعمتها، ومنه
الحديث الذي رواه أبو حنيفة الدينوري في كتاب النبات أم خنور يساق إليها
القصار الأعمار. قال أبو منصور وفي خنور ثلاث لغات. قلت: وقد صرح البكري
وعده من أسماء مصر، وكذا المقريزي في الخطط. وقرأت في بعض تواريخ مصر ما
نصه: وإنما سميت مصر بأم خنور لما فيها من الخيرات التي لا توجد في غيرها،
وساكنها لا يخلوا من خير يدر عليه فيها، فكأنها البقرة الحلوب النافعة،
وقيل غير ذلك، وهو كلام حسن، وعلى هذا فيكون مجازا ويمكن أن يكون تسميتها
به بمعنى الدنيا، وقد سميت بأم الدونيا أيضا. ويقال: وقعوا في أم خنور، إذا
وقوا في خصب ولين من العيش. من ذلك أيضا تسمية البصرة بأم خنور، لكثرة
أشجارها ونخيلها وخصب عيشها. أم خنور: الاست. وشك أبو حاتم في شد النون.
وقال أبو سهل: هي أم خنور كبلور. وقال ابن خالويه: هي اسم لاست الكلبة.
ومما يستدرك عليه: أم خنور: الصحارى، وبه فسر بعض قولهم: وقعوا في أم خنور.
خ-ن-ز-ر
الخنزرة، أهمله الجوهري هنا، وأورده في تركيب خزر وقال ابن دريد: هو الغلظ
قال: ومنه اشتقاق الخنزير، على رأي. الخنزرة: فأس غليظة عظيمة تكسر بها
الحجارة، أورده في تركيب خزر. ودارة خنزر، كجعفر: موضع، عن كراع. وفي
التهذيب: خنزر من غيؤ ذكر دارة، قال الجعدي:
ألم خيال من أميمة مـوهـنـا طروقا وأصحابي بدارة خنزر. والخنزرتين: من داراتهم وقد تقدم في خزر. وخنزرة موضع، أنشد سيبويه:
أنعت عيرا من حمير خنزره. والخنزير: حيوان معروف، وقد ذكر في خزر، وأعاده هنا على رأي منلمة لا تزاد إلا بثبت، وقد تقدم الكلام عليه. بقي عليه مما لم نستدرك في خزر.
خنزر: فعل فعل الخنزير. وخنزر: نظر بمؤخر عينه. وخنزر بن الأرقم اسمه الحلال هو ابن عم الراعي يتهاجيان. وزعموا أن الراعي هو الذي سماه خنزرا، وهو أحد بني بدر بن عبد الله بن ربيعة ابن الحارث بن نمير، والراعي من بني قطن بن ربيعة، ومناظرتهما في الحماسة. وأبو بكر أحمد وأبو إسحاق إبراهيم، ابنا محمد بن إبراهيم بن جعفر الكندي الصيفي، الخنازيريان، محدثان. ومنية الخنازير، قرية بمصر، وكفر الخنازير، أخرى بها.
خ-ن-س-ر
الخنسر بالكسر: اللئيم، و الخنسر: الداهية، والخناسير: الهلاك وأنشد ابن
السكيت:
إذا ما نتجنا أربعا عام كفـأة
بغاها خناسيرا فأهلك أربعا.
صفحة : 2793
وقد تقدم. الخناسير: ضعاف الناس وصغارهم. ويقال: هم الخناسر. الخناسير:
أبوال الوعول على الكلإ والشجر. والخناسرة: أهل الجبانة لضعفهم. ورجل خنسر
وخنسري، بفتحهما أي في موضع الخسران، ج خناسرة، وقد تقدم. وقال ابن
الأعرابي: الخناسير: الدواهي، كالخناثير، وقيل الخناسير: الغدو واللؤم،
ومنه قول الشاعر:
فإنك لو أشبهت عمي حملتني ولكنه أدركتك الخنـاسـر. أي أدركتك ملائم أمك.
خ-ن-ش-ف-ر
الخنشفير، كقندفير، أهمله الجوهري، وقال الصغاني: أم خنشفير: الداهية،
والوزن به غريب، ولو قال كزنجبيل كان أولى وأقرب للتفهيم، كما هو ظاهر.
وهذه اللفظة قريبة من لفظة الخنفشار، بالكسر، وهي مولدة اتفاقا، واستعمل
الآن في التعاظم، ولها قصة عجيبة ذكره المقري في نفح الطيب، وأنشد الشعر
الذي صنعه المولد بديهة على قوله حين سئل عنها فقال إنها نبت يعقد به اللبن
وقال:
لقد عقدت محبتكم بقلـبـي كما عقد الحليب الخنفشار. فتعجبوا من بديهته، وقد نسب ذلك إلى أبي العلاء صاعد اللغوي صاحب الفصوص، وقيل الزمخشرين والأول أقرب. واستدرك شيخنا: خشنشار الواقع في قول أبي نواس:
كأنها مطعمة فاتـهـا بين البساتين خشنشار. قال شارح ديوانه: هو من طيور الماء، وهو قنص العقاب، ونقله الخفاجي في شفاء الغليل.
خ-ن-ص-ر
الخنصر، كزبرج وتفتح الصاد، أي مع بقاء كسر الأول فيصير من نظائر درهم،
ويستدرك به علي بحرق شارح اللامية، كما تقدمت الإشارة إليه: الإصبع الصغرى
أو الوسطى. هكذا ذكرهما في كتاب سيبويه، كما نقله عنه صاحب اللسانم، فقول
شيخنا: وإطلاقه على الوسطى قول غير معروف، ولا يوجد في ديوان مألوف، محل
تأمل. مؤنث، والجمع خناصر. قال سيبويه: ولا يجمع بالألف والتاء، استغناء
بالتكسير. ولها نظائر نحو فرسن وفراسن وعكسها كثير. وحكى اللحياني: إنه
لعظيم الخناصر، وإنها لعظيمة الخناصر، ثم جمع على هذا، وأنشد:
فشلت يميني يوم أعلو ابن جعفر وشل بناناها وشل الخناصـر. ويقال: بفلان تثنى الخناصر، أي تبدأ به ذكر أشكاله. وأنشدنا شيخنا قال: أنشدنا الإمام محمد بن المسناوي:
وإذا الفوارس عددت أبطالها عدوه في أبطالهم بالخنصر. قال أي أول شيء يعدونه.
وخناصرة، بالضم: د، بالشام من عمل حلب، وقيل: من أرض حمص، سميت، هكذا في النسخ، والصواب: سمي بخناصرة بن عروة بن الحارث، هكذا في النسخ، والصواب: عمرو بن الحارث بن كعب ابن الوغا بن عمرو بن عبدود بن عوف ابن كنانة كذا ذكره ابن الكلبي. قيل هو خليفة إبراهيم الأثرم صاحب الفيل، خلفه باليمن بصنعاء، إذا سار كسرى أنو شروان، وقيل: بناها أبو شمر بن جبلة بن الحارث، قاله السمعاني. قلت: وبها مرض عمر بن عبد العزيز، ومات بدير سمعان، وجمعها جران العود الشاعر اعتبارا بما حولها، فقال:
نظرت وصحبتي بخناصرات. وخنصرات، بالكسر، علم.
خ-ن-ط-ر
صفحة : 2794
الخنطير، كقنديل هكذا بالطاء المهملة بعد النون ومثله في التكلة. والذي في
اللسان وغيره بالظاء المشالة والأول الصواب، وقد أهمله الجوهري وقال
اللحياني: هي العجوز المسترخية الجفون ولحم الوجه. أعاذنا الله منها.
خ-ن-ف-ر
خنافر، كعلابط، أهمله الجوهري، وقال الصغاني: هو اسم رجل كاهن، وهو خنافر
بن التوأم الحميري. ومما يستدرك عليه: خنفر من الأعلام. ومحمد بن علي بن
جنفر الأسدي، حدث بدمشق عن القاضي أبي المعالي القرشي، وعنه الحافظ أيضا.
وخنفر: لقب أبي الفرج محمد ابن عبد الله الواسطي الوكيل، سمع منوجهر بن
تركانشاه، توفي سنة 619. وخنفر: قرية باليمن، وعن الصغاني. قلت: وهي من
أكبر قرى وادي أبين، وقد بنى فيها الأتابك مسجدا عظيما، وبها أولاد محمد بن
مبارك البركاني خفراء الحاج.
خ-و-ر
الخوار بالضم: من صوت البقر والغنم والظباء والسهام، وقد خار يخور خوارا:
صاح، قاله ابن سيده. وقال الليث: الخوار: صوت الثور، وما اشتد من صوت
البقرة والعجل. وفي الكتاب العزيز فأخرج لهم عجلا جسدا له خوار . وفي حديث
مقتل أبي بن خلف: فخر يخور كما يخور الثور . وفي مفردات الراغب: الخوار في
الأصل: صياح البقر فقط، ثم توسعوا فيه فأطلقوه على صياح جميع البهائم. وقول
شيخنا: واستعماله في غير البقر غير معروف، مناقش فيه، فقد قال أوس بن حجر
في خوار السهام:
يخرن إذا أنفزن في ساقط النـدى
وإن كان يوما ذا أهاضيب
مخضلا
خوار المطافيل الملمعة الـشـوي
وأطلائها صادفن عرنان مبـقـلا
يقول: إذا أنفزت السهام خارت خوار هذه الوحش المطافيل التي تثغو إلى أطلائها وقد أنشطها المرعي المخصب، فأصوات هذه النبال كأصوات تلك الوحوش دذوات الأطفال وإن أنفزت في يوم مكطر مخضل. أي فلهذه النبل فضل من أجل إحكام الصنعة وكرم العيدان. والخور مثل الغور: المنخفض المطمئن من الأرض بين النشزين. الخور: الخليج من البحر. قيل: مصب الماء في البحر، وقيل: هو مصب المياه الجارية في البحر إذا اتسع وعرض. وقال شمر: الخور: عنق من البحر يدخل في الأرض، والجمع خؤور. قال العجاج يصف السفنة:
إذا انتحى بجؤجؤ مسمـور
وتارة ينقض في الخـؤور
تقضي البازي من الصقور.
الخور: ع بأرض نجد في ديار كلاب فيه الثمام ونحوه. أو واد وراء برجيل،
كقنديل، ولم يذكر المصنف برجيل في اللام. الخور: مصدر خار يخور، وهو إصابة
الخوران. يقال طعنه فخاره خورا: أصاب خورانه، وهو الهواء الذي فيه الدبر من
الرجل والقبل من المرأة. وقيل: الخوران، بالفتح: اسم للمبعر يجتمع عليه،
أيشتمل، حتار الصلب من الإنسان وغيره، أورأس المبعرة، أي مجرى الروث، أو
الذي فيه الدبر. وقيل: الدبر بعينه: سمي به لأنه كالهبطة بين ربوتين. ج
الخورانات والخوارين، وكذلك كل اسم كان مذكرا لغير الناس جمعه على لفظ تاآت
الجمع جائز، نحو حممات وسرادقات وما أشبهها. والخور، بالضم من النساء
الكثيرات الريب، لفسادهن وضعف أحلامهن، بلا واحد. قال الأخطل:
صفحة : 2795
يبيت يسوف الخور وهي رواكد
كما ساف أبكار الهجان فنيق. من المجاز: الخور: النوق الغزر الألبان أي
كثرتها، جمع خوارة، بالتشديد، على غير قياس. قال شيخنا في شرح الكفاية: بل
ولا نظير له. قال القطامي:
رشوف وراء الخور لو تندرئ لها صبا وشمال حرجف لم تقلـب. قلت: هذا هو الذي صرح به في أمهات اللغة. وفي كفاية المتحفظ ما يقتضي أن هذا من أوصاف ألوانها، فإنه قال: الخور: هي التي تكون أللوانها بين الغبرة والحمرة، وفي جلودها رقة. يقال: ناقة خوارة، قالوا: الحمر من الإبل أطهرها جلدا، والورق أطيبها لحما، والخور أغزرها لبنا. وقد قال بعض العرب: الرمكاء بهياء، والحمراء صبراء، والخوارة غزراء. وقد أوسعه شرحا شيخنا في شرحها المسمى بتحرير الرواية في تقرير الكفاية. فراجعه. قلت: والذي قاله ابن السكيت في الإصلاح: الخور: الإبل الحمر إلى الغبرة، رقيقات الجلود، طوال الأوبار، لها شعر ينفذوبرها، هي أطل من سائر الوبر، والخور أضعف من الجلد، وإذا كانت كذلك فهي غزار. وقال أبو الهيثم: ناقة خوارة: رقيقة الجلد غزيرة. الخور، بالتحريك: الضعف والوهن، كالخؤور، بالضم، والتخوير. وقد خار الرجل والحر يخور خؤورا، وخور خورا، وخور: ضعف وانكسر.
والخوار ككتان: الضعيف، كالخائر، وكل ما ضعف فقد خار. وقال الليث: الخوار: الضعيف الذي لا بقاء له على الشدة. وفي حديث عمر: لن تخور قوى مادام صاحبها ينزع وينزو . أي لن يضعف صاحب قوة يقدر أن ينزع في قوسه ويثب إلى دابته. ومنه حديث أبي بكر قال لعمر: أجبان في الجاهلية وخوار في الإسلام ، والخوار في كل شيء عيب إلا في هذه الأشياء يأتي منها البعض في كلام المصنف، كقوله. و الخوار من الزناد: القداح، يقال: زناد خوار، أي قداح، قاله أبو الهيثم. الخوار من الجمال: الرقيق الحسن يقال: بعير خوار أي رقيق حسن. ج قولهم: جمل سبحل وجمال سبحلات، أي أنه لا يجمع إلا بالألف والتاء. قال ابن بري: وشاهد الخور جمع خوار قول الطرماح:
أنا حماة المجد من آل مالـك إذا جعلت خور الرجال تهيع. قال: ومثله لغسان السليطي:
قبح الإله بني كليب إنـهـم خور القلوب أخفة الأحلام. الخوار العذري رجل نسابة، أي كان عالما بالنسب. من المجاز: فرس خوار العنان، إذا كان سهل المعطف لينه كثير الجري، وخيل خور. قال ابن مقبل:
ملح إذا الخور اللهاميم هرولتتوثب أوساط الخبار على الفتر والخوارة: الاست، لضعفها. من المجاز: الخوارة: النخلة الغزيرة الحمل. قال الأنصاري: أدين وما ديني عليكم بمغرم ولكن على الجرد الجلاد القراوح
على كل خوار كأن جذوعه
طلين بقار أو بحمأة مائح.
صفحة : 2796
من المجاز: استخاره فخاره، أي استعطفه فعطفه، يقال: هو من الخوار والصوت.
وأصله أن الصائد يأتي الموضع الذي يظن فيه ولد الظبية أو البقرة فيخور خوار
الغزال فتسمع الأم. فإن كان لها ولد ظنت أن الصوت صوت ولدها، فتتبع الصوت،
فيعلم الصائد أن لها ولدا فيطلب موضعه، فيقال استخارها، أي خار لتخور، ثم
قيل لكل من استعطف: استخار. وقال الهذلي وهو خالد بن زهير:
لعلك إما أم عمرو تـبـدلـت سواك خليلا شاتمي تستخيرها قال السكري شارح الديوان: أي تستعطفها بشتمك إياي. وقال الكميت
ولن يستخر رسوم الديار لعولته ذو الصبا المعول. فعين استخرت على هذا واو، وهو مذكور في الياء أيضا. عن الليث: استخار الضبع، واليربوع: جعل خشبة في ثقب بيتها، وهو القاصعاء، حتى تخرج من مكان آخر، وهو النافقاء، فيصده الصائد. قال الأزهري: وجعل الليث الاستخارة للضبع واليربوع، وهو باطل. استخار المنزل: استنظفه كأنه طلب خيره، وهذا يناسب ذكره في الياء، كما فعله صاحب اللسان، وأنشد قول الكميت. وأخاره إخارة. صرفه وعطفه يقال: أخرنا المطايا إلى موضع كذا نخيرها إخارة: صرفناها وعطفناها. وخور، بالضم: ةببلخ، منها أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، ختن يحيى بن محمد ابن حفص، وكان به صمم، يروي عن أبي الحسن علي بن خشرم المروزي، مات سنة 305.
خور:ة باستراباذ، تضاف إلى سفلق
كجعفر، كذا في تارخ استراباذ لأبي سعد الإدريسي، منها أبو سعيد محمد بن
أحمد الخور سفلقي الاستاباذي، يروي عن أبي عبيدة أحمد بن حواس، وعنه أبو
نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي الاستراباذي. الخور بالفتح مضافة إلى مواضع
كثيرة، منها خور السيف بكسر السين، وهو دون سيراف. مدينة كبيرة، ويأتي
للمصنف أيضا.
صفحة : 2797
خور الديبل، بفتح الدال المهملة وسكون الياء التحتية وضم الموحدة: قصبة
بلاد السند، وجه إليه عثمان بن أبي العاص أخاه الحكم ففتحه، وهو نهر عظيم
عليه بلدان. خور فوفل، كجوهر: من سواحل بحر الهشند، ولم يذكره المصنف. خور
فكان، كرمان، ولم يذكره المصنف أيضا. خور الديبل، بفتح الدال المهملة وسكون
الياء التحتية وضم الموحدة: قصبة بلاد السند، وجه إليه عثمان بن أبيا لعاص
أخاه الحكم ففتحه، وهو نهر عظيم عليه بلدان. خور فوفل، كجوهر: من سواحل بحر
الهند، ولم يذكره المصنف. خور فكان، كرمان، ولم يذكره المصنف أيضا. خور
بروص، كجعفر، بالصاد المهملة، أو بروج، بالجيم بدل الصاد، وكلاهما صحيحان:
مدينة عظيمة بالهند، مواضع. وخوار، بالضم: ة بالري، على ثمانية عشر فرسخا،
منها أبو عبد الله عبد الجبار بن محمد بن أ~حمد الخواري، سمع أبا بكر
البيهقي، وأبا القاسم القشيري. وأخوه الحاكم عبد الحميد بن محمد كان
بخسروجرد، شارك أخاه في السماع، والصواب أنهما من خوار قرية ببيهق، وليسا
من خوار الري، كما حققه السمعاني. وزكريا بن مسعود، روى عن علي بن حرب
الموصلي، الخواريان. ومن خوار الري إبراهيم بن المختار التيمي، يروي عن
الثوري وابن جريج، وأبو محمد عبد الله بن محمد الخواري، ترجمه الحاكم.
وظاهر بن داوود الخواري، من جلة المشايخ الصوفية. خوار بن الصدف ككتف: قيل
من أقيال حمير وقال الدارقطني: من حضرموت. يقال: نحرن خورة إبلنا، بالضم،
أي خيرتها عن ابن الأعرابي وكذلك الخوري. وقال الفراء: يقال: لك خوراها أي
خيارها. وفي بني فلان خوري من الإبل الكرام. ومما يستدرك عليه: تخاورت
الثيران. وخار الحر يخور خؤورا، وخور خورا، وخور: انكسر وفتر وهو مجاز.
وعبارة الأساس: وخار عنا البرد: سكن. وهو مذكور في الصحاح أيضا. واستدرك
شيخنا خار بمعنى ذهب، ولم أجده في ديوان، ولعله مصحف عن وهت. خار يخور:
ضعفت قوته ووهت.
ورجل خوار: جبان، وهو مجاز. ورمح خوار وسهم خوار وخؤور: ضعيف فيه رخاوة، وكذا قصبة خوارة. وفي حديث عمرو بن العاص: ليس أخو الحرب من يضع خور الحشايا عن يمينه وعن شماله أي يضع ليان الفرش والأوطية وضعافها عنده، وهي التي لا تحشي بالأشياء الصلبة. وخوره: نسبه إلى الخور. قال. لقد علمت فاعذليني أو ذري أن صروف الدهر، من لا يصبر على الملمات بها يخور وشاة خوارة: غزيرة اللبن، وفي الأساس: سهلة الدر، وهو مجاز. وأرض خوارة: لينة سهلة. والجمع خور. وبكرة خوارة، إذا كانت سهلة جري المحور في القعو. وناقة خوارة: سبطة اللحم هشة العظم. ويقال: إن في بعيرك هذا لشارب خور، يكون مدحا ويكون ذما، فالمدح أن يكون صبورا على العطش والتعب، والذم أن يكون غير صبور عليهما. وقال أبو الهيثم: رجل خوار، وقوم خوارون. ورجل خؤور وقوم خورة. وخوار الصفا: الذي له صوت من صلابته، عن ابن الأعرابي، وأنشد:
يترك خوار الصفا ركوبا. والخوار
كغراب: اسم موضع. قال النمر بن تولب:
صفحة : 2798
خرجن من الخوار وعدن فيه وقد
وازن من أجلى برعن. وفي الحديث: ذكر خور كمان، والخور: جبل معروف بأرض
فارس، ويروى بالزاي وصوبه الدارقطني وسيأتي. وعمر بن عطاء بن وراد بن أبي
الخوار الخواري، إلى الجد، كذا حميد بن حماد بن خوار الخواري، وتغلب بنت
الخوار، حدثوا.
خ-ي-ر
الخير، م، أي معروف، وهو ضد الشر، كما في الصحاح، هكذا في سائر النسخ،
ويوجد في بعض منها: الخير: ما يرغب فيه الكل كالعقل والعدل مثلا، وهي عبارة
الراغب في المفردات، ونصها كالعقل مثلا والعدل والفضل والشيء النافع. ونقله
المصنف في البصائر.
ج خيور، وهو مقيس مشهور. وقال النمر بن تولب:
ولا قيت الخيور وأخطأتنـي
خطوب جمة وعلوت قرني. ويجوز
فيه الكسر، كما في بيوت ونظائره، وأغفل المصنف ضبطه لشهرته قاله شيخنا.
وزاد في المصباح أنه يجمع أيضا على خيار، بالكسر، كسهم وسهام. قال شيخنا:
وهو إن كان مسموعا في البائي العين إلا أنه قليل، كما نبه عليه ابن مالك،
كضفان جمع ضيف.
صفحة : 2799
في المفردات للراغب، والبصائر للمصنف، قيل: الخير ضربان: خير مطلق، وهو ما
يكون مرغوبا فيه بكل حال وعند كل أحد، كما وصف صلى الله عليه وسلم به الجنة
فقال: لا خير بخير بعده النار، ولا شر بشر بعده الجنة . وخير وشر مقيدان،
وهو أن خير الواحد شر لآخر مثل المال الذي ربما كان خيرا لزيد وشرا لعمرو.
ولذلك وصفه الله تعالى بالأمرين، فقال في موضع: إن ترك خيرا . وقال في موضع
آخر: أيحسبون أن مانمدهم به من مال وبنين. نسارع لهم في الخيرات . فقوله:
إن ترك خيرا . أي مالا. وقال بعض العلماء: إنما سمي المال هنا خيرا تنبيها
على معنى لطيف وهو أن المال يحسن الوصية به ما كان مجموعا من وجه محمود،
وعلى ذلك قوله تعالى: وما تفعلوا من خير يعلمه الله . وقوله تعالى:
فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا . قيل: عنى مالا من جهتهم، قيل: إن علمتم أنلا
عتقهم يعود عليكم وعليهم بنع. وقوله تعالى لا يسأم الإنسان من دعاء الخير .
أي لا يفتر من طلب المال وما يصلح دنياه. وقال بعض العلماء: لا يقال للمال
خير حتى يكون كثيرا، ومن مكان طيب. كما روى أن عليا رضي الله عنه دخل على
مولى له، فقال: ألا أوصي يا أمير المؤمينن، قال لا، لأن الله تعالى قال إن
ترك خيرا . وليس لك مال كثير. وعلى هذا أيضا قوله: وإنه لحب الخير لشديد .
قوله تعالى: إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي أي آثرت والعرب تسمي الخيل
الخير، لما فيهما من الخير. الخير: الرجل الكثير الخير، كالخير، ككيس،
يقال: رجل خير وخسر، ومخفف ومشدد، وهي بهاء، امرأة خيرة وخيرة، ج أخيار
وخيار، الأخير بالكسر، كضيف وأضياف. وقال: فيهن خيرات حسان قال الزجاج:
المعنى أنهن خيرات الأخلاق حسان الخلق، قال وقرئ بالتشديد، قيل: المخففة في
الجمال والميسم، والمشددة في الدين والصلاح، كما قاله الزجاج، وهو قول
الليث، ونصه: رجل خير وامرأة خيرة: فاضلة في صلاحها. وامرأة خيرة في جمالها
وميسمها. ففرق بين الخيرة والخيرة، واحتج بالآية. قال أبو منصور. ولا فرق
بين الخيرة والخيرة عند أهل اللغة. وقال: يقال: هي خيرة النساء وشرة
النساء، واستشهد بما أنشده أبو عبيدة: رلبلات هند خيرة الربلات. وقال خالد
بن جنبة: الخيرة من النساء: الكريمة النسب، الشريفة الحسب، الحسنىة الوجه،
السنة الخلق، الكثيرة المال، التي إذا ولدت أنجبت. ومنصور بن خير المالقي:
أحد القراء المشهورين. الحافظ أبو بكر محمد بن خير الإشبيلي، مع ابن بشكوال
في الزمان. يقال فيه الأموي أيضا، بفتح الهمزة، منسوب إلى أمة جبل بالمغرب،
وهو خال أبي القاسم السهيلي. وسعد الخير الأنصاري، وبنته فاطمة حدثت عن
فاطمة الجوزدانية. وسعد الخير بن سهل الخوارزمي، محدثون. الخير، بالكسر:
الكرم. الخير: الشرف، عن ابن الأعرابي، الخير: الأصل عن اللحياني. يقال: هو
كريم. الخير، وهو الخيم، وهو الطبيعة، والخير: الهيئة، عنه أيضا. وإبراهيم
الخير، ككيس، محدث، وهو إبراهيم بن محمود بن سالم البغدادي، والخير لقب
أبيه. وخار الرجل يخير خيرا: صار ذا خير. وخار الرجل على
صفحة : 2800
غيره. وفي الأمهات اللغوية: على صاحبه، خيرا خيرة، بكسر فسكون، وخيرا، بكسر
ففتح، وخيرة بزيادة الهاء: فضله على غيره، كما في بعض النسخ، كخيره تخييرا.
خار الشيء:انتقاه واصطفاه، قال أبو زبيد الطائي.ره. وفي الأمهات اللغوية:
على صاحبه، خيرا خيرة، بكسر فسكون، وخيرا، بكسر ففتح، وخيرة بزيادة الهاء:
فضله على غيره، كما في بعض النسخ، كخيره تخييرا. خار الشيء:انتقاه واصطفاه،
قال أبو زبيد الطائي.
إن الكرام على ما كان من خلق
رهط امرئ خاره للدين مختار. وقال: خاره مختار، لأن خار في قوة: اختار،
كتخيره واختاره. وفي الحديث تخيروا لنطفكم أي اطلبوا ما هو خير المناكح
وأزكاها، وأبعد من الفحش والفجور.
قال الفرزدق:
ومنا الذي اختير الرجال سماحةوجودا إذا هب الرياح الزعازع. أراد من الرجال، لأن اختار مما يتعدى إلى مفعولين بحذف حرف الجر. تقول: اخترته الرجال واخترته منهم. وفي الكتاب العزيز: واختار موسى قومه سبعين رجلا . أي من قومه. وإنما استجيز وقوع الفعل عليهم إذا طرحت من من الأختيار، لأنه مأخوذ من قولك: هؤلاء خير القوم وخير من القوم، فلما جازت الإضافة مكان من، ولم يتغير المعنى، استجازوا أن يقولوا: اخترتكم رجلا واخترت منكم رجلا. وأنشد:
تحت التي اختار له الله الشجر. يريد اختار الله له من الشجر. وقال أبو العباس: إنما جاز هذا لأن الاختيار يدل على التبعيض، ولذلك حذفت من. اخترته عليهم، عدي بعلى لأنه في معنى فضلته. وقال قيس ابن ذريح:
لعملاري لمن أمسى وأنت ضجيبعهمن
الناس ما اختيرت عليه المضاجع.
صفحة : 2801
معناه: ما اختيرت على مضجعه المضاجع، وقيل: ما ختيرت دونه. والاسم من قولك:
اختاره الله تعالى الخيرة، بالكسر، والخيرة، كعنبة، والأخيرة أعرف. وفي
الحديث محمد صلى الله عليه وسلم خيرته من خلقه وخيرته، ويقال: هذا وهذه
وهؤلاء خيرتي، وهو ما يختاره عليه. وقال الليث: الخيرة. خفيفة مصدر اختار
خيرة، مثل ارتاب ريبة. قال: وكل مصدر يكون لأفعل فاسم مصدره فعال مثل أفاق
يفيق فواقا، وأصاب يصيب صوابا، وأجاب جوابا، أقام الاسم مقام المصدر. قال
أبو منصور: وقرأ القراء أن يكون لهم الخيرة بفتح الياء، ومثله سبي طيبة.
وقال الزجاج: ما كان لهم الخيرة . أي ليس لهم أن يختاروا على الله. ومثله
قول الفراء. يقال: الخيرة والخبيرة، كل ذلك لما يختاره من رجل أو بهيمة.
وخار الله لك في الأمر: جعل لك ما فيه الخير. وفي بعض الأصول: الخيرة
والخيرة بسكون الياء الاسم من ذلك. وه أخير منك، كخير، عن شمر. وإذا أردت
معنى التفضيل قلت: فلان خيرة الناس، بالهاء، وفلانة خيرهم بتركها، كذا في
سائر أصول القاموس، ولا أدري كيف ذلك. والذي في الصحاح خلاف ذلك، ونصه: فإن
أردت معنى التفضيل قلت: فلانة خير الناس. ولم تقل خيرة. وفلان خير الناس
ولم تقل أخير، لا يثني ولا يجمع، لأنه في معنى أفعل، وهكذا أورده الزمخشري
مفصلا في مواضع من الكشاف، وهو من المصنف عجيب. وقد نبه على ذلك شيخنا في
شرحه، وأعجب منه أن المصنف نقل عبارة الجوهري بنصها في بصائر ذوي التمييز،
وذهب إلى ما ذهب إليه الأئمة، فليتفطن لذلك. أو فلانة الخيرة من المرأتين،
كذا في المحكم، وهي الخيرة، بفتح فسكون. والخيرة: الفاضلة من كل شيء جمعها
الخيرات. وقال الأخفش إنه لما وصف به وقيل فلان خير، أشبه الصفات فأدخلوا
فيه الهاء للمؤنث ولم يريدوا به أفعل. وأنشد أبو عبيدة لرجل من بني عدي تيم
تميم جاهلي:
ولقد طعنت مجامع الربلات
ربلات هند خيرة الملكات.
صفحة : 2802
والخيرة. بكسر فسكون، والخيري، كضيزى، والخورى، كطوبي، ورجل خيري وخوري
وخيرى كحيري وطوبى وضيزى ولو وزن الأول بسكرى كان أحسن: كثير الخير، كالخير
والخير. وخايره في الخط مخايرة: غلبه. وتخايرا في الخط وغيره إلى حكم
فخاره، كان خيرا منه، كفاخره ففخره، وناجبه فنجبه. والخيار، بالكس: القثاء،
كما قاله الجوهري، وليس بعربي أصيل كما قاله الفناري، وصرح به الجوهري،
وقيل: شبه القثاء، وه الأشبه، كما صرح به غير واحد. الخيار: الاسم من
الاختيار وهو طلب خير الأمرين، إما إمضاء البيع أو فسخه. وفي الحديث:
البيعان بالخيار مالم يتفرقا . وهو على ثلاثة أضرب: خيار المجلس، وخيار
الشرط، وخيار النقيصة، وتفصيله في كتب الفقه. قولهم: لك خيرة هذه الغنم
وخيارها. الواحد والجمع في ذلك سواء، وقيل: الخيار: نضار المال وكذا من
الناس وغير ذلك. وأنت بالخيار وبالمخيار، هكذا هو بضم الميم وسكون الخاء
وفتح التحتية، والصواب: وبالمختار، أي اختر ما شئت. وخيار: راوي إبراهيم
الفقيه النخعي، قال: الذهبي: هو مجهول. خيار بن سلمة أبو زياد تابعي، عداده
في أهل الشام، يروي عن عائشة، وعنه خالد بن معدان. قال أبو النجم:
قد أصبحت أم الخيار تدعي
علي ذنبا كله لم أصـنـع
اسم امرأة معروفة. وعبيد الله بن
عدي بن الخيار ابن عدي بن نوفل بن عبد مناف المدني الفقيه، م، أي معروف، عد
من الصحابة، وعده العجلي وغيره من ثقات التابعين. وخيار شنبر: شجر، م، أي
معروف، وهو ضرب من الخروب شجره مثل كبار شجر الخوخ والجزء الأخير منه معرب،
كثير باللإسكندرية ومصر، وله زهر عجيب. وخيربوا: حب صغار كالقاقلة طيب
الريح: وخيران: ة بالقدس. منها أحمد ابن عبد الباقي الربعي. وأبو نصر بن
طوق، هكذا في سائر أصول القاموس، والصواب أنهما واحد ففي تاريخ الخطيب
البغدادي: أبو نصر أحمد بن عبد الباقي بن الحسن بن محمد بن عبد الله بن طوق
الربعي الخيراني الموصلي، قدم بغداد سنة 440 وحدث عن نصر بن أحمد المرجي
الموصلي، فالصواب أن الواو زائدة، فتأمل. خيران، حصن باليمن. خيران هكذا
ذكره ابن الجوان النسابة، ود نوف بن همدان، وقال شيخ الشرف النسابة: هو
خيوان، بالواو، فصحف. وخيارة:ة بطبرية، بها قبر شعيب بن متيم النبي عليه
السلام. وخيرة، كعنبة: ةبصنعاء اليمن على مرحلة منها، نقله الصغاني، خخيرة:
ع من أعمال الجند باليمن. خيرة والد إبراهيم الإشبيلي الشاعر الأديب. خيرة:
جد عبد الله بن لب الشاطبي المقريء من شيوخ أبي محمد الدلاصي. وفاته: محمد
بن عبد الله بن خيرة أبو الوليد القرطبي، عن أبي بحر بن العاص، وعنه عمر
الميانشي، ويقال فيه أيضا خيارة. والخيرة، ككيسة، اسم المدينة المنورة، على
ساكنها أفضل الصلاة والسلام، وهي الفاضلة، سميت لفضلها على سائر المدن.
وخير، كميل: قصبة بفارس.
صفحة : 2803
خيرة، بهاء:جد محمد ابن عبد الرحمن الطبري المحدث عن مقاتل بن حيان، حدث
ببغداد في المائة الرابعة. وخيرين، بالكسر:ة من عمل الموصل. قلت: والأشبه
أن يكون نسبة أبي نصر بن طوق إليها، وأنه يقال فيها خيرين وخيرات،
بالوجهين. وخيرة الأصفر وخيرة المدمدرة: من جبال مككة المشرفة، حرسها الله
تعالى سائر بلاد المسلمين، ما أقبل منهما على مر الظهران حل،. قال شمر: قال
أعرابي لخلف الأحمر: ما خير اللبن للريض أي بنصب الراء والنون وذلك بمحضر
من أبي زيد، قال له خلف: ما أحسنها من كلمة لو لم تدنسها بإسماعها الناس
قال: وكان ضنينا. فرجع أبو زيد إلى أصحابه فقال: لهم: إذا أقبل خلف الأحمر
فقولوا بأجمعكم: ما خير اللبن للمريض? ففعلوا ذلك عند إقباله، فعلم أنه من
فعل أبي زيد. وهو تعجب. واستخار: طلب الخيرة، وهو استفعال نمنه، يقال:
استخر الله يخرء لك، والله يخير للعد إذا استخاره. وخيره بين الشيئين: فوض
إليه الخيار، ومنه حديثق عامر ابن الطفيل أنه خير في ثلاث . أي جعل له أن
يختار منها واحدا وهو بفتح الخاء. وفي حديث بريرة أنها خيرت في زوجها ،
بالضم. وإنك ما وخيرا، أي إنك مع خير، أي ستصيب خيرا، وهو مثل. وبنو الخيار
بن مالك: قبيلة، هو الخيار بن مالك بن زيد بن كهلان من همدان وحسين بن أبي
بكر الخياري، إلى بيع الخيار، محدث، سمع من سعيد بن البناء، وتأخر إلى سنة
617 وعنه ابن الرباب وآخرون. قال ابن نقطة: صحيح السماع، وابنه علي بن
الحسين، سمع من ابن يونس وغيره. وأبو الخيار يثسير أو أسير بن عمرو الكندي،
والأخير قول أهل الكوفة. وقال يحيى بن معين: أبو الخيار الذي يروي عن ابن
مسعود اسمه يسير بن عمرو، وأدرك النبي صلى الله عليه وسلم، وعاش إلى زمن
الحجاج. قال ابن المديني: وأهل البصرة يسمونه أسير بن جابر، روى عنه زرارة
بن أوفى وابن سيرين وجماعة، والظاهر أنه يثسير بن عمرو ابن جابر، قاله
الذهبي وابن فهد. قلت: وسيأتي للمصنف في ي-س-ر.
صفحة : 2804
وخير أو عبد خير الحميري، كان اسمه عبد شر، فغيره النبي صلى الله عليه
وسلم، فيما قيل، كذا في تاريخ حمص لعبد الصمد بن سعيد. وقرأت في تاريخ حلب
لابن العديم ما نصه: وهو من بني طيء، ومن ولده عامر بن هاشم بن مسعود بن
عبد الله بن عبد خير، حدث عن محمد بن عثمان بن ذي ظليم عن أبيه عن جده قصة
إسلام جده عبد خير، فراجعه. خير بن عبد يزيد الهمداني، هكذا في النسخ،
والصواب عبد خير بن يزيد، أدرك الجاهلية، وأسلم في حياة النبي صلى الله
عليه وسلم، وروى عن علي، وعنه الشعبي: صحابيون. وأبو خيرة، بالكسر، وفي
التبصير بالفتح. قال الخطيب:لا أعلم أحدا سماه. الصنابحي إلى صنابح، قبيلة
من مراد. هكذا في سائر أصول القاموس. قال شيخنا: والظاهر أنه وهم أو تصحيف
ولذا قال جماعة من شيوخنا: الصذواب أنه الصباحي إلى صباح بن لكيز من عبد
القيس، قالوا: قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد عبد القيس، كما
رواه الطبراني وغيره. قال ابن مكولا: ولا أعلم من روى عن النبي صلى الله
عليه وسلم من هذه القبيلة غيره. قلت: ورأيته هكذا في معجم الأوسط للطبراني،
ومثله في التجريد للذهبي، ولا شك أن المصنف قد صحف. وزادوا أبا خيرة: والد
يزيد، له وفادة. استدركه الأشيري على ابن عبد البر. وخيرة بنت أبي حدرد،
بفتح الخاء، من الصحابة، وهي أم الدرداء، رضي الله عنها.
صفحة : 2805
وأبو خيرة عبيد الله، حدث، وهو شيخ لعبد الصمد بن عبد الوارث. وأبو خيرة
عبيد الله، حدث، وهو شيخ لعبد الصمد بن عبد الوارث. وأبو خيرة محمد بن حذلم
عباد، كذا في النسخ، والصواب محب بن حذلم، كذا هو بخط الذهبي. قال: روى عن
موسى بن وردان، وكان من صلحاء مصر. ومحمد بن هشام بن أبي خيرة السدوسي
البصري، نزيل مصر، محدث مصنف. روى له أبو داوود والنسائي، مات سنة 151. لكن
ضبط الحافظ جده في التقريب كعنبة. وخيرة بنت خفاف، وخيرة بنت عبد الرحمن:
روتا، أما بنت خفاف فروى عنها الزبير بن خيت. وأما بنت عبد الرحمن فقالت:
بكت الجن على الحسين. وأحمد بن خيرون المصري، كذا في النسخ، والذي عند
الذهبي خيرون بن أحمد بن خيرون المصري، وهو الذي يروي عن ابن عبد الحكم
ومحمد بن خيرون القيرواني أبو جعفر، مات بعد الثلاثمائة. ومحمد المعافري،
قرأ على أبي بكر بن سيف. والحافظ المكثر أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون
ابن إبراهيم المعدل الباقلاني محدث بغداد ولإمامها، سمع أبا علي بن شاذان
وأبا بكر البرقاني وغيرهما، وعنه الحافظ أبو الفضل السلامي وخلق كثير، وهو
أحد شيوخ القاضي أبي علي الصدفي شيخ القاضي عياض، توفي ببغداد سنة 488
وأخوه عبد الملك ابن الحسن، سمع البرقاني. أبو السعود مبارك بن خيرون بن
عبد الملك بن الحسن بن خيرون روى عنه ابن سكينة، سمع إسماعيل ابن مسعدة،
وأبوه له رواية، ذكره ابن نقطة: محدثون. قال شيخنا: واختلفوا في خيرون، هل
يصرف كما هو الظاهر، أو يمنع كما يقع في لسان المحدثين لشبهه بالفعل كما
قاله المزي أو لإلحاق الواو والنون بالألف والنون. وأبو منصور محمد بن عبد
الملك بن الحسن بن خيرون الخيروني الدباس البغدادي من درب نصير، شيخ لابن
عساكر، سمع عمه أبا الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون، والحافظ أبا بكر الخطيب،
وأبا الغنائم بن المأمون، وعنه ابن السمعاني. وفاته عبد الله بن عبد الرحمن
بن خيرون القضاعي الأبدي، سمع ابن عبد البر. ومما يستدرك عليه: يقال: هم
خيرة بررة، بفتح الخاء والياء، عن الفراء. وقولهم: خرت يا رجل فأنت خائر،
قال الشاعر:
فما كنانة في خير بخـائرة
ولا كنانة في شر بأشرار. ويقال: هو من خيار الناس. وما أخيره،
وما خيره، والأخيرة نادرة. ويقال: ما أخيره وخيره، وأشره وشره. وقال ابن
بزرج: قالوا: هم الأخيرون والأشرون من الخيارة والشرارة. وهو أخير منك وأشر
منك في الخيارة والشرارة، بإثبات الألف. وقالوا في الخير والشر: وهو خير
منك، وشر منك، وشرير منك، وخيير منك، وهو خيير أهله، وشرير أهله. وقالوا:
لعمر أبيك الخير، أي الأفضل أو ذي الخير. وروى ابن الأعرابي: لعمر أبيك
الخير، برفع الخير على الصفة للعمر. قال والوجه الجر، وكذلك جاء في الشر.
وعن الأصمعي: يقال في مثل للقادم من سفر خير ما رد في أهل ومال أي جعل الله
ما جئت خير ما رجع به الغائب. قال أبو عبيد: ومن دعائهم في النكاح: على يدي
الخير واليمن
صفحة : 2806
وفي حديث أبي ذر أن أخاه أنيسا نافر رجلا عن صرمة له وعن مثلها، فخير أنيس
فأخذ الصرمة . معنى خير، أي نفر. قال ابن الأثير: أي فضل وغلب. يقال:
نافرته فنفرنته أي غلبته. وتصغير مختار مخير، حذفت منه التاء لأنها زائدة،
فأبدلت من الياء، لأنها أبدلت منها في حال التكبير. وفي الحديث خير بين دور
الأنصار ، أي فضل بعضها على بعض. ولك خيرة هذه الإبل وخيارها، الواحد
والجمع في ذلك سواء. وجمل خيار، وناقة خيار: كريمة فارهة. وفي الحديث أعطوه
جملا رباعيا خيارا . أي مختارا. وناقة خيار: مختارة. وقال ابن الأعرابي:
نحر خيرة إبله وخورة إبله. وفي حديث الاستخارة اللهم خر لي . أي اختر لي
أصلح الأمرين. وفلان خيري من الناس، بالكس وتشديد التحتية، أي صفيي.
واستخار المنزل: استنظفه. وهذا محل ذكره. واستخاره: استعطفه، هذا محل ذكره.
وتخايروا: تحاكموا في أيهم أخير. والأخاير: جمع الجمع، وكذا الخيران وفلان
مخيرة، بفتح التحتية، أي فضل وشضرف. وخيرة: أم الحسن البصري. وفي المثل إن
في الشر خيارا . أي ما يختار. وأبو على الحسين بن صالح بن خيران البغدادي:
ورع زاهد. وأبو نصر عبد الملك بن الحسين بن خيران الدلال، سمع أبا بكر بن
الإسكاف، وتوفي سنة 472.
والخيري: نبات، وهو معرب. والخيارية: قرية بمصر، وقد دخلتها. ومنها الوجيه عبد الرحمن ابن علي بن موسى بن خضر الخياري الشافعي نزيل المدينة. ومنية خيرون: قرية بمصر بالبحر الصغير. وخير آباد: مدينة كبيرة بالهند. منها شيخنا الإمام المحدث المعمر صنعة الله بن الهداد الحنفي، روى عن الشيخ عبد الله بن سالم البصري وغيره. والخيرة بالكسر: الحالة التي تحصل للمستخير. وقوله تعالى: ولقد اخترناهم على علم يصح أن يكون إشارة إلى إيجاده تعالى خيرا، وأن يكون إشارة إلى تقديمهم على غيرهم والمختار قد يقال للفاعل والمفعول. وخطة بني خير بالبصرة معروفة إلى فخذ من اليمن. وبنو خيران بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس: قبيلة باليمن، كذا قاله ابن الجواني النسابة، ومنهم من يقول: هو حيران بالحاء المهملة والموحدة.