الباب العاشر: باب الراء - الفصل الثامن: فصل الدال المهملة مع الراء: الجزء الأول

فصل الدال المهملة مع الراء

الجزء الأول

د ب ج ر
يستدرك عليه هنا: دبجرا، بالفتح: اسم قرية بمصر الشرقية.

د ب ر
الدبر، بالضم وبضمتين: نقيض القبل. الدبر من كل شيء: عقبه ومؤخره. ومن المجاز: جئتك دبر الشهر، أي آخره، على المثل. يقال: جئتك دبر الشهر وفيه، أي في دبره، وعليه، أي على دبره، والجمع من كل ذلك أدبار. يقال: جئتك أدباره وفيها، أي في الأدبار، أي آخره. و الأدبار لذوات الظلف والمخلب: ما يجمع الاست والحياء. وخص بعضهم به ذوات الخف والحياء، الواحد دبر. والدبر والدبر: الظهر، وبه صدر الزمخشرى في الأساس، والمصنف في البصائر، وزاد الاستدلال بقوله تعالى: ويولون الدبر قال: جعله للجماعة، كقوله تعالى: لا يرتد إليهم طرهم والجمع أدبار. قال الفراء: كان هذا يوم بدر. وقال ابن مقبل:

الكاسرين القنا في عورة الدبر

صفحة : 2807

وإدبار النجوم: تواليها، وأدبارها أخذها إلى الغرب للغروب آخر الليل. هذه حكاية أهل اللغة، قال ابن سيده: ولا أدري كيف هذا، لأن الأدبار لا يكون الأخذ، إذ الأخذ مصدر والأدبار أسماء، وأدبار السجود وإدباره: أواخر الصلوات. وقد قرئ: وأدبار، وإدبار، فمن قرأ وأدبار، فمن باب خلف ووراء، ومن قرأ وإدبار، فمن باب خفوق النجم. قال ثعلب في قوله تعالى وإدبار النجوم وأدبار السجود قال الكسائي: إدبار النجوم أن لها دبرا وحدا في وقت السحر، وأدبار السجود لأن مع كل سجدة إدبارا.

وفي التهذيب من قرأ: وأدبار السجود . بفتح الألف جمع على دبر وأدبار، وهما الركعتان بعد المغرب، روى ذلك عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه. قال: وأما قوله وإدبار النجوم في سورة الطور، فهما الركعتان قبل الفجر، قال: ويكسران جميعا وينصبان، جائزان. و الدبر: زاوية البيت ومؤخره. والدبر، بالفتح: جماعة النحل، ويقال لها الثول والخشرم، ولا واحد لشيء من هذا، قاله الأصمعي. روى الأزهري بسنده عن مصعب بن عبد الله الزبيري: الدبر: الزنابير، ومن قال النحل فقد أخطأ، قال: والصواب ما قاله الأصمعي. وفسر أهل الغريب بهما في قصة عاصم بن ثابت الأنصاري المعروف بحمى الدبر، أصيب يوم أحد فمنعت النحل الكفار منه ؛ وذلك أن المشركين لما قتلوه أرادوا أن يمثلوا به، فسلط الله عليهم الزنابير الكبار تأبر الدارع، فارتدعوا عنه حتى أخذه المسلمون فدفنوه، وفي الحديث فأرسل الله عليهم مثل الظلمة من الدبر ، قيل: النحل، وقيل: الزنابير. ولقد أحسن المصنف في البصائر حيث قال: الدبر: النحل والزنابير ونحوهما مما سلاحها في أدبارها. وقال شيخنا نقلا عن أهل الاشتقاق: سميت دبرا لتدبيرها وتأنقها في العمل العجيب، ومنه بناء بيوتها، ويكسر فيهما، عن أبي حنيفة، وهكذا روى قول أبي ذؤيب الهذلي:

بأسفل ذات الدبر أفرد خشفهـا     وقد طردت يومين وهي خلوج عنى شعبة فيها دبر.

وفي حديث سكينة بنت الحسين جاءت إلى أمها وهي صغيرة تبكي فقالت لها: مالك ? فقالت: مرت بي دبيرة، فلسعتني بأبيرة وهي تصغير الدبرة النحلة، ج أدبر ودبور، كفلس وأفلس وفلوس. قال لبيد:

بأشهب من أبكار مزن سحـابة      وأرى دبور شاره النحل عاسل أراد: شاره من النحل، أي جناه. قال ابن سيده: ويجوز أن يكون جمع دبرة، كصخرة وصخور، ومأنة ومؤون. والدبر: مشارات المزرعة، أي مجاري مائها، كالدبار، بالكسر، واحدهما بهاء، وقيل: الدبار جمع الدبرة، قال بشر بن أبي خازم:

تحدر ماء البئر عن جـرشـية      على جربة يعلو الدبار غروبها

صفحة : 2808

وقيل الدبار: الكردة من المزرعة، الواحدة دبارة. والدبارات: الأنهار الصغار التي تتفجر في أرض الزرع، واحدتها دبرة، قال ابن سيده: ولا أعرف كيف هذا إلا أن يكون جمع دبرة على دبار، ثم ألحق الهاء للجمع، كما قالوا الفحالة، ثم جمع الجمع جمع السلامة. والدبر أيضا: أولاد الجراد، عن أبي حنيفة: ونص عبارته: صغار الجراد، ويكسر. والدبر: خلف الشيء، ومنه: جعل فلان قولك دبر أذنه، أي خلف أذنه. وفي حديث عمر: كنت أرجو أن يعيش رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يدبرنا ، أي يخلفنا بعد موتنا، يقال: دبرت الرجل دبرا إذا خلفته وبقيت بعده. والدبر: الموت، ومنه دابر الرجل: مات، عن اللحياني، وسيأتي. والدبر: الجبل، بلسان الحبشة. ومنه حديث النجاشي ملك الحبشة أنه قال: ما أحب أن لي دبرا ذهبا وأنى آذيت رجلا من المسلمين . قال الصغاني: وانتصاب ذهبا على التمييز، ومثله قولهم: عندي راقود خلا، ورطل سمنا، والواو في وأنى بمعنى مع، أي ما أحب اجتماع هذين، انتهى، وفي رواية دبرا من ذهب . وفي أخرى: ما أحب أن يكون دبرى لي ذهبا وهكذا فسروا، فهو في الأول نكرة وفي الثاني معرفة. وقال الأزهري: لا أدري أعربي هو أم لا ?. و الدبر: رقاد كل ساعة، وهو نحو التسبيح، والدبر الاكتتاب، وفي بعض النسخ الالتتاب، باللام، وهو غلط. قال ابن سيده: دبر الكتاب يدبره دبرا: كتبه، عن كراع. قال: والمعروف ذبره، ولم يقل دبره إلا هو. والدبر: قطعة تغلظ في البحر كالجزيرة يعلوها الماء وينصب عنها، هكذا في النسخ، وهو موافق لما في الأمهات اللغوية. وفي بعض النسخ: ينضب من النضب، وكلاها صحيح. والدبر: المال الكثير الذي لا يحصى كثرة، واحده وجمعه سواء، ويكسر يقال: مال دبر، ومالان دبر، وأموال دبر. قال ابن سيده: هذا الأعرف، قال: وقد كسر على دبور، ومثله مال دثر. وقال الفراء: الدبر: الكثير من. الضيعة والمال. يقال: رجل كثير الدبر، إذا كان فاشي الضيعة، ورجل ذو دبر: كثير الضيعة والمال، حكاه أبو عبيد عن أبي زيد. والدبر: مجاوزة السهم الهدف، كالدبور، بالضم، يقال: دبر السهم الهدف يدبره دبرا ودبورا، جاوزه وسقط وراءه. وقولهم: جعل كلامك دبر أذنه، أي خلف أذنه، وذلك إذا لم يصغ إليه ولم يعرج عليه، أي لم يعبأ به وتصامم عنه وأغضى عنه ولم يلتفت إليه، قال الشاعر:

يداها كأوب الماتحين إذا مشت     ورجل تلت دبر اليدين طروح

صفحة : 2809

والدبرة: نقيض الدولة، فالدولة في الخير، والدبرة في الشر. يقال: جعل الله عليك الدبرة. قاله الأصمعي. قال ابن سيده: وهذا أحسن ما رأيته في شرح الدبرة، وقيل: الدبرة: العاقبة، ومنه قول أبي جهل: لابن مسعود وهو صريع جريح لمن الدبرة ? فقال لله ولرسوله يا عدو الله. ويقال: جعل الله عليهم الدبرة، أي الهزيمة في القتال، وهو اسم من الإدبار، ويحرك، كما في الصحاح، وذكره أهل الغريب. وعن أبي حنيفة: الدبرة: البقعة من الأرض تزرع، والجمع دبار. ومن المجاز: الدبرة: بالكسر، خلاف القبلة. ويقال: ماله قبلة ولا دبرة، أي لم يهتد لجهة أمره. وقولهم: فلان ما يدري قبال الأمر من دباره، أي أوله من آخره. ليس لهذا الأمر قبلة ولا دبرة، إذا لم يعرف وجهه. والدبرة: بالتحريك: قرحة الدابة والبعير، ج دبر، محركة، وأدبار، مثل شجرة وشجر وأشجار. وفي حديث ابن عباس كانوا يقولون في الجاهلية: إذا برأ الدبر، وعفا الأثر . وفسروه بالجرح الذي يكون في ظهر الدابة. وقيل: هو أن يقرح خف البعير، وقد دبر البعير، كفرح، يدر دبرا، وأدبر، واقتصر أئمة الغريب الأول، فهو، أي البعير دبر، ككتف، وأدبر، والأنثى دبرة ودبراء، وإبل دبرى. وفي المثل: هان على الأملس ما لاقى الدبر ذكره أهل الأمثال في كتبهم، وقالوا: يضرب في سوء اهتمام الرجل بصاحبه، وهكذا فسره شراح المقامات. وأدبره الحمل والقتب فدبر. ودبر الرجل دبرا: ولى كأدبر إدبارا، ودبرا، وهذا عن كراع. قال أبو منصور: والصحيح أن الإدبار المصدر، والدبر الاسم. وأدبر أمر القوم، ولى لفساد، وقول الله تعالى: ثم وليتم مدبرين هذا حال مؤكدة، لأنه قد علم أن مع كل تولية إدبارا فقال: مدبرين، مؤكدا. وقال الفراء: دبر النهار وأدبر، لغتان، وكذلك قبل وأقبل، فإذا قالوا: أقبل الراكب أو أدبر، لم يقولوا إلا بالألف. قال ابن سيده: وإنهما عندي في المعنى لواحد لا أبعد أن يأتي في الرجال ما أتى في الأزمنة. وقرأ ابن عباس ومجاهد والليل إذ أدبر معناه ولى ليذهب. ودبر بالشيء: ذهب به. ودبر الرجل: شيخ، وفي الأساس شاخ، وهو مجاز وقيل ومنه قوله تعالى: والليل إذ أدبر . ودبر الحديث عن فلان: حدثه عنه بعد موته، وهو يدبر حديث فلان أي يرويه. وروى الأزهري بسنده إلى سلام بن مسكين قال: سمعت قتادة يحدث عن فلان يرويه عن أبي الدرداء، يدبره عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ما شرقت شمس قط إلا بجنبها ملكان يناديان، إنهما يسمعان الخلائق غير الثقلين الجن والإنس: ألا هلموا إلى ربكم فإن ما قل وكفي خير مما كثروا وألهى، اللهم عجل لمنفق خلفا، وعجل لممسك تلفا . قال شمر: ودبرت الحديث، غير معروف، وإنما هو يذبره، بالذال المعجمة، أي يتقنه، قال الأزهري: وأما أبو عبيد فإن أصحابه رووا عنه: يدبره، كما ترى.

صفحة : 2810

دبرت الريح: تحولت، وفي الأساس: هبت دبورا، وفي الحديث. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نصرت بالصبا، وأهلكت عاد بالدبور وهي - أي الدبور كصبور، وفي نسخة شيخنا وهو بتذكير الضمير، وهو غلط، كما نبه عليه، إذ أسماء الرياح كلها مؤنثة إلا الإعصار - ريح تقابل الصبا. والقبول: ريح تهب من نحو المغرب، والصبا يقابلها من ناحية المشرق، كذا في التهذيب. وقيل: سميت بالدبور لأنها تأتي من دبر الكعبة مما يذهب نحو المشرق، وقد رده ابن الأثير وقال: ليس بشيء، وقيل: هي التي تأتي من خلفك إذا وقفت في القبلة.

وقال ابن الأعرابي: مهب الدبور من مسقط النسر الطائر إلى مطلع سهيل. وقال أبو علي في التذكرة: الدبور: يكون اسما وصفة، فمن الصفة قول الأعشى:

لها زجل كحفيف الحصـا     د صادف بالليل ريحا دبورا ومن الاسم قوله، أنشده سيبويه لرجل من باهلة:

ريح الدبور مع الشمال وتارة     رهم الربيع وصائب التهتان قال: وكونها صفة أكثر. والجمع دبر ودبائر. وفي مجمع الأمثال للميداني: وهي أخبث الرياح، يقال إنها لا تلقح شجرا ولا تنشيء سحابا. ودبر الرجل، كعنى، فهو مدبور: أصابته ريح الدبور. وأدبر: دخل فيها، وكذلك سائر الرياح. عن ابن الأعرابي: أدبر الرجل إذا سافر في دبار، بالضم، يوم الأربعاء. كما سيأتي للمصنف قريبا، وهو يوم نحس، وسئل مجاهد عن يوم النحس فقال: هو الأربعاء لا يدور في شهره.
من المجاز: قال ابن الأعرابي: أدبر الرجل، إذا عرف قبيله من دبيره، هكذا في النسخ، ونص ابن الأعرابي: دبيره من قبيله، ومن أمثالهم: فلان ما يعرف قبيله من دبيره أي ما يدري شيئا. وقال الليث: القبيل: فتل القطن، والدبير: فتل الكتان والصوف. قال أبو عمرو الشيباني: معناه طاعته من معصيته. ونص عبارته: معصيته من طاعته، كما في بعض النسخ أيضا، وهو موافق لنص ابن الأعرابي. وقال الأصمعي: القبيل: ما أقبل من الفاتل إلى حقوه، والدبير: ما أدبر به الفاتل إلى ركبته. وقال المفضل: القبيل: فوز القداح في القمار، والدبير: خيبة القداح، وسيذكر من هذا شيء في قبل أن شاء الله تعالى، وسيأتي أيضا في المادة قريبا للمصنف ويذكر ما فسر به الجوهري، ونقل هنا قول الشيباني وترك الأقوال البقية تفقننا وتعمية على المطالع. أدبر الرجل، إذا مات كدابر، الأخير عن اللحياني، وأنشد لأمية بن أبي الصلت:

زعم ابن جدعان بن عم      رو أنني يوما مدابـر
ومسافر سفرا بـعـي      دا لا يؤوب له مسافر

صفحة : 2811

أدبر إذا تغافل عن حاجة صديقه، كأنه ولى عنه. وأدبر، إذا دبر بعيره، كما يقولون أنقب، إذا حفى خف بعيره، وقد جمعا في حديث عمر قال لامرأة: أدبرت وأنقبت ، أي دبر بعيرك وحفي،وفي حديث قيس بن عاصم إني لأفقر البكر الضرع والناب المدبر ، قالوا: التي أدبر خيرها. أدبر الرجل: صار له دبر، أي مال كثير. عن ابن الأعرابي: أدبر، إذا انقلبت فتلة أذن الناقة إذا نحرت إلى ناحية القفا، وأقبل، إذا صارت هذه الفتلة إلى ناحية الوجه. من المجاز: شر الرأي الدبري، وهو محركة: رأي يسنح أخيرا عند فوت الحاجة، أي شره إذا أدبر الأمر وفات. وقيل: الرأي الدبري: الذي يمعن النظر فيه، وكذلك الجواب الدبري. من المجاز: الدبري: الصلاة في آخر وقتها. قلت: الذي ورد في الحديث: لا يأتي الصلاة إلا دبريا . وفي حديث آخر: لا يأتي الصلاة إلا دبرا ، يروى بالضم وبالفتح. قالوا: يقال: جاء فلان دبريا أي أخيرا، وفلان يصلي إلا دبريا، بالفتح، أي في آخر وقتها وفي المحكم: أي أخيرا، رواه أبوعبيد عن الأصمعي. وتسكن الباء، روى ذلك عن أبي الهيثم، وهو منصوب على الظرف. ولا تقل دبريا، بضمتين، فإنه من لحن المحدثين، كما في الصحاح. وقال ابن الأثير: هو منسوب إلى الدبر آخر الشيء، وفتح الباء من تغييرات النسب، ونصبه على الحال من فاعل يأتي. وعبارة المصنف لا تخلو عن قلاقه. وقول المحدثين: دبريا، أن صحت روايته بسماعهم من الثقات فلا لحن، وأما من حيث اللغة فصحيح، كما عرفت، وفي حديث آخر مرفوع أنه قال: ثلاثة لا يقبل الله لهم صلاة: رجل أتى الصلاة دبارا، ورجل اعتبد محررا، ورجل أم قوما هم له كارهون ، قال الإفريقي، راوي هذا الحديث: معنى قوله: دبارا، أي بعد ما يفوت الوقت.

وفي حديث أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أن للمنافقين علامات يعرفون بها، تحيتهم لعنة، وطعامهم نهبة، لا يقربون المساجد إلا هجرا، ولا يأتون الصلاة إلا دبرا، مستكبرين، لا يألفون ولا يؤلفون، خشب بالليل، صخب بالنهار قال: ابن الأعرابي: قوله: دبارا في الحديث الأول جمع دبر ودبر، وهو آخر أوقات الشيء: الصلاة وغيرها. والدابر يقال للمتأخر والتابع، إما باعتبار المكان أو باعتبار الزمان أو باعتبار المرتبة. يقال: دبره يدبره ويدبره دبورا إذا اتبعه من ورائه وتلا دبره، وجاء يدبرهم، أي يتبعهم، وهو من ذلك. الدابر: آخر كل شيء، قاله ابن بزرج، وبه فسر قولهم: قطع الله دابرهم، أي آخر من بقى منهم، وفي الكتاب العزيز: فقطع دابر القوم الذين ظلموا ، أي استؤصل آخرهم، وقال تعالى في موضع آخر وقضينا إليه ذلك الأمر أن دابر هؤلاء مقطوع مصبحين وفي حديث الدعاء وابعث علهم بأسا تقطع به دابرهم، أي جميعهم حتى لا يبقى منهم أحد. قال الأصمعي وغيره: الأصل. ومعنى قولهم: قطع الله دابره، أي أذهب الله أصله، وأنشد لوعلة:

فدى لكما رجلي أمي وخالتي     غداة الكلاب إذ تحز الدوابر

صفحة : 2812

أي يقتل القوم فتذهب أصولهم ولا يبقى لهم أثر. الدابر: سهم يخرج من الهدف ويسقط وراءه، وقد دبر دبورا. وفي الأساس: ما بقي في الكنانة إلا الدابر، وهو آخر السهام. الدابر: قدح غير فائز، وهو خلاف القابل، وصاحبه مدابر، قال صخر الغي الهذلي يصف ماء ورده:

فخضخضت صفني في جمه     خياض المدابر قدحا عطوفا المدابر: المقمور في الميسر. وقيل هو الي قمر مرة بعد مرة فيعاود ليقمر، وقال أبو عبيد: المدابر: الذي يضرب بالقداح. الدابر: البناء فوق الحسي، عن أبي زيد، قال الشماخ:

ولما دعاها من أباطـح واسـط      دوابر لم تضرب عليها الجرامز الدابر: رفرف البناء، عن أبي زيد. الدابرة، بهاء: آخر الرمل، عن الشيباني، يقال: نزلوا في دابرة الرملة، وفي دوابر الرمال، وهو مجاز. عن ابن الأعرابي: الدابرة: الهزيمة، كالدبرة. الدابرة: المشئومة، عنه أيضا. يقال: صك دابرته، هي منك عرقوبك، قال وعلة.

إذ تحز الدوابر الدابرة: ضرب من الشغزبية في الصراع. دابرة الحافر: مؤخره، وقيل: ماحاذى موضع الرسغ، كما في الصحاح، وقيل: هي التي تلي مؤخر الرسغ، وجمعها الدوابر. والمدبور: المجروح، وقد دبر ظهره. والمدبور: الكثير المال يقال: هو ذو دبر ودبر، كما تقدم. والدبران محركة: نجم بين الثريا والجوزاء، ويقال له التابع والتويبع، وهو منزل للقمر سمى دبرانا لأنه يدبر الثريا، أي يتبه. وفي المحكم: الدبران: نجم يدبر الثريا، لزمته الألف واللام لأنهم جعلوه الشيء بعينه، وفي الصحاح: الدبران: خمسة كواكب من الثور يقال إنه سنامه.

ورجل أدابر، بالضم: قاطع رحمه، كأباتر. رجل أدابر: لا يقبل قول أحد ولا يلوي على شيء. وقال ابن القطاع: هو الذي لا يقبل الموعظة. قال السيرافي: وحكى سيبويه أدابرا في الأسماء ولم يفسره أحد، على أنه اسم لكنه قد قرنه بأحامر وأجارد، وهما موضعان، فعسى أن يكون أدابر موضعا. وذكر الأزهري أخايل، وهو المختال، وهو أحد النظائر التسعة التي نبهنا عليها في جرد وبتر. في الصحاح: الدبير: ما أدبرت به المرأة من غزلها حين تفتله، وبه فسر: فلان ما يعرف دبيره من قبيله، قال يعقوب: القبيل: ما أقبلت به إلى صدرك، والدبير: ما أدبرت به عن صدرك، يقال: فلان ما يعرف قبيلا من دبير. وهو مجاز.

يقال: هو مقابل ومدابر، أي محض من أبويه كريم الطرفين وهو مجاز، قال الأصمعي: وأصله من الإقبالة والإدبارة، وهو شق في الأذن ثم يفتل ذلك، فإن - وفي اللسان: فإذا - أقبل به فهو إقبالة، وإن - وفي اللسان: وإذا - أدبر به فإدبارة. والجلدة المعلقة من الأذن هي الإقبالة: والإدبارة كأنها زنمة. والشاة مقابلة ومدابرة، وقد دابرتها - والذي في اللسان: وقد أدبرتها - وقابلتها. والذي عند المصنف أصوب.

صفحة : 2813

وناقة ذات إقبالة وإدبارة وناقة مقابلة مدابرة، أي كريمة الطرفين من قبل أبيها وأمها، وفي الحديث أنه نهى أن يضحى بمقابلة أو مدابرة . قال الأصمعي: المقابلة: أن يقطع من طف أذنها شيء ثم يترك معلقا لا يبين كأنه زنمة، ويقال لمثل ذلك من الإبل: المزنم، ويسمى ذلك المعلق: الرعل، والمدابرة: أن يفعل ذلك بمؤخر الأذن من الشاة. قال الأصمعي، وكذلك أن بان ذلك من الأذن فيه مقابلة ومدابرة بعد أن كان قطع. ودبار، كغراب وكتاب: يوم الأربعاء. وفي كتاب العين للخليل ابن أحمد: ليلته، ورجحه بعض الأئمة، عادية، من أسمائهم القديمة. وقال كراع: جاهلية، وأنشد:

أرجى أن أعيش وأن يومى     بأول أو بأهون أو جبـار
أو التالي دبار فإن أفـتـه      فمؤنس أو عروبة أو شيار

أول: الأحد، وشيار: السبت. وكل منها مذكور في موضعه.

الدبار: بالكسر: المعاداة من خلف، كالمدابرة، يقال: دابر فلان فلانا مدابرة ودبارا: عاداه وقاطعه وأعرض عنه. والدبار: السواقي بين الزروع، واحدتها دبرة، وقد تقدم. قال بشر بن أبي خازم:

تحدر ماء البئر عن جـرشـية     على جربة تعلو الدبار غروبها وقد يجمع الدبار على دبارات، وتقدم ذلك في أول المادة. والدبار: الوقائع والهزائم، جمع دبرة. يقال: أوقع الله بهم الدبار، وقد تقدم أيضا. قال الأصمعي: الدبار بالفتح: الهلاك، مثل الدمار. وزاد المصنف في البصائر: الذي يقطع دابرهم، ودبر القوم يدبرون دبارا: هلكوا، ويقال: عليه الدبار أي العفاء، إذا دعوا عليه بأن يدبر فلا يرجع، ومثله: عليه العفاء، أي الدروس والهلاك. والتدبير: النظر في عاقبة الأمر، أي إلى ما يؤول إليه عاقبته، كالتدبير، وقيل: التدبر التفكر أي تحصيل المعرفتين لتحصيل معرفة ثالثة، ويقال عرف الأمر تدبرا، أي بأخرة. قال جرير:

ولا تتقون الشر حتى يصيبكم     ولا تعرفون الأمر إلا تدبرا وقال أكثم بن صيفي لبنيه: يا بني، لا تتدبروا أعجاز أمور قد ولت صدورها. التدبير: عتق العبد عن دبر، هو أن يقول له: أنت حر بعد موتي، وهو مدبر، ودبرت العبد إذا علقت عتقه بموتك. التدبير: رواية الحديث ونقله عن غيرك، هكذا رواه أصحاب أبي عبيد عنه، وقد تقدم ذلك. وتدابروا: تعاودا وتقاطعوا. وقيل: لا يكون ذلك إلا في بنى الأب، وفي الحديث لا تدابروا ولا تقاطعوا قال أبو عبيد: التدابر: المصارمة والهجران، مأخوذ من أن يولى الرجل صاحبه دبره وقفاه، ويعرض عنه بوجهه ويهجره، وأنشد:

أأوصى أبو قيس بأن تتواصلواوأوصى أبوكم ويحكم أن تدابروا وقيل في معنى الحديث: لا يذكر أحدكم صاحبه من خلفه. واستدبر: ضد استقبل، يقال استدبره فرماه، أي أتاه من ورائه. واستدبر الأمر: رأى في عاقبته ما لم ير في صدره. ويقال: أن فلانا لو استقبل من أمره ما استدبره لهدي لوجهة أمره أي لو علم في بدء أمره ما علمه في آخره لاسترشد لأمره.

استدبر: استأثر، وأنشد أبو عبيدة للأعشى يصف الخمر:
تمززتها غير مـسـتـدبـر     على الشرب أو منكر ما علم

صفحة : 2814

قال: أي غير مستأثر، وإنما قيل للمستأثر مستدبر، لأنه إذا استأثر بشربها استدبر عنهم ولم يستقبلهم، لأنه يشربها دونهم ويولى عنهم. في الكتاب العزيز أفلم يدبروا القول أي ألم يتفهموا ما خوطبوا به في القرآن وكذلك قوله تعالى أفلا يتدبرون القرآن أي أفلا يتفكرون فيعتبروا، فالتدبر هو التفكر والتفهم، وقوله تعالى فالمدبرات أمرا ، يعنى ملائكة موكلة بتدبير أمور. ودبير كزبير: أبو قبيلة من أسد وهو دبير بن مالك بن عمرو بن قعين ابن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد، واسمه كعب، وإليه يرجع كل دبيري، وفيهم كثرة دبير: اسم حمار. دبيرة، بهاء: ة، بالبحرين، لبني عبد القيس. وذات الدبر، بفتح فسكون: ثنية لهذيل، قال ابن الأعرابي، وقد صحفه الأصمعي فقال: ذات الدير، قال أبو ذؤيب:

بأسفل ذات الدبر أفرد خشفهـا      وقد طردت يومين فهي خلوج ودبر، بفتح فسكون: جبل بين تيماء وجبلى طيئ. ودبير كأمير: ة بنيسابور، على فرسخ، منها أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن يوسف بن خرشيد الدبيري، ويقال الدويري أيضا، وذكره المصنف في دار، وسيأتي، وهنا ذكره السمعاني وغيره، رحل إلى بلخ ومرو، وكتب عن جماعة، وستأتي ترجمته. دبير: جد محمد بن سليمان القطان المحدث البصري، عن عبد الرحمن بن يونس السراج، توفي بعد الثلاثمائة، وكان ضعيفا في الحديث. ودبيرا: ة بالعراق من سواده، نقله الصغاني. دبر كجبل. ة باليمن من قرى صنعاء، منها أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن عباد المحدث راوى كتب عبد الرزاق بن همام، روى عنه أبو عوانة الأسفرايني الحافظ، وأبو القاسم الطبراني، وخيثمة بن سلمان الأطرابلسي وغيرهم. والأدبر: لقب حجر بن عدي الكندى، نبز به لأن السلاح أدبرت ظهره، وقيل: لأنه طعن موليا، قاله أبو عمرو. وقال غيره: الأدبر: لقب أبيه عدي، وقد تقدم الاختلاف في ح ج ر فراجعه.

الأدبر أيضا: لقب جبلة بن قيس الكندي، قيل إنه، أي هذا الأخير صحابي، ويقال هو جبلة ابن أبي كرب بن قيس. له وفادة، قاله أبو موسى. قلت: وهو جد هانئ بن عدي ابن الأدبر. دبير، كزبير: لقب كعب ابن عمرو بن قعين بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد الأسدي لأنه دبر من حمل السلاح، وقال أحمد بن الحباب الحميري النسابة: حمل شيئا فدبر ظهره. وفي الروض أنه تصغير أدبر، على الترخيم، ولا يخفى أنه بعينه الذي تقدم ذكره، وأنه أبو قبيلة من أسد، فلو صرح بذلك كان أحسن، كما هو ظاهر. والأديبر، مصغرا: دويبة، وقيل: ضرب من الحيات. ويقال: ليس هو من شرج فلان ولا دبوره، أي من ضربه وزيه وشكله. ودبورية: د، قرب طبرية، وفي التكملة: من قرى طبرية، وهي بتخفيف الياء التحتية.

ومما يستدرك عليه:

صفحة : 2815

دابرالقوم: آخر من يبقى منهم ويجيئ في آخرهم، كالدابرة، وفي الحديث: أيما مسلم خلف غازيا في دابته: أي من يبقى بعده. وعقب الرجل: دابره. ودبره: بقى بعده. ودابرة الطائر: الإصبع التي من وراء رجله، وبها يضرب البازي، يقال: ضربه الجارح بدابرته، والجوارح بدوابرها، والدابرة للديك: أسفل من الصيصية يطأ بها. وجاء دبريا، أي أخيرا، والعلم قبلى وليس بالدبري، قال أبو العباس: معناه أن العالم المتقن يجيبك سريعا، والمتخلف يقول: لي فيها نظر: وتبعت صاحبي دبريا، إذا كنت معه فتخلفت عنه ثم تبعته وأنت تحذر أن يفوتك، كذا في المحكم. والمدبرة، بالفتح: الإدبار. أنشد ثعلب:

هذا يصاديك إقبالا بمدبرة      وذا يناديك إدبارا بإدبار وأمس الدابر: الذاهب الماضي لا يرجع أبدا. وقالوا: مضى أمس الدابر وأمس المدبر، وهذا من التطوع المشام للتوكيد، لأن اليوم إذا قيل فيه أمس فمعلوم أنه دبر، لكنه أكده بقوله: الدابر، قال الشاعر:

وأبى الذي ترك الملوك وجمعهم      بصهاب هامدة كأمس الدابـر وقال صخر بن عمرو بن الشريد السلمي:

ولقد قتلتكم ثنـاء ومـوحـدا      وتركت مرة مثل أمس المدبر ورجل خاسر دابر، إتباع. ويقال: خاسر دامر، على البدل وإن لم يلزم أن يكون بدلا، وسيأتي. وقال الأصمعي: المدابر: المولى المعرض عن صاحبه. ويقال: قبح الله ما قبل منه وما دبر. والدلو بين قابل ودابر: بين من يقبل بها إلى البئر ومن يدبر بها إلى الحوض. ومالهم من مقبل و مدبر، أي من مذهب في إقبال ولا إدبار. وأمر فلان إلى إقبال وإلى إدبار. وعن ابن الأعرابي: دبر: رد ودبر: تأخر.

وقالوا: إذا رأيت الثريا تدبر فشهر نتاج وشهر مطر. وفلان مستدبر المجد مستقبل، أي كريم أول مجده وآخره، وهو مجاز. ودابر رحمه: قطعها. والمدابر من المنازل خلاف المقابل. وأدبرالقوم، إذا ولى أمرهم إلى آخره، فلم يبق منهم باقية. ومن المجاز: جعله دبر أذنه إذا أعرض عنه، وولى دبره: انهزم. وكانت الدبرة له: انهزم قرنه، وكانت الدبرة عليه: انهزم هو ولوا دبرهم منهزمين، ودبرت له الريح بعد ما قبلت، ودر بعد إقبال، وتقول: عصفت دبوره، وسقطت عبوره، وكل ذلك مجاز. وكفر دبور، كتنور: قرية بمصر. والديبور: موضع في شعر أبي عباد، ذكره البكري. ودبرة، بفتح فسكون، ناحية شامية.

د ث ر
الدثر، بالفتح: المال الكثير، لا يثني ولا يجمع، يقال: مال دثر، ومالان دثر، وأموال دثر، وقيل: هو الكثير من كل شيء، وفي الحديث: ذهب أهل الدثور بالأجور، قال أبو عبيد. يقال: هم أهل دثر ودثور، وهو مجاز، وأما عسكر دثر، أي كثير، كما نقله الجوهري وغيره، فالتحريك فيه لضرورة الشعر، قال امرؤ القيس:

لعمري لقوم قد ترى في ديارهم     مرابط للأمهار والعكر الدثـر والأصل الدثر، فحرك الثاء ليستقيم له الوزن.

وعن ابن شميل: الدثر، وبالتحريك: الوسخ، وقد دثر دثورا، إذا اتسخ.

ودثر: بلا لام: حصن باليمن، من حصون ذمار الشرقية. والدثور: الدروس، كالإندثار، وقد دثر الرسم وتداثر واندثر: قدم ودرس وعفا، قال ذو الرمة:

أشاقتك أخلاق الرسوم الدواثر واستعار بعض الشعراء ذلك للحسب اتساعا فقال:

صفحة : 2816

في فتية بسط الأكف مسامح     عند القتال قد يمهم لم يدثر أي حسبهم لم يبل ولا درس.

والدثور للنفس: سرعة نسيانها، قاله شمر. الدثور للقلب: امحاء الذكر منه ودورسه، قاله شمر.

ومن المجاز ما روى عن الحسن أنه قال: حادثوا هذه القلوب بذكر الله فإنها سريعة الدثور، قال أبو عبيد: يعني دروس ذكر الله وامحاءه منها. يقول: اجلوها واغسلوها الرين والطبع الذي علاها، بذكر الله، زاد الأزهري: كما يحادث السيف إذا صقل وجلى.ومنه قول لبيد:

كمثل السيف حودث بالصقال أي جلى وصقل.

وفي حديث أبي الدرداء أن القلب يدثر كما يدثر السيف فجلاؤه ذكر الله أي يصدأ كما يصدأ السيف، وأصل الدثور الدروس، وهو أن تهب الرياح على المنزل فتغشى رسومه الرمل وتغطية بالتراب، وفي حديث عائشة: دثر مكان البيت فلم يحجه هود، عليه السلام. الدثور، بالفتح: البطيء الثقيل الذي لا يكاد يبرح مكانه. قال طفيل:

إذا ساقها الراعي الدثور حسبتها       ركاب عراقي مواقير تدفـع والدثور أيضا: الخامل النؤوم، وهو مجاز.

والداثر: الهالك، ومنه قولهم فلان خاسر داثر، وقال بعض: هو إتباع. والداثر: الغافل، كالأدثر. والي في اللسان: رجل دثر: غافل، وداثر مثله.

وفي الأساس: رجل داثر: لا يعبأ بالزينة، وهو مجاز. وتدثر بالثوب: اشتمل به داخلا فيه وتلفف. من المجاز: تدثر الفحل الناقة: تسمنها، هكذا في الأصول، ومثله في الأمهات اللغوية، وفي بعض النسخ: تشممها، والأول أصح. من المجاز: تدثر الرجل قرينه، هكذا في نسختنا، وفي أخرى: قرنه، وكلاهما غلط وتصحيف، والصواب: فرسه، كما في الأساس واللسان والبصائر: وثب عليه فركبه، وفي التهذيب: وثب عليسه فركبها. وفي المحكم: ركبها وجال في متنها. وقيل: ركبها من خلفها، كتجللها، قاله الزمخشرى، ويستعار في مثل هذا. قال ابن مقبل يصف غيثا:

أصاخت له فدر اليمامة بعدما      تدثرها من وبله ما تـدثـرا وعن أبي عمرو: المتدثر من الرجال: المأبون، قال: وهو المتدأم والمتدهم والمثفر والمثفار. والدثار، بالكسر: ما يتدثر به. وقيل: هو ما فوق الشعار من الثياب. وقيل: الثوب الذي يستدفأ به من فوق الشعار، يقال: تدثر فلان بالدثار تدثرا، وادثر ادثارا، فهو مدثر، والأصل متدثر، أدغمت التاء في الدال وشددت، وقال الفراء في قوله تعالى يا أيها المدثر يعني المتدثر بثيابه إذا نام. وفي الحديث: كان إذا نزل عليه الوحي يقول: دثروني دثروني أي غطوني لم أدفأ به. وفي حديث الأنصار أنتم الشعار والناس الدثار يعني أنتم الخاصة والناس العامة.

ودثر الشجر دثورا. أورق وتشعبت خطرته. ودثر الرسم وغيره. درس وعفا بهبوب الرياح عليه، كتداثر، يقال: فلان جده عاثر، ورسمه داثر. عن ابن شميل: دثر الثوب دثورا: اتسخ. ودثر السيف، إذا صدئ، فهو داثر، وهو البعيد العهد بالصقال، وهو مجاز.

صفحة : 2817

ويقال: هو دثر مال، بالكسر، إذا كان حسن القيام به. ودثار القطان الضبي، وهو دثار ابن أبي حبيب، روى عنه الثوري كذا في تاريخ البخاري. ويزيد ابن دثار بن عبيد بن الأبرص التابعي الكوفي، يروى عن على، وعنه سماك بن حرب، وهو شاعر أسدي، ومحارب بن دثار ابن كردوس بن قبرقاس بن جعونة السدوسي القاضي أبو المطرف، مات سنة ست عشرة ومائة، روى له الجماعة، وابنه دثار، روى محارب عن جابر وابن عمر، وعنه الثوري، محدثون. وأدثر الرجل، كأكرم، إذا اقتنى دثرا من المال أي الكثير منه. وتدثير الطائر، إصلاحه عشه، وقد دثر. ودثر على القتيل، كعنى، نضد عليه الصخر تنضيدا.

ومما يستدرك عليه: دثر الرجل، إذا علته كبرة واستسنان. ورجل دثور، كصبور: متدثر، عن ابن الأعرابي، وأنشد:

ألم تعلمي أن الصعاليك نومهم      قليل إذا نام الدثور المسالـم ودثره تدثيرا: غطاه. والدثور: الكسلان، عن كراع. والدثر، بفتح فسكون: الخصب، والنبات الكثير. والدثور: الثقيل. وفلان دثور الضحى: يتدثر فينام. ورجل دثاري: كسلان لا يتصرف. وهو يتدثر بالمال، للمتمول، كذا في الأساس. وداثر: اسم. والداثر: المنزل الدارس، لذهاب أعلامه. وأبو دثار اسم للظلة التي يتوقى بها من البعوض. ومنه:

لنعم البيت بـيت أبـي دثـار      إذا ما خاف بعض القوم بعضا قاله الثعالبي في المضاف والمنسوب. قال شيخنا: وقال قوم: هو كنية البعوض، لدثوره بالنهار، أو للاحتياج إلى دثار من أذاه. ودارة داثر: موضع.

د ج ر
الدجر، مثلثة، الكسر هي اللغة الفصحى، وحكى أبو حنيفة الفتح أيضا، وحكي الضم عن كراع، قال الأزهري، وكذلك وجد بخط شمر: اللوبياء، قال أبو حنيفة: هو ضربان: أبيض وأحمر، كالدجر، بضمتين، وهو غريب، وقد جاء ذكر الدجر في الحديث وفسروه باللوبياء. والدجر، بالفتح وبالضم، وفي التكملة بالحركات الثلاث: خشبة تشد عليها حديدة الفدان، كالدجور، ومنهم من يجعلها دجرين كأنهما أذنان، والحديدة اسمها السنبة والفدان اسم لجميع أدواته. والخشبة التي على عنق الثور تسمى النير. والسميقان: خشبتان قد شدتا في العنق، والخشبة التي في وسطه يشد به عنان الويج وهو القناحة. والويج والميس باليمانية اسم الخشبة الطويلة بين الثورين. والخشبة التي يمسكها الحراث هي المقوم.. والتي في رأس الميس يعلق به القيد هي العرصاف. قال الأزهري: وهذه حروف صحيحة ذكرها ابن شميل، وذكر بعضها ابن الأعرابي. والدجر، بالضم: شيء تلقى فيه الحنطة إذا زرعوا وأسفله حديدة تنثر أي تلقي وفي بعض النسخ: تثير في الأرض. والدجر، بالتحريك: الحيرة، وفي التهذيب: شبه الحيرة. والدجر: الهرج والمرج، وقيل هو السكر. فعل الكل دجر، كفرح، دجرا، فهو دجر ودجران، أي حيران في أمره. قال رؤبة:

دجران لم يشرب هناك الخمرا وقال العجاج:

دجران لا يشعر من حيث أتى

صفحة : 2818

من قوم دجارى ودجرى. وقيل: الدجر والدجران هو النشيط الذي فيه مع نشاطه أثر. وقال أبو زيد: الدجر هو الأحمق الذي يذهب لغير وجهه. والديجور: التراب نفسه، عن شمر، والجمع الدياجير. والديجور: الظلام، وفي بعض الأمهات اللغوية: الظلمة. ووصفوا به فقالوا: ليل ديجور، وليلة ديجور، وديجوج: مظلمة. وديمة ديجور: مظلمة بما تحمله من الماء، أنشد أبو حنيفة:

كأن هتف القطقط المنثور
بعد رذاذ الديمة الديجـور
على قراه فلق الشـذور

ومن سجعات الأساس: وخضت إليك ديجورا، كأني خضت بحرا مسجورا. وأقبل الليل بدياجيه ودياجيره. وأسود ديجوري. وفي كلام علي رضي الله عنه: تغريد ذوات المنطق في دياجير الأوكار .

ويقال: الديجور: التراب الأغبر الضارب إلى السواد كلون الرماد. والديجور: المظلم الكثير من يبيس النبات لسواده، قاله شمر. وقال ابن شميل: الديجور: الكثير من الكلإ. وقال ابن الأثير: الديجور: الكثير المتراكم من اليبيس. وحبل مندجر: رخو، عن أبي حنيفة، وكذا وتر مندجر، عنه أيضا. والدجران، بالكسر: الخشب المنصوب في الأرض للتعريش، الواحدة دجرانة، كدقرانة بالضم، وسيأتي. وداجر: فر، كسافر، وعاقب اللص.

د ح ر
الدحر: الطرد والإبعاد والدفع كالدحور، بالضم: نقله الجوهري ورده الصغاني فقال: والصواب الدحر: الطرد، وبناء فعول للزوم لا للتعدي، فعلهن كجعل، يدحره دحرا ودحورا، وهو داحر ودحور، الأخير كصبور. وفي الدعاء اللهم ادحر عنا الشيطان أي ادفعه واطرده ونحه. والمدحور هو المقصى والمطرود. وقال الأزهري: الدحر: تبعيدك الشيء عن الشيء. وفي الكتاب العزيز: ويقذفون من كل جانب دحورا قال الفراء: قرأ الناس بالنصب والضم. فمن ضمها جعلها مصدرا، ومن فتحها جعلها اسما. كأنه قال: يقذفون بداحر وبما يدحر. قال الفراء: ولست أشتهي الفتح، لأنه لو وجه ذلك على صحة لكان فيها الباء، كما تقول: يقذفون بالحجارة ولا يقال: يقذفون الحجارة، وهو جائز. وفي التكملة: قرأ السلمي وابن أبي عبلة: دحورا، بفتح الدال، أي داحرا، على جهة المبالغة، وفيه إضمار، أي يقذفون من كل جانب بدحور عن التسمع، أو هو مصدر كقبول وولوع ووضوء. وقال الزجاج: معنى قوله دحورا، أي يدحرون أي يباعدون. وفي حديث عرفة: ما من يوم إبليس فيه أدحر ولا أدحق منه في يوم عرفة . الدحر: الدفع بعنف على سبيل الإهانة والإذلال. والدحق: الطرد والإبعاد. وأفعل التي للتفضيل من دحر ودحق كأشهر وأجن من شهر وجن.

د ح د ر
دحدره، دحدرة. أهمله الجوهري، وقال الصغاني: أي دحرجه دحرجة فتدحدر، تدحرج، كتدهده.

د ح م ر
دحمر القربة. أهمله الجوهري. وقال ابن دريد: أي ملأها. والدحمور، بالضم، وفي بعض الأصول: ودحمور، بلا لام: دويبة، نقله الصغاني: ومما يستدرك عليه: دحمرو: قرية بمصر

د خ د ر
الدخدار، بالفتح: ثوب أبيض مصون، أو أسود. جاء في الشعر القديم، وهو معرب تخت دار، فارسية، أي يمسكه التخت، أي ذو تخت. وقال بعضهم. أصله تختار أي صين في التخت، والأول أحسن. قال الكميت يصف سحابا:
تجلو البوارق عنه صفح دخدار

صفحة : 2819

وقيل الدخدار: الذهب، لصيانته في التخوت. ومن ذلك قولهم: دخدر القرط، إذا ذهبه، أي طلاه به.

د خ ر
دخر الرجل كمنع وفرح دخورا، بالضم، مصدر الأول على غير قياس، ودخرا، محركة مصدر الثاني على القياس: صغر وذل. والداخر: الذليل المهان، كما جاء في الحديث. والدخر: التحير. والدخور: الصغار والذل. وأدخره غيره. وفي الكتاب العزيز وهم داخرون قال الزجاج: أي صاغرون. ومن سجعات الأساس: الأول فاخر، والآخر داخر.

د خ م ر
دخمر القربة، أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: أي ملأها، لغة في دحمر، بالمهملة، كما تقدم، ولم يذكره صاحب اللسان. ودخمر الشيء: ستره وغطاه، نقله الصغاني.

د ر ر
الدر، بالفتح: النفس. ودفع الله عن دره، أي عن نفسه، حكاه اللحياني. والدر: اللبن ما كان. قال:

طوى أمهات الدر حتى كأنها      فلافل هندي فهـن لـزوق أمهات الدر: الأطباء. وفي الحديث: أنه نهى عن ذبح ذوات الدر أي ذوات اللبن. ويجوز أن يكون مصدر در اللبن إذا جرى. ومنه الحديث: لا يحبس دركم ، أي ذوات الدر. أراد أنها لا تحشر إلى المصدق ولا تحبس عن المرعى إلى أن تجتمع الماشية ثم تعد، لما في ذلك من الإضرار بها. كالدرة، بالكسر. والدرة أيضا والدر: كثرته وسيلانه. وفي حديث خزيمة غاضت لها الدرة وهي اللبن: إذا كثر وسال، كالاستدرار يقال: استدر اللبن والدمع ونحوهما: كثر. قال أبو ذؤيب:

إذا نهضت فيه تصعد نفرها     كقتر الغلاء مستدر صيابها استعار الدر لشدة دفع السهام. ودر اللبن والدمع يدر، بالضم ويدر، بالكسر، درا ودرورا، وكذلك الناقة إذا حلبت فأقبل منها على الحالب شيء كثير قيل: درت، وإذا اجتمع في الضرع من العروق وسائر الجسد قيل: در اللبن. والاسم الدرة، بالكسر وبالفتح أيضا، كما في اللسان، وبهما جاء المثل: لا آتيك ما اختلفت الدرة والجرة واختلافهما أن الدرة تسفل والجرة تعلو، وقد تقدم. عن الأعرابي: الدر: العمل من خير أو شر. ومنه قولهم: لله دره، يكون مدحا، ويكون ذما، كقولهم: قاتله الله ما أكفره، وما أشعره، ومعناه أي الله عمله، يقال هذا لمن يمدح ويتعجب من عمله. وإذا ذم عمله قيل: لاد ر دره، أي لازكا عمله، وكل ذلك على المثل. وقيل: لله درك من رجل. معناه لله خيرك وفعالك. وإذا شتموا قالوا: لا در دره، أي لا كثر خيره، وقيل: لله درك، أي لله ما خرج منك من خير، قال ابن سيده: وأصله أن رجلا رأى آخر يحلب إبلا، فتعجب من كثرة لبنها، فقال: لله درك، وقيل: أراد لله صالح عملك، لأن الدر أفضل ما يحتلب، قال بعضهم: وأحسبهم خصوا اللبن لأنهم كانوا يفصدون الناقة فيشربون دمها ويفتظونها فيشربون ماء كرشها، فكان اللبن أفضل ما يحتلبون.

صفحة : 2820

وقال أبو بكر: وقال أهل اللغة في قولهم: لله دره، الأصل فيه أن الرجل إذا كثر خيره وعطاؤه وإنالته الناس قيل: لله دره، أي عطاؤه وما يؤخذ منه، فشبهوا عطاءه بدر الناقة، ثم كثر استعمالهم حتى صاروا يقولونه لكل متعجب منه. قلت: فعرف مما ذكرناه كله أن تفسير الدر بالخير والعطاء والإنالة إنما هو تفسير باللازم، لا أنه شرح له على الحقيقة، فإن الدر في الأصل هو اللبن، وإطلاقه على ما ذكر تجوز، وإنما أضيف لله تعالى إشارة إلى أنه لا يقدر عليه غيره، قال ابن أحمر:

بان الشباب وأفنى دمعه العمر     لله درى أي العيش أنتـظـر تعجب من نفسه. قال الفراء: وربما استعملوه من غير أن يقولوا: لله، فيقولون: در در فلان. وأنشد للمتنخل:

لا در درى أن أطعمت نازلهـم قرف الحتى وعندي البر مكنوز ودر النبات درا: التف بعضه مع بعض لكثرته، و درت الناقة بلبنها تدر وتدر بالضم، والكسر، الأول على الشذوذ والثاني على القياس، كما صرح به صاحب المصباح وغيره، درورا ودرا: أدرته، فهي درور ودار ومدر، وأدرها ماريها دون الفصيل، إذا مسح ضرعها. ودر الفرس يدر، بالكسر على القياس، دريرا ودرة: عدا عدوا شديدأ، أو عدا عدوا سهلا متتابعا. ودر العرق يدر درورا: سال كما يدر اللبن، وكذا درت السماء بالمطر تدر درا ودرورا، الأخير بالضم، إذا كثر مطرها، فهي مدرارا، بالكسر، أي تدر بالمطر، وكذا سحابة مدارا، وهو مجاز. ودرت السوق: نفق متاعها، والاسم الدرة. و در الشيء: لان. أنشد ابن الأعرابي:

إذا استدبرتنا الشمس درت متونناكأن عروق الجوف ينضحن عندما وذلك لأن العرب تقول: إن استدبار الشمس مصحة. ودر السهم يدر درورا، بالضم: دار دورانا جيدا على الظفر، وصاحبه أدره، وذلك إذا وضعه على ظفر إبهام اليسرى ثم أداره بإبهام اليد اليمنى وسبابتها. حكاه أبو حنيفة. قال: ولا يكون درور السهم ولا حنينه إلا من اكتناز عوده وحسن استقامته والتئام صنعته. ودر السراج، إذا أضاء، فهو دار ودرير، كأمير، أي مضيء. ودر الخراج يدر درا، إذا كثر إتاؤه وفيؤه، وأدره عماله. ودر وجهك، إذا حسن بعد العلة والمرض يدر، بالفتح فيه. عن الصاغاني، وهو نادر. ووجهه أنه لا موجب للفتح، إذ ليس فيه حرف الحلق عينا ولا لاما ؛ ولذلك أنكروه وقالوا إن ماضيه مكسور كمل يمل، فلا ندرة. قاله شيخنا. والدرة، بالكسر: درة السلطان، التي يضرب بها، عربية معروفة والجمع درر، وتقول: حرمتني دررك، فاحمني دررك. والدرة: الدم أنشد ثعلب:

تخبط بالأخفاف والمنـاسـم     عن درة تخضب كف الهاشم وفسره فقال: هذه حرب شبهها بالناقة، ودرتها: دمها. والدرة: سيلان اللبن وكثرته، وقد تقدم في أول المادة، فهو تكرار، ومنها قولهم: درت العروق: امتلأت دما أو لبنا. والدرة بالضم: اللؤلؤة العظيمة، قال ابن دريد: هو ما عظم من اللؤلؤ، ج در، أي بإسقاط الهاء، فهو جمع لغوي، واسم جنس جمعي في اصطلاح، كما حققه شيخنا، ودرر، كصرد، وهو الجمع الحقيقي ودرات، جمع مؤنث سالم، وهو غير ما احتاج لذكره، وأنشد أبو زيد للربيع بن ضبع الفزاري.

صفحة : 2821

أقفر من مية الجريب إلى الزج     ين إلا الظـبـاء والـبـقـرا
كأنـهـا درة مـنـعـــمة      في نسوة كن قبـلـهـا دررا

ودر، بالضم، من أعلام الرجال. ودرة بنت أبي لهب ابنة عم النبي صلى الله عليه وسلم، من المهاجرات، كانت تحت الحارث بن نوفل، لها في المسند من رواية زوجها عنها، وقيل تزوجها دحية الكلبي. ودرة بنت أبي سلمة بن عبد الأسد: صحابيتان، وكذلك درة بنت أبي سفيان أخت معاوية، لها صحبة. وقوله تعالى: كأنها كوكب درى ثاقب مضيء، منسوب إلى الدر في صفائه وحسنه وبهائه وبياضه، قاله الزجاج، ويثلث أوله ويهمز آخره، كما تقدم، فهي ست لغات قرئ بهن. ونقل شيخنا عن أرباب الأشباه والنظائر: لا نظير للدرئ المضموم المهموز سوى مريق، ولا للمفتوح سوى المليت، لموضع، وسكين فيما حكاه أبو زيد. قلت: قال الفراء: ومن العرب من يقول درى، ينسبه إلى الدر، كما قالوا: بحر لجي ولجي، وسخري وسخري، وقرئ: درئ، بالهمز، والكوكب الدري عند العرب هو العظيم المقدار، وقيل: هو أحد الكواكب الخمسة السيارة، قال شيخنا: والمعروف أن السيارة سبعة. وفي الحديث: كما ترون الكوكب الدري في أفق السماء ، أي الشديد الإنارة. وفي حديث الدجال إحدى عينيه كأنها كوكب دري .

ودري السيف: تلألؤه وإشراقه إما أن يكون منسوبا إلى الدر بصفائه ونقائه، وإما أن يكون مشبها بالكوكب الدري. قال عبد الله بن سبرة:

كل ينوء بماضي الحد ذي شطـب     عضب جلا القين عن دريه الطبعا ويروى عن ذريه، يعني فرنده، منسوب إلى الذر الذي هو النمل الصغار، لأن فرند السيف يشبه بآثار الذر. وبيت دريد يروى بالوجهين:

وتخرج منه ضرة القوم مصدقـا     وطول السرى دري عضب مهند بالدال وبالذال. ودرر الطريق، محركة: قصده ومتنه. ويقال: هو على درر الطريق، أي على مدرجته. وفي الصحاح: أي على قصده، وهما على درر واحد، أي قصد واحد. ودرر البيت: قبالته، وداري بدرر دارك، أي بحذائها، إذا تقابلتا. قال ابن أحمر:

كانت مناجعها الدهنا وجانبها     والقف مما تراه فوقه دررا ودرر الريح: مهبها. ودر: غدير بديار بني سليم يبقى ماؤه الربيع كله، وهو بأعلى النقيع. قالت الخنساء:

ألا يا لهف نفسي بعد عيش    لنا بجنوب در فذي نهيق والدرارة: المغزل الذي يغزل به الراعي الصوف. قال:

جحنفل يغزل بالدرارة

صفحة : 2822

ومن المجاز: أدرت المرأة المغزل فهي مدرة ومدر، الأخيرة على النسب، إذا فتلته فتلا شديدا فرأيته حتى كأنه واقف من شدة دورانه. وفي بعض نسخ الجمهرة الموثوق بها: إذا رأيته واقفا لا يتحرك من شدة دورانه. وفي حديث عمرو بن العاص أنه قال لمعاوية: أتيتك وأمرك أشد انفضاحا من حق الكهول، فما زلت أرمه حتى تركته مثل فلكة المدر.وذكر القتيبي هذا الحديث فغلط في لفظه ومعناه. وحق الكهول: بيت العنكبوت. وأما المدر فهو الغزال. ويقال للمغزل نفسها الدرارة والمدرة، وقد أدرت الغازلة درارتها، إذا أدارتها لتستحكم قوة ما تغزله من قطن أو صوف. وضرب فلكة المدر مثلا لإحكامه أمره بعد استرخائه، واتساقه بعد اضطرابه، وذلك لأن الغزال لا يألو إحكاما وتثبيتا لفلكة مغزله، لأنه إذا قلق لم تدر الدرارة. قلت: وأما القتيبي فإنه فسر المدر بالجارية إذا فلك ثدياها ودر فيهما الماء، يقول: كان أمرك مسترخيا فأقمته حتى صار كأنه حلمة ثدي قد أدر. والوجه الأول أوجه. وأدرت الناقة: در لبنها فهي مدر، وأدرها فصيلها. أدر الشيء: حركه، وبه فسر بعض ما ورد في الحديث: بين عينيه عرق يدره الغضب أي يحركه. وأدر الريح السحاب: جلبته، هكذا بالجيم، وفي بعض النسخ بالحاء، وفي اللسان: والريح تدر السحاب وتستدره، أي تستحلبه. وقال الحادرة وهو قطبة بن أوس الغطفاني:

فكأن فاها بـعـد أول رقـدة     ثغب برابية لذيذ المـكـرع
بغريض سارية أدرته الصبـا     من ماء أسحر طيب المستنقع

الغريض: الماء الطري وقت نزوله من السحاب: وأسحر: غدير حر الطين. والدرير: كأمير: المكتنز الخلق المقتدر من الأفراس. قال امرؤ القيس:

درير كخذروف الوليد أمره       تقلب كفيه بخيط موصـل وقيل: الدرير من الخيل: السريع منها، أو السريع العدو المكتنز الخلق من جميع الدواب، ففي حديث أبي قلابة: صليت الظهر ثم ركبت حمارا دريرا . وناقة درور كصبور ودار: كثرة الدر، وضرة درور، كذلك. قال طرفة:

من الزمرات أسبل قادماها     وضرتها مركـنة درور وإبل درر، وإبل درر، بضمتين، ودرر، كسكر، ودرار، كرمان، مثل كافر وكفار. قال:

كان ابن أسماء يعشوها ويصبحها     من هجمة كفسيل النخـل درار قال ابن سيده: وعندي أن درارا جمع دارة، على طرح الهاء.والدودري، كيهيري، أي بفتح الأول والثالث وتشديد الراء المفتوحة ولا يخفى أن الموزون به غير معروف: الذي يذهب ويجيئ في غير حاجة ولم يستعمل إلا مزيدا، إذ لا يعرف في الكلام مثل درر. والدودري: الآدر: من به الأدرة. والدودرى: الطويل الخصيتين، وفي التهذيب: العظيمهما، وذكره في د در والصواب ذكره في د رر كما للمصنف، وأنشد أبو الهيثم:

لما رأت شيخا لهـا دودري    في مثل خيط العهن المعرى إذ هو من قولهم: فرس درير، والدليل عليه قوله:
في مثل خيط العهن المعرى

صفحة : 2823

يريد به الخذروف. والمعرى: الذي جعلت له عروة. كالدردري، بالراء بدل الواو، عن الفراء، ولم يقل بالواو. والتدرة: الدر الغزير، تفعله من الدر، وضبطه الصغاني بضم الدال من التدرة. والدردر، بالضم: مغارز أسنان الصبي، والجمع الدرادر، أو هى منبتها عامة. أو هي منبتها قبل نباتها وبعد سقوطها. ومن ذلك المثل أعييتني بأشر فكيف أرجوك بدردر . قال أبو زيد: هذا رجل يخاطب امرأته، أي لم تقبل، هكذا في النسخ. والصواب لم تقبلي النصح شابا، هكذا في النسخ، والصواب وأنت شابة ذات أشرفي ثغرك فكيف الآن وقد أسننت حتى بدت درادرك كبرا، وهي مغارز الأسنان. ودرد الرجل إذا سقطت أسنانه وظهرت درادرها. ومثله: أعييتني من شب إلى دب أي من لدن شببت إلى أن دببت. ويقال: لججوا فوقعوا في الدردور، بالضم. قال الجوهري: الماء الذي يدور ويخاف منه الغرق. وقال الأزهري: هو موضع في وسط البحر يجيش ماؤه لا تكاد تسلم منه السفينة. والدردور: اسم مضيق بساحل بحر عمان يخاف منه أهل البحر. وتدردرت اللحمة: اضطربت، ويقال للمرأة إذا كانت عظيمة الأليتين فإذا مشت رجفتا: هي تدردر. وفي حديث ذي الثدية المقتول بالنهروان كانت له ثدية مثل البضعة تدردر أي تمزمز وترجرج: تجئ وتذهب، والأصل تتدردر، فحذف إحدى التاءين تخفيفا. ودردر البسرة: دلكها بدردره ولاكها: ومنه قول بعض العرب وقد جاءه الأصمعي: أتيتني وأنا أدردر بسرة. واستدرت المعزى: أراد الفحل، قال الأموي: يقال للمعزى إذا أرادت الفحل قد استدرت استدرارا وللضأن قد استوبلت استيبالا. ويقال أيضا استذرت المعزى استذراء، من المعتل بالذال المعجمة. والدردار، كصلصال: صوت الطبل، كالدرداب، نقله الصغاني. والدردار: شجر، قال الأزهري: ضرب من الشجر معروف.

قلت: هو شجرة البق تخرج منها أقماع مختلفة كالرمانات فيها رطوبة تصير بقا، فإذا انفقأت خرج البق. ورقه يؤكل غضا كالبقول، كذا في منهاج الدكان. ودريرات، مصغرا، ع، نقله الصغاني. ودهدرين بضم الأول والثالث تثنية دهدر، يأتي ذكره في ده در، مراعاة لترتيب الحروف، وهو الأولى والأقرب للمراجعة، والجوهري أورده هنا، والصواب ما للمصنف. ومما يستدرك عليه: استدر الحلوبة: طلب درها. والاستدرار أيضا: أن تمسح الضرع بيدك ثم يدر اللبن. ودر الضرع باللبن يدر درا، ودرت لقحة المسلمين وحلوبتهم، يعنى كثر فيؤهم وخراجهم وهو مجاز. وفي وصية عمر للعمال أدروا لقحة المسلمين ، قال الليث: أراد خراجهم، فاستعار له اللقحة والدرة. ويقال للرجل إذا طلب حاجة فألح فيها: أدرها، وإن أبت، أي عالجها حتى تدر، يكنى بالدر هنا عن التيسير. ودرور العرق: تتابع ضربانه كتتابع درور العدو. وفي الحديث: بينهما عرق يدره الغضب يقول: إذا غضب در العرق الذي بين الحاجبين، ودروره: غلظه وامتلاؤه. وقال ابن الأثير: أي يمتلئ دما إذا غضب كما يمتلئ الضرع لبنا إذا در، وهو مجاز. وللسحاب درة، أي صب واندفاق، والجمع درر. قال النمر بن تولب:

سلام إلاله وريحانـه    ورحمته وسماء درر

صفحة : 2824

غمام ينزل رزق العبـاد     فأحيا العباد وطاب الشجر سماء درر، أي ذات درر. وفي حديث الاستسقاء: ديما دررا : جمع درة. وقيل: الدرر الدار، كقوله تعالى: دينا قيما أي قائما. وفرس درير: كثير الجري، وهو مجاز. وللساق درة: استدرار للجري. وللسوق درة، أي نفاق. ودر الشيء، إذا جمع، ودر إذا عمل، ومر الفرس على درته، إذا كان لا يثنيه شيء. وفرس مستدر في عدوه: وهو مجاز، وقال أبو عبيدة: الإدرار في الخيل: أن يعنق فيرفع يدا ويضعها في الخبب. والدردرة: حكاية صوت الماء إذا اندفع في بطون الأودية. وأيضا دعاء المعزى إلى الماء. وأدررت عليه الضرب: تابعته، وهو مجاز. والدردر، بالضم: طرف اللسان، وقيل: أصله. هكذا قاله بعضهم في شرح قول الراجز:

أقسم إن لم تأتنا تـدردر      ليقطعن من لسان دردر والمعروف مغرز السن، كما تقدم. ودرت الدنيا على أهلها: كثر خيرها، وهو مجاز، ورزق دار، أي دائم لا ينقطع. ويقال: در بما عنده، أي أخرجه. والفارسية الدرية، بتشديد الراء والياء: اللغة الفصحى من لغات الفرس، منسوبة إلى در، بفتح فسكون، اسم أرض في شيراز، أو بمعنى الباب وأريد به باب بهمن بن اسفنديار. وقيل: بهرام بن يزدجرد. وقيل: كسرى أنوشروان. وقد أطال فيه شيخ شيوخ مشايخنا الشهاب أحمد بن محمد العجمي، خاتمة المحدثين بمصر، في ذيله على لب اللباب للسيوطي، وأورد شيخنا أيضا نقلا عنه وعن غيره، فليراجع في الشرح.

ودرانة: من أعلام النساء، وكذلك دردانة. وأبو درة بالضم: قرية بمصر.

د ز ر
الدزر، أهمله الجوهري. وقال ابن الأعرابي: هو الدفع، يقال: دزره ودسره ودفعه بمعنى واحد، كذا في التكملة.

د ز م ر
دزمارة، بالكسر، أهمله الجوهري والصغاني والاجماعة، وهو: ع، منه الشيخ الإمام كمال الدين أبو العباس أحمد بن كشاشب بن علي الفقيه الشافعي الصوفي الدزماري. له شرح التنبيه وكتاب الفروق وتوفي سنة 643 في 17 ربيع الآخر، هكذا ذكره ابن السبكي في الطبقات الكبرى وابن قاضي شهبة في ترجمته.

د س ر
الدسر: الطعن والدفع الشديد، يقال: دسره بالرمح. وفي حديث عمر رضي الله عنه: فيدسر كما يدسر الجزور ، أي يدفع ويكب للقتل كما يفعل بالجزور عند النحر. في حديث الحجاج أنه قال لسنان بن يزيد النخعي لعنه الله: كبف قتلت الحسين ? قال: دسرته بالرمح دسرا، وهبرته بالسيف هبرا أي دفعته دفعا عنيفا. فقال له الحجاج: أما والله لا تجتمعان في الجنة أبدا وفي حديث ابن عباس، وسئل عن زكاة العنبر فقال: إنما هو شيء دسره البحر ، أي دفعه موج البحر وألقاه إلى الشط فلا زكاة فيه. ومن المجاز: الدسر: الجماع، يقال: دسرها بأيره، كذا في المحكم، وهو مدسر جماع كمنبر، أي نياك وعن مجاهد: الدسر: إصلاح السفينة بالدسار، بالكسر، اسم للمسمار، وبه فسر بعضهم قوله تعالى ذات ألواح ودسر وفي حديث علي: رفعها بغير عمد يدعمها، ولا دسار ينتظمها . والدسر أيضا: إدخال الدسار أي المسمار في شيء بقوة، قاله الزجاج. يقال: دسرت المسمار أدسره وأدسره دسرا، وكل ما سمر فقد دسر.

صفحة : 2825

والدسار أيضا: خيط من ليف تشد به ألواحها، وبه فسر بعض الآية المذكورة. وجمع الفراء بين القولين فقال: الدسر: مسامير السفينة وشروطها التي تشد بها. وقال غيره: الدسر: خرز السفينة، ج أي جمع دسار دسر، بضم فسكون، ودسر، بضمتين مثل عسر وعسر، وقيل: الدسر، بضمتين، هي السفن بعينها، تدسر، أي تدفع الماء بصدورها، الواحدة دسراء. ودسرت السفينة الماء بصدرها: عاندته. والدوسر: الجمل الضخم الشديد المجتمع ذو هامة ومناكب، وهي بهاء. قال عدي:

ولقد عديت دوسرة    كعلاة القين مذكارا والدوسر: نبت يجاوز الزرع في الطول، وله سنبل وحب ضاوي دقيق أسمر، قاله أبو حنيفة. يقال إن اسم حبه الزن يختلط بالبر، وسيأتي في النون. ودوسر: اسم كتيبة للنعمان ابن المنذر ملك العرب. قال المثقب العبدي يمدح عمرو بن هند:

ضربت دوسر فيه ضربة     أثبتت أولاد ملك فاستقر يقال: كتيبة دوسرة ودوسر، إذا كانت مجتمعة. والدوسر: الأسد الصلب الموثق الخلق، أورده المصنف في البصائر وأنشد:

عبل الذراعين شديد دوسر والدوسر: الشيء القديم. والدوسر: الزؤان في الحنطة، الواحدة دوسرة. ودوسر: اسم فرس، قال:

ليست من الفرق البطاء دوسر    قد سبقت قيسا وأنت تنظـر أراد: قد سبقت خيل قيس. أنشده يعقوب، ونقله ابن سيده. والدوسر: الذكر الضخم الشديد. والدوسرة، بهاء: الممضغة، عن الصغاني. والدواسر، كعلابط: الشديد الضخم، قال:

والرأس من ثغامه الدواسر كالدوسر     والدوسري والدوسراني والدواسري. وقيل: الدوسر من النوق: العظيمة. وناقة داسرة: سريعة السير. وقال الفراء: الدوسري: القوي من الإبل. وقال غيره: الدواسر: الماضي الشديد. وبنو سعد بن زيد مناة كانت تلقب في الجاهلية دوسر. والدوسرية: قلعة جعبر، وقد تقدم في الجيم. والدسر: السفينة، عن ابن الأعرابي.

د س ت ر
الدستور، بالضم: أهمله الجوهري. وقال الصغاني: هو اسم النسخة المعمولة للجماعات كالدفاتر التي منها تحريرها ويجمع فيها قوانين الملك وضوابطه، فارسية معربة، ج دساتير. واستعمله الكتاب في الذي يدير أمر الملك تجوزا. وفي مفاتيح العلوم لابن كمال باشا: الدستور: نسخة الجماعة، ثم لقب به الوزير الكبير الذي يرجع إليه فيما يرسم في أحوال الناس، لكونه صاحب هذا الدفتر: وفي الأساس: الوزير: الدستور. قال شيخنا: وأصله الفتح، وإنما ضم لما عرب ليلتحق بأوزان العرب، فليس الفتح فيه خطا محضا، كما زعمه الحريري. وولعت العامة في إطلاقه على معنى الإذن.

د س ك ر
الدسكرة، أهمله الجوهري. وقال الصغاني: هي القرية، قاله الأزهري. والدسكرة: الصومعة، عن أبي عمرو. وفي جامع القزاز: الدسكرة: الأرض المستوية. وقيل: الدسكرة: بيوت الأعاجم يكون فيها الشراب والملاهي. قال الأخطل:

في قباب عند دسكرة     حولها الزيتون قد ينعا

صفحة : 2826

قال الأخفش: الصحيح أن البيت ليزيد بن معاوية، وزعم ابن السيد أنه لأبي دهبل وقيل للأحوص. أو الدسكرة: بناء كالقصر حوله بيوت ومنازل للخدم والحشم، كذا في المغيث في غريب الحديث لأبي موسى. قال الليث: يكون للملوك، ومثله في جامع القزاز. ج دساكر، ليست بعربية محضة. وفي حديث أبي سفيان وهرقل الذي رواه البخاري في أول الصحيح وفي أثنائه مرات أنه أذن لعظماء الروم في دسكرة له والدسكرة: ة بنهر الملك. منها منصور بن أحمد بن الحسين، أحد الرؤساء، روى عنه أبو سعد السمعاني شيئا من شعره. والدسكرة: ة قرب شهرابان، بطريق خراسان، كبيرة، منها أحمد بن بكرون بن عبد الله العطار أبو العباس، روى عن أبي طاهر المخلص، وهو شيخ الخطيب أبي بكر أحمد بن علي بن ثابت البغدادي، وتوفي سنة 431. والدسكرة: ة بين بغداد وواسط، منها أبان بن أبي حمزة، وأبو طالب يحيى بن الطيب، من شيوخ البخاري. والدسكرة: ة بخوزستان، كل ذلك عن الصغاني.

د ص ر
الدوصر ؛ بالصاد المهملة، أهمله الجماعة، وهو نبت يعلو الزرع، أي يجاوزه في الطول، وله سنبل وحب دقيق أسمر، عن ابن القطاع، وفي بعض النسخ: ابن القطان، وهو خطأ. قلت: وهو الدوسر بالسين الذي تقدم في كلام المصنف، وبينا فيه ما جاء عن أبي حنيفة.

د ط ر
الدوطيرة، أهمله الجوهري وهو كوثل السفينة، عن أبي عمرو الشيباني، رواه عن ابنه عمرو، في باب السفينة. قال الأزهري. وأهمل الليث دطر.

د ع ر
الدعر، محركة: الفساد والخبث. ومصدر دعر العود، كفرح، دعرا، فهو دعر، وأنشده شمر لابن مقبل.

باتت حواطب ليلى يلتمسن لـهـا     جزل الجذي غير خوار ولا دعر وحكى الغنوي: عود دعر، كصرد، وأنشد:

يحملن فحما جيدا غير دعر     أسود صلالا كأعيان البقر وهكذا سمعه الأزهري أيضا عن العرب. وإذا ادخن ولم يتقد. وقيل: العود الدعر: الكثير الدخان، وقيل: الرديئه، ومنه أخذت الدعارة بمعنى الفسق. ودعر الزند دعرا: قدح به مرارا حتى احترق طرفه ولم يور، وهو زند دعر، ككتف. ويقال: دعر كصرد، وأنشد:

مؤتشب يكبو به زند دعر

صفحة : 2827

وفي الصحاح: زند أدعر. والدعر: الفسق والخبث والخيانة والنفاق والفجور، كالدعارة بالفتح، والدعارة، بالكسر، والدعرة، بفتح فسكون، وفي بعض النسخ محركة، وفي حديث عمر رضي الله عنه: اللهم ارزقني الغلظة والشدة على أعدائك وأهل الدعارة ، أي الفساد والشر. وقال ابن شميل: دعر الرجل دعرا، إذا كان يسرق ويزني ويؤذي الناس. وقيل: الدعر ككتف:ما احترق من حطب وغيره فطفئ قبل أن يشتد احتراقه. وفي بعض النسخ: إحراقه، والواحدة دعرة، وضبطه الصغاني الدعر، بفتحتين بهذا المعنى. والدعر، بالضم: القادح، وهو دود يأكل الخشب، وحكاه كراع بالذال المعجمة، الواحد دعرة. ومالك بن دعر بن حجر بن جزيلة بن لخم، مقدم السيارة، وهو الذي استخرج يوسف بن يعقوب ابن إبراهيم، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آبائه، من الجب، وهو البئر، وهو الكائن بجيزة مصر، ومنهم من يرويه بالذال المعجمة كما في المقدمة الفاضلية لابن الجواني النسابة، وهو تصحيف، نبه عليه الصغاني. والإبل الداعرية: منسوبة إلى داعر، وهو فحل منجب، أو إلى قبيلة من بني الحارشث بن كعب بن علة بن جلد، من مذحج، وهو داعر ابن الحماس الحارثي. ونخلة داعرة: لم تقبل اللقاح فتزاد تلقيحا وتنحق وتنحيقها: أن يوطأ عسقها حتى يسترخى، فذلك دواؤها، ج مداعير. والدعرور، بالضم: اللئيم العائب أصحابه، نقله الصغاني. والمدعر كمعظم: لون الفيل، عن ابن الأعرابي. وقال ثعلب: المدعر: كل لون قبيح من جميع الحيوان. أنشد الأصمعي:

كسا عامرا ثوب المذلة ربـه     كما كسى الخنزير لونا مدعرا ويقال: تدعر وجهه، إذا تبقع بقعا سمجة متغيرة، من ذلك. وفي خلقه دعارة، مشددة الراء، وكذلك زعارة، أي سوء. يقال دعر الرجل، كفرح ومنع، دعارة، فجر ومجر، وفيه دعارة ودعرة، الأخير محركة. وعود داعر ودعر، الأخير قاله شمر وغيره: نخر رديء، إذا وضع على النار لم يستوقد ودخن. هكذا فسره شمر.

ومما يستدرك عليه: رجل دعر، كصرد، ودعرة: خائن يعيب أصحابه. قال الجعدي:
فلا ألفـين دعـرا داربـا    قديم العداوة والـنـيرب
ويخبركم أنـه نـاصـح     وفي نصحه ذنب العقرب

وقيل: الدعر: الذي لا خير فيه. والداعر: المؤذي الفاجر، قاله ابن شميل، ومثله في التوشيح، ويجمع على دعار. وفي حديث عدي فأين دعار طيئ أراد بهم قطاع الطريق.

وقال أبو المنهال: سألت أبا زيد عن شيء، فقال: مالك ولهذا ? هو كلام المداعير. ورجل دعرة كهمزة: به عيب. ومن سجعات الأساس، فلان داعر، وفي كل فتنة ناعر.

د ع ث ر
الدعثر: الأحمق. والدعثرة، بهاء: الهدم والكسر وقد دعثر الحوض وغيره: هدمه. ودعثره: صرعه وكسره. وفي الحديث: لا تقتلوا أولادكم سرا، إنه ليدرك الفارس فيدعثره أي يصرعه ويهلكه، يعني إذا صار رجلا. قال ابن الأثير: والمراد النهي عن الغيلة، فإن الولد إذا فسد لبنه فسد مزاجه فلا يطاعن قرنه، بل يهي وينكسر عنه، وسببه الغيل. والدعثور، بالضم: حوض لم يتنوق في صنعته ولم يوسع، أو هو المتهدم المتثلم، وكذلك المنزل، جمعه دعاثير ودعاثر. قال:

أكل يوم لك حوض ممدور
إن حياض النهل الدعاثـير

صفحة : 2828

يقول: أكل يوم تكسرين حوضك حتى يصلح. والدعاثير: ما تهدم من الحياض، والجوابي والمراكي إذا تكسر منها شيء فهو دعثور. وقال أبو عدنان: الدعثور يحفر حفرا ولا يبنى، إنما يحفره صاحب الأول يوم ورده. وقال العجاج:

من منزلات أصبحت دعاثرا قيل: أراد دعاثير فحذف للضرورة. وقال آخر:

أجل جير أن كانت أبيحت دعاثره والدعثور من النعم: الكثير. ودعثور بن الحارث الغطفاني، وقيل المحاربي: صحابي جاء نقله عن أبي بكر محمد بن أحمد العسكري، وفي حديث عجيب الإسناد، والأشبه غورث. ويقال: غورك. وجمل دعثر، كسبحل: شديد يدعثر كل شيء، أي يكسره. قال العجاج:

قد أقرضت حزمة قرضا عسرا
ما أنسأتنا مذ أعارت شهرا
حتى أعدت بازلا دعثرا
أفضل من سبعين كانت خضرا

وكان قد اقترض من ابنته حزمة سبعين درهما للمصدق، فأعطته ثم تقاضته فقضته فقضاها بكرا.

ومما يستدرك عليه: المدعثر: المهدوم. وأرض مدعثرة: موطوءة. ومكان دعثار: قد سوسه الضب وحفره، عن ابن الأعرابي. وأنشد:

إذا مسلحب فوق ظهر نبيثة     يجد بدعثار حديث دفينهـا قال: الضب يحفر من سربه كل يوم، فيغطي نبيثة الأمس، يفعل ذلك أبدا.

د ع س ر
الدعسرة، أهمله الجوهري. وقال ابن دريد: هو الخفة والسرعة والنشاط.

د ع ك ر
ادعنكر أهمله الجوهري. وقال ابن دريد: يقال: ادعنكر عليهم بالفحش، إذا اندرأ بالسوء. قال:

قد ادعنكرت بالفحش والسوء والأذىأميتها ادعنكار سيل على عمرو ونص الجمهرة: أسيماء كاد عنكار. قال: وهذا البيت أخاف أن يكون مصنوعا. فهو دعنكر، كسفرجل، ودعنكران، مندرئ على الناس. وادعنكر السيل ادعنكارا: أقبل وأسرع، عن أبي عمرو الشيباني، وأنشد البيت السابق.

د غ ر
الدغر، في الأصل: الدفع. والدغر: غمز الحلق، أي حلق الصبي من الوجع الذي يقال له العذرة، وهو رفع المرأة لهاة الصبي بإصبعها وتكبيس ذلك الموضع عند هيجان الوجع من الدم، فإذا رفعت ذلك الموضع بإصبعها قيل: دغرت تدغر دغرا. قاله أبو عبيد. وبه فسر الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للنساء: لا تعذبن أولادكن بالدغر وفي حديث آخر: قال لأم قيس بنت محصن: علام يدغرن أولادهن بهذه العلق. والدغر، أيضا: الخلط، عن كراع. وروى المثل دغرا ولاصفا أي خالطوهم ولا تصافوهم، من الصفاء والدغر: سوء الغذاء للولد وأن ترضعه أمه فلا ترويه، فيبقى مستجيعا يعترض كل من لقي فيأكل ويمص، ويلقى على الشاة فيرضعها، وهو عذاب الصبي. وقال أبو سعيد السكري فيما استدركه على أبي عبيد من أغلاطه: الدغر في الفصيل. أن لا ترويه أمه فيدغر في ضرع غيرها، فقال عليه السلام: لا تعذبن أولادكن بالدغر، أروينهم باللبن لئلا يدغروا في كل ساعة ويستجيعوا . وإنما أمر بإرواء الصبيان من اللبن. قال الأزهري: والقول ما قال أبو عبيد، وقد جاء في الحديث ما دل على صحة قوله. والفعل كمنع دغرت تدغر دغرا والدغر، بالتحريك: التخلف والاستلئام، بالهمز، هكذا في النسخ، ومثله في التكملة. وفي التهذيب: الاستسلام، وهو تحريف. والدغر: سوء الخلق، قال:

صفحة : 2829

وما تخلف من أخلاقه دغر والدغر الاقتحام من غير تثبت، دغر عليه يدغر دغرا، كالدغرى، كالدعوى، وهو الاسم منه. وعن ابن الأعرابي: المدغرة، بالفتح: الحرب العضوض التي شعارها دغرى، بفتح فسكون وألف التأنيث، ويقال دغرا، بالتنوين. والدغرور، بالضم: العريض الفاحش، كالدعرور. ودغره، كمنعه: ضغطه حتى مات. ودغر في البيت: دخل، كأنه دفع بنفسه. ودغر عليهم: اقتحم من غير تثبت، وهو تكرار مع ما قبله كما لا يخفى. والدغر: توثب المختلس ودفعه نفسه على المتاع ليختلسه، ومنه حديث علي رضي الله عنه لا قطع في الدغرة وهو أخذ الشيء اختلاسا، وقيل: هو أن يملأ يده من الشيء يستلبه. ولون مدغر، كمعظم: قبيح. قال:

كسا عامرا ثوب الدمامة ربـه     كما كسي الخنزير ثوبا مدغرا والصواب أنه بالمهلة، وقد تقدم قريبا. وصغير - مصغرا بالغين، وفي بعض النسخ صفير، بالفاء - ابن داغر من قريش. وزعموا فيما يقال أن امرأة قالت لولدها: إذا رأت العين العين فدغرى ولاصفى، ودغر لاصف، ويحرك، ويمد فيقال دغرى ودغراء، وهذه عن الصغاني. وأنشد ابن دريد لرهم بن قيس:
جاءت عمان دغرى لا صفى
بكر وجمع الأزد حين التفا

ويقال: دغرا بفتح فسكون مثل عقرى وحلقى وعقرا وحلقا لاصفا. تقول: أي ادغروا عليهم، اقتحموا عليهم بغتة واحملوا ولا تصافوهم. وقال كراع: خالطوهم ولا تصافوهم، من الصفاء، وقد تقدم. وصفى، من المصادر التي آخرها ألف التأنيث، نحو دعوى. ودغر عليه: حمل. وذهب صاغرا داغرا أي، ذليلا داخرا خاضعا.

ومما يستدرك عليه: الدغر: الخبيث المفسد. ويقال هو من الدغار الدعار. ومدغرة: مدينة بصحراء المغرب، منها الشيخ الإمام المحدث الشريف عبد الله بن علي بن طاهر بن الحسن الحسنى السجلماسي، حدث عن أبي النعيم رضوان الجنوي. وقرأت في الحماسة لخارجة بن ضرار المري:

أخارج مهلا أو سفهت عشيرة      كففت لسان السوء أن يتدغرا وفسروه وقالوا: أي يتعود.

د غ ث ر
الدغثر، أهمله الجوهري. وقال ابن دريد: هو الأحمق، لغة في العين المهملة.

د غ ف ر
الدغفر، أهمله الجوهري. وقال الصغاني: هو الأسد الضخم المكتنز الخلق الشديد.

د غ م ر
الدغمرة: الخلط، وقد دغمر عليه الخبر، إذا خلطه. والدغمرة: العيب واللؤم. والدغمرة: الشراسة وسوء الخلق: يقال: في خلقه دغمرة، أي شراسة ولؤم. ورجل دغمور، بالضم: سيئ الثناء، عن ابن دريد. وقال غيره: سيء الخلق. وأما بالذال المعجمة فهو الحقود الذي لا ينحل حقده. وسيأتي. وقد تكون الدغمرة تخليطا في اللون. قال رؤبة:

إذا امرؤ دغمر لون الأدرن
سلمت عرضا لونه لم يدكن

قال ابن الأعرابي: الأدرن: الوسخ، ودغمر: خلط. ولم يدكن: لم يتسخ. والدغامر: الأدناس من الناس. وخلق دغمري، بالضم ودغمري، بالفتح: مخلوط. قال العجاج:

لا يزدهيني العمل المقزي
ولا من الأخلاق دغمري

والدغمري: السيء الخلق. ودغمر، كجعفر: ة بساحل بحر عمان، مما يلي قلهاة والمدغمر: الخفي. ورجل مدغمر الخلق: ليس بصافي الخلق.

د ف ر

صفحة : 2830

الدفر، بفتح فسكون: الدفع في الصدر والمنع، يمانية. وقال ابن الأعرابي: دفرته في قفاه دفرا، أي دفعته. وروى عن مجاهد في قوله تعالى: يوم يدعون إلى نار جهنم دعا قال: يدفرون في أقفيتهم دفرا، أي دفعا. والدفر، بالتحريك: وقوع الدود في الطعام واللحم. والدفر: الذل، عن ابن الأعرابي، وبه فسر قول سيدنا عمر لما سأل كعبا عن ولاة الأمر فأخبره قال: وادفراه قيل: أراد واذلاه. والدفر: النتن خاصة، ولا يكون الطيب البتة، ويسكن ومنهم من فسر قول سيدنا عمر به، أي وانتناه. ونقل شيخنا عن نوادر أبي علي القالي ما نصه: الدفر، بسكون الفاء: حدة الرائحة في النتن والطيب، وبفتح الفاء في النتن خاصة، قال شيخنا، وأكثر أئمة الأندلس على هذا التفصيل. قلت: الذي نقل عن أئمة هذا الفن: أن الذي يعم شدة ذكاء الرائحة طيبة كانت أو خبيثة هو الذفر، بالذال المعجمة محركة، ومنه قيل: مسك أذفر، وسيأتي، فلينظر هذا مع نقل النوادر. نعم نقل الفرق عن ابن الأعرابي، لكنه في الدفر، بالتسكين بمعنى الذل. والدفر محركة بمعنى النتن، ولا يعرف هذا إلا عنه، كما في اللسان وغيره. دفر الرجل، كفرح، فهو دفر وأدفر، وقيل: دفر، على النسب، لا فعل له. قال نافع بن لقيط الفقعسي:

ومؤولق أنضجت كية رأسه     فتركته دفرا كريح الجورب وهي دفرة ودفراء. ودفار، كقطام: الأمة، ويقال لها إذا شتمت: يا دفار، أي يا منتنة، وهي مبنية على الكسر، وأكثر ما ترد في النداء. ودفار: الدنيا، كأم دفار وأم دفر، الأخيرتان كنيتان لها. وحرك أبو علي القالي الأخيرة في الأمالي، وغلطه السهيلي في الروض. وزاد ابن الأعرابي أم دفرة. والمدافر: ع. ومدفار، كمحراب: ع لبنى سليم. والدفر، وأم دفر: الداهية، وقيل: به سميت الدنيا أم دفر، أي لما فيها من الآفات والدواهي. وكتيبة دفراء: بها صدأ الحديد. وفي الأساس: يراد: بها ريح الحديد. وجيش مدفر: مصك، كأنه من الدفر وهو الدفع والمنع.

ومما يستدرك عليه: عن ابن الأعرابي: أدفر الرجل: إذا فاح ريح صنانه. وقال غيره: دفرا دافرا لما يجيء به فلان. على المبالغة، أي نتنا. ودفرى، كذكرى: قرية بمصر، كأنها شبهت بالدنيا لنضارتها، وقد دخلتها. ودفر، محركة: ثمر شجر صيني وشحري. ودفرية: قرية أخرى بمصر.

د ف ت ر
الدفتر، كجعفر، وقد تكسر الدل فيلحق بنظائر درهم، وكلاهما من حكاية كراع عن اللحياني، وحكي كسر الدال عن الفراء أيضا، وهو عربي، كما في المصباح: جماعة الصحف المضمومة. قال ابن دريد: ولا يعرف له اشتقاق، وبعض العرب يقول: تفتر، بالتاء، على البدل. وقيل: الدفتر: جريدة الحساب. وفي شفاء الغليل: الدفتر عربي صحيح وإن لم يعرف اشتقاقه، وجعله الجوهري أحد الدفاتر، وهي الكراريس ج دفاتر

د ق ر
الدقر، بفتح فسكون، والدقرة والدقيرة والدقرى، كجمزى، الأول والأخير عن ابن الأعرابي، وما عداهما عن أبي عمرو وقال: كالودفة والوديفة: الروضة الحسناء الناعمة العميمة النبات، وفي بعض النسخ العظيمة بدل العميمة . ويقال: إن الدقرى، كجمزى: اسم روضة بعينها. وروضة دقراء: ناعمة. قال النمر ابن تولب:

زبنتك أركان العدو فأصبحت    أجأ وجبة من قرار ديارها

صفحة : 2831

وكأنها دقرى تخيل، نبتـهـا      أنف يغم الضال نبت بحارها قوله: تخيل، أي تلون بالنور فتريك ألوانا. والدقران بالضم: خشب، بضم فسكون تنصب في الأرض يعرش بها الكرم، واحدته دقرانة، بهاء، وسبق في د ج ر أن هذه الخشب تسمى الدجران، وضبطه هناك بالكسر، فلينظر. ودقران، كسلمان: واد معشب قرب وادي الصفراء، قد جاء ذكره في حديث مسيره إلى بدر، ثم صب في دقران حتى أفتق من الصدمتين . والدوقرة: بقعة تكون بين الجبال المحيطة بها لا نبات فيها، وهي من منازل الجن ويكره النزول بها. وفي التهذيب: هي بقعة تكون بين الجبال في الغيطان انحسرت عنها الشجر، وهي بيضاء صلبة لا نبات فيها، والجمع الدواقر. ودقر الرجل، كفرح، دقرا، إذا امتلأ من الطعام. ويقال: دقر هذا المكان، صار ذا رياض. وقال أبو حنيفة: دقر المكان إذا ندى. ودقر الرجل أيضا: قاء من الملء. ودقر النبات دقرا: كثر وتنعم. ومنه روضة دقراء، وهي اللفاء الوارفة. والدقرارة، بالكسر: النميمة، وافتعال أحاديث. والدقرارة: المخالفة، وفي حديث عمر رضي الله عنه: أنه أمر رجلا بشيء، فقال له قد جئتني بدقرارة قومك ، أي بمخالفتهم. كالدقرورة، بالضم. والدقرارة: عادة السوء. وفي حديث عمر قال لأسلم مولاه: أخذتك دقرارة أهلك أراد عادة السوء التي هي عادة قومك، وهي العدول عن الحق، والعمل بالباطل قد نزعتك وعرضت لك فعجلت بها، وكان أسلم عبدا بجاويا. والدقرارة: النمام، كأنه ذو دقرارة، أي ذو نميمة. والدقرارة: الداهية. والدقرارة: التبان، كالدقرار، بغير هاء، وهي سراويل صغير بلا ساق يستر العورة وحدها. وفي حديث عبد خير قال: رأيت على عمار دقرارة، وقال: إني ممثون . والممثون: الذي يشتكي مثانته. والدقرارة يطلق ويراد به السراويل أيضا. وبه فسر قول أوس.

يعلون بالقلع الهندي هـامـهـم      ويخرج الفسو من تحت الدقارير كالدقرور والدقرورة ؛ بضمهما. والدقرارة: العومرة، وهي الخصومة المتعبة.والدقرارة: الرجل القصير، كأنه شبه بالتبان. والدقرارة: الكلام القبيح والفحش والكذب المستشنع. ومنه قولهم: فلان يفتري الدقارير. وتقول: جئت بالأقارير ثم بعدها بالدقارير. ج الكل دقارير، وهي الدواهي والنمائم والأباطيل. ودقرة، بالكسر: ابنة غالب الراسبية، من أهل البصرة، وهي أم عبد الرحمن بن أذينة العبدي الراوي عن أبيه - وعنه عبد الملك بن أعين، وكان على قضاء البصرة زمن شريح، فلما مات طلب أبو قلابة للقضاء فهرب إلى الشام مخافة أن يولى - تابعية تروى عن عائشة، وعنها أهل البصرة، وهي وابنها من ثقات التابعين، ذكرهما ابن حبان.