فصل الدال المهملة مع الراء
الجزء الثاني
د ق م ر
ومما يستدرك عليه: دقميرة بالضم: قرية بمصر من الغربية.
د ك ر
صفحة : 2832
الدكر، بالكسر، أهمله الجوهري، وهو الذكر، لغة لربيعة، وهو غلط حملهم عليه
ادكر، حكاه سيبويه ونفاه ابن الأعرابي، وقال الليث بن المظفر: الدكر ليس من
كلام العرب، وربيعة تغلط في الذكر فتقول: دكر، بالدال، إنما الدكر بتشديد
الدال على ما ذكره ثعلب جمع دكرة بكسر فسكون، أدغمت لام المعرفة في الذال
فجعلت، ونص ثعلب فجعلتا دالا مشددة، فإذا قلت: دكر، بغير ألف ولام المعرفة
قلت ذكر بالذال المعجمة، وجمعوه على الذكرات بالذال أيضا. وأما قول الله
تعالى: فهل من مدكر فإن الفراء قال: حدثني الكسائي عن إسرائيل، عن أبي
إسحاق، عن أبي الأسود قال: قلت لعبد الله: فهل من مذكر ومدكر، فقال: أقرأني
رسول الله صلى الله عليه وسلم: مدكر، بالدال. وقال الفراء. ومدكر في الأصل
مذتكر على مفتعل، فصيرت الذال وتاء الافتعال دالا مشددة، قال: وبعض بني أسد
يقول: مذكر، فيقلبون الدال فتصير ذالا مشددة، كذا في اللسان. وأشار إليه
الشهاب في شرح الشفاء. وفي العناية: وقول شيخنا أن مدكرا لغة للكل يخالف ما
نقله الأزهري وغيره أنها لغة بعض بني أسد، فليتأمل. والدكر: لعبة للزنج
والحبش.
ومما يستدرك عليه: دكرو: قرية بالغربية من مصر.
د ل ر
ومما يستدرك عليه: دلير كسكيت، أهمله الجوهري. وقال الصغاني: هو اسم أعجمي
من الأعلام. قال: واللام والراء لا يجتمعان في كلام العرب. قال: وهكذا يقول
المحدثون والصواب دلير بالإمالة، كما يمال بكتاب وعتاب، ومعناه الجسور. قلت:
ومن ذلك أيضا دلاور.
د م ر
الدمور، بالضم، والدمار والدمارة، بفتحهما: الإهلاك. يقال: دمرهم الله
دمورا، أي أهلكهم والدمار والدمارة: استئصال الهلاك. دمر القوم يدمرون
دمارا: هلكوا. كالتدمير. يقال: دمرهم الله ودرهم. وفي الكتاب العزيز
فدمرناهم تدميرا يعني به فرعون وقومه الذين مسخوا قردة وخنازير. ودمر عليهم،
كذلك. وفي حديث ابن عمر قد جاء بالبطحاء حتى دمر المكان الذي كان يصلي فيه
أي أهلكه. هكذا جاء هذا الباب متعديا بنفسه وبالتضعيف ولازما، كما في
المحكم وغيره. وقال شيخنا: فيه تسير اللازم بالمتعدي ولا داعي له، والمصادر
الثلاثة كلها من اللازم، فالأولى أن يقول: الدمار: الهلاك، كما قال غيره،
ثم قال: وأشد منه في الإيهام والوقوع في الأوهام بعد قوله كالتدمير فهو
صريح في أن دمر الثلاثي يكون متعديا ولا قائل به. بل دمر كنصر: هلك. ودمره
تدميرا: أهلكه، كما في الصحاح والمصباح وغيرهما، انتهى.
صفحة : 2833
وأنت خبير بأن المصنف تابع لابن سيده في إيراد عبارته غالبا، وهو قد صرح
بأن دمر الثلاثي يأتي متعديا بنفسه ولازما. ومن مصادره الدمور والدمار.
والدمارة من مصادر دمر اللازم فلا يتوجه الملام للمصنف إلا من حيث إنه خلط
المصادر ولم يصرح بما هو المشهور في الباب، وهو كونه لازما، وإلا فتفسيره
بالإهلاك في محله، كما نقلناه، فتأمل. وفي الأساس ؛ التدمير: الإهلاك
المستأصل. ودمر عليهم دمورا، بالضم، ودمرا، بفتح فسكون: دخل عليهم بغير إذن،
وقيل: هجم هجوم الشر، وهو نحو ذلك، ومنه الحديث: من نظر من صير باب فقد دمر
قال أبو عبيد وغيره: أي دخل بغير إذن، ومثله دمق دموقا ودمقا. وفي حديث آخر:
من سبق طرفه استئذانه فقد دمر ، أي هجم ودخل بغير إذن، وهو من الدمار:
الهلاك، لأنه هجوم بما يكره. وفي رواية: من اطلع في بيت قوم بغير إذنهم فقد
دمر . والمعنى:إن إساءة المطلع مثل إساءة الدامر. ومن سجعات الأساس: إذا
دخلت الدور، فإياك والدمور. وتدمر، كتنصر: بنت حسان ابن أذينة بها سميت
مدينتها بالشام. قال النابغة:
وخيس الجن إني قد أذنت لهم يبنون تدمر بالصفاح والعمد والتدمري، بفتح الأول وضم الثالث: فرس لبني ثعلبة بن سعد بن ذبيان، نقله الصغاني تشبيها لها بجنس من اليرابيع يقال له التدمري، كما نبينه. وفي المحكم: التدمري: اللئيم من الرجال. ويقال: ما به - ونقل الفراء عن الدبيرية: ما في الدار - تدمري، ويضم أوله، وكذلك دامري، كما في الأساس أي أحد. وكذلك لاعين ولا تاموري ولا دبي وقد تقدم شيء من ذلك. ويقال للجميلة: ما رأيت تدمريا أحسن منها، أي أحدا. وأذن تدمرية: صغيرة، على التشبيه. والدمراء: الشاة القليلة اللبن. وهي أيضا القصيرة الخلقة. والدمراء: الهجوم من النساء وغضيرهن من غير إذن. ودمر، كسكر: عقبة بدمشق مشرفة على غوطتها. ومن المجاز: يقال للصائد الماهر هو مدمر، وتدمير الصائد: أن يدخن قترته بالوبر لئلا يجد الوحش ريحه، لأنه يهجم عليه بغير إذن ولا يحس به. ومن المجاز: دامرت الليل كله، أي كابدته وسهرته. وفي الأساس: قضيته بالسهر. ويقال: إنه لديمري، أي حديد علق، ككتف. ودميرة، كسفينة: قريتان بمصر، بالسمنودية القبلية والبحرية، وقد يضاف إليهما بعض الكفور فيطلق على الكل الدمائر. من إحداهما أبو أيوب عبد الوهاب بن خلف بن عمر بن يزيد بن خلف الدميري، توفي بها بعد سنة 270 قاله ابن يونس. وعبد الباقي بن الحسن الدميري، محدثان. قلت: وممن نزل الدميرة وانتسب إليها أبو غسان مالك بن يحيى بن مالك بن كبر بن راشد الهمداني، انتقل من الكوفة إلى الدميرة وسكن بها، وكان يقدم فسطاط مصر أحيانا فيحدث بها، توفي سنة 274، وأبو الحسن علي بن الحسن بن علي بن المثنى بن زياد الدميري، بغدادي، قدم مصر وتوفي بدميرة سنة 259. وأحمد بن إسحاق الدميري المصري، روى عنه الطبراني في المعجم. ومن المتأخرين من أهل الدميرة: الكمال الدميري صاحب حياة الحيوان، وترجمته معلومة، وعبد الرحيم بن عبد المنعم بن خلف الدميري، ممن روى عنه أبو الحرم القلانسي.
ومما يستدرك
عليه:
صفحة : 2834
رجل دامر: هالك لا خير فيه. يقال: رجل خاسر دامر، عن يعقوب، كدابر، وحكى
اللحياني أنه على البدل، وقال: خسر ودبر ودمر، فأتبعوهما خسرا، قال ابن
سيده: وعندي أن خسرا على فعله، ودمرا ودبرا على النسب، وما رأيت من خسارته
ودمارته ودبارته. والدماري، بالضم، والتدمري بالفتح ويضم: من اليرابيع:
اللئيم الخلقة، المكسور البراثن، الصلب اللحم. وقيل: هو الماعز منها، وفيه
قصر وصغر، ولا أظفار في ساقيه، ولا يدرك سريعا، وهو أصغر من الشفاري، قال:
وإني لأصطاد اليرابيع كلها شفاريها والتدمري المقصعا قال: وأما ضأنها فهو شفاريها وعلامة الضأن فيها أن له في وسط ساقه ظفرا في موضع صيصية الديك. والتدمرية من الكلاب: التي ليست بسلوقية ولا كدرية. وتدمير: بلد بالأندلس، سكنها أهل تدمير مصر، فسميت بهم، كغيرها من أكثر بلاد الأندلس. ودمرو الخمارة: قرية بمصر بالغربية.
د م ث ر
الدماثر، بالضم، أهمله الجوهري. وقال الصغاني: هو السهل من الأرض، يقال:
أرض دماثر، إذا كانت دمثاء، وأنشد الأصمعي في صفة إبل:
ضاربة بعطن دماثر والدماثر: الجمل الكثير اللحم الوثير، كالدمثر، كعلبط، ودمثر، مثل سبحل ودمثر، مثل جعفر، الأولى والثالثة عن ابن الأعرابي. وقال العجاج:
حوجلة الخبعثن الدمثرا والدمثرة: الدماثة والوثارة.
ومما يستدرك عليه: أرض دمثر، كسبحل: سهلة.
د م ش ر
ودمشير، بالشين المعجمة: قرية بشرقية مصر.
د م ه ك ر
الدمهكر، كسفرجل، أهمله الجوهري.. وقال ابن دريد: أي الآخذ بالنفس، فارسي
معرب دمه كير فدم هو النفس وكير بمعنى الآخذ.
د م ن ه ر
ومما يستدرك عليه: دمنهور:مدينة كبيرة ببحيرة مصر، وقد دخلتها، وأخرى قرية
صغيرة من أعمال مصر، وتعرف بدمنهور الوحش، ودمنهور الضواحي بالشرقية.
د م ه ر
وأبو إسحاق يعقوب بن ديمهر التوزي، حدث عن إبراهيم بن عبد الله الهروي،
وعنه ابن المقري في معجمه، وابن أخيه عمر بن داوود ابن ديمهر، روى عن عباس
الدوري وطبقته.
د ن ر
صفحة : 2835
الدينار، بالكسر، معرب، واختلف في أصله، فقال الراغب: دين آر، أي الشريعة
جاءت به، وقيل أصله دنار، بالتشديد، بدليل قولهم دنانير ودنينير، فأبدل من
إحداهما ياء، ولا يخفى لو قال: فقلبت إحداهما ياء، كان أحسن، لئلا يلتبس
بالمصادر التي تجئ على فعال، ككذاب، في قوله تعالى: وكذبوا بآياتنا كذابا
إلا أن يكون بالهاء فيخرج على أصله مثل الصنارة والدنامة، لأنه أمن الآن من
الالتباس، ولذلك جمعت على دنانير. ومثله قيراط وديباج. وقال أبو منصور:
دينار وقيراط وديباج أصلها أعجمية، غير أن العرب تكلمت بها قديما فصارت
عربية. وقد مر تفسيره في ح ب ب فراجعه. والديناري: فرس بكر بن وائل، وهو
ابن الهجيس فرس بني تغلب، ابن زاد الركب فرس الأزد الذي دفعه إليهم سليمان
عليه السلام، كذا في أنساب الخيل لمحمد بن السائب الكلبي، وهذا الكتاب عندي
بخط قديم كتب في مصر سنة 522 يقول في آخره: وعامة خيل الجاهلية والإسلام
تنسب إلى الهجيس والديناري، وزاد الركب، وجلوى الكبرى، وجلوى الصغرى وذي
الموتة والقسامة وسوادة. والفياض وذلك مائة وسبعة وخمسون فرسا سوابق مشهورة
في الجاهلية والإسلام سوى خيل رسول الله صلى الله عليه وسلم. ودينار
الأنصاري: صحابي، وهو جد عدي بن ثابت بن دينار، قاله ابن معين، وقيل اسمه
قيس، كذا في معجم ابن فهد.
قلت: والضمير في قوله اسمه راجع إلى جد عدي، بدليل ما في تحرير المشتبه للحافظ ابن حجر: وقيل: اسم جده قيس. وعمرو بن دينار: تابعي. وأبوه دينار هذا قيل صحابي هكذا أورده عبدان في الصحابة مجردا، وليس بصحيح. قلت: وإليه نسب أبو بكر محمد بن زكريا بن يحيى بن عبد الله بن ناصح بن عمرو بن دينار الديناري، ويقال فيه الحارثي أيضا، حدث عن هانئ بن النضر، ومحمد بن المهلب، وتوفي سنة 302. وبقي عليه: دينار بن عمرو الأسدي أبو عمرو البزار الكوفي. ودينار الخزاعي القراط. ودينار الكوفي والد عيسى. ودينار والد سفيان العصفري. ودينار أبو حازم: محدثون. والدينور، بكسر الدال وفتح النون، كذا ضبطه ابن خلكان، وضبطه السمعاني وغيره بفتح الدال وضم النون وفتحها أيضا: د من أعمال الجبل، بين الموصل وأذربيجان، بينهما وبين همذان نيف وعشرون فرسخا، كثيرة الزروع والثمار. وقال ابن الأثير: عند قرميسين. وقد خرج منه علماء أجلة، ذكرهم أهل الأنساب. والمدنر، كمعظم: فرس فيه نكت فوق البرش، قاله أبو عبيدة. وقال غيره: فرس مدنر: فيه تدنير: سواد تخالطه شهبة. وبرذون مدنر اللون: أشهب على متنيه وعجزه سواد مستدير يخالطه شهبة. وفي الأساس: برذون مدنر اللون أشهب مفلس بسواد، وهو مجاز. ومن المجاز أيضا: دنر وجهه تدنيرا: تلألأ كالدينار. ويقال: كلمته فتدنر وجهه، أي أشرق. ودينار مدنر: مضروب، وكذا ذهب مدنر. ودنر الرجل، بالضم، فهو مدنر: كثر دنانيره، كالمفلس لمن كثر فلسه.
ومما يستدرك
عليه:
صفحة : 2836
الشراب الديناري نسبة لابن دينار الحكيم، ذكره داوود وغيره، أو لأنه
كالدينار في حمرته. ومالك بن دينار: زاهد مشهور. وأبو عبد الله محمد بن عبد
الله بن دينار النيسابوري، ذكره ابن الأثير. وأبو الفتح محمد بن الحسن
الديناري، من ولد دينار بن عبد الله. وابنه أبو الحسن، حدثا. ودينار آباد:
قرية باستراباذ. ودرب دينار: محلة ببغداد.
ودينار بن النجار بن ثعلبة: بطن من الأنصار. وأبو العباس أحمد بن بيان بن عمرو بن عوف الديناري، لأن أبا أمه أحدث الدينار المتعامل به بما وراء النهر للأمير الساماني. وأم دينار: قريتان بمصر، إحداهما بالجيزة، وقد رأيتها، والثانية بالغربية. وزميل بن أم دينار في فزارة، وهو قاتل سالم بن دارة، لأنه هجاه فقال:
أبلغ فزارة أني لن أصالحها حتى ينيك زميل أم دينـار وأبو دينار: قرية بالبحيرة من مصر.
د ن د ر
ومما يستدرك عليه: دندرا، بالفتح: قرية بالصعيد الأعلى من مصر. ودندار،
بالكسر: اسم أعجمي.
د ن ق ر
الدنقرة، أهمله الجوهري وصاحب اللسان. وقال الصغاني: هو تتبع مداق الأمور
وأباطيلها. وهي، أي الدنقرة، من عدو الدابة ومشيها إذا كان دميما أي حقيرا.
وفي التكملة وهو في عدو الدابة ومشيها إذا كانت دميمة. ويقال: فرس دنقري،
ورجل دنقري، بالفتح، ودنقري بالكسر: قصير دميم، أي حقير، ويحتمل زيادة
النون، بدليل قولهم: رجل دقرارة، بالكسر، للقصير، فليتأمل.
د ن س ر
دنيسر، أهمله الجوهري وصاحب اللسان. وقال الصغاني: هو بضم المهملة وفتح
النون والسين، كأنه معرب: دنياسر، أي رأس الدنيا، صرح به غير واحد: د، قرب
ماردين. منه أبو حفص عمر بن خضر المتطبب مؤلف تاريخ دنيسر، كذا ذكره
السخاوي في الإعلان والتوبيخ في ذم أهل التواريخ. وأبو حفص عمر بن أبي بكر
بن أوب الدنيسري، من شيوخ التقي السبكي، مات بمصؤ سنة 725.
د و ر
الدار: المحل يجمع البناء والعرصة، أنثى. قال ابن جني: من دار يدور، لكثرة
حركات الناس فيها. وفي التهذيب: وكل موضع حل به قوم فهو دارهم. والدنيا دار
الفناء، والآخرة دار البقاء، ودار القرار. وفي النهاية: وفي حديث زيارة
قبور المؤمنين سلام عليكم دار قوم مؤمنين ، سمي موضع القبور دارا تشبيها
بدار الأحياء، لاجتماع الموتى فيها. وفي حديث الشفاعة: فأستأذن على ربي في
داره ، أي في حظيرة قدسه، وقيل: في جنته. كالدارة، وقد جاء في حديث أبي
هريرة رضي الله عنه:
يا ليلة من طولها وعـنـائهـا على أنها من دارة الكفر نجت وقال ابن الزبعري، وفي الصحاح: قال أمية بن أبي الصلت يمدح عبد الله بن جدعان:
له داع بمكة
مشمعـل وآخر فوق دارته ينادي
صفحة : 2837
وقيل الدارة أخص من الدار، وقد تذكر، أي بالتأويل، كما في قوله تعالى:
ولنعم دار المتقين فإنه على معنى المثوى والمضع، كما قال عز وجل: نعم
الثواب وحست مرتفقا فأنث على المعنى، كما في الصحاح. قال شيخنا: ومن أتقن
العربية وعلم أن فاعل نعم في مثله الجنس لا يد هذا دليلا، كما لم يستدلوا
به في نعم المرأة وشبهه. ج في القلة أدؤر، بإبدال الواو همزة تخفيفا، وأدور
على الأصل. قال الجوهري: الهمزة في أدؤر مبدلة من واو مضمومة، قال: ولك أن
تهمز، كلاهما على وزن أفعل كفلس وأفلس. وآدر، على القلب، أغفله الجوهري،
ونقله ابن سيده عن الفارسي عن أبي الحسن. وفي الكثير ديار، مثل جبل وأجبل
وجبال، كما في الصحاح. وزاد في المحكم في جموع الدار ديارة، وفيه وفي
التهذيب: وديران، كقاع وقيعان وباب وبيبان، وفي التهذيب: دوران، بالضم، أي
كثمر وثمران، وفي المحكم: دورات، قال: حكاها سيبويه في باب جمع الجمع في
سمة السلامة، وديارات، ذكره ابن سيده. قال شيخنا وكأنه جمع الجمع، وقد
استعمله الإمام الشافعي رضي الله عنه، وأنكروه عليه، وانتصر له الإمام
البيهقي في الانتصار وأثبته سماعا وقياسا، وهو ظاهر. وفي التهذيب أدوار
وأدورة، كأبواب وأبوبة. وبقي عليه من جموعه مما في المحكم والتهذيب: دور،
بالضم، ونظره الجوهري بأسد وأسد، وفي التهذيب: ويقال دير وديرة وأديار،
ودارة ودارات ودوار، ولم يستدرك شيخنا إلا دور السابق، ولو وجد سبيلا إلى
ما نقلناه عن الأزهري لأقام القيامة على المصنف. والدار: البلد، حكى،
سيبويه: هذه الدار نعمت البلد، فأنث البلد على معنى الدار. وفي الكتاب
العزيز والذين تبوؤوا الدار والإيمان المراد بالدار مدينة النبي صلى الله
عليه وسلم، لأنها محل أهل الإيمان. والدار: ع، قال ابن مقبل:
عاد الأذلة في
دار وكان بـهـا هرت الشقاشق ظلامون للجزر
صفحة : 2838
ومن المجاز: الدار: القبيلة. ويقال: مرت بنا دار فلان. وبه فسر الحديث: ما
بقيت دار إلا بني فيها مسجد ، أي ما بقيت قبيلة. وفي حديث آخر ألا أنبئكم
بخير دور الأنصار ? دور بني النجار ثم دور بني عبد الأشهل وفي كل دور
الأنصار خير . والدور هي المنازل المسكونة والمحال، وأراد به ها هنا
القبائل اجتمعت كل قبيلة في محلة فسميت المحلة دارا، وسمي ساكنوها بها
مجازا على حذف المضاف، أي أهل الدور، كالدارة، وهي أي الدارة بهاء: كل أرض
واسعة بين جبال. قال أبو حنيفة: وهي تعد من بطون الأرض المنبتة. وقال
الأصمعي: هي الجوبة الواسعة تحفها الجبال. وقال صاحب اللسان: وجدت هنا في
بعض الأصول حاشية بخط سيدنا الشيخ الإمام المفيد بهاء الدين محمد ابن محيي
الدين إبراهيم بن النحاس النحوي فسح الله في أجله: قال كراع: الدارة هي
البهرة إلا أن البهرة لا تكون إلا سهلة، والدارة تكون غليظة وسهلة، قال:
وهذا قول أبي فقعس. وقال غيره: الدارة: كل جوبة تنفتح في الرمل. والدارة:
ما أحاط بالشيء، كالدائرة. قال الشهاب في العناية: الدائرة: اسم لما يحيط
بالشيء ويدور حوله، والتاء للنقل من الوصفية إلى الاسمية، لأن الدائرة في
الأصل اسم فاعل، أو للتأنيث، انتهى. وفي الحديث أهل النار يحترقون إلا
دارات وجوههم هي جمع دارة، وهو ما يحيط بالوجه من جوانبه: أراد أنها لا
تأكلها النار لأنها محل السجود. والدارة من الرمل: ما استدار منه، كالديرة
- بالكسر -، والجمع دير. وفي التهذيب عن ابن الأعرابي: الدير: الدارات في
الرمل، هكذا في سائر النسخ. والصواب كالديرة، بفتح الدال وتشديد التحتية
المكسورة. والجمع دير، ككيس، والتدورة. وأنشد سيبويه لابن مقبل:
بتنا بتدورة يضيء وجوهـنـا دسم السليط يضيء فوق ذبال ويروى:
بتنا بديرة
يضيء وجوهنا ج أي جمع الدارة بالمعاني السابقة، دارات ودور، بالضم في
الأخير، كساحة وسوح. والدارة: د، بالخابور. والدارة: هالة القمر التي حوله.
وكل موضع يدار به شيء يحجزه فاسمه دارة، ويقال: فلان وجهه مثل دارة القمر.
ومن سجعات الأساس: ولا تخرج عن دائرة الإسلام حتى يخرج القمر عن دارته.
ويقال: نزلنا دارة من دارات العرب ؛ وهي أرض سهلة تحيط بها جبال، كما في
الأساس. ودارات العرب كلها سهول بيض تنبت النصي والصليان وما طاب ريحه من
النبات، وهي تنيف، أي تزيد على مائة وعشر، على اختلاف في بعضها، لم تجتمع
لغيري، مع بحثهم وتنقيرهم عنها، ولله الحمد على ذلك. وذكر الأصمعي وعدة من
العلماء عشرين دارة، وأوصلها العلم السخاوي في سفر السعادة إلى نيف وأربعين
دارة، واستدل على أكثرها بالشواهد لأهلها فيها. وذكر المبرد في أماليه
دارات كثيرة، وكذا ياقوت في المعجم والمشترك. وأورد الصغاني في تكملته إحدى
وسبعين دارة. وأنا أذكر ما أضيف إليه الدارات مرتبة على الحروف الهجائية
لسهولة المراجعة فيها، ففي حرف الألف ثمانية وهي:
صفحة : 2839
دارة الآرام، للضباب وفي التكملة: الأرآم. ودارة أبرق، ببلاد بني شيبان عند
بلد يقال له البطن، وفي بعض النسخ أبلق، باللام، وهو غلط. ويضاف إلى أبرق
عدة مواضع وسيأتي بيانها في ب ر ق إن شاء الله تعالى. ودارة أحد، هكذا هو
مضبوط بالحاء، والصواب بالجيم. ودارة الأرحام، هكذا هو في سائر النسخ
بالحاء المهملة، والصواب الأرجام بالجيم وهو جبل. ودارة الأسواط، بظهر
الأبرق بالمضجع. ودارة الإكليل، ولم يذكره المصنف في ك ل ل. ودارة الأكوار،
في ملتقى دار ربيعة ودار نهيك. ودارة أهوى، وستأتي في المعتل. وفي حرف
الباء أربعة: دارة باسل، ولم يذكره المصنف في اللام. ودارة بحثر، كقنفذ،
هكذا بالثاء المثلثة في سائر النسخ، ولم يذكره المصنف في محله. والصواب أنه
بالمثناة الفوقية كما يدل عليه سياق ياقوت في المعجم، قال: وهو روضة في وسط
أجأ أحد جبلي طيء قرب جو، كأنها مسماة بالقبيلة وهو بحتر بن عتود، فهذا
صريح بأنه في المثناة الفوقية، وقد استدركناه في محله كما تقدم. ودارة
بدوتين، لبني ربيعة بن عقيل، وهما هضبتان بينهما ماء، كذا في المعجم،
وسيأتي في المعتل إن شاء الله تعالى. ودارة البيضاء. لمعاوية بن عقيل وهو
المنتفق، ومعهم فيها عامر بن عقيل. وفي حرف التاء الفوقية اثنتان: دارة
التلى، بضم فتشديد اللام الموحة، هكذا في النسخ، وضبطه أبو عبيد البكري
بكسر الفوقية وتشديد اللام بالإمالة. وقال: هو جبل. قلت: يمكن أن يكون
تصحيفا عن التلي، تصغير تلو ماء في ديار بني كلاب، فلينظر، وسيأتي في كلام
المصنف التليان، بالتثنية، وأنه تصحيف البليان، بالموحدة الضمومة وهو الذي
يثني في الشعر.
ودارة تيل، بكسر المثناة الفوقية وسكون الياء، جبل أحمر عظيم في ديار عامر بن صعصعة من وراء تربة. وفي حرف الثاء واحدة: دارة الثلماء: ماء لربيعة بن قريط بظهر نملى. وفي حرف الجيم إحدى عشرة دارة الجأب: ماء لبني هجيم. ودارة الجثوم، كصبور، وفي التكملة بضم الجيم، لبني الأضبط. ودارة جدي، بضم فتشديد والألف مقصورة، هكذا هو مضبوط ولم يذكره المصنف في محله. والصواب أنه مصغر، جدي، وهو جبل نجدي في ديار طيئ.
ودارة جلجل، كقنفذ، بنجد، في دار الضباب، مما يواجه ديار فزارة، قد جاء ذكره في لامية امرئ القيس. ودارة الجلعب: موضع في بلادهم. ودارة الجمد،كعنق: جبل بنجد، مثل به سيبويه، وفسره السيرافي، وقد تقدم، وضبطه الصغاني بفتح فسكون. ودارة جودات، بالفتح ولم يذكره المصنف في محله، والأشبه أن يكون ببلاد طيئ. ودارة الجولاء، ولم يذكره المصنف في اللام. ودارة جولة، ولم يذكره المصنف في اللام. ودارة جهد، بضم فسكون. ودارة جيفون، بفتح الجيم وسكون التحتية، وضم الفاء. وفي حرف الحاء اثنتان: دارة حلحل، كقنفذ، وليس بتصحيف جلجل، كما زعمه بعضهم، ومنهم من ضبطه كجعفر وقال هو جبل من جبال عمان. ودارة حوق، بفتح فسكون. وفي حرف الخاء سبعة: دارة الخرج، بفتح فسكون، باليمامة، فإن كان بالضم فهو في ديار تيم لبني كعب بن العنبر بأسافل الصمان. ودارة الخلاءة، كسحابة، وهو مستدرك على المصنف في حرف الهمزة. ودارة الخنازير. ودارة خنزر، كجعفر، ويكسر هذه عن كراع، قال الجعدي:
ألم خيال من
أميمة مـوهـنـا طروقا وأصحابي بدارة خنزر
صفحة : 2840
ودارة الخنزرين تثنية خنزرة، وفي بعض النسخ الخزرتين. ودارة الخنزيرين
تثنية خنزير. وفي التكملة: دارة الخنزيرتين. ويقال: إن الثانية راوية في
الأولى، وقد تقدم ذلك في خ ز ر وفي خ ن زر. دارة خو: واد يفرغ ماؤه في ذي
العشيرة من ديار أسد لبني أبي بكر بن كلاب. وفي حرف الدال أربعة: دارة داثر:
ماء لفزارة، وهو مستدرك على المصنف في د ث ر. ودارة دمخ، بفتح فسكون، وهو
جبل في ديار كلاب، وقد تقدم. ودارة دمون، كتنور: موضع سيأتي ذكره. ودارة
الدور، بالضم: موضع بالبادية، قال الأزهري: وأراهم إنما بالغوا بها كما
تقول رملة الرمال. وفي حرف الذال ثلاثة: دارة الذئب، بنجد في ديار كلاب.
ودارة الذؤيب، بالتصغير، لبني الأضبط، وهما دارتان، وقد تقدم ذكرهما. ودارة
ذات عرش، بضم العين المهملة وسكون الراء وآخره شين معجمة، وضبطه البكري
بضمتين: مدينة يمانية، على الساحل، ولم يذكره المصنف، وما إخال البكري عنى
هذه الدارة. وفي حرف الراء تسعة: دارة رابغ: واد دون الجحفة على طريق الحاج
من دون عزور. ودارة الرجلين، تثنية رجل بالفتح، لبني بكر بن وائل من أسافل
الحزن وأعالي فلج. ودارة الردم، بفتح فسكون، وضبطه بعضهم بالكسر: موضع يأتي
ذكره في الميم. ودارة ردهة ؛ وهي حفيرة في القف وهو اسم موضع بعينه، وسيأتي
في الهاء ولم يذكره المصنف. ودارة رفرف، بمهملتين مفتوحتين وتضمان، ونقله
ياقوت عن ابن الأعرابي، لبني نمير، أو بمعجمتين مضمومتين، والأول أكثر.
ودارة الرمح، بضم الراء وسكون الميم، وضبطه بعضهم بكسر الراء أبرق في ديار
بني كلاب، لبني عمرو بن ربيعة، وعنده البتيلة، ماء، وفي بعض النسخ: الريح،
بدل الرمح، وهو غلط. ودارة الرمرم، كسمسم: موضع يأتي ذكره في الميم. ودارة
رهبى، بفتح فسكون وألف مقصورة: موضع، وقد تقدم ذكره. ودارة الرهى، بالضم،
كهدى وسيأتي ذكره. وفي حرف السين اثنتان: دارة سعر، بالفتح يكسر، جاء ذكره
في شعر خفاف بن ندبة. ودارة السلم، محركة. وفي حرف الشين اثنتان: دارة شبيث،
مصغرا: موضع بنجد لبني ربيعة. ودارة شجا، بالجيم، كقفا: ماء بنجد في ديار
بني كلاب وليس بتصحيف وشحى كسكرى. وفي حرف الصاد أربعة: دارة صارة: جبل في
ديار بني أسد. دارة الصفائح: موضع تقدم ذكره في الحاء. دارة صلصل، كقنفذ:
ماء لبني عجلان قرب اليمامة، وماء آخر في هضبة حمراء لبني عمرو بن كلاب في
ديارهم بنجد. ودارة صندل: موضع، وله يوم معروف، وسيأتي ذكره. وفي حرف العين
سبعة: دارة عبس، بفتح فسكون: ماء بنجد في ديار بني أسد. ودارة عسعس: جبل
لبني دبير في بلاد بني جعفر بن كلاب، وبأصله ماء الناصفة. ودارة العلياء،
وهو مستدرك على المصنف في المعتل. ودارة عوارض، بالضم: جبل أسود في أعلى
ديار طيئ، وناحية دار فزارة. ودارة عوارم، بالضم: جبل لأبي بكر بن كلاب.
دارة العوج، بالضم: موضع باليمن. دارة عويج، مصغرا: موضع آخر، مر ذكرهما في
الجيم. وفي حرف الغين ثلاثة: دارة الغبير، مصغرا: ماء لبني كلاب، ثم لبني
الأضبط بنجد، وماء لمحارب بن خصفة. دارة الغزيل، مصغرا، لبلحارث بن ربيعة،
كما سيأتي. ودارة الغمير، مصغرا: في ديار بني كلاب عند التلبوت. وفي حرف
الفاء ثلاثة:
صفحة : 2841
دارة فتك بفتح فسكون، وضبطه البكري بالكسر: موضع بين أجأ وسلمى. ودارة
الفروع، جمع فرع: موضع مستدرك على المصنف. ودارة فروع، كجرول: موضع آخر، هي
وهي غير دارة الفروع. وفي حرف القاف تسعة: دارة القداح، ككتاب. ودارة
القداح، مثل كتان، من ديار بن تميم، وهما دارتان. ودارة قرح، بضم فسكون
بوادي القرى، وفي بعض النسخ، قرط، بدل، قرح. ودارة القطقط، بكسرتين وبضمتين،
هكذا ضبطه بالوجهين في حرف الطاء، وسيأتي هناك. ودارة القلتين، بفتح القاف
وسكون اللام وكسر المثناة الفوقية، وضبطه ياقوت بفتح المثناة على الصواب،
وهو ناحية باليمامة ويقال لها: ذات القلتين، ومنهم من ضبطه بضم القاف وهو
غلط، وقد سبق الكلام عليه. ودارة القنعبة، بكسر القاف وتشديد المفتوحة
وسكون العين المهملة وفتح الباء الموحدة، وهو مستدرك على المصنف في حرف
الباء. ودارة القموص، كصبور: بقرب المدينة المشرفة، على ساكنها أفضل السلام.
ودارة قو: بين فيد والنباج. وفي حرف الكاف خمسة: دارة كامس، موضع سيأتي
ذكره في السين. ودارة كبد، بكسر فسكون، وضبطه البكري بكسر الموحدة أيضا،
وهي هضبة حمراء بالمضجع من ديار كلاب. ودارة الكبسات، بفتح فسكون، هكذا هو
مضبوط، والذي ذكره ياقوت والبكري: الكبيستان شبيكتان لبني عبس لهما واديا
النفاخين حيث انقطعت حلة النباتج والتقت هي ورملة الشقيق، والمصنف لم يذكر
في السين لا الكبسات ولا الكبستان فلينظر. ودارة الكور، بفتح فسكون: جبل
بين اليمامة ومكة لبني عامر ثم لبني سلول. ودارة الكور، بالضم، وهي غير
الأولى، في أرض اليمن، بها وقعة، ويقال لها أيضا ثنية الكور. وفي اللام
واحدة، وهي: دارة لاقط، لم يذكره في الطاء، وسيأتي الكلام عليه. وفي حرف
الميم ستة عشر: وهي دارة مأسل، كمقعد مهموزا، سيأتي للمصنف في أسل. ودارة
متالع، بالضم: جبل في بلاد طيئ ملاصق لأجأ، وقيل لبني صخر بن جرم، وفي أرض
كلاب بين الرمة وضرية، وأيضا شعب فيه نخل لبتنني مرة بن عوف، وقيل: في ديار
بني أسد: وسيأتي في حرف العين. ودارة المثامن لبني ظالم بن نمير. ودارة
محصن كمنبر، يأتي ذكره. ودارة المراض، كسحاب: موضع لهذيل. ودارة المردمة،
بالفتح: لبني مالك بن ربيعة. ودارة المرورات، بفتح فسكون، كأنه جمع مرور،
كجعفر، وسيأتي ذكره. ودارة معروف: ماء لبني جعفر.
ودارة معيط، كزبير، وقيل كأمير: موضع يأتي ذكره. ودارة المكامن، وسيأتي للمصنف في النون أنه دارة المكامين، وأنه لغة في الذي بعده. ودارة مكمن، كمقعد، ويقال: المكامين، في بلاد قيس. قال الراعي:
بدارة مكمن ساقت إليهـا رياح الصيف آراما وعينا ودارة ملحوب: ماء لبني أسد بن خزيمة، وقد تقدم. ودارة الملكة، أنثى الملك، ولم يذكرها ياقوت في المعجم، وسيأتي ذكرها. ودارة منور، كمقعد: جبل. قال يزيد بن أبي حارثة:
إني لعمرك لا أصالح طـيئا حتى يغور مكان دمخ منور ودارة مواضيع، كأنه جمع موضوع، يأتي ذكره، وهكذا أورده ياقوت في المعجم. ودارة موضوع. قال البعيث الجهني:
ونحن بموضوع
حمينا ديارنا بأسيافنا والسبى أن يتقسما
صفحة : 2842
وفي حرف النون اثنتان: دارة النشاش، ككتان، هكذا هو في سائر النسخ، وضبطه
ياقوت في المعجم النشناش، بزيادة نون ثانية بعد الشين. قال أبو زياد: ماء
لبنى نمير بن عامر. ودارة النصاب، وهو مستدرك على المصنف في حرف الباء، ولم
يذكره ياقوت أيضا. وفي حرف الواو أربعة: دارة واحد، جبل لكلب، وقد تقدم.
ودارة واسط: من منازل بني قشير، لبني أسيدة. ودارة وسط، بفتح فسكون ويحرك:
جبل ضخم على أربعة أميال وراء ضرية لبني جعفر بن كلاب. ودارة وشحى، بالفتح،
ويضم، وضبطه ياقوت بالمد: ماء بنجد في ديار بني كلاب. وفي حرف الهاء واحدة:
دارة هضب، بفتح فسكون، قرب ضرية من ديار كلاب، وقد تقدم، وقيل للضباب. وفي
حرف الياء اثنتان: دارة اليعضيد، وهو مستدرك على المصنف في الدال، ولم
يذكره ياقوت أيضا. ودارة يمغون بالغين أو يمعون، بالعين المهملة، وهو الذي
صرح به ياقوت والبكري: من منازل همدان باليمن. وفي التكملة: دارة يمعون أو
يمعوز، الأولى بالنون والثانية بالزاي، والعين مهملة فيهما، فتأمل. وهذه
آخر الدارات، وقد استوفينا بيانها على حسب ضيق الوقت وقلة المساعد، والله
المستعان وعليه التكلان.
ودار الشيء يدور دورا، بفتح فسكون، ودورانا، محركة، ودوورا، كقعود، واستدار، وأدرته أنا ودورته، وأداره غيره ودور به، ودرت به، وأدرت: استدرت. وفي الحديث إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض ، يقال: دار يدور واستدار يستدير، إذا طاف حول الشيء، وإذا عاد إلى الموضع الذي ابتدأ منه. ومعنى الحديث أن العرب كانوا يؤخرون المحرم إلى صفر، وهو النسئ، ليقاتلوا فيه، ويفعلون ذلك سنة بعد سنة، فينتقل المحرم من شهر إلى شهر، حتى يجعلوه في جميع شهور السنة، فلما كان تلك السنة كان قد عاد إلى زمنه المخصوص به قبل النقل ودارت السنة كهيئتها الأولى. وداوره مداورة ودارا، الأخير بالكسر: دار معه، قال أبو ذؤيب:
حتى أتيح له يوما بمـرقـبة ذو مرة بدوار الصيد وجاس والدهر دوار به ودواري، أي دائر به، على إضافة الشيء إلى نفسه. قال ابن سيده: هذا قول اللغويين، قال الفارسي: هو على لفظ النسب وليس بنسب، ونظيره بختي وكرسي، ومن المضاعف أعجمي في معنى: أعجم. وقال الليث: الدواري: الدهر بالإنسان أحوالا. قال العجاج:
والدهر بالإنـسـان داري أفنى القرون وهو قعسري وقال الزمخشرى: معناه يدور بأحواله المختلفة. والدوار، بالضم وبالفتح: شبه الدوران يأخذ في الرأس. ويقال: دير به، ودير عليه، وأدير به: أخذه. وفي الأساس: أصابه الدوار. من دوار الرأس. ودوارة الرأس، كرمانة ويفتح: طائفة منه مستديرة. والدوارة من البطن، بالضم والفتح عن ثعلب: ما تحوى من أمعاء الشاة. والدوار، ككتان، ويضم: الكعبة، عن كراع. واسم صنم، ويخفف، وهو الأشهر. قال الأزهري: وهو صنم كانت العرب تنصبه يجعلون موضعا حوله يدورون به، واسم ذلك الصنم والموضع الدوار. ومنه قول امرئ القيس:
فعن لنا سرب كأن نعـاجـه عذارى دوار في ملاء مذيل
صفحة : 2843
أراد بالسرب البقر، ونعاجه إناثه شبهها في مشيها وطول أذنابها بجوار يدرن
حول صنم وعليهن الملاء المذيل، أي الطويل المهدب. قال شيخنا: وقيل: إنهم
كانوا يدورون حوله أسابيع كما يطاف بالكعبة. ونقل الخفاجي عن ابن الأنباري:
حجارة كانوا يدورون حولها تشبيها بالطائفين بالكعبة، ولذا كره الزمخشرى
وغيره أن يقال دار بالبيت، بل يقال: طاف به. والدوارة، كجبانة: الفرجار،
وهو بالفارسية بركار، وهي من أدوات النقاش والنجار، لها شعبتان ينضمان
وينفرجان لتقدير الدارات. والدوار، بالضم: مستدار رمل يدور حوله الوحش.
أنشد ثعلب:
فما مغزل
أدمـاء نـام غـزالـهـا بدوار نهـي ذي عـرار وحـلـب
بأحسن مـن لـيلـى ولا أم شـادن غضيضة طرف رعتها
وسط ربرب
وعن ابن الأعرابي: يقال لكل ما لم يتحرك ولم يدر: دوارة وفوارة، أي بفتحهما، فإذا تحرك أو دار - ونص النوادر: ودار - فهو دوارة وفوارة، أي بضمهما. والدائرة: الحلقة أو شبهها أو الشيء المستدير. والدائرة: الشعر المستدير على قرن الإنسان. ومن أمثالهم ما اقشعرت له دائرتي يضرب مثلا لمن يتهددك بالأمر لا يضرك، أو الدائرة: موضع الذؤابة، قال ابن الأعرابي. والدائرة: الهزيمة والسوء. يقال: عليهم دائرة السوء وقوله تعالى: نخشى أن تصيبنا دائرة قال أبو عبيدة أي دولة، والدوائر تدور والدوائل تدول. والدائرة التي تحت الأنف يقال لها الديرة، والدائرة كالدوارة، بالتشديد. والداري: العطار. يقال: إنه منسوب إلى دارين فرضة بالبحرين بها سوق كان يحمل المسك من أرض الهند إليها. وقال الجعدي:
ألقي فيها فلجان من مسك دا رين وفلج من فلفل ضـرم وسأل كسرى عن دارين متى كانت ? فلم يجد أحدا يخبره عنها إلا أنهم قالوا هي عتيقة بالفارسية فسميت بها. وفي الحديث: مثل الجليس الصالح مثل الداري إن لم يحذك من عطره علقك من ريحه . قال الشاعر:
إذا التاجر الداري جاء بفأرةمن المسك راحت في مفارقها تجري والداري: رب النعم، سمي بذلك لأنه مقيم في داره، فنسب إليها. والداري: الملاح الذي يلي الشراع، أي القلع. والداري: اللازم لداره لا يبرح ولا يطلب معاشا، كالدارية والداري من الإبل: المتخلف في مبركه لا يخرج إلى المرعى، وكذلك شاة دارية. والمداورة كالمعالجة في الأمور، وهو طلب وجوه مأتاها، وهو مجاز. قال سحيم بن وثيل:
أخو خمسين مجتمع أشدي ونجذني مداورة الشؤون ودوار، كرمان: ع، وهو جبل نجدي أو رمل بنجد. قال النابغة الذبياني:
لا أعرفن
ربربا حورا مدامعها كأنهن نـعـاج حـول دوار ودوار
ككتان: سجن باليمامة. قال جحدر بن معاوية العكلي.
كانت منازلنا التي كنا بها شتى فألف بيننـا دوار
وسالم بن دارة: من الفرسان الشعراء، وفي المثل:
محا السيف ما قال ابن دارة أجمعا وسببه أن ابن دارة هجا فزارة فقال:
أبلغ فزارة
أني لا أصالحها حتى ينيك زميل أم دينـار فبلغ ذلك
زميلا فلقي ابن دارة في طريق المدينة فقتله وقال:
صفحة : 2844
أنا زميل قـاتـل ابـن داره وراحض المخزاة عن
فزاره والدار: صنم به سمي عبد الدار بن قصي بن كلاب، أبو بطن، والنسبة إليه:
العبدري. قال سيبويه: هو من الإضافة التي أخذ فيها من لفظ الأول والثاني،
كما أدخلت في السبطر حروف السبط. قال أبو الحسن: كأنهم صاغوا من عبد الدار
اسما على صيغة جعفر، ثم وقعت الإضافة إليه، وهو أكبر ولد أبيه وأحبهم إليه،
وكان جعل له الحجابة واللواء والسقاء والندوة والرفادة. ومنهم عثمان بن
طلحة بن أبي طلحة عبد الله بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار صاحب مفتاح
الكعبة. والدار بن هانئ بن حبيب بن نمارة بن لخم، أبو بطن من لخم كما ترى.
منهم أبو رقية - كني بابنة له لم يولد له غيرها كما حققه ابن حجر المكي في
شرح الأربعين - تميم بن أوس بن خارجة بن سويد بن جذيمة بن الدراع بن عدي بن
الدار، أسلم سنة تسع، وسكن المدينة، ثم انتقل إلى الشام. وأما تميم الداري
المذكور في قصة الجام فذاك نصراني من أهل دارين، كذا وجدت في هامش التجريد
للذهبي. وأبو هند برير، كزبير، كذا هو بخط أبي العلاء القرطبي، وقيل بر ابن
رزين، وقيل ابن عبد الله، وغلط فيه البخاري وغيره فقال هو أخو تميم الداري،
الداريان الصحابيان. ويقال في الأخير أيضا: أبو هند بن بر. ودارين: بالشام،
وهو غير دارين البحرين. وذو دوران كحوران: ع بين قديد والجحفة، وهو واد
يفرغ فيه سيل شمنصير. قال حسان بن ثابت:
وأعرض ذو دوران تحسب سرحه من الجدب أعناق النساء الحواسر ودارا، هكذا بالألف المقصورة: د، بين نصيبين وماردين بديار ربيعة، بينها وبين نصيبين خمسة فراسخ، بناها - هكذا في النسخ والصواب بناه - دارا بن دارا الملك، وهو آخر ملوك الفرس الجامعين للممالك، وهو الذي قتله الإسكندر الرومي. ودارا: قلعة بطبرستان، من بناء دارا الملك. ودارا: واد بديار بني عامر بن صعصعة بن كلاب.
ودارا: ناحية بالبحرين لعبد القيس، ويمد، قال الشاعر:
لعمرك ما
ميعاد عينك والبكا بداراء إلا أن تهب جنـوب
أعاشر في داراء من لا أوده وبالرمل مهجور إلي حبيب
صفحة : 2845
ودار البقر: قريتان بمصر، بالغربية منها البحرية والقبلية، والنسبة إليهما
للجزء الأخير. ودار عمارة: محلتان ببغداد شرقية وغربية، خربتا. ودار القطن:
محلة بها، أي ببغداد، منها الإمام الحافظ نسيج وحده وقريع دهره في صناعة
الحديث ومعرفة رجاله أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد بن مهدي. قيل لابن البيع:
أرأيت مثل الدار قطني ? فقال: هو لم ير مثل نفسه فكيف أرى أنا مثله ? روى
عن أبي القاسم البغوي وأبي بكر بن أبي داوود، وعنه أبو بكر البرقاني وأبو
نعيم الأصبهاني، وله كتاب السنن، مشهور رويناه عن شيوخنا. توفي ببغداد سنة
385 وصلى عليه أبو حامد الإسفرايني، ودفن بجنب معروف الكرخي. ودار القطن
أيضا: محلة بحلب مشهورة. منها الإمام المحدث عمر بن علي بن محمد المعروف
بابن قشام، كغراب، ذو التصانيف الكثيرة المبسوطة في الفنون العديدة. روى عن
أبي بكر بن ياسر الجياني، وعنه ابن شحاتة. ودرنى، بالضم: ع في شق اليمامة،
سمي بالجملة، وعلى هذا فالصواب أن يكتب هكذا درنا، على صيغة المتكلم، من
دار، لا بالألف المقصورة وموضع ذكرها في النون إذا كان فعلى كما سيأتي:
ويقال: ما به داري وديار ودوري، بالضم، وديور، كتنور، على إبدال الواو من
الياء أي ما بها أحد. قال الجوهري: والديار فيعال من دار يدور، وأصله ديوار،
فالواو إذا وقعت بعد ياء ساكنة قبلها فتحة قلبت ياء وأدغمت، مثل أيام وقيام،
لا يستعمل إلا في النفي، كذا قالوا. ونقل شيخنا عن ابن سيده في العويص: قد
غلط يعقوب في اختصاص ثاغ وراغ بالنفي، فإنهما قد يستعملان في غير النفي،
قال: وكذلك ديار لأن ذا الرمة قد استعمله في الواجب قال:
إلى كل ديار تعرفن شخصه من القفر حتى تقشعر ذوائبه قال: وكذا عين فإنه، يستعمل في الإيجاب أيضا، انتهى. وفي اللسان: وجمع الديار والديور، لو كسر، دواوير، صحت الواو لبعدها من الطرف. ومن المجاز: أداره عن الأمر: حاوله أن يتركه. وأداره عليه: حاوله أن يفعله، وعلى الأول قول عبد الله بن عمر رضي الله عنهما:
يديرونني عن سالم وأديرهـم وجلدة بين العين والأنف سالم وداوره: لاوصه، وفي حديث الإسراء قال له موسى عليه السلام: لقد داورت بني إسرائيل على أدنى من هذا فضعفوا . ويروى راودت . ودارة، معرفة لا ينصرف: من أسماء الداهية، عن كراع، قال:
يسألن عن دارة أن تدورا والمدارة، بالضم: جلد يدار ويخرز على هيئة الدلو ويستقى به. وفي بعض الأصول: فيستقى بها. قال الراجز:
لا يستقي في
النزح المضفوف
إلا مدارات الغروب الجـوف
يقول: لا يمكن أن يستقي من الماء القليل إلا بدلاء واسعة الأجواف قصيرة الجوانب لتغمس في الماء وإن كان قليلا فتمتلئ منه. ويقال: هي من المداراة في الأمور، فمن قال هذا فإنه يكسر التاء في موضع النصب، أي بمداراة الدلاء ويقول: لا يستقى على ما لا يسم فاعله. والمدارة: إزار موشى، كأن فيها دارات وشي، والجمع المدارات أيضا. قال الراجز:
وذو مدارات علي خضر ودوره تدويرا: جعله مدورا، كأداره. والدودرى، كضوطرى: الجارية القصيرة الدميمة. قال:
إذا هي قامت
دودرى جيدرية
صفحة : 2846
هذا محل ذكره، كأنه جعله من الدور، وسبق له في در الدودرى، بتشديد الراء
الثانية المفتوحة، وفسره بالآدر. والدويرة، مصغرا: د، بالريف، يعني به ريف
العراق. والدويرة: ع ببغداد، سكنه حسون، هكذا في النسخ، والصواب حسنون بن
الهيثم أبو علي المقرئ البغدادي الدويري، روى عن محمد بن كثير الفهري، وعنه
أبو بكر يحيى بن كوير. وقال ابن الأثير: الدويرة: موضع ببغداد، منه أبو
محمد حماد بن محمد بن عبد الله الفزاري الأزرق، كوفي سكن بغداد، عن محمد بن
طلحة بن مصرف، ومقاتل بن سليمان، وعنه عباس الدوري، وصالح جزرة، وتوفي سنة
230. والدويرة، كصحيفة: ة بنيسابور، على فرسخ منها. منها أبو غالية محمد بن
عبد الله بن يوسف بن خرشيد، سمع قتيبة بن سعيد وابن راهويه، وعنه أبو حامد
الشرقي وغيره. قال ابن الأثير: ويقال لها أيضا دبيروانه. يقال لمحمد بن عبد
الله هذا الدبيري أيضا. وقد ذكره المصنف في محلين من غير تنبيه عليه، فيظن
الظان أنهما قريتان وأنهما رجلان، فتفطن لذلك.
والدور، بالضم: قريتان، بين سر من رأى وتكريت، عليا وسفلى. ومنها، أي من إحداهما أبو الطيب محمد بن الفرخان بن روزبة، يروى عن أبي خليفة الجمحي مناكير لا يتابع عليها، مات قبل الثلاثمائة. وقال الذهبي: قال الخطيب: غير ثقة. وأبو البقاء نوح بن علي بن رسن بن الحسن الدوري نزيل بغداد من شيوخ الدمياطي، كذا أورده في معجمه. والدور: ناحية من دجيل، نهر بالعراق، تعرف بدور بني أوقر. والدور: محلة ببغداد قرب مشهد الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان بن ثابت، رضي الله عنه وأرضاه عنا، منها أبو عبد الله محمد بن مخلد بن حفص العطار البغدادي عن يعقوب الدورقي، والزبير بن بكار، وعنه الدار قطني، وأبو بكر الآجري وابن الجعابي ثقة، توفي سنة 331 ذكره ابن الأثير. وزاد السمعاني: ومنها أبو عمر حفص بن عمر بن عبد العزيز بن صهبان الأزدي المقرئ الضرير. قال ابن أبي حاتم عن أبيه: صدوق، سكن سامرا، عن إسماعيل بن جعفر وأبي إسماعيل المؤدب والكسائي، وعنه أبو زرعة والفضل بن شاذان، توفي سنة 246.
والدور: محلة
بنيسابور. منها أبو عبد الله الدوري، يروي حكايات لأحمد بن سلمة النيسابوري.
والدور: د، بالأهواز، وهو الذي عند دجيل وقال فيه: إنه ناحية به، لأن دجيلا
هو نهر الأهواز بعينه، والدور: ع، بالبادية، وإليه تنسب الدارة، وقد تقدم
بيانه. والدورة، بهاء: بين القدس والخليل ، منها بنو الدوري، قوم بمصر.
ودوران، بالضم: ع خلف جسر الكوفة، هناك قصر لإسماعيل القسري أخي خالد،
ودوران، بفتح الدال والواو مشددة: بالصلح قرب واسط العراق. وداريا، بفتح
الراء والياء مشددة: ة بالشأم: والنسبة إليها داراني، على غير قياس. منها
الإمام أبو سليمان الداراني عبد الرحمن بن أحمد بن عطية الزاهد، عن الربيع
بن صبيح وأهل العراق، وعنه أحمد بن أبي الحواري صاحبه، ذكره ابن الأثير.
صفحة : 2847
وقال سيبويه: داران: موضع، وإنما اعتلت الواو فيه: لأنهم جعلوا الزيادة في
آخره بمنزلة ما في آخره الهاء، وجعلوه معتلا كاعتلاله، ولا زيادة فيه وإلا
فقد كان حكمه أن يصح كما صح الجولان. وتدورة: دارة بين جبال، وربما قعدوا
فيها وشربوا، وتقدم شاهده من كلام ابن مقبل. والمدورة من الإبل، بضم الميم
وفتح الواو: التي يدور فيها الراعي ويحلبها، هكذا أخرجت على الأصل ولم تقلب
واوها ألفا مع وجود شروط القلب، ولها نظائر تأتي.
ومما يستدرك عليه: قمر مستدير، أي منير. والدور: دور العمامة وغيرها. والتدورة: المجلس، عن السيرافي. والدائرة في العروض هي التي حصر بها الخليل الشطور، لأنها على شكل الدائرة التي هي الحلقة، وهي خمس دوائر. ودائرة الحافر: ما أحاط به. وقال أبو عبيدة: دوائر الخيل ثماني عشرة دائرة، يكره منها دائرة اللطاة. والدوائر: الدواهي وصروف الزمان والموت والقتل. والدائرة: خشبة تركز وسط الكدس تدور بها البقر. وقال الليث: المدار مفعل، يكون موضعا، ويكون مصدرا، كالدوران ويجعل اسما، نحو مدار الفلك في مداره. وتدير المكان: اتخذه دارا. واستدار بما في قلبي: أحاط، وهو مجاز. وفلان يدور على أربع نسوة ويطوف عليهن، أي يسوسهن ويرعاهن، وهو مجاز أيضا. والدار صيني معروف عند الأطباء، وكذا الدارفلفل. والدائرة: الحادثة، قاله ابن عرفة: وقوله تعالى سأريكم دار الفاسقين قيل: مصير، قال مجاهد: أي مصيرهم في الآخرة. والدورة في المكروه، كالدائرة. والإدارة: المداولة والتعاطي من غير تأجيل، وبه فسر قوله تعالى تجارة حاضرة تديرونها بينكم ودار الجاموس. قرية بمصر من الدنجاوية. وزيد بن دارة: مولى عثمان بن عفان. روى عنه حديث الوضوء، ذكره البخاري في التاريخ.
والديار: الديراني. ودور حبيب: قرية من أعمال الدجيل. وداران: قرية من أعمال إربل، فيها ماء يتلون في أول النهار وآخره أبيض، وفي وسطه أسود. ودور صدى قرية بدجيل. وفي طرف بغداد قرب دير الروم محلة يقال لها الدور، وهي الآن خراب. والدور: قرية قرب سميساط. وقال ابن دريد: تدورة: موضع بعينه. وسمي نوع من العصافير دوريا، وهي هذه التي تعشش في البيوت. والدوار كرمان: المنزل، جمعه دواوير. والديرة، بالكسر: الدارة.
د ه ر
الدهر قد يعد في الأسماء الحسنى، لما ورد في الحديث الصحيح الذي رواه أبو
هريرة يرفعه. قال الله تعالى: يؤذيني ابن آدم، يسب الدهر، وإنما أنا الدهر،
أقلب الليل والنهار . كما في الصحيحين وغيرهما. وفي حديث آخر: لا تسبوا
الدهر فإن الله هو الدهر وفي رواية أخرى فإن الدهر هو الله تعالى . قال
شيخنا: وعده في الأسماء الحسنى من الغرابة بمكان مكين، وقد رده الحافظ بن
حجر، وتعقبه في مواضع من فتح الباري، وبسطه في التفسير وفي الأدب وفي
التوحيد، وأجاد الكلام في شراح مسلم أيضا عياض والنووي والقرطبي وغيرهم،
وجمع كلامهم الآبي في الإكمال. وقال عياض: القول بأنه من أسماء الله مردود
غلط لا يصح، بل هو مدة زمان الدنيا، انتهى.
صفحة : 2848
وقال الجوهري في معنى لا تسبوا الدهر، أي ما أصابك من الدهر فالله فاعله
ليس الدهر، فإذا شتمت به الدهر فكأنك أردت به الله ؛ لأنهم كانوا يضيفون
النوازل إلى الدهر، فقيل لهم: لا تسبوا فاعل ذلك بكم، فإن ذلك هو الله
تعالى. ونقل الأزهري عن أبي عبيد في قوله فإن الله هو الدهر مما لا ينبغي
لأحد من أهل الإسلام أن يجهل وجهه، وذلك أن المعطلة يحتجون به على المسلمين،
قال: ورأيت بعض من يتهم بالزندقة والدهرية يحتج بهذا الحديث ويقول: ألا
تراه يقول فإن الله هو الدهر . قال: فقلت: وهل كان أحد يسب الله في آباد
الدهر. وقد قال الأعشى في الجاهلية:
استأثر الله بالوفـاء وبـال حمد وولى الملامة الرجلا قال: وتأويله عندي أن العرب كان شأنها أن تذم الدهر وتسبه عند الحوادث والنوازل تنزل بهم، من موت أو هرم، فيقولون أصابتهم قوارع الدهر وحوادثه، وأبادهم الدهر، فيجعلون الدهر الذي يفعل ذلك فيذمونه، وقد ذكروا ذلك في أشعارهم، وأخبر الله تعالى عنهم بذلك في كتابه العزيز، فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك وقال لا تسبوا الدهر.. على تأويل لا تسبوا الذي يفعل بكم هذه الأشياء، فإنكم إذا سببتم فاعلها فإنما يقع السب على الله، لأنه الفاعل لها لا الدهر. فهذا وجه الحديث. قال الأزهري: وقد فسر الشافعي هذا الحديث بنحو ما فسره أبو عبيد، فظننت أن أبا عبيد حكى كلامه.
وقال المصنف
في البصائر: والذي يحقق هذا الموضع ويفصل بين الروايتين هو قوله: فإن الدهر
هو الله ، حقيقته: فإن جالب الحوادث هو الله لا غير، فوضع الدهر موضع جالب
الحوادث، كما تقول: إن أبا حنيفة أبو يوسف، تريد أن النهاية في الفقه هو
أبو يوسف لا غيره. فتضع أبا حنيفة موضع ذلك لشهرته بالتناهي في فقهه، كما
شهر عندهم الدهر بجلب الحوادث. ومعنى الرواية الثانية إن الله هو الدهر ،
فإن الله هو الجالب للحوادث لا غير، ردا لاعتقادهم أن جالبها الدهر، كما
إذا قلت: إن أبا يوسف أبو حنيفة، كان المعنى أنه النهاية في الفقه. وقال
بعضهم: الدهر الثاني في الحديث غير الأول، وإنما هو مصدر بمعنى الفاعل،
ومعناه إن الله هو الدهر، أي المصرف المدبر المفيض لما يحدث، انتهى.
صفحة : 2849
قلت: وما ذكره من التفصيل وتأويل الروايتين فهو بعينه نص كلام الأزهري في
التهذيب، ما عدا التمثيل بأبي يوسف وأبي حنيفة. وأما القول الأخير الذي
عزاه لبعضهم فقد صرحوا به، واستدلوا بالآية يدبر الأمر يفصل الآيات ،
ونسبوه للراغب. وقد عد المدبر في الأسماء الحسنى الحاكم والفريابي من رواية
عبد العزيز بن الحصين، كما نقله شيخنا عن الفتح، ولكن يخالفه ما في
المفردات له بعد ذكر معنى الدهر تأويل الحديث بنحو من كلام الشافعي وأبي
عبيد، فليتأمل ذلك. قال شيخنا: وكأن المصنف رحمه الله قلد في ذلك الشيخ
محيي الدين ابن عربي قدس سره، فإنه قال في الباب الثالث والسبعين من
الفتوحات: الدهر من الأسماء الحسنى، كما ورد في الصحيح، ولا يتوهم من هذا
القول الزمان المعروف الذي نعده من حركات الأفلاك ونتخيل من ذلك درجات
الفلك التي تقطعها الكواكب، ذلك هو الزمان، وكلامنا إنما هو في الاسم:
الدهر، ومقاماته التي ظهر عنها الزمان، انتهى. ونقله الشيخ إبراهيم
الكوراني شيخ مشايخنا، ومال إلى تصحيحه. قال: فالمحققون من أهل الكشف عدوه
من أسماء الله بهذا المعنى، ولا إشكال فيه. وتغليط عياض القائل بأنه من
أسماء الله مبني على ما فسره به من كونه مدة زمان الدنيا، ولا شك أنه بهذا
المعنى يغلط صاحبه. أما بالمعنى اللائق كما فسره الشيخ الأكبر، أو المدبر
المصرف، كما فسره الراغب، فلا إشكال فيه، فالتغليط ليس على إطلاقه.
قال شيخنا: وكان الأشياخ يتوقفون في هذا الكلام بعض التوقف لما عرضته عليهم ويقولون: الإشارات الكشفية لا يطلق القول بها في تفسير الأحاديث الصحيحة المشهورة، ولا يخالف لأجلها أقوال أئمة الحديث المشاهير، والله أعلم. وقيل الدهر: الزمان قل أو كثر، وهما واحدا، قاله شمر، وأنشد:
إن دهرا يلف حبلى بجمل لزمان يهم بالإحـسـان وقد عارضه خالد بن يزيد وخطأه في قوله: الزمان والدهر واحد، وقال: يكون الزمان شهرين إلى ستة أشهر، والدهر لا ينقطع، فهما يفترقان، ومثله قال الأزهري. وقيل: الدهر هو الزمان الطويل، قاله الزمخشرى. وإطلاقه على القليل مجاز واتساع، قاله الأزهري. وفي المصباح: الدهر: يطلق على الأمد، هكذا بالميم في في النسخ، وفي الأصول الصحيحة الأبد بالموحدة، ومثله في البصائر والمصباح والمحكم، وزاد في المحكم الممدود، وفي البصائر: لا ينقطع. وقيل: الدهر: ألف سنة. وقال الأزهري: الدهر عند العرب يقع على بعض الدهر الأطول، ويقع على مدة الدنيا كلها. وفي المفردات للراغب: الدهر في الأصل اسم لمدة العالم من ابتداء وجوده إلى إنقضائه، وعلى ذلك قوله تعالى: هل أتى على الإنسان حين من الدهر يعبر به عن كل مدة كبيرة، بخلاف الزمان، فإنه يقع على المدة القليلة والكثيرة.
ونقل الأزهري عن الشافعي: الحين يقع على مدة الدنيا ويوم، قال: ونحن لا نعلم للحين غاية، وكذلك زمان ودهر وأحقاب. ذكر هذا في كتاب الأيمان، حكاه المزني في مختصره عنه. وتفتح الهاء، قال ابن سيده: وقد حكي ذلك، فإما أن يكونا لغتين، كما ذهب إليه البصريون في هذا النحو، فيقتصر على ما سمع منه، وإما أن يكون ذلك لمكان حرف الحلق، فيطرد في كل شيء، كما ذهب إليه الكوفيون. قال أبو النجم:
وجبلا طال
معدا فاشمخـر
أشم لا يسطيعه الناس الدهر
صفحة : 2850
قال ابن سيده: وج الدهر أدهر ودهور، وكذلك جمع الدهر، لأنا لم نسمع أدهارا
ولا سمعنا فيه جمعا إلا ما قدمناه من جمع دهر. والدهر: النازلة، وهذا على
اعتقادهم على أنه هو الطارق بها، كما صرح به الزمخشرى، ونقله عنه المصنف في
البصائر. قال: ولذلك اشتقوا من اسمه دهر فلانا خطب، كما سيأتي قريبا.
والدهر: الهمة والإرادة والغاية، تقول: ما دهري بكذا، وما دهري كذا، أي ما
همي وغايتي وإرادتي. وفي حديث أم سليم ما ذاك دهرك وقال متمم بن نويرة:
لعمري وما دهري بتأبين هالك ولا جزعا مما أصاب فأوجعا ومن المجاز: الدهر: العادة الباقية مدة الحياة: تقول: ما دهري بكذا وما ذاك بدهري. ذكره الزمخشرى في الأساس والمصنف في البصائر. والدهر: الغلبة والدولة، ذكره المصنف في البصائر. والدهارير: أول الدهر في الزمن الماضي، بلا واحد، كالعباديد، قاله الأزهري. والدهارير: السالف، ويقال: كان ذلك في دهر الدهارير. وفي الأساس: يقال: كان ذلك دهر النجم: حين خلق الله النجوم، يريد أول الزمان وفي القديم. ودهور دهارير: مختلفة، على المبالغة. وقال الزمخشرى: الدهارير: تصاريف الدهر ونوائبه. مشتق من لفظ الدهر، ليس له واحد من لفظه، كعبابيد، انتهى. وأنشد أبو عمرو بن العلاء لرجل من أهل نجد. وقال ابن بري، هو لعثير بن لبيد العذري. وقيل: هو لحريث بن جبلة العذري. قلت: وفي البصائر للمصنف: لأبي عيينة المهلبي:
فاستقدر الله
خيرا وارضين بـه فبينما العسر إذا
دارت مياسير
وبينما المرء في الأحياء مغتبط إذا هو
الرمس تعفوه الأعاصير
يبكي عليه غريب ليس يعرفـه وذو قرابته
في الحي مسـرور
حتى كأن لم يكـن إلا تـذكـره والدهر أيتمـا حـين
دهـارير
قال: وواحد الدهارير: دهر، على غير قياس. كما قالوا: ذكر ومذاكير، وشبه ومشابيه وقيل: جمع دهرور أو دهرات. وقيل: دهرير. وفي حديث سطيح:
فإن ذا الدهر
أطوارا دهارير ويقال: دهر دهارير، أي شديد، كقولهم: ليلة ليلاء، ونهار أنهر،
ويوم أيوم، وساعة سوعاء. وكذا دهر دهير، ودهر داهر، مبالغة، أي شديد، كقولم
أبد آبد، وأبد أبيد. ودهرهم أمر، ودهر بهم، كمنع: نزل بهم مكروه، وقال
الزمخشرى: أصابهم به الدهر. وفي حديث موت أبي طالب لولا أن قريشا تقول دهره
الجزع لفعلت وهم مدهور بهم ومدهورون، إذا نزل بهم وأصابهم. والدهري بالفتح
ويضم: الملحد الذي لا يؤمن بالآخرة القائل ببقاء الدهر. وهو مولد.قال ثعلب:
وهما جميعا منسوبان إلى الدهر، وهم ربما غيروا في النسب، كما قالوا سهلي
للمنسوب إلى الأرض السهلة، واقتصر الزمخشرى على الفضتح، كما سيأتي.
صفحة : 2851
وعامله مداهرة ودهارا، كمشاهرة الأخيرة عن اللحياني، وكذلك استأجره مداهرة
ودهارا، عنه. ودهوره دهورة: جمعه وقذفه به في مهواة، وقال مجاهد في قوله
تعالى: إذا الشمس كورت قال: دهورت. وقال الربيع بن خثيم: رمى بها. ويقال:
طعنة فكوره، إذا ألقاه. وقال بعض أهل اللغة في تفسير قوله تعالى: فكبكبوا
فيها هم والغاوون أي دهوروا. وقال الزجاج أي طرح بعضهم على بعض. وفي مجمع
الأمثال للميداني: يقال: دهور الكلب ، إذا فرق من الأسد فنبح وضرط وسلح.
ودهور الكلام: فخم بعضه في إثر بعض. ودهور الحائط: دفعه فسقط، وتدهور الليل:
أدبر وولى. والدهوري: الرجل الصلب الضرب. وقال الليث: رجل دهوري الصوت، وهو
الصلب. قال الأزهري: أظن هذا خطأ، والصواب جهوري الصوت، أي رفيع الصوت.
ودهر، بفتح فسكون: واد دون حضرموت. قال لبيد بن ربيعة:
وأصبح راسيا برضام دهـر وسال به الخمائل في الرهام ودهر بن وديعة بن لكيز أبو قبيلة، من عامر. والدهري، بالضم، نسبة إليها على غير قياس، من تغيرات النسب. وهو كثير، كسهلي إلى الأرض السهلة، كما تقدم عن ثعلب. قال ابن الأنباري: يقال في النسبة إلى الرجل القديم: دهري. قال: وإن كان من بني دهر من بني عامر قلت: دهري لا غير، بضم الدال، وقد تقدم عن ثعلب ما يخالفه. وقال سيبويه: فإن سميت بدهر لم تقل إلا دهري، على القياس. وقال الزمخشرى في الأساس والدهري، بالضم: الرجل المسن القديم، لكبره. يقال: رجل دهري، أي قديم مسن نسب إلى الدهر، وهو نادر، وبالفتح: الملحد. وقال بعض أهل اللغة: والدهري أيضا بالضم: الحاذق. والمصنف مشى على قول ابن الأنباري، وهنا وفي الأول على قول ثعلب، وفاته معنى الحاذق، فتأمل. وداهر، ودهير، كأمير. من الأعلام. ويقال: إنه لداهرة الطول: طويله جدا. وداهر كهاجر: ملك للديبل قصبة السند، قتله محمد بن القاسم الثقفي ابن عم الحجاج بن يوسف، واستباح الديبل وافتتح من الديبل إلى مولتان وهو غير منصرف للعلمية والعجمة، ذكره جرير فقال:
وأرض هرقل قد ذكـرت وداهـرا ويسعى لكم من آل كسرى النواصف وفي الصحاح: لا آتيه دهر الداهرين، أي أبدا، كقولهم: أبد الآبدين. وأبو بكر عبد الله بن حكيم الداهري، ضعيف. وقال الذهبي: اتهموه بالوضع. وقال ابن أبي حاتم عن أبيه قال: ترك أبو زرعة حديثه وقال: ضعيف، وقال مرة: ذاهب الحديث. وعبد السلام بن بكران الداهري، حدث. والداهر: بطن من مهرة من قضاعة قاله الهمداني. وجنيد بن العلاء بن أبي دهرة، روى عنه محمد بن بشر وغيره. ودهير الأقطع، كزبير، عن ابن سيرين. وكأمير دهير بن لؤي بن ثعلبة، من أجداد المقداد بن الأسود.
ومما يستدرك
عليه:
صفحة : 2852
دهر دهارير ، أي ذو حالين من بؤس ونعم. والدهارير. تصاريف الدهر ونوائبه.
ووقع في الدهارير: الدواهي. والدهورة: الضيعة وترك التحفظ والتعهد. ومنه
حديث النجاشي: ولا دهورة اليوم على حزب إبراهيم . ودهور اللقمة: كبرها.
وقال الأزهري. دهور الرجل لقمة، إذا أدارها ثم التهمها. وفي الأساس: رأيته
يدهور اللقم، أي يعظمها ويتلقمها. وفي نوادر الأعراب: ما عندي في هذا الأمر
دهورية ولا هوداء ولا هيداء ولا رخودية، أي ليس عنده فيه رفق ولا مهاودة
ولا رويدية. والدواهر: ركايا معروفة. قال الفرزدق:
إذا لأتى الدواهر عن قـريب بخزي غير مصروف العقال ودهران، كسحبان: قرية باليمن، منها أبو يحيى محمد بن أحمد بن محمد المقرئ، حدث.
د ه ت ر
ومما يستدرك عليه: دهتورة: قرية بمصر من أعمال جزيرة قويسنا، وقد رأيتها.
د هد ر
دهدرين، بضم الدالين وفتح الراء المشددة تثنية دهدر اسم لبطل، كسرعان
وهيهات اسم لسرع وبعد، قال ذلك أبو علي. وقيل: دهدرين اسم للباطل وللكذب.
ومنه قولهم: دهدرين ودهدريه، للرجل الكذوب. قال أبو زيد: العرب تقول:
دهدران لا يغنيان عنك شيئا. كالدهدر، والدهدن، فجعله عربيا. قال ابن بري:
والصحيح في هذا المثل ما رواه الأصمعي، وهو دهدرين سعد القين ، من غير واو
عطف، وكون دهدرين متصلا غير منفصل، أي بطل سعد الحداد بأن لا يستعمل، وذلك
لتشاغلهم بالقحط والشدة. ويقال: ساعد القين، ورواه أبو عبيدة معمر بن
المثنى دهدرين سعد القين ، بنصب سعد، وذكر أن دهدرين منصوب على إضمار فعل،
وظاهر كلامه يقتضي أن دهدرين اسم للباطل تثنية دهدر، ولم يجعله اسما للفعل
كما جعله أبو علي، فكأنه قال اطرحوا الباطل وسعد القين، فليس قوله بصحيح.
أو أن قينا ادعى أن اسمه سعد زمانا، ثم تبين كذبه، فقيل له ذلك، أي جمعت
باطلا إلى باطل يا سعد الحداد فيكون سعد القين منادى مفردا، والقين نعته.
ودهدرين تثنية دهدر اسم للباطل، ويروى منفصلا، كما رواه الجوهري وجماعة
فقالوا: دهدرين، وفسروا بأن ده فعل أمر من الدهاء، إلا أنه قدمت واوه التي
هي لامه إلى موضع عينه فصار دوه، ثم حذفت الواو للساكنين فصار: ده، كما
فعلت في قل. ودرين من در يدر، إذا تتابع ويراد هنا بالتثنية التكرار، كما
قالوا: لبيك وحنانيك ودواليك ويكون سعد القين منادى مفردا، والقين نعته،
فيكون المعنى أي بالغ في الدهاء والكذب يا سعد القين.
صفحة : 2853
قال ابن بري: وهذا القول حسن، إلا أنه كان يجب أن يفتح الدال من درين ؛
لأنه جعله من در يدر، إذا تتابع. قال: وقد يمكن أن يقول إن الدال ضمت
إتباعا لضمة الدال من ده. أو كان سعد أعجميا، أي رجلا من العجم حدادا يدور
في مخاليف اليمن يعمل لهم، فإذا كسد عمله في مخلاف قال بالفارسية: ده بدرود
؛ هكذا في النسخ وفي بعضهما: ده برود، أي بالوداع، أي كأنه يودع القرية،
والقرية بالفارسية ده، وبرود أي يذهب، يخبرهم بخروجه غدا ويشيع في الحي أنه
غير مقيم ليستعمل ويبادر إليه من عنده ما يعمله ويصلحه له، فعربوه وضربوا
به المثل في الكذب وقالوا: إذا سمعت بسرى القين فإنه مصبح . وقيل هو على
حذف مضاف، وتأويله بطل قول سعد القين.
ومما يستدرك عليه: الدهدرة: تحريك الاست. والدهدور، بالضم: الكذاب.
د ه ش ر
الدهشرة، أهمله الجوهري. وقال أبو عمرو: هي الناقة الكبيرة والدهشرة: أن
تعمل العمل بغير رفق، وهي العجمجمة. والدهشرة سرعة الأخذ في الصراع، وكذا
في الجماع، كالدعشرة.
ومما يستدرك عليه: دهشور، بالفتح، كما هو المشهور أو كجردحل، أو هو بالضم: قرية بجيزة مصر، منها أبو الليث عبد الله بن محمد بن الحجاج الرعيني، عن يونس بن عبد الأعلى وغيره، توفي سنة 322.
د ه ك ر
تدهكر الرجل، أهمله الجوهري، وقال الصغاني: إذا تدحرج في المشية. وتدهكر
عليه: تنزى. وتدهكرت المرأة: ترجرجت والدهكر، كجعفر: القصير.
د ه م ر
المدهمرة، أهمله الجوهري والجماعة، وهي المرأة المكتلة المجتمعة: ومما
يستدرك عليه: دهمرو: قرية من حوف رمسيس، من أعمال مصر.
د ي ر
الدير: خان النصارى: كذا في المحكم، وأصله الواو: قاله الأزهري ج أديار،
وصاحبه الذي يسكنه ويعمره ديار وديراني، على غير قياس. قال ابن سيده: وإنما
قلنا إنه من الياء وإن كان دور أكثر وأوسع، لأن الياء قد تصرفت في جمعه وفي
بناء فعال ولم نقل إنها معاقبة ؛ لأن ذلك لو كان لكان حريا أن يسمع في وجه
من وجوه تصاريفه. ومن المجاز: يقال لمن رأس أصحابه هو رأس الدير، أي مقدمهم،
عن ابن الأعرابي. ودير الزعفران: موضعان. وديرركي كعلي بالرها. وديرركي: ة
بدمشق. ودير سمعان، كسحبان: ة بها، أي بدمشق. وبها دفن أمير المؤمنين عمر
بن عبد العزيز الأموي، وكان ابتداء مرضه بخناصرة، وهي مجهولة الآن لا يعرف
لها أثر. ودير سمعان: ع بأنطاكية. ودير سمعان: ع بالمعرة يقال فيه قبر عمر
بن عبد العزيز، والأول الصحيح. ودير سمعان: ع بحلب ويضاف إليه الجبل. ودير
العاقول ثلاثة: أحدها مدينة النهروان الأوسط، بينها وبين المدائن مرحلة.
منها مجاشع العابد. وقرية ببغداد. منها أبو يحيى عبد الكريم بن هشام بن
زياد بن عمران. وأبو الطيب يوسف بن أحمد ابن سليمان الصوفي، سكن نسيابور.
ودير عبدون موضعان. ودير العذارى ثلاثة. ودير هند ثلاثة. ودير نجران ثلاثة.
ودير مرجش اثنان، ودير مارت مريم ثلاثة.
وبقي عليه:
صفحة : 2854
دير فثيون، بالمثلثة، ذكره السهيلي في الروض. ودير الجماجم. قال أبو عبيدة
سمي به لعمل أقداح الخشب به. ودير قرة، بالشام. والدير: موضع بالبصرة،
ويقال له نهر الدير، وهي قرية كبيرة. ودير الجزيرة، ودير قسطان، كلاهما من
أعمال القوصية. ودير بخمطهر: من أعمال الشرقية. ودير شبرا بالغربية. ودير
بادرس: بالفيوم. ودير الفخار، ودير أبي منصور، ودير سعران، ودير الجميزة،
الأربعة، من الجيزية. ودير العسل، ودير نجم، ودير بهور، ودير بانوب، ودير
ماواس، ودير مقروفة، الستة من أعمال أشمونين. وديري طرفة، ودري الخادم
وديري أبو نملة، الثلاثة من أعمال الفيوم. وديرين، بالكسر: قرية عامرة
بالغربية، وقد دخلتها وزرت صاحبها القطب أبا محمد عبد العزيز بن أحمد بن
سعيد بن عبد الله الدميري المعروف بالديريني مؤلف كتاب طهارة القلوب و
المصباح المنير في علم التفسير و نظم الوجيز في خمسة آلاف بيت، وغيرها، أخذ
عن العز بن عبد السلام وصحب أبا الفتح بن أبي الغنائم الرسعني الواسطي، وبه
تخرج. ودير محلى: بنواحي المصيصة، على ساحل جيحان. إليه نسب الحسين بن محمد
الهاشمي. ومن قوله فيه:
لست أنسى يوما بدير محلـى لم ندعه يوما من الدهر عطلا إلى آخر الأبيات. ودير بولس: بانطأكية: ودير إسحاق، وتجاهه دير الزبيب من الغرب في نواحي خناصرة. ودير سابان، ومعناه بالسريانية دير الجماعة، ودير عمان، ومعناه دير الشيخ: كلاهما من أعمال حلب، وهما خربان، وفيهما بناء عجيب وقصور مشرفة، وبينهما قرية تعرف بترمانين من قرى جبل سمعان أحد الديرين من قبلي القرية والآخر من شماليها، وفيهما يقول حمدان الأثاربي:
دير عمـان
ودير سـابـان هجن غرامي وزدن أشجاني
إذا تذكرت فيهمـا زمـنـا قضيته في عرام ريعـانـي
يا لهف نفسي مما أكـابـده إن لاح برق من دير حشيان
ذا ذكره ابن العديم في تاريخ حلب. قال شيخنا: وقد أوصلها البكري في معجمه وصاحب المراصد وغيرهما إلى مائة ونيف وثمانين ديرا، وفصلوها. قلت: وهي غير التي ذكرناها من القرى المصرية فإنهم قد أغفلوا ذلك. أوردناها من كتاب القوانين للأسعد بن مماتي ومختصره لابن الجيعان فليعلم ذلك. وفي التهذيب: الدير: الدارات في الرمل. والديراني: ساكن الدير. والديرتان: روضتان لبني أسد بمفجر وادي الرمة من التنعيم، عن يسار طريق الحاج المصعد. والدير: قرية بمردا من جبل نابلس، ومنها أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن سعد بن أبي بكر ابن مصلح بن أبي بكر بن سعد القاضي شمس الدين الديري، وآل بيته. والنسبة إلى دير العاقول ديري، وبعضهم يقول الدير عاقولي. قال الصغاني: والأول أصح.
ودير الروم: قرب بغداد.