الباب العاشر: باب الراء - الفصل التاسع: فصل الذال المعجمة مع الراء

فصل الذال المعجمة مع الراء

ذ أ ر
ذئر، كفرح: فزع وأنف ونفر، فهو ذائر. قال عبيد بن الأبرص:

لما أتاني عن تمـيم أنـهـم     ذئروا لقتلى عامر وتغضبوا

صفحة : 2855

يعني نفروا من ذلك وأنكروه، ويقال: أنفوا من ذلك. وذئر عليه: اجترأ، وقيل: غضب. وقال الليث: ذئر إذا اغتاظ على عدوه واستعد لمواثبته. فهو ذئر، ككتف، وذائر. قال ابن الأعرابي: الذائر: الغضبان. والذائر: النفور. والذائر: الأنف. وأذأرته: أغضبته: وذئر الشيء، كفرح: كرهه وانصرف عنه. وذئر بالأمر: ضري به واعتاده. وذئرت المرأة على بعلها: نشزت وتغير خلقها. وفي الحديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم لما نهى عن ضرب النساء ذئرن على أزواجهن قال الأصمعي: أي نفرن ونشزن واجترأن. وهي ذائر وذئر، ككتف، وهذه عن الصغاني، أي ناشز، وكذلك الرجل، كذاءرت، على فاعلت، وهي مذائر، قاله أبو عبيد. ومنه قول الحطيئة: ذارت بأنفها، فخففه، وسيأتي في ذر تمام قوله. وأذأره: جرأه وأغراه. وأذأره عليه: أغضبه، وقلبه أبو عبيد، ولم يكفه ذلك حتى أبدله فقال أذرأني، وهو خطأ. وقال أبو زيد: أذأرت الرجل بصاحبه إذآرا، أي حرشته وأولعته به. وأذأره الشيء وإليه: ألجأه واضطره. ومن التجري قول أكثم بن صيفي: سوء حمل الفاقة يحرض الحسب ويذئر العدو يحرضه أي يسقطه. والذئار، ككتاب: سرقين، أي بعر رطب مختلط بتراب يطلى به على أطباء الناقة لئلا ترضع، أي يرضعها الفصيل، ويسمى قبل الخلط خثة وذيرة، وسيأتي في ذير بأبسط من هذا، وقد ذأرها. وقال أبو عبيد: ناقة مذائر: تنفر من الولد ساعة تضعه، وقد ذاءرت. وقيل: هي التي ساء خلقها، أو هي التي ترأم بأنفها ولا يصدق حبها فهي تنفر منه، وسيأتي في ذر بأبسط من هذا. ويقال: شؤونك ذئرة، والذي ذكره ابن سيده، إن شؤونك لذئرة، أي دموعك فيها تنفس، كتنفس الغضبان.

ومما يستدرك عليه: ذئر الرجل، كفرح، إذا ضاق صدره وساء خلقه، وهو ذائر هكذا أورده ابن السيد في الفرق، وأنشد قول عبيد بن الأبرص السابق. وذئر: نفر، وأنكر، عن ابن الأعرابي. وذئر: استعد للمواثبة، قاله الليث.

ذ ب ر
الذبر: الكتابة، كالزبر، وهو مما خلفت فيه الذال المعجمة الزاي، ذبر الكتاب يذبره، بالضم، ويذبره، بالكسر، ذبرا، كالتذبير. وأنشد الأصمعي لأبي ذؤيب:

عرفت الديار كرقم الـدوا     ة يذبرها الكاتب الحميري وقيل: الذبر: النقط. وقيل: هو القراءة الخفية بسهولة، أو القراءة السريعة. يقال ما أحسن ما يذبر الكتاب، أي يقرؤه ولا يمكث فيه، كل ذلك بلغة هذيل. والذبر: الكتاب بالحميرية يكتب في العسب، جمع عسيب، وهو خوص النخل. والذبر: العلم بالشيء والفقه به، كالذبور، بالضم. والذبر: الصحيفة، ج ذبار بالكسر، قاله الأصمعي. وأنشد قول ذي الرمة:

أقول لنفسي واقفا عند مشـرف     على عرصات كالذبار النواطق

صفحة : 2856

ويقال: ذبر يذبر، بالكسر، ذبرا وذبارة، بالفتح: نظر فأحسن النظر. قال الصغاني: هو راجع إلى معنى الإتقان. وذبر الخبر: فهمه. ومنه الحديث: أهل الجنة خمسة أصناف: منهم الذي لا ذبر له ، أي لا فهم له، من ذبرت الكتاب إذا فهمته وأتقنته. وعن ابن الأعرابي: ذبر كفرح: غضب، نقله الصغاني. وثوب مذبر، كمعظم: منمنم، يمانية. ويقال: كتاب ذبر، ككتف: سهل القراءة. هكذا ضبطه الصغاني وصححه، وهكذا هو في سائر الأصول، والذي في المحكم: كتاب ذبر، بفتح فسكون. وأنشد قول صخر الغي:

فيها كتاب ذبر لمقتـرئ      يعرفه ألبهم ومن حشدوا قال: ذبر، أي بين. أراد كتابا مذبورا، فوضع المصدر موضع المفعول: وألب القوم: من كان هواه معهم.

ويقال: فلان ما أحسن ما يذبر الشعر، أي يمره وينشده ولا يتلعثم فيه: وقال ثعلب: الذابر: المتقن للعلم، يقال: ذبره يذبره. ومنه الخبر: كان معاذ يذبره عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أي يتقنه، ذبرا وذبارة. ويقال: ما أرصن ذبارته.

ومما يستدرك عليه: قال ابن الأعرابي: ذبر إذا أتقن. والذابر: المتقن، ويروى بالدال، وقد تقدم. وفي حديث النجاشي ما أحب أن لي ذبرا من ذهب أي جبلا، بلغتهم، ويروى بالدال، وقد تقدم. وفي حديث ابن جدعان: أنا مذابر ، أي ذاهب. قلت: هكذا ذكره ابن الأثير إن لم يكن تصحيفا. وفلان لاذبر له أي لا نطق له من ضعفه.وقيل: لا لسان له يتكلم به من ضعفه. فتقديره على هذا، فلان لا ذا ذبر له أي، لا لسان له ذا نطق، فحذف المضاف. وبه فسر ابن الأعرابي الحديث المتقدم في أهل الجنة. والمذبر: القلم، كالمزبر، وسيأتي.

ذ خ ر
ذخره، كمنعه يذخره ذخرا، بالضم، واذخره اذخارا: اختاره، أو اتخذه. وفي الأساس: خبأه لوقت حاجته. وفي حديث الضحية: كلوا واذخروا أصله اذتخره فثقلت التاء التي للافتعال مع الذال فقلبت ذالا، وأدغم فيها الذال الأصلي فصارت ذالا مشددة، ومثله الاذكار من الذكر. وقال الزجاج في قوله تعالى: تدخرون في بيوتكم أصله تذتخرون، لأن الذال حرف مذكور لا يمكن النفس أن يجري معه لشدة اعتماده في مكانه، والتاء مهموسة، فأبدل من مخرج التاء حرف مجهور يشبه الذال في جهرها وهو الدال، فصار تدخرون. وأصل الإدغام أن تدغم الأول في الثاني. قال: ومن العرب من يقول: تذخرون، بذال مشددة، وهو جائز، والأول أكثر. قال شيخنا: ومن الغريب ما قاله بعض شراح الرسالة وغيرهم من الفقهاء وبعض أهل اللغة: إن الذخر بالذال المعجمة ما يكون في الآخرة. وبالدال المملة ما يكون في الدنيا. وفي شرح التتائي ما يقرب منه. قال ابن التلمساني في شرح الشفاء: وهذا غلط واضح أوقعهم فيه قوله: تدخرون، ونقله الشهاب في شرح الشفاء، وهو واضح، ومثله ما وقع في الدكر، وأنه لغة في المعجمة اغترارا بمدكر، فلا يعتد بشيء من ذلك، والله أعلم. والذخيرة: ما ادخر، جمعه الذخائر. قال الشاعر:

لعمرك ما مال الفتى بذخيرة     ولكن إخوان الصفاء الذخائر

صفحة : 2857

كالذخر، بالضم، ج أذخار، كقفل وأقفال. وفي الحديث ذكر تمر ذخيرة ؛ وهو ع ينسب إليه التمر الجيد. وعن أبي عمرو: الذاخر: السمين. وذاخر: اسم رجل. وعن أبي عبيدة: المدخر، بإهمال الدال كما في النسخ، وبإعجامها كما في نسخة أخرى: الفرس المبقى لحضره، بالضم، نوع من العدو، قال: ومن المذخر المسواط، وهو الذي لا يعطي ما عنده إلا بالسوط، والأنثى مذخرة. وثنية أذاخر بالفتح: ع قرب مكة، بينها وبين المدينة، وكأنها مسماة بجمع الإذخر، وقد جاء ذكرها في الحديث. والإذخر، بالكسر: الحشيش الأخضر، الواحدة إذخرة. وفي حديث الفتح وتحريم مكة فقال العباس إلا الإذخر فإنه لبيوتنا وقبورنا . وهو حشيش طيب الريح يسقف به البيوت فوق الخشب، والهمزة زائدة. قال أبو حنيفة: الإذخر: له أصل مندفن دقاق دفر الريح، وهو مثل أسل الكولان إلا أنه أعرض وأصغر كعوبا، وله ثمرة كأنها مكاسح القصب إلا أنها أرق وأصغر وهو يشبه في نباته الغرز يطحن فيدخل في الطيب، ينبت في الحزون والسهول وقلما تنبت الإذخرة مفردة، ولذلك قال أبو كبير الهذلي:

وأخو الأباءة إذ رأى خلانه      تلى شفاعا حوله كالإذخر قال: وإذا جف الإذخر ابيض. ومن الغريب ما في مشارق القاضي عياض أن الإذخر همزتها أصلية، وأن وزنه فعلل، وليس بثبت وغنة وافقه تلميذه في المطالع، قاله شيخنا. وذخر، ككتف: جبل باليمن ومن المجاز قولهم: ملأت الدابة مذاخرها. المذاخر: الأجواف والأمعاء والعروق. وقال الأصمعي: المذاخر: أسافل البطن. يقال: فلان ملأ مذاخره، إذا ملأ أسافل بطنه. ويقال للدابة إذا شبعت: قد ملأت مذاخرها: وهذا مجاز. قال الراعي:

حتى إذا قتلت أدنى الغليل ولم     تملأ مذاخرها للري والصدر وقال أيضا:

فلما سقيناها العكيس تمذحـت     مذاخرها وازداد رشحا وريدها ويروى: خواصرها. وقرأت في كتاب الحماسة لأبي تمام: تملأت، بدل تمذحت. ومذاكرها، بدل مذاخرها. وارفض بدل ازداد. وهي قصيدة طويلة يخاطب بها ابن عمه خنزر بن أرقم. وفي الأساس: مذاخر الدابة: المواضع التي تدخر فيها العلف والماء من جوفها. وتملأت مذاخره: شبع. وهو مجاز. ومما يستدرك عليه: ذخر لنفسه حديثا حسنا: أبقاه، وهو مجاز. والمذخر، كمءنبر: العفج. وفلان ما يذخر نصحا. وجعل ماله ذخرا عند الله وذخيرة وأعمال المؤمن ذخائر. وملأ لنا من مذاخره عداوة. وكل ذلك مجاز، كما في الأساس وغيره. وذخيرة بن شجنان: بطن من الصدف. وبحير بن ذاخر بن عامر المعافري، روى عنه ابنه علي، وابن أخيه بحير بن يزيد بن ذاخر، حدث بمصر. وذاخر بن بهشم الأصبحي، شهد فتح مصر، وابنه الحارث بن ذاخر ولي شرطة مصر لعبد العزيزي بن مروان. ومذيخرة، بالضم: قرية باليمن من أعمال الحدين، وبها توفي الأمير ضياء الإسلام إسماعيل بن محمد بن الحسن بن المنصور بالله القاسم الحسني، غرة اليمن.

ذ ر ر

صفحة : 2858

الذر: صغار النمل. وقال ثعلب: إن مائة منها زنة حبة من شعير، فكأنها جزء من مائة. قال شيخنا: ورأيت في فتاوى ابن حجر المكي نقلا عن النيسابوري: سبعون ذرة تزن جناح بعوضة، وسبعون جناح بعوضة تزن حبة. انتهى. وقيل: الذرة ليس لها وزن ويراد بها ما يرى في شعاع الشمس الداخل في النافذة. ومنه سمي الرجل وكنى. وفي حديث جبير بن مطعم: رأيت يوم حنين شيبا أسود ينزل من السماء، فوقع على الأرض، فدب مثل الذر، وهزم الله المشركين قالوا: الذر: النمل الأحمر الصغير، الواحدة ذرة قلت: فيه مخالفة لاصطلاحه، وسبحان من لا يسهو، وقد تقدمت الإشارة إليه مرارا.
والذر: تفريق الحب والملح وتبديدها، ذر الشيء يذره ذرا: أخذه بأطراف أصابعه ثم نثره على الشيء وذره يذره، إذا بدده وذر: بدد. وفي الأساس: ذر الملح على اللحم والفلفل على الثريد: فرقة فيه، وذر الحب في الأرض: بذره، انتهى. وفي حديث عمر رضي الله عنه: ذرى أحر لك ، أي ذرى الدقيق في القدر لأعمل لك حريرة، وقد تقدم في ح ر ر. كالذرذرة. الذر: طرح الذرور في العين، يقال: ذررت عينه إذا داويتها به. وذر عينه بالذرور يذرها ذرا: كحلها. ومن المجاز: الذر: النشر.? يقال: ذر الله الخلق في الأرض ذرا أي نشرهم، ومنه الذرية، كما سيأتي. وأبو ذر جندب بن جنادة الغفاري، وهو الأصح، وقيل: يزيد بن عبد الله، أو يزيد بن جنادة، وقيل: جندب بن سكن، وقيل: خلف بن عبد الله، من السابقين، وامرأته أم ذر جاء ذكرها في حديث إسلام أبي ذر، وكذا أم أبي ذر وأخته.

وأبو ذرة الحارث بن معاذ الحرمازي، ذكره الدولابي وغيره في الأسماء والكنى، شهد أحدا: صحابيون، وأبو ذرة الهذلي: شاعر من بني صاهلة بن كاهل، أخو بني مازن بن معاوية بن تميم ين سعد بن هذيل، قال السكري: هكذا بالمعجمة في شرح الديوان، أو هو أبو درة، بضم الدال المهملة، حكاه الأصمعي. والذرور، كصبور : ما يذر في العين وعلى القرح من دواء يابس. وفي الحديث تكتحل المحد بالذرور. والذرور: عطر يجاء به من الهند، كالذريرة، وهو ما انتحت من قصب الطيب، وقيل: هو نوع من الطيب مجموع من أخلاط. وبه فسر حديث عائشة رضي الله عنها: طيبت رسول الله صلى الله عليه وسلم لإحرامه بذريرة . ج أي جمع الذرور أذرة.

صفحة : 2859

والذرية، فعلية من الذر، وهو النشر أو النمل الصغار، وهو بالضم، وكان قياسه الفتح، لكنه نسب شاذ لم يجيئ إلا مضموم الأول، ونظره شيخنا بدهري وسهلي، ويكسر، وأجمع القراء على ترك الهمز فيها. وقال بعض النحويين: أصلها ذرورة على فعلولة ولكن التضعيف لما كثر أبدل من الراء الأخيرة ياء، فصارت ذروية، ثم أدغمت الواو في الياء فصارت ذرية، قال الأزهري: وقول من قال إنه فعلية أقيس وأجود عند النحويين، وقال الليث: ذرية فعلية، كما قالوا سرية، والأصل من السر، وهو النكاح. والذرية: ولد الرجل. قال شيخنا: وقد يطلق على الأصول والوالدين أيضا، فهو من الأضداد، قالوا ومنه قوله تعالى: وآية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون فتأمل. ج الذريات والذراري. وقال ابن الأثير: الذرية: اسم يجمع نسل الانسان من ذكر وأنثى، وأصلها الهمز، لكنهم حذفوه فلم يستعملوها إلا غير مهموزة. وفي الحديث: أنه رأى امرأة مقتولة، فقال: ما كانت هذه تقاتل، الحق خالدا فقل له: لا تقتل ذرية ولا عسيفا وقال ابن الأثير: المراد بها في هذا الحديث النساء - لأجل المرأة المقتولة. ومنه حديث عمر: حجوا بالذرية لا تأكلوا أرزاقها وتذروا أرباقها في أعناقها ، أي حجوا بالنساء، وضرب الأرباق وهي القلائد مثلا لما قلدت أعناقها من وجوب الحج، وقيل: كنى بها عن الأوزار - للواحد والجميع. وذر يذر، إذا تخدد. وذر البقل والشمس: طلعا. وفي الأساس ذر البقل والقرن: طلع أدنى شيء منه، وعن أبي زيد: ذر البق إذا طلع من الأرض، وذرت الشمس تذر ذرورا: طلعت وظهرت، وفي الأساس: ذر قرن الشمس، وهو مجاز. وقيل: هو أول طلوعها. وشروقها: أول ما يسقط ضؤوها على الأرض والشجر، وكذلك البقل والنبت. وذرت الأرض النبت: أطلعته، وقال الساجع في مطر: وثرد يذر بقله ولا يقرح أصله. يعني بالثرد المطر الضعيف. قال ابن الأعرابي: يقال: أصابنا مطر ذر بقله يذر، إذا طلع وظهر، وذلك أنه يذر من أدنى مطر، وإنما يذر البقل من مطر قدر وضح الكف ولا يقرح البقل إلا من قدر الذارع. ويقال: ذر الرجل، إذا شاب مقدم رأسه، يذر فيه بالفتح كما نقله الصغاني، وهو شاذ، ووجه الشذوذ عدم حرف الحلق فيه. قال شيخنا: وإن صح الفتح فلا بد من الكسر في الماضي، وقد تقدم مثله في د ر ر. والذرذار، بالفتح: المكثار، كالثرثار. وذرزار: لقب رجل من العرب. والذرارة: بالضم: ما تناثر من الذرور. قال الزمخشرى: ذرارة الطيب: ما تناثر منه إذا ذررته، ومنه قيل لصغار النمل وللمنبث في الهواء من الهباء: الذر، كأنها طاقات الشيء المذرور، وكذا ذرات الذهب. والذرى، بالفتح وياء النسبة في آخره: السيف الكثير الماء: كأنه منسوب إلى الذر وهو النمل. من المجاز: ما أبين ذرى سيفه، أي فرنده وماءه يشبهان في الصفاء بمدب النمل والذر، وأنشد أبو سعيد:

وتخرج منه ضرة اليوم مصدقـا     وطول السرى ذرى عضب مهند يقول: إذا أضرت به شدة اليوم أخرجت منه مصدقا وصبرا، وتهلل وجهه كأنه ذرى سيف.

وقال عبد الله بن سبرة:

كل ينوء بماضي الحد ذي شطب     جلى الصياقل عن ذريه الطبعا

صفحة : 2860

يعنى عن فرنده، ويروى بالدال المهملة، وقد تقدم. والذرار، بالكسر: الغضب والإعراض والإنكار، عن ثعلب، وأنشد لكثير:

وفيها على أن الفؤاد يحبها     صدود إذا لاقيتها وذرار وقال أبو زيد: في فلان ذرار، أي إعراض غضبا كذرار الناقة. قال الفراء: ذارت الناقة تذار مذارة وذرارا، أي ساء خلقها وهي مذار. قال: ومنه قول الحطيئة:

وكنت كذات البعل ذارت بأنفها     فمن ذاك تبغي غيره وتهاجره إلا أنه خففه للضرورة. قال ابن بري: بيت الحطيئة شاهد على ذارت الناقة بأنفها إذا عطفت على ولد غيرها، وأصله ذارت فخففه، وهو ذارت بأنفها، والبيت:

وكنت كذات البو ذارت بأنفها     فمن ذاك تبغي بعده وتهاجره قال ذلك يهجو به الزبرقان، ويمدح آل شماس بن لأى، ألا تراه يقول بعد هذا:

فدع عنك شماس بن لأى فإنهم     مواليك أو كاثر بهم من تكاثره وقد قيل في ذارت غير ما ذكره الجوهري، وهو أن يكون أصله ذاءرت، ومنه قيل لهذه المرأة: مذائر، وهي التي ترأم بأنفها ولا يصدق حبها، فهي تنفر عنه، والبو: جلد الحوار يحشى ثماما ويقام حول الناقة لتدر عليه، وقد سبق الكلام في ذلك.

والمذرة، بالكسر: آلة يذر بها الحب، أي يبدد ويفرق، كالمبذرة آلة البذر. ومما يستدرك عليه: يوسف بن أبي ذرة: محدث روى عن عمرو بن أمية في بلوغ التسعين، ذكره ابن نقطة. وأم ذرة التي روى عنها محمد بن المنكدر: صحابية.? وذرة: مولاة ابن عباس، وذرة بنت ماذ: محدثات.

ذ ع ر
الذعر، بالضم: الخوف والفزع، وهو الاسم. وذعر فلان، كعنى، ذعرا فهو مذعور، أي أخيف، والذعر، بالفتح: التخويف، كالإذعار، وهذه عن ابن بزرج، وأنشد:

غيران شمصه الوشاة فأذعروا    وحشا عليك وجدتهن سكونـا والفعل ذعر، كجعل، يقال: ذعره يذعره ذعرا فانذعر، وهو منذعر، وأذعره، كلاهما: أفزعه وصيره إلى الذعر، وأنشد ابن الأعرابي.

ومثل الذي لاقيت أن كنت صادقا     من الشر يوما من خليلك أذعرا وفي حديث حذيفة قال له ليلة الأحزاب: قم فأت القوم ولا تذعرهم على ، يعني قريشا، أي لا تفزعهم، يريد لا تعلمهم بنفسك وامش في خفية لئلا ينفروا منك، وفي حديث نائل مولى عثمان ونحن نترامى بالحنظل فما يزيدنا عمر على أن يقول كذاك لا تذعروا علينا ، أي لا تنفروا علينا إبلنا، وقوله: كذاك، أي حسبكم. الذعر: بالتحريك: الدهش من الحياء، عن ابن الأعرابي. الذعر، كصرد: الأمر المخوف، كذا في التكملة، والذي في التهذيب: أمر ذعر: مخوف، على النسب، ومقتضاه أن يكون ككتف، كما هو ظاهر. والذعرة، كتؤده: طائر، وفي التهذيب: طويئرة تكون في الشجر تهز ذنبها دائما لا تراها أبدا إلا مذعورة. والذعور، كصبور: المتذعر، هكذا في النسخ، وفي المحكم المنذعر. والذعور: المرأة التي تذعر من الريبة والكلام القبيح. قال:

تنول بمعروف الحديث وإن تـرد     سوى ذاك تذعر منك وهي ذعور

صفحة : 2861

والذعور: ناقة إذا مس ضرعها غارت، بتشديد الراء، هكذا وجدناه مضبوطا في الأصول الصحيحة. وذو الأذعار لقب ملك من ملوك اليمن، قيل: وهو تبع، وقيل: هو عمرو بن أبرهة ذي المنار جد تبع، كان على عد سيدنا سليمان عليه السلام أو قبله بقليل ؛ وإنما لقب به لأنه أوغل في ديار المغرب وسبى قوما وحشة الأشكال وجوهها في صدورها فذعر منهم الناس، فسمى ذا الأذعار، وبعده ملكت بلقيس صاحبة سليمان عليه السلام، وزعم ابن هشام أنها قتلته بحيلة.

أو لأنه حمل النسناس إلى اليمن فذعروا منه، وقال ابن هشام: سمي به لكثرة ما ذعر منه الناس لجوره، وقد ذكره ابن قتيبة في المعارف وسماه العبد بن أبرهة. يقال: تفرقوا ذعارير، كشعارير وزنا ومعنى. والذعرة، بالضم: الفندورة، وقيل: أم سويد، وهي الاست كالذعراء. يقال: سنة ذعرية، بالضم، أي شديدة. وذعارير الأنف: ما يخرج منه كاللبن، نقله الصغاني. والمذعورة: الناقة المجنونة، قال الصغاني: هكذا تقوله العرب، كالمذعرة، يقال: نوق مذعرة، أي بها جنون. ورجل متذعر: متخوف، وكذلك منذعر. ومالك بن دعر، بالدال المهملة، وضبطه ابن الجواني النسابة بالمعجمة، وقد سبق الكلام عليه.

ومما يستدرك عليه: الذعرة: الفزعة. ورجل ذاعر وذعرة وذعرة: ذو عيوب، هكذا حكاه كراع، وذكره في هذا الباب، قال: وأما الداعر فالخبيث، وقد تقدم ذلك. وأبو عبد الله محمد بن عمرو بن سليمان، يعرف بابن أبي مذعور، قال الدارقطني: ثقة، وروى عنه المحاملي وغيره. وسنة ذعرية، بالضم، أي شديدة، عن الصغاني.

ذ غ م ر
الذغمور، بالغين المعجمة، كعصفور، أهمله الجوهري. وقال ابن الأعرابي: هو الحقود الذي لا ينحل حقده.

ومما يستدرك عليه: الذغمري بالفتح: السيء الخلق، عن ابن الأعرابي، كذا في التهذيب.

ذ ف ر
الذفر، محركة: شدة ذكاء الريح، من طيب أو نتن، كالذفرة محركة أيضا، أي يخصان برائحة الإبط المنتن، عن اللحياني، وقد ذفر، كفرح، يفر، فهو ذفر وأذفر، والأنثى ذفرة وذفراء. وقال ابن الأعرابي: الذفر: النتن، ولا يقال في شيء من الطيب إلا في المسك وحده. قالت حميدة بنت النعمان بن بشير الأنصاري:

له ذفر كصـنـان الـتـيو     س أعيا على المسك والغاليه كذا قرأت في الحماسة. وقيل إن الذفر يطلق على الطيب والكريه، ويفرق بينهما بما يضاف إليه ويوصف به. وقال ابن سيده: الدفر، بالدال المهملة، في النتن خاصة. والذفر: الصنان وخبث الريح، رجل ذفر وامرأة ذفراء، أي لهم صنان وخبث ريح. والذفر: ماء الفحل، نقله الصغاني. ومسك أذفر وذفر: ذكي الريح جيد إلى الغاية، وفي صفة الحوض: وطينة مسك أذفر . وفي صفة الجنة: وترابها مسك أذفر . وقال ابن أحمر:

بهجل من قسا ذفر الخزامى    تداعى الجربياء به حنينـا أي ذكى ريح الخزامى طيبها.

صفحة : 2862

والذفرى، بالكسر، من الناس ومن جميع الحيوان. ما من لدن المقذ إلى نصف القذال. وقال القتيبي: هما ذفريان، والمقذان وهما أصول الأذنين: وقيل: الذفريان: الحيدان اللذان عن يمين النقرة وشمالها، وقال: شمر الذفرى: عظم في أعلى العنق من الإنسان، عن يمين النقرة وشمالها، أو العظم الشاخص خلف الأذن. وقال الليث: الذفرى من القفا هو الموضع الذي يعرق من البعير خلف الأذن، وهما ذفريان، من كل شيء، ج ذفريات، وذفارى، بفتح الراء، وهذه الألف في تقدير الانقلاب عن الياء، ومن ثم قال بعضهم ذفار، مثل صحار. وفي الصحاح: يقال: هذه ذفرى أسيلة، يؤنثها، غير منونة، وقد تنون في النكرة وتجعل الألف للإلحاق بدرهم وهجرع. قال سيبويه: وهي أقلهما. والذفر، كطمر: العظيم الذفرى من الإبل، وهي ذفرة، بهاء، قاله أبو زيد. واقتصر أبو عمرو فقال: الذفر: العظيم من الإبل. وقيل: الذفر من الإبل: الصلب الشديد، وتفتح الفاء، والكسر أعلى. وقيل: الذفر: العظيم الخلق. وقال الجوهري: الذفر: الشاب الطويل التام الجلد. وقيل: الذفرة كجبلة: الناقة النجيبة الغليظة الرقبة. والذفرة: الحمار الغليظ، هكذا في سائر الأصول، وهو خلاف ما في أمهات اللغة. ناقة ذفرة، وحمار ذفر وذفر: صلب شديد. وفي التكملة: الذفر كفلز: الناقة النجيببة، والحمار الغليظ، وفي كلام المصنف محل تأمل. والذفراء من الكتائب: السهكة الرائحة من الحديد والصدئة. وقال لبيد يصف كتيبة ذات دروع سهكت من صدإ الحديد:

فخمة ذفراء ترتى بالعرى     قردمانيا وتركا كالبصـل ويروى بالدال المهملة، وقد تقدم. والذفراء: بقلة ربعية دشتية تبقى خضراء حتى يصيبها البرد. واحدتها ذفراءة. وقيل: هي عشبة خبيثة الريح لا يكاد المال يأكلها. وقيل: هي شجرة يقال لها عطر الأمة. وقال أبو حنيفة: هي ضرب من الحمض، وقال مرة: الذفراء: عشبة خضراء ترتفع مقدار الشبر، مدورة الورق ذات أغصان ولا زهرة لها، وريحها ريح الفساء تبخر الإبل، وهي عليها حراص ولا تتبين تلك الذفرة في اللبن وهي مرة ومنابتها الغلظ، وقد ذكرها أبو النجم في الرياض فقال:

تظل حفراه مـن الـتـهـدل
في روض ذفراء ورغل مخجل

وروضة مذفورة: كثيرتها أي الذفراء، ونص الصغاني بخطه، روضة مذفوراء: كثيرة الذفراء. والذفرة، كزنخة: نبات ينبت وسط العشب، وهو قليل ليس بشيء، ينبت في الجلد على عرق واحد، لها ثمرة صفراء تشاكل الجعدة في ريحها. وخليد بن ذفرة، محركة، روى عنه سيف بن عمر في الفتوح. وذفران، بكسر الفاء: واد قرب وادي الصفراء، وقد جاء ذكره في حديث مسيره إلى بدر: ثم صب في ذفران هكذا ضضبطوه وفسروه، أو هو تصحيف من ابن إسحاق لدقران، بالدال والقاف، نبه عليه الصغاني. وذو الذفرين، بالكسر: أبو شمر بن سلامة الحميري، هو بفتح الشين وكسر الميم نقله الصغاني.

ومما يستدرك عليه: روضة ذفرة: طيبة الريح، وفأرة ذفراء كذلك. قال الراعي وذكر إبلا رعت العشب وزهره ووردت فصدرت عن الماء، فكلما صدرت عن الماء نديت جلودها وفاحت منها رائحة طيبه فقال:

صفحة : 2863

لها فأرة ذفراء كـل عـشـية      كما فتق الكافور بالمسك فاتقه واستذفر بالأمر: اشتد عزمه عليه وصلب له. قال عدي بن الرقاع:

واستذفروا بنوى حذاء تقذفـهـم     إلى أقاصي نواهم ساعة انطلقوا واستذفرت المرأة: استثفرت. وذفر النبت، كفرح: كثر، عن أبي حنيفة. وأنشد:

في ورس من النجيل قد ذفر وقال أبو حنيفة: قال أعرابي: كانت امرأة من موالي ثقيف تزوجت في غامد في بني كثير، فكانت تصبغ ثياب أولادها أبدا صفراء، فسموا بني ذفراء، يريدون بذلك صفرة نور الذفراء، فهم إلى اليوم يعرفون ببني ذفراء.

ذ ك ر
الذكر بالكسر: الحفظ للشيء يذكره، كالتذكار، بالفتح، وهذه عن الصغاني، وهو تفعال من الذكر، والذكر: الشيء يجري على اللسان، ومنه قولهم: ذكرت لفلان حديث كذا وكذا، أي قلته له، وليس من الذكر بعد النسيان، وبه فسر حديث عمر رضي الله عنه: ما حلفت بها ذاكرا ولا آثرا أي ما تكلمت بها حالفا. ذكره يذكره ذكرا وذكرا، الأخيرة عن سيبويه. وقوله تعالى: واذكروا ما فيه قال أبو إسحاق: معناه ادرسوا ما فيه. وقال الراغب في المفردات، وتبعه المصنف في البصائر: الذكر تارة يراد به هيئة للنفس بها يمكن الإنسان أن يحفظ ما يقتنيه من المعرفة، وهو كالحفظ إلا أن الحفظ يقال اعتبارا بإحرازه، والذكر يقال اعتبارا باستحضاره، وتارة يقال لحضور الشيء القلب أو القول.ولهذا قيل: الذكر ذكران: ذكر بالقلب، وذكر باللسان. وأورد ابن غازي المسيلي في تفسير قوله تعالى: اذكروا الله ذرا كثيرا الذكر: نقيضه النسيان، لقوله تعالى: وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره والنسيان محله القلب، فكذا الذكر، لأن الضدين يجب اتحاد محلهما. وقيل: هو ضده الصمت، والصمت محله اللسان، فكذا ضده. وهذه معارضة بين الشريف التلمساني وابن عبد السلام ذكرها الغزالي في المسالك وغيره، وأورده شيخنا مفصلا. ومن المجاز: الذكر: الصيت، قال ابن سيده: يكون في الخير والشر، كالذكرة، بالضم، أي في نقيض النسيان وفي الصيت، لا في الصيت وحده كما زعمه المصنف، واعترض عليه. أما الأول، ففي المحكم: الذكر والذكرى بالكسر: نقيض النسيان، وكذلك الذكرة، قال كعب بن زهير:

أنى ألم بك الخيال يطـيف     ومطافه لك ذكرة وشعوف

صفحة : 2864

الشعوف: الولوع بالشيء حتى لا يعدل عنه. وأما الثاني فقال أبو زيد في كتابه الهوشن والبوثن: يقال: إن فلانا لرجل لو كان له ذكرة. أي ذكر، أي صيت. نقله ابن سيده. ومن المجاز: الذكر: الثناء، ويكون في الخير فقط، فهو تخصيص بعد تعميم ورجل مذكور، أي يثنى عليه بخير. ومن المجاز: الذكر: الشرف. وبه فسر قوله تعالى: وإنه لذكر لك ولقومك أي القرآن شرف لك ولهم. وقوله تعالى: ورفعنا لك ذكرك أي شرفك. وقيل: معناه: إذا ذكرت ذكرت معي. والذكر: الصلاة لله تعالى والدعاء إليه والثناء عليه. وفي الحديث كانت الأنبياء عليهم السلام إذا حزبهم أمر فزعوا إلى الذكر أي إلى الصلاة يقومون فيصلون. وقال أبو العباس: الذكر: الطاعة والشكر، والدعاء، والتسبيح، وقراءة القرآن وتمجيد اللله وتسبيحه وتهليله والثناء عليه بجميع محامده. والذكر: الكتاب الذي فيه تفصيل الدين ووضع الملل، وكل كتاب من الأنبياء ذكر ومنه قوله تعالى: إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون قال شيخنا: وحمل على خصوص القرآن وحده أيضا وصحح. والذكر من الرجال: القوي الشجاع الشهم الماضي في الأمور الأبي الأنف، وهو مجاز. هكذا في سائر الأصول، ولا أدري كيف يكون ذلك. ومقتضى سياق ما في أمهات اللغة أنه في الرجال والمطر، والقول الذكر محركة لا غير، يقال: رجل ذكر، ومطر ذكر وقول ذكر. فليحقق ذلك ولا إخال المصنف إلا خالف أو سها، وسبحان من لا يسهو، ولم ينبه عليه شيخنا أيضا وهو منه عجيب. والذكر: من المطر: الوابل الشديد. قال الفرزدق:

فرب ربيع بالبلاليق قد رعت     بمستن أغياث بعاق ذكورها وفي الأساس: أصابت الأرض ذكور الأسمية ؛ وهي التي تجئ بالبرد الشديد وبالسيل. وهو مجاز. والذكر من القول: الصلب المتين، وكذا شعر ذكر، أي فحل وهو مجاز. ومن المجاز أيضا: لي على هذا الأمر ذكر حق، ذكر الحق، بالكسر: الصك، والجمع ذكور حقوق، وقيل: ذكور حق. وعلى الثاني اقتصر الزمخشرى، أي الصكوك. وادكره، واذكره، واذدكره، قلبوا تاء افتعل في هذا مع الذال بغير إدغام، قال:

تنحي على الشوك جرازا مقضبا      والهم تذريه اذدكارا عـجـبـا

صفحة : 2865

قال ابن سيده: أما اذكر وادكر فإبدال إدغام، وهي الذكر والدكر، لما رأوها قد انقلبت في ادكر الذي هو الفعل الماضي قلبوها في الذكر الذي هو جمع ذكرة. واستذكره كاذكره، حكى هذه الأخيرة أبو عبيد عن أبي زيد، أي تذكره. فقال أبو زيد: أرتمت إذا ربطت في إصبعه خيطا يستذكر به حاجته. وأذكره إياه وذكره تذكيرا، والاسم الذكرى، بالكسر. تقول: ذكرته تذكرة، وذكرى غير مجراة، وقوله تعالى: وذكرى للمؤمنين الذكرى: اسم للتذكير، أي أقيم مقامه، كما تقول: اتقيت تقوى. قال الفراء: يكون الذكرى بمعنى الذكر، ويكون بمعنى التذكير، في قوله تعالى: وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين وقوله تعالى في ص: رحمة منا وذكرى لأولي الألباب أي وعبرة لهم. وقوله تعالى: يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى أي يتوب، ومن أين له التوبة. وقوله تعالى: ذكرى الدار أي يذرون بالدار الآخرة ويزهدون في الدنيا، ويجوز أن يكون المعنى يكثرون ذكر الآخرة، كما قاله المصنف في البائر. وقوله تعالى: فأنى لهم إذا جاءتهم ذكراهم أي فكيف لهم إذا جاءتهم الساعة بذكراهم والمراد بها تذكرهم واتعاظهم، أي لا ينفعهم يوم القيامة عند مشاهدة الأهوال. ويقال: اجعله منك على ذكر، وذكر، بمعنى. ومازال مني على ذكر، بالضم، ويكسر ؛ والضم أعلى أي تذكر.

وقال الفراء: الذكر: ما ذكرته بلسانك وأظهرته. والذكر بالقلب. يقال: مازال مني على ذكر، أي لم أنسه. واقتصر ثعلب في الفصيح على الضم. وروى بعض شراحه الفتح أيضا، وهو غريب. قال شارحه أبو جعفر اللبلي: يقال: أنت مني على ذكر، بالضم، أي على بال، عن ابن السيد في مثلثه. قال: وربما كسروا أوله. قال الأخطل:

وكنتم إذا تنأون عنا تـعـرض     خيالاتكم أو بت منكم على ذكر قال أبو جعفر: وحكى اللغتين أيضا يعقوب في الإصلاح، عن أبي عبيدة، وكذلك حكاهما يونس في نوادره. وقال ثابت في لحنه: زعم الأحمر أن الضم في ذكر هي لغة قريش قال: وذكر، بالفتح أيضا، لغة. وحمكى ابن سيده أن ربيعة تقول: اجعه منك على دكر، بالدال غير معجمة، واستضعفها. وتفسير المصنف الذكر بالتذكر هو الذي جزم به ابن هشام اللخمي في شرح الفصيح. ومن فسره بالبال فإنما فسره باللازم، كما قاله شيخنا. ورجل ذكر بفتح فسكون كما هو مقتضى اصطلاحه، وذكر بفتح فضم، وذكير، كأمير، وذكير، كسكيت، ذو ذكر، أي صيت وشهرة أو افتخار، الثالثة عن أبي زيد. ويقال: رجل ذكير، أي جيد الذكر والحفظ. والذكر، محركة: خلاف الأنثى: ج ذكور وذكورة، بضمهما، وهذه عن الصغاني، وذكار وذكارة بكسرهما، وذكران، بالضم، وذكرة، كعنبة. وقال كراع: ليس في الكلام فعل يكسر على فعول وفعلان إلا الذكر.

والذكر، من الإنسان: عضو معروف، وهو العوف، وهكذا ذكره الجوهري وغيره. قال شيخنا: وهو من شرح الظاهر بالغريب، ج ذكور، ومذاكير، على غير قياس كأنهم فرقوا بين الذكر الذي هو الفحل وبين الذكر الذي هو العضو. وقال الأخفش: هو من الجمع الذي ليس له واحد، مثل العبابيد والأبابيل.

صفحة : 2866

وفي التهذيب: وجمعه الذكارة: ومن أجله يسمى ما يليه المذاكير، ولا يفرد، وإن أفرد فمذكر، مثل مقدم ومقاديم. وقال ابن سيده: والمذاكير منسوبة إلى الذكر، واحدها ذكر، وهو من باب محاسن وملامح.

والذكر: أيبس الحديد وأجوده وأشده. كالذكير، كأمير، وهو خلاف الأنيث، وبذلك يسمى السيف مذكرا.

وذكره ذكرا، بالفتح: ضربه على ذكره، على قياس ما جاء في هذا الباب.

وذكر فلانة ذكرا، بالفتح: خطبها أو تعرض لخطبتها. وبه فسر حديث علي: إن عليا يذكر فاطمة أي يخطبها، وقيل: يتعرض لخطبتها.

ذكر حقه ذكرا: حفظه ولم يضيعه. وبه فسر قوله تعالى: واذكروا نعمة الله عليكم ، أي احفظوها ولا تضيعوا شكرها. كما يقول العربي لصاحبه: اذكر حقي عليك، أي احفظه ولا تضيعه.

وامرأة ذكرة، كفرحة، ومذكرة ومتذكرة، أي متشبهة بالذكور . قال بعضهم: إياكم وكل ذكرة مذكرة، شوهاء فواء، تبطل الحق بالبكاء، لا تأكل من قلة، ولا تعتذر من علة، إن أقبلت أعصفت، وإن أدبرت أغبرت . ومن ذلك: ناقة مذكرة: مشبهة بالجمل في الخلق والخلق. قال ذو الرمة:

مذكرة حرف سـنـاد يشـلـهـا      وظيف أرح الخطو ظمآن سهوق ونقل الصغاني: يقال: امرأة مذكرة، إذا أشبهت في شمائلها الرجل لا في خلقتها، بخلاف الناقة المذكرة.

وأذكرت المرأة وغيرها: ولدت ذكرا. وفي الدعاء للحبلى: أذكرت وأيسرت، أي ولدت ذكرا ويسر عليها، وهي مذكر، إذا ولدت ذكرا، إذا كان ذلك لها عادة فهي مذكار، وكذلك الرجل أيضا مذكار. قال رؤبة:

إن تميما كان قهبا من عاد      أرأس مذكارا كثير الأولاد وفي الحديث: إذا غلب ماء الرجل ماء المرأة أذكرا ، أي ولدا ذكرا، وفي رواية إذا سبق ماء الرجل ماء المرأة أذكرت بإذن الله أي ولدته ذكرا. وفي حديث عمر: هبلت أمه. لقد أذكرت به ، أي جاءت به ذكرا جلدا.

والذكرة، بالضم: قطعة من الفولاذ تزاد في رأس الفأس وغيره. و يقال ذهبت ذكرة السيف. الذكرة من الرجل والسيف: حدتهما. وهو مجاز. وفي الحديث أنه كان يطوف في ليلة على نسائه ويغتسل من كل واحدة منهن، غسلا فسئل عن ذلك فقال: إنه أذكر منه أي أحد.

وذكورة الطيب وذكارته، بالكسر، وذكوره: ما يصلح للرجال دون النساء، وهو الذي ليس له ردع، أي لون ينفض، كالمسك والعود والكافور والغالية والذريرة.

وفي حديث عائشة أنه كان يتطيب بذكارة الطيب ، وفي حديث آخر كانوا يكرهون المؤنث من الطيب ولا يرون بذكورته بأسا وهو مجاز، والمؤنث من الطيب كالخلوق والزعفران.

قال الصغاني: والتاء في الذكورة لتأنيث الجمع، مثلها في الحزونة والسهولة.

من أمثالهم: ما اسمك أذكره بقطع الهمز من أذكره، هذا هو المشهور وفيه الوصل أيضا في رواية أخرى، قاله التدميري في شرح الفصيح ومعناه إنكار عليه.

صفحة : 2867

وفي فصيح ثعلب: وتقول: ما اسمك أذكر، ترفع الاسم وتجزم أذكر. قال شارحه اللبلي: بقطع الهمزة من أذكر وفتحها، لأنها همزة المتكلم من فعل ثلاثي، وجزم الراء على جواب الاستفهام، والمعنى: عرفني باسمك أذكره، ثم حذفت الجملة الشرطية استغناء عنها لكثرة الاستعمال، ولأن فيما أبقى دليلا عليها. والمثل نقله ابن هشام في المغنى وأطال في إعرابه وتوجيهه. ونقله شيخنا عنه وعن شراح الفصيح ما قدمناه. ويذكر، كينصر: بطن من ربيعة، وهو أخو يقدم، ابنا عنزة بن أسد. والتذكير: خلاف التأنيث. التذكير: الوعظ، قال الله تعالى فذكر إنما أنت مذكر . والتذكير: وضع الذكرة في رأس الفأس وغيره كالسيف: أنشد ثعلب:

صمصامة ذكره مذكره      يطبق العظم ولا يكسره والمذكر من السيف كمعظم: ذو الماء، وهو مجاز، ويقال: سيف مذكر: شفرته حديد ذكر، ومتنه أنيث، يقول الناس: إنه من عمل الجن، وقال الأصمعي: المذكرة هي السيوف شفراتها حديد ووصفها كذلك. ومن المجاز: المذكر من الأيام: الشديد الصعب، قال لبيد:

فإن كنت تبغين الكرام فأعولى     أبا حازم في كل يوم مذكـر وقال الزمخشرى: يوم مذكر: قد اشتد فيه القتال، كالمذكر، كمحسن، وهو أي المذكر كمحسن: المخوف من الطرق، يقال: طريق مذكر أي مخوف صعب. والمذكر الشديدة من الدواهي. ويقال: داهية مذكر، لا يقوم لها إلا ذكران الرجال، قال الجعدي:

وداهية عمياء صماء مذكر     تدر بسم في دم يتحـلـب كالمذكرة، كمعظمة، نقله الصغاني. قال الزمخشرى: والعرب تكره أن تنتج الناقة ذكرا، فضربوا الإذكار مثلا لكل مكروه. وقال الأصمعي: فلاة مذكار: ذات أهوال. وقال مرة: لا يسلكها إلا ذكور الرجال. والتذكرة: ما يستذكر به الحاجة، وهو من الدلالة والأمارة، وقوله تعالى: فتذكر إحداهما الأخرى قيل: معناه تعيد ذكره. وقيل: تجعلها ذكرا في الحكم. والذكارة، كرمانة: فحال النخل. والاستذكار: الدراسة والحفظ، هكذا في النسخ، والذي في أمهات اللغة: الدارسة للحفظ، واستذكر الشيء: درسه للذكر، ومنه الحديث: استذكروا القرآن فلهو أشد تفصيا من صدور الرجال من النعم من عقلها ومن المجاز: ناقة مذكرة الثنيا، أي عظيمة الرأس كرأس الجمل، وإنما خص الرأس لأن رأسها مما يستثنى في القمار لبائعها. وسموا ذاكرا ومذكرا كمسكن، فمن ذلك، ذاكر بن كامل بن أبي غالب الخفاف الظفري، محدث. وفي الحديث القرآن ذكر فذكروه ، أي جليل نبيه خطير فأجلوه واعرفوا له ذلك وصفوه به، هذا هو المشهور في تأويله، أو إذا اختلفتم في الياء والتاء فاكتبوه بالياء، كما صرح به سيدنا عبد الله بن مسعود، رضي الله تعالى عنه. وعلى الوجه الأول اقتصر المصنف في البصائر. ومن ذلك أيضا قول الإمام الشافعي: العلم ذكر لا يحبه إلا ذكور الرجال، أورده الغزالي في الإحياء. ومما يستدرك عليه:

صفحة : 2868

استذكر الرجل: أرتم. ويقال: كم الذكرة من ولدك، بالضم أي الذكور. وفي حديث طارق مولى عثمان قال لابن الزبير حين صرع والله ما ولدت النساء أذكر منك ، يعنى شهما ماضيا في الأمور، وهو مجاز. وذكور العشب: ما غلظ وخشن. وأرض مذكار: تنبت ذكور العشب، وقيل: هي التي لا تنبت والأول أكثر، قال كعب:

وعرفت أني مصبح بمضيعة     غبراء يعزف جنها مذكـار وقال الأصمعي: فلاة مذكر: تنبت ذكور البقل، وذكور البقل: ما غلظ منه وإلى المرارة هو، كما أن أحرارها مارق منه وطاب. وقوله تعالى: ولذكر الله أكبر فيه وجهان: أحدهما أن ذكر الله تعالى إذا ذكره العبد خير للعبد من ذكر العبد للعبد. والوجه الآخر أن ذكر الله ينهي عن الفحشاء والمنكر أكثر مما تنهى الصلاة. وقال الفراء في قوله تعالى: سمعنا فتى يذكرهم . وفي قوله تعالى: أهذا الذي يذكر آلهتكم ، قال: يريد يعيب آلهتكم. قال: وأنت قائل لرجل: لئن ذكرتني لتندمن، وأنت تريد: بسوء، فيجوز ذلك. قال عنترة.

لا تذكري فرسي وما أطعمتـه     فيكون جلدك مثل جلد الأجرب أراد: لا تعيبي مهري. فجعل الذكر عيبا. قال أبو منصور: أنكر أبو الهيثم أن يكون الذكر عيبا، وقال في قول عنترة ار لا تولعى بذكره وذكر إيثاري إياه باللبن دون العيال. وقال الزجاج نحوا من قول الفراء، قال: ويقال: فلان يذكر الناس، أي يغتابهم، ويذكر عيوبهم. وفلان يذكر الله، أي يصفه بالعظمة ويثنى عليه ويوحده، وإنما يحذف مع الذكر ما عقل معناه. وقال ابن دريد: وأحسب أن بعض العرب يسمى السماك الرامح: الذكر. والحصن: ذكورة الخيل وذكارتها. وسيف ذو ذكر، أي صارم، ورجل ذكير، كأمير: أنف أبي. وفي حديث عائشة رضي الله عنها ثم جلسوا عند المذاكر حتى بدا حاجب الشمس المذاكر: جمع مذكر، موضع الذكر، كأنها أرادت: عند الركن الأسود أو الحجر. وقوله تعالى: لم يكن شيئا مذكورا أي موجودا بذاته وإن كان موجودا في علم الله. ورجل ذكار، ككتان: كثير الذكر لله تعالى. وسموا مذكورا.

ذ م ر

صفحة : 2869

الذمر ككبد وكبد أي بكسر فسكون، والذمير، مثل أمير، والذمر، مثل فلز: الرجل الشجاع جمع الكل غير الأخير أذمار، وجمع الذمر الذمورن، والاسم الذمارة، بالفتح، و قيل: الذمر هو الشجاع المنكر، وقيل: المنكر الشديد، وقيل: هو الظريف اللبيب المعوان. والذمر، بالكسر: من أسماء الدواهي، كالذمائر، بالضم، وهو الشديد المنكر. والذمر بالفتح: الملامة والحض معا، والتهدد والغضب والتشجيع. وفي حديث علي: ألا وإن الشيطان قد ذمر حزبه أي حضهم وشجعهم. ذمره يذمره ذمرا: لامه وحضه وحثه. وفي حديث آخر وأم أيمن تذمر وتصخب أي تغضب. وفي حديث آخر: جاء عمر، ذامرا ، أي متهددا. والذمر: زأر الأسد، وقد ذمر، إذا زأر. والذمار، بالكسر، ذمار الرجل، وهو كل ما يلزمك حفظه وحياطته وحمايته، وإن ضيعه لزمه اللوم. ويقال: الذمار: ما وراء الرجل مما يحق عليه أن يحميه، لأنهم: قالوا: حامى الذمار، كما قالوا: حامي الحقيقة. وسمي ذمارا لأنه يجب على أهله التذمر له، وسميت حقيقة لأنه يحق على أهلها الدفع عنها. وتذمر هو: لام نفسه على فائت، جاء مطاوعه على غير الفعل، وهو أن يفعل الرجل فعلا لا يبالغ في نكاية العدو، فهو يتذمر أي يلوم نفسه ويعاتبها كي يجد في الأمر، وفي الصحاح: وأقبل فلان يتذمر. كأنه يلوم نفسه على فائت. وفي الحديث: فخرج يتذمر أي يعاتب نفسه ويلومها على فوات الذمار. وفي الأساس: وأقبل يتذمر: يلوم نفسه على التفريط ينشطها لئلا تفرط ثانية، وفلان يتذمم ويتذمر.

تذمر، إذا تغضب، يقال: سمعت له تذمرا. أي تغضبا. وظل فلان يتذمر عليه، إذا تنكر له وأوعده. وأما ما جاء في حديث موسى عليه السلام أنه كان يتذمر على ربه . فمعناه يجترئ عليه ويرفع صوته في عتابه. والمذمر، كمعظم: القفا، وقيل: هما عظمان في أصل القفا، وهو الذفرى، وقيل: الكاهل. قال ابن مسعود: انتهيت يوم بدر إلى أبي جهل وهو صريع، فوضعت رجلي في مذمره. فقال: يا رويعي الغنم، لقد ارتقيت مرتقى صعبا. قال: فاحتززت رأسه قال الأصمعي المذمر هو الكاهل والعنق وما حوله إلى الذفرى: و هو الذي يذمره المذمر، كمحدث، وذمره يذمره وذمره لمس مذمره. والمذمر: من يدخل يده في حياء الناقة ليظر أذكر جنينها أم لا سمي بذلك لأنه يضع يده على ذلك الموضع فيعرفه، وفي المحكم: لأنه يلمس مذمره فيعرف ما هو، وهو التذمير. قال الكميت:

وقال المذمر للناتـجـين     متى ذمرت قبلي الأرجل يقول:إن التذمير إنما هو في الأعناق لا في الأرجل. وهذا مثل لأن التذمير لا يكون إلا في الرأس، وذلك أنه يلمس لحيي الجنين، فإن كانا غليظين كان فحلا، وإن كانا رقيقين كان ناقة، فإذا ذمرت الرجل فالأمر منقلب، وقال ذو الرمة:

حراجيج قود ذمرت في نتاجها     بناحية الشحر الغرير وشدقم

صفحة : 2870

يعني أنها من إبل هؤلاء، فهم يذمرونها. وذمار، كسحاب، فتعرب، أو قطام، فتبنى، لأن لامها راء، أو تعرب إعراب مالا ينصرف. وقال شيخنا نقلا عن بعض الفضلاء:الأشهر في ذمار فتح ذالها، فتبنى كوبار، أو تعرب بالصرف وتركه، وحكى بعض كسرها، فتعرب بالوجهين، قلت: وحكى بعضهم إهمال الذال أيضا: باليمن، على مرحلتين من صنعاء، على طريق المتوجه من زبيد إليها، وهي الآن مدينة عامر كبيرة ذات قصور وأبنية فاخرة ومدارس علم، وخرج منها فقهاء ومحدثون، سميت بقيل من أقيال اليمن يقال إنه شمر بن الأملوك الذي بنى سمرقند، وقيل غير ذلك. وقيل: إن ذمار اسم صنعاء. قاله ابن أسود، قال: وصنعاء كلمة حبشية معناه وثيق حصين. ويشهد له ما في اللسان وغيره: كشفت الريح عن منبر هود عليه السلام وهو من الذهب مرصع بالدر والياقوت، وعن يمينه من الجزع الأحمر مكتوب بالمسند وعبارة اللسان: هدمتها قريش في الجاهلية فوجد في أساسها حجر مكتوب فيه بالمسند: لمن ملك ذمار، لحمير الأخيار، لمن ملك ذمار، للحبشة الأشرار، لمن ملك ذمار لفارس الأحرار، لمن ملك ذمار، لقريش التجار. وذموران ودالان، وفي بعض النسخ دلان: قريتان بقربها، يقال فيما نقل: ليس بأرض اليمن أحسن وجوها من نسائهما، قلت: والأمر كما ذكر، ويضاهيهما في الجمال وادي الحصيب الذي هو وادي زبيد، حرسه الله تعالى، وقد تقدم للمصنف شيء منذ لك في حرف الموحدة. وذمرمر، كسفرجل: حصن بصنعاء اليمن، وفيه يقول السيد صلاح بن أحمد الوزيري من شعراء اليمن:


لله أيامـي بـذي مـرمـر     وطيب أوقاتي بربع الغراس
والشمل مجموع بمن أرتضى    والسر فيه السر والناس ناس
والجنس منظوم إلى جنسـه     وأفضل النظم نظام الجناس

والذمير، كأمير: الرجل الحسن الخلق. والتذمير: تقدير الأمر وتحزيره. والتذامر: التحاض على القتال. والقوم يتذامرون، أي يحض بعضهم بعضا على الجد في القتال، ومنه قوله:

يتذامرون كررت غير مذمم وقد يجيئ بمعنى التلاوم، ومنه حديث صلاة الخوف فتذامر المشركون وقالوا: هلا كنا حملنا عليهم وهم في الصلاة ، أي تلاوموا على ترك الفرصه. والذمرة كزنخة: الصوت. والذيمري، بضم الميم: الرجل الحديد الطبع العلق، ككتف، يتعلق بالأمور ويعانيها. ومن المجاز، يقال للأمر. إذا اشتد: بلغ المذمر، كمعظم، كقولهم بلغ المخنق.
ومما يستدرك عليه: عن أبي عمرو: الذمار بالكسر: الحرم، والأهل، والحوزة. والحشم والأنساب، ويفتح. وفي حديث الفتح حبذا يوم الذمار ، يريد الحرب، وقيل: الهلاك. وقيل: الغضب. كذا في التوشيح. وذمار: اسم فعل كنزال، من ذمرت الرجل، إذا حرضته على الحرب، استدركه شيخنا نقلا عن السهيلي في الروض. وذومر: اسم، عن ابن دريد.

ذ م ق ر
اذمقر اللبن وامذقر، إذا تفلق وتقطع. والأول أعرف، وكذلك الدم، كذا في اللسان.

ذ و ر

صفحة : 2871

الذور، بالضم: التراب. والذورة، بهاء: قدام حوصلة الطائر يحمل فيها الماء، ج، ذور، كصرد. وذرته أذوره، متعديا بنفسه، وأذرته، بالهمزة، أي ذعرته وخوفته، قال الصغاني: والأصل الهمز. يقال: ما أعطاه ذورورا، كسفرجل، أي شيئا قليلا، وكذلك حورورا وحبربرا. وذورة: ع بناحية حرة بنى سليم، وهو جبل، وقيل: واد مفرغ على نخل.

ومما يستدرك عليه: رجل مذوراني، أي مذعور.

ذ ه ر
ذهر فوه، كفرح: اسودت أسنانه، فهو ذهر وكذلك نور الحوذان إذا اسود، قال:

كأن فاه ذهر الحوذان والحوذان: نبت معروف.

ذ ي ر
الذيار، ككتاب: الذئار، أي هما لغتان، بالياء وبالهمز، وهو البعر، وقيل: البعر الرطب يضمد به الإحليل وأخلاف الناقة ذات اللبن. وذير الأطباء تذييرا: لطخها بالذيار: البعر الرطب لكيلا يرضعها الفصيل. وأنشد الليث:

غدت وهي محشوكة حافل     فراح الذيار عليها صحيحا وذير الناقة: صرها لئلا يؤثر فيها التوادي، أي من الصرار، جمع تودية، وهي الخشبة التي يشد بها خلف الناقة، أو لكيلا يرضعها الفصيل، حكاه اللحياني. وأنشد الكسائي:

قد غاث ربك هذا الخلق كلهـم      بعام خصب فعاش الناس والنعم
وأبهلوا سرحهم من غير تـودية    ولا ذيار ومات الفقر والعـدم

أو السرقين قبل الخلط بالتراب يسمى خثة، بضم الخاء المعجمة وتشديد المثلثة، فإذا خلط فهو ذيرة، بالكسر، فإذا طلى به على الأطباء فهو ذيار. وهذا التفصيل عن الليث. وذاره يذاره: كرهه، والأشبه أن يكون هذا واويا، فالمناسب ذكره في ذور. وذير فوه تذييرا: اسودت أسنانه، قاله الليث.