الباب العاشر: باب الراء - الفصل الحادي عشر: فصل الزاي مع الراء : الجزء الأول

فصل الزاي مع الراء
الجزء الأول

ز أ ر
الزأر والزئير: صوت الأسد من صدره، كالتزؤر، على تفعل. قيل لابنة الخس: أي الفحال أحمد? قالت: أحمر ضرغامة، شديد الزئير، قليل الهدير، وفي الحديث: فسمع زئير الأسد. قال ابن الأثير: الزئير: صوت الأسد في صدره .

وقد زأر كضرب ومنع وسمع يزئر ويزأر زأرا وزئيرا: صاح وغضب، وقد ذكر الجوهري الأولى والثانية، والثالثة نقلها الصغاني، وكذلك تزأر الأسد. وأزأر، فهو زائر وزئر، ككتف، ومزئر، كمحسن. قال الشاعر:

ما مخدر حرب مستأسد أسد     ضبارم خادر ذو صولة زئر ومن المجاز: زأر الفحل ردد صوته في جوفه ثم مده، وقيل زأر الفحل في هديره يزئر، إذا أوعد. قال رؤبة:

يجمعن زأرا وهديرا محضا والزأرة: الأجمة، أصله الهمزة يقال: أبو الحارث مرزبان الزأرة، أي رئيس الأجمة ومقدمها. والزأرة: كورة بالصعيد. والزأرة: بأطرابلس الغرب منها إبراهيم الزاري، هكذا ضبطه السلفي. الزأرة: كبيرة بالبحرين لعبد القيس وبها عين معروفة يقال لها عين الزأرة، قاله أبو منصور، وقيل: مزربان الزأرة كان منها، وله حديث معروف.

ومما يستدرك عليه: زأرة: حي من أزد السراة. وقال ابن الأعرابي: الزئر من الرجال: الغضبان المقاطع لصاحبه. وقال أبو منصور: الزاير: الغضبان وأصله الهمز يقال زأر الأسد فهو زائر، ويقال للعدو زائر، وهم الزائرون. وقال عنترة:

حلت بأرض الزائرين فأصبحت     عسرا علي طلابها ابنة مخرم قال بعضهم: أراد أنها حلت بأرض الأعداء. وقال ابن الأعرابي: الزائر: الغضبان، بالهمز، والزاير: الحبيب. قال: وبيت عنترة يروى بالوجهين، فمن همز أراد الأعداء، ومن لم يهمز أراد الأحباب. وسمع زئير الحرب فطار إليها، وهو مجاز. ولفلان زأرة عامرة. وهو في زأرته: في بستانه. وتركته في زأرة من الإبل أو الغنم: في جماعة كثيفة منها، كالأجمة، وهو مجاز.

ز أ ب ر

صفحة : 2873

الزئبر: كضئبل أي بكسر الأول والثالث، وقد تضم الباء، وهذه عن ابن جني، وقد ذكرهما ابن سيده، أو هو لحن غير مسموع، أي ضم الباء، وفي نسخة شيخنا، أو هي أي الكلمة أو اللغة. قال شيخنا: وقد أثتها في ضبل دون تعقب، وجعلهما من النظائر والأشباه، وبسط الكلام فيه العلم السخاوي في سفر السعادة: ما يظهر من درز الثوب، وقال بعضهم: هو ما يعلو الثوب الجديد مثل ما يعلو الخز. وقال أبو زيد: زئبر الثوب وزغبره. وقال الليث: الزئبر بضم الباء: زئبر الخز والقطيفة والثوب ونحوه. ومنه اشتق ازبئرار الهر، إذا وفى شعره وكثر، كالزوبر، كجوهر. والزؤبر، كقنفذ، مهموزا. وقد زأبر الثوب: صار له زئبر. وزأبره: أخرج زئبره، فهو مزأبر ومزأبر، الرجل مزأبر، والثوب مزأبر. ويقال: أخذه بزأبره، أي أجمع. وفي المحكم: أي بجميعه، وكذلك بزغبره وبزبره وبزوبره، وسيأتي قريبا: وقال الصغاني: كساء مزيبر ومزوبر، لغتان في مزأبر ومزأبر، عن الفراء.

ز ب ر
الزبر: القوى الشديد من الرجال. وهو مكبر الزبير: وفي حديث صفية بنت عبد المطلب:

كيف وجدت زبرا
أأقطا وتمرا
أو مشمعلا صقرا

كالزبر، كطمر، وهذه عن أبي عمرو. وقال أبو محمد الفقعسي:

أكون ثم أسدا زبرا من المجاز: الزبر العقل والرأي والتماسك. وماله زبر، أي ماله رأي. وقيل: ماله عقل وتماسك. وهو في الأصل مصدر. وماله زبر، وضعوه على المثل، كما قالوا: ماله جول وفي الحديث الفقير الذي لا زبر له ، أي عقل يعتمد عليه.

الزبر: الحجارة. الزبر: طيء البئر بها، أي بالحجارة، يقال: بئر مزبورة. وزبر البئر زبرا: طواها بالحجارة وقد ثناه بعض الإغفال وإن كان جنسا فقال:

حتى إذا حبل الدلاء انحلا     وانقاض زبرا حاله فابتلا

صفحة : 2874

الزبر: الكلام. هكذا هو موجود في سائشر أصول الكتاب. ولم أجد له شاهدا عليه، فلينظر. والزبر: الصبر. يقال: ماله زبر ولا صبر، قال ابن سيده: هذه حكاية ابن الأعرابي. قال: وعندي أن الزبر هنا العقل. والزبر: وضع البنيان بعضه على بعض. والزبر: الكتابة. يقال: زضبر الكتاب يزبره ويزبره زبرا: كتبه. قال الأزهري. وأعرفه النقش في الحجارة. وقال بعضهم: زبرت الكتاب إذا أتقنت كتابته. كالتزبرة. قال يعقوب: قال الفراء: ما أعرف تزبرني، فإما أن يكون مصدر زبر أي كتب. قال ولا أعرفها مشددة. وإما أن يكون اسما كالتنبيه لمنتهى الماء. والتودية للخشبة التي يشد بها خلف الناقة، حكاها سيبويه، وقال أعرابي. لا أعرف تزبرتي، أي كتابتي وخطي. والزبر: الانتهار. يقال: زبره عن الأمر زبرا: انتهره. وفي الحديث: إذا رددت على السائل ثلاثا فلا عليك أن تزبره أي تنتهره وتغلظ له في القول والرد. والزبر: الزجر والمنع والنهى. يقال: زبره عن الأمر زبرا، نهاه ومنعه، وهو مجاز، لأن من زبرته عن الغي فقد أحكمته، كزبر البئر بالطي، يزبر، بالضم ويزبر، بالكسر، في الثلاثة الأخيرة، الكسر عن الكسائي في معنى المنع، أي النهى والمنع والانتهار، وهذا التخصيص يخالف ما في الأمهات من أن الزبر بمعنى النهى والانتهار مضارعه يزبر، بالضم فقط، وبأن الزبر بمعنى الكتابة يستعمل مضارعه بالوجهين، كما تقدم، إلا أن يجاب عن الأخير بأن المراد بالثلاثة الكتابة والانتهار والمنع، وأما النهي ففي معنى الانتهار ليس بزائد عنه، وفيه تأمل. والزبر، بالكسر: المكتوب ج زبور، بالضم، كقدر وقدور و، ومنه قرأ بعضهم: وآتضينا داوود زبورا . قلت: هو قراءة حمزة.

وفي حديث أبي بكر رضي الله عنه: أنه دعا في مرضه بدواة ومزبر، فكتب اسم الخليفة بعده المزبر، كمنبر: القلم، لأنه يكتب به. والزبور، بالفتح: الكتاب، بمعنى المزبور، ج زبر، بضمتين كرسول ورسل، وإنما مثلته به لأن زبورا ورسولا في معنى مفعول، قال لبيد:

وجلا السيول عن الطلول كأنها     زبر تخد متونها أقـلامـهـا

صفحة : 2875

وقد غلب الزبور على كتاب داوود، عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام، وكل كتاب زبور، قال الله تعالى ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر ، قال أبو هريرة. الزبور: ما أنزل على داوود، من بعد الذكر: من بعد التوراة. وفي البصائر للمصنف: وسمي كتاب داوود زبورا، لأنه نزل من السماء مسطورا. والزبور: الكتاب المسطور. وقيل هو كل كتاب يصعب الوقوف عليه من الكتب الإلهية. وقيل: هو اسم للكتاب المقصور على الحكمة العقلية دون الأحكام الشرعية والكتاب لما يتضمن الأحكام. وقرأ سعيد ابن جبير في الزبور وقال: الزبور: التوراة والإنجيل والقرآن. قال: والذكر: الذي في السماء. وقيل: الزبور فعول بمعنى مفعول، كأنه زبر أي كتب. والزبرة، بالضم: هنة ناتئة من الكاهل، وقيل: هو الكاهل نفسه. يقال: شد للأمر زبرته، أي كاهله وظهره. وهو أزبر ومزبر، هكذا كأحمد ومحسن في سائر الأصول وهو وهم، والصواب: وهو أزبر ومزبراني أي عظيمها أي الزبرة زبرة الكاهل. يقال: أسد أزبر ومزبراني، والأنثى زبراء، وسيأتي في المستدركات. والزبرة: القطعة من الحديد الضخمة، ج زبر، كصرد وزبر، بضمتين. قال الله تعالى: آتوني زبر الحديد وقوله تعالى: فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا أي قطعا. قال الفراء في هذه الآية: من قرأها بفتح الباء أراد قطعا. مثل قوله تعالى: آتوني زبر الحديد ، قال: والمعنى في زبر وزبر واحد، ومثله قال الجوهري. وقال ابن بري: من قرأ زبرا فهو جمع زبور لا زبرة لأن فعلة لا تجمع على فعل، والمعنى: جعلوا دينهم كتبا مختلفة. ومن قرأ زبرا، وهي قراءة الأعمش، فهي جمع زبرة، فالمعنى تقطعوا قطعا. قال: وقد يجوز أن يكون جمع زبور، وقد تقدم. وأصله زبر ثم أبدل من الضمة الثانية فتحة، كما حكى بعض أهل اللغة أن بعض العرب يقول في جمع جديد: جدد، وأصله وقياسه جدد، كما قالوا: ركبات وأصله ركبات، مثل غرفات، وقد أجازوا غرفات أيضا، ويقوي هذا أن ابن خالويه حكى عن أبي عمرو أنه أجاز أن يقرأ زبرا وزبرا وزبرا، فزبرا بالإسكان هو مخفف من زبر كعنق مخفف من عنق. وزبر بفتح الباء مخفف أيضا من زبر، برد الضمة فتحة، كتخفيف جدد من جدد. هذا وقد فات المصنف جمع الزبرة بمعنى الكاهل، قالوا: يجمع على الأزبار، وأنشدوا قول العجاج:

بها وقد شدوا لهضا الأزبارا وأنكره بعضهم وقالوا: لا يعرف جمع فعلة على أفعال، وإنما هو جمع الجمع كأنه جمع زبرة على زبر وجمع، زبرا على أزبار، ويكون جمع زبرة على إرادة حذف الهاء. والزبرة: الشعر المجتمع بين كتفي الأسد وغيره، كالفحل. وقال الليث: الزبرة: شعر مجتمع على موضع الكاهل من الأسد وفي مرفقيه، وكل شعر يكون كذلك مجتمعا فهو زبرة. وزبرة الحداد: السندان. ومن المجاز: الزبرة: كوكب من المنازل، على التشبيه بزبرة الأسد. قال ابن كناسة: من كواكب الأسد الخراتان، وهما كوكبان نيران بكاهلي الأسد، بينهما قدر سوط ينزلهما القمر، وهي يمانية. والأزبر: المؤذي، نقله الصاغاني. وزبراء: بقعة قرب: تيماء، نقله الصاغاني.

صفحة : 2876

وزبراء: جارية سليطة كانت للأحنف بن قيس التميمي المشهور في الحلم، وكانت إذا غضبت قال الأحنف: هاجت زبراء، فصارت مثلا لكل أحد حتى يقال لكل إنسان إذا هاج غضبه: هاجت زبراؤه. وفاته: زبراء: مولاة بني عدي، عن حفصة، وزبراء مولاة علي، عنه. والزبراء بنت شن، في نسب قضاعة. وزبران، محركة: ة، بالجند من اليمن. منها زيد بن عبد الله الفقيه الزبراني. وزبار بن ميسور الفتح. والزبير، بضم الزاي وفتح الباء، - ولو قال: مصغرا، أو اقتصر على قوله بالضم كان أخصر، كما هو عادته - ابن العوام أبو عبد الله القرشي الأسدي، حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم، قتله عمير بن جرموز بغيا وظلما. وقد ألفت في نسب ولده كراسة لطيفة. والزبير بن عبد الله الكلابي، أدرك الجاهلية، ويقال: إنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم. والزبير بن عبيدة الأسدي، من المهاجرين، قديم الإسلام، ذكره ابن إسحاق. والزبير بن أبي هالة، روى وائل بن داوود عن البهي عنه، صحابيون. والزبير، كأمير: الداهية، قاله الفراء، كالزوبر. وأنشد لعبد الله ابن همام السلولي:

وقد جرب الناس آل الزبـير     فلاقوا من آل الزبير الزبيرا والزبير: اسم الجبل الذي كلم الله تعالى عليه سيدنا موسى عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام، وقد أجمع المفسرون على أن جبل المناجاة هو الطور. قال شيخنا وقد يقال: لا منافاة، فتأمل. قلت: وقد جاء ذكره في الحديث، وكأنه اسم لموضع معين من الطور، وهو الذي وقع عليه التجلي فاندك ولم يبق له أثر. وأما الطور فإنه اسم للجبل كله، وهو باق هائل، وحينئذ لا منافاة، ولا أدري ما وجه التأمل في كلام شيخنا، فلينظر. والزبير: الحمأة، نقله الصاغاني. والزبير بن عبد الله الشاعر، وجده الزبير أيضا، فهو الزبير ابن عبد الله بن الزبير. وعبد الله والد هذا هو القائل لعبد الله بن الزبير بن العوام لما حرمه من العطاء: لعن الله ناقة حملتني إليك. فقال له سيدنا عبد الله: إن وراكبها أي إن الله لعن الناقة وراكبها. فاكتفى. والزبير: ع بالبادية قرب الثعلبية، نقله الصغاني. والزبير: الشيء المكتوب، فعيل بمعنى المفعول.

صفحة : 2877

وعبد الرحمن بن الزبير، كأمير بن باطئ: صحابي، قال ابن عبد البر: هو ابن الزبير ابن باطيا القرظي. واختلف في الزبير بن عبد الرحمن، فقيل: هو بالفتح كجده، وقيل: مصغر، وهو الذي جزم به البخاري في التاريخ، قاله شيخنا. قلت: وقد راجعت تاريخ البخاري فوجدت فيه كما قاله شيخنا مضبوطا بضبط القلم قال: وروى عنه مسور بن رفاعة المدني، ونقل شيخنا عن علامة الدنيا الحفيد بن مرزوق: الزبير، بالفتح، في اليهود، وفي غيرهم من أنواع العرب بالضم، قال: ونقل قريبا منه ابن التلمساني في شرح الشفاء. قلت: ولم يبينا وجه ذلك، ولعله تبركا باسم الجبل الذي وقع عليه الكلام لنبيهم سيدنا موسى عليه السلام. والزبيرتان، بالفتح: ماءتان لطهية من أطراف أخازم جفاف، حيث أفضى في الفرع، وهو أرض مستوية. وقال أبو عبيدة معمر بن المثنى: هما ركيتان. ونقله عنه السيوطي في المزهر في الأسماء التي استعملت مثنى. وزوبر، كجوهر: اسم فرس مطير بن الأشيم الأسدي، وهي لا تنصرف للعلمية والتأنيث. وقال أبو عبيدة وأبو الندى. هي فرس الجميح بن - هكذا في النسخ والصواب أن الجميح هو - منقذ بن الطماح الأسدي. وفرس أخيه عرفطة بن الطماح الأسدي، نقله الصاغاني هنا هكذا، وسيأتي له في زرة أن الجميح هو ابن منقذ، كما هنا للمصنف، فانظره. ويقال: أخذه بزوبره، وزأبره، بفتح الموحدة فيهما وزبره، محركة، وزبوبره، كصنوبر، هكذا في سائر الأصول بباءين موحدتين، والصواب: زنوبره بالنون بعد الزاي، كما سيأتي، وكذا زغبره، أي أجمع، فلم يدع منه شيئا. قال ابن أحمر:

وإن قال غاو من معد قصيدة     بها جرب عدت علي بزوبرا أي نسبت إلي بكمالها ولم أقلها. قال ابن جني: سألت أبا علي عن ترك صرف زوبر هنا فقال: علقه علما على القصيدة، فاجتمع فيه التعريف والتأنيث، كما اجتمع في سبحان التعريف وزيادة الألف والنون. ورجع بزوبره، إذا جاء خائبا لم يصب شيئا ولم يقض حاجته. وزوبر الثوب، كجوهر، وزؤبره بضمتين: زئبره، وهو ما يعلو الثوب الجديد كما يعلو الخز، وقد تقدم. وعن ابن الأعرابي: يقال أزبر الرجل، إذا عظم جسمه. وأزبر، إذا شجع. وازبأر الكلب: تنفش. قال المرار بن منقذ الحنظلي يصف فرسا:

فهو ورد اللون في ازبئراره    وكميت اللون ما لم يزبـئر وازبأر الشعر: انتفش: قال امرؤ القيس:

لها ثنن كخوافي العقـا     ب سود يفين إذا تزبئر.

صفحة : 2878

وازبأر النبت والوبر: طلعا ونبتا. وازبأر الرجل للشر: تهيأ. وقيل: اقشعر. وفي حديث شريح: إن هي هرت وازبأرت فليس لها أي اقشعرت وانتفشت. وزوبر الثوب فهو مزوبر ومزيبر إذا علاه الزئبر، لغتان في مزأبر ومزأبر، عن الفراء، نقله الصاغاني. وأبو زبر، بفتح فسكون، عبد الله بن العلاء بن زبر بن عطارف الربعي العبدي الدمشقي من تابعي التابعين عن القاسم بن محمد وسالم بن عبد الله بن عمر، وعنه ابنه إبراهيم والوليد بن مسلم، وابن أخيه القاضي. وأبو محمد عبد الله بن أحمد بن ربيعة بن سلمان بن خالد ابن عبد الرحمن بن زبر، ثقة، عن يونس الكديمي وغيره. وحارثة وحصن ابنا قطن بن زابر، ككاتب، صحابيان من بني كلب، يقال: كتب النبي صلى الله عليه وسلم كتابا لحارثة. ويقال في أخيه حصن: حصين، مصغرا. وأبو عبد الله محمد بن زياد بن زبار، كشداد، الزباري الكلبي، نسبة إلى جده المذكور، أخباري بغدادي، عن الشرقي بن القطامي، وعنه أحمد بن منصور الرمادي، كثير الرواية للشعر، غير ثقة، قاله ابن الأثير. ويقال في زبار هذا: زبور أيضا، وهكذا نسبه بعضهم.

ومما يستدرك عليه: زبرته وذبرته: قرأته، قاله الأصمعي، ونقله الفاكهي في شرح المعلقات. وإذا انحرفت الريح ولم تستقم على مهب واحد، قيل: ليس لها زبر، على التشبيه. قال ابن أحمر:

ولهت عليه كل معصفة    هوجاء ليس للبها زبر شبهها بالناقة الهوجاء التي كأن بها هوجا من سرعتها. والزبرة، بالضم: الصدرة من كل دابة. والمزبراني: الأسد، قاله ابن سيده، وأنشد قول أوس بن حجر.

ليث عليه من البردي هبرية    كالمزبراني عيال بأوصال هكذا فسره بعضهم، وقال خالد ابن كلثوم: المزبراني: صفة للأسد. وقال ابن سيده: وهذا خطأ، وإنما الرواية: كالمرزباني. وكبش زبير. كأمير: عظيم الزبرة وقيل: مكتنز. وقال الليث: أي ضخم. وقد زبر كبشك زبارة، أي ضخم، وقد أزبرته أنا إزبارا. والزبير، كأمير: الشديد من الرجال، وهو أيضا الظريف الكيس. والزبارة بالضم: الخوصة حين تخرج من النواة، قاله الفراء. وعن محمد بن حبيب: الزوبر: الداهية، وبها فسر بعضهم قول ابن أحمر:

وإن قال غاو من تنوخ قصيدة    بها جرب عدت علي بزوبرا وتنحله الفرزدق فقال:
إذا قال غاو من معد قصـيدة   بها جرب كانت علي بزوبرا وقال ابن بري: زوبر: اسم علم للكلبة مؤنث، وأنشد قول ابن أحمر السابق. قال: ولم يسمع بزوبر هذا الاسم إلا في شعره، كالماموسة علم على النار، والبابوس لحوار الناقة، والأرنة لما يلف على الرأس. ومزبر، كمحدث: اسم. وزوبر: قرية بمصر، وقد دخلتها. ويقال: تزبر الرجل، إذا انتسب إلى الزبير، كتقيس. قال مقاتل بن الزبير:

وتزبرت قيس كأن عـيونـهـا     حدق الكلاب وأظهرت سيماها

صفحة : 2879

وتزبر الرجل: اقشعر من الغضب. وزبر الجبل، محركة: حيده. وزبر القربة: ملأها. وزبرت المتاع: نفضته. وجز شعره فزبره: لم يسوه، وكان بعضه أطول من بعض. وذهبت الأيام بطراءته. ونقضت زئبره، إذا تقادم عهده، وهو مجاز. وزبارة، بالضم: لقب محمد بن عبد الله بن الحسن بن علي بن الحسين العلوي، لأنه كان إذا غضب قيل: زبر الأسد، وهو بطن كبير. منهم أبو علي محمد بن أحمد بن محمد شيخ العلويين بخراسان، وابن أخيه أبو محمد يحيى بن محمد بن أحمد، فريد عصره. وزبر كصرد: بطن من بني سامة بن لؤي، وهو ابن وهب بن وثاق. وأبو أحمد محمد بن عبيد الله الزبيري إلى جده الزبير بن عمر بن درهم الأسدي الكوفي، عن مالك ابن مغول، وعنه أبو خيثمة والقواريري. وبأصبهان زبيريون ينتسبون إلى الزبير بن مشكان جد يونس بن حبيب.

ز ب ت ر
الزبنتر، كغضنفر، أهمله الجوهري، وقال ابن السكيت: هو الرجل القصير، وأنشد:

تمهجروا وأيما تمهـجـر
وهم بنو العبد اللئيم العنصر
ما غرهم بالأسد الغضنفر
بني استها والجندع الزبنتر

وقيل: الزبنتر: القصير الملزز الخلق. والرجل المنكر في قصر، قاله ابن السكيت. والزبنتر: الداهية، كالزبنترى كقبعثرى، عن ابن دريد. وعنه أيضا: يقال: مر فلان يتزبتر علينا، هكذا بالموحدة بعد الزاي، أي مر متكبرا. والزبنترة: التبختر. وذكره الأزهري في التهذيب في الخماسي.

ز ب ط ر
زبطرة، كقمطرة، أهمله الجوهري والصاغاني وصاحب اللسان، وهو اسم د، بين ملطية وسميساط من ثغور الروم. وهو اسم بنت للروم بن اليقن ابن سام بن نوح، جد الروم، وهي التي بنتها، هكذا في سائر الأصول، والصواب بنته، أي فسمي باسمها، هكذا ذكره، ولم يذكر أحد من أئمة النسب في ولد سام اليقن هذا، وأما الروم فمن ولد يونان بن يافث، على ما ذكره النمري النسابة، فلينظر.

ز ب ع ر
الزبعرى، بكسر الزاي وفتح الباء والراء، وضبطه الحافظ بن حجر في الإصابة بكسر الموحدة: السيء الخلق الشكسه، قاله الفراء. قال الأزهري: وبه سمي ابن الزبعرى الشاعر. والزبعرى: الغليظ الضخم، ويفتح، وحينئذ فألفه ملحقة له بسفرجل، وهي بهاء. وأذن زبعراة وزبعراة: غليظة كثيرة الشعر. قال الأزهري: ومن آذان الخيل زبعراة، وهي التي غلظت وكثر شعرها. وفي الصحاح: الزبعري الكثير شعر الوجه والحاجبين واللحيين، قاله أبو عبيدة، وجمل زبعرى كذلك. وفي الروض الأنف للسهيلي: الزبعرى: البعير الأزب الكثير شعر الأذنين مع قصر، قاله الزبير. والزبعري والزبعر، كجعفري وجعفر: شجرة حجازية طيبة الرائحة. والزبعرى: أنثى التماسيح، أو دابة تحمل بقرنها الفيل، قيل إنها الكركدن، وقيل: نوع تشبهه. والزبعرى بن قيس بن عدي: والد عبد الله الصحابي القرشي السهمي الشاعر، أم عبد الله هذا عاتكة الجمحية، وكان من أشعر قريش، كضرار بن الخطاب، أسلم بعد الفتح وحسن إسلامه وانقرض. و الزبعر، كجعفر ودرهم: نبت طيب الرائحة، قاله ابن دريد وأنشد:

كالضيمران تلفه بالزبعر

صفحة : 2880

والزبعر والزبعري كجعفر وجعفري: ضرب من المرو، وليس بعريض الورق، وما عرض ورقه منه فهو ماحوز. والزبعري، كهرقلي: ضرب من السهام منسوب، نقله الصاغاني والمزبعر، مثال مزمهر: المتغضب، نقله ابن دريد وقال: ليس بثبت.

ز ب غ ر
الزبغر، كدرهم، وضبطه غير واحد كجعفر، لغة في المهملة، وهو المرو الدقاق الورق، أو هي الصواب، وإهمال العين خطأ، ويقال: هو الذي يقال له مرو ماحوز. وأما أبو حنيفة فإنه قال: إنه الزغبر بتقديم الغين على الباء، وقد أهمله الجوهري والصاغاني.

ز ج ر
زجره عنه يزجره زجرا: منعه ونهاه وانتهره، كازدجره، كان في الأصل ازتجر، فقلبت التاء دالا لقرب مخرجيهما، واختيرت الدال، لأنها أليق بالزاي من التاء. فانزجر وازدجر، وضع الازدجار موضع، الانزجار، فيكون لازما. وحيث وقع الزجر في الحديث فإنما يراد به النهى. وهو مزجور ومزدجر. وزجر الكلب والسبع، وزجر به: نهنهه. من المجاز: زجر الطير يزجره زجرا: تفاءل به فتطير، فنهره ونهاه، كازدجره، قال الفرزدق:

وليس ابن حمراء العجان بمفلتيولم يزدجر طير النحوس الأشائم وقال الليث: الزجر: أن تزجر طائرا أو ظبيا سانحا أو بارحا فتطير منه، وقد نهي عن الطيرة. وزجر البعير حتى ثار ومضى، يزجره زجرا: ساقه وحثه بلفظ يكون زجرا له، وهو للإنسان كالردع، وقد زجره عن السوء فانزجر. وزجرت الناقة بما في بطنها زجرا: رمت به ودفعته. ومن المجاز: الزجر: العيافة، وهو يزجر الطير: يعيفها وأصله أن يرمي الطير بحصاة ويصيح، فإن ولاه في طيرانه ميامنه تفاءل به، أو مياسره تطير، كذا في الأساس. وهو ضرب من التكهن، يقول إنه يكون كذا وكذا. وفي الحديث: كان شريح زاجرا شاعرا . وقال الزجاج: الزجر للطير وغيرها التيمن بسنوحها، والتشاؤم ببروحها، وإنما سمي الكاهن زاجرا لأنه إذا رأى ما يظن أنه يتشاءم به زجر بالنهي عن المضي في تلك الحاجة برفع صوت وشدة، وكذلك الزجر للدواب والإبل والسباع. والزجر، بالفتح كما هو مقتضى سياقه، وضبطه الصغاني بالتحريك: سمك عظام صغار الحرشف، ويحرك، ج زجور، هكذا تتكلم به أهل العراق. قال ابن دريد: ولا أحسبه عربيا. وبعير أزجر، وأرجل، وهو الذي في فقاره، أي فقار ظهره انخزال من داء أو دبر. وفي البصائر للمصنف: الزجر: طرد بصوت، ثم يستعمل في الطرد تارة وفي الصوت أخرى. وقوله تعالى فالزاجرات زجرا أي الملائكة التي تزجر السحاب، أي تسوقه سوقا، وهو مجاز. وقوله تعالى: ولقد جاءهم من الأنباء ما فيه مزدجر أي طرد ومنع من ارتكاب المآثم. وقوله تعالى: وقالوا مجنون وازدجر أي طرد. وفي الصحاح: الزجور، كصبور: الناقة التي تعرف بعينها وتنكر بأنفها، أو هي التي لا تدر حتى تزجر وتنهر، وهو مجاز، وقيل: هي التي تدر على الفصيل إذا ضربت، فإذا تركت منعته و قال ابن الأعرابي: الزجور: الناقة العلوق قال الأخطل:

والحرب لاقحة لهن زجور وهي التي ترأم بأنفها وتمنع درها، ويوجد هنا في بعض النسخ: العلوف بالفاء، والذي نص عليه ابن الأعرابي في النوادر العلوق، بالقاف.

ومما يستدرك عليه:

صفحة : 2881

ذكر الله مزجرة للشيطان ومدحرة، وهو مجاز. قال سيبويه: وقالوا هو مني مزجر الكلب أي بتلك المنزلة، فحذف وأوصل، قال الزمخشرى: وهو مجاز. وكررت على سمعه المواعظ والزواجر. وقال الشاعر:

من كلان لا يزعم أني شاعر     فليدن مني تنهه المزاجـر عنى الأسباب التي من شأنها أن تزجر، كقولك: نهته النواهي. وكفى بالقرآن زاجرا، وهو مجاز. وفي حديث ابن مسعود من قرأ القرآن في أقل من ثلاث فهو زاجر . من زجر الإبل يزجرها، إذا حثها وحملها على السرعة، والمحفوظ راجز، وسيذكر في محله. وفي حديث آخر: فسمع وراءه زجرا ، أي صياحا على الإبل وحثا، قال الأزهري: وزجر البعير: أن يقال له حوب، والناقة حل. وتزاجروا عن المنكر. وزجر الراعي الغنم: صاح بها، وهو مجاز. وزاجر بن الهيثم، وزاجر بن الصلت: محدثان. ترجم لهما البخاري في التاريخ.

ز ح ر
الزحير، كأمير، والزحار والزحارة، بضمهما: إخراج الصوت أو النفس بأنين عند عمل أو شدة، وسمعت له زفيرا وزحيرا. أو الزحير: استطلاق - كذا في الصحاح وفي الأساس: انطلاق - البطن بشدة، وكذلك الزحار، بالضم. الزحير: تقطيع في البطن يمشي دما.

ورجل مزحور: به زحير. والفعل زحر، كجعل وضرب يزحر ويزحر، زحيرا، كالتزحر والتزحير. ويقال: زحرت به أمه، وتزحرت عنه، إذا ولدته، قال الشاعر:

إني زعيم لـك أن تـزحـري     عن وارم الجبهة ضخم المنخر هكذا أنشده الليث. وقال ابن دريد:

عن وافر الهامة عبل المشفر وزحر بن قيس، قال: خرجت حين أصيب علي رضي الله عنه، إلى المدائن، فكان أهله بها، قاله محمد بن أبي بكر، عن أبي محصن، عن الشعبي. زحر بن حصن، سمع جده حميد بن منهب. روى عنه زكريا بن يحيى بن عمر بن حصن الطائي. وزحر بن الحسن: محدثون. الأخير سمع عبد العزيز بن حكيم، سمع منه ابن المبارك ووكيع، هو الحضرمي الكوفي، وهؤلاء الثلاثة في تاريخ البخاري، ونقلته منه كما ترى. وزحر، كزفر، وزحران مثل سكران: البخيل يئن عند السؤال كالزحار، بالفتح والتشديد، وأنشد الفراء:

أراك جمعت مسألة وحرصا     وعند الفقر زحارا أنـانـا قال ابن بري: أنانا مصدر أن يئن أنينا وأنانا، كزحر يزحر زحيرا وزحارا. وقد زحر، كعني، فهو مزحور، حكاه اللحياني. والزحار، كغراب: داء للبعير يأخذه فيزحر منه حتى ينقلب سرمه فلا يخرج منه شيء. ومن المجاز: زاحره: عاداه وانتفخ له. وزحره بالرمح: شجه به. قال ابن دريد: ليس بثبت. وزحر البخيل: سئل فاستثقل السؤال فأن لذلك. والتزحير: أن يهلك ولد الناقة فيما بين منتجه وبين شهر أقصاه فتجعل كرة في مخلاة وتدخلها في حيائها وتتركها ليلة وقد سددت أنفها ثم تسل الكرة وقد أعددت حوارا آخر فتريها الحوار والأنف مسدود بعد فتحسب أنه ولدها وأنها نتجته ساعتئذ فتحل أنفها وتدنيه فترأمه وتعطف عليه وتدر اللبن. وقد زحرتها تزحيرا.

ومما يستدرك عليه: هو يتزحر بماله شحا، كأنه يئن ويتشدد. والزحرة كالزفرة.

ز ح م ر
زحمر القربة: ملأها، أهمله الجوهري وصاحب اللسان، ونقله الصغاني.

ز خ ر

صفحة : 2882

زخر البحر، كمنع، يزخر زخرا، بفتح فسكون، وزخورا، بالضم، وزخيرا، الأخير من الأساس، وتزخر: طما وتملأ. فيه لف ونشر مرتب. وزخر الوادي زخرا. مد جدا وارتفع، فهو زاخر، وقال أبو عمرو: ويقال للوادي إذا جاش مده وطمى سيله زخر يزخر زخرا. وقيل إذا كثر ماؤه وارتفعت أمواجه. وفي حديث جابر فزخر البحر، أي مد وكثر ماؤه وارتفعت أمواجه ويقال: فلان بحر زاخر، وبدر زاهر، وهو من البحور أزخرها، ومن البدور أزهرها. ورأيت البحار فلم أر أغلب منه زخرة، والجبال فلم أر أصلب منه صخرة. وزخر الشيء زخرا: ملأه. قلت: ويمكن أن يؤخذ منه قول المصنف السابق: زخمر القربة: ملأها، على أن الميم زائدة، والصواب ذكره هنا، فتأمل. وزخر القوم: جاشوا: لنفير أو حرب، قال أبو عمرو: وإذا جاش القوم للنفير قيل: زخروا. زخرت القدر والحرب نفسها: جاشتا، تزخران زخرا. أما شاهد الأول:

فقـدوره بـفـنــائه    للضيف مترعة زواخر  وأما شاهد الثاني:

إذا زخرت حرب ليوم عظـيمة    رأيت بحورا من نحورهم تطمو وزخر النبات: طال وقال الأصمعي: زخر الرجل بما عنده وفخر، واحد، وعبارة الأساس: بما ليس عنده، كتزخور وقيل: تزخور، إذا تكبر وتوعد. وزخر فلان الرجل: أطربه. وزخر العشب المال: سمنه وزينه. وزخر الدق: أذراه في الريح بالمذراة. وقال أبو تراب. سمعت مبتكرا يقول: زاخره فزخره، وفاخره ففخره، واحد. ونبات زخور، كجعفر، وزخوري، بياء النسبة، وزخاري، بالضم: تام ريان ملتف قد خرج زهره. وعن أبي عمرو: الزاخر: الشرف العالي. وفي الأساس الزاخر: الجذلان والزخرى، ككردي: الطويل من النبات وغيره.

ويقال: مكان زخاري النبات. زخاري النبات: زهره ونضارته. وأخذ النبات زخاريه، أي حقه من النضارة والحسن. وفي الأساس: وأخذت الأرض زخاريها إذا زخر نباتها. وأخذ النبت زخاريه. وكل أمرتم واستحكم فقد أخذ زخاريه، مثل عندهم. وتقول: النبت إذا أصاب ريه أخذ زخاريه. وقال الأصمعي: إذا التف العشب، وأخرج زهره قيل: جن جنونا وقد أخذ زخاريه. قال ابن مقبل:

ويرتعيان ليلهما قـرارا     سقته كل مدجنة هموع
زخاري النبات كأن فيه     جياد العبقرية والقطوع

وعرقه زاخر، أي هو كريم ينمى، قاله أبو عبيدة. وقيل: عرق زاخر: وافر. قال الهذلي:

صناع بإشفاها حصان بشكـرهـا     جواد بقوت البطن والعرق زاخر قال الجوهري: معناه يقال إنها تجود بقوتها في حال الجوع وهيجان الدم والطبائع. ويقال: نسبها مرتفع، لأن عرق الكريم يزخر بالكرم. وكلام زخوري: فيه تكبر وتوعد، وقد تزخور.

ومما يستدرك عليه: زخرت دجلة زخرا: مدت، عن كراع. وأرض زاخرة: أخذت زخاريها. واكتهلت زواخر الوادي: أعشابه. وبحر زخار. قال ابن دريد، زخرية، مثال هبرية: نبت تام، نقله الصغاني.

ز خ ب ر
زخبر، كجعفر: اسم رجل، هكذا نقله الصغاني وحده.
ز د ر

صفحة : 2883

أزدره، لغة في أصدره، أهمله الجوهري. وقال الأزهري: يقال: جاء فلان يضرب أزدريه وأسدريه وأصدريه، أي جاء فارغا، كذلك حكاه يعقوب بالزاي، قال ابن سيده: وعندي أن الزاي مضارعة، وإنما أصلها الصاد، وسيأتي هناك، لأن الأصدرين عرقان يضربان تحت الصدغين لا يفرد لهما واحد. وقرئ: يومئذ يزدر الناس أشتاتا وسائر القراء قرؤوا يصدر وهو الحق. قال شيخنا: أما إشمام صاده زايا فهي قراءة حمزة والكسائي. وأما قراءة الزاي الخالصة فلا أعرفها، وإن ثبتت فهي شاذة، كما أشار إليه في الناموس. وعندي أن هذه المادة لا تكاد تثبت على جهة الأصالة، والله أعلم. قلت: وقد أطال الصغاني في البحث نقلا عن سيبويه وغيره في التكملة، وأنشد قول الشاعر:

ودع ذا الهوى قبل القلى ترك ذا الهوى متين القوى خير من الصرم مزدرا

ز ر ر
الزر، بالكسر: الذي يوضع في القميص. وقال ابن شميل: الزر: العروة التي تجعل الحبة فيها. وقال ابن الأعرابي: يقال لزر القميص الزير، بقلب أحد الحرفين المدغمين، وهو الدجة. ويقال لعروته الوعلة. وقال الليث: الزر: الجويزة، التي تجعل في عروة الجيب. قال الأزهري: والقول في الزر ما قال ابن شميل: إنه العروة والحبة تجعل فيها. ج أزرار وزرور. قال ملحة الجرمي:

كأن زرور القبطرية علقت     علائقها منه بجذع مقـوم وعزاه أبو عبيد إلى عدي بن الرقاع. قال شيخنا: ثم ما ذكره المصنف من كسره هو المعروف، بل لا يكاد يعرف غيره. وما في آخر الباب من حاشية المطول أنه بالفتح كثوب أو، كقر، فيه نظر ظاهر.قلت: أما الفتح فلا يكاد يعرف، ولكن نقل عن ابن السكيت ضمه. قال في باب فعل وفعل باتفاق المعنى خلب الرجل وخلبه، والرجز والرجز، والزر والزر، وعضو وعضو والشح والشح: البخل. قال الأزهري: حسبته أراد من الزر زر القميص. قلت: ولو صح ما نقله شيخنا من الفتح كان مثلثا كما لا يخفى فتأمل. وفي حديث السائب بن يزيد في وصف خاتم النبوة أنه رأى خاتم رسول الله صلى الله عليه وسلم في كتفه مثل زر الحجلة . أراد بها جوزة تضم العروة.

وقال ابن الأثير: الزر،: واحد الأزرار التي تشد بها الكلل والستور على ما يكون في حجلة العروس، وقيل: الرواية مثل رز الحجلة بتقديم الراء على الزاي. والحجلة: القبجة. قلت: وبقول ابن الأثير هذا يظهر أن تخصيص الزر بالقميص إنما هو لبيان الغالب، وقد أشار له شيخنا. ومن المجاز: ضربه فأصاب زره. الزر: عظيم تحت القلب، كأنه نصف جوزة، وهو قوامه. وقيل: الزر: النقرة فيها تدور وابلة الكتف، وهي طرف العضد من الإنسان. وقيل: الزران: الوابلتان. وقيل: الزر: طرف الورك في النقرة، وهما زران. ومن المجاز: الزر: خشبة من أخشاب الخباء في أعلى العمود، جمعه أزرار. وقيل: الأزرار: خشبات يخرزن في أعلى شقق الخباء وأصولها في الأرض، وزرها: عمل بها ذلك. ومن المجاز: الزر: حد السيف، عن ابن الأعرابي. وقال هجرس بن كليب في كلام له: أما وسيفي وزريه، ورمحي ونصليه، وفرسي وأذنيه، لا يدع الرجل قاتل أبيه وهو ينظر إليه . ثم قتل جساسا بثأر أبيه.

صفحة : 2884

وأبو مريم زر بن حبيش بن حباشة الأسدي الكوفي ثقة مخضرم تابعي، من قرائهم. سمع عمر بن الخطاب، روى عنه إبراهيم وعاصم بن بهدلة، قاله البخاري في التاريخ. وزر بن عبد الله بن كليب الفقيمي قال الطبري: له صحبة، من أمراء الجيوش. وذو الزرين: سفيان بن ملجم. أو سفيان بن ملحج القردي، بالكسر كما ضبطه الصاغاني. ويقال: إنه لزر من أزرارها أي الإبل أي حسن الرعية لها. وقيل: إنه لزر مال، إذا كان يسوق الإبل سوقا شديدا، والأول الوجه. ورأى علي أبا ذر فقال أبو ذر له: هذا زر الدين . قال أبو العباس: معناه قوامه، كالزر، وهو العظيم الذي تحت القلب، وهو قوامه. وفي رواية أخرى في حديث أبي ذر في علي رضي الله عنهما إنه لزر الأرض الذي تسكن إليه ويسكن إليها، ولو فقد لأنكرتم الناس ، فسره ثعلب فقال: تثبت به الأرض كما يثبت القميص بزره إذا شد به. والزر، بالفتح: شد الأزرار. يقال: زررت القميص أزره، بالضم، إذا شددت أزراره عليك، يقال: ازرر عليك قميصك وأزررت القميص، إذا جعلت له أزرارا فتزرر. ومن المجاز: الزر: الشل والطرد. يقال: هو يزر الكتائب بالسيف، وأنشد:

يزر الكتائب بالسيف زرا وزره زرا: طرده. والزر: الطعن، يقال: زره زرا: طعنه. والزر: النتف، يقال: زره زرا: نتفه. ومن المجاز: الزر: العض، يقال: زره زرا: عضه. والزر: تضييق العينين، يقال: زر عينيه، وزرهما: ضيقهما. والزر: الجمع الشديد، يقال زره زرا، إذا جمعه شديدا، وهو مجاز. والزر: نفض المتاع. وزر جد لعبد الله الخواري من أهل خوار الري، وهو عبد الله بن محمد ابن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن زر. والوازم بن زر الكلبي: صحابي، وله وفادة، نقله الصغاني. وزر بن كرمان الرازي: له ذكر. وزر يزر: زاد عقله وتجاربه. وزرر، كسمع، إذا تعدى على خصمه. وزرر، أيضا، إذا عقل بعد حمق. والزرير، كأمير: الذكي الخفيف من الرجال، وأنشد شمر:

يبيت العبد يركب أجنبيه     يخر كأنه كعب زرير كالزرازر، كعلابط. يقال: رجل زرازر، ورجال زرازر. وأنشد:

ووكرى تجري على المحاور
خرساء من تحت امرئ زازر

والزرزار، كصرصار، وهو الخفيف السريع. وقال الأصمعي: فلان كيس ززار، أي وقاد تبرق عيناه. والزرير: نبات له نور أصفر يصبغ به، من كلام العجم. والزرير - مصدر زرت عينه تزر بالكسر: - توقد العين وتنورها. يقال: عيناه تزران زيرا، أي توقدان، وقال الفراء: عيناه تزران في رأسه، إذا توقدتا.

صفحة : 2885

والزرزور، بالضم: المركب الضيق. والزرزور: طائر كالقنبرة. وزرزر، إذا صوت، والزرازير تزرزر بأصواتها ززرة شديدة. وقال ابن الأعرابي: زرزر الرجل: دام على أكله، أي الزرزور. وزرزر بالمكان: ثبت. وتزرزر، إذا تحرك.ولا يخفى ما بين ثبت وتحرك من حسن المقابلة وحسن التصرف في الإيراد، فإن بعضا منه من تتمة كلام ابن الأعرابي. والزارة، بتشديد الراء: الذبابة الشعراء. وفي بعض النسخ: الذباب، ومثله في التكملة، على أنه اسم جنس جمعي، يجوز تذكيره وتأنيثه. والشعراء: ذباب أزرق أو أحمر، كما يأتي.والزرة، بالكسر: أثر العضة، وقيل: هي العضة بنفسها. وزرة: اسم فرس العباس بن مرداس السلمي الصحابي، رضي الله عنه، ويفتح. وكان يقال له في الجاهلية فارس زرة. وهي التي أخذتها منه بنو نصر. وزرة: فرس الجميح بن منقذ بن طريف الأسدي. وعبد الله بن زرير، كزبير، الغافقي، تابعي يروي عن علي، عداده في أهل مصر. روى عنه أبو الخير مرثد بن عبد الله اليزني، قاله ابن حبان.
والزرازرة: البطارقة، كبراء الروم، جمع زرزار بالكسر، وفي التكملة: الزراورة: البطارقة الواحد زروار. وزريران، مثنى زرير: ة ببغداد، وضبطه الصاغاني هكذا.

أبو يونس سلم بن زرير، كجرير، وقال ابن مهدي: سلم ابن رزين، والصحيح زرير: من تابعي التابعين، عطاردي بصرى. سمع أبا رجاء العطاردي وخالد بن باب، روى عنه عبد الصمد أبو الوليد هشام، كذا في تاريخ البخاري. وهو زرور مال، بالضم وزره، بالكسر: عالم بمصلحته وحسن القيام عليه، ونص الجوهري، يقال للرجل الحسن الرعية للإبل: إنه لزر من أزرارها. والزرارة، بالضم: كل ما رميت به في حائط أو غيره فلزق به، وبه سمي الرجل. وزرارة بن أوفى النخعي، توفي زمن عثمان، قاله ابن عبد البر.

زرارة بن جري، هكذا في النسخ بالجيم والراء مصغرا. وفي تاريخ البخاري: جزى بالزاي مكبرا، روى عن المغيرة بن شعبة، روى عنه مكحول. وقال سعدان بن يحيى: زرارة سمع النبي صلى الله عليه وسلم. زرارة بن عمرو النخعي: قدم في وفد سنة تسع، له رواية. زرارة بن قيس بن الحارث ابن فهر الخزرجي النجاري، قتل يوم اليمامة، قاله أبو عمرو.

زرارة: أبو عمرو غير منسوب. قيل: هو النخعي. وقيل: غير ذلك، صحابيون.

زرارة: محلة بالكوفة. زرارة: بن يزيد بن عمرو البكائي. المزارة، بتشديد الراء: المعاضة. قال أبو الأسود الدؤلي، وسأل رجلا فقال: ما فعلت امرأة فلان التي كانت تشاره وتهاره وتزاره ? أي تعاضه. وقول الجوهري: إذا كانت الإبل سمانا قيل: بهازرة.

قال الصغاني: وهذا تصحيف قبيح وتحريف شنيع، وإنما هي بهازرة، على وزن فعاللة، وموضعه فصل الباء الموحدة، وقد سبق التنبيه عليه في بهزر. وزرزر بن صهيب، بالضم، كقنفذ، محدث من أهل شرجة، مولى لآل جبير بن مطعم، سمع عطاء. روى عنه ابن عيينة قوله، حجازي. كذا في تاريخ البخاري.

ومما يستدرك عليه: المزرور: زمام الناقة، لأنه يضفر ويشد. قال مرار بن سعيد الفقعسي:

تدين لمزرور إلى جنب حلقة     من الشبه سواها برفق طبيبها

صفحة : 2886

أي تيع زمامها في السير فلا ينال راكبها مشقة، قاله ابن بري. ويقال للحديدة التي تجعل فيها الحلقة التي تضرب على وجه الباب لإصفاقه: الزرة، قاله الجاحظ. وأنشد ثعلب:

كأن صقبا حسن الـزرزير    في رأسها الراجف والتدمير فسره وقال: عنى به أنها شديدة الخلق. قال ابن سيده: وعندي أنه عنى طول عنقها. شبهه بالصقب، وهو عود الخباء. وحمار مزر، بالكسر: كثير العض. والزرة: الجراحة بزر السيف. والزرة: العقل. وزرارة بن عدس التميمي أبو حاجب صاحب القوس. وفي المثل ألزم من زشر لعروة . وأزر القميص: جعل له زرا، وأزره: لم يكن له زر فجعله له. وقال أبو عبيد: أزررت القميص، إذا جعلت له أزرارا، وزررته، إذا شددت أزراره عليه، حكاه عن اليزيدي. وزرره: جعله ذا أزرار، قاله الزمخشرى. وأعطانيه بزره، أي برمته، وهو مجاز. وزرارة بن كريم بن الحارث بن عمرو السهمي، وزرارة بن مصعب ابن عبد الرحمن بن عوف الزهري، وزرارة بن مصعب بن شيبة، وزرارة ابن أبي الحلال العتكشي، وزرارة ابن عبد الله بن أبي أسيد، محدثون. وزر بن عبد الله الكوفي، بالكسر، قدم بخارى مع قتيبة بن مسلم الباهلي. ومن ولده بها أبو الفوارس أحمد بن محمد بن جمعة بن السكن بن أمية بن زر النسفي، توفي سنة 366 وحدث، وزرارة بن أعين القائل بحدوث علم الله وقدرته وحياته وسمعه وبصره، رئيس الزرارية من غلاة الشيعة.

ز ر ن ج ر
زررنجر، كسفرجل، قرية ببخارى، منها أبو سليمان داوود بن طلحة بن قابوس، عن محمد بن سلام البيكندي وغيره.

ز ع ر
زعر الشعر والريش والوبر، كفرح، فهو زعر، ككتف، وأزعر، وهي زعراء، والجمع زعر: قل وتفرق ورق، وذلك إذا ذهبت أصول الشعر وبقي شكيره. قال ذو الرمة:

كأنها خاضب زعر قوادمه     أجنى له باللوى آء وتنوم

صفحة : 2887

كازعر وازعار، كاحمر واحمار. ورجل زيعر، كصيقل: قليل المال، على التشبيه. من المجاز: رجل زعرور، بالضم: سييء الخلق. والعامة تقول: رجل زعر. وهو أي الزعرور: ثمر شجر، م أي معروف، الواحدة زعرورة، تكون حمراء، وربما كانت صفراء: له نوى صلب مستدير. وقال أبو عمرو: النلك: الزعرور. قال ابن دريد: لا تعرفه العرب. وفي التهذيب: الزعرور: شجرة الدب، نقله ابن شميل. قال الصغاني: وهو غير ما ذكره الجوهري. والزعراء: الامرأة القليلة الشعر. وفي حديث ابن مسعود أن امرأة قالت له: إني امرأة زعراء ، أي قليلة الشعر. والزعراء: ضرب من الخوخ وهو المليسي. الزعراء: ع والزعارة، بتشديد الراء، مثل حمارة الصيف، وتخفف الراء، عن اللحياني: الشراسة وسوء الخلق، يقال: في خلقه زعر وزعارة. لا يتصرف منه فعل، وربما قالوا: زعر الخلق زعرا إذا ساء وخلق زعر معر، وهو مجاز. والزعر: الجماع، والفعل كجعل زعرها يزعرها، إذا نكحها. زعر: ع بالحجاز، نقله الصغاني. الزعرة، كتؤدة: طائر في الشجر، لا يرى إلا مذعورا خائفا يهز ذنبه ويدخل في الشجر، وهو الذعرة التي تقدمت. وزعور، كجدول: أبو بطن، نقله ابن دريد. من المجاز: الأزعر: الموضع القليل النبات، على التشبيه: كقولهم: أكمة صلعاء، كالزعر، ككتف، وفي حديث علي رضي الله عنه يصف الغيث: أخرج به من زعر الجبال الأعشاب يريد: القليلة النبات، تشبيها بقلة الشعر. وزعر بالجحش تزعيرا: دعاه للسفاد. وقال: زعره، زعره. وهو مجاز.

ومما يستدرك عليه: زعر الرجل زعرا: قل خيره. والزعران، بالضم: الأحداث. وزعوراء: جد أبي زيد قيس بن السكن بن قيس الأنصاري عم سيدنا أنس. والزعيرة مصغرا: قرية بمصر. ويقال لجبل المقطم، الأزعر، لقلة نباته وعشبه. وأبو الزعراء: له صحبة، روى عنه أبو عبد الرحمن الجيلي في الأئمة المضلين.

ز ع ب ر
الزعبري، كجعفري: ضرب من السهام، منسوب، مقلوب الزبعري، وقد تقدم.

الزعفران، هذا الصبغ، م، أي معروف وهو من الطيب. و من خواصه المجربة ما ذكره الأطباء في كتبهم أنه إذا كان في بيت لا يدخله سام أبرص، كما صرح به المتكلمون في الخواص. الزعفران من الحديد: صدؤه، ج وإن كان جنسا زعافر. وفي الصحاح: زعافر، مثل ترجمان وتراجم وصحصحان وصحاصح. وزعفره أي الثوب: صبغه به، ثوب مزعفر. الزعفران بن الزبد: فرس للحوفزان الحارث بن شريك، وكذلك أبوه الزبد. هو أيضا فرس السليل بن قيس أخي بسطام. وفرس عمير بن الحباب. والزعفرانية: ة بهمذان، على مرحلة منها. وقيل: ثلاثة فراسخ، كثيرة الزعفران. منها أبو أحمد القاسم بن عبد الله بن عبد الرحمن بن زياد الهمذاني شيخ الدارقطني صاحب السنن، وأبى حفص بن شاهين، روى عن أبى زرعة الرازي وغيره. الزعفرانية: قرية ببغداد منها أبو علي الحسن بن محمد ابن الصباح أحد أئمة المسلمين صاحب سيدنا الإمام الشافعي رضي الله تعالى عنه. روى عن ابن عيينة، وعنه أبو داوود والترمذي، توفي سنة 249 وإليه ينسب درب الزعفراني ببغداد. والمزعفر: الفالوذ، ويقال له الملوص والمزعزع أيضا. المزعفر: الأسد الورد، لأنه ورد اللون، وقيل: لما عليه من أثر الدم.

ومما يستدرك عليه:

صفحة : 2888

الزعفرانية: قرية بمصر. والزعافر: حي من سعد العشيرة، وهو عامر بن حرب بن سعد بن منبه ابن أدد بن سعد العشيرة. منهم أبو عبد الله إدريس بن يزيد الأددي الزعافري الفقيه. ومحمد بن أحمد بن يوسف القرشي المخزومي، الشهير بابن الزعيفريني، محدث. والزعفرانية: عين بها عدة قرى. والزعفرانية: فرقة من البخارية من أهل البدع. وأبو هاشم عمار بن أبي عمارة البصري الزعفراني، إلى بيع الزعفران. وتزعفر الرجل: تطيب بالزعفران وتلطخ به.

ز غ ر
زغره، كمنعه، أهمله الجوهري. وقال ابن دريد: الزغر: فعل ممات، وهو اغتصابك الشيء. يقال: زغره يزغره زغرا، أي اغتصبه، كازدغره. وفي بعض النسخ. اقتضبه وهو غلط. وزغرت دجلة: زخرت ومدت عن اللحياني. وزغر كل شيء: كثرته وإفراطه. وفي التهذيب: والإفراط فيه. قال الهذلي أبو صخر:

بل قد أتاني ناصح عن كاشح     بعداوة ظهرت وزغر أقاول أراد أقاويل، حذف الياء للضرورة. وزغر كزفر. أبو قبيلة كنائنهم من أدم حمر مذهبة. وبه فسر قول أبي دواد:

ككنانة الزغـري غـش     اها من الذهب الدلامص وقال ابن دريد: لا أدري إلى أي شيء نسبه، قال: وأحسبه أبا قوم من العرب. وقيل زغر: اسم ابنة لوط عليه السلام: ومنه زغر: ة، بالشام، لأنها نزلت بها فسميت باسمها، وهي بمشارف الشام. قال الأزهري: وإياها عني أبو دواد في قوله الماضي. وبها عين غؤور مائها علامة خروج الدجال. ونص حديث الدجال: أخبروني عن عين زغر، هل فيها ماء ? قالوا: نعم قالوا: وهو عين بالبلقاء. وقيل: هو اسم لها. وقيل: اسم امرأة نسبت إليها، كما قدمنا. وفي حديث علي رضي الله عنه ثم يكون بعد هذا غرق من زغر . وسياق الحديث يشير إلى أنها عين في أرض البصرة. قال ابن الأثير: ولعلها غير الأولى. وأما زعر، بسكون العين المهملة فموضع بالحجاز، وقد تقدم. وزغري الوادي، بالضم: تمر، أي نوع منه. وكفر الزغاري بالضم: محلة بمصر. ويقال للحمار عند النهيق: زغره.
ز غ ب ر
الزغبر، كجعفر، أهمله الجوهري. وقال أبو عمرو. هو الجميع من كل شيء، يقال: أخذه بزغبره، أي أخذه كله ولم يدع منه شيئا، وكذلك بزوبره وبزأبره. وعن أبي حنيفة: الزغبر: المرو الرقيق الورق. وتكسر الزاي، والعين المهملة لغة فيه، كما تقدم. ومنهم من يقول: هو الزبغر، وقد تقدم أيضا. وزغبر الثوب كزبرج وزغبره بضم الباء: زئبره، عن أبي زيد، وقد تقدم وقد زئبر. والزغبور، بالضم: سبع، والذي حكاه ابن دريد: زغبر: ضرب من السباع، قال: ولا أحقه.

ز ف ر
زفر يزفر، من حد ضرب، زفرا، بالفتح، وزفيرا، كأمير: أخرج نفسه - محركة - بعد مده إياه، كذا في المكم. قال: وإزفير، إفعيل منه. وزفر الشيء يزفره زفرا، بالفتح: حمله،، كازدفره، كذا في الصحاح. وزفر الماء يزفر: استقى فحمل. وفي الحديث أن امرأة كانت تزفر القرب يوم خيبر تسقي الناس أي تحمل القرب المملوءة ماء. وزفرت النار: سمع لتوقدها صوت، وهو زفيرها. والمزدفر والمزفر، والزفرة، بالفتح ويضم: التنفس كذلك، أي بعد المد. وجمع الزفرة الزفرات محركة، لأنه اسم وليس بنعت. وربما سكنها الشاعر للضرورة كما قال:

فتستريح النفس من زفراتها

صفحة : 2889

والمزدفر والمزفر الزفرة: المتنفس أيضا. وزفرة الشيء، بالفتح ويضم: وسطه. وفي بعض النسخ: والزفرة من الشيء: وسطه. ومنه قولهم للفرس: إنه لعظيم الزفرة، أي الوسط. وقيل: عظيم الجوف. والجمع الزفرات. قال الراعي:

حوزية طويت على زفراتها    طي القناطر قد نزلن نزولا قاله ابن السكيت. والزفر، بالكسر: الحمل على الظهر، والجمع أزفار. قال:

طوال أنضية الأعناق لم يجدوا     ريح الإماء إذا راحت بأزفار ويقال: على رأسه زفر من الأزفار، أي حمل ثقيل يزفر منه. وفي البارع لأبي علي: الزفر: الحمل، محركة، وكلاهما صحيحان. والزفر: القربة والسقاء الذي يحمل فيه الراعي ماءه. والجمع أزفار. والزفر: جهاز المسافر، يعم السقاء وغيره: والزفر: الجماعة من الناس كالزافرة. والزفر، بالتحريك: الذي يدعم به الشجر ويسند. والزفر، كالصرد: الأسد. والرجل الشجاع، وهو أيضا: البحر يزفر بتموجه. والزفر: اسم النهر الكثير الماء فأشبه البحر. والزفر من العطية: الكثيرة، على التشبيه بالبحر. والزفر: الذي يحمل الأثقال، أي القوى على حمل القرب. وقال شمر: الزفر من الرجال: القوى على الحمالات. قال الكميت:

رئاب الصدوع غياث المضو       ع لأمتك الزفر النـوفـل وقيل الزفر: السيد: قال أعشى باهلة:
أخو رغائب يعطيها ويسألـهـا     يأبى الظلامة منه النوفل الزفر

صفحة : 2890

لأنه يزدفر بالأموال في الحمالات مطيقا له. وفي الأساس: ومن المجاز: هو نوفل زفر: للجواد، شبه بالبحر الذي يزفر بتموجه. قلت: فلو اقتصر المصنف على قوله: الذي يحمل الأثقال، كان أولى. والزفر: الجمل الضخم، لتحمله الأثقال، نقله الصاغاني. والزفر: الكتيبة، كالزافرة، وهي الجماعة من الناس، وقد تقدم. وزفر، بلا لام: اسم جماعة، منهم زفر بن الهذيل الفقيه، تلميذ إمامنا الأعظم أبي حنيفة رحمه الله تعالى. وزفر بن الحارث العامري أبو مزاحم، وزفر بن عقيل، وزفر بن صعصعة بن مالك، وزفر بن يزيد بن عبد الرحمن بن أردك، وزفر بن أبي كثير، وزفر العجلي، وزفر بن عاصم. وسهيل بن أبي زفر، وهؤلاء في تاريخ البخاري. وزفر بن وثيمة ابن مالك بن أوس بن الحدثان البصري، من كتاب الثقات لابن حبان: محدثون. وفي الصحابة، زفر بن الحدثان ابن الحارث النصري، وزفر بن حذيفة سيد بني أسد، وزفر بن يزيد ابن هاشم، قاله ابن منده. والزافرة من البناء: ركنه الذي يعتمد عليه، والجمع الزوافر. والزافرة من الرجل: أنصاره وعشيرته. قال الفراء: جاءنا ومعه زافرته، يعني رهطه وقومه. قال الزمخشرى: لأنهم يزفرون عنه الأثقال. وهو زافر قومه وزافرتهم عند السلطان: سندهم وحامل أعبائهم، وهو مجاز. وفي حديث علي رضي الله عنه كان إذا خلا مع صاغيته وزافرته انبسط أي أنصاره وخاصته. والزافرة: الضخم، لأنه حامل الأثقال. وزافرة الرمح والسهم: نحو الثلث، وهو أيضا ما دون الريش من السهم. وقال الأصمعي:ما دون الريش من السهم فهو الزافرة، وما دون ذلك إلى وسطه هو المتن، ومثله قول الجوهري. وقال ابن شميل: زافرة السهم: أسفل من النصل بقليل إلى النصل. أو ما دون ثلثيه مما يلي النصل، قاله عيسى بن عمر. والزافرة: السيد الكبير، لأنه يحمل الحمالات، وهو الجواد، كزفر. ومن المجاز: وبأيديهم الزوافر، جمع زافرة، وهي القوس، على التشبيه بالضلوع. ومن المجاز قولهم: لمجدهم زوافر. زوافر المجد: أعمدته وأسبابه المقوية له، تشبيها بزوافر الكرم، وهي خشب تقام ويعرض عليها الدعم لتجري عليها نوامي الكرم. والزفير كأمير: الداهية كالزبير، بالباء: وأنشد أبو زيد:

والدلو والديلم والزفيرا والزفير والزفر: أن يملأ الرجل صدره غما ثم هو يزفر به. وقيل: هو إخراج النفس مع صوت ممدود. وقال الراغب: أصل الزفير ترديد النفس حتى تنتفخ منه الضلوع. ويستعمل غالبا في أول صوت الحمار، وهو النهيق، والشهيق آخره، أي رد الصوت في آخره، غالبا. وقال الليث في تفسير قوله تعالى: لهم فيها زفير وشهيق الزفير: أول نهيق الحمار وشبهه، والشهيق آخره، لأن الزفير إدخال النفس والشهيق إخراجه، والاسم الزفرة، والجمع الزفرات. والمزفور من الدواب: الشديد تلاحم المفاصل. يقال: بعير مزفور. وما أشد زفرته، أي هو مزفور الخلق. وقال أبو عبيدة: المزدفرفى جؤجؤ الفرس هو الموضع الذي يزفر منه، وأنشد:

ولوحا ذاعين فـي بـركة     إلى جؤجؤ حسن المزدفر والأزفر: الفرس العظيم أضلاع الجنبين، أو العظيم الجوف أو الوسط، ج زفر، بضم فسكون.

ومما يستدرك عليه:

صفحة : 2891

الزوافر: الإماء اللواتي يحملن الأزفار. والزافر: المعين على حملها. وفرس شديد الزوافر، وهي أضلاع الجنبين. وعظيم الزفرة: الجوف. والزفير الداهية. وقال أبو الهيثم: الزافرة: الكاهل وما يليه. وزفرت الأرض: ظهر نباتها. وزوفر، كجوهر: اسم. قال ابن دريد: هو من الازدفار. وإزفير كإزميل من الزفير. وأبو سليمان زافر بن سليمان القوهستاني الكوفي الإيادي، نزل بغداد وورد الري حدث بمراسيل ترجمه البخاري في التاريخ. ووقع في صحيح البخاري. تزفر: تخبط. قال الجلال في التوشيح: لا يعرف هذا في اللغة. هكذا نقله شيخنا وسكت عنه. قلت: ويصح أن يكون بضرب من المجاز، فتأمل. وزفر: اسم خازن الجنة، ولقبه رضوان، وقيل بالعكس.

ز ق ر
الزقر، أهمله الجوهري، وهو لغة في الصقر، وزقر لغة في سقر. وهي على قاعدة الخليل المشهورة أن كل صاد تجئ قبل القاف فللعرب فيه لغتان، وقيل: ثلاث وهي أنها تقال بالصاد على الأصل، وتبدل سينا وزايا فيقال: صقر وسقر وزقر، وكذا صندوق ونحو ذلك. والزقرة، بالضم: خاتم الفضة تلبسها المرأة في إبهام رجلها، نقله بعض الفضلاء عن أهل مكة مترددا في عربيتها. قال شيخنا: لا تثبت عربيتها إذ لم يذكرها أحد.

ومما يستدرك عليه: زوقر، كجوهر: جبل باليمن، وإليه نسب محمد بن أبي بكر بن أبي الحسن الزوقري، عرف بابن الحطاب، توفي بزبيد سنة 665.

ز ك ر
زكره، أي الإناء، زكرا: ملأه، كزكره فتزكر تزكيرا. يقال: زكر السقاء وزكته، إذا ملأه، وهو مجاز. والزكرة، بالضم: وعاء من أدم. وقال أبو حنيفة: الزكرة: الزق الصغير. وفي المحكم: زق يجعل للخمر أو الخل. وفي الصحاح زقيق للشراب. وتزكر الشراب: اجتمع في الزكرة. وتزكر بطن الصبي، أي عظم وامتلأ حتى صار كالزكرة وحسنت حاله، وهو مجاز، كزكر تزكيرا. وقال الليث: يقال: عنز زكرية، بفتح فسكون، وزكرية محركة: شديدة الحمرة وهي نوع من العنوز الحمر. وفي الكتاب العزيز: وكفلها زكرياء . وفيه أربع لغات: ممدود مهموز، وبه قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر ويعقوب، ويقصر، وبه قرأ حمزة والكسائي وحفص، وزكري، كعربي، بحذف الألف غير منون أيضا، ويخفف - وهي اللغة الرابعة. قال الأزهري: وهذا مرفوض عند سيبويه. قلت: ولذا اقتصر الزجاج وابن دريد والجوهري على الثلاثة الأول. وشذ بعض المفسرين فزاد لغة خامسة وقال: زكر، كجبل. وقول شيخنا: وكلام الجوهري يقتضيه، محل تأمل -: علم على رجل.

صفحة : 2892

قال الجوهري: فإن مددت أو قصرت لم تصرف، وإن شددت صرفت، وعبارة الجوهري: وإن حذفت الألف صرفت. وقال الزجاج: وأما ترك صرفه فإن في آخره ألفي التأنيث في المد، وألف التأنيث في القصر. وقال بعض النحويين: لم ينصرف لأنه أعجمي، وما كانت فيه ألف التأنيث فهو سواء في العربية والعجمة، ويلزم صاحب هذا القول أن يقول: مررت بزكرياء وزكرياء آخر. لأن ما كان أعجميا فهو ينصرف في النكرة، ولا يجوز أن تصرف الأسماء التي فيها ألف التأنيث في معرفة ولا نكرة، لأنها فيها علامة تأنيث وأنها مصوغة مع الاسم صيغة واحدة فقد فارقت هاء التأنيث، فلذلك لم تصرف في النكرة. قال الجوهري: وتثنية الممدود المهموز زكرياوان. وزاد الليث زكريا آن. ج زكرياؤون. وفي النصب والخفض زكرياوين. والنسبة إليه زكرياوي، بالواو. فإذا أضفت إليك، وعبارة الجوهري: وإذا أضفته إلى نفسك قلت: زكريائي بلا واو. كما تقول: حمرائي. وفي التثنية زكرياواي، بالواو، لأنك تقول زكرياوان. وفي الجمع زكرياوي، بكسر الواو. يستوي فيه الرفع والخفض والنصب، كما يستوي في مسلمي وزيدي. وتثنية المقصور زكرييان، تحرك ألف زكريا لاجتماع الساكنين فصارت ياء، كما تقول: مدني ومدنيان. وفي النصب رأيت زكريين وفي الجمع: هم زكريون حذفت الألف لاجتماع الساكنين ولم تحركها، لأنك لو حركتها ضممتها، ولا تكون الياء مضمومة ولا مكسورة وما قبلها متحرك، ولذلك خالف التثنية. وقال الليث: وتثنية زكرى، مخففة، زكريان، مخففة، ج زكرون، بطرح الياء. ومما يستدرك عليه: الزواكرة: من يتلبس فيظهر النسك والعبادة ويبطن الفسق والفساد، نقله المقري في نفخ الطيب، قاله شيخنا. وزكرة بن عبد الله، بالضم، أورده أبو حاتم في الصحابة، وله حديث ضعيف. وأبو حفص عمر بن زكار ابن أحمد بن زكار بن يحيى بن ميمون التمار الزكاري البغدادي، ثقة، عن المحاملي والصفار.

ز ل ب ر
زلنبور، أهمله الجوهري. وقال مجاهد: هو أحد أولاد إبليس الخمسة الذين فسروا بهم قوله تعالى: أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو وهكذا نقله عن الأزهري في التهذيب في الخماسي، والغزالي في الإحياء، والصاغاني في التكملة. وعمله أن يفرق بين الرجل وأهله، ويبصر الرجل بعيوب أهله، قاله سفيان، ونقله عنه الأزهري. والذي في الإحياء في آخر باب الكسب والمعاش، نقلا عن جماعة من الصحابة: أن زلنبور صاحب السوق، وبسببه لا يزالون يختصمون، وأن الذي يدخل مع الرجل إلى أهله يريد العبث بهم فاسمه داسم. قال: ومنهم ثبر، والأعور، ومسوط. فأما ثبر فهو صاحب المصائب الذي يأمر بالثبور وشق الجيوب. وأما الأعور فهو صاحب الزنا يأمر به. وأما مسوط فهو صاحب الكذب. فهؤلاء الخمسة إخوة من أولاد إبليس. قلت: وقد ذكر المصنف شيطان الصلاة والوضوء: خنزب والولهان. قال شيخنا: وهذا مبنى على أن إبليس له أولاد حقيقة كما هو ظاهر الآية، والخلاف في ذلك مشهور.

ز م ر

صفحة : 2893

زمر يزمر، بالضم، لغة حكاها أبو زيد، ويزمر، بالكسر، زمرا، بالفتح، وزميرا، كأمير، وزمرانا، محركة، عن ابن سيده، وزمر تزميرا: غنى في القصب ونفخ فيه، وهي زامرة، ولا يقال زمارة، وهو زمار ولا يقال زامر، وقد جاء عن الأصمعي لكنه قليل. ولما كان تصريف هذه الكلمة واردا على خلاف الأصل خالف قاعدته في تقديم المؤنث على المذكر، قاله شيخنا. قال الأصمعي، يقال للذي يغني: الزامر والزمار. وفعلهما، أي زمر وزمر، الزمارة، بالكسر على القياس كالكتابة والخياطة ونحوهما. ومن المجاز، في حديث أبي موسى الأشعري سمعه النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ فقال: لقد أعطيت مزمارا من مزامير آل داوود شبه حسن صوته وحلاوة نغمته بصوت المزمار. ومزامير داوود، عليه السلام: ما كان يتغنى به من الزبور، وإليه المنتهى في حسن الصوت بالقراءة. والآل في قوله: آل داوود مقحمة، قيل: معناه ها هنا الشخص. وقيل: مزامير داوود: ضروب الدعاء، جمع مزمار ومزمور، الأخيرة عن كراع، ونظيره معلوق ومغرود. وفي حديث أبي بكر رضي الله عنه أبمزمور الشيطان في بيت رسول الله وفي رواية: مزمارة الشيطان عند النبي صلى الله عليه وسلم . قال ابن الأثير: المزمور، بفتح الميم وضمها، والمزمار سواء، وهو الآلة التي يزمر بها. والزمارة كجبانة: ما يزمر به وهي القصبة، كما يقال للأرض التي يزرع فيها زراعة، كالمزمار، بالكسر. ومن المجاز: الزمارة: الساجور الذي يجعل في عنق الكلب. قال الزمخشرى: واستعير للجامعة. وكتب الحجاج إلى بعض عماله أن ابعث إلي فلانا مسمعا مزمرا، أي مقيدا مسوجرا، وأنشد ثعلب:

ولي مسمعان وزمـارة      وظل مديد وحصن أمق فسره فقال: الزمارة: الساجور. والمسمعان: القيدان، يعني قيدين وغلين. والحصن: السجن، وكل ذلك على التشبيه. وهذا البيت لبعض المحبسين، كان محبوسا. فمسمعاه قيداه، لصوتا إذا مشى. وزمارته الساجور والظل والحصن: السجن وظلمته: وفي حديث سعيد بن جبير أنه أتي به الحجاج وفي عنقه زمارة أي الغل. والزمارة: الزانية، عن ثعلب. قال: لأنها تشيع أمرها. وفي حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن كسب الزمارة. قال أبو عيد قال الحجاج: الزمارة: الزانية. قال: وقال غيره: إنما هي الرمازة، بتقديم الراء على الزاي، من الرمز، وهي التي تومئ بشفتيها وبعينيها وحاجبيها، والزواني يفعلن ذلك، والأول الوجه. وقال أبو عبيد: هي الزمارة، كما جاء في الحديث. قال الأزهري: واعترض القتيبي على أبي عبيد في قوله: هي الزمارة، كما جاء في الحديث، فقال: الصواب الرمازة، لأن من شأن البغي أن تومض بعينها وحاجبها، وأنشد:

يومضن بالأعين والحواجـب      إيماض برق في عماء ناصب قال الأزهري: وقوله أبي عبيد عندي الصواب. وسئل أبو العباس أحمد بن يحيى عن معنى

صفحة : 2894

الحديث أنه نهى عن كسب الزمارة فقال: الحرف الصحيح زمارة. ورمازة ها هنا خطأ، والزمارة: البغي الحسناء. والزمير: الغلام. الجميل، وإنما كان الزنا مع الملاح لامع القباح. قال الأزهري: للزمارة في تفسير ما جاء الحديث وجهان: أحدهما أن يكون النهي عن كسب المغنية، كما روى أبو حاتم عن الأصمعي، أو يكون النهي عن كسب البغي، كما قال أبو عبيد وأحمد بن يحيى، وإذا روى الثقات للحديث تفسيرا له مخرج، لم يجز أن يرد عليهم، ولكن تطلب له المخارج من كلام العرب. ألا ترى أن أبا عبيد وأبا العباس لما وجدا لما قال الحجاج وجها في اللغة لم يعدواه. وعجل القتيبي ولم يتثبت، ففسر الحرف على الخلاف. ولو فعل فعل أبي عبيد وأبي العباس كان أولى به، قال: فإياك والإسراع إلى تخطئة الرؤساء ونسبتهم إلى التصحيف، وتأن في مثل هذا غاية التأني، فإني قد عثرت على حروف كثيرة رواها الثقات فغيرها من لا علءم له بها، وهي صحيحة. قلت: والحجاج هذا هو راوي الحديث عن حماد بن سلمة، عن هشام ابن حسان وحبيب بن الشهيد، كلاهما عن ابن سيرين عن أبي هريرة. وهو شيخ أبي عبيد، ورواه ابن قتيبة عن أحمد بن سعيد عن أبي عبيد، كذا في استدراك الغلط وهو عندي. وفي المحكم: الزمارة: عمود بين حلقتي الغل.

والزمار، ككتاب: صوت النعام، كذا في الصحاح، وفي غيره: صوت النعامة، وهو مجاز. وفعله كضرب. يقال: زمرت النعامة تزمر زمارا: صوتت. وأما الظليم فلا يقال فيه إلا عار يعار. وزمر القربة يزمرها زمرا وزنرها، كزمرها تزميرا: ملأها، عن كراع واللحياني. ومن المجاز: زمر بالحديث: أذاعه وأفشاه. وفي الأساس: بثه وأفشاه. ومن المجاز: زمر فلانا بفلان - ونص الأساس: فلان فلانا، وما ذكره المصنف أثبت -: أغراه به. وزمر الظبي زمرانا، محركة نفر. والزمر، ككتف: القليل الشعر والصوف والريش، وقد زمر زمرا. ويقال: صبي زمر زعر، وهي بهاء يقال: شاة زمرة، وغنم زوامر وشعر زمر. ومن المجاز: الزمر: القليل المروءة، يقال: رجل زمر بين الزمارة والزمورة، أي قليلها، وقد زمر، كفرح، زمارة وزمورة. وقال ثعلب: الزمر: الحسن. وأنشد:

دنان حنانان بينـهـمـا      رجل أجش غناؤه زمر أي غناؤه حسن. وخصه المصنف بحسن الوجه. والزمر، كطمر وزبر: الشديد من الرجال.والزمير، كأمير: القصير منهم، ج زمار، بالكسر، عن كراع: والزمير: الغلام الجميل، قاله ثعلب، وقد تقدم. قال الأزهري: ويقال: غناء زمير، أي حسن، كالزومر، كجوهر والزمور، كصبور. والزمرة: بالضم: الفوج من الناس، والجماعة من الناس، وقيل: الجماعة في تفرقة، ج زمر، كصرد. يقال: جاءوا زمرا، أي جماعات في تفرقة، بعضها إثر بعض. قال شيخنا: قال بعضهم: الزمرة مأخوذ من الزمر الذي هو الصوت، إذ الجماعة لا تخلو عنه. وقيل: هي الجماعة القليلة، من قولهم: شاة زمرة، إذا كانت قليلة الشعر، انتهى. قلت: والأول الوجه ويعضده قول المصنف في البصائر: لأنها إذا اجتمعت كان لها زمار وجلبة. والزمار بالكسر: صوت النعام. ومن المجاز: المستمزمر: المنقبض المتصاغر، قال:

إن الكبير إذا يشاف رأيتـه      مقرنشعا وإذا يهان استزمرا

صفحة : 2895

وفي الأساس: استزمر فلان عند الهوان: صار ذليلا ضئيلا. وبنو زمير، كزبير: بطن من العرب. وزيمر، كحيدر، علم. واسم ناقة الشماخ، وأنشد له ابن دريد في ع ر ش :

ولما رأيت الأمر عرش هوية      تسليت حاجات النفوس بزيمرا وهكذا فسره. وزيمر: بقعة بجبال طيئ. قال امرؤ القيس:
وكنت إذا ما خفت يوما ظلامة فإن لها شعبا ببلـطة زيمـرا وزيمران، بضم الميم، كضيمران: ع. وزماراء، بالفتح مشددة ممدودة: ع. قال حسان بن ثابت رضي الله عنه:

فقرب فالمروت فالخبت فالمنى     إلى بيت زماراء تلدا على تلد والزمير، كسكيت: نوع من السمك له شوك ناتئ وسط ظهره، وله صخب وقت صيد الصياد إياه وقبضه عليه، وأكثر ما يصطاد في الأوحال وأصول الأشجار في المياه العذبة وازمأر: غضب واحمرت عيناه عند الشدة والغضب، لغة في ازمهر، عن الفراء. ومما يستدرك عليه: عطية زمرة، أي قليلة، وهو مجاز. والزمار، بالضم: لغة في زمار النعام. والزومر، كجوهر: الجماعة. والزمار، بالكسر: الغرس على رأس الولد. وزمران، كسحبان: مدينة بالمغرب منها أبو عبد الله محمد بن علي بن مهدي بن عيسى بن أحمد الهراوي المعروف بالطالب توفى سنة 964 وأخذ عن القطب أبي عبد الله محمد بن عجال الغزواني المراكشي وغيره. وإزمير، كإزميل: مدينة بالروم. والزمارة: قرية بمصر. وكفر زمار، كشداد: ناحية واسعة من أعمال قردى بينها وبين برقعيد أربعة فراسخ أو خمسة. ووادي الزمار: قرب الموصل بينها وبين دير ميخائيل، وهو معشب أنيق وعليه رابية عالية، يقال لها رابية العقاب. قال الخالدي:

ألست ترى الروض يبدي لنا     طرائف من صنـع آذاره
تلبس مـن مـانـخـايالـه
    حليا علـى تـل زمـاره

وزامران: قرية على أقل من فرسخ من مدينة نسا. منها أبو جعفر محمد بن جعفر بن إبراهيم بن عيسى الزامراني، سمع الطحاوي والباغندي، توفي بها سنة 360 قاله ابن عساكر في التاريخ.