الباب العاشر: باب الراء - الفصل الحادي عشر: فصل الزاي مع الراء : الجزء الثاني

فصل الزاي مع الراء
الجزء الثاني

ز م ج ر
الزمجر، كجعفر: السهم الدقيق، والصواب أنه الزمخر، بالخاء، وسيأتي. والزمجرة بهاء: الزمارة، ج زماجر وزماجير. قال ابن الأعرابي: الزماجير: زمارات الرعيان. والزمجر: صوتها، أي الزمارة، وهذا بناء على قولهم: زمجرة كل شيء: صوته. وسمع أعرابي هدير طائر فقال: ما يعلم زمجرته إلا الله. والزمجرة: كثرة الصياح والصخب والزجر، كالغذمرة. وفلان ذو زماجر وزماجير، حكاه يعقوب. والزمجرة: الصوت، وخص بعضهم به الصوت من الجوف. وقال أبو حنيفة: الزماجر من الصوت نحو الزمازم الواحدة زمجرة، كالزمجر، كسبطر، قاله ابن الأعرابي وأنشد:

لها زمجر فوقها ذو صدح وفسره بالصوت، وقال ثعلب: إنما أراد زمجرا، فاحتاج فحول البناء إلى بناء آخر. وقال ابن سيده: إنما عنى الشاعر بالزمجر المزمجر، كأنه رجل زمجر، كسبطر. وازمجر، كاقشعر: صوت، أو سمع في صوته غلظ وجفاء، كزمجر. وزمجر الأسد وتزمجر: ردد الزئير في نحره ولم يفصح. وزمجار، بالكسر، د، وضبطه الصاغاني بالفتح. ومما يستدرك عليه: رجل زمجر: مانع حوزته، أورده شيخنا ونقل عن بعض أئمة الصرف زيادة ميم هذه المادة كالتي بعدها، وظاهر المصنف وجماعة أصالتها فتأمل. والمزمجر والمتزمجر: الأسد.

صفحة : 2896

ز م خ ر
زمخر الصوت: اشتد، كازمخر كاقشعر، وقيل غلظ، و زمخر النمر وتزمخر: غضب فصاح، والاسم التزمخر. وزمخر العشب: برعم وطال. والزمخر: قصب المزمار الكبير الأسود ومنه قول الجعدي:

حناجر كالأقماع جـاء حـنـينـهـا      كما صبح الزمار في الصبح زمخرا والزمخر: النشاب:، وقيل: هو الدقيق الطوال منها. قال أبو الصلت الثقفي:

يرمون عن عتل كأنها غبـط     بزمخر يعجل المرمى إعجالا العتل: القسي الفارسية: والغبط: خشب الرحال. وقال أبو عمرو: الزمخر: السهم الرقيق الصوت الناقز. وقال الأزهري: أراد السهام التي عيدانها من قصب. هذا محل ذكره، وقد ذكره المصنف في التي قبلها وأشرنا إلى ذلك. والزمخر: الكثير الملتف من الشجر، وزمخرته: التفافه وكثرته. والزمخر: الأجوف الناعم ريا وكل عظم أجوف لا مخ فيه زمخر وزمخري. وزعموا أن الكرى والنعام لا مخ لها. وقال الأصمعي: الظليم أجوف العظام لا مخ له. قال: ليس شيء من الطير إلا وله مخ غير الظليم فإنه لا مخ له، وذلك لأنه لا يجد البرد. وزماخير، كمصابيح: ة غربي النيل بالصعيد الأدنى من أعمال إخميم. والزمخرة: الزمارة، وهي الزانية. والزمخري، بالفتح: الطويل من النبات. قال الجعدي:

فتعالـى زمـخـري وارم     مالت الأعراف منه واكتهل والزمخري: الأجوف الذي لا مخ فيه كالقصب. وظليم زمخري السواعد، أي طويلها أو أنها جوف كالقصب. وبهما فسر بيت الأعلم يصف نعاما:

على حت البراية زمخري الس     واعد ظل في شري طـوال وأراد بالسواعد هنا مجاري المخ في العظام. كالزماخري، بالضم. وعود زمخري وزماخر: أجوف. ويقال للقصب: زمخر وزمخري.

ومما يستدرك عليه: زمخرة الشباب: امتلاؤه واكتهاله. ورجل زمخر: عالي الشأن. وهذا استدركه شيخنا. وزعم أنه من زخر الوادي، والميم زائدة، وفيه نظر. وزماخر، كحضاجر: من الأعلام.

ز م خ ش ر

صفحة : 2897

زمخشر، كسفرجل: ة صغيرة بنواحي خوارزم، وقال الزمخشرى في الرسالة التي كتبها لأبي طاهر السلفي جوابا عن استدعائه له قال في آخره. وأما المولد فقرية مجهولة من خوارزم تسمى زمخشر، قال: وسمعت أبي - رحمه الله - يقول: اجتاز بها، أي مر بها، ووقع في نسخة شيخنا اجتازها أعرابي فسأل عن اسمها واسم كبيرها، أي رئيسها فقيل اسم القرية زمخشر، واسم كبيرهما الرداد. فقال: لا خير في شر ورد. رجع ولم يلمم بها، أي لم يدخل، من ألم بالمكان، إذا ورده. منها علامة الدنيا جار الله، لقب به لطوله في مجاورة مكة المشرفة. وكنيته أبو القاسم محمود بن عمر بن محمد بن أحمد الخوارزمي النحوي اللغوي المتكلم المفسر، ولد سنة 467 في رجب، وتوفي يوم عرفة سنة 538، قدم بغداد، فسمع من أبي الخطاب بن البطر وابن منصور الحارثي وغيرهما، وحدث، وأخذ الأدب عن أبي الحسن النيسابوري وغيره، كان إمام الأدب ونسابة العرب، وأجاز السلفي وزينب الشعرية. وفيه يقول أمير مكة الشريف الأجل ذو المناقب أبو الحسن علي - بالتصغير - بن عيسى بن حمزة بن سليمان بن وهاس بن داوود بن عبد الرحمن بن عبد الله بن داوود بن سليمان بن عبدالله بن موسى الجون بن عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب السليماني الحسني وقوله: أمير مكة فيه تجوز. ولم يصفه الزمخشرى في رسالته التي كتبها كالإجازة لأبي طاهر السلفي إلا بالشريف الأجل ذي المناقب، وبالإمام أبي الحسن، ولم يل مكة هو ولا أبوه وإنما وليها جده حمزة بن سليمان بن وهاس، ولم يلها من بني سليمان بن عبد الله سواه، وكانت ولايته لها بعد وفاة الأمير أبي المعالي شكر بن أبي الفتوح، وقامت الحرب بين بني موسى الثاني وبين بني سليمان مدة سبع سنوات، حتى خلصت مكة للأمير محمد بن جعفر بن محمد بن عبد الله بن أبي هاشم الحسني، وملكها بعده جماعة من أولاده، كما هو مفصل في كتب الأنساب. وأما الأمير عيسى فكان أميرا بالمخلاف السليماني. قتله أخوه أبو غانم يحيى، وتأمر بالمخلاف بعده وهرب ابنه علي بن عيسى هذا إلى مكة وأقام بها وكان عالما فاضلا جوادا ممدحا، وفي أيام مقامه ورد مكة الزمخشرى وصنف باسمه كتابه الكشاف ومدحه بقصائد عدة موجودة في ديوانه، فمنها قصيدته التي يقول فيها:

وكم للإمام الفرد عندي من يد                 وهاتيك مما قد أطاب وأكثـرا
أخي العزمة الـبـيضاء والهمة التي
         أنافت به علامة العصر والورى
جمـيع قرى الدنيا سـوى القرية التي
        تبوأها دارا فداء زمخشـرا
وأحر بأن تزهى زمخشر بامرئ
              إذا عد في أسد الشرى زمخ الشرا
فلولاه ما طن البلاد بذكرها
                 ولا طار فيهـا منجدا ومغورا
فلـيس ثـناها بالعراق وأهلـه
             بأعرف منه في الحجاز وأشهرا
إمام قلـنا مـن قـلبنا وكلما
              طبعناه سبكا كان أنـضـر جوهرا

في أبيات غيرها كما أوردها الإمام المقري في نفخ الطيب نقلا عن رسالة الزمخشرى التي أرسلها لأبي طاهر السلفي. ومن أقواله فيه:

ولو وزن الدنيا تراب زمخشر     لإنك منها زاده الله رجحانا

صفحة : 2898

قال شيخنا: وفي القولين جراءة عظيمة وانتهاك ظاهر، كما لا يخفى. وقوله: سوى القرية هي مكة المشرفة: وأحر، بالحاء المهملة، جيء به للتعجب. كأنه يقول ما أحر بأن تزهى. من قولهم: هو حر بكذا، أي حقيق به وجدير. وقد خبطوا فيه خبط عشواء، فمنهم من ضبطه بالجيم وزاد ياء تحتية وبعضهم بالخاء. وفي بعض النسخ وحسبك أن تزهى، وتزهى مجهولا من الزهو وهو الأنفة والنخوة. كأنه يقول: ما أحرى وأحق وأجدر هذه القرية المسماة زمخشر بأن تتبختر بنسبة هذا الشخص إليها، وهو إذا عد أي عده عاد في أسد الشرى، وهي مأسدة مشهورة، زمخ، أي تكبر وازدهى ذلك الشرى، وأظهر في مقام الإضمار لإظهار الاعتناء، أو التلذذ، أو غير ذلك من نكات الإظهار في محل الإضمار، والله أعلم. كذا حققه شيخنا وأطال فأطاب، أحله الله خير مآب.

ز م ز ر
زمزر الوعاء زمزرة: حركه بعد الملء ليتأبط. ويقال: لحمه زمازير، أي متقبض كالمستزمر. وزمزور، بالفتح: قرية بمصر، وتعرف الآن بجمزور.

ز م ه ر
الزمهرير: شدة البرد. قال الأعشى:

من القاصرات سجوف الحجا      ل لم تر شمسا ولا زمهريرا والزمهرير، هو الذي أعده الله تعالى عذابا للكفار في الدار الآخرة. والزمهرير: القمر، في لغة طيئ. وازمهرت الكواكب: لمعت وزهرت واشتد ضوءها. وازمهرت العين: احمرت غضبا، كزمهرت، وذلك عند اشتداد الأمر. وازمهر الوجه: كلح، يقال: وجهه مزمهر. وازمهر اليوم: اشتد برده. والمزمهر: الغضبان، وفي حديث ابن عبد العزيز قال: كان عمر مزمهرا على الكافر أي شديد الغضب عليه . والمزمهر، أيضا: الضاحك السن، على التشبيه بازمهرار الكواكب.

ز ن ر
زنره، أي الإناء والقربة: ملأه. وزنر الرجل زنرا: ألبسه الزنار، كرمان، وهو ما على وسط النصارى والمجوس. وفي التهذيب: ما يلبسه الذمي يشده على وسطه، كالزنارة والزنير لغة فيه كقبيط. قال بعض الأغفال:

تحزم فوق الثوب بالزنير
تقسم إستيا لها بنير

مأخوذ من تزنر الشيء، إذا دق، وهو مجاز. والزنانير: الحصى الصغار. وقال ابن الأعرابي: هي الحصى، فعم بها الحصى كله من غير أن يعين صغيرا أو كبيرا. وأنشد:

تحن للظمء مما قد ألـم بـهـا     بالهجل منها كأصوات الزنانير وقال ابن سيده: وعندي أنها الصغار منها، لأنه لا يصوت منها إلا الصغار، واحدتها زنيرة وزنارة. وفي التهذيب: واحدها زنير. والزنانير: ذباب صغار تكون في الحشوش، واحدتها زنيرة وزنارة. والزنانير: بئر معروفة بأرض اليمن. وزنانير، بغير لام: رملة بين جرش وأرض بني عقيل. قال ابن مقبل:

تهدي زنانير أرواح المصيف لهاومن ثنايا فروج الغور تهدينا ويقال: هي زنابير، بالموحدة بعد الألف. وامرأة مزنرة، كمعظمة: طويلة جسيمة، أي عظيمة الجسم. وزنيرة، كسكينة: مملوكة رومية صحابية كانت تعذب في الله تعالى، فاشتراها أبو بكر رضي الله تعالى عنه فأعتقها، هكذا ذكره الأمير ابن ماكولا، ونقله عنه الحافظ ابن حجر في تبصير المنتبه. وزنير، كزبير، ابن عمرو: شاعر خثعمي، ونقله الحافظ في التبصير.

ومما يستدرك عليه:

صفحة : 2899

يقال زنر فلان عينه إلي، إذا شد نظره إليه. كذا في النوادر. وفي التهذيب: فلان مزنهر إلي بعينه ومزنر ومبندق وحالق إلي بعينه ومحلق وجاحظ ومجحظ ومنذر إلي بعينه وناذر، وهو شدة النظر وإخراج العين، نقله من النوادر، وهو مجاز. وزنار ذمار، كرمان: كورة باليمن.

ز ن ب ر
الزنبور، بالضم: ذباب لساع، وهو الدبور. وفي التهذيب: طائر يلسع. قال الجوهري، الزنبور: الدبر، وهي تؤنث. كالزنبورة والزنبار، بالكسر، وهذه حكاها ابن السكيت، وجمعه الزنابير. والزنبور: الخفيف الظريف كما نقله أبو الجراح عن رجل من بني كلاب، وزاد أبو الجراح: الزنبور: الخفيف السريع الجواب كالزنبر، كقنفذ. والزنبور: الجحش المطيق للحمل. والزنبور: الغارة العظيمة، جمعه زنابر. وقال جبيهاء:

فأقنع كفيه وأجنـح صـدره     بجرع كأثباج الزباب الزنابر. والزنبور: شجرة عظيمة كالدلب، ولا عرض لها، ورقها مثل الجوز في منظره وريحه، ولها نور مثل نور العشر أبيض مشرب، ولها حمل مثل الزيتون سواء، فإذا نضج اشتد سواده وحلا جدا يأكله الناس كالرطب، ولها عجمة كعجمة الغبيراء، وهي تصبغ الفم كما يصبغ الفرصاد، تغرس غرسا. وقال ابن الأعرابي: من غريب شجر البر الزنابير، واحدها زنبور، وهو ضرب من التين. وأهل الحضر يسمونه الحلواني، كالزنبير والزنبار، فيهما، أي في الشجر والتين مكسورتين.ويقال: أرض مزبرة، أي كثيرة الزنابير كأنهم ردوه إلى ثلاثة أحرف وحذفوا الزيادات، ثم بنوا عليه، كما قالوا أرض مثعلة ومعقرة، أي ذات ثعالب وعقارب. والزنبر، كجعفر: الأسد. والزنبر، كقنفذ: الصغير الخفيف من الغلمان. ويقال: أخذه بزنوبره، أي بجميعه، كزوبره، وقد تقدم في زبر أن قوله بزبوبره تصحيف عن هذا. وتزنبر علينا: تكبر وقطب. والزنبري: الثقيل من الرجال قال:

كالزنبري يقاد بالأجلال والزنبري: الضخم من السفن، يقال: سفينة زنبرية، أي ضخمة، وهكذا في مختصر العين.

ومما يستدرك عليه: زنابير: أرض باليمن، قيل: هي المعنية في قول ابن مقبل. وزنبر: من أسماء الرجال. وزنبرة بنت سلمة بن عبد الرحمن ابن الحارث بن هشام المخزومي. والزنابير قرب جرش. والزنبري في قضاعة وفي طيئ. كذا قاله الحافظ. قلت: أما الذي في قضاعة فهو كعب بن عامر بن نهد بن ليث بن سود بن أسلم، ولقبه زنبرة. والذي في طيئ فهو زنبرة بن الكهيف بن الكهف بن مر بن عمرو بن الغوث ابن طيئ.

ز ن ت ر

صفحة : 2900

الزنترة، أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: هو الضيق والعسر. يقال: وقعوا في زنترة من أمرهم. وتزنتر: تبختر، وقد سبق للمصنف أيضا في زبتر. ورفاعة بن زنتر، كجعفر: صحابي، قال شيخنا: هذا اللفظ منه إلى قوله وأحمد بن سعيد الزنتري قدر سطر وجد في نسخة من أصول المصنف، وعلى لفظ رفاعة دائرة، كذا. وعلى الزنتري الذي هو وصف سعيد دائرة أخرى كذلك، وكلاهما بالحمرة، وعلى ما بينهما ضرب بخط المصنف. وفي نسخة أخرى بعد قوله: والضخم من السفن، وضبط بالموحدة. وقال الشيخ عبد الباسط البلقيني: اعلم أن ما بين الصفرين يعني الدائرتين السابقتين ملحق في خط المصنف بالهامش، وضبطه فيه بالقلم ابن زنبر والزنبري وبشر الزنبري الجامع، بالموحدة وأخرج له تخريجة علم لها آخر مادة زنبر، وبعد السفن، وتخريجه في مادة زنتر بالفوقية بعد تبختر، فلعله الحق، أو لأن ذلك بالباء، ثم عدل عن ذلك وأقر الضبط سهوا، والله أعلم، انتهى. قلت: والذي حققه الحافظ ابن حجر في تبصير المنتبه هذه الأسامي المذكورة من رفاعة إلى أحمد ابن مسعود كلها بالموحدة قولا واحدا، فالظاهر أن المصنف ظهر له بعد ذلك الصواب، فعمل بخطه الدائرتين للإيقاف والتنبيه على أنها بالموحدة دون الفوقية، كما سنذكره. ومبشر بن عبد المنذر بن زنتر، الصواب زنبر، بالموحدة: بدري قتل يومئذ، وقيل: قتل بأحد. وأبو زنتر، الصواب أبو زنبر، بالموحدة: جد أبي عثمان سعيد بن داوود بن أبي زنتر الزنتري، والصواب بالموحدة، قال الحافظ: وأبوه داوود بن سعيد بن أبي زنبر، يروي هو وابنه مالك. قلت: وقال ابن الأثير: لا يحتج به. وأحمد بن مسعود بن عمرو بن إدريس بن عكرمة أبو بكر الزنتري والصواب الزنبري: محدث، يروي عن الربيع وطبقته، وعنه الطبراني. وأما محمد بن بشر الزبيري العكري الراوي عن بحر بن نصير الخولاني فوهم فيه ابن نقطة، والصواب بالباء الموحدة لأنه من آل الزبير. قلت: وفي التبصير للحافظ: محمد بن بشر الزنبري، عن بحر بن نصير الخولاني، كذا ضبطه بن نقطة، وإنما هو من موالي آل الزبير. قال ابن يونس الحافظ: ولاؤه لعتيق ابن مسلمة الزبيري، وكذا ضبطه الصوري بالضم، قال الحافظ: ذكر القطب الحلبي في ترجمته أن ابن يونس نص على أنه مولى عتيق بن مسلمة الزبيري، قال: وعتيق هذا هو ابن مسلمة بن عتيق هذا هو ابن مسلمة بن عتيق بن عامر بن عبد الله بن الزبير. قال: وقد وقع مقيدا في أصول كتاب ابن يونس وغيرها الزنبري، بالفتح والنون، فيحتمل أن يكون عتيق المذكور زنبريا بالنسب، زبيريا بالحلف أو النزول أو غير ذلك من المعاني. والله أعلم. ما قاله المصنف لا يخلو عن تأمل.

ز ن ج ر
زنجار، بالكسر، أهمله الجوهري، وهو اسم د، نقله الصاغاني. وزنجور، كعصفور: ضرب من السمك، وهي الزجور التي تقدم عن ابن دريد أنه ليس بثبت. والزنجير والزنجيرة، بكسرهما: البياض الذي على أظفار الأحداث، ويسمى أيضا الفوف والوبش، قاله أبو زيد. وزنجر: قرع بين ظفر إبهامه وظفر سبابته. وقال الليث: زنجر فلان لك إذا قال بظفر إبهامه ووضعها على ظفر سبابته ثم قرع بينهما في قوله: ولا مثل هذا، واسم ذلك الزنجير، وأنشد:

فأرسلت إلى سلمى     بأن النفس مشغوفه
فما جادت لنا سلمى
   بزنجير ولا فوفـه

صفحة : 2901

وقال ابن الأعرابي: الزنجيرة: ما يأخذ طرف الإبهام من رأس السن إذا قال: ما لك عندي شيء ولاذه.

ومما يستدرك عليه: الزنجير: قلامة الظفر، كالزنقير، وهما دخيلان، ذكره الأزهري في التهذيب في الرباعي. وزنجار، بالكسر، هو المتولد في معادن النحاس، وأقواه المتخذ من التوبال، وهو معرب زنكار، بالفتح، وغير إلى الكسر حال التعريب، قاله الصاغاني. وتفصيله في كتب الطب.

ز ن ج ف ر
الزنجفر، بالضم: صبغ، م، أي معروف، وهو أحمر يكتب به ويصبع، قوته كقوة الإسفيداج، وقيل: قوة الشازنج، وهومعدني ومصنوع. أما المعدني فهو استحالة شيء من الكبريت إلى معدن الزئبق، وأما المصنوع فأنواع، وليس هذا محله. وأبو عبد الله محمد بن عبيد الله بن أحمد البغدادي الزنجفري، نسب إلى عمله: شاعر حسن القول، مات سنة 342.

ز ن خ ر
زنخر بمنخره: نفخ فيه، قيل: النون زائدة، وأصله زخر الشيء، إذا ملأه.

ز ن ق ر
الزنقير، بالكسر، أهمله الجوهري. وقال ابن دريد: هو قلامة الظفر، وهو القطعة منها، وهو دخيل، صرح به الأزهري. والزنقير: القشرة على النواة. ويقال من ذلك: ما رزأته زنقيرا، أي شيئا. وقيل: الزنقير: النقر على الأسنان، نقله الصاغاني.

ز ن ه ر
زنهر إلي بعينه: اشتد نظره وأخرج عينه، وهو مزنهر ومزنر ومبندق ومحلق، بمعنى واحد، نقله الأزهري عن النوادر.
ز و ر
الزور، بالفتح: الصدر، وبه فسر قول كعب بن زهير:

في خلقها عن بنات الزور تفضيل وبناته: ما حواليه من الأضلاع وغيرها. وقيل: وسط الصدر أو أعلاه. وهو ما ارتفع منه إلى الكتفين، أو هو ملتقى أطراف عظام الصدر حيث اجتمعت، وقيل: هو جماعة الصدر من الخف، والجمع أزوار. ويستحب في الفرس أن يكون في زوره ضيق، وأن يكون رحب اللبان، كما قال عبد الله بن سليمة:

ولقد غدوت على القنيص بشيظم     كالجذع وسط الجنة المغروس
متقارب الثفنات ضـيق زوره
     رحب اللبان شديد طي ضريس

أراد بالضريس الفقار. قال الجوهري، وقد فرق بين الزور واللبان كما ترى. والزور: الزائر، وهو الذي يزورك. يقال: رجل زور، وفي الحديث إن لزورك عليك حقا وهو في الأصل مصدر وضع موضع الاسم، كصوم ونوم، بمعنى صائم ونائم. والزور: الزائرون، اسم للجمع، وقيل: جمع زائر. رجل زور، وامرأة زور، ونساء زور. يكون للواحد والجميع والمذكر والمؤنث بلفظ واحد، لأنه مصدر، قال:

حب بالزور الذي لا يرى     منه إلا صفحة عن لمام وقال في نسوة زور:

ومشيهن بالكثيب مـور
كما تهادى الفتيات الزور

صفحة : 2902

كالزوار والزور، كرجاز وركع. وقال الجوهري: ونسوة زور وزور، مثل نوح ونوح: زائرات. والزور: عسيب النحل، هكذا بالحاء المهملة في غالب النسخ، والصواب بالمعجمة. وهكذا ضبطه الصاغاني وقال: هو بلغة أهل اليمن.والزور: العقل. ويضم، وقد كرره مرتين، فإنه قال بعد هذا بأسطر: والرأي والعقل: وسيأتي هناك. والزور: مصدر زاره يزوره زورا، أي لقيه بزوره، أو قصد زوره أي وجهته، كما في البصائر، كالزيارة، بالكسر والزوار، بالضم، والمزار، بالفتح، مصدر ميمي، وقد سقط من بعض النسخ. والزور للقوم: السيد والرئيس كالزوير، كأمير، والزوير، كزبير. يقال هذا زوير القوم، أي رئيسهم وزعيمهم. وقال ابن الأعرابي: الزوير: صاحب أمر القوم، وأنشد:

بأيدي رجال لا هوادة بينـهـم      يسوقون للموت الزوير اليلنددا والزور مثال خدب وهجف. والزور: الخيال يرى في النوم. والزور: قوة العزيمة، والذي وقع في المحكم والتهذيب: الزور: العزيمة، ولا يحتاج إلى ذكر القوة فإنها معنى آخر. والزور: الحجر الذي يظهر لحافر البئر فيعجز عن كسره فيدعه ظاهرا. وقال بعضهم: الزور: صخرة، هكذا أطلق ولم يفسر. والزور: واد قرب السوارقية. ويوم الزور، ويقال: يوم الزورين، ويوم الزورين لبكرعلى تميم. قال أبو عبيدة:

لأنهم أخذوا بعيرين. ونص أبي عبيدة: بكرين مجللين فعقلوهما، أي قيدوهما، وقالوا: هذان زورانا أي إلهانا لن نفر. ونص أبي عبيدة فلا نفر حتى يفرا، وهزمت تميم ذلك اليوم، وأخذ البكران فنحر أحدهما وترك الآخر يضرب في شولهم. قال الأغلب العجلي يعيبهم بجعل البعيرين ربين لهم.

جاءوا بزوريهم وجئنا بالأصم وقال أبو عبيدة معمر بن المثنى: إن البيت ليحيى بن منصور وأنشد قبله:

كانت تميم معشرا ذوي كرم
غلصمة من الغلاصيم العظم
ما جبنوا ولا تولوا من أمـم
قد قابلوا لو ينفخون في فحم
جاءوا بزوريهم وجئنا بالأصم
شيخ لنا كالليث من باقي إرم

الأصم: هو عمرو بن قيس بن مسعود بن عامر، رئيس بكر بن وائل في ذلك اليوم. والزور بالضم: الكذب، لكونه قولا مائلا عن الحق. قال تعالى: واجتنبوا قول الزور وبه فسر أيضا الحديث: المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور .

والزور: الشرك بالله تعالى، وقد عدلت شهادة الزور الشرك بالله، كما جاء في الحديث لقوله تعالى: والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ثم قال بعدها: والذين لا يشهدون الزور وبه فسر الزجاج قوله تعالى: والذين لا يشهدون الزور . وقيل: إن المراد به في الآية مجالس اليهود والنصارى عن الزجاج أيضا، ونص قوله: مجالس النصارى. والزور: الرئيس، قاله شمر، وأنشد:

إذ أقرن الزوران زور رازح
رار وزور نقـيه طـلافـح

صفحة : 2903

وزعيم القوم، لغة في الزور، بالفتح، فلو قال هنا: ويضم، كان أحسن. والسيد والرئيس والزعيم بمعنى. وقيل في تفسير قوله تعالى والذين لا يشهدون الزور إن المراد به مجلس الغناء، قاله الزجاج أيضا. ونصه مجالس الغناء. وقال ثعلب: الزور هنا: مجالس اللهو. قال ابن سيده: ولا أدري كيف هذا إلا أن يريد بمجالس اللهو هنا الشرك بالله. قال: والذي جاء في الرواية: الشرك، وهو جامع لأعياد النصارى وغيرها. ومن المجاز: ما لكم تعبدون الزور ? وهو كل ما يتخذ ربا ويعبد من دون الله تعالى، كالزون بالنون. وقال أبو سعيد: الزون: الصنم وسيأتي. وقال أبو عبيدة: كل ما عبد من دون الله فهو زور. قلت: ويقال: إن الزور صنم بعينه كان مرصعا بالجوهر في بلاد الدادر. وعن أبي عبيدة: الزور: القوة. يقال: ليس لهم زور، أي ليس لهم قوة. وحبل له زور، أي قوة: وهذا وفاق وقع بين لغة العرب والفرس، وصرح الخفاجي في شفاء الغليل بأنه معرب. ونقل عن سيبويه وغيره من الأئمة ذلك، وظن شيخنا أن هذا جاء به المصنف من عنده فتمحل للرد عليه على عادته، وإنما هو نص كلام أبي عبيدة، وناهيك به. ثم إن الذي في اللغة الفارسية إنما هو زور بالضمة الممالة لا الخالصة ولم ينبهوا على ذلك. والزور: نهر يصب في دجلة. والزور: الرأي والعقل، يقال: ماله زور زور ولا صيور، بمعنى، أي ماله رأي وعقل يرجع إليه، بالضم عن يعقوب، والفتح عن أبي عبيد. وقال أبو عبيد: وأراه إنما أراد لا زبر له فغيره إذ كتبه. والزور: التهمة والباطل. وقيل: شهادة الباطل وقول الكذب، ولم يشتق منه تزوير الكلام، ولكنه اشتق من تزوير الصدر، وقد تكرر ذكر شهادة الزور في الحديث، وهي من الكبائر. والزور: جمع الأزور، وهو المائل الزور، ومنه شعر عمر:

بالخيل عابسة زورا مناكبها كما يأتي. والزور: لذة الطعام وطيبه. والزور: لين الثوب ونقاؤه. وزور: اسم ملك بنى مدينة شهر زور، ومعناه مدينة زور. والزور. بالتحريك: الميل، وهو مثل الصعر. وقيل: الزور في غير الكلاب: ميل ما، لا يكون معتدل التربيع، نحو الكركرة واللبدة. وقيل: الزور: عوج الزور، أي وسط الصدر. أو هو إشراف أحد جانبيه على الآخر، وقد زور زورا. والأزور: من به ذلك. والمائل. يقال: عنق أزور، أي مائل. وكلب أزور: قد استدق جوشن صدره وخرج كلكله كأنه قد عصر جانباه. وقيل: الزور في الفرس: دخول إحدى الفهدتين وخروج الأخرى. والأزور: الناظر بمؤخر عينيه لشدته وحدته. أو الأزور: البعير الذي يقبل على شق إذا اشتد السير وإن لم يكن في صدره ميل. والزور، كهجف: السير الشديد. قال القطامي:

يا ناق خبي خببا زورا
وقلبي منسمك المغبرا

وقيل: الزور: الشديد، فلم يخص به شيء دون شيء. والزور أيضا: البعير الصلب المهيأ للأسفار. يقال: ناقة زورة أسفار، أي مهيأة للأسفار معدة. ويقال فيها ازورار من نشاطها. وقال بشير ابن النكث:

عجل لها سقاتها يا ابن الأغر
وأعلق الحبل بذيال زور

والزوار والزيار، بالواو والياء ككتاب: كل شيء كان صلاحا لشيء وعصمة، وهو مجاز. قال ابن الرقاع:

كانوا زوارا لأهل الشام قد علموا     لما رأوا فيهم جورا وطغـيانـا

صفحة : 2904

قال ابن الأعرابي: زوار وزيار: عصمة، كزيار الدابة. والزوار والزيار: حبل يجعل بين التصدير والحقب يشد من التصدير إلى خلف الكركرة حتى يثبت لئلا يصيب الحقب الثيل فيحتبس بوله، قاله أبو عمرو. وقال الفرزدق:

بأرحلنا يجدن وقد جعلنا     لكل نجيبة منها زيارا ج أزورة. وفي حديث الدجال رآه مكبلا بالحديد بأزورة . قال ابن الأثير: هي جمع زوار وزيار، المعنى أنه جمعت يداه إلى صدره وشدت. وزرت البعير أزوره زوارا: شددته به، من ذلك. وأبو الحسين علي بن عبد الله ابن بهرام الزياري الأستراباذي: محدث يروي عن إبراهيم بن زهير الحلواني، مات سنة 342، كذا في التبصير للحافظ ابن حجر. والزوراء: اسم مال كان لأحيحة بن الجلاح الأنصاري: وقال:

إني أقيم على الزوراء أعمرهـا     إن الكريم على الإخوان ذو المال ومن المجاز: الزوراء: البئر البعيدة القعر. قال الشاعر:

إذ تجعل الجار في زوراء مظلمة     زلخ المقام وتطوي دونه المرسا وقيل: ركية زوراء: غير مستقيمة الحفر. والزوراء: القدح، قال النابغة:

وتسقى إذا ما شئت غير مصرد     بزوراء في حافاتها المسك كانع والزوراء: إناء، وهو مشربة من فضة مستطيلة مثل التلتلة. ومن المجاز: رمى بالزوراء، أي القوس. وقوس زوراء: معطوفة. وقال الجوهري: ودجلة بغداد تسمى الزوراء. والزوراء: بغداد أو مدينة أخرى بها في الجانب الشرقي ؛ لأن أبوابها الداخلة جعلت مزورة، أي مائلة عن الأبواب الخارجة وقيل لازورار قبلتها. والزوراء: ع بالمدينة قرب المسجد الشريف، وقد جاء ذكره في حديث الزهري عن االسائب. والزوراء: دار كانت بالحيرة بناها النعمان بن منذر، هدمها أبو جعفر المنصور في أيامه. والزوراء: البعيدة من الأراضي قال الأعشى:

يسقي ديارا لها قد أصبحت غرضا     زوراء أجنف عنها القود والرسل والزوراء: أرض عند ذي خيم، وهي أول الدهناء وآخرها هريرة. والزارة: الجماعة الضخمة من الناس والإبل والغنم. وقيل: هي من الإبل والناس: ما بين الخمسين إلى الستين. والزارة من الطائر: الحوصلة، عن أبي زيد، كالزاورة، بفتح الواو، والزاوورة وزاورة القطاة: ما حملت فيه الماء لفراخها. وزارة: حي من أزد السراة، نقله الصاغاني. والزارة: ة كبيرة بالبحرين ومنها مرزبان الزارة، وله حديث معروف. قال أبو منصور: وعين الزارة بالبحرين معروفة. والزارة: ة بالصعيد، وسبق للمصنف في زر أنها كورة بها فلينظر.

وزارة: ة، بأطرابلس الغرب. منها إبراهيم الزاري التاجر المتمول، كذا ضبطه السلفي ووصفه. وزارة: ة من أعمال اشتيخن منها يحيى بن خزيمة الزاري، ويقال: هي بغير هاء، روى عن الدارمي، وعنه طيب بن محمد السمرقندي، قال الحافظ ابن حجر: ضبطه أبو سعد الإدريسي هكذا، حكاه ابن نقطة. وأما السمعاني فذكره بتكرير الزاي. والزير، بالكسر: الزر. قال الأزهري: ومن العرب من يقلب أحد الحرفين المدغمين ياء فيقول في مر: مير، وفي زر زير وفي رز ريز. والزير: الكتان. قال الحطيئة:

وإن غضبت خلت بالمشفرين     سبائخ قطن وزيرا نـسـالا

صفحة : 2905

والقطعة منه زيرة، بهاء، والجمع أزوار. والزير: الدن، والجمع أزيار، أعجمي، أو الزير: الحب الذي يعمل فيه الماء، بلغة العراق. وفي حديث الشافعي رضي الله عنه كنت أكتب العلم وألقيه في زير لنا . والزير: العادة، أنشد يونس:

تقول الحارثية أم عمرو     أهذا زيره أبدا وزيري قال: معناه أهذا دأبه أبدا ودأبي. والزير: رجل يحب محادثة النساء ويحب مجالستهن ومخالطتهن، سمي بذلك لكثرة زيارته لهن. ويحب الثاني مستدرك. وقيل الزير: المخالط لهن في الباطل، وقيل: هو الذي يخالطهن ويريد حديثهن. بغير شر أو به. وأصله الواو، وجعله شيخ الإسلام زكريا في حواشيه على البيضاوي مهموزا، وهو خلاف ما عليه أئمة اللغة. وفي الحديث: لا يزال أحدكم كاسرا وساده يتكئ عليه ويأخذ في الحديث فعل الزير . ج أزوار وزيرة، وأزيار، الأخيرة من باب عيد وأعياد. وهي زير أيضا. تقول: امرأة زير رجال. قاله الكسائي، وهو قليل أو خاص بهم، أي بالرجال ولا يوصف به المؤنث، قاله بعضهم، وهو الأكثر. ويأتي في الميم أن التي تحب محادثة الرجال يقال لها: مريم. قال رؤبة:

قلت لزير لم تصله مريمه والزير: الدقيق من الأوتار، أو أحدها وأحكمها فتلا. وزير المزهر مشتق منه. والزيرة، بهاء: هيئة الزيارة. يقال: فلان حسن الزيرة. والزير، كسيد، هكذا في النسخ، والصواب ككتف، كما ضبطه الصاغاني: الغضبان المقاطع لصاحبه، عن ابن الأعرابي. قال الأزهري. أرى أصله الهمز، من زئر الأسد، فخفف. وزورة، بالضم، ويفتح: ع، قرب الكوفة. والزورة، بالفتح: البعد، وهو من الازورار قال الشاعر:

وماء وردت على زورة     أي على بعد. والزورة: الناقة التي تنظر بمؤخر عينها لشدتها وحدتها، قال صخر الغي:

وماء وردت عـلـى زورة     كمشي السبنتى يراح الشفيفا هكذا فسره أبو عمرو. ويروى: زورة، بالضم، والأول أعرف. ويوم الزوير، كزبير: م، أي معروف، وكذا يوم الزويرين. وأزاره: حمله على الزيارة وأزرته غيرى. وزور تزويرا: زين الكذب، وكلام مزور: مموه بالكذب. ومن المجاز: زور الشيء: حسنه وقومه. وأزال زوره: اعوجاجه. وكلام مزور، أي محسن. وقيل: هو المثقف قبل أن يتكلم به، ومنه قول عمر رضي الله عنه: ما زورت كلاما لأقوله إلا سبقني به أبو بكر . أي هيأت وأصلحت. والتزوير: إصلاح الشيء. وسمع ابن الأعرابي يقول: كل إصلاح من خير أو شر فهو تزوير. وقال أبو زيد: التزوير: التزويق والتحسين. وقال الأصمعي: التزوير: تهيئة الكلام وتقديره، والإنسان يزور كلاما، وهو أن يقومه ويتقنه قبل أن يتكلم به. وزور الزائر تزويرا: أكرمه قال أبو زيد: زوروا فلانا، أي اذبحوا له وأكرموه. والتزوير: أن يكرم المزور زائره. زور الشهادة: أبطلها، وهو راجع إلى تفسير قول القتال:

ونحن أناس عودنا عود نبعة     صليب وفينا قسوة لا تزور

صفحة : 2906

قال أبو عدنان: أي لا نغمز لقسوتنا ولا نستضعف. فقوله: زورت شهادة فلان، معناه أنه استضعف فغمز، وغمزت شهادته فأسقطت. وفي الخبر الحجاج قال: رحم الله امرأ زور نفسه على نفسه قيل: قومها وحسنها. وقيل: اتهمها على نفسه. وقيل: وسمها بالزور، كفسقه وجهله. وتقول: أنا أزورك على نفسك، أي أتهمك عليها. وأنشد ابن الأعرابي:

به زور لم يستطعه المزور والمزور من الإبل، كمعظم: الذي إذا سله المذمر - كمحدث وقد تقدم - من بطن أمه اعوج صدره فيغمزه ليقيمه فيبقى فيه من غمزه أثر يعلم منه أنه مزور، قاله الليث. واستزاره: سأله أن يزوره، فزاره وازداره. وتزاور عنه تزاورا عدل وانحرف. وقرئ تزاور عن كهفهم ، وهو مدغم تتزاور كازور وازوار، كاحمر واحمار. وقرئ تزور ومعنى الكل: تميل، عن الأخفش. وقد ازور عنه. ازورارا. وازوار عنه ازويرارا. تزاور القوم: زار بعضهم بعضا، وهم يتزاورون، وبينهم تزاور. وزوران، بالفتح: جد أبى بكر محمد بن عبد الرحمن البغدادي، سمع يحيى بن هاشم السمسار. وقول المصنف: التابعي كذا في سائر الأصول خطأ، فإن محمد بن عبد الرحمن هذا ليس بتابعي كما عرفت. والصواب أنه سقط من الكاتب، وحقه بعد عبد الرحمن: والوليد بن زواران. فإنه تابعي يروى عن أنس. وشذ شيخنا فضبطه بالضم نقلا عن بعضهم عن الكاشف، والصواب أنه بالفتح، كما صرح به الحافظ ابن حجر والأمير وغيرهما، ثم إن قول المصنف إن زوران جد محمد وهم، بل الصواب أنه لقب محمد. ثم اختلف في الوليد بن زوران، فضبطه الأمير بتقديم الراء على الواو، وجزم المزي في التهذيب أنه بتقديم الواو كما هنا. وبالضم عبد الله بن علي بن زوران الكازروني، عن أبى الصلت المجير، ووقع في التكملة، علي بن عبد الله بن زوران. وإسحاق ابن زوران السيرافي الشافعي، محدثون.

ومما يستدرك عليه: منارة زوراء: مائلة عن السمت والقصد. وفلاة زوراء: بعيدة فيها ازورار، وهو مجاز. وبلد أزور، وجيش أزور. قال الأزهري: سمعت العرب تقول للبعير المائل السنام: هذا البعير زور. وناقة زورة: قوية غليظة. وفلاة زورة: غير قاصدة. وقال أبو زيد: زور الطائر تزويرا: ارتفعت حوصلته، وقال غيره: امتلأت. ورجل زوار وزوارة، بالتشديد فيهما: غليظ إلى القصر. قال الأزهري: قرأت في كتاب الليث في هذا الباب: يقال للرجل إذا كان غليظا إلى القصر ما هو: إنه لزوار وزوارية. قال أبو منصور ؛ وهذا تصحيف منكر، والصواب: إنه لزواز وزوازية بزاءين. قال: قال ذلك أبو عمرو وابن الأعرابي وغيرهما. وازداره: زاره، افتعل من الزيارة. قال أبو كبير:

فدخلت بيتا غير بـيت سـنـاخة      وازدرت مزدار الكريم المفضل والزورة: المرة الواحدة. وامرأة زائرة من نسوة زور، عن سيبويه، وكذلك في المذكر، كعائذ وعوذ، ورجل زوار وزؤور ككتان وصبور. قال:

إذا غاب عنها بعلها لم أكن لها     زؤورا ولم تأنس إلي كلابها

صفحة : 2907

وقال بعضهم: زار فلان فلانا، أي مال إليه. ومنه تزاور عنه، أي مال. وزور صاحبه تزويرا: أحسن إليه وعرف حق زيارته. وفي حديث طلحة أزرته شعوب فزارها أي أوردته المنية، وهو مجاز. وأنا أزيركم ثنائي، وأزرتكم قصائدي، وهو مجاز. والمزار، بالفتح: موضع الزيارة. وزور يزور، إذا مال. ويقال للعدو: الزاير، وهم الزايرون وأصله الهمز، ولم يذكره المصنف هناك. وبالوجهين فسر بيت عنترة:

حلت بأرض الزايرين فأصبحت     عسرا علي طلابك ابنة مخرم وقد تقدمت الإشارة إليه. وزارة الأسد: أجمته. قال ابن جني. وذلك لاعتياده إياها وزوره لها. وذكره المصنف في زأر. والزار: الأجمة ذات الحلفاء والقصب والماء. وكلام متزور: محسن. قال نصر بن سيار:

أبلغ أمير المؤمـنـين رسـالة     تزورتها من محكمات الرسائل أي حسنتها وثقفتها. وقال خالد بن كلثوم: التزوير: التشبيه. وزارة: موضع، قال الشاعر:

وكأن ظعن الحي مدبرة     نخل بزارة حمله السعد وفي الأساس: تزور: قال الزور. وتزوره: زوره لنفسه. وألقى زوره: أقام. وكلمة زوراء: دنية معوجة. وهو أزور عن مقام الذل: أبعد.

واستدرك شيخنا: زاره: زوج ماسخة القواس، كما نقله السهيلي وغيره، وتقدمت الإشارة إليه في مسخ. قلت: ونهر زاور كهاجر، نهر متصل بعكبراء، وزاور: قرية عنده. والزور، بالفتح: موضع بين أرض بكر بن وائل. وأرض تميم، على ثلاثة أيام من طلح. وجبل يذكر مع منور، وجبل آخر في ديار بني سليم في الحجاز.

ز ه ر

صفحة : 2908

الزهرة، ويحرك: النبات، عن ثعلب. قال ابن سيده: وأراه إنما يريد نوره، الواحد زهرة مثل تمر وتمرة. ثم أن الذي روي عن ثعلب في معنى النبات إنما هو الزهرة بالفتح فقط. وأما التحريك ففي الذي بعده وهو النور، ففي كلام المصنف نظر، وأنكر شيخنا ما صدر به المصنف، وادعى أنه لا قائل به أحد مطلقا، ولا يعرف في كلامهم. وهو موجود في المحكم، ونسبه إلى ثعلب، وتبعه المنصف، فتأمل. أو النور الأبيض. والزهر: الأصفر منه، وذلك لأنه يبيض ثم يصفر، قاله ابن الأعرابي، ونقله ابن قتيبة في المعارف: وقيل: لا يسمى الزهر حت يتفتح، وقبل التفتيح هو برعوم، كما في المصباح. وخص بعضهم به الأبيض، كما في المحكم. ج زهر، بإسقاط الهاء، وأزهار، وجج، أي جمع الجمع أزاهير.والزهرة من الدنيا: بهجتها ونضارتها. وفي المحكم: غضارتها، بالغين، وفي المصباح: زهرة الدنيا - مثل تمرة لا غير -: متاعها أو زينتها. واغتر به شيخنا فأنكر التحريك فيها مطلقا، وعزاه لأكثر أئمة الغريب، ولا أدري كيف ذلك. ففي المحكم: زهرة الدنيا وزهرتها: حسنها وبهجتها وغضارتها. وفي التنزيل العزيز زهرة الحياة الدنيا قال أبو حاتم: زهرة الحياة الدنيا بالفتح، وهي قراءة العامة بالبصرة، وقال: وزهرة هي قراءة أهل الحرمين، وأكثر الآثار على ذلك. ففي الحديث إن أخوف ما أخاف عليكم من زهرة الدنيا وزينتها أي حسنها وبهجتها وكثرة خيرها. والزهرة بالضم: البياض: عن يعقوب. وزاد غيره: النير، وهو أحسن الألوان. وقد زهر، كفرح، زهرا، وزهر، مثل كرم، وهو أزهر بين الزهرة، وزاهر. وهو بياض عتق. ونقل السهيلي في الروض عن أبي حنيفة: الزهرة: الإشراق في أي لون كان، وأنشد في لون الحوذان وهو أصفر:

ترى زهر الحوذان حول رياضه     يضئ كلون الأتحمي المورسش

صفحة : 2909

وزهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب: أبو حي من قريش، وهم أخوال النبي صلى الله عليه وسلم، ومنهم أمه، وهي السيدة آمنة ابنة وهب بن عبد مناف بن زهرة: واختلف في زهرة هل هو اسم رجل أو امرأة. فالذي ذهب إليه الجوهري في الصحاح وابن قتيبة في المعارف أنه اسم امرأة، عرف بها بنو زهرة. قال السهيلي: وهذا منكر غير معروف، إنما هو اسم جدهم، كما قاله ابن إسحاق. قال هشام الكلبي واسم زهرة المغيرة. وزهرة اسم أم الحياء الأنبارية المحدثة. وبنو زهرة: شيعة بحلب، بل سادة نقباء علماء فقهاء محدثون، كثر الله من أمثالهم، وهو أكبر بيت من بيوت الحسين. وهم أبي الحسن زهرة بن أبي المواهب علي بن أبي سالم محمد بن أبي إبراهيم محمد الحراني، وهو المنتقل إلى حلب، وهو ابن أحمد الحجازي بن محمد بن الحسين - وهو الذي وقع إلى حران - بن إسحاق بن محمد المؤتمن بن الإمام جعفر الصادق الحسيني الجعفري. وجمهور عقب إسحاق بن جعفر ينتهي إلى أبي إبراهيم المذكور. قال العمري النسابة كان أبو إبراهيم عالما فاضلا لبيبا عاقلا، ولم تكن حاله واسعة، فزوجه أبو عبد الله الحسنى الحراني بن عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن علي الطبيب العلوي العمري بنته خديجة، وكان الحسين العمري متقدما بحران مستوليا عليها، وقوي أمر أولاده حتى استولوا على حران وملكوها على آل وثاب. قال: فأمد الحسين العمري أبا إبراهيم بماله وجاهه، وخلف أولادا سادة فضلاء. هذا كلامه. وقال الشريف النجفي في المشجر: وعقبه من رجلين: أبي عبد الله جعفر نقيب حلب، وأبي سالم محمد. قلت: وأعقب أبو سالم من أبي المواهب علي، وهو من أحمد وزهرة. قال: أحمد هذا ينتسب إليه الإمام الحافظ شرف الدين أبو الحسين علي بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن عيسى بن أحمد، وآل بيته، وأعقب زهرة من أبي سالم علي والحسن. فمن ولد علي الشريف أبي المكارم حمزة بن علي المعروف بالشريف الطاهر. قال ابن العديم في تارخ حلب: كان فقيها أصوليا نظارا على مذهب الإمامية. وقال ابن أسعد الجواني: الشريف الطاهر عز الدين أبو المكارم حمزة، ولد في رمضان سنة 511 وتوفي بحلب سنة 585. قلت: ومن ولده الحافظ شمس الدين أبو المحاسن محمد بن علي بن الحسن بن حمزة تلميذ الذهبي، توفي سنة 765 ومن ولده محدث الشام الحافظ كمال الدين محمد بن حمزة بن أحمد بن علي بن محمد تلميذ الحافظ بن حجر العسقلاني، وآل بيتهم.

صفحة : 2910

وأما الحسن بن زهرة فمن ولده النقيب الكاتب أبو علي الحسن بن زهرة، سمع بحلب من النقيب الجواني والقاضي أبي المحاسن بن شداد، وكتب الإنشاء للملك الظاهر غازي بن الناصر صلاح الدين، وتولى نقابة حلب، ترجمه الصابوني في تتمة إكمال الإكمال. وولداه أبو المحاسن عبد الرحمن وأبو الحسن علي سمعا الحديث مع والدهما وحدثا بدمشق. ومنهم الحافظ النسابة الشريف عز الدين أبو القاسم أحمد بن محمد بن عبد الرحمن نقيب حلب. وفي هذا البيت كثرة، وفي هذا القدر كفاية. وأودعنا تفصيل أنسابهم في المشجرات، فراجعها. وأم زهرة: امرأة كلاب بن مرة، كذا في النسخ وهو غلط. ووقع في الصحاح: وزهرة امرأة كلاب. قال ابن الجواني: هكذا نص الجوهري وهو غلط. وامرأة كلاب اسمها فاطمة بنت سعد بن سيل، فتنبه لذلك. وبالفتح، زهرة بن جوية التميمي، وفي بعض النسخ: حويرية، وهو غلط، ويقال فيه: زهرة بن حويه، بالحاء المهملة المفتوحة وكسر الواو، قيل: إنه تابعي، كما حققه الحافظ، وقيل: صحابي وفده ملك هجر فأسلم، وقتل يوم القادسية جالينوس الفارسي وأخذ سلبه، وعاش حتى شاخ، وقتله شبيب الخارجي أيام الحجاج، قاله سيف. والزهرة، كتؤدة: نجم أبيض مضئ م، أي معروف، في السماء الثالثة قال الشاعر:

وأيقظتني لطلوع الزهره والزهرة: ع بالمدينة الشريفة. وزهر السراج والقمر والوجه والنجم، كمنع، يزهر زهورا، بالضم: تلألأ وأشرق، كازدهر. قال الشاعر:

آل الزبير نجوم يستضاء بهـم    إذا دجا الليل في ظلمائه زهرا وقال آخر:

عم النجوم ضوءه حين بهـر     فغمر النجم الذي كان ازدهر

صفحة : 2911

وزهرت النار زهورا: أضاءت. وأزهرتها أنا. ومن المجاز: يقال: زهرت بك زنادي، أي قويت بك وكثرت، مثل وريت بك زنادي. وثال الأزهري: العرب تقول: زهرت بك زنادي. المعنى: قضيت بك حاجتي. وزهر الزند، إذا أضاءت ناره، وهو زند زاهر. وزهرت الشمس الإبل: غيرتها. والأزهر: القمر، لاستنارته. والأزهر: يوم الجمعة. وفي الحديث أكثروا الصلاة علي في اللية الغراء واليوم الأزهر أي ليلة الجمعة ويومها، كذا جاء مفسرا في الحديث. والأزهر: النير، ويسمى الثور الوحش أزهر. والأزهر: الأسد الأبيض اللون. قال أبو عمرو: الأزهر: المشرق من الحيوان والنبات. وقال شمر: الأزهر من الرجال: الأبيض العتيق البياض، النير الحسن، وهو أحسن البياض كأن له بريقا ونورا يزهر كما يزهر النجم والسراج. وقال غيره: الأزهر: هو الأبيض المستنير المشرق الوجه، وفي صفته صلى الله عليه وسلم كان أزهر اللون ليس بالأبيض الأمهق . وقيل: الأزهر: هو المشوب بالحمرة. والأزهر: الجمل المتفاج المتناول من أطراف الشجر. وفي الحديث سألوه عن جد بني عامر بن صعصعة فقال: جمل أزهر متفاج ، وقد سبقت الإشارة إليه في ف ج ج . و قال أبو عمرو: الأزهر: اللبن ساعة يحلب، وهو الوضح والناهص والصريح.وبإحدى المعاني المذكورة لقب جامع مصر بالأزهر، عمره الله تعالى إلى يوم القيامة. وأزهر بن منقر، ويقال منقذ: من أعراب البصرة، أخرجه الثلاثة. و أزهر بن عبد عوف بن الحارث بن زهرة الزهري. وأزهر بن قيس، روى عنه حرز بن عثمان حديثا ذكره ابن عبد البر: صحابيون. و أزهر بن خميصة: تابعي عن أبي بكر الصديق. قال ابن عبد البر: في صحبته نظر. والأزهران: القمران، وكلاهما على التغليب، وهما الشمس والقمر، لنورهما، وقد زهر يزهر زهرا، وزهر، فيهما، وكل ذلك من البياض. وأحمر زاهر: شديد الحمرة عن اللحياني. والازدهار بالشيء: الاحتفاظ به. وفي الحديث: أنه أوصى أبا قتادة بالإناء الذي توضأ منه، وقال: ازدهر بهذا فإن له شأنا أي احتفظ به ولا تضيعه واجعله في بالك. و قيل: الازدهار بالشيء: الفرح به وبه فسر ابن الأثير الحديث، وقال: هو من ازدهر، إذا فرح أي ليسفر وجهك وليزهر. وقيل: الازدهار بالشئ: أن تأمر صاحبك أن يجد فيما أمرته، والدال، منقلبة عن تاء الافتعال.وأصل ذلك كله من الزهرة، وهو الحسن والبهجة. قال جرير:

فإنك قين وابن قينين فازدهر     بكيرك إن الكير للقين نافع قال أبو عبيد: وأظن ازدهر كلمة ليست بعربية، كأنها نبطية أو سريانية. وقال أبو سعيد: هي كلمة عربية. وأنشد بيت جرير السابق، وأنشد الأموي:

كما ازدهرت قينة بالشـراع     لأسوارها عل منها اصطباحا أي جدت في عملها لتحظى عند صاحبها، والشراع: الأوتار. وقال ثعلب: ازدهر بها أي احتملها. قال: وهي كلمة سريانية. ويقال: فلان يتضمخ بالساهرية، ويمشي الزاهرية. وهي من سجعات الأساس. قال: الساهرية: الغالية. والزاهرية: التبختر، قال أبو صخر الهذلي:

يفوح المسك منه حين يغدو     ويمشي الزاهرية غير خال

صفحة : 2912

والزاهرية: عين برأس عين - وفي هذه الجملة من اللطافة ما لا يوصف - لا ينال قعرها، أي بعيدة القعر. والزاهر: مستقى بين مكة والتنعيم، وهو الذي يسمى الآن بالجوخي، كما قاله القطبي في التاريخ. وقال السخاوي في شرح العراقية الاصطلاحية: إن الموضع الذي يقال له الفخ هو وادي الزاهر، نقله شيخنا. والزهراء: د بالمغرب بالأندلس قريبا من قرطبة، من أعجب المدن وأغرب المتنزهات، بناه الناصر عبد الرحمن بن الحكم بن هشام بن عبد الرحمن الداخل المرواني، وقد ألف عالم الأندلس الإمام الرحالة ابن سعيد فيه كتابا سماه الصبيحة الغراء في حلى حضرة الزهراء . والزهراء: ع. والزهراء: المرأة المشرقة الوجه والبيضاء المستنيرة المشربة بحمرة. والزهراء: البقرة الوحشية. قال قيس بن الخطيم:

تمشي كمشي الزهراء في دمث ال      روض إلى الحزن دونها الجرف والزهراء: في قول رؤبة بن العجاج الشاعر: سحابة بيضاء برقت بالعشي، لاستنارتها. والزهراوان: البقرة وآل عمران، أي المنيرتان المضيئتان، وقد جاء في الحديث. والزهر، بالكسر: الوطر. تقول: قضيت منه زهري، أي وطري وحاجتي. وعليه خرج بعض أئمة الغريب حديث أبي قتادة السابق. وبالضم: أبو العلاء زهر بن عبد الملك بن زهءر الأندلسي وأقاربه، فضلاء وأطباء. ومنهم من تولى الوزارة، وتراجمهم مشهورة في مصنفات الفتح بن خاقان، ولا سيما المطمح الكبير . قال شيخنا: وفي طبيب ماهر منهم قال بعض أدباء الأندلس على جهة المباسطة، على ما فيه من قلة الأدب والجراءة:

يا ملك الموت وابن زهر    جاوزتما الحد والنهـايه
ترفقا بالـورى قـلـيلا
    في واحد منكما كفـايه

وزهرة، كهمزة، وزهران، كسحبان، وزهير، كزبير: أسماء، وكذا زاهر وأزهر. والزهيرية: ة ببغداد، والصواب أنهما قريتان بها، إحداهما يقال لها: ربض زهير بن المسيب في شارع باب الكوفة. والثانية قطيعة زهير ابن محمد الأبيوردي، إلى جانب القطيعة المعروفة بأبي النجم. وكلتاهما اليوم خراب. والمزهر، كمنبر: العود الذي يضرب به، والجمع مزاهر. وفي حديث أم زرع إذا سمعن صوت المزهر أيقن أنهن هوالك . والمزهر، أيضا: الذي يزهر النار ويرفعها ويقلبها للضيفان. والمزاهر: ع، أنشد ابن الأعرابي للدبيري:

ألا يا حمامات المزاهر طالما      بكيتن لو يرثى لكن رحـيم

صفحة : 2913

وزاهر بن حزام الأشجعي، هكذا ضط في الأصول التي بأيدينا، حزام ككتاب بالزاي، قال الحافظ ابن حجر، وقال عبد الغني: وبالراء أصح. قلت: وهكذا وجدته مضبوطا في تاريخ البخاري. قال: قال هلال بن فياض: حدثنا رافع بن سلمة البصري: سمع أباه عن سالم عن زاهر بن حرام الأشجعي، وكان بدويا يأتي النبي صلى الله عليه وسلم بطرفة أو هدية. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن لكل حاضرة بادية. وإن بادية آل محمد زاهر بن حرام . وزاهر بن الأسود الأسلمي بايع تحت الشجرة، يعد في الكوفيين كنيته أبو مجزأة، صحابيان، وهما في تاريخ البخاري. وازهر النبات، كاحمر، كذا هو مضبوط في سائر الأصول، أي نور. وأخرج زهره، ويدل له ما بعده، كازهار، كاحمار: والذي في المحكم والتهذيب والمصباح: وقد أزهر الشجر والنبات. وقال أبو حنيفة: أزهر النبات - بالألف - إذا نور وظهر زهره. وزهر - بغير ألف - إذا حسن، وازهار النبت، كازهر. قال ابن سيده: وجعله ابن جني رباعيا. وشجرة مزهرة، ونبات مزهر، فليتأمل. وأبو الفضل محمد بن أحمد بن محمد بن إسحاق بن يوسف الزاهري الدندانقاني، محدث، روى عن زاهر السرخسي وعنه ابنه إسماعيل وعن إسماعيل أبو الفتوح الطائي، قاله الحافظ. قلت: وإنما قيل له الزاهري لرلته إلى أبي علي زاهر بن أحمد الفقيه السرخسي وتفقه عليه، وسمع منه الحديث وحدث عنه، وعن أبي العباس المعداني، وعنه ابنه أبو القاسم، وأبو حامد الشجاعي، توفي سنة 429. وأبو العباس أحمد بن محمد بن مفرج النباتي الزهري، بفتح الزاي، كما ضبطه الحافظ، حافظ توفي سنة 637. وأبو علي الحسن بن يعقوب بن السكن بن زاهر الزاهري. إلى جده، البخاري، عن أبي بكر الإسماعيلي وغيره.

ومما يستدرك عليه: الزاهر: الحسن من النبات، والمشرق من ألوان الرجال. والزاهر كالأزهر. والأزهر: الحوار. ودة زهراء: بيضاء صافية، وهو مجاز. والزهر: ثلاث ليال من أول الشهر. وقول العجاج:

ولى كمصباح الدجى المزهور قيل: هو من أزهره الله، كما يقال مجنون، من أجنة. وقيل: أراد به الزاهر. وماء أزهر، ولفلان دولة زاهرة، وهو مجاز. وزهران: أبو قبيلة: وهو ابن كعب ابن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد. منهم من الصحابة جنادة بن أبي أمية. وفي بني سعد بن مالك: زهيرة بن قيس بن ثعلبة، بطن، وفي الرباب زهير بن أقيش، بطن، وبطن آخر من جشم بن معاوية بن بكر. وفي عبس زهير بن جذيمة، وفي طييء زهير بن ثعلبة بن سلامان. وزهرة بن معبد أبو عقيل القرشي، سمع ابن المسيب، وعنه حيوة، وزهرة بن عمرو التيمي، حجازي، عن الوليد بن عمرو، ذكرهما البخاري في التاريخ. وابن أبي أزيهر الدوسي اسمه حناءة ومحمد بن شهاب الزهري، معروف. وأبو عبد الله بن الزهيري، بالفتح، من طبقة ابن الوليد بن الدباغ، ذكره ابن عبد الملك في التكملة. وقال الزجاج: زهرت الأرض، وأزهرت، إذا كثر زهرها. والمزهر، كمحسن: من يوقد النار للأضياف. ذكره أبو سعيد الضرير. وبه فسر قول العاشرة من حديث أم زرع، وقد رد عليه عياض وغيره. والمزهر، كمنبر، أيضا: الدف المربع، نقله عياض عن ابن حبيب في الواضحة. قال: وأنكره صاحب لحن العامة.

ز ي ر

صفحة : 2914

الزير، بالكسر: الدن أو الحب، وقد تقدم، والزيار، بالكسر: ما يزير به البيطار الدابة، وهو شناق يشد به البيطار جحفلة الدابة، أي يلوي جحفلته. وزير الدابة: جعل الزيار في حنكها. وفي الحديث أن الله تعالى قال لأيوب عليه السلام، لا ينبغي أن يخاصمني إلا من يجعل الزيار في فم الأسد قال ابن الأثير: وهو شيء يجعل في فم الدابة إذا استصعبت لتنقاد وتذل. وقيل: الزيار كاللبب للدابة، وقد تقدم في ز و ر بناء على أن ياءها واو.