الباب العاشر: باب الراء - الفصل الثاني عشر: فصل السين المهملة مع الراء: الجزء الثاني

فصل السين المهملة مع الراء

الجزء الثاني

صفحة : 2939

السر. بالكسر: بطن الوادي وأطيبه وأفضل موضع فيه، وكذالك سرارة الوادي ، وقال الأصمعي : السر من الأرض مثل السرارة: أكرمها، وقول الشاعر:

وأغف تحت الأنجم العواتم     واهبط بها منك بسر كاتم قال: السر: أخصب الوادي، وكاتم، أي كامن تراه فيه قد كتم نداه ولم ييبس السر: ما طاب من الأرض وكرم. ولا يخفى أنه تكرار مع قوله آنفا: والسر: الأرض الكريمة.

قال الفراء: السر: خالص كل شيء. بين السرارة، بالفتح ، ولا فعل له، والأصل فيها سرارة الروضة، وهي خير منابتها. السر: واد بطريق حاج البصرة، بين هجر وذات العشر، طوله ثلاثة أيام أو أكثر. السر: مخلاف باليمن. السر ع ببلاد تميم. قيل: السر: واد في بطن الحلة، والحلة من الشريف، بين الشريف وأضاخ عقبة، وأضاخ بين ضرية واليمامة، كالسرار والسرارة، بفتحهما، أي يقال له: وادي السر، ووادي السرار، ووادي السرارة. السر أيضا: ع، بنجد لأسد. والسر، بالضم: ة، بالري، منها زياد بن علي السري الرازي، خال ولد محمد بن مسلم بن رواة، ورفيقه بمصر، سمع من أحمد بن صالح وغيره، كذا في تبصير المنتبه للحافظ بن حجر. قلت: ثقة صدوق.

السر: ع، بالحجاز بديار مزينة، نقله الصاغاني. وسراء، ممدودة مشددة مضمومة، وتفتح: ماء عند وادي سلمى، يقال لأعلاه: ذو الأعشاش، ولأسفله: وادي الحفائر.

السراء: برقة عند وادي أرل بضمتين، وهي مدينة سلمى جبل طيئ سراء: اسم لسر من رأى المدينة الآتي ذكرها. وسرار، ككتاب: ع بالحجاز في ديار بني عبد الله بن غطفان. سرار: ماء قرب اليمامة، أو عين، وفي بعض النسخ: موضع ببلاد تميم، والفتح أثبت.

والسرير، كأمير: عين بديار بني تميم باليمامة، لبني دارم أو بني كنانة، وعلى الثاني اقتصر أهل السير، وصرح به في الروض، وقد جاء ذكره في شعر عروة بن الورد:

سقى سلمى وأين محل سلمى      إذا حلت مجاورة السـرير السرير: اسم مملكة بين بلاد اللان وبين باب الأبواب، كبيرة متسعة، لها سلطان برأسه، وملة ودين مفرد، ذكرها غير واحد من المؤرخين.

السرير، أيضا: واد آخر، ويقال: إن الذي لبني دارم بضم السين وكسر الراء، فتأمل.

والأسارير: محاسن الوجه، والخدان، والوجنتان، وهي شآبيب الوجه أيضا، وسبحات الوجه، واحده سرر، كعنب، وجمعه أسرار، كأعناب، والأسارير: جمع الجمع، كما صرح به في الصحاح، وقد تقدمت الإشارة إليه قريبا.

وسره سرورا وسرا، بالضم، فيهما، وسرى، كبشرى، وتسرة، ومسرة، الرابعة عن السيرافي أفرحه، و قد سر هو، بالضم، فهو مسرور، والاسم السرور، بالفتح، وهو غريب.

قال شيخنا: ولا يعرف ذلك في الأسماء ولا في المصادر، ولم يذكره سيبويه ولا غيره، والمعروف المشهور هو السرور، بالضم.

صفحة : 2940

قلت: وهذا الذي استغربه شيخنا فقد نقله الصاغاني عن ابن الأعرابي: أن السرور، بالفتح، الاسم، وبالضم، المصدر. وقال الجوهري: السرور: خلاف الحزن. قال بعضهم: حقيقة السرور التذاذ وانشراح يحصل في القلب فقط، من غير حصول أثره في الظاهر. والحبور: ما يرى أثره في الظاهر. سر الزند يسره سرا، بالفتح: جعل في طرفه أو جوفه عودا إذا كان أخوف، ليقدح به، قال أبو حنيفة: ويقال: سر زندك، أي احشه ليرى، فإنه أسر، أي أجوف، ومنه: قناه سراء: جوفاء، بينه السرر. سر الصبي يسره سرا: قطع سره، وهو، أي السر، بالضم: ما تقطعه القابلة من سرته، يقال: عرفت ذلك قبل أن يقطع سرك، ولا تقل: سرتك، لأن السرة لا تقطع، وإنما هي الموضع الذي قطع منه السر، كالسرر، بفتحتين والسرر، بكسر ففتح، وكلاهما لغة في السر، يقال: قطع سرر الصبي وسرره، وج: أسرة، عن يعقوب.

وجمع السرة، وهي الوقبة التي في وسط البطن، سرر وسرات. لا يحركون العين، لأنها كانت مدغمة، كذا في الصحاح. وسر الرجل يسر سررا، بفتحهما، أي الماضي والمضارع: اشتكاها، أي السرة. قال شيخنا: وهو مما لا نظير له، ولم يعدوه فيما استثنوه من الأشباه، ولا ذكره أرباب الأفعال ولا أهل التصريف، فإن ثبت مع ذلك فالصواب أنه من تداخل اللغتين. قلت: ونقله صاحب اللسان والصاغاني عن ابن الأعرابي.

وسر من رأى، بضم السين والراء، أي سرور من رأى، ويقال أيضا: سر من رأى بفتحهما، وبفتح الأول وضم الثاني، و يقال فيه أيضا سامرا، مقصورا، ومده البحتري في الشعر لضرورة أو كلاهما لحن ولعت به العامة، لخفتهما على اللسان، ويقال أيضا: ساء من رأى، فهي خمس لغات: د بأرض العراق قرب بغداد، يقال: لما شرع في بنائه أمير المؤمنين ثامن الخلفاء المعتصم بالله أبو إسحاق محمد بن هارون الرشيد ويقال له: المثمن، لأن عمره ثمانية وأربعون سنة، وكان له ثمانية بنين، وثمان بنات، وثمانية آلاف غلام، وثامن الخلفاء، وثامن شخص إلى العباس ثقل ذلك على عسكره، فلما انتقل بهم إليها، هكذا في النسخ، وصوابه إليه، سر كل منهم لرؤيتها أي فرحوا، والصواب لرؤيته، فلزمها هذا الاسم، والصواب فلزمه. والنسبة إليه على القول الأول والثاني سر مرى، بضم السين وفتحها، و على القول الثالث سامرى، بفتح الميم وتكسر، و يقال أيضا: سرى، إلى الجزء الأول منه.

ومنه الحسن بن علي بن زياد المحدث السرى، حدث عن إسماعيل ابن أبي أويس، وعنه أبو بكر الضبعي، وزاد الحافظ بن حجر في التبصير: وأبو حفص عبد الجبار بن خالد السرى، كان بإفريقية، يروى عن سحنون، مات سنة 281.

والسرر، كصرد: ع قرب مكة. السرر، كعنب: ما على الكمأة من القشور والطين، كالسرير، وجمعه، أسرار، قال ابن شميل: الفقع أردأ الكمء طعما، وأسرعها ظهورا، وأقصرها في الأرض سررا، قال: وليس للكمأة عروق، ولكن لها أسرار. والسرر: دملوكة من تراب تنبت فيها. السرر: ع، قرب مكة، على أربعة أميال منها، قال أبو ذؤيب:

بآية ما وقـفـت والـركـا      ب بين الحجون وبين السرر

صفحة : 2941

قيل: كانت به شجرة سر تحتها سبعون نبيا، كما جاء في الحديث عن ابن عمر أن بها سرحة سر تحتها سبعون نبيا ، أي قطعت سررهم به، أي أنهم ولدوا تحتها، فسمي سررا لذلك، فهو يصف بركتها، وفي بعض الأحاديث أنها بالمأزمين من منى، كانت فيه دوحة، وهذا الموضع يسمى وادي السرر، بضم السين وفتح الراء، وقيل: هو بالتحريك، وقيل بالكسر كما ضبطه المصنف، وبالتحريك ضبطه العلامة عبد القادر بن عمر البغدادي اللغوي، في شرح شواهد الرضي. وسرارة الوادي، بالفتح: أفضل مواضعه وأكرمها وأطيبها، كسرته بالضم، وسره، بالكسر، وقد تقدم، فهو تكرار، وسراره كسحاب، قال الأصمعي: سرار الأرض، أوسطه وأكرمه، والسر في الأرض مثل السرارة: أكرمها، وجمع السرار أسرة، كقذال وأقذالة، قال لبيد يرثي قوما:

فشاعهم حمد وزانت قبورهم     أسرة ريحان بقاع مـنـور وجمع السرارة سرائر. والسرة: وسط الوادي وجمعه سرور قال الأعشى:

كبردية الغيل وسط الغـريف      إذا خالط الماء منها السرورا وقال غيره:

فإن أفخر بمجد بني سـلـيم     أكن منها التخومة والسرارا والسرية، بالضم: الأمة التي بوأتها بيتا واتخذتها للملك والجماع منسوبة إلى السر، بالكسر، للجماع، لأن الإنسان كثيرا ما يسرها ويسترها عن حرته، فعلية منه، من تغيير النسب، كما قالوا في الدهر دهري، وفي السهلة سهلي، قيل: إنما ضمت السين للفرق بين الحرة والأمة توطأ، فيقال للحرة إذا نكحت سرا، أو كانت فاجرة: سرية، وللمملوكة يتسراها صاحبها سرية، مخافة اللبس. وقال أبو الهيثم: السر: السرور، فسميت الجارية سرية لأنها موضع سرور الرجل، قال: وهذا أحسن ما قيل فيها. وقيل: هي فعولة من السرو، وقلبت الواو الأخيرة ياء طلب الخفة، ثم أدغمت الواو فيها فصارت ياء مثلها، ثم حولت الضمة كسرة لمجاورة الياء.

وقد تسرر وتسرى، على تحويل التضعيف، وقال الليث: السرية فعلية من قولك: تسررت، ومن قال تسريت فإنه غلط، قال الأزهري: هو الصواب، والأصل تسررت، ولكن لما توالت ثلاث راآت أبدلوا إحداهن ياء، كما قالوا: تظنيت من الظن، وقصيت أظفاري، والأصل قصصت. قال بعضهم: استسر الرجل جاريته، بمعنى تسراها، أي اتخذها سرية، وفي حديث عائشة وذكر لها المتعة فقالت: والله ما نجد في كلام الله إلا النكاح والاستسرار تريد اتخاذ السراري، وكان القياس الاستسراء من تسريت، لكنها ردت الحرف إلى الأصل، وقيل أصلها الياء، من الشيء السري النفيس، وفي الحديث فاستسرني، أي اتخذني سرية، والقياس أن يقول: تسررني، أو تسراني، فأما استسرني فمعناه ألقى إلى سره، قال ابن الأثير: قال أبو موسى: لا فرق بينه وبين حديث عائشة في الجواز. كذا في اللسان. وجمع السرية السراري، بتخفيف الياء وتشديدها، نقله النووي عن ابن السكيت. والسرير، كأمير: م، أي معروف، وهو ما يجلس عليه، ج: أسرة وسرر، الأخر بضمتين. وفي التنزيل العزيز على سرر متقابلين وبعضهم يستثقل اجتماع الضمتين مع التضعيف، فيرد الأول منهما إلى الفتح لخفته فيقول سرر، وكذلك ما أشبهه من الجمع مثل ذليل وذلل، ونحوه.

صفحة : 2942

من المجاز: ضرب سرائر رأسه. وضربوا أسرة روؤسهم، جمع سرير، وهو مستقر الرأس في مركب العنق، وأنشد:

ضربا يزيل الهام عن سريره     إزالة السنبل عن شعـيره. قد يعبر بالسرير عن الملك وأنشد:

وفارق منهـا عـيشة غـيدقـية     ولم يخش يوما أن يزول سريرها من المجاز: السرير: النعمة والعز وخفض العيش ودعته، وما اطمأن واستقر عليه.

السرير: النعش قبل أن يحمل عليه الميت، فإذا حمل عليه فهو جنازة. ونقل شيخنا عن بعض أئمة الاشتقاق: أن السرير مأخوذ من السرور، لأنه غالبا لأولى النعمة والملك، وأرباب السلطنة، وسرير الميت أطلق عليه لشبهه صورة، والتفاؤل، كما قاله الراغب وغيره، وأشار إليه في التوشيح. السرير: ما على الكمأة من الرمل والطين والقشور، والجمع أسرار، وفي التكملة: ما على الأكمة، ومثله في بعض النسخ.

السرير: المضطجع، أي الذي يضطجع عليه. السرير شحمة البردى، كالسرار، ككتاب، وبه فسر قول الأعشى الآتي في إحدى روايتيه. سرير كزبير: واد بالحجاز موضع آخر هو فرضة سفن الحبشة الواردة على المدينة المنورة بقرب الجار، وقد تقدم ذكر الجار.

عن ابن الأعرابي: السرة: الطاقة من الريحان. والمسرة: أطراف الرياحين، كالسرور، بالضم.

قال الليث: السرور من النبات: أنصاف سوقه العلا، وحقيقته ما استسر من البردية فرطبت ونعمت وحسنت، قال الأعشى:

كبردية الغيل وسـط الـغـري     ف قد خالط الماء منها السرورا ويروى السرار، وفسروه بشحمة البردى، ويروى. إذا ما أتى الماء منها السريرا.

وأراد به الأصل الذي استقرت عليه. وسره يسره حياه بها، أي بالمسرة. المسرة بكسر الميم: الآلة التي يسار فيها، كالطومار وغيره. والسراء خلاف الضراء، وهو الرخاء والنعمة.

والمسرة كالسارواء، قال شيخنا: يزاد على نظائر عاشوراء، كحاضوراء السابق.

السراء: ناقة بها السرر، محركة، وهو وجع يأخذ البعير في مؤخر كركرته من دبرة أو قرح يكاد ينقب إلى جوفه ولا يقتل، والبعير أسر، هكذا قاله أبو عمرر.

وقال الأزهري: وهكذا سماعي من العرب. سر البعير يسر سررا عن ابن الأعرابي، وقد شذ الليث حيث فسر السرر وجع يأخذ في السرة، وغلطه الأزهري وغيره.

السراء: القناة الجوفاء، بينة السرر، محركة. السراء من الأراضي: الطيبة الكريمة. والسرار، كسحاب: السياب. وزنا ومعنى. والسرار من الشهر: آخر ليلة منه يستسر الهلال بنور الشمس كسراره، بالكسر، وسرره، محركة، وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل رجلا فقال: هل صمت من سرار هذا الشهر شيئا? قال: لا. قال: فإذا أفطرت من رمضان فصم يومين وفسره الكسائي وغيره بما قدمنا.

صفحة : 2943

قال أبو عبيدة: وربما استسر ليلة، وربما استسر ليلتين إذا تم الشهر. قال الأزهري: وسرار الشهر، بالكسر، لغة ليست بجيدة عند اللغويين. وقال الفراء، السرار: آخر ليلة، إذا كان الشهر تسعا وعشرين، وسراره ليلة ثمان وعشرين. وإذا كان الشهر ثلاثين فسراره ليلة تسع وعشرين. وقال ابن الأثير: قال الخطابي كان بعض أهل العلم يقول في هذا الحديث: إن سؤاله: هل صام من سرار الشهر شيئا? سؤال زجر وإنكار، لأنه نهى أن يستقبل الشهر بصوم يوم أو يومين، قال: ويشبه أن يكون هذا الرجل قد أوجبه على نفسه بنذر، فلذلك قال له: إذا أفطرت يعني من رمضان فصم يومين، فاستحب له الوفاء بهما. وأسره: كتمه.

أسره: أظهره، ضد، وبهما فسر قوله تعالى وأسروا الندامة قيل: أظهروها، وقال ثعلب: معناه أسروها من رؤسائهم، قال ابن سيده: الأول أصح، وأنشد أبو عبيدة للفرزدق:

فلما رأى الحجاج جرد سـيفـه     أسر الحروري الذي كان أضمرا قال شمر: لم أجد هذا البيت للفرزدق، وما قال غير أبي عبيدة في قوله أسروا الندامة أي أظهروها، قال: ولم أسمع ذلك لغيره. قال الأزهري: وأهل اللغة أنكروا قول أبي عبيدة أشد الإنكار، وقيل: أسروا الندامة يعني الرؤساء من المشركين أسروا الندامة في سفلتهم الذين أضلوهم، وأسروها: أخفوها، وكذلك قال الزجاج، وهو قول المفسرين.

أسر إليه حديثا: أفضى به إليه في خفية، قال الله تعالى وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا وقوله تعالى تسرون إليهم بالمودة أي تطلعون على ما تسرون من مودتهم، وقد فسر بأن معناه تظهرون، قال المصنف في البصائر: وهذا الصحيح، فإن الإسرار إلى الغير يقتضي إظهار ذلك لمن يفضي إليه بالسر، وإن كان يقتضي إخفاءه من غيره، فإذا قولك: أسر إلى فلان، يقتضي من وجه الإظهار، ومن وجه الإخفاء. وسرة الحوض، بالضم: مستقر الماء في أقصاه، وهو مجاز. والسرر من النبات، بضمتين: أطراف سوقه العلا، جمع سرور. بالضم، عن الليث، وقد تقدم. وأمرأة سرة وسارة: تسرك كلاهما عن اللحياني.

يقال: رجل بر سر، إذا كان يبر إخوانه ويسرهم. وقوم برون سرون، أي يبرون ويسرون. والسرسور، بالضم: الفطن العالم الدخال في الأمور بحسن حيلة. السرسور: نصل المغزل. وعن أبي حاتم: السرسور: الحبيب والخاصة من الصحاب، كالسرسورة، يقال: هو سرسوري وسرسورتي. يقال: هو سرسورمال، أي مصلح له حافظ. وقال أبو عمرو: فلان سرسور مال وسوبان مال، إذا كان حسن القيام عليه عالما بمصلحته. وسرسور، بالضم وتقييده هنا يوهم أن ما قبله بالفتح، وليس كذلك بل كله بالضم: د، بقهستان من بلاد الترك، والذي في التكملة ما نصه: وسرور: مدينة بقهستان. فما في النسخ عندنا غلط.

صفحة : 2944

وسرره الماء تسريرا: بلغ سرته. وساره في أذنه مسارة وسرارا: أعلمه بسره، والاسم السرر. وتساروا، أي تناجوا. يقال: استسروا، أي استتروا، يقال منه: استسر الهلال في آخر الشهر، إذا خفي، قال ابن سيده: لا يلفظ به إلا مزيدا، ونظيره قولهم: استحجر الطين، ومنه أخذ سرر الشهر. واستسر الأمر: خفي، ومنه قولهم: وقفت على مستسره. والتسرسر في الثوب: التهلهل فيه، والتشقق، كالتسرر، وفي التكملة: التسري.

وسرسر الشفرة: حددها، وفي بعض الأصول: أحدها. والأسر: الدخيل، قال لبيد:

وجدي فارس الرعشاء منهم      رئيس لا أسر ولا سـنـيد ويروى: ألف. ومسار: حصن باليمن، وتخفيف الراء لحن، وهو من أعمال حران لبني أبي المعالي بن محمد بن أبي الفتوح بن عبد الله بن سليمان الحميري، كذا حققه الملك الأشرف الغساني. وسر جاهلا: لقب، كتأبط شرا ونحوه. يقال: ولد له ثلاثة على سر، وعلى سرر واحد، بكسرهما، وهو أن تقطع سرورهم أشباها، لا تخلطهم أنثى، ويقال أيضا: ولدت ثلاثا في سرر واحد، أي بعضهم في إثر بعض. ورتقه السرين، مثنى السر، ة على الساحل، أي ساحل بحر اليمن بين حلي وجدة، منها يخرج من يحج من اليمن في البحر، بينها وبين مكة أربع مراحل، وقد ذكرها أبو ذؤيب في شعره، وهي مسكن الأشراف اليوم من بني جعفر المصدق.

وأبو سريرة، كأبي هريرة هيمان محدث وهو شيخ لأبي عمر الحوضي. ومنصور بن أبي سريرة: شيخ لابن المبارك يروى عن عطاء. وسرى، كسكري: بنت نبهان الغنوية، صحابية، شهدت حجة الوداع، وسمعت الخطبة، رواه أبو داوود، قال الصاغاني: وأصحاب الحديث يقولون: اسمها سرى بالإمالة والصواب سراء، كضراء.

وسرين، كسجين: ع بمكة، منه أبو هارون موسى بن محمد ابن محمد بن كثير، شيخ ابي القاسم الطبراني، روى عن عبد الملك بن إبراهيم الجدي ذكره الأمير. وقال ابن الأثير: بليدة عند جدة بنواحي مكة، والصواب أنها هي رتقة السرين الذي ذكره المصنف قريبا، وهو الذي نسب إليه شيخ الطبراني.

ومما يستدرك عليه: رجل سري، بالكسر: يضع الأشياء سرا، من قوم سريين. واستسر: فرح.

والأسرة: أوساط الرياض. وقال الفراء: لها عليها سرارة الفضل، وسراوته، أي زيادته، وقال امرؤ القيس في صفة امرأة:

فلها مقلدها ومقلـتـهـا     ولها عليه سرارة الفضل وفلان سر هذا الأمر، بالكسر، وإذا كان عالما به. وسرار ككتاب:وادي صنعاء اليمنش الذي يشتقها. وسره: طعنه في سرته، قال الشاعر.

نسرهم إن هم أقـبـلـوا      وإن أدبروا فهم من نسب أي نطعنه في سبته. وفي الحديث ولد معذورا مسرورا ، أي مقطوع السرة. والأسرة: طرائق النبات، وهو مجاز، عن أبي حنيفة. وفي المثل: كل مجر بالخلاء مسر قال ابن سيده: هكذا حكاه أفار بن لقيط، إنما جاء على توهم أسر.

صفحة : 2945

وتسرر فلان بنت فلان، إذا كان لئيما وكانت كريمة فتزوجها، لكثرة ماله وقلة مالها. وفي حديث السقط أنه يجتر والديه بسرره حتى يدخلهم الجنة وفي حديث حذيفة: لا تنزل سرة البصرة، أي وسطها وجوفها، مأخوذ من سرة الإنسان، فإنها في وسطه. وفي حديث طاووس: من كانت له إبل لم يؤد حقها أتت يوم القيامة كأسر ما كانت، تطؤه بأخفافها أي كأسمن ما كانت من سر كل شيئ، وهو لبه ومخه، وقيل: هو من السرور، لأنها إذا سمنت سرت الناظر إليها.

وفي حديث عمر: أنه كان يحدثه عليه السلام كأخي السرار . أي كصاحب السرار، أو كمثل المساررة، لخفض صوته. والسراء: البطحاء. وفي المثل: ما يوم حليمة بسر قال يضرب لكل أمر متعالم مشهور وهي حليمة بنت الحارث بن أبي شمر الغساني، لأن أباها لما وجه جيشا إلى المنذر بن ماء السماء أخرجت لهم طيبا في مركن فطيبتهم به، فنسب اليوم إليها.

والتسرير: موضع في بلاد غاضرة، حكاه أبو حنيفة، وأنشد :

إذا يقولون ما أشفى أقول لهـم      دخان رمث من التسرير يشفيني
مما يضم إلى عمران حاطـبـه     من الجنيبة جزلا غير مـوزون

الجنيبة: ثني من التسرير وأعلى التسرير لغاضرة وقيل التسرير وادي بيضاء بنجد. وأعطيتك سره، أي خالصه، وهو مجاز.ويقال: هو في سرارة من عيشه، وهو مجاز. قال الزمخشري: وإذا حك بعض جسده، أو غمزه فاستلذ قيل: هو يستار إلى ذلك، وإني لأستار إلى ما تكره: أستلذه، وهو مجاز. واستسره: بالغ في إخفائه، قال:

إن العروق إذا استسر بها الندى أشر النبات بها وطاب المزرع وقوله تعالى يوم تبلى السرائر فسروه بالصوم والصلاة والزكاة والغسل من الجنابة. وأبو سرار، ككتان، وأبو السرار، من كناهم. ويقال للرجل :سرسر إذا أمرته بمعالي الأمور.

وقوله تعالى وأسروه بضاعة أي خمنوا في أنفسهم أن يحصلوا من بيعه بضاعة. وسرار بن مجشر، قد تقدم في ج ش ر. ومحمد بن عبد الرحمن بن سليمان ابن معاوية بن سرار بن طريف القرطبي، ككتاب روي عنه ابن الأحمر وغيره، ذكره ابن بشكوال. ومما يستدرك عليه:

س-ر-د-ر
سردرا بالفتح: قرية ببخارا، منها: أبو عبيدة أسامة بن محمد البخاري السردري.

س-ر-م-ر
وسرمار بالضم، وقال الرشاطي، عن أبي علي الغساني عن أبي محمد الأصيلي:بالفتح، وقيل: بالكسر: قرية ببخارا، منها أحمد بن إسحاق السرماري، حدث عن أبي نعيم وغيره.

س-س-ن-ب-ر
السيسنبر، بكسر السين الأولى وفتح الثانية، وبينهما تحتية، ساكنة وبعد النون الساكنة موحدة مفتوحة، أهمله الجوهري، وقال أبو حنيفة: هو الريحانة التي يقال لها، النمام، وقال: وقد جرى في كلام العرب، قال الأعشى:

لنا جلسان عندها وبنـفـسـج     وسيسنبر والمرزجوش منمنما س-ط-ر

صفحة : 2946

السطر: الصف من الشيئ، كالكتاب والشجر والنخل وغيره، أي ما ذكر، وكان الظاهر: وغيرها، كما في الأصول ج أسطر وسطور وأسطار قال شيخنا: ظاهره أن أسطارا جمع سطر المفتوح، وليس كذلك، لما قررناه غير مرة أن فعلا بالفتح لا يجمع على أفعال في غير الألفاظ الثلاثة التي ذكرناها غير مرة،بل هو جمع لسطر المحرك، كأسباب وسبب، فالأولى تأخيره. قلت: أو تقديم قوله: ويحرك، قبل ذكر الجموع، كما فعله صاحب المحكم.

وحج، أي جمع الجمع، أساطير، ذكر هذه الجموع اللحياني، ما عدا سطور. ويقال: بني سطرا من نخل، وغرس سطرا من شجر، أي صفا، وهو مجاز. الأصل في السطر: الخط والكتابة، قال الله تعالى ن والقلم وما يسطرون أي وما تكتب الملائكة.

وسطر يسطر سطرا: كتب. ويحرك في الكل، وعزاه في المصباح لبني عجل، قال جرير:

من شاء بايعته مالي وخلعـتـه     ما يكمل التيم في ديوانهم سطر والجمع الأسطار، وأنشد:

إني وأسطار سطرن سطرا
لقائل: يا نصر نصرا نصرا

ومن المجاز: السطر: السكة من النخل. السطر: العتود من المعز، وفي التهذيب: من الغنم، قاله ابن دريد، والصاد لغة. من المجاز: السطر: القطع بالسيف، يقال: سطر فلان فلانا سطرا: إذا قطعه به، كأنه سطر مسطور ومنه: الساطر، للقصاب، والساطور لما يقطع به.قال الفراء: يقال للقصاب، ساطر، وسطار، وشطاب، ومشقص، ولحام وقدار، وجزار.

واستطره: كتبه.وفي التنزيل العزيز وكل صغير وكبير مستطر والأساطير: الأباطيل والأكاذيب والأحاديث لا نظام لها، جمع إسطار وإسطير، بكسرهما أسطور بالضم، وبالهاء في الكل. وقال قوم: أساطير : جمع أسطار وأسطار جمع سطر، وقال أبو عبيدة: جمع سطر على أسطر، ثم جمع أسطر على أساطر، أي بلا ياء. وقال أبو الحسن: لا واحد له. وقال اللحياني: واحد الأساطير أسطورة وأسطير وأسطيرة إلى العشرة ، قال: ويقال: سطر، ويجمع إلى العشرة أسطارا، ثم أساطير جمع الجمع، وقيل: أساطير:جمع سطر على غير قياس. وسطر تسطيرا: ألف الأكاذيب. سطر علينا: أتانا وفي الأساس قص بالأساطير، قال الليث: يقال: سطر فلان علينا يسطر، إذا جاء بأحاديث تشبه الباطل، يقال هو يسطر مالا أصل له، أي يؤلف.

وفي حديث الحسن: سأله الأشعث عن شئ من القرآن فقال له: والله إنك ما تسطر علي بشئ، أي ما تروج، يقال: سطر فلان على فلان، إذا زخرف له الأقاويل ونمقها، وتلك الأقاويل الأساطير والسطر. والمسيطر: الرقيب الحافظ المتعهد للشيء قيل: هو المتسلط على الشيء ليشرف عليه ويتعهد أحواله، ويكتب عمله. وأصله من السطر، كالمسطر، كمحدث، والكتاب مسطر، كمعظم، وفي التنزيل العزيز لست عليهم بمسيطر أي بمسلط

صفحة : 2947

وقد سيطر عليهم، وسوطر، وتسيطر، وقد تقلب السين صادا، لأجل الطاء. وقال الفراء: في قوله تعالى أم عندهم خزائن ربك أم هم المصيطرون قال المصيطرون كتابتها بالصاد، وقراءتها بالسين. وقال الزجاج: المسيطرون: الأرباب المسلطون. يقال: قد تسيطر علينا وتصيطر، بالسين والصاد، والأصل السين، وكل سين بعدها طاء يجوز أن تقلب صادا، يقال سطر وصطر، وسطا عليه وصطا. وفي التهذيب: سيطر، جاء على فيعل، فهو مسيطر ولم يستعمل مجهول فعله، وننتهي في كلام العرب إلى ما انتهوا إليه.

والمسطار بالضم هكذا هو مضبوط عندنا بالقلم، وضبطه الجوهري بالكسر، قال: الصأغاني: والصواب الضم، قال: وكان الكسائي يشدد الراء، فهذا أيضا دليل، على ضم الميم، لأنه يكون حينئذ من اسطار يسطار، مثل: ادهام يدهام: الخمرة الصارعة لشاربها، من سطره، إذا صرعه. أو الحامضة، قاله أبو عبيد، ورواه بالسين في باب الخمر، وقال الجوهري: ضرب من الشراب فيه حموضة، وزاد في التهذيب: لغة رومية أو هي الحديثة المتغيرة الطعم، والريح. وقال الأزهري: هي التي اعتصرت من أبكار العنب حديثا، بلغة أهل الشام، قال: وأراه روميا، لأنه لا يشبه أبنية كلام العرب، وهو بالصاد، ويقال بالسين قال: وأظنه مفتعلا من صار، قلبت التاء طاء. المسطار، بالضم: الغبار المرتفع في السماء، على التشبيه بصف النخل، أو غير ذلك ولم يتعرض له صاحب اللسان مع جمعه الغرائب.

قال أبو سعيد الضرير: سمعت أعرابيا فصيحا يقول: أسطر فلان اسمي، أي تجاوز السطر الذي فيه اسمي، فإذا كتبه قيل: سطره. أسطر فلان: أخطأ في قراءته، وهو قول ابن بزرج، يقولون للرجل إذا أخطأ فكنوا عن خطئه: أسطر فلان اليوم، وهو الإسطار بمعنى الإخطاء، قال الأزهري: هو ما حكاه الضرير عن الأعرابي، أسطر اسمي، أي جاوز السطر الذي هو فيه أما قول أبي دواد الإيادي:

وأرى الموت قد تدلى من الحض     ر على رب أهله الساطـرون فإن الساطرون: اسم ملك من ملوك العجم، كان يسكن الحضر مدينة بين دجلة والفرات قتله سابور ذو الأكتاف، وقد تقدمت الإشارة إليه في ح-ض-ر. من المجاز: السطرة، بالضم: الأمنية، يقال: سطر فلان أي منى صاحبه الأماني، نقله الصاغاني. سطرى، كسكرى: ة بدمشق الشام. ومما يستدرك عليه: السطار، ككتان: الجزار. وسطره، إذا صرعه. والمسطرة، بالكسر: ما يسطر به الكتاب. ومحمد بن الحسن بن ساطر الطبيب، هكذا قيده القطب في تاريخ مصر، قاله الحافظ في التبصير.


س-ع-ر
السعر، بالكسر: الذي يقوم عليه الثمن، ج أسعار. قد أسعروا، وسعروا تسعيرا بمعنى واحد: اتفقوا على سعر. وقال الصاغاني: أسعره وسعره: بينه، وفي الحديث: أنه قيل للنبي صلى الله عليه وسلم: سعر لنا، فقال: إن الله هو المسعر أي أنه هو الذي يرخص الأشياء ويغليها، فلا اعتراض لأحد عليه، ولذلك لا يجوز التسعير، والتسعير: تقدير السعر، قاله ابن الأثير.

صفحة : 2948

وسعر النار والحرب، كمنع، يسعرها سعرا: أوقدها وهيجها، كسعر ها تسعيرا. وأسعر ها إسعارا، وفي الثاني مجاز، أي الحرب. والسعر بالضم: الحر، أي حر النار، كالسعار، كغراب. السعر، بالضم: الجنون، كالسعر، بضمتين، وبه فسر الفارسي قوله تعالى إن المجرمين في ضلال وسعر قال: لأنهم إذا كانوا في النار لم يكونوا في ضلال، لأنه قد كشف لهم، وإنما وصف حالهم في الدنيا، يذهب إلى أن السعر هنا ليس جمع سعير الذي هو النار، وفي التنزيل حكاية عن قوم صالح أبشرا منا واحدا نتبعه إنا إذا لفي ضلال وسعر معناه: إنا إذا لفي ضلال وجنون، وقال الفراء: هو العناء والعذاب، وقال ابن عرفة: أي في أمر يسعرنا، أي يلهبنا، قال الأزهري: ويجوز أن يكون معناه: إنا إن اتبعناه وأطعناه فنحن في ضلال وفي عذاب مما يلزمنا، قال: وإلى هذا مال الفراء .السعر، بالضم: الجوع كالسعار، بالضم، قاله الفراء، أو القرم، أي الشهوة إلى اللحم، ويقال سعر الرجل، فهو مسعور، إذا اشتد جوعه وعطشه. السعر، بالضم: العدوى، وقد سعر الإبل، كمنع، يسعرها سعرا: أعداها وألهبها بالحرب، وقد استعر فيها، وهو مجاز. السعر ككتف: من به السعر، وهو المجنون، ج سعري مثل كلب وكلبي.

والسعير: النار، قال الأخفش: هو مثل دهين وصريع، لأنك تقول: سعرت فهي مسعورة، وقال اللحياني: نار سعير: مسعورة بغير هاء كالساعورة.

قيل: السعير والساعورة: لهبها. السعير: المسعور، فعيل بمعنى مفعول. السعير في قول رشيد بن رميض العنزي:

حلفت بمائرات حول عوض      وأنصاب تركن لدى السعير كزبير ، وغلط من ضبطه كأمير نبه عليه صاحب العباب: صنم لعنزة خاصة، قاله ابن الكلبي. وقيل: عوض: صنم لبكر بن وائل، والمائرات: دماء الذبائح حول الأصنام. سعير بن العداء، يعد في الحجازيين، صحابي، قيل: كان معه كتاب النبي صلى الله عليه وسلم. والمسعر، : بالكسر : ما سعر به هكذا في النسخ، والصواب ما سعرت به أي النار، أي ما تحرك به النار من حديد أو خشب، كالمسعار ويجمعان على مساعير ومساعرمن المجاز: المسعر: موقد نار الحرب، يقال: هو مسعر حرب إذا كان يؤرثها،أي تحمي به الحرب، وفي الحديث وأما هذا الحي من همدان فأنجاد بسل، مساعير غير عزل المسعر:الطويل من الأعناق. وبه فسر أبو عمرو قول الشاعر:

وسامي بها عنق مسعر. ولا يخفي أن ذكر الأعناق إنما هو بيان لا تخصيص. أو المسعر الشديد، قاله الأصمعشي وبه فسر قول الشاعر المتقدم. في كتاب الخيل لأبي عبيدة :المسعر من الخيل: الذي يطيح قوائمه ونص أبي عبيدة تطيح قوائمه متفرقة ولا ضبر له، وقيل وثب مجتمع القوائم، كالمساعر. أبو سلمة مسعر بن كدام، ككتاب، الهلالي العامري، إمام جليل، شيخ السفيانين، أي الثوري وابن عيينة، وناهيك بها منقبة، وفيه يقول الإمام عبد الله بن المبارك:

من كان ملتمسا جليسا صالحا      فليأت حلقة مسعر بن كدام توفي سنة 153 وقيل : 55. وقد تفتح ميمه وميم أسميائه أي من تسمى باسمه، وهم مسعر الفدكي، ومسعر بن حبيب الجرمي: تابعيان، تفاؤلا، وفي اللسان: جعله أصحاب الحديث مسعرا بالفتح، للتفاؤل. السعار، كغراب: الجوع، وقيل شدته، وقيل: لهيبه، أنشد ابن الأعرابي لشاعر يهجو رجلا:

صفحة : 2949

تسمنها بأخثر حلبتـيهـا     ومولاك الأحم له سعار وصفه بتغزير حلائبه وكسعه ضروعضها بالماء البارد، ليرتد لبنها، ليبقى لها طرقها في حال جوع ابن عمه الأقرب منه. ويقال: سعر الرجل سعارا، فهو مسعور: ضربته السموم، أو اشتد جوعه وعطشه، ولو ذكر السعار عند السعر كان أصوب، فإنهما من قول الفراء، وقد ذكرهما ففرق بينهما، فتأمل. الساعور: كهيئة التنور يحفر في الأرض، يختبز فيه.

الساعور: النار، عن ابن دريد، ولو ذكره عند السعير ان أصاب، وقيل: لهبها. الساعور: مقدم النصارى في معرفة علم الطب وأدواته، وأصله بالسريانية ساعورا، ومعناه متفقد المرضى.

والسعرارة، بالكسر، والسعرورة، بالضم: الصبح، لا لتهابه حين بدوه. و: شعاع الشمس الداخل من كوة البيت، قال الأزهري: هو ما تردد في الضوء الساقط في البيت من الشمس، وهو الهباء المنبث. وسعر بن شعبة الكناني الدؤلي، بالكسر، قيل: صحابي، روى عنه ابنه جابر بن سعر، ذكره البخاري في التاريخ. وأبو سعر: منظور بن حبة، راجز، لم أجده في التبصير. والمسعور: الحريص على الأكل، وإن ملئ بطنه، قيل: وعلى الشرب، لأنه يقال سعر فهو مسعور، إذا اشتد جوعه وعطشه، فاقتصار المصنف على الأكل قصور. يقال: لأسعرن سعره، بالفتح، أي لأطوفن طوفه، قاله الفراء، ويقال: سعرت اليوم في حاجتي سعرة، أي طفت. والسعرة، بالفتح: السعال الحاد، وهي السعيرة، قاله ابن الأعرابي. يقال: هذا سعرة الأمر، وسرحته، وفوعته، كما تقول: أول الأمر وجدته، هكذا بالجيم، وفي بعض النسخ بالحاء الأولى الصواب. والسعران محركة: شدة العدو. كالجمزان والفلتان.

السعران، بالكسر: اسم جماعة، ومنهم بيت في الأسكندرية تفقهوا. والأسعر: الرجل القليل اللحم الضامر الظاهر العصب الشاحب الدقيق المهزول. الأسعر: لقب مرثد بن أبي حمران الجعفي الشاعر، سمي بذلك لقوله:

فلا تدعني الأقوام من آل مالك     إذا أنا لم أسعر عليهم وأثقب أبو الأسعر: كنية عبيد مولى زيد بن صوحان، هكذا ذكره ابن أبي خيثمة والدولابي وعبد الغني وغيرهم، ورجحه الأمير، أو هو بالشين المعجمة، كما ذكره البخاري والدارقطني وغيرهما. وأسعر بن النعمان الجعفي، الراوي عن زبيد اليامي. أسعر بن رحيل الجعفي التابعي. أسعر بن عمرو: شيخ لابن الكلبي: محدثون. وهلال بن أسعر البصري، من الأكلة المشهورين، حكى عنه سليمان التيمي، وفي بعض النسخ من الأجلة، وهو تصحيف، وفي بعضها المذكورين بدل المشهورين ولو قال: أحد الأكلة، لكان أخضر.

وصيفة بنت أسعر: شاعرة لها ذكر. واستعر الجرب في البعير: ابتدأ بمساعره، أي أرفاغه وآبطه، قاله أبو عمرو، وفي الأساس: أي مغابنه، وهو مجاز، ومنه قول ذي الرمة:

قريع هجان دس منه المساعر

صفحة : 2950

والواحد مسعر. استعرت النار: اتقدت، وقد سعرتها، كتسعرت. من المجاز: استعرت اللصوص، إذا تحركوا للشر، كأنهم اشتعلوا والتهبوا. من المجاز: استعر الشر والحرب، أي انتشرا. وكذا سعرهم شر، وسعر على قومه. ومسعر البعير: مستدق ذنبه. ويستعور، الذي في شعر عروة، موضع قرب المدينة، ويقال: شجر، ويقال أجمة، ويقال: اليستعور، وفيه اختلاف على طوله يأتي في فصل الياء التحتية إن شاء الله تعالى.

ومما يستدرك عليه: رمى سعر، أي شديد. وسعرناهم بالنبل: أحرقناهم، وأمضضناهم. ويقال: ضرب هبر، وطعن نثر، ورمى سعر، وهو مأخوذ من سعرت النار، في حديث علي رضي الله عنه: اضربوا هبرا، وارموا سعرا أي رميا سريعا، شبهه باستعار النار. وفي حديث عائشة: كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم وحش، فإذا خرج من البيت أسعرنا قفزا أي ألهبنا وآذانا. وسعر الليل بالمطي سعرا: قطعه. وعن ابن السكيت: وسعرت الناقة، إذا أسرعت في سيرها، في سعور. وسعر القوم شرا، وأسعرهم: عمهم به، على المثل، وقال الجوهري: لا يقال أسعرهم. وفي حديث السقيفة: ولا ينام الناس من سعاره أي شره. وفي حديث عمر أنه أراد أن يدخل الشام وهو يستعر طاعونا استعار استعار النار لشدة الطاعون، يريد كثرته وشدة تأثيره، وكذلك يقال في كل أمر شديد. والسعرة، والسعر: لون يضرب إلى السواد فويق الأدمة. ورجل أسعر، وامرأة سعراء، قال العجاج:

أسعر ضربا أو طوالا هجرعا. وقال أبو يوسف: استعر الناس في كل وجه، واستنجوا، إذا أكلوا الرطب، وأصابوه. وكزفر، سعر بن مالك بن سلامان الأزدي، من ذريته حنيفة بن تميم، شيخ لابن عفير، قديم. وسعر، بالكسر: جبل في شعر خفاف بن ندبة السلمي. وسعرا بالكسر والإمالة مقصورا: جبل عند حرة بني سليم. وسعر بن مالك العبسي، سمع عمر ابن الخطاب، روى عنه حلام بن صالح. وسعر بن نقادة الأسدي، عن أبيه، وعنه ابنه عاصم. وسعر التميمي، عن علي، الثلاثة من تاريخ البخاري. وسعير بن الخمس أبو مالك الكوفي، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ابن عمر، روى عنه سفيان بن عيينة. ودير سعران: موضع بجيزة مصر. وبنو السعران: قوم بالإسكندرية.

س-ع-ب-ر
السعبر، أهمله الجوهري، وقال ابن الأعرابي: السعبر والسعبرة: البئر الكثيرة الماء، قال:

أعددت للورد إذا ما هجرا
غربا ثجوجا وقليبا سعبرا

وماء سعبر: كثير، وكذلك نبيذ سعبر، يحكي أنه مر الفرزدق بصديق له، فقال: ما تشتهي يا أبا فراس? قال: شواء رشراشا، ونبيذا سعبرا، وغناء يفتق السمع الرشراش: الذي يقطر دسما، والسعبر: الكثير. وسعر سعبر: رخيص، ويحكى أنه خرج العجاج يريد اليمامة، فاستقبله جرير بن الخطفى، فقال له: أين تريد? قال: أريد اليمامة، قال: تجد بها نبيذا خضرما، وسعرا سعبرا. وسعابر الطعام وكعابره، هو كل ما يخرج منه من زؤان ونحوه فيرمى به، وقال أبو حنيفة: السعابر: حب ينبت في البر يفسده، فينقى منه.

س-ع-ت-ر

صفحة : 2951

السعتر: نبت م، أي معروف. والسعتري: الشاطر، بلغة أهل العراق، والكريم الشجاع،و، بعضهم يكتبه بالصاد، وهكذا في كتب الطب لئلا يلتبس بالشعير، وهو بالصاد أعلى. السعتري: لقب أبي يعقوب يوسف بن يعقوب النجيرمي، بالنون والجيم، حدث عن أبي مسلم الكجي. وزاد الحافظ في التبصير: عبد الواحد ابن محمود بن سعترة البيع، البغدادي، حدث عن أبي الفتح بن البطي وغيره. وعمر بن عبد الرحمن السعتري، روى عن أبي الإصبع القرقساني، وعنه لاحق بن الحسين، كذا ضبطه السلفي.

س-غ-ر
سغره، كمنعه، سغرا، أهمله الجوهري، وقال ابن الأعرابي: أي نفاه، وهو بالسين والغين، نقله الصغاني وغيره.
س-ف-ر
السفر، بفتح فسكون: الكنس يقال: سفر البيت وغيره يسفره سفرا، إذا كنسه، وفي الحديث أن عمر دخل على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله لو أمرت بهذا البيت فسفر، أي كنس، قاله الأصمعي.

السفر بن نسير بن أبي هريرة التابعي السفر: والد أبي الفيض يوسف و قال المزي الأسماء بالسكون والكنى بالحركة، كذا نقله عنه الحافظ في التبصير، فقول شيخنا: هي قاعدة أغلبية عند المحدثين وردت كلمات على خلافها محل تأمل، وكان ينبغي له استيفاء تلك الكلمات، حتى يظهر ما قال، وأني له ذلك. والمسفرة: المكنسة، لأنها آلة السفر، كالمسفر.

والسفارة، بالضم: الكناسة السفر: الكشط، يقال: سفرت الريح الغيم عن وجه السماء سفرا: كشطته فانسفر قال العجاج:

سفر الشمال الزبرج المزبرجا وهو مجاز. السفر: التفريق، يقال: سفرت الريح الغيم سفرا، فانسفر: فرقته فتفرق، يسفر، بالكسر في الكل. السفر: الأثر يبقى، ج سفور، بالضم. وسفر بن نسير: محدث، وورد في تاريخ البخارى سقر، بالقاف محركة، وفي الهامش بخط أبي ذر صوابه سفر بالفاء ساكنة، حدث عن يزيد بن شريح عن أبي أمامة. ورجل سفر، وقوم، سفر، وهو جمع سافر، كشارب وشرب، ويقال رجل سافر وسفر أيضا وقد يكون السفر للواحد قال الشاعر:

عوجي على فإنني سفر أي مسافر، مثل الجمع، لأنه في الأصل مصدر. قوم سافرة وأسفار وسفار، أي ذوو سفر، لضد الحضر، سمي به لما فيه من الذهاب والمجيء، كما تذهب الريح بالسفير من الورق وتجيء، كذا في المحكم.

وفي التهذيب: سمي السفر سفرا، لآنه يسفر عن وجوه المسافرين وأخلاقهم فيظهر ما كان خافيا فيها. والسافر المسافر قيل: إنما سمي مسافرا لكشفه قناع الكن عن وجهه، ومنازل الحضر عن مكانه ومنزل الخفض عن نفسه وبروزه للأرض الفضاء، لا فعل له. وفي المحكم: ورجل سافر: ذو سفر، وليس على الفعل، لأنا لم نر له فعلا.

وفي المصباح: سفر الرجل سفرا، مثل طلب: خرج للارتحال، فهو سافر، والجمع سفر، مثل صاحب و صحب، لكن استعمال الفعل مهجور، واستعمل المصدر اسما، وجمع على أسفار.

السافر: القليل اللحم من الخيل قال ابن مقبل:

لا سافر اللحم مدخـول ولا هـبـج      كاسي العظام لطيف الكشح مهضوم

صفحة : 2952

السافرة بهاء : أمة من الروم سموا كأنه لبعدهم وتوغلهم في المغرب، ومنه الحديث عن سعيد ابن المسيب مرفوعا: لولا أصوات السافرة لسمعتم وجبة الشمس، حكاه الهروي في الغريبين قال الأزهري : كذا جاء التفسير متصلا بالحديث، الوجبة: الغروب يعني صوته فحذف المضاف.

والمسفر، بالكسرة: الرجل الكثير الأسفار، والمسفر أيضا القوي على السفر، اقتصر الأزهري على الثاني، وجمعهما ابن سيده في المحكم، ونصه: والمسفر: الكثير الأسفار القوي عليها، فلو قال المصنف هكذا كان أخصر، زاد الأزهري: وهي مسفرة، بهاء، أنشد في المحكم:

لن يعدم المطي مني مسفرا
شيخا بحالا وغلاما حزورا

وبعير مسفر: قوي على السفر، قال النمر بن تولب:

أجرت إليك سهوب الفلاة      ورحلي على جمل مسفر وناقة مسفرة ومسفار كذلك، قال الأخطل:

ومهمه طامس تخشى غوائله     قطعته بكلوء العين مسفار والسفرة بالضم: طعام المسافر المعد للسفر، هذا هو الأصل فيه، ثم أطلق على وعائه، وما يوضع فيه من الأديم، ثم شاع الآن فيما يؤكل عليه. وفي التهذيب: السفرة: التي يؤكل عليها، وسميت لأنها تبسط إذا أكل عليها. السفار، ككتاب: حديدة يخطم بها البعير، قاله الأزهري أو جلدة توضع على أنف البعير، وقال اللحياني: السفار، والسفارة: الذي يكون على أنف البعير بمنزلة الحكمة، محركة، وقوله من الفرس زيادة من المصنف على عبارة اللحياني ج أسفرة، وسفر بالضم، وسفائر.

وقد سفره به يسفره، بالكسر، وهكذا قاله الأصمعي، سفرته بالسفار. وقال الليث: هو حبل يشد على خطام البعير، فيدار عليه ويجعل بقيته زماما، وربما كان من حديد. وأسفره إسفارا، وهذا قول أبي زيد، وسفره تسفيرا،وهو في المحكم.

وسفر الصبح يسفر، بالكسر، سفرا: أضاء وأشرق، كأسفر، وأنكر الأصمعي أسفر.

وفي البصائر، والمفردات والإسفار يختص باللون، نحو والصبح إذا أسفر أي مشرقة مضيئة. وفي الأساس: ومن المجاز: وجه مسفر: مشرق سرورا. وفي التهذيب: أسفر الصبح، إذا أضاء إضاءة لا يشك فيه،ومنه قوله صلى الله عليه وسلم: أسفروا بالفجر فإنه أعظم لللأجر يقول: صلوا الفجر بعد تبينه وظهوره بلا ارتياب فيه،فكل من نظره علم أنه الصادق، وسئل أحمد بن حنبل عن الإسفار بالفجر فقال: أن يتضح الفجر حتى لا يشك فيه، ونحوه قال إسحاق، وهو قول الشافعي وأصحابه.

ويقال: أسفروا بالفجر: طولوها إلى الإسفار، وقيل: الأمر بالإسفار خاص في الليالي المقمرة،لأن أول الصبح لا يتبين فيها، فأمروا بالإسفار احتياطا، ومنه حديث عمر: صلوا المغرب والفجاج مسفرة،أي بينة مضيئة لا تخفى، وفي حديث علقمة الثقفي: كان يأتينا بلال يفطرنا ونحن مسفرون جدا كذا في النهاية. من المجاز: سفرت الحرب: ولت. في البصائر: السفر: كشف الغطاء، ويختص ذلك بالأعيان، يقال: سفرت المرأة، إذا كشفت عن وجهها النقاب، وفي المحكم: جلته، وفي التهذيب: ألقته، تسفر سفورا، فهي سافر، وهن سوافر، وبه تعلم أن ذكر المرأة للتخصيص، لا للتمثيل، خلافا لبعضهم.

صفحة : 2953

سفر الغنم: باع خيارها. سفر بين القوم: أصلح، يسفر، بالكسر، ويسفر، بالضم، سفرا، بالفتح، وسفارة كسحابة، وسفارة، بالكسر، وهي كالكفالة والكتابة، يراد بها التوسط للإصلاح، فهو سفير كأمير، وهو المصلح بين القوم، وإنما سمي به لأنه يكشف ما في قلب كل منهما، ليصلح بينهما، ويطلق أيضا على الرسول، لأنه يظهر ما أمر به، وجمع بينهما الأزهري، فقال: هو الرسول المصلح. السفور، كتنور: سمكة كثيرة الشوك قدر شبر، وضبطه الصاغاني كصبور. السفورة: بهاء: جريدة من ألواح يكتب عليها، فإذا استغنوا عن المكتوب محوه، وهي معربة ويقال لها أيضا: السبورة، بالباء، وتقدم. سفار، كقطام: اسم بئر قبل ذي قار، بين البصرة والمدينة، لبني مازن بن مالك، قال الفرزدق:

متى ما ترد يوما سفار تجد بها أديهم يرمي المستجيز المعورا يقال: اعلف دابتك السفير، كأمير: ما سقط من ورق الشجر، وفي التهذيب: ورق العشب، لأن الريح تسفره، وأنشد لذي الرمة:

وحائل من سفير الحول جائلـه     حول الجراثيم في ألوانه شهب يعني الورق تغير لونه، فحال وابيض بعد أن كان أخضر. السفير ع: السفيرة، بهاء، قلادة بعري، جمع عروة، من ذهب وفضة. سفيرة: ناحية ببلاد طيء، وقيل: صهوة لبني جذيمة من طيء، يحيط بها الجبل، ليس لمائها منفذ. سفير، كزبير:ع آخر بنجد، وهو قارة ضخمة. سفيرة، كجهينة: هضبة. معروفة، ذكرها زهير في شعره. ومسافر الوجه: ما يظهر منه قال امرؤ القيس:

ثياب بني عوف طهاري نقـية      وأوجههم بيض المسافر غران وأسفر: دخل في سفر الصبح، محركة، وهو انسفار الفجر، قال الأخطل:

إني أبيت وهم المرء يبـعـثـه     من أول الليل حتى يفرج السفر. يريد الصبح، يقول: أبيت أسري إلى انفجار الصبح، وبه فسر بعضهم حديث أسفروا بالفجر . ويقال: أسفر القوم، إذا أصبحوا. أسفرت الشجرة: صار ورقها سفيرا تسقطه الرياح، وذلك إذا تغير لونه وابيض. من المجاز: أسفرت الحرب إذا اشتدت، ولو ذكره عند سفرت الحرب ولت، كان أصاب. وسفره تسفيرا: أرسله إلى السفر، وهو قطع المسافة.

سفر الإبل تسفيرا: رعاها بين العشاءين، وفي السفير، وهو بياض قبل الليل، فتسفرت هي، أي الإبل، أي رعت كذلك. سفر النار تسفيرا: ألهبها وأوقدها. وتسفر: أتى بسفر، محركة، أي بياض النهار. تسفر الجلد: تأثر من السفر، وهو الأثر. وتسفر شيئا من حاجته: تداركه قبل فواته، وهو مجاز. تسفر النساء عن وجوههن بمعنى استسفرهن، أي طلب أشرقهن وجها، وأنورهن جمالا. تسفر فلانا: طلب عنده النصف من تبعة كانت له قبله، نقله الصاغاني.

والسفر، بالكسر: الكتاب الذي يسفر عن الحقائق، وقيل: الكتاب الكبير، لأنه يبين الشيء ويوضحه، وكأنهم أخذوه من قول الفراء: الأسفار: الكتب العظام، السفر: جزء من أجزاء التوراة والجمع أسفار، قال الزجاج في قوله تعالى : كمثل الحمار يحمل أسفارا الأسفار: الكتب الكبار، واحدها سفر. أعلم تعالى أن اليهود مثلهم في تركهم استعمال التوراة وما فيها، كمثل الحمار يحمل عليه الكتب، وهو لايعرف ما فيها، ولا يعيها.

صفحة : 2954

والسفرة، محركة: الكتبة جمع سافر، وهو بالنبطية: سافرا. وسفر الكتاب: كتبه، قاله الزمخشري. السفرة: كتبة الملائكة الذين يحصون الأعمال، قال الله تعالى: بأيدي سفرة. كرام بررة قال المصنف في البصائر: والرسول. والملائكة والكتب مشتركة في كونها سافرة عن القوم ما اشتبه عليهم. السفر، بلا هاء، هو قطع المسافة البعيدة، ج أسفار ومن سجعات الأساس: حطمني طول ممارسة الأسفار، وكثرة مدارسة الأسفار.

السفر: بقية بياض النهار بعد مغيب الشمس، لوضوحه، ومنه: إذا طلعت الشعري سفرا لم تر فيها مطرا، أراد طلوعها عشاء. سفر: ع، أظنه جبلا مكيا، ويروى بفتح فسكون.

سفراء: ة بحران تعرف بسفر مرطى. وأبو السفر محركة: سعيد بن محمد، هكذا في نسختنا، وهو غلط، وقال ابن معين: سعيد بن أحمد، والصواب ما في تاريخ البخاري: سعيد بن يمحمد، كيمنع، كذا بخط ابن الجواني النسابة راوى التاريخ المذكور، وضبطه شيخنا كمضارع أحمد، كأكرم، ومثله في التبصير، للحافظ، من التابعين، كوفي من ثور همدان، سمع ابن عباس والبراء وناجية، روى عنه أبو إسحاق ومطرف وشعبة ويونس بن أبي إسحاق، كذا في التاريخ البخاري. وعبد الله بن أبي السفر، ومن أتباعهم، ذكره الحافظ في التبصير، قال: واسم أبي السفر: سعيد، قلت: فهو ابن الذي سبق ذكره، ولم ينبه عليه المصنف، فلينبه لذلك.

وأبو الأسفر: روى عن أبي حكيم، وفي التبصير: عن ابن حكيم، عن علي، رضي الله عنه، في المطر، مجهول لا يعرف. قلت: على ما في نسختنا، يحتمل أن يكون المراد بأبي حكيم عبد الله بن حكيم الكناني، فإنه يكنى كذلك، وله صحبة، وأما ابن حكيم فكثيرون، منهم: الصلت بن حكيم، وزريق بن حكيم، وإسماعيل ابن قيس بن حكيم، الذي روى عن ابن مسعود، فلينظر ذلك. والناقة المسفرة الحمرة: هي التي ارتفعت عن الصهباء شيئا قليلا، نقله الصاغاني. المسفرة كمعظمة: كبة الغزل، نقله الصاغاني. وسافر، فلان إلى بلد كذا سفارا، بالكسر، ومسافرة: مضى إليه، وليس يراد به معنى المشاركة، كعاقب اللص. سافر فلان: مات، قال أمية بن أبي الصلت:

زعم ابن جدعان بن عم     رو أنه يوما مـدابـر
ومسافر سفرا بـعـي      دا لا يئوب له مسافر

وانسفر مقدم رأسه من الشعر: انحسر. وانسفرت الإبل أي ذهبت في الأرض. والرياح يسافر بعضها بعضا، لأن الصبا تسفر، أي تكشط وتفرق ما أسدته الدبور، والجنوب تلحمه وتضمه.

ومما يستدرك عليه: انسفر الغيم: تفرق. وسفرت الريح التراب: ذهبت به كل مذهب. والمسفار: الناقة القوية. ومسافرة: البقرة، هكذا سماها زهير في قوله:

كخنساء سفعاء الملاطين حرة     مسافرة مروؤمة أم فرقـد ولقيته سفرا، وفي سفر، أي عند اسفرار الشمس، كذا حكى بالسين، وقول أبي صخر الهذلي:

لليلى بذات البين دار عرفتـهـا     وأخرى بذات الجيش آياتها سفر

صفحة : 2955

قال السكري: درست، فصارت رسومها أغفالا. وقال ابن جني: ينبغي أن يكون السفر من قولهم سفر البيت: كنسه، فكأنه من كنست الكتابة من الطرس. ورجل مسفار: كثير الأسفار. وبيني وبينه مسافر بعيدة. ومن سجعات الأساس: رب رجل رأيته مسفرا، ثم رأيته مفسرا. أي مجلدا. وبقي عليه سفر من نهار. وسفر شحمه: ذهب، وهو مجاز.

وسافرت عنه الحمى. سافرت الشمس عن كبد السماء، وهو منى سفر، أي بعيد وكل ذلك مجاز. والسفارة: أن يرتفع شعره عن جبهته، نقله الصاغاني. وسفارين، كجبارين، قرية من أعمال نابلس، ومنها شيخنا العلامة أبو عبد الله محمد بن أحمد بن سالم الحنبلي الأثري، كتب إلى مروياته، وأجازني بها. وأسفراين، يأتي في النون، ووهم من استدراكه على المصنف هنا. والمسفور: من أصابه جهد السفر. والتسفيرة: ما يسفر به، وجمعه التسافير. ومسافر بن أبي عمر، من بني أمية بن عبد شمس. وغالب بن عبد الله بن مسفر ابن جعفر الليثي له صحبة. وأبو القاسم الحسن بن هبة الله بن سفير، كزبير، السفيري، من شيوخ يوسف بن خليل. والسفر بن حبيب الغنوي، عن عمر بن عبد العزيز قوله روى عنه حجاج بن حسان، قاله البخاري في التاريخ. والمسفيرة والمسفار، قريتان بمصر في حوف رمسيس.

والسفر: الجهاد، من إطلاق العامة. وحارة سفار، ككتان: من مدينة هو، بصعيد مصر. وسفارة: بطن من لواته ينزلون أرض مصر، منهم شرف الدين محمد ابن عبد الواحد بن أبي بكر بن إبراهيم الربعي السفاري، حدث عنه المقريزي.

س-ف-ج-ر
السفجر، كجعفر، أهمله الجوهري، وقال الصاغاني: هو الصغار، لاواحد لها وفي نسخة: له ومثله في التكملة يقال: ذر سفجر، أي نمل صغار، وأنشد لمهلهل:

خود حطيط المتنتين تـرى     في متنها أثرا كذر السفجر

س-ف-س-ر
السفسير، بالكسر: السمسار، قال الأزهري: معرب، وهي كلمة فارسية، وبه فسر الأصمعي قول النابغة:

وقارفت وهي لم تجرب وباع لها     من الفصافص بالنمى سفسـير قال: باع لها: اشتري لها. سفسير يعني السمسار، كذا في التهذيب والصحاح، وعزا ابن سيده هذا البيت إلى أوس بن حجر، ومثله للصاغاني. وقيل السفسير: الخادم في قول أوس. قيل: السفسير: التابع ونحوه. قيل: هو القيم بالأمر المصلح له، قاله الأزهري، وكذا القيم بالناقة، أي الذي يقوم عليها، ويصلح شأنها، وبه فسر ابن سيده قول أوس.

السفسير: الرجل الظريف. قال المؤرخ: هو العبقري، وهو الحاذق بصناعته، من قوم سفاسرة وعباقرة. قال ابن الأعرابي السفسير: القهرمان، في قول أوس السابق. السفسير: العالم بالأصوات الحاذق بها. يقال للحاذق بأمر الحديد: سفسير، قال حميد بن ثور:

برته سفاسير الحديد فجرد توقيع الأعالي كان في الصوت مكرما. قيل: السفسير: الفيج وهو معرب بيك، وقد تقدم في الجيم. قيل: السفير: الحزمة من حزم الرطبة التي تغلفها الإبل، معربة، ج سفاسير، وسفاسرة. والسفسار، بالكسر: الجهبذ، رومية وقال الفراء: السفسار: السفسير.

ومما يستدرك عليه: السفسير، بالكسر: بياع القت وأنكره الأزهري. والسفاسرة: أصحاب الأسفار، وهي الكتب، وبه فسر قول أبي طالب يمدح النبي صلى الله عليه وسلم:

فإني والسوابـح كـل يوم      وما تتلو السفاسرة الشهود

س-ف-ك-ر-د-ر

صفحة : 2956

سفكردر: مدينة بالعجم، منها أبو حفص مختصر غريب الرواية، ذكره القرشي في أواخر طبقات الحنفية.

س-ق-ر
السقر: من جوارح الطير، معروف، لغة في الصقر، كما سيأتي، والزقر، كما تقدم، وذلك لأن كلبا تقلب السين مع القاف خاصة زايا، ويقولون في مس سقر مس زقر، وشاة زقعاء، في سقعاء. السقر: حر الشمس وأذاه، يقال: سقرته الشمس تسقره سقرا: لوحته وآلمت دماغه بحرها. والسقر: القيادة على الحرم، كالسقارة. وقيل السقر: الدبس، ومنه نخلة مسقار، كما سيأتي. وسقر بن عبد الرحيم، عن عمه شعبة. سقر بن عبد الرحمن شيخ لأبي يعلى الموصلي. سقر بن حسين الحذاء عن العقدي. سقر بن عداس، عن سليمان بن حرب.

وأبو السقر يحيى بن يزداد، عن حسين بن محمد المروذي، وزاد الحافظ بن حجر في التبصير: وسقر ابن حبيب رجلان. روى أحدهما عن عمر بن عبد العزيز، والآخر عن أبي الرجاء العطاردي. وسقر بن عبد الله، عن عروة، يقال في هؤلاء بالصاد: محدثون. والسقار: الكافر اللعان، بالسين والصاد، قيل: هو اللعان لغير المستحقين، والصاد أكثر، سمي بذلك لأنه يضرب الناس بلسانه، من الصقر، وهو ضربك الصخرة بالصاقور، وهو المعول، كما سيأتي.

والساقور: الحر، قيل: وبه سميت سقر. قيل: الساقور: الحديدة تحمى على النار ويكوى بها الحمار، نقله الصاغاني. وسقر، محركة معرفة: اسم من أسماء جهنم، أعاذنا الله تعالى منها وسائر المسلمين، وهكذا قرىء ما سلككم في سقر قاله الليث. وقال أبو بكر: في سقر قولان: أحدهما: أن نار الآخرة سميت سقر، لا يعرف له اشتقاق، ومنع الإجراء التعريف والعجمية. وقيل: سميت النار سقر، لأنها تذيب الأجسام والأرواح، والاسم عربي، من قولهم: سقرته الشمس، أي أذابته وأصابه منها ساقور، ومن قال: إنها اسم عربي، قال منعه الإجراء، لأنه معرفة مؤنث، قال الله تعالى لاتبقى ولا تذر قلت وإليه ذهب الليث، وإياه تبع المصنف. سقر جبل بمكة مشرف على موضع قصر بناه المنصور العباسي، هكذا نقله الصاغاني. وسقران، بالفتح: ع. وسقروان: ة، بطوس، نقلهما الصاغاني. العرب قد سمت سقرا، بفتح فسكون، وسقيرا، كزبير. يقال: نخلة مسقار: يسيل سقرها، أي دبسها ، وقد أسقرت هي. وكزبير: أبو السقير النميري، من التابعين، روي عن أنس. وقرأت في تاريخ البخاري ما نصه: سقير النميري، عن ابن عمر روي عنه بكار، هو أنماري هكذا ضبطه سقير، كأمير، كذا وجد بخط أبي ذر في نسخة ابن الجواني.

وبكار بن سقير: من تابعيهم، روي عن أبيه عن ابن عمر، قلت: وهو الذي ذكره البخاري في التاريخ. وسقير، عن سليمان بن صرد، وعنه أبو إسحاق وسهيل، هكذا في النسخ، ووقع في نسخة التبصير للحافظ بخط سبطه يوسف بن شاهين الإمام المحدث الضابط: سهل بن سقير عن إبراهيم بن سعد.

ويوسف بن عمر بن سقير، حدث عن تجني الوهبانية. محدثون. وفي تاريخ البخاري: سقير الضبي البصري، سمع عنه عمر قوله في الصوم، روي عنه عمرو بن عبد الرحمن. وزاد الحافظ في التبصير: مسلم بن سقير، عن أبي بكر بن حزم، وعنه أبو قدامة الحارث بن عبيد. وسقير:أبو معاذ، روى عنه ابنه معاذ، وعن معاذ عفان. وسقير غلام ابن المبارك. وأبو السقير: يحيى بن محمد: شيخ لابن أبي حاتم. ومنصور بن سقير، عن حماد ابن سلمة.

صفحة : 2957

والسقنقور، أفرده الصاغاني في ترجمة مستقلة، وقال: أهمله الجوهري، وهو دابة على هيئة الوزغ أصفر تنشأ بشاطئ بحير النيل وهو الأجود، ويقال: إنه من نسل التمساح إذا وضعه خارج الماء فنشأ خارجا، كما نقله الصاغاني، ومنها نوع ببحيرة طبرية ساحل الشام، وهو في القوة دون الأول، لحمها باهي، يزيد في قوة الباه وحيا عن تجربة، وهذا أشهر الخواص وقد استطردها الأطباء في كتبهم.

ومما يستدرك عليه: سقرته الشمس: غيرت لونه وجلده، وآلمته بحرها. والسقر: البعد، قيل: وبه سميت جهنم. وسقرات الشمس: شدة وقعها. ويوم مسمقر، ومصمقر: شديد الحر، وسيأتي للمصنف، وهنا محل ذكره.

وفي الحديث عن جابر مرفوعا: لا يسكن مكة ساقور ولا مشاء بنميم: قيل: هو الكذاب، وجاء ذكر السقارين في الحديث أيضا، وجاء تفسيره فيه أنهم الكذابون، قيل: سموا به لخبث ما يتكلمون. وروى سهل بن معاذ عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تزال الأمة على شريعة ما لم يظهر فيهم ثلاث: مالم يقبض منهم العلم، ويكثر فيهم الخبث، وتظهر فيهم السقارة، قالوا: وما السقارة يا رسول الله? قال: بشر يكونون في آخر الزمان، تكون تحيتهم بينهم إذا تلاقوا التلاعن .

وسلمة بن سقار، ككتان: من المحدثين. وسقرا، بالكسر وسكون القاف والإمالة: جبل عند حرة بني سليم. وسقارة بالفتح والتشديد: موضع بجيزة مصر، وقد رأيته. وتاج الدين أبو المكارم محمد بن عبد المنعم بن نصر الله بن أحمد ابن حواري بن سقير، كزبير، التنوخي المعري الدمشقي الحنفي، سمع منه الدمياطي.

س-ق-ط-ر
السقطري، كزبرجي، أهمله الجوهري، وهو بمعنى الجهبذ، كالسقنطار، والسنقطار، كلاهما بالكسر. وسقطري، بضم السين والقاف ممدودة ومقصورة، حكاهما ابنسيده عن أبي حنيفة وأسقطري، بزيادة الألف المضمومة وقصورة، وأهلها يقولون سكوترة: جزيرة متسعة ببحر الهند على يسار الجائي من بلاد الزنج، وبينها وبين المخا ثلاثة أيام مع لياليها والعامة تقول: سقوطرة، فهي أربع لغات، الأخيرة للعامة، يحلب منها الصبر الجيد الذي لا يوجد مثله في غيرها، ودم الأخوين، وهو القاطر المكي، وغيرهما، فيها مياه جارية، ونخيل كثيرة، وقد ذكر المؤرخون من عجائب هذه الجزيرة ما يحيله العقل، وأهلها يونان، لا يعرف اليوم يونان على صحة سواهم، لأن أرسطو أشار على الإسكندر بإجلاء أهلها، وإسكان طائفة من اليونان بها، لحفظ الصبر، لعظيم منفعته، ومن مدن هذه الجزيرة بروه وملته ومنيسة، وفي الأخيرة يسكن ملك الزنج.

س-ق-ع-ط-ر
السقعطري، كقبعثري، أهمله الجوهري، وقال الصاغاني: هو أطول ما يكون من الرجال والإبل، وهو النهاية في الطول، وقال ابن سيده: لا يكون أطول منه، كالسقعطري، بتشديد الياء التحتية، عن ابن الأعرابي. أو هو الضخم الشديد البطش الطويل من الرجال.