الباب العاشر: باب الراء - الفصل الثاني عشر: فصل السين المهملة مع الراء: الجزء الثالث

فصل السين المهملة مع الراء

الجزء الثالث

س-ك-ر
سكر، كفرح، سكرا، بالضم، وسكرا، بضمتين، وسكرا، بالفتح وسكرا، محركة، وهو المنصوص عليه في الأمهات، وسكرانا، بالتحريك أيضا: نقيض صحا، ومثله في الصحاح والأساس والمصباح. والذي في المفردات للراغب ،وتبعه المصنف في البصا ئر: أن السكر: حالة تعترض بين المرء وعقله، وأكثر ما يستعمل ذلك في الشراب المسكر، وقد يكون من غضب وعشق، ولذلك قال الشاعر:

سكران سكر هوى وسكر مدامة     أني يفيق فتى بـه سـكـران

صفحة : 2958

فهو سكر، ككتف، وسكران بفتح فسكون، وهو الأكثر. وهي سكرة، كفرحة، وسكرى، بالألف المقصورة، كصرعى، وجرحى. قال ابن جني، في المحتسب: وذلك لأن السكر علة لحقت: عقولهم، كما أن الصرع والجرح علة لحقت أجسامهم ،وفعلى في التكسير مما يختص به المبتلون.

وسكرانة، وهذه عن أبي علي الهجري في التذكرة، قال: ومن قال هذا وجب عليه أن يصرف سكران في النكرة، وعزاها الجوهري والفيومي لبني أسد، وهي قليلة كما صرح به غيرهما، وزاد المصنف في البصائر في النعوت بعد سكران سكيرا، كسكيت. وقال شيخنا- عند قوله: وهي سكرة-: خالف قاعدته، ولم يقل وهي بهاء، فوجه أن سكري في صفاتها ولو قال: وهو سكر وسكران، وهي بهاء فيهما وسكري، لجري على قاعدته، وكان أخصر.

ج سكارى، بالضم، وهو الأكثر وسكارى، بالفتح، لغة للبعض، كما في المصباح. وقال بعضهم: المشهور في هذه البنية هو الفتح، والضم لغة لكثير من العرب، قالوا: ولم يرد منه إلا أربعة ألفاظ: سكارى وكسالى وعجالى وغيارى، كذا في شرح شيخنا.

وفي اللسان قوله تعالى ترى الناس سكارى وما هم بسكارى لم يقرأ أحد من القراء سكارى، بفتح السين، وهي لغة، ولا تجوز القراءة بها، لأن القراءة سنة. قرئ سكرى وما هم بسكرى، وهي قراءة حمزة والكسائي، وخلف العاشر، والأعمش الرابع عشر، كذا في إتحاف البشر تبعا للقباقبي في مفتاحه، كذا أفاده لنا. بعض المتقنين، ثم رأيت في المحتسب لابن جني قد عزا هذه القراءة إلى الأعرج والحسن بخلاف.

قال شيخنا: وحكى الزمخشري عن الأعمش أنه قرئ: سكرى، بالضم، قالوا: وهو غريب جدا، إذ لا يعرف جمع على فعلي بالضم، انتهى.

قلت: ويعني به في سورة النساء لا تقربوا الصلاة وأنتم سكرى وهو رواية عن المطوعي عن الأعمش، صرح بذلك ابن الجزري في النهاية، وتابعه الشيخ سلطان في رسائله، وظاهر كلام شيخنا يقتضى أنه رواية عن الأعمش في سورة الحج، وليس كذلك ولذا نبهت عليه، فتأمل. ثم رأيت في المحتسب لابن جني قال: وروينا عن أبي زرعة أنه قرأها يعني في سورة الحج سكرى، بضم السبن، والكاف ساكنة، كما رواه ابن مجاهد عن الأعرج والحسن بخلاف. وقال أبو الهيثم: النعت الذي على فعلان يجمع على فعالى وفعالى مثل أشران وأشارى وأشارى، وغيران وقوم غيارى وغيارى. وإنما قالوا: سكرى، وفعلى أكثر ما تجئ جمعا لفعيل بمعنى مفعول، مثل: قتيل وقتلى وجريح وجرحي وصريع وصرعى، لأنه شبه بالنوكى والحمقى والهلكى، لزوال عقل السكران، وأما النشوان فلا يقال في جمعه غير النشاوى.

وقال الفراء: لو قيل: سكرى، على أن الجمع يقع عليه التأنيث، فيكون كالواحدة، كان وجها، وأنشد بعضهم:

أضحت بنو عامر غضبى أنوفهم     إني عفوت فلا عار ولا باس.

صفحة : 2959

وقال ابن جني في المحتسب: أما السكارى بفتح السين فتكسير لا محالة، وكأنه منحرف به عن سكارين، كما قالوا: ندمان وندامى، وكأن أصله ندامين، كما قالوا في الاسم: حومانة وحوامين، ثم إنهم أبدلوا النون ياء، فصار في التقدير سكارى، كما قالوا: إنسان وأناسي، وأصلها أناسين، فأبدلوا النون ياء، وأدغموا فيها ياء فعاليل، فلما صار سكارى حذفوا إحدى الياءين تخفيفا، فصار سكارى، ثم أبدلوا من الكسرة فتحة، ومن الياء ألفا، فصار سكارى، كما قالوا في مدار وصحار ومعاي مدارا وصحارا ومعايا. قال: وأما سكارى بالضم، فظاهره أن يكون اسما مفردا غير مكسر، كحمادى وسمانى وسلامي، وقد يجوز أن يكون مكسرا، ومما جاء على فعال، كالظؤار والعراق والرخال، إلا أنه أنث بالألف، كما أنث بالهاء في قولهم: النقاوة. قال أبو علي: هو جمع نقوة، وأنث كما أنث فعال، في نحو حجارة وذكارة وعبارة، قال: وأما سكرى، بضم السين فاسم مفرد على فعلى، كالحبلى والبشرى، بهذا أفتانى أبو علي وقد سألته عن هذا. انتهى.

وقوله تعالى لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى . قال ثعلب: إنما قيل هذا قبل أن ينزل تحريم الخمر. وقال غيره: إنما عنى هنا سكر النوم، يقول: لاتقربوا الصلاة روبى. والسكير، كسكيت، والمسكير، كمنطيق، والسكر، ككتف، والسكور، كصبور، الأخيرة عن ابن الأعرابي: الكثير السكر. وقيل: رجل سكير، مثل سكيت: دائم السكر، وأنشد ابن الأعرابي: لعمرو بن قميئة:

يا رب من أسفـاه أحـلامـه      أن قيل يوما إن عمرا سكور. وأنشد أبو عمرو له أيضا:

إن أك مسكيرا فلا أشرب الوغ     ل ولا يسلم مني الـبـعـير وجمع السكر، ككتف، سكارى، كجمع سكران، لا عتقاب فعل وفعلان كثيرا على كلمة الواحدة. وفي تنزيل العزيز تتخذون منه سكرا ورزقا حسنا . قال الفراء: السكر، محركة: الخمر نفسها قبل أن تحرم، والرزق الحسن: الزبيب والتمر وما أشبههما، وهو قول إبراهيم، والشعبي وأبي رزين. قولهم: شربت السكر: هو نبيذ التمر، وقال أبو عبيد: هو نقيع التمر الذي لم تمسه النار، وروى عن ابن عمر، أنه قال: السكر من التمر، وقيل: السكر شراب يتخذ من التمر والكشوث والآس، وهو محرم، كتحريم الخمر.

وقال أبو حنيفة: السكر يتخذ من التمر والكشوث، يطرحان سافا سافا، ويصب عليه الماء، قال: وزعم زاعم أنه ربما خلط به الآس فزاده شدة. وقال الزمخشري في الأساس: وهو أمر شراب في الدنيا. يقال: السكر: كل ما يسكر ومنه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم حرمت الخمر بعينها والسكر من كل شراب ، رواه أحمد، كذا في البصائر للمصنف، وقال ابن الأثير: هكذا رواه الأثبات، ومنهم من يرويه بضم السين وسكون الكاف، يريد حالة السكران، فيجعلون التحريم للسكر لا لنفس المسكر، فيبيحون قليله الذي لا يسكر، والمشهور الأول.

روى عن ابن عباس في هذه الآية: السكر: ما حرم من ثمرة. قبل أن تحرم، وهو الخمر، والرزق الحسن: ما أحل من ثمرة، من الأعناب والتمور، هكذا أورده المصنف في البصائر. ونص الأزهري في التهذيب عن ابن عباس: السكر: ما حرم من ثمرتها، والرزق: ما أحل من ثمرتها. وقال بعض المفسرين:إن السكر الذي في التنزيل، هو : الخل، وهذا شئ لا يعرفه أهل اللغة، قاله المصنف في البصائر.

وقال أبو عبيدة وحده: السكر: الطعام، يقول الشاعر:

جعلت أعراض الكرام سكرا

صفحة : 2960

أي جعلت ذمهم طعما لك، وأنكره أئمة. وقال الزجاج: هذا بالخمر أشبه منه بالطعام، والمعنى: تتخمر بأعراض الكرام. وهو أبين مما يقال للذي يبترك في أعراض الناس. عن ابن الأعرابي: السكر: الامتلاء والغضب والغيظ. يقال: لهم على سكر، أي غضب شديد، وهو مجاز، وأنشد اللحياني، وابن السكيت:

فجاؤونا بهم سكـر عـلـينـا     فأجلى اليوم والسكران صاحي السكرة، بهاء: الشيلم، وهي المريراء التي تكون في الحنطة. والسكر، بفتح فسكون: الملء، قال ابن الأعرابي: يقال: سكرته: ملأته. والسكر: بقلة من الأحرار، عن أبي نصر، وهو من أحسن البقول، قال أبو حنيفة: ولم تبلغني لها حلية. والسكر: سد النهر، وقد سكره يسكره، إذا سد فاه، وكل بثق سد فقد سكر. والسكر، بالكسر: الاسم منه ،وهو العرم، وكل ما سد به النهر والبثق ومنفجر الماء، فهو سكر، وهو السداد، وفي الحديث أنه قال للمستحاضة لما شكت إليه كثرة الدم: اسكريه أي سديه بخرقة، وشديه بعصابة، تشبيها بسكر الماء. والسكر أيضا: المسناة، ج سكور، بالضم.

ومن المجاز: سكرت الريح تسكر سكورا، بالضم، وسكرانا، بالتحريك: سكنت بعد الهبوب، وريح ساكرة، وليلة ساكرة: ساكنة لا ريح فيها، قال أوس بن حجر:

تزاد ليالي في طولـهـا      فليست بطلق ولا ساكره والسكران: واد بمشارف الشام من نجد، وقيل: واد أسفل من أمج عن يسار الذاهب إلى المدينة، وقيل جبل بالمدينة أو بالجزيرة، قال كثير يصف سحابا:

وعرس بالسكران يومين وارتكى      يجر كما جر المكيث المسافر والسيكران كضيمران: نبت قال ابن الرقاع:

وشفشف حر الشمس كل بقية     من النبت إلا سيكرانا وحلبا قال أبو حنيفة: هو دائم الخضرة القيظ كله، يؤكل، رطبا، وحبه أخضر، كحب الرازيانج إلا أنه مستدير، وهو السخر أيضا. والسيكران:ع. وسكر كزفر: ع، على يومين من مصر من عمل الصعيد، قيل: إن عبد العزيز بن مروان هلك بها. قلت: ولعله أسكر العدوية، من عمل إطفيح، وبه مسجد موسى عليه السلام، قال الشريشي في شرح المقامات: وبها ولد. والسكر، بالضم وشد الكاف، من الحلوى، معروف، معرب شكر، بفتحتين، قال:

يكون بعد الحسو والتمـزر      في فمه مثل عصير السكر واحدته بهاء وقول أبي زياد الكلابي في صفة العشر: وهو مر لا يأكله شئ، ومغافيره سكر، إنما أراد مثل السكر في الحلاوة. ونقل شيخنا عن بعض الحفاظ أنه جاء في بعض ألفاظ السنة الصحيحة، في وصف حوضه الشريف صلى الله عليه وسلم ماؤه أحلى من السكر قال ابن القيم وغيره: ولا أعرف السكر جاء في الحديث إلا في هذا الموضع، وهو حادث لم يتكلم به متقدمو الأطباء ولا كانوا يعرفونه، وهو حار رطب في الأصح، وقيل: بارد، وأجوده الشفاف الطبرزد وعتيقه ألطف من جديده، وهو يضر المعدة التي تتولد منها الصفراء، لاستحالته إليها، ويدفع ضرره ماء الليم أو النارنج.

والسكر: رطب طيب، نوع منه شديد الحلاوة، ذكره أبو حاتم في كتاب النخلة، والأزهري في التهذيب، وزاد الأخير: وهو معروف عند أهل البحرين، قال شيخنا: وفي سجلماسة ودرعة، قال : وأخبرنا الثقات أنه كثير بمدينة الرسول صلى الله عليه وسلم، إلا أنه رطب لا يتمر إلا بالعلاج.

صفحة : 2961

والسكر: عنب يصيبه المرق فينتشر فلا يبقى في العنقود إلا أقله، وعناقيده أوساط، وهو أبيض رطب صادق الحلاوة عذب، وهو من أحسن العنب وأظرفه ويزبب أيضا ، والمرق، بالتحريك: آفة تصيب الزرع. والسكرة: ماءة بالقادسية لحلاوة مائها.

وابن سكرة: محمد بن عبد الله ابن محمد، أبو الحسن الشاعر المفلق الهاشمي الزاهد المعروف بغدادي من ذرية المنصور كان خليعا مشهورا بالمجون، توفي سنة 385 وأبو جعفر عبد الله بن المبارك ابن الصباغ، يعرف بابن سكرة روى عن قاضي المرستان. والقاضي أبو علي الحسن بن محمد بن فهيرة بن حيون السرقطسي الأندلسي الحافظ ابن سكرة، وهو الذي يعبر عنه القاضي عياض في الشفا بالشهيد، وبالصدفي، إمام جليل واسع الرحلة والحفظ والرواية والدراية والكتابة والجد، دخل الحرمين وبغداد والشام، ورجع إلى الأندلس بعلم لا يحصر، وله ترجمة واسعة في شروح الشفاء.

وسكر، بلا لام وهاء: لقب أحمد بن سليمان، وفي بعض النسخ أحمد بن سليمان، الحربي المحدث، مات بعد الستمائة. أبو الحسن علي بن الحسن، ويقال: الحسين بن طاووس بن سكر بن عبد الله، الدير عاقولي محدث واعظ نزيل دمشق، روي بها عن أبي القاسم بن بشران وغيره، ومات بصور سنة 484. وفاته: علي بن محمد بن عبيد بن سكر القارئ المصري، كتب عنه السلفي. وأمة العزيز سكر بنت سهل بن بشر، روى عنها ابن عساكر.

ومحمد بن علي بن محمد بن علي ابن ضرغام، عرف بابن سكر المصري نزيل مكة، سمع الكثير ، وقرأ القراءت، وكتب شيئا كثيرا. وأخوه أحمد بن علي بن سكر الغضأئري حدث عن ابن المصري وغيره. قلت: وقد روى الحافظ بن حجر عن الأخيرين. قلت: وأبو علي الحسن بن علي ابن حيدرة بن محمد بن القاسم بن ميمون بن حمزة العلوي عرف بابن سكر، من بيت الرياسة والنبل، حدث، ترجمه المنذري. وعم جده، أبو إبراهيم أحمد بن القاسم الحافظ المكثر. وككتف، سكر الواعظ ذكره البخاري في تاريخه هكذا في سائر النسخ التي بأيدينا، وقد راجعت في تاريخ البخاري فلم أجده، فرأيت الحافظ بن حجر ذكره في التبصير أنه ذكره ابن النجار في تاريخه، وأنه سمع منه عبيد الله بن السمرقندي. فظهر لي أن الذي في النسخ كلها تصحيف.

والسكار، ككتان: النباذ والخمار. من المجاز: سكرة الموت والهم والنوم: شدته وهمه وغشيته التي تدل الإنسان على أنه ميت. وفي البصائر- في سكرة الموت-قال: هو اختلاط العقل، لشدة النزع، قال الله تعالى وجاءت سكرة الموت بالحق وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان عند وفاته يدخل يديه في الماء، فيمسح بهما وجهه، يقول: لا إله إلا الله، إن للموت سكرات ، ثم نصب يده، فجعل يقول: الرفيق الأعلى، حتى قبض، ومالت يده .

وسكره تسكيرا: خنقه، والبعير يسكر آخر بذراعه حتى يكاد يقتله.

من المجاز: سكرت أبصارهم وسكرت، وسكر بصره: غشي عليه، وقوله تعالى: لقالوا: إنما سكرت أبصارنا أي حبست عن النظر ، وحيرت، أو معناها غطيت وغشيت، قاله أبو عمرو بن العلاء، وقرأها الحسن سكرت، بالتخفيف، أي سحرت، وقال الفراء: أي حبست ومنعت من النظر. وفي التهذيب: قرئ سكرت وسكرت،بالتخفيف والتشديد، ومعناهما: أغشيت وسدت بالسحر، فيتخايل بأبصارنا غير ما نرى.

صفحة : 2962

وقال مجاهد: سكرت أبصارنا أي سدت، قال أبو عبيد: يذهب مجاهد إلى أن الأبصار غشيها ما منعها من النظر، كما يمنع السكر الماء من الجري. وقال أبو عبيدة: سكرت أبصار القوم، إذا دير بهم، وغشيهم كالسمادير، فلم يبصروا. وقال أبو عمرو بن العلاء: مأخوذ من سكر الشراب، كأن العين لحقها ما يلحق شارب المسكر إذا سكر. وقال الزجاج: يقال: سكرت عينه تسكر، إذا تحيرت وسكنت عن النظر. والمسكر، كمعظم: المخمور، قال الفرزدق: أبا حاضر من يزن يعرف زناؤه ومن يشرب الخرطوم يصبح مسكرا ومما يستدرك عليه: أسكره الشراب، وأسكره القريص وهو مجاز. ونقل شيخنا عن بعض تعديته بنفسه، أي من غير الهمزة، ولكن المشهور الأول. وتساكر الرجل: أظهر السكر واستعمله، قال الفرزدق:

أسكران كان ابن المراغة إذ هجا     تميما بجوف الشأم أم متساكـر وقولهم : ذهب بين الصحوة والسكرة إنما هو بين أن يعقل ولا يعقل. والسكرة: الغضبة. والسككرة: غلبة اللذة على الشباب. وسكر من الغضب يسكر، من حد فرح، إذا غضب. وسكر الحر: سكن، قال:

جاء الشتاء واجثأل القـبـر     وجعلت عين الحرور تسكر والتسكير للحاجة: اختلاط الرأي فيها قبل أن يعزم عليها، فإذا عزم عليها ذهب اسم التسكير، وقد سكر. وقال أبو زيد: الماء الساكر: الساكن الذي لا يجري، وقد سكر سكورا، وهو مجاز. وسكر البحر: ركد، قاله ابن الأعرابي، وهو مجاز. وسكير العباس، كزبير: قرية على شاطئ الخابور، وله يوم ذكره البلاذري. ويقال سكر الباب وسكره، إذا سده، تشبيها بسد النهر، وهي لغة مشهورة، جاء ذكرها في بعض كتب الأفعال، قال شيخنا: وهي فاشية في بوادي إفريقية، ولعلهم أخذوها من تسكير الأنهار. وزاد هنا صاحب اللسان، وغيره: السكركة، وهي :خمر الحبشة، قال أبو عبيد: هي من الذرة. وقال الأزهري: ليست بعربية، وقيده شمر بضم فسكون، والراء مضمومة، وغيره بضم السين والكاف وسكون الراء، ويعرب السقرقع، وسيأتي للمصنف في الكاف، وتذكر هناك، إن شاء الله تعالى.

وأسكوران: من قرى أصفهان، منها محمد بن الحسن بن محمد بن إبراهيم الأسكوراني، توفي سنة 493. وأسكر العدوية: قرية من الصعيد، وبها ولد سيدنا موسى عليه السلام، كما في الروض، وقد تقدمت الإشارة إليه. والسكرية: قرية من أعمال المنوفية. وبنو سكير: قوم.

والسكران: لقب محمد بن عبد الله ابن القاسم بن محمد بن الحسين بن الحسن الأفطس الحسني، لكثرة صلاته بالليل. وعقبه بمصر وحلب.

وهو أيضا : لقب الشريف أبي بكر ابن عبد الرحمن بن محمد بن علي الحسيني، باعلوي، أخي عمر المحضار، ووالد الشريف عبد الله العيدروس توفي سنة 831. وبنو سكرة، بفتح فسكون: قوم من الهاشميين، قاله الأمير. والسكران بن عمرو بن عبد شمس ابن عبدود، أخو سهل بن عمرو العامري، من مهاجرة الحبشة.وأبو الحسن علي بن عبد العزيز الخطيب، عماد الدين السكري، حدث، توفي بمصر سنة 713.

س-ك-ن-د-ر
الإسكندر بن الفيلسوف الرومي ويقال ابن فيلبس اليوناني، وهو أخو فرما. وفي كتب الأنساب أن الفيلسوف هو ابن صريم بن هرمس بن منطروس ابن رومي بن ليطى بن ثابت بن سرحون بن رومة بن قرمط بن نوفل ابن عيص بن إسحاق النبي عليه السلام، وتفتح الهمزة، ذكر الوجهين أبو العلاء المعري، وقال: ليس له مثال في كلام العرب، كذا في شفاء الغليل للخفاجي. وفي العناية له، في أثناء سورة آل عمرآن ألزموا بعض الأعلام العجمية ال علامة للتعريب، كالإسكندرية، فإن أبا زكريا التبريزي قال: لا تستعمل بدونها، ولحن من استعمله بدونها، ولا خلاف في أعجميته.

ونقل شيخنا عن التبريزي في شرح قول أبي تمام.

صفحة : 2963

من عهد إسكندر أو قبل ذلـك قـد      شابت نواصي الليالي وهي لم تشب المتعارف بين الناس الإسكندر بالألف واللام، فحذفها منه، وبعض الناس ينشده من عهد إسكندرا فيثبت في آخره ألفا، وذلك من كلام النبط، لأنهم يزيدون الألف إذا نقلوا الأسم من كلام غيرهم، فيقولون: خمرا، ويريدون الخمر: ملك مشهور قتل دارا بن داراب، آخر ملوك الفرس، وملك البلاد كلها، وقصته في التواريخ مشهورة. والإسكندرية بكسر الهمزة وفتحها ستة عشر موضعا منسوبة إليه، منها :د كبير ببلاد الهند ويعرف بالإسكندرة و: د، بأرض بابل، و:د، بشاطئ النهر الأعظم أعني جيحون و: د، بصغد سمرقند، و: د، بمرو، واسم مدينة بلخ، لأنه بناها.

والإسكندرية: الثغر الأعظم ببلاد مصر، قيل: إن الإسكندر قال: أبني مدينة فقيرة إلى الله عز وجل غنية عن الناس، وقال الفرما: أبني مدينة فقيرة إلى الناس غنية عن الله عز وجل، فسلط الله على مدينة الفرما الخراب سريعا، فذهب رسمها، وعفا أثرها، وبقيت مدينة الإسكندر إلى الآن. وقال المؤرخون: أجمع أهل العلم أنه ليس في الدنيا مدينة على مدينة على مدينة ثلاث طبقات غيرها، وقال أحمد بن صالح: قال لي سفيان بن عيينة: أين تسكن? قلت: أسكن الفسطاط، فقال لي: أتأتي الإسكندرية? قلت له: نعم، قال: تلك كنانة الله، يجعل فيهاخيار سهامه. ومن عجائبها المنارة، وطولها مائتان وثمانون ذراعا في الهواء، وكان خليجها مرخما من أوله إلى آخره، ويقال إن أهل مريوط من كورتها، أطول الناس أعمارا.

والإسكندرية: ة، بين حماة وحلب، وهي التي تعرف بالإسكندرون، ينسب إليها المنذر الحلبي، كتب عنه أبو سعد السمعاني. والإسكندرية : ة،على شط دجلة، بإزاء الجامدة، قرب واسط العراق، بينهما خمسة عشر فرسخا، منها الأديب أبو بكر أحمد بن المختار بن مبشر ابن محمد بن أحمد بن علي الإسكندراني، روى عنه ناصر. وأما أحمد بن محمد بن خالد ابن ميسر فمن إسكندرية مصر، وجده ميسر ، بالتحتية وإهمال السين.والإسكندرية:ة، بين مكة والمدينة. والإسكندرية: د، في مجاري الأنهار بالهند، وهي خمسة أنهار، وتعرف ببنج آب وهي كورة متسعة. والإسكندرية: خمس مدن أخرى.

س-ل-ر
ومما يستدرك عليه هنا: سلار، ككتان: اسم جماعة، وهي كلمة أعجمية أظنها سالار، بزيادة الألف، وهي بالفارسية الرئيس المقدم، ثم حذفت وشددت اللام، واشتهر به أبو الحسن مكي بن منصور ابن علان الكرجي المحدث.

س-م-ج-ر
ويستدرك هنا أيضا سيمجور، بكسر السين وسكون التحتية وضم الجيم: اسم غلام للأمراء السامانية، وكنيته أبو عمران، وأولاده أمراء، فضلاء، منهم: إبراهيم بن سيمجور، عن أبي بكر ابن خزيمة، وأبي العباس السراج، ولي إمرة بخارا وخراسان، وكان عادلا وابنه الأمير ناصر الدولة أبو الحسن محمد بن إبراهيم ولي إمرة خرسان، وسمع الكثير. وابنه الأمير أبو علي المظفر روى عنه الحاكم وغيره.

س-م-ر

صفحة : 2964

السمرة، بالضم: منزلة بين البياض والسواد، تكون في ألوان الناس والإبل وغيرها، فيما يقبل ذلك، إلا أن الأدمة في الإبل أكثر وحكى ابن الأعرابي السمرة في الماء. وقد سمر، ككرم وفرح، سمرة، بالضم فيها، أي في البابين. واسمار اسميرارا فهو أسمر وبعير أسمر: أبيض إلى الشهبة. وفي التهذيب: السمرة: لون الأسمر، وهو لون يضرب إلى سواد خفي، وفي صفته صلى الله عليه وسلم: كان أسمر اللون وفي رواية أبيض مشربا حمرة، قال ابن الأثير: ووجه الجمع بينهما أن ما يبرز: إلى الشمس كان أسمر، وما تواريه الثياب وتستره فهو أبيض. وجعل شيخنا حقيقة الأسمر الذي يغلب سواده على بياضه، فاحتاج أن يجعله في وصفه صلى الله عليه وسلم بمعنى الأبيض المشرب، جمعا بين القولين، وادعى أنه من إطلاقاتهم، وهو تكلف ظاهر، كما لا يخفي، والوجه ما قاله ابن الأثير. وقال ابن الأعرابي: السمرة في الناس الورقة.

والأسمر في قول حميد بن ثور:

إلى مثل درج العاج جادت شعابه     بأسمر يحلولي بـهـا ويطـيب قيل: عنى به اللبن، وقال ابن الأعرابي: هو لبن الظبية خاصة، قال ابن سيده: وأظنه في لونه أسمر. والأسمران: الماء ، والبر، قاله أبو عبيدة أو الماء، والرمح، وكلاهما على التغليب. والسمراء: الحنطة: قال ابن ميادة: يكفيك من بعض ازديار الآفاق سمراء مما درس ابن مخراق درس: داس، وسيأتي في السين تحقيق ذلك. والسمراء: الخشكار، بالضم، وهي أعجمية. والسمراء العلبة، نقله الصاغاني. والسمراء فرس صفوان بن أبي صهبان. والسمراء: ناقة أدماء، وبه فسر بعض قول ابن ميادة السابق، وجعل درس بمعنى راض. والسمراء بنت نهيك الأسدية، أدركت زمن النبي صلى الله عليه وسلم وعمرت. وسمر يسمو سمرا، بالفتح، وسمورا، بالضم: لم ينم، وهو سامر، وهم السمار والسامرة.

في الكتاب العزيز مستكبرين به سامرا تهجرون السامر: اسم الجمع، كالجامل، وقال الأزهري: وقد جاءت حروف على لفظ فاعل وهي جمع عن العرب، فمنها: الجامل، والسامر، والباقر والحاضر. والجامل: الإبل، ويكون فيها الذكور والإناث، والسامر: الجماعة من الحي يسمرون ليلا، والحاضر: الحي النزول على الماء والباقر: البقر فيها الفحول والإناث. والسمر، محركة: الليل: قال الشاعر:

لا تسقني إن لم أزر سمرا     غطفان موكب جحفل فخم

وقال ابن أحمر:

من دونهم إن جئتهم سمرا    حي حلال لملم عـكـر وقال الصاغاني بدل المصراع الثاني. عزف القيان ومجلس غمر أراد إن جئتهم ليلا. وقال أبو حنيفة: طرق القوم سمرا، إذا طرقوا عند الصبح، قال: والسمر: اسم لتلك الساعة من الليل، وإن لم يطرقوا فيها. وقال الفراء: في قول العرب: لا أفعل ذلك السمر والقمر، وقال: السمر: كل ليلة ليس فيها قمر، المعنى: ما طلع القمر وما لم يطلع والسمر أيضا: حديثه، أي حديث الليل خاصة، وفي حديث السمر بعد العشاء، هكذا روي محركة من المسامرة، وهي الحديث بالليل، ورواه بعضهم بسكون الميم، وجعله مصدرا. والسمرة مأخوذة من هذا. وقال بعضهم: أصل السمر: ضوء القمر، لأنهم كانو يتحدثون فيه. والسمر: الدهر، عن الفراء كالسمير، كأمير، يقال: فلان عنده السمر، أي الدهر. قال أبو بكر: قولهم حلف بالسمر والقمر. قال الأصمعي: السمر عندهم: الظلمة والأصل اجتماعهم يسمرون في الظلمة، ثم كثر الاستعمال حتى سمووا الظلمة سمرا. والسامر: مجلس السمار، كالسمر محركة، قال الليث: السامر: الموضع الذي يجتمعون للسمر فيه، وأنشد:

صفحة : 2965

وسامر طال فيه اللهو والسمر وفي حديث قيلة، إذا جاء زوجها من السامر. والسمير: المسامر، وهو الذي يتحدث معك بالليل خاصة، ثم أطلق. والسمير كسكيت: صاحب السمر، وقد سامره. وذو سامر: قيل من أقيال حمير. وابنا سمير، كأمير: الأجدان، هما الليل والنهار، لأنه يسمر فيهما، هكذا عللوه، والسمر في النهار من باب المجاز. ويقال: لا أفعله، أو: لا آتيك ما سمر السمير، وما سمر ابن سمير، وما سمر ابنا سمير، قيل: هو الدهر، وابناه: الليل والنهار، وقيل: الناس يسمرون بالليل.

وحكي ما أسمر. بالهمز، ولم يفسر أسمر قال ابن سيده: ولعلها لغة في سمر، ونقلها الصاغاني عن الزجاج. قلت: وقد جاء في قول عبيد بن الأبرص:

فهن كنبراس النـبـيط أو ال     فرض بكف اللاعب المسمر في الكل مما ذكر، أي يقال: ما أسمر السمير وابن سمير وابنا سمير، أي ما اختلف الليل والنهار، والمعنى، أي الدهر كله، قال الشاعر:

وإني لمن عبس وإن قال قـائل     على رغمه ما أسمر ابن سمير وسمر العين: مثل سلمها، وفي حديث العرنيين فسمر النبي صلى الله عليه وسلم أعينهم أي أحمى لها مسامير الحديد، ثم كحلهم بها. أو سملها بمعنى فقأها بشواك أو غيره، وقد روى أيضا. سمر اللبن يسمره جعله سمارا، كسحاب أي الممذوق بالماء، وقيل: هو اللبن الرقيق، وقيل: هو اللبن الذي ثلثاه ماء، وأنشد الأصمعي:

وليأزلن وتبكؤن لقاحه     ويعللن صبيه بسمار وقيل: أي كثير الماء، قاله ثعلب، ولم يعين قدرا، وأنشد:

سقانا فلم يهجأ من الجوع نقرة سمارا كإبط الذئب سود حواجره واحدته سمارة، يذهب بذلك إلى الطائفة. سمر السهم: أرسله، كسمره تسميرا، فيهما، أما تسمير السهم فسيأتي للمصنف في آخر هذه المادة، ولو ذكرهما في محل واحد كان أليق، مع أن الأزهري وابن سيده لم يذكرا في اللبن والسهم إلا التضعيف فقط.

سمرت الماشية تسمر سمورا نفشت. سمرت النبات تسمره: رعته ويقال: إن إبلنا تسمر، أي ترعى ليلا. سمر الخمر: شربها ليلا، قال القطامي:

ومصرعين من الكـلال كـأنـمـا     سمروا الغبوق من الطلاء المعرق. سمر الشيء يسمره، بالضم، ويسمره، بالكسر، سمرا، وسمره تسميرا، كلاهما: شده بالمسمار، قال الزفيان:

لما رأوا من جمعنا النفـيرا
والحلق المضاعف المسمورا
جورانا ترى لهـا قـتـيرا

والمسمار، بالكسر: ما يشد به، وهو واحد مسامير الحديد. المسمار: اسم كلب لميمونة أم المؤمنين، رضى الله عنهما، يقال: إنه مرض، فقالت: وارحمتا لمسمار. المسمار: فرس عمرو الضبي، وله نسل إلى الآن موجود. المسمار: الرجل الحسن القوام والرعية بالإبل، نقله الصاغاني. والمسمور: الرجل القليل اللحم الشديد أسر العظام والعصب كذا في النوادر. من المجاز: المسمور: المخلوط الممذوق من العيش غير صاف، مأخوذ من سمار اللبن. المسمورة، بهاء: الجارية المعصوبة الجسد، غير رخوة اللحم. نقله الصاغاني، وهو مجاز. والسمر، بضم الميم: شجر، م، أي معروف، صغار الورق قصار الشوك، وله برمة صفراء يأكلها الناس، وليس في العضاه شيء أجود خشبا من السمر، ينقل إلى القرى، فتغمى به البيوت، واحدتها سمرة. قد خالف هنا قاعدته هي البهاء وسبحان من لا يسهو، وبها سموا. والجمع سمر وسمرات، وأسمر في أدنى العدد، وتصغيره أسيمر، وفي المثل: أشبه شرج شرجا لو أن أسيمرا.

صفحة : 2966

وإبل سمرية، بضم الميم: تأكلها، أي السمر، عن أبي حنيفة وسمرة بن جنادة بن جندب بن حجير السوائي، والد جابر، ذكره البخاري. سمرة بن عمرو بن جندب السوائي، قيل: هو سمرة بن جنادة الذي تقدم. سمرة بن جندب بن هلال الفزاري، أبو سعيد، وقيل: أبو عبد الرحمن، وقيل: أبو عبد الله، وقيل: أبو سليمان، حليف الأنصار، مات بعد أبي هريرة سنة ثمان وخمسين، قال البخاري في التاريخ: مات آخر سنة تسع وخمسين، وقال بعضهم: سنة ستين. سمرة بن حبيب بن عبد شمس الأموي، والد عبد الرحمن، يقال: إنه أسلم، ذكره ابن حبيب في الصحابة. سمرة بن ربيعة العدواني، ويقال: العدوي، جاء يتقاضى أبا اليسر دينا عليه. سمرة بن عمرو العنبري، أجاز النبي صلى الله عليه وسلم له شهادة لزبيب العنبري. سمرة بن فاتك الأسدي، أسد خزيمة، حديثه في الشاميين، روى عنه بسر بن عبيد الله، ذكره البخاري في التاريخ.

سمرة بن معاوية بن عمرو الكندي، له وفادة، ذكره أبو موسى. سمرة بن معير بن لوذان بن ربيعة بن عريج بن سعد بن جمح بن عمرو بن هصيص الجمحي أبو محذورة القرشي، مؤذن النبي صلى الله عليه وسلم، قال البخاري في التاريخ: سماه أبو عاصم عن ابن جريج: سمرة بن معين، أي بالضم، وقال محمد بن بكر، عن ابن جريج: سمرة بن معين، أي كأمير، وهذا وهم، وقال لنا موسى: حدثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، حدثني أوس ابن خالذ: مات أبو هريرة ثم مات أبو محذورة ثم مات سمرة. : صحابيون.

وفاته: سمرة بن يحيى، وسمرة ابن قحيف، وسمرة بن سيس وسمرة بن شهر، ذكرهم البخاري في التاريخ، الأول والثالث تابعيان. وجندب بن مروان السمري، من ولد سمرة بن جندب الصحابي، هكذا في النسخ، والذي في التبصير، وغيره: من ولد سمرة بن جندب مروان بن جعفر بن سعد بن سمرة، شيخ لمطين، فاشتبه على المصنف، فجعله جندب بن مروان، وهو وهم، فتأمل.

ومحمد بن موسى السمري، محركة: محدث، حكى عن حماد بن إسحاق الموصلي. سمير، كزبير، أبو سليمان، روى جرير بن عثمان عن سليمان عن أبيه سمير. سمير بن الحصين بن الحارث الساعدي الخزرجي، أحدى. صحابيان.
وفاته: سمير بن معاذ، عن عائشة، وسمير بن نهار، عن أبي هريرة، وخالد بن سمير وغيرهم، وسمير بن زهير: أخو سلمة، له ذكر. قال الحافظ في التبصير: وينبغي استيعابهم، وهم: سمير بن أسد بن همام: شاعر. وسمير أبو عاصم الضبي، شيخ أبي الأحوص. وأبو سمير حكيم بن خذام، عن الأعمش، ومعمر بن سمير اليشكري، أدرك عثمان، وعباس بن سمير، مصري، روى عنه المفضل بن فضالة، والسميط بن سمير السدوسي، عن أبي موسى الأشعري، وعقيل بن سمير، عن أبي عمرو، ويسار بن سمير بن يسار العجلي، ومن الزهاد، روى عن أبي داوود الطيالسي وغيره، وأبو نصر أحمد بن عبد الله ابن سمير، عن أبي بكر بن أبي علي، وعنه إسماعيل التيمي، وأبو السليل ضريب بن نقير بن سمير، مشهور، وجرداء بنت سمير، روت عن زوجها هرثمة، عن علي، وسمير ابن عاتكة، في بني حنيفة، وأبو بكر محمد بن الحسين بن حمويه ابن جابر بن سمير الحداد النيسابوري، عن محمد بن أشرس وغيره. السمار، كسحاب: ع، كذا قاله الجوهري، وأنشد لابن أحمر الباهلي:

لئن ورد السمار لنقتلـنـه     فلا وأبيك ما ورد السمارا

صفحة : 2967

أخاف بوائقا تسري إلـينـا     من الأشياع سرا أو جهارا قال الصغاني: والصواب في اسم هذا الموضع السمار بالضم، وكذا في شعر ابن أحمر، والرواية لا أرد السمارا. وسميراء، يمد، ويقصر: ع من منازل حاج الكوفة، على مرحلة من فيد، مما يلي الحجاز، أنشد ابن دريد في المدود:

يا رب جار لك بالحزيز     بين سميراء وبين توز وأنشد ثعلب لأبي محمد الحذلمي:

ترعى سميراء إلى أرمامهـا     إلى الطريفات إلى أهضامها سميراء بنت قيس: صحابية. ويقال فيها: السمراء أيضا، لها ذكر. السمور، كصبور: النجيب السريعة من النوق وأنشد شمر:

فما كان إلا عن قليل فألحقـت     بنا الحي شوشاء النجاء سمور. السمور، كتنور: دابة معروفة تكون ببلاد الروس، وراء بلاد الترك، تشبه النمس، ومنا أسود لامع، وأشقر، يتخذ من جلدها فراء مثمنة، أي غالية الأثمان، وقد ذكره أبو زبيد الطائي، فقال يذكر الأسد:

حتى إذا ما رأى الأبصار قد غفلت     واجتاب من ظلمة جوذي سمـور أراد جبة سمور، لسواد وبره، ووهم من قال في السمور إنه اسم نبت، فليتنبه لذلك. وسمورة، بزيادة الهاء، يقال: سمرة، بحذف الواو: اسم مدينة الجلالقة. والسامرة، كصاحبة: ة، بين الحرمين الشريفين. السامرة والسمرة: قوم من اليهود من قبائل بني إسرائيل يخالفونهم، أي اليهود في بعض أحكامهم، كإنكارهم نبوة من جاء بعد موسى عليه السلام، وقولهم: لا مساس وزعمهم أن نابلس هي بيت المقدس، وهو صنفان: الكوشان والدوشان وإليهم نسب السامري: الذي عبد العجل الذي سمع له خوار، قيل كان علجا منافقا من كرمان، وقيل: من باحرضي أو عظيما من بني إسرائيل، واسمه موسى بن ظفر، كذا ذكره السهيلي في كتابه الإعلام أثناء طه، وأنشد الزمخشري في رجلين اسم كل واحد منهما موسى كانا بمكة، فسئل عنهما، فقال:

سئلت عن موسى وموسى ما الخبر
فقلت: شيخان كقسمي القدر
والفرق بين موسيين قد ظهر
موسى بن عمران وموسى بن ظفر

قال: وموسى بن ظفر هو السامري منسوب إلى موضع لهم أو إلى قبيلة من بني إسرائيل يقال لها: سامر. قال الحافظ بن حجر في التبصير: وممن أسلم من السامرة: شهاب الدين السامري رئيس الأطباء بمصر، أسلم على يد الملك الناصر، وكانت فيه فضيلة، انتهى. قال الزجاج: وهم إلى هذه الغاية بالشام. قلت: وأكثرهم في جبل نابلس، وقد رأيت منهم جماعة أيام زيارتي للبيت المقدس، ومنهم الكاتب الماهر المنشئ البليغ: غزال السامري، ذاكرني في المقامات الحريرية وغيرها، وعزمني إلى بستان له بثغر يافا، وأسلم ولده، وسمي محمدا الصادق وهو حي الآن، أنشد شيخنا في شرحه:

إذا الطفل لم يكتب نجيبا تخلف اج    تهاد مربيه وخـاب الـمـؤمـل
فموسى الذي رباه جبريل كـافـر    وموسى الذي رباه فرعون مرسل

صفحة : 2968

قال البغوي في تفسيره: قيل: لما ولدته أمه في السنة التي كان يقتل فيها البنون، وضعته في كهف حذرا عليه، فبعث الله جبريل ليربيه لما قضى الله عليه وبه من الفتنة. وإبراهيم بن أبي العباس السامري، بفتح الميم، وضبطه الحافظ بكسرها: محدث عن محمد بن حمير الحمصي، قال الحافظ: وهو من مشايخ أحمد بن حنبل، وروى له النسائي، وكأن أصله كان سامريا، أو جاورهم، وقيل: نسب إلى السامرية، محلة ببغداد، وليس من سامرا التي هي سر من رأى، كما يظنه الأكثرون، وقد تقدم سامرا.

وسميرة، كجهينة: امرأة من بني معاوية بن بكر كانت لها سن مشرفة على أسنانها بالإفراط. سن سميرة جبل بل عقبة قرب همذان شبه بسنها، فصار اسما لها. السميرة: واد قرب حنين، قتل به دريد بن الصمة. والسمر مرة: الغول، نقله الصغاني. والتسمير، بالسين، وهو التشمير، بالشين، ومنه قول عمر رضي الله عنه: ما يقر رجل أنه كان يطأ جاريته إلا ألحقت به ولدها، فمن شاء فليمسكها، ومن شاء فليسمرها. قال الأصمعي: أراد به التشمير بالشين، فحوله إلى السين، و هو الإرسال والتخلية، وقال شمر: هما لغتان، بالسين والشين، ومعناهما الإرسال وقال أبو عبيد: لم تسمع السين المهملة إلا في هذا الحديث، وما يكون إلا تحويلا، كما قال: سمت وشمت.

التسمير: إرسال السهم بالعجلة. والخرقلة: إرساله بالتأني، كما رواه أبو العباس، عن ابن الأعرابي، يقال للأول: سمر فقد أخطبك الصيد، للآخر: خرقل حتى يخطبك. ومما يستدرك عليه: عام أسمر، إذا كان جدبا شديدا لا مطر فيه، كما قالوا فيه: أسود، قال أبو ذؤيب الهذلي:

وقد علمت أبناء خـنـدف أنـه    فتاها إذا ما اغبر أسمر عاصب. وقوم سمار، وسمر، كرمان وسكر. والسمرة: الأحدوثة بالليل. وأسمر الرجل، صار له سمر كأهزل وأسمن. ولا أفعله سمير الليالي، أي آخرها، وقال الشنفري:

هنالك لا أرجو حياة تسرنـي     سمير الليالي مبصرا بالجرائر وسامر الإبل، ما رعى منها بالليل. والسميرية: ضرب من السفن. وسمر السفينة أيضا: أرسلها، وسمر الإبل: أهملها، تسميرا، وسمر شوله: خلاها، وسمر إبله وأسمرها، إذا كمشها، والأصل الشين فأبدلوا منها السين، قال الشاعر:

أرى الأسمر الحلبوب سمر شولنا      لشول رآها قد شتت كالمجـادل قال: رأى إبلا سمانا، فترك إبله وسمرها، أي سيبها وخلاها. وفي الحديث ذكر أصحاب السمرة، وهم أصحاب بيعة الرضوان. والسمار، كغراب: موضع بين حلي وجدة، وقد وردته. وسمير، كزبير: جبل في ديار طيئ. وكأمير: اسم ثبير الجبل الذي بمكة، كان يدعى بذلك في الجاهلية. والسامرية: محلة ببغداد. وقال الأزهري: رأيت لأبي الهيثم بخطه:

فإن تك أشطان النوى اختلفت بنا      كما اختلف ابنا جالس وسمـير

صفحة : 2969

قال: ابنا جالس: طريقان يخالف كل واحد منها صاحبه. وحكى ابن الأعرابي: أعطيته سميرية من دراهم، كأن الدخان يخرج منها. ولم يفسرها، قال ابن سيده: أراه عني دراهم سمرا، وقوله: كأن الدخان، إلى آخره، يعني كدرة لونها، أو طراء بياضها. وابن سمرة: من شعرائهم، وهو عطية بن سمرة الليثي. ومحمد بن الجهم السمري، بكسر السين وتشديد الميم المفتوحة، إلى بلد بين واسط والبصرة: محدث مشهور، وابنه من شيوخ الطبراني. وكذلك عبد الله بن محمد السمري، عن الحسين بن الحسن السلماني.

وخلف بن أحمد بن خلف أبو الوليد السمري، عن سويد بن سعيد. وحمزة بن أحمد بن محمد بن حمزة السمري، عن أبيه، وعنه ابن المقرئ، كذا في التبصير للحافظ. وأبو بكر مسمار بن العويس النيار، محدث بغدادي. وتل مسمار: من قرى مصر. وذو سمر: موضع بالحجاز. وسكة سمرة: بالبصرة. وسمارة بالضم: موضع باليمن. وسمارة الليل، بالكسر: سمره، عن الفراء، نقله الصاغاني.

س-م-ج-ر
سمجر اللبن: خلطه، وأكثر ماءه، كسمره. ولبن سمجر وسمر: ممذوق مخلوط.

س-م-د-ر
السمادير: ضعف البصر، أو شيء يتراءى للإنسان من ضعف بصره عن وفي المحكم عند. السكر من الشراب. وغشي الدوار والنعاس، قال الكميت:

ولما رأيت المقربات مذالة     وأنكرت إلا بالسمادير آلها. سمادير: اسم امرأة دريد ابن الصمة. وقد اسمدر بصره اسمدرارا، قال ابن القطاع في كتاب الأبنية: وزنه افمعل، من السدر. وطريق مسمدر: طويل مستقيم. من ذلك كلام مسمدر ، أي قويم. وطرف مسمدر: متحير. والسمدرور، بالضم: الملك، كأنه سمي بذلك لأن الأبصار تسمدر عن النظر إليه وتتحير، نقله الصاغاني في س-د-ر.

السمدور أيضا: غشاوة العين. وضعف البصر. والسمندر، كقلندر، والسميدر كعميثل: دابة كالسمندل، وعلى الثاني اقتصروا كاقتصار الصاغاني على الأول، وقال: هي غير السمندل. وقال اللحياني: اسمدرت عينه: دمعت: قال ابن سيده: وهذا غير معروف في اللغة.

س-م-س-ر
السمسار، بالكسر: المتوسط بين البائع والمشتري لإمضاء البيع، قال الأعشى:

فأصبحت لا أستطيع الكلام      سوى أن أراجع سمسارها. وهو الذي يسميه الناس الدلال، فإنه يدل المشتري على السلع، ويدل البائع على الأثمان، ج: سماسرة. قال الليث: وهي فارسية معربة، ونقله شيخنا عن معالم السنن للخطابي، وهو في المزهر للجلال. قيل: السمسار: مالك الشيء وقيل: هو الذي يبيع البز للناس قيل: هو قيمة، أي الشيء، الحافظ له. من المجاز: السمسار: السفير بين المحبين لتوسطه بينهما. وسمسار الأرض: العالم بها. والحاذق المتبصر في أمورها، وهو مجاز أيضا، وهي بهاء. والمصدر: السمسرة، في الكل. وبنو السمسار: بطن من العلويين بمصر، ويعرفون أيضا بالكلثميين.

س-م-غ-ر
ومما يستدرك عليه: سمغرة، بالفتح: مدينة بالسودان.

س-م-ق-ر
المسمقر، كمسلحب، من الأيام: الشديد الحر، وقد تقدم في سقر، والميم زائدة، يقال: يوم مسمقر، إذا كان شديد الحر.

س-م-ه-د-ر

صفحة : 2970

السمهدر، كسمندر: السمين يقال: غلام سمهدر: سمين كثير اللحم وقال الفراء: غلام سمهدر. يمدحه بكثرة لحمه. السمهدر: الذكر، على التشبيه. والسمهدر من البلاد: الواسع الأطراف بعيدها. وقيل: يسمدر فيه البصر من استوائه. ومن الأرض: البعيدة المضلة الواسعة، قال أبو الزحف الكليني:

ودون ليلى بلد سمهدر
جدب المندى عن هوانا أزور
ينضى المطايا خمسه العشنزر.

س-م-ه-ر
السمهري: الرمح الصلب. يقال: هو المنسوب إلى سمهر. اسم رجل، وهو زوج ردينة، وكانا مثقفين، أي مقومين للرماح وفي التهذيب: الرماح السمهرية، إلى رجل اسمه سمهر، كان يبيع الرماح بالخط، وامرأته ردينة. أو إلى: ة، بالحبشة اسمها سمهر، قاله الزبير بن بكار. وقال الصاغاني: وأنا لا أثق بهذا القول. والأول أكثر. واسمهر الرمح: صلب. الحبل، والأمر: اشتد، وكذلك الظلام. واسمهر الرجل في القتال، قال رؤبة:

ذو صولة ترمى به المدالث     إذا اسمهر الحلس المغالث. اسمهر العرد، إذا اعتدل وقام، وقال أبو زيد المسمهر: المعتدل. اسمهر الظلام: اشتد، وتنكر وتراكم. والمسمهر: الذكر العرد. وسمهر الزرع، إذا لم يتوالد، كأنه كل حبة برأسها، كذا في التهذيب، ونقله الصاغاني أيضا. ومما يستدرك عليه: وتر سمهري: شديد. واسمهر الشوك: يبس، وشوك مسمهر: يابس. وقد سمهري: معتدل، وهو مجاز. ومما يستدرك عليه: سمنهور: قرية بصعيد مصر، من أعمال قوص. وسمهر، كجعفر: من أسماء الركايا، نقله الصاغاني.

س-ن-ب-ر
السنبر، كجعفر، أهمله الجوهري، وقال أبو عمرو: هو الرجل العالم بالشيء المتقن له، قاله أبو عمرو. قد سموا سنبرا، منهم: سنبر الأبواشي: صحابي، قال الذهبي وابن فهد: جاء في حديث منكر، أخرجه أبو موسى المديني. سنبر والد هشام الدستوائي المحدث المشهور، وهو هشام بن أبي عبد الله، روى عنه ابنه معاذ بن هشام. والسيسنبر، بالفتح النمام، وقد تقدم ذكره في س-س-ب-ر. ومما يستدرك عليه: سنبارة، بالضم: وهي قرية بمصر من الغربية، وهي غير شنبارة، بالمعجمة. ويستدرك عليه أيضا:

س-ن-ت-ر
سنترو، بالمثناة الفوقية بعد النون: قرية بجيزة مصر.

س-ن-ج-ر
سنجار بالكسر: د، مشهور على ثلاثة أيام من الموصل، ولد بها السلطان سنجر بن ملكشاه، فسمي باسم المدينة على عادة الترك. سنجار: ة، بمصر من عمل الغربية. وسنجر، كجعفر: اسم جماعة منهم أحد الملوك السلجوقية، واسمه أحمد بن ملكشاه، طالت مدة ملكه، وقد حدث بالإجازة عن أبي الحسن المديني، قاله الحافظ بن حجر.

س-ن-د-ر
السندرة: السرعة والعجلة، والنون زائدة، ولذا أورده الصاغاني وغيره في س-د-ر وبه فسر بعضهم قول سيدنا علي رضي الله عنه الآتي ذكره. يقول: أقاتلكم بالعجلة، وأبادركم قبل الفرار. قيل: السندرة: ضرب من الكيل غراف جراف واسع، وبه فسر بعضهم قول سيدنا علي رضي الله عنه. السندرة: شجر للقسي والنبل تعمل منها، ومنه قولهم: سهم سندري، وقوس سندرية. قيل: السندرة: امرأة كانت تبيع القمح، وتوفي الكيل، وبهذا القول جزم أقوام. وقال بعضهم: اسم رجل كان يفعل كذلك. قال أبو العباس أحمد بن يحيى: لم تختلف الرواة أن هذه الأبيات لعلي رضي الله عنه:

أنا الذي سمتني أمي حيدره

صفحة : 2971

كليث غابات غليظ القصره
أكيلكم بالسيف كيل السندره.

والمعنى: أني أكيلكم كيلا وافيا. والسندري: الجريء المتشبع. السندري: الشديد من كل شيء والسندري: الطويل، كالسرندي في لغة هذيل. السندري: الأسد، لجراءته. السندري: ضرب من السهام والنصال منسوب إلى السندرة، وهي شجرة. وقيل: السندري: الأبيض من النصال. السندري بن يزيد الكلابي، شاعر، كان مع علقمة بن علاثة، وكان لبيد مع عامر بن الطفيل، فدعى لبيد إلى مهاجاته، فأبى، وقال:

لكيلا يكون السندري نـديدتـي     وأجعل أقواما عموما عماعما. قال ابن الأعرابي وغيره: السندري: هو مكيال كبير ضخم مثل القنقل، والجراف، وبه فسروا قول سيدنا علي، أي أقتلكم قتلا واسعا كثيرا ذريعا، وجمع القتيبي بينهما فقال: يحتمل أن يكون مكيالا اتخذ من السندرة، وهي الشجرة التي تعمل منها القسي والسهام. السندري: الضخم العينين. السندري: الجيد، والرديء، ضد والسندري: ضرب من الطير، قال أعرابي: تعالوا نصيدها زريقاء سندرية، يريد طائرا خالص الزرقة. السندري: الأزرق من الأسنة يقال: سنان سندري، إذا كان أزرق حديدا. السندي: المستعجل من الرجال في أموره، الجاد فيها. السندري: الموترة المحكمة من القسي، قال الهذلي، وهو أبو جندب:

إذا أدركت أولاتهم أخرياتهم     حنوت لهم بالسندري الموتر منسوب إلى السندرة، أعني الشجرة التي عمل منها هذا القوس. ومما يستدرك عليه: السندرة: الجراءة. ورجل سندر، كسبحل: جريء في أمره لا يفرق من شيء. والسندرة: الحدة في الأمور والمضاء. وفي نوادر الأعراب: السنادرة والسبادنة: الفراغ، وأصحاب اللهو والتبطل، وأنشد:

إذا دعوتني فقل يا سـنـدري      للقوم أسماء ومالي من سمي. قلت: وذكره المصنف في س-ب-د-ر. وقد تقدم، والصواب ذكره هنا. واستدرك شيخنا: سندر: مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ذكره أهل السير. قلت: هو أبو عبد الله مولى زنباع الجذامي، أعتقه النبي صلى الله عليه وسلم. وفاته: سندر أبو الأسود، روى عنه أبو الخير اليزني حديثا واحدا من طريق ابن لهيعة. وبنو سندر: قوم من العلويين.

س-ن-د-ن-ه-و-ر
سندنهور، بكسر السين وفتح الدال والنون وضم الهاء: قريتان بمصر. القبلية والبحرية، وكلاهما بالشرقية، كذا في قوانين الأسعد ابن مماتي، وقد أهمله الجماعة.

س-ن-ق-ط-ر
السنقطار الجهبذ، رومية، مثل: السقنطار وزنا ومعنى، وقد تقدم، أهمله الجماعة.

س-ن-ر
السنر، محركة: شراسة الخلق وضيقه، و منه اشتقاق السنور، بالكسر وتشديد النون المفتوحة، وإنما لم يضبطه مع أنه من أوزانه اعتمادا على الشهرة: م، أي معروف، وهو الهر، والأنثى بهاء، كذا في المصباح. قال ابن الأنباري: وهما قليل في كلام العرب، والأكثر أن يقال: هر، وضيون كالسنار، كرمان. السنور: السيد بالكسر هكذا هو مضبوط في النسخ التي بأيدينا، وضبطه الصاغاني بفتح السين وتشديد التحتية المكسورة، وهو الصواب، لأنه قال. فيما بعد: والسنانير: رؤساء كل قبيلة، واحدها سنور.

السنور: فقارة العنق من البعير من أعلى، وأنشد ابن دريد:

كأن جذعا خارجا من صوره     بين مقذيه إلى سـنـوره.

صفحة : 2972

وقال ابن الأعرابي: السنانير: عظام حلوق الإبل. السنور: أصل الذنب، عن الرياشي. ج الكل سنانير. السنور، كحزور: لبوس من قد يلبس في الحرب كالدرع، قال لبيد يرثى قتلى هوزان:

وجاءوا به في هودج ووراءه     كتائب خضر في نسيج السنور قال الجوهري، وقال الصاغاني: ولم أجده في رائيته. قيل: السنور: جملة السلاح وخص بعضهم به الدروع. وقال أبو عبيدة: السنور: الحديد كله، وقال الأصمعي: السنور: ما كان من حلق. يريد الدروع، وأنشد:

سهكين من صدإ الحديد كأنهم      تحت السنور جبة البـقـار سنير، كأمير: جبل بين حمص وبعلبك، وقيل: صقع من الشام، حوارين قصبته، أو ناحية منه. ومما يستدرك عليه: السنانير: رؤساء كل قبيلة، واحدها سنور. وسنار، كرمان: مدينة بالحبشة مشهورة. ومما يستدرك عليه:

س-ن-ف-ر
سنوفر، كصنوبر: قرية بجيزة مصر.

س-ن-ق-ر
سنقر، الأشقر، كقنفذ، أهمله الجماعة، وهو رجل تسلطن بدمشق، قال الذهبي: رأيته. وعبد الله بن فتوح بن سنقر محدث، سمع عبد الحق بن يوسف وأبو عبد الله محمد بن طيبرس السنقري الصوفي، مولى الأمير علي ابن سنقر، سمع ابن روزبة، هو أبو الحسن علي بن أبي بكر بن روزبة القلانسي، راوية الصحيح عن أبي الوقت، مات ببغداد سنة 684. وسنقر الزيني القضائي، روينا عن أصحابه، وسيأتي له في ز-ي-ن، هكذا قال الذهبي أكثرت عنه بحلب قلت: وكنيته أبو سعيد، وهو مولى ابن الأستاذ، ومات سنة 706 كذا ذكره الحافظ. وسنقر المغيثي. وسنقر شاه الرومي.

وفارس بن آق سنقر المقدسي، سمعوا على أبي المنجا بن اللتي البغدادي. والأتابك سيف الدين سنقر الأيوبي، استولى على اليمن بعد قتل الأكراد، وبنى مدرسة بزبيد، وهي الدحمانية، وتعرف أيضا بالعاصمية بمدرسها الفقيه نجم الدين عمر بن عاصم الكناني، ومدرسة بأبين، والمعزية بتعز، والأتابكية بذي هزيم بتعز، وبها دفن، ودفن إلى جنبه الملك المنصور عمر بن علي بن رسول.

س-ن-م-ر
السنمار، بكسر السين والنون، وشد الميم: القمر عن أبي عمرو وقال ابن سيده: قمر سنمار: مضيء حكي عن ثعلب. وقال يونس: السنمار: رجل لا ينام بالليل وهو اللص في كلام هذيل، لقلة نومه، وقد جعله كراع فنعلالا وهو اسم رومي، وليس بعربي، لأن سيبويه نفى أن يكون في الكلام سفرجال، فأما سرطراط عنده ففعلعال من السرط الذي هو البلع، ونظيره من الرومية سجلاط، وهو ضرب من الثياب.

صفحة : 2973

وسنمار: اسم رجل أعجمي إسكاف، وقيل: بناء مجيد رومي قاله أبو عبيد، قال: شيخنا: وكأنه جرى على إطلاق الإسكاف على كل صانع، وهو مشهور، والأكثر إطلاقه على من يشتغل النعال خاصة ، بنى قصرا لبعض الملوك، قيل: للنعمان بن امرئ القيس كذا في الصحاح، أي الأكبر، كذا في المضاف والمنسوب للثعالبي، وقيل: للنعمان بن امرئ القيس بن النعمان بن امرئ القيس الثاني، ونص أبي عبيد: للنعمان بن المنذر، وزاد: فبنى الخورنق الذي بظهر الكوفة، فلما فرغ منه قيل: كانت مدة بنائه له عشرين عاما ألقاه من أعلاه فخر ميتا، لئلا يبني لغيره مثله، وهو نص الصحاح. وقال أبو عبيد: فلما نظر إليه النعمان كره أن يعمل مثله لغيره، وفي عبارة بعضهم: فلما أتمه أشرف به على أعلاه فرماه منه غيرة منه أن يبني لغيره مثله، أو الباني للقصر غلام لأحيحة بن الجلاح، وبه جزم ابن الأعرابي وصححه غيره، قال أبو سعيد السكري: وكان قد بنى له أطمه، فلما فرغ من بنائه قال له أحيحة: لقد أحكمته وأتقنت صنعته قال: لا يكون شيء أوثق منه، وإني لأعرف حجرا فيه لونزع وسل من موضعه لتقوض من عند آخره وانهدم. فسأله عن الحجر وقال: أرنيه? فأصعده فأراه موضعه، فدفعه أحيحة من أعلى الأطم فخر ميتا، لئلا يعلم بذلك الحجر أحد. فضرب به المثل لمن يجري الإحسان بالإساءة.

وقال أبو عبيد : لكل من فعل خيرا فجوزي بضده. وفي التهذيب: جزاه جزاء سنمار في الذي يجازى المحسن بالسوأي وفي سفر السعادة للسخاوي: لمن يكافيء بالشر على الإحسان. قلت: ومآل الكل إلى واحد، قال الشاعر:

جزتنا بنو سعد بحسن فعالنـا     جزاء سنمار وما كان ذا ذنب كذا في المحكم والصحاح. قال شيخنا: وأنشد الجاحظ في كتاب الحيوان لبعض العرب:

جزاني جزاه الـلـه شـر جـزائه    جزاء سنمار ومـا كـان ذا ذنـب
بنى ذلك البنـيان عـشـرين حـجة    تعالى عليه بالقراميد والـسـكـب
فلما انتهى البنـيان يوم تـمـامـه      وصار كمثل الطود والباذخ الصعب
رمى بسنمـار عـلـى أم رأسـه     وذاك لعمر الله من أعظم الخطـب وأنشد بعضهم البيت الثالث هكذا
فلما رأى البنيان تـم سـحـوقـه      وآض كمثل الطود والباذخ الصعب

وزاد فيه:

وظن سنمـار بـه كـل خـيره      وفاز لديه بالكـرامة والـقـرب
فقال اقذفوا بالعلج من رأس شاهق    وذاك لعمر الله من أعظم الخطب

قال شيخنا: وأنشدني شيخنا الإمام العلامة أبو عبد الله محمد بن الشاذلي أعزه الله تعالى:

ومن يفعل المعروف مع غير أهله يجازى الذي جوزي قديما سنمار قال: ومن شواهد المطول:

جزى بنوه أبا الغيلان عن كبر     وحسن فعل كما يجزى سنمار وهكذا أنشده السخاوي في سفر السعادة قال: وقال آخر:

جزتني بنو لحيان حقن دمائهم     جزاء سنمار بما كان يفعل ولهم فيه أمثال وأشعار كثيرة، وأورده أهل الأمثال قاطبة، وفيما أوردناه كفاية.

س-ن-ه-ر

صفحة : 2974

سنهور، بالفتح، أهمله الجماعة، قال شيخنا: ذكر الفتح مستدرك، وكأنه لدفع توهم دعوى القياس فيه، بناء على أنه فعلول ولا يكون مفتوحا. قلت: والذي في التكملة سنهور: مثال زنبور: بلدتان بمصر: إحداهما بالبحيرة وتضاف إلى طلوس وهي بالقرب من الإسكندرية والأخرى بالغربية وهي المشهورة بسنهور المدينة، ومنها الفقيه أبو إسحاق إبراهيم بن خلف بن منصور الغساني السنهوري، دخل خراسان، وسمع بها من المؤيد بن محمد الطوسي، ودخل المغرب، وكان ينتحل مذهب ابن حزم الظاهري، وحدث بشئ يسير، ذكره الصابوني.

قلت: وسنهور أيضا: قريتان بالشرقية، إحداها: من حقوق منية صيفي، والأخرى تضاف إلى السباخ، ومن إحداهن الإمام المحدث زين الدين أبو النجاء سالم ابن محمد بن محمد السنهوري المالكي، روى عن النجم محمد بن أحمد السكندري، والشمس محمد بن عبد الرحمن العلقمي، كلاهما عن السيوطي، وشيخ الإسلام، سنة 1015. وأما التي بالصعيد فبالشين المعجمة، شنهور. ومما يستدرك عليه: سنهري، بكسر السين وتشديد النون المفتوحة وكسر الراء: قرية بمصر من أعمال الشرقية.

س-و-ر
سورة الخمر وغيرها: حدتها كسوارها، بالضم قال أبو ذؤيب:

ترى شربها حمر الحداق كأنهـم     أسارى إذا ما مار فيهم سوارها. وفي حديث صفة الجنة: أخذه سوار فرح ، وهو دبيب الشراب في الرأس، أي دب فيه الفرح دبيب الشراب في الرأس. وقيل: سورة الخمر: حميا دبيبها في شاربها. وسورة الشراب: وثوبه في الرأس، وكذلك سورة الحمة: وثوبها. وحديث عائشة رضي الله عنها: أنها ذكرت زينب، فقالت: كل خلالها محمود ما خلا سورة من غرب. أي سورة من حدة.

من المجاز: السورة من المجد: أثره، وعلامته وقال النابغة:

ولآل حـراب وقـد سـورة    في المجد ليس غرابها بمطار السورة من البرد: شدته، وقد أخذته السورة، أي شدة البرد سورة السلطان: سطوته واعتداؤه وبطشه. السورة: ع. سورة: جد الإمام أبي عيسى محمد بن عيسى بن سورة بن موسى بن الضحاك السلمي الترمذي البوغي الضرير صاحب السنن، أحد أركان الإسلام توفي سنة 279. بقرية بوغ من قرى ترمذ، روى عنه أبو العباس المحبوبي والهيثم بن كليب الشاشي، وغيرهما. وسورة بن الحكم القاضي: محدث أخذ عنه عباس الدوري. وسورة بن سمرة بن جندب، من ولده أبو منصور محمد بن محمد بن عبد الله بن إسماعيل بن حيان بن سورة الواعظ، من أهل نيسابور، قدم بغداد، وحدث، وتوفي سنة 384. وسار الشراب في رأسه سورا، بالفتح، وسئورا، كقعود، عن الفراء، وسؤرا، على الأصل: دار وارتفع، وهو مجاز. سار الرجل إليك يسور سورا وسئورا: وثب وثار.
والسوار، ككتان: الذي تسور الخمر في رأسه سريعا، كأنه هو الذي يسور، قال الأخطل:

وشارب مربح بالكأس نادمني لا بالحصور ولا فيها بسوار. أي بمعربد، من سار، إذا وثب وثوب المعربد، يقال: هو سوار، أي وثاب معربد. والسورة: الوثبة، وقد سرت إليه: وثبت. السوار أيضا من الكلام هكذا في سائر النسخ الموجودة، والذي في اللسان: والسوار من الكلاب: الذي يأخذ بالرأس.

صفحة : 2975

وساوره: أخذ برأسه وتناوله. ساور فلانا: واثبه، سوارا، بالكسر، ومساورة، وفي حديث عمر رضي الله عنه: فكدت أساوره في الصلاة، أي أواثبه وأقاتله. وفي قصيدة كعب بن زهير:

إذا يساور قـرنـا لا يحـل لـه     أن يترك القرن إلا وهو مجدول. والسور، بالضم: حائط المدينة المشتمل عليها، قال الله تعالى فضرب بينهم بسور وهو مذكر، وقول جرير يهجو ابن جرموز:

لما أتى خبر الزبير تواضعت     سور المدينة والجبال الخشع. فإنه أنث السور، لأنه بعض المدينة، فكأنه قال: تواضعت المدينة. ج أسوار وسيران، كنور وأنوار، وكوز وكيزان. من المجاز: السور: كرام الإبل، حكاه ابن دريد، قال ابن سيده: وأنشدوا فيه رجزا: لم أسمعه، قال أصحابنا: الواحدة سورة. وقيل: هي الصلبة الشديدة منها. وفي الأساس: عنده سور من الإبل، أي فاضلة. من المجاز السورة بالضم: المنزلة، وخصها ابن السيد في كتاب الفرق بالرفيعة، وقال النابغة:

ألم تر أن الله أعطاك سورة      ترى كل ملك دونها يتذبذب وقال الجوهري: أي شرفا ورفعة. السورة من القرآن: م. أي معروفة، لأنها منزلة بعد منزلة، مقطوعة عن الأخرى. وقال أبو الهيثم: والسورة من القرآن عندنا: قطعة من القرآن سبق وحدانها جمها، كما أن الغرفة سابقة للغرف، وأنزل الله عز وجل القرآن على نبيه صلى الله عليه وسلم شيئا بعد شيء، وجعله مفصلا، وبين كل سورة بخاتمتها، وبادئتها، وميزها من التي تليها. قال الأزهري: وكأن أبا الهيثم جعل السورة من سور القرآن من أسأرت سؤرا، أي أفضلت فضلا، إلا أنها لما كثرت في الكلام وفي القرآن ترك فيها الهمز، كما ترك في الملك. وفي المحكم: سميت السورة من القرآن سورة، لأنها درجة إلى غيرها، ومن همزها جعلها بمعنى بقية من القرآن، وقطعة، وأكثر القراء على ترك الهمزة فيها.

وقيل: السورة من القرآن: يجوز أن تكون من سؤرة المال، نرك همزه لما كثر في الكلام. وقال المصنف. في البصائر: وقيل: سميت سورة القرآن تشبيها بسور المدينة، لكونها محيطة بآيات وأحكام إحاطة السور بالمدينة. السورة الشرف والفضل والرفعة، قيل: وبه سميت سورة القرآن، لإجلاله ورفعته، وهو قول ابن الأعرابي. السورة: ما طال من البناء وحسن، قيل: ومنه سميت سورة القرآن. السورة العلامة، عن ابن الأعرابي.

أما أبو عبيدة، فإنه زعم أنه مشتق من سورة البناء، وأن السورة عرق من عروق الحائط، وقد رد عليه أبو الهيثم قوله، ونقله الأزهري برمته في التهذيب. وفي الصحاح: والسور جمع سورة، مثل: بسرة وبسر. ج سور، بضم فسكون، عن كراع، وسور، بفتح الواو، قال الراعي:

هن الحرائر لا ربات أخمـرة     سود المحاجر لا يقرأن بالسور والسوار، ككتاب، وغراب: القلب، بضم فسكون، كالأسوار، بالضم، ونقل عن بعضهم الكسر، أيضا، كما حققه شيخنا، والكل معرب: دستوار بالفارسية وقد استعملته العرب، كما حققه المصنف في البصائر، وهو ما تستعمله المرأة في يديها. ج أسورة وأساور، والأخيرة جمع الجمع وأساورة جمع أسوار، الكثير سور، بضم فسكون، حكاه الجماهير، ونقله ابن السيد في الفرق، وقال: إنه جمع سوار خاصة، أي ككتاب وكتب، وسكنوه لثقل حركة الواو، وأنشد قول ذي الرمة:

صفحة : 2976

هجانا جعلن السور والعاج والبري على مثل بردى البطاح النواعم وسؤور، كقعود هكذا في النسخ، وعزوه لابن الجني، ووجهها سيبويه على الضرورة. قال ابن بري: لم يذكر الجوهري شاهدا على الأسوار لغة في السوار، ونسب هذا القول إلى أبي عمرو ابن العلاء، قال: ولم ينفرد أبو عمرو بهذا القول، وشاهده قول الأحوص:

غادة تغرث الوشـاح ولا يغ     رث منها الخلخال والإسوار وقال حميد بن ثور الهلالي:

يطفن به رأد الضحى وينشنـه     بأيد ترى الإسوار فيهن أعجما وقال العرندس الكلابي:

بل أيها الراكب المفني شبيبـتـه     يبكي على ذات الخلخال وإسوار وقال المرار بن سعيد الفقعسي:

كما لاح تبر في يد لمعت به كعاب بدا إسوارها وخضيبها وفي التهذيب: قال الزجاج: الأساور من فضة، وقال أيضا: والقلب من الفضة يسمى سوارا، وإن كان من الذهب فهو أيضا يسمى سوارا، وكلاهما: لباس أهل الجنة. والمسور، كمعظم: موضعه كالمخدم لموضع الخدمة. وأبو طاهر أحمد بن علي بن عبيد الله بن سوار ككتاب: مقرئ، صاحب المستنير، وأولاده: هبة الله أبو الفوارس، ومحمد أبو الفتوح، وحفيده أبو طاهر الحسن بن هبة الله، وأبو بكر محمد بن الحسن المذكور، حدثوا كلهم، وهذا الأخير منهم رمي بالكذب، كذا قاله الحافظ. وعبيد الله بن هشام بن سوار. ككتاب: محدث، وأخوه عبد الواحد، شامي أخذ عن الأول ابن ماكولا سمعا من أبي محمد بن أبي نصر. من المجاز: الأسوار بالضم والكسر: قائد الفرس، بمنزلة الأمير في العرب، وقيل: هو الملك الأكبر معرب، منهم سيج جد وهب بن منبه بن كامل بن سيج، فهو أبناوي أسواري يماني صنعاني ذماري. قيل: هو الجيد الرمي بالسهام، يقال: هو أسوار من الأساورة، للرامي الحاذق، كما في الأساس، قال:

ووتر الأساور القياسا
صغدية تنتزع الأنفاسا

قيل: هو الثابت الجيد الثبات على ظهر الفرس. أساورة وأساور، وقال أبو عبيد: أساورة الفرس: فرسانهم المقاتلون، والهاء عوض من الياء، وكان أصله أساوير، وكذا الزنادقة أصله زناديق عن الأخفش. وأبو عيسى الأسواري: بالضم: محدث تابعي، نسبة إلى الأساورة من تميم، عن أبي سعيد الخدري، لا يعرف اسمه. وفي التبصير للحافظ: وتوجد هذه النسبة في القدماء فأما المتأخرون فإلى أسوار بالفتح: ة، بإصبهان ويقال: فيها أسواري، منها: محيسن، هكذا في النسخ مصغر محسن، والذي في التبصير صاحب مجلس الأسواري، وهو أبو الحسن علي بن محمد بن علي، وزاد ابن الأثير: هو ابن المرزبان أصبهاني زاهد. أبو الحسن محمد بن أحمد، الأسواريان الأخير من شيوخ ابن مردويه. يقال: قعد على المسور، كمنبر: هو متكأ من أدم، جمعه مساور، وهي المساند، قال أبو العباس: إنما سميت المسورة مسورة لعلوها وارتفاعها، من قول العرب: سار، إذا ارتفع وأنشد:

سرت إليه في أعالي السور

صفحة : 2977

أراد: ارتفعت إليه. المسور بن مخرمة بن نوفل الزهري، وأمه عاتكة أخت عبد الرحمن بن عوف. المسور أبو عبد الله، غير منسوب، صحابيان، روى ابن محيريز عن عبد الله بن مسور عن أبيه، والحديث منكر. المسور، كمعظم: ابن عبد الملك اليربوعي، محدث، حدث عنه معن القزاز، قال الحافظ بن حجر: واختلفت نسخ البخاري في هذا في المسور بن مرزوق، هل هما بالتخفيف أو التشديد. المسور بن يزيد الأسدي المالكي الكاهلي: صحابي، وحديثه في كتاب مسند ابن أبي عاصم، وفي المسند. مسور، كمسكن: حصان منيعان باليمن، أحدهما لبني المنتاب، بالضم وبهم يعرف، ثانيهما لبني أبي الفتوح ، وبهم يعرف أيضا، وهما من حصون صنعاء. والسور، بالضم: الضيافة، وهي كلمة فارسية، وقد شرفها النبي صلى الله عليه وسلم. قلت: وهو إشارة إلى الحديث المروي عن جابر بن عبد الله الأنصاري، رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه: قوموا فقد صنع جابر سورا قال أبو العباس: وإنما يراد من هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم تكلم بالفارسية، صنع سوار، أي طعاما دعا الناس إليه. السور: لقب محمد بن خالد الضبي التابعي صاحب أنس بن مالك، رضي الله عنه. قلت: والصواب أن لقبه سؤر الأسد، كما حققه الحافظ. قلت: وفي وفيات الصفدي: كان صرعه الأسد ثم نجا وعاش بعد ذلك قيل: إنه كان منكر الحديث، توفي سنة 150.

وكعب بن سور: قاضي البصرة لعمر رضي الله عنه، في زمن الصحابة. وفاته: وهب بن كعب بن عبد الله بن سور الأزدي، عن سلمان الفارسي. وأبو سويرة، كهريرة: جبلة بن سحيم أحد التابعين، وشيخ سفيان بن سعيد الثوري، وأعاده في ش ر ر أيضا، وهو وهم. والسوار ككتان: الأسد لوثوبه، كالمساور، ذكرهما الصغاني في التكملة.

واسم جماعة، منهم سوار بن الحسين الكاتب المصري، كتب عنه ابن السمعاني. وأحمد بن محمد بن السوار الفزاري. أبو جعفر القرطبي. ضبطه ابن عبد الملك. وسوار بن يوسف المراري، ذكره ابن الدباغ، محدثون. وسرت الحائط سورا، بالفتح، وتسورته: علوته. وتسورته أيضا: تسلقته، وهو هجوم مثل اللص، عن ابن الأعرابي. وتسور عليه، كسوره، إذا علاه وارتفع إليه وأخذه، ومنه حديث شيبة: فلم يبق إلا أن أسوره.

صفحة : 2978

وفي حديث كعب بن مالك مشيت حتى تسورت حائط أبي قتادة وفي التنزيل العزيز إذ تسوروا المحراب عن ابن الأعرابي: يقال للرجل: سرسر، وهو أمر بمعالي الأمور، كأنه يأمره بالعلو والإرتفاع، من سرت الحائط، إذا علوته. وسورية، مضمومة مخففة : اسم للشام في القديم، وفي التكملة في حديث كعب إن الله بارك للمجاهدين في صليان أرض الروم، كما بارك لهم في شعير سورية أي يقوم نجيلهم مقام الشعير في التقوية، والكلمة رومية. أو هو: ع، قرب خناصرة من أرض حمص. وسورين، كبورين: نهر بالري، وأهلها يتطيرون منه، لأن السيف الذي قتل به الإمام يحيى ابن الإمام أبي الحسين زيد الشهيد ابن الإمام علي زين العابدين ابن الإمام الشهيد أبي عبد الله الحسين بن علي بن أبي طالب، رضى الله عنهم، غسل فيه، وكان الذي احتز رأسه سلم بن أحوز بأمر نصر بن سيار الليثي عامل الوليد بن يزيد، وكان ذلك سنة 125 وعمره إذ ذاك ثماني عشرة، وأمه ريطة بنت أبي هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية وأمها ربطة بنت الحارث بن نوفل ابن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم، ولا عقب له. وسورى، كطوبى: ع بالعراق من أرض بابل، بالقرب من الحلة وهو من بلد السريانيين، ومنه إبراهيم بن نصر السوراني، ويقال: السورياني بياء تحتية قبل الألف، وهكذا نسبه السمعاني، حكى عن سفيان الثوري.

والحسين بن علي السوراني، حدث عن سعيد بن البناء، قاله الحافظ. وسورى أيضا: ع من أعمال بغداد بالجزيرة، وقد يمد أي هذا الأخير. والأساورة: قوم من العجم من بني تميم نزلوا بالبصرة قديما كالأحامرة بالكوفة، منهم أبو عيسى الإسواري المتقدم ذكره. وذو الإسوار، بالكسر: ملك باليمن كان مسورا، أي مسودا مملكا، فأغار عليهم ،ثم انتهى بجمعه إلى كهف، فتبعه بنو معد ابن عدنان، فجعل منبه يدخن عليهم، حتى هلكوا، فسمى منبه دخانا. ومما يستدرك عليه:سوارى، كحوارى: الارتفاع، أنشد ثعلب:

أحبه حبـا لـه سـوارى      كما تحب فرخها الحبارى وفسره بالارتفاع، وقال: المعنى أنها فيها رعونة، فمتى أحبت ولدها أفرطت في الرعونة. ويقال: فلان ذو سورة في الحرب أي ذو نظر سديد. والسوار: الذي يواثب نديمه إذا شرب. وتساورت لها، أي رفعت لها شخصي. وسورة كل شيء: حده، عن ابن الأعرابي. وفي الحديث لا يضر المرأة أن لا تنقض شعرها إذا أصاب الماء سور رأسها أي أعلاه، وفي رواية سورة الرأس وقال الخطابي: ويروي شور رأسها وأنكره الهروي وقال بعض المتأخرين: والمعروف في الرواية شئون رأسها وهي اصول الشعر. ومساور ومسوار وسور وسارة أسماء وملك مسور، ومسود : مملك، وهو مجاز، قاله الزمخشري. وأنشد المصنف في البصائر لبعضهم:

وإني من قـيس هـم الـذرا      إذا ركبت فرسانها في السنور
جيوش أمير المؤمنين التي بها     يقوم رأس المرزبان المسور

وأسور بن عبد الرحمن، من ثقات أتباع التابعين، ذكره ابن حبان. وسوار، كغراب، ابن أحمد بن محمد بن عبد الله بن مطرف بن سوار، من ذرية سوار بن سعيد الداخل، كان عالما مات سنة 444. وعبد الرحمن بن سوار أبو المطرف قاضي الجماعة بقرطبة، روى عن حاتم ابن محمد وغيره، مات في ذي القعدة سنة 464 ذكرهما ابن بشكوال في الصلة وضبطهما.

صفحة : 2979

وأبو سعيد عبد الله بن محمد بن أسعد بن سوار، النيسابوري الزراد الفقية المصنف. وأبو حفص عمر بن الحسين بن سورين الديرعاقولي، روى عنه ابن جميع.وأبو بكر أحمد بن عيسى بن خالد السوري روى عنه الدراقطني. وفخر الدين أبو عبد الله محمد بن مسعود بن سلمان بن سوير، كزبير الزواوي المالكي، أقضى القضاة بدمشق، توفي سنة 757 بها ذكره الولي العراقي. وسورين، بفتح الراء: محلة في طرف الكرخ.وسورين بكسر الراء: قرية على نصف فرسخ من نيسابور، ويقال سوريان. وسورة، بالفتح: موضع. وسعيد بن عبد الحميد السواري، بالتشديد، سمع من أصحاب الأصم.
وعمرو بن أحمد السواري، عن أحمد بن زنجويه القطان. والأسوارية: طائفة من المعتزلة

س-ه-ب-ر
السهبرة، أهمله الجوهري، وقال الليث: هو من أسماء الركايا، نقله الصغاني هكذا.

س-ه-ج-ر
سهجر الرجل سهجرة: عدا عدو فزع، ككنف، وهو الخائف.

س-ه-د-ر
بلد سهدر ،كجعفر، وسمهدر كسفرجل: بعيد، وقد تقدم سمهدر قريبا.

س-ه-ر
سهر، كفرح، يسهر سهرا: أرق، ولم ينم ليلا، وفلان يحب السهر والسمر. ورجل ساهر وسهار، ككتان، وسهران وسهرة، الأخيرة كتؤدة أي كثير السهر، عن يعقوب. ومن دعاء العرب على الإنسان: ماله سهر وعبر. وقد أسهرني الهم أو الوجع، قال ذو الرمة ووصف حميرا وردت مصائد:

وقد أسهرت ذا أسهم بات جاذلا     له فوق زجي مرفقيه وحاوح وقال الليث: السهر: امتناع النوم بالليل، ورجل سهار العين: لا يغلبه النوم، عن اللحياني.

و من المجاز قالوا: ليل ساهر أي ذو سهر، كما قالوا: ليل نائم، قال النابغة:

كتمتك ليلا بالجمومين ساهرا      وهمين: هما مستكنا وظاهرا هكذا أورده الزمخشري في الأساس وفسره. قلت: ويحتمل أن يكون ساهرا حالا من التاء في كتمك و من المجاز الساهرة: الأرض ونقل ذلك عن ابن عباس. وفي الأساس: هي الأرض البسيطة العريضة يسهر سالكها. أو وجهها، قاله الليث عن الفراء. وقال ابن السيد في الفرق: لأن عملها في النبات بالليل والنهار سواء. وفي الأساس: أرض ساهرة: سريعة النبات، كأنها سهرت بالنبات، قال: يرتدن ساهرة كأن عميمها وجميمها أسداف ليل مظلم قلت: وهو قول أبي كبير الهذلي. من المجاز: الساهرة: العين الجارية، يقال: عين ساهرة، إذا كانت تجري ليلا ونهارا لا تفتر، وفي الحديث خير المال عين ساهرة لعين نائمة أي عين ماء تجري ليلا ونهارا وصاحبها نائم، فجعل دوام جريها سهرا لها . وقال الزمخشري: وهي عين صاحبها، لأنه فارغ البال، لايهتم بها. قيل: الساهرة: الفلاة يسهر سالكها، وبه فسروا قول النابغة السابق. في الكتاب العزيز فإذا هم بالساهرة قيل: هي أرض لم توطأ، أو هي أرض يجددها الله تعالى يوم القيامة، وقال ابن السيد في الفرق: وقيل: هي أرض لم يعص الله تعالى عليها. وقيل: الساهرة: جبل بالقدس، قاله وهب ابن منبه. وفي عبارة ابن السيد: أرض بيت المقدس. وقيل: الساهرة: جهنم. أعاذنا الله تعالى منها، قاله قتادة.و قيل: هي أرض الشام قاله مقاتل. وقال أبو عمرو الشيباني في قول الشماخ:

توائل من مصك أنصبته     حوالب أسهريه بالذنين قال: الأسهران : الأنف، والذكر، رواه شمر، وهو مجاز. وقيل: هما عرقان في المتن يجري فيهما المني، فيقع في الذكر، وأنشدوا قول الشماخ. وقيل: هما عرقان في الأنف، وقال بعضهم: هما عرقان في المنخرين من باطن، إذا اغتلم الحمار سالا دما أو ماء. وقيل: هما عرقان يصعدان من الأنثيين ثم يجتمعان عند باطن الفيشلة، أعني الذكر، وهما عرقا المني. وقيل: هما العرقان اللذان يندران من الذكر عند الإنعاظ.

صفحة : 2980

وأنكر الأصمعي الأسهرين ، قال: وإنما الرواية في قول الشماخ أسهرته أي لم تدعه ينام، وذكر أن أبا عبيدة غلط. قال أبو حاتم: وهو في كتاب عبد الغفار الخزاعي، وإنما أخذ كتابه فزاد فيه، أعني كتاب صفة الخيل، ولم يكن لأبي عبيدة علم بصفة الخيل، وقال الأصمعي: لو أحضرته فرسا وقيل ضع يدك على شيء منه، ما درى أين يضعها. والساهور: السهر، محركة كالسهار، بالضم بمعنى واحد. وفي التهذيب: السهار، والسهاد بالراء والدال. الساهور: الكثرة الساهور: القمر نفسه، كالسهر، محركة، سريانية، عن ابن دريد. وساهور القمر: غلافه، الذي يدخل فيه إذا كسف، فيما تزعمه العرب، كالساهرة، قال أمية بن أبي الصلت:

لا نتقص فيه غير أن خبيئه     قمر وساهور يسل ويغمد قال ابن دريد: ولم تسمع إلا في شعره، وكان يستعمل السريانية كثيرا، لأنه كان قد قرأ الكتب، قال: وذكره عبد الرحمن بن حسان، كذا في التكملة، وقال آخر يصف امرأة:

كأنها عرق سام عنـد ضـاربـه     أو فلقة خرجت من جوف ساهور يعني شقة القمر، وأنشد الزمخشري في الأساس:

كأنها بهـثة تـرعـى بـأقـرية     أوشقة خرجت من جوف ساهور قلت: البهثة: البقرة، والشقة: شقة القمر، ويروى: من جنب ناهور والناهور: السحاب.

قال القتيبي: يقال للقمر إذا كسف: دخل في ساهوره، وهو الغاسق إذا وقب، وقال النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها، وأشار إلى القمر، فقال: تعوذي بالله من هذا، فإنه الغاسق إذا وقب، يريد: يسود إذا كسف، وكل شيء اسود فقد غسق.

ساهور القمر: دارته، سريانية. وقال ابن السكيت: وقيل: ليالي الساهور: التسع البواقي من آخر الشهر، سميت لأن القمر يغيب في أوائلها. يقال: الساهور: ظل الساهرة أي وجه الأرض. الساهور من العين: أصلها ومنبع مائها، يعني عين الماء، قال أبو النجم:

لاقت تميم الموت في ساهورها     بين الصفا والعين من سديرها والساهرية: عطر، لأنه يسهر في عملها وتجويدها، والإعجام تصحيف قاله الصغاني. ومسهر، كمحسن: اسم جماعة منهم: مسهر بن يزيد، ذكره أبو علي القالي في الصحابة. ومما يستدرك عليه: يقال للناقة: إنها لساهرة العرق، وهو طول حفلها وكثرة لبنها. وبرق ساهر، وقد سهر البرق، إذا بات يلمع، وهو مجاز.

س-ي-ر
السير: الذهاب نهارا وليلا، وأما السرى فلان يكون إلا ليلا، كالمسير، يقال: سار القوم يسيرون سيرا ومسيرا، إذا امتد بهم السير في جهة توجهوا لها، ويقال: بارك الله في مسيرك، أي سيرك. قال الجوهري: وهو شاذ، لأن القياس المصدر من فعل يفعل مفعل، بالفتح،لا والتسيار، بالفتح، ويذهب به إلى الكثرة، وهو تفعال من السير قال:

فألقت عصا التيسار منها وخيمـت     بأرجاء عذب الماء بيض محافره

صفحة : 2981

والمسيرة، بزيادة الهاء، كالمعيشة من العيش، ويراد به أيضا: المسافة التي يسار فيها من الأرض، كالمنزلة والمتهمة، وبه فسر الحديث نصرت بالرعب مسيرة شهر والسيرورة، الأخيرة عن اللحياني. وسار الرجل يسير بنفسه وساره غيره سيرا وسيرة ومسارا ومسيرا، يتعدى ولا يتعدى. وأساره، قال ابن بزرج: سرت الدابة، إذا ركبتها، وإذا أردت المرعى قلت: أسرتها إلى الكلإ، وهو أن يرسلوا فيها الرعيان ويقيموا هم. وسار به، أي يتعدى بالهمز وبالباء. وسيره تسييرا، أي يتعدى بالتضعيف. والاسم من كل ذلك السيرة، بالكسر. وطريق مسور، ورجل مسور به، قال شيخنا: هذا غلط ظاهر في هذه المادة، والصواب مسير ومسير به، كما لا يخفى عمن له أدنى مسكة بالصرف، انتهى.

قلت: وهذا الذي خطأه هو بعينه قول ابن جني، فإنه حكى طريق مسور فيه، ورجل مسور به قالوا: وقياس هذا ونحوه عند الخليل أن يكون مما يحذف فيه الياء، والأخفش يعتقد أن المحذوف من هذا ونحوه إنما هو واو مفعول لا عينه، وآنسه بذلك قد هوب به، وسور به، وكول به، ففي تخطئة شيخنا للمصنف على بادرة الأمر تحامل شديد، كما لا يخفى، وغاية ما يقال فيه: إنه جاء على خلاف القياس عند الخليل.

والسيرة، بالفتح: الضرب من السير. وحكى: إنه لحسن السيرة. والسيرة، كهمزة: الكثير السير، عن ابن جني. من المجاز: السيرة، بالكسر: السنة، وقد سارت وسرتها، قال خالد بن زهير، كذا عزاه الزمخشري، وقال ابن بري: هو لخالد ابن أخت أبي ذؤيب:

فلا تغضبن من سنة أنت سرتها      فأول راض سنة من يسيرهـا يقول: أنت جعلتها سائرة في الناس. وقال أبو عبيد: سار الشيء، وسرته، فعم، وأنشد قول خالد. السيرة: الطريقة، يقال: سار الوالي في رعيته سيرة حسنة، وأحسن السير، وهذا في سير الأولين. السيرة الهيئة وبه فسر قوله تعالى سنعيدها سيرتها الأولى . السيرة: الميرة. والسير، بالفتح: الذي يقد من الجلد طولا، وهو الشراك ج سيور، بالضم، يقال: شدة بالسير، وبالسيور، والأسيار، والسيورة. وإليه أي إلى لفظ الجمع نسب المحدثان: أبو علي الحسين بن محمد بن علي بن إبراهيم النيسابوري، عن محمد بن الحسين القطان، وعنه الفضل بن العباس الصاغاني. أبو طاهر عبد الملك بن أحمد، عن عبد الملك بن بشران شيخ لابن الزغواني، توفي سنة 481 السيوريان. قال شيخنا: وهذا على خلاف القياس، لأن القياس في النسب أن يرجع به إلى المفرد، كما عرف به في العربية. وقيل: إنهما منسوبان إلى بلد اسمه سيور، وصححه أقوام. وفاته: أبو القاسم عبد الخالق بن عبد الوارث السيوري المغربي المالكي، خاتمة شيوخ القيروان توفي سنة 460.

صفحة : 2982

السيور: د باليمن شرقي الجند، منه الإمام الفقيه أبو زكرياء يحيى بن أبي الخير بن سالم بن أسعد بن عبد الله بن محمد ابن موسى بن الحسين بن أسعد بن عبد الله السيري العمراني من بني عمران ابن ربيعة بن عبس بن شحارة بطن كبير باليمن صاحب كتاب البيان والزوائد في الفقه، ولد سنة 487، وكان ولده طاهر بن يحيى من كبار الفقهاء باليمن. وفي التبصير للحافظ بن حجر: والسيري، بالكسر وفتح الياء، غلب على بعض الحصون باليمن في زمن الأشرف، واستمر منازعا له ولولده، انتهى. قلت: ولعله تصحيف والصواب السيري، بالفتح كما للمصنف. وهبير سيار، ككتان: رمل نجدي، قيل: هو رمل زرود في طريق مكة كانت به وقعة ابن أبي سعد الجنابي القرمطي بالحاج. يوم الأحد لاثنتي عشرة ليلة بقيت من المحرم سنة 312 قتلهم وسباهم، وأخذ أموالهم، كذا في معجم يا قوت وسيار بن بكر، كذا في النسخ بالموحدة والكاف، وصوابه بلز باللام والزاي صحابي وهو والد أبي العشراء الدارمي، روى عنه ابنه. وفي التابعين والمحدثين جماعة اسمهم سيار، ومنهم: أبو المنهال سيار بن سلامة الرياحي البصري. وسيار بن عبد الرحمن الصدفي. وسيار بن منظور بن سيار الفزاري، وسيار بن أبي سيار العنزي الواسطي. وسيار أبو حمزة الكوفي. وسيار القرشي الأموي مولى معاوية ابن أبي سفيان. وسيار بن معرور التميمي. وسيار بن روح. حدثوا.

السياريون: جماعة، منهم: عمر بن يزيد السياري، حدث عن عبد الوارث، وعباد بن العوام. ويوسف بن منصور بن إبراهيم السياري. وأحمد بن زياد السياري. والقاسم بن عبد الله بن مهدي السياري، وغيرهم. والسيارة: القافلة. والسيارة: القوم يسيرون، أنث على معنى الرفقة أو الجماعة، فأما قراءة من قرأ تلتقطه بعض السيارة فإنه أنث لأن بعضها سيارة.
وأبو سيارة: عميلة بن خالد العدواني، كان له حمار أسود، أجاز الناس عليه من المزدلفة إلى منى أربعين سنة، قال الراجز:

خلوا الطريق عن أبي سيارة
وعن مواليه بني فزاره
حتى يجيز سالما حماره

وكان يقول: أشرق ثبير، كيما نغير. أي كي نسرع إلى النحر، فقيل: أصح من عيد أبي سيارة وضرب به المثل. والسيراء، كالعنباء، ويسكن: نوع من البرود، وقيل: هو ثوب مسير فيه خطوط تعمل من القز، كالسيور. وقال الجوهري: هو برد فيه خطوط صفر، قال النابغة:

صفراء كالسيراء أكمل خلقها     كالغصن في غلوائه المتأود أو يخالطه حرير، وقيل: هي من ثياب اليمن قلت: وهو المشهور الآن بالمضف، وفي الحديث أهدي إليه أكيدر دومة حلة سيراء قال ابن الأثير: هو نوع من البرود يخالطه حرير كالسيور، وهي فعلاء من السير القد، قال هكذا روى على هذه الصفة، قال: قال بعض المتأخرين: إنما هو على الإضافة، واحتج بأن سيبويه قال: لم يأت فعلاء صفة لكن اسما، وشرح السيراء: الحرير الصافي، ومعناه حلة حرير، وفي الحديث أعطى عليا بردا سيراء وقال: اجعله خمرا وفي حديث عمر رأى حلة سيراء تباع .

والسيراء: الذهب، وقيل: هو الذهب الصافي الخالص. قال الفراء: السيراء: نبت، ولم يصفه الدينوري، وقيل: هو يشبه الخلة، كذا في الكتلمة. هي أيضا القرفة اللازقة بالنواة. استعاره الشاعر للخلب، وهو حجاب القلب فقال:

صفحة : 2983

نجى امرأ من محل السوء أن لهفي القلب من سيراء القلب نبراسا السيراء: جريدة من جرائد النخلة. والسيران، بالكسر الياء المشددة: ع جاء ذكره في الشعر. وصقع بالعراق، بين واسط وفم النيل، وأهل السواد يحيلون اسمه. وسيروان، بالكسر وفتح الراء: كورة ما سبذان، محركة، أو كورة بجنبها، وقال الصاغاني: بالجبل. سيروان: ة، بمصر، منها أبو علي أحمد بن إبراهيم بن معاذ السيرواني، سكن نسف، ومات بها سنة 329، عن إسحاق بن إبراهيم الدبري وعلي بن المبارك الصاغاني، والذي ذكره ياقوت أن أبا علي هذا من قرية بنسف، ولم أجد سيروان في القرى المصرية، مع كثرة تتبعي في مظانها.

سيروان: ع، بفارس. سيروان: ع، قرب الري، كذا في معجم ياقوت. وسار الشيء: سائرة، أي جميعه، وهما لغتان، قال أبو ذؤيب يصف ظبية:

وسود ماء المرد فاها فـلـونـه      كلون النئور وهي أدماء سارها. أي سائرها، قد ذكر في س-ر-ا، ومر هناك تفصيل القولين من المجاز: سير الجل عن الفرس: نزعه وألقاه عنه. سير المثل: جعله سائرا شائعا في الناس، وكذلك الكلام، وبقال: هذا مثل سائر، وقد سير أمثالا سائرة، وهو مجاز. سير سيرة، بالكسر: جاء بأحديث الأوائل أو حدث بها. قال شيخنا: والسيرة النبوية، وكتب السير، مأخوذة من السيرة بمعنى الطريقة، وأدخل فيها الغزوات وغير ذلك. إلحاقا أو تأويلا. سيرت المرأة خضابها: خططته، أي جعلته خطوطا، كالسيور وأنشد الزمخشري لابن مقبل:

وأشنب تجلـوه بـعـود أراكة     ورخصا علته بالخضاب مسيرا والمسير، كمعظم: ثوب فيه خطوط تعمل من القز، كالسيور. وقيل: برود يخالطها حرير، ويقال: ثوب مسير: وشيه مثل السيور. مسير: اسم جماعة، منهم: أبو الزعراء يحيى بن الوليد بن المسير الطائي، عن محل بن خليفة، وعنه ابن مهدي وزيد بن الحباب. مسير القرع: حلواء، معروف. من المجاز: تسير جلده، إذا تقشر وصار شبه السيور. واستار: امتار، قال الراجز:

أشكو إلى الله العزيز الغفار
ثم إليك اليوم بعد المستار

ويقال: المستار في هذا البيت مفتعل من السير. يقال: استار بسيرته، إذا استن بسنته وطريقته. وسير، كجبل، هكذا ضبطه الصاغاني وغيره، وضبطه ابن الأثير وغيره بفتح السين وتشديد الباء الموحدة المكسورة: ع وهو كثيب بين بدر والمدينة المشرفة قسم فيه النبي صلى الله عليه وسلم غنائم بدر، وسبق في س-ب-ر أيضا أن سبر كثيب بين بدر والمدينة، كما ذكره الصاغاني هناك أيضا، فهما موضعان، أو أحدهما تصحيف عن الآخر، فتأمل.

ومما يستدرك عليه: تساير عن وجهه الغضب: سار وزال، وهو مجاز، وقد جاء ذلك في حديث حذيفة. وسايره مسايرة: جاراه، وتسايرا. وبينهما مسيرة يوم. وسيره من بلده: أخرجه وأخلاه. وسايره: سار معه. وفلان لا تسايره خيلاء، إذا كان كذابا. وقولهم: سر عنك، أي تغافل واحتمل، وفيه إضمار، كأنه قال سر ودع عنك المراء والشك. وسير الثوب والسهم: جعل فيه خطوطا. وعقاب مسيرة: مخططة. وثعلبة بن سيار، له ذكره، وإياه عنى الشاعر قال ابن بري هو المفضل النكري:

وسائلة بثعلبة بـن سـير     وقد علقت بثعلبة العلوق.

صفحة : 2984

جعله سيرا للضرورة، نقله الجوهري في ع-ل-ق وسيأتي. ومنزله سيار: قرية بمصر، من حوف رمسيس. ومسير الكوم، ومنية مسير، ومحلة مسير: قرى بالغربية من مصر. ومسير: قرية أخرى بالأشمونين. والصاحب فلك الدين بن المسيري وزير الأشرف، مشهور. وعبد الرازق بن يعقوب المسيري، رحل وأدرك السلفي. واستدرك صاحب الناموس هنا سارة، قال: وتشدد راؤه، وانه اسم سرية إبراهيم الخليل أم إسماعيل، عليهما السلام. قلت: وقد رده شيخنا من أوجه ثلاثة، وكفانا المؤنة في ذلك، ولكنه لم ينبه أن الصواب استدراكه في مادة س-و-ر-كما فعله الصاغاني وغيره. ويستدرك عليه أيضا: سيسر، كحيدر، وهو جد أبي الفضل أحمد بن إبراهيم بن سيسر البوشنجي حدث ببغداد عن ابن عيينة وأنس ابن عياض، وعنه وكيع القاضي.