الباب العاشر: باب الراء - الفصل الثالث عشر: فصل الشين المعجمة مع الراء: الجزء الأول

فصل الشين المعجمة مع الراء

الجزء الأول

ش-ب-ر
الشبر، بالكسر: ما بين أعلى الإبهام وأعلى الخنصر، مذكر. ج: أشبار، قال سيبويه: لم يجاوزوا به هذا البناء. من المجاز: هو قصير الشبر، إذا كان متقارب الخلق، هكذا في الأساس، ووقع في بعض الأمهات متقارب الخطو، قالت الخنساء:

معاذ الله ينكحني حـبـركـي    قصير الشبر من جشم بن بكر وقبال الشبر وقبال الشسع: الحية، كلاهما عن ابن الأعرابي. الشبر، بالفتح: كيل الثوب بالشبر، يشبره ويشبره، وهو من الشبر، كما يقال: بعته من الباع، وقال الليث: الشبر: الاسم، والشبر الفعل. من المجاز: الشبر: الإعطاء، كما قيل: الباع واليد للكرم والنعمة، يقال: شبره مالا وسيفا يشبره: أعطاه إياه، كالإشبار، قال أوس بن حجر، يصف سيفا:

وأشبرنيه الـهـالـكـي كـأنـه    غدير جرت في متنه الريح سلسل. كذا في الصحاح، ويروى وأشبرنيها والضمير للدرع، قال ابن بري: وهو الصواب، لأنه يصف درعا لا سيفا، والهالكي: الحداد، وأريد به هنا الصيقل. من المجاز: أعطاها شبرها، وهو حق النكاح، وثواب البضع من مهر وعقر، قاله شمر. وفي الحديث نهى عن الشبر وهو طرق الجمل وضرابه، قال الأزهري: معناه النهي عن أخذ الكراء على ضراب الفحل، وهو مثل النهي عن عسب الفحل، وهكذا نقله ابن سيده عن ابن الأعرابي. في حديث دعائه صلى الله عليه وسلم لعلي وفاطمة رضي الله عنهما: جمع الله شملكما وبارك في شبركما قال ابن الأثير: الشبر في الأصل: العطاء، ثم كنى به عن النكاح لأن فيه عطاء.

الشبر: العمر، ويكسر، يقال: قصر الله شبره وشبره، أي طوله وعمره، كذا في التكملة. قال الفراء: الشبر: القد يقال: ما أطول شبره، أي قده. وشبر بن صعفوق بن عمرو بن زرارة الدارمي التميمي، ويحرك قال الحافظ: ذكر أبو أحمد الحاكم، في ترجمة حفيده أبي عبيدة السري بن يحيى أن جده شبرا صحابي له وفادة، ذكره الذهبي.

وبشر بن شبر، هكذا في نسختنا، والصواب شبر بن شبر: تابعي من أصحاب عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وعنه حميد ابن مرة. وشبر بن علقمة: تابعي، عن سعد، وعنه الأسود بن قيس، ويقال فيه بالتحريك أيضا. وشبر الدارمي: جد لهناد بن السري بن يحيى. قلت: وهو بعينه شبر بن صعفوق ابن زرارة الذي تقدم، كذا ذكره الحاكم في ترجمة حفيده السري بن يحيى بن شبر، كذا حققه الحافظ في التبصير، وهو واجب التنبيه عليه. وبالكسر شبر بن منقذ الأعور الشني: شاعر تابعي، شهد الجمل مع علي رضي الله عنه، ويقال فيه بشر بتقديم الموحدة.

صفحة : 2985

الشبر، بالتحريك: العطية والخير، مثل الخبط والخبط والنفض والنفض، فبالسكون مصدر، بالتحريك اسم، قال العجاج:

الحمد لله الذي أعطى الشبر. وكذلك جاء في شعر عدي:

لم أخنه والذي أعطى الشبر فمن قال: إن العجاج حركه للضرورة فقد وهم، لأنه ليس يريد به الفعل، وإنما يريد به اسم الشيء المعطي، وقيل: الشبر والشبر لغتان، كالقدر والقدر. الشبر: شيء يتعاطاه النصارى بعضهم لبعض كالقربان يتقربون به، أو القربان بعينه، ونقل الصاغاني عن الخليل: الشبر: الشيء تعطيه النصارى بعضهم بعضا، كأنهم كانوا يتقربون به. قيل: الشبر: الأجسام والقوى، وقيل الإنجيل. عن ابن الأعرابي: المشبورة: المرأة السخية الكريمة. في حديث الأذان ذكر له الشبور كتنور: البوق ينفخ فيه، وليس بعربي صحيح، وقال ابن الأثير: عبرانية. والمشابر، بالفتح: حزوز في ذراع يتابع بها، منها حز الشبر، وحز نصف الشبر، وربعه، كل حز منها صغر أو كبر مشبر، نقله الصاغاني عن أبي سعيد.

المشابر: أنهار تنخفض فيتأدى إليها الماء من مواضع مما يفيض من الأرضين، جمع مشبر ومشبرة، وكلاهما بالفتح. والأشبور: بالضم: سمك، والعامة تقول: شبور، كتنور. وشبر، كفرح: بطر وأشر، أورده الصاغاني في التكملة. وشبر كبقم وشبير كقمير، أي مصغرا، وفي التكملة مثل أمير، كذا وجد مضبوطا في نسخة صحيحة ومشبر، كمحدث أسماء أبناء هارون النبي صلى الله عليه وسلم، وقيل: وبأسمائهم سمى النبي صلى الله عليه وسلم أولاده الحسن والحسين والمحسن الأخير بالتشديد كذا جاء في بعض الروايات. وقال ابن بري: ووجدت ابن خالويه قد ذكر شرح هذه الأسماء فقال: شبر، وشبير، ومشبر: هم أولاد هارون عليه السلام، ومعناها بالعربية حسن وحسين ومحسن، قال: وبها سمى علي رضي الله عنه أولاده شبر وشبيرا ومشبرا، يعني حسنا وحسينا ومحسنا، رضي الله عنهم، قلت: وفي مسند أحمد مرفوعا إني سميت ابني باسم ابني هارون: شبر وشبير. وشبر تشبيرا: قدر، وكذلك شبر شبرا، وكلاهما عن ابن الأعرابي. روى عن أبي الهيثم: يقال: شبر فلانا تشبيرا فتشبر، أي عظمه فتعظم، وقربه فتقرب. وتشابرا: تقاربا في الحرب، كأنه صار بينهما شبر، ومد كل واحد منهما إلى صاحبه الشبر. وشابور: اسم جماعة، منهم شابور: شيخ لخالد بن قعنب، وكذا حجاج بن شابور. وعثمان بن شابور، عن أبي وائل.

وداوود بن شابور، عن عطاء . ومحمد بن شعيب بن شابور، ويقال له الشابوري نسبة إلى جده عن الأوزاعي. وأحمد بن عبيد الله بن محمود ابن شابور المقري، قال أبو نعيم: مات بعد سنة 360. ورجل شابر الميزان أي سارق، نقله الصاغاني. وشبرى كسكرى: ثلاثة وخمسون موضعا، كلها بمصر وقد تتبعت أنا فوجدته اثنين وسبعين موضعا من كتاب القوانين للأسعد بن مماتي، ومختصره لابن الجيعان، على ما سيأتي بيانه على الترتيب.

منها عشرة بالشرقية وهي شبرا أم قمص، وشبرا مقس، وشبرا من الضواحي، قلت: وهي شبر الخيمة، وتعرف الآن بالمكاسة، وشبرا سهواج، وشبرا الخمارة، وشبرا النخلة، وشبرا هارس، وتعرف بمنية القزازين، وشبرا سخا، وشبرا صوره، وشبرا بلوط، وهي حصة المغنى. وفاتته اثنتان: شبرا سندى، وشبرا البيلوق. وخمسة بالمرتاحية وهي شبرا وسيم، وشبرا هور، وشبرا بدين، وشبرا مكراوه، وشبرا بلولة.

صفحة : 2986

وفاتته اثنتان: شبرا قبالة، وشبرا بلق. وستة بجزيرة قويسنا وهي شبرا قبالة، وشبرا قلوح، وشبرا بخوم، وشبرا قطاره، وهذه الأربعة التي ذكروها في الديوان، وكأنه ألحق اثنتين من إقليم سواه مجاور لجزيرة قويسنا.

وإحدى عشرة بالغربية، وهي: شبرا هربون، وشبرا بار، وشبرا بني تكررت، وشبرا كلسا، وشبرا زيتون، وشبرا سرينة، وشبرا بلولة، وشبرا نباص، وشبرا لوق، وشبرا مريق، وشبرا نبا. وفاتته ثمانية: شبرا نخلة، وشبرا بقيس، وشبرا بسيون، وشبرا بار، من كفور سخا، وشبرا بار أيضا، وشبرا نبات، وشبرا ذبابه، وشبرا فروض من كفور دخمس. وسبعة بالسمنودية وهي: شبرا بابن، وشبرا أنقاس، وشبرا بئر العطش، وشبرا دمسيس، وشبرا نين، وشبرا ملكان، من الطاوية، وشبرا قة.

وفاتته أربعة: شبرا طليمة، وشبرا قاص، وشبرا سيس، وشبرا بلولة. وثلاثة بالمنوفية وهي: شبرا مقمص، وشبرا بلولة، وشبرا قوص، من كفور بهواش. وفاته ثلاثة: شبرا قاص، وشبرا نخلة، وشبرا دقس.

قلت: ومن إحداهن وتعرف بشبرا الشروخ، وقد دخلتها ثلاث مرات شيخنا خاتمة المسندين عبد الله بن محمد بن عامر بن شرف الدين الشبراوي الشافعي الأزهري، سمع جده الكتب الستة تماما على أبي النجاء سالم بن محمد بن محمد السنهوري، وروى هو عن محمد بن عبد الله الخرشي، ومحمد بن عبد الباقي الزرقاني، وعبد الله بن سالم البصري، والشهاب الخليفي، وأبي الإمداد خليل بن إبراهيم اللقاني، ودرس وأفاد، وتولى مشيخة الجامع الأزهر، وباشر بعفة وصيانة، وكان وافر الحشمة والجاه، ولد سنة نيف وتسعين وألف، وتوفي سنة 1170. وثلاثة بجزيرة بني نصر وهي: شبرا سوس، وشبرا لون، وشبرا لمنة.

وأربعة بالبحيرة وهي: شبرا ويش، وشبرا خيت، وشبرا بارة، وشبرا النخلة. واثنان برمسيس وهما: شبرا وسيم، وشبرا نونه. وفاته موضعان من الكفور الشاسعة بإقليم آخر تابع لحوف رمسيس في الديوان، وهما، شبرا نات، وشبرا بوق. واثنان بالجيزية: شبرا منت، وقد دخلتها، وشبرا بارة، فهذه الجملة اثنان وسبعون موضعا، منها ثلاثة وخمسون ذكرهم المصنف، وما بقي فمما استفدناه من الدواوين السلطانية، والله أعلم. وشبرة كبقمة: جد أحمد بن محمد الشيخ العابد النيسابوري، سمع ابن خزيمة، وعمر النجيري قاله الحافظ. ومما يستدرك عليه: يقال: هذا أشبر من ذاك، أي أوسع شبرا. والشبرة، بالكسر: العطية، عن ابن الأعرابي. والشبرة: القامة تكون قصيرة وطويلة.

وعن ابن الأعرابي، يقال: أشبر الرجل: جاء ببنين طوال الأشبار، أي القدود، وأشبر: جاء ببنين قصار الأشبار. وشبر المرأة يشبرها شبرا: جامعها. وشبرته تشبيرا: أعطيته، كذا في التكملة. وشبره يشبره: قدره بشبر. ومن لك بأن تشبر البسيطة? يضرب لمن يتكلف ما لا يطيق، قاله الزمخشري. وشبر، كبقم: لقب عصام بن يزيد الأصبهاني، ويقال: جبر، بالجيم، وهو الأشهر، والحق أنه حرف بين حرفين، قاله الحافظ. وشابور: قرية بمصر من أعمال حوف رمسيس. ومشبر، كمحدث: لقب ميمون بن أفلح، ذكره الحافظ.

ش-ب-ذ-ر
الشبذر، كجعفر، أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وهو نبات شبيه بالرطبة، إلا أنه أجل وأعظم ورقا منها. وقال أبو زيد: رجل شبذراة، بالكسر، وشنذارة، بالنون بدل الباء، كما سيأتي للمصنف، أي غيور، وأورده الصاغاني.
ش-ب-ك-ر

صفحة : 2987

الشبكرة، أهمله الجوهري، وصاحب اللسان، وقال ابن الأعرابي: هو العشا وهو معرب، نقله الصاغاني. قال: بنوا الفعلة من شبكور، وهو الأعشى بالفارسية، ومعناه الذي لا يبصر بالليل، وشب عندهم الليل، وكور: الأعمى.

ش-ت-ر
الشتر، بالفتح: القطع، فعله شتره يشتره كضرب. وبه سمي شتر، بلالام، وهو والد عبد الرحمن المحدث الكوفي، روى عن الإمام أبي جعفر محمد الباقر رضي الله عنه. الشتر، بالتحريك: الانقطاع وقد شتر، كفرح، عن ابن الأعرابي. في التهذيب: الشتر: انقلاب في جفن العين قلما يكون خلقة، والشتر بالتسكين: فعلك بها. وفي المحكم: الشتر: انقلاب الجفن من أعلى وأسفل، وتشنجه وانشقاقه حتى ينفصل الحتار أو هو استرخاء أسفله، أي الجفن. يقال: شترت العين والرجل شترا كفرح وعني مثل أفن وأفن، وانشترت عينه وشترها يشترها شترا وأشترها وشترها، قال سيبويه: إذا قلت: شترته فإنك لم تعرض لشتر، ولو عرضت لشتر لقلت أشترته. وقال الجوهري: شترته أنا، مثل ثرم وثرمته أنا.

وفي حديث قتادة: في الشتر ربع الدية وهو قطع الجفن الأسفل، والأصل انقلابه إلى أسفل. ورجل أشتر بين الشتر، والأنثى شتراء. الشتر أيضا: انشقاق الشفة السفلى يقال: شفة شتراء، ورجل أشتر. من المجاز: الشتر: هو دخول الخرم والقبض في عروض الهزج، فيصير فيه فاعلن كقوله:

قلت لا تخف شيئا     فما يكون يأتيكا ووجد في نسخة شيخنا أو القبض، بأو الدالة على الخلاف، والصواب ما عندنا بالواو، لأنه لا يكون شترا إلا باجتماعهما. قلت: وكذلك هو في جزء المضارع والذي هو مفاعيلن، وهو مشتق من شتر العين، فكأن البيت قد وقع فيه من ذهاب الميم والياء ما صار به كالأشتر العين. شتر، محركة: قلعة بأران، أي من أعمالها، بين بردعة وكنجة، وهي جنزة. وشتر به، كفرح: سبه وتنقصه بنظم أو نثر. وشتره: غته، وجرحه، ويروى بيت الأخطل:

ركوب على السوآت قد شترا ستـه     مزاحمة لأعداء والنخس في الدبر شتير كزبير: ابن شكل، محركة، العبسي الكوفي، يقال: إنه أدرك الجاهلية، روى له مسلم والأربعة. شتير بن نهار الغنوي البصري، كذا يقول حماد بن سلمة، والمعروف سمير، بالمهملة والميم، قاله الحافظ: تابعيان، الأخير روى له الترمذي. وأشتر، كأردن: لقب بعض، العلويين، قلت: هو زيد بن جعفر من ولد يحيى بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين، ذكره ابن ماكولا، وهو فرد، قال الصاغاني: وأصحاب الحديث يفتحون التاء، قلت: وقد تقدم للمصنف في الهمزة مع الراء. قال اللحياني: رجل شتير شنير، كفسيق، فيهما، إذا كان كثير الشر والعيوب سيئ الخلق والشترة، بالضم: ما بين الإصبعين، استدركه الصاغاني.

صفحة : 2988

والشوترة: المرأة العجزاء، استدركه الصاغاني. والأشتر، كمقعد، هكذا في النسخ، والتنظير به غير ظاهر، كما لا يخفى، وهو لقب مالك بن الحارث النخعي الفارس الشاعر التابعي، من أصحاب علي رضي الله عنه، مشهور. والأشتران: هو وابنه إبراهيم، قتل مع مصعب بن الزبير. أمين الدين أحمد بن الأشتري. نفيس الدين عمر بن علي الصوفي الأشتري، رويا، الأول أجاز الحافظ الذهبي، والأخير حدث عن الوزير الفلكي، سمع منه بالقاهرة مرتضى بن أبي الجود، قاله الحافظ، وهو نسبة إلى الأشتر: قرية من بلاد الجبل عند همذان، وقد يقال: اليشتر، وقيل بينهما بين نهاوند عشرة فراسخ.

وفي حديث علي رضي الله عنه. يوم بدر: فقلت قريب مفر ابن الشتراء ز قال ابن الأثير: هو لص كان يقطع الطريق، يأتي الرفقة فيدنو منهم، حتى إذا هموا به نأي قليلا، ثم عاودهم حتى يصيب منهم غرة. المعنى: إن مفره قريب وسيعود، فصار مثلا. ونقب شتار، ككتاب نقب في جبل بين أرض البلقاء والمدينة، شرفها الله تعالى.

ومما يستدرك عليه: شتر بالرجل تشتيرا: عابه وتنقصه. وفي حديث عمر: لو قدرت عليهما لشترت بهما ، أي أسمعتهما القبيح، ويروى بالنون، من الشنار، وبه قال شمر، وأنكر التاء، بالتاء، قال ابن الأعرابي، وأبو عمرو، وقال أبو منصور: والتاء صحيح عندنا. وشتر ثوبه: مزقه. وشتير بن خالد رجل من أعلام العرب كان شريفا. وشتير: موضع، أنشد ثعلب:

وعلى شتير راح منا رائح     يأتي قبيصة كالفنيق المقرم وذو شناتر، واسمه لختيعة، سيأتي في النون إن شاء الله تعالى.

ش-ت-ع-ر
ش-ت-غ-ر
الشيتعور، أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: زعموا أنه الشعير قال: وقد جاء في الشعر الفصيح، كالشيتغور، بالغين، عن أبي الفتح بن جني، وأنكر إهمال العين. قلت: وذكره الصاغاني في التكملة في ش-ع-ر. فقال: الشيتعور ذكره ابن دريد فقال: وجاء أمية بن أبي الصلت في شعره بالشيتعور، وزعم أنه الشعير ولم يذكر ابن دريد الشعر، ولم أجده في شعره. انتهى.

ش-ث-ر
الشثر، بالكسر، أهمله الجوهري وصاحب اللسان. وقال الصاغاني: هو حرف الجبل، ج شتور، بالضم. الشتر: اسم جبل من جبالهم. الشثير، كأمير: قماش العيدان. والشثير أيضا: شكير النبت، وهو أول ما ينبت. وقناة شثرة، كفرحة، متشظية هكذا في النسخ، وفي التكملة: مشظة. وشثرت عينه، كفرح: حثرت، نقله الصاغاني.

ش-ج-ر
الشجر، محركة، والشجر، بكسر ففتح، في لغة بني سليم، قاله الدينوري، والشجراء، كجبل وعنب وصحراء، كذلك الشير، بالياء، كعنب، أبدلوا الجيم ياء إما أن تكون على لغة من قال شجر، وإما أن تكون الكسرة لمجاورتها الياء، قال:
تحسبه بين الأكام شيره. وقالوا في تصغيرها: شييرة، وهذا كما يقلبون الياء جيما في قولهم: أنا تميمج، أي تميمي، وكما روى عن ابن مسعود: على كل غنج يريد غنى، هكذا حكاه أبو حنيفة بتحريك الجيم، والذي حكاه سيبويه أن ناسا من بني سعد يبدلون الجيم مكان الياء في الوقف خاصة، ذلك لأن الياء خفيفة، فأبدلوا من موضعها أبين الحروف، وذلك قولهم في تميمي: تيمج، فإذا وصلوا لم يبدلوا. وقال ابن جني: أما قولهم. في شجرة: شيرة، فينبغي أن تكون الياء فيها أصلا، ولا تكون مبدلة من الجيم، لأمرين: أحدهما: ثبات الياء في تصغيرها في شييرة، ولو كانت بدلا من الجيم لكانوا خلقاء إذا حقروا الاسم أن يردوها إلى الجيم، ليدلوا على الأصل.

صفحة : 2989

والآخر: أن شين شجرة مفتوحة، وشين شيرة مكسورة، والبدل لا تغير فيه الحركات، إنما يوقع حرف موضع حرف.
من النبات: ما قام على ساق أو هو كل ما سما بنفسه، دق أو جل، قاوم الشتاء أو عجز عنه. والواحدة من كل ذلك بهاء، ويجمع أيضا على الأشجار، والشجرات والشيرات، قال:

إذا لم يكن فيكن ظل ولا جنى      فأبعدكن الله مـن شـيرات وأرض شجرة، كفرحة، وشجيرة ومشجرة، وهذه عن أبي حنيفة، وشجراء: كثيرته، أي الشجر. وقيل: الشجراء: اسم لجماعة الشجر، وواحد الشجراء شجرة، ولم يأت من الجمع على هذا المثال إلا أحرف يسيرة: شجرة وشجراء، وقصبة وقصباء، وطرفه وطرفاء، وحلفة وحلفاء. وقال سيبويه: الشجراء واحد وجمع، وكذلك القصباء، والطرفاء، والحلفاء. وفي حديث ابن الأكوع: حتى كنت في الشجراء ، أي بين الأشجار المتكاثفة، قال ابن الأثير: هو الشجرة اسم مفرد يراد به الجمع، وقيل: هو جمع. والأول أوجه. والمشجر، بالفتح: منبته، أي الشجر، الشجر الكثير. وواد أشجر وشجير، كأمير، ومشجر، كمحسن: كثيره، أي الشجر. وفي الصحاح: واد شجير، ولا يقال: واد أشجر. يقال: هذا المكان أشجر منه، أي أكثر شجرا، وكذلك هذه الأرض أشجر من هذه، أي أكثر شجرا، ولا يعرف له فعل، هكذا قالوه.

وأشجرت الأرض: أنبتته، كأعشبت وأبقلت، مشجرة ومعشبة ومبقلة. وإبراهيم بن يحيى بن محمد ابن عباد بن هانئ الشجري، مدني، شيخ الإمام أبي عبد الله البخاري، روى عن أبيه يحيى، وأبوه يحيى قال فيه عبد الغني بن سعيد: يحيى بن هانئ نسبة إلى جد أبيه، وقد روى عنه عبد الجبار ابن سعيد. وقال الحافظ في التبصير: قال ابن عدي: حدثنا أحمد بن حمدون النيسابوري، حدثنا عبد الله بن شبيب، حدثنا إبراهيم بن محمد ابن يحيى الشجري، عن أبيه. فانقلب عليه، وإنما هو إبراهيم بن يحيى بن محمد، وتبعه حمزة في تاريخ جرجان، وهو وهم نبه عليه الأمير. وقال الحافظ أيضا: إبراهيم الشجري هذا منسوب إلى شجرة بن معاوية بن ربيعة الكندي، قاله الرشاطي، وفيه نظر.

صفحة : 2990

وقال أبو عبيد: بنو شجرة بن معاوية يقال لهم: الشجرات، ولهم مسجد بالكوفة. الشريف النقيب أبو السعادات هبة الله بن النقيب الطاهر بالكرخ أبي الحسن علي بن محمد بن حمزة بن أبي القاسم علي بن أبي علي عبيد الله بن حمزة الشبيه بن محمد بن عبيد الله بن أبي الحسن علي ابن عبيد الله بن عبد الله بن الحسن بن علي بن محمد بن الحسن بن جعفر بن الحسن المثنى الشجري العلوي، نحوي العراق ومحدثه، اجتمع به الزمخشري ببغداد، وأثنى عليه، وتوفي بها سنة 542 ودفن بداره بالكرخ، وله في المستفاد في تاريخ بغداد ترجمة مطولة ليس هذا محلها. قلت: وجده أبو الحسن على بن عبيد الله هو الملقب بباغر ترجمة السمعاني في الأنساب، والحافظ في التبصير، وقد أشرنا إليه آنفا وكذلك ذكرا حفيده أبا طالب علي بن الحسين بن عبيد الله بن علي، نقيب الكوفة. قلت: ومما بقى عليه أحمد بن كامل ابن خلف بن شجرة بن منظور الشجري البغدادي، مشهور. وبنته أم الفتح أمه السلام، حدثت وعمرت، وماتت سنة 680. ويحيى بن إبراهيم بن عمر الشجري سمع عبد الحميد بن عبد الرشيد سبط الحافظ أبي العلاء العطار. وشاجر المال، برفع المال على أنه فاعل، قوله: رعاه، أي الشجر. زاد الزمخشري: وبعير مشاجر. وقال ابن السكيت: شاجر المال، إذا رعى العشب والبقل، فلم يبق منها شيئا، فصار إلى الشجر يرعاه، قال الراجز يصف إبلا:

تعرف في أوجهها البشائر     آسان كل آفق مشاجـر قال الصاغاني: الرجز لدكين. وشاجر فلان فلانا مشاجرة: نازعه وخاصمه. والمشجر من التصاوير: ما كان على صنعة الشجر، هكذا بالصاد والنون والعين المهملة، في النسخ، وفي بعض الأصول على صيغة الشجر، بالصاد والتحتية والغين المعجمة، أي على هيئته. ويقال: ديباج مشجر، إذا كان نقشه على هيئة الشجر.

واشتجروا: تخالفوا، كتشاجرو بينهم مشاجرة. وفي حديث النخعي، ذكر فتنة: يشتجرون فيها اشتجار أطباق الرأس أراد أنهم يشبكون في الفتنة والحرب اشتباك أطباق الرأس، وهي عظامه التي يدخل بعضها في بعض، وقيل: أراد يختلفون كما تشتجر الأصابع إذا دخل بعضها في بعض. ويقال: التقي فئتان فتشاجروا برماحهم، أي تشابكوا، واشتجروا برماحهم. وكل شيئ يألف بعضه بعضا فقد اشتبك واشتجر، وإنما سمي الشجر شجرا، لدخول بعض أغصانه في بعض. وشجر بينهم الأمر يشجر. شجورا، بالضم، وشجرا، بالفتح : تنازعوا فيه. وشجر بين القوم، إذا اختلف الأمر بينهم، وفي التنزيل فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم قال الزجاج: أي فيما وقع من الاختلاف في الخصومات، حتى اشتجروا وتشاجروا، أي تشابكوا مختلفين. وفي الحديث إياكم وما شجر بين أصحابي أي ما وقع بينهم من الإختلاف.

وشجر الشيء يشجره شجرا بالفتح: ربطه. وشجر الرجل عن الأمر يشجره شجرا: صرفه، يقال: ما شجرك عنه، أي ما صرفك.

صفحة : 2991

وفي التكملة: شجر الشيء عن الشيء، إذا نجاه، قال العجاج: وشجر الهدأب عنه فجفا أي جافاه عنه فتجافى، وإذا تجافى قيل: اشتجر، وأنشجر. شجر الرجل عن الأمر يشجره شجرا، إذا منعه ودفعه. شجر الفم: فتحه، وقد جاء في حديث سعد أن أمه قالت له: لا أطعم طعاما، ولا أشرب شرابا أو تكفر بمحمد، قال: فكانوا إذا أرادو أن يطعموها أو يسقوها شجروا فاها ، أي أدخلوا في شجره عودا ففتحوه. وفي الأساس: شجروا فاه فأوجروه، إذا فتحوه بعود. ففي إطلاق المصنف الفتح نظر. شجر الدابة يشجرها شجرا: ضرب لجامها: ليكفيها حتى فتحت فاها، ومنه حديث العباس ابن عبد المطلب، رضي الله عنه قال: كنت آخذا بحكمة بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين، وقد شجرتها كذا في التكملة. قلت: وفي رواية: والعباس يشجرها. أو يشجرها. بلجامها .

شجر البيت يشجره شجرا عمده بعود، هكذا في النسخ، والصواب بعمود، كذا في اللسان، وكل شيء عمدته بعماد فقد شجرته. شجر الشجرة والنبات شجرا: رفع ما تدلى من أغصانها وفي التهذيب: وإذا نزلت أغصان شجر أو ثوب فرفعته وأجفيته قلت: شجرته، فهو مشجور. شجره بالرمح: طعنه حتى اشتبك فيه. وتشاجروا بالرماح: تطاعنوا، وكذا اشتجروا برماحهم. شجر الشيء: طرحه على المشجر، وهو المشجب، وسيأتي قريبا في المادة. وشجر، كفرح: كثر جمعه هكذا أورده الصاغاني في التكملة، وكان الأصمعي يقول: كل شيء اجتمع ثم فرق بينه شيء فانفرق فهو شجر.

والشجر، بفتح فسكون: الأمر المختلف، وقد شجر الأمر بينهم، وقد تقدم. الشجر: ما بين الكرين من الرحل، أي رحل البعير، وهو الذي يلتهم ظهره، والكر ما ضم الظلفتين، كما سيأتي، ويقال لما بين الكرين أيضا: الشرخ والشخر، بالخاء المعجمة، كما سيأتي. الشجر: الذقن، عزاه الصاغاني إلى الأصمعي. قيل: الشجر: مخرج الفم ومفتحه، هكذا بالخاء المعجمة والراء من خرج، في النسخ، والصواب مفرج الفم، بالفاء. شجر الفم مؤخره، أو هو الصامغ، أو هو ما انتفح من منطبق الفم، أو هو ملتقي اللهزمتين، أو هو ما بين اللحيين الأخير عن أبي عمرو. وقيل: هو مجتمع اللحيين تحت العنفقة، وبه فسر حديث بعض التابعين تفقد في طهارتك كذا وكذا، والشاكل والشجر إحدى الروايات قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم بين شجري ونحري .

وشجر الفرس: ما بين أعالي لحييه من معظمها. ج أشجار، وشجور، بالضم، وشجار، بالكسر. والضاد من الحروف الشجرية ويجمعها قولك شضج، الشين والضاد والجيم. واشتجر الرجل: وضع يده تحت ذقنه، وأتكأ على المرفق ولم يضع جنبه على الفرش، وقيل: وضع يده على حنكه، قال أبو ذؤيب:

نام الخلي وبت الليل مشتجـرا     كأن عيني فيها الصاب مذبوح وقيل: بات مشتجرا، إذا اعتمد بشجره على كفه. والمشجر، كمنبر، والشجار، مثل: كتاب، ويفتحان وقد أنكر شيخنا الفتح في الأول، وادعى أنه غير معروف ولا سلف له في ذلك، مع أنه مصرح به في اللسان، بل وغيره من الأمهات: عود الهودج، الواحدة مشجرة وشجارة. وفي المحكم: المشجر: أعواد تربط كالمشجب يوضع عليها المتاع، والجمع المشاجر، سميت لتشابك عيدان الهودج بعضها في بعض. وقال الليث: الشجار: خشب الهودج، فإذا غشي غشاءه صار هودجا. أو مركب من مراكب النساء أصغر منه مكشوف الرأس، قاله أبو عمرو، ومنه قول لبيد:

وأربد فارس الهيجا إذا ما     تقعرت المشاجر بالفئام

صفحة : 2992

وقال الأصمعي: ويكفي واحدا حسب، وبه فسر حديث حنين ودريد بن الصمة يومئذ في شجار له الشجار ككتاب: خشبة يضبب بها السرير من تحت، وهو بالفارسية مترس، هكذا بفتح الميم والمثناة وسكون الراء، وبخط الأزهري بفتح الميم وتشديد المثناة وقال: هي الخشبة التي توضع خلف الباب. والشجار: خشب البئر قال الراجز: لتروين أو لتبيدن الشجر جمع شجار، ككتاب وكتب، هكذا أنشده الجوهري في الصحاح: قال الصاغاني: والرواية السجل بالسين المهملة واللام، والرجز لآمي وبعده: أو لأروحن أصلا لا أشتمل والرجز لأبي محمد الفقعسي والشجار سمة للإبل. والشجار: عود يجعل في فم الجدي، لئلا يرضع أمه، كذا في التكملة. وشجار، كسحاب: ع بين الأهواز ومرج القلعة، وهو الذي كان النعمان بن مقرن أمر مجاشع بن مسعود أن يقيم به في غزوة نهاوند ويقال له شجر أيضا. وعلاثة بن شجار، ككتان: صحابي من بني سليط، أخرجه ابن عبد البر وابن منده، روى عنه الحسن، وروى عنه خارجة بن الصلت، وهو عم خارجة، ووهم الذهبي في تخفيفه وتبعه الحافظ في التبصير فذكره بالتخفيف، وضبط في التكملة: شجار، ككتاب، هكذا، وعليه علامة الصحة. وأبو شجار، ككتان: عبد الحكم ابن عبد الله بن شجار الرقي: محدث، عن أبي المليح الرقي، وغيره. والشجير، كإمير: السيف.

الشجير والشطير: الغريب منا . ومن سجعات الأساس: ما رأيت شجيرين إلا شجيرين. الشجير الأول بمعنى الغريب، والثاني بمعنى الصديق، وسيأتي. الشجير من الإبل: الغريب. والشجير: القدح يكون بين قداح غريبا ليس من شجرها، ويقال: هو المستعار الذي يتيمن بفوزه، والتشريج: قدحه الذي هو له، قال المنخل.

وإذا الرياح تـكـمـشـت     بجوانب البيت القـصـير
ألفـيتـنـي هـش الـيدي     ن بمري قدحي أو شجيري

وفي المحكم: الشجير: الصاحب وجمعه شجراء. وقال كراع: الشجير هو الرديء.والأشتجار: تجافى النوم عن صاحبه أنشد الصاعاني لأبي وجزة:

طاف الخيال بنا وهنا فـأرقـنـا     من آل سعدى فبات النوم مشتجرا والأشتجار: التقدم والنجاء، قال عويف الهذلي، وفي التكملة: عويج النبهاني

فعمدا تعديناك واشتجـرت بـنـا     طوال الهوادي مطبعات من الوقر كالانشجار فيهما. ويروى في بيت الهذلي انشجرت وهكذا أنشده صاحب اللسان، والأول رواية الصاغاني. وديباج مشجر، كمعظم: منقش بهيئة الشجر. ولا يخفى أنه لو ذكر في أول المادة عند ضبطه المشجر كان أوفق لما هو متصدفيه، مع أن قوله آنفا: ما كان على صنعة الشجر شامل للديباج وغيره، فتأمل. والشجرة، بفتح فسكون: النقطة الصغيرة في ذقن الغلام، عن ابن الأعرابي. من المجاز: يقال: ما أحسن شجرة ضرع الناقة، أي قدره وهيئته، كذا في التكملة، وفي الأساس: شكله وهيئته، زاد الصاغاني أو عروقه وجلده ولحمه.

صفحة : 2993

وتشجير النخل: تشجيره، بالشين والخاء المعجمتين، وهو أن توضع العذوق على الجريد، وذلك إذا كثر حمل النخلة، وعظمت الكبائس، وخيف على الجمارة، أو على العرجون. وسيأتي. ومما يستدرك عليه: الشجر: الرفع، وكل ما سمك ورفع فقد شجر. وفي الحديث الشجرة والصخرة من الجنة قيل: أراد بالشجرة: الكرمة، وقيل هي التي بويع تحتها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي شجرة بيعة الرضوان، لأن أصحابها استوجبوا الجنة، قيل: كانت سمرة. والمتشاجر: المتداخل، كالمشتجر.ورماح شواجر، ومشتجرة ومتشاجرة: متداخلة مختلفه. والشجر والاشتجار: التشبيك. والشواجر: الموانع والشواغل. والشجر، بضمتين: مراكب دون الهوادج، عن أبي عمرو، وهو جمع شجار، ككتاب. ويقال: فلان من شجرة مباركة، أي من أصل مبارك، وهو مجاز، وقوله تعالى: كشجرة طيبة أصح الأقوال أنها النخلة. ويزيد بن شجرة الرهاوي، من التابعين.

ومعدن الشجرتين بالذهلول. وعمرو بن شجيرة العجلي، ذكره المرزباني. والشريف أبو الشجر أبو بكر بن محمد بن إسماعيل بن أبي بكر الحسيني، من أشهر شيوخ اليمن، وله ذرية طيبة بوادي سردد.

ش-ح-ر
الشحر، كالمنع: فتح الفم لغة يمانية، عن ابن دريد. الشحر: ساحل اليمن، قال الأزهري: في أقصاها، وقال ابن سيده: بينها وبين عمان، ويقال: شحر عمان، وهو ساحل البحر بين عمان وعدن، مشتمل على بلاد وأودية وقرى، كانت فيها مساكن سبأ على ما قيل، ويكسر، وهو المشهور، وهكذا أنشدوا قول العجاج:

رحلت من أقصى بلاد الرحل     من قلل الشحر فجنبي موكل منه محمد بن حوى بن معاذ الإمام المحدث الرحال، سمع من أبي عبد الله الفراوي وغيره. الجمال محمد بن عمرو الأصغر، وهو لقبه، وفي التبصير للحافظ: محمد بن عمر بن الأصغر هكذا، الشاعر، الشحريان سمع من الأخير أبو العلاء الفرضي بماردين سنة 680.

قال الحافظ: وعمرو بن أبي عمرو الشحري من شحر عمان، أنشد له الثعالبي في التيمة شعرا. الشحر: بطن الوادى، ومجرى الماء، وبأحدهما سميت المدينة. الشحر: أثر دبرة البعير إذا برأت، على التشبيه. الشحير، كأمير: شجر، حكاه ابن دريد، وليس بثبت. والشحور، كقسور، والشحرور، بالضم، طائر أسود فويق العصفور، يصوت أصواتا. والشحرة، بالكسر: الشط الضيق، عن ابن الأعرابي. وذو شحر بن وليعية، بالكسر: قيل من أقيال حمير، نقله الصغاني.

ش-ح-ز-ر
المشحنزر، أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وقال الصاغاني: هو المستعد لشتم إنسان، أو الذي قد شب قليلا، هكذا بالشين المعجمة، ومثله للصغاني، ويوجد في بعض نسخ القاموس سب بإهمال السين، وهو خطأ.

ش-ح-س-ر
الشحسار، بالفتح أهمله الجوهري والصغاني، وفي اللسان: هو الطويل، قال شيخنا: وذكر الفتح مستدرك، وقيل، إن هذا اللفظ دخيل.

ش-ح-ظ-ر
المشحنظر، كمستغفر، أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وهو بالظاء المعجمة وضبطه الصاغاني بإهمال الطاء، وقال: هو الجاحظ العينين.

ش-خ-ر

صفحة : 2994

الشخير: صوت من الحلق، أو من الأنف، أو من الفم دون الأنف. الشخير أيضا: صهيل الفرس، وقيل هو منه بعد الصهيل. أو هو صوته من فمه دون الأنف كالشخر، بالفتح. والفعل كضرب، شخرا، وشخيرا، وقيل: الشخر كالنخر. قال الأصمعي: من أصوات الخيل: الشخير، والنخير، والكرير، فالشخير من الفم، والنخير من المنخرين، والكرير من الصدر. ويقال: الشخير: رفع الصوت بالنخر. الشخير: ما تحات من الجبل بالأقدام، والقوائم هذا نص الصاغاني، وفي اللسان: الحوافر، بدل القوائم، وأنشد:

بنطفة بارق في رأس نيق     منيف دونها منه شخـير قال أبو منصور: لا اعرف الشخير بهذا المعنى إلا أن يكون الأصل فيه خشيرا، فقلب. الشخير، كسكيت: الكثير النخير، وفي بعض النسخ: الشخير، بدل النخير، يقال: حمار شخير أي مصوت. وعبد الله بن الشخير بن عوف ابن كعب، صحابي من بني عامر، ثم بني كعب، نزل البصرة، وأولاده: المطرف، ويزيد، وهانئ، روى عنه ابنه المطرف غير حديث. والأشخر: شخر العشر، لغة يمانية، وبه لقب في المتأخرين خاتمة الفقهاء باليمن أبو بكر محمد بن أبي بكر بن عبد الله بن أحمد بن إسماعيل ابن أبي بكر بن محمد بن علي، أخذ عن الشهاب أحمد بن حجر المكي وغيره، ولنا به اتصال من مطرق عالية ليس هذا محل ذكرها. وشخر الشباب: أوله وحدته كشرخه. عن أبي زيد: الشخر من الرحل: ما بين الكرين القادمة والآخرة، كالشرخ والشجر بالجيم، والكر: ما ضم الظلفتين. وشخر الاست: شقها، أورده الصاغاني.

شخر البعير ما في الغرارة: بددها، وفي التكملة: بدد ما فيها وخرقها. والتشخير: رفع الأحلاس جمع حلس حتى تستقدم الرحالة نقله الصاغاني. التشخير في النخل: وضع العذوق على الجريدة، لئلا تنكسر، نقله الصاغاني أيضا، وقد مر الإيماء إليه في التشجير قريبا.

ش-خ-د-ر
شخدر، كجعفر أهمله الجوهري والصاغاني، وهو بالخاء المعجمة والدال المهملة: اسم رجل.

ش-ذ-ر
الشذر، بالفتح: قطع من الذهب تلقط من معدنه بلا إذابة الحجارة: ومما يصاغ من الذهب فرائد يفصل بها اللؤلؤ والجوهر. أو خرز يفضل بها وفي بعض الأصول: به النظم أو هو اللؤلؤ الصغار، على التشبيه بالشذر، لبياضها. وقال شمر: الشذر: هنات صغار كأنها رؤوس النمل، من الذهب، يجعل في الخوق، الواحدة شذرة، بهاء، وأنشد شمر للمرار الأسدي يصف ظبيا:

أتين على اليمين كأن شذرا      تتابع في النظام له زليل

صفحة : 2995

وأبو شذرة: كنية الزبرقان بن بدر، نقله الصاغاني. أبو العلاء: شذرة بن محمد ابن أحمد بن شذرة الخطيب: محدث، عن أبن المقري الأصبهاني وغيره. وأبو الرجاء محمد، وأبو المرجى أحمد، ابنا إبراهيم بن أحمد بن شذرة، الأصبهانيان، حدثا عن ابن ريدة، وعنهما السلفي. من أمثالهم: تفرقوا شذر مذر، بالتحريك فيهما، ويكسر أولهما، وقد تبدل الميم من مذر باء موحدة، وقال بعضهم: هو الأصل، لأنه من التبذير، وهو التفريق، قاله شيخنا، قلت: والذي يظهر أن الميم هو الأصل، لأن المقصود منه إنما هو الإتباع فقط، لا ملاحظة معنى التفريق كأخواته الآتية، فتأمل، أي ذهبوا في كل وجه. وزاد الميداني فقال: ويقال: ذهبوا شغر بغر، وشذر مذر، وجذع مذع أي تفرقوا في كل وجه. وزاد في اللسان: ولا يقال ذلك في الإقبال، وفي حديث عائشة رضي الله عنها: إن عمر رضي الله عنه شرد الشرك شذر مذر، أي فرقه وبدده في كل وجه. ورجل شذارة، بالكسر: غيور ويقال أيضا: شنذارة، بالنون، وشبذارة، بالموحدة، وقد تقدمت الإشارة إلى ذلك. والشيذر، كحيدر: د، أوفقير ماء، والفقير: هو المكان السهل تحفر فيه ركايا متناسبة، والذي نص عليه الصاغاني في التكملة: الشوذر: بلد، وقيل: فقير ماء، ولم يذكره صاحب اللسان. والشوذر: الملحفة، معرب، فارسيته جادر، ومن سجعات الحريري: برز على جوذر، عليه شوذر. الشوذر: الإتب، وهو برد يشق، ثم تلقيه المرأة في عنقها من غير كمين ولا جيب، قال:

منضرج عن جانبيه الشوذر وقال الفراء: الشوذر: هو الذي تلبسه المرأة تحت ثوبها. وقال الليث: الشوذر: ثوب تجتابه المرأة والجارية إلى طرف عضدها. شوذر: ع بالبادية. اسم د، بالأندلس، هذا الذي أشار إليه الصاغاني. عن ابن الأعرابي: تشذر فلان وتقتر، إذا تشمر وتهيأ للقتال والحملة، وفي حديث حنين: كأنهم قد تشذروا أي تهيئوا لها وتأهبوا. تشذر الرجل: توعد وتهدد، وتغضب، ومنه قول سليمان بن صرد بلغني عن أمير المؤمنين ذرء من قول تشذر لي فيه بشتم وإيعاد، فسرت إليه جوادا، أي مسرعا، قال أبو عبيد: لست أشك فيها بالذال، قال: وقال بعضهم: تشزر، بالزاي، كأنه في النظر الشزر، وهو نظر المغضب. تشذر: نشط. تشذر: تسرع في الأمر، وفي التكملة: إلى الأمر. تشذر: تهدد، ولو ذكره عند توعد كان أجمع، كما فعله صاحب اللسان وغيره. تشذرت الناقة إذا رأت رعيا يسرها فحركت رأسها فرحا ومرحا. تشذر السوط: مال وتحرك، قال:

وكان ابن أجمال إذا ما تشـذرت      صدور السياط شرعهن المخوف. تشذر القوم والجمع: تفرقوا وذهبوا كل مذهب في كل وجه، وكذلك تشذرت غنمك. تشذروا في الحرب: تطاولوا. تشذر بالثوب وبالذنب استثفر. من ذلك تشذر فرسه، إذا ركبه من ورائه. والمتشذر: الأسد، لنشاطه، أو تسرعه إلى الأمور، أو تهيئه للوثوب. ومما يستدرك عليه: شذرت النظم تشذيرا، إذا فصلته بالخرز. قال الصاغاني: فأما قولهم: شذر كلامه بشعر، فمولد، وهو على المثل. وشذر به، إذا ندد به وسمع، وكذلك شتر به. وتشذرت الناقة: جمعت قطريها، وشالت بذنبها. والشذيور، كسفرجل: قصر بقومس، كان الخوارج التجئوا إليه، يقال بالسين أيضا، كذا في التكلمة للصاغاني.

ش-ر-ر

صفحة : 2996

الشر، بالفتح، وهي اللغة الفصحى، ويضم، لغة عن كراع: نقيض الخير، ومثله في الصحاح، وفي السان: الشر: السوء. وزاد في المصباح: والفساد والظلم، ج شرور، بالضم، ثم ذكر حديث الدعاء والخير كله بيديك، والشر ليس إليك وأنه نفى عنه تعالى الظلم والفساد، لأن أفعاله، تعالى، عن حكمة بالغة، والموجدات كلها ملكه، فهو يفعل في ملكه ما يشاء، فلا يوجد في فعله ظلم ولا فساد. انتهى. وفي النهاية: أي أن الشر لا يتقرب به إليك، ولا يبتغى به وجهك، أو أن الشر لا يصعد إليك، وإنما يصعد إليك الطيب من القول والعمل، وهذا الكلام إرشاد إلى استعمال الأدب في الثناء على الله تعالى وتقدس، وأن تضاف إليه عز وجل محاسن الأشياء دون مساويها، وليس المقصود نفى شيء عن قدرته وإثباته لها، فإن هذا في الدعاء مندوب إليه، يقال: يارب السماء والأرض، ولا يقال: يا رب الكلاب والخنازير، وإن كان هو ربها، ومنه قوله تعالى ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وقد شر يشر، بالضم، ويشر، بالكسر قال شيخنا: هذا اصطلاح في الضم والكسر مع كون الماضي مفتوحا، وليس هذا مما ورد بالوجهين، ففي تعبيره نظر ظاهر شرا وشرارة، بالفتح فيهما، قد شررت يا رجل، مثلثة الراء، بالكسر والفتح لغتان، شرا وشرارا وشرارة، وأما الضم فحاكاه بعضهم، ونقله الجوهري والفيومي، وأهل الأفعال. وقال شيخنا: الكسر فيه كفرح هو الأشهر، والضم كلبب وكرم وأما الفتح فغريب، أورده في المحكم وأنكره الأكثر، ولم يتعرض لذكر المضارع، وإبقاء له على القياس، فالمضموم مضارعه مضموم، على أصل قاعدته، والمكسور مفتوح الآتي على أصل قاعدته، والمفتوح مكسور الآتي على أصل قاعدته، لأنه مضعف لازم، وهو المصرح به في الدواوين. انتهى.

وهو شرير، كأمير، وشرير، كسكيت، من قوم أشرار وشريرين. وقال يونس: واحد الأشرار رجل شر، مثل زند وأزناد. قال الأخفش: واحدها شرير، وهو الرجل ذو الشر مثل: يتيم وأيتام. ورجل شرير مثال فسيق، كثير الشر. يقال: هو شر منك، و لا يقال: هو أشر منك، قليلة أو رديئة، القول الأول نسبه الفيومي إلى بني عامر، قال: وقرئ في الشاذ من الكذاب الأشر على هذه اللغة. وفي الصحاح: لا يقال: أشر الناس إلا في لغة رديئة. وهي شرة، بالفتح، وشرى، بالضم، يذهب بهما إلى المفاضلة، هكذا صرح به غير واحد من أئمة اللغة، وجعله شيخنا كلاما مختلطا، وهو محل تأمل. قال الجوهري، ومنه قول امرأة من العرب: أعيذك بالله من نفس حرى، وعين شرى. أي خبيثة، من الشر. أخرجته على فعلى، مثل أصغر وصغرى. قلت: ونسب بعضهم هذه المرأة إلى بني عامر، كما صرح به صاحب اللسان، وغيره. وقالوا: عين شرى، إذا نظرت إليك بالبغضاء، هكذا فسروه في تفسير الرقية المذكورة. وقال أبو عمرو: الشري: العيانة من النساء. وقال كراع: الشري: أنثى الشر الذي هو الأشر في التقدير، كالفضلى الذي هو تأنيث الأفضل. وفي المحكم: فأما ما أنشده ابن الأعرابي من قوله:

إذا أحسن ابن العم بعد إساءة      فلست لشري فعله بحمول. وإنما أراد: لشر فعله، فقلب. وقد شاره، بالتشديد، مشارة ويقال: شاراه، وفلان يشار فلانا ويماره ويزاره، أي يعاديه. والمشارة: المخاصمة، وفي الحديث لا تشار أخاك ، هو تفاعل من الشر، أي لا تفعل به شرا فتحوجه إلى أن يفعل بك مثله، ويروى بالتخفيف، وفي حديث أبي الأسود ما فعل الذي كانت امرأته تشاره وتماره . والشر، بالضم: المكروه والعيب. حكى ابن الأعرابي: قد قلبت عطيتك ثم رددتها عليك من غير شرك ولا ضربك. ثم فسره، فقال: أي من غير رد عليك، ولا عيب لك، ولا نقص ولا إزراء. حكى يعقوب: ما قلت ذاك لشرك، وإنما قلته لغير شرك، أي ما قلته لشيء تكرهه، وإنما قلته لغير شيء تكرهه. وفي الصحاح: إنما قلته لغير عيبك. ويقال: ما رددت هذا عليك من شر به، أي من عيب به، ولكن آثرتك به، وأنشد:

عين الدليل البرت من ذي شره.

صفحة : 2997

أي من ذي عيبه، أي من عيب الدليل، لأنه ليس يحسن أن يسير فيه حيرة. الشر، بالفتح: إبليس، لأنه الآمر بالسوء والفحشاء والمكروه. الشر الحمى. والشر: الفقر. والأشبه أن تكون هذه الإطلاقات الثلاثة من المجاز. والشرير، كأمير: العيقة، وهو جانب البحر وناحيته، قاله أبو حنيفة، وأنشد للجعدي:

فلا زال يسقيها ويسقى بـلادهـا     من المزن رجاف يسوق القواريا
يسقى شرير البحر حـولا تـرده    حلائب قرح ثم أصبـح غـاديا

وفي رواية سقى بشرير البحر وتمده بدل ترده. وقال كراع: شرير البحر: ساحله، مخفف. وقال أبو عمرو: الأشرة واحدها شرير: ما قرب من البحر. قيل: الشرير: شجر ينبت في البحر. الشريرة، بهاء: المسلمة من حديد. وشريرة، كهريرة: بنت الحرث ابن عوف، صحابية من بني نجيب، يقال: إنها بايعت، خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأبو شريرة: كنية جبلة بن سحيم، أحد التابعين. قلت: والصواب في كنيته أبو شويرة، بالواو، وقد تصحف على المصنف، نبه عليه الحافظ في التبصير، وقد سبق للمصنف أيضا في س-و-ر، فتأمل. الشرة، بالكسر: الحرص والرغبة والنشاط. شرة الشباب، بالكسر: نشاطه وحرصه، وفي الحديث لكل عابد شرة . في آخر إن لهذا القرآن شرة ثم إن للناس عنه فترة . الشرار، ككتاب، والشرر، مثل جبل: ما يتطاير من النار، واحدتهما بهاء، هكذا في سائر النسخ التي بأيدينا، قال شيخنا: الصواب كسحاب، وهو المعروف في الدوواين وأما الكسر فلم يوجد لغير المصنف، وهو خطأ، ولذلك قال في المصباح: الشرار: ما تطاير من النار، الواحدة شرارة، والشرر، وهو مقصور منه، ومثله في الصحاح وغيره من أمهات اللغة. وفي اللسان: والشرر: ما تطاير من النار وفي التنزيل إنها ترمي بشرر كالقصر واحدته شررة. وهو الشرار، واحدته شرارة، قال الشاعر:

أو كشرار العلاة يضربها القي     ن على كل وجهـه تـثـب. وأما سعدي أفندي في المرسلات، وغيره من المحشين، فإنهم تبعوا المصنف على ظاهره، وليس كما زعموا. يقال: شره يشره شرا، بالضم، أي من باب كتب، لا أنه بضم الشين في المصدر كما يتبادر إلى الذهن: عابه وانتقصه. والشر: العيب. شر اللحم والأقط والثوب ونحوه، وفي بعض الأصول: ونحوها، يشره شرا، بالفتح، إذا وضعه على خصفة، وهي الحصيرة، أو غيرها، لجف. وأصل الشر: بسطك الشيء في الشمس من الثياب وغيرها، قال الشاعر.

ثوب على قامة سحل تـعـاوره     أيدي الغواسل للأرواح مشرور. واستدرك شيخنا في آخر المادة نقلا من الروض، شررت الملح: فرقته، فهو مشرور، قال: وليس في كلام المصنف، قلت: هو داخل في قوله: ونحوه، كما لا يخفى كأشره إشرارا، وشرره تشريرا، وشراه، على تحويل التضعيف، قال ثعلب: وأنشد بعض الرواة للراعي:

فأصبح يستاف البـلاد كـأنـه     مشرى بأطراف البيوت قديدها قال ابن سيده: وليس هذا البيت للراعي، إنما هو للحلال ابن عمه.

والإشرارة، بالكسر: القديد المشرور، وهو اللحم المجفف. الإشرارة، أيضا: الخصفة التي يشر عليها الأقط، أي يبسط ليجف. وقيل: هي شقة من شقق البيت يشرر عليها، والجمع أشارير، وقول أبي كاهل اليشكري:

لها أشارير من لحم تتـمـره     من الشعالي ووخز من أرانيها يجوز أن يعني به الإشرارة من القديد، وأن يعني به الخصفة أو الشقة، وأرانيها، أي الأرانب، وقال الكميث:

كأن الرذاذ الضحك حول كناسه     أشارير ملح يتبعن الروامسـا وقال ابن الأعرابي: الإشرارة: صفيحة يجفف عليها القديد، وجمعها الأشارير، وكذلك قال الليث. والإشرارة أيضا: القطعة العظيمة من الإبل، لانتشارها وانبثاثها. وقد استشر، إذا صار ذا إشرارة من إبل، قال:

الجدب يقطع عتك غرب لسانه     فإذا استشر رأيتـه بـربـارا

صفحة : 2998

قال ابن بري: قال ثعلب: اجتمعت مع ابن سعدان الراوية، فقال لي: أسألك? قلت: نعم، قال: ما معنى قول الشاعر. وذكر هذا البيت: فقلت له: المعنى أن الجدب يفقره ويميت إبله، فيقل كلامه ويذل، وإذا صارت له إشرارة من الإبل صار بربارا، وكثر كلامه.

من المجاز: أشره: أظهره، قال كعب بن جعيل، وقيل: إنه للحصين بن الحمام المري يذكر يوم صفين:

فما برحوا حتى رأى الله صبرهم     وحتى أشرت بالأكف المصاحف أي نشرت وأظهرت، قال الجوهري والأصمعي: يروي قول امريء القيس :

تجاوزت أحراسا إليها ومعشرا     علي حراصا لو يشرون مقتلي على هذا قال: وهو بالسين أجود، قلت: وقد تقدم في محله .وأشر فلانا: نسبه إلى الشر، وأنكره بعضهم، كذا في اللسان، وقال طرفة:

فما زال شربي الراح حتى أشرني     صديقي وحتى ساءني بعض ذلكا والشران، ككتان: دواب كالبعوض يغشى وجه الإنسان ولا يعض، وتسميه العرب الأذى، واحدتها شرانة، بهاء، لغة لأهل السواد، كذا في التهذيب. والشراشر: النفس، يقال: ألقى عليه شراشره، أي نفسه، حرصا ومحبة، كما في شرح المصنف لديباجة الكشاف، وهو مجاز. والشراشر: الأثقال، الواحد شرشرة، يقال: القى عليه شراشره أي أثقاله. ونقل شيخنا عن كشف الكشاف: يقال: ألقى عليه شراشره، أي ثقله وجملته، والشراشر: الأثقال، ثم قال: ومن مذهب صاحب الكشاف أن يجعل تكرر الشيء للمبالغة، كما في زلزل ودمدم، وكأنه لثقل الشر في الأصل، ثم استعمل في الإلقاء بالكلية شرا كان أو غيره. انتهى.

قال سيخنا: وقوله ومن مذهب صاحب الكشاف إلى آخره، هو المشهور في كلامه، والأصل في ذلك لأبي علي الفارسي، وتلميذه ابن جنى، وصاحب الكشاف إنما يقءتدى بهما في أكثر لغاته واشتقاقاته، ومع ذلك فقد اعترض عليه المصنف في حواشيه على ديباجة الكشاف، بأن ما قاله غير جيد، لأن مادة شرشر ليست موضوعة لضد الخير، وإنما هي موضوعة للتفرق والإنتشار، وسميت الأثقال لتفرقها. انتهى.

والشراشر: المحبة، وقال كراع: هي محبة النفس. قيل: هي جميع الجسد ومن أمثال الميداني ألقى عليه شراشره وأجرانه وأجرامه كلها بمعنى. وقال غيره: ألقى شراشره: هو أن يحبه حتى يستهلك في حبه. وقال اللحياني: هو هواه الذي لا يريد أن يدعه من حاجته، قال ذو الرمة:

وكائن ترى من رشدة في كريهة     ومن غية تلقى عليها الشراشر قال ابنث بري: يريد: كم ترى من مصيب في اعتقاد ورأى، وكم ترى من مخطيء في أفعاله وهو جاد مجتهد في فعل ما لا ينبغي أن يفعل، يلقي شراشره على مقابح الأمور، وينهمك في الاستكثار منها. وقال الآخر:

ويلقى عليه كل يوم كـريهة     شراشر من حيي نزار وألبب الألبب: عروق متصلة بالقلب، يقال ألقى عليه بنات ألببه، إذا أحبه، وأنشد ابن الأعرابي:

وما يدري الحريص علام يلقي      شراشره أيخطيء أم يصـيب والشراشر من الذنب. ذباذبه أي أطرافه، وكذا شراشر الأجنحة: أطرافها، قال:

فعوين يستعجلنه ولقينـه      يضربنه بشراشر الأذناب

صفحة : 2999

قالوا: هذا هو الأصل في الاستعمال، ثم كننى به عن الجملة، كما يقال أخذه بأطرافه، ويمثل به لمن يتوجه للشيء بكليته، فيقال: ألقى عليه شراشره، كما قاله الأصمعي، كأنه لتهالكه طرح عليه نفسه بكليته، قال شيخنا نقلا عن الشهاب وهذا هو الذي يعنون في إطلاقه، ومرادهم: التوجه ظاهرا وباطنا، الواحدة شرشرة، بالضم وضبطه الشهاب في العناية في أثناء الفاتحة بالفتح، كذا نقله شيخنا. وشراشره: قطعه وشققه. وفي حديث الرؤيا فيشرشر بشدقه إلى قفاه .قال أبو عبيد: يعني يقطعه ويشققه، وقال أبو زبيد يصف الأسد:

يظل مغبا عنـده مـن فـرائس     رفات عظام أو غريض مشرشر وقيل: شرشر الشيء، إذا عضه ثم نفضه. وشرشرته الحية: عضت. شرشرت الماشية النبات: أكلته، أنشد ابن دريد لجبيها الأسدي:

فلو أنها طافت بنبت مشرشـر      نفى الدق عنه جدبه وهو كالح وشرشر السكين: أحدها على الحجر حتى يخشن حدها. والشرشور، كعصفور: طائر صغير، قال الأصمعي: يسميه أهل الحجاز هكذا، ويسميه الأعراب البرقش، وقيل: هو أغبر على لطافه الحمرة ، وقيل: هو أكبر من العصفور قليلا. والشرشرة، بالكسر: عشبة أصغر من العرفج، ولها زهرة صفراء، وقضب وورق ضخام غير، منبتها السهل، تنبت متفسحة، كأنها الحبال طولا، كقيس الإنسان قائما، ولها حب كحب الهراس وجمعها شرشر، قال:

تروى من الأحداث حتى تلاحقت     طرائقه واهتز بالشرشر المكر وقال أبو حنيفة عن أبي زياد: الشرشر يذهب حبالا على الأرض طولا، كما يذهب القطب، إلا أنه ليس له شوك يؤذي أحدا، وسيأتي قريبا في كلام المصنف، فإنه أعاده مرتين زعما منه بأنهما متغايران، وليس كذلك. والشرشرة، بالكسر: القطعة من كل شيء. وشراشر، بالضم، وشريشر، كمسيجد، وشريشير، كمحيريب، وشرشرة، بالفتح، أسماء، وكذا شرارة، بالفتح، وشرشير. وشرير كزبير:ع على سبعة أميال من الجار، قال كثير عزة:

ديار بأعناء الشرير كأنـمـا      عليهن في لأكناف عيقة شيد كذا في اللسان، ونقل سيخنا عن اللسان أنه أطم من الآطام، ولم أجده في اللسان. ونقل عن المراصد أنه بديار عبد القيس. قلت: ونقل بعضهم فيه الإهمال أيضا، وقد تقدم الإيماء بذلك. وشرى، كحتى: ناحية بهمذان، نقله الصاغاني. وشرورى: جبل لبني سليم مطل على تبوك في شرقيها، ويذكر مع رحرحان، وهو أيضا في أرض بني سليم بالشام.

والمشرشر، كمدحرج: الأسد، من الشرشرة، وهو عض الشيء ثم نفضه، كذا قاله الصاغاني: وعن اليزيدي: شرره تشريرا: شهره في الناس. قيل لللأسدية، أو لبعض العرب: ما شجرة أبيك? فقال: قطب وشرشر، ووطب جشر.قال الشرشر خير من الإسليخ والعرفج. قال ابن الأعرابي: ومن البقول الشرشر، هو بالفتح ويكسر. وقال أبو حنيفة عن أبي زياد الشرشر: نبت يذهب حبالا على الأرض طولا، كما يذهب القطب، إلا أنه ليس له شوك يؤذي أحدا. وقال الأزهري: هو نبت معروف، وقد رأيته بالبادية تسمن الإبل عليه وتغزر ، وقد ذكره ابن الأعرابي وغيره في أسماء نبوت البادية.

وشواء شرشر، كجعفر: يتقاطر دسمه، مثل شلشل، وكذلك شواء رشراش، وسيأتي في محله، وتقدم له ذكر في س ع ب ر ومما يستدرك عليه: شريشر، إذا زاد شره، وقال أبو زيد: يقال في مثل كلما تكبر تشر وقال ابن شميل: من أمثالهم شراهن مراهن. وقد أشر بنو فلان فلانا، أي طردوه وأوحدوه. والشري، بالضم: العيانة من النساء قاله أبو عمرو. والأشرة: البحور، وبه فسر قول الكميت:

صفحة : 3000

إذا هو أمسى في عباب أشرة     منيفا على العبرين بالماء أكبدا ويروى: إذا هو أضحى ساميا في عبابه وفي حديث الحجاج: لها كظة تشتر. قال ابن الأثير: يقال اشتر البعير، كاجتر، وهي الجرة لما يخرجه البعير من جوفه إلى فمه يمضغه ثم يبتلعه، والجيم والشين من مخرج واحد.

ش-ز-ر
شزره يشزره شزرا: نظر نظر المعادي. وشزر إليه يشزره، بالكسر، شزرا: نظر منه في أحد شقيه ولم يستقبله بوجهه. وقال ابن الأنباري: إذا نظر بجانب العين فقد شزر يشزر، وذلك من البغضة والهيبة، أو هو نظر فيه إعراض، كنظر المعادي، أو هو نظر المبغض الغضبان.

وقيل: هو النظر بمؤخر العين وأكثر ما يكون في حالة الغضب. أو هو النظر عن يمين وشمال وليس بمستقيم الطريقة، وبه فسر قول علي رضي الله عنه الخظوا الشزر، واطعنوا اليسر. وشزر فلانا بالسنان: طعنه، والطعن الشزر: ما طعنت بيمينك وشمالك، وفي المحكم: الطعن الشزر، ما كان عن يمين وشمال. وشزره: أصابه بالعين، قال الفراء : يقال: شزرته أشزره شزرا، ونزرته أنزره نزرا، أي أصبته بالعين وإنه لحميء العين. ولا فعل له ، وإنه لأشوه العين، إذا كان خبيث العين، وإنه لشقذ العين، إذا كان لا يقهره النعاس. وشزر الحبل يشزره، بالكسر، ويشزره بالضم: فتله عن اليسار،قاله ابن سيده.

وقال الليث: الحبل المشزور: المفتول، وهو الذي يفتل مما يلي اليسار، وهو أشد لفتله. وقال غيره: الشزر إلى فوق. وقال الأصمعي: المشزور: المفتول إلى فوق، وهو الفتل الشزر قال أبو منصور: وهذا هو الصحيح. وفي الصحاح: والشزر من الفتل: ما كان إلى فوق خلاف دور المغزل يقال: حبل مشزور. أو شزر الحبل، إذا فتل من خارج ورده إلى بطنه، قاله ابن سيده، وأنشد: لمصعب الأمر إذا الأمر انقشر أمره يسرا فإن أعيا اليسر والتاث إلا مرة الشزر أمره، أي فتله فتلا شديدا، يسرا، أي فتله على الجهة اليسراء، فإن أعيا اليسر، والتاث، أي أبطأ، أمره شزرا، أي على العسراء، وأغاره عليها، قال : ومثله قوله:

بالفتل شزرا غلبت يسـارا     تمطو العدا والمجذب البتارا يصف حبال المنجنيق، يقول: إذا ذهبوا بها عن وجوهها أقبلت على القصد، كاستشزره الفاتل فاستشزر هو، وروى بيت امريء القيس بالوجهين جميعا:

غدائره مستشزرات إلى الـعـلا     تضل المدارى في مثنى ومرسل وغزل شزر، بفتح فسكون، : على غير استواء. وطحن بالرحى شزرا: إدار يده عن يمينه، وإذا أدار عن يساره قيل: بتا، وأنشد:

ونطحن بالرحى بتا وشـزرا      ولو نعطي المغازل ما عيينا والشزر: الشدة والصعوبة في الأمر. وتشزر: غضب، ومنه قول سليمان بن صرد بلغني عن امير المؤمنين ذرء من خير تشزر لي فيه بشتم وإيعاد، فسرت إليه جوادا ويروى: تشذر، وقد تقدم. وتشزر، كحيدر: د قرب حماة وفي المحكم: أرض، وأنشد قول امريء القيس:

تقطع أسباب اللبانة والهوى      عشية جاوزنا حماة وشيزرا وفي التكملة: بلد قرب المعرة، وقد صحفه ابن عباد، فقال: شنزر، بالنون، كما سيأتي. وتشازروا: نظر بعضهم إلى بعض شزرا، أي بمؤخر العين. والأشزر من اللبن: الأحمر، كذا في التكملة. وعين شزراء: حمراء، وهو مجاز. وفي لحظها ونص اللسان، وفي لحظه شزر، محركة، والأسم الشزرة بالضم. ومما يستدرك عليه: المشازرة: المعاداة، ومنه الشزر، قاله أبو عمرو، وأنشد قول رؤبة: يلقى معاديهم عذاب الشزر. ويقال: أتاه الدهر بشزرة لا ينحل منها، أي أهلكه. وقد أشزره الله، أي ألقاه في مكروه لا يخرج منه، وقال ابن الأعرابي:

صفحة : 3001

ما زال في الحولاء شزرا رائغا     عند الصريم كروغة من ثعلب فسره فقال: شزرا آخذا في غير الطريق، يقول: لم يزل في رحم أمه رجل سوء

ش-ص-ر
الشصر: الخياطة المتباعدة، وهكذا في الصحاح. وقال أبو عبيد : شصرت الثوب شصرا، إذا خطته مثل البشك. الشصر: نطح الثور الرجل بقرنه، وكذلك الظبي. الشصر: الطعن. الشصر: الطفر. الشصر: مصدر شصرته الشوكة إذا شاكته، والأسم الشصير، كأمير. وشصرت الناقة أشصرها، بالضم، وعليه اقتصر الصاغاني في التكملة، وأشصرها، بالكسر، ذكره غير واحد من الأئمة، شصرا مصدر البابين، وهو أن تزند في أخلة بهلب ذنبها تغرز في أشاعرها إذا دحقت، أي خرجت رحمها عند الولادة. وفي المحكم: شصر الناقة شصرا، إذا دحقت رحمه فخلل حياءها بأخلة، ثم أدار خلف الأخلة، ثم أدار خلف الأخلة بعقب أو خيط من هلب ذنبها.

الشصار، ككتاب: خشبة تدخل بين منخري الناقة، وفي التهذيب: الشصار: خشبة تشد بين شفري الناقة، وقد شصرها شصرا وشصرها تشصيرا. شصار: اسم رجل، واسم جني، وقول خنافر في رئية من الجن:

نجوت بحمد الله من كل فحـمة     تؤرث هلكا يوم شايعت شاصرا. إنما أراد شصارا، فغير الاسم لضرورة الشعر، ومثله كثير. الشصار: خلال التزنيد، حكاه الجوهري عن ابن دريد، ولفظه: أخلة التزنيد. كالشصر بالكسر. وقال ابن شميل: الشصران: خشبتان ينفذ بهما في شفر خوران الناقة، ثم يعصب من ورائها بخلبة شديدة، وذلك إذا أرادوا أن يظأروها على ولد غيرها، فيأخذون درجة محشوة ويدسونها في خورانها، ويخلون الخوران بخلالين هما الشصاران، يوثقان بخلبة يعصبان بها، فذلك الشصر والتزنيد.

والشصر، محركة، من الظباء: الذي بلغ أن ينطح، أو الذي بلغ شهرا، أو هو الذي لم يحتنك، أو هو الذي قوي ولم يتحرك، هكذا في النسخ التي بأيدينا، وهو خطأ، والصواب: قوى وتحرك، كما في اللسان وغيره، كالشاصر والشوصر. وقال الليث: يقال له: شاصر، إذا نجم قرنه. ج أشصار. وهي شصرة، وهي الظبية الصغيرة، وقد خالف قاعدته هنا، فإنه لم يقل: وهي بهاء، فتأمل. وفي الصحاح: قال أبو عبيد: وقال غير واحد من الأعراب: هو طلا، ثم خشف، فإذا طلع قرناه فهو شادن، فإذا قوى وتحرك فهو شصر، والأنثى شصرة، ثم جذع، ثم ثنى، ولا يزال ثنيا حتى يموت، لا يزيد عليه. الشصر، محركة: طائر أصغر من العصفور.

وشصر بصره عند الموت يشصر، بالكسر، شصورا، بالضم: شخص وانقلبت العين، يقال: تركت فلانا وقد شصر بصره، وهو أن تنقلب العين عند نزول الموت. أو الصواب شطر، وقال الأزهري، وهذا عندي وهم، والمعروف شطر بصره، وهو الذي كأنه ينظر إليك وإلى آخر، رواه أبو عبيد عن الفراء. قال: والشصور بمعنى الشطور، من مناكير الليث، قال: وقد نظرت في باب ما تعاقب من حرفي الصاد والطاء لابن الفرج فلم أجده، قال: وهو عندي من وهم الليث. والشصارة: من حبائل السباع، أي التي تصطاد بها.

ش-ط-ر

صفحة : 3002

الشطر: نصف الشيء، وجزؤه، كالشطير، ومنه المثل أحلب حلبا لك شطره. وحديث سعد أنه استأذن النبي صلى الله عليه وسلم أن يتصدق بماله، قال: لا، قال فالشطر، قال: لا، قال: الثلث فقال: الثلث، والثلث كثير وحديث عائشة: كان عندنا شطره من شعير وفي آخر أنه رهن درعه بشطر من شعير ، قيل: أراد نصف مكوك، وقيل: نصف وسق، وحديث الإسراء: فوضع شطرها . أي الصلاة أي بعضها وكذا حديث: الطهور شطر الإيمان ، لأن الأيمان يظهر بحاشية الباطن، والطهور يظهر بحاشية الظاهر. ج أشطر وشطور. الشطر: الجهة والناحية ومنه قوله تعالى فول وجهك شطر المسجد الحرام وإذا كان بهذا المعنى فلا يتصرف الفعل منه قال الفراء: يريد: نحوه وتلقاءه، ومثله في الكلام: ول وجهك شطره وتجاهه، وقال الشاعر:

إن العسير بها داء مخامرهـا      فشطرها نظر العينين محسور وقال أبو إسحاق: الشطر: النحو، لا اختلاف بين أهل اللغة فيه، قال: ونصب قوله عز وجل: شطر المسجد الحرام على الظرف. أو يقال: شطر شطره، أي قصد قصده ونحوه. الشطر: مصدر شطر الناقة والشاة يشطرها شطرا: أن تحلب شطرا، وتترك شطرا، وللناقة شطران: قادمان، وآخران، وكل خلفين شطر والجمع أشطر.

وشطر بناقته تشطيرا: صر خلفيها، وترك خلفين، فإن صر خلفا واحدا قيل: خلف بها، فإن صر ثلاثة أخلاف، قيل: ثلث بها، فإذا صرها كلها قيل: أجمع بها، وأكمش بها. شطر الشيء تشطيرا: نصفه، وكل ما نصف فقد شطر. وشاة شطور، كصبور: يبس أحد خلفيها. وناقة شطور: يبس خلفان من أخلافها، لأن لها أربعة أخلاف، فإن يبس ثلاثة فهي ثلوث.
شاة شطور، إذا صارت أحد طبييها أطول من الآخر، وقد شطرت، كنصر وكرم شطارا. وثوب شطور، أي أحد طرفي عرضه كذلك، أي أطول من الآخر، قال الصاغاني: ويقال له بالفارسية كوس، بضمة غير مشبعة. من المجاز: قولهم: حلب فلان الدهر أشطره، أي خبر ضروبه، يعني مر به خيره وشره وشدته ورخاؤه، تشبيها بحلب جميع أخلاف الناقة ما كان منها حفلا وغير حفل، ودارا وغير دار، وأصله من أشطر الناقة، ولها خلفان قادمان وآخران، كأنه حلب القادمين، وهما الخير، والآخرين، وهما الشر. وقيل: أشطره درره. ويقال أيضا: حلب الدهر شطريه. وفي الكامل للمبرد: يقال للرجل المجرب للأمور: فلان قد حلب أشطره، أي قد قاسي الشدائد والرخاء، وتصرف في الفقر والغنى، ومعنى قوله: أشطره، فإنما يريد خلوفه، يقول: حلبتها شطرا بعد شطر، وأصل هذا من التصنيف، لأن كل خلف عديل لصاحبه. وإذ كان نصف ولدك ذكورا ونصفهم إناثا فهم شطره، بالكسر يقال: ولد فلان شطرة. وإناء شطران، كسكران: بلغ الكيل شطره، وقدح شطران، أي نصفان وكذلك جمجمة شطري، وقصعة شطري. وشطر بصره يشطر شطورا بالضم، وشطرا: صار كأنه ينظر إليك وإلى آخر، رواه أبو عبيدعن الفراء، قاله الأزهري، وقد تقدم قريبا. والشاطر: من أعيا أهله ومؤدبه خبثا ومكرا، جمعه الشطار، كرمان، وهو مأخوذ من شطر عنهم، إذا نزح مراغما، وقد قيل: إنه مولد. وقد شطر، كنصر وكرم شطارة، فيهما، أي في البابين، ونقل صاحب اللسان: شطورا أيضا. وشطر عنهم شطورا ووشطورة، بالضم فيهما، وشطارة، بالفتح إذا نزح عنهم وتركهم مراغما أو مخالفا، وأعياهم خبثا.

صفحة : 3003

قال أبو إسحاق: قول الناس: فلان شاطر: معناه أنه آخذ في نحو غير الأستواء، ولذلك قيل له: شاطر، لأنه تباعد عن الأستواء. قلت: وفي جواهر الخمس للسيد محمد حميد الدين الغوث ما نصه: الجوهر الرابع مشرب الشطار، جمع شاطر، أي السباق المسرعين إلى حضرة الله تعالى وقربه، والشاطر: هو السابق، كالبريد الذي يأخذ المسافة البعيدة في المدة القريبة، وقال الشيخ في مشرب الشطار: يعني أنه لا يتولى هذه الجهة إلا من كان منعوتا بالشاطر الذي أعيا أهله ونزح عنهم، ولو كان معهم، إذ يدعونه إلى الشهوات والمألوفات، انتهى. والشطير كأمير: البعيد يقال: منزل شطير، وحي شطير، وبلد شطير. الشطير: الغريب، والجمع الشطر، بضمتين، قال امرؤ القيس:

أشاقك بين الخليط الشطر     وفيمن أقام من الحي هر. أراد بالشاطر هنا المتغربين، أو المتغزبين، وهو نعت الخليط. ويقال للغريب: شطير، لتباعده عن قومه، قال:

لا تدعني فيهم شطـيرا     إني إذا أهلك أو أطيرا أي غريبا، وقال غسان بن وعلة:

إذا كنت في سعد وأمك مـنـهـم     شطيرا فلا يغررك خالك من سعد
وإن ابن أخت القوم مصغي إنـاؤه    إذا لم يزاحم خالـه بـأب جـلـد

يقول: لا تغتر بخؤلتك، فإنك منقوص الحظ مالم تزاحم أخوالك بآباء شراف، وأعمام أعزة، وفي حديث القاسم بن محمد لو أن رجلين شهدا على رجل بحق، أحدهما شطير فإنه يحمل شهادة الآخر أي غريب، يعني: لو شهد له قريب من أب أو ابن أو لأخ، ومعه أجنبي صححت شهادة الأجنبي شهادة القريب، ولعل هذا مذهب القاسم، وإلا فشهادة الأب والابن لا تقبل. والمشطور: الخبز الملطلي بالكامخ أورده الصاغاني في التكملة. المشطور من الرجز والسريع: ما ذهب شطره، وذلك إذا نقصت ثلاثة أجزاء من ستته، وهو على السلب، مأخوذ من الشطر بمعنى النصف، صرح به المصنف في البصائر. ونوى شطر، بضمتين: بعيدة. ونية شطور، أي بعيدة. وشطاطير: كورة غربي النيل بالصعيد الأدنى، وهي التي تعرف الآن بشطورات، وقد دخلتها، وقد تعد في الديوان من الأعمال الأسيوطية الآن.

صفحة : 3004

وشاطرته مالي: ناصفته، أي قاسمته بالنصف، وفي المحكم: أمسك شطره وأعطاه شطره الآخر. يقال: هم مشاطرونا، أي دورهم تتصل بدورنا، كما يقال: هؤلاء مناحونا، أي نحن نحوهم وهم نحونا. في حديث مانع الزكاة قوله صلى الله تعالى عليه وسلم: من منع صدقة فإنا آخذوها وشطر ماله، عزمة من عزمات ربنا . قال ابن الأثير: قال الحربي: هكذا رواه بهز راوي هذا الحديث، قد وهم. ونص الحربي: غلط بهز في لفظ الرواية، إنما الصواب وشطر ماله ، كعني، أي جعل ماله شطرين، فيتخير عليه المصدق، فيأخذ الصدقة من خير الشطرين أي النصفين عقوبة لمنعه الزكاة، فأما ما لا يلزمه فلا، قال: وقال الخطابي في قول الحربي: لا أعرف هذا الوجه. وقيل: معناه أن الحق مستوفى منه غير متروك عليه وإن تلف شطر ماله، كرجل كان له ألف شاة فتلفت حتى لم يبق له إلا عشرون، فإنه يؤخذ منه عشر شياه لصدقة الألف، وهو شطر ماله الباقي، قال: وهذا أيضا بعيد، لأنه قال إنا آخذوها وشطر ماله، ولم يقل: إنا آخذو شطر ماله. وقيل: إنه كان في صدر الإسلام يقع بعض العوقبات في الأموال ثم نسخ، كقوله في الثمر المعلق: من خرج بشيء منه فعليه غرامة مثليه والعقوبة كقوله في ضالة الإبل المكتومة غرامتها ومثلها معها ، فكان عمر يحكم به فغرم حاطبا ضعف ثمن ناقة المزني لما سرقها رقيقه ونحروها، قال: وله في الحديث نظائر. قال: وقد أخذ أحمد بن حنبل بشيء من هذا وعمل به. وقال الشافعي في القديم: من منع زكاة ماله أخذت منه، وأخذ شطره ماله عقوبة على منعه. واستدل بهذا الحديث، وقال في الجديد: لا يؤخذ منه إلا الزكاة لا غير، وجعل هذا الحديث منسوخا وقال: كان ذلك حيث كانت العقوبات في الأموال، ثم نسخت. ومذهب عامة الفقهاء أن لا واجب على متلف الشيء أكثر من مثله أو قيمته. وإذا تأملت ذلك عرفت أن ما قاله الشيخ ابن حجر المكي في شرح العباب، وذكر فيه: في القاموس ما فيه نظر ظاهر فاحذره، إذ يلزم على توهيمه لبهز رواية توهيم الشافعي الآخذ به في القديم، وللأصحاب فإنهم متفقون على أن الرواية كما مر من إضافة شطر، وإنما الخلاف بينهم في صحة الحديث وضعفه، وفي خلوه عن معارض وعدمه، انتهى لا يخلو عن نظر من وجوه، مع أن مثل هذا الكلام لا ترد به الروايات، فتأمل. ومما يستدرك عليه: شطرته: جعلته نصفين. ويقال: شطر وشطير مثل نصف ونصيف. وشطر الشاة: أحد خلفيها، عن ابن الأعرابي. والشطر: البعد.وأبو طاهر محمد بن عبد الوهاب بن محمد، عرف بابن الشاطر، بغدادي، عن أبي حفص بن شاهين، وعنه الخطيب. ومما يستدرك عليه: ش-ظ-ر
شظر: استدركه الصاغاني، وابن منظور، ففي التهذيب عن نوادر الأعراب يقال: شظرة من الجبل، بالكسر، أي شظية منه، قال: ومثله شنظية وشنظيرة. وقال الأصمعي: الشنظيرة: الفحاش السيئ الخلق، والنون زائدة. في التكملة: شنظر بالقوم: شتمهم، وسيأتي في النون زيادة على ذلك.