فصل الشين المعجمة مع الراء
الجزء الثاني
ش-ع-ر
صفحة : 3005
شعر به، كنصر وكرم، لغتان ثابتتان، وأنكر بعضهم الثانية والصواب ثبوتها،
ولكن الأولى هي الفصيحة، ولذا اقتصر المصنف في البصائر عليها، حيث قال:
وشعرت بالشيء، بالفتح، أشعر به، بالضم، شعرا، بالكسر، وهو المعروف الأكثر،
وشعرا، بالفتح، حكاه جماعة، وأغفله آخرون، وضبطه بعضهم بالتحريك، وشعرة،
مثلثة، الأعرف فيه الكسر والفتح، ذكره المصنف في البصائر تبعا للمحكم
وشعري، بالكسر، كذكرى، معروفة، وشعري، بالضم، كرجعي، قليلة، وقد قيل بالفتح
أيضا، فهي مثلثة، كشعرة وشعورا، بالضم، كالقعود، وهو كثير، قال شيخنا:
وادعى بعض فيه القياس بناء على أن الفعل والفعول قياس في فعل متعديا أو
لازما، وإن كان الصواب أن الفعل في المتعدي كالضرب، والفعول في اللازم
كالقعود والجلوس، كما جزم به ابن مالك، وابن هشام، وأبو حيان، وابن عصفور،
وغيرهم، وشعورة، بالهاء، قيل: إنه مصدر شعر، بالضم، كالسهولة من سهل، وقد
أسقطه المصنف في البصائر، ومشعورا كميسور، وهذه عن اللحياني ومشعوراء بالمد
من شواذ أبنية المصادر. وحكى اللحياني عن الكسائي: ما شعرت بمشعورة حتى جاء
فلان. فيزاد على نظائره. فجميع ما ذكره المصنف هنا من المصادر اثنا عشر
مصدرا، ويزاد عليه، شعرا بالتحريك، وشعري بالفتح مقصورا، ومشعورة، فيكون
المجموع خمسة عشر مصدرا، أورد الصاغاني منها المشعور والمشعورة والشعرى،
كالذكرى، في لاتكملة: علم به وفطن له، وعلى هذا القدر في التفسير اقتصر
الزمخشري في الأساس، وتبعه المصنف في البصائر. والعلم بالشيء والفطانة له،
من باب المترادف، وإن فرق فيهما بعضهم.
في اللسان: وشعر به، أي بالفتح: عقله. وحكى اللحياني: شعر لكذا، إذا فطن له، وحكى عن الكسائي أشعر فلانا ما علمه، وأشعر لفلان ما عمله، وما شعرت فلانا ما علمه، قال: وهو كلام العرب. منه قولهم: ليت شعري فلانا ما صنع? ليت شعري له ما صنع، ليت شعري عنه ما صنع، كل ذلك حكاه اللحياني عن الكسائي، وأنشد:
ياليت شعري عن حماري ما صنع
وعن أبي زيد وكم كان اضطجع وأنشد:
ياليت شعري عنكم حنيفا
وقد جدعنا منكم الأنوفا وأنشد:
ليت شعري مسافر بن أبي عم رو، وليت يقولها المحزون. أي ليت علمي، أو ليتني علمت، وليت شعري من ذلك، أي ليتني شعرت، وفي الحديث ليت شعري ما صنع فلان أي ليت علمي حاضر، أو محيط بما صنع، فحذف الخبر، وهو كثير في كلامهم. وقال سيبويه: قالوا: ليت شعرتي، فحذفوا التاء مع الإضافة للكثرة، كما قالوا ذهب بعذرتها، وهو أبو عذرها، فحذفوا التاء مع الأب خاصة، هذا نص سيبويه، على ما نقله صاحب اللسان وغيره، وقد أنكر شخنا هذا على سيبويه، وتوقف في حذف التاء منه لزوما، وقال: لأنه لم يسمع يوما من الدهر شعرتي حتى تدعى أصالة التاء فيه. قلت: وهو بحث نفيس، إلا أن سيبويه مسلم له إذا ادعى أصالة التاء، لوقوفه على مشهور كلام العرب وغريبه ونادره، وأما عدم سماع شعرتي الآن وقبل ذلك، فلهجرهم له، وهذا ظاهر، فتأمل في نص عبارة سيبويه المتقدم، وقد خالف شيخنا في النقل عنه أيضا، فإنه قال: صرح سيبويه وغيره بإن هذا أصله ليت شعرتي، بالهاء ثم حذفوا الهاء حذفا لازما. انتهى. وكأنه حاصل معنى كلامه.
ثم قال شيخنا: وزادوا ثالثة وهي الإقامة إذا أضافوها، وجعلوا الثلاثة من الأشباه والنظائر، وقالوا: لا رابع لها، ونظمها بعضهم في قوله:
ثلاثة تـحـذف هـاآتـهـا
ذا أضيفت عند كل الرواه
قولهم: ذاك أبـو عـذرهـا وليت
شعري، وإقام الصلاه
صفحة : 3006
وأشعره الأمر، وأشعره به: أعلمه إياه، وفي التنزيل وما يشعركم أنها إذا
جاءت لا يؤمنون أي وما يدريكم وأشعرته فشعر، أي أدريته فدرى. قال شيخنا:
فشعر إذا دخلت عليه همزة التعدية تعدى إلى مفعولين تارة بنفسه، وتارة
بالباء، وهو الأكثر لقولهم: شعر به دون شعره، انتهى.وحكى اللحياني: أشعرت
بفلان: أطلعت عليه وأشعرت به: أطلعت عليه، انتهى، فمقتضى كلام اللحياني أن
أشعر قد يتعدى إلى واحد، فانظره. والشعر، بالكسر، وإنما أهمله لشهرته, هو
كالعلم وزنا ومعنى، وقيل: هو العلم بدقائق الأمور، وقيل: هو الإدراك
بالحواس، وبالأخير فسر قوله تعالى وأنتم لا تشعرون ، وقال المصنف في
البصائر: ولو قال في كثير مما جاء فيه لا يشعرون: لا يعقلون، لم يكن يجوز،
إذ كان كثير مما لا يكون محسوسا قد يكون معقولا، انتهى، ثم غلب على منظوم
القول: لشرفه بالوزن والقافية، أي بالتزام وزنه على أوزان العرب، والإتيان
له بالقافية التي تربط وزنه وتظهر معناه، وإن كان كل علم شعرا من حيث غلب
الفقه على علم الشرع، والعودعلى المندل، والنجم على الثريا، ومثل ذلك كثير.
وربما سموا البيت الواحد شعرا، حكاه الأخفش، قال ابن سيده: وهذا عندي ليس
بقوى إلا أن يكون على تسمية الجزء باسم الكل. وعلل صاحب المفردات غلبته على
المنظوم بكونه مشتملا على دقائق العرب وخفايا أسرارها ولطائفها، قال شيخنا:
وهذا القول هو الذي مال إليه أكثر أهل الأدب، لرقته وكمال مناسبته، ولما
بينه وبين الشعر محركة من المناسبة في الرقة، كما مال إليه بعض أهل
الاشتقاق، انتهى.
وقال الأزهري: الشعر: القريض المحدود بعلامات لا يجاوزها، و ج أشعار. وشعر، كنصر وكرم، شعرا بالكسر، وشعرا، بالفتح: قاله، أي الشعر. أو شعر، كنصر،: قاله، وشعر، ككرم،: أجاده، قال شيخنا: وهذا القول الذي ارتضاه الجماهير، لأن فعل له دلالة على السجايا التي تنشأ عنها الإجادة، انتهى. وفي التكملة للصاغاني: وشعرت لفلان، أي قلت له شعرا، قال:
شعرت لكم لما تبينت فضـلـكـم على غيركم ما سائر الناس يشعر. وهو شاعر، قال الأزهري: لأنه يشعر مالا يشعر غيره، أي يعلم، وقال غيره: لفطنته، ونقل عن الأصمعي: من قوم شعراء، وهو جمع على غير قياس، صرح به المصنف في البصائر، تبعا للجوهري. وقال سيبويه: شبهوا فاعلا بفعيل، كما شبهوه بفعول، كما قالوا: صبور وصبر، واستغنوا بفاعل عن فعيل، وهو في أنفسهم وعلى بال من تصورهم، لما كان واقعا موقعه، وكسر تكسيره، ليكون أمارة ودليلا على إرادته، وأنه مغن عنه، وبدل منه، انتهى.
ونقل الفيومي عن ابن خالويه:
وإنما جمع شاعر على شعراء، لأن من العرب من يقول شعر، بالضم، فقياسه أن
تجيء الصفة منه على فعيل، نحو شرفاء جمع شريف ولو قيل كذلك التبس بشعير
الذي هو الحب المعروف، فقالوا: شاعر، ولمحو في الجمع بناءه الأصلي، وأما
نحو العلماء وحلماء فجمع عليم وحليم، انتهى.
صفحة : 3007
وفي البصائر للمصنف: وقوله تعالى عن الكفار بل افتراه بل هو شاعر حمل كثير
من المفسرين على أنهم رموه بكونه آتيا بشعر منظوم مقفى، حتى تأولوا ما جاء
في القرآن من كل كلام يشبه الموزون من نحو وجفان كالجواب وقدور راسيات وقال
بعض المحصلين: لم يقصدوا هذا المقصد فيما رموه به، وذلك أنه ظاهر من هذا
أنه ليس على أساليب الشعر، وليس يخفي ذلك على الأغتنام من العجم فضلا عن
بلغاء العرب، وإنما رموه بالكذب فإن الشعر يعبر به عن الكذب، والشاعر:
الكاذب، حتى سموا الأدلة الكاذبة الأدلة الشعرية، ولهذا قال تعالى في وصف
عامة الشعراء والشعراء يتبعهم الغاوون إلى آخر السورة، ولكون الشعر مقرا
للكذب قيل: أحسن الشعر مقرا للكذب قيل: أحسن الشعر أكذبه، وقال بعض
الحكماء: لم ير متدين صادق اللهجة مفلقا في شعره، انتهى. قال يونس بن حبيب:
الشاعر المفلق خنذيذ، بكسر الخاء المعجمة وسكون النون وإعجام الذال
الثانية، وقد تقدم في موضعه، ومن دونه: شاعر، ثم شويعر، مصغرا، ثم شعرور،
بالضم. إلى هنا نص به يونس، كما نقله عنه الصاغاني في التكملة، والمصنف في
البصائر، ثم متشاعر. وهو الذي يتعاطى قول الشعر، كذا في اللسان، أي يتكلف
له وليس بذاك. وشاعره فشعره،يشعره، بالفتح، أي كان أشعر منه وغلبه. قال
شيخنا: وإطلاق المصنف في الماضي يدل على أن المضارع بالضم، ككتب، على
قاعدته، لأنه من باب المغالبة وهو الذي عليه الأكثر، وضبطه الجوهري بالفتح،
كمنع، ذهابا إلى قول الكسائي في إعمال الحلقي حتى في باب المبالغة، لأنه
اختيار المصنف. انتهى. وشعر شاعر: جيد، قال سيبويه: أرادوا به المبالغة
والإجادة، وقيل: هو بمعنى مشعور به، والصحيح قول سيبويه.
وقد قالوا: كلمة شاعرة، أي قصيدة، والأكثر في هذا الضرب من المبالغة أن يكون لفظ الثاني من لفظ الأول، كويل وائل، وليل لائل.وفي التهذيب: يقال: هذا البيت أشعر من هذا، أي أحسن منه، وليس هذا على حد قولهم:شعر شاعر معنى الفعل، إنما هو على النسبة والإجادة. والشويعر: لقب محمد بن حمران ابن أبي حمران الحارث بن معاوية بن الحارث بن مالك بن عوف بن سعد ابن عوف بن حريم بن جعفي الجعفي ، وهو لأحد من سمي في الجاهلية بمحمد، وهم سبعة، مذكورون في موضعهم، لقبه بذلك امرؤ القيس. وكان قد طلب منه أن يبيعه فرسا فأبى، فقال فيه:
أبلغا عني الشويعر أني عمد عين قلدتهن حريما وحريم: هو جد الشويعر المذكور وقال الشويعر مخاطبا لامريء القيس:
أتتني أمور فـكـذبـتـهـا
وقد نميت لي عاما
فعـامـا
بأن امرأ القيس أمسى كئيبـا
على آله ما يذوق الطعامـا
لعمر أبـيك الـذي لا يهـان
لقد كان عرضك مني حراما
وقالوا هجوت ولم أهـجـه وهل
يجدن فيك هاج مراما
الشويعر أيضا: لقب ربيعة بن عثمان الكناني، نقله الصاغاني. لقب هانئ بن توبة الحنفي الشيباني، الشعراء، أنشد أبو العباس ثعلب للأخير:
وإن الذي يمسي ودنياه همه
لمسمسك منها بحبل غرور
صفحة : 3008
فسمي الشويعر بهذا البيت. والأشعر: اسم شاعر بلوي، ولقب عمرو بن حارثة
الأسدي، وهو المعروف بالأشعر الرقبان، أحد الشعراء. الأشعر: لقب نبت بن أدد
ابن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ، وإليه جماع الأشعريين،
لأنه ولدته أمه وعليه شعر، كذا صرح به أرباب السير، وهو أبو قبيله بالين،
وهو الأشعر من سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان، وإليهم نسب مسجد الأشاعرة
بمدينه زبيد، حرسها الله تعالى، منهم الإمام أبو موسى عبد الله بن قيس بن
سليم بن حضار الأشعري وذريته، منهم أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري
المتكلم صاحب التصانيف، وقد نسب إلى طريقته خلق من الفضلاء. وفاته: أشعر بن
شهاب، شهد فتح مصر. وسوار بن الأشعر التميمي: كان يلي شرطة سجستان، ذكرهما
سبط الحافظ في هامش التبصير.
واستدرك شيخنا: الأشعر والد أم معبد عاتكة بنت خالد، ويجمعون الأشعري بتخفيف ياء النسبة، كما يقال: قوم يمانون. قال الجوهري ويقولون: جاءتك الأشعرون، بحذف ياء النسب، قال شيخنا: وهو وارد كثيرا في كلامهم، كما حققوه في شرح قول الشاعر من شواهد التلخيص:
هواى مع الركب اليمانين مصعد جنيب وجثماني بمكة مـوثـق والشعر، بفتح فسكون، ويحرك قال شيخنا: اللغتان مشهورتان في كل ثلاثي حلقي العين، كالشعر، والنهر، والزهر، والبعر، وما لا يحصى، حتى جعله كثير من أئمة اللغة من الأمور القياسية، وإن رده ابن درستويه في شرح الفصيح، فإنه لا يعول عليه. انتهى، وهما مذكران، صرح به غير واحد: نبتة الجسم مما ليس بصوف ولا وبر، وعممه الزمخشري في الأساس، فقال: من الإنسان وغيره، ج أشعار، وشعور، الأخير بالضم، وشعار، بالكسر، كجبل وجبال، قال الأعشى:
وكل طـويل كـأن الـسـلـي
ط في حيث وارى الأديم الشعارا
صفحة : 3009
قال ابن هانئ. أراد: كأن السليط وهو الزيت في شعر هذا الفرس، كذا في اللسان
والتكملة. الواحدة شعرة، يقال: بيني وبينك المال شق الأبلمة، وشق الشعرة.
قال شيخنا: خالف اصطلاحه، ولم يقل وهي بهاء، لأن المجرد من الهاء هنا جمع،
وهو إنما يقول: وهي بهاء غالبا إذا كان المجرد منها واحدا غير جمع فتأمل
ذلك، فإن الأستقراء ربما دل عليه، انتهى. قلت: ولذا قال في اللسان:
والشعرة: الواحدة من الشعر، وقد يكنى بها: بالشعرة عن الجمع، هكذا في
الأصول المصححة، ويوجد في بعضها: عن الجميع، أي كما يكنى بالشيبة عن الجنس،
يقال: رأى فلان الشعرة، إذا رأى الشيب في رأسه. يقال: رجل أشعر، وشعر،
كفرح، وشعراني، بالفتح مع ياء النسبة، وهذا الأخير في التكملة، ورأيته
مضبوطا بالتحريك: كثيره، أي كثير شعر الرأس والجسد، طويله وقوم شعر، ويقال:
رجل أظفر: طويل الأظفار، وأعنق: طويل العنق، وكان زياد ابن أبيه يقال له
أشعر بركا، أي كثير شعر الصدر، وفي حديث عمر إن أخا الحاج الأشعث الأشعر أي
الذي لم يحلق شعره ولم يرجله. وسئل أبو زياد عن تصغير الشعور فقال: أشيعار،
رجع إلى أشعار، وهكذا جاء في الحديث على أشعارهم وأبشارهم . وشعر الرجل،
كفرح: كثر شعره وطال، فهو أشعر وشعر. حكى اللحياني: شعر، إذا ملك عبيدا.
والشعرة، بالكسر: شعر العانة، رجلا أو امرأة، وخصه طائفة بأنه عانة النساء
خاصة، ففي الصحاح: والشعرة، بالكسر: شعر الركب للنساء خاصة، ومثله في
العباب للصاغاني. وفي التهذيب: والشعرة، بالكسر: الشعر النابت على عانة
الرجل وركب المرأة، وعلى ما وراءها، ونقله في المصباح، وسلمه، ولذا خالف
المصنف الجوهري وأطلقه كالشعراء بالكسر والمد، هكذا هو مضبوط عندنا، وفي
بعض النسخ بالفتح، وتحت السرة منبته، وعبارة الصحاح: والشعرة منبت الشعر
تحت السرة وقيل: الشعرة: العانة نفسها. قلت: وبه فسر حديث المبعث أتاني آت
فشق من هذه إلى هذه أي من ثغرة نحره إلى شعرته. الشعرة: القطعة من الشعر،
أي طائفة منه. وأشعر الجنين في بطن أمه، وشعر تشعيرا، واستشعر، وتشعر: نبت
عليه الشعر، قال الفارسي: لم يستعمل إلا مزيدا، وأنشد ابن السكيت في ذلك:
كل جنين مشعر في الغرس. وفي
الحديث ذكاة الجنين ذكاة أمه إذا أشعر ، وهذا كقولهم أنبت الغلام، إذا نبتت
عانته. وأشعر الخف: بطنه بشعر، وكذلك القلنسوة وما أشبههما، كشعيره تشعيرا،
وشعره، خفيفة، الأخيرة عن اللحياني، يقال: خف مشعر، ومشعر، ومشعور. وأشعر
فلان جبته، إذا بطنها بالشعر، وكذلك إذا أشعر ميثرة سرجه. أشعرت الناقة:
ألقت جنينها وعليه شعر، حكاه قطرب. والشعرة، كفرحة: شاة ينبت الشعر بين
ظلفيها، فتدميان، أي يخرج منهما الدم، أو هي التي تجد أكالا في ركبها، أي
فتحك بها دائما. والشعراء: الخشنة، هكذا في النسخ، وهو خطأ، والصواب:
الخبيثة، وهو مجاز، يقولون: داهية شعراء، كزباء، يذهبون بها إلى خبثها،
وكذا قوله المنكرة، يقال: داهية الشعراء، وداهية وبراءويقال للرجل إذا تكلم
بما ينكر عليه: جئت بها شعراء ذات وبر. والشعراء: الفروة، سميت بذلك لكون
الشعر عليها، حكي ذلك عن ثعلب. الشعراء: كثرة الناس والشجر. الشعراء
والشعيراء: ذباب أزرق، أو أحمر، يقع على الأبل، والحمر، والكلاب، وعبارة
الصحاح: الشعراء: ذبابة، يقال هي التي لها إبرة، انتهى.
صفحة : 3010
قيل: الشعراء: ذباب يلسع الحمار فيدور. وقال أبو حنيفة: الشعراء نوعان:
للكلب شعراء معروفة، وللإبل شعراء، فأما شعراء الكلب: فإنها إلى الدقة
والحمرة، ولا تمس شيئا غير الكلب، وأما شعراء الإبل: فتضرب إلى الصفرة، ةهي
أضخم من شعراء الكلب، ولها أجنحة، وهي زغباء تحت الأجنحة، قال: وربما كثرت
في النعم، حتى لا يقدر أهل الإبل على أن يحتلبوا بالنهار، ولا أن يركبوا
منها شيئا معها، فيتركون ذلك في مراق الضروع وما حولها، وما تحت الذنب
والبطن والإبطين، وليس يتقونها بشيء إذا كان ذلك إلا بالقطران، وهي تطير
على الإبل حتى تسمع لصوتها دويا، قال الشماخ:
تذب صنفا من الشعراء منزله منها لبان وأقرب زهـالـيل والشعراء: شجرة من الحمض ليس لها ورق، ولها هدب تحرص عليها الإبل حرصا شديدا، تخرج عيدانا شديدا، نقله صاحب اللسان عن أبي حنيفة، والصاغاني عن أبي زياد، وزاد الأخير: ولها خشب حطب. والشعراء: فاكهة قيل : هو ضرب من الخوخ، جمعهما كواحدهما، واقتصر الجوهري على هذه الأخيرة، فإنه قال: والشعراء: ضرب من الخوخ، واحده وجمعه سواء. وقال أبو حنيفة: والشعراء: فالهة، جمعه وواحده سواء. ونقل سيخنا عن كتاب الأبنية لإبن القطاع شعراء لواحدة الخوخ. وقال المطرز في كتاب المداخل في اللغة له: ويقال للخوخ أيضا: الأشعر، وجمعه شعر، مثل أحمر وحمر، انتهى. والشعراء من الأرض: ذات الشجر، أو كثيرته، وقيل: الشعراء: الشجر الكثير، وقيل: الأجمة، وروضة شعراء: كثيرة الشجر. وقال أبو حنيفة: الشعراء: الروضة يغمر هكذا في النسخ التي بأيدينا، والصواب: يغم، من عير راء، كما هو نص كتاب النبات لأبي حنيفة رأسها الشجر، أي يغطيه، وذلك لكثرته.
والشعراء من الرمال: ما ينبي النصي، وعليه اقتصر صاحب اللسان، وزاد الصاغاني وشبهه. والشعراء من الدواهي: الشديدة العظيمة الخبيثة المنكرة، يقال: داهية شعراء، كما يقولون: زباء، وقد تقدم قريبا.ج شعر، بضم فسكون، يحافظون على الصفة، إذا لو حافظوا على الإسم لقالوا: شعراوات وشعار. ومنه الحديث أنه لما أراد قتل أبي بن خلف تطاير الناس عنه تطاير الشعر عن البعير والشجر، كلاهما على التشبيه بالشعر. وفي الأساس: ومن المجاز: له شعر كأنه شعر، وهو الزعفران قبل أن يسحق. انتهى، وأنشد الصاغاني:
كأن دماءهم تجري كميتا ووردا قانئا شعر مدوف ثم قال: ومن أسماء الزعفران: الجسد والجساد والفيد، والملاب، والمردقوش، والعبير، والجادي، والكركم، والردع، والريهقان، والردن، والرادن، والجيهان، والناجود، والسجنجل، والتامور، والقمحان والأيدع، والرقان، والرقون، والإرقان، والزرنب، قال: وقد سقت ما حضرني من أسماء الزعفران وإن ذكر أكثرها الجوهري. انتهى. والشعار، كسحاب: الشجر الملتف، قال يصف حمارا وحشيا:
وقرب جانب الغربـي يأدو مدب السيل واجتنب الشعارا يقول:اجتنب الشجر مخافة أن يرمى فيها، ولزم مدرج السيل. قيل: الشعار: ما كان من شجر في لين ووطاء من الأرض يحله الناس، نحو الدهناء وما أشبهها، يستفئون به شتاء، ويستظلون به صيفا، كالمشعر، قيل: هو كالمشجر، وهو كل موضع فيه خمر وأشجار، وجمعه المشاعر، قال ذو الرمة يصف حمار وحش:
يلوح إذا أفضى ويخفى بريقه
إذا ما أجنته غيوب المشاعر.
صفحة : 3011
يعني ما يغيبه من الشجر. قال أبو حنيفة: وإن جعلت المشعر الموضع الذي به
كثرة الشجر لم يمتنع، كالمبقل والمحش: الشعار، ككتاب: جل الفرس. الشعار:
العلامة في الحرب، غيرها، مثل السفر. وشعار العساكر: أن يسموا لها علامة
ينصبونها، ليعرف الرجل بها رفقته، وفي الحديث إن شعار أصحاب رسول الله صلى
الله عليه وسلم كان في الغزو: يا منصور أمت أمت ، وهو تفاؤل بالنصر بعد
الأمر بالإماتة. سمى الأخطل ما وقيت به الخمر شعارا، فقال:
فكف الريح والأنداء عنـهـا من الزرجون دونهما الشعار في التكملة: الشعار: الرعد، وأنشد أبو عمرو:
باتت تنفخها جنـوب رأدة وقطار غادية بغير شعار الشعار: الشجر الملتف هكذا قيده شمر بخطه بالكسر، ورواه ابن شميل والأصمعي، نقله الأزهري، ويفتح، وهو رواية ابن السكيت وآخرين. وقال الرياشي: الشعار كله مكسور، إلا شعار الشجر. وقال الأزهري: فيه لغتان شعار وشعار، في كثرة الشجر. الشعار: الموت، أورده الصاغاني. الشعار: ما تحت الدثار من اللباس، وهو يلي شعر الجسد دون ما سواه من الثياب، ويفتح، وهو غريب، وفي المثل هم الشعار دون الدثار يصفهم بالمودة والقرب، وفي حديث الأنصار أنتم الشعار، والناس الدثار أي أنتم الخاصة والبطانة، كما سماهم عيبته وكرشه. والدثار: الثوب الذي فوق الشعار، وقد سبق في محله. أشعرة وشعر، الأخير بضمتين ككتاب وكتب، ومنه حديث عائشة: أنه كان لا ينام في شعرنا ، في آخر: أنه كان لا يصلي في شعرنا ولا في لحفنا . وشاعرها، وشعرها ضاجعها ونام معها في شعار واحد، فكان لها شعارا، وكانت له شعارا، ويقول الرجل لامرأته: شاعريني. وشاعرته: ناومته في شعار واحد. واستشعره: لبسه، قال طفيل:
وكمتا مدمـاة كـأن مـتـونـهـا جرى فوقها واستشعرت لون مذهب وأشعره غيره: ألبسه إياه. وأما قوله صلى الله عليه وسلم لغسلة ابنته حين طرح إليهن حقوه أشءعرنها إياه، فإن أبا عبيدة قال: معناه اجعلنه شعارها الذي يلي جسدها، لأنه يلي شعرها. من المجاز: أشعر الهم قلبي، أي لزق به كلزوق الشعار من الثياب بالجسد، وأشعر الرجل هما كذلك. وكل ما ألزقته بشيء فقد أشعرته به، ومنه: أشعره سنانا، كما سيأتي. أشعر القوم: نادوا بشعارهم، أو أشعروا، إذا جعلوا لأنفسهم في سفرهم شعارا، كلاهما عن اللحياني. أشعر البدنة: أعلمها، أصل الإشعار: الإعلام، ثم اصطلح على استعماله في معنى آخر، فقالوا: أشعر البدنة، إذا جعل فيها علامة وهو أن يشق جلدها، أو يطعنها في أسنمتها في أحد الجانبين بمبضع أو نحوه، وقيل: طعن في سنامها الأيمن حتى يظهر الدم ويعرف أنها هدى، فهو استعارة مشهورة نزلت منزلة الحقيقة، أشار إليه الشهاب في العناية في أثناء البقرة. والشعيرة: البدنة المهداة، سميت بذلك لأنه يؤثر فيها بالعلامات. ج شعائر، وأنشد أبو عبيدة:
نقتلهم جيلا فجيلا تراهم
شعائر قربان بها يتقرب
صفحة : 3012
الشعيرة: هنة تصاغ من فضة أو حديد على شكل الشعيرة تدخل في السيلان تكون
مساكا لنصاب النصل والسكين. وأشعرها: جعل لها شعيرة، هذه عبارة المحكم،
وأما نص الصحاح، فإنه قال: شعيرة السكين: الحديدة التي تدخل في السيلان
فتكون مساكا للنصل. وشعار الحج، بالكسر: مناسكه وعلاماته وآثاره وأعماله،
وكل ما جعل علما لطاعة الله عز وجل، كالوقوف والطواف والسعي والرمي والذبح،
وغير ذلك. والشعيرة والشعارة، ضبطوا هذه بالفتح، كما هو ظاهر المصنف، وقيل:
بالكسر، وهكذا هو مضبوط في نسخة السان، وضبطه صاحب المصباح بالكسر أيضا،
والمشعر، بالفتح أيضا معظمها، هكذا في النسخ، والصواب موضعها، أي المناسك.
قال شيخنا: والشعائر صالحة لأن تكون جمعيا لشعار وشعارة، وجمع المشعر
مشاعر. وفي الصحاح: الشعائر: أعمال الحج، وكل ما جعل علما لطاعة الله عز
وجل، قال الأصمعي: الواحدة شعيرة، قال: وقال بعضهم: شعارة.
والمشاعر: مواضع المناسك. أو شعائره: معالمه التي ندب الله إليها، وأمر بالقيام بها، كالمشاعر، وفي التنزيل يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله قال الفراء: كانت العرب عامة لا يرون الصفا والمروة من الشعائر، ولا يطوفون بينهما، فأنزل الله تعالى ذلك، أي لا تستحلوا ترك ذلك. وقال الزجاج في شعائر الله: يعني بها جميع متعبداته التي أشعرها الله، أي جعلها أعلاما لنا، وهي كل ما كان من موقف أو مسعى أو دبح، وإنما قيل: شعائر لكل علم مما تعبد به، لأن قولهم: شعرت به: علمته، فلهذا سميت الأعلام التي هي متعبدات الله تعالى شعائر. والمشعر: المعلم والمتعبدمن متعبداته، ومنه سمي المشعر الحرام، لأنه معلم للعبادة، وموضع، قال الأزهري: يقولون: هو المشعر الحرام، والمشعر، تكسر ميمه ولا يكادون يقولونه بغير الألف واللام. قلت: ونقل شيخنا عن الكامل: أن أبا السمال قراءه بالكسر: موضع بالمزدلفة، وفي بعض النسخ: المزدلفة، وعليه شرح شيخنا وملا علي، ولهذا اعترض الأخير في الناموس، بأن الظاهر، بل الصواب، أن المشعر موضع خاص من المزدلفة لا عينها، كما توهمه عبارة القاموس، انتهى، وأنت خبير بأن النسخة الصحيحة هي: بالمزدلفة، فلا توهم ما ظنه، وكذا قول شيخنا عند قول المصنف: وعليه بناء اليوم ينافيه، أي قوله: إن المشعر هو المزدلفة، فإن البناء إنما هو في محل منها، كما ثبت بالتواتر، انتهى، وهو بناء على ما في نسخته التي شرح عليها، وقد تقدم أن الصحيحة هي: بالمزدلفة، فزال الإشكال. ووهم من ظنه جبيلا بقرب ذلك البناء، كما ذهب إليه صاحب المصباح وغيره، فإنه قول مرجوح. قال صاحب المصباح: المشعر الحرام: جبل بآخر المزدلفة، واسمه قزح، ميمه مفتوحة، على المشهور، وبعضهم يكسرها، على التشبيه باسم الآلة. قال شيخنا: ووجد بخط المصنف في هامش المصباح: وقيل: المشعر الحرام: ما بين جبلي مزدلفة من مأزمي عرفة إلى محسر، وليس المأزمان ولا محسر من المشعر، سمي به لأنه معلم للعبادة، وموضع لها. والأشعر: ما استدار بالحافر من منتهى الجلد، حيث تنبت الشعيرات حوالي الحافر، والجمع أشاعر، لأنه اسم، وأشاعر الفرس: ما بين حافره إلى منتهى شعر أرساغه. وأشعر خف البعير: حيث ينقطع الشعر.
الأشعر: جانب الفرج ، وقيل: الأشعران: الإسكتأن، وقيل: هما ما يلي الشفرين ، يقال لناحيتي فرج المرأة: الإسكتان، ولطرلإيهما: الشفران، والذي بينهما: الأشعران. أشاعر الناقة: جوانب حيائها، كذا في اللسان، وفي الأساس: يقال ما أحسن ثنن أشاعره، وهي منابتها حول الحافر.
والأشعر: شيء يخرج من ظلفي الشاة،
كأنه ثؤلول، تكوى منه، هذه عن اللحياني.
صفحة : 3013
والأشعر: جبل مطل على سبوحة وحنين، ويذكر مع الأبيض. والأشعر: جبل آخر
لجهينة بين الحرمين، يذكر مع الأجود، قلت: ومن الأخير حديث عمرو بن مرة
اللحم يخرج تحت الظفر، ج: شعر، بضمتين. والشعير، كأمير: م، أي معروف، وهو
جنس من الحبوب، واحدته بهاء، وبائعه شعيري، قال سيبويه: وليس مما بني على
فاعل ولا فعال، كما يغلب في هذا النحو.
وأما قول بعضهم: شعير وبعير ورغيف، وما أشبه ذلك لتقريب الصوت، ولا يكون هذا إلا مع حروف الحلق.
وفي المصباح: وأهل نجد يؤنثونه، وغيرهم يذكره فيقال: هي الشعير. وفي شرح شيخنا قال عمر بن خلف بن مكي: كل فعيل وسطه حرف حلق مكسور يجوز كسر ما قبله أو كسر فائه إيباعا للعين في لغة تميم ، كشعير ورحيم ورغيف وما أشبه ذلك، بل زعم الليث أن قوما من العرب يقولون ذلك وإن لم تكن عينه حرف حلق، ككبير وجليل وكريم. والشعير: العشير المصاحب، مقلوب عن محيي ابن شرف بن مرا النووي. قلت: ويجوز أن يكون من: شعرها: إذا ضاجعها في شعار واحد، ثم نقل في كل مصاحب خاص، فتأمل. وباب الشعير: محلة ببغداد، منها الشيخ الصالح أبو طاهر عبد الكريم بن الحسن بن علي بن رزمة الشعيري الخباز، سمع أبا عمر بن مهدي. وفاته: علي بن إسماعيل الشيري: شيخ للطبراني. شعير: إقليم بالأندلس. وشعير: ع، ببلاد هذيل وإقليم الشعيرة بحمص، منه أبو قتيبة الخراساني، نزل البصرة، عن شعبة ويونس بن أبي إسحاق، وثقه أبو زرعة. والشعرورة، بالضم: القثاء الصغير، ج شعارير، ومنه الحديث أهد] لرسول الله صلى الله عليه وسلم شعارير . يقال: ذهبوا شعاليل، وشعارير بقذان، بفتح القاف، وكسرها، وتشديد الذال المعجمة، أو ذهببوا شعارير بقندحرة، بكسر القاف وسكون النون وفتح الدال المهملة وإعجامها، أي متفرقين مثل الذبان، واحدهم شعرور.
وقال اللحياني: أصبحت شعارير بقردحمة وقرذحرة، معنى كل ذلك: بحيث لا يقدر عليها، يعني اللحياني: أصبحت القبيلة. وقال الفراء : الشماطيط، والعباديد، والشعارير، والأبابيل، كل هذا لا يفرد له واحد. والشعارير: لعبة للصبيان، لاتفرد، يقال: لعبنا الشعارير، وهذا لعب الشعارير. وشعري، كذكرى: جبل عند حرة بني سليم، ذكره الصاغاني. والشعري، بالكسر: كوكب نير يقال له: المرزم، يطلع بعد الجوزاء، وطلوعه في شدة الحر، تقول العرب: إذا طلعت الشعري جعل صاحب النحل يرى.
وهماالشعريان: العبور التي في
الجوزاء والشعري الغميصاء التي في الذراع، تزعم العرب أنهما أختا سهيل.
وطلوع الشعري على أثر طلوع الهقعة، وعبد الشعري العبور طائفة من العرب في
الجاهلية ويقال: إنها عبرت السماء عرضا، ولم يعبرها عرضا غيرها، فأنزل الله
تعالى وأنه هو رب الشعرى وسميت الأخرى الغميصاء، لأن العرب قالت في حديثها:
إنها بكت على إثر العبور حتى غمصت. وشعر، بالفتح ممنوعا أما ذكر الفتح
فمستدرك، وأما كونه ممنوعا من الصرف فقد صرح به هذا الصاغاني وغيره من أئمة
اللغة، وهو غير ظاهر، ولذا قال البدر القرافي: يسأل عن علة المنع وقال
شيخنا: وادعاء المنع فيه يحتاج إلى بيان العلة التي مع العلمية، فإن فعلا
بالفتح كزيد وعمرو لا يجوز منعه من الصرف إلا إذا كان منقولا من أسماء
الإناث، على ما قرر في العربية: جبل ضخم لبني سليم يشرف على معدنالماوان
قبل الربذة بأميال لمن كان مصعدا. أو هو جبل في ديار بني كلاب وقد روى
بعضهم فيه الكسر، والأول أكثر. وشعر ، بالكسر: جبل ببلاد بني جشم، قريب من
الملح، وأنشد الصاغاني لذي الرمة:
صفحة : 3014
أقول وشعر والـعـرائس بـينـنـا
وسمر الذرامن هضب ناصفة الحمر وحرك العين بشير بن النكث فقال:
فأصبحت بالأنف من جنبي شعر بجحا: تراعى في نعام وبقر قال: بجحا: معجبات
بمكانهن، والأصل بجح، بضمتين. قلت: وقال البريق:
فحط الشعر من أكناف شعر ولم يترك بذي سلع حمارا وفسروه أنه جبل لبني سليم. والشعران بالفتح: رمث أخضر، وقيل: ضرب من الحمض أغبر، وفي التكملة: ضرب من الرمث أخضر، يضرب إلى الغبرة.وقال الدينوري: الشعران: حمض ترعاه الأرانب، وتجثم فيه، فيقال: أرنب شعرانية، قال: وهو كالأشنانة الضخمة، وله عيدان دقاق تراه من بعيد أسود، أنشد بعض الرواة: منهتك الشعران نضاخ العذب والعذب: نبت. وشعران: جبل قرب الموصل وقال الصاغاني: من نواحي شهرزور، من أعمر الجبال بالفواكة والطيور، سمي بذلك لكثرة شجره، قال الطرماح:
شم الأعالي شائك حولهـا شعران مبيض ذرا هامها أراد شم أعاليها. وشعران، كعثمان، ابن عبد الله الحضرمي، ذكره ابن يونس، وقال: بلغني أن له رواية، ولم أظفر بها، توفي سنة 205. وشعارى، ككسالى: جبل، وماء باليمامة، ذكرهما الصاغاني. والشعريات، محركة: فراخ الرخم. والشعور، كصبور: فرس للحبطات حبطات تميم، وفيها يقول بعضهم:
فإني لن يفارقني مشـيح نزيع بين أعوج والشعور والشعيراء، كالحميراء: شجر، بلغة هذيل، قاله الصاغاني. والشعيراء: ابنة ضبة بن أد. هي أم قبيلة ولدت لبكر بن مر، أخي تميم بن مر، فهم بنو الشعيراء. أو الشعيراء: لقب ابنها بكر بن مر، أخي تميم بن مر،. وذو المشعار: مالك بن نمط الهمداني، هكذا ضبطه شراح الشفاء، وقال ابن التلمساني: بشين معجمة ومهملة، وغين معجمة ومهملة. وفي الروض الأنف أن كنية ذي المشعار أبو ثور الخارفي، بالخاء المعجمة والراء، نسبة لخارف، وهو مالك بن عبد الله، أبو قبيلة من همدان، صحابي، وقال السهيلي: هو من بني خارف أو من يام بن أصبي وكلاهما من همدان.
ذو المشعار: حمزة بن أيفع ابن ربيب بن شراحيل بن ناعط الناعطي الهمداني كان شريفا في قومه،هاجر من اليمن زمن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، رضي الله عنه إلى بلاد الشام، ومعه أربعة آلاف عبد، فأعتقهم كلهم، فانتسبوا بالولاء في همدان القبيلة المشهورة. والمتشاعر: من يرى من نفسه أنه شاعر وليس بشاعر، وقيل: هو الذي يتعاطى قول الشعر وقد تقدم في بيان طبقات الشعراء وأشرنا إليه هناك، وإعادته هنا كالتكرار ومما يستدرك عليه: قولك للرجل: استشعر خشية الله، أي اجعله شعار قلبك. واستشعر فلان الخوف، إذا أضمره وهومجاز. وأشعره الهم، وأشعره فلان شرا، أي غشيه به ، ويقال: أشعره الحب مرضا، وهو مجاز. واستشعر خوفا. ولبس شعار الهم، وهو مجاز. وكلمة شاعرة ،أي قصيدة. ويقال للرجل الشديد: فلان أشعر الرقبة: شبه بالأسد، وإن لم يكن ثم شعر، وهو مجاز. وشعر التيس وغيره من ذي الشعر شعرا: كثر شعره. وتيس شعر، وأشعر، وعنز شعراء. وقد شعر يشعر شعرا، وذلك كلما كثر شعره. والشعراء، بالفتح: الخصبة الكثيرة الشعر، وبه فسر قول الجعدي:
فألقى ثوبه حولا كـريتـا
على شعراء تنقض بالبهام وقوله:
تنقض بابهام، عني أرة فيها إذا فشت خرج لها صوت كتصويت النقض بالبهم إذا
دعاها. والمشاعر: الحواس الخمس، قال بلعاء بن قيس:
صفحة : 3015
والرأس مرتفع فيه مشاعره
يهدي السبيل له سمع وعينان وأشعره سنانا: خالطه به، وهو مجاز،
أنشد ابن الأعرابي لأبي عازب الكلابي:
فأشعرته تحت الظـلام وبـينـنـا من الخطر المنضود في العين ناقع يريد: أشعرت الذئب بالسهم. واستشعر القوم، إذا تدعوا بالشعار في الحرب، وقال النابغة:
مستشعرين قد الفوا في ديارهم دعاء سوع ودعمـي وأيوب يقول: غزاهم هؤلاء فتداعوا بينهم في بيوتهم بشعارهم. وتقول العرب للمولوك إذا قتلوا: أشعروا، وكانوا يقولون في الجاهلية: دية المشعرة ألف بعير، يريدون: دية الملوك، وهو مجاز. وفي حديث مكحول: لا سلب إلا لمن أشعر علجا، أو قتله أي طعنه حتى يدخل السنان جوفه. والإشعار: الإدماء بطعن أو رمي أو وجء بحديدة، وأنشد لكثير: عليها ولما يبلغاء كل جهدها وقد أشعرها في ظل ومدمع أشعرها، أي أدمياها وطعناها، وقال الآخر:
يقول للمهر والنشاب يشـعـره لا تجز عن فشر الشيمة الجزع وفي حديث مقتل عثمان، رضي الله عنه أن التجيبي دخل عليه فأشعره مشقصا ، أي دماه به، وفي حديث الزبير: أنه قاتل غلاما فأشعره وأشعرت أمر فلان: جعلته معلوما مشهورا. وأشعرت فلانا: جعلته علما بقبيحة أشهرتها عليه، ومنه حديث معبد الجهني لما رماه الحسن بالبدعة قالت له أمه: إنك قد أشعرت ابني في الناس أي جعلته علامة فيهم وشهرته بقولك، فصار له كالطعنة في البدنة، لأنه كان عابه بالقدر. وفي حديث أم سلمة، رضي الله عنها: أنها جعلت شعاير الذهب في رقبتها قيل: هي ضرب من الحلي أمثال الشعير، تتخذ من فضة. وفي حديث كعب بن مالك تطايرنا عنه تطاير الشعارير هي بمعنى الشعر، وقياس واحدها شعرور، وهي ما اجتمع على دبرة البعير من الذبان، فإذا هيجت تطايرات عنها. والشعرت، بالفتح، تكنى عن البنت، وبه فسر حديث سعد : شهدت بدرا ومالي غير شعرة واحدة ثم أكثر الله لي من الحاء بعد ، قيل: أراد: مالي إلا بنت واحدة، ثم أكثر الله من الولد بعد. وفي الأساس: واستشعرت البقرة: صوتت لولدها تطلبا للشعور بحاله. وتقول: بينهما معاشرة ومشاعرة. ومن المجاز: سكين شعرته ذهب أو فضة انتهى.
وفي التكملة: وشعران، أي بالكسر، كما هو مضبوط بالقلم: من جبال تهامة.
وشعر الرجل، كفرح: صار شاعرا. وشعير: أرض. وفي التبصير للحافظ: أبو الشعر: موسى بن سحيم الضبي، ذكره المستغفري. وأبو شعيرة: جد أبي إسحاق السبيعي لأمه، ذكره الحاكم في الكنى. وأبو بكر أحمد بن عمر بن أبي الشعرى، بالراء المالة، القرطبي المقري، ذكره ابن بشكوال. وأبو محمد الفضل بن محمد الشعراني، بالفتح: محدث، مات سنة 282.
وعمر بن محمد بن أحمد الشعراني،
بالكسر: حدث عن الحسين بن محمد بن مصعب. وهبة الله بن أبي سفيان الشعراني،
روى عن إبراهيم بن سعيد الجوهري، قال أبو العلاء الفرضي: وجدتهما بالكسر.
وسقاية أبي شعرة: قرية من ضواحي مصر، وإليها نسب القطب أبو محمد عبد الوهاب
بن أحمد بن علي الحنفي نسبا الشعراوي قدس سره، صاحب السر والتآليف، توفي
بمصر سنة 973. والشعيرة، مصغرا مشددا: موضع خارج مصر. وباب الشعرية:
بالفتح: أحد أبواب القاهرة. وشعرة، بالضم، موضع من أرض الدهناء لبني تميم.
ش-ع-ص-ر
الشعصور، بالضم، أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وهو الجوز الهندي، وفي
التكملة: الجوز البري.
ش-ع-ف-ر
شعفر، كجعفر، أهمله الجوهري، وقال الأزهري: هو اسم امرأة، عن ابن الأعرابي،
وأنشد:
صادتك يوم الرملتين شعفر. وقال ثعلب: هي شغفر، بالغين، وأنشد الأزهري للمنذري:
ياليت أني لم أكن كـريا
ولم أسق بشعفر المطيا.
صفحة : 3016
شعفر: بطن من بني ثعلبة، يقال لهم: بنو السعلاة، بكسر السين، نقله
الصاغاني. شعفر: فرس سمير بن الحارث الضبي. ابن شعفرة، بهاء: شاعر من بني
كلب، الذي هاجاه المرعش الشاعر، واسم المرعش حمل بن مسعود. وقد سموا
شعفورا، وهو ملحق في الندرة بصعفوق، كذا في التكملة.
ش-غ-ب-ر
الشغبر، كجعفر، أهمله الجوهري، وقد قال اليث: هو ابن آوى، وبالزاي تصحيف،
كما رواه ثعلب عن عمرو عن أبيه: وتشغبرت الريح إذا التوت في هبوبها، قاله
الليث أيضا، قال الصاغاني: وذكره ابن دريد في باب الباء والزاي من الرباعي.
ش-غ-ر
شغر الكلب، كمنع، يشغر شغرا: رفع إحدى رجليه ليبول، وقيل: رفع إحدى رجليه،
بال أو لم يبل، أو شغر الكلب برجله شغرا: رفعها فبال، وفي الحديث: فإذا نام
شغر الشيطان برجله فبال في أذنه . شغر الرجل المرأة: يشغرها شغورا، بالضم
:رفع رجليها للنكاح. وفي بعض الأصول رجلها بالإفراد، ونقل الصاغاني عن ابن
دريد: شغر الرجل المرأة إذا رفع برجليها للجماع، كأشغرها فشغرت، وفي حديث
علي: قبل أن تشغر برجلها فتنة تطأ في خطامها . ونقل شيخنا عن ابن نباتة في
كتابه مطلع الفوائد : الشغر: هو رفع الرجل لا للخصوص نكاح أو بول، ثم
استعير للنكاح وصنيع المصنف كالجوهري، والفيومي يخالفه، فتأمل.
شغرت الأرض والبلد تشغر شغورا، من باب كتب على ما صرح به الفيومي في المصباح: خلت من الناس، ولم يبق بها أحد يحميها ويضبطها، فهي شاغرة. والشغار، بالكسر، من نكاح الجاهلية: هو أن تزوج الرجل امرأة ما كانت على أن يزوجك أخرى بغير مهر، وقال الفراء: الشغار: شغار المتناكحين. ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الشغار، قال الشافعي، وأبو عبيد، وغيرهما من العلماء: الشغار المنهى عنه أن يزوج الرجل حريمته على أن يزوجه المزوج حريمة له أخرى، ويكون صداق كل واحدة بضع الأخرى، كأنهما رفعا المهر، وأخليا البضع عنه، وفي حديث لا شغار في الإسلام وفي رواية نهى عن نكاح الشغر أو يخص بها القرائب ، فلا يكون الشغار إلا أن تنكحه وليتك على أن ينكحك وليته، وقد شاغره.
الشغار: أيضا: أن يبرز رجلان من العسكرين، فإذا كاد أحدهما أن يغلب صاحبه جاء اثنان ليعينا أحدهما فيصيح الآخر: لا شغار، لا شغار. وقال ابن سيده: هو أن يعدو الرجلان على الرجل. والشغر، بالفتح: الإخراج، قال أبو عمرو: شغرته عن الأرض، أي أخرجته، وأنشد الشيباني:
ونحن شغرنا ابني نزار كلاهما وكلبا بوقع مرهب متقـارب وقال غيره: الشغار: الطرد، يقال: شغروا فلانا عن بلده شغرا وشغارا، إذا طردوه ونفوه.
الشغر: البعد، قاله الفراء: وقد شغر البلد، إذا بعد من الناصر والسلطان ومن يضبطه. من المجاز: يقال: بلدة شاغرة برجلها، إذا لم تمتنع من غارة أحد، لخلوها عمن يحميها. الشغر: التفرقة، ومنه: تفرقت الغنم شغر بغر، على ما سيأتي. الشغر: أن يضرب الفحل برأسه تحت النوق من قبل ضروعها، فيرفعها فيصرعها. وشاغر، ويقال: أبو شاغر: فحل معروف من آبالهم كان للمالك بن المتنتفق الصباحي قال عمر بن الأشعث بن لجإ:
قد دحست منه العظام دحسا أدهم أحوى شاغريا حمسا وفي التكملة: قال أبو عمرو بن العلاء: شغرت برجلي في الغريب، أي علوت الناس بحفظه، ونص الصاغاني: في حفظه. وأشغر المنهل: صار في ناحية من المحجة، ونص التهذيب: اشتغر المنهل. وأنشد:
شافي الأجاج بعيد المشتغر.
صفحة : 3017
أشعرت الرفقة: انفردت عن السابلة، وهي السكة المسلوكة. أشغر الحساب عليه:
انتشر، والصواب، كما في التهذيب: اشتغر عليه حسابه: انتشر وكثر فلم يهتد
له، وذهب فلان يعد بني فلان فاشتغروا عليه، أي كثروا. الشغور، كصبور: ع،
بالسماوة في البادية. الشغور: الناقة الطويلة تشغر بقوائمها إذا أخذت لتركب
أو تحلب. قال ابن دريد: الشغرور، كعصفور: نبت، زعموا. والشغر بالضم: قلعة
حصينة على رأس جبل قرب أنطاكية. قلت: ولعل منها الحسن والحسين ابني أبي
شهابالشغري، عن أبي بكر عتيق الإسكندراني. والشغري، كسكري، وضبطه بعضهم
بالمد أيضا: د، أو: ع ، أي بلد أو موضع.
قيل الشغري: حجر قرب مكة كانوا يركبون منه الدابة، وقيل: كانوا يقولون: إن كان كذا وكذا أتيناه، فإذا كان ذلك أتوه فبالوا عليه، وقيل حجر الشنغزي بالزاي والشعزي بالعين المهملة والزاي في التكملة: الشغري: حجر تشغر عليه الكلاب، أي ترفع رجلها فتبول. الشغار، كسحاب: الفارغ، قاله الصاغاني. الشغار من الآبار: الكثيرة الماء، للجمع والواحد، وفي النوادر: بئر شغار، وبئار شغار: كثيرة الماء واسعة الأعطان. الشغاران الحالبان: عرقان في جنب الجمل، هكذا في النسخ، والصواب في جنبي الجمل، كما التكملة. الشغارة، بالهاء والشد: القداحة تقدح بها النساء قاله الصاغاني. والشوغر، كجوهر: الموثق الخلق. الشوغرة، بهاء: الدوخلة. شغار، كقطام: لقب بني فزارة بن ذبيان، كل ذلك من التكملة.
والشاغور: محلة بدمشق معروفة. من أمثالهم: تفرقوا شغر بغر، ويكسر أولهما، أي في كل وجه، ويقال: هما اسمان جعلا واحدا، وبنيا على الفتح، ولا يقال ذلك في الإقبال. واشتغر في الفلاة، إذا أبعد فيها. اشتغر فلان علينا، إذا تطاول وافتخر. اشتغرت الإبل: كثرت، واختلفت. اشتغر العدد: كثر واتسع، أنشد الجوهري لأبي النجم:
وعدد بخ إذا عد اشتغـر كعدد الرب تداني وانتشر قال الصاغاني: والرواية:
وعدد بخ إذا عـد اسـطـبـر موج إذا ما قلت يحصيه اشتغر كعدد الترب توالى وانتشر اشتغر الأمر: اختلط، وقال أبو زيد: اشتغر الأمر بفلان، أي اتسع وعظم. وتشغر فلان في أمر قبيح، إذا تمادى فيه وتعمق. تشغر البعير، إذا بذل الجهد في سيره، عن أبي عبيد، أو تشغر البعير تشغرا، إذا اشتد عدوه، ويقال: مر يرتبع، إذا ضرب بقوائمه، واللبطة نحوه، ثم التشغر فوق ذلك. وشاغرة والشاغرة: ع موضعان. والشاغران: منقطع عرق السرة. الشغير، كسكيت: الشنظير، وهو السيئ الخلق قال الصاغاني: قال ابن دريد: ليس بثبت. ومما يستدرك عليه: الشغارة: هي الناقة ترفع قوائمها لتضرب، قال الشاعر:
شغارة تفد الفصيل برجلها فطارة لقوائم الأبـكـار والشغار: الطرد. ورفقة مشتغرة: بعيدة عن السابلة. واشتغرت الحرب بين الفريقين، إذا اتسعت وعظمت. وأشغرت الناقة: اتسعت في السير وأسرعت. والأرض لكم شاغرة: واسعة. وقال أبو عمرو: الشغارو: العداوة. والمشغر من الرماح، كالمطرد، وقال:
سنانا من الخطى أسمر مشغرا. واشتغرت عليه ضيعته: فشت. ومن المجاز: شغر السعر: نقص.
ش-غ-ف-ر
الشغفر، كجعفر، أهمله الجوهري، وقال أبو عمرو: هي المرأة الحسناء. شغفر،
بلا لام: اسم امرأة أبي الطوق الأعرابي، أنشد عمرو بن بحر له فيها وكانت
وصفت بالقبح والشناعة:
جاموسة وفيلة وخنـزر وكلهن في الجمال شغفر فجمعها لتشابه.
ش-ف-ر
الشفر، بالضم، شفر العين، وهو أصل منبت الشعر في الجفن، وليس الشفر من
الشعر في شيء، وهو مذكر، صرح به اللحاني، والجمع أشفار، قال سبويه: لا يكسر
على غير ذلك، ويفتح، لغة عن كراع. وقال شمر: أشفار العين: مغرز الشعر،
والشعر: الهدب.
صفحة : 3018
وقال أبو منصور: شفر العين: منابت الأهداب من الجفون. وفي الصحاح: الأشفار:
حروف الأجفان التي ينبت عليها الشعر، وهو الهدب. قال شيخنا: وكان الأولى
ذكر ويفتح عقب قوله بالضم، على ما هو اصطلاحه واصطلاح الجماهير، وقوله: أصل
منبت الشعر، إلخ مستدرك، ولو قال: منبت الشعر، لأصاب واختصر.
قلت: أما مخالفته لاصطلاحه في قوله ويفتح فمسلم، وأما ذكره لفظة أصل فإنه تابع فيها ابن سيده في المحكم، والزمخشري في الأساس، فإنه هكذا لفظهما، ثم نقل عن ابن قتيبة ما نصه: العامة تجعل أشفار العين الشعر، وهو غلط إنما الأشفار: حروف العين التي ينبت عليها الشعر، والشعر،: الهدب، والجفن: غطاء العين الأعلى والأسفل، فالشفر: هو طرف الجفن، انتهى. قلت: وقد جاء الشفر بمعنى الشعر في حديث الشعبي: كانوا لا يؤقتون في الشفر شيئا ، أي لا يجبون شيئا مقدرا، لأن الدية واجبة في الأجفان بالإجماع، فلا محالة يريد بالشفر هنا الشعر، صرح به ابن الأثير، وذكر فيه خلافا. الشفر: ناحية كل شيء، كالشفير فيهما، أي في الناحية والعين، أما استعمال الشفير في الناحية فظاهر، وأما في العين، فقيل: هو لغة في شفر العين، وقيل: يراد به ناحية الماق من أعلاه، وبه فسر ابن سيده ما أنشده ابن الأعرابي:
بزرقاوين لم تحرف ولما يصبها غائر بشفير ماق الفر: حرف الفرج، كالشافر، يقال لنا حيتي فرج المرأة: الأسكتان، ولطرفيهما: الشفران. وقال الليث: الشافران من هن المرأة. والشفرة، كفرحة، والشفيرة، كسفينة: امرأة تجد شهوتها في شفرها، أي طرف فرجها، فتنزل ماءها سريعا، أو هي القانعة من النكاح بأيسره، وهي نقيض القعرة والقعيرة. وشفرها شفرا: ضرب شفرها في النكاح. وشفرت، كفرح، شفارة: قربت شهوتها أو أنزلت. من المجاز: يقال: ما بالدار شفرة، كحمزة، وشفر، بعير هاء، وشفرة، بالضم، أي أحد وقال الأزهري: بفتح الشين، قال شمر، ولا يجوز شفر بضمها، فالذي في المحكم والتهذيب والأساس وغيرها من الأمهات: شفر وشفر، وأما شفرة فرواه الفراء، ونقله الصاغاني. وقال اللحياني: ما بالدار شفر، بالضم، لغة في الفتح، وقد جاء بغير حرف النفي، قال ذو الرمة:
تمر لنا الأيام ما لمـحـت لـنـا بصيرة عين من سوانا على شفر أي تمر بنا، أي ما نظرت عين منا إلى إنسان سوانا، ويروى إلى سفر، يريد المسافرين، وأنشد شمر:
رأت إخواتي بعد الجميع تفرقوا فلم يبق إلا واحد منهم شفـر. والمشفر، بالكسر، للبعير، كالشفة لك، ويفتح، وفي الصحاح: والمشفر من البعير كالجحفلة من الفرس، ج مسافر، وقد يستعمل في الناس على الاستعارة، وكذا في الفرس، كما صرح به الجوهري حيث قال: ومشافر الفرس مستعارة منه. وقال اللحياني: إنه لعظيم المشافر، يقال ذلك في الناس والإبل، قال: وهو من الواحد الذي فرق فجعل كل واحد منه مشفرا، ثم جمع، قال الفرزدق:
فلو كنت ضبيا عرفت قرابتي
ولكن زنجيا عظيم المشافـر
صفحة : 3019
وقال أبو عبيد: إنما قيل: مشافر الحبش تشبيها بمشافر الإبل. المشفر: المنعة
والقوة. المشفر: الشدة والهلاك، وبه يفسر ما قاله الميداني: تركته على مشفر
الأسد، أي عرضة للهلاك، وهذا قد استدركه شيخنا. المشفر: القطعة من الأرض.
المشفر: القطعة من الرمل، وكلاهما على التشبيه. في المثل أراك بشر ما أحار
مشفر، أي أغناك الظاهر عن سؤال الباطن، وأصله في البعير، وذلك لأنك إذا
رأيت بشره سمينا كان أو هزيلا استدللت به على كيفية أكله. والشفير، كأمير:
حد مشفر البعير. الشفير من الوادي: حرفه وجابنه ومنه شفير جهنم، أعاذنا
الله تعالى منها. وقيل: الشفير: ناحية الوادي من أعلاه، كشفره، بالضم،
وشفير كل شيء: حرفه، وحرف كل شيء شفره، وشفيره، كالوادي ونحوه. والشنفري:
مفتوح مقصور: اسم شاعر من الأزد، وهو فنعلى، وكان من العدائين، وفي المثل
أعدى من الشنفري وسيأتي للمصنف في شنفر، وقد سقط من بعض النسخ من قوله
والشنفري إلى قوله فنعلى. وشفر المال تشفيرا: قل وذهب، عن ابن الأعرابي،
وأنشد لشاعر يذكر نسوة:
مولعات بهات هات فإن شف ر مال أردن منك الخلاعا. قلت: هو إسماعيل بن عمار، منه شفرت الشمس تشفيرا، إذا دنت للغروب تشبيها بالذي قل ماله وذهب. كذلك قولهم: شفر الرجل على الأمر تشفيرا: أشفى. والشفرة، بفتح فسكون، وهو الذي صرح به غير واحد من الأئمة، ولا يعرف غيره، قال شيخنا إلا ما ذكره صاحب المغرب فإنه قال: الشفرة، بالفتح والكسر: السكين العظيم، وما عرض من الحديد وحدد، ج شفار بالكسر. وشفر، بكسر فسكون. الشفرة جانب النصل، وقال أبو حنيفة: شفرتا النصل: جانباه، وسمى صاحب المغرب النصل العريض. شفرة. الشفرة: حد السيف، وقيل: شفرات السيوف: حروف حدها، قال الكميت يصف السيوف:
يرى الراؤون بالشفرات منها وقود أبي حباحب والظبينا. الشفرة: إزميل الإسكاغ الذي يقطع به. التشفير: قلة النفقة، قاله ابن السكيت، ومنه عيش مشفر، كمحدث: ضيق قليل، قال الشاعر، وهو إياس بن مالك بن عبد الله بن خبيري:
قد شفرت نفقات القوم بعـدكـم فأصبحوا ليس فيهم غير ملهوف يقال: أذن شفارية وشرافية، بالضم: عظيمة، وقيل: ضخمة، قاله أبو عبيد، وقيل: طويلة، قاله أبو زيد، وقيل: عريضة لينة الفرع. ويربوع شفاري، بالضم: ضخم الأذنين أو طويلهما، العاري البراثن، ولا يلحق سريعا، وهو ضرب من اليرابيع، ويقال لها: ضأن اليرابيع، وهي أسمنها وأفضلها، يكون في آذانها طول. أو هو الطويل القوائم الرخو اللحم الدسم، أي الكثير الدسم، قال:
وإني لأصطاد اليرابيع كلها
شفاريها والتدمري المقصعا
صفحة : 3020
التدمري: المكسور البراثن الذي لا يكاد يلحق. وشفر، كفرح: نقص، عن ابن
الأعرابي. شفار، كغراب، هكذا ضبطه نصر، وضبطه الصاغاني بالفتح: جزيرة بين
أوال وقطر، ذكره الصاغاني في التكملة، ويأتي ذكر أوال وقطر في محلهما. وذو
الشفر، بالضم: ابن أبي سرح بن مالك بن جذيمة وهو مصطلق، خزاعي. ذو الشفر،
هكذا باللام قيده الصاغاني، فقول شيخنا: والمعروف فيه أنه ذو شفر، بغير ال،
ففيه بحث سلع محل تأمل: والد تاحة، هكذا بالحاء المهملة في نسختنا، وفي
بعضها بالجيم وهو الصواب، واسمه هر بن عمرو بن عوف بن عدي، كما ذكره
الصاغاني، وهو أحد أذواء اليمن، قال ابن هشام الكلبي، إمام السير: حفر
السيل عن قبر باليمن، فيه امرأة في عنقها سبع مخانق، جمع مخنق، وهي المحس،
من در أبيض وفي يديها ورجليها من الأسورة والخلاخيل والدماليج سبعة، وفي كل
إصبع خاتم فيه جوهرة مثمنة، أي ذات قيمة، وعند رأسها تابوت مملوء مالا،
ولوح فيه مكتوب ما نصه: باسمك اللهم إله حمير، أنا تاحة بنت ذي شفر، بعثت
مائرنا إلى يوسف، أي عزيز مصر، فأبطأ علينا، فبعثت لاذتي، بالذال المعجمة،
وهو من يلوذ بها ممن يعز عليها من حشمها وحشم أبيها بمد من ورق، أي فضة
لتأتيني بمد من طحين، فلم تجده، فبعثت بمد من ذهب، فلم تجده، فبعثت بمد من
بحري، منسوب إلى البحر، وهو اللؤلؤ الجيد، وفي بعض النسخ: من نحري بالنون
والياء للإضافة، أي من الحلي كان في نحري، وهو أنفس شيء عنده، والأول أولى،
والله أعلم، ويدل له قولها: فأمرت به فطحن، لأن غيره من الحلي لا يقبل
الطحن، قاله شيخنا، فلم تجده، فأمرت به فطحن فلم أنتفع به، فاقتفلت، أي
يبست جوعا، من اقتفل افتعل من القفل، وهو اليبس، أو معناه هلكت، كما سيأتي
فمن سمع بي فليرحمني، أي فليرق لي، أو ليعتبر بي، أو المراد منه الدعاء لها
بالرحمة، كما هو مطلوب من المتأخر للمتقدم، فإن كانت مسلمة فنسأل الله لها
الرحمة الواسعة، حتى تنسى جوعتها، قاله شيخنا، وأية امرأة لبست حليا من
حليي فلا ماتت إلا ميتتي. إلى هنا تمام القصة التي فيها عبرة لأولى
الأبصار، واعتابر لذوي الأفكار. ويقرب من هذه الحكاية ما نقله السيوطي في
حسن المحاضرة في غلاء سنة ستين وأربعمائة نقلا عن صاحب المرآة، أن امرأة
خرجت من القاهرة وعها مد جوهر، فقالت: من يأخذه بمد قمح? فلم يلتفت إليها
أحد، وكان هذا الغلاء لم يسمع بمثله في الدهور من عهد سيدنا يوسف الصديق
عليه السلام، اشتد القحط والوباء سبع سنين متوالية، نسأل الله تعالى العفو
والسماح. في حديث كرز الفهري لما أغار على سرح المدينة كان يرعى بشفر كزفر،
جبل بمكة، هكذا في النسخ، والصواب: بالمدينة، في أصل حمى أم خالد، يهبط إلى
بطن العقيق، والظاهر أن هنا سقط عبارة، وصوابه: وكزفر: جبل بالمدينة،
وبالفتح: جبل بمكة، ومثله في التكملة. وشفرها تشفيرا: جامعها على شفر
فرجها. ومما يستدرك عليه: سفر الرحم وشافرها: حروفها. وشفرا المرأة،
وشافرها: حرفا رحمها. وعن ابن الأعرابي: شفر، إذا آذا إنسانا. والشافر:
المهلك لماله، كذا في التكملة. وفي المثل: أصغر القوم شفرتهم، أي خادمهم،
وهو مجاز، وفي الحديث أن أنسا كان شفرة القوم في السفر ، معناه أنه كان
خادمهم الذي يكفيهم مهنتهم، شبه بالشفرة التي تمتهن في قطع اللحم وغيره،
كذا في اللسان.
وفي المغرب: ويربوع شفاري: على أذنه شعر، كذا في الصحاح. وقيل: لليربوع الشفاري ظفر في وسط ساقه. والمشفر: الفرج، نقله شيخنا عن روض الهيلي، واستدركه، وهو غريب. والشفار، ككتان: صاحب الشفرة. ومن المجاز قولهم: ما تركت السنة شفرا ولا ظفرا أي شيئا، وقد فتحوا شفرا، وقالوا ظفرا بالفتح، على الإتباع، كذا في الأساس. والمشفر: أرض من بلاد عدي وتيم، قال الراعي:
فلما هبطن المشفر العود عرست
بحيث التقت أجراعه ومشارفه.
صفحة : 3021
ويروى مشفر العود، وهو أيضا اسم أرض. وقال ابن دريد: شفار، كسحاب وقطامئئ:
موضع. وشفرت الشيء تشفيرا: استأصلته. وأشفر البعير: اجتهد في العدو، هكذا
في التكملة، ولعله أسفر، وقد تقدم. وأبو مشفر من كنى الموتان. وشفراء،
محركة ممدودا: موضع، وقبل بسكون الفاء.
ش-ف-ت-ر
الشفترة، أهمله الجوهري هنا، وذكره في آخر تركيب ش-ف-ر. ولم يفرد له
تركيبا، قال الصاغاني: وليس أحد التركبين من الآخر في شيء، والشفترة:
التفرق، قال الليث: اشفتر الشيء اشفترارا، والاسم الشفترة، وهو تفرق كتفرق
الجراد كالاشفترار.واشفتر العود: تكسر، أنشد ابن الأعرابي: يبادر الضيف
بعود مشفتر. أي منكسر من كثرة ما يضرب به. اشفتر: الشيء: تفرق، وأنشد
الجوهري لابن أحمر يصف قطاة:
فأزغلت في حلقه زغـلة لم تخطئ الجيد ولم تشفتر. اشفتر السرج: أتسعت ناره، فاحتاج إلى أن يقطع من رأس الذبال، قاله ابن الأعرابي. قال أبو الهيثم: المشفتر في قول طرفة:
فترى المرو إذا ما هجرت عن يديها كالجراد المشفر قال: المشفتر: المتفرق، قيل: المشفتر: المقشعر، قيل هو المشمر، قال: سمعت أعرابيا يقول: المشفتر: المنتصب وأنشد:
يغدو على الشر بوجه مشفتر. والشفنتر، كغضنفر: الرجل الذاهب الشعر، وفي التهذيب في الخماسي: الشفنتر القليل شعر الرأس قال: وهو في شعر أبي النجم. والشفنتري: اسم، ومعناه المتفرق. قلت: وعبد العزيز بن محمد شفيتر، مصغرا، أحد شيوخ مشايخنا في الطريقة القادرية.
ش-ق-ر
الأشقر من الدواب: الأحمر في مغرة حمرة صافية يحمر منها العرف، بالضم،
والناصية السبيب، أي الذنب، فإن اسودا فهو الكميت، والعرب تقول: أكرم الخيل
وذوات الخير منها شقرها، حكاه ابن الأعرابي: والأشقر من الناس: من يعلوا
بياضه حمرة صافية. وفي الصحاح: والشقرة: لون الأشقر، وهي في الإنسان حمرة
صافية، وبشرته مائلة إلى البياض. شقر، كفرح، وكرم، شقرا، بفتح فسكون،
وشقرة، بالضم. واشقر اشقرارا، وهو أشقر، قال العجاج: وقد رأى في الجو
إشقرارا وقال الليث: الشقر، والشقرة مصدرا الأشقر، والفعل شقر يشقر شقرة،
وهو الأحمر من الدواب. وقال غيره: الأشقر من الإبل: الذي يشبه لونه لون
الأشقر، من الخيل، وبعير أشقر، أي شديد الحمرة. الأشقر: من الدم: ما صار
علقا ولم يعله غبار.والأشقر: فرس مروان بن محمد، من نسل الذئد. والأشقر
أيضا: فرس لقيط بن زرارة التميمي. والشقراء: فرس الرقاد بن المنذر الضيي
ولها يقول:
إذا المهرة الشقراء أدرك ظهرها
لها وهج للمصطلي غير طـائل
إذا حملتني والسـلاح مـغـيرة إلى
الحرب لم آمر بسلم لـوائل
وفرس زهير بن جذيمة العبسي، أو هي
فرس خالد بن جعفر بن كلاب، وبها ضرب المثل: شيئا ما يطلب السوط إلى الشقراء
لأنه ركبها، فجعل كلما ضربها زادته جريا، يضرب هذا المثل لمن طلب حاجة وجعل
يدنو من قضائها، والفراغ منها.
صفحة : 3022
الشقراء أيضا: فرس أسيد، كأمير، ابن حنءة السليطي. وكذلك للطفيل بن مالك
الجعفري فرس تسمى الشقراء، ذكره الصاغاني، وأغفله المصنف. الشقراء أيضا:
فرس شيطان بن لا طم، قتلت وقتل صاحبها، فقيل: اشأم من الشقراء وفي الأساس:
قتلت وقتلت صاحبها. أو جمحت بصاحبها يوما، فأتت على واد، فأردت أن تثبه،
فقصرت في الوثوب، فوقعت فاندقت عنقها، وسلم صاحبها، فسئل عنها، فقال: إن
الشقراء لم يعد شرها رجليها. أو هذه الشقراء كانت لابن غزية بن جشم بن
معاوية، والذي في التكملة: إن هذا الفرس لغزية بن جشم، لا ابنه، فرمحت
غلاما، فأصبت فلوها، فقتلته، والذي في اللسان ما نصه: الشقراء اسم فرس رمحت
ابنها، فقتلته، قال بشر بن أبي خازم الأسدي يهجو عتبة بن جعفر بن كلاب،
وكان عتبة قد جار رجلا من بني أسد، فقتله رجل من بني كلاب، فلم يمنعه:
فأصبح كالشقراء لم يعد شرها سنابك رجليها، وعرضك أوفر.
الشقراء أيضا: فرس مهلهل ابن ربيعة، وله فيها أشعار. الشقراء أيضا: فرس حوط الفقعسي. ذكرهما الصاغاني. الشقراء بنت الزيتوالزيت هذه فرس معاوية بن سعد ابن عبد سعد، وقد تقدم في محله. والشقراء أيضا: اسم فرس ربيعة بن أبي، أورده صاحب اللسان، وأغفله المصنف. الشقراء: ماء بالعريمة بين الجبلين، يعني جبلي طيء. الشقراء: ماء بالبادية لبني قتادة بن سكن، لها ذكر في حديث عمرو بن سلمة بن سكن الكلابي، رضي الله عنه، أحد بني أبي بكر ابن كلاب، لما وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم استقطعه ما بين السعدية والشقراء، فأقطعه، وهي رحبة طولها تسعة أميال، وعرضها ستة أميال، وهما ماءان. الشقراء: ة بناحية اليمامة، بينها وبين اليمن. والشقر، ككتف: شقائق النعمان، الواحدة شقرة، بهاء، وبها سمي الرجل شقرة،، ج شقرات، كالشقار، كرمان. والشقران كعثمان، وضبطه الصاغاني بفتح فكسر، وقال: هكذا ذكر في كتاب الأبنية، وقال ابن دريد. في باب فعلان بكسر العين: الشقران أحسبه موضعا أو نبتا. والشقارى، كسماني، ويخفف قال طرفة:
وتساقى القوم كأسا مـرة وعلى الخيل دماء كالشقر وقيل: الشقار، والشقارى: نبتة ذات زهيرة شكيلاء، وورقها لطيف أغبر تشبه نبتتها نبتة القضب، وهي تحمد في المرعى، ولا تنبت إلا في عام خصيب. الشقر نبت آخر غير الشقائق إلا أنه أحمر مثله. وقال أبو حنيفة: الشقاري بالضم فالتشديد: نبت، وقيل: نبت في الرمل، ولها ريح ذفرة وتوجد في طعم اللبن، قال: وقد قيل: إن الشقاري هو الشقر نفسه، وليس ذلك بقوى، وقيل: الشقاري نبت له نور فيه حمرة ليست بناصعة، وحبه يقال له: الخمخم. الشقار، كرمان: سمكة حمراء لها سنام طويل. في التهذيب الشقرة، كزنجة السنجرف، وهو بالفارسية شنكرف، وأنشد:
عليه دماء البدن كالشقرات. شقير: لقب معاوية بن الحارث بن تميم: أبو قبيلة من ضبة بن أد بن أدد، لقب بذلك لقوله:
وقد أترك الرمح الأصم كعوبه به من دماء القوم كالشقرات قاله ابن الكلبي والنسبة كالأول،منهم أبو سعيد المسيب بن شريك الشقري، عن الأعمش وهشام ابن عروة، قال أبو حاتم: ضعيف الحديث. والشقور، بالضم: الحاجة يقال: أخبرته بشقوري، كما يقال أفضيت إليه بعجري وبخري. وقد يفتح، عن الأصمعي، وأبي الجراح، قال أبو عبيد: الضم أصح، لأن الشقور بالضم بمعنى الأمور اللاصقة بالقلب المهمة له، جمع شقر، بالفتح. ومن أمثال العرب في سرار الرجل إلى أخيه ما يستره عن غيره: أفضيت إليه بشقوري أي أخبرته بأمري، وأطلعته على ما أسره من غيره، وبثه شقور وشقوره، أي شكا إليه حاله، قال شيخنا: وفي لحن العامة للزبيدي: الشقور: مذهب الرجل وباطن أمره، فتأمل، انتهى.
قلت: لا يحتاج في ذلك إلى تأمل،
فإنه عني بما ذكر سر الرجل الذي يستره عن غيره، وأنشد الجوهري للعجاج:
صفحة : 3023
جاري لا تستنكري عذيري
سيري وإشفاقي على بعيري
وكثرة الحديث عن شقوري
مع الجلا ولائح القتير قال قال شيخنا: وقالوا: أخبرته خبوري وشقوري وبقوري، قال الفراء: كله مضموم الأول، وقال أبو الجراح: بالفتح، قلت: وكان الأصمعي يقوله بفتح الشين. ثم قال: وبخط أبي الهيثم شقوري، بفتح الشين والمعنى أخبرته خبري. قلت: الذي روى المنذري عن أبي الهيثم أنه أنشده بيت العجاج، فقال: روى شقوري وشقوري، والشقور: الأمور المهمة الواحد شقر، وقيل: الشقور، بالفتح: بث الرجل وهمه، وقيل: هو الهم المسهر. الشقر، كصرد: الديك، عن ابن الأعرابي الشقر: الكذب، قال ابن دريد: يقال: جاء فلان بالشقر والبقر، إذا جاء بالكذب، قال الصاغاني: هكذا قاله ابن دريد، والصواب عندي بالصاد، وبالسين المهملة. وشقرون، بالضم: علم جماعة من المحدثين. وشقران، كعثمان: مولى للنبي صلى الله تعالى عليه وسلم، وهو لقب له، واختلف في اسمه، فقيل: اسمه صالح بن عدي، أو ابنه صالح، قال شيخنا: ورثهما النبي صلى الله عليه وسلم من أبيه، كما أشار إليه محشي المواهب أثناء مبحث كونه يرث أو لا يرث لما وقع فيه الخلاف بين الكفيين وبقية المجتهدين، بخلافكونه لا يورث فهو مجمع عليه بين الأئمة، خلافا للرافضة وبعض، الشيعة.
قلت: وكان حبشيا، وقيل: فارسيا، أهداه له عبد الرحمن بن عوف، وقيل: بل اشتراه منه وأعتقه، روى عنه عبد الله بن أبي رافع، ويحيى بن عمارة المازني. قال ابن الأعرابي: شقران السلامي: رجل من قضاعة. الشقري، كذكرى: تمر جيد، وهو المعروف بالمشقر، كمعظم، عندنا بزبيد، حرسها الله تعالى. الشقري: ع بديار خزاعة، ذكره الصاغاني. المشقر، كمعظم: حصن بالبحرين قديم، يقال: ورثة امرؤ القيس، قال لبيد:
وأفنى بنات الدهر أرباب ناعط بمستمع دون السماء ومنظـر
وأنزلن بالدومى من رأس حصنه وأنزلن بالأسباب رب المشقر أراد بالدومى أكيدرا صاحب دومة الجندل، وقال المخبل:
فلئن بنيت لي المشقر فـي
صعب تقصر دونه العصم
لتنقبن عني الـمـنـية إن
الله ليس كعلمـه عـلـم
أراد: فلئن بنيت لي حصنا مثل المشقر. المشقر: قربة من أدم. المشقر: القدح العظيم. شقور، كصبور: د، بالأندلس شرقي مرسية، وهو شقورة. وشقر، بالفتح: جزيرة بها، شرقيها. شقر، بالضم: ماء بالربذة عند جبل سنام. شقر: د للزنوج، يجلب منه جنس منهم مرغوب فيه، وهم الذين بأسفل حواجبهم شرطتان أو ثلاث. وشقرة، بالفتح، ابن نبت بن أدد، قاله ابن حبيب. شقرة بن ربيعة بن كعب ابن سعد بن ضبة بن أد، قاله الرشاطي. شقرة، بالضم، ابن نكرة ابن لكيز بن أفصى بن عبد القيس. شقير، بضمتين: مرسى ببحر اليمن بين أحور وأبين، وضبطه الصاغاني هكذا: شقرة. والمشاقر في قول ذي الرمة الشاعر: كأن عرا المرجان منها تعلقت على أم خشف من ظباء المشاقر :ع خاصة، وقيل: جمع مشقر الرمل، وقيل: واحدها مشقر، كمذمر: وقال بعض العرب لراكب ورد عليه: من أين وضح الراكب? قال: من الحمى، قال: وأين كان مبيتك? قال بإحدى هذه المشاقر. المشاقر من الرمل: المتصوب في الأرض المنقاد المطمئن، أو المشافر: أجلد الرمل، والصواب أن أجلد الرمال ما انقاد وتصوب في الأرض، فهما قول واحد، كما صرح به غير واحد من الأئمة، والمصنف جاء بأو الدالة على تنويع الخلاف، فتأمل.
المشلقر: منابت العرفج، واحدتها مشقرة. والشقير، كأمير: أرض، قال الأخطل:
وأقفرت الفراشة والحبيا
وأقفر بعد فاطمة لشقير
صفحة : 3024
الشقير، ككميت: ضرب من الحرباء أو الجنادب، وهي الصراصير. والشقاري: الكذب،
لم يضبطه، فأوهم أن يكون بالفتح وليس كذلك، والصواب في ضبطه يضم الشين،
وتشديد القاف وتخفيفها لغتان، يقال: جاء بالشقاري والبقاري والشقاري
والبقاري، مثقلا ومخففا، أي بالكذب. والأشاقر: حي باليمن من الأزد، والنسبة
إليهم أشقري. وبنو الأشقر: حيأيضا، يقال لأمهم: الشقيراء، وقيل: أبوهم
الأشقر سعد بن مالك بن عمرو بن مالك بن فهم، منهم كعب بن معدان الأشقراي،
نزل مرو، روى عن نافع عن ابن عمر مناولة، ذكره الأمير. الأشاقير: جبال بين
الحرمين شرفهما الله تعالى.
ومما يستدرك عليه: الشقران بفتح فكسر: يعلو الأذنة، ثم يصعد في الحب والثمر
والشقران: موضع. والشقراء: قرية لعكل، بها نخل، حكاه أبو رياش، في تفسير
أشعار الحماسة، وأنشد لزياد بن جميل:
متى أمر على الشقراء معتسفا خل النقي بمروح لحمها زيم. وأشقر، وشقير: اسمان. وجزيرة شقير، بالضم: قرية من أعمال مصر. وأبو بكر أحمد بن الحسن بن العباس بن الفرج بن شقير النحوي، بغدادي، روى عنه أبو بكر بن شاذان، توفي سنة 317.