الباب العاشر: باب الراء - الفصل الرابع عشر: فصل الصاد المهملة مع الراء: الجزء الثاني

فصل الصاد المهملة مع الراء

الجزء الثاني

ص-غ-ر
الصغر، كعنب: ضد الكبر. وفي المحكم: الغر والصغارة، بالفتح: خلاف العظم. أو الأولى، أي الصغر في الجرم، والثانية، أي الصغارة في القدر. يقال: صغر، ككرم، وفرح صغارة، بالفتح، وصغرا، كعنب، كلاهما مصدر الأول، وصغرا، محركة، وصغرانا، بالضم. الأخيران عن ابن الأعرابي، وهما مصادر الثاني، فهو صغير، كأمير وصغار وصغران، بضمهما، ج صغار، بالكسر، قال سيبويه: وافق الذين يقولون فعيل الذين يقولون فعال، لاعتقابهما كثيرا، ولم يقولوا صغراء استغنوا عنه بفعال، قد جمع الصغير في الشعر على صغراء، أنشد أبو عمرو:

وللكبراء أكل حيث شاءوا     وللصغراء أكل واقتثـام

صفحة : 3064

ومصغوراء اسم للجمع. وأصاغر: جمع أصغر، نحو الجوارب والكرابج، كالأصاغرة بالهاء لأن الأصغر لما خرج على بناء القشعم، وكانوا يقولون القشاعمة ألحقوه الهاء، قاله ابن سيده، قال: وإنما حملهم على تكسيره أنه لم يتمكن في باب الصفة. والصغرى: تأنيث الأصغر، والجمع الصغر. قال سيبويه: لا يقال: نسوة صغر، ولا يقال: قوم أصاغر إلا بالألف واللام، قال: سمعنا العرب تقول: الأصاغر، وإن شئت قلت: الأصغرون. وصغره تصغيرا، وأصغره، أي جعله صغيرا. وتصغيره أي الصغير صغير وصغير، كدريهم ودنينير، الأولى على القياس، والأخرى عبى غير قياس، حكاها سيبويه، قلت: ومن أمثلة التصغير فعيل كفليس. وفي اللسان: والتصغير فعيل كفليس. وفي اللسان: والتصغير للأسم والنعت يجئء لمعان شتى: منه ما يجيء للتعظيم لها، وهو معنى قوله: فأصابتها سنية حمراء، وكذلك قول الأنصاري: أنا جذيلها المحك، وعذيقها المرجب. ومنها ما يجيء للتحقير في غير المخاطب، وليس له نقص في ذاته، كقولهم: هلك القوم إلا أهل بييت. وذهبت الدارهم إلا دريهما. ومنها ما يجيء للذم، كقولهم: يا فويسق. ومنها ما يجيء للعطف والشفقة، نحو يا بني ويا أخي، ومنه قول عمر: وهو صديقي أي أخص أصدقائي. ومنها ما يجيء بمعنى التقريب، كقولهم: دوين الحائط، وقبيل الصبح. ومنها ما يجيء للمدح، كقول عمر لعبد الله كنيف مليء علما. انتهى. وفي حديث عمرو بن دنار قلت لعروة: كم لبث رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة? قال: عشرا، قلت: فابن عباس يقول: بضع عشرة سنة، قال عروة: فصغره أي استصغر سنة عن ضبط ذلك. وأرض مصغرة، كمكرمة: نبتها صغير لم يطل، وقد أصغرت. قولهم: فلان صغرتهم، بالكسر، أي أصغرهم، وكذا فلان صغرة أبويه، وصغرة ولد أبويه. أي أصغرهم، وهو كبرة ولد أبويه، أي أكبرهم.

ويقول صبي من صبيان العرب إذا نهي عن اللعب: أنا من الصغرة، أي من الصغار. وحكى ابن الأعرابي: ما صغرني إلا بسنة، هو كنصر، أي ما صغر عني إلا بسنة. والصاغر :الراضي بالذل والضيم، ج صغرة، ككتبة. وقد صغر، ككرم، صغارا، كعنب، وصغارا وصغارة، بفتحهما، وصغرانا وصغرا، بضمهما، إذا رضي بالضيم وأقر به. وفاته من المصادر: الصغر، محركة، يقال: قم: على صغرك وصغرك. قال الله تعالى حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون ، أي أذلاء، وقوله عز وجل سيصيب الذين أجرموا صغار عند الله أي مذلة، والصغار: مصدر الصغير في القدر. وأصغره: جعله صاغرا، أي ذليلا. وتصاغرت إليه نفسه: صغرت وتحاقرت ذلا ومهانة.

وفي الأساس: تصاغرت إليه نفسه: صارت صغيرة الشأن ذلا ومهانة. وصغرت الشمس: مالت للغروب، عن ثعلب. قال ابن السكيت: من الأمثال: المرء بإصغريه ، الأصغران: القلب واللسان، ومعناه أن المرء يعلو الأمور ويضبطها بجنانه ولسانه. وارتبعوا ليصغروا، أي يولدوا الأصاغر، أورده الصاغاني في التكملة. وصغران، كسحبان: ع، قاله ابن دريد. وصغران بالضم: اسم. وأصغر القربة: خرزها صغيرة، قال بعض الأغفال:

شلت بدا فارية فـرتـهـا      لو خافت النزع لأصغرتها

صفحة : 3065

قال الصاغاني: الرجز لصريع الركبان واسمه جعل. واستصغره، أي استصغر سنه، أي عده صغيرا، كصغره. وفي الحديث: إذا قلت ذلك تصاغر حتى يكون مثل الذباب يعني الشيطان، أي تحاقر وذل وامحق. وسموا صغيرا وصغيرة. وحاتم بن أبي صغيرة: محدث. ومما يستدرك عليه: الإصغار من حنين الناقة: خلاف الإكبار، وهو مجاز، قالت الخنساء:

فما عجول على بو تطيف به     لها حنينان إصغار وإكبـار فإصغارها:حنينها إذا خفضته، وإكبارها: حنينها إذا رفعته، والمعنى: لها حنين ذو صغار. وحنين ذو كبار. وفي حديث الأضاحي نهى عن المصغورة هكذا رواه شمر، وفسره بالمستأصلة الأذن، وأنكره ابن الأثير، وقال الزمخشري: هو من الصغار، ألا ترى إلى قولهم للذليل مجدع ومصلم?

ص-ف-ر
الصفرة، بالضم من الألوان: م، أي معروفة، تكون في الحيوان والنبات وغير ذلك مما يقبلها، وحكاها ابن الأعرابي في الماء أيضا. الصفرة أيضا: السواد، فهو ضد، وقال الفراء، في قوله تعالى كأنه جمالات صفر قال الصفر: سود الإبل، لا يرى أسود من الإبل وهو مشرب صفرة، ولذلك سمت العرب سود الإبل صفرا. وقال أبو عبيد: الأصفر: الأسود. وقد اصفر، واصفار، فهو أصفر. وقيل: الصفرة: لون الأصفر، وفعله الللازم الاصفرار، وأما الاصفيرار فعرض يعرض للإنسان ويقال في الأول: اصفر يصفر، قاله الأزهري. والصفرة، بالضم. ع، باليمامة، قاله الصاغاني. والصفرة، بالفتح: الجوعة، وبه فسر الحديث صفرة في سبيل الله خير من حمر النعم والجائع مصفور ومصفر، كمعظم. وأهلك النساء الأصفران، هما: الزعفران والذهب، أو الزعفران والورس، وقيل: هما الذهب والورس، أو الأصفران: الزعفران والزبيب، وهذا القول الأخير نقله الصاغاني عن ابن السكيت في كتابه المثنى والمكنى والمبني. والصفراء: الذهب، للونها، ومنه قول علي بن أبي طالب رضي الله عنه يا صفراء اصفري، ويا بيضاء ابيضي، وغري غيري يريد الذهب والفضة، ويقال: ما لفلان صفراء ولا بيضاء أي ذهب ولا فضة والصفراء: المرة المعروفة، سميت بذلك للونها. والصفراء: الجرادة إذا خلت من البيض، قال:

فما صفراء تكنى أم عوف    كأن رجيلتيها منـحـلان

وأنشد ابن دريد:

كأن جرادة صفراء طارت     بأحلام الغواضر أجمعينا

صفحة : 3066

الصفراء: نبت سهلي، بضم السين ، منسوب إلى السهل، رملي، وقد ينبت بالجلد وقال أبو حنيفة : الصفراء: نبت من العشب، وهي تسطح على الأرض ورقه كالخس وهي تأكلها الإبل أكلا شديدا، وقال أبو نصر: هي من الذكور. الصفراء : فرس الحارث الأضجم، صفة غالبة. والصفراء: فرس مجاشع السلمي. والصفراء :واد بين الحرمين الشريفين وراء بدر مما يلي المدينة المشرفة، ذو نخل كثير، قاله الصاغاني. الصفراء: القوس تتخذ من نبع، الشجر المعروف وصفره، أي الثوب تصفيرا: صبغه بصفرة ومنه قول عتبة بن ربيعة لأبي جهل :يا مصفر استه كما سيأتي. والمصفرة: كمحدثة: الذين علامتهم الصفرة ، كقولك: المحمرة والمبيضة. والصفرية، بالضم: تمر يماني، قال ابن سيده، ونص كتاب النبات لأبي حنيفة: تمرة يمامية. أي فأوقع لفظ الإفراد على كثيرا، قلت: ويماني بالنون في سائر النسخ، يجفف بسرا، وهي صفراء، فإذا جف ففرك انفرك، ويحلى به السويق فيقع موقع السكر في السويق بل يفوق. والصفار، كغراب، قال شيخنا: وضبطه الجوهري بالفتح: يبيس البهمي، قال ابن سيده: أراه لصفرشته، ولذلك قال ذو الرمة:

وحتى اعتلى البهمي من الصيف نافض     كما نفضت خيل نواصـيهـا شـقـر والصفر بالتحريك: داء في البطن يصفر الوجه، ومنه حديث أبي وائل أن رجلا أصابه الصفر، فنعت له السكر قال القتيبي: هو الجبن، وهو اجتماع الماء في البطن، يقال: صفر فهو مصفور. والصفر: النسيء الذي كانوا يفعلونه في الجاهلية، وهو تأخير هم المحرم إلى صفر في تحريمه، ويجعلون صفرا هو الشهر الحرام، ومنه الحديث لا عدوى ولا هامة ولا صفر . قاله أبو عبيد .

أو من الأول، لزعمهم أنه يعدي، قال أبو عبيد أيضا، وهو الذي روى هذا الحديث: إن صفر: دواب البطن. وقال أبو عبيدة سمعت يونس سأل رؤبة عن الصفر، فقال: حيضة تكون في البطن تصيب الماشية والناس، قال: وهي أعدى من الجرب عند العرب. قال أبو عبيد: فأبطل النبي صلى الله عليه وسلم أنها تعدي، قال: ويقال: إنها تشتد على الإنسان وتؤذيه إذا جاع، قال الأزهري: والوجه فيه هذا التفسير. وفي كلام المصنف تأمل بوجوه: الأول: أنه أشار إلى معنى لم يقصدوه، وهو اجتماع الماء الأصفر في البطن الذي عبر عنه بالداء. والثاني: أنه قدم الوجه الذي صدر بقيل، وأخر ما صوبه الأزهري وغيره من الأئمة. والثالث: أنه أخر قوله أودود... إلخ، فلو ذكره قبل قوله وتأخير المحرم لأصاب، كما لا يخفي. ولأئمة الغريب وشراح البخاري في شرح هذا الحديث كلام غير ما ذكره المصنف هنا وكان ينبغي التنبيه عليه، ليكون بحره محيطا للشوارد، بسيطا بيكميل الفوائد.

الصفر: العقل. الصفر الفقد، وهكذا بالفاء والقاف في النسخ، وفي اللسان بالعين والقاف. الصفر: الروع ولب القلب ومنه قولهم: لا يلتاط هذا بصفري، أي لا يلزق بي، ولا تقبله نفسي. وقال الزمخشري: تقول ذلك إذا لم تحبه، وهو مجاز. الصفر: حية في البطن تلزق بالضلوع فتعضها، الواحد والجميع في ذلك سواء، وقيل: واحدته صفرة، وبه فسر بعض الأئمة الحيث المتقدم، كما تقدمت الإشارة إليه. أو دابة الضلوع والشراسيف قال أعشى باهلة يرثى أخاه:

لا يتأر لما في الـقـدر يرقـبـه     ولا يعض على شرسوفه الصفر. هكذا أنشده الجوهري، وقال الصاغاني: الإنشاد مدخاخل، والرواية:

صفحة : 3067

لا يتأرى لما في القدر يرقـبـه      ولا يزال أمام القوم يقـتـفـر
لا يغمز الساق من أين ولا نصب     ولا يعض على شرسوفه الصفر

أودود يكون فيالطن وشراسيف الأضلاع، فيصفر عنه الإنسان جدا، وربما قتله، كالصفار بالضم. الصفر: الجوع، وبه فسر بعضهم قول أعشى باهلة الآتي ذكره. وصفر: الشهر الذي بعد المحرم، قال بعضهم: إنما سمي صفرا، لأنهم كانوا يمترون الطعام فيه من المواضع، وقيل: لإصفار مكة من أهلها إذا سافروا، وروى عن رؤبة أنه قال: سموا الشهر صفرا، لأنهم كانوا يغزون فيه القبائل، فيتركون من لقوا صفرا من المتاع، وذلك أن رصفرا بعد المحرم، فقالوا: صفر الناس منا صفرا، وقد يمنع. قال ثعلب: الناس كلهم يصر فون صفرا إلا أبا عبيدة، فإنه قال: لا ينصرف، فقيل له: لم لا تصرفه فإن النوحيين قد أجمعوا على صرفه، وقالوا: لا يمنع الحرف من الصرف إلا علتان، فأخبرنا بالعلتين فيه حتى نتبعك، فقال: نعم، العلتان المعرفة والساعة، قال أبو عمرو: أراد أن الأزمنة كلها ساعات، والساعات مؤنثة، وقول أبي ذؤيب:

أقامت به كـمـقـام الـحـنـي       ف شهري جمادى وشهري صفر. أراد المحرم وصفرا، رواه بعضهم وشهر صفر على احتمال القبض في الجز، فإذا جمعوه مع المحرم قالوا: صفران، وج أصفار. قال النابغة:

لقد نهيت بني ذبيان عن أقـر     وعن تربعهم في كل أصفار. صفر: جبل من جبال ملل أحمر قرب المدينة. حكى الجوهؤي عن ابن دريد: الصفران شهران من السنة، سمي أحدهما في الإسلام المحرم. الصفار كغراب: الماء الصفر الذي يصيب البطن، وهو السقي. وقال الجوهري: هو الماء الأفر يجتمع في البطن يعالج بقطع النائط، وهو عرق في الصلب. وصفر، كعني، صفرا، بفتح فسكون، فهو مصفور، وقيل: المصفور: الذي يخرج من بطنه الماء الأصفر، قال العجاج يصف ثور وحش ضرب الكلب بقرنه، فخرج منه دم المفصود:

وبـج كـل عـانـد نـعـور      قضب الطبيب نائط المصفور. وبج، أي شق الثور بقرنه كل عرق عاند نعور ينعر بالدم، أي يفور. الصفار: القراد والصفار : ما بقي في أصول أسنان الدابة من التبن وغيره، كالعلف، وهو للدواب كلها، ويكسر. يقال: الصفار، بالضم: دويبة تكون في مآخير الحووافر والمناسم، قال الأفوه.

ولقد كنتم حديثـا زمـعـا     وذنابي حيث يحتل الصفار. والصفر، بالضم: من النحاس: الجيد، وقيل: هو ضرب من النحاس وقيل: هو ما صفر منه، ورجحه شيخنا، لمناسبة التسمية، واحدته صفرة، ونقل فيه الجوهري الكسر عن أبي عبيدة وحده، ونقله شراح الفصيح، وقال ابن سيده: لم يك يجيزه غيره، والضم أجود، ونفى بعضهم الكسر، وقال الجوهري: الصفر، بالضم: الذي تعمل منه الأواني. وصانه الصفار. الصفر: ع، هكذا ذكره الصاغاني. الصفر: الذهب، وبه فسر ابن سيده ما أنشده ابن الأعرابي:

لا تعجلاها أن تجر جرا      تحدر صفرا وتعلى برا. كأنه عني به الدنانير، لكونها صفرا. الصفر: الشيء الخالي، وكذلك الجميع والواحد والمذكر والمؤنث سواء، ويثلث، وككتف، وزبر، وج من كل ذلك أصفار، قال:

ليست بأصفلر لـمـن     يعفو ولا رح رحارح

صفحة : 3068

قالوا: إناء أصفار: خال لا شيء فيه، كما قالوا: برمة أعشار، وآنية صفر، كقولك: نسوة عدل. وقد صفر الإناء من الطعام والشراب، كفرح، وكذلك الوطب من اللبن، صفرا، محركة، وصفورا، بالضم، أي خلا، فهو صفر، ككتف. وفي التهذيب: صفر يصفر صفورا، والعرب تقول: نعوذ بالله من قرع الفناء، وصفر الإناء. يعنون به هلاك المواشي. وقال ابن السكيت: صفر الرجل يصفر صفيرا، وصفرا الإناء، ويقال: بيت صفر من المتاع، ورجل صفر اليدين، وفي الحديث إن أصفر البيوت من الخير البيت الصفر من كتاب الله . وفي حديث أم زرع: صفر ردائها، وملء كسائها، وغيظ جارتها المعنى أنها ضامر البطن، فكأن رداءها صفر، أي خال لشدة ضمور بطنها، والرداء ينتهي إلى البطن، فيقع عليه. من المجاز صفرت وطابه: مات، وكذا صفرت إناؤه، قال امرؤ القيس:

وأفلتهن علبـاء جـريضـا     ولو أدركنه صفر الوطاب.

صفحة : 3069

وهو مثل معناه أن جسمه خلا من روحه، أي لو أدركته الخيل لقتلته ففزعت. وأصفر الرجل، فهو مصفر: افتقر. أصفر البيت: أخلاه، كصفره تصفيرا، وتقول العرب: ما أضعيت لك إناء، ولا أصفرت لك فنااء، وهذا في المعذرة، يقول: لم آخذ إبلك ومالك فيبقى إناؤك مكبوبا، لا تجد له لبنا تحلبه فيه، ويبقى فناؤك خاليا مسلوبا، لا تجد بعيرا يبرك فيه، ولا شاة تربض هناك. والصفرية، بالضم ويكسر: قوم من الحرورية، من الخوارج، وقيل: نسبوا إلى عبد الله بن صفار، ككتان، وعلى هذا القول يكون من النسب النادر. أو إلى زياد بن الأصفر رئيسهم، قاله الجوهري. أو إلى صفرة ألوانهم، أو لخلوهم من الدين، ويتعين حينئذ كسر الصاد، وصووبه الأمعي، وقال: خاصم رجل منهم صاحبه في السجن، فقال له: أنت والله صفر من الدين. فسموا الصفرية، وأورده الصاغاني. الصفرية بالضم أيضا: المهالبة المشهورون بالجود والكرم نسبوا إلى أبي صفرة جدهم، واسم أبي صفرة: ظالم بن سراق من الأزد، وهو أبو المهلب، وفد على عمر مع بنيه، وأخبارهم في الشجاعة والكرم معروفة. والصفرية، محركة: نبات يكون في أول الخريف يخضر الأرض، ويورق الشجر، قال أبو حنيفة: سميت صفرية، لأن الماشية تصفر إذا رعت ما يخضر من الشجر، فترى مغابنها ومشافرها وأوبارها صفرا، قال ابن سيده: ولم أجد هذا معروفا. أو هي تولى الحر وإقبال البرد قاله أبو حنيفة. وقال أبو سعيد: الصفرية: ما بين تولي القيظ إلى إقبال الشتاء. أو أول الأزمنة، وتكون شهرا، وقيل: أول السنة، كالصفري. الصفرية: نتاج الغنم مع طلوع سهيل وهو أول الشتاء. وقيل: الصفرية: من لدن طلوع سهيل إلى سقوط الذراع، حين يشتد البرد، حينئذ يكون النتاج محمودا كالصفري، محركة فيهما. وقال أبو زيد: أول الصفرية: طلوع سهيل، وآخرها:طلوع السماك، قال: وفي الصفرية أربعون المعتدلات والصفري في النتاج بعد القيظي. وقال أبو نصر: الصقعي: أول النتاج، وذلك حين تصقع الشمس فيه رؤوس البهم صقيعا، وبعض العرب يقول له: الشمسي، والقيظي، ثم الصفري بعد الصقعي، وذلك عند صرام النخيل، ثم الشتوي، وذلك في الربيع، ثم الدفئي، وذلك حين تدفأ الشمس، ثم الصيفي، ثم القيظي، ثم الخرفي في آخر القيظ. والصافر: الص، كالصفار، ككتان، لأنه يصفر لريبة، فهو وجل أن يظهر عليه، وبه فسر بعضهم قولهم أجبن من صافر. الصافر طير جبان ينكس رأسه ويتعلق برجله وهو يصفر خيفة أن ينام، فيؤخذ، وبه فسر بعضهم قولهم: أجبن من صافر، ويقال: أيضا أصفر من البلبل. وقيل: الصافر: الجبان مطلقا. الصافر: كل ذي صوت من الطير، وصفر الطائر يصفر صفيرا: مكا، والنسر يصفر. الصافر: كل ما لا يصيد من الطير. قولهم: ما بها، أي بالدار، من صافر، أي أحد يصفر، وفي التهذيب: ما في الدار أحد يصفر به، قال: وهذا مما جاء على لفظ فاعل، ومعناه مفعول به، وأنشد:

خلت المنازل ما بـهـا     ممن عهدت بهن صافر.

صفحة : 3070

أي ما بها أحد، كما يقال: ما بها ديار، وقيل: ما بها أحد ذو صفير. والصفارة، كجبانة: الاست. لغة سوادية. الصفارة أيضا: هنة جوفاء من نحاس يصفر فيها الغلام للحمام، أو للحمار ليشرب، والذي في اللسان والتكملة: ويصفر فيها بالحمار ليشرب. والصفيرة والضفيرة: ما بين أرضين، قاله الصغاني. الصفير بلا هاء، من الأصوات: الصوت بالدواب إذا سقيت. وقد صفر يصفر صفيرا، وصفر تصفيرا، إذا صوت. صفر بالحمار، وصفر، إذا دعاه للماء ليششرب. وبنو الأصفر: الروم، وقيل: ملوك الروم، قال ابن سيده: ولا أدري لم سموا بذلك، قال عدي ابن زيد:

وبنو الأصفر الكرام ملوك ال     روم لم يبق منهم مذكـور. وهو أولاد الأصفر بن روم بن يعصو، ويقال: عيصون بن إسحاق بن إبراهيم عليه السلام وقيل: الأصفر: لقب روم لا ابنه، وقال ابن الأثير: إنما سموا بذلك لأن أباهم الأول كان أصفر اللون، وهو روم بن عيصون، أو لأن جيشا من الحبش غلب عليهم فوطيء نساءهم، فولد لهم أولاد صفر، فسموا بني الأصفر. قلت: وهم المشهورون الآن بمقووليه، وبلادهم متسعة، جعلها الله تعالى غنيمة للمسلمين. آمين. في الحيث ذكر مرج الصفر، وهو كسكر: ع، بالشأم كان به وقعة للمسلمين مع الروم، وإليه ينسب المرجي، وهو القرب من غوطة دمشق، قال حسان بن ثابت رضي الله عنه:

أسألءت رسم الدار أو لم تسـأل      بين الجوابي فاالبضيع فحومل.

فالمرج مرج الصفرين فجاسـم         فديار سلمى دورسا لم تحلـل.

والصفاريت: الفقراء، جمع صفريت، والتاء زائدة، قال ذو الرمة:

ولا خور صفاريت. قال الصاغاني: كذا وقع في كتاب ابن فارس منسوبا إلى ذي الرمة، وليس له على قافية التاء شعر، وإنما هو لعمير بن عاصم وصدره:

وفتية كسيوف الهـنـد لا ورق      من الشباب ولا خور صفاريت. قال ابن بري: والقصيدة كلها مخفوضة، أولها:

يا دار مية بالخلصاء حييت يقال في الشتم: هو مصفر استه، أي ضراط، قال الجوهري: هو من الصفير، لا الصفرة، انتهى، كأنه نسبه إلى الجبن والخور، وقد جاء ذلك في قول عتبة بن ربيعة لأبي جهل: سيعلم المصفر استه من المقتول غدا. يقال: إنه رماه بالأبنة، وأنه يزعفر استه. وصوبه الصاغاني. ويقال: هي كلمة تقال للمتنعم المترف الذي لم تحنكه التجارب والشدائد. وصفورية، بفتح فضم فاء مشدة، كمعورية: د، بالأردن، وياؤه مخففة وقال الصاغاني: إنه من نواحي الأردن، والصفورية، بالضم وشد الياء التحتية: جنس من النبات، هكذا في النسخ بتقديم النون على الموحدة، والذي في نسخة التكملة: جنس من الثياب. جمع ثوب، وعليه علامة الصحة. وصفوراء، كجلولاء، أو صفورة أو صفورياء، ذكر الأخيرين الصاغاني: اسم بنت سيدنا شعيب عليه الصلاة والسلام، وهي إحدى ابنتيه التي تزوجها سيدنا موسى صلوات الله عليه وعلى نبينا. والأصافر: جبال، قيل: هي بوادي الصفراء التي تقدم ذكرها، ومنهم من قال: الأصافر هي الصفراء بعينها، ففي اللسان: هي شعب بناحية بدر يقال لها: الصفراء قال كثير:

عفا رابغ من أهله فالظـواهـر      فأكناف تبنى قد عفت فالأصافر.

صفحة : 3071

وصفرة بالضم، معرفة، علم للعنز، وقال الصاغاني: والعنز تسمي صفرة، غير مجراة. والصفروات: موضع بين الحرمين الشريفين، قرب مر الظهران، قاله الصاغاني. ومما يستدرك عليه: يقال: إنه لفي صفرة، بالكسر، للذي يعتريه الجنون، إذا كان في أيام يزول فيها عقله، لغة في صفرة بالضم، قاله الصاغاني، وزاد صاحب اللسان: لأنهم كانوا يمسحونه بشيء من الزعفران. والصفر بالكسر، وفي حساب الهند: وهو الدائرة في البيت يفنى حسابه. وفي الحديث نهى في الأضاحي عن المصفورة والمصفرة، قيل: المصفورة: المستأصلة الأذن، سميت بذلك لأن صماخيها صفرا من الأذن، أي خلوا. والمصفرة، يروى بتخفيف الفاء وبفتحها، هي المهزولة، لخلوها من السمن. وقال القتيبي. في المصفورة: هي المهزولة، وقيل لها: مصفرة لأنها كأنها لما خلت من الشحم والحم من قولك هو صفر من الخير، أي خال، وهو كالحديث الآخر أنه نهى عن العجفاء التي لا تنقي، قال، ورواه شمر بالغين معجمة، وقد تقدمت الإشارة إليه. والصفرية: مطر يأتي من لدن طلوع سهيل إلى سقوط الذراع كالصفري. وتصفر المال: حسنت حاله وذهبت عنه وغرة القيظ. وقال الصاغاني: تصفرت الإبل: سمنت في الصفرية. وقال ابن الأعرابي: الصفارية: الصعوة. وحكى الفراء عن بعضهم قال: كان في كلامه صفار. بالضم، يريد صفيرا وقال ابن السكيت: السحم والصفار، كسحاب: نبتان، وأنشد:

إن العريمة ملنع أرماحـنـا      ما كان من سحم بها وصفار والصفارية بالضم: طائر. وجزع الصفيراء، بالتصغير: موضع مجاور بدر، وقد جاء ذكره في الحديث. والصفر، بالضم: الحلي، ذكره الزمخشري. ويقال: وقع في البر الصفار، وهو صفرة تقع فيه قبل أن يسمن، وسمنه أن يمتليء حبه. وصفر بن إبراهيم العابد البخاري، عن الدراوردي، ويقال: صفر، بالتحريك. وصفران بن المثلم بن حبة، من سعد هذيم. وصفار، كسحاب: أكمة كان يرعى عندها سالم بن سنة المحاربي، وابنه نفيع بن صفار شاعر مشهور. قلت: وهو سالم بن سنة بن الأشيم بن ظفر بن مالك بن خلف بن محارب. وأبو صفيرة عسعس بن سلامة، صحابي، قال ابن نقطة: نقلته مضبوطا من خط ابن القراب، قاله الحافظ، وفي معجم ابن فهد: عسعس بن سلامة التميمي، نزل البصرة، روى عنه الحسن. والأزرق. ابن قيس تابعي، أرسل. قال الحافظ: وأبو الخليل أحمد ابن أسعد البغدادي المقري، عرف بابن صفير، قرأ بالسبع على أبي العلاء الهمداني. قلت: وأبو الفضل يحييى بن عمر بن أحمد المعروف بابن صفير البغدادي، من شيوخ الدمياطي. وبتشديد الفاء، ابن الصفير: كاتب وبتخفيفها وزيادة ألف، إسماعيل ابن عبد الملك بن أبي الصفيرا: من رجال الترمذي.

صفحة : 3072

وصفر، ككتف: جبل نججدي من ديار بني أسد. وأبو غالية: محمد بن عب الله بن أحمد الزاهد الأصبهاني الصفار، قيل: لم يرفع رأسه إلى السماء نيفا وأربعين سنة، روى عنه الحاكم أبو عبد الله. وصافور: من قرى مصر. وبنو الصفار: من أهل قرطبة، قبيلة منهم الخطيب البارع القاضي أبو محمد بن الصفار القرطبي، مشهور. وأما الأديب أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن عمر بن الصفار السرقسطي التونسي، فإنه لم يكن صفارا، وإنما نزل أحد جدوده بقرطبة على بني الصفار، فنسب إليهم. قاله الشرف الدمياطي في معجم شيوخه.

ص-ق-ر
الصقر: الطائر الذي يصاد به، من الجوارح. وقال ابن سيده: الصقر: كل شيء يصيد من البزاة والشواهين وقد تكرر ذكره في الحديث. وقال الصاغاني: صقر: صاقر حديد البصر. ج أصقر، وصقور وصقورة، بضمها وصقار، بكسرهما، وصقر، بضم فسكون، واختلف فيه، فقيل: هو جمع صقور الذي هو جمع صقر، وأنشد ابن الأعرابي:

كأن عـينـيه إذا تـوقـدا      عينا قطامي من الصقر بدا قال ابن سيده: فسره ثعلب بما ذكرنا، قال: وعندي أن الصقر: جمع صقر، كما ذهب إليه أبو حنيفة من أن زهوا جمع زهو، قال: وإنما وجهناه على ذلك فرارا من جمع الجمع، كما ذهب الأخفش في قوله فرهن مقبوضة إلى أنه جمع رهن لا جمع رهان الذي هو جمع رهن، هربا من جمع الجمع، وإن كان تكسير فعل على فعل وفعل قليلا. والأنثى صقرة. وتصقر: صاد به، وكنا نتصقر اليوم، أي نتصيد بالصقور. والصقر: قارة باليمامة بالمروت، لبني نمير، وهناك قارة أخرى بهذا الإسم، يقال لكل واحد: الصقران.

والصقر: اللبن الحامض الذي ضربته الشمس فحمض، قاله شمر. وقال الأصمعي: إذا بلغ اللبن من الحمض ما ليس فوقه شيء فهو الصقر. والصقر: الدائرة من الشعر خلف موضع لبد الدابة عن يمين وشمال، وهما اثنتان. وقال أبو عبيدة: الصقران: دائرتان من الشعر عند مؤخر اللبد من ظهر الفرس، قال: وحد الظهر إلى الصقرين. والصقر: الدبس، عند أهل المدينة، وخص بعضهم من أهل المدينة به دبس التمر وقيل: هو عسل الرطب، إذا يبس وقيل: هو ما تحلب من العنب والزبيب والتمر من غير أن يعصر. ويحرك في الأخيرة. وقال أبو منصور: الصقر عند البحرانيين: ما سال من جلال التمر التي كنزت وسدك بعضها على بعض في بيت مصرج تحتها خواب خضر، فينعصر منها دبس خام، كأنه العسل. والصقر: شدة وقع الشمس وحدة حرها، وقيل: شدة وقعها على رأسه، كالصقرة. صقرته تصقره صقرا: آذاه حرها، وقيل: هو إذا حميت عليه، وهو مجاز.

وقال الزمخشري: صقرته الشمس: آذته بحرها، ورمته بصقراتها، قال ذو الرمة:

إذا ذابت الشمس أتقى صقراتها     بأفنان مربوع الصريمة معبل والصقر: الماء الآجن المتغير.والصقر: القيادة على الحرم، عن ابن الأعرابي، ومنه الصقار الذي جاء في الحديث. والصقر: اللعن لمن لا يستحق، ج صقور، بالضم، وصقار، بالكسر. والصقر، بالتحريك: ما انحط من ورق العضاه والعرفط والسلم والطلح والسمر، ولا يقال صقر حتى يسقط. وبلا لام: اسم جهنم، نعوذ بالله منها، لغة في السين، وقد تقدم. والصاقورة: باطن القحف المشرف على الدماغ، كأنه قعر قصعة، وفي التهذيب: هو الصاقور. و صاقورة والصاقورة: اسم السماء الثالثة، قال أمية بن أبي الصلت:

صفحة : 3073

لمصفدين عليهم صاقورة      صماء ثالثة تماع وتجمد والصاقور، بلا هاء: الفأس العظيمة التي لها رأس، واحد دقيق تكسر به الحجارة، وهو المعول أيضا، كالصوقر، كجوهر. وقال ابن دريد: الصوقر: الفأس الغليظة التي تكسر بها الحجارة، ووزنه فوعل. والصاقور: اللسان. الصقار، ككتان: اللعان، ومنه حديث أنس: ملعون كل صقار. قيل: يا رسول الله، وما الصقر? قال: نشء يكونون في آخر الزمن تحيتهم بينهم التلاعن. وفي التهذيب عن سهل بن معاذ، عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ل تزال الأمضة على شريعة مالم يظهر فيهم ثلاث: ما لم يقبض منهم العلم، ويكثرء فيهم الخبث، ويظهر فيهم السقارة. قالوا: وما السقارة يا رسول الله? قال: نشء يكونون في آخر الزمان تكون تحيتهم بينهم إذا تلاقوا التلاعن روى بالسين وبالصاد والصقار أيضا: النمام، وبه فسر الأزهري: الحديث أيضا. والصقار: الكافر، ويقال بالسين أيضا. والصقار: الدباس. والصقور، كتنور: الديوث، وفي الحديث: لا يقبل الله من الصقور يوم القيامة صرفا ولا عدلا قال ابن الأثير: هو بمعنى الصقار، وقيل: هو القواد على حرمه. ويقال: هذا التمر أصقر من هذا، أي أكثر صقرا، حكاه أبو حنيفة، وإن لم يك له فعل. ويقال: رطب صقر مقر، ككتف، صقر: ذو صقر، ومقر إتباع، وذلك التمر الذي يصلح للدبس. والصاقرة: الداهية النازلة الشديدة، كالدامغة. وصقره بالعصا صقرا: ضربه بها على رأسه. وصقر الحجر يصقره صقرا كسره بالصاقور، وهو الفأس.

وصقر اللبن: اشتدت حموضته، كاصقر اصقرارا، وصمقر واصمقر. وقال ابن بزرج: المصقئر من اللبن : الذي قد حمض وامتنع. وصقر النار صقرا: أوقدها، كصقرها تصقيرا، وقد اصتقرت، واصطقرت، وتصقرت، جاءوا بها مرة على الأصل، ومرة على المضارعة، الأخيرة عن الصاغاني. وأصقرت الشمس: اتقدت، وهو مشتق من ذلك. وقال الفراء: جاء فلان بالصقر والبقر، كزفر، وبالصقارى والبقارى، كسمانى، أي بالكذب الصرح الفاحش، وهو اسم لما لا يعرف، وهو مجاز، وقد تقدم في س ق ر وفي ب ق ر .وفي الأساس: أي جاء بالأكاذيب والتضاريب. وسيأتي في كلام المصنف أن السماني بالتشديد، وسبق له أيضا تنظيره بحبارى، وهو مخفف، فلينظر. وقال ابن دريد: صعارى، وصقارى: ع، أي موضعان، ذكرهما في باب فعالى، بالضم. والصوقرير، كزمهرير: حكاية صوت الطائر يصوقر في صياحه يسمع في صوته نحو هذه النغمة، كذا في التهذيب، وقد صوقر إذا رجع صوته. وصقر به الأرض: ضرب به هكذا هو مضبوط عندنا بالمبني للمعلوم في الفعلين، والذي في التكملة بالمبني للمجهول هكذا ضبطه، وصححه.

صفحة : 3074

والصقرة محركة: الماء يبقى في الحوض، تبول فيه الكلاب والثعالب، وهو الآجن المتغير. وفي النوادر: تصقر بموضع كذا، وتشكل وتنكف بمعنى تلبث. ويقال: امرأة صقرة، كفرحة: ذكية شديدة البصر، نقله الصاغاني. وسموا صقرا، بالفتح، وصقيرا، بالتصغير، منهم: موسى ابن صقير، وغيرهما. والصقر بن حبيب، والصقر بن عبد الرحمن، محدثان. ومما يستدرك عليه: المصقر، كمحدث: الصائد بالصقور،يقال: خرج المصقر بالصقور. ويقال: جاءنا بصقرة تزوي الوجه، كما يقال: بصربة، حكاهما الكسائي. وما مصل من اللبن فامازت خثارته، وصفت صفوته، فإذا حمضت كانت صباغا طيبا، فهو صقرة. والمصقئر من اللبن: الحامض الممتنع.

والصاقرية من قرى مصر، منها أبو محمد المهلب بن أحمد بن مرزوق المصري، ذو الفنون، صحب أبا يعقوب النهرجوري. وصقر التمر: صب عليه الصقر. والمصقر من الرطب: المصلب يصب عليه الدبس ليلين، وربما جاء بالسين. وقال أبو حنيفة: وربما أخذوا الرطب الجيد ملقوطا من العذق، فجعلوه في بساتيق، وصبوا عليه من ذلك الصقر، فيقال له: رطب مصقر، ويبقى رطبا طول السنة. وقال الأصمعي: التصقير: أن يصب على الرطب الدبس، فيقال: رطب مصقر. وماء مصقر: متغير. ويوم مصمقر: شديد الحر. والميمات زائدة وإذا كان لون الطائر مختلطا خضرته أو سواده بحمرة أو صفرة، فتلك الصقر، شبه بالصقر، وهو الدبس، والطائر مصقر، كذا في كتاب غريب الحمام للحسين بن عبد الله الكاتب الأصبهاني.

ص-ق-ع-ر
الصقعر، أهمله الجوهري، وهو بالضم: الماء البارد، وقال الليث: هو الماء المر الغليظ، و قال غيره: هو الماء الآجن الغليظ. والصقعرة: أن تصيح في أذن آخر، يقال: فلان يصقعر في أذن فلان. واصقعر الجراد: أصابته الشمس فذهب. والصنقعر، كجردحل: الأقط، والفدرة من الصمغ، نقله الصاغاني.

ص-ل-ر
الصدور، كسنور، أهمله الجوهري وقال ابن شميل: هو الجري، بكسر الجيم وتشديد الراء المكسورة، فارسيته المارماهي وهو السمك الذي يكون على هيئة الحيات، ومنه حديث عمار رضي الله عنه: لا تأكلوا الصلور ولا الأنقليس.

ص-م-ر
صمر يصمر صمرا، بالفتح، وصمورا، بالضم: بخل ومنع، قاله ابن سيده، وأنشد:

فإني رأيت الصامرين متاعـهـم     يموت ويفنى فارضخي من وعائيا

صفحة : 3075

أراد: يموتون ويفنى مالهم. كأصمر، وصمر تصميرا. وصمر الماء يصمر صمورا، إذا جرى من حدور في مستوى، فسكن وهو جار.وذلك المكان يسمى صمر الوادي. والصمر بالكسر: مستقره، أي الماء. والصمر، بالضم: الصبر، على البدل. وقد أدهقت الكأس إلى أصمارها وأصبارها، أي إلى أعاليها، واحدها صمر وصبر، وكذا أخذ الشيء بأصماره، أي بأصباره، وقيل: هو على البدل. الصمر، بالفتح: النتن، هكذا في النسخ، ومثله في التكملة، وضبطه في اللسان، والأساس بالتحريك، وفي حديث علي أنه أعطى أبا رافع حتيا وعكة سمن، وقال: ادفع هذا إلى أسماء بنت عميس وكانت تحت أخيه جعفر لتدهن به بني أخيه من صمر البحر يعني نتن رشيحه وتطعمهم من الحتي أما صمر البحر، فهو نتن ريحه وغتمه وومده إذا خب، أي هاج موجه، عن ابن الأعرابي . والصمر، بالفتح: رائحة المسك الطري، عن ابن الأعرابي. والصمير: الرجل اليابس اللحم على العظام، زاد ابن دريد: تفوح منه رائحة العرق. والصماري، ضبطه الجوهري فقال: بالضم، ولم يضبط عجز الكلمة، وفيه ثلاث لغات: كحبارى الطائر، وحبالى، بالفتح مقصور، و مثل: ثوب عشاري، بالضم وتشديد الياء: الاست، لنتنها، وزاد الأزهري لغة أخرى وهي كسر صادها. وصيمر، كحيدر، وقد تضم ميمه، والفتح أفصح: د، بين خوزستان وبلاد الجبل.

وصيمر: نهر بالبصرة عليه قرى عامرة، وإلى أحدها نسب أبو محمد وعبد الواحد بن الحسين بن محمد الفقيه الشافعي. وصيمرة كهينمة: د قرب الدينور، على خمس مراحل منها، وهي أرض مهرجان ملك من ملوك العجم إليه ينسب الجبن الصيمري، منها أبو تمام ابراهيم ابن أحمد بن الحسين بن أحمد بن حمدان البروجردي الهمذاني، سمع منه ابن السمعاني. وصيمرة ناحية بالبصرة بفم تهر معقل، أهلها يعبدون رجلا يقال له : عاصم، وولده بعده، ولهم في ذلك أخبار، نسب إليها قبل ظهور هذه الضلالة فيهم عبد الواحد بن الحسين الفقيه الشافعي، الصواب أنه هو الذي تقدم قبله، وتلك الناحية بالبصرة قد تسمى بالنهر أيضا. والقاضي أبو عبد الله الحسن، وفي التبصير الحسين بن علي بن جعفر الفقيه الصيمري الحنفي ولي قضاء ربءع الكرخ ببغداد، وروى عن أبي بكر محمد بن أحمد المفيد الجرجاني، وعنه أبو بكر الخطيب، وعليه تفقه القاضي أبو عبد الله الدامغاني، وتوفي سنة 436، وجماعة علماء غير من ذكر.

صفحة : 3076

والصومر: شجر الباذروج، بالفارسية، لغة يمانية، قاله ابن دريد وقال أبو حنيفة: الصومر: شجر لا ينبت وحده، ولكنه يتلوى على الغاف قضبانا، له ورق كورق الأراك، وقضبانه أدق من الشوك، وله ثمر يشبه البلوط في الخلقة، ولكنة أغلظ أصلا، وأدق طرفا، يؤكل، وهو لين حلو شديد الحلاوة، وأصل الصومرة أغلظ من الساعد، وهي تسمو مع الغافة ما سمت. انتهى. وقال عدي بن عباس صاحب كتاب الكامل: إن الباذروج ليس فيه منفعة إذا تناوله الإنسان من داخل، بل إذا ضمد به أنضج وحلل. والصمرة، بالفتح: اللبن الذي لا حلاوة له. والصمورة: الحامض جدا، وقد صمر، كضرب وفرح، وأصمر. والمتصمر: المتشمس، كل ذلك نقله الصاغاني. قيل المتحبس. والصمير كزبير: مغيب الشمس، وصحفه الصاغاني، فأعاده ثانيا في المعجمة. ويقال: أصمروا وصمروا، وأقصروا، وأعرجوا، إذا دخلثوا في ذلك الوقت، أي عند مغيب الشمس. ومما يستدرك عليه: يوم صامر: ساكن الريح. والتصمير: الجمع، كالصمر. ويقال: يدي من اللحم صمرة. وصيمور: مدينة ينبت بها الفلفل.

ص-م-ع-ر
الصمعري: الشديد من كل شيء، كالصمعر، كجعفر، وذكره في ص-ع-ر، وهم من الجوهري. قال شيخنا: ذكره إياه في صعر إما بناء على أن الميم زائدة فيه، ووزنه فمعل، ولا إشكال حينئذ، لأنه بالصرف أبصر من المصنف، وأكثر اطلاعا على قواعدهم الصرفية، وأقوالهم في الزائد وغيره، وقد مال إلى زيادة ميمه طائفة من أهل الصرف وصرح به ابن القطاع وغيره، وإما اختصارا وتقليلا للشغب والتعب بزيادة المواد، وهو اصطلاحه، إذ لم يلتزم أن يذكر كل رباعي، وإن كان حرفا واحدا على حدة حتى يلزمه ما التزمه المصنف من التطويل بالمواد اعتناء بكثرتها، وتكثيرا للخلاف فيما اشتمل على الزوائد، فلا وهم ولا وهم، لمن رزق نى فهم، انتهى. قلت: ونقل الصاغاني عن ابن الأعرابي ما نصه ولا يحكم بزيادة الميم إلا بثبت، ثم قال الصاغاني بعد ذلك بقليل، وذكر الجوهري ما في هذا التركيب في تركيب ص-ع-رحكما على الميم بالزيادة، وذكرت بعضه ثم، وأفردت لبعضه تركيبا، عملا بالدليلين، انتهى. والصمعري: اللئيم، وهذا الذي ذكره الصاغاني في ص-ع-رو هو أيضا الذي يعمل فيه سحر ولا رقية، وقيل: هو الخالص الحمرة. والصمعرية، بهاء، من الحيضت: الحية الخبيثة، قال الشاعر:

أحية وادي ثغرة صمعرية     أحب إليكم أم ثلاث لواقح أراد باللوضاقح: العقارب، ذكره الصاغاني في صعر وزاد: وقيل: هي التي لا تعمل فيها رقية. وصمعر، كجعفر،: اسم رجل. وصمعر: فرس الجراح بن أوفى الغطفاني وصمعر: فرس يزيد بن خذاف، ككتان، هكذا بالفاء في النسخ، والصواب خذاق، بالقاف. وصمعر: اسم ناقة. و الصمعر:ما غلظ من الأرض. وصمعر: ع قال القتال الكلابي: عفا بطن سهي من سليمى فصمعر والصمعور، بالضم: القصير الشجاع، عن ابن الأعرابي. والصمعرة: فروة الرأس، نقله الصاغاني. والصمعرة: الغليظة.

ص-م-ق-ر
صمقر اللبن، واصمقر: اشتدت حموضته، فهو مصمقر، أهمله الجوهري، والصاغاني هنا، ونقله الصاغاني في ص-ق-ر بناء على زيادة الميم. واصمقرت الشمس: اتقدت، قال ابن منظور: وقيل: إنها من قولك صقرت النار: أوقدتها، والميم زائدة، وأصلها الصقرة. قال أبو زيد: سمعت بعض العرب يقول: يوم مصمقر، أي كمقشعر، حار، والميم زائدة، وقد تقدمت الإشارة إليه.

ص-ن-ر

صفحة : 3077

الصنار، بالكسر: الدلب، ، والنون مشددة، واحدته صنارة، عن أبي حنيفة، وأنشد بيت العجاج:

يشق دوح الجوز والصنار. وتخفيف النون أكثر، وهكذا أنشدوا بيت العجاج بالتخفيف. قال أبو حنيفة: وهي فارسية، معرب جنار، وقد جرت في كلام العرب. وقال الليث: هو فارسي دخيل. الصنار: رأس المغزل، ويقال: هي الحديدة الدقيقة المعقفة التي في رأس المغزل، ولا تقل: صنارة. وقال الليث: الصنارة: مغزل المرأة، وهو دخيل. الصنارة بهاء، الأذن، يمانية. الصنارة: الرجل السيء الخلق المكشر. الكسر عن ابن الأعرابي، ويفتح، عن كراع. الصنارة: مقبض الحجفة. ج صنانير. قال ابن الأعرابي أيضا: الصنارة: السيء الأدب، وإن كان نبيها، وهم الصنانير. وقال أبو علي: صنارة، بالكسر: سيء الخلق، ليس من أبنية الكتاب لأن هذا البناء لم يجيء صفة. والصنور، كعجول: البخيل السيء الخلق، نسبه الأزهري والصاغاني إلى ابن الأعرابي. ومما يستدرك عليه: الصنارية، بالكسر: قوم بأرمنية. وصناار، بالكسر وتشديد النون: موضع من ديار كلب، بناحية الشام.

ص-ن-ب-ر
الصنبور، بالضم: النخلة دقت من أسلها، وانجرد كربها وقل حملها كالصنبورة، وقد صنبرت. الصنبور أيضا: النخلة المنفردة عن النخيل، وقد صنبرت. الصنبور: السعفات يخرجن في أصل النخلة. الصنبور، أيضا: أصل النخلة التي تشعبت منها العروق، قاله أبو حنيفة. وقال غيره الصنبور: النخلة تخرج من أصل النخلة الأخر من غير أن تغرس. الصنبور: الرجل الفرد الضعيف الذليل بلا أهل ولا عقب ولا ناصر، وفي الحديث: إن كفار قريش كانوا يقولون في النبي صلى الله عليه وسلم: محمد صنبور . وقالوا: صنيبير أي، أبتر لا عقب له، ولا أخ، فإذا مات انقطع ذكره، فأنزل الله عز وجل إن شانئك هو الأبتر . وفي التهذيب: أصل الصنبور: سعة تنبت في جذع النخلة لا في الأرض. قال أبو عبيدة: الصنبور النخلة تبقى منفردة، ويدق أسلها وينقشر، يقال: صنبر أسفل النخلة، ومراد كفار قريش بقولهم صنبور، أي أنه إذا قلع انقطع ذكره، كما يذهب أصل الصنبور، لأنه لا عقب له. ولقي رجلا رجلا من العرب فسأله عن نخله، فقال: صنبر أسفله، وعشش أعلاه. يعني دق أسفله، وقل سعفه ويبس، قال أبو عبيدة فشبهوا النبيؤ صلى الله تعالى عليه وسلم بها، يقولون: إنه فرد ليس له ولد، فإذا مات انقطع ذكره، وقال أوس يعيب قوما:

مخلفون ويقضي الناس أمرهم     غش الأمانة صنبور فصنبور.

صفحة : 3078

وقال ابن الأعرابي: الصنبور من النخلة سعفات تنبت في جذع النخلة غير مستأرضة في الأرض، وهو المصنبر من النخخل، وإذا نبتت الصنابير في جذع النخلة أضوتها، لأنها تأخذ غذاء الأمهات، وقال: علاجها أن تقلع تلك الصنابير منها. فأراد كفار قريش أن محمدا صلى الله عليه وسلم صنبور نبت في جذع نخلة، فإذا قلع انقطع، وكذلك محمد إذا مات فلا عقب له. وقال ابن سمعان: الصنابير يقال لها: العقبان، والرواكيب، وقد أعقت النخلة، إذا أنبتت العقان، قال: ويقال للفسيلة التي تنبت في أمها: الصنبور، وأصل النخلة أيضا صنبورها. وقال أبو سعيد: المصنبرة من النخيل: التي تنبت الصنابير في جذوعها، فتفسدها، لأنها تأخذ غذاء الأمهات، فتضويها: قال الأزهري: وهذا كله قول أبي عبيدة.

وقال أبن الأعرابي: الصنبور: الوحيد، والصنبور: الضعيف والصنبور: الذي لا ولد له ولا عشيرة ولا ناصر من قريب ولا غريب. الصنبور: اللئيم والصنبور: فم القناة. و الصنبور: قصبة تكون في اداوة يشرب منها، حديدا أو رصاصا أو غيره والصنبور: مشعب الحوض خاصة، حكاه أبو عبيد، وأنشد:

ما بين صنبور إلى الإزاء. هو ثقبه الذي يخرج منه الماء إذا غسل. الصنبور: الصبي الصغير. وقيل: الضعيف. قيل: الصنبور: الداهية. الصنبور: الريح الباردة والحارة، ضد. والصنوبر شجر مخضر شتاء وصيفا، ويقال: ثمره. أو هو ثمر الأرز، بفتح فسكون. وقال أبو عبيد: الصنوبر: ثمر الأرزة، وهي شجرة، قال: وتسمى الشجرة صنوبرة، من أجل ثمرها. وغداة صنبر، وصنبر، بكسر النون المشددة وفتحها: باردة وحارة. وحكاه ابن الأعرابي، قال، ثعلب: ضد، وضبط الصاغني الأول مثال هزبر. والصنبر، بكسر الصاد. والنون المشددة: الريح الباردة في غيم قال طرفة:

بجفان نعـتـري نـادينـا     وسديف حين هاج الصنبر قال ابن جني: أراد الصنبر، فاحتاج إلى تحريك الباء، فتطرق إلى ذلك، فنقل حركة الإعراب إليها، قاله ابن سيده. الصنبر، بتسكين الباء: اليوم الثاني من أيام العجوز، قال:

فإذا انقضت أيام شهلتنا       صن وصنبر مع الوبر الصنبر، كجعفر: الدقيق الضعيف من كل شيئ، من الحيوان والشجر. صنبر كزبرج: جبل، وليس بتصحيف ضيبر، كما حققه الصاغاني. والصنبرة: ما غلط في الأرض من البول والأخثاء ونحوها. وصنابر الشتاء: شدة برده، واحدها صنبور. وأما قول الشاعر الذي أنشده الفراء. نطعم الشحم والسديف ونسقي ال_محض في الصنبر والصراد.

بتشديد النون والراء وكسر الباء فللضرورة. قال الصاغاني: والأصل فيه صنبر مثال هزبر، ثم شدد النون، واحتاج الشاعر مع ذلك إلى تشديد الراء فلم يمكنه إلا بتحريك الباء لاجتماع الساكنين، فحركها إلى الكسر. ومما يستدرك عليه: الصنابر: السهم الدقاق، قال ابن سيده: ولم أجده إلا عن ابن الأعرابي، وأنشد:

ليهنيء تراثي لامريء غير ذلة      صنابر أحدان لهن حـفـيف
سريعات موت ريثـات إفـاقة      إذا ما حملن حملهن خفـيف.

وهكذا فسره ولم يأت لها بواحد. وفي التهذيب. في شرح البيتين: أراد بالصنابر سهاما دقاقا، شبهت بصنابير النخلة. والصنبر، كجعفر: موضع بالأردن، كان معاوية يشتو به.

صفحة : 3079

ص-ن-خ-ر
الصنخر، كجردحل، وخنصر، أهمله الجوهري، وقد أوردهما الأزهري في التهذيب في الرباعي. وفي النوادر صناخر، وصنخر، مثل علابط وعلبط: الجمل الضخم. والصناخر والصنخر أيضا: الرجل العظيم الطويل، كذا في النوادر. والصنخر، كخنصر: البسر اليابس. وقال أبو عمرو: الصنخر، كجردحل: هو الأحمق،أورده الصاغاني، وابن منظور.

ص-ن-ب-ع-ر
الصنبعر، كجردحل: الرجل السيىء الخلق، أهمله الجوهري، والصاغاني، وابن منظور.

ص-ن-ع-ب-ر
ومما يستدرك عليه: الصنعبر. كسفرجل: شجرة، ويقال لها: الصعبر، كذا في اللسان.

ص-ن-ف-ر
الصنافر، بالضم : الصرف من كل شيء، كالصنافرة. وولد صنافرة: لا يعرف له أب ويقال: ألحقه الله بصنافرة، هكذا غير مجراة، أي منقطع الأرض بالخافق، هكذا أورده الصاغاني، واهمله الجوهري، وابن منظور. ومما يستدرك عليه: الصنافير، بالفتح: قرية من القليوبية، وقد دخلتها مرارا، وذكرها الحافظ بن حجر في الدرر الكامنة في ترجمة ولي الله تعالى الشيخ يحيى الصنافيري.

ص-و-ر
الصورة، بالضم: الشكل،والهيئة، والحقيقة، والصفة، ج صور، بضم ففتح، وصور، كعنب، قال شيخنا وهو قليل، كذا ذكره بعضهم. قلت: وفي الصحاح: والصور، بكسر الصاد: لغة في الصور، جمع صورة، وينشد هذا البيت على هذه اللغة يصف الجواري:

أشبهن من بقر الخلصاء أعينهـا      وهن أحسن من صيرانها صورا وصور، بضم فسكون. والصير، كالكيس: الحسنها، قاله الفراء، قال: يقال: رجل صير شير، أي حسن الصورة والشارة. وقد صوره صورة حسنة، فتصور: تشكل. وتستعمل الصورة بمعنى النوع والصفة، ومنه الحديث: أتاني الليلة ربي في أحسن صورة ترد في كلام العرب على ظاهرها، وعلى معنى حقيقة الشيء وهيئته، وعلى معنى صفته، يقال: صورة الفعل كذا وكذا، أي هيئته، وصورة الأمر كذا، أي صفته فيكون المراد بما جاء في الحديث أنه أتاه في أحسن صفة، ويجوز أن يعود المعنى إلى النبي صلى الله عليه وسلم أتاني ربي وأنا في أحسن صورة، وتجرى معاني الصورة كلها عليه، إن شئت ظاهرها أو هيئتها وصفتها، فأما إطلاق ظاهر الصورة على الله عز وجل فلا، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. انتهى.

وقال المصنف في البصائر: الصورة ما ينتقش به الإنسان، ويتميز بها عن غيره، وذلك ضربان: ضرب محسوس يدركها الإنسان وكثير من الحيوانات، كصورة الإنسان والفرس والحمار. والثاني: معقول يدركه الخاصة دون العامة، كالصورة التي اختص الإنسان بها من العقل والرويضة والمعاني التي ميز بها، وإلى الصورتين أشار تعالى بقوله وصوركم فأحسن صوركم في أي صورة ما شاء ركبك هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء . وقوله صلى الله عليه وسلم إن الله خلق آدم على صورته . أراد بها ما خص الإنسان به من الهيئة المدركة بالبصر والبصيرة، وبها فضله على كثير من خلقه، وإضافته إلى الله تعالى على سبيل الملك لا على سبيل البعضية والتشبه، تعالى الله عن ذلك، وذلك على سبيل التشريف، كما قيل: حرم الله، وناقة الله، ونحو ذلك، انتهى.

صفحة : 3080

ويقال: إني لأجد في رأسي صورة. الصورة بالفتح : شبه الحكة يجدها الإنسان في الرأس من انتعاش القمل الصغار حتى يشتهي أن يفلى. وقالت امرأة من العرب لابنة لهم: هي تشفيني من الصورة، وتسترني من الغورة. بالغين، هي الشمس. وقال الزمخشري: أراد الأعرابي تزوج امرأة فقال له آخر: إذن لا تشفيك من الصورة، ولا تسترك من الغورة. أي لا تفليك ولا تظلك عند الغائرة. وصار الرجل: صوت. ويقال: عصفور صوار، ككتان: يجيب الداعي إذا دعا. وصار الشيء يصوره، صورا: أماله. أو صاره يصوره، إذا هده، كأصاره فانصار، أي أماله فمال. وقال الصاغاني: انصارت الجبال: انهدت فسقطت، قلت: وبه فسر قول الخنساء: لظلت الشهب منها وهي تنصار أي تنصدع وتنفلق، وخص بعضهم به إمالة العنق. وصور، كفرح: مال، وهو أصور، والجمع صور، بالضم، قال:

الله يعلم أنا في تقـلـبـنـا     يوم الفراق إلى أحبابنا صور وفي حديث، عكرمة: حملة العرش كلهم صور أي مائلون أعناقهم لثقل الحمل. وقال الليث: الصور: الميل، والرجل يصور عنقه إلى الشيء، إذا مال نحوه بغنقه، والنعت أصور، وقد صور . وصاره يصوره، ويصيره، أي أماله. وقال غيره: رجل أصور بين الصور، أي مائل مشتاق. وقال الأحمر: صرت إلى الشيء، وأصرته، إذا أملته إليك، وأنشد: أصار سديسها مسد مريج وفي صفة مشيته صلى الله تعالى عليه وسلم كان فيه شيء من صور . يشبه أن تكون هذه الحال إذا جد به السير لا خلقة، وفي حديث عمر وذكر العلماء فقال: تنعطف عليهم بالعلم قلوب لا تصورها الأرحام أي لا تميلها، أخرجه الهروي عن عمر وجعله الزمخشري من كلام الحسن.

وفي حديث مجاهد: كره أن يصور شجرة مثمرة يحتمل أن يكون أراد يميلها، فإن إمالتها ربما تؤديها إلى الجفوف، أو أراد به قطعها. وصار وجهه، يصوره، ويصيره: أقبل به، وقال الأخفش: صر إلى، وصر وجهك إلى أي أقبل على. وفي التنزيل العزيز فصرهن إليك أي وجههن، وهي قراءة علي وابن عباس، وأكثر الناس، وذكره ابن سيده في الياء أيضا، لأن صرت وصرت لغتان. وصار الشيء يصوره صورا: قطعه وفصله صورة صورة، ومنه: صار الحاكم الحكم، إذا قطعه وحكم به، وأنشد الجوهري للعجاج: صرنا به الحكم وأعيا الحكما قلت وبه فسر بعض هذه الآية، قال الجوهري: فمن قال هذا جعل في الآية تقديما وتأخيرا، كأنه قال خذ إليك أربعة فصرهن. قال اللحياني: قال بعضهم: معنى صرهن: وجهههن، ومعنى صرهن: قطعهن وشققهن.والمعروف أنهما لغتان بمعنى واحد، وكلهم فسروا فصرهن. أملهن، والكسر فسر بمعنى قطعهن. قال الزجاج: ومن قرأ: فصرهن إليك بالكسر، ففيه قولان: أحدهما أنه بمعنى صرهن، يقال: صاره يصوره ويصيره، إذا أماله لغتان. وقال المصنف في البصائر: وقال بعضهم: صرضهنض بضم الصاد، وتشديد الراء وفتحها من الصر، أي الشد، قال: وقرئ فصرهن، بكسر الصاد وفتح الراء المشددة، من الصرير، أي الصوت، أي صح بهنض. والصور، بالفتح: النخل الصشغار، أو المجتمع، وليس له واحد من لفظه، قاله أبو عبيد.

وقال شمر: ج الصور صيران، قال: ويقال لغير النخل من الشجر صور وصيران، وذكره كثير عزة، فقال:

أألحي أم صيران دوم تناوح تبتريم قصرا واستحنت شمالها.

صفحة : 3081

قلت: وفي حديث بدر أن أبا سفيان بعث رجلين من أصحابه، فأحرقا صورا من صران العريض . الصور: شط النهر، وهما صوران. الصور: أصل النخل، قال:

كأن جذعا خرجا من صوره ما بين أذنيه إلى سنـوره. وقال ابن الأعرابي: الصورة: النخلة. الصور: قلعة وقال الصاغاني: قرية على جبل قرب مارين. الصور: الليت، بكسر اللام، وهو صفحة العنق. وأما قول الشاعر:

كأن عرفا مائلا من صوره. فإنه يريد شعر الناصية. وبنو صور، بالفتح: بطن من بني هزان بن يقدم بن عنزة. الصور، بالضم: القرن ينفخ فيه، وحكى الجوهري عن الكلبي في قوله تعالى يوم ينفخ في الصور . ويقال: هو جمع صورة، مثل بسر وبسرة، أي ينفخ في صور الموتى للأرواح، قال: وقرأ الحسن يوم ينفخ في الصور . قلت: وروي ذلك عن أبي عبيدة، وقد خطأه أبو الهيثم، ونسبه إلى قلة المعرفة، وتمامه في التهذيب. صور، بلا لام: د، بسحل بحر الشام، منه محمد بن المبارك الصوري، وجماعة من مشايخ الطبراني، وآخرون. وعبد الله بن صوريا، كبوريا، هكذا ضبطه الصاغاني، ويقال: ابن صوري، وهو الأعور من أخبارهم أي اليهود، قال السهيلي: ذكر النقاش أنه أسلم ثم كفر، أعاذنا الله من ذلك. الصوار ككتاب وغراب: القطيع من البقر، قاله الليث، والجمع صيران، كالصيار، بالكسر، والتحتية، لغة فيه. والصوار، كغراب لغة في الصوار، بالكسر، ولا يخفى أنه تكرار، فإنه سبق له ذلك، أو أنه كرمان، ففي اللسان: والصوار مشدد، كالصوار، قال جرير:

فلم يبق في الدار إلا الثمام     وخيط النعام وصوارها. ولعل هذا هو الصواب فتأمل. الصوار والصوار: الرائحة الطيبة، و قيل: الصوار والصوار: وعاء المسك، وقيل: القليل من المسك، وقيل :القطعة منه، ومنه الحديث في صفة الجنة وترابها الصوار يعني المسك، وصوار المسك: نافجته. ج أصورة فارسي. وأصورة المسك: نا فجاته، وروى بعضهم بيت الأعشى:

إذا تقوم يضوع المسك أصورة والزنبق الورد من أودانها شمل. وقد جمع الشاعر المعنيين في بيت واحد، فقال:

إذا لاح الصوار ذكرت ليلى    وأذكرها إذا نفخ الصوار. الأولى: قطيع البقر، والثانية: وعاء المسك. وضربه فتصور، أي سقط، ومنه الحديث يتصور الملك على الرحم أي يسقط. وصارة الجبل: أعلاه، قال الصاغاني: رأسه، وسمع من العرب في تحقيرها صؤيرة. الصارة من المسك: فأرته. صارة: ع، ويقال: أرض ذات شجر، ويقال: اسم جبل، وهذا الذي استدركه شيخنا على المصنف، وقال: إنه لم يذكره، وهو في الصحاح، وغفل عن قوله: موضع، وسقط من نسخته، فتأمل. المصور، كمعظم: سيف بجير بن أوس الطائي. والصوران، بالكسر: صماغا الفم، والعامة تسميهما الصوارين وهما الصامغان أيضا، وفي الحديث تعهدوا الصوارين فإنهما مقعدا الملك . هما ملتقى الشدقين، أي تعهوهما بالنظافة. وصورة، بالضم: ع، من صدر يلملم، قالت ذئبة ابنة نبيثة بن لأي الفهمية:

ألا إن يوم الشر يوم بصـورة     ويوم فناء الدمع لو كان فانيا. قال الجمحي: صاري، ممنوعة من الصرف: شعب في جبل قرب مكة، وقيل: شعب من نعمان، قال أبو جراش:

أقول وقد جاوزت صاري عشية     أجاوزت أولى القوم أم أنا أحلم.

صفحة : 3082

وقد يصرف وروى بيت أبي جارش أقول وقد خلفت صارا منونا. وصوار بن عبد شمس، كجمار. وصوري، كسكرى: ماء ببلاد مزينة، وقال الصاغاني: واد بها، أو ماء قرب المدينة، ويمكن الجمع بينهما بأنها لمزينة، وهذا الذي استدركه شيخنا على المصنف، ونقل عن التصريح والمرادي والتكملة أنه اسم ماء أو واد، وقد خلا منه الصحاح والقاموس، وأنت تراه في كلام المصنف، نعم ضبطه الصاغاني بالتحريك ضبط القلم، كما رأيته، خلافا لما ضبطه المصنف، وكأن شيخنا لم يستوف المادة أو سقط ذلك من نسخته. وصوران، كسحبان: ة، باليمن. قلت: هكذا قاله الصاغاني، إن لم يكن تصحيفا عن ضوران، بالضاد المعجمة، كما سيأتي. صوران بفتح الواو المشددة كورة بحمص، نقله الصاغاني. صور، كسكر: ة، بشاطيء الخبور، وقال الحافظ: هي من قرى حلب، ونسب إليها أبو الحسن علي ابن عبد الله بن سعد الله الصوري الضرير المقري الحنبلى، عن أبي القاسم بن رواحة، سمعمنه الدمياطي. قلت: وراجعت معجم شيوخ الدمياطي فلم أجده. وذو صوير، كزبير: ع: بعقيق المدينة. والصوران، بالفتح: ع، بقربها، نقلهما الصاغاني، وفي حديث غزوة الخندق لما توجه النبي صلى الله تعالى عليه وسلم إلى بني قريظة مر على نفر من أصحابه بالصورين .

ومما يستدرك عليه: المصور، وهو من أسماء الله الحسنى، وهو الذي صور جميع الموجدات، ورتبها، فأعطى كل شيء منها صورة خاصة، وهيئة منفردة يتميز بها على اختلافها وكثرتها. والصورة: الوجه، ومنه حديث ابن مقرن أما علمت أن الصورة محرمة والمراد المنع من اللطم على الوجه، والحديث الآخر كره أن تعلم الصورة أي يجعل في الوجه كي أوسمة. وتصورت الشيء: توهمت صورته فتصور لي. والتصاوير: التماثيل. وصار بمعنى صور، وبه فسر أبوعلى قول الشاعر:

بناه وصلب فيه وصارا. قال ابن سيده: ولم أرها لغيره. والأصور: المشتاق. وأرى لك إليه صورة، أي ميلا بالمودة، وهو مجاز. والصور محركة: أكال في الرأس عن ابن الأعرابي. والصورة: الميل والشهوة، ومنه حديث ابن عمر إني لأدني الحائض مني وما بي إليها صورة . ويقال: هو يصور معروفه إلى الناس وهو مجاز. والصور بضم ففتح، ويقال بالكسر: موضع بالشام، قال الأخطل:

أمست إلى جانب الحشاك جيفته     ورأسه دونه اليحموم والصور يروى بالوجهين.

ص-ه-ر
الصهر، بالكسر: القرابة. والصهر: حرمة الختونة. وختن الرجل: صهرثه، والمتزوج فيهم: أصهار الختن. وقال الفراء: بيننا صهر فنحن نرعاها. فأنثها، كذا نقله الصاغاني. ج: أصهار وصهراء، الأخيرة نادرة. وقيل: أهل بيت المرأة أصهار، وأهل بيت الرجل أختان، ومن العرب من يجعل الصهر من الأختان والأحماء جميعا. وحقق بعضهم أن أقارب الزوج أحماء، وأقارب الزوجة أختان، والصهر يجمعهما. نقله شيخنا. قلت: وهو قول الأصمعي قال: لا يقال غيره. قال ابن سيده: وربما كنوا بالصهر عن القبر، لأنهم كانوا يئدون البنات، فيدفنونهن، فيقولون: زوجناهن من القبر، ثم استعمل هذا اللفظ في الإسلام، فقيل: نعم الصهر القبر، وقيل: إنما هذا على المثل، إي الذي يقوم مقام الصهر،، قال: وهو الصحيح.

صفحة : 3083

وقال ابن الأعرابي: الصهر: زوج بنت الرجل، وزوج أخته، والختن: أبو امرأة الرجل وأخو امرأته، والأختان أصهار أيضا، وهو قول بعض العرب، وقد تقدم . والفعل المصاهرة، وقد صاهرهم وصاهر فيهم، وأنشد ثعلب:

حرائر صاهرن الملوك ولم يزل      على الناس من أبنائهـن أمـير وأصهر بهم، وأصهر إليهم: صار فيهم صهرا، وفي التهذيب: أصهر بهم الختن، وأصهر: مت بالصهر، وقال أبو عبيد: يقال: فلان مصهر، بنا، وهو من القرابة. وقال الفراء في قوله تعالى وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا ، فأما النسب فهو النسب الذي يحل نكاحه، كبنات العم والخال وأشباههن من القرابة التي يحل تزويجها. وقال الزجاج: الأصهار من النسب لا يجوز لهم التزويج، والنسب الذي ليس بصهر من قوله: حرمت عليكم أمهاتكم إلى قوله: وأن تجمعوا بين الأختين . قال أبو منصور: وقد روينا عن ابن عباس في تفسير النسب والصهر خلاف ما قال الفراء جملة، وخلاف بعض ما قال الزجاج، قال ابن عباس: حرم الله من النسب سبعا، ومن الصهر سبعا حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم وعماتكم وخالاتكم وبنات الأخ وبنات الأخت ، من النسب، ومن الصهر وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم، وأخواتكم من الرضاعة وأمهات نسائكم وربائبكم اللاتي في حجوركم من نسائكم اللاتي دخلتم بهن فإن لم تكونوا دخلتم بهن فلا جناح عليكم وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم . ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء وأن تجمعوا بين الأختين . قال أبو منصور: ونحو ما روينا عن ابن عباس. قال الشافعي: حرم الله تعالى سبعا نسبا، وسبعا سببا، فجعل السبب القرابة الحادثة بسبب المصاهرة والضاع، وهذا هو الصحيح لا ارتياب فيه. قلت: وقال بعض أئمة الغريب: الفرق بين الصهر والنسب أن النسب: ما يرجع إلى ولادة قريبة من جهة الآباء، والصهر: ما كان من خلطة تشبه القرابة يحدثها التزويج. ومن المجاز: صهرته الشمس، كمنع، تصهره صهرا، صهدته، وصحرته، وذلك إذا اشتد وقعها عليه وحرها حتى ألم دماغه، وانصهر هو قال ابن أحمر يصف فرخ قطاة:

تروي لقى ألقي في صفصف      تصهره الشمس فيصـبـر أي تذيبه الشمس فيصبر على ذلك. وصهر فلان رأسه صهرا: دهنه بالصهارة، بالضم، وهو ما أذيب من الشحم، كما سيأتي. وصهر الشيء، كالشحم ونحوه، يصهره صهرا: أذابه، فانصهر، فهو صهير، وفي التنزيل يصهر به ما في بطونهم والجلود أي يذاب، وفي الحديث أن الأسود بن يزيد كان يصهر رجليه بالشحم وهو محرم أي كان يذيبه ويدهنهما به. والصهر، بالفتح: الحار، حكاه كراع، وأنشد:

إذ لا تزال لكم مغرغرة      تغلي وأعلى لونها صهر فعلى هذا يقال: شيء صهر: حار. والصهر، أيضا: الإذابة، أي إذابة الشحم، كالاصطهار، يقال: صهر الشحم، كمنع، واصطهره، إذا أذابه والصهر، بالضم، جمع صهور، كصبور، الأول من الصهر وهو الإحراق. يقال: صهرته بالنار، أي انضجته. والصهارة، ككناسة: ما أذيب من الشحم ونحوه، وقيل: كل قطعة من الشحم صغرت أو كبرت صهارة. والصهارة: النقي، وهو المخ، وهو مجاز. واصطهار فلان: أكلها، أي الصهارة، فالاصطهار يستعمل بمعنى أكل الصهارة، وبمعنى إذابة الشحم، قال العجاج:

صفحة : 3084

شك السفافيد الشواء المصطهر وقال الأصمعي: يقال لما أذيب من الشحم: الصهارة والجميل. و من المجاز: اصطهر الحرباء، واصهار، كاحمار: تلألأ ظهره من شدة حر الشمس، وقد صهره الحر. والصهري، بالكسر: لغة في الصهريج، وهو كالحوض، قال الأزهري: وذلك أنهم يأتون أسفل الشعبة من الوادي الذي له مأزمان، فيبنون بينهما بالطشين والحجارة، فيتراد الماء، فيشربون به زمانا، قال: ويقال: تصهرجوا صهريا. والصيهور: شبه منبر يعمل من طين أو خشب لمتاع البيت يوضع عليه، من صفر أو نحوه، قال ابن سيده: وليس بثبت. والصهور: غلاف القمر، أعجمي معرب. ومن المجاز: أصهر الجيش للجيش، إذا دنا بعضهم من بعض نقله الصاغاني والزمخشري.

ومما يستدرك عليه: الصهر: المشوي. وقال أبو زيد: صهر خبزه، إذا أدمه بالصهارة، فهو خبز صهير ومصهور. ويقال: صهر بدنه، إذا دهنه بالصهير. ومن المجاز: قولهم: لأصهرنك بيمين مرة، كأنه يريد الإذابة، قال أبو عبيدة: صهرت فلانا بيمين كاذبة توجب له النار، وقال الزمخشري وصهره باليمين صهءرا: استحلفه على يمين شديدة، وهو مصهور باليمين والصهر في حديث أهل النار: أن يسلت ما في جوفه حتى يمرق من قدميه. وصهره وأصهره، إذا قربه وأدناه. ومنه الحديث أنه كان يؤسس مسجد قباء فيصهر الحجر العظيم إلى بطنه أي يدنيه إليه.

ص-ي-ر
صار الأمر إلى كذا يصير صيرا ومصيرا وصيرورة. قال الأزهري: صار على ضربين: بلوغ في الحال، وبلوغ في المكان، كقولك: صار زيد إلى عمرو، وصار زيد رجلا، فإذا كانت في الحال فهي مثل كان في بابه. وصيره إليه،وأصاره، وفي كلام عميلة الفزاري لعمه، وهو ابن عنقاء الفزاري: ما الذي أصارك إلى ما أرى ياعم? قال: بخلك بمالك، وبخل غيرك من أمثالك، وصوني أنا وجهي عن مثلهم وتسآلك: ثم كان من إفضال عميلة على عمه ما قد ذكره أبو تمام في الحماسة. وصرت إلى فلان مصيرا، كقوله تعالى وإلى الله المصير قال الجوهري: وهو شاذ، والقياس مصار، مثل معاش. وصيرته أنا كذا، أي جعلته. والمصير: الموضع الذي تصير إليه المياه. والصير بالكسر: الماء يحضره الناس. وصاره الناس: حضروه، ومنه قول الأعشى:

بما قد تربع روض الـقـطـا      وروض التناضب حتى تصيرا

صفحة : 3085

أي حتى تحضر المياه، وفي حديث: عرض النبي صلى الله تعالى عليه وسلم نفسه على القبائل فقال المثنى ابن حارثة: إنا نزلنا بين صيرين: اليمامة والسمامة فقال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم: وما هذان الصيران? قال: مياه العرب وأنهار كسرى ويروى بين صيرتين وهي فعلة منه. قال أبو العميثل صار الرجل يصير، إذا حضر الماء، فهو صائر. والصير: منتهى الأمر وعاقبته وما يصير إليه، ويفتح، كالصيور كتنور وهو لغة في الصيورة، بزيادة الهاء، وهو فيعول من صار، وهو آخر الشيء ومنتهاه وما يئول إليه، كالمصيرة. والصير: الناحية من الأمر، وطرفه، وأنا على صير من أمر كذا، أي على ناحية منه. والصير: شق الباب وخرقه، وروي أن رجلا اطلع من صير باب النبي صلى الله عليه وسلم، وفيه الحديث من اطلع من صير باب ففقئت عينه فهي هدر، قال أبو عبيد: لم يسمع هذا الحرف إلا في هذا الحديث. و يروى أن رجلا مر بعبد الله ابن سالم ومعه صير، فلعق منه، ثم سأل: كيف تباع? وتفسيره في الحديث أنه الصحناة نفسه أو شبهها ، قال ابن دريد: أحسبه سريانيا، قال جرير يهجو قوما:

كانوا إذا جعلوا في صيرهم بصلا     ثم اشتووا كنعدا من مالح جدفوا هكذا أنشده الجوهري، قال الصاغاني والرواية:

واستوسقوا مالحا من كنعد جدفوا. الصير: السميكات المملوحة التي تعمل منها الصحناة، عن كراع وفي حديث المعافري لعل الصير أحب إليك من هذا . الصير: أسقف اليهود، نقله الصاغاني. الصير: جبل بأجأ ببلاد طييء فيه كهوف شبه البيوت، وبه فسر ابن الأثير الحديث أنه قال لعلي: ألا أعلمك كلمات إذا قلهن، وعليك مثل صير غفر لك ويروى صور بالواو. والصير أيضا: جبل بين سيراف وعمان على الساحل. الصير: ع: بنجد، يقال له: صير البقر. الصيرة، بهاء: حظيرة للغنم والبقر، تبنى من خشب وأغصان شجر وحجارة كالصيارة، بالكسر أيضا، ونسب ابن دريد الأخيرة إلى البغداديين، وأنشدوا:

من مبلغ عمـرا بـأن      المرء لم يخلق صياره. ج صير، وصير، الأخير بكسر ففتح، قال الأخطل:

واذكر غدانة عدانا مـزنـمة     من الحبلق تبني فوقها الصير. ومنه الحديث: ما من أحد إلا وأنا أعرفه يوم القيامضة، قالوا: وكيف تعرفه كثرة الخلائق? قال: أرأيت لو دخلت صيرة فيها خيل دهم، وفيها فرس أغر مخجل أما كنت تعرفه منها? ، وقال أبو عبيد: صيرة، بالفتح، وقال الأزهري: هو خطأ. الصيرة: جبيل بعدن أبين بمكلئه، مستدير عريض. الصيرة: دار من بني فهم بنمالك بالجوف بالشرقية. ويوم صيرة، بالكسر: يوم من أيامهم المشهورة. ويقال: ماله بدو، ولا صيور. كسفود: العقل، وما يصير إليه من الرأي. والصيور: الكلأ اليابس يؤكل بعد خضرته زمانا، نقله أبو حنيفة عن أبي زياد، وقال: وليس لشيء من العشب صيور ما كان من الثغر والأفاني كالصائرة. و يقال: وقع في أم صيور، أي في الأمر الملتبس ليس له منفذ، وأصله الهضبة التي لا منفذ لها، كذا حكاه يعقوب في الألفاظ، والأسبق أم صبور، وقد تقدم في ص-ب-ر.

صفحة : 3086

والصير، بالفتح: القطع، يقال: صاره يصيره: لغة في صاره يصوره، أي قطعه، وكذلك أماله. وقال أبو الهيثم: الصير رجوع المنتجعين إلى محاضرهم، يقال: أين الصائرة? أي أين الحاضرة، ويقال: جمعتهم صائرة القيظ. والصيرة، بهاء: ع باليمن في جبل ذبحان. والصير، ككيس: الجماعة، نقله الصاغاني وقال طفيل الغنوي:

أمسى مقيما بذي العوصاء صيره     بالبئر غادره الأحياء وابتكـروا قال أبو عمرو: الصير: القبر، يقال: هذا صير فلان، أي قبره، وقال عروة بن الورد :

أحاديث تبقى والفتى غير خالد      إذا هو أمسى هامة فوق صير والصيار كديار: صوت الصنج، قال الشاعر:

كأن تراطن الهاجات فيها     قبيل الصبح رنات الصيار يريد رنين الصنج بأوتاره، وقد تقدم تخطئة المصنف الجوهري في ص-ب-ر.

وتصير فلان أباه، إذا نزع إليه في الشبه. ومما يستدرك عليه: المصيرة: الصيور والصير. ويقال للمنزل الطيب: مصير، ومرب، ومعمر، ومحضر. ويقال: أين مصيركم، أي منزلكم. ومصير الأمر: عاقبته. وتقول للرجل: ما صنعت في حاجتك، فيقول: أنا على صير قضائها، وصمات قضائها، أي على شرف من قضائها، قال زهير:

وقد كنت من سلمى سنن ثمانيا     على صير أمر يمر وما يحلو والصائرة: المطر. والصائر: الملوي أعناق الرجال. والصير: الإمالة. وقال ابن شميل: الصيرة، بالتشديد: على رأس القارة مثل الأمرة غير أنها طويت طيا، والأمرة أطول منها وأعظم، وهما مطويتان جميعا، فالأمرة مصعلكة طويلة، والصيرة مستديرة عريضة ذات أركان، وربما حفرت فوجد فيها الذهب والفضة، وهي من صنعة عاد وإرم. وصار وجهه يصيره: أقبل به. وعين الصير، بالكسر: موضع بمصر. وصائر: واد نجدي. ومحمد بن المسلم بن علي الصائري، كتب عنه هبة الله الشيرازي.