فصل الظاء المعجمة مع الراء
ظ-أر
صفحة : 3124
الظئر، بالكسر مهموزا: العاطفة على ولد غيرها، ونص المحكم على غير ولدها
المرضعة له في، ونص المحكم: من الناس وغيرهم، كالإبل، للذكر والأنثى. ج:
أظؤر، كأفلس، وأظآر، كأبيار، وظؤور، بالضم ممدودا، وظؤرة، بزيادة الهاء،
كالفحولة والبعولة، وظؤار كرخال، وهذه من الجمع العزيز، وقأت بخط بعض
المقيدين ما نصه:
ما سمعنا كلمـا غـير ثـمـان
هن جمع وهي في الوزن فعال
فتـــؤام ودراب وفـــرار
وعـراق وعـرام ورخــال
وظؤار جمع ظـئر وبـسـاط
جمع بسط هكذا فيمـا يقـال.
وظؤرة كهمزة، وهو عند سيبويه اسم للجمع كفرهة لأن فعلا ليس مما يكسر على فعلة عنده. وقيل: جمع الظئر من الإبل ظؤار، ومن النساء ظؤورة. وناقة ظؤور: لازمة للفصيل أو البو، وقيل: معطوفة على غير ولدها. قد ظأرها عليه كمنع يظأرها ظأرا، بالفتح وظئارا ككتاب، أي عطفها. وأظأرها، وظاءرها من باب الإفعال والمفاعلة، فظأرت هي، أي عطفت على البو، يتعدى ولا يتعدى، كذلك اظاءرت، مشددا ممدودا، كذا هو في نسختنا، أواظأرت على افتعلت ولعه الصواب. وهي الظؤورة، بالضم ممدودا، وتفسير يعقوب لقول رؤبة:
إن تميما لم يراضع مسبعا. بأنه لم يدفع إلى الظؤورة، يجوز أن تكون الظؤورة هنا مصدرا، وأن تكون جمع ظئر، كما قالوا الفحولة والبعولة. وبينهما مظاءرة، أي كل واحد منهما ظئر صاحبه. وظاءرت، المرأة، بوزن فاعلت: اتخذت ولدا ترضعه. واظأر لولده ظئرا على افتعل، أدغمت التاء في باب الافتعال، فحولت ظاء، لأن الظاء من فخام حروف الشجر التي قربت مخارجها من التاء، فضموا إليها حرفا فخما مثلها، ليكون أيسر على اللسان، لتباين مدرجة الحروف الفخام من مدارج الحروف الفخت أي اتخذها وفي بعض النسخ اضطأر بدل اظأر. وفي المحكم: وقالوا: الطعن: ظئار قوم، مشتق من الناقة يؤخذ عنها ولدها فتظأر عليه، إذا عطفوها عليه فتحبه وترأمه، أي يعطفهم على الصلح، يقول فأخفهم إخافة حتى يحبوك. قال أبو عبيد: من أمثالهم في الإعطاء من الخوف قولهم: الطعن يظأر ، أي يعطف على الصلح، يقول إذا خافك أن تطعنه فتقتله عطفه ذلك عليك، فجاد بماله للخوف حينئذ. وقول الجوهري: الطعن يظأره. سهو، والصواب يظأر، أي يعطف على الصلح. قلت: ومثله في كتاب الأبنية لابن القطاع. وقال البدر القرافي: غايته أنه صرح بالمفعول، ومثل ذلك لا يعد غلطا، لأنه مفهوم من المعنى، وهو جائز، كما في قوله تعالى حتى توارت بالحجاب أي الشمس، انتهى، ونقله شيخنا، وقال: قيل عليه: لا يخفى أنه يلزم تغير المثل، ولعله عد ذلك غلطا، فتأمل. قلت: إن كانت رواية الجوهري على ما أورد فلا سهو ولا غلط. انتهى. قلت: والذي في الصحاح: الطعن يظئره، من باب الإفعال، أي يعطفه على الصلح، والذي قاله أبو عبيد: الطعن يظأر، من باب منع، أي يعطف على الصلح، ولا يخفي أن معناهما واحد، بقي الكلام في نص المثل، فالجوهري ثقة فيما ينقل عن العرب، فلا يقال في حق مثله: إن ما قاله سهو أو غلط فتأمل يظهر لك. والظؤار، كغراب: الأثافي، وهو مجاز، شبهت بالإبل، لتعطفها حول الرماد، قال:
سفعا ظؤارا حول أورق جاثم
لعب الرياح بتربه أحـوالا.
صفحة : 3125
من المجاز ظاءرني على الأمر مظاءرة: راودني ولم يكن في بالي، أو أكرهني
عليه وكنت أأباه، ويقال: ما ظاءرني عليه غيرك. والظئر، بالكسر: ركن للقصر
الظئر، أيضا: الدعامة تبنى إلى جنب حائط، ليدعم عليها، وهي الظئرة، وقد
تقدم في ط-ب-ر، أن الطبر ركن القصر، ونبهنا هنالك أنه تصحيف، وكأن المصنف
تبع الصاغاني، فإنه ذكره المحلين من غير تنبيه، والصواب ذكره هنا، كما فعله
ابن منظور وغيره. والظؤرى، مضموم مقصور: البقرة الضبعة، قال الأزهري: قرأت
بخط أبي الهيثم لأبي حاتم في باب البقر: قال الطائفيون: إذا أرادت البقرة
الفحل فهي ضبعة كالناقة، وهي ظؤرى، قال: ولا فعل للظؤرى. قال أبو منصور:
قرأت في بعض الكتب: استظأرت الكلبة، بالظاء، أي أجعلت واستمرقت، وقال أيضا:
وروى لنا المنذري في كتاب الفروق: استظأرت الكلبة: إذا هاجت فهي مستظئر.
وأنا واقف في هذا. والظئار، بالكسر: أن تعالج الناقة بالغمامة في أنفها، كي
تظأر على ولد غيرها، وذلك أن يسد أنفها وعيناها، وتدس درجة من الخرق مجموعة
في رحمها، ويخلوه بخلالين، وتجلل بغمامة تستر رأسها وتترك كذلك حتى تغمها،
وتظن أنها قد مخضت للولادة، ثم تنزع الدرجة من حيائها، ويدنو حوار ناقة
أخرى منها قد لوثت رأسه وجلده بما خرج مع الدرجة من أذى الرحم، ثم يفتحون
أنفها وعينيها، فإذا رأت الحوار وشمته ظنت أنها ولدته إذا شافته فتدر عليه
وترأمه، وإذا دست الدرجة في رحمها ضم ما بين شفري حيائها بسير، ومنه ما روي
عن ابن عمر: أنه اشترى ناقة فرأى فيها تشريم الظئار، فردها. أراد بالتشريم
ما تخرق من شفريها،قال الشاعر:
ولم تجعل لها درج الظئار. من
المجاز قال الأصمعي: عدو ظأر، أي مثله معه، هكذا بفتح العين وسكون الدال
على الصواب، وفي سائر النسخ عدو بضم الدال وتشديد الواو، وهو خطأ، ورأيته
في التكملة أيضا بتشديد الواو ومما استدليت به على صحة ما ضبطته قول الأرقط
يصف حمرا.
والشد تارات وعدو ظأر. أراد عندها صون من العدولم تبذله كله. وقال الأصمعي
أيضا: وكل شيء مع شيء مثله فهو ظأر. وقال الزمخشري: ظأر على عدوه: كر عليه.
ومما يستدرك عليه: ناقة مظؤورة وظؤور: عطفت على غير ولدها، ويقال الأب
الولد الصلبه: هو مظائر لتلك المرأة. ويقال: ظأرني فلان على أمر كذا،
وأظأرني وظاءرني، على فعلني: عطفني. ويقال للظئر: ظؤور، فعول بمعنى مفعول،
وفي حديث علي رضي الله عنه أظأركم إلى الحق روأنتم تفرون منه ، أي أعطفكم.
والمظاءرة: الظئار، يقال: ظاءر قال شمر: هذا هو المعروف في كلام العرب،
وجاء في حديث عمر أنه كتب إلى هني، وهو في نعم الصدقة أن ظاور . وعن ابن
الأعرابي الظؤورة بالضم: الداية والظؤورة: الرضعة. مثل العمومة والخؤوله
والأبوة والأمومة والذكورة.
وأبو عثمان مسلم بن يسار الظئري:
رضيع عبد الملك بن مروان، روى عن أبي هريرة في الاستشارة. كذا ذكره ابن
نقطة، وزعم أنه رآه بخط أبي يعلى بن زوج الحرة في الجزء التاسع من حديث
المخلص، قال الحافظ بن حجر: وهذا تصحيف والصواب الطنبذي، بضم الطاء وسكون
النون وضم الموحدة وإعجام الذال، وهو الذي روى عن أبي هريرة في الاستشارة،
وعنه بكر بن عمرو قال:
صفحة : 3126
وكأنه لما رأى ذكر الرضاعة قوي عنده صحة النسخة المصحفة. والله أعلم. وظئر:
واد بالحجاز في أرض مزينة أو مصاقب لها، ذكره أبو عبيد. ومما يستدرك عليه:
ظ-ب-ر
الظبارة، بالكسر: الصحيفة، عن أبي حيان في كتاب الارتضاء.
ظ-ر-ر
الظر، بالكسر، والظرر، كصرد، والظررة، بزيادة الهاء: الحجر عامة. وقال ابن
شميل: الظر: حجر أملس عريض يكسره الرجل فيجزر الجزور، وعلى كل لون يكون
الظرر، وهو قبل أن يكسر ظرر أيضا. هو الحجر المدور، وقيل: هو الحجر المحدد
الذي له حد كحد السكين. ج: ظران، بالضم، وظران، بالكسر كصنو وصنوان، وذئب
وذؤبان، وقال ثعلب: ظرر وظران كجرذ وجرذان. وفاته في ذكر الجموع ظرار،
بالكسر وأظرة، جاء في حديث عدي بن حاتم أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم
فقال إنا نصيد الصيد، ولا نجد ما نذكي به إلا الظرار وشقة العصا، قال: أهرق
الدم بما شئت وفسره الأصمعي فقال: الظرار واحدها ظرر، وهو حجر محدد صلب،
وجمعه ظرار، مثل رطب ورطاب، وظران، مثل صرد وصردان، قال لبيد:
بجسرة تنجل الظران ناجـية إذا توقد في الديمومة الظرر وفي حديث عدي أيضا فأخذت ظررا من الأظرة فذبحتها به كالأظرور، والظرظور، وكذلك المظرور وكلهن بالضم كذا هو مضبوط بخط الصاغاني، وهو حرف غريب، وستأتي لهلا نظائره في ع-ل-ق، وجمعه، أي الأخير مظارير، وأنشد:
تقيه مظارير الصوى من نعـالـه بسور تلحيه الحصى كنوى القسب. يقال: أرض مظرة كثرته، أي الظر، مضبوط عندنا في النسخ بفتح الظاء، وقد روي ذلك عن الفارسي، فإنه قال: أرض مظرة، بفتح الميم والظاء، أي ذات ظران، وضبطه ثعلب بكسرها، وقال: أرض مظرة، بكسر الظاء: ذات حجارة، وفسره الأزهري بمثل تفسير الفارسي، كالظرير، كأمير، وهو المكان الكثير الحجارة، وقيل: الظرير: نعت المكان الحزن. وهو أي الظرير أيضا: علم يهتدى به، ج ظرار، بالكسر، على وزن كتاب، هكذا في النسخ، والصواب ظران وأظرة، مثل رغفان وأرغفة. وفي التهذيب: والأظرة من الأعلام:
التي يهتدى بها كالأمره، ومنها ما
يكون ممطولا صلبا تتخذ منه الرحى.
صفحة : 3127
والمظرة، بالكسر: الحجر يقدح به النار، وبالفتح: كسر الحجر، جمع كسرة، ذي
الحد، هكذا في سائر النسخ، وهو مأخوذ من التكملة، ونص عبارة الصاغاني فيها:
المظرة بالكسر: كسر الحجر ذي الحد، والجمع مظار، والمظرة أيضا. الحجر الذي
يقدح به النار، فذكر الكسر فيهما، وخالفه المصنف، فتأمل. وظر مظرة: قطعها،
هكذا هو مضبوط في سائر النسخ بفتح الميم، ومثله لأبي حيان، وفي بعض الأصول
بكسرها. وهو مأخوذ من قول الليث، قال الليث: يقال ظررت مظرة. وذلك أن
الناقة إذا أبلمت، وهو داء يأخذها في حلقه الرحم فتضيق، فيأخذ الراعي مظرة،
ويدخل يده في بطنها من ظبيتها، ثم يقطع من ذلك الموضع بالثؤلول، وهو ما
أبلم في بطن الناقة. ظر الناقة، وفي التكملة: الذبيحة: ذبحها بالظرر. قال
بعضهم في المثل: أظري فإنك ناعلة، أي اركبي الظرر. وهو بالطاء المهملة
أعرف، وقد تقدم. وأظر: مشى على الظرر، قيل منه المثل المذكور عند من رواه
بالظاء. وظر، بالفتح، عن الجمحي، ويضم: ماء، وقيل: جبل، وقيل واد بعرفة.
ومما يستدرك عليه: الظرار والمظرة، بكسرهما: الحجر يقطع به. وقال أبو حيان:
أظر الماشي: وقع في أرض ذات ظران. وأظرت الأرض كثر ظرانها فهي مظرة، بضم،
ومظرة بفتحتين، ومظرة بفتح فكسر، انتهى. وقال شمر: المظرة: فلقة من الظران
يقطع بها، كذا في اللسان. واظروري يظروري اظريراء: انتفخ بطنه من الغضب.
والإظرير، بالكسر: لزوم الشيء والتضبيب عليه لا يقدر أحد أن يخدعه عنه.
والظروري، كشروري: الرجل الكيس العاقل الظريف: واختلف بالبصرة في مجلس
اليزيدي نديمان له نحويان في الظروري، فقال أحدهما: هو الكيس، وقال الآخر
الكبش، فكتبوا إلى أبي عمر الزاهد يسألونه عن ذلك، فقال أبو عمر: من قال إن
الظروري الكبش فهو تيس، إنما هو الكيس، قاله ابن خالويه في كتاب ليس.
ظ-ف-ر
الظفر، بالضم فالسكون، الظفر، بضمتين، قيل: هو أفصح اللغات، قرأ أبو السمال
كل ذي ظفر ، بالكسر، وهو شاذ غير مإنوس به إذ لا يعرف ظفر بالكسر، هكذا
قالوا، وأنكر شيخنا الشذوذ ومخالفته للقياس. والظفر: معروف، يكون للإنسان
وغيره. وقيل: الظفر: لما لا يصيد، والمخلب لما يصيد، كله مذكر، صرح به
اللحياني، وخصه ابن السيد في الفرق بالإنسان، كالأظفور، بالضم، وهو لغة في
الظفر، وصرح به الأزهري، وأنشد البيت.
وقول الجوهري: جمعه أظفور، غلط، وإنما هو واحد، مثل الظفر، قال الشاعر:
ما بين لقمتها الأولى إذا انحدرت
وبين أخرى تليها قيس أظفور
صفحة : 3128
ويروي: إذا ازدردت وهذا أنشده المصنف في كتابه البصائر. ج: أظفار، وأظافير،
وقد سبق المصنف في الرد على الجوهري الصاغاني. وقد تمحل شيخنا من طرف
الجوهري بجواب كاد أن يكون الصواب، قال: عبارة الجوهري الظفر جمعه أظفار،
وأظفور أظافير، كذا في أكثر أصولنا، وهو صواب، بل هوأصوب من عبارة المصنف،
لأنه أعطى كل جمع لمفرده، فالأظفار جمع ظفر، كعنق وأعناق، والأظافير جمع
أظفور، كما هو ظاهر. وكلام المصنف يوهم أن كلا من الأظفار والأظافير جمع
لظفر، وليس كذلك، بل الأظافير جمع أظفور المفرد، أو جمع لأظفار الجمع،
فيكون جمع الجمع، ووقع في بعض نسخ الصحاح زيادة واو قبل أظافير، فأوهم أنها
عاطفة، وأن أظافير وأظفور وأظفار كل منها جمع لظفر المفرد، وزيادة الواو
تحريف لا ينبغي حمل كلام الجوهري على ثبوتها والله أعلم، انتهى. قلت: نسخ
الصحاح كلها بثبوت الواو، وليس في واحدة منها بحذفها أصلا، وكذلك النسخة
التي نقل منها الصاغاني وصاحب اللسان، وهما هما ثم ما ذكره من كون الأظافير
جمع الجمع، فقد قال الليث: الظفر ظفر الإصبع، وظفر الطائر، والجميع أظفار،
وجماعة الأظفار أظافير، وهو في الأشعار جيد جائز. وقال غيره: الجمع أظفار،
وهو الأظفور، وعلى هذا قولهم: أظافير، لا على أنه جمع أظفار الذي هو جمع
ظفر، لأنه ليس كل جمع يجمع، ولهذا حمل الأخفش قراءةمن قرأ فرهن مقبوضة على
أنه جمع رهن، ويجوز قلته، لئلا يضطره إلى ذلك أن يكون جمع رهان الذي هو جمع
رهن. وأما من لم يقل إلا ظفر فإن أظافير عنده ملحقة له بباب دملوج، بدليل
ما انضاف إليها من زيادة الواو معها، قال ابن سيده: هذا مذهب بعضهم. وإذا
عرفت ذلك فاعلم أنه لا توهم في كلام المصنف، كما زعمه شيخنا. فتأمل.
والأظفر: الطويل الأظفار العريضها، ولا فعلاء لها من جهة السماع، كما يقال:
رجل أشعر للطويل الشعر، ومنسم أظفر كذلك قال ذو الرمة:
بأظفر كالعمود إذا اصمعدت على وهل وأصفر كالعمود. وظفره يظفره، بالكسر، وظفره تظفيرا، وأظفره، المضبوط في النسخ بفتح الهمزة وسكون الظاء، والصواب اظفره، بتشديد الظاء، كافتعله، وكذلك اطفره، بالطاء المشددة، إذا غرز في وجهه ظفره، ويقال: ظفر فلان في وجه فلان، إذا غرز ظفره في لحمه فعقره، وكذلك التظفير في القثاء والبطيخ، وكل ما غرزت فيه ظفرك فشدخته، أو أثرت فيه فقد ظفرته. من المجاز: رجل مقلم الظفر عن أذى الناس، أي قليل الأذى، ويقال: إنه لمقلوم الظفر، أي لا ينكي عدوا، أو كليله، أي الظفر عن العداء، أي مهين قال طرفة:
لست بالفاني ولا كل الظفر
صفحة : 3129
وقال الزمخشري: هو كليل الظفر للمريض. والظفرة، بالضم: نبات حريف يشبه
الظفر في طلوعه، ينفع القروح الخبيثة والثآليل. وظفرة العجوز: ثمر الحسك،
وهي شوكة مدحرجة. وظفر النسر: نبات يشبهه وظفر القط نبات آخر. ومن المجاز:
الأظفار، وظفار، كسحاب، وقد يمنع من الصرف، فيقال: هذه ظفار ورأيت ظفار،
ومررت بظفار، هكذا. نقله الصاغاني في التكملة، وتبعه المصنف، وفيه تأمل،
فإن الصاغاني نقل عن ابن دريد ظفار، ونقل فيه الصرف والمنع إنما عنى به
المدينة التي باليمن، بدليل قول الصاغاني بعد: وقال الجوهري: وظفار مثل
قطام، فأشار إلى أن الجوهري اقتصر على المنع وابن دريد ذكر الوجهين، ثم قال
بعد: مدينة باليمن، وهذا من المصنف غريب جدا ينبغي التفطن له، فإني راجعت
المحكم والتهديب والعباب وغيرها من الأمهات فلم أجدهم ذكروا في معنى الطيب
إلا الأظفار فقط، وكذلك الصاغاني في التكملة مع ذكره الغرائب والنوادر،
واقتصر على ذكر الأظفار، ونص عبارته: الأظفار شيء من العطر أسود كأنه ظفر
مقتلف من أصله يجعل في الدخنة، انتهى.
وفي المحكم: والظفر: ضرب من العطر أسود مقتلف من أصله على شكل ظفر الإنسان يوضع في الدخنة، والجمع أظفار، وأظافير. انتهى، وفيه نوع مخالفة لما ذهب إليه المصنف. وقال صاحب العين: لا واحد له، وقال الأزهري في التهذيب، وتبعه الصاغاني في التكملة: لا يفرد منه الواحد، قالا: وربما قيل أظفارة واحدة، ولا يجوز في القياس، ج أي ويجمعونه على أظافير، وهذا في الطيب فإن أفرد شيء من نحوها فالقياس أن يقال: ظفر وفوه، وهم يقولون أظفار وأظافير، وأفواه وأفاويه، لهذين العطرين، انتهى، وفي حديث أم عطية : لا تمس المحد إلا نبذة من قسط أظفار وفي رواية من قسط وأظفار قال ابن الأثير: الأظفار: جنس من الطيب ولا واحدله من لفظه، وقيل: واحده ظفر، وهو شيء من العطر أسود، والقطعة منه شبيهة بالظفر. انتهى.
قلت: وفي المنهاج: أظفار الطيب أقطاع تشبه الأظفار عطرة الرائحة، قال ديسقوريدوس: هي من جنس أخزاف الصدف توجد في جزيرة بحر الهند حيث يكون فيه السنبل، منه قلزمي ومنه نابلي أسود صغير وأجوده الذي إلى البياض الواقع إلى اليمن والبحرين. وظفر به ثويه تظفيرا: طيبة به بالظفر. والظفر، بالضم: جليدة تغشي العين نابتة من الجانب الذي يلي الأنف على بياض العين إلى سوادها، ونسبه الجوهري إلى ابي عبيد، كالظفرة، محركة، والظفر، بلا هاء أيضا، وقد جاء في صفة الدجال: وعلى عينه ظفرة غليظة قالوا: هي جليدة تغشى العين، تنبت تلقاء المآقي، وربما قطعت، وإن تركت غشيت بصر العين حتى تكل. وقد ظفرت العين، كفرح، تظفر ظفرا، فهي ظفرة. ويقال: ظفر الرجل كعني، فهو مظفور، من الظفرة، قال أبو الهيثم:
ما القول في عجيز كالحمره
بعينها من البكاء ظـفـره
صفحة : 3130
حل ابنها في السجن وسط الكفره وقال الفراء: الظفرة: لحمة تنبت في الحدقة.
وقال غيره: الظفر: لحم ينبت في بياض العين ، وربما جلل الحدقة. ومن المجاز:
قوس لطيفة الظفرين، قال الأصمعي: في السية الظفر، وهو ما وراء معقد الوتر
إلى طرف القوس، جمعه ظفرة كعنبة، أو طرفاها، لا يخفى انه لا فرق بينهما،
ولذا اقتصر الأزهري وابن سيده على ما ذكره الأصمعي، وبينه الزمخشري، فقال:
قوس لطيفة الظفرين، وهما طرفاها وراء معقد الوتر. فتأمل. والظفر، بالضم:
حصن من حصون اليمن. ومن المجاز: ما بالدار شفر ولا ظفر، أي أحد، كذا في
الأساس والتكملة. الظفر، بالتحريك: المطمئن من الأرض، وعبارة الصحاح: ما
اطمأن من الأرض وأنبت. الظفر: الفوز بالمطلوب، وقال الليث: الظفر: الفوز
بما طلبت والفلج على من خاصمت. وقد ظفره ظفرا وظفر به، مثل لحقه، ولحق به،
ظفر عليه، كل ذلك كفرح، فهو ظفر. وتقول: ظفر الله فلانا على فلان، وكذلك
أظفره الله به، وعليه، وظفره به تظفيرا. واظفر، كافتعل، فأدغم، بمعنى ظفر
بهم. ورجل مظفر، كمعظم، وظفر ككتف، وظفير، كأمير، وظفير، كسكيت: كثير
الظفر، عن ابن دريد قال: وليس بثبت ولكن ضبطه الصاغاني بوزن أمير، وأصله
بخطه. وقال ابن دريد: رجل مظفار. بالكسر: كثير الظفر، وقال غيره: مظفر،
وظفير وظفر: لا يحاول أمرا إلا ظفر به، وهو مجاز، قال العجير السلولي يمدح
رجلا:
هو الظفر الميمون إن راح أو غدابه
الركب والتلعابة المتحبب.
صفحة : 3131
ورجل مظفر: صاحب دولة في الحرب. وفلان مظفر: لا يؤوب إلا بالظفر، فثقل نعته
للكثرة والمبالغة. وإن قيل ظفر الله فلانا، أي جعله مظفرا، جاز وحسن أيضا.
وتقول: ظفره الله عليه، أي غلبه عليه، وكذلك إذا سئل: أيهما أظفر? فأخبر عن
واحد غلب الآخر وقد ظفره. وتقول العرب: ظفرت عليه، في معنى ظفرت به. وظفره
تظفيرا: دعا له به، أي بالظفر. وظفرت به فإنا ظافر، وهو مظفور به، ويقال:
أظفرني الله به. من المجاز: ظقر العرفج والأرطي: خرج منه شبه الأظفار. وذلك
حين يخوص. وظفر البقل: خرج كأنه أظفار الطائر. وظفر النصي، والوشيج
والبردي، والثمام، والصليان، والعرز، والهدب، إذا خرج له عنقر أصفر كالظفر،
وهي خوصة تندر منه فيها نور أغبر. وقال الكسائي: إذا طلع النبت قيل: قد ظفر
تظفيرا، قال أبو منصور: هو مأخوذ من الأظفار. ظفرت الأرض تظفيرا: أخرجت من
النبات ما يمكن احتفاره بالأصابع، وفي اللسان: بظفر، وهو الأشبه. ظفر الجلد
تظفيرا: دلكه لتملاس أظفاره. وأظفار الجلد: ما تكسر منه فصارت له غضون. ظفر
تظفيرا: غمز الظفر في التفاحة ونحوها، كالقثاء والبطيخ، وكل ما غرزت فيه
ظفرك فشدخته أو أثرت فيه فقد ظفرته، وقد تقدم قريبا. ظفار كقطام: د،
باليمن، يقال: من دخل ظفار حمر، وكذا في الصحاح، أي تعلم الحميرية، وقد
تقدم، ذكر ابن دريد فيه الصرف نقله الصاغاني، وقال غيره: وقد جاءت مرفوعة
أجريت مجرى رباب إذا سميت بها، وهذا قد أغفله المصنف هنا، وذكره في أظفار
الطيب، وتقدمت الإشارة إليه. قال الصاغاني: وفي اليمن أربعة مواضع يسمى كل
واحد منها بظفار: مدينتان وحصنان، أما المدينتان فظفار الحقل: قرب صنعاء
على مرحلتين منها يمانيها، وكان ينزلها التبابعة، وقيل: هي صنعاء، قاله
ياقوت، إليه ينسب الجزع الظفاري، وقال ابن السكيت: الجزع الظفاري: منسوب
إلى ظفار أسد: مدينة، باليمن. وآخر بها قرب مرباط، بأقصى اليمن، ويعرف
بظفار الساحل، وإليه ينسب القسط. وهو العود الذي يتبخر به، لأنه يجلب إليه
من الهند، ومنه إلى اليمن، كنسبة الرماح إلى الخط فإنه لا ينبت به. قلت:
وإياه عني ياقوت، فإنه قال: ظفار مبنية على الكسر: مدينة بأقصى اليمن على
ساحل بحر الهند قريبة من الشحر. أما الحصنان فأحدهما حصن يماني صنعاء، على
مرحلتين منها في بلاد بني مراد، ويسمى ظفار الواديين. قلت: ويسمى أيضا ظفار
زيد. وآخر شاميها، على مرحلتين منها أيضا في بلاد همدان، ويسمى ظفار
الظاهر. قلت: وإلى أحد هؤلاء نسب الخطيب أبو جعفر حمدين بن جعفر ابن فارس
القحطاني، وابنه الخطيب عمر، وحفيده المقري محمد بن عمر. وبنو ظفر، محركة،
بطنان: بطن في الأنصار، وهم بنو كعب ابن الخزرج بن عمرو النبيت ابن مالك بن
الأوس، وبطن في بني سليم، وهم بنو ظفر بن الحارث ابن بهثة بن سليم. الأنصار
يقولون: هو ظفر الذي في الأنصار، كذا لابن الكلبي، والصواب ماقاله المصنف.
واظفر الرجل، كافتعل، وكذلك اطفر، بالطاء المهملة: أعلق ظفره وأنشب، فهو
مجاز. اظفر الصقر الطائر: أخذه ببراثنه، قال العجاج يصف بازيا:
صفحة : 3132
تقضي البازي إذا البازي كسـر
أبصر خربان فضاء فانـكـدر
شاكي الكلاليب إذا أهوى اظفر.
الكلاليب: مخاليب البازي،
والشاكي: مأخوذ من الشوكة، وهو مقلوب، أي حاد المخاليب. من المجاز: ما
ظفرتك عيني، بالفتح، منذ حين، أي ما رأيتك، وكذلك ما أخذتك وما عجمتك.
والمظفار، بالكسر: المنقاش، نقله الصاغاني عن الفراء. وسموا ظفرا، بفتح
فسكون، وفي بعض النسخ بالتحريك، ومظفرا، كمعظم، ومظفارا، وظفيرا، على
التفاؤل. وفاته ظافر. والأظفور، بالضم: الدقيق الذي يلتوي على قضيب الكرم،
ونص أبي حيان جمع: خيوط تلتوي على قضبان الكرم. وظفران، وظفر، وظفير. بكسر
فائهن: حصون باليمن، ظفر: من حصون آنس، وظفير يعرف بظفير حجة. ظفر، كجبل:
ع، قرب الحوأب إلى جنب الشمط بين المدينة والشأم من ديار فزارة، هناك قتلت
أم قرفة، قتلها خالد بن الوليد لما تألف إليها ضلال طليحة. ومنهم من ضبطه
بضم فسكون أيضا. ظفر:ة، بالحجاز، وقيل: هي التي قتل بها أم قرفة. والحوأب:
من مياه العرب على طريق البصرة، وقد تقدم. وظفر الفنج: حصن من جبل وصاب من
أعمال زبيد، وضبطه الصاغاني بكسر الفاء من ظفر. والفنج بفتح فسكون.
والظفرية، محركة، وقراح، كسحاب مضاف إلى ظفر، بالتحريك: محلتان ببغداد
شرقيتان، ومن الأولى: أبو نصر أحمد ابن عبد الملك الأسدي الظفري، عن أبي
بكر الخطيب، توفي سنة 532. من المجاز: رأيته بظفره، بالضم، أي بنفسه.
صفحة : 3133
يقال: قوس مظفرة، كمعظمة. إذا قطع من ظفريها، أي طرفيها شيء، نقله
الصاغاني. والأظفار، كأنه جمع ظفر: كواكب صغار قدام النسر. الأظفار: كبار
القردان. وقوله تعالى: وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر دخل فيه، أي في ذي
ظفر ذوات المناسم من الإبل والأنعام، لأنها كالأظفار لها. هكذا في سائر
النسخ، والأنعام. وهو خطأ، والصواب والنعام، كما في التهذيب والمحكم
واللسان والتكملة، وقد رده عليه البلقيني في حواشيه والبدر القرافي، وتبعهم
شيخنا، قال: لأن الأنعام هي الإبل، أو معها غيرها، فالأول موجب لعطف
الترادف بلا حاجة، والثاني قد يدخل فيه الشاء مع أنه من ذوات المناسم،
انتهى. ونقل القرافي عن تفسير القرطبي، عن مجاهد وقتادة أن كل ذي الظفر هو
ما ليس بمنفرج الأصابع من البهائم والطير، كالإبل، والنعام والإوز والبط.
وعن ابن عباس: الإبل والنعام، لأنها ذات ظفر كالإبل، أو كل ذي مخلب من
الطائر، وحافر من البهائم، لأنها كالأظفار لها. ومما يستدرك عليه: تظافر
القوم، وتظاهروا بمعنى واحد، قاله الصاغاني قلت: وفي إضاءة الأدموس لشيخ
مشايخنا أحمد بن عبد العزيز الفيلالي ما نصه: وقد نبه السعد في شرح العضد
أن التظافر بالظاء لحن، قال: لكني رأيت في تأليف لطيف لابن مالك فيما جاء
بالوجهين أن التضافر مما يقال بالضاد وبالظاء، انتهى. قلت: يعني بذلك
التأليف اللطيف كتابه الاعتضاد في الفرق بين الظاء والضاد، واختصره أبو
حيان، فسماه الارتضاء، وهذا القول مذكور فيهما. وكل أرض ذات مغرة ظفار.
وظفور، كصبور، من أسمائه صلى الله تعالى عليه وسلم، نقله شيخنا من سيرة
الشامي. ورجل ظفر، ككتف: حديد الظفر قاله الزمخشري. ومن المجاز: ظفرت
الناقة لقحا: أخذته وقبلته. ويقال: به ظفر من مرض. وأفرحته من ظفره إلى
شفره، كما تقول: من قدمه إلى قرنه، كما في الأساس. وأظفار: أبيرقات حمر من
ديار فزارة. وظفر، محركة: مكان مطمئن ينبت. وظفرت العين كعني، فهي مظفثورة،
إذا حدثت فيها الظفرة. وظفره: كسر ظفره، أو قلعه. وهو كليل الظفر، أي ذليل.
والتظفير: دلك الرجل الجلد. والظفر، بالضم: ظفرة العين ورأس الكظر.
ظ-ه-ر
الظهر من كل شيء: خلاف البطن. والظهر من الإنسان: من لدن مؤخر، الكاهل إلى
أدنى العجز عند آخره، مذكر لا غير، صرح به اللحياني، وهو من الأسماء التي
وضعت موضع الظروف، ج أظهر، وظهور، وظهران، بضمهما. ومن المجاز: الظهر:
الركاب التي تحمل الأثقال في السفر على ظهورها. ويقال: هم مظهرون، أي لهم
ظهر ينقلون عليه، كما يقال: منجبون، إذا كانوا أصحاب نجائب. وفي حديث
عرفجة: فتناول السيف من الظهر، فحذفه به المراد به الإبل التي يحمل عليها
ويركب، يقال عند فلان ظهر، أي إبل، ومنه الحديث: أتأذن لنا في نحرظهرنا أي
إبلنا التي نركبها، ويجمع على ظهران، بالضم، ومنه الحديث: فجعل رجال
يستأذنونه في ظهرانهم في علو المدينة .
والظهر: القدر القديمة، يقال: قدر ظهر، وقدور ظهور، أي قديمة، كأنها لقدمها ترمى وراء الظهر، قال حميد بن ثور:
فتغيرت إلا دعـائمـهـا
ومعرسا من جوفه ظهر
صفحة : 3134
والظهر: ع ذكره الصاغاني. والظهر: المال الكثير، يقال: له ظهر، أي مال من
إبل وغنم. والظهر: الفخر بالشيء. وظهرت به: افتخرت به، قال زياد الأعجم:
واظهر ببزته وعـقـد لـوائه واهتف بدعوة مصلتين شرامح أي افخر به على غيره، قال الصاغاني: وروى القصيدة الأصمعي للصلتان. والظهر: الجانب القصير من الريش ، كالظهار بالضم، ج: ظهران، بالضم، والبطنان الجانب الطويل، يقال: رش سهمك بظهران، ولا ترشه ببطنان، واحدهما ظهر وبطن، ومثل عبد وعبدان. وقال ابن سيده: الظهران: الريش الذي يلي الشمس والمطر من الجناح. وقيل: الظهار والظهران من ريش السهم: ما جعل من ظهر عسيب الريشة، وهو الشق الأقصر، وهو أجود الريش، الواحد ظهر، فأما ظهران فعلى القياس، وأما ظهار فنادر، قال: ونظيره عرق وعراق، ويوصف به فيقال: ريش ظهار وظهران.
وقال الليث: الظهار من الريش: هو الذي يظهر من ريش الطائر، وهو في الجناح، قال ويقال: الظهار جماعة واحدها ظهر، ويجمع على الظهران، وهو أفضل ما يراش به السهم، فإذا ريش بالبطنان فهو عيب. ومن المجاز: الظهر: طريق البر، قال ابن سيده: وطريق الظهر: طريق البر، وذلك حين يكون فيه مسلك في البر ومسلك في البحر. والظهر: ما غلظ من الأرض وارتفع، والبطن: ما لان منها وسهل ورق واطمأن. وقوله صلى الله تعالى عليه وسلم: ما نزل من القرآن آية إلا لها ظهر وبطن، ولكل حرف حد، ولكل حد مطلع قال أبو عبيد: قال بعضهم: الظهر: لفظ القرآن، والبطن: تأويله. وقيل: الظهر: الحديث والخبر والبطن: ما فيه من الوعظ والتحذير والتنبيه، والمطلع: مأتى الحد ومصعده. وقيل في تفسير قوله: لها ظهر وبطن، قيل: ظهرها: لفظها، وبطنها: معناها. وقيل: أراد بالظهر ما ظهر تأويله وعرف معناه، وبالبطن تفسيره. وقيل: قصصه في الظاهر أخبار، وفي الباطن عبرة وتنبيه وتحذير. وقيل: أراد بالظهر التلاوة، وبالبطن التفهم والتعلم. والظهر: ما غاب عنك، يقال: تكلمت بذلك عن ظهر غيب، وهو مجاز، قال لبيد:
وتكلمت رز الأنيس فراعـهـا عن ظهر غيب والأنيس سقامها والظهر: إصابة الظهر بالضرب والفعل كجعل، ظهره يظهره ظهرا: ضرب ظهره، فهو مظهور. والظهر بالتحريك: الشكاية من الظهر، يقال: ظهر الرجل كفرح، فهو ظهير: اشتكى ظهره، وكذلك مظهور: به ظهار، وهو وجع الظهر، قاله الأزهري. وهو، أي الظهير أيضا: القوي الظهر، صحيحه، قاله الليث، كالمظهر، كمعظم، كما يقال: رجل مصدر: شديد الصدر، ومصدور: يشتكي صدره. وقيل: هو الصلب الشديد، من غير أن يعين منه ظهر ولا غيره. بعير ظهير، وناقة ظهيرة. وقد ظهر ظهارة بالفتح. ويقال: أعطاه عن ظهر يد، هو مأخوذ من الحديث: ما رأيت أحدا أعطى لجزيل عن ظهر يد من طلحة قيل: عن ظهر يد، أي ابتداء بلا مكافأة. وفلان يأكل عن ظهر يد فلان، إذا كان هو ينفق عليه. والفقراء يأكلون عن ظهر أيدي الناس، وهو مجاز.
ورجل خفيف الظهر: قليل العيال.
وثقيله: كثيره، وكلاهما على المثل. وهو على ظهر، أي مزمع للسفر، غير مطمئن،
كأنه قد ركب ظهرا لذلك، وهو مجاز، قال يصف أمواتا:
صفحة : 3135
ولو يستطـيعـون الـرواح تـروحـوا
معي أو غدوا في المصبحين على ظهر وأقران الظهر: الذين يحبونك، هكذا
في الأصول المصححة، وهو خطأ، والصواب: يجيؤونك، من ورائك، أو من وراء ظهرك
في الحرب مأخوذ من الظهر، قال أبو خراش:
لكان جميل أسوأ الناس تلة ولكن أقران الظهور مقاتل وقال الأصمعي: فلان قرن الظهر، وهو الذي يأتيه من ورائه ولا يعلم، قال ذلك ابن الأعرابي وأنشد:
فلو كان قرنى واحدا لكفيته ولكن أقران الظهور مقاتل وروى ثعلب عن ابن الأعرابي أنه أنشده:
فلو أنهم كانوا لقونا بمثلـنـا ولكن أقران الظهور مغالب قال: أقران الظهور : أن يتظاهروا عليه إذا جاء اثنان وأنت واحد غلباك. والظهرة، بالكسر: العون وظهر الرجل وأنصاره، كالظهرة، بالضم، والكسر عن كراع، كالظهر بالفتح، يقال: فلان ظهرتي على فلان، وأنا ظهرتك على هذا، أي عونك قال تميم:
ألهفي على عز عزيز وظهرة وظل شباب كنت فيه فأدبـرا وأبو رهم، بالضم: أحزاب ابن أسيد، كأمير الظهري، بالكسر، هكذا ضبطه ابن السمعاني، وضبطه ابن ماكولا بالفتح، ورجحه الحافظ في التبصير وقال: وهو الصحيح، نسب إلى ظهر: بطن من حمير، قلت: وهو ظهر بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث، وصحفه بعضهم بظفر: صحابي.
وقال ابن فهد في معجمه: أبو رهم الظهري شيخ معمر، أورده أبو بكر ابن علي في الصحابة، وقال في ترجمة أبي رهم السماعي أو السمعي، ذكره ابن أبي خيثمة في الصحابة، وهو تابعي اسمه أحزاب بن أسيد، وقال في ترجمة أبي رهم الأنماري: روى عنه خالد بن معدان، قلت: أظنه الفهري، انتهى: فتأمل، وفي معجم البغوي: أنه عاش مائة وخمسين سنة، وليست له رواية. والحارث بن محمر، كمعظم، الظهري الحمصي، تابعي، كنيته أبو حبيب، عن أبي الدرداء، وعنه حوشب بن عقيل، ذكره ابن الأثير.
وأبو مسعود المعافى بن عمران
الظهري الحمصي، ويقال الموصلي روى عن مالك وإسماعيل بن أبي عياش،
والأوزاعي، وعنه يزيد بن عبد الله وغيره، ذكره ابن أبي حاتم عن أبيه، وهو
ضعيف، وقال الحافظ: لين. وفاته: أبو الحارث حبيب بن محمد الظهري الحمصي،
لقي أبا الدرداء، أورده الحافظ في التبصير، قلت: وهو بعينه الذي قبله، إنما
جعل كنيته اسمه، واسمه كنيته، فتأمل. والظهرة، بالتحريك: متاع البيت
وأثاثه، وقال ثعلب: بيت حسن الظهرة والأهرة. فالظهرة: ما ظهر منه، والأهرة:
ما بطن منه. وقال ابن الأعرابي: بيت حسن الأهرة والظهرة والعقار، بمعنى
واحد. وظهرة المال: كثرته.
صفحة : 3136
والظهر: خلاف الباطن، ظهر الأمر يظهر ظهورا، فهو ظاهر، وظهير، وقوله تعالى:
وذروا ظاهر الإثم وباطنه قيل: ظاهره المخالة على جهة الريبة، قال الزجاج:
والذي يدل عليه الكلام والله أعلم أن المعنى اتركوا الإثم ظهرا وبطنا، أي
لا تقربوا ما حرم الله جهرا وسرا. والظاهر: من أسماء الله تعالى الحسنى،
قال ابن الأثير: هو الذي ظهر فوق كل شيء، وعلا عليه، وقيل: عرف بطريق
الاستدلال العقلي بما ظهر لهم من آثار أفعاله وأوصافه. والظاهرة، بالهاء،
من الورد: أن ترد الإبل كل يوم نصف النهار، يقال: إبل فلان ترد الظاهرة
وزاد شمر: وتصدر عند العصر، يقال: شاؤهم ظواهر، والظهرة: أن ترد كل يوم
ظهرا. والظاهرة: العين الجاحظة. النضر: العين الظاهرة التي ملأت نقرة
العين، وهي خلاف الغائرة. والظواهر: أشراف الأرض، جمع شرف، محركة، لما أشرف
منها. وفي الحديث ذكر قريش الظواهر، قال ابن الأعرابي، وهم النازلون بظهر
جبال مكة، شرفها الله تعالى، وقريش البطاح: هم النازلون ببطاح مكة، قال:
وهم أشرف وأكرم من قريش الظواهر، وقال الكميت.
فحللت معتلج الـبـطـا
ح وحل غيرك بالظواهر قال خالد بن كلثوم: معتلج البطاح: بطن مكة، وذلك أن
بني هاشم، وبني أمية، وسادة قريش نزول ببطن مكة، ومن كان دونهم فهم نزول
بظواهر جبالها، ويقال: أراد بالظواهر: أعلى مكة. والبعير الظهري، بالكسر،
هو المعد للحاجة إن احتيج. إليه، نسب إلى الظهر على غير قياس، يقال: اتخذ
معك بعيرا أو بعيرين ظهريين، أي عدة . وقد ظهر به، واستظهره، قال الأزهري:
الاستظهار: الاحتياط واتخاذ الظهري من الدواب عدة للحاجة إليه احتياط، لأنه
زيادة على قدر حاجة صاحبه إليه،وإنما الظهري: الرجل يكون معه حاجته من
الركاب لحمولته فيحتاط لسفره، ويعد بعيرا أو بعيرين أو أكثر فرغا تكون معدة
لاحتمال ما انقطع من ركابه أو ظلع أو أصابته آفة ثم يقال: استظهر ببعيرين
ظهريين محتاطا بهما، ثم أقيم الاستظهار مقام الاحتياط في كل شيء.
وقيل: سمي ذلك البعير ظهريا، لأن صاحبه وراء ظهره، ولم يركبه، ولم يحمل عليه، وتركه عدة لحاجته إن مست إليه، ومنه قوله عز وجل حكاية عن شعيب واتخذتموه وراءكم ظهريا . ج: ظهاري، مشددة ممنوعة من الصرف، لأن ياء النسبة ثابتة في الواحد، كذا في الصحاح. ومن المجاز: ظهر بحاجتي، كمنع، وظهرها، بالتشديد، وفي بعض النسخ بالتخفيف، وأظهرها، كافتعل: جعلها بظهر، أي وراء ظهر، واستخف بها، تهاونا بها، كأنه أزالها ولم يلتفت إليها. واتخذها ظهريا وظهرية، أي خلف ظهر، كقوله تعالى فنبذوه وراء ظهورهم قال الفرزدق:
تميم بن قيس لا تكونن حاجتي
بظهر فلا يعيا على جوابها وقال ابن سيده: واتخذ حاجته ظهريا:
استهان بها، كأنه نسبها إلى الظهر، على غير قياس، كما قالوا في النسب إلى
البصرة بصري. وقال ثعلب: يقال للشيء الذي لا يعنى به: قد جعلت هذا الأمر
بظهر، ورميته بظهر، وقولهم: لا تجعل حاجتي بظهر، أي لا تنسها. وقال أبو
عبيدة: جعلت حاجته بظهر، أي بظهري خلفي، ومنه قوله تعالى واتخذتموه وراءكم
ظهريا هو استهانتك بحاجة الرجل. وجعلني بظهر: طرحني.
صفحة : 3137
وظهر الشيء ظهورا، بالضم: تبين، والظهور: بدو الشيئ المخفي، فهو ظهير
وظاهر، قال أبو ذؤيب:
فإن بني لحيان إما ذكرتهـم
نثاهم إذا أخنى اللئام ظهير.
ويروى طهير، بالطاء المهملة، وقد تقدم. وقد أظهرته أنا، أي بينته. ويقال:
أظهرني الله على ما سرق مني، أي أطلعني عليه. ظهر على: أعانني، قاله ثعلب.
ظهر به وعليه، يظهر: غلبه وقوي، وفلان ظاهر على فلان، أي غالب، وظهرت على
الرجل: غلبته، وقوله تعالى فأصبحوا ظاهرين أي غالبين عالين، من قولك: ظهرت
على فلان، أي علوته وغلبته. وهذا أمر أنت به ظاهر، أي أنت قوي عليه. وهذا
أمر ظاهر بك، غالب عليك. وقيل: الظهور: الظفر بالشيئ، والاطلاع عليه. وقال
ابن سيده: ظهر عليه يظهر ظهورا، وأظهره الله عليه. ظهر بفلان: أعلن به،
هكذا في سائر النسخ، والذي في كتاب الأبنية لابن القطاع: وأظهرت بفلان:
أعليت به، هكذا بالتحيتة بدل النون، وصحح عليها، ومثله في اللسان، فإنه قال
فيه: وظهرت البيت: علوته، وأظهرت بفلان: أعليت به، ففي كلام المصنف مخالفة
من وجهين، فانظر ذلك. ويقال أيضا: أظهر الله المسلمين على الكافرين، أي
أعلاهم عليهم. من المجاز: هو نازل بين ظهريهم وظهرانيهم، ولا تكسر النون،
وكذا بين أظهرهم، أي وسطهم وفي معظمهم. قال ابن الأثير: قد تكررت هذه
اللفظة في الحديث، والمراد بها أنهم أقاموا بينهم على سبيل الاستظهار
والاستناد إليهم، وزيدت فيه ألف ونون مفتوحة تأكيدا، ومعناه أن ظهرا منهم
قدامه وظهرا وراءه، فهو مكنوف من جانبيه، ومن جوانبه، إذا قيل: بين أظهرهم،
ثم كثر حتى استعمل في الإقامة بين القوم مطلقا. ولقيته بين الظهرين،
والظهرانين، أي في اليومين، أو الثلاثة، أو في الأيام، وهو من ذلك، وكل ما
كان في وسط شيء ومعظمه فهو بين ظهريه وظهرانيه. وروى الأزهري عن الفراء:
فلان بين ظهرينا، وظهرانينا، وأظهرنا، بمعنى واحد، قال: ولا يجوز بين
ظهرانينا، بكسر النون. ويقال: رأيته بين ظهراني الليل يعني بين العشاء إلى
الفجر. وقال الفراء: أتيته مرة بين الظهرين: يوما من الأيام، قال: وقال أبو
فقعس: إنما هو يوم بين عامين، ويقال للشيء إذا كان وسط شيء: هو بين ظهريه
وظهرانيه. والظهر، بالضم ساعة الزوال، أي زاوال الشمس من كبد السماء، ومنه:
صلاة الظهر. وقال ابن الأثير: هو اسم لنصف النهار، سمي به من ظهيرة الشمس،
وهو شدة حرها. وقيل: إنما سميت لأنها أول صلاة أظهرت وصليت. الظهرة، بهاء،
السلحفاة، نقله الصاغاني. والظهيرة: الهاجرة، يقال: أتيته حد الظهيرة، وحين
قام قائم الظهيرة. قال ابن الأثير: هو شدة الحر نصف النهار. وقال ابن سيده:
الظهيرة: حد انتصاف النهار وقال الأزهري: هما واحد، أو إنما ذلك في القيظ.
ولا يقال في الشتاء: ظهيرة، صرح به ابن الأثير وابن سيده. وجمعها الظهائر،
ومنه حديث عمر أتاه رجل يشكو النقرس، فقال: كذبتك الظهائر أي عليك بالمشي
في الظهائر في حر الهواجر. وأظهروا: دخلوا فيها، ويقال دخلوا في وقت الظهر،
كما يقال: أصبحنا، وأمسينا. في الصباح والمساء، وفي التنزيل العزيز وحين
تظهرون قال ابن مقبل:
صفحة : 3138
فأضحى له جلب بأكناف شـرمة أجش
سماكي من الوبل أفصـح
وأظهر في غلان رقد وسـيلـه
علاجيم لا ضحل ولا متضحضح.
يعني أن السحاب أتى هذا الموضع ظهرا. يقال: أظهر القوم، إذا ساروا فيها، أي في الظهيرة، أو وقت الظهر، قاله الأصمعي. كظهروا تظهيرا، يقال: أتاني مظهرا، ومظهرا، أي في الظهيرة، قال الأزهري: ومظهر بالتخفيف هو الوجه، وبه سمي الرجل مظهرا. وتظاهروا: تدابروا، كأنه ولى كل واحد منهم ظهره للآخر. تظاهروا عليه: تعاونوا، ضد. والظهير كأمير: المعين، الواحد والجميع في ذلك سواء، وإنما لم يجمع ظهير، لأن فعيلا وفعولا قد يستوي فيهما المذكر والمؤنث والجمع، كما قال عز وجل إنا رسول رب العالمين وقال عز وجل والملائكة بعد ذلك ظهير . قال ابن سبده: وهذا كما حكاه سيبويه من قولهم للجماعة: هم صديق، وهو فريق. وقال ابن عرفة في قوله عز وجل: وكان الكافر على ربه ظهيرا، أي مظاهرا لأعداء الله تعالى. كالظهرة، بالضم، والظهرة، بالكسر، وهذه كراع، وقد تقدم، وفسره هناك بالعون، وتقدم أيضا إنشاد قول تميم في الظهرة. ويقال: هم في ظهرة واحدة أي يتظاهرون على الأعداء. يقال: جاءنا في ظهرته، بالضم وبالكسر وبالتحريك، وظاهرته، أي في عشيرته وقومه وناهضته الذين يعينونه. ظاهر عليه: أعان. واستظهره عليه: استعانه. واستظهر عليه به: استعان، ومنه حديث علي كرم الله وجهه: يستظهر بحجج الله وبنعمته على كتابه . ومن المجاز: قرأه من ظهر القلب، أي قرأه حفظا بلا كتاب. ويقال: حمل فلان القرآن على ظهر لسانه، كما يقال: حفظه عن ظهر قلبه. قد قرأه ظاهرا. يقال: ظهر على القرآن: استظهره، أي حفظه وقرأه ظاهرا. من المجاز: أظهرت على القرآن، وأظهرته، هكذا في سائرالنسخ عندنا بإثبات الهمز في الأثنين، والصواب في الأول ظهرت من باب منع، كما رأيته هكذا في التكملة مجودا مصححا وعزاه للفراء، أي قرأته على ظهر لساني، وهو مجاز. والظهارة، بالكسر: نقيض البطانة، فظهارة الثوب: ما علا منه وظهر، ولم يل الجسد، وبطانته: ما ولى منه الجسد وكان داخلا، وكذلك ظهارة البساط، وبطانته مما يلي الأرض. ويقال: ظهرت الثوب، إذا جعلت له ظهارة، وبطنته. إذا جعلت له بطانة، وجمعهما: ظهائر وبطائن. وظاهر بينهما، أي بين نعلين، وثوبين: لبس أحدهما عن الآخر، وذلك إذا طارق بينهما وطابق، وكذلك ظاهر بين درعين. وقيل: ظاهر الدرع: لأم بعضها على بعض، وفي الحديث أنه ظاهر بين درعين يوم أحد ، أي جمع ولبس إحداهما فوق الأخرى، وكأنه من التظاهر والتعاون والتساعد، قاله ابن الأثير، ومنه قول ورقاء بن زهير:
فشلت يميني يوم أضرب خالدا
ويمنعه مني الحديد المظاهر
صفحة : 3139
وعني بالحديد هنا الدرع. من المجاز: الظهار من النساء، ككتاب هو قوله، أي
الرجل، لامرأته: أنت علي كظهر أمي، أو كظهر ذات رحم، وكانت العرب تطلق
نساءها بهذه الكلمة، وكان في الجاهلية طلاقا، فلما جاء الإسلام نهوا عنها،
وأوجب الكفارة على من ظاهر من امرأته، وهو الظهار، وأصله مأخوذ من الظهر،
وإنما خصوا الظهر دون البطن والفخذ والفرج، وهذه أولى بالتحريم، لأن الظهر
موضع الركوب، والمرأة مركوبة إذا غشيت، فكأنه إذا قال: أنت علي كظهر أمي،
أراد: ركوبك للنكاح على حرام، كركوب أمي للنكاح، فأقام الظهر مقام الركوب،
لأنه مركوب، وأقام الركوب مقام النكاح، لأن الناكح راكب، وهذا من لطيف
الاستعارات للكناية. قال ابن الأثير: قيل: أرادوا أنت علي كبطن أمي، أي
كجماعها، فكنوا بالظهر عن البطن للمجاورة، وقال: وقيل: إن إتيان المرأة
وظهرها إلى السماء كان حراما عندهم، وكان أهل المدينة يقولون: إذا أتيت
المرأة ووجهها إلى الأرض جاء الولد أحول، فلقصد الرجل المطلق منهم إلى
التغليظ في تحريم امرأته عليه شبهها بالظهر، ثم لم يقنع بذلك حتى جعلها
كظهر أمه. وقد ظاهر منها مظاهرة وظهارا، وتظهر، وظهر تظهيرا، وتظاهر، كله
بمعنى، وقوله عز وجل والذين يظاهرون من نسائهم ، قرئيظاهرون، وقريء يظهرون،
والأصل يتظهرون، والمعنى واحد. قال ابن الأثير: وإنما عدي الظهار بمن لأنهم
كانوا إذا ظاهر المرأة تجنبوها، كما يتجنبون المطلقة ويحترزون منها، فكان
قوله ظاهر من امرأته أي بعد واحترز منها، كما قيل: آلي من امرأته، لما ضمن
معنى التباعد بمن. والمظهر: المصعد، كلاهما مثال مضقعد، كذا ضبطه الصاغاني،
ويوجد هنا في بعض النسخ بضم الميم فيهما، وهو خطأ، قال النابغة الجعدي
وأنشده رسول الله صل الله عليه وسلم:
بلغننا السماء مجدنا وسنـأونـا
وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا.
صفحة : 3140
فغضب، وقال: إلى أين المظهر يا أبا ليلى? فقال: إلى الجنة يا رسول الله،
قال: أجل إن شاء الله تعالى. والظهار، كسحاب: ظاهر الحرة وما أشرف منها.
الظهار، بالضم: الجماعة، هكذا نقله الصاغاني، ولم يبينه، وتبعه المصنف من
غير تنبيه عليه مع أنه مذكور في أول المادة. وتحقيقه أن الظهار، بالضم قيل
مفرد، وهو قول الليث، ويقال: جماعة، واحدها ظهر، ويجمع على الظهران، وهو
أفضل ما يراش به السهم، فتأمل. والظهارية، من أخذ الصراع، والأخذ، بضم
ففتح، جمع أخذة، نقله الصاغاني. أو هي الشغزبية، يقال: أخذه الظهارية
والشغزبية بمعنى. أو أن تصرعه على الظهر، وهذا الذي فسر به الصاغاني قوله:
من أخذ الصراع، فهو قول واحد، والمصنف أتى بأو الدالة على التنويع والخلاف
تكثيرا للمادة من غير فائدة، كما هو ظاهر. وقال ابن شميل: الظهارية: أن
تعتقله الشغزبية فتصرعه. من المجاز: الظهارية: نوع من النكاح، تشبيها
بالشغزبية، وقد ذكره الصاغاني. وأوثقه الظهارية، أي كتفه، قاله ابن بزرج،
وهو إذا شده إلى خلف، وهو من الظهر. وظهران كسحبان: ة بالبحرين وثوب
ظهراني: منسوب إليها. ظهران: جبل لأسد في أطراف القنان، و ظهران: واد قرب
مكة، بينها وبين عسفان، يضاف إليه مر، بفتح الميم، فيقال: مر الظهران، فمر:
اسم القرية، وظهران: الوادي، وبمر عيون كثيرة ونخيل لأسلم وهذيل وغاضرة،
ويعرف الآن بوادي فاطمة، وهي إحدى مناهل الحاج، قال كثير:
ولقد حلفت لها يمينـا صـادقـا
بالله عند محارم
الـرحـمـن
بالراقصات على الكلال عشـية
تغشى منابت عرمض الظهران
العرمض هنا صغار الأراك، حكاه ابن سيده عن أبي حنيفة. وروى ابن سيرين أن أبا موسىالأشعري كساثوبين في كفارة اليمين ظهرانيا ومعقدا، قال ابن شميل: هو منسوب إلى مر الظهران، وقيل: إلى القرية التي بالبحرين، وبهما، فسر. مظهر، كمعظم: جد عبد الملك بن قريب بن عبد الملك بن علي بن أصمع بن مظهر الأصمعي، صاحب الأخبار، والنوادر، وقد تقدم عام ولادته ووفاته في المقدمة، وضبطه الحافظ وغيره كمحسن. قال ابن الأعرابي: يقال: سال واديهم ظهرا، بالفتح، أي من مطر أرضهم و، سال درءا، بالضم أي من مطر غيرهم، هكذا في النسخ، ونص ابن الأعرابي: من غير مطر أرضهم. وقال مرة: سال الوادي ظهرا، كقولك ظهرا. وقال غيره: سال الوادي ظهرا، إذا سال بمطرة نفسه، فإن سال بمطر غيره قيل: سال درءا. قال الأزهري: وأحسب الظهر بالضم أجود لأنه أنشد:
ولو درى أن ما جاهرتني ظهرا
ما عدت ما لألأت أذنابها الفور.
صفحة : 3141
يقال: أصبت منه مطر ظهر، بالإضافة، أي خيرا كثيرا، نقله الصاغاني. يلص عادي
ظهر، بالإضافة، أي عدا في ظهر فسرقه. وقال الزمخشري: عدا في ظهره: سرق ما
وراءه. وبعير مظهر، كمحسن: هجمته الظهيرة، نقله الصاغاني. من المجاز: هو
يأكل على ظهر يدي، أي أنفق عليه، والفقراء يأكلون على ظهر أيدي الناس.
وكزبير: ظهير بن رافع بن عدي الأنصاري الأوسي الصحابي عقبي أحدي، روى عنه
رافع ابن خديج وجماعة، منهم من الصحابة: ظهير بن سنان الأسدي حجازي، له ذكر
في حديث غريب. وأبو ظهير: عبد الله بن فارس العمري، شيخ أبي عبد الرحمن
السلمي، هكذا ضبطه السلفي. وكأمير، الإمام مجد الدين أبو عبد الله محمد بن
أحمد بن عمر ابن شاكر، عرف بابن الظهير، الإربلي الحنفي الأديب، ولد بإربل
سنة 632 سمع بدمشق العلم السخاوي، وكريمة، وابن اللتي، وعنه الدمياطي،
والمزي، وله من بديع الاستطراد قوله:
أجاز ما قد سألـوا
بشرط أهل السند
محمد بن أحـمـد بن عمر بن أحمد.
وله ديوان شعر، وتوفي في سنة 677. ومحمد بن إسماعيل بن الظهير الحموي، واشتغل بحماة، وحدث. محدثان. ومما يستدرك عليه: قلب الأمر ظهرا لبطن: أنعم تدبيره، وكذلك يقول المدبر للأمر. وقلب فلان أمره ظهرا لبطن، وظهره لبطنه، وظهره للبطن، وهو مجاز قال الفرزدق:
كيف تراني قالبا مجني
أقلب أمري ظهره للبطن. وإنما اختار الفرزدق هنا للبطن على قوله: لبطن، لأن
قوله: ظهره معرفة، فأراد أن يعطف عليه معرفة مثله وإن اختلف وجه التعريف.
وبعير ظهير: لا ينتفع بظهره من الدبر. وقيل: هو الفاسد الظهر من دبر أو
غيره، رواه ثعلب. وبعير ظهير: قوي، قاله الليث، وذكره المصنف، فهما ضد.
ويقال: أكل الرجل أكلة ظهر منها ظهرة، أي سمن منها. وفي الحديث خير الصدقة
ما كان عن ظهر غني ، أي كان عفوا قد فضل عن غني، وقال أيوب: عن فضل عيال.
قال الفراء: العرب تقول: هذا ظهر السماء، وهذا بطن السماء، لظاهرها الذي
تراه. قال الأزهري: وهذا جاء في الشيء ذي الوجهين الذي ظهره كبطنه، كالحائط
القائم، لما وليك يقال بطنه، ولما ولي غيرك يقال ظهره، وهو مجاز. وظهرت
البيت: علوته، وبه فسر قوله تعالى فما اسطاعوا أن يظهروه . أي ما قدروا أن
يعلو عليه، لارتفاعه. وقوله تعالى ومعارج عليها يظهرون أي يعلون. وحاجته
عندك ظاهرة، أي مطرحة وراء الظهر. وجعلني بظهر، أي طرحني، وهو مجاز، وقوله
جل وعز أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء أي لم يبلغوا أن يطيقوا
إتيان النساء، وهو مجاز، ومن ذلك قول الشاعر:
خلفتنا بين قوم يظهرون بنـا
أموالهم عازب عنا ومشغول.
صفحة : 3142
وقوله جل وعز ولايبدين زينتهن إلا ما ظهر منها ، روى الأزهري عن ابن عباس
قال: الكف والخاتم والوجه، وقالت عائشة: الزينة الظاهرة: القلب والفتخة،
وقال ابن مسعود: الثياب، وهو أصح الأقوال، كما أار إليه الصاغاني، وقال: إن
فيه سبعة أقوال. وظهرت الطير من بلد كذا إلى بلد كذا، إذا انحدرت منه إليه،
وخص أبو حنيفة به النسر. وفي كتاب عمر رضي الله عنه إلى أبي عبيدة: فاظهر
بمن معك من المسلمين إليها . أي اخرج بهم إلى ظاهرها، وابرز بهم، وفي حديث
عائشة كان يصلي العصر في حجرتي قبل أن تظهر . تعني الشمس، أي تعلو وتظهر .
تعني الشمس، أي تعلو وتظهر، أو ترتفع.
وقال الأصمعي: يقال: هاجت ظهور الأرض، وذلك ما ارتفع منها، ومعنى هاجت: يبس بقلها، ويقال: هاجت ظواهر الأرض. وقال ابن شميل: ظاهر الجبل: أعلاه، وظاهرة كل شيء: أعلاه، استوى أو لم يستو ظاهره. وفي الأساس: الظاهرة: الأرض المشرفة. انتهى.
وإذا علوت ظهر الجبل فأنت فوق ظاهرته. والظهران بالضم: جناحا الجرادة الأعليان الغليظان، عن أبي حنيفة. وظاهر به: استظهر. وظاهر فلانا: عاونه ونصره. وقال الأصمعي: هو ابن عمه دنيا، فإذا تباعد فهو ابن عمه ظهرا، بالفتح، وهو مجاز. وفلان من ولد الظهر، أي ليس منا، وقيل: معناه أنه لا يلتفت إليهم قال أرطاة بن سهية:
فمن مبلغ أبناء مرة أننا وجدنا بني البرصاء من ولد الظهر. ونسبه الجوهري إلى الأخطل، وأنكره الصاغاني، أي من الذين يظهرن بهم ولا يلتفتون إلى أرحامهم. وفلان لا يظهر عليه أحد، أي لا يسلم، وهو مجاز. وأظهرنا الله على الأمر: أطلع. وقتله ظهرا، أي غيلة، عن ابن الأعرابي. وقوله تعالى إن يظهروا عليكم أي يطلعوا ويعثروا. وهذا أمر ظاهر عنك عاره، أي زائل، وهو مجاز، وقيل: ظاهر عنك، أي ليس بلازم لك عيبه، قال أبو ذؤيب:
أبي القلب إلا أم عمرو فأصبحت
تحرق ناري بالشكاة ونارهـا.
وعيرها الواشون أني أحبـهـا
وتلك شكاة ظاهر عنك عارها.
ومعنى تحرق ناري بالشكاة أي قد شاع خبري وخبرها وانتشر بالشكاة والذكر القبيح. ويقال: ظهر عني هذا العيب، إذا لم يعلق بي ونبا عني، وفي النهاية: إذا ارتفع عنك، ولم ينلك منه شيء، وفي الأساس: لم يعلق بك. وقال لابن الزبير: يا ابن ذات النطاقين، تعييرا له بها، فقال متمثلا:
وتلك شكاة ظاهر عنك عارها. أراد
أن نطاقها لا يغض منها ولا منه فيعير به، ولكنه يرفعه فيزيده نبلا.
والاستظهار: الاحتياط والاستيثاق وهو مجاز، ومنه قول الفقهاء: إذا استحيضت
المرأة واستمر بها الدم فإنها تقعد أيامها للحيض ولا تصلي، ثم تغتسل وتصلي،
وهو مأخوذ من البعير الظهري، ومنه الحديث أنه أمر خراص النخل أن يستظهروا
أي يحتاطوا لأربابها، ويدعوا لهم قدر ما ينوبهم وينزل بهم من الأضياف
وأبناء السبيل. وظاهرة الغب: وهي للغنم لا تكاد نكون للإبل، وظاهرة الغب:
أقصر من الغب قليلا. والمظهر، كمحسن اسم. وفي المحكم مظهر بن رباح: أحد
فرسان العرب وشعرائهم. والظواهر: موضع، قال كثير عزة:
صفحة : 3143
عفا رابغ من أهله فالظواهـر
فأكناف تبنى قد عفت فالأصافر وظهور، كصبور: موضع بأرض مهرة. وشرب الفرس
ظاهرة، أي كل يوم نصف النهار. وظهر فلان نجدا تظهيرا: علا ظهرها. الثلاثة
نقلها الصاغاني. وظاهر: لقب عبد الصمد بن أحمد النيسابوري المحدث، سمع ابن
المذهب. والمسمون بظاهر من المحدثين كثيرون، أوردهم الحافظ في التبصير.
وأبو الحسن علي بن الأعز بن علي البغدادي المعروف بابن الظهري بالفتح، من
شيوخ الحافظ الدمياطي. والظاهرية: من الفقهاء منسوبون إلى القول بالظاهر،
منهم داوود بن علي ابن خلف الأصبهاني رئيسهم، روى عن إسحاق بن راهويه، وأبي
ثور، ملت سنة 270 ببغداد. والحافظ جمال الدين الظاهري، وآل بيته، منسوبون
إلى الظاهر صاحب حلب. والشيخ شهاب الدين الظاهري الفقيه الشافعي، منسوب إلى
الظاهر بيبرس. والظاهرة: قرية باليمن، منها الشيخ الإمام العالم صديق بن
محمد المزجاجي الظاهري المتوفي بزبيد سنة 912. وبنو ظهيرة، كسفينة: قبيلة
بمكة، منهم حفاظ وعلماء ومحدثون، وقد تكفل لبيان أحوالهم كتاب البدور
المنيرة في السادة بني ظهيرة. والظهراني بالكسر: أبو القاسم علي بن أيوب
الدمشقي، روى عن مكحول البيرتي، هكذا ذكروه، ولم يبينوا. قلت: الصواب أنه
بالفتح إلى مر الظهران، لكونه نزله، وسمع به الحديث، والله أعلم. ومظهر بن
رافع، كمحسن، صحابي، بدري أخو ظهير الذي تقدم ذكره. ومعقل بن سنان بن مظهر
الأشجعي صحابي مشهور. ومظهر بن جهم بن كلدة، عن أبيه، وعنه حفيده أبو الليث
مظهر. والحارث بن مسعود بن عبدة بن مظهر بن قيس الأنصاري، له صحبة، قتل يوم
الجسر. وحبيب بن مظهر بن رئاب الأسدي، قتل مع الحسين بن علي، رضي الله
عنهما. ومظاهر بن أسلم، عن المقبري. وسنان بن مظاهر: شيخ لأبي كريب. وعبد
الله بن مظاهر: حافظ مشهور، توفي سنة 304. والظهرين: قرية باليمن، منها
الإمام الحافظ إبراهيم بن مسعود، سمع الحديث على الإمام المحدث عبد الرحمن
بن حسين النزيلي بهجرة القيري من أعمال كوكبان، وانتهت إليه الرحلة في
زمانه في الحفظ.