فصل العين مع الراء
الجزء الأول
ع-ب-ر
صفحة : 3144
عبر الرؤيا يعبرها عبرا بالفتح، وعبارة، بالكسر، وعبرها تعبيرا: فسره وأخبر
بما يؤول، وكذا في المحكم وغيره، وفي الأساس بآخر ما يؤول إليه أمرها.
وعبرها تعبيرا: فسرها وأخبر بما يؤول، كذا في المحكم وغيره، وفي الأساس
بآخر ما يؤول إليه أمرها. وفي البصائر للمصنف: والتعبير أخص من التأويل،
وفي التنزيل إن كنتم للرؤيا تعبرون أي إن كنتم تعبرون الرؤيا، فعداها
باللام كما قال قل عسى أن يكون ردف لكم قال الزجاج: هذه اللام أدخلت على
المفعول للتبيين. والمعنى إن كنتم تعبرون، وعابرين ثم بين باللام فقال:
للرؤيا قال: وتسمى هذه اللام لام التعقيب، لأنها عقبت الإضافة، قال
الجوهري: أوصل الفعل بلام كما يقال: إن كنت للمال جامعا. والعابر: الذي
ينظر في الكتاب فيعبره، أي يعتبر بعضه ببعض حتى يقع فهمه عليه، ولذلك قيل:
عبر الرؤيا، واعتبر فلان كذا. وقيل: أخذ هذا كله من العبر، وهو جانب النهر،
وهما عبران، لأن عابر الرؤيا يتأمل ناحيتي الرؤيا، فيتفكر في أطرافها،
ويتدبر كل شيء منها، ويمضي بفكره فيها من أول ما رأى النائم إلى آخر ما
رأى. وروى عن أبي رزين العقيلي أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول
الرؤيا على رجل طائر، فإذا عبرت وقعت، فلا تقصها إلا على واد، أو ذي رأي ،
لأن الواد لا يحب أن يستقبلك في تفسيرها إلا بما تحب، وإن لم يكن عالما
بالعبارة لم يعجل لك بما يغمك، لأن تعبيره يزيلها عما جعلها الله عليه،
وأما ذو الرأي فمعناه ذو العلم بعبارتها، فهو يخبرك بحقيقة تفسيرها، أو
بأقرب ما يعلمه منها، ولعله أن يكون في تفسيرها موعظة تردعك عن قبيح أنت
عليه، أو يكون فيها بشرى فتحمد الله تعالى على النعمة فيها. وفي حديث
الرؤيا لأول عابر وفي الحديث للرؤيا كنى وأسماء، فكنوها بكناها واعتبروها
بأسمائها وفي حديث ابن سيرين كان يقول إني أعتبر الحديث أي أعبر الرؤيا
بالحديث وأعتبر به، كما أعتبرها بالقرآن في تلأويليها، مثل أن يعبر الغراب
بالرجل الفاسق، والضلع بالمرأة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم سمي الغراب
فاسقا، وجعل المرأة كالضلع، ونحو ذلك من الكنى والأسماء. واستعبره إياها:
سأله عبرها وتفسيرها. وعبر عما في نفسه تعبيرا: أعرب بين. وعبر عنه غيره:
عيى فأعرب عنه وتكلم، واللسان يعبر عما في الضمير. والاسم منه العبرة،
بالفتح، كذا هو مضبوط في بعض النسخ، وفي بعضها بالكسر، والعبارة بكسر العين
وفتحها. وعبر الوادي، بالكسر ويفتح عن كراع: شاطئه وناحيته، وهما عبران،
قال النابغة الذبياني يمدح النعمان:
وما الفرات إذا جاشت غواربه
ترمي أو اذيه العبرينش
بالزبد
يوما بأطيب منه سيب نـافـلة ولا
يحول عطاء اليوم دون غد.
وعبره، أي النهر والوادي، وكذلك الطريق، عبرا، بالفتح، وعبورا، بالضم: قطعه من عبره إلى عبره، ويقال: فلان في ذلك العبر، أي في ذلك الجانب. من المجاز عبر القوم: ماتوا، وهو عابر، كأنه عبر سبيل الحياة، وفي البصائر للمصنف: كأنه عبر قنطرة الدنيا، قال الشاعر:
فإن تعبر فإن لنـا لـمـات
وإن نغبر فنحن على نذور.
صفحة : 3145
يقول: إن متنا فلنا أقران، وإن بقينا فنحن ننتظر ما لابد منه، كأن لنا في
إتيانه نذرا. عبر السبيل يعبرها عبورا: شقها، ورجل عابر سبيل، أي مار
الطريق، وهم عابرو سبيل، وعبار سبيل. وقوله تعالى ولا جنبا إلا عابري سبيل
قيل: معناه أن تكون له حاجة في المسجد وبيته بالبعد، فيدخل المسجد، ويخرج
مسرعا، وقال الأزهري: إلا مسافرين، لأن المسافر يعوزه الماء، وقيل: إلا
مارين في المسجد غير مريدين للصلاة. عبر به الماء عبرا وعبره به تعبيرا:
جاز، عن اللحياني. عبر الكتاب يعبره عبرا بالفتح: تدبره في نفسه ولم يرفع
صوته بقراءته. عبر المتاع والدراهم يعبرها عبرا: نظر: كم وزنها? وما هي?.
قال اللحياني: عبر الكبش يعبره عبرا: ترك صوفه عليه سنة وأكبش عبر، بضم
فسكون، إذا ترك صوفها عليها، قال الأزهري: ولا أدري كيف هذا الجمع? عبر
الطير: زجرها، يعبره، بالضم، ويعبره، بالكسر، عبرا، فيهما. والمعبر،
بالكسر: ما عبر به النهر من فلك أو قنطرة أو غيره. المعبر، بالفتح: الشط
المهيأ للعبور. به سمي المعبر الذي هو :د، بساحل بحر الهند. وناقة عبر
أسفار، وعبر سفر، مثلثة: قوية على السفر تشق ما مرت به وتقطع الأسفار
عليها، وكذا رجل عبر أسفار، وعبر سفر: جريء عليها ماض فيها قوي عليها، وكذا
جمل عبر أسفار وجمال عبر أسفار، للواحد والجمع والمؤنث، مثل الفلك الذي لا
يزال يسافر عليها. وجمل عبار، ككتان، كذلك أي قوي على السير. وعبر الذهب
تعبيرا: وزنه دينارا دينارا. قيل: عبر الشيء، إذا لم يبالغ في وزنه أو
كيله، وتعبير الدراهم: وزنها جملة بعد التفاريق. والعبرة، بالكسر: العجب،
جمعه عبر. والعبرة أيضا: الاعتبار بما مضى وقيل: هو الاسم من الاعتبار.
واعتبر منه: تعجب، وفي حديث أبي ذر: فما كانت صحف موسى? قال: كانت عبرا
كلها وهي كالموعظة مما يتعظ به الإنسان ويعمل به ويعتبر: ليستدل به على
غيره. العبرة، بالفتح: الدمعة، وقيل: هو أن ينهمل الدمع ولا يسمع البكاء،
وقيل: هي الدمعة قبل أن تفيض، أو هي تردد البكاء في الصدر، أو هي الحزن بلا
بكاء، والصحيح الأول، ومنه قول:
وإن شفائي عبرة لو سفحتها. ومن الأخيرة قولهم في عناية الرجل بأخيه، وإيثاره إياه على نفسه: لك ما أبكي ولا عبرتةبي ويروى ولا عبرة لي أي أبكي من أجلك، ولا حزن بي في خاصة نفسي. قاله الأصمعي. ج عبرات، محركة، وعبر، الأخيرة عن ابن جني. وعبر الرجل عبرا، بالفتح، واستعبر: جرت عبرته وحزن. وفي حديث أبي بكر، رضي الله عنه أنه ذكر النبي صلى الله عليه وسلم، ثم استعبر فبكى أي تحلب الدمع. وحكى الأزهري عن أبي زيد: عبر الرجل يعبر عبرا، إذا حزن. وامرأة عابر، وعبرى، كسكرى، وعبرة، كفرحة: حزينة، ج: عباري، كسكارى، قال الحارث بن وعلة الجرمي:
يقول لي النهدي هل أنت مردفي
وكيف رداف الفر أمك عابـر.
صفحة : 3146
أي ثاكل. وعين عبرى: باكية، ورجل عبران وعبر، ككتف: حزين باك. والعبر،
بالضم: سخنة العين، كأنه يبكي لما به. ويحرك. العبر: الكثير من كل شيء، وقد
غلب على الجماعة من الناس وقال كراع: العبر: جماعة القوم، هذلية. وعبر به
تعبيرا: أراه عبر عينه، ومعنى أراه عبر عينه، أي ما يبكيها أو يسخنها، قال
ذو الرمة:
ومن أزمة حصاء تطرح أهلها على ملقيات يعبرن بالغفـر. وفي حديث أم زرع: وعبر جارتها أي أن ضرتها ترى من عفتها وجمالها ما يعبر عينها، أي يبكيها. وفي الأساس: وإنه لينظر إلى عبر عينيه، أي ما يكرهه ويبكي منه، كما قيل:
إذا ابتر عن أوصاله الثوب عندها رأى عبر عينيها وما عنه مخنس أي لا تستطيع أن تخنس عنه. وامرأة مستعبرة، وتفتح الباء، أي غير حظية، قال القطامي:
لها روضة في القلب لم ترع مثلهافروك ولا المستعبرات الصلائف. ومجلس عبر، بالكسر والفتح: كثير الأهل، واقتصر ابن دريد على الفتح. وقوم عبير: كثر. قال الكسائي: أعبر الشاة إعبارا: وفر صوفها، وذلك إذا تركتها عاما لا يجزها، فهي معبرة، وتيس معبر: غير مجزوز، قال بشر بن أبي خازم يصف كبشا:
جزيز القفا شبعان يربض حجرة حديث الخصاء وارم العفل معبر. وجمل معبر: كثير الوبر، كأن وبره وفر عليه. ولا تقل أعبرته، قال:
أو معبر الظهر ينبي عن وليتهما حج ربه في الدنيا ولا اعتمرا. من المجاز: سهم معبر، وعبير، هكذا في النسخ كأمير، والصواب عبر، ككتف: موفور الريش كالمعبر من الشاء والإبل. وغلام معبر: كاد يحتلم ولم يختن بعد، وكذلك الجارية. زاده الزمخشري. قال:
فهو يلوى باللحاء الأقشر
تلوية الخاتن زب المعبر
وقيل: هو الذي لم يختن، قارب الأحتلام أو لم يقارب وقال الأزهري: غلام معبر، إذا كاد يحتلم ولم يختن، قالوا: يا ابن المعبرة، وهو شتم، أي العفلاء، وهو من ذلك، زاد الزمخشري كيا ابن البظراء. والعبر، بالضم: قبيلة. العبر: الثكلى، كأنه جمع عابر، وقد تقدم. والعبر: السحائب تعبر عبورا، أي تسير سيرا شديدا والعبر: العقاب، وقد قيل: إنه العثر، بالثاء المثلثة، وسيذكر في موضعه إن شاء الله تعالى. والعبر، بالكسر: ما أخذ على غربي الفرات إلى برية العرب، نقله الصاغاني. وبنو العبر: قبيلة، وهي غير الأولى. وبنات عبر، بالكسر: الكذب والباطل، قال:
إذا ما جئت جاء بنات عبر
وإن وليت أسرعن الذهابا
صفحة : 3147
وأبو بنات عبر: الكذاب. والعبري والعبراني، بالكسر فيهما: لغة اليهود، وهي
العبرانية. وقال الفراء: العبر، بالتحريك الاعتبار، والإسم منه العبرة
بالكسر، قال: ومنه قول العرب، هكذا نقله ابن منظور والصاغاني: اللهم اجعلنا
ممن يعبر الدنيا ولا يعمرها. وفي الأساس: ومنه حديث اعبروا الدنيا ولا
تعمروها ثم الذي ذكره المصنف يعبر بالباء ولا يعمر بالميم هو الذي وجد في
سائر النسخ، والأصول الموجودة بين أيدينا. وضبطه الصاغاني وجوده فقال: ممن
يعبر الدنيا، بفتح الموحدة ولا يعبرها، بضم الموحدة، وهكذا في اللسان أيضا،
وذكرا في معناه: أي ممن يعتبر بها ولا يموت سريعا حتى يرضيك بالطاعة، ونقله
شيخنا أيضا، وصوب ما ضبطه الصاغاني.
وأبو عبرة، أو أبو العبر، بالتحريك فيهما، وعلى الثاني اقتصر الصاغاني والحافظ. وقال الأخير: كذا ضبطه الأمير، وفي حفظي أنه بكسر العين، واسمه أحمد بن محمد ابن عبد الله بن عبد الصمد بن على ابن عبد الله بن عباس الهاشمي: هازل خليع، قال الصاغاني: كان يكتسب بالمجون والخلاعة، وقال الحافظ: هو صاحب النوادر ، أحد الشعراء المجان. والعبير: الزعفران وحده. عند أهل الجاهلية، قال الأعشي:
وتـبـرد بـرد رداء الـعـــرو س في الصيف رقرقت فيه العبيرا وقال أبو ذؤيب:
وسرب تطلى بالعبير كأنه دماء ظباء بالنحور ذبيح أو العبير: أخلاط من الطيب يجمع بالزعفران. وقال ابن الأثير: العبير: نوع من الطيب ذو لون يجمع من أخلاط. قلت: وفي الحديث أتعجز إحداكن أن تتخذ تومتين ثم تلطخهما بعبير أو زعفران ففي هذا الحديث بيان أن العبير غير الزعفران. والعبور، كصبور: الجذعة من الغنم أو أصغر. وقال اللحياني: العبور من الغنم: فوق الفطيم من إناث الغنم. وقيل: هي أيضا التي لم تجز عامها. ج عبائر، وحكى عن اللحياني: لي نعجتان وثلاث عبائر. العبور: الأقلف، وهو الذي لم يختن، ج عبر، بالضم، قاله ابن الأعرابي. العبيراء، بالضم مصغرا ممدودا: نبت، عن كراع، حكاه مع الغبيراء. والعوبر، كجوهر: جرو الفهد، عن كراع أيضا. والمعابير: خشب بضمتين، في السفينة منصوبة يشد إليها الهوجل، وهو أصغر من الأنجر، تحبس السفينة به، قاله الصاغاني. وعابر كهاجر: ابن أرفخشذ بن سام بن نوح عليه السلام، إليه اجتماع نسبة العرب وبني إسرائيل، ومن شاركهم في نسبهم، قاله الصاغاني ويأتي في قحط أن عابر هو ابن شالخ ابن أرفخشذ. قلت: ويقال فيه عيبر أيضا، وهو الذي قسمت في أيامه الأرض بين أولاد نوح، يقال: هو هود النبي عليه السلام، وبينه وبين صالح النبي عليه السلام خمسمائة عام، وكان عمره مائتين وثمانين سنة، ودفن بمكة، وهو أبو قحطان وفالغ وكابر.
وعبربه، هذا الأمر تعبيرا اشتد عليه، قال أسامة بن الحارث الهذلي:
وما أنا والسير في متلف
يعبر بالذكر الضابـط.
صفحة : 3148
ويروى يبرح. وعبرت به تعبيرا: أهلكته كأني أريته عبر عينيه، وقد تقدم. منه
قيل: معبر، كمعظم: جبل بالدهناء بأرض تميم، قال الزمخشري، سمي به لأنه يعبر
بسالكه. أي يهلك. وفي التكملة: حبل من حبال الدهناء، وضبطه هكذا بالحاء
المهملة مجودا، ولعله الصواب، وضبطه بعض أئمة النسب كمحدث، وأراه مناسبا
لما ذهب إليه الزمخشري. وقوس معبرة: تامة، نقله الصاغاني. والمعبرة،
بالتخفيف، أي مع ضم الميم: الناقة التي لم تنتج ثلاث سنين، فيكون أصلب لها،
نقله الصاغاني. والعبران، كسكران ع: نقله الصاغاني. وعبرتي، بفتح الأول
والثاني وسكون الثالث وزيادة مثناة: ة قرب النهروان، منها عبد السلام بن
يوسف العبرتي، حدث عن ابن ناصر السلامي وغيره، مات سنة 623. والعبرة،
بالضم: خرزة كان يلبسها ربيعة بن الحريش، بمنزلة التاج، فلقب لذلك ذا
العبرة، نقله الصاغاني. ويوم العبرات، محركة: من أيامهم، م، معروف. ولغة
عابرة: جائزة، من عبر به النهر: جاز. ومما يستدرك عليه: العابر: الناظر في
الشيء. والمعتبر: المستدل بالشيء على الشيء. والمعبرة، بالكسر: سفينة يعبر
عليها النهر. قاله الأزهري. وقال ابن شميل: عبرت متاعي: باعدته، والوادي
يعبر السيل عنا، أي يباعده. والعبري، بالضم، من السدر: ما نبت على عبر
النهر وعظم، منسوب إليه، نادر. وقيل: هو ما لا ساق له منه، وإنما يكون ذلك
فيما قارب العبر. وقال يعقوب: العبر والعمري منه: ما شرب الماء، وأنشد:
لاث به الأشاء والعبري. قال: والذي لا يشرب الماء يكون بريا، وهو الضال. قال أبو زيد: يقال للسدر وما عظم من العوسج: العبري، والعمري: القديم من السدر، وأنشد قول ذي الرمة:
قطعت إذا تجوفت العواطـي ضروب السدر عبريا وضالا. وعبر السفر يعبره عبرا: شقه، عن اللحياني. والشعري العبور: كوكب نير مع الجوزاء، وقد تقدم في ش-ع-ر، وإنما سميت عبورا لأنها عبرت المجرة، وهي شامية، وهذا محل ذكرها. والعبار، بالكسر، الأبل القوية على السير. وقال الأصمعي: يقال: لقد أسرعت استعبارك الدراهم، أي استخراجك إياها. والعبرة: الاعتبار بنا مضى. والاعتبار: هو التدبر والنظر، وفي البصائر للمصنف: العبرة والاعتبار: الحالة التي يتوصل بها من معرفة المشاهد إلى ما ليس بمشاهد. وعبرة الدمع: جريه.
وعبرت عينه، واستعبرت: دمعت. وحكى
الأزهري عن أبي زيد: عبر كفرح، إذا حزن، ومن دعاء العرب على الإنسان: ماله
سهر وعبر. والعبر، بالضم: البكاء بالحزن، يقال: لأمه العبر والعبر والعبر
وجارية معبرة: لم تخفض. وعوبر، كجوهر: موضع. والعبر، بالفتح: بلد باليمن
بين زبيد وعدن، قريب من الساحل الذي يجلب إليه الحبش. وفي الأزد عبرة،
بالضم، وهو عوف بن منهب. وفيها أيضا عبرة ابن زهران بن كعب، ذكرهما
الصاغاني. قلت: والأخير جاهلي، ومنهب الذي ذكره هو ابن دوس. وعبرة بن هداد،
ضبطه الحافظ. والسيد العبري بالكسر، هو العلامة برهان الدين عبيد الله بن
الإمام شمس الدين محمد بن غانم الحسيني قاضي تبريز، له تصانيف توفي بها سنة
743.
صفحة : 3149
وفي الأساس والبصائر: وبنو فلان يعبرون النساء، ويبيعون الماء، ويعتصرون
العطاء. وأحصى قاضي البدو المخفوضات والبظر، فقال: وجدت أكثر العفائف
موعبات، وأكثر الفواجر، معبرات. والعبارة، بالكسر: الكلام العابر من لسان
المتكلم إلى سمع السامع. والعبار، ككتان: مفسر الأحلام، وأنشد المبرد في
الكامل:
رأيت رؤيا ثم عبرتها وكنت للأحلام عبارا
ع-ب-ث-ر
العبوثران، والعبيثران، وتفتح ثاؤهما: نبات كالقيصوم في الغبرة إلا أنه طيب
للأكل له قضبان دقاق طيب الريح. وقال الأزهري: هو نبات ذفر الريح، وأنشد:
يا ريها إذا بدا صناني كأنني جاني عبيثران قال: شبه ذفر صنانه بذفر هذه الشجرة. ومن خواصه أن مسحوقه إن عجن بعسل واحتملته المرأة، أي عقب الطهر أسخنها وحبلها. والعبثران، هكذا في الأصول، والصواب العبيثران مثل الأول، كما في التكملة واللسان: الأمر الشديد قال اللحياني: يقال: وقع بنو فلان في عبيثران شر، إذا وقعوا في أمر شديد، وكذا عبيثرة شر، وعبوثران شر. والعبيثران: الشر والمكروه وهو من ذلك وتفتح الثاء، قاله اللحياني، قال: والعبثيران: شجرة كثيرة الشوك لا يكاد يخلص منها من يشاكها، تضرب مثلا لكل أمر شديد. وعبيثر: اسم رجل، ذكره ابن دريد في باب ما جاء على فعيلل، بفتح الفاء.
وعباثر، بالفتح: نقب ينحدر من جبل جهينة يسلكه من خرج من إضم يريد ينبع، كذا في المعجم والتكملة. وعبثر بن القاسم، كجعفر: محدث. وعبيثر بن صهبان القائد مصغر، ذكرهما الصاغاني هنا وذكرهما المصنف في ع-ث-ر-وسيأتي. وعبثر، كجعفر: موضع من الجمهرة.
ع-ب-ج-ر-
العبنجر، كسفرجل: الغليظ أهمله الجوهري والصاغاني، واستركه ابن منظور.
ع-ب-د-ر-
العبدري، أهمله الجوهري وابن منظور، واستدركه الصاغاني، قال: وهو منسوب إلى
بني عبد الدار بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي، منهم
حجبة الكعبة، وجدهم شيبة بن عثمان بن طلحة بن عبد الله بن عبد العزي بن
عثمان بن عبد الدار. ومصعب بن عمير الشهيد، والحافظ أبو عامر محمد بن سعدون
العبدريان: محدثان.
ع-ب-س-ر-
العبسور، بالضم: الناقة الشديدة، وقيل: هي السريعة، وقال الأزهري: هي
الناقة الصلبة، كالعبسر، كقنفذ، وقيل: السين زائدة، وسيأتي في عسبر.
ع-ب-ق-ر-
عبقر كجعفر: ع بالبادية كثر الجن، يقال في المثل: كأنهم جن عبقر وفي كلام
بعضهم أنه باليمن، وفي الصحاح: تزعم العرب أنه في أرض الجن، قال لبيد:
ومن فاد من إخوانهم وبنيهم
كهول وشبان كجنة عبقر
صفحة : 3150
ثم نسبوا إليه كل شيء تعجبوا من حذقه أو جودة صنعته وقوته. وقال ابن
الأثير: عبقر: قرية يسكنها الجن فيما زعموا، فكلما رأوا شيئا فائقا غريبا
مما يصعب عمله ويدق، أو شيئا عظيما في نفسه، نسبوه إليها. وقال ابن سيده:
عبقر:ة باليمن، وفي المعجم: بالجزيرة، يوشى فيها الثياب والبسط، ثيابها في
غاية الحسن والجودة، فصارت مثلا لكل منسوب إلى شيء رفيع، فكلما بالغوا في
نعت شيء متناه نسبوه إليه. وقيل: إنما ينسب إلى عبقر الذي هو موضع الجن.
وقال أبو عبيد: ما وجدنا أحدا يدري أين هذه البلاد ولا متى كانت وعبقر: اسم
امرأة. والعبقري: الكامل من كل شيء. والعبقري: السيد من الرجال، وفي الحديث
أنه قص رؤيا رآها، وذكر عمر، فقال: فلم أر عبقريا يفري فريه قال الأصمعي:
سألت أبا عمرو بن العلاء عن العبقري فقال: يقال: هذا عبقري قوم، كقولك: هذا
سيد قوم وكبيرهم وشديدهم وقويهم، ونحو ذلك. وقيل: العبقري: الشديد والقوي.
قال أبو عبيد: وأصل هذا، فيما يقال، أنه نسب إلى عبقر، وهي أرض يسكنها
الجن، فصارت مثلا لكل منسوب إلى شيء رفيع.
والعبقري: ضرب من البسط كالعباقري، الواحدة عبقرية، قاله ابن سيده، وفي الحديث أنه كان يسجد على عبقري وهي هذه البسط التي فيها الأصباغ والنقوش، حتى قالوا: ظلم عبقري، وهذا عبقري قوم، للرجل القوي، ثم خاطبهم الله تعالى بما تعارفوه فقال عبقري حسان وقرأه بعضهم عباقري حسان وقال: أراد جمع عبقري، وهذا خطأ، لأن المنسوب لا يجمع على نسبته ولا سيما الرباعي، لا يجمع الخثعمي بالخثاعمي، ولا المهلبي بالمهالبي، ولا يجوز ذلك إلا أن يكون نسب إلى اسم على بناء الجماعة بعد تمام الاسم، نحو شيء تنسبه إلى حضاجر، فيقول حضاجري، فتنسب كذلك إلى عباقر، فيقال عباقري، والسراويل ونحو ذلك كذلك، قال الأزهري: وهذا قول حذاق النحويين: الخليل وسيبويه والكسائي قال الأزهري: وقرئ عباقري بفتح القاف، وكأنه منسوب إلى عباقر.
وقال الفراء: العبقري: الطنافس الثخان، واحدها عبقرية، والعبقري: الديباج. وقال قتادة: هي الزرابي. وقال سعيد بن جبير: هي عتاق الزرابي. والعبقري: الكذب البحت، أي الخالص، يقال: كذب عبقري وسماق، أي خالص لا يشوبه صدق. والعبقر، والعبقرة من النساء، المرأة التارة الجميلة، قال مكرز بن حفص:
تبدل حصن بأزواجـه عشارا وعبقرة عبقرا أراد عبقرة عبقرة فأبدل من الهاء ألفا للوصل ويقال: جارية عبقرة: ناصعة اللون. والعبقرة: تلالؤ السراب، يقال: عبقر السراب، إذا تلألأ. والعبوقره: ع، قاله الصاغاني وغيره، أو جبل في طريق المدينة من السيالة قبل ملل بيومين، قاله الهجري، وأنشد لكثير عزة:
أهاجك بالعبوقرة الديار
نعم عفى، منازلها قفار وعبيقر، بضم القاف: ع عن المازني، كذا
قاله الصاغاني. وعباقر، كحضاجر: ماء لبني فزارة، قال ابن عنمة الضبي: أهلي
بنجد ورحلي في بيوتكم على عباقر من غورية العلم.
صفحة : 3151
وأبرد من عبقر وحبقر، قد مر ذكره في: ح-ب-ق-ر، قال الأزهري يقال: إنه لأبرد
من عبقر، وأبرد من حبقر، أبرد من عضرس، قال: ومعنى كل ذلك البرد، كأنهما
كلمتان جعلتا واحدا. ومما يستدرك عليه: العبقري: الفاخر من الحيوان
والجوهر. والعبقر: النرجس يشبه به العين، قيل: ومنه جارية عبقرة: ناصعة
اللون. قال الليث: والعبقر: أول ما ينبت من أصول القصب ونحوه وهو غض رخص
قبل أن يظهر من الأرض، الواحدة عبقرة، قال العجاج:
كعبقرات الحائر المسحور قال: وأولاد الدهاقين يقال لهم: عبقر، شبههم لترارتهم ونعمتهم بالعبقر، قال ابن منظور هكذا رأيت في نسخة التهذيب. وفي الصحاح: العبنقر: القصب، والنون زائدة، وهذا يحتاج إلى نظر.
ع-ب-ه-ر
العبهر: الممتلئ شدة وغيظا. ورجل عبهر: ممتلئ الجسم، وامراة عبهر وعبهرة.
العبهر: العظيم، وقيل: هو الناعم الطويل من كل شيء، كالعباهر، بالضم فيهما،
أي في معنى الناعم والطويل، قال الأزهري: من الرجال بدل من كل شيء. قلت:
ونقله الصاغاني عن أبي عمرو. العبهر: النرجس، وقيل: هو الياسمين، سمي به
لنعمته، وقيل: هو نبت آخر غيرهما، وحلاه الجوهري فقال: فارسيته بستان
أفروز. العبهرة، بهاء: الرقيقة البشرة الناصعة البياض، وقيل: هي السمينة
الممتلئة الجسم، كالعبهر، يقال: جارية عبهرة، وأنشد الأزهري:
قامت ترائيك قواما عبهرا
منها ووجها واضحا وبشرا
لو يدرج الذر عليه أثرا.
قيل: هي الجامعة للحسن في الجسم والخلق، قال:
عبهرة الخلق لباخـية تزينه بالخلق الظاهر. وقال:
من نسوة بيض الوجو ه نواعم غيد عباهر.
ع-ت-ر
العتر، بالفتح: اشتداد الرمح وغيره، واضطرابه واهتزازه، كالعتران. محركة،
يقال: عتر الرمح يعتر، إذا تراجع في اهتزازه، قال الشاعر:
وكل خطي إذا هز عتر. ويقال: سيف باتر، ورمح عاتر، وهو المضطرب، مثل العاسل، وقد عتر، وعسل، وعرت، وعرص، قال الأزهري: قد صح عتر وعرت، ودل اختلاف بنائها على أن كل واحد منها غير الآخر. العتر: إنعاظ الذكر، كالعتور، بالضم، وقد عتر عتورا: اشتد إنعاظه واهتزازه، قال:
تقول إذ أعجبها عـتـوره
وغاب في فقرتها جذموره
أستقدر الله وأستـخـيره.
والعتر: الذبح، يعتر، بالكسر في
الكل، أي في الأفعال الثلاثة التي تقدمت. يقال: عتر الرمح يعتر عترا، وعتر
الذكر يعتر عتورا، وعتر الشاة والظبية ونحوهما يعترها عترا: ذبحها. العتر،
بالفتح: الذكر، ويكسر، كالعتار، ككتان، قال الصاغاني: كأنه شبه بالرمح
العاتر. العتر، بالكسر: الأصل، وفي المثل: عادت إلى عترها لميس أي رجعت إلى
أصلها، يضرب لمن رجع إلى خلق كان قد تركه. العتر: نبت ينبت مثل المرزنجوش
متفرقا، فإذا طال وقطع أصله خرج منه شبه اللبن. وقيل: هو المرزنجوش، قيل:
إنه يتداوى به، وبه فسر حديث عطاء: لابأس للمحرم أن يتداوى بالسنا والعتر .
وقيل: هو العرفج. أو شجر صغار له جراء نحو جراء الخشخاش، قاله أبو حنيفة.
العتر: الصنم يعترله، قال زهير:
صفحة : 3152
فزل عنها وأوفي رأس مرقـبة كناصب
العتر دمي رأسه النسك العتر: كل ما عتر، أي ذبح، كالذبح. العتر: شاة كانوا
يذبحونها في رجب لآلهتهم، كالعتيرة، مثل ذبح وذبيحة، والجمع العتائر، وفي
الحديث أنه قال: لافرعة ولا عتيرة قال أبو عبيد: العتيرة: هي الرجبية، وهي
ذبيحة كانت تذبح في رجب يتقرب بها أهل الجاهلية، ثم جاء الإسلام فنسخ، وقال
الحارث بن حلزة يذكر قوما أخذوهم بذنب غيرهم:
عننا باطلا وظلما كـمـا تـع تر عن حجرة الربيض الظباء. معنااه، أن الرجل كان يقول في الجاهلية: إن بلغت إبلي مائة عترت عنها عتيرة، فإذا بلغت مائة ضن بالغنم فصاد ظبيا فذبحه. العتر: قبيلة من بلي أبوهم عتر بن جشم، منهم عبد الرحمن بن عديس بن عمرو بن عبيد البلوي العتري الصحابي بايع تحت الشجرة، وكان أميرا لجيش القادمين من مصر لحصار عثمان، وروى عنه جماعة في دمشق. وعتر بن معاذ: بطن من هوازن. من أحدهما سنان بن مظاهر شيخ لأبي كريب، ومحمد بن موسى الكوفي، عن فضيل بن مرزوق وبكار بن سلام: شيخ لمحمد ابن قيس الأسدي، ومالك بن ضمرة التابعي، يروى عن علي، وأبان وقاسم ابنا أرقم، وألأخوهما الثالث مطر، العتريون: محدثون. العتر: نصاب المسحاة وغيرها، أو هي الخشبة المعترضة في المسحاة يعتمد عليها الحافر برجله. وقيل: عترة المسحاة: خشبتها التي تسمى يد المسحاة. العتر: الهذيان أوشبهه. وسليم بن عتر التجيبي: القاضي مصر، روى عن عمر وجماعة. وفضيل بن مرزوق: مولى بني عتر، ويعرف بالكوفي، حدث عنه محمد بن موسى وغيره، وقد ضعفه النسائي، وعيب على مسلم إخراجه في الصحيح. العتر، بضمتين: الفروج المنعظة، جمع عاتر وعتور، كصبور.
العتر، بالتحريك: الشددة والقوة
في جميع الحيوان. سمي عتر بن عامر ابن عذر: جد لأبي موسى الأشعري، رضي الله
عنه، وقد ذكره المصنف أيضا في ح-ض-ر. العتار ككتان: الرجل الشجاع، والفرس
القوي على السير من المواضع: المكان الخشن التربة الوحش المنظر. من المجاز:
العترة: بالكسر: قلادة تعجن بالمسك والأفاويه، على التشبيه بالعترة، وهي
قطعة مسك خالصة. العترة: نسل الرجل وأقرباؤه من ولد وغيره. قيل: عترة
الرجل: رهطه وعشيرته الأذنون، أي الأقربون ممن مضى وغبر، ومنه قول أبي بكر
رضي الله عنه نحن عترة رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم التي خرج منها،
وبيضته التي تفقأت عنه، وإنما جيبت العرب عنا كما جيبت الرحي عن قطبها قال
ابن الأثير: لأنهم من قريش. والعمة تظن أنها ولد الرجل خاصة، وأن عترة رسول
الله صلى الله عليه وسلم ولد فاطمة رضي الله عنها، هذا قول ابن سيده. وقال
أبو عبيد، وغيره: وعترة الرجل، وأسرته، وفصيلته: رهطه الأدنون. وقال ابن
الأثير: عترة الرجل: أخص أقاربه. وقال ابن الأعرابي: عترة الرجل: ولده
وذريته وعقبه من صلبه، قال: فعترة النبي صلى الله عليه وسلم: ولد فاطمة
البتول عليها السلام.
صفحة : 3153
وروى عن أبي سعيد قال: العترة: ساق الشجرة، قال وعترة الننبي صلى الله عليه
وسلم: عبد المطلب وولده، وقيل: عترته: أهل بيته الأقربون، وهم أولاده، وعلي
وأولاده، وقيل: عترته: الأقربون والأبعدون منهم. وقيل: عترة الرجل: أقرباؤه
من ولد عمه دنيا، ومنه حديث أبي بكر رضي الله عنه قال للنبي صلى الله عليه
وسلم حين شاور أصحابه في أسارى بدر: عترتك وقومك أراد بعترته العباس ومن
كان فيهم من بني هاشم، وبقومه قريشا. والمشهور المعروف أن عترته أهل بيته،
وهم الذين حرمت عليهم الزكاة والصدقة المفروضة، وهم ذو القربى الذين لهم
خمس الخمس المذكور في سورة الأنفال. العترة: أشر الأسنان. عترة الثغر: دقة
في غروبه، ونقاء وماء يجري عليه، هكذا عندنا في سائر الأصول، وفي بعض النسخ
وما يجري عليه أي بما الموصولة، والضمير في غروبه وعليه راجع إلى الثغر،
وهو ليس بمذكور في كلام المصنف، فتأمل. وفي حديث تفلغ رأسي كما تفلغ العترة
، وهي واحدة العتر، وقد تقدم أنه المرزنجوش وقيل: شجرة العرفج، وقال أعرابي
من ربيعة العترة: شجيرة ترتفع ذراعا، ذات أغصان كثيرة، وورق أخضر مدور،
كورق التنوم. العترة: قثاء الأصف، وهو الكبر. ويقال: هو أذل من عترة الضب،
قيل: هي شجرة تنبت عند وجار الضب، فهو يمرسها فلا تنمى. العترة: الريقة
العذبة، يقال إن ثغرها لذو أشرة وعترة. العترة: القطعة من المسك الخالص، أي
نفسه غير مخلوط بشيء آخر. عترة بن عمرو بن الحارث في هذيل، فيها أيضا عترة
بن غادية، ويقال: إن العتريين المحدثين منسوبون إلى أحدهما، وقد تقدم.
والعتوارة، بالكسر: القطعة من المسك، كالعترة. العتوارة: الرجل القصير
المكتنز اللحم. عتوارة، بلا لام: حي من كنانة، ويضم، عن سيبويه، وأنشد
الليث:
من حي عتوار ومن تعتورا. قال المبرد: العتورة: الشدة في الحرب، وبنو عتوارة سميت بهذا لقوتها، وكانوا أولي صبر وخشونة في الحرب. وتعتور الرجل: تشبه بهم، أو انتسب إلهم كما يقال تبغدد. وعاتر: اسم امرأة. وعترة، بالضم، بن عامر بن كعب: بطن من عجل. عتر كزفر: بن حبيب في نسب هوازن. ومحمد بن عتيرة الفزاري كسفينة: محدث، روى عن الشعبي. وقلعة عمارة، بالضم، ابن عتير، كزبير، بفارس، وعتير هذا هو عتير بن كدام، قاله الصاغاني ويوجد في غالب النسخ عمارة، بالكسر، وهو خطأ، وسيأتي ضبطه أيضا في ع-م-ر. وعتير، كزبير: صحابي بدري، وروى عنه سليمان الأزدي، أو هو عثير بالمثلثة، هكذا ضبطوه بالوجهين. قال المبرد: عتور، بالراء، كدرهم: اسم واد خشن المسلك، من العتر، وهو الشددة، وليس بتصحيف عتود، بالدال، وجاء على فعول من الأسماء عتود وعتور وخروع وذرود، نقله الصاغاني. ومما يستدرك عليه: رجل معتر، كمعظم: غليظ كثير اللحم. ورجل معتر: شرير، شامية. وقول الشاعر:
فخر صريعا مثل عاترة النسك.
صفحة : 3154
فإنه وضع فاعلا موضع مفعول، وله نظائر، وقد يكون على النسب، قال الليث:
وإنما هي معتورة وهي مثل عيشة راضية، وإنما هي مرضية. والعتر، بالكسر:
المذبوح. ويقال: هذه أيام ترجيب وتعتار. وعتر المرأة عترا: نكحها، وهذه عن
ابن القطاع. والعترة: ساق الشجرة، قاله ابن الأعرابي. وفي الأساس: وأغصان
الشجرة: عترتها، وعمودها الشجرة، انتهى. ومتر، كمنبر: اسم رجل. وفي الحديث
ذكر العتر، وهو بالكسر جبل بالمدينة من جهة القبلة. يقال له المشدر الأقصى،
ذكره أبو عبيد، ونقله صاحب اللسان. قلت: وليس هو تصحيف عير. وفي خزاعة عترة
بن عمرو بن أفصى، بالفتح، ذكره الصاغاني، وقيل هو بزاي ونون، وسيأتي. وعتر
بن بكر بنتيم اللات بن رفيدة، كزفر، ذكره الحافظ، وقيل هو بإعجام الغين،
والموحدة. ومحمد بن عترة الموصلي بالكسر، يروى عن محمد بن أحمد ابن أبي
المنى، وحفيده عبد القادر بن محمد بن محمد، نزيل بغداد، معروف. ومعتر بن
بولان، كمنبر، وفي طيء، وبنته عقدة بنت معتر. وأبو كعب بن مسعود بن معتر،
ذكره ابن حبيب.
ع-ث-ر
عثر، كضرب ونصر وعلم وكرم يعثر ويعثر ويعثر، الثالثة عن اللحياني عثرا،
بالفتح، وعثيرا، كأمير، وعثارا، ككتاب، وتعثر، إذا كبا. وقد عثر في ثوبه،
وخرج يتعثر في أذياله، وعثربه فرسه فسقط. وفي التهذيب: عثر الرجل يعثر
عثرة، وعثر الفرس عثارا، قال: وعيوب الدواب تجيء على فعال مثل العضاض
والعثارو الخراط والضراح والرماح وما شاكلها. من المجاز: عثر جده، يعثر
ويعثر: تعس، على المثل، وأعثره الله تعالى، وعثره تعثيرا، فيهما، وأنشد ابن
الأعرابي:
فخرجت أعثر في مقادم جبتي لولا الحياء أطرتها إحضارا. هكذا أنشده أعثر، على صيغة. مالم يسم فاعله، ويروى أعثر. وأعثره الله: أتعسه. والعثور: المهلكة من الأرضين، قال ذو الرمة:
ومرهوبة العاثور ترمي بركبها إلى مثله حرف بعيد مناهلـه. وقال العجاج: وبلدة كثرة العاثور تنازع الرياح سحج المور.
يعني المتالف، ويروي مرهوبةش العثور . من المجاز: العاثور: الشر والشدة، كالعثار، بالكسر، يقال: لقيت منه عاثورا، وعثارا، أي شدة، ووقعوا في عاثور شر، أي في اختلاط من الشر وشدة. والعثار والعاثور: ما عثر به. العاثور: ما أعد ليقع فيه أحد، وفي اللسان: ما أعده ليوقع فيه آخر. وقال الزمخشري: يقال للمتورط: وقع في عاثور، أي مهلكة، وأصله حفرة تحفر للأسد، ليقع فيها، للصيد أو غيره. قلت: وذهب يعقوب إلى أن الفاء في عافور بدل من الثاء في عاثور، قال الأزهري: وللذي ذهب إليه وجه، إلا أنا إذا وجدنا للفاء وجها نحملها فيه على أنه أصل لم يجز الحكم بكونها بدلا فيه إلا على قبح وضعف تجوز، وذلك أنه يجوز أن يكون قولهم: وقعوا في عافور فاعولا من العفر، لأن العفر من الشدة أيضا، ولذلك قالوا: عفريت، لشدته. العاثور: البئر، وربما وصف به، قال بعض الحجازيين:
ألا لـيت شـعـري هل أبـيتـن ليلة
وذكرك لا يسـري إلى كما يسـرى
وهل يدع الواشون إفساد بيننا وحفر
الثأي العثور من حيث
لا ندري
صفحة : 3155
وفي الصحاح: وحفرا لنا العثور ، قال ابن سيده: يكو صفة ويكون بدلا. قال
الأزهري: والعاثور ضربه مثلا لما يوقعه فيه الواشي من الشر. من المجاز:
العثور، بالضم: الاطلاع على أمر من غير طلب، كالعثر، بالفتح.عثر على سر
الرجل يعثر عثورا وعثرا: اطلع. وأعثره: أطلعه. وفي كتاب الأبنية لابن
القطاع: عثرت على الأمر عثرا، ولغة أعثرت، ولغة القران: أعثرت غيري. انتهى،
وفي التنزيل: وكذلك أعثرنا عليهم أي :أعثرنا عليهم. غيرهم، فحذف المفعول،
وفي البصائر قوله تعالى: أعثرنا عليهم . أي وقفناهم عليهم من غير أن طلبوا.
وقوله تعالى فإن عثر على أنهما استحقا إثما معناه، فإن اطلع على أنهما قد
خانا. وقال الليث: عثر الرجل يعثر عثورا، إذا هجم على أمر لم يهجم عليه
غيره. وعثر يعثر عثرا: كذب، عن كراع، يقال: فلان في العثر والبائن، يراد في
الحق والباطل، قاله الصاغاني. عثر العرق يعثر عثرا: ضرب، عن اللحياني.
والعثير، كحذيم، أي بكسر فسكون ففتح: التراب، ولا تقل فيه: عثير، أي
بالفتح، لأنه ليس في الكلام فعيل بفتح الفاء إلا ضهيد، وهو مصنوع. العثير:
العجاج الساطع، كالعثيرة، قال:
ترى لهم حول الصقعل عثيرة. يعني
الغبار. والعثيرات: التراب، حكاه سيبويه. قيل: العثير: كل ما قلبت من الطين
أو التراب أو المدر بأطراف أصابع رجليك إذا مشيت، لا يرى من القدم أثر
غيره، فيقال: ما رأيت له أثرا ولا عثيرا. العثير: الأثر الخفي، وقيل هو
أخفي من الأثر، كالعيثر، بتقديم المثناة التحتية، ولا يخفي لو قال: مثال
غيهب كان أحسن، وفتح العين فيهما، أي في اللفظين في معنى الأثر لا التراب،
كما تقدم. وفي المثل: ماله أثر ولا عثير ويقال: ولا عيثر، مثال فيعل، أي لا
يعرف راجلا فيتبين أثره، ولا فارسا فيثير الغبار فرسه. وروى الأصمعي عن أبي
عمرو بن العلاء أنه قال: بنيت سلحون. مدينة باليمن. في ثمنين سنة، أو سبعين
سنة، وبنيت براقش ومعين بغسالة أيديهم، فلا يرى لسلحين أثر ولا عيثر، وهتان
قائمتان، وقال الأصمعي: العيثر تبع لأثر. وعثير الطير: رآها جارية فزجرها،
قال المغيرة بن حبناء التميمي: لعمر أبيك يا صخر بن ليلى لقد عيثرت طيرك لو
تعيف.
صفحة : 3156
يريد: لقد أبصرت وعاينت: والعثر، بالضم: العقاب، وقد تقدم أنه بالموحدة
تصحيف، والصواب أنه بالثاء والعثر الكذب، ويحرك، الأخيرة عن ابن الأعرابي.
وفي الحديث: ما كان بعلا أو عثريا ففيه العشر قال الأزهري: العثري، محركة:
العذي، وهو ما سقته السماء من النخل، وقيل: هو من الزرع: ما سقي بماء السيل
والمطر، وأجري إليه الماء من المسايل وفي الجمهرة العثري: الزرع الذي تسقيه
السماء، كالعثر، بفتح فسكون. وقال ابن الأثير: هو من النخيل الذي يشرب
بعروقه من ماء المطر يجتمع في حفيرة. ومن المجاز: في الحديث أبغض الناس إلى
الله العثري وقال: هو الذي لا يكون في طلب دنيا ولا آخرة، يقال: جاء فلان
عثريا، إذا جاء فارغا، وقد تشدد ثاؤه المثلثة، عن ابن الأعرابي وشمر، ورده
ثعلب فقال: والصواب تخفيفها، وقيل: هو من عثري النخل، سمي به لأنه لا يحتاج
في سقيه إلى تعب بدالية وغيرها ، كأنه عثر على الماء عثرا بلا عمل من
صاحبه، فكأنه نسب إلى العثر. وحركة الثاء من تغييرات النسب وقال مرة: جاء
رائقا عثريا، أي فارغا دون شيء، قال أبو العباس: هو غير العثري الذي جاء في
الحديث مخفف الثاء وهذا مشدد الثاء. وعثر كبقم: مأسدة باليمن، وقيل: جبل
بتبالة، به مأسدة، ولا نظير لها إلا خضم، وبقم، وبذر، وقد وقع في شعر زهير
بن أبي سلمى، وفي شعر ابنه كعب بن زهير، قال كعب:
من خادر من ليوث الأسد مسكنه ببطن عثر غـيل دونـه غـيل
وقال زهير:
ليث بعثر يصطاد الـرجـال إذا ما الليث كذب عن أقرانه صدقا وعثر كبحر: د باليمن هكذا قيده أبو العلاء الفرضي بالسكون، وذكره كذلك ابن السمعاني وتبعه ابن الأثير، وهو مقتضى قول الأمير، وإليه نسب يوسف بن إبراهيم العثري، عن عبد الرزاق، وعنه شعيب الذارع، ورد الحازمي على ابن ماكوا، وزعم أنه منسوب إلى عثر كبقم، قال الحافظ: وليس كذلك فإن المشدد لم ينسب إليه أحد، ثم قال: وبالسكون أيضا أبو العباس أحمد بن الحسن ابن علي الحارثي العثري ومن المتأخرين محمد بن إبراهيم العثري، ابن قرية الشاعر. عثاري، كسكاري، بالضم، اسم واد، لا يخفى أنه لو اقتصر على قوله بالضم لكان أخضر. يقال: عثير الشيء، كجعفر عينه وشخصه، هكذا في الأصول كلها، والصواب عيثر الشيء، بتقديم الياء على المثلثة، كما في التكملة واللسان، ومنه يقال: عيثرت الشيء، إذا عاينت وشخصت. عثرة كزنخة، قد جاء ذكرها في الحديث، وقالوا: إنها اسم أرض. وأما الحديث فهو أنه صلى الله عليه وسلم مر بأرض تسمى عثرة أو عفرة أو غدرة فسماها خضرة أي تفاؤلا، لأن العثرة هي التي لا نبات بها، إنما هي صعيد قد علاها العثير، وهو الغبار، والعفرة من عفرة الأرض، والغدرة: التي لا تسمح بالنبات، وإن أنبتت شيئا أسرعت فيه الآفة: أخذت من الغدر قاله الصاغاني، قد تقدم في خ-ض-ر فراجعه. من المجاز: يقال: أعثر به عند السلطان، أي قدح فيه وطلب توريطه وأن يقع منه في عاثور، كذا في الأساس والتكملة. وعيثر، كحيدر، ابن القاسم، محدث، وذكره الصاغاني فيع-
ب-ث-ر.
صفحة : 3157
وعثير، كزبير، في ع-ت-ر، كأنه يشير إلى اسم باني قلعة عمارة بن عتير، الذي
تقدم ذكره، وإلا فليس هناك ما يحال عليه، والصواب، أنه عبيثر، بضم ففتح
الموحدة، تصغير عبثر، وهو ابن صهبان القائد، كما ذكره الصاغاني في محله،
فتصحف على المصنف في اسمين، والصواب مع الصاغاني، فتأمل. وعثران، بالكسر،
وعثير، كزبير وعثير، مثل أمير، وعثير، مثل حذيم: أسماء، هكذا في الأصول
كلها، وهو غلط أيضا، فإن الصاغاني ذكر في هؤلاء الأربعة أنها موضع لا أسماء
رجال، كما هو مفهوم عبارته، فتأمل. ومما يستدرك عليه: العثرة، بالفتح:
الزلة، وهو مجاز، وفي الحديث: لا حليم إلا ذو عثرة ، أي لا يوصف بالحلم حتى
يركب الأمور، ويعثر فيها، فيعتبر بها ويستبين مواضع الخطإ فيجتنبها.
والعثرة: المرة من العثار في المشي. والعثرة: الجهاد والحرب، ومنه الحديث
لا تبدأهم بالعثرة. أي بل ادعهم إلى الإسلام أولا، أو الجزية، فإن لم
يجيبوا فبالجهاد، إنما سمي الحرب بالعثرة نفسها، لأن الحرب كثيرة العثار.
وتعثر لسانه: تلعثم، وهو مجاز. وأقال الله عثرتك وعثارك، وهو مجاز. وجمع
العثرة عثرات، محركة. وأعثروا عثرة على أصحابه: دله عليهم، وهو مجاز وعثار
شر مثل عاثور شر عن الفراء وفلان يبقي صاحبه العواثر وهو جمع جد عاثر وهو
مجاز وأنشد ابن الأعرابي: فهل تفعل الأعداء إلا كفعلهم هوان السراة وابتغاء
العواثر وقد يكون جمع عاثور وحذف الياء للضرورة والعثور الهجوم على السر
وعثر في كلامه وهو مجاز. ويقال: كانت بين القوم عيثرة وغيثرة، وكأن العيثرة
دون الغيثرة، وتركت القوم بين عيثرة وغيثرة، أي في قتال دون قتال، قاله
الأصمعي. وفي الحديث أن قريشا أهل أمانة من بغاها العواثير كبه الله
لمنخريه . ويروى العواثر. والعاثرة: الحادثة تعثر بصاحبها. وعثر بهم
الزمان: أخنى عليهم. وهو مجاز. والعثر: الكذاب. وأرض عثيرة: كثيرة الغبار.
والعثار، ككتان: قرحة لا تجف قال الصاغاني: وفي ذلك نظر، وأنشد الأزهري
للأعشى:
فباتت وقد أورثت في الفؤا د صدعا يخالط عثارهـا وفي التكملة فبانت وقد أسأرت والباقي سواء، وقيل: عثارها هو الأعشى عثر بها فابتلي، وتزود منها صدعا في الفؤاد.
ع-ث-م-ر
العثمرة. بالضم من العنب: ما امتص ماؤه وبقي قشره، وقد أهمله الجوهري وابن
منظور، وأورده الصاغاني. وعثمر، كقنفذ: جزعة ببلاد طيء، والميم زائدة، ولذا
ذكره الصاغاني في ع-ث-ر.
ع-ج-ر
عجز الرجل، كفرح، عجرا: غلظ وسمن. عجز أيضا، إذا ضخم بطنه وعظم، فهو أعجر،
فيهما، بين العجر. عجر الفرس: صلب لحمه. ووظيف عجر وعجر، بكسر الجيم وضمها:
صلب شديد، وكذلك الحافر، قال المرار:
سلط السنبك ذي رسغ عجر.
صفحة : 3158
وقال ابن القطاع: عجر الحافر والبطن عجرا وعجرة: صلبا. والعجرة، بالضم:
موضع العجر، بالتحريك، هو الحجم والنتو. العجرة أيضا: العقدة في الخشبة
ونحوها، أو في عروق الجسد. من المجاز: يشكو عجره وبجره، أي عيوبه وأحزانه،
و قيل: ما أبدى وما أخفى، وكله على المثل، وبهما فسر محمد بن يزيد ما روي
عن علي، رضي الله عنه أنه طاف ليلة وقعة الجمل على القتلى مع مولاه قنبر،
فوقف على طلحة بن عبيد الله وهو صريع، فبكى ثم قال: عز على أبا محمد أن
أراك معفرا تحت نجوم السماء، إلى الله أشكو عجري وبجري وقال أبو عبيد:
ويقال: أفضيت إليه بعمري بجري، أي أطلعته من ثقتي به على معايبي، والعرب
تقول: إن من الناس من أحدثه بعجري وبجري. أي أحدثه بمساوي، يقال: هذا في
إفشاء السر، قال: وأصل العجر: العروق المتعقدة في الجسد، والبجر: العروق
المتعقدة في البطن خاصة. وقال الأصمعي: العجرة: الشيء يجتمع في الجسد
كالسلعة، والبجرة نحوها، فياد: أخبرته بكل شيء عندي لم أستر عنه شيئا من
أمري، وفي حديث أم زرع إن أذكره أذكر عجره وبجره ، المعنى إن أذكره أذكر
معايبه التي لا يعرفها إلا من خبره. وقال ابن الأثير: العجر: جمع عجرة، وهو
الشيء يجتمع في الجسد كالسلعة والعقدة، وقيل: هو خرز الظهر، قال: أرادت
ظاهر أمره وباطنه، وما يظهره ويخفيه، والعجرة: نفخة في الظهر، فإذا كانت في
السرة فهي بجرة، ثم ينقلان إلى الهموم والأحزان. والعجر، بالفتح: ثني العنق
وليك إياها، وفي نوادر الأعراب: عجر عنقه إلى كذا وكذا، يعجره، إذا كان على
وجه فأراد أن يرجع عنه إلى شيء خلفه، وهو منهي عنه، أو أمرته بالشيء فعجر
عنقه، ولم يرد أن يذهب إليه لأمرك. العجر: المر السريع من خوف ونحوه، يقال:
عجر الفرس يعجر عجرا، كالعجران، محركة، والمعاجرة، وقد عاجر الرجل الرجل،
إذا عدا بين يديه هاربا. العجر: قمص الحمار، ويقال: فرس عاجر، وهو الذي
يعجر برجليه كقماص الحمار، ومصدره العجران، وقال تميم بن مقبل:
أما الأداة ففنا ضمر صنـع جرد عواجر بالألباد واللجم. رويت بالحاء والجيم في اللجم، ومعناه: عليها ألبادها ولحمها، يصفها بالسمن، وهي رافعة أذنابها من نشاطها. العجر: الحملة والشد بالضرب، يقال: عجر عليه بالسيف، أي شد عليه. العجر: الحجر، قال شمر: يقال: عجرت عليه، وحظرت عليه وحجرت عليه، بمعنى واحد. العجر: الإلحاح عجر على الرجل: ألح عليه في أخذ ماله، ورجل معجور عليه: كثر سؤاله حتى قل، كمثمود، يعجر، بالكسر في الكل. قلت: إلا في الأخير، فإنه لم يستعمل إلا مبنيا للمجهول، كما عرفت. والاعتجار: لي الثوب على الرأس من غير إدارة تحت الحنك، وفي بعض العبارات: هو لضف العمامة دون التلحي، وروى عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه دخل مكة يوم الفتح معتجرا بعمامة سوداء المعنى أنه لفها على رأسه ولم يتلح بها. قيل: الاعتجار: لبسة للمرأة شبه الالتحاف، قال الشاعر:
فما ليلى بناشزة القصـيري
ولا وقصاء لبستها اعتجار.
صفحة : 3159
المعجر، كمنبر: ثوب تعتجر به المرأة أصغر من الرداء، وأكبر من المقنعة، وهو
ثوب تلفه المرأة وأكبر من المقنعة، وهو ثوب تلفه المرأة على استدارة رأسها،
ثم تجلبب فوقه بجلبابها، كالعجار، والجمع المعاجر، ومنه أخذ الاعتجار
بالمعنى السابق. المعجر أيضا: ثوب يمني يلتحف به ويرتدى، والجمع المعاجر.
قال الليث: المعاجر: ضرب من الثياب تكون باليمن. المعجر أيضا: ما ينسج من
الليف شبه الجوالق، والجمع المعاجر. ويقال: رجل معجور عليه، وذلك إذا ألح
عليه وأخذ ماله كله بالسؤال، كمثمود، وقد تقدم. والعجير، كأمير: العنين من
الرجال والخيل، قال ابن الأعرابي: وهو أيضا القحول والحريك والضعيف
والحصور. وقال غيره: هو عجير وعجير، كأمير وسكيت، وقد رويت بالزاي أيضا،
ففيه ثلاث لغات ، أغفل المصنف منها اثنتين. وعاجر، وعجير، وعوجر، كناصر،
وزبير، وجوهر، وأعجر، كأحمر، والعجر، بفتح فسكون، وعجرة بالضم: أسماء.
وعجرة، بالضم: أبو قبيلة منهم. وعجرة: فرس نافع الغنوي، كذا في التكملة.
وعجرة: والد كعب الصحابي، رضي الله عنه، وهو كعب بن عجرة بن أمية بن عدي البلوي، حليف الأنصار، أبو محمد، روى عنه جماعة. والعجير، كزبير: ع، قال أوس بن حجر:
تلقينني يوم العجير بمـنـطـق تروح أرطى سعد منه وضالها والعجير: اسم شاعر سلولي من ولد مرة بن صعصعة. والعجري، ككردي: الكذب والداهية، هكذا ذكره الصاغاني في التكملة. والعجاجير: كتل العجين يقطع على الخوان قبل أن يبسط، وهو المشنق أيضا، قاله ابن الأعرابي، وقال غيره : العجاجير: كتل العجين تلقى على النار ثم تؤكل، والذي يأكلها كالعجار، هكذا في النسخ، والصواب والذي يأكلها العجار. والعجار، ككتان: الصريع، كسكيت: الذي لا يطاق جنبه في الصراع، المشغزب لصريعه، من العجر، وهو اللي. والعجراء: العصا ذات الأبن، يقال: ضربه بعجراء من سلم، وقال رجل لراع: ما عندك يا راعي الغنم? قال عجراء من سلم، قال إني ضيف، قال: للضيف أعددتها. والعجاري، بالفتح مع تشديد الياء: الدواهي يقال: جاء بالعجاري والبجاري.
والعجاري: روؤس العظام، واحدتها عجراء، قاله الصاغاني، وتخفف ياؤه في الشعر قال رؤبة:
مرت كجلد الصرصراني الأدخن ينحض أعناق المهارى البـدن ومن عجاريهن كل جنجن فخفف ياء العجاري وهي مشددة، كما خفف ياء الصرصراني. والعجنجرة: المرأة المكتلة الخفيفة الروح، كذا في التكملة. والعجارير: خطوط الرمل من الرياح، كذا في التكملة، الواحد عجرور، بالضم. والعجوجر: الرجل الضخم العظام، من عجر لحمه، إذا صلب، وعجر بطنه، إذا ضخم. ومن المجاز: اعتجرت بغلام، أو جارية، إذا ولدته بعد يأسها من الولد. ويقال: عنجر الرجل، إذا مد شفتيه، وقلبهما، والنون زائدة. وقال بعضهم: العنجرة بالشفة، والزنجرة بالإصبع، هكذا ذكره بعضهم في معنى قول الشاعر:
وأرسلت إلى سلمى
بأن النفس مشغوفه
فلا جادت لنا سلمى بزنجير
ولا فوفـه
صفحة : 3160
والعنجورة، بالضم: غلاف القارورة، كالحنجورة، بالحاء. ومما يستدرك عليه:
تعجر بطنه: تعكن. وعجر الفرس يعجر، إذا مد ذنبه نحو عجزه في العدو، قال أبو
زبيد:
وهبت مطاياهم فمن بين عاتب ومن بين مود بالبسيطة يعجر أي هالك قد مد ذنبه. ويقال: عجر الريق على أنيابه، إذا عصب به ولزق كما يعجر الرجل بثوبه على رأسه، وهو مجاز، قال مزرد بن ضرار أخوالشماخ:
إذ لا يزال يابسا لعابه بالطلوان عاجرا أنيابه والعجر، بالتحريك: القوة مع عظم الجسد. والفحل الأعجر: الضخم. والأعجر: كل شيء نرى فيه عقدا. وكيس أعجر، وهميان أعجر، وهو الممتليء، وبطن أعجر: ملآن، وجمعه عجر، قال عنترة:
أبني زبيبة ما لمهركم متخددا وبطونكم عجر والخلنج في وشيه عجر، والسيف في فرنده عجر، وقال أبو زبيد:
فأول من لاقى يجـول بـسـيفـه عظيم الحواشي قد شتا وهو أعجر والأعجر: الكبير العجر. وسيف ذو معجر: في متنه كالتعقيد. وقال الفراء: الأعجر: الأحدب، وهو الأفزر، والأفرص، والأفرس، والأدن، والأثبج. وقال غيره: عجر به بعيره عجرانا، كأنه أراد أن يركب به وجها، فرجع به قبل ألافه وأهله، مثل عكربه. وفي حقويه عجرة، وهي أثر التكة، قال أبو سعيد في قول الشاعر:
فلو كنت سيفا كان أثرك عجرة وكنت ددانا لا يؤبسه الصقـل يقول: لو كنت سيفا كنت كهاما بمنزلة عجرة التكة. كهاما: لا يقطع شيئا. ويقال: عجره بالعصا وبحره، إذا ضربه بها فانتفخ موضع الضرب منه. والعجرة، بالكسر: نوع من العمة، يقال: فلان حسن العجرة. وقال الفراء: جاء فلان بالعجر والبجر، أي بالكذب، وقيل هو الأمر العظيم. وفي تهذيب ابن القطاع: عجرت الشيء: شققته، والمعاجر: المشاق ومنه قراءة من قرأ يسعون في آياتنا معاجرين أي مشاقين. ومحمد بن علي بن أحمد بن عجور المقدسي، كتنور: سمع على الحافظ بن حجر، مات بالقدس سنة 894. والعجر بالفتح: قرية بحضرموت من مضافات قسم.
ع-ج-ه-ر
العجهرة، أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: العجهرة: الجفاء وغلظ الخلق، وفي
التهذيب لابن القطاع وغلظ الجسم، ومنه عنجهور، بالنون، هكذا في النسخ
عندنا، وفي بعض بالتحتية، وهكذا ضبطه الصاغاني، وهو الصواب: اسم امرأة.
ع-د-ر-
صفحة : 3161
العدر، بالفتح، أهمله الجوهري وقال ابن دريد: العدرة، بالفتح: الجرأة
والإقدام، كالعدرة، بالضم. والعدر: المطر الشديد الكثير، ويضم، والذي قاله
الليث: العدر والعدر، بالفتح والتحرك. يقال: عدر المكان، كفرح، واعتدر: كثر
ماؤه، وعدرت الأرض فهي معدورة: ممطورة، وفي تهذيب ابن القطاع: عدر المكان
عدرا: أمطر مطرا كثيرا. والعادر: الكذاب، كالعاتر، ذكرهما أبو عمرو.
والعدار، ككتان: الملاح، عن ابن الأعرابي. وكغراب، فيما يقال: دابة تنكح
الناس باليمن، ونطفتها دود، ومنه قولهم: ألوط من عدار، هكذا نقله الصاغاني.
وسموا عدارا، وعدارا، كغراب وكتان. وعندر المطر، فهو مقد وأنشد: مهدودرا
فهو معندر: اشتد، والنون زائدة. وقال شمر: اعتدر المطر، فهو معتدرا جفالا
واعتدر المكان: ابتل من المطر. ومما يستدرك عليه: العدر، بالتحريك: القيلة
الكبيرة، قال الأزهري: أراد بالقيلة الأدر، وكأن الهمزة قليبت عينا، فقيل:
عدر عدرا، والأصل أدر أدرا. وعندر، مثال سندر: جبل قال امرؤ القيس:
ولا مثل يوم في قدار ظللته كأني وأصحابي بقلة عندرا. فترك صرفه على نية البقعة ويروى ي قداران ظلته وقداران: موضع، كذا في التكملة، وسيأتي في ق-د-ر.
ع-د-ه-ر
العيدهور، أهمله الجوهري وابن منظور، وقال ابن دريد: العيدهور: الناقة
السريعة، كذا في التكملة، كأنه من عدهر، إذا أسرع.
ع-ذ-ر
العذر بالضم: م، معروف، وهو الحجة التي يعتذر بها. وفي البصائر للمصنف:
العذر: تحرى الإنسان ما يمحو به ذنوبه، وذلك ثلاثة أضرب: أن تقول: لم أفعل.
أو تقول: فعلت لأجل كذا، فيذكر ما يخرجه عن كونه مذنبا أو تقول: فعلت ولا
أعود، ونحو ذلك، وهذا الثالث هو التوبة فكل توبة عذر، وليس كل عذؤ توبة. ج
أعذار. يقال: عذره يعذره، بالكسر، فيما صنع، عذرا، بالضم وعذرا بضمتين،
وبهما قري قوله تعالى فالملقيات ذكرا. عذرا أو نذرا فسره ثعلب فقال: العذر
والنذر واحد، قال اللحياني: وبعضهم يثقل قال أبو جعفر: من ثقل أراد عذرا أو
نذرا، كما تقول: رسل في رسل. وقال الأزهري: وهما اسمان يقومان مقام الإعذار
والإنذار، ويجوز تخفيفهما وتثقيلهما معا، وعذري بضم مقصورا، قال الجموح
الظفري:
قالت أمامة لمأ جـئت زائرهـا
هلا رميت ببعض الأسهم السود
لله درك إنـي قـد رمـيتـهـم لولا
حددت ولا عذري لمحدود
قيل: أراد بالأسهم السود: الأسطر المكتوبة. ومعذرة، بكسر الذال، ومعذرة، بضمها، جمعهما معاذير. وأعذره كعذره، قال الأ
طل:
فإن تك حرب ابني نزار تواضعت فقد
أعذرتنا في طلابكم الـعـذر والاسم المعذرة، مثلثة الذال، والعذرة، بالكسر،
قال النابغة:
ها إن تاعذرة إلا تكن نفعت
فإن صاحبها قد تاه في البلد.
صفحة : 3162
يقال: اعتذر فلان اعتذارا، وعذرة، ومعذرة من ذنبه، فعذرته. وأعذر إعذارا،
وعذرا: أبدي عذرا، عن اللحياني، وهو مجاز. والعرب تقول: أعذر فلان، أي كان
منه ما يعذر به. والصحيح أن العذر الاسم، والإعذار المصدر، وفي المثل: أعذر
من أنذر . أعذر الرجل: أحدث. يقال: عذر الرجل: لم يثبت له عذر، وأعذر: ثبت
له عذر، وبه فسر من قرأ قوله عزوجل وجاء المعذرون من الأعراب كما يأتي في
آخر المادة. أعذر: قصر ولم يبالغ وهو يرى أنه مبالغ. أعذر فيه: بالغ وجد،
كأنه ضد، وفي الحديث لقد أعذر الله من بلغ من العمر ستين سنة أي لم يبق فيه
موضعا للاعتذار حيث أمهله طول هذه المدة، ولم يعتذر. يقال: أعذر الرجل، إذا
بلغ أقصى الغاية في العذر، وفي حديث المقداد لقد أعذر الله إليك ، أي عذرك
وجعلك موضيع العذر، فأسقط عنك الجهاد، ورخص لك في تركه، لأنه كان قد تناهى
في السمن وعجز عن القتال. وفي حديث ابن عمر إذا وضعت المائدة فليأكل الرجل
مما عنده، ولا يرفع يده، وإن شبع، وليعذر فإن ذلك يخجل جليسه ، الإعذار:
المبالغة في الأمر، أي ليبالغ في الأكل مثل الحديث الآخر أنه كان إذا أكل
مع قوم كان آخرهم أكلا أعذر الرجل إعذارا، إذا كثرت ذنوبه وعيوبه، صار ذا
عيب وفساد، كعذر يعذر، وهما لغتان، نقل الأزهري الثانية عن بعضهم، قال: ولم
يعرفها الأصمعي، قال: ومنه قول الأخطل:
فإن تك حرب ابني نزار تواضعت فقد عذرتنا في كلاب وفي كعب. ويروى أعذرتنا ، أي جعلت لنا عذرا فيما صنعناه، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم لن يهلك الناس حتى يعذروا من أنفسهم ، يقال: أعذر من نفسه، إذا أمكن منها، يعني أنهم لا يهلكون حتى تكثر ذنوبهم وعيوبهم، فيعذروا من أنفسهم ويستوجبوا العقوبة، ويكون لمن يعذبهم عذر، كأنهم قاموا بعذره في ذلك، ويروى بفتح الياء من عذرته، وهو بمعناه، وحقيقة عذرت: محوت الإساءة وطمستها، وهذا كالحديث الآخر: لن يهلك على الله إلا هالك وقد جمع بين الروايتين ابن القطاع في التهذيب فقال: وفي حديث لا يهلك الناس حتى يعذروا من أنفسهم ويعذروا. أعذر الفرس إعذارا: ألجمه، كعذره وعذره. عذره: جعل له عذارا لاغير، وأعذر اللجام: جعل له عذارا. أعذر الغلام إعذارا: ختنه وكذلك الجارية، كعذره يعذره عذرا، وهو مجاز، قال الشاعر:
في فتية جعلوا الصليب إلاههم حاشاي إني مسلم مـعـذور والأكثر خفضت الجارية، قال الراجز:
تلوية الخاتن زب المعذور
صفحة : 3163
وفي الحديث ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم معذورا مسررا ، أي مختونا
مقطوع السرة، وفي حديث آخر كن إعذار عام واحد ، أي ختنا في عام واحد،
وكانوا يختنون لسن معلومة، فيما بين عشر سنين وخمس عشرة. ومن المجاز: أعذر
للقوم إذا عمل لهم طعام الختان وأعده، وفي الحديث الوليمة في الإعذار حق .
وذلك الطعام هو العذار، والإعذار، والعذيرة، والعذير، كما سيأتي، وأصل
الإعذار: الختان، ثم استعمل في الطعام الذي يصنع في الختان. أعذر: أنصف،
يقال: أما تعذرني من هذا? بمعنى أما تنصفني منه، ويقال: أعذرني من هذا، أي
أنصفني منه، قاله خالد بن جنبة. يقال: أعذر فلانا في ظهره بالسياط، إذا
ضربه فأثرفيه، قال الأخطل:
يبصبص والقـنـا زور إلـيه وقد أعذرن في وضح العجان. أعذرت الدار: كثرت فيه هكذا في النسخ، والصواب كثر فيها العذرة، وهي الغائط الذي هو السلح، هكذا في التكملة، وقال البدر القرافي في حاشيته: أراد بالدار الموضع فذكر الضمير. وعذر الرجل تعذيرا فهو معذر: إذا اعتذر ولم يأت بعذر. وعذر: لم يثبت له عذر، وبه فسر قوله عزوجل وجاء المعذرون من الأعراب ليؤذن لهم بالتثقيل هم الذين لا عذر لهم، ولكن يتكلفون عذرا، وسيأتي البحث فيه قريبا، كعاذر معاذرة. عذر الغلام: نبت شعر عذاره، يعني خده. عذر الشيء تعذيرا: لطخه بالعذرة. عذر الدار تعذيرا: طمس آثارها. وأعذرتها، وأعذرت فيها: أثرت فيها، كما نقله الصاغاني. عذر تعذيرا: اتخذ طعام العذار وأعده للقوم عذر تعذيرا: دعا إليه. وتعذر: تأخر، قال امرؤ القيس:
بسير يضج العود منه يمنهأخو الجهد لا يلوي على من تعذرا. تعذر عليه الأمر: لم يستقم وذلك إذا صعب وتعسر. تعذر: الرسم: تغير ودرس قال أوس:
فبطن السلى فالسجال تعذرت فمعقلة إلى مطار فواحف. وقال ابن ميادة، واسمه الرماح بن أبرد، يمدح بها عبد الواحد بن سليمان بن عبد الملك:
ما هاج قلبك من معارف دمنة
بالبرق بين أصالف وفـدافـد
لعبت بها هوج الرياح فأصبحت قفرا
تعذر غير أورق هامـد.
ومنها:
من كان أخطأه الربيع فـإنـه نصر
الحجاز بغيث عبد الواحد
سبـقـت أوائلـه أواخــره بمشرع عذب
ونبـت واعـد.
كاعتذر، يقال: اعتذرت المنازل، إذا درست. ومررت بمنزل معتذر: بال، وقال ابن أحمر:
بان الشباب وأفنى ضعفه العمر
لله درك أي العيش
تنـتـظـر
هل أنت طالب مجد لست مدركه أم هل
لقلبك عن الافـه وطـر
أم كنت تعرف آيات فقد جعلـت أطلال
إلفك بالودكاء تعـتـذر.
قيل: ومنه أخذ الاعتذار من الذنب، وهو محو أثر الموجدة. تعذر الرجل: تلطخ بالعذرة. تعذر: اعتذر، واحتج لنفسه، قال الشاعر:
كأن يديها حين يفلق ضفـرهـا
يدا نصف غيري تعذر من جرم.
يقال: تعذروا عليه، أي فر وا عنه، وخذلوه. والعذير: العاذر، قال ذو الإصبع.
العدواني:
صفحة : 3164
عذير الحي من عـدوا ن كانوا حية
الأرض.
بغي بعض على بعض فلم يرعوا
على بعض
فقد أضحـوا أحـاديث برفع
القول والخفض.
يقول: هات عذرا فيما فعل بعضهم ببعض من التباغض والقتل، ولم يرع بعضهم على بعض، بعدما كانوا حية الأرض التي يحذرها كل أحد، وقيل: معناه هات من يعذرني، ومنه قول علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وهو ينظر إلى ابن ملجم:
أريد حياته ويريد قـتـلـي عذيرك من خليلك من مراد. يقال: عذيرك من فلان، بالنصب، أي هات من يعذرك، فعيل بمعنى فاعل. ويقال: لا يعذرك من هذا الرجل أحد، معناها: لا يلزمه الذنب فيما يضيف إليه، ويشكوه منه. وفي حديث الإفك من يعذرني من رجل قد بلغني عنه كذا وكذا? فقال سعد: أنا أعذرك منه أي من يقوم بعذري إن كافأته على سوء صنيعه فلا يلومني، وفي حديث أبي الدرداء من يعذرني من معاوية? أنا أخبره عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يخبرني عن نفسه وفي حديث علي: من يعذرني من هؤلاء الضياطرة . عذيرك: الحال التي تحاولها وترومها مما تعذر عليها إذا فعلت، قال العجاج يخاطب امرأته:
جاري لا تستنكري عذيري
سيري وإشفاقي على البعير.
يريد: يا جارية، فرخم، وذلك أنه عزم على السفر، فكان يرم رحل ناقته لسفره، فقالت له امرأته: ما هذا الذي ترم? فخاطبها بهذا الشعر، أي لا تنكري ما أحاول. وجمعه عذر، مثل: سرير وسرر، وإنما خفف فقيل عذر، وقال حاتم:
أماوي قد طال التجنب والهجـر
وقد عذرتني في طلابكم العـذر
أماوي إن الـمـال غـاد ورائح
ويبقى من المال الأحاديث والذكر
وقد علم الأقوام لو أن حـاتـمـا
أراد ثراء المال كان لـه وفـر
العذير: النصير يقال: من عذيري من فلان? أي من نصيري? والعذار من اللجام، بالكسر: ما سال على خد الفرس، هو نص المحكم. وفي التهذيب: وعذار اللجام: ما وقع منه على خدي الدابة. قيل: عذار اللجام: السيران اللذان يجتمعان عند القفا، يقال: عذر الفرس به، أي بالعذار يعذره، بالكسر، ويعذره، بالضم شد عذاره، كأعذره إعذارا. وقيل: عذره: جعل له عذارا لا غير، وأعذر اللجام: جعل له عذارا، وفي الحديث للفقر أزين للمؤمن من عذار حسن على خد فرس قالوا: العذاران من الفرس كالعارضين من وجه الإنسان، ثم سمي السير الذي يكون عليه من اللجام عذارا، باسم موضعه، ج: عذر، ككتاب وكتب. العذارن: جانبا اللحية، لأن ذلك موضع العذار من الدابة، قال رؤبة:
حتى رأين الشيب ذا التلهوق
يغشى عذاري لحيتي ويرتقي. وعذار الرجل: شعره النابت في موضع العذار.
والعذار: استواء شعر الغلام، يقال: ما أحسن عذاره: أي خط لحيته. العذار
طعام البناء. العذار: طعام الختان. العذار: أن تستفيد شيئا جديدا، فتتخذ
طعاما تدعو إليه إخوانك، كالإعذار والعذير والعذيرة، فيهما، أي في البناء
والختان، كما هو الأظهر، أو الجتان وما بعده كما هو المتبادر، وهذه اللغات
في الختان أكثر استعمال عندهم، كما صرح بذلك غير واحد. وقال أبو زيد: ما
صنع عند الختان: الإعذار، وقد أعذرت، وأنشد:
صفحة : 3165
كل الطعام تشتهي ربيعه
الخرس والإعذار والنقيعه
من المجاز: العذار: غلظ من الأرض يعترض في فضاء واسع، وكذلك هو من الرمل، والجمع عذر. العذار من العراق: ما انفسح هكذا بالحاء المهملة في بعض الأصول ومثله في التكملة ونسبه إلى ابن دريد وفي بعضها بالمعجمة، ومثله في اللسان عن الطف. وعذارين الواقع في قول ذي الرمة الشاعر فيما أنشده ثعلب:
ومن عاقر ينفـي الألاء سـراتـهـا عذارين من جرداء وعث خصورها. حبلان مستطيلان من الرمل أو طريقان، هذا يصف ناقة، يقول: كم جاوزت هذه الناقة من رملة عاقر لا تنبت شيئا، ولذلك جعلها عاقرا، كالمرأة العاقر، والألاء: شجر ينبت في الرمل، وإنما ينبت في جانبي الرملة، وهما العذاران اللذان ذكرهما، وجرداء: منجردة من النبت الذي ترعاه الإبل، والوعث: السهل، وخصورها: جوانبها. من المجاز: خلع العذار، أي الحياء، يضرب للشاب المنهمك في غيه، يقال: ألقي عنه جلباب الحياء، كما خلع الفرس العذار، فجمح وطمح. وفي كتاب عبد الملك إلى الحجاج استعملتك على العرااقين فاخرج إليهما كميش الإزار، شديد العذار ، يقال للرجل إذا عزم على الأمر: هو شديد العذار، كما يقال في خلافه: فلان خليع العذار، كالفرس الذي لا لجام عليه، فهو يعير على وجهه، لأن اللجام يمسكه، ومنه قولهم: خلع عذاره، أي خرج عن الطاعة، وانهمك في الغي.
والعذار: سمة في موضع العذار، وقال أبو علي في التذكرة: العذار: سمة على القفا إلى الصدغين، والأول أعرف، كالعذرة، بالضم. وقال الأحمر: من السمات العذر، وقد عذر البعير، فهو معذور. من المجاز: العذاران من النصل: شفرتاه. العذار: الخد، كالمعذر كمعظم، وهو محل العذار، يقال فلان طويل المعذر. وقال الأصمعي: يقال: خلع فلان معذره، إذا لم يطع مرشدا. وأراد بالمعذر: الرسن ذا العذارين. العذار ما يضم حبل الخطام إلى رأس البعير والناقة. والعذر، بالضم: النجح، عن ابن الأعرابي، وأنشد لمسكين الدارمي:
ومخاصم خاصمت في كبد مثل الدهان فكان لي العذر أي قاومته في مزلة فثبتت قدمي، ولم تثبت قدمه، فكان النجح لي، ويقال في الحرب: لمن العذر? أي لمن النجح والغلبة. العذرة، بهاء: الناصية، قيل: هي الخصلة من الشعر، وقيل: عرف الفرس، والجمع عذر قال أبو النجم:
مشي العذارى الشعث ينفضن العذر. العذرة: قلفة الصبي، قاله اللحياني، ولم يقل إن ذلك اسم لها قبل القطع أو بعده، وقال غيره: هي الجلدة يقطعها الخاتن. قيل: العذرة الشعر الذي على كاهل الفرس، وقيل: عذرة الفرس: ما على المنسج من الشعر، وقيل: العذر: شعرات من القفا إلى وسط العنق. العذرة: البظر، قال:
تبتل عذرتها في كل هاجرة كما تنزل بالصفوانه الوشل
صفحة : 3166
العذرة: الختان. العذرة: البكارة. وقال ابن الأثير: العذرة: ما للبكر من
الالتحام قبل الافتضاض. العذرة: خمسة كواكب في آخر المجرة، ذكره الجوهري
والصاغاني، ويقال: تحت الشعري العبور، وتسمى أيضا العذارى، وتطلع في وسط
الحر. العذرة: افتضاض الجارية والاعتذار: الافتضاض، ومفتضها يقال له: هو
أبو عذرها وأبو عذرتها، إذا كان افترعها وافتضها، وهو مجاز. وقال اللحياني:
للجارية عذرتان، إحداهما التي تكون بها بكرا، والأخرى: فعلها. ونقل الأزهري
عن اللحياني: لها عذرتان، إحداهما مخفضها، وهو موضع الخفض من الجارية،
والعذرة الثانية قضتها، سميت عذرة بالعذر وهو القطع، لأنها إذا خفضت قطعت
نواتها، إذا افترعت انقطع خاتم عذرتها. قيل: العذرة: نجم إذا طلع اشتد غم
الحر، وهي تطلع بعد الشعري، ولها وقدة، ولا ريح لها، وتأخذ بالنفس، ثم يطلع
سهيل بعدها. العذرة: العلامة، كالعذر، ويقال: أعذر على نصيبك، أي أعلم
عليه. العذرة: وجع في الحلق يهيج من الدم كالعاذور. أو العذرة وجعه أي
الحلق من الدم، وقيل: هي قرحة تخرج في الحزم الذي بين الحلق والأنف يعرض
للصبيان عند طلوع العذرة، فتعمد المرأة إلى خرقة فتفتلها فتلا شديدا،
وتدخلها في أنفه، فتطعن ذلك الموضع، فينفجر منه دم أسود، وربما أقرح، وذلك
الطعن يسمي: الدغر، وقوله :عند طلوع العذرة المراد به النجم الذي يطلع بعد
الشعري، وقد تقدم. وعذره، أي الصبي، فعذر، كعني، عذرا، بالفتح، وعذرة،
بالضم، ذكرهما ابن القطاع في الأبنية، وهو معذور: أصابه ذلك، أو هاج به وجع
الحلق، قال جرير:
غمز ابن مرة يا فرزدق كينها غمز الطبيب نغانغ المعذور وقد غمزت المرأة الصبي، إذا كانت به العذرة فغمزته، وكانوا بعد ذلك يعلقون عليه علاقا كالعوذة. العذرة: اسم ذلك الموضع أيضا، وهو قريب من اللهاة. عذرة بلا لام: قبيلة في اليمن، وهم بنو عذرة بن سعد هذيم بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة، وإخوته الحارث، ومعاوية، ووائل، وصعب، بنو سعد هذيم، بطون كلهم في عذرة، وأمهم عائد بنت مر بن أود، وسلامان ابن سعد في عذرة أيضا، كذا قاله أبو عبيد، قلت: وهم مشهورون في العشق، والعفة، ومنهم: جميل بن عبد الله ابن معمر، وصاحبته بثينة بنت الحياء، وعروة بن حزام بن مالك صاحب عفراء بنت مهاصر بن مالك، وهي بنت عمه، مات من حبها. والعذراء: البكر، يقال: جارية عذراء: بكر لم يمسها رجل. وقال ابن الأعرابي وحده: سميت البكر عذراء لضيقها، من قولك: تعذر عليه الأمر، وفي الحديث، وفي صفة الجنة إن الرجل ليفضي في الغداة الواحدة إلى مائة عذراء . وفي حديث الاستسقاء:
أتيناك والعذراء يدمي لبانها أي
يدمى صدرها من شدة الجدب، وفي حديث النخعي في الرجل يقول: إنه لم يجد
امرأته عذراء قال: لا شيء عليه، لأن العذرة قد يذهبها الحيضة والوثبة وطول
التعنيس.
صفحة : 3167
ج: العذارى والعذارى ، بفتح الراء وكسرها، وعذار، بحذف الياء والعذراوات،
كما تقدم في صحارى، وفي حديث جابر بن مالك وللعذارى ولعابهن أي ملاعبتهن.
والعذراء: جامعة توضع في حلق الإنسان لم توضع في عنق أحد قبله. وقيل: هو
شيء من حديد يعذب به الإنسان لإقرار بأمر ونحوه، كاستخراج مال، وغير ذلك.
وقال الأزهري: والعذارى هي الجوامع، كالأغلال تجمع بها الأيدي إلى الأعناق.
ومن المجاز: العذراء: رملة لم توطأ ولم يركبها أحد، لارتفاعها. ومن المجاز:
درة عذراء: لم تثقب. والعذراء: من بروج السماء، قال المنجمون: برج السنبلة
أو الجوزاء. و العذراء: اسم مدينة النبي صلى الله تعالى عليه وسلم تسليما،
أراها سميت بذلك لأنها لم تذل. وعذراء، بلا لام: ع على بريد من دمشق، قتل
به معاوية بن حجر بن عدي بن الأدبر. أو هي:ة، بالشام، م، أي معروفة، قال
حسان بن ثابت:
عفت ذات الأصابع فالجواء إلى عذراء منزلها خـلاء وقال ابن سيده: أراها سميت بذلك لأنها لم تنل بمكروه، ولا أصيب سكانها بأذاة عدو، قال الأخطل:
ويا من عن نجد العقاب ويا سرتبنا العيس عن عذراء دار بني الشجب والعاذر: عرق الاستحاضة، والمحفوظ العاذل، باللام. والعاذر: أثر الجرح، قال ابن أحمر:
أزاحمهم بالباب إذ يدفعـونـنـي وبالظهر مني من قرا الباب عاذر تقول منه: أعذر به، أي ترك به عاذرا، والعذير مثله. وقال ابن الأعرابي: العذر: جمع العاذر، وهو الإبداء، يقال: قد ظهر عاذره، وهو دبوقاؤه، هكذا في اللسان والتكلة. العاذر: الغائط الذي هو السلح والرجيع، عن ابن دريد كالعاذرة، بالهاء، والعذرة، بكسر الذال المعجمة، ومنه حديث ابن عمر أنه كره السلت الذي يزرع بالعذرة يريد غائط الإنسان الذي يلقيه. والعذرة: فناء الدار، والجمع العذرات، ومنه حديث علي أنه عاتب قوما فقال: مالكم لا تنظفون عذراتكم ، أي أفنيتكم، وفي الحديث إن الله نظيف يحب النظافة، فنظفوا عذارتكم، ولا تشبهوا باليهود . وفي حديث رقيقة وهذه عبداؤك بعذرات حرمك . قال أبو عبيد: وإنما سميت عذرات الناس بهذا، لأنها كانت تلقي بالأفنية، فكني عنها باسم الفناء، كما كني بالغائط الذي هي الأرض المطمئنة عنها. وفي الحديث اليهود أنتن خلق الله عذرة ، يجوز أن يعني به الفناء، وأن يعني به ذا بطونهم، وهو مجاز. ومن أمثالهم إنه لبريء العذرة ، كقولهم: بريء الساحة.
العذرة أيضا: مجلس القوم في فناء الدار. العذرة: أردأ ما يخرج من الطعام فيرمي به، قال اللحياني: هي العذرة والعذبة. قوله عز وجل بل الإنسان على نفسه بصيرة. ولو ألقي معاذيره . قيل المعاذير هنا: الستور، بلغة اليمن، قيل: الحجج، أي لو جادل عنها بكل حجة يعتذر بها، الواحد معذار وهو الستر، أورده الصاغني وصاحب اللسان. والعذور، كعملس. والواسع الجوف، الفحاش من الحمير . من المجاز: العذرو أيضا: السييء الخلق الشديدالنفس، قالت زينب بنت الطثرية ترثي أخاها يزيد:
يعنيك مظلوما وينجيك ظالما
وكل الذي حملته فهو حامله.
صفحة : 3168
إذا نزل الأضياف كان عـذورا على
الحي حتى تستقل مراجله. وإنما جعلته عذورا لشدة تهممه بأمر الأضياف، وحرصه
على تعجيل قراهم. العذور: الملك بضم فسكون، هذا هو الصواب، وفي سائر النسخ،
ككتف، وهو غلط الشديد الواسع العريض، يقال: ملك عذور، قال كثير بن سعد:
أرى خالي اللخمي نوحا يسرني
كريما إذا ما ذاح ملكا عذورا
ذاح، وحاذ: جمع وأصل ذلك في الإبل، وقد تقدم. واعتذر: اشتكى، أورده
الصاغاني. اعتذر العمامة: أرخي لها عذبتين من خلف، أورده الصاغاني أيضا.
يقال: اعتذرت المياه، إذا انقطعت، والمنازل: درست. وأصل الاعتذار: قطع
الرجل عن حاجته، وقطعه عما أمسك في قلبه. وعذر، كحسن، ابن وائل بن ناجية بن
الجماهر بن الأشعر: جد لأبي موسى الأشعري الصحابي، رضي الله عنه. عذر،
كزفر، ابن سعد، رجل من همدان، قاله ابن حبيب. قال أبو مالك عمرو بن كركرة:
يقال: ضربوه، فأعذروه، أي فأثقلوه وضرب زيد فأعذر، أي أشرف به على الهلاك،
هكذا مبنيا للمجهول في الفعلين في سائر النسخ، وفي تهذيب ابن القطاع:
فأعذر، مبنيا للمعلوم، هكذا رأيته مضبوطا. وقوله عزوجل، وتعالى وجاء
المعذرون من الأعراب ليؤذن لهم . بتشديد الذال المكسورة وفتح العين المهملة
أي المعتذرون: الذين لهم عذر، به قرأ سائر قراء الأمصار، والمعذرون في
الأصل المعتذرون، فأدغمت التاء في الذال، لقرب المخرجين، ومعنى المعتذرون
الذين يعتذرون، كان لهم عذر أو لم يكن، وهو ها هنا شبيه بأن يكون لهم عذر،
ويجوز في كلام العرب المعذرون، بكسر العين المهملة لأن الأصل المعتذرون،
فأسكنت التاء، وأبدل منها ذال، وأدغمت في الذال، ونقلت حركتها إلى العين،
فصار الفتح في العين أولى الأشياء، ومن كسر العين جره لالتقاء الساكنين،
قال، ولم يقرأ بهذا، قال: ويجوز أن يكون المعذرون الذين يعذرون، يوهمون أن
لهم عذرا ولا عذر لهم.
صفحة : 3169
قال أبو بكر: ففي المعذرين وجهان: إذا كان المعذرون من عذر الرجل فهو معذر،
فهم لا عذر لهم، وإذا كان المعذرون أصله المعتذرون، فألقيت فتحة التاء على
العين، وأبدل منها ذال، وأدغمت في الذال التي بعدها، فلهم عذر. وقال أبو
الهيثم في تفسير هذه الآية قال: معناه المعتذرون، يقال: عذر يعذر عذارا، في
معنى اعتذر، ويجوز عذر الرجل يعذر فهو معذر، واللغة الأولى أجودهما، قال:
ومثله هدي يهدى هداء، إذا اهتدى وهدي يهدي قال الله عزو جل أمن لا يهدي إلا
أن يهدى ومثله قراءة من قرأ يخصمون . بفتح الخاء. قال الأزهري: وقد يكون
المعذر بالتشديد غير محق، وهم الذين يعتذرون بلا عذر. فالمعنى: المقصرون
بغير عذر، فهو على جهة المفعل، لأنه الممرض، والمقصر يعتذر بغير عذر.
وقرأها ابن عباس، رضي الله عنهما المعذرون بالتخفيف، قال الأزهري: وقرأها
كذلك يعقوب الحضرمي وحده، من أعذر يعذر إعذارا، وكان يقول: والله لهكذا وفي
اللسان: لكذا أنزلت، وكان يقول: لعن الله المعذرين، بالتشديد، قال الأزهري
كأن المعذر عنده إنما هو غير المحق، وهو المظهر للعذر اعتلالا من غير حقيقة
له في العذر، وبالتخفيف من له عذر. وقال محمد بن سلام الجمحي: سألت يونس عن
قوله وجاء المعذرون فقلت له: المعذرون مخففة، كأنها أقيس، لأن المعذر: الذي
له عذر، والمعذر: الذي يعتذر ولا عذر له، فقال يونس: قال أبو عمرو بن
العلاء: كلا الفريقين كان مسيئا، جاء قوم فعذروا، وجلح آخرون فقعدوا. ومما
يستدرك عليه: أعذر فلان، أي كان منه ما يعذر به. وأعذر إعذارا، بمعنى اعتذر
اععتذارا يعذر به، وصار ذا عذر، ومنه قول لبيد يخاطب بنيته ويقول: إذا مت
فنوحا وابكيا على حولا:
فقوما فقولا بالذي قد علمتما
ولا تخمشا وجها ولا تحلقا الشعـر
وقولا هو المرء الذي لا خليله
أضـاع ولا خـان الـصديق ولا غـدر
إلى الحول ثم اسم السلام عليكما
ومن يبك حولا كاملا فقد اعتذر.
أي أتى بعذر، فجعل الاعتذار بمعنى الإعذار، والمعتذر يكون محقا، ويكون غير محق. قال الفراء: اعتذر الرجل، إذا أتى بعذر، واعتذر: إذا لم يأت بعذر. وعذره: قبل عذره. واعتذر من ذنبه، وتعذر: تنصل قال أبو ذؤيب:
فإنك منها والتـعـذر بـعـدمـا لججت وشطت من فطيمة دارها. والتعذير: التقصير، يقال: قام فلان قيام تعذير فيما استكفيته، إذا لم يبالغ وقصرفيما اعتمد عليه، وفي الحديث إن بني إسرائيل كانوا إذا عمل فيهم بالمعاصي نهاهم أحبارهم تعذيرا، فعمهم الله بالعقاب وذلك إذ لم يبالغوا في نهيهم عن المعاصي وداهنوهم ولم ينكروا أعمالهم بالمعاصي حق الإنكار، أي نهوهم نهيا قصروا فيه ولم يبالغوا، وضع المصدر موضع اسم الفاعل حالا، كقولهم جاء مشيا، ومنه حيث الدعاء وتعاطي ما نهيت عنه تعذيرا . وقال أبو زيد: سمعت أعرابيين: تميميا، وقيسيا، يقولان: تعذرت إلى الرجل تعذرا، في معنى اعتذرت اعتذارا، قال الأحوص بن محمد الأنصاري:
طريد تلافاه يزيد برحمة
فلم يلف من نعمائه يتعذر
صفحة : 3170
أي يعتذر، يقول: أنعم عليه نعمة لم يحتج إلى أن يعتذر منها، ويجوز أن يكون
معنى قوله: يتعذر أي يذهب عنها. وعذرته من فلان، أي لمت فلانا ولم ألمه.
وعذيرك إياي منه، أي هلم معذرتك إياي. وفي حديث الإفك فاستعذر رسول الله
صلى الله عليه وسلم من عبد الله بن أبي . أي قال: من عذيري منه، وطلب من
الناس العذر أن يبطش به، وفي حديث آخر استعذر أبا بكر من عائشة، كان عتب
عليها في شيء، فقال لأبي بكر: أعذرني منها إن أدبتها أي قم بعذري في ذلك.
وأعذر فلان من نفسه، أي أتي من قبل نفسه، قال يونس: هي لغة العرب. وتعذر
عليه الأمر: لم يستقم. وتعذر عليه الأمر، إذا صعب وتعسر، وفي الحديث أنه
كان يتعذر في مرضه أي يتمنع ويتعسر. والعذار، بكسر العين: الامتناع، من
التعذر، وبه فسر بعضهم قول أبي ذؤيب:
فإني إذا ما خلة رث وصلهـا وجدت لصرم واستمر عذارها والعاذورة: سمة كالخط، والجمع العواذير، قال أبو وجزة السعدي:
وذو حلق تقضي العواذير بينه يلوح بأخطار عظام اللقائح. والعجب من المصنف كيف تركه وهو في الصحاح. ويقال: عذر عني بعيرك، أي سمه بغير سمة بعيري، لتتارف إبلنا. وعذارا الحائط: جانباه، وعذارا الوادي: عدوتاه. وهو مجاز. واتخذ فلان في كرمه عذارا من الشجر، أي سكة مصطفة. ويقال: ما أنت بذي عذر هذا الكلام، أي لست بأول من افتضه وكذلك فلان أبو عذر هذا الكلام، وهو مجاز. والعاذور: ما يقطع من مخفض الجارية. ومن أمثالهم المعاذر مكاذب وأصابع العذاري: صنف من العنب أسود طوال، كأن البلوط يشبه بأصابع العذارى المخضبة. وقال الأصمعي: لقيت منه عاذورا، أي شرا، وهو لغة في العاثور، أو لثغة. وترك المطر به عاذرا، أي أثرا، والجمع العواذير. والعاذرة: المرأة المستحاضة، قال الصاغاني: هكذا يقال، وفيه نظر. قلت: كأنه فاعلة بمعنى مفعولة، من إقامة: كأنه فاعلة بمعنى مفعولة، ومن إقامة العذر، والوجه أن العذر هو العرق نفسه، كما تقدم، لأنه يقوم بعذر المرأة مع أن المحفوظ والمعروف العاذل باللام، وقد أشرنا إليه. ويقال للرجل إذا عاتبك على أمر قبل التقدم إليك فيه: والله ما استعذرت إلي وما استنذرت، أي لم تقدم إلي المعذرة والإنذار. وفي الأساس: يقال ذلك للمفرط في الإعلام بالأمر. ولو عنه عذاره، إذا عصاه وفلان شديد العذار يراد شديد العزيمة. وفي التكملة: العذيرة: الغديرة. والعاذرة: ذو البطن، وقد أعذر. ودار عذرة: كثيرة الآثار، وأعذرتها. وأعذرت فيها، أي أثرت فيها. وضربه حتى أعذر متنه، أي أثقله بالضرب، واشتفى منه. وأعذر منه: أصابه جراح يخاف عليه منه. وعذرة بالفتح: أرض. وفي التهذيب لابن القطاع: عذرت الفرس عذرا: كويته في موضع العذار. وأيضا حملت عليه عذاره، وأعذرته لغة. وأعذرت إليك: بالغت في الموعظة والوصية. وأعذرت عند السلطان: بلغت العذر. وبنو عذرة بن تيم اللات: قبيلة أخرى غير التي ذكرها المصنف. نقله ابن الجواني النسابة.