الباب العاشر: باب الراء - الفصل الثامن عشر: فصل العين مع الراء: الجزء الثاني

فصل العين مع الراء

الجزء الثاني

ع-ذ-ف-ر

صفحة : 3171

العذافر، كعلابط: الأسد لشدته، صفة غالبة. العذافر: العظيم الشديد من الإبل، كالعذوفر، وهي بهاء، يقال: جمل عذافر، وناقة عذافرة. وفي التهذيب: العذافرة: الناقة الشديدة الأمينة الوثيقة الظهيرة، وهي الأمون. وقال الأصمعي: هي الناقة العظيمة، وكذلك الدوسرة قال، لبيد:

عذافرة تقمص بالردافـي     تخونها نزولي وارتحالي. وفي قصيد كعب:

ولن يبلغها إلا عذافرة وقالوا: هي الناقة الصلبة القوية. عذافر: اسم رجل. وتعذفر: تغضب، أو اشتد غضبه. ومما يستدرك عليه: عذافر: اسم كوكب الذنب.

ع-ذ-م-ه-ر
بلد عذمهر، كسفرجل أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: أي رحب واسع ونقله الصاغاني

ع ر ر العر، بالفتح، والعر، والعرة بضمهما: الجرب، هكذا ذكره غير واحد من أئمة اللغة، وزاد المصنف في البصائر: لأنه يعر البدن، أي يعترضه. أو العر، بالفتح: الجرب، والعر، بالضم: قروح في أعناق الفصلان، وقد عرت عرا فهي معرورة، قاله ابن القطاع، وقيل العر: داء يتمعط منه وبر الإبل حتى يبدو الجلد ويبرق، وقد عرت الإبل تعر، بالضم، وتعر، بالكسر، عرا، فيهما، فهي عارة، وعرت، بالضم عرا فهي معرورة، وتعرعرت، وهذه عن تكملة الصاغانى. وجمل أعر، وعار، أي جرب. وقال بعضهم: العر، بالضم: قروح مثل القوباء تخرج بالإبل متفرقة في مشاغرها وقوائمها، يسيل منها مثل الماء الأصفر، فتكوى الصحاح لئلا تعديها المراض، تقول منه: عرت الإبل فهي معرورة، قال النابغة:

فحملتني ذنب امرئ وتـركـتـه     كذى العر يكوى غيره وهو راتع قال ابن دريد: من رواه بالفتح فقد غلط، لأن الجرب لا يكوى منه. واستعرهم الجرب: فشا فيهم وظهر. وعره: ساءه، قال رؤبة بن العجاج:

ما آيب سرك إلا سـرنـي      نصحا ولا عرك إلا عرني وقال قيس بن زهير:

يا قومنا لا تعرونـا بـداهـية     يا قومنا واذكروا الآباء والقدما وعره بشر: لطخه به، قيل: هو مأخوذ من عر أرضه يعرها، إذا زبلها، كما سيأتي،قال أبو عبيد: وقد يكون عرهم بشر، من العر، وهو الجرب، أي أعداهم شره. وقال الأخطل:

ونعرر بقوم عرة يكرهونها     ونحيا جميعا أو نموت فنقتل ورجل عر، هكذا في النسخ، وفي أصول اللغة: أعر بين العرر، محركة، والعرور، بالضم، أي أجرب، وقيل: العرر والعرور: الجرب نفسه، كالعر، قال أبو ذؤيب:

خليلي الذي دلى لغى خليلـتـي      جهارا فكل قد أصاب عرورها وحكى التوزي: يقال: نخلة معرار، أي جرباء، قال: وهي التي يصيبها مثل العر، وهو الجرب، هكذا حكاه أبو حنيفة عنه. قال: واستعار الجرب والعر جميعا للنخل، وإنما هما في الإبل. وحكى التوزي، إذا ابتاع الرجل نخلا اشترط على البائع، فقال: ليس لي مقمار ولا مئخار ولا مبسار ولا معرار ولا مغبار. وكل ذلك مذكور في محله.

صفحة : 3172

والمعرة، بالفتح: الإثم، وقال شمر: المعرة: الأذى، وقال محمد بن إسحاق بن يسار: المعرة: الغرم والدية، قال الله تعالى: فتصيبكم منهم معرة بغير علم. يقول: لولا أن تصيبوا منهم مؤمنا بغير علم فتغرموا ديته، فأما إثمه فإنه لم يخشه عليهم. وقال ثعلب: المعرة: مفعلة من العر، وهو الجرب، أي يصيبكم منهم أمر تكرهونه في الديات. وقيل: المعرة التي كانت تصيب المؤمنين أنهم لو كبسوا أهل مكة بين ظهرانيهم قوم مؤمنون لم يتميزوا من الكفار، لم يأمنوا أن يطأوا المؤمنين بغير علم فيقتلوهم، فتلزمهم دياتهم، وتلحقهم سبة بأنهم قتلوا من على دينهم، إذ كانوا مختلطين بهم. يقول الله تعالى: لو تميز المؤمنون من الكفار لسلطناكم عليهم وعذبناهم عذابا أليما، فهذه المعرة التي صان الله المؤمنين عنها هي غرم الديات ومسبة الكفار إياهم. وقيل المعرة: الخيانة، هكذا في سائر أصول القاموس بالخاء المعجمة، والصواب الذي لا محيد عنه: الجناية، ومثله في التكملة واللسان. وزاد في الأخير: أي جنايته كجناية العر وهو الجرب، وأنشد:

قل للفوارس من غزية إنهم     عند القتال معرة الأبطـال والمعرة: كوكب دون المجرة وفي الحديث: أن رجلا سأل آخر عن منزله، فأخبره أنه ينزل بين حيين من العرب فقال: نزلت بين المعرة والمجرة المجرة التي في السماء: البياض المعروف. والمعرة: ما وراءها من ناحية القطب الشمالي، سميت معرة لكثرة النجوم فيها. أراد: بين حيين عظيمين، لكثرة النجوم. وأصل المعرة موضع العر وهو الجرب، ولهذا سموا السماء الجرباء، لكثرة النجوم فيها. تشبيها بالجرب في بدن الإنسان. وفي حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه: اللهم إني أبرأ إليك من معرة الجيش. قال شمر: معناه أن ينزلوا بقوم فيأكلوا من زروعهم شيئا بغير علم. وقيل: هو قتال الجيش دون إذن الأمير. وقيل: وطأتهم من مروا به من مسلم أو معاهد، وإصابتهم إياهم في حريمهم وأموالهم بما لم يؤذن لهم فيه. والمعرة: تلون الوجه غضبا. قال أبو منصور: جاء أبو العباس بهذا الحرف مشدد الراء، فإن كان من تمعر وجهه فلا تشديد فيه، وإن كان مفعله من العر فالله أعلم.

وحمار أعر: سمين الصدر والعنق. وقيل: إذا كان السمن في صدره وعنقه أكثر منه في سائر خلقه. وعر الظليم يعر، بالكسر، عرارا، بالكسر، وكذا عار يعار معارة وعرارا، ككتاب، وهو صوته: صاح، قال لبيد:

تحمل أهلها إلا عرارا     وعزفا بعد أحياء حلال

صفحة : 3173

وفي الصحاح: زمر النعام يزمر زمارا. قلت: ونقل ابن القطاع عن بعضهم: إنما هو عار الظليم يعور. والتعار: السهر والتقلب على الفراش ليلا. قال أبو عبيد: وكان بعض أهل اللغة يجعله مأخوذا من عرار الظليم، وهو صوته. قال: ولا أدري أهو من ذلك أم لا? وفي حديث سلمان الفارسي: كان إذا تعار من الليل قال: سبحان رب النبيين، وإله المرسلين، وهو لا يكون إلا يقظة مع كلام وصوت. وقيل: تمطى وأن. والعر، بالضم: جبل عدن، قاله الصاغاني. والعر الغلام. والعرة بهاء: الجارية، وضبطهما الصاغاني بالفتح، ومثله في اللسان. ويقال العرار والعر، بفتحهما: المعجل عن وقت الفطام، وهي بهاء، عرة وعرارة. وقال ابن القطاع: عر الغلام عرا وعراراة وعرة: عجلت فطامه وفي التنزيل وأطعموا القانع والمعتر قيل: هو الفقير، وقيل: هو المعترض، هكذا في النسخ. وفي المحكم والتهذيب المتعرض للمعروف من غير أن يسأل، ومنه حديث علي رضي الله عنه: فإن فيهم قانعا ومعترا. يقال: عره، عرا وعراه، واعتره، واعتراه، واعتر به، إذا أتاه فطلب معروفه. قال ابن أحمر:

ترعى القطاة الخمس قفورها     ثم تعر الماء فـيمـن يعـر

صفحة : 3174

أي تأتي الماء وترده. والقفور: ما يوجد في القفر، ولم يسمع القفور في كلام العرب إلا في شعر ابن أحمر. وقال ابن القطاع: المعتر: الزائر، من قولك: عررت الرجل عرا: نزلت به. انتهى. وقال جماعة من أهل اللغة في تفسير قوله تعالى: القانع: هو الذي يسأل. والمعتر: الذي يطيف بك يطلب ما عندك: سألك أو سكت عن السؤال. والعرير: الغريب في القوم فعيل بمعنى فاعل، وأصله من قولك: عررته عرا فأنا عار: إذا أتيته تطلب معروفه، واعتررته بمعناه. ومنه حديث حاطب بن أبي بلتعة: أنه لما كتب إلى أهل مكة كتابا ينذرهم فيه بسير سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إليم أطلع الله رسوله على الكتاب، فلما عوتب فيه قال: كنت رجلا عريرا في أهل مكة، فأحببت أن أتقرب إليهم، ليحفظوني في عيلاتي عندهم أراد غريبا مجاورا لهم دخيلا، ولم أكن من صميمهم، ولا لي فيهم شبكة رحم. وفي رواية: غريرا بالغين المعجمة. وفي اللسان في غ-ر-ر ما نصه: قال بعض المتأخرين: هكذا الرواية، والصواب: كنت غريا: أي ملصقا، يقال: غرى فلان بالشيء: إذا لزمه، ومنه الغراء الذي يلصق به. قال: وذكره الهروي في الغريبين في العين المهملة: كنت عريرا. قال: وهذا تصحيف منه. قال ابن الأثير: أما الهروي فلم يصحف ولا شرح إلا الصحيح، فإن الأزهري والجوهري والخطابي والزمخشري ذكروا هذه اللفظة بالعين المهملة في تصانيفهم، وشرحوها بالغريب، وكفاك بواحد منهم حجة للهروي فيما روى وشرح. والمعرور: المنزول به، وهو أيضا المقرور الذي أصابه القر. والمعرور أيضا: من أصابه مالا يستقر عليه، أو أتاه مالا قوام له معه. ومعرور بن سويد المحدث شيخ الأعمش. والبراء بن معرور بن صخر بن خنساء الأنصاري الخزرجي أبو بشر، نقيب بني سلمة، صحابي، وقد تقدم ذكره في الهمزة، ولذا لم يتعرض له هنا. وأما سيار بن معرور الذي حدث عنه سماك بن حرب فاختلف فيه، فقيل: هو بالغين المعجمة. قال الحافظ في التبصير: وحكى ابن معين أن أبا الأحوص صحفه بالعين المهملة. انتهى. قلت: وقد ضبطه الذهبي بالمعجمة، وقال: روى عن عمر. وقال ابن المديني: مجهول، لم يرو عنه غير سماك. والمعرورة، بهاء: التي أصابتها عين في لبنها، نقله الصاغاني. والعرة، بالفتح: الشدة، كالمعرة، وقيل: الشدة في الحرب، نقله الصاغاني. وقال ابن الأعرابي: العرة الخلة القبيحة. والعرة، بالضم: زرق الطير. وعر الطير يعر: سلح. كالعر بغير هاء، والعرة أيضا: عذرة الناس، والبعر والسرجين. ومنه الحديث: إياكم ومشارة الناس، فإنها تظهر العرة، استعير للمساوئ والمثالب. وفي حديث سعد: أنه كان يعر أرضه، أي يدملها بالعذرة ويصلحها بها. وكذا حديث ابن عمر: كان لا يعر أرضه أي لا يزبلها بالعرة. وقد أعرت الدار، إذا كثر بها العرة كأعذرت. والعرة: شحم السنام ويقال: عرة السنام: هي الشحمة العليا. والعرة: الإصابة بمكروه. وقد عره يعره عرا، بالفتح إذا أصابه به. والعرة: الجرم، كالمعرة، والعرة: رجل يكون شين القوم. وقد عرهم يعرهم: شانهم: يقال: فلان عرة أهله، أي شرهم، وقال ابن دريد: العرة، بالضم: الرجل المعرور بالشر. والعرار، كسحاب: القود، وكل شئ

صفحة : 3175

باء بشيء فهو له عرار. قال الأعشى: بشيء فهو له عرار. قال الأعشى:

فقد كان لهم عرار وذات العرار: واد من أودية نجد. والعرار: بهار البر، وهو نبت طيب الريح. قال ابن بري: وهو النرجس البري. قال الصمة ابن عبد الله القشيري:

أقول لصاحبي والعيس تهوى    بنا بين المنيفة فالضـمـار
ألا يا حبذا نفحـات نـجـد    وريا روضه بعد القطـار
شهور ينقضين وما شعرنـا    بأنصاف لهـن ولا سـرار
تمتع من شميم عرار نجـد     فما بعد العشية من عـرار

وبهاء واحدته، قال الأعشى:

بيضاء غدوتها وصف    راء العشية كالعراره معناه أن المرأة الناصعة البياض الرقيقة البشرة، تبيض بالغداة ببياض الشمس، وتصفر بالعشى باصفرارها. والعرارة: الشدة. والعرارة: الرفعة والسودد. قال الأخطل:

إن العرارة والنبوح لدارم      والمستخف أخوهم الأثقالا وقال الطرماح:

إن العرارة والنبوح لطيئ    والعز عند تكامل الأحساب والعرارة: النساء يلدن الذكور، والشرية: النساء يلدن الإناث. يقال: تزوج في عرارة نساء. والعرارة: سوء الخلق، ومنه: ركب فلان عرعره، إذا ساء خلقه، كما سيأتي قريبا. والعرر، محركة: صغر السنام أو قلته، بأن يكون قصيرا، أو ذهابه، وهو من عيوب الإبل. وهو أعر، وهي عراء وعرة، وقد عر سنامه يعر، بالفتح، إذا نقص، قال:

تمعك الأعر لاقى العراء. أي تمعك كما يتمعك الأعر، والأعر يحب التمعك لذهاب سنامه، يلتذ بذلك. وقال أبو ذؤيب.

كانوا السنام اجتب أمس فقومهم    كعراء بعد النى راث ربيعها وقال ابن السكيت: الأجب: الذي لا سنام له من حادث، والأعر: الذي لا سنام له من خلقه. والعراعر، بالضم: الشريف. قال مهلهل:

خلع الملوك وسار تحت لوائه     شجر العرى وعراعر الأقوام شجر العرى: الذي يبقى على الجدب، وقيل: هم سوقة الناس. والعراعر هنا اسم للجمع، وقيل: هو للجنس، ج عراعر، بالفتح. قال الكميت:

ما أنت من شجر العرى     عند الأمور ولا العراعر والعراعر: السيد، مأخوذ من عرعرة الجبل، والعراعر من الإبل: السمين يقال: جزور عراعر: أي سمينة. وعراعر: ع يجلب منه الملح ومنه: ملح عراعري. قال النابغة:

زيد بن زيد حاضر بعراعر     وعلى كنيب مالك بن حمار

صفحة : 3176

قلت: وهو ماء لكلب بناحية الشام، وآخر بعدنة في شمال الشربة. وعرعرة الجبل، والسنام، وكل شيء، بالضم: رأسه ومعظمه، في التهذيب: عرعرة الجبل: غلظه ومعظمه وأعلاه. وفي الحديث: كتب يحيى بن يعمر إلى الحجاج: إنا نزلنا بعرعرة الجبل والعدو بحضيضه فعرعرته: رأسه. وحضيضه: أسفله. وفي حديث عمر بن عبد العزيز: أنه قال: أجملوا في الطلب، فلو أن رزق أحدكم في عرعرة جبل أو حضيض أرض لأتاه قبل أن يموت. وعرعرة كل شيء: رأسه وأعلاه. وعرعر عينه: فقأها، وقيل: اقتلعها، عن اللحياني. وعرعر صمام القارورة عرعرة: استخرجه وحركه وفرقه، قال ابن الأعرابي: عرعرت القارورة: إذا نزعت منها سدادها. ويقال، إذا سددتها. وسدادها: عرعرها. ووكاؤها: عرعرتها. وفي التهذيب: غرغر رأس القارورة، بالغين المعجمة. والعرعر، كجعفر: شجر السرو، فارسية، وقيل: هو الساسم، ويقال له: الشيزى، ويقال: هو شجر يعمل به القطران، ويقال: شجر عظيم جبلى لا يزال أخضر، يسميه الفرس السرو. وقال أبو حنيفة: للعرعر ثمر أمثال النبق، يبدو أخضر، ثم يبيض، ثم يسود حتى يكون كالحمم، ويحلو فيؤكل، واحدته عرعرة، وبه سمى الرجل. وعرعر: ع، بل عدة مواضع نجدية وغيرها. وعرعر: واد بنعمان، قرب عرفة. قال امرؤ القيس:

سما لك شوق بعد أن كان أقصرا وحلت سليمى بطن ظبي فعرعرا ويروى: بطن قو. والعرعرة، بهاء: سداد القارورة، ويضم، حكاه الصاغاني ويقال: العرعرة، بالفتح: وكاء القارورة، والعرعر، بالضم: سدادها، وقد تقدم. والعرعرة: جلدة الرأس من الإنسان. والعرعرة: التحريك والزعزعة، وقال يعني قارورة صفراء من الطيب:

وصفراء في وكرين عرعرت رأسها لأبلى إذا فارقت في صاحبي عذرا والعرعرة: لعبة للصبيان، كعرعار، مبنية على الكسر، وهو معدول عن عرعرة، مثل قرقار من قرقرة. قال النابغة: يدعو وليدهم بها عرعار. لأن الصبي إذا لم يجد أحدا رفع صوته فقال: عرعار، فإذا سمعوه خرجوا إليه فلعبوا تلك اللعبة. قال ابن سيده: وهذا عند سيبويه من بنات الأربعة، وهو عندي نادر?، لأن فعال إنما عدلت عن أفعل في الثلاثي ومكن غيره عرعار في الاسمية، فقالوا: سمعت عرعار الصبيان، أي اختلاط أصواتهم. وأدخل أبو عبيدة عليه الألف واللام وأجراه كراع مجرى زينب وسعاد. والعرعرة، بالضم: ما بين المنخرين، نقله الصاغاني، وقال: غيره: هو أعلى الأنف. والعرعرة: الركب، أي فرج المرأة، نقله الصاغاني. وركب عرعره: ساء خلقه، مقتضى سياقه أن يكون بالضم، ومثله في اللسان، وهو كما يقال: ركب رأسه. وقال أبو عمرو في قول الشاعر يذكر امرأة: وركبت صومها وعرعرها. أي ساء خلقها. وقال غيره: معناه ركبت القذر من أفعالها. وأراد بعرعرها عرتها، وكذلك الصوم عرة النعام. وفي التكملة: وحكى ابن الأعرابي: ركب عرعره، إذا ساء خلقه هكذا قال بفتح العين، فإذا كان كذا فالمراد الشجر. وعرار، كقطام: اسم بقرة، ومنه المثل: باءت عرار بكحل. وهما بقرتان انتطحتا فماتتا جميعا، أي باءت هذه بهذه. يضرب هذا لكل مستويين، قال ابن عنقاء الفزاري فيمن أجراهما:

صفحة : 3177

باءت عرار بكحل والرفاق معا      فلا تمنوا أمانـي الأبـاطـيل وفي التهذيب: وقال الآخر فيما لم يجرهما:

باءت عرار بكحل فيما بيننا     والحق يعرفه ذوو الألباب قال: وكحل وعرار ثور وبقرة، كانا في سبطين من بني إسرائيل، فعقر كحل، وعقرت به عرار، فوقعت حرب بينهما حتى تفانوا، فضربا مثلا في التساوي. وفي كتاب التأنيث والتذكير لابن السكيت: العارورة: الرجل المشؤوم، والعارورة: الجمل لاسنام له. وفي هذا الباب: رجل صارورة، وقد تقدم. والعراء: الجارية العذراء. والعرى كعزى، بالزاي: المعيبة من النساء، أورده الصاغاني وابن منظور. وقال الصاغاني في التكملة: قول الجوهري في العرارة: إنه اسم فرس، قال الكلحبة العريني:

تسائلني بنو جشم بن بكر      أغراء العرارة أم بهيم? تصحيف، وإنما اسمها العرادة، بالدال المهملة، وكذا في الشعر الذي ذكره، ولعله أخذه من ابن فارس اللغوي في المجمل، لأنه هكذا وقع فيه، وقد ذكره في الدال المهملة على الصحة، قلت: فهذا نص الصاغاني مع تغيير يسير، وقد سبقه ابن برى في حواشي الصحاح. والذي في اللسان: والعرارة: الحنوة التي يتيمن بها الفرس، قال أبو منصور: وأرى أن فرس كلحبة اليربوعي سميت عرارة بها. واسم كلحبة هبيرة بن عبد مناف. وهو القائل في فرسه عرارة هذه:

تسائلني بنو جشم بن بـكـر     أغراء العرارة أم بـهـيم?
كميت غير محلفة ولـكـن      كلون الصرف عل به الأديم

ومعنى قوله: تسائلني: أي على جهة الاستخبار، وعندهم منها أخبار، وذلك أن بني جشم أغارت على بلى وأخذوا أموالهم، وكان الكلحبة نازلا عندهم، فقاتل هو وابنه حتى ردوا أموال بلى عليهم، وقتل ابنه. وقوله: كميت غير محلفة، الكميت المحلف: هو الأحم والأحوى، وهما يتشابهان في اللون حتى يشك فيهما البصيران، فيحلف أحدهما أنه كميت أحم، ويحلف الآخر أنه كميت أحوى، فيقول الكلحبة: فرسي هذه ليست من هذين اللونين، ولكنها كلون الصرف، وهو صبغ أحمر تصبغ به الجلود. انتهى. قلت وقرأت في أنساب الخيل لابن الكلبي ما نصه: ومنها العرادة: فرس كلحبة، وهو هبيرة بن عبد مناف اليربوعي، وذلك أنه أغار على حزيمة بن طارق، فأسره أسيد بن حناءة أخو بني سليط بن يربوع، وأنيف بن جبلة الضبى، وكان أنيف نقيلا في بني يربوع. فاختصما فيه، فجعلا بينهما رجلا من بني حميري ابن رياح يربوع يقال له الحارث ابن قران، وكانت أمه ضبية. فحكم أن ناصية حزيمة لأنيف بن جبلة، وعلى أنيف لأسيد بن حناءة مائة من الإبل. فقال في ذلك كلحبة اليربوعي:

فإن تـنج مـنهـا يا حزيم بن طارق      فقـد تركت ما خلـف ظهرك بلـقـعـا
إذا المرء لم يغش الكريهة أوشكت        حبال المنايا بالفتى أن تقطعا
فأدرك إبطاء العرادة صنعتي             فقد تركتني من حزيمة إصبـعا

وقال:

تسائلني بنو جشم بن               بكر أغراء العرادة أم بهيم
هي الفرس التي كرت عليكم     عليها الشيخ، كالأسد، الظليم

صفحة : 3178

وعاررت: تمكثت، نقله الصاغاني ولم يعزه، وهو قول الأخفش وقرأت في شرح ديوان الحماسة، في شرح قول أبي خراش الهذلي:

فعاريت شيئا والرداء كأنـمـا     يزعزعه ورد من الموم مردم قال أبو سعيد السكري شارح الديوان: ويروى: فعاررت، ومعناه تحرنت قليلا، ومن قال: عاريت، أي انصرفت قليلا، والورد: البرسام. وقال الأخفش: عاررت: تلبثت شيئا، يقال: عار الرجل، إذا انتبه. ومعرة، بفتح وتشديد الراء: د، بين حماة وحلب، وهي بلد الفستق، وتضاف إلى النعمان بن بشير الأنصاري، اجتاز بها فمات له بها ولد، فأقام أياما حزينا، فنسبت إليه، كذا ذكره البلاذري في كتاب البلدان. نقله الفرضي، نقله الجاحظ. وذكر ذلك في ن-ع-م وسيأتي إن شاء الله تعالى. قلت: وقد نسب إلى هذه المدينة أبو العلاء أحمد ابن عبد الله بن سليمان الأديب التنوخي، الذي استشهد بقوله المصنف في خطبة هذا الكتاب، وأقاربه. وميمون بن أحمد المعري، عن يوسف ابن سعيد بن مسلم، وآخرون. ومعرة علياء: محلة بها. ومعرة: كورة على مرحلة من حلب، وهي معرة مصرين. ومعرة: ة، قرب كفرطاب. ومعرة: ة قرب أفامية. ومعر بلا هاء، وضبطه الحافظ في التبصير بالتخفيف: إحدى عشرة قرية، كلها بالشام، وقال الحافظ كلها بأعمال حماة، ما علمت أحدا ينسب إليها. ومعرين، بزيادة ياء ونون: د، بنواحي نصيبين. ومعرين: ة، بشيزر، و: ة، أخرى بحماة، وبجبلها مشهد يزار، ومعرين أيضا: ة شمالي عزاز، بالقرب من الرقة، ومما يستدرك عليه: العرة، بالضم: ما يعتري الإنسان من الجنون قال امرؤ القيس:

ويخضد في الآري حتى كأنما      به عرة أو طائف غير معقب وعاره معارة وعرارا: قاتله وآذاه. وقال أبو عمرو: العرار: القتال. يقال: عاررته، إذا قاتلته. ومن جملة معاني المعرة: الشدة، والمسبة، والأمر القبيح، والمكروه. وما عرنا بك أيها الشيخ?: ما جاءنا بك. وفي المثل: عر فقره بفيه لعله يلهيه يقول: دعه ونفسه لا تعنه لعل ذلك يشغله عما يصنع. وقال ابن الأعرابي: معناه: خله وغيه إذا لم يطعك في الإرشاد فلعله يقع في هلكة تلهيه وتشغله عنك وعرا الوادي، بالضم: شاطئاه. ونخلة معرورة: مزبلة بالعرة. وفلان عرة، وعارور، وعارورة، أي قذر. والعرة: الأبنة في العصا، والجمع عرر. والعرر، بالتحريك: صغر ألية الكبش. وقيل: كبش أعر: لا ألية له، ونعجة عراء. ويقال: لقيت منه شرا وعرا، وأنت شر منه وأعر. وعره بشر: ظلمه وسبه وأخذ ماله، فهو معرور. وقال ابن الأعرابي: عر فلان: إذا لقب بلقب يعره. وعره يعره، إذا لقبه بما يشينه. وعر يعر، إذا صادف نوبته في الماء وغيره. وعرة الجرب، وعرة النساء: فضيحتهن وسوء عشرتهن. وقال إسحاق: قلت لأحمد: سمعت سفيان ذكر العرة. فقال: أكره بيعه وشراءه. فقال أحمد، أحسن، وقال ابن راهويه كما قال. وفي حديث: لعن لله بائع العرة ومشتريها. وفي حديث طاووس: إذا استعر عليكم شئ من الغنم: أي ند واستعصى، من العرارة، وهي الشدة وسوء الخلق. والعراعر: أطراف الأسنمة، في قول الكميت:

سلفى نزار إذ تـحـو     لت المناسم كالعراعر

صفحة : 3179

والعرارة: الجرادة قيل: وبها سميت فرس الكلحبة، قال بشر: عرارة هبوة فيها اصفرار. ويقال: هو في عرارة خير، أي في أصل خير. وقال الفراء: عررت بك حاجتي: أنزلتها. وعرار، كسحاب: اسم رجل، وهو عرار بن عمرو بن شأس الأسدي، قال فيه أبوه:

وإن عرارا إن يكن غير واضح فإني أحب الجون ذا المنكب العمم والعرارة، بالفتح: موضع. وعر بعيرك: أي أدنه إلى الماء. وعرار بن سويد الكوفي، ككتاب، شيخ لحماد بن سلمة: وعرار بن عبد الله اليامي شيخ لشجاع ابن الوليد. والعلاء بن عرار، عن ابن عمر. وعائشة بنت عرار، عن معاذة العدوية. وليث بن عرار، عن عمر بن عبد العزيز. والحكم بن عرعرة النميري، من أبصر الناس في الخيل، وفرسه الجموم. وعرعرة بن البرند، ضعفه ابن المديني. وعرار بن عجل بن عبد الكريم، من آل قتادة.

ع - ز - ر.
العزر: اللوم، يقال: عزره يعزره، بالكسر، عزرا، بالفتح، وعزره تعزيرا: لامه ورده. والعزر، والتعزير: ضرب دون الحد، لمنعه الجاني عن المعاودة، وردعه عن المعصية. قال:

وليس بتعزير الأمير خـزاية     على إذا ما كنت غير مريب

صفحة : 3180

أو هو أشد الضرب. وعزره: ضربه ذلك الضرب، هكذا في المحكم لابن سيده. وقال الشيخ ابن حجر المكي في التحفة على المنهاج: التعزير لغة من أسماء الأضداد، لأنه يطلق على التفخيم والتعظيم، وعلى أشد الضرب، وعلى ضرب دون الحد، كذا في القاموس. والظاهر أن هذا الأخير غلط، لأن هذا وضع شرعي لا لغوي، لأنه لم يعرف إلا من جهة الشرع، فكيف ينسب لأهل اللغة الجاهلين بذلك من أصله: والذي في الصحاح بعد تفسيره بالضرب: ومنه سمى ضرب مادون الحد تعزيرا. فأشار إلى أن هذه الحقيقة الشرعية منقولة عن الحقيقة اللغوية بزيادة قيد، وهو كون ذلك الضرب دون الحد الشرعي، فهو كلفظ الصلاة والزكاة ونحوهما المنقولة لوجود المعنى اللغوي فيها بزيادة. وهذه دقيقة مهمة تفظن لها صاحب الصحاح، وغفل عنها صاحب القاموس. وقد وقع له نظير ذلك كثيرا. وكله غلط يتعين التفطن له. انتهى. وقال أيضا في التحفة في الفطرة: مولدة، وأما ما وقع في القاموس من أنها عربية فغير صحيح، ثم ساق عبارة: وقال: فأهل اللغة يجهلونه، فكيف ينسب إليهم. ونظير هذا من خلطه الحقائق الشرعية بالحقائق اللغوية ما وقع له في تفسير التعزير بأنه ضرب دون الحد. وقد وقع له من هذا الخلط شئ كثير، وكله غلط يجب التنبيه عليه. وكذا وقع له في الركوع والسجود فإنه خلط الحقيقة الشرعية باللغوية انتهى. قلت: وقد نقل الشهاب في شرح الشفاء العبارة الأولى التي في التعزير برمتها، ونقله عنه شيخنا بنص الحروف، وزاد الشهاب عند قوله: فكيف ينسب، الخ: قال شيخنا ابن قاسم: لا يقال: هذا لا يأتي على أن الواضع هو الله تعالى، لأنا نقول: هو تعالى إنما وضع اللغة باعتبار تعارف الناس مع قطع النظر عن الشرع. انتهى. قال شيخنا: ثم رأيت ابن نجيم نقل كلام ابن حجر في شرحه على الكنز المسمى بالنهر الفائق برمته، ثم قال: وأقول: ذكر كثير من العلماء أن صاحب القاموس كثيرا ما يذكر المعنى الاصطلاحي مع اللغوي، فلذلك لا يعقد عليه في بيان اللغة الصرفة. ثم ما ذكره في الصحاح أيضا لا يكون معنى لغويا على ما أفاد صاحب الكشاف فإنه قال: العزر: المنع، ومنه التعزير، لأنه منع عن معاودة القبيح. فعلى هذا يكون ضربا دون حد، من إفراد المعنى الحقيقي، فلا ورود على صاحب القاموس في هذه المادة. انتهى. قال شيخنا: قلت: وهذا من ضيق العطن وعدم التمييز بين المطلق والمقيد. فتأمل. قلت: والعجب منهم كيف سكتوا على قول الشيخ ابن حجر، وهو: فكيف ينسب لأهل اللغة الجاهلين بذلك من أصله?: فإنه إن أراد بأهل اللغة الأئمة الكبار كالخليل والكسائي وثعلب وأبي زيد والشيباني وأضرابهم، فلم يثبت ذلك عنهم خلط الحقائق أصلا، كما هو معلوم عند من طالع كتاب العين والنوادر والفصيح وشروحه وغيرها. وإن أراد بهم من بعدهم كالجوهري والفارابي والأزهري وابن سيده والصاغاني، فإنهم ذكروا الحقائق الشرعية المحتاج إليها، وميزوها من الحقائق اللغوية إما بإيضاح، كالجوهري في الصحاح، أو بإشارة، كبيان العلة التي تميز بينهما، وتارة ببيان المأخذ والقيد، كابن سيده في المحكم والمخصص، وابن جنى في سر الصناعة، وابن رشيق في العمدة، والزمخشري في الكشاف.

صفحة : 3181

وكفاك بواحد منهم حجة للمصنف فيما روى ونقل. والمجد لما سمى كتابه البحر المحيط ترك فيه بيان المآخذ وذكر العلل والقيودات التي بها يحصل التمييز بين الحقيقتين، وكذا بين الحقيقة والمجاز، ليتم له إحاطة البحر فهو يورد كلامهم مختصرا ملغزا مجموعا موجزا، اعتمادا على حسن فهم المتبصر الحاذق المميز بين الحقيقة والمجاز وبين الحقائق، ومراعاة لسلوك سبيل الاختصار الذي راعاه، واستغراق الأفراد الذي ادعاه. وقوله: وهي دقيقة مهمة تفطن لها صاحب الصحاح وغفل عنها صاحب القاموس قلت: لم يغفل صاحب القاموس عن هذه الدقيقة، فإنه ذكر في كتابه بصائر ذوي التمييز في لطائف كتاب الله العزيز مشيرا إلى ذلك بقوله ما نصه: التعزير: من الأضداد، يكون بمعنى التعظيم وبمعنى الإذلال، يقال: زماننا العبد فيه معزر موقر، والحر فيه معزر موقر، الأول بمعنى المنصور المعظم، والثاني بمعنى المضروب المهزم. والتعزير دون الحد، وذلك يرجع إلى الأول لأن ذلك تأديب، والتأديب نصرة بقهر ما. انتهى. فالظاهر أن الذي ذكره الشيخ ابن حجر إنما هو تحامل محض على أئمة اللغة عموما، وعلى المجد خصوصا، لتكراره في نسبتهم للجهل في مواضع كثيرة من كتابه: التحفة، على ما مر ذكر بعضها. وشيخنا رحمه الله تعالى لما رأى سبيلا للإنكار على المجد كما هو شنشنته المألوفة سكت عنه، ولم يبد له الانتصار، ولا أدلى دلوه في الخوض، كأنه مراعاة للاختصار. والله يعفو عن الجميع، ويتغمدهم برحمته، إنه حليم ستار. والتعزير أيضا: التفخيم والتعظيم فهو، ضد، صرح به الإمام أبو الطيب في كتاب الأضداد وغيره من الأئمة. وقيل: بين التأديب والتفخيم شبه ضد. والتعزير: الإعانة، كالعزر، يقال: عزره عزرا وعزره تعزيرا، أي أعانه. والتعزير: التقوية، كالعزر أيضا. يقال: عزره وعزره، إذا قواه. والتعزير: النصر بالسيف، كالعزر أيضا، يقال: عزره وعزره، إذا نصره، قال الله تعالى: وتعزروه جاء في التفسير: أي لتنصروه بالسيف: وعزرتموهم عظمتموهم. قال إبراهيم بن السرى: وهذا هو الحق، والله أعلم، وذلك لأن العزر في اللغة الرد والمنع، وتأويل: عزرت فلانا، أي أدبته، إنما تأويله فعلت به ما يردعه عن القبيح، كما أن نكلت به تأويله فعلت به ما يجب أن ينكل معه عن المعاودة، فتأويل عزرتموهم: نصرتموهم بأن تردوا عنهم أعداءهم، ولو كان التعزير هو التوقير لكان الأجود في اللغة الاستغناء به. والنصرة إذا وجبت فالتعظيم داخل فيها، لأن نصرة الأنبياء هي المدافعة عنهم، والذب عن دينهم، وتعظيمهم وتوقيرهم. والتعزير في كلام العرب: التوقير، والنصر باللسان والسيف، وفي حديث المبعث قال ورقة بن نوفل: إن بعث وأنا حي فسأعزره وأنصره، التعزير هنا: الإعانة والتوقير والنصر مرة بعد مرة. والعزر عن الشيء كالضرب: المنع والرد، وهذا أصل معناه. ومنه أخذ معنى النصر، لأن من نصرته فقد رددت عنه أعداءه ومنعتهم من أذاه؛ ولهذا قيل للتأديب الذي دون الحد: تعزير، لأنه يمنع الجاني أن يعاود الذنب. وفي الأبنية لابن القطاع: عزرت الرجل عزرا: منعته من الشيء. والعزر: النكاح، يقال: عزر المرأة عزرا، إذا نكحها. والعزر: الإجبار على الأمر.

صفحة : 3182

يقال: عزره على كذا، إذا أجبره عليه، أورده الصاغاني. والعزر: التوقيف على باب الدين، قال الأزهري: وحديث سعد يدل على ذلك، لأنه قال: قد رأيتني مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وما لنا طعام إلا الحبلة وورق السمر، ثم أصبحت بنو أسد تعزرني على الإسلام، لقد ضللت إذا وخاب عملي، أي توقفني عليه. وقيل: توبخني على التقصير فيه. والتعزير: هو التوقيف على الفرائض والأحكام، وأصله التأديب ولهذا يسمى الضرب دون الحد تعزيرا، إنما هو أدب، يقال: عزرته وعزرته. والعزر: ثمن الكلإ إذا حصد وبيعت مزارعه، كالعزير، على فعيل، بلغة أهل السواد، الأخير عن الليث، والجمع العزائر، يقولون: هل أخذت عزير هذا الحصيد? أي هل أخذت ثمن مراعيها، لأنهم إذا حصدوا باعوا مراعيها. والعزائر والعيازر: دون العضاه وفوق الدق، كالثمام والصفراء والسخبر. وقيل أصول ما يرعونه من شر الكلإ، كالعرفج والثمام والضعة والوشيج والسخبر والطريفة والسبط، وهو شر ما يرعونه. والعيازر: العيدان، عن ابن الأعرابي. والعيازير: بقايا الشجر، لا واحد لها، هكذا أورده الصاغاني. والعيزار: الصلب الشديد من كل شئ، عن ابن الأعرابي. ومنه يقال: محالة عيزارة، إذا كانت شديدة الأسر، قد عيزرها صاحبها. وأنشد أبو عمرو:ره على كذا، إذا أجبره عليه، أورده الصاغاني. والعزر: التوقيف على باب الدين، قال الأزهري: وحديث سعد يدل على ذلك، لأنه قال: قد رأيتني مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وما لنا طعام إلا الحبلة وورق السمر، ثم أصبحت بنو أسد تعزرني على الإسلام، لقد ضللت إذا وخاب عملي، أي توقفني عليه. وقيل: توبخني على التقصير فيه. والتعزير: هو التوقيف على الفرائض والأحكام، وأصله التأديب ولهذا يسمى الضرب دون الحد تعزيرا، إنما هو أدب، يقال: عزرته وعزرته. والعزر: ثمن الكلإ إذا حصد وبيعت مزارعه، كالعزير، على فعيل، بلغة أهل السواد، الأخير عن الليث، والجمع العزائر، يقولون: هل أخذت عزير هذا الحصيد? أي هل أخذت ثمن مراعيها، لأنهم إذا حصدوا باعوا مراعيها. والعزائر والعيازر: دون العضاه وفوق الدق، كالثمام والصفراء والسخبر. وقيل أصول ما يرعونه من شر الكلإ، كالعرفج والثمام والضعة والوشيج والسخبر والطريفة والسبط، وهو شر ما يرعونه. والعيازر: العيدان، عن ابن الأعرابي. والعيازير: بقايا الشجر، لا واحد لها، هكذا أورده الصاغاني. والعيزار: الصلب الشديد من كل شئ، عن ابن الأعرابي. ومنه يقال: محالة عيزارة، إذا كانت شديدة الأسر، قد عيزرها صاحبها. وأنشد أبو عمرو:

فابتغ ذات عـجـل عـيازرا     صرافة الصوت دموكا عاقرا

صفحة : 3183

والعيزار أيضا: الغلام الخفيف الروح النشيط، وهو اللقن الثقف اللقف، هكذا في التكملة، وزاد في اللسان: وهو الريشة والمماحل والمماني. والعيزار: ضرب من أقداح الزجاج، كالعيزارية الأخيرة في التكملة، وهما جميعا في اللسان. والعيزار شجر، في اللسان: وهو ضرب من الشجر، الواحدة عيزارة. وفي الصحاح: أبو العيزار كنية طائر طويل العنق تراه في الماء الضحضاح أبدا، يسمى السبيطر، أو هو الكركي. وقال أبو حنيفة: العوزر: نصى الجبل، قال: كذا نسميه، وأهل نجد يسمونه النصى، هكذا أورده الصاغاني. وعيزار وعيزارة، بفتحهما، وعزرة، كطلحة، وعزرار، كسلسال، هكذا بالراء في آخره، وفي بعض الأمهات: عزران، كسحبان، ولعله الصواب وكذا عازر كقاسم وهاجر: أسماء. والعزور، كجعفر: السيئ الخلق، كالعزور، كعملس والحزور. وقد تقدم. والعزور: الديوث، وهو القواد. والعزورة بهاء: الأكمة، قال ابن الأعرابي: هي العزورة والحزورة والسروعة والقائدة: للأكمة. وعزورة، بلا لام: ع، قرب مكة زيدت شرفا. وقيل: هو جبل عن يمنة طريق الحاج إلى معدن بني سليم، بينهما عشرة أميال، أو عزورة: ثنية المدنيين إلى بطحاء مكة، زيدت شرفا. وفي الحديث ذكر عزور كجعفر، وهو ثنية الجحفة، وعليها الطريق من المدينة إلى مكة، ويقال فيه عزورا. وعازر، كهاجر: اسم رجل أحياه سيدنا عيسى عليه السلام وعزير، تصغير عزر: اسم نبي مختلف في نبوته، ينصرف لخفته وإن كان أعجميا، مثل لوط ونوح، لأنه تصغير عزر. وقيس بن العيزارة، وهي أي العيزارة اسم أمه: شاعر من شعراء هذيل، وهو قيس بن خويلد. ومما يستدرك عليه: عزرت البعير عزرا: شددت على خياشيمه خيطا ثم أوجرته. وعزرت الحمار: أوقرته. ومحمد بن عزار بن أوس بن ثعلبة، ككتان، قتله منصور بن جمهور بالسند. ويحيى بن عقبة بن أبي العيزار، عن محمد بن جحادة، ضعفه يحيى بن معين. ومحمد بن أبي القاسم بن عزرة الأزدي، راوية مشهور. وعزير بن سليم العامري النسفي، وعزير بن الفضل وعزير بن عبد الصمد. وحمار العزير هو أحمد بن عبيد الله الأخباري. وعبد الله بن عزير السمرقندي. وعباس بن عزير، وعزير بن أحمد الأصبهاني، وحفيده عزير بن الربيع بن عزير، ونافلته محفوظ بن حامد بن عبد المنعم بن عزير: محدثون. واستدرك شيخنا عزرائيل، ضبطوه بالكسر والفتح: ملك مشهور، عليه السلام. قلت: والعيازرة: قرية باليمن، ومنها القاضي العلامة أستاذ الشيوخ الحسن بن سعيد العيزريني، من قضاة الحضرة الشريفة أبي طالب أحمد بن القاسم ملك اليمن، توفى بالعيازرة سنة 1038.

ع - س - ر.

صفحة : 3184

العسر، بالضم وبضمتين، قال عيسى بن عمر: كل اسم على ثلاثة أحرف، أوله مضموم وأوسطه ساكن، فمن العرب من يثقله، ومنهم من يخففه، مثل عسر وعسر، وحلم وحلم، وبالتحريك: ضد اليسر وهو الضيق والشدة والصعوبة. قال الله تعالى: سيجعل الله بعد عسر يسرا. وقال: فإن مع العسر يسرا. إن مع العسر يسرا. روى عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قرأ ذلك، وقال: لن يغلب عسر يسرين. وسئل أبو العباس عن تفسير قول ابن مسعود ومراده من هذا القول: فقال: قال الفراء: العرب إذا ذكرت نكرة ثم أعادتها بنكرة مثلها صارتا اثنتين، وإذا أعادتها بمعرفة فهي هي، تقول من ذلك: إذا كسبت درهما فأنفق درهما، فالثاني غير الأول، وإذا أعدته بالألف واللام فهي هي، تقول من ذلك: إذا كسبت درهما فأنفق الدرهم، فالثاني هو الأول. قال أبو العباس: فهذا معنى قول ابن مسعود، لأن الله تعالى لما ذكر العسر ثم أعاده بالألف واللام علم أنه هو، ولما ذكر يسرا ثم أعاده بلا ألف ولام علم أن الثاني غير الأول، فصار العسر الثاني العسر الأول، وصار يسر ثان غير يسر بدأ بذكره. وفي حديث عمر أنه كتب إلى أبي عبيدة وهو محصور: مهما نزل بامرئ شديدة يجعل الله بعدها فرجا، فإنه لن يغلب عسر يسرين. وقيل: لو دخل العسر جحرا لدخل اليسر عليه. كالمعسور، قال ابن سيده: وهو أحد ما جاء من المصادر على وزن مفعول. وقال غيره: والعرب تضع المعسور موضع العسر، والميسور موضع اليسر، وتجعل المفعول في الحرفين كالمصدر. ونقل شيخنا الإنكار عن سيبويه في ذلك، وأنه قال: الصواب أنهما صفتان ولهما نظائر. انتهى. قلت: فهو يتأول قولهم: دعه إلى ميسوره وإلى معسوره، يقول: كأنه قال: دعه إلى أمر يوسر فيه، وإلى أمر يعسر فيه، ويتأول المعقول أيضا. والعسرة، بالضم، والمعسرة، بفتح السين، والمعسرة، بضم السين، والعسرى، كبشرى: خلاف الميسرة وهي الأمور التي تعسر ولا تتيسر. واليسرى: ما استيسر منها. والعسرى: تأنيث الأعسر من الأمور. وفي التنزيل: وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة. والعسرة: قلة ذات اليد، وكذلك الإعسار. وقوله عز وجل: فسنيسره للعسرى. قالوا: العسرى العذاب والأمر العسير. قال الفراء: وإطلاق التيسير فيه من باب قوله تعالى: فبشرهم بعذاب أليم. وقد عسر الأمر، كفرح، عسرا فهو عسر، وعسر، ككرم، يعسر عسرا، بالضم، وعسارة، بالفتح، فهو عسير: التاث. ويوم عسر وعسير وأعسر: شديد ذو عسر. قال الله تعالى في صفة يوم القيامة: فذلك يومئذ يوم عسير. على الكافرين غير يسير. أو يوم أعسر: شؤم، هكذا في النسخ، وفي بعض الأصول: مشؤوم، بزيادة الميم. قال معقل الهذلى:

ورحنا بقوم من بدالة قرنـوا     وظل لهم يوم من الشر أعسر أراد أنه مشؤوم، هكذا فسروه. وحاجة عسر وعسير: متعسرة، هكذا في النسخ، والذي في اللسان: وحاجة عسير وعسيرة: متعسرة. وأنشد ثعلب:

قد أنتحى للحاجة العسير     إذ الشباب لين الكسور

صفحة : 3185

قال: معناه: للحاجة التي تعسر على غيري. وتعسر على الأمر، وتعاسر، واستعسر: اشتد والتوى وصار عسيرا. وأعسر فهو معسر: صار ذا عسرة وقلة ذات يد. وقيل: افتقر. وحكى كراع: أعسر إعسارا وعسرا، والصحيح أن الإعسار المصدر، وأن العسرة الاسم. ويقال: استعسره، إذا طلب معسوره. وعسر الغريم يعسره، بالضم ويعسره، بالكسر، عسرا، بالفتح: طلب منه الدين على عسرة وأخذه على عسرة ولم يرفق به إلى ميسرته، كأعسره إعسارا، إذا طالبه كذلك. ورجل عسر، ككتف، بين العسر، محركة: شكس، وقد عاسره قال:

بشر أبو مروان إن عاسرته      عسر وعند يساره ميسور وأعسرت المرأة: عسر عليها ولادها، كعسرت، وكذا الناقة إذا نشب ولدها عند الولادة، وإذا دعى عليها قيل: أعسرت وآنثت، وإذا دعى لها قيل: أيسرت وأذكرت، أي وضعت ذكرا وتيسر عليها الولاد؛ قاله الليث: وعسر الزمان اشتد علينا. وعسر عليه: ضيق، حكاها سيبويه. وعسر عليه ما في البطن: لم يخرج. وعسر عليه عسرا: خالفه، كعسر تعسيرا. وتعسر القول، هكذا في سائر النسخ بالقاف والواو واللام، والصواب: وتعسر الغزل بالغين والزاي: التبس فلم يقدر على تخليصه، والغين المعجمة لغة فيه، كذا في كتاب الليث، ونقله الأزهري، وسلمه وصححه من كلام العرب، ثم رأيت في التكملة للصاغاني قال: واستعسر الأمر وتعسر، إذا صار عسيرا، فأما الغزل إذا التبس فلم يقدر على تخليصه فيقال فيه: تغسر، بالغين المعجمة، ولا يقال بالعين المهملة إلا تجشما. ورجل أعسر يسر: يعمل بيديه جميعا. فإن عمل بالشمال خاصة: فهو أعسر بين العسر، وهي عسراء، وقد عسرت، بالفتح عسرا، بالتحريك، هكذا هو مضبوط في سائر النسخ. قال

لها منسم مثل المحارة خفه كأن الحصى من خلفه خذف أعسرا

صفحة : 3186

ويقال: رجل أعسر، وامرأة عسراء، إذا كانت قوتهما في أشملهما، ويعمل كل واحد منهما بشماله ما يعمله غيره بيمينه. ويقال للمرأة: عسراء يسرة: إذا كانت تعمل بيديها جميعا، ولا يقال: أعسر أيسر، ولا عسراء يسراء للأنثى، وعلى هذا كلام العرب. وفي حديث رافع بن سالم، وفينا قوم عسران ينزعون نزعا شديدا: وهو جمع أعسر: الذي يعمل بيده اليسرى، كأسود وسودان. يقال: ليس شئ أشد رميا من الأعسر. ومنه حديث الزهري كان يدعم على عسرائه العسراء، تأنيث الأعسر: اليد العسراء ويحتمل أنه كان أعسر. وعسرني فلان، بالفتح، وعسرني، بالتشديد، هكذا في النسخ، وفي بعض الأصول: الأول من باب علم والثاني من كتب يعسرني عسرا، إذا جاء عن يساري. ويقال: اعتسر فلان الناقة، إذا أخذها ريضا قبل أن تذلل فخطهما وركبها. وناقة عسير: اعتسرت من الإبل فركبت، أو حمل عليها ولم تلين قبل. وهذا على حذف الزائد. وكذلك ناقة عيسر وعوسرانة وعيسرانة: قد فعل بها ذلك. والبعير عسير وعيسران، بضم السين، وعيسراني، بفتح السين وضمها. وقال الليث: العيسرانية والعيسرانية من النوق: التي تركب قبل أن تراض. قال: والذكر عيسران وعيسران. قال الأزهري: وكلام العرب على غير ما قال الليث، هكذا نقله الصاغاني في التكملة. والذي في اللسان: قال الأزهري: وزعم الليث أن العوسرانية والعيسرانية من النوق.. إلى آخر ما ذكره كما قدمنا. قلت: وفي الصحاح: وجمل عوسراني. والعسير: الناقة التي قد اعتاطت في عامها فلم تحمل سنتها، هكذا قال الليث، ومثله نقل الأزهري، وفي بعض الأصول: هي العسيرة، بالهاء. وقد أعسرت إعسارا، وعسرت، مبنيا للمجهول، قال الأعشى:

وعسير أدماء حادرة العي      ن خنوف عيرانة شملال قال الأزهري: وتفسير الليث للعسير بما تقدم غير صحيح، والعسير من الإبل عند العرب: التي اعتسرت فركبت ولم تكن ذللت قبل ذلك ولا ريضت: وكذا فسره الأصمعي. وكذلك قاله ابن السكيت. وعسرت الناقة تعسر، من حد ضرب، عسرا، بالفتح، وعسرانا، محركة، وهي عاسر وعسير، إذا رفعت ذنبها في عدوها. قال الأعشى:

بناجـية كـأتـان الـثـمـيل     تقضى السرى بعد أين عسيرا وعسرت، وهي عاسر: رفعت ذنبها بعد اللقاح. والعسر: أن تعسر الناقة بذنبها، أي تشول به، يقال: عسرت به تعسر عسرا. والعسران: أن تشول الناقة بذنبها لترى الفحل أنها لاقح، وإذا لم تعسر وذنبت به فهي غير لاقح. والعسراء من العقبان: التي في جناحها قوادم بيض. وقيل: عقاب عسراء، هي التي ريشها من الجانب الأيسر أكثر من الأيمن. وقيل: العسراء: القادمة البيضاء، قال ساعدة بن جؤية:

وعمى عليه الموت يأتي طريقه     سنان كعسراء العقاب ومنهب

صفحة : 3187

هكذا أنشده ابن دريد، كالعسرة، محركة. ومنه يقال: عقاب عسراء، إذا كان في يدها قوادم بيض. والعسراء: أم أبي الحسن علي بن محمد بن عيسى الخياط المصري المرادي، يعرف بها، قال ابن الجوزي: هو مولى لبني معاوية ابن خديج، حدث عن محمد بن هشام بن أبي خيرة، ضعيف. وقال الذهبي في الديوان: واه. وقال ابن ماكولا: ليس بشيء ولا تجوز الرواية عنه. وقال الحافظ: مات بعد العشرين وثلاثمائة. والعسرى، كسكرى ويضم: بقلة، وقال أبو حنيفة: هي بقلة تكون أذنة، ثم تكون سحاء إذا التوت، ثم تكون عسرى وعسرى إذا يبست، قال الشاعر:

وما منعاها المـاء إلا ضـنـانة     بأطراف عسرى شوكها قد تخددا قال الصاغاني: يقول: منعاها الماء بخلا بالكلإ، لأنها إذا شربت رعت، وإذا كانت عطاشا لم تلتفت إلى المرعى؛ وهذا هو معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: لا يمنع فضل الماء ليمنع به فضل الكلإ. وفي الحديث: من جهز جيش العسرة فله الجنة: هو بالضم، جيش تبوك. قال ابن عرفة: سمى به لأنهم ندبوا إليها في حمارة القيظ، فعسر ذلك عليهم وغلظ، وكان إبان إيناع الثمرة. قال: وإنما ضرب المثل بجيش العسرة لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يغز قبله في عدد مثله، لأن أصحابه يوم بدر كانوا ثلاثمائة وبضعة عشر، ويوم أحد سبعمائة، ويوم خيبر ألفا وخمسمائة، ويوم الفتح عشرة آلاف، ويوم حنين اثني عشر ألفا، ويوم تبوك ثلاثين ألفا. والعسر، بالكسر: قبيلة من الجن، وبه فسر بعضهم قول بن أحمر:

وفتيان كجنة آل عـسـر      إذا لم يعدل المسك القتارا أو العسر أرض يسكنونها، وقد تفتح، نقله الصاغاني. وقال ابن دريد: العيسران مثال هيجمان: نبت. وقال ابن شميل: جاؤوا عساريات وعسارى، مثال سكارى، أي بعضهم في إثر بعض. قال الصاغاني: وواحد العساريات عسارى مثل حبارى وحباريات. والعسير، كأمير، هكذا ضبطه الصاغاني وصاحب اللسان، فلا يلتفت إلى ضبط النسخ كلها مصغرا: كانت بئرا بالمدينة، على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، لأبي أمية المخزومي، فسماها النبي صلى الله تعالى عليه وسلم اليسيرة، بفتح التحتية وكسر السين، تفاؤلا. وناقة عوسرانية، إذا كان من دأبها تعسير ذنبها، هكذا في التكملة، وفي نسخة اللسان: تكسير ذنبها إذا عدت ورفعه، ومنه قول الطرماح:

عوسرانية إذا انتفـض الـخـم     س نطاف الفضيض أي انتفاض

صفحة : 3188

الفضيض: الماء السائل، أراد أنها ترفع ذنبها من النشاط، وتعدو بعد عطشها وآخر ظمئها في الخمس. ونقل الصاغاني عن ابن السكيت: ذهبوا عساريات وعشاريات، أي ذهبوا أيادي سبا متفرقين في كل وجه. ورجل معسر، كمنبر: مقعط على غريمه، كذا في التهذيب والتكملة. واعتسر الرجل من مال ولده: أخذ منه كرها، من الإعتسار، وهو الاقتصار والقهر، ويروى بالصاد. وفي حديث عمر يعتسر الوالد من مال ولده، أي يأخذه وهو كاره. هكذا رواه النضر في هذا الحديث بالسين، وقال: معناه: وهو كاره، وأنشد: معتسر الصرم أو مذل. وغزوة ذي العسيرة معروفة، روى بالسين وبالشين، وبالأخير أعرف، وقال الصاغاني: أصح. ومما يستدرك عليه: يقال: بلغت معسور فلان، إذا لم ترفق به. واعتسرت الكلام، إذا اقتضبته قبل أن تزوره وتهيئه، وقال الجعدي:

فذر ذا وعد إلى غيره     فشر المقالة ما يعتسر قال الأزهري: وهذا من اعتسار البعير وركوبه قبل تذليله. ومثله قول الزمخشري، وهو مجاز. وتعاسر البيعان: لم يتفقا. وكذلك الزوجان. وفي التنزيل: وإن تعاسرتم فسترضع له أخرى. وحمام أعسر: بجناحه من يساره بياض. والمعاسرة والتعاسر: ضد المياسرة والتياسر. وعسرت الناقة عسرا، إذا أخذتها من الإبل. والعواسر: الذئاب التي تعسر في عدوها وتكسر أذنابها من النشاط. ومنه قول الشاعر:

إلا عواسر كالقداح معيدة     بالليل مورد أيم متغضب والعسراء: بنت جرير بن سعيد الرياحي. واعتسره مثل اقتسره. وقال الأصمعي: عسره وقسره واحد. والعسر، بضمتين: أصحاب البترية في التقاضي والعمل، نقله الصاغاني عن بن الأعرابي. وعسر: موضع في أرض اليمن يزعمون أنه مجنة، وبه فسروا قول زهير:

كأن عليهم بجنوب عسر     غماما يستهل ويستطير قلت: هكذا استدركه الصاغاني، وهو بعينه الموضع الذي ذكره المصنف. وقال الصاغاني أيضا: والعسر: لعبة، وهي أن ينصبوا خشبة ويرموا من غلوة بأخرى، فمن أصابها قمر. وفي كتاب ابن القطاع: وعسر الرجل عسارة وعسرا وعسرا: قل سماحه وضاق خلقه. وعسر الرجل بيده: رفعها. والعسيرات: قبيلة بالصعيد الأعلى.

ع - س - ب - ر.
العسبر، كقنفذ: النمر، وهي بهاء، قاله الليث. والعسبور، بالضم، والعسبورة، بهاء: ولد الكلب من الذئبة. والعسبار، بالكسر، والعسبارة بهاء: ولد الضبع من الذئب وجمعه عسابر. وقال الجوهري: العسبارة: ولد الضبع، الذكر والأنثى فيه سواء. والعسبار ولد الذئب، فأما قول الكميت:

وتجمع المـتـفـرقـو     ن من الفراعل والعسابر فقد يكون جمع العسبر، وهو النمر، وقد يكون جمع عسبار، وحذفت الياء للضرورة. قال ابن بحر: رماهم بأنهم أخلاط معلهجون. وفي بعض النسخ: أو ولد الذئب. والعسبرة والعسبورة: الناقة السريعة النجيبة، وأنشد الليث:

لقد أراني والأيام تعجـبـنـي    والمقفرات بها الخور العسابير

صفحة : 3189

وقال الأزهري: والصحيح: العبسورة، بتقديم الباء على السين في نعت الناقة، قال: وكذلك رواه أبو عبيد عن أصحابه. وقال ابن سيده: ناقة عسبر وعسبور: شديدة سريعة. وقال شيخنا نقلا عن أبي حيان وابن عصفور وجماعة من أئمة الصرف: إن السين فيها زائدة، لأن المراد أنها سريعة العبور، زيدت فيها السين للإلحاق بعصفور، وهو الذي صرح ابن القطاع وغيره. انتهى. قلت: ولم أجده في كتاب التهذيب لابن القطاع، فلينظر.

ع - س - ج - ر.
العيسجور: الناقة الصلبة. وقيل: هي السريعة. وقيل: هي الكريمة النسب. وقيل: هي التي لم تنتج قط، وهو أقوى لها. والعسجرة: الخبث. ومنه سميت السعلاة عيسجورا

ع - س - ح - ر.
عسحر: نظر نظرا شديدا، هكذا بالمداد الأحمر في سائر النسخ، وهو بالحاء بعد السين، والصواب أنه بالجيم. ومثله في اللسان، وفي التكملة للصاغاني، فلا أدري بأي وجه ميز بين المادتين وفرقهما وهما واحد ففي التهذيب لابن القطاع: عسجر الرجل: نظر نظرا شديدا، وأيضا أسرع، ومنه اشتقاق ناقة عيسجور،انتهى. قلت: فارتفع الإشكال والحق أحق بأن يتبع. وعسحرت الإبل استمرت في سيرها وهذا أيضا ضبطوه بالجيم، وهو الصواب. وقالوا: إبل عساجير وهي المتتابعة في سيرها. وعسحر اللحم: ملحه والعسحر، كجعفر: الملح، وهذا أيضا ضبطوه بالجيم على الصواب. وعسحر ع، الصواب أنه بالجيم، قاله الصاغاني، ومثله في معجم أبي عبيد البكري، وزاد أنه قرب مكة. والعسحرة، بهاء: الخبث قالوا: الصواب أنه بالجيم، ومنه سميت السعلاة عيسجورا لخبثها. وقد خالف المصنف هنا أئمة اللغة من غير وجه، فليتفطن له.

ع - س- ق - ر
المتعسفر، أهمله الجوهري. وقال المؤرخ: رجل متعسقر كمتدحرج، وهو الجلد الصبور وأنشد:

وصرت ملهودا بقاع قرقر
يجري عليك المور بالتهرهر
يالك من قنبرة وقنبر
كنت على الأيام في تعسقر

أي صبر وجلادة. قال الأزهري: ولا أدري من روى عن المؤرخ? ولا أثق به. قلت: وهذا سبب عدم ذكر الجوهري إياه لكونه لم يصح عنده. وقال الصاغاني: وكأنه مقلوب من التقعسر.

ع - س - ك - ر
العسكر: الجمع، فارسي، عرب، وأصله لشكر، ويريدون به الجيش ويقرب منه قول ابن الأعرابي إنه الكثير من كل شيء. يقال عسكر من رجال ومال وخيل وكلاب وقال الأزهري: عسكر الرجل جماعة ماله ونعمه، وأنشد:

هل لك في أجر عظيم تؤجره
تعين مسكينا قليلا عسكره
عشر شياه سمعه وبصره
قد حدث النفس بمصر يحضره

وفي التكملة، وإذا كان الرجل قليل الماشية يقال: إنه لقليل العسكر، قيل: إنه فارسي أصله لشكر، كما تقدم. قال ثعلب: يقال: العسكر مقبل ومقبلون، فالتوحيد على الشخص، والجمع على جماعتهم. قال الأزهري: وعندي الإفراد على اللفظ، والجمع على المعنى. والعسكرة: الشدة والجدب، قال طرفة:

ظل في عسكرة من حبها    ونأت شحط مزار المدكر أي في شدة من حبها. وفي الأساس شهدت العسكرين. قالوا: العسكران عرفة ومنى، كأنه لتجمع الناس فيهما. والعسكر: مجتمع الجيش. وعسكر الليل: ظلمته. وقد عسكر الليل: تراكمت ظلمته، وأنشدوا:

قد وردت خيل بني العجاج
كأنها عسـكـر لـيل داج

صفحة : 3190

وعسكر القوم بالمكان: تجمعوا، أو وقعوا في شدة أو جدب. وعسكر الرجل فهو معسكر والموضع معسكر بفتح الكاف. وعسكر: محلة بنيسابور نسب إليها جماعة من المحدثين. وعسكر: محلة بمصر، منها محمد بن علي العسكري والحسن بن رشيق الحافظ أبو محمد العسكريان المصريان، روى الأخير عن النسائي وعنه الدارقطني وعبد الغني توفي سنة 370 وعسكر الرملة: محلة بالرملة نسب إليها جماعة من المحثين. وعسكر: محلة بالبصرة ورصافة بغداد، كانت تعرف بعسكر أبي جعفر. وعسكر مكرم: د، بخوزستان بين تستر ورامهرمز، وهو معرب لشكر، منه الحسين بن عبد الله العسكري والحسن بن عبد الله العسكري الأديبان الشاعران. وعسكر: ع، بنابلس، ويعرف بعسكر الزيتون، هكذا ضبطه الصاغاني وغيره، وتبعهم المصنف وهكذا هو المشهور على ألسنة أهل نابلس. وقال الحافظ في التبصير: هو بالضم، ونسب إليه أبا القاسم محمد بن خلف بن محمد مسلم العسكري النابلسي إلى إحدى قرى نابلس، كان نقيب الحنابلة، حدث عن سبط السلفى، قال: هكذا ضبطه القطب عبد الكريم الحلبي في تاريخه، وقال: سمعت منه. وعسكر القريتين: حصن بالقريتين. وعسكر: ة بمصر أيضا والأولى هي الخطة بها، والثانية من قراها. وعسكر: اسم سر من رأى. قال ابن خلكان: متى ذكر ابن القراب العسكر فمراده سر من رأى؛ لأن المعتصم بناها لعسكره، وإليه نسب العسكريان الإمامان أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن موسى ابن جعفر الصادق، رضي الله عنهم، يقال له: الثالث، والهادي، والتقي، والدليل، والنجيب، ولد بالمدينة سنة 212، وعاش إحدى وأربعين سنة وسبعة أشهر، فإنه توفى بسر من رأى سنة 254، ودفن بداره بها؛ وولده الإمام أبو محمد الحسن الهادي ولد بالمدينة سنة 232 وتوفي سنة 260، وماتا بها ودفنا بها، فلذا نسبا إليها. وعسكر المهدي، وعسكر أبي جعفر المنصور: موضعان ببغداد، الثاني هو الرصافة. وعسكر وعساكر: اسمان، من الثاني بنو عساكر أئمة الفن بدمشق الشأم، منهم الحافظ صاحب التاريخ الذي يرحل إليه، وغيرهم. ومما يستدرك عليه: عساكر الهم: ما ركب بعضه بعضا وتتابع. وبرح بن عسكر المهري، له وفادة، وشهد فتح مصر، وذكره ابن يونس، وضبطوه والده كقنفذ، قال ابن يونس: هكذا رأيته بخط ابن لهيعة، كذا في التبصير للحافظ. والعسكر والمعسكر: موضعان، الأخير من أعمال تلمسان.