الباب العاشر: باب الراء - الفصل الثامن عشر: فصل العين مع الراء: الجزء الثالث

فصل العين مع الراء

الجزء الثالث

ع - ش - ر.

صفحة : 3191

العشرة، محركة: أول العقود، وإذا جردت من الهاء، وعد بها المؤنث، فبالفتح، تقول، تقول: عشر نسوة، وعشرة رجال، فإذا جاوزت العشرين استوى المذكر والمؤنث فقلت: عشرون رجلا، وعشرون امرأة. وما كان من الثلاثة إلى العشرة فالهاء تلحقه فيما واحده مذكر، وتحذف فيها واحده مؤنث. فإذا جاوزت العشرة أنثت المذكر وذكرت المؤنث، وحذفت الهاء في المذكر في العشرة، وألحقتها في الصدر فيما بين ثلاثة عشر إلى تسعة عشر، وفتحت الشين، وجعلت الاسمين اسما واحدا مبنيا على الفتح. فإذا صرت إلى المؤنث ألحقت الهاء في العجز، وحذفتها من الصدر، وأسكنت الشين من عشرة، وإن شئت كسرتها، كذا في اللسان. ومن الشاذ في القراءة فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا. بفتح الشين. قال ابن جنى: ووجه ذلك أن ألفاظ العدد تغير كثيرا في حد التركيب، ألا تراهم قالوا في البسيط واحد، وأحد، ثم قالوا في التركيب: إحدى عشرة وقالوا عشر وعشرة ثم قالوا في التركيب: عشرون. ومن ذلك قولهم: ثلاثون، فما بعدها من العقود إلى التسعين، فجمعوا بين لفظ المؤنث والمذكر في التركيب، والواو للتذكير وكذلك أختها، وسقوط الهاء للتأنيث. وتقول: إحدى عشرة امرأة، بكسر الشين، وإن شئت سكنت، إلى تسع عشرة، والكسر لأهل نجد، والتسكين لأهل الحجاز، قال الأزهري: وأهل النحو واللغة لا يعرفون فتح الشين في هذا الموضع. وروى عن الأعمش أنه قرأ وقطعناهم اثنتي عشرة. بفتح الشين. قال: وقد قرأ القراء بفتح الشين وكسرها، وأهل اللغة لا يعرفونه، وللمذكر أحد عشر لا غير. قال ابن السكيت: ومن العرب من يسكن العين فيقول: أحد عشر، وكذلك يسكنها إلى تسعة عشر، إلا اثني عشر فإن العين لا تسكن لسكون الألف والياء قبلها. وقال الأخفش: إنما سكنوا العين لما طال الاسم وكثرت حركاته. والعدد منصوب ما بين أحد عشر إلى تسعة عشر، في الرفع والنصب والخفض، إلا اثني عشر، فإن اثني واثنتي يعربان لأنهما على هجاءين. وعشر يعشر عشرا: أخذ واحدا من عشرة. أو عشر يعشر: زاد واحدا على تسعة، هكذا في اللسان. وعشر القوم يعشرهم، بالكسر، عشرا: صار عاشرهم، وكان عاشر عشرة، أي كملهم عشرة بنفسه. وقد خلط المصنف هنا بين فعلي البابين. والذي صرح به شراح الفصيح وغيرهم أن الأول من حد ضرب والذي في كتب الأفعال أنه من حد كتب، والثاني من حد ضرب، قياسا على نظائره من ربع وخمس، كما سيأتي. وقد أشار لذلك البدر القرافي في حاشيته، وتبعه شيخنا منبها على ذلك، متحاملا عليه أشد تحامل. وثوب عشاري، بالضم: طوله عشرة أذرع. والعاشوراء، قال شيخنا: قلت: المعروف تجرده من ال والعشوراء، ممدودان ويقصران، والعاشور: عاشر المحرم قال الأزهري: ولم أسمع في أمثلة الأسماء اسما على فاعولاء إلا أحرفا قليلة. قال ابن بزرج: الضاروراء: الضراء، والساروراء: السراء، والدالولاء: الدلال. وقال ابن الأعرابي: الخابوراء: موضع. وقد ألحق به تاسوعاء. قلت فهذه الألفاظ يستدرك بها على ابن دريد حيث قال في الجمهرة: ليس لهم فاعولاء غير عاشوراء لا ثاني له، قال شيخنا: ويستدرك عليهم حاضوراء، وزاد ابن خالويه ساموعاء. أو تاسعه، وبه أول المزني الحديث لأصومن التاسع، فقال:

صفحة : 3192

يحتمل أن يكون التاسع هو العاشر، قال الأزهري: كأنه تأول فيه عشر الورد أنها تسعة أيام، وهو الذي حكاه الليث عن الخليل، وليس ببعيد عن الصواب. والعشرون، بالكسر: عشرتان، أي عشرة مضافة إلى مثلها، وضعت على لفظ الجمع، وليس بجمع العشرة لأنه لا دليل على ذلك، وكسروا أولها لعلة. فإذا أضفت أسقطت النون، قلت: هذه عشروك وعشري، بقلب الواو ياء للتي بعدها فتدغم.وعشرنه: جعله عشرين، نادر للفرق الذي بينه وبين عشرت. والعشير: جزء من عشرة أجزاء، كالمعشار، بالكسر، الأخير عن قطرب، نقله الجوهري في ر ب ع والعشر، بالضم، والعشير والعشر واحد، مثل الثمين والثمن، والسديس والسدس، يطرد هذان البناءان في جميع الكسور، ج عشور وأعشار. وأما العشير فجمعه أعشراء، مثل نصيب وأنصباء. وفي الحديث: تسعة أعشراء الرزق في التجارة. والعشير: القريب، والصديق ج عشراء. وعشير المرأة: الزوج لأنه يعاشرها وتعاشره. وبه فسر الحديث: لأنهن يكثرن اللعن ويكفرن العشير. والعشير: المعاشر، كالصديق والمصادق. وبه فسر قوله تعالى: لبئس المولى ولبئس العشير. والعشير في حساب مساحة الأرض- وفي بعض الأصول: الأرضين-: عشر القفيز، والقفيز: عشر الجريب. والعشير: صوت الضبع. غير مشتق. وعشرهم يعشرهم، مقتضى اصطلاحه أن يكون من حد كتب، كما تقدم آنفا، عشرا، بالفتح على الصواب، ورجح شيخنا الضم، ونقله عن شروح الفصيح، وعشورا، كقعود، وعشرهم تعشيرا: أخذ عشر أموالهم وعشر المال نفسه وعشره، كذلك. ولا يخفى أن في قوله: عشرهم يعشرهم، إلى آخره، مع ماسبق. وعشر: أخذ واحدا من عشرة، تكرار، فإن أخذ واحد من عشرة هو أخذ العشر بعينه، أشار لذلك البدر القرافي في حاشيته، وتبعه شيخنا. وهو أحد المواضع التي لم يحرر فيها المصنف تحريرا شافيا. والصواب في العبارة هكذا: والعشر: أخذك واحدا من عشرة، وقد عشره. وعشرهم عشرا: أخذ عشر أموالم، وعشرهم يعشرهم: كان عاشرهم أو كملهم عشرة بنفسه. ولا تناقض في عبارة المصنف كما زعموا. وقول البدر في تصويب عبارة المصنف- مع أن الأول لازم، والثاني متعد؛ وكذا قوله: ويقال: العشور: نقصان، والتعشير: زيادة وإتمام- محل نظر، فتأمل. والعشار قابضه، وكذلك العاشر. ومنه قول عيسى بن عمر لابن هبيرة، وهو يضرب بين يديه بالسياط: تالله إن كانت إلا أثيابا في أسيفاط قبضها عشاروك. وفي الحديث: إن لقيتم عاشرا فاقتلوه، أي إن وجدتم من يأخذ العشر على ما كان يأخذه أهل الجاهلية مقيما على دينه فاقتلوه، لكفره أو لاستحلاله لذلك إن كان مسلما وأخذه مستحلا وتاركا فرض الله وهو ربع العشر، فأما من يعشرهم على ما فرض الله سبحانه وتعالى فحسن جميل. وقد عشر جماعة من الصحابة للنبي والخلفاء بعده. فيحوز أن يسمى آخذ ذلك عاشرا، لإضافة ما يأخذه إلى العشر، كيف وهو يأخذ العشر جميعه، وهو زكاء ما سقته السماء، وعشر أموال أهل الذمة في التجارات. يقال: عشرت ماله أعشره عشرا، فأنا عاشر، وعشرته، فأنا معشر وعشار: إذا أخذت عشره. وكل ما ورد في الحديث من عقوبة العشار فمحمول على هذا التأويل.وفي الحديث: النساء لا يحشرن ولا يعشرن: أي لا يؤخذ العشر من حليهن. والعشر، بالكسر:

صفحة : 3193

ورد الإبل اليوم العاشر، وهو الذي أطبقوا عليه، أو العشر في حساب العرب اليوم التاسع كما في شمس العلوم نقلا عن الخليل، قال: وذلك أنهم يحبسونها عن الماء تسع ليال وثمانية أيام، ثم تورد في اليوم التاسع، وهو اليوم العاشر من الورد الأول. وفي اللسان: العشر: ورد الإبل اليوم العاشر. وفي حسابهم: العشر: التاسع. فإذا جاوزوها بمثلها فظمؤها عشران. والإبل في كل ذلك عواشر، أي ترد الماء عشرا، وكذلك الثوامن والسوابع والخوامس. وقال الأصمعي إذا وردت الإبل في كل يوم قيل: قد وردت رفها، فإذا وردت يوما ويوما لا، قيل: وردت غبا، فإذا ارتفعت عن الغب فالظمء الربع، وليس في الورد ثلث، ثم الخمس إلى العشر، فإذا زادت فليس لها تسمية ورد، ولكن يقال: هي ترد عشرا وغبا، وعشرا وربعا، إلى العشرين، فيقال حينئذ: ظمؤها عشران. فإذا جاوزت العشرين فهي جوازئ. وفي الصحاح: والعشر: ما بين الوردين، وهي ثمانية أيام، لأنها ترد اليوم العاشر. وكذلك الأظماء كلها بالكسر، وليس لها بعد العشر اسم إلا في العشرين، فإذا وردت يوم العشرين قيل: ظمؤها عشران، وهو ثمانية عشر يوما، فإذا جاوزت العشرين فليس لها تسمية، وهي جوازئ. انتهى. ومثله قال أبو منصور الثعالبي وصرح به غيره، ووجدت في هوامش بعض نسخ القاموس في هذا الموضع مؤاخذات للوزير الفاضل محمد راغب باشا، سامحه الله وعفا عنه، منها: ادعاؤه أن الصواب في العشر هو ورود الإبل اليوم العاشر، لأنه الأنسب بالإشتقاق. والجواب عنه أن الصواب أنه لا منافاة بين القولين، لأن الورد على ما حققه الجوهري وغيره ثمانية أيام أو مع ليلة، فمن اعتبر الزيادة ألحق اليوم بالليلة، ومن لم يعتبر جعل الليلة كالزيادة. وبه يجاب عن الجوهري أيضا، حيث لم يذكر القول الثاني، فكأنه اكتفى بالأول لعدم منافاته مع الثاني. فتأمل. وكنت في سابق الأمر حين اطلعت على مؤاخذاته كتبت رسالة صغيرة تتضمن الأجوبة عنها، ليس هذا محل سردها. ولهذا قال شيخنا: الإشارة تعود لأقرب مذكور، أي ولكون العشر التاسع لم يقل: عشرين، أي مثنى، فلو كان العشر العاشر لقالوا: عشران، مثنى، لأن فيه عشرين لا ثلاثة، هكذا في النسخ المتداولة. وقال بعض الأفاضل: ولعل الصواب: ولهذا لم يقولوا. وقالوا: عشرين بلفظ الجمع، فليس اسما للعاشر بل للتاسع، جعلوا ثمانية عشر يوما عشرين تحقيقا والتاسعة عشر والعشرين طائفة من الورد، أي العشر الثالث، فقالوا بهذا الاعتبار: عشرين، جمعوه بذلك وإن لم يكن فيه ثلاثة. وإطلاق الجمع على الاثنين وبعض الثالث سائغ شائع، كقوله تعالى: الحج أشهر معلومات. فلفظ العشرين في العدد مأخوذ من العشر الذي هو ورد الإبل خاصة، واستعماله في مطلق العدد فرع عنه، فهو من استعمال المقيد في المطلق بلا قيد؛ حققه شيخنا. وفي جمهرة ابن دريد: وأما قولهم عشرون فمأخوذ من أظماء الإبل، أرادوا عشرا وعشرا وبعض عشر ثالث. فلما جاء البعض جعلوها ثلاثة أعشار فجمعوا، وذلك أن الإبل تضرعى ستة أيام، وتقرب يومين، وترد في التاسع، وكذا العشر الثاني فهما ثمانية عشر يوما، وبقي يومان من الثالث فأقاموهما مقام عشر؛ والعشر: آخر الأظماء. انتهى. وفي اللسان: قال الليث: قلت للخليل: ما معنى العشرين? قال: جماعة عشر، قلت: فالعشر كم يكون? قال:

صفحة : 3194

تسعة أيام. قلت: فعشرون ليس بتمام، إنما هو عشران ويومان. قال: لما كان من العشر الثالث يومان جمعته بالعشرين. قلت: وإن لم يستوعب الجزء الثالث? قال: نعم، ألا ترى قول أبي حنيفة: إذا طلقها تطليقتين وعشر تطليقة، فإنه يجعلها ثلاثا، وإنما من الطلقة الثالثة فيه جزء، فالعشرون هذا قياسه. قلت: لا يشبه العشر التطليقة، لأن بعض التطليقة تطليقة تامة، ولا يكون بعض العشر عشرا كاملا، ألا ترى أنه لو قال لامرأته: أنت طالشق نصف تطليقة أو جزءا من مائة تطليقة كانت تطليقة تامة، ولا يكون نصف العشر وثلث العشر عشرا كاملا. انتهى. قال شيخنا: هذا الذي أورده الليث على شيخه ظاهر في القدح في القياس، بهذا الفرق الذي أشار إليه بين المقيس والمقيس عليه، وهو يرجه إلى المعارضة في الأصل أو الفرع أو إليهما. والأصح أنه قادح عند أرباب الأصول. أما أهل العربية فلهم فيه كلام. والصحيح أن القياس عندهم لا يدخل اللغة، أي لا توضع قياسا كما حققته في شرح الاقتراح وغيره من أصول العربية. أما ذكر مثل هذا لمجرد البيان والإيضاح كما فعل الخليل فلا يضر اتفاقا. وتسمية جزء التطليقة تطليقة ليس من اللغة في شيء، إنما هو اصطلاح الفقهاء، وإجماعهم عليه، لا خصوصية للإمام أبي حنيفة وحده. وإنما حكموا بذلك لما علم أن الطلاق لا يتجزأ، كالعتق ونحوه، فكل فرد من أجزائه أو أجزاء مفرده عامل معتبر للاحتياط، كما حرر في مصنفات الفقه. وأما جزء من الورد فهو متصور ظاهر، كجزء ما يقبل التجزئة، كجزء من عشرة ومن أربعة ومن عشرين مثلا ومن كل عدد. فمراد الخليل أنهم أطلقوا الكل على الجزء، ك الحج أشهر معلومات. كما أن الفقهاء في إطلاق نصف التطليقة على التطليقة يريدون مثل ذلك، لأن بعض التطليقة جزء منها، فمهما حصل أريد به التطليقة الكاملة، وإن كان في التطليقة لازما وفي غيرها ليس كذلك، فلا يلزم ما فهمه الليث وعارض به من القدح في المقياس مطلقا كما لا يخفى. وإلا فأين وضع اللغة وأحكامها من أوضاع الفقه لأئمته? والله أعلم. انتهى. وفي شمس العلوم: ويقال إنما كسرت العين في عشرين، وفتح أول باقي الأعداد مثل ثلاثين وأربعين ونحوه إلى الثمانين، لأن عشرين من عشرة بمنزلة اثنين من واحد، فدل على ذلك كسر أول ستين وتسعين لأنه يقال ستة وتسعة. قلت: وهكذا صرح به ابن دريد. قال شيخنا: ثم كلام ابن دريد وغيره صريح في أن العشرين الذي هو العدد المعين مأخوذ من عشر الإبل بعد جمعه بما ذكروه من التأويلات، وكلام الجوهري والمصنف والفيومي وأكثر أهل اللغة أن العشرين اسم موضوع لهذا العدد، وليس بجمع لعشرة ولا لعشر ولا لغير ذلك، فتأمل ذلك، فإنه عندي الصواب الجاري على قواعد بقية العقود، فلا يخرج به وحده عن نظائره. ووجه كسر أوله ومخالفته لأنظاره مر شرحه. وكأنهم استعملوا العشرين في الأظماء استعمالا آخر، جمعوه ونقلوه للعدد المذكور. يبقى ما وجه جمعه جمع سلامة? وقد يقال: إلحاقه بالعشرين الموضوع للعدد المذكور والله أعلم. والإبل: عواشر، يقال: أعشر الرجل: إذا وردت إبله عشرا. وهذه إبل عواشر. وعواشر القرآن: الآي التي يتم بها العشر. وعشار، بالضم:

صفحة : 3195

معدول من عشرة وجاؤوا عشار عشار، ومعشر معشر وعشار ومعشر، أي عشرة عشرة، كما تقول: جاؤوا أحاد أحاد، وثناء ثناء، ومثنى مثنى. قال أبو عبيد: ولم يسمع أكثر من أحاد وثناء وثلاث ورباع إلا في قول الكميت:رة وجاؤوا عشار عشار، ومعشر معشر وعشار ومعشر، أي عشرة عشرة، كما تقول: جاؤوا أحاد أحاد، وثناء ثناء، ومثنى مثنى. قال أبو عبيد: ولم يسمع أكثر من أحاد وثناء وثلاث ورباع إلا في قول الكميت:

فلم يستريثوك حـتـى رمـي     ت فوق الرجال خصالا عشارا كذا في الصحاح. وقال الصاغاني: والرجال، باللام تصحيف، والرواية فوق الرجاء، ويروى: خلالا. قال شيخنا: تكرار عشار ومعشر غلط واضح، كما يعلم من مبادي العربية، لأن عشار مفرد معناه عشرة، عشرة، ومعشر كذلك، مثل مثنى؛ وقد أغفل ضبطه اعتمادا على الشهرة، وغلط في الإتيان به مكررا كمفسره. قلت: الذي ذكره المصنف بعينه عبارة المحكم واللسان، وفيهما جواز الوجهين. وفي التكملة: جاء القوم معشر معشر، أي عشرة عشرة، كما تقول: موحد موحد، ومثنى مثنى؛ وكفى للمصنف قدوة بهؤلاء، فتأمل وعشر الحمار تعشيرا: تابع النهيق عشرا ووالى بين عشر ترجيعات في نهيقه، فهو معشر، ونهيقه يقال له التعشير. قال عروة بن الورد:

وإني وإن عشرت من خشية الردى      نهاق حمـار إنـنـي لـجـزوع ومعناه: أنهم يزعمون أن الرجل إذا ورد أرض وباء، ووضع يده خلف أذنه فنهق عشر نهقات نهيق الحمار، ثم دخلها، أمن من الوباء. ويروى: وإني وإن عشرت في أرض مالك. وعشر الغراب تعشيرا: نعق كذلك، أي عشر نعقات، من غير أن يشتق من العشرة، وكذلك عشر الحمار. والعشراء، بضم العين وفتح الشين ممدودة، من النوق: التي مضى لحملها عشرة أشهر بعد طروق الفحل، كما في العناية أو ثمانية والأول أولى لمكان لفظه، ولا يزال ذلك اسمها حتى تضع، فإذا وضعت لتمام سنة فهي عشراء أيضا على ذلك، وقيل: إذا وضعت فهي عائذ: وجمعها عوذ أو هي من الإبل كالنفساء من النساء. قال شيخنا: والعشراء نظير أوزان الجموع، ولا نظير لها في المفردات إلا قولهم: امرأة نفساء، انتهى. وفي اللسان: ويقال: ناقتان عشراوان. وفي الحديث قال صعصعة بن ناجية: اشتريت موءودة بناقتين عشراوين. قال ابن الأثير: قد اتسع في هذا حتى قيل لكل حامل عشراء، وأكثر ما يطلق على الخيل والإبل. ج عشراوات، يبدلون من همزة التأنيث واوا. قال شيخنا: وقد أنكره بعض، ومراده جمع السلامة. وعشار، بالكسر، كسروه على ذلك، كما قالوا: ربعة وربعات ورباع، أجروا فعلاء مجرى فعلة، شبهوها بها، لأن البناء واحد، ولأن آخره علامة التأنيث. وفي المصباح: والجمع عشار، ومثله نفساء ونفاس، ولا ثالث لهما. انتهى. وقال ثعلب: العشار من الإبل التي قد أتى عليها عشرة أشهر. وبه فسر قوله تعالى: وإذا العشار عطلت قال الفراء: لقح الإبل عطلتها أهلها لاشتغالهم بأنفسهم، ولا يعطلها قومها إلا في حال القيامة. أو العشار: اسم يقع على النوق حتى ينتج بعضها وبعضها ينتظر نتاجها، قال الفرزدق:

صفحة : 3196

كم عمة لك يا جرير وخـالة     فدعاء قد حلبت على عشاري قال بعضهم: وليس للعشار لبن، وإنما سماها عشارا لأنها حديثة العهد بالنتاج وقد وضعت أولادها. وأحسن ما تكون الإبل وأنفسها عند أهلها إذا كانت عشارا. وعشرت الناقة تعشيرا وأعشرت: صارت عشراء. وعلى الأول اقتصر صاحب المصباح. وأعشرت أيضا: أتى عليها عشر أشهر من نتاجها. وناقة معشار: يغزر لبنها ليالي تنتج. ونعت أعرابي ناقة فقال: إنها معشار مشكار مغبار. وقلب أعشار، جاء على بناء الجمع، كما قالوا: رمح أقصاد. قال امرؤ القيس في عشيقته:

وما ذرفت عيناك إلا لتقدحـي     بسهميك في أعشار قلب مقتل أراد أن قلبه كسر ثم شعب كما تشعب القدور. وذكر فيه ثعلب قولا آخر، قال الأزهري: وهو أعجب إلى من هذا القول، وذلك أنه أراد بقوله: سهميك هنا سهمي قداح الميسر، وهما المعلى والرقيب، فللمعلى سبعة أنصباء، وللرقيب ثلاثة، فإذا فاز الرجل بهما غلب على جزور الميسر كلها، ولم يطمع غيره في شيء منها. وهي تنقسم على عشرة أجزاء، فالمعنى أنها ضربت بسهامها على قلبه فخرج لها السهمان، فغلبته على قلبه كله، وفتنته فملكته. وقدح أعشار، وقدر أعشار، وقدور أعاشير: مكسرة على عشر قطع. وعشرت القدح تعشيرا، إذا كسرته فصيرته أعشارا. أو قدر أعشار: عظيمة لا يحملها إلا عشرة أو عشر. وقيل: قدر أعشار: متكسرة، فلم يشتق من شيء، وقال اللحياني: قدر أعشار، من الواحد الذي فرق ثم جمع، كأنهم جعلوا كل جزء منه عشرا. والعشر، بالكسر: قطعة تنكسر منها، أي من القدر ومن القدح ومن كل شيء كأنها قطعة من عشر قطع، والجمع أعشار، كالعشارة، بالضم: وهي القطعة من كل شيء، والجمع عشارات. وقال حاتم يذكر طيئا وتفرقهم: فصاروا عشارات بكل مكان. قال الصاغاني: هكذا رواه لحاتم ولم أجده في ديوان شعره. والعشرة، بهاء: المخالطة، يقال: عاشره معاشرة، وتعاشروا واعتشروا: تخالطوا، قال طرفة:

ولئن شطت نواها مـرة     لعلى عهد حبيب معتشر

صفحة : 3197

جعل الحبيب جمعا كالخليط والفريق. وعشيرة الرجل: بنو أبيه الأدنون أو قبيلته، كالعشير، بلا هاء ج عشائر، قال أبو علي: قال أبو الحسن: ولم يجمع جمع السلامة. قال ابن شميل: العشيرة: العامة، مثل بني تميم، وبني عمرو بن تميم. وفي المصباح أن العشيرة الجماعة من الناس، واختلف في مأخذه، فقيل: من العشرة، أي المعاشرة، لأنها من شأنهم، أو من العشرة: الذي هو العدد لكمالهم، لأنها عدد كامل، أو لأن عقد نسبهم كعقد العشرة، قاله شيخنا. والمعشر، كمسكن: الجماعة، وقيده بعضهم بأنه الجماعة العظيمة، سميت لبلوغها غاية الكثرة، لأن العشرة هو العدد الكامل الكثير الذي لا عدد بعده إلا وهو مركب مما فيه من الآحاد كأحد عشر، وكذا عشرون وثلاثون: أي عشرتان وثلاثة، فكأن المعشر محل العشرة الذي هو الكثرة الكاملة، فتأمل؛ قاله شيخنا. وقيل: المعشر: أهل الرجل. وقال الأزهري: المعشر والنفر والقوم والرهط: معناه الجمع، لا واحد لهم من لفظهم، للرجال دون النساء، والعشيرة أيضا للرجال، والعالم أيضا للرجال دون النساء. وقال الليث: المعشر: كل جماعة أمرهم واحد، نحو معشر المسلمين، ومعشر المشركين. والجمع المعاشر، وقيل: المعشر: الجن والإنس، وفي التنزيل يا معشر الجن والإنس، قال شيخنا: ولكن الإضافة تقتضي المغايرة، وفيه أن التقدير يا معشرا هم الجن والإنس، فتأمل. ويبقى النظر في: يا معشر الجن دون إنس، فتدبر. قلت: وهو من تحقيقات القرافي في الحاشية. وفي حديث مرحب أن محمد بن مسلمة بارزه، فدخلت بينهما شجرة من شجر العشر، كصرد، شجر فيه حراق، مثل القطن لم يقتدح الناس في أجود منه، ويحشى في المخاد لنعومته. وقال أبو حنيفة: العشر: من العضاه، وهو من كبار الشجر، وله صمغ حلو، وهو عريض الورق، ينبت صعدا في السماء، ويخرج من زهره وشعبه سكر، م، أي معروف يقال له: سكر العشر، وفيه أي في سكره شيء من مرارة ويخرج له نفاخ كأنها شقائق الجمال التي تهدر فيها، وله نور مثل نور الدفلى مشرب مشرق حسن المنظر، وله ثمر. وفي حديث ابن عمير: قرص بري بلبن عشري: أي لبن إبل ترعى العشر، وهو هذا الشجر. قال ذو الرمة يصف الظليم:

كأن رجليه مسما كان من عشر     صقبان لم يتقشر عنهما النجب

صفحة : 3198

الواحدة عشرة، ولا يكسر إلا أن يجمع بالتاء لقلة فعلة في الأسماء. وبنو العشراء: قوم من فزارة، وهم من بني مازن بن فزارة، واسمه عمرو بن جابر، وإنما سمى بالعشراء منظور بن زبان بن سيار بن العشراء. وهرم بن قطبة بن سيار الذي تحاكم إليه عامر بن الطفيل وعلقمة بن علاثة. ومنهم حلحلة بن قيس بن الأشيم بن سيار، وغيرهم. وأبو العشراء: أسامة بن مالك، ويقال: عطارد بن بلز الدارمي: تابعي مشهور. قال البخاري: في حديثه وسماعه من أبيه واسمه نظر؛ قاله الذهبي في الديوان. وزبان بالموحدة ككتان، ابن سيار بن العشراء: شاعر، وهو أبو منظور الذي تقدم ذشكره. فلو قال: ومنهم زبان، كان أحسن، كما لا يخفى. والعشراء: القلة، بالضم وتخفيف اللام المفتوحة. وعشوراء بالمد، وعشار وتعشار، بكسرهما، أسماء مواضع، الأخير بالدهناء. وقيل: هو ماء. قال النابغة: غلبوا على خبت إلى تعشار. وقال الشاعر:

لنا إبل لم تعرف الذعر بينهـا     بتعشار مرعاها قسا فصرائمه وقال بدر بن حمراء الضبى:

وفيت وفاء لم ير الناس مثله    بتعشار إذ تحبو إلى الأكابر وذو العشيرة: ع بالصمان معروف، فيه عشرة نابتة، قال عنترة في وصف الظليم:

صعل يعود بذي العشيرة بيضـه     كالعبد ذي الفرو الطويل الأصلم وذو العشيرة: ع بناحية ينبع، من منازل الحاج، غزوتها م، أي معروفة، ويقال فيه العشير، بغير هاء أيضا، وضبط بالسين المهملة أيضا، وقد تقدم. والعشيرة مصغرا: ة، باليمامة. وعاشرة: علم للضبع، ج عاشرات قاله الصاغاني. والمعشر، كمحدث: من أنتجت إبله، ومن صارت إبله عشارا، أوردهما الصاغاني، واستشهد للثاني بقول مقاس بن عمرو:

حلفت لهم بالله حلفة صادق    يمينا ومن لا يتق الله يفجر
ليختلطن العام راع مجنب     إذا ما تلاقينا براع معشر

قال: المجنب: الذي ليس في إبله لبن. يقول: ليس لنا لبن، فنحن نغير عليكم فنأخذ إبلكم فيختلط بعضها ببعض. وعن ابن شميل: الأعشر: الأحمق، قال الأزهري: لم يروه لي ثقة أعتمده. والعويشراء: القلة، ولا يخفى لو قال فيما تقدم: والعشراء: القلة، كالعويشراء، كان أخصر. وقال ابن السكيت: يقال: ذهبوا عشاريات وعساريات بالشين والسين، إذا ذهبوا أيادي سبا متفرقين في كل وجه. وواحد العشاريات عشارى، مثل حبارى وحباريات. والعاشرة: حلقة التعشير من عواشر المصحف، وهي لفظة مولدة، صرح به ابن منظور والصاغاني. والعشر، بالضم: النوق التي تنزل الدرة القليلة من غير أن تجتمع قال الشاعر:

حلوب لعشر الشول في ليلة الصبا سريع إلى الأضياف قبل التأمل

صفحة : 3199

وأعشار الجزور: الأنصباء، وهي تنقسم على سبعة أجزاء، كما هو مفصل في محله. ومما يستدرك عليه: غلام عشارشي، بالضم: ابن عشر سنين، والأنثى بالهاء. والعشر، بضمتين: لغة في العشر. وجمع العشر العشور والأعشار. وقيل: المعشار: عشر العشر. وقيل: إن المعشار جمع العشير، والعشير جمع العشر، وعلى هذا فيكون المعشار واحدا من الألف، لأنه عشر عشر العشر؛ قاله شيخنا. والعاشر: قابض العشر. وأعشر الرجل: وردت إبله العشر. وأعشروا: صاروا عشرة. وأعشرت العدد: جعلته عشرة. وأعشروا: صاروا في عشر ذي الحجة، كذا في التهذيب لابن القطاع. وفي اللسان: ويقال: أعشرنا منذ لم نلتق، أي أتى علينا عشر ليال. زاد في الأساس: كما يقال: أشهرنا. وحكى اللحياني: اللهم عشر خطاي: أي اكتب لكل خطوة عشر حسنات. ومثله في الأساس. وامرأة معشر: متم، على الاستعارة. والعشائر: الظباء الحديثات العهد بالنتاج. قال لبيد يذكر مرتعا:

همل عشائره على أولادها     من راشح متقوب وفطيم قال الأزهري: كأن العشائر هنا في هذا المعنى جمع عشار، وعشائر هو جمع الجمع، كما يقال: جمال وجمائل، وحبال وحبائل. وعشر الحب قلبه، إذا أضناه. والعواشر: قوادم ريش الطائر، وكذلك الأعشار، قال الأعشى:

وإذا ما طغى بها الجري فالعق     بان تهوي كواسشر الأعشـار

صفحة : 3200

ويقال لثلاث من ليالي الشهر: عشر، وهي بعد التسع. وكان أبو عبيدة يبطل التسع والعشر إلا أشياء منه معروفة، حكى ذلك عنه أبو عبيد؛ كذا في اللسان. وعشرت القوم تعشيرا، إذا كانوا تسعة وزدت واحدا حتى تمت العشرة. والطائفيون يقولون: من ألوان البقر الأهلي أحمر وأصفر وأغبر وأسود وأصدأ وأبرق وأمشر وأبيض وأعرم وأحقب وأكلف وعشر وعرسى وذو الشرر، والأعصم، والأوشح، فالأصدأ: الأسود العين والعنق والظهر، وسائر جسده أحمر: والعشر: المرقع بالبياض والحمرة. والعرسى: الأخضر. وأما ذو الشرر، فالذي على لوءن واحد، في صدره وعنقه لمع على غير لونه. وسعد العشيرة أبو قبيلة من اليمن وهو سعد بن مذحج. قلت: وقال ابن الكلبي في أنساب العرب: إنما سمى سعد العشيرة لأنه لم يمت حتى ركب معه من ولد ولد ولده ثلاثمائة رجل. وعشائر وعشرون، وعشيرة، وعشورى، مواضع. وعشر: حصن بالأندلس. وعشر كزفر: واد بالحجاز، وقيل: شعب لهذيل قرب مكة عند نخلة اليمانية. وذو عشر: واد بين البصرة ومكة، من ديار تميم، ثم لبني مازن بن مالك بن عمرو، وأيضا واد في نجد. وأبو طالب العشاري، بالضم، محدث مشهور. وأبو معشر البلخي فلكي معروف ونظام الدين عاشور بن حسن بن علي الموسوي بطن كبير بأذربيجان. وأبو السعود بن أبي العشائر الباذبيني الواسطي أحد مشايخ مصر، أخذ عن داوود بن مرهف القرشي التفهني المعروف بالأعزب. وأبو محمد عاشر بن محمد بن عاشر، حدث عن أبي علي الصدفي، وعنه الإمام الشاطبي المقري. والفقيه النظار أبو محمد عبد الواحد بن أحمد بن عاشر الأندلسي، حدث عن أبي عبد الله محمد بن أحمد التجيبي، وأبي العباس أحمد ابن محمد بن القاضي، وأبي جمعة سعيد بن مسعود الماغوشي، وعن القصار وابن أبي النعيم وأبي النجاء السنهوري، وعبد الله الدنوشري ومحمد بن يحيى الغزي وغيرهم، حدث عنه شيخ مشايخ شيوخنا إمام المغرب أبو البركات عبد القادر بن علي الفاسي، رضي الله عنهم.

ع - ش - ز -ر.
العشنزر، كسفرجل: الشديد الخلق العظيم من كل شئ، قال الشاعر:

ضربا وطعنا نافذا عشنزرا. وهي بهاء، قال حبيب بن عبد الله الأعلم:

عشنزرة جواعرها ثمـان     فويق زعاعها وشم حجول أراد بالعشنزرة الضبع. وقال الأزهري: العشنزر والعشوزن من الرجال: الشديد. وسير عشنزر: شديد. والعشنزر: الشديد. أنشد أبو عمرو لأبي الزحف الكليبي:

ودون ليلى بلـد سـمـهـدر
جدب المندى عن هوانا أزور
ينضى المطايا خمسه العشنزر

وقيل: قرب عشنزر: متعب. وضبع عشنزرة: سيئة الخلق، كذا في اللسان.

ع - ص - ر.
العصر، مثلثة، أشهرها الفتح، وبضمتين، وهذه عن اللحياني. وقال امرؤ القيس:

وهل يعمن من كان في العصر الخالي. : الدهر، وهو كل مدة ممتدة غير محدودة، تحتوي على أمم تنقرض بانقراضهم، قاله الشهاب في شرح الشفاء، ونقله شيخنا. قلت: وبه فسر الفراء قوله تعالى: والعصر إن الإنسان لفى خسر. ج أعصار وعصور وأعصر وعصر، الأخير بضمتين. قال العجاج:

صفحة : 3201

والعصر قبل هذه العصور    مجرسات غرة الغـرير. والعصر: اليوم. والعصر: الليلة قال حميد بن ثور:

ولن يلبث العصران يوم وليلة     إذا طلبا أن يدركا ما تيممـا وفي الحديث حافظ على العصرين يريد صلاة الفجر وصلاة العصر، سماهما العصرين لأنهما يقعان في طرفي العصرين، وهما الليل والنهار، والأشبه أنه غلب أحد الاسمين على الآخر، كالقمرين للشمس والقمر. والعصر: العشى إلى احمرار الشمس. وصلاة العصر مضافة إلى ذلك الوقت، وبه سميت، قال الشاعر:

تروح بنا يا عمرو قد قصر العصروفي الروحة الأولى الغنيمة والأجر وقال أبو العباس: الصلاة الوسطى: صلاة العصر، وذلك لأنها بين صلاتي النهار وصلاتي الليل، ويحرك فيقال: صلاة العصر، نقله الصاغاني عن ابن دريد. والعصر: الغداة، ويستعمل غالبا فيما جاء مثنى. قال ابن السكيت: ويقال: العصران: الغداة والعشى، وأنشد:

وأمطله العصرين حتـى يمـلـنـي      ويرضى بنصف الدين والأنف راغم يقول: إذا جاءني أول النهار وعدته آخره. هكذا أنشده الجوهري، وقال الصاغاني: والصواب في الرواية:

ويرضى بنصف الدين في غير نائل. والشعر لعبد الله بن الزبير الأسدي. وفي الحديث: حافظ على العصرين: يريد صلاة الفجر وصلاة العصر. وفي حديث علي رضي الله عنه: ذكرهم بأيام الله، واجلس لهم العصرين، أي بكرة وعشيا. والعصر: الحبس، يقال: ماعصرك? وما شجرك وثبرك وغصنك? أي ما حبسك ومنعك. قيل: وبه سميت صلاة العصر لأنها تعصر أي تحبس عن الأولى. والعصر: الرهط والعشيرة، يقال: تولى عصرك، أي رهطك وعشيرتك. وقيل: عصر الرجل: عصبته. والعصر: المطر من المعصرات، وبه فسر بيت ذي الرمة:

تبسم لمح البرق عن مـتـوضـح     كنور الأقاحي شاف ألوانها العصر والأكثر والأعرف في رواية البيت: شاف ألونها القطر. والعصر: المنع والحبس وكل شيء منعته فقد عصرته، ومنه أخذ اعتصار الصدقة. والعصر أيضا: العطية. عصره يعصره، بالكسر: أعطاه، فهما من الأضداد؛ صرح به ابن القطاع في كتاب التهذيب، وأغفله المصنف. وقال طرفة:

لو كان في أملاكنا أحـد     يعصر فينا كالذي تعصر وقال أبو عبيد: معناه يتخذ فينا الأيادي. وقال غيره: أي يعطينا كالذي تعطى. وكان أبو سعيد يرويه: يعصر فينا كالذي يعصر، أي يصاب منه، وأنكر نعصر. والعصر، بالتحريك: الملجأ والمنجاة، قال أبو عبيدة. وقال الدينوري: وكل حصن يتحصن به فهو عصر، كالعصر، بالضم، والمعصر، كمعظم، والعصرة والمعتصر. قال لبيد:

فبات وأسرى القوم آخر ليلهم     وما كان وقافا بدار معصر وقال أبو زبيد:

صاديا يستغيث غير مغاث     ولقد كان عصره المنجود أي كان ملجأ المكروب، وهو مجاز. الأخيران ذكرهما الصاغاني في التكملة. وفي اللسان: قال ابن أحمر:

يدعون جارهـم وذمـتـه     علها وما يدعون من عصر

صفحة : 3202

أراد: من عصر، فخفف، وهو الملجأ. قلت فالعصر الذي ذكره المصنف تبعا للصاغاني إنما هو مخفف من عصر، بضمتين، فتأمل. والعصر: الغبار الشديد، كالعصرة، والعصار، ككتاب. وأعصر الرجل: دخل في العصر. وأعصر أيضا: كأقصر. ومن المجاز: أعصرت المرأة: بلغت عصر شبابها وأدركت، وقيل: أول ما أدركت وحاضت، يقال: أعصرت، كأنها دخلت عصر شبابها. قال منصور بن مرثد الأسدي، كما جاء في اللسان، ويقال لمنظور بن حبة، كما في التكملة:

جارية بـسـفـوان دارهـا     تمشي الهوينا ساقطا إزارها قد أعصرت أو قد دنا إعصارها أو أعصرت: دخلت في الحيض، أو قاربت الحيض، لأن الإعصار في الجارية كالمراهقة في الغلام، روى ذلك عن أبي الغوث الأعرابي، أو أعصرت: راهقت العشرين، أو هي التي قد ولدت، وهذه أزدية، أو هي التي حبست في البيت، يجعل لها عصرا ساعة طمثت، أي حاضت، كعصرت، في الكل، تعصيرا، هكذا هو مضبوط في سائر النسخ، وفي نسخة التهذيب لابن القطاع: وأعصرت الجارية: بلغت، وعصرت لغة فيه، هكذا هو مضبوط بالتخفيف. وهي معصر، وقال ابن دريد: معصرة، بالهاء، وأنشد قول منظور بن حبة السابق:

معصرة أوقد دنا إعصارها. قال الصاغاني: وفي رجزه: قد أعصرت. ج معاصر ومعاصير وقيل: سميت المعصر لانعصار دم حيضها ونزول ماء تريبتها للجماع ويقال: أعصرت الجارية وأشهدت وتوضأت، إذا أدركت. قال الليث: ويقال للجارية إذا حرمت عليها الصلاة ورأت في نفسها زيادة الشباب: قد أعصرت، فهي معصر: بلغت عصرة شبابها وإدراكها، ويقال: بلغت عصرها وعصورها، وأنشد:

وفنقها المراضع والعصور. وفي حديث ابن عباس: كان إذا قدم دحية لم يبق معصر إلا خرجت تنظر إليه من حسنة. قال ابن الأثير: المعصر: الجارية أول ما تحيض لانعصار رحمها. وإنما خص المعصر بالذكر للمبالغة في خروج غيرها من النساء. وعصر العنب ونحوه مما له دهن أو شراب أو عسل يعصره، بالكسر، عصرا، فهو معصور وعصير، واعتصره: استخرج ما فيه. أو عصره: ولى عصر ذلك بنفسه، كعصره تعصيرا، أيضا، كما نقله الصاغاني. واعتصره، إذا عصر له خاصة. واعتصر عصيرا: اتخذه. وقد انعصر وتعصر. وعصارته، أي الشيء، بالضم وعصاره، بغير هاء، وعصيره: ما تحلب منه إذا عصرته، قال الشاعر:

كأن العذارى قد خلطن للمتى     عصارة حناء معا وصبـيب وقال آخر:

حتى إذا ما أنضجته شمسـه     وأني فليس عصاره كعصار وكل شيء عصر ماؤه فهو عصير، قال الراجز:

وصار باقي الجزء من عصيره     إلى سرار الأرض أو قعوره

صفحة : 3203

وقيل: العصار: جمع عصارة. والعصارة أيضا: ما بقي من الثفل بعد العصر والمعصرة، بالفتح: موضعه أي العصر. والمعصر، كمنبر: ما يعصر فيه العنب، كالمعصرة. والمعصار: الذي يجعل فيه الشيء فيعص

ر حتى يتحلب ماؤه. والعواصر: ثلاثة أحجار يعصر بها العنب يجعلون بعضها فوق بعض. ومن المجاز: المعصرات: السحائب فيها المطر. وقيل: المعصرات: السحائب تعتصر بالمطر. وفي التنزيل: وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا. وقال أبو إسحاق: المعصرات: السحائب، لأنها تعصر الماء، وقيل: معصرات كما يقال: أجنى الزرع إذا صار إلى أن يجنى وكذلك صار السحاب إلى أن يمطر، فيعصر. وقال البعيث في المعصرات، فجعلها سحائب ذوات المطر:

وذي أشر كالأقحوان تـشـوفـه      ذهاب الصبا والمعصرات الدوالح والدوالح: من نعت السحاب لا من نعت الرياح، وهي التي أثقلها الماء فهي تدلح، أي تمشي مشي المثقل. والذهاب: الأمطار. وأعصروا: أمطروا، وبذلك قرأ بعضهم فيه يغاث الناس وفيه يعصرون. أي يمطرون. وقال ابن القطاع: وعصروا أيضا: أمطروا، ومنه قراءة يعصرون أي يمطرون. انتهى. ومن قرأ يعصرون قال أبو الغوث: أراد يستغلون، وهو من عصر العنب والزيت. وقرئ وفيه تعصرون من العصر أيضا. وقال أبو عبيدة. هو من العصر، وهو المنجاة. وقيل: المعصر: السحابة التي قد آن لها أن تصب. قال ثعلب: وجارية معصر، منه، وليس بقوى. وقال الفراء: السحابة المعصر: التي تتحلب بالمطر، ولما تجتمع، مثل الجارية المعصر قد كادت تحيض ولما تحض. وقال أبو حنيفة: وقال قوم: إن المعصرات الرياح ذوات الأعاصير، وهو الرهج والغبار، واستشهدوا بقول الشاعر:

وكأن سهك المعصرات كسونها     ترب الفدافد والنقاع بمنـخـل وروى عن ابن عباس أنه قال: المعصرات: الرياح. وزعموا أن معنى من في قوله من المعصرات معنى الباء، كأنه قال: وأنزلنا بالمعصرات ماء ثجاجا. وقيل: بل المعصرات: الغيوم أنفسها. قال الأزهري: وقول من فسر المعصرات بالسحاب أشبه بما أراد الله عز وجل؛ لأن الأعاصير من الرياح ليست من رياح المطر، وقد ذكر الله تعالى أنه ينزل منها ماء ثجاجا. والإعصار: الريح تثير السحاب، أو هي التي فيها نار، مذكر. وفي التنزيل: فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت وقيل: الإعصار: ريح تثير سحابا ذات رعد وبرق أو الإعصار: الرياح: التي تهب من الأرض وتثير الغبار: وترتفع كالعمود إلى نحو السماء وهي التي تسميها الناس الزوبعة، وهي ريح شديدة، لا يقال لها: إعصار، حتى تهب كذلك بشدة، قاله الزجاج، أو الإعصار: الريح التي فيها العصار، ككتاب، وهو الغبار الشديد، قال الشماخ:

إذا ما جد واستذكى علـيهـا     أثرن عليه من رهج عصارا وقال أبو زيد: الإعصار: الريح التي تسطع في السماء. وجمع الإعصار أعاصير، وأنشد الأصمعي:

وبينما المرء في الأحياء مغتبط إذا هو الرمس تعفوه الأعاصير

صفحة : 3204

كالعصرة، محركة، ومنه حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أن امرأة مرت به متطيبة بذيلها عصرة. وفي رواية: إعصار. فقال: أين تريدين يا أمة الجبار? فقالت: أريد المسجد أراد الغبار أنه ثار من سحبها. وبعضهم يرويه: عصرة، بالضم. وفي الأساس: ولذيلها عصرة: غبرة من كثرة الطيب. ومن المجاز: الاعتصار: انتجاع العطية، هكذا في سائر النسخ، والصواب: ارتجاع العطية. ففي اللسان: الاعتصار على وجهين: يقال:اعتصرت من فلان شيئا، إذا أصبته منه، والآخر أن تقول: أعطيت فلانا عطية فاعتصرتها، أي رجعت فيها، وأنشد:

ندمت على شيء مضى فاعتصرته    وللنحلة الأولـى أعـف وأكـرم واعتصر العطية: ارتجعها. ومنه حديث الشعبي يعتصر الوالد على ولده في ماله. قال ابن الأثير: وإنما عداه بعلى لأنه في معنى يرجع عليه ويعود عليه. والاعتصار أيضا: أن يغص إنسان بالطعام فيعتصر بالماء، أي يشربه قليلا قليلا ليسيغه، قال عدي بن زيد:

لو بغير الماء حلـقـي شـرق     كنت كالغصان بالماء اعتصاري والاعتصار: أن تخرج من الإنسان مالا بغرم أو بغيره من الوجوه، قال:

فمن واستبقى ولم يعتصر. والاعتصار: البخل، يقال: اعتصر عليه: بخل عليه بما عنده، والاعتصار: المنع، ومنه حديث عمر رضي الله عنه: أنه قضى أن الوالد يعتصر ولده فيما أعطاه، وليس للولد أن يعتصر من والده، لفضل الوالد على الولد: أي له أن يحبسه عن الإعطاء ويمنعه إياه، وكل شيء منعته وحبسته فقد اعتصرته، ومن المجاز: الاعتصار: الالتجاء، كالتعصر، والعصر، وقد اعتصر به وعصر وتعصر، إذا لجأ إليه ولاذ به، وكذلك عاصره، كما في الأساس. ومن المجاز: الاعتصار: الأخذ، وقد اعتصر من الشيء: أخذ. قال ابن أحمر:

وإنما العيش بـربـانـه     وأنت من أفنانه معتصر أي آخذ. وقال العتريفي: الاعتصار: أخذ الرجل مال ولده لنفسه أو إبقاؤه على ولده. قال: ولا يقال: اعتصر فلان مال فلان، إلا أن يكون قريبا له. قال: ويقال للغلام أيضا: اعتصر مال أبيه، إذا أخذه. ومن المجاز: قولهم: رجل كريم المعصر، كمقعد، والمعتصر، والعصارة، بالضم، أي جواد عند المسألة كريم. ويقال: منيع المعتصر، أي منيع الملجإ. ومن المجاز: يقال: فلان كريم العصر هكذا في النسخ، والصواب: كريم العصير، كأمير، كما هو في اللسان والتكملة، أي كريم النسب، قال الفرزدق:

تجرد منها كل صهباء حـرة     لعوهج أو للداعري عصيرها ومن المجاز: عصر الزرع تعصيرا: نبتت أكمام سنبله، كأنه مأخوذ من العصر، الذي هو الملجأ والحرز، عن أبي حنيفة، أي تحرز في غلفه. وأوعية السنبل: أخبيته ولفائفه وأغشيته وأكمته وقنابعه وكل حصن يتحصن به فهو عصر. وفي التكملة: عصر: الزرع: صار في أكمامه، هكذا ضبطه بالتخفيف. والمعتصر: الهرم والعمر، عن ابن الأعرابي، وأنشد:

أدركت معتصري وأدركني     حلمي ويسر قائدي نعلـى

صفحة : 3205

هكذا فسره بالعمر والهرم. وقيل: معناه ما كان في الشباب من اللهو أدركته ولهوت به، يذهب إلى الاعتصار الذي هو الإصابة للشيء والأخذ منه. والأول أحسن. ويعصر، كينصر، أو أعصر: أبو قبيلة من قيس، واسمه منبه بن سعد ابن قيس عيلان، لا ينصرف لأنه مثل يقتل وأقتل ويقال ليعصر: الصادحان، قاله ابن الكلبي منها باهلة، وهم بنو سعد مناة بن مالك بن أعصر، وأمه باهلة بنت صعب بن سعد العشيرة من مذحج، وبها يعرفون: قال سيبويه: وقالوا: باهلة بن أعصر، وإنما سمي بجمع عصر، وأما يعصر فعضلى بدل الياء من الهمزة، ويشهد بذلك ما ورد به الخبر، من أنه إنما سمي بذلك لقوله:

أبنى إن أبـاك غـير لـونـه    كر الليالي واختلاف الأعصر والعوصرة، وفي التكملة: وعوصرة: اسم، والواو زائدة.وعوصر وعيصر، كجوهر وحيدر، وعنصر بالنون بدل التحتية: مواضع، والذي في اللسان: عصوصر وعصيصر وعصنصر، كله موضع، فليتأمل والعصار، ككتاب: الفساء، وهو مجاز، وأصله ما عصرت به الريح من التراب في الهواء. قال الفرزدق:

إذا تعشى عتيق التمر قـام لـه     تحت الخميل عصار ذو أضاميم

صفحة : 3206

وعصار: مخلاف باليمن، وقال الصاغاني: من مخاليف الطائف. ويقال: جاء على عصار من الدهر، أي حين، هكذا في اللسان والتكملة. وفي حديث خيبر: سلك رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في مسيره إليها على عصر هو بالكسر، هكذا ضبطه الصاغاني في التكملة، وضبطه ابن الأثير بالتحريك، ومثله في معجم أبي عبيد: جبل بين المدينة الشريفة ووادي الفرع، وعنده مسجد صلى فيه رسول الله، صلى الله عليه وسلم. والعصرة، بالفتح: شجرة كبيرة، أورده الصاغاني. والعصرة، بالضم: المنجاة. ولو ذكره عند نظائره لكان أحسن، وقد نبهنا عليه هناك، وأوردنا له شاهدا. وقال أبو زيد: يقال: جاء فلان لكن لم يجئ لعصر، بالضم وليس في نص أبي زيد لفظة لكن-: لم يجئ حين المجئ، ويقال أيضا: نام فلان وما نام لعصر، بالضم، هكذا في النسخ، والذي في نص أبي زيد: ما نام عصرا، وهكذا نقله صاحب اللسان والصاغاني وغيرهما: أي لم يكد ينام. ومقتضى عبارة الأساس أن يكون بالفتح في الكل فإنه قال: ما فعلته عصرا ولعصر، أي في وقته، ونام فلان ولم ينم عصرا أو لعصر، أي في وقت ويوم وقد تقدم للمصنف في أول المادة أن العصر بالفتح يطلق على الوقت واليوم، ويؤيده أيضا قول قتادة: هي ساعة من ساعات النهار، فتأمل. وفي الحديث أنه صلى الله تعالى عليه وسلم أمر بلالا أن يؤذن قبل الفجر ليعتصر معتصرهم أراد الذي يريد أن يضرب الغائط، وهو قاضي الحاجة ليتأهب للصلاة قبل دخول وقتها فكنى عنه بالمعتصر، إما من العصر أو العصر: وهو الملجأ والمستخفى. وبنو عصر، محركة: قبيلة من عبد القيس بن أفصى، منهم مرجوم العصري، بالجيم، واسمه عامر بن مر بن عبد قيس بن شهاب، وكان من أشراف عبد القيس في الجاهلية، قاله الحافظ. وقال ابن الكلبي: وكان المتلمس قد مدح مرجوما. قلت: وابنه عمرو بن مرجوم أحد الأشراف، ساق يوم الجمل في أربعة آلاف، فصار مع علي رضي الله عنه. وفي معجم الصحابة لابن فهد: عمرو بن المرجوم العبدي، قدم في وفد عبد القيس، قاله ابن سعد، واسم أبيه عبد قيس بن عمرو، فانظر هذا مع كلام الحافظ. وفي أنساب ابن الكلبي أن عمرو بن مرجوم هذا من بني جذيمة بن عوف بن بكر بن عوف بن أنمار ابن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس. والعنصر، بضم العين والصاد وتفتح الصاد، الأول أشهر،والثاني أفصح، هكذا صرح به شراح الشفاء: الأصل والحسب، يقال: فلان كريم العنصر، كما يقال: كريم العصير. وهذا يدل على أن النون زائدة، وإليه ذهب الجوهري. ومنهم من جزم بأصالتها. قال شيخنا: وقد ضعفوه. وعصنصر، كسفرجل: جبل وقال ابن دريد: اسم موضع. وذكره الأزهري في الخماسي كما في اللسان واستدركه شيخنا، وهو موجود في الكتاب. نعم قوله: واسم طائر صغير، لم يذكره، فهو مستدرك عليه. ومما يستدرك عليه: يقال: جاء فلان عصرا، أي بطيئا. وعصرت الريح وأعصرت: جاءت بالإعصار، قاله الصاغاني. ويقولون: لا أفعل ذلك ما دام للزيت عاصر. يذهبون به إلى الأبد. واشتف عصارة أرضي: أخذ غلتها، وهو مجاز، قاله الزمخشري. ومنه قراءة من قرأ وفيه يعصرون قال أبو الغوث، أي يستغلون، وهو من عصر العنب والزيت. وقرئ وفيه تعصرون، من العصر محركة، وهو الملجأ، أي تلتجئوون؛ قاله الليث، وقد أنكره الأزهري وقيل: يعصرون:

صفحة : 3207

ينجون من البلاء ويعتصمون بالخصب. ويقال: إن الخير بهذا البلد عصر مصر، أي يقلل ويقطع. ومن أمثال العرب: إن كنت ريحا فقد لا قيت إعصارا. يضرب للرجل يلقى قرنه في النجدة والبسالة. وفي حديث القاسم: أنه سئل عن العصرة للمرأة، فقال: لا أعلم رخص فيها إلا للشيخ المعقوف المنحني. العصرة هنا: منع البنت من التزويج، وهو من الاعتصار: المنع، أراد ليس لأحد منع امرأة من التزويج إلا شيخ كبير أعقف، له بنت، وهو مضطر إلى استخدامها. واعتصر ماله: استخرجه من يده. وفلان أخذ عصره العطاء، أي ثوابه. ويقال: أخذ عصرته، أي الشيء نفسه. والعاصر والعصور: الذي يعتصر ويعصر من مال ولده شيئا بغير إذنه. ويقال: فلان عاصر، إذا كان ممسكا أو قليل الخير. وتعصر الرجل، إذا تعسر. والعصار: الملك الملجأ. والعصرة، بالضم: الموالي الدنية دون من سواهم. قال الأزهري: ويقال: قصرة، بهذا المعنى. ويقال: ما بينهما عصر ولا بصر، بالتحريك، ولا أعصر ولا أبصر، أي ما بينهما مودة ولا قرابة. ويقال: مقصور الطيلسان ومعصور اللسان، أي يابس عطشا. والمعصور: اللسان اليابس عطشا، وهو مجاز. قال الطرماح:ون من البلاء ويعتصمون بالخصب. ويقال: إن الخير بهذا البلد عصر مصر، أي يقلل ويقطع. ومن أمثال العرب: إن كنت ريحا فقد لا قيت إعصارا. يضرب للرجل يلقى قرنه في النجدة والبسالة. وفي حديث القاسم: أنه سئل عن العصرة للمرأة، فقال: لا أعلم رخص فيها إلا للشيخ المعقوف المنحني. العصرة هنا: منع البنت من التزويج، وهو من الاعتصار: المنع، أراد ليس لأحد منع امرأة من التزويج إلا شيخ كبير أعقف، له بنت، وهو مضطر إلى استخدامها. واعتصر ماله: استخرجه من يده. وفلان أخذ عصره العطاء، أي ثوابه. ويقال: أخذ عصرته، أي الشيء نفسه. والعاصر والعصور: الذي يعتصر ويعصر من مال ولده شيئا بغير إذنه. ويقال: فلان عاصر، إذا كان ممسكا أو قليل الخير. وتعصر الرجل، إذا تعسر. والعصار: الملك الملجأ. والعصرة، بالضم: الموالي الدنية دون من سواهم. قال الأزهري: ويقال: قصرة، بهذا المعنى. ويقال: ما بينهما عصر ولا بصر، بالتحريك، ولا أعصر ولا أبصر، أي ما بينهما مودة ولا قرابة. ويقال: مقصور الطيلسان ومعصور اللسان، أي يابس عطشا. والمعصور: اللسان اليابس عطشا، وهو مجاز. قال الطرماح:

يبل بمعصور جناحي ضئيلة     أفاويق منها هلة ونقـوع وعام المعاصير: عام الجدب، قاله ثعلب، وأنشد:

أيام أعرق بي عام المعاصير.

صفحة : 3208

فسره فقال: بلغ الوسخ إلى معاصمي، وهذا من الجدب. قال ابن سيده: ولا أدري ما هذا التفسير? والعصرة، محركة: فوحة الطيب، وهو مجاز. والعصار، بالكسر: مصدر عاصرت فلانا معاصرة وعصارا، أي كنت أنا وهو في عصر واحد، أو أدركت عصره. قاله الصاغاني. قلت:ومنه قولهم: المعاصرة معاصرة، والمعاصر لا يناصر. وولد فلان عصارة كرم، ومن عصارات الكرم، وهو مجاز. واعتصرت به وعاصرته: لذت به واستغثت، كما في الأساس، وهو مجاز. ويقولون: بل المطر ثيابه حتى صارت عصرة، بالضم، أي كادت أن تعصر. والعصر: المعصور. وعصارة الشيء: نقايته. واعتصر الغصان بالماء. وتقول: وعده إعصار وليس بعده إحضار بل إعصار. وتعصر: بكى، وهو مجاز. وقال الصاغاني: قال أبو عمرو: العنصر: الداهية. وقال بعضهم: العنصر: الهمة، والحاجة. قال البعيث:

ألا راح بالرهن الخليط فهـجـرا     ولم تقض من بين العشيات عنصرا والمعصرة: أربع قرى بمصر، بالبحيرة والجيزة والفيوم والبهنسا. وعصر بن الربيع: بطن من بلى، بتثليث العين وسكون الصاد، نقله الحافظ عن السمعاني. واستدرك شيخنا: العصران، وذكر معناه: الغداة والعشى، وقيل: الليل والنهار، نقلا عن الفرق لابن السيد وقال: أغفله المصنف تقصيرا، مع أنه موجود في الصحاح. قلت: لم يغفله المصنف فإنه ذكر اليوم والليلة، وأنه يطلق على كل منهما العضصر، وكذلك العشي والغداة، وزاد أنه في معنى العشى قد يحرك أيضا، ولم يأت بصيغة المثنى كما أتى بها غيره إشارة إلى أنه ليس فيه معنى التغليب كما في الشمسين والعمرين. وقد غفل شيخنا عن هذه النكتة، وتفطن لها صاحب القاموس، وهو عجيب منه، سامحه الله تعالى وعفا عنه. والعصار، ككتان: لقب جماعة، منهم القاسم بن عيسى الدمشقي، وهارون بن كامل البصري، وهاشم بن يونس، وأبو الحسن علي بن عبد الرحيم اللغوي، ومحمد بن عبد الوهاب بن حميد المادرائي، ومحمد بن عبد الله بن الحسن، وعبد الله بن محمد بن عمرو الجرجاني وعلي بن محمد بن عيسى بن سيف الجرجاني، وأحمد بن محمد بن العباس الجرجاني، وإبراهيم بن موسى الجرجاني، وابنه إسحاق، وحفيده محمد بن عبد الله بن إسحاق، وفهد بن الحارث بن مرداس العرعري، ويحيى بن هشام، وغيرهم. ونعمان بن عصر بالكسر وقيل بالفتح البلوي بدري، وقد اختلف في اسم والده كثيرا. وابن أبي عصرون الموصلي مشهور.

ع - ص - ف - ر.

صفحة : 3209

العصفر، بالضم: نبات سلافته الجريال، وهي معربة، قاله الأزهري، ومن خواصه أنه يهرئ اللحم الغليظ إذا طرح منه فيه شيء وبزره القرطم كزبرج. وفي المحكم: العصفر: هذا الذي يصبغ به، منه ريفي، ومنه بري، وكلاهما ينبت بأرض العرب. وقد عصفر ثوبه: صبغه به، فتعصفر. والعصفور بالضم: طائر معروف، ذكر، وهي بهاء، قال شيخنا: تقرر أنه من باب فعلل، فإطلاقه بناء على الشهرة، وقيل: الضم إنما هو مشهور طردا للباب، وأن ابن رشيق حكى أنه يفتح في لغة. وفي شرح كفاية المتحفظ: العصفور بالضم، وحكى ابن رشيق في الغرائب والشواذ أنه يفتح في لغة، والفتح غير معروف عند أهل الصناعة، إذ فعلول مفقود في الكلام الفصيح. قال حمزة: سمى عصفورا لأنه عصى وفر. انتهى. والعصفور: الجراد الذكر. والعصفور: خشبة في الهودج تجمع أطراف خشبات فيه، هكذا في النسخ. وفي اللسان: فيها، وزاد: وهي كهيئة عصفور الإكاف، أو الخشبات التي تكون في الرحل يشد بها رؤوس الأحناء. والعصفور أيضا: الخشب الذي تشد به رؤوس الأقتاب. وعصفور الإكاف: عرصوفه، على القلب، والجمع العراصيف. وقال ابن دريد في الجمهرة: هي المسامير التي تجمع رأس القتب. انتهى. وفي الحديث: قد حرمت المدينة أن تعضد أو تخبط إلا لعصفور قتب أو مسد محالة أو عصا حديدة. قال ابن الأثير: عصفور القتب: أحد عيدانه، وجمعه عصافير. وعصافير القتب: أربعة أوتاد يجعلن بين رؤوس أحناء القتب، في رأس كل حنو وتدان مشدودان بالعقب أو بجلود الإبل، فيه الظلفات. وفي المحكم: العصفور: أصل منبت الناصية. وقيل: هو عظم ناتئ في جبين الفرس وهما عصفوران، يمنة ويسرة. وقيل: هو العظيم الذي تحت ناصية الفرس بين العينين والعصفور: قطيعة من الدماغ تحت فرخ الدماغ كأنه بائن بينهما جليدة تفصلها وأنشد:

ضربا يزيل الهام عن سـريره      عن أم فرخ الرأس أوعصفوره والعصفور: الشمراخ السائل من غرة الفرس لا يبلغ الخطم. والعصفور: الكتاب، أورده الصاغاني. والعصفور: مسمار السفينة. والعصفور: الملك. والعصفور: السيد، كل ذلك أورده الصاغاني في التكملة. والعصافير: شجر يسمى: من رأى مثلي، وإنما سمي به لأنه له صورة كالعصافير، وفي التكملة: له صورة كصورة العصفور، كثيرة بفارس ذكره الأزهري. ومن أمثالهم: نقت عصافير بطنه، كما يقال: نقت ضفادع بطنه وهي عبارة عن الأمعاء. ويقال أيضا: لا تأكل حتى تطير عصافير بطنك، كل ذلك إذا جاع، وهو كناية. وتعصفرت العنق، إذا التوت، هكذا ذكره الأزهري، وقال ابن دريد: تصعفرت، بتقديم الصاد على العين، وقد تقدمت الإشارة له. والعصفري: اسم فرس محمد بن يوسف الثقفي أخى الحجاج المشهور، من نسل الحرون بن الخزز ابن الوثيمي بن أعوج، وكان الحرون لمسلم بن عمرو الباهلي، وكان من أبصر الناس بالخيل، ولذا لقب بالسائس، اشتراه بألف دينار، سبق الناس دهرا لا يتعلق به فرس، ثم افتحله فلم ينتج إلا سابقا. وقال بعض الشعراء لما رأى غلبة مسلم على السبق:

إذا ما قريش خوى ملكها    فإن الخلافة في باهلـه
لرب الحرون أبي صالح    وما تلك بالسنة العـادلة

صفحة : 3210

فلما مات مسلم وورد الحجاج أخذ البطين ابن الحرون من قتيبة بن مسلم. وإن شاء الله تعالى سنأتي على ذكر الحرون ونسبه وأصالته في ح ر ن أكثر مما ذكرنا هنا، وبالله التوفيق. والعصفوري: جمل ذو سنامين، قاله أبو عمرو، ونقله عنه الصاغاني والأزهري. وفي الصحاح: عصافير المنذر: إبل كانت للملوك نجائب، وفي التهذيب روى أن النعمان أمر للنابغة بمائة ناقة من عصافيره. قال ابن سيده: أظنه أراد: من فتايا نوقه. وقال الأزهري: كان للنعمان بن المنذر نجائب يقال لها عصافير النعمان. قال حسان بن ثابت: فما حسدت أحدا حسدي للنابغة حين أمر له النعمان بن المنذر بمائة ناقة بريشها من عصافيره وجام وآنية من فضة. قوله: بريشها: كان عليها ريش ليعلم أنها من عطايا الملوك، كذا في اللسان والعصيفرة: الخيرى الأصفر الزهر، كأنه تصغير عصفرة، على التشبيه. ومما يستدرك عليه: العصفور: الولد، يمانية. والعصافير: ما على السناسن من العصب. ومن الأمثال: طارت عصافير رأسه، كناية عن الكبر. ومنية عصفور: من قرى مصر. وأبو بكر بن محمود بن أبي بكر بن أبي الفضل العمري الدمشقي الشافعي الشهير بالعصفوري، الأديب الشاعر، ولد بدمشق، ورحل إلى مصر وتوطنها، وأخذ بها عن الشمس البابلي، وله ديوان شعر، توفى ببولاق سنة 1103 ودفن بتربة الشيخ فرج. حدثنا عنه شيوخ مشايخنا. وعصيفير: لقب أحد أولياء مصر، سيدي إبراهيم المدفون بباب الشعرية. وعصفور: لقب علي بن محمد بن عبد النصير السخاوي الدمشقي القاهري، كذا رأيته في ذيل تاريخ مصر للشمس السخاوي الحافظ. وجزيرة العصفور، بالبحيرة. والعصفوري: الرجل الكثير الجماع، أورده الأزهري في تركيب ر ج ل.

ع - ص - م - ر.
العصمور، كعصفور، أهمله الجوهري، وقال الليث وابن الأعرابي هو الدولاب أو دلوه، كالصعمور، والجمع العصامير، والضاد لغة فيه.

ع - ض - ب - ر.
العضوبر، كصنوبر، أهملوه، فلم يذكره الصاغاني ولا صاحب اللسان ولا غيرهما، وضبط في بعض النسخ بالضاد المعجمة. وقد سقطت هذه المادة من أكثر النسخ المصححة ووجدت في بعضها. وأكثر ما توجد بالهامش كأنها ملحقة: وهو الضخم الجسيم العظيم. والعضوبر: صخرة عظيمة تكسر بها الصخور. والعضوبر: ذكر الذئبة، وهي، أي الأنثى، عضوبرة، ومقتضى اصطلاحه أن يقول: وهي بهاء. والعضبارة، بالكسر: حجر الرحى، وصخرة يقصر القصار الثوب عليها. وعضبر الكلب عضبرة: استأسد، وسيأتي في حرف الغين مع الراء: الغضبر، والغضابر، وهو الغليظ الشديد، فلعله يكون العضوبر مأخوذا منه.

ع - ض - ر.
العضر: حي من اليمن، وقد أهمله الجوهري. وقيل: هو اسم موضع. وسمعت عضرة، أي خبرا، قاله الصاغاني. وقال أبو عمرو: العاضر: المانع، وكذلك الغاضر، بالعين والغين، وسيأتي. وقال زائدة: عضر بكلمة: باح بها، قاله الصاغاني.

ع - ض - م - ر.
العضمر، كعملس، أهمله الجوهري والصاغاني. وفي اللسان: أنه البخيل الضيق. والعضمور، بالضم: الدولاب، وهو لغة، وليس بتصحيف العصمور كما قيل.

ع - ط - ر.

صفحة : 3211

العطر، بالكسر: الطيب وهو اسم جامع له، ج عطور، بالضم. والعاطر: العطر. وقال ابن الأعرابي: العاطر: محبه، وج عطر، بضمتين. والعطار: بائعه. والعطار: فرس سالم بن وابصة الأسدي. والعطارة، بالكسر: حرفته. ورجل عطر، ككتف، وامرأة عطرة ومعطارة ومعطرة ومتعطرة، وكلاهما معطير ومعطار: يتعهدان أنفسهما بالطيب ويكثران منه. ومعطار ومعطارة، إذا كان من عادتها، قال:

علق خودا طفلة معطـاره     إياك أعني فاسمعي يا جاره قال اللحياني: ما كان على مفعال فإن كلام العرب والمجتمع عليه: بغير هاء في المذكر والمؤنث، إلا أحرفا جاءت نوادر، قيل فيها بالهاء وسيأتي ذكرها. وقيل: رجل عطر، وامرأة عطرة: إذا كانا طيبي ريح الجرم، وإن لم يتعطرا. وعطرت المرأة، بالكسر، تعطر عطرا: تطيبت. وناقة معطار ومعطر: شديدة ونوق معطرات. وقيل: ناقة، معطر: حسنة كأن على أوبارها صبغا من حسنها، قال المرار بن منقذ:

هجانا وحمرا معطرات كأنها     حصى مغرة ألوانها كالمجاسد وناقة معطير: حمراء طيبة العرف، هكذا في النسخ بالفاء، وفي اللسان وغيره: العرق، بالقاف محركة، أنشد أبو حنيفة: كوماء معطير كلون البهرم. وناقة عطارة، بالتشديد، وعطرة، كفرحة، ومعطارة وتاجرة: نافقة في السوق تبيع نفسها لحسنها، أو ناقة عطرة ومعطارة ومعطرة ومعطار وعرمس، أي كريمة. قال الأزهري: وقرأت في كتاب المعاني للباهلي:

أبكي على عنزين لا أنساهما     كأن ظل حجر صغراهمـا وصالغ معطرة كبراهما.

قال: معطرة: هي الحمراء. قال عمرو: مأخوذ من العطر، وجعل الأخرى ظل حجر لأنها سوداء. وقال أبو عمرو: تعطرت المرأة وتأطرت: أقامت عند، وفي اللسان والتكملة: في بيت أبويها ولم تتزوج. ومنه الحديث: كان صلى الله عليه وسلم يكره تعطر النساء وتشبههن بالرجال: أراد العطر الذي تظهر ريحه كما يظهر عطر الرجال. وقيل: أي تعطلهن من الحلي والخضاب، وهو إبدال، واللام والراء يتعاقبان، كما يقال: سمل عينه وسمرها، كأنه كره أن تكون المرأة عطلا، لا حلى عليها. وقال أبو عبيدة: يقال: بطني عطري، هكذا في سائر النسخ، والذي في أمهات اللغة: أعطري وسائري فذري قال الصاغاني: يقال ذلك لمن يعطيك ما لا تحتاج إليه ومنعك ما تحتاج إليه، وقد تقدم تفصيله في س أ ر. وعطير، كزبير، وعطران كعثمان، وفي بعض النسخ بالفتح، اسمان. ومما يستدرك عليه: امرأة عطرة مطرة: بضة مضة. والمطرة: الكثيرة السواك. واستعطرت المرأة: استعملت العطر، وهو الطيب. وفي حديث كعب بن الأشرف: وعندي أعطر العرب، أي أطيبها عطرا. ومررت بنسوة معاطير وعطرات. ورجل عطار: ماهر في العطارة، قاله الزمخشري. والمعطير: العطار: يتبعن جأبا كمدق المعطير. والعطار لقب جماعة من المحدثين منهم أبان، وداوود بن عبد الرحمن، ومرحوم بن عبد العزيز، ومحمد بن مخلد، ويحيى بن سعيد الحمصي، وجماعة. ومنية العطار: قرية بمصر، وقد دخلتهسا.