فصل العين مع الراء
الجزء الخامس
ع - م - ر.
العمر بالفتح وبالضم وبضمتين: الحياة، يقال: قد طال عمره وعمره، لغتان
فصيحتان. فإذا أقسموا فقالوا: لعمرك، فتحوا لا غير، كما سيأتي قريبا، ج
أعمار، وفي البصائر للمصنف: العمر والعمر واحد، لكن خص القسم بالمفتوحة.
وفي المحكم: سمى الرجل عمرا تفاؤلا أن يبقى. وقال المصنف في البصائر:
والعمر والعمر اسم لمدة عمارة البدن بالحياة فهو دون البقاء، فإذا قيل: طال
عمره، فمعناه عمارة بدنه بروحه، وإذا قيل: طال بقاؤه، فليس يقتضي ذلك، لأن
البقاء ضد الفناء. ولفضل البقاء على العمر وصف الله تعالى به وقلما وصف
بالعمر. والعمر بالضم: المسجد، والبيعة، والكنيسة، سميت باسم المصدر لأنه
يعمر فيها، أي يعبد. والعمر، بالفتح: الدين، بكسر الدال المهملة، قيل: ومنه
قولهم في القسم: لعمري ولعمرك. وفي التنزيل: لعمرك إنهم لفى سكرتهم يعمهون
لم يقرأ إلا بالفتح. وروى عن ابن عباس في قوله تعالى: لعمرك، أي لحياتك.
قال: وما حلف الله بحياة أحد إلا بحياة النبي صلى الله عليه وسلم. وقال أبو
الهيثم: النحويون ينكرون هذا، ويقولون: معنى لعمرك، لدينك الذي تعمر. وقال
الأخفش في معنى الآية: لعيشك، وإنما يريد العمر. وقال أهل البصرة: أضمر له
ما يرفعه: لعمرك المحلوف به. وقال الفراء: الأيمان ترفعها جواباتها. وقال
ابن جنى: ومما يجيزه القياس غير أنه لم يرد به الاستعمال خبر العمر من
قولهم: لعمرك لأقومن، فهذا مبتدأ محذوف الخبر، وأصله لو أظهر خبره: لعمرك
ما أقسم به، فصار طول الكلام بجواب القسم عوضا من الخبر. ويحرك. والعمر:
لحم ما بين مغارس الأسنان أو هو لحم من اللثة سائل بين كل سنين. قال ابن
أحمر:
بان الشباب وأخلف العمر
وتبدل الإخوان والدهـر
صفحة : 3236
قال ابن الأثير: وقد يضم، ج عمور، بالضم. وفي الحديث: أوصاني جبريل بالسواك
حتى خشيت على عموري. وقيل: العمور: منابت الأسنان. والعمر: الشنف. وقيل:
العمر: حلقة القرط العليا، والخوق: حلقة أسفل القرط. وقيل: كل مستطيل بين
سنتين عمر. والعمر: الشجر الطوال، الواحدة عمرة. وفي التكملة: العمر،
بالفتح، والعمر، بضمتين: ضرب من النخل، وهو السحوق الطويل وقيل: بل هو نخل
السكر، سحوقا كان أو غير سحوق. وفي بعض النسخ: محل السكر وهو غلط. والسكر:
ضرب من التمر جيد، وقد تقدم، والضم أعلى اللغتين، قاله أبو حنيفة. وحكى
الأزهري عن الليث أنه قال: العمر: ضرب من النخيل، وهو السحوق الطويل. ثم
قال: غلط الليث في تفسير العمر، والعمر نخل السكر، يقال له العمر، وهو
معروف عند أهل البحرين. وأنشد الرياشي في صفة حائط نخل:
أسود كالليل تدجى أخضره مخالط تعضوضه وعمره
برني عيدان قليل قشره والتعضوض: ضرب من التمر. والعمر: نخل السكر، سحوقا أو غير سحوق. قال: وكان الخليل بن أحمد من أعلم الناس بالنخيل وألوانه، ولو كان الكتاب من تأليفه ما فسر العمر هذا التفسير. قال: وقد أكلت أنا رطب العمر ورطب التعضوض وخرفتهما من صغار النخل وعيدانها وجبارها، ولولا المشاهدة لكنت أحد المغترين بالليث وخليله، وهو لسانه. انتهى. قال الصاغاني: وأنشد أبو حنيفة في العمر للمرار بن منقذ:
عبق العنبر والمسـك بـهـا فهي صفراء كعرجون العمر وقال في العمر، بالفتح: وفي الحديث: كان ابن أبي ليلى يستاك بعراجين العمر. قال: والعمر أكثر اللغتين، وهذا أحد وجوه اشتقاق اسم عمرو، وهي، هكذا في النسخ كلها، ولعله: وهو أي العمر تمر جيد معروف بالبحرين. والعمرى، بالفتح وياء النسبة. وفي بعض النسخ: والعمرى أي كسكرى هكذا هو مضبوط، والأولى الصواب: تمر آخر، أي ضرب منه عذب؛ قاله أبو حنيفة أيضا. وقالوا في القسم: عمر الله ما فعلت كذا، وعمرك الله ما فعلت كذا، وعمرك الله افعل كذا، وإلا فعلت كذا، وإلا ما فعلت كذا، على الزيادة بالنصب، وهو من الأسماء الموضوعة موضع المصادر المنصوبة على إضمار الفعل المتروك إظهاره، وأصله من عمرتك الله تعميرا فحذفت زيادته فجاء على الفعل. وأعمرك الله أن تفعل كذا، كأنك تحلفه بالله وتسأله بطول عمره قال:
عمرتك الله الجليل فإنـنـي ألوى عليك لو أن لبك يهتدي وقال الكسائي: عمرك الله لا أفعل ذاك، نصب عبى معنى: عمرتك الله، أي سألت الله أن يعمرك، كأنه قال: عمرت الله إياك. قال: ويقال إنه يمين بغير واو. وقد يكون: عمر الله، وهو قبيح. وقال أبو الهيثم: معنى عمرك الله: عبادتك الله، فنصب، وأنشد:
عمرك الله ساعة حدثينـا
وذرينا من قول من
يؤذينا فأوقع الفعل على الله عز وجل في قوله: عمرك الله. وفي الصحاح: معنى
لعمر الله وعمر الله: أحلف ببقاء الله ودوامه. وإذا قلت: عمرك الله، فكأنك
قلت: بتعميرك الله، أي بإقرارك له بالبقاء. وقول عمر بن أبي ربيعة:
صفحة : 3237
أيها المنكح الثريا سهـيلا
عمرك الله كيف يجتمعان يريد: سألت الله أن يطيل عمرك، لأنه لم يرد القسم
بذلك. أو لعمر الله، أي وبقاء الله. فإذا سقط اللام نصب انتصاب المصادر،
قال الأزهري: وتدخل اللام في لعمرك، فإذا أدخلتها رفعت بها بالابتداء فقلت:
لعمرك، ولعمر أبيك. فإذا قلت: لعمر أبيك الخير، نصبت الخير وخفضت. فمن نصب
أراد أن أباك عمر الخير يعمره عمرا وعمارة، فنصب الخير بوقوع العمر عليه.
ومن خفض الخير جعله نعتا لأبيك. قال أبو عبيد:سألت الفراء: لم ارتفع لعمرك?
فقال: على إضمار قسم ثان، كأنه قال: وعمرك فلعمرك عظيم، وكذلك لحياتك مثله.
أو عمرك الله، أي أذكرك الله تذكيرا، قال المبرد في قوله عمرك الله: إن شئت
جعلت نصبه بفعل أضمرته، وإن شئت نصبته بواو حذفته، وعمرك الله؛ وإن شئت كان
على قولك: عمرتك الله تعميرا، ونشدتك الله نشدا، ثم وضعت عمرك في موضع
التعمير. وأنشد فيه:
عمرتك الله إلا ما ذكرت لنا هل كنت جارتنا أيام ذي سلم يريد ذكرتك الله. قال الأزهري: وفي لغة لهم: رعملك يريدون لعمرك. قال: وتقول: إنك عمري لظريف. قلت: وأنشد الزمخشري قول عمارة بن عقيل الحنظلي:
رعملك إن الطائر الواقع الذي
تعرض لي من طائر لصدوق وقال ابن السكيت: لعمرك ولعمر أبيك،
ولعمر الله، مرفوعة. وفي حديث لقيط: لعمر إلهك: هو قسم ببقاء الله تعالى
ودوامه. وجاء في الحديث النهى عن قول الرجل في القسم: لعمر الله، لأن
المراد بالعمر عمارة البدن بالحياة، فهو دون البقاء، وهذا لا يليق به جل
شأنه وتعالى علوا كبيرا. وقد سبقت الإشارة إليه في أول المادة. وعمر الرجل،
كفرح ونصر وضرب، الأخيرة عن سيبويه، عمرا، بالفتح، وعمارة، ككرامة، وعمرا،
محركة: عاش وبقي زمانا طويلا، قال لبيد: وعمرت حرسا قبل مجرى داحس لو كان
للنفس اللجوج خلود
صفحة : 3238
وقال ابن القطاع: عمر الرجل: طال عمره. وعمره الله تعالى عمرا، وعمره
تعميرا: أبقاه وأطال عمره. وعمر نفسه تعميرا: قدر لها قدرا محدودا. وقوله
تعالى: وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتاب. فسر على وجهين، قال
الفراء: ما يطول من عمر معمر ولا ينقص من عمره، يريد آخر غير الأول، ثم كنى
بالهاء كأنه الأول. وهذا قول ابن عباس. أو معناه إذا أتى عليه الليل
والنهار نقصا من عمره، والهاء في هذا المعنى للأول لا لغيره، لأن المعنى:
ما يطول ولا يذهب منه شئ إلا وهو محصى في كتاب. وهذا قول سعيد بن جبير. وكل
حسن، وكأن الأول أشبه بالصواب؛ قاله الأزهري. وفي الحديث: لا تعمروا ولا
ترقبوا، فمن أعمر دارا أو أرقبها فهي له ولورثته من بعده. العمرى: ما يجعل
لك طول عمرك أو عمره، وقال ثعلب: هو أن يدفع الرجل إلى أخيه دارا فيقول له:
هذه لك عمرك أو عمري، أينا مات دفعت الدار إلى أهله، وكذلك كان فعلهم في
الجاهلية. وقد عمرته إياه وأعمرته: جعلته له عمره أو عمري، أي يسكنها مدة
عمره، فإذا مات عادت إلى والعمرى المصدر من كل ذلك، كالرجعى. فأبطل ذلك صلى
الله عليه وسلم وأعلمهم أن من أعمر شيئا أو أرقبه في حياته فهو لورثته من
بعده، قال بن الأثير: وقد تعاضدت الروايات على ذلك. والفقهاء مختلفون فيها،
فمنهم من يعمل بظاهر الحديث ويجعلها تمليكا، ومنهم من يجعلها كالعارية
ويتأول الحديث. وأصل العمري مأخوذ من العمر، وأصل الرقبى من المراقبة.
فأبطل النبي صلى الله عليه وسلم هذه الشروط وأمضى الهبة. قال: وهذا الحديث
أصل لكل من وهب هبة فشرط فيها شرطا بعد ما قبضها الموهوب له، أن الهبة
جائزة والشرط باطل. وفي الصحاح: أعمرته دارا أو أرضا أو إبلا. ويقال: لك في
هذه الدار عمرى حتى تمسوت. وعمري الشجر، بالضم: قديمه، نسب إلى العمر. وقال
ابن الأثير: الشجرة العمرية: هي العظيمة القديمة التي أتى عليها عمر طويل.
أو العمرى: السدر الذي ينبت على الأنهار ويشرب الماء. وقال أبو العميثل
الأعرابي العمرى: القديم، على نهر كان أو غيره، وقيل: هو العبرى، والميم
بدل. قلت: وبمثل قول أبي العميثل قال الأصمعي: العمرى والعبرى من السدر:
القديم، على نهر كان أو غيره، قال: والضال: الحديث منه. ويقال: عمر الله بك
منزلك يعمره عمارة، بالكسر، وأعمره: جعله آهلا. ويقال: عمر الرجل ماله
وبيته عمارة، بالفتح وعمورا، بالضم، وعمرانا، كعثمان: لزمه. وأنشد أبو
حنيفة لأبي نخيلة في صفة نخل:
أدام لها العصرين ريا ولم يكـن
كما ضن عن عمرانها بالدراهم
صفحة : 3239
قال الأزهري: ولا يقال: أعمر الرجل منزله، بالألف. وعمر المال نفسه، كنصر
وكرم وسمع الثانية عن سيبويه، عمارة مصدر الثانية: صار عامرا، وقال
الصاغاني: صار كثيرا. وعمر الخراب يعمره عمارة، فهو عامر، أي معمور، مثل
دافق، أي مدفوق وعيشة راضية، أي مرضية. وأعمره المكان واستعمره فيه: جعله
يعمره، وفي التنزيل: هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها. أي أذن لكم في
عمارتها واستخراج قوتكم منها وجعلكم الله عمارها. وفي الأساس: استعمر عباده
في الأرض: طلب منهم العمارة فيها. وتقول: نزل فلان في معمر صدق، المعمر
كمسكن: المنزل الواسع المرضى المعمور الكثير الماء والكلإ الذي يقام فيه،
قال طرفة بن العبد: يالك من قبرة بمعمر. وأنشد الزمخشري للباهلي:
عجبت لذي سنين في الماء نبته له أثر في كل مصر ومعمر هو القلم. وأعمر الأرض: وجدها عامرة آهلة، وأعمر عليه: أغناه. والعمارة، بالكسر، وإنما أطلقه لشهرته: ما يعمر به المكان. والعمارة، بالضم: أجرها، أي أجر العمارة. والعمارة بالفتح: كل شيء يضعه الرئيس على الرأس من عمامة أو قلنسوة أو تاج أو وغيره عمارة لرياسته وحفظا لها، كالعمرة والعمار. وقد اعتمر، أي تعمم بالعمامة. ويقال للمعتم: معتمر. والعمرة، بالضم: هي الزيارة التي فيها عمارة الود، وجعل في الشريعة للقصد المخصوص وكذلك الحج، كالاعتمار. وقد اعتمر، هكذا الصواب. وفي نسختنا: وقد اعتمره بالضمير، وهو غلط. وجمع العمرة العمر. وقال الزجاج: معنى العمرة في العمل: الطواف بالبيت والسعي بين الصفا والمروة، والحج لا يكون إلا مع الوقوف بعرفة يوم عرفة. والعمرة مأخوذة من الاعتمار، وهو الزيارة. ومعنى اعتمر في قصد البيت أنه إنما خص بهذا لأنه قصد بعمل في موضع عامر. ولذلك قيل للمحرم بالعمرة: معتمر. وقال كراع: الاعتمار: العمرة، سماها بالمصدر. والعمار: المعتمرون. قال الزمخشري: ولم يجئ فيما أعلم عمر بمعنى اعتمر، ولكن عمر الله إذا عبده. وأعمره: أعانه على أدائها، أي العمرة. ومنه الحديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر عبد الرحمن ابن أبي بكر رضي الله عنهما أن يعمرها من التنعيم قاله الصاغاني. وقال ابن القطاع: أعمرت الرجل: جعلته يعتمر. والعمرة: أن يبني الرجل على امرأته في أهلها، فإن نقلها إلى أهله فذلك العرس؛ قال ابن الأعرابي. والعمرة، بالفتح: الشذرة من الخرز يفصل بها النظم، أي نظم الذهب: قاله ابن دريد، وبها سميت المرأة عمرة، قال:
وعمرة من سروات النسا ء ينفح بالمسك أردانهـا وقيل: العمرة: خرزة الحب. والمعتمر: الزائر، ومنه قول أعشى باهلة:
وجاشت النفس لما جاء فلهـم وراكب جاء من تثليث معتمر قال الأصمعي: معتمر: زائر. وقال أبو عبيدة: هو متعمم بالعمامة. والمعتمر أيضا، القاصد للشيء، يقال: اعتمر الأمر: أمه وقصد له.قال العجاج:
لقد غزا ابن معمر حين اعتمر
مغزى بعيدا من بعيد وضبر
صفحة : 3240
والمعنى حين قصد مغزى بعيدا. والعمارة، بالفتح: أصغر من القبيلة، ويكسر،
فمن فتح فلالتفاف بعضهم على بعض كالعمامة، ومن كسر فلأن بهم عمارة الأرض،
أو الحي العظيم الذي يقوم بنفسه ينفرد بظعنه وإقامته ونجعته. وهي من
الإنسان الصدر، سمى الحي العظيم عمارة بعمارة الصدر، وجمعها عمائر. وفي
الصحاح: والعمارة: القبيلة والعشيرة. وقال ابن الأثير وغيره: هي فوق البطن
من القبائل، أولها الشعب ثم القبيلة ثم العمارة ثم البطن ثم الفخذ. ويقرب
منه قول المصنف في البصائر. والعمارة أخص من القبيلة، وهي اسم لجماعة بهم
عمارة المكان. والعمارة: رقعة مزينة تخاط في المظلة علامة للرياسة.
والعمارة: التحية، ويكسر. قيل: معناه عمرك الله، وحياك الله. قال الأزهري:
وليس بقوى. وقال الأزهري: العمارة: ريحانة كان الرجل يحيى بها الملك مع
قوله: عمرك الله، وقيل: هي رفع صوته بالتعمير، كالعمار، كسحاب. قال الأعشى:
فلما أتانا بعيد الـكـرى سجدنا له ورفعنا العمارا أي رفعنا له أصواتنا بالدعاء وقلنا: عمرك الله. وقيل: العمار هنا: العمامة. قال ابن برى: وصواب إنشاده: ووضعنا العمارا. فالذي يرويه ورفعنا العمارا هو الريحان أو الدعاء، أي استقبلناه بالريحان أو الدعاء له، والذي يرويه ووضعنا العمارا هو العمامة، أي وضعناه من رؤوسنا إعظاما له. ومن سجعات الأساس: كم رفعوا لهم العمار، وكم ألفوا لهم الأعمار. أي قالوا: عش ألف سنة. والعمار: الريحان مطلقا. وقيل: هو الآس. وقيل: العمار هنا: الريحان يزين به مجلس الشراب فإذا دخل عليهم داخل رفعوا شيئا منه بأيديهم وحيوه به. وقيل: العمار هنا: أكاليل الريحان يجعلونها على رؤوسهم كما تفعل العجم. قال ابن سيده: ولا أدءري كيف هذا? وقال المصنف في البصائر: والعمار: ما يضعه الرئيس على رأسه عمارة لرياسته وحفظا لها، ريحانا كان أو عمامة، وإن سمي الريحان من دون ذلك عمارا فاستعارة. وحكى ابن الأعرابي: عمر ربه يعمره: عبده، وإنه لعامر لربه، أي عابد. وحكى اللحياني عن الكسائي: عمر ربه: صلى وصام. والعومرة: الاختلاط والجلبة يقال: تركت القوم في عومرة، أي صياح وجلبة. والعومرة: جمع الناس وحبسهم في مكان. يقال: مالك معومرا بالناس على بابي، أي جامعهم وحابسهم، قاله الصاغاني. والعميران، مثنى عمير مصغرا، والعمرتان، هكذا في النسخ بالفتح والتخفيف، وضبطه الصاغاني بتشديد الميم في هذه، وهو الصواب، وهذه عن أبي عبيدة، والعميرتان، زاد في اللسان: والعميران وقال أبو عبيدة: ويقال: العميميرتان، وهما عظمان صغيران في أصل اللسان. وقال الصاغاني: العميران: عظمان لهما شعبتان يكتنفان الغلصمة من باطن. واليعمور: الجدي، عن كراع. وقال ابن الأعرابي: اليعامير: الجداء، وصغار الضأن، واحدها يعمور. قال أبو زبيد الطائي:
ترى لأخلافها من خلفها نسلا مثل الذميم على قزم اليعامير
صفحة : 3241
أي ينسل اللبن منها كأنه الذميم الذي يذم من الأنف. وقال ابن سيده:
اليعمورة، بهاء: شجرة، ج يعامير، قال الأزهري: وجعل قطرب اليعامير شجرا،
وهو خطأ. ونقله الصاغاني هكذا. وأعاده المصنف ثانيا، كما يأتي قريبا.
والعمران، بالفضتح: طرفا الكمين، هكذا هو في النسخ، والصواب محركة، أو
الفتح لغة أيضا، وقيل: العمر: طرف العمامة؛ نقله بعضهم. وفي الحديث: لا بأس
أن يصلي الرجل على عمريه، بفتح العين والميم. التفسير لابن عرفة، حكاه
الهروي في الغريبين. وعميرة، كسفينة: أبو بطن وزعمها سيبويه في كلب. النسب
إليه عميري، شاذ. وقال الهجري: النسبة إليه عمري، محركة على القياس؛ هكذا
نقله الحافظ في التبصير. والعميرة كوارة النحل، بالحاء المهملة. ويوجد في
بعض النسخ بالخاء، وهو غلط. وعمرو، بالفتح: اسم رجل، يكتب بالواو للفرق
بينه وبين عمر، وتسقطها في النصب، لأن الألف تخلفها، ج أعمر وعمور، قال
الفرزدق يفتخر بأبيه وأجداده:
وشيد لـي زرارة بـاذخـات وعمرو الخير إن ذكر العمور الباذخات: المراتب العاليات في المجد والشرف. وعمرو: اسم شيطان الفرزدق الشاعر؛ قاله الصاغاني. وعامر: اسم، وقد يسمى به الحي، أنشد سيبويه في الحي:
فلما لحقنا
والجـياد عـشـية دعوا يا لكلب واعتزينا لعامر وقال
الشاعر:
ومـمـن ولـدوا عــام ر ذو الطول وذو
العرض قال أبو إسحاق: عامر: هنا اسم للقبيلة، ولذلك لم يصرفه، وقال ذو ولم
يقل ذات، لأنه حمله على اللفظ. وعمر: معدول عنه، أي عن عامر وفي حال
التسمية، لأنه لو عدل عنه في حال الصفة لقيل: العمر، يراد العامر. وعمير،
كزبير، وعميرة، بزيادة الهاء وعويمر، وعمار، ككتان، وعمارضة، بزيادة الهاء،
ومعمر كمسكن وعمران، بالكسر، وعمارة، بالضم والتخفيف، وعمارة، بالكسر،
وعمير، على فعيل، وعميرة، بزيادة الهاء، وعمير، بكسر الياء المشددة، ومعمر،
كمعظم، ويعمر كيفعل: أسماء رجال. ويحيى بن يعمر العدواني، لا ينصرف يعمر
لأنه مثل يذهب. ويعمر الشداخ: أحد حكام العرب. وسيأتي ذكر من تسمى بالأسماء
المتقدمة في المستدركات. والعمران: عمرو بن جابر بن هلال بن عقيل بن سمي بن
مازن بن فزارة، وبدر بن عمرو بن جؤية بن لوذان بن ثعلبة بن عدي بن فزارة،
وهما روقا فزارة، وأنشد ابن السكيت لقراد بن حنش الصاردى يذكرهما:
إذا اجتمع
العمران عمرو بن جابر وبدر بن عمرو خلت ذبيان تبعا
وألقوا مقاليد الأمور إليهما جميعـا قمـاء كارهين
وطـوعـا
صفحة : 3242
والعمران: اللحمتان المتدليتان على اللهاة، نقله الصاغاني. والعامران: عامر
بن مالك بن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر ابن صعصعة، وهو أبو براء ملاعب
الأسنة، وعامر بن الطفيل بن مالك بن جعفر بن كلاب، وهو أبو علي. وكان يقال
للطفيل: فارس قرزل، وهو أخو عامر أبي براء، ولهما أخ ثالث وهو معاوية معود
الحكماء، ورابع وهو ربيعة ربيع المقترين. وأمهم أم البنين ابنة ربيعة بن
عامر. وجدهم عامر بن صعصعة، أبو بطن، وأمه عمرة بنت عامر بن الظرب.
والعمران: أبو بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما. قال معاذ الهراء: لقد قيل
سيرة العمرين قبل خلافة عمر بن عبد العزيز لأنهم قالوا لعثمان يوم الدار:
تسلك سيرة العمرين. قال الأزهري: غلب عمر لأنه أخف الاسمين. فإن قيل كيف
بدى بعمر قبل أبي بكر وهو قبله? قيل: لأن العرب قد يبدؤون بالمشروف،
وللأزهري هنا كلام الأشبه أن يكون من باب سبق القلم قد تصدى لرده والتنبيه
عليه صاحب اللسان فأغنانا عن إيراده هنا. أو العمران عمر بن الخطاب وعمر بن
عبد العزيز. روى عن قتادة أنه سئل عن عتق أمهات الأولاد، فقال: قضى العمران
فما بينهما من الخلفاء بعتق أمهات الأولاد. ففي هذا القول العمران هما عمر
وعمر بن عبد العزيز، لأنه لم يكن بين أبي بكر وعمر خليفة. وعمرويه اسم
أعجمي مبني على الكسر. قال سيبويه: أما عمرويه فإنه زعم أنه أعجمي، وأنه
ضرب من الأسماء الأعجمية، وألزموا آخره شيئا لم يلزم الأعجمية، فكما تركوا
صرف الأعجمية جعلوا ذلك بمنزلة الصوت، لأنهم رأوه قد جمع أمرين، فحطوه درجة
عن إسماعيل وأشباهه، وجعلوه بمنزلة غاق منونة مكسورة في كل موضع. قال
الجوهري: إن نكرته نونت فقلت: مررت بعمرويه وعمرويه آخر. وقال: عمرويه:
شيئان جعلا واحدا، وكذلك سيبويه ونفطويه. وذكر المبرد في تثنيته وجمعه
العمرويهون. وذكر غيره أن من قال: هذا عمرويه وسيبويه، ورأيت عمرويه
وسيبويه، فأعربه، ثناه وجمعه ولم يشرطه المبرد؛ كذا في اللسان. وأبو عمرة:
كنية الإفلاس، قاله الليث. وفي اللسان: الإقلال، بدل الإفلاس، وقال ابن
الأعرابي: أبو عمرة: كنية الجوع، وأنشد: إن أبا عمرة شر جار. وقال: حل أبو
عمرة وسط حجرتي. قال الليث: وإنما كنى الإفلاس أبا عمرة لأنه اسم رجل وهو
رسول المختار بن أبي عبيد، وكان إذا حل - وفي نص الليث: نزل - بقوم حل بهم
البلاء من القتل والحرب، وكان يتشاءم به. وحصن بن عمارة، كثمامة: قلعة بأرض
فارس. وقد تقدم له في ع ت ر أنه يقال له قلعة عمارة بن عتير بن كدام. وهناك
ذكره الصاغاني أيضا على الصواب. فإن لم يكن يعرف الحصن بعمارة وبولده، وإلا
فقدوهم المصنف، وقد سبق له مثل هذا الوهم أيضا في ع ب ث ر ونبهنا عليه.
واليعمرية، بفتح الميم: ماء لبني ثعلبة بواد من بطن نخل من الشربة.
واليعامير: ع، قال طفيل الغنوي:
يقولون لما
جمعوا الغد شملكم لك الأم مما باليعامير والأب
صفحة : 3243
أو اليعامير: شجر، عن قطرب اللغوي، واسمه محمد بن المستنير، وقد خطى فيه،
نقله الصاغاني ونبه عليه الأزهري. وكأن المصنف فرق بين اليعمورة الذي ذكره
ابن سيده، وبين اليعامير هذا عن قطرب، ففرقهما في الذكر، وهما واحد، لأن
اليعامير جمع يعمورة، كما هو ظاهر. وأم عمرو، وأم عامر، الأولى نادرة:
الضبع، معرفة، لأنه اسم سمى به النوع. قال الراجز:
يا أم عمرو أبشري بالبشرى موت ذريع وجراد عظلى وقال الشنفرى:
لا تقبروني إن قبري محـرم عليكم ولكن أبشري أم عامر ومن أمثالهم: خامري أم عامر، أبشري بجراد عظلى، وكمر رجال قتلى. فتذل له حتى يكعمها ثم يجرها ويستخرجها. قال الأزهري: والعرب تضرب بها المثل في الحمق ولمن يخدع بلين الكلام. والعامر: جروها، وهكذا في التكملة. ونقل شيخنا عن شرح الدرة ما نصه: ولم يعرف بال، لإجرائه مجرى العلم. قال شيخنا: أي المركب الإضافي، فتأمل. انتهى. قلت: وعبارة اللسان: يقال للضبع: أم عامر، كأن ولدها عامر، ومنه قول الهذلي:
وكم من وجار
كجيب القميص به عامـر وبـه فـرعـل
صفحة : 3244
وقال ابن الأعرابي: العمار كشداد: الرجل الكثير الصلاة والصيام، ويقال:
عمرت ربي وحججته: خدمته. وتركت فلانا يعمر ربه، أي يعبده: يصلي ويصوم، كما
تقدم. والعمار: القوي الإيمان الثابت في أمره الثخين الورع، مأخوذ من
العمير وهو الثوب الصفيق النسج، القوي الغزل، الصبور على العمل. والعمار:
الطيب الثناء والطيب الروائح، مأخوذ من العمار وهو الآس. وفي بعض النسخ من
غير واو العطف، وهو الصواب. قال: والعمار: المجتمع الأمر اللازم للجماعة
الحدب على السلطان، مأخوذ من العمارة، وهي العمامة، لالتفافها ولزومها على
الرأس. والعمار: الحليم الوقور، وفي التكملة: الموقور في كلامه، مأخوذ من
العمير، وقد تقدم. والعمار الرجل يجمع أهل بيته وكذا أصحابه على أدب رسول
الله صلى الله تعالى عليه وسلم والقيام بسنته، مأخوذ من العمرات، وهي
النغانغ واللغاديد. والعمار: الباقي في إيمانه وطاعته القائم بالأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر إلى أن يموت، مأخوذ من العمر، وهو البقاء، فيكون
باقيا في إيمانه وطاعته، وقائما بالأوامر والنواهي إلى أن يموت. هذا كله
كلام ابن الأعرابي، نقله صاحب اللسان والتكملة. وزادا: والعمار: الزين في
المجالس، عن ابن الأعرابي، مأخوذ من العمر، وهو القرط، وهو مستدرك على
المصنف. ولم يذكر صاحب اللسان الحليم الوقور. وذكرا أيضا: رجل عمار: موقى
مستور. عن ابن الأعرابي، مأخوذ من العمر، وهو المنديل، وهو أيضا مستدرك على
المصنف. وعمورية، مشددة الميم والياء أيضا، قال الصاغاني: كذا ذكروا. قال:
والقياس تخفيف الياء كما جاءت في أرمينية وقسطنطينية: د، بالروم غزاه
المعتصم بالله العباسي. وهو اليوم خراب لا سكن فيه. وقيل: هو المعروف اليوم
بأنكورية، وهو تعريبه، وفيه نظر. والتعمير: جودة النسج، أي نسج الثوب وحسن
غزله، أي الثوب، ولينه، كما في التكملة. وفي عبارة المصنف قلاقة. والعمارة،
بالتشديد: ماءة جاهلية لها جبال بيض، ويليها الأغربة وهي جبال سود، ويليها
براق رزمة بيض. والعمارة: بئر بمنى، سميت باسمها. والعمارية، بتشديد الميم
والياء: ة باليمامة. والعمارة، ككتابة: ماءة بالسليلة من جبل قطن.
والعمرانية، بالكسر: قلعة، وفي التكملة: قرية شرقي الموصل. والعمرية،
بالفتح: ماء بنجد لبني عمرو بن قعين. والعمرية، بضم ففتح: محلة من محال باب
البصرة ببغداد، ومنها القاضي عبد الرحمن بن أحمد ابن محمد العمري، عن ابن
الحصين. وبستان ابن عامر بنخلة، وهو عبد الله بن عامر بن كريز بن ربيعة.
ولا تقل بستان ابن معمر فإنه قول العامة؛ هكذا قاله الصاغاني، وتبعه المصنف.
ونقل شيخنا عن مراصد الاطلاع للصفي الحنبلي ما نصه: وبستان ابن معمر مجتمع
النخلتين: النخلة اليمانية والنخلة الشامية، وهما واديان، والناس يقولون
بستان ابن عامر، وهو غلط، انتهى. قال: وعليه اقتصر أكثر المتكلمين على
الأماكن، ولا أدري ما وجه إنكار المصنف له، ولعله التقليد. وعمران، محركة:
ع قاله الصاغاني. وعمر الزعفران، بالضم: ع، ب نواحي الجزيرة. وعمر كسكر،
هكذا بالتشديد كما في سائر النسخ، والصواب فيه عمر كسكر بالإضافة إلى كسكر
كجعفر، كما ضبطه الصاغاني، وقد تصحف ذلك على الناسخين، وهو
صفحة : 3245
موضع قرب واسط شرقيها وعمر نصر، بالضم أيضا، وقد يوجد في بعض النسخ
بالتشديد، وهو خطأ: موضع بسر من رأى. والعمير، كزبير: موضع قرب مكة حرسها
الله تعالى. وقد جاء في شعر عبيد بن الأبرص. وبئر عمير، كزبير: في حزم بني
عوال، بالضم، هكذا في النسخ، وضبطه الصاغاني عوال بالفتح. والعمير أيضا اسم
فرس حنظلة ابن سيار العجلي. قلت: وهو أبو ثعلبة بن حنظلة، صاحب يوم ذي قار،
وأخواه عبد الأسود ويزيد، وهم من بني خزيمة بن سعد بن عجل؛ قاله ابن الكلبي.
وأبو عمير، كزبير: كنية الذكر، وفي اللسان: كنية الفرج. قلت: أي فرج الرجل،
ومثله في التكملة. وجلد عميرة، هكذا بالإضافة، وفي التكملة: وجلد فلان
عميرة: كناية عن الاستمناء باليد، قال شيخنا: عميرة مستعارة للكف من أعلام
النساء. وقال الشيخ أبو حيان في البحر: إنهم في جلد عميرة يكنون عن الذكر
بعميرة. وتعقبه تلميذه التاج ابن مكتوم في الدر اللقيط أثناء سورة المؤمنين
بأن عميرة علم على الكف لا الذكر، ونقله عن المطرزي في شرح المقامات قال
شيخنا: ومثله في أكثر شروح المقامات. واستوعب أكثر كلامهم ابن ظفر، ورأيت
فيه تصنيفا أفرط صاحبه. انتهى كلام شيخنا. قلت: وقد سبق لي تأليف رسالة فيه،
وسميتها القول الأسد في حكم الاستمناء باليد، جلبت فيه نقول أئمتنا الفقهاء،
وهي نفيسة في بابها. ولقد استظرف من قال:ع قرب واسط شرقيها وعمر نصر، بالضم
أيضا، وقد يوجد في بعض النسخ بالتشديد، وهو خطأ: موضع بسر من رأى. والعمير،
كزبير: موضع قرب مكة حرسها الله تعالى. وقد جاء في شعر عبيد بن الأبرص.
وبئر عمير، كزبير: في حزم بني عوال، بالضم، هكذا في النسخ، وضبطه الصاغاني
عوال بالفتح. والعمير أيضا اسم فرس حنظلة ابن سيار العجلي. قلت: وهو أبو
ثعلبة بن حنظلة، صاحب يوم ذي قار، وأخواه عبد الأسود ويزيد، وهم من بني
خزيمة بن سعد بن عجل؛ قاله ابن الكلبي. وأبو عمير، كزبير: كنية الذكر، وفي
اللسان: كنية الفرج. قلت: أي فرج الرجل، ومثله في التكملة. وجلد عميرة،
هكذا بالإضافة، وفي التكملة: وجلد فلان عميرة: كناية عن الاستمناء باليد،
قال شيخنا: عميرة مستعارة للكف من أعلام النساء. وقال الشيخ أبو حيان في
البحر: إنهم في جلد عميرة يكنون عن الذكر بعميرة. وتعقبه تلميذه التاج ابن
مكتوم في الدر اللقيط أثناء سورة المؤمنين بأن عميرة علم على الكف لا الذكر،
ونقله عن المطرزي في شرح المقامات قال شيخنا: ومثله في أكثر شروح المقامات.
واستوعب أكثر كلامهم ابن ظفر، ورأيت فيه تصنيفا أفرط صاحبه. انتهى كلام
شيخنا. قلت: وقد سبق لي تأليف رسالة فيه، وسميتها القول الأسد في حكم
الاستمناء باليد، جلبت فيه نقول أئمتنا الفقهاء، وهي نفيسة في بابها. ولقد
استظرف من قال:
أرى النحوي
زيدا ذا اجتـهـاد جزى الرحمن بالخيرات غيره
تراه ضاربا عمـرا نـهـارا ويجلد إن خلا ليلا
عـمـيره
صفحة : 3246
والعمارى، بالفتح، أي وتشديد الياء وتخفف: سيف أبرهة بن الصباح الحميري.
والعمر، محركة: المنديل أو غيره تغطى به الحرة رأسها، أو ألا يكون لها خمار
ولا صوقعة تغطي رأسها فتدخل رأسها في كمها، حكاه ثعلب عن ابن الأعرابي،
وأنشد: قامت تصلي والخمار من عمر. قلت: فإذا العمر اسم لطرف الكم، وهو
بالتحريك لا الفتح كما نبهنا عليه قريبا. وعمر: جبل يصب في مسيل مكة حرسها
الله تعالى؛ هكذا نقله الصاغاني، وأنشد لصخر الهذلي.
فلما رأى العمق قدامـه ولما رأى عمرا والمنيفا
أسال من الليل أشجانـه كأن ظواهره كن جوفا
قلت: وفي المعجم أنه واد بالحجاز. ويقال: ثوب عمير، أي صفيق النسج قوي الغزل صبور على العمل. ويقال: كثير بثير بجير عمير، إتباع، قاله ابن الأعرابي، وهكذا ضبطه الأزهري بالعين. والبيت المعمور، جاء في التفسير أنه في السماء بإزاء الكعبة شرفها الله تعالى، يدخله كل يوم سبعون ألف ملك، يخرجون منه ولا يعودون إليه. ومما يستدرك عليه: مكان عامر: ذو عمارة. ومكان عمير: عامر. ويقال: عمر فلان يعمر، إذا كبر. ويقال لساكن الدار: عامر، والجمع عمار. والمعمور: المخدوم. وعمرت ربي وحججته: خدمته. وعمر فلان ركعتين، إذا صلاهما. والعمرات، بالفتح والتشديد: هي اللحمات التي تكون تحت اللحى، وهي النغانغ واللغاديد؛ حكاه ابن الأعرابي. وقال اللحياني: سمعت العامرية تقول في كلامها: تركتهم سامرا بمكان كذا وكذا وعامرا. قال أبو تراب: فسألت مصعبا عن ذلك فقال: مقيمين مجتمعين. والعمرة: خرزة الحب. ويقال: جاء فلان عمرا، أي بطيئا، هكذا ثبت في بعض نسخ المصنف، وتبع أبا عبيد كراع وفي بعضها: عصرا. قلت: هو الأشبه بالصواب. ودار معمورة: يسكنها الجن، عن اللحياني. وعوامر البيوت: الحيات التي تكون في البيوت، واحدها عامر وعامرة. قيل: سميت عوامر لطول أعمارها. وعمارضة بن زياد العبسي، وعمارة بن عقيل بن بلال بن جرير، بضمهما مشهوران. والعمور: حي من عبد القيس. وأنشد ابن الأعرابي:
جعلنا النساء المرضعاتك حبوة لركبان شن والعمور وأضجما وبنو عمرو بن الحارث: قبيلة. وقد تعمر: انتسب إليه، وبه فسر قول حذيفة بن أنس الهذلي:
لعلكم لما
قتلتم ذكرتم ولن تتركوا أن تقتلوا من تعمرا
صفحة : 3247
وعمر بالمكان، إذا أقام به. والعامر: المقيم. والعويمران: الصردان؛ في
اللسان. وعمر، بالفتح: جبل ببلاد هذيل. وقيل: عمر، محركة؛ هكذا قاله
الصاغاني. قلت: أما عمر بالفتح فإنه بالسراة، ويقال له عمر بن عدوان، وأما
الذي بالتحريك فإنه واد حجازي. وذو عمرو أقبل من اليمن مع ذي الكلاع، فرجعا
من الطريق لموت رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقوله تعالى: إنما يعمر
مساجد الله. إما من العمارة التي هي حفظ البناء، أو من العمرة التي هي
الزيارة، أ و من قولهم: عمرت بمكان كذا، أي أقمت به؛ كذا في البصائر. وأبى
بن عمارة. بالكسر: صحابي. وبالفتح والتشديد: جعفر بن أحمد بن عمارة الحربي،
وابناه قاسم وأحمد. وعمارة بنت عبد الوهاب الحمصية. وعمارة بنت نافع بن عمر
الجمحي: محدثون. وبنو عمارة البلوى: بطن. ومدرك بن عبد الله بن القمقام بن
عمارة بن مالك القضاعي، ولي لعمر بن عبد العزيز. وبركة بن عبد الرحمن بن
أحمد بن عمارة سمع أبا المظفر بن أبي البركات، قيده الشريف عز الدين في
الوفيات. وعمارة الثقفية زوج محمد بن عبد الوهاب الثقفي، يقول فيها ابن
مناذر من أبيات:
محمد زوج
عمارة.
صفحة : 3248
وعمرون بن عبدوس السكندري حدث عن هانئ بن المتوكل، وعنه أحمد بن عبد الله
الناقد. وأبو العمير صالح بن أحمد بن الليث البخاري نزيل بيت المقدس. وعمير
بن سلامة - بتشديد الياء- في بني نهد. وعميرة بنت سهل بن رافع، بالفتح،
صحابية، ذكرها الأمير. وبالضم ابنة منبه، وغيرها. وعويمرة بنت عويمر بن
ساعدة، ذكرها ابن حبيب. وأحمد بن محمد بن عيسى العماري - بالفتح والتشديد -
شيخ ابن جميع. وعبد الواحد ابن أحمد العماري العدل شيخ ابن الصابوني. وعبد
الرحمن بن أبي عمرو العماري الحافظ، ذكره بن السمعاني. وأبو الحسن علي بن
موسى بن عبد الملك المغربي العماري وآل بيته إلى جده عمارس بن ياسر. ومحمد
بن عبد الستار الكردري العماري، شمس الأئمة الحنفي، فقيه مشهور. والعمريون،
بالضم فالفتح: بطن من آل علي بن أبي طالب. وشرف الدين عمر بن محمد بن عمر
العمري الناسخ، نسبة إلى بيع العمر، حدث عن ابن الزبيدي. وبالفتح والسكون:
جعفر بن عون العمري، نسب إلى جده عمرو بن حريث. وينسب كذلك أيضا إلى عمرو
بن عوف: بطن من الأوس، وإلى قراءة أبي عمرو، فمن الأخير عبيءد الله بن
إبراهيم المقرئ العمري. ومولة بن كثيف العمري له صحبة، ولابنه عبد العزيز
رواية. وبنو عميرة بن خفاف، كسفينة: بطن، منهم عمر بن ليث العمري، محركة.
ويحيى بن معالي بن صدقة البزاز العمروني، عن أبي الكرم الشهرزوري. ومحمد بن
علي بن عمرويه العمروي البزاز أبو سعد الوكيل، سمع الخفاف. وأحمد بن سلم
العميري، بالفتح، شيخ زكريا الساجي. ومحمد بن علي بن محمد العميري، بالضم،
من أقران شيخ الإسلام الهروي بهراة. ومعمر بن راشد، ومعمر بن أبان، ومعمر
بن يحيى، الثلاثة كمسكن. وكمعظم: معمر بن سليمان الرقى، ومعمر بن يعمر شيخ
الذهلي، وشهاب بن معمر البلخي، وأبو المعمر الأنصاري. وعمر بن محمد بن معمر
بن طبرزد، مسند وقته، ومعمر بن صالح الجزري؛ ومعمر بن برعمة، وأحمد بن علي
بن المعمر العلوي، الملقب بالطاهر، وأبو المعمر يحيى بن محمد بن طباطبا
الحسيني: محدثون والمعمر بن عمر بن علي العبيدلي جد النقيب الجواني. ومفضل
بن معمر الحسيني جد آل الوفود بالمدينة: وأبو سفيان محمد بن حميد المعمري -
بالفتح - لرحلته إلى معمر، وابنه القاسم، وسبطه الحسن بن علي بن شبيب
المعمري الحافظ، ونافلته أبو بكر محمد بن عبد الله المعمري نزيل البصرة:
محدثون. ومسروق بن الأجدع المعمري - بضم الميم وسكون العين وكسر الميم
الثانية - من كبار التابعين؛ ذكره الرشاطي نسبة إلى جده معمر - كمحسن - بن
الحارث بن سعد الهمداني. وتعمر - بالمثناة الفوقية كجعفر - ابنة مسلمة
السعدية، حدثت عن أمها سعدة بنت مطر الوراق. وتعمر بنت العتر بن معاذ بن
عمرو بن الحارث البكرية، من بكر بن هوازن، وهي أم ربيعة البكاء بن عامر بن
صعصعة. وأبو الفتح اليعمري - بالياء التحتية، إلى يعمر - كجعفر - قبيلة.
وبالفوقية تعمر - كجعفر - قبيلة من بربر. وإليها نسب أبو علي الحسين ابن
محمد التعمري. وعمران - كعثمان -: قرية من بلاد مراد بالجوف، بها وقعة.
صفحة : 3249
ويعمر، بالياء، كجعفر: موضع في شعر لبيد. وبالمثناة الفوقية وضم الميم:
ناحية من السواد، وموضع بناحية اليمامة. بالياء، كجعفر: موضع في شعر لبيد.
وبالمثناة الفوقية وضم الميم: ناحية من السواد، وموضع بناحية اليمامة.
ع - م - د -
ر.
العميدر، كشميذر، أهمله الجوهري، وقال أبو عمرو هو الغلام الناعم البدن،
هكذا نقله الصاغاني في غ م ذ ر ولكنه ضبطه بإعجام الغين والذال. وقال: هو
قول أبي عمرو. والعميدر: الكثير المال، ذكره الصاغاني هنا. وأما صاحب
اللسان فإنه ذكره في غ م ذ ر. ومما يستدرك عليه:
ع - م - ج -
ر.
العمجرة: وهو تتابع الجرع، لغة في الغين المعجمة؛ كذا ذكره ابن القطاع في
التهذيب.
ع - م - ط -
ر.
العميطر كسفرجل، هكذا النسخ، وإنما هو أبو العميطر السفياني الخارج بدمشق
الشأم في أيام خلافة محمد الأمين العباسي، وهذا قد أهمله الجوهري. ومما
يستدرك عليه: أبو العميطر: كنية الحرذون، وبه كنى هذا الخارج، واسمه علي بن
عبد الله بن خالد بن يزيد بن معاوية، وأمه نفيسة بنت عبد الله بن العباس بن
علي بن أبي طالب، بويع له بالخلافة في دمشق. وكان يفتخر ويقول: أنا ابن
شيخي صفين. مات سنة 198؛ كذا في وفيات الصفدي.
ع - ن - ب -
ر.
صفحة : 3250
العنبر من الطيب معروف، وبه سمى الرجل، وجمعه ابن جنى على عنابر. قال ابن
سيده: فلا أدري، أحفظ ذلك أم قاله ليرينا النون متحركة وإن لم يسمع عنابر.
وفي نسخة شيخنا: العنبر كجعفر. قال قضية ذكره ترجمة وحده أن النون فيه
أصلية، ووزنه فعلل، ولذلك وزنه بجعفر، والأكثر أن نونه زائدة، وهو الذي
يقتضيه الصحاح، وصرح به الفيومي فقال في المصباح: العنبر فنعل: طيب معروف.
وقد وقع فيه اختلاف كثير. فقيل: هو روث دابة بحرية، ومثله في التوشيح، قال:
العنبر سمكة كبيرة، والمشموم رجيعها، قيل: يوجد في بطنها. أو هو نبع عين
فيه، أي في البحر، يكون جماجم، أكبرها وزن ألف مثقال، قاله صاحب المنهاج.
وقال ابن سعيد: تكلموا في أصل العنبر، فذكر بعضهم أنه عيون تنبع في قعر
البحر يصير منها ما تبلعه الدواب وتقذفه، ومنهم من قال: إنه نبات في قعر
البحر؛ قاله الحجاري، ونقله المقري في نفح الطيب. وقيل: الأصح أنه شمع عسل
ببلاد الهند يجمد وينزل البحر، ومرعى نحله من الزهور الطيبة يكتسب طيبه
منها، وليس نباتا ولا روث دابة بحرية، أجوده الأبيض وما قارب البياض، ولا
رغبة في أسوده. وقال الزمخشري: العنبر يأتي طفاوة على الماء لا يدري أحد
معدنه، يقذفه البحر إلى البر، فلا يأكل منه شئ إلا مات، ولا ينقره طائر إلا
بقي منقاره فيه، ولا يقع عليه إلا نصلت أظفاره، والبحريون والعطارون ربما
وجدوا فيه المناقير، والظفر. قال: وسمعت ناسا من أهل مكة يقولون: هو صفع
ثور في بحر الهند. وقيل: هو زبد من بحر سرنديب، وأجوده الأشهب ثم الأزرق،
وأدونه الأسود. وفي الحديث: سئل ابن عباس عن زكاة العنبر، فقال: إنما هو شئ
يدسره البحر. أي يدفعه. وقال صاحب المنهاج: وكثيرا ما يوجد في أجواف السمك
التي تأءكله وتموت، ويوجد فيه سهوكة.. وقال ابن سينا: المشموم يخرج من
الشجر، وإنما يوجد في أجواف السمك الذي تبتلعه. ونقله الماوردي عن الشافعي
قال: سمعت من يقول: رأيت العنبر نابتا في البحر ملتويا مثل عنق الشاة، وفي
البحر دابة تأكله، وهو سم لها فيقتلها، فيقذفها البحر فيخرج العنبر من
بطنها. يذكر ويؤنث، فيقال: هو العنبر، وهي العنبر، كما في المصباح. والعنبر:
أبو حي من تميم، هو العنبر بن عمرو بن تميم، ويقال فيهم: بلعنبر، حذفوا منه
النون تخفيفا كبلحارث في، بني الحارث، وهو كثير في كلامهم. وفي الحديث أن
النبي صلى الله عليه وسلم بعث سرية إلى ناحية السيف فجاعوا. فألقى الله لهم
دابة يقال لها العنبر. فأكل منها جماعة السرية شهرا حتى سمنوا. قال الأزهري:
هي سمكة بحرية يبلغ طولها خمسين ذراعا يقال لها بالفارسية باله. والعنبر:
الزعفران. وقيل: هو الورس. والعنبر: أيضا، الترس، وإنما سمي بذلك لأنه يتخذ
من جلد السمكة البحرية. وجاء في حديث أبي عبيدة. وتتخذ الترسة من جلدها.
فيقال للترس: عنبر. قال العباس بن مرداس:
لنا عارض
كزهاء الصري م فيه الأشلة والعـنـبـر
صفحة : 3251
قال الصاغاني: ورأيت أهل جدة يحتذون أحذية من جلد العنبر، فيكون أقوى وأبقى
ما يتخذ منه وأصلب، وقد اتخذت أنا حذاء من جلده. والعنبرة: ة باليمن بسواحل
زبيد حرسها الله تعالى. والعنبرة من الشتاء: شدته يقال: أتيته في عنبرة
الشتاء؛ قاله الكسائي. وقال كراع: إنما هو عنبر الشتاء. والعنبرة من القدر:
البصل، فإنه يطيبها. والعنبرة من القوم: خلوص أنسابهم، ومنه قول العامة إذا
كان الشيء خالصا: هذا عنبر. ويقال: أنت عنبري بهذا البلد وهو مثل يضرب في
الهداية، لأن بني العنبر أهدى قوم وهم قبيلة من بني تميم. وعنيبرة،
بالتصغير: اسم،. قال ابن سيده: وحكى سيبويه عمبر بالميم على البدل، فلا
أدري أي عنبر عنى: آلعلم أم أحد هذه الأجناس? وعندي أنها في جميعه مقولة.
وعنبر بن فلان المروزي، عن الحسين بن واقد. وعنبر بن محمد العاقولي، عن
مسلم بن إبراهيم، وعنبر بن يزيد البخاري، عن محمد بن سلام. والعنبري: شراب
يتخذ بالعنبر. ومرج عنبر: قرية بمصر من الجيزة.
ع - ن - ت -
ر.
العنتر، كجعفر وجندب في لغتيه أي بضم الدال وفتحها: الذباب. وقيل: هو
الذباب الأزرق. وقال النضر: العنتر: ذباب أخضر. وأنشد:
إذا غرد اللقاع فيها لعنتر بمغدودن مستأسد النبت ذي خبر والعنترة: صوته، وبه سمى؛ قاله ابن الأعرابي، وعن أبي عمرو: العنترة: السلوك في الشدائد. وعن المبرد: العنترة: الشجاعة في الحرب وعنتر وعنترة: اسمان. ومن الثاني عنترة بن معاوية بن شداد، شاعر عبسي من بني مخزوم بن مالك بن غالب بن قطيعة بن عبس، وأخباره مدونة مشهورة. وعنتره بالرمح عنترة: طعنه به. وأما قوله:
يدعون عنتر والرماح كأنها أشطان بئر في لبان الأدهم فقد يكون اسمه عنترا كما ذهب إليه سيبويه، وقد يكون أراد يا عنترة، فرخم على لغة من قال يا حار. قال ابن جنى: ينبغي أن تكون النون في عنتر أصلا، ولا تكون زائدة كزيادتها في عنبس وعنسل، لأن ذينك قد أخرجهما الاشتقاق، إذ هما فنعل من العبوس والعسلان، وأما عنتر فليس له اشتقاق يحكم له بكون شئ منه زائدا، فلابد من القضاء فيه بكونه كله أصلا، فاعرفه؛ كذا في اللسان. وفي حديث أبي بكر وأضيافه، رضي الله عنهم، أنه قال لابنه عبد الرحمن: يا عنتر هكذا جاء في رواية، وهو الذباب، شبهه به تصغيرا له وتحقيرا. وقيل: هو الذباب الكبير الأزرق، شبهه به لشدة أذاه. ويروى بالغين المعجمة والثاء المثلثة، وسيأتي ذكره. وأبو الفضل عبد الملك بن سعيد بن تميم بن أحمد بن عنتر التميمي العنتري، شيخ لابن عساكر. والحسين بن محمد العنتري، ذكره الماليني. وأبو المؤيد محمد بن محمد الحلي العنتري، مشهور في الطب، كان يكتب أخبار عنترة وهو شاب فنسب إليه. وعبد الملك بن هارون بن عنترة، روينا حديثه في البلدانيات للسلفي، وولده، العنتريون منهم أبو الحسن علي. قال السمعاني: فقيه فاضل.
ع - ن - ج -
ر.
صفحة : 3252
العنجرة، أهمله الجوهري والصاغاني، وهي المرأة الجريئة. وقال الأزهري: هي
المرأة المكتلة الخفيفة الروح. وعنجورة، بالضم: اسم رجل كان إذا قيل له
عنجريا عنجورة غضب. والعنجر: القصير من الرجال. وعنجر الرجل، إذا مد شفتيه
وقلبهما. والعنجرة بالشفة، والزنجرة بالإصبع. والعنجورة: غلاف القارورة.
وقد ذكر في ع ج ر بناء على أن نونها زائدة.
ع - ن - ص -
ر.
العنصر، بفتح الصاد وضمها لغتان: الأصل. ويقال: هو لثيم العنصر، أي الأصل.
قال الأزهري: العنصر: أصل الحسب، جاء عن الفصحاء بضم العين ونصب الصاد، وقد
يجئ نحوه من المضموم كثير نحو السنبل، ولكنهم اتفقوا في العنصر والعنصل
والعنقر. ولا يجئ في كلامهم المنبسط على بناء فعلل إلا ما كان ثانيه نونا
أو همزة نحو الجندب والجؤزر: وجاء السودد كذلك، كراهية أن يقولوا: سودد،
فتلتقي الضمات مع الواو ففتحوا. ولغة طيئ السودد مضموم. وقال أبو عبيد: هو
العنصر، بضم الصاد. والعنصر: الداهية، قاله أبو عمرو. وقال بعضهم: العنصر:
الهمة والحاجة، قال البعيث:
ألا راح بالرهن الخليط فهـجـرا ولم تقض من بين العشيات عنصرا ونون عنصر زائدة عند سيبويه، لأنه ليس عنده فعلل بالفتح. ومنه الحديث يرجع كل ماء إلى عنصره. وقد ذكره الصاغاني وغيره من الحذاق في ع ص ر لأن الأزهري قال في بيت البعيث: إنه أراد العصر والملجأ. وقد ذكر في ع ص ر وأشرنا إليه هناك، والله أعلم. وأبو علي الحسن بن أحمد بن عبد الله بن غلورا الغافقي يعرف بابن العنصري، يأتي ذكره في غلورا.
ع - ن - ق -
ر.
العنقر، بفتح القاف وضمها - أي مع ضم العين، لغتان، وقد ذكر بالزاي، وقد
أهمله الجوهري، كما قاله الصاغاني. وهو صنيع المصنف، لأنه كتبه بالأحمر.
وقد وجد في بعض حواشي الصحاح ملحقا. وعنقر الرجل: عنصره، كما سيأتي-: أصل
القصب، أو هو أول ما ينبت منه، أي من أصله ونحوه وهو غض رخص قبل أن يظهر من
الأرض الواحدة عنقرة. وقال أبو حنيفة: العنقر: أصل البقل والقصب والبردى ما
لم يتلون بلون ولم ينقشر أو ما دام أبيض مجتمعا. والعنقر أيضا: قلب النخلة
لبياضه. وقيل: العنقر: أصل كل قضة أو بردى أو عسلوجة يخرج أبيض ثم يستدير
ثم يتقشر، فيخرج له ورق أخضر، فإذا خرج قبل أن تنتشر خضرته فهو عنقر. وقال
ابن الفرج: سألت عامريا عن أصل عشبة رأيتها معه فقلت: ما هذا? فقال:عنقر.
وسمعت غيره يقول: عنقر، بفتح القاف. والعنقر: أصل الرجل وعنصره، قاله
الجوهري. قال الليث: وأولاد الدهاقين يقال لهم: عنقر، شبههم لترارتهم
وبياضهم ونعمتهم بالعنقر. وبالضم، أي ضم القاف، العنقر: ناقة منجبة، م
معروفة، هكذا في سائر النسخ، والصواب أن الناقة عنقرة، بالهاء. أنشد
الأصمعي لحصين ابن بكير الربعي:
ومن جديل نقبة مشـهـره وفيه من شاغرها والعنقره والعنقرة، بهاء مع ضم القاف أنثى البواشق، نقله الصاغاني. وعنقرة: امرأة. وأبو العنقر: كنية رجل ردت شهادته عند إياس؛ ذكره الحافظ، وسيأتي للمصنف في الزاي.
ع - ن - ك -
ر.
صفحة : 3253
العنكرة، بالفتح أهمله الجوهري والصاغاني وصاحب اللسان، وهي الناقة العظيمة
السنام. وفي أصالة نونه نظر، فقد تقدم في ع ك ر: عنكر سنام البعير: صار فيه
سمن. فتأمل.
ع - و - ر.
العور- أطلقه المصنف، فأوهم أنه بالفتح، وهو محرك، وكأنه اعتمد على الشهرة؛
قاله شيخنا - ذهاب حس إحدى العينين. وقد عور، كفرح، عورا، وإنما صحت العين
في عور لأنه في معنى ما لابد من صحته. وعار يعار وعارت هي تعار وتعار،
الأخير ذكره ابن القطاع، واعور واعوار، كاحمر واحمار، الأخيرة نقلها
الصاغاني، فهو أعور بين العور. وفي الصحاح عورت عينه واعورت، إذا ذهب بصرها،
وإنما صحت الواو فيه لصحتها في أصله، وهو اعورت لسكون ما قبلها ثم حذفت
الزوائد: الألف والتشديد، فبقى عور يدل على أن ذلك أصله مجئ أخواته على هذا:
اسود يسود، واحمر يحمر، ولا يقال في الألوان غيره. قال: وكذلك قياسه في
العيثوب: اعرج واعمى، في عرج وعمى، وإن لم يسمع، ج عور وعيران وعوران. وقال
الأزهري: عارت عينه تعار، وعورت تعور، واعورت تعور، واعوارت تعوار: بمعنى
واحد. وعاره يعوره، وأعوره إعوارا وعوره تعويرا: صيره أعور. وفي المحكم:
وأعور الله عين فلان وعورها. وربما قالوا: عرت عينه. وفي تهذيب ابن القطاع:
وعار عين الرجل عورا، وأعورها: فقأها، وعارت هي، وعورتها أنا، وعورت هي
عورا، وأعورت: يبست. وفي الخبر: الهدية تعور عين السلطان. ثم قال: وأعورت
عينه لغة، انتهى. وأنشد الأزهري قول الشاعر:
فجاء إليها كاسرا جفن عينـه فقلت له من عار عينك عنتره يقول: من أصابها بعوار? ويقال: عرت عينه أعورها، وأعارها، من العائر. والأعور: الغراب، على التشاؤم به، لأن الأعور عندهم مشؤوم. وقيل: لخلاف حاله، لأنهم يقولون: أبصر من غراب. وقالوا: إنما سمي الغراب أعور لحدة بصره، كما يقال للأعمى: أبو بصير، وللحبشي أبو البيضاء، ويقال للأعمى: بصير، وللأعور: الأحول، وفي التكملة: ويقال: سمى الغراب أعور لأنه إذا أراد أن يصيح يغمض عينيه، كالعوير، على ترخيم التصغير. قال الأزهري: سمى الغراب أعور، ويصاح به فيقال: عوير عوير، وأنشد: وصحاح العيون يدعون عورا. وقيل: الأعور: الردئ من كل شيء من الأمور والأخلاق، وهي عوراء. والأعور أيضا: الضعيف الجبان البليد الذي لا يدل على الخير ولا يندل ولا خير فيه، قاله ابن الأعرابي، وأنشد: إذا هاب جثمانه الأعور. يعني بالجثمان سواد الليل ومنتصفه. وقيل: هو الدليل السيئ الدلالة الذي لا يحسن يدل ولا يندل؛ قاله ابن الأعرابي أيضا، وأنشد:
ما لك يا أعور لا تنـدل وكيف يندل امرؤ عثول
صفحة : 3254
والأعور من الكتب: الدارس، كأنه من العور، وهو الخلل والعيب. ومن المجاز:
الأعور: من لا سوط معه، والجمع عور؛ قاله الصاغاني. والأعور: من ليس له أخ
من أبويه وبه فسر ما جاء في الحديث لما اعترض أبو لهب على النبي صلى الله
عليه وسلم عند إظهار الدعوة، قال له أبو طالب: يا أعور، ما أنت وهذا? لم
يكن أبو لهب أعور، ولكن العرب تقول للذي ليس له أخ من أمه وأبيه: أعور. ومن
المجاز: الأعور: الذي عور، أي قبح أمره ورد ولم تقض حاجته ولم يصب ما طلب،
وليس من عور العين؛ قاله ابن الأعرابي، وأنشد للعجاج: وعور الرحمن من ولى
العور. ويقال: معناه: أفسد من ولاه وجعله وليا للعور، وهو قبح الأمر وفساده.
والأعور: الصؤاب في الرأس، ج أعاور، نقله الصاغاني. وفي الأساس: رأسه ينتعش
أعاور، أي صبانا، الواحد أعور. ومن المجاز: الأعور من الطريق: الذي لا علم
فيه، يقال: طريق أعور، كأن ذلك العلم عينه، وهو مثل. وفي بعض النسخ: من
الطرق. والعائر: كل ما أعل العين فعقر، سمي بذلك لأن العين تغمض له ولا
يتمكن صاحبها من النظر، لأن العين كأنها تعور، وقيل: العائر: الرمد. وقيل:
هو القذى في العين، اسم كالكاهل والغارب، كالعوار، كرمان، وهو الرمص الذي
في الحدقة. ويقال: بعينه عوار، أي قذى. وجمع العوار عواوير، وقد جاء في قول
الشاعر بحذف الياء ضرورة: وكحل العينين بالعواور. وروى الأزهري عن اليزيدي:
بعينه ساهك وعائر، وهما من الرمد. وقال الليث: العائر: غمصة تمض العين
كأنما وقع فيها قذى، وهو العوار. قال: وعين عائرة: ذات عوار، ولا يقال في
هذا المعنى: عارت، إنما يقال: عارت إذا عورت. وقيل: العائر: بثر يكون في
الجفن الأسفل من العين، وهو اسم لا مصدر، بمنزلة الفالج والباغز والباطل،
وليس اسم فاعل ولا جاريا على معتل، وهو كما تراه معتل. والعائر من السهام:
ما لا يدري راميه وكذا من الحجارة. ومن ذلك الحديث: أن رجلا أصابه سهم عائر
فقتله والجمع العوائر، وأنشد أبو عبيد:
أخشى على وجهك يا أمير عوائرا من جندل تعـير وفي التهذيب في ترجمة نسأ: وأنشد لمالك بن زغبة الباهلي:
إذا انتسؤوا
فوت الرماح أتتهم عوائر نبل كالجراد نطيرها
صفحة : 3255
قال ابن برى: عوائر نبل، أي جماعة سهام متفرقة لا يدرى من أين أتت. وعائر
العين: ما يملؤها من المال حتى يكاد يعورها. يقال: عليه من المال عائرة
عينين، وعيرة عينين، بتشديد الياء المكسورة كلاهما عن اللحياني، أي كثرة
تملأ بصره. وقال مرة: أي ما يكاد من كثرته يفقأ عينيه. وقال الزمخشري: أي
بما يملؤهما ويكاد يعورهما. وقال أبو عبيد: يقال للرجل إذا كثر ماله: ترد
على فلان عائرة عين، وعائرة عينين، أي ترد عليه إبل كثيرة كأنها من كثرتها
تملأ العينين حتى تكاد تعورهما، أي تفقؤهما. وقال أبو العباس: معناه أنه من
كثرتها تعير فيها العين. وقال الأصمعي: أصل ذلك أن الرجل من العرب في
الجاهلية كان إذا بلغ إبله ألفا عار عين بعير منها، فأرادوا بعائرة العين
ألفا من الإبل تعور عين واحد منها. قال الجوهري: وعنده من المال عائرة عين،
أي يحار فيه البصر من كثرته كأنه يملأ العين فيعورها. وفي الأساس مثل ما
قاله الأصمعي. والعوار، مثلثة، الفتح والضم ذكرهما ابن الأثير: العيب يقال
سلعة ذات عوار، أي عيب. وبه فسر حديث الزكاة: لا يؤخذ في الصدقة هرمة ولا
ذات عوار. والعوار أيضا: الخرق والشق في الثوب والبيت ونحوهما. وقيل: هو
عيب فيه - فلم يعين ذلك - قال ذو الرمة:
تبين نسبة المرثى لـؤمـا كما بينت في الأدم العوارا والعوار، كرمان: ضرب من الخطاطيف أسود طويل الجناحين. وعم الجوهري فقال: هو الخطاف، وينشد: كما انقض تحت الصيق عوار. الصيق: الغبار. والعوار: اللحم الذي ينزع من العين بعدما يذر عليه الذرور، وهو من العوار، بمعنى الرمص الذي في الحدقة كالعائر، والجمع عواوير، وقد تقدم. والعوار: الذي لا بصر له في الطريق ولا هداية، وهو لا يدل ولا يندل، كالأعور؛ قاله الصاغاني. وفي بعض النسخ: بالطريق، ومثله في التكملة. ولو قال عند ذكر معاني الأعور: والدليل السيئ الدلالة كالعوار كان أخصر. والعوار: الضعيف الجبان السريع الفرار، كالأعور. ولو ذكره في معاني الأعور بعد قوله: الضعيف الجبان فقال: كالعوار كان أخصر. ج عواوير قال الأعشى:
غير ميل ولا عواوير في الهي جا ولا عـزل ولا أكـفـال قال سيبويه: ولم يكتف فيه بالواو والنون، لأنهم قلما يصفون به المؤنث، فصار كمفعال ومفعيل، ولم يصر كفعال، وأجروه مجرى الصفة، فجمعوه بالواو والنون، كما فعلوا ذلك في حسان وكرام. وقال الجوهري: جمع العوار الجبان العواوير. قال: وإن شئت لم تعوض في الشعر فقلت: العواور. وأنشد للبيد يخاطب عمه ويعاتبه:
وفي كل يوم ذي
حفاظ بلوتنى فقمت مقاما لم تقمه العواور
صفحة : 3256
وقال أبو علي النحوي: إنما صحت فيه الواو مع قربها من الطرف لأن الياء
المحذوفة للضرورة مرادة، فهي في حكم ما في اللفظ، فلما بعدت في الحكم من
الطرف لم تقلب همزة. والذين حاجاتهم في أدبارهم: العواري، هكذا في سائر
النسخ. والصواب أن هذه الجملة معطوفة على ما قبلها، والمراد، والعوار أيضا:
الذين.. إلى آخره، وهكذا نقله صاحب اللسان عن كراع. وشجرة، هكذا في النسخ،
وهو بناء على أنه معطوف على ما قبله. والصواب كما في التكملة واللسان:
والعوارى: شجرة يؤخذ هكذا، بالياء التحية والصواب: تؤخذ جراؤها فتشدخ ثم
تيبس ثم تذرى ثم تحمل في الأوعية فتباع، وتتخذ منها مخانق بمكة حرسها الله
تعالى؛ هكذا فسره ابن الأعرابي. وقال ابن سيده في المحكم والعوار: شجرة
تنبت نبتة الشرية، ولا تشب، وهي خضراء، ولا تنبت إلا في أجواف الشجر الكبار.
فلينظر هل هي الشجرة المذكورة أو غيرها? ومن المجاز قولهم: عجبت ممن يؤثر
العوراء على العيناء، أي الكلمة القبيحة على الحسنة؛ كذا في الأساس. أو
العوراء: الفعلة القبيحة، وكلاهما من عور العين، لأن الكلمة أو الفعلة
كأنها تعور العين فيمنعها ذلك من الطموح وحدة النظر، ثم حولوها إلى الكلمة
أو الفعلة، على المثل، وإنما يريدون في الحقيقة صاحبها. قال ابن عنقاء
الفزازي يمدح ابن عمه عميلة، وكان عميلة هذا قد جبره من فقر:
إذا قيلت العوراء أغضى كأنه ذليل بلا ذل ولو شاء لانتصر وقال أبو الهيثم: يقال للكلمة القبيحة: عوراء، وللكلمة الحسناء عيناء. وأنشد قول الشاعر:
وعوراء جاءت من أخ فرددتها بسالمة العينين طالـبة عـذرا أي بكلمة حسناء لم تكن عوراء. وقال الليث: العوراء: الكلمة التي تهوى في غير عقل ولا رشد. وقال الجوهري: الكلمة العوراء: القبيحة، وهي السقطة، قال حاتم طيئ:
وأغفر عوراء الكريم ادخـاره وأعرض عن شتم اللئيم تكرما أي لادخاره. وفي حديث عائشة رضي الله عنها: يتوضأ أحدكم من الطعام الطيب ولا يتوضأ من العوراء يقولها. أي الكلمة القبيحة الزائغة عن الرشد. وعوران الكلام: ما تنفيه الأذن، وهو منه، الواحدة عوراء؛ عن أبي زيد، وأنشد:
وعوراء قد
قيلت فلم أستمع لها وما الكلم العوران لي بقتـول
صفحة : 3257
وصف الكلم بالعوران لأنه جمع، وأخبر عنه بالقتول - وهو واحد - لأن الكلم
يذكر ويؤنث، وكذلك كل جمع لا يفارق واحده إلا بالهاء، ولك فيه كل ذلك؛ كذا
في اللسان. قال الأزهري: والعرب تقول للأحول العين: أعور، وللمرأة الحولاء:
هي عوراء، ورأيت في البادية امرأة عوراء يقال لها حولاء. والعوائر من
الجراد: الجماعات المتفرقة، منه، وكذا من السهام، كالعيران، بالكسر، وهي
أوائلة الذاهبة المتفرقة في قلة. والعورة، بالفتح: الخلل في الثغر وغيره،
كالحرب. قال الأزهري: العورة في الثغور والحروب: خلل يتخوف منه القتل. وقال
الجوهري: العورة: كل خلل يتخوف منه من ثغر أو حرب. والعورة: كل مكمن للستر.
والعورة: السوأة من الرجل والمرأة. قال المصنف في البصائر: وأصلها من العار،
كأنه يلحق بظهورها عار، أي مذمة، ولذلك سميت المرأة عورة. انتهى. والجمع
عورات. وقال الجوهري: إنما يحرك الثاني من فعلة في جمع الأسماء إذا لم يكن
ياء أو واوا وقرأ بعضهم: عورات النساء. بالتحريك. والعورة: الساعة التي هي
قمن، أي حقيق من ظهور العورة فيها، وهي ثلاث ساعات: ساعة قبل صلاة الفجر،
وساعة عند نصف النهار، وساعة بعد العشاء الآخرة. وفي التنزيل: ثلاث عورات
لكم. أمر الله تعالى الولدان والخدم ألا يدخلوا في هذه الساعات إلا بتسليم
منهم واستئذان. وكل أمر يستحيا منه إذا ظهر: عورة، ومنه الحديث: يا رسول
الله، عوراتنا ما نأتي منها وما نذر? وهي من الرجل ما بين السرة والركبة،
ومن المرأة الحرة جميع جسدها إلا الوجه واليدين إلى الكوعين، وفي أخمصها
خلاف، ومن الأمة مثل الرجل، وما يبدو منها في حال الخدمة كالرأس والرقبة
والساعد فليس بعورة. وستر العورة في الصلاة وغير الصلاة واجب، وفيه عند
الخلوة خلاف. وفي الحديث: المرأة عورة جعلها نفسها عورة لأنها إذا ظهرت
يستحيا منها كما يستحيا من العورة إذا ظهرت؛ كذا في اللسان. والعورة من
الجبال: شقوقها والجمع العورات. والعورة من الشمس: مشرقها ومغربها، وهو
مجاز. وفي الأساس: عورتا الشمس: خافقاها. وقال الشاعر:
تجاوب بومها في عورتيها إذا الحرباء أوفى للتناجي هكذا فسره ابن الأعرابي، وهكذا أنشده الجوهري في الصحاح. وقال الصاغاني: الصواب غورتيها بالغين معجمة، وهما جانباها. وفي البيت تحريف، والرواية: أوفى للبراح، والقصيدة حائية، والبيت لبشر بن أبي خازم. ومن المجاز: أعور الشيء، إذا ظهر وأمكن، عن ابن الأعرابي، وأنشد لكثير:
كذاك أذود
النفس يا عز عـنـكـم وقد أعورت أسراب من لا يذودها
صفحة : 3258
أعورت: أمكنت، أي من لم يذد نفسه عن هواها فحش إعوارها وفشت أسرارها
والمعور: الممكن البين الواضح. وقولهم: ما يعور له شئ إلا أخذه، أي ما يظهر.
والعرب تقول: أعور منزلك، إذا بدت منه عورة. وأعور منزلك، إذا بدت منه عورة.
وأعور الفارس: بدا فيه موضع خلل للضرب والطعن، وهو مما اشتق من المستعار؛
قاله الزمخشري. وقال ابن القطاع: وأعور البيت كذلك بانهدام حائطه. ومنه
حديث علي رضي الله عنه: لا تجهزوا على جريح ولا تصيبوا معورا، هو من أعور
الفارس. وقال الشاعر يصف الأسد: له الشدة الأولى إذا القرن أعورا. والعارية،
مشددة، فعلية من العار، كما حققه المصنف في البصائر. قال الأزهري: وهو قويل
ضعيف، وإنما غرهم قولهم: يتعيرون العواري، وليس على وضعه، إنما هي معاقبة
من الواو إلى الياء. وفي الصحاح: العارية، بالتشديد، كأنها منسوبة إلى
العار لأن طلبها عار وعيب. وقال ابن مقبل:
فأخلف وأتلف إنما المال عارة وكله مع الدهر الذي هو آكله قلت: ومثله قول الليث. وقد تخفف. وكذا العارة: ما تداولوه بينهم، وفي حديث صفوان بن أمية: عارية مضمونة مؤداة العارية يجب ردها إجماعا، مهما كانت عينها باقية. فإن تلفت وجب ضمان قيمتها عند الشافعي، ولا ضمان فيها عند أبي حنيفة. وقال المصنف في البصائر: قيل للعارية: أين تذهبين? فقالت: أجلب إلى أهلي مذمة وعارا. ج عوارى، مشددة ومخففة قال الشاعر:
إنما أنـفـسـنـا عـارية والعواري قصارى أن ترد وقد أعاره الشيء وأعاره منه وعاوره إياه. والمعاورة والتعاور: شبه المداولة. والتداول في الشيء يكون بين اثنين. ومنه قول ذي الرمة:
وسقط كعين الديك عاورت صاحبي أباها وهيأنا لموقـعـهـا وكـرا يعني الزند وما يسقط من نارها. وأنشد الليث: إذا رد المعاور ما استعارا. وتعور واستعار: طلبها نحو تعجب واستعجب، وفي حديث ابن عباس وقصة العجل: من حلى تعوره بنو إسرائيل، أي استعاروه. واستعاره الشيء واستعاره منه: طلب منه إعارته، أي أن يعيره إياه؛ وهذه عن اللحياني. قال الأزهري: وأما العارية فإنها منسوبة إلى العارة، وهو اسم من الإعارة، تقول: أعرته الشيء أعيره إعارة وعارة، كما قالوا: أطعته إطاعة وطاعة، وأجبته إجابة وجابة. قال: وهذ كثير في ذوات الثلاث، منها الغارة والدارة والطاقة وما أشبهها. ويقال: استعرت منه عارية فأعارنيها. واعتوروا الشيء، وتعوروه، وتعاوروه: تداولوه فيما بينهم. قال أبو كبير:
وإذا الكماة
تعاوروا طعن الكلـى ندر البكارة في الجزاء المضعف
صفحة : 3259
قال الجوهري: إنما ظهرت الواو في اعتوروا لأنه في معنى تعاوروا فبنى عليه،
كما ذكرنا في تجاوروا. وفي الحديث: يتعاورون على منبري أي يختلفون
ويتناوبون، كلما مضى واحد خلفه آخر. يقال: تعاور القوم فلانا، إذا تعاونوا
عليه بالضرب واحدا بعد واحد. قال الأزهري: وأما العارية والإعارة
والاستعارة فإن قول العرب فيها: هم يتعاورون العوارى ويتعورونها، بالواو،
كأنهم أرادوا تفرقة بين ما يتردد من ذات نفسه وبين ما يردد. وقال أبو زيد:
تعاورنا العواري تعاورا، إذا أعار بعضكم بعضا. وتعورنا تعورا، إذا كنت أنت
المستعير. وتعاورنا فلانا ضربا، إذا ضربته مرة ثم صاحبك ثم الآخر. وقال ابن
الأعرابي: التعاور والاعتوار: أن يكون هذا مكان هذا، وهذا مكان هذا. يقال:
اعتوراه وابتداه، هذا مرة وهذا مرة، ولا يقال: ابتد زيد عمرا، ولا اعتور
زيد عمرا. وعاره، قيل: لا مستقبل له. قال يعقوب: وقال بعضهم: يعوره، وقال
أبو شبل: يعيره، وسيذكر في الياء أيضا، أي أخذه وذهب به، وما أدرى أي
الجراد عاره، أي أي الناس أخذه، لا يستعمل إلا في الجحد. وقيل: معناه ما
أدرى أي الناس ذهب به، وحكى اللحياني: أراك عرته وعرته، أي ذهبت به، قال
ابن جنى: كأنهم إنما لم يكادوا يستعملون مضارع هذا الفعل لما كان مثلا
جاريا في الأمر المنقضى الفائت، وإذا كان كذلك فلا وجه لذكر المضارع ها هنا
لأنه ليس بمنقض ولا ينطقون فيه بيفعل. أو معنى عاره أتلفه وأهلكه؛ قاله
بعضهم. وعاور المكاييل وعورها: قدرها، كعايرها، بالياء لغة فيه، وسيذكر في
عير. وعير الميزان والمكيال، وعاورهما، وعايرهما وعاير بينهما معايرة
وعيارا، بالكسر: قدرهما ونظر ما بينهما. ذكر ذلك أبو الجراح في باب ما
خالفت العامة فيه لغة العرب. وقال الليث: العيار: ما عايرت به المكاييل،
فالعيار صحيح تام واف. تقول: عايرت به، أي سويته، وهو العيار والمعيار. وحق
هذه أن تذكر في الياء كما سيأتي. والمعار، بالضم: الفرس المضمر المقدح،
وإنما قيل له المعار لأن طريقة متنه نبت فصار لها عير ناتئ، أو المنتوف
الذنب، من قولهم: أعرت الفرس وأعريته: هلبت ذنبه؛ قاله ابن القطاع. أو
السمين، ويقال له: المستعير أيضا، من قولهم: أعرت الفرس، إذا أسمنته.
وبالأقوال الثلاثة فسر بيت بشر بن أبي خازم الآتي ذكره في عير. وعور الراعي
الغنم تعويرا: عرضها للضياع، نقله الصاغاني. وعورتا، بفتح العين والواو
وسكون الراء: د، بليدة قرب نابلس الشأم، قيل بها قبر سبعين نبيا من أنبياء
بني إسرائيل، منهم سيدنا عزير في مغارة، ويوشع فتى موسى، عليهم الصلاة
والسلام؛ ذكره الصاغاني. واستعور عن أهله: انفرد عنهم؛ نقله الصاغاني عن
الفراء. وعوير، كزبير، موضعان أحدهما على قبلة الأعورية، وهي قرية بني محجن
المالكيين. قال القطامي:
حتى وردن ركيات العوير وقد كاد الملاء من الكتان يشتعل وعوير، والعوير: اسم رجل قال امرؤ القيس:
عوير ومن مثل
العوير ورهطه وأسعد في ليل البلابل صفوان
صفحة : 3260
ويقال: ركية عوران، بالضم: أي متهدمة، للواحد والجمع، هكذا نقله الصاغاني.
وقال ابن دريد: عوران قيس: خمسة شعراء عور: تميم بن أبي بن مقبل، وهو من
بني العجلان بن عبد الله بن كعب بن ربيعة، والراعي، واسمه عبيد بن حصين، من
بني نمير بن عامر، والشماخ، واسمه معقل بن ضرار، من بني جحاش بن بجالة بن
مازن ابن ثعلبة بن سعد بن ذبيان، وعمرو بن أحمر الباهلي، وسيأتي بقية نسبه
في ف ر ص وحميد بن ثور، من بني هلال بن عامر، فارس الضحياء. وفي اللسان ذكر
الأعور الشنى بدل الراعي. والعور، ككتف: الردئ السريرة قبيحها، كالمعور، من
العور، وهو الشين والقبح. والعورة: الخلل في الثغر وغيره، وقد يوصف به
منكورا فيكون للواحد والجميع بلفظ واحد. وفي التنزيل: إن بيوتنا عورة.
فأفرد الوصف، والموصوف جمع. وأجمع القراء على تسكين الواو من عورة، وقرأ
ابن عباس رضي الله عنهما وجماعة من القراء إن بيوتنا عورة، على فعلة، وهي
من شواذ القراءات، أي ذات عورة، أي ليست بحريزة، بل ممكنة للسراق لخلوها من
الرجال. وقيل: أي معورة، أي بيوتنا مما يلي العدو ونحن نسرق منها. فأكذبهم
الله تعالى فقال: وما هي بعورة. ولكن يريدون الفرار عن نصرة النبي صلى الله
عليه وسلم. فمن قرأ عورة ذكر وأنث، ومن قرأ عورة قال في التذكير والتأنيث
عورة، كالمصدر. ومستعير الحسن: طائر، نقله الصاغاني. ومما يستدرك عليه:
قولهم: كسير وعوير، وكل غير خير. قال الجوهري: يقال ذلك في الخصلتين
المكرهتين، وهو تصغير أعور مرخما. ومثله في الأساس. وعار الدمع يعير عيرانا:
سال؛ قاله ابن بزرج، وأنشد:
وربت سائل عني حفـى أعارت عينه أم لم تعارا أي أدمعت عينه? والبيت لعمرو بن أحمر الباهلي. وقالوا: بدل أعور، مثل يضرب للمذموم يخلف بعد الرجل المحمود. وفي حديث أم زرع: فاستبدلت بعده، وكل بدل أعور. وهو من ذلك، قال عبد الله بن همام السلولي لقتيبة بن مسلم، وولى خراسان بعد يزيد بن المهلب:
أقتيب قد قلنا غداة أتيتـنـا بدل لعمرك من يزيد أعور وربما قالوا خلف أعور. قال أبو ذؤيب:
فأصبحت أمشي
في ديار كأنها خلاف ديار الكاهلية عـور
صفحة : 3261
كأنه جمع خلفا على خلاف مثل جبل وجبال. وبنو الأعور: قبيلة، سموا بذلك لعور
أبيهم. فأما قوله: في بلاد الأعورينا. فعلى الإضافة كالأعجمين، وليس بجمع
أعور، لأن مثل هذا لا يسلم عند سيبويه. وقد يكون العور في غير الإنسان،
فيقال: بعير أعور. والأعور أيضا: الأحول. وقال شمر: عورت عيون المياه، إذا
دفنتها وسددتها. وعورت الركية، إذا كبستها بالتراب حتى تنسد عيونها. وفي
الأساس: وأفسدها حتى نضب الماء، وهو مجاز وكذا أعرتها. وقد عارت هي تعور.
وفلاة عوراء: لا ماء بها. وفي حديث عمر وذكر امرأ القيس، فقال: افتقر عن
معان عور. أراد به المعاني الغامضة الدقيقة. وقال ابن الأعرابي: العوار:
البئر التي لا يستقى منها. قال: وعورت الرجل، إذا استسقاك فلم تسقه. قال
الجوهري: ويقال للمستجيز الذي يطلب الماء إذا لم تسقه: قد عورت شربه. قال
الفرزدق:
متى ما ترد يوما سفار تجد بهاأديهم يرمي المستجيز المعورا سفار: اسم ماء، والمستجيز: الذي يطلب الماء. ويقال عورته عن الماء تعويرا، أي حلاته. وقال أبو عبيدة: التعوير: الرد. عورته عن حاجته: رددته عنها. وهو مجاز. ويقال: ما رأيت عائر عين، أي أحدا يطرف العين فيعورها. ومن أمثال العرب السائرة: أعور عينك والحجر. والإعوار: الريبة. ورجل معور: قبيح السريرة. ومكان معور: مخوف. وهذا مكان معور، أي يخاف فيه القطع، وكذا مكان عورة، وهو من مجاز المجاز، كما في الأساس. وفي حديث أبي بكر رضي الله عنه قال مسعود بن هنيدة: رأيته وقد طلع في طريق معورة أي ذات عورة يخاف فيها الضلال والانقطاع، وكل عيب وخلل في شيء فهو عورة. وشيء معور وعور: لا حافظ له. والمعور: الممكن البين الواضح. وأعور لك الصيد، وأعورك: أمكنك، وهو مجاز. وعن ابن الأعرابي: يقال: تعور الكتاب، إذا درس، وهو مجاز. وحكى اللحياني: أرى ذا الدهر يستعيرني ثيابي. قال: يقوله الرجل إذا كبر وخشى الموت. وفسره الزمخشري فقال: أي يأخذه مني، وهو مجاز المجاز كما في الأساس. وذكره الصاغاني أيضا. وقول الشاعر:
كأن حفيف منخره إذا ما كتمن الربو كير مستعار كير مستعار: أي متعاور أو استعير من صاحبه. وتعاورت الرياح رسم الدار حتى عفته، أي تواظبت عليه؛ قاله الليث. وهو من مجاز المجاز. قال الأزهري: وهذا غلط، ومعنى تعاورت الرياح رسم الدار، أي تداولته، فمرة تهب جنوبا، ومرة شمالا، ومرة قبولا، ومرة دبورا. ومنه قول الأعشى:
دمنة قفرة تعاورها الـصـي ف بريحيءن من صبا وشمال وعورت عليه أمره تعويرا: قبحته، وهو مجاز. والعور، محركة: ترك الحق. ويقال: إنها لعوراء القر: يعنون سنة أو غداة أو ليلة؛ حكى ذلك عن ثعلب. قلت: فيقال: ليلة عوراء القر، أي ليس فيها برد، وكذلك الغداة والسنة، ونقله الصاغاني أيضا. ومن مجاز المجاز قولهم: الاسم تعتوره حركات الإعراب، وكذا قولهم: تعاورنا العواري، وكذا قولهم: استعار سهما من كنانته، وكذا قولهم: سيف أعيرته المنية. قال النابغة:
وأنت ربيع
ينعش الناس سيبه وسيف أعيرته المنية قاطع
صفحة : 3262
وقال الليث: ودجلة العوراء بالعراق بميسان؛ ذكره صاحب اللسان، وعزاه
الصاغاني. والأعاور: بطن من العرب، يقال لهم: بنو الأعور. وقال ابن دريد:
بنو عوار، كغراب: قبيلة. وأعارت الدابة حافشرها: قلبته؛ نقله الصاغاني.
وعاورت الشمس: راقبتها؛ نقله الصاغاني. والإعارة: اعتسار الفحل الناقة؛
نقله الصاغاني أيضا. وفي بني سليم أبو الأعور عمر بن سفيان، صاحب معاوية،
ذكره ابن الكلبي. قلت: قال أبو حاتم: لا تصح له صحبة، وكان علي يدعو عليه
في القنوت. وأبو الأعور الحارث بن ظالشم الخزرجي بدري، قيل: اسمه كعب، وقيل:
اسمه كنيته. والعوراء بنت أبي جهل: هي التي خطبها علي، وقيل: اسمها جويرية،
والعوراء لقبها. وابنا عوار جبلان، قال الراعي:
بل ما تذكر من هند إذا احتجبتبابني عوار وأمسى دونها بلع وقال أبو عبيدة: هما نقوا رمل. وأعور الرجل: أراب؛ قاله ابن القطاع.
ع - ه - ر.
صفحة : 3263
عهر المرأة، كمنع، وفي المصباح كتعب وقعد، ولم يذكر كمنع فتأمل، عهرا، بفتح
فسكون، ويكسر ويحرك، ويقال: المكسور اسم المصدر، وعهر وعهر مثل نهر ونهر
وعهارة، بالفتح، وعهورا وعهورة، بضمهما، وعبارة المحكم: عهر إليها يعهر
عهرا وعاهرها عهارا: أتاها ليلا للفجور، ثم غلب على الزنا مطلقا، وقيل: هو
الفجور أي وقت كان، ليلا أو نهارا، في الأمة والحرة. وقال ابن القطاع: وعهر
بها عهرا: فجر بها ليلا. وحكى عن رؤبة: عهر، إذا تبع الشر زانيا كان أو
فاسقا، وهو عاهر. وفي الحديث: أيما رجل عاهر بحرة أو أمة، أي زنى، وهو فاعل،
منه. أو عهر: سرق، حكاه النضر بن شميل عن رؤبة، ونصه: العاهر: الذي يتبع
الشر، زانيا كان أو سارقا؛ هكذا نقله الصاغاني. وفي اللسان: أو فاسقا بدل
أو سارقا، كما قدمنا. وفي الأساس: حكى النضر عن رؤبة: نحن نقول العاهر
للزاني وغير الزاني. وهي عاهر، بغير هاء إلا أن يكون على الفعل، ومعاهرة،
بالهاء. قال أبو زيد: يقال للمرأة الفاجرة: عاهرة ومعاهرة ومسافحة. وفي
الأساس: وكل مريب عاهر. وفي الحديث الولد للفراش وللعاهر الحجر قال أبو
عبيد: معناه أي لاحق له في النسب، ولا حظ له في الولد، وإنما هو لصاحب
الفراش، أي لصاحب أم الولد وهو زوجها أو مولاها، وهو كقوله الآخر: له
التراب، أي لا شيء له. والعيهرة: المرأة الفاجرة، والياء زائدة، والأصل
عهرة مثل ثمرة؛ قاله ثعلب والمبرد. وقيل: هي النزقة الخفيفة، أي التي لا
تستقر مكانها نزقا من غير عفة، وقال كراع: امرأة عيهرة: نزقة خفيفة لا
تستقر في مكانها. ولم يقل: من غير عفة. وقد عيهرت وتعيهرت، إذا فجرت.
وتعيهر الرجل أيضا كذلك. والعيهرة، الغول، في بعض اللغات، وذكرها العيهران،
زعموا، ج عياهير، قاله ابن دريد. والعيهر: الجمل الشديد، يقال: جمل عيهر
تيهر؛ نقله الصاغاني. وذو معاهر، بالضم: قيل من أقيال حمير، قاله ابن دريد.
قلت هو تبع حسان بن أسعد من ولد صيفي بن زرعة أخي سدد. ومما يستدرك عليه:
قولهم: عهيرة تياس: يعنون الزاني، تصغير عهر، والعهر: الزاني، كالعاهر، وهو
قول عبد الله بن صفوان بن أمية لأبي حاضر الأسدي. وامرأة عهرة، أي عاهرة؛
نقله الصاغاني.
ع - ي - ر.
العير، بالفتح: الحمار، أهليا كان أو وحشيا، وقد غلب على الوحشي، والأنثى
عيرة. قال شمر:
لو كنت عيرا كنت عير مـذلة أو كنت عظما كنت كسر قبيح أراد بالعير الحمار، وبكسر القبيح طرف عظم المرفق الذي لا لحم عليه. قال: ومنه قولهم: أذل من العير قيل: سمى به لأنه يعير فيتردد في الفلاة، ج أعيار، قال الشاعر:
أفي السلم أعيارا جفاء وغلظة وفي الحرب أشباه النساء العوارك وعيار، بالكسر، وعيور وعيورة، بضمهما، ومعيوراء، ممدودا، مثل المعلوجاء والمشيوخاء والمأتوناء، ويقصر في كل ذلك؛ قاله الأزهري. وقيل: معيوراء: اسم للجمع وجج، جمع الجمع عيارات. والعير: العظيم الناتئ وسط الكتف. والجمع أعيار. وعير النصل: الناتئ وسطها. قال الراعي:
فصادف سهمه
أحجار قف كسرن العير منه والغرارا
صفحة : 3264
وكل عظم ناتئ في البدن: عير. وعير القدم: الناتئ في ظهرها. وعير الورقة:
الخط الناتئ في وسطها كأنه جدير. وعير الصخرة: حرف ناتئ فيها خلقة. وقيل:
كل ناتئ في وسط مستو: عير. والعير: ماقئ العين، عن ثعلب، أو عير العين:
جفنها، أو هو إنسانها، وقال أبو طالب: العير: هو المثال الذي في الحدقة
ويسمى اللعبة، أو عير العين: لحظها، قال تأبط شرا:
ونار قد حضأت
بعيد وهن بدار ما أريد بها مقامـا
سوى تحليل راحلة وعير أكالئه مخافة أن ينـامـا
والعير: ما تحت الفرع من باطن الأذن، من الإنسان والفرس، كعير السهم. وقيل: العيران: متنا أذني الفرس. والجمع العيار. ومنه حديث أبي هريرة رضي الله عنه: إذا توضأت فأمر على عيار الأذنين الماء. وعير: اسم واد بعينه. وقال الليث: العير: اسم ع كان مخصبا فغيره الدهر فأقفره، هكذا في النسخ كلها، ونص الليث: فأقفر، بغير هاء الضمير. ثم قال: فكانت العرب تضرب المثل في البلد الوحش. وقيل: العير: لقب حمار بن مويلع كافر، وزعم ابن الكلبي أنه كان مؤمنا ثم ارتد. وقد مر في ح م ر وقد ضربت العرب المثل بكفره، فيقال: أكفر من حمار كان له واد فأرسل الله تعالى عليه نارا فأحرقته، وفي نص ابن الكلبي: فاسود فصار لا ينبت شيئا فضرب به المثل في كل مقو. وبه فسر قول امرئ القيس:
وواد كجوف العير قفر قطعته به الذئب يعوى كالخليع المعيل وقيل: كان اسمه حمارا فجعله عيرا لإقامة الوزن. هكذا أنشده الصاغاني وفسره. وفي اللسان قال امرؤ القيس:
وواد كجوف العير قفر مضـلة قطعت بسام ساهم الوجه حسان قال الأزهري: قوله: كجوف العير، أي كوادي العير، وكل واد عند العرب جوف. ويقال للموضع الذي لا خير فيه: هو كجوف عير، لأنه لاشيء في جوفه ينتفع به. ويقال أصله قولهم: أخلى من جوف حمار. وأنشد الزمخشري:
لقد كان جوف
العير للعين منظرا أنيقا وفيه للمجاور مـنـفـس
وقد كان ذا نخل وزرع وجامـل فأمسى وما فيه لباغ
مـعـرس
والعير: خشبة تكون في مقدم الهودج، ذكره الصاغاني. والعير: الوتد، قيل: ومنه المثل: فلان أذل من العير. والعير: الجبل، وقد غلب على جبل بالمدينة، كما سيأتي. والعير: السيد والملك، وعير القوم: سيدهم وعير: اسم جضبل، قال الراعي:
بأعلام مركوز
فعير فـغـرب مغانشي أم الوبر إذ هي ما هيا
صفحة : 3265
وفي الحديث: أنه حرم ما بين عير إلى ثور. قال ابن الأثير: هو جبل بالمدينة
شرفها الله تعالى. وقيل: بمكة أيضا جبل يقال له: عير. والعير: الطبل.
والعير: المتن في الصلب، وهما عيران يكتنفان جانبي الصلب. والعير، بالكسر،
في قوله تعالى: ولما فصلت العير: القافلة، مؤنثة، من عار يعير، إذا سار، أو
العير: الإبل التي تحمل الميرة، بلا واحد لها من لفظها. وقيل: العير: قافلة
الحمير، ثم كثرت حتى سميت بها كل قافلة، فكل قافلضة عير، كأنها جمع عير.
وكان قياسها أن يكون فعلا بالضم كسقف في سقف، إلا أنه حوفظ على الياء
بالكسرة، نحو عين، أو كل ما امتير عليه، إبلا كانت أو حميرا أو بغالا فهو
عير. قال أبو الهيثم في تفسير قوله تعالى المذكور: العير: كانت حمرا. قال:
وقول من قال العير الإبل خاصة باطل. قال: وأنشدني نصير لأبي عمرو الأسدي في
صفة حمير سماها عيرا:
أهـكـذا لا
ثـلة ولا لـبـن ولا يزكين إذا الدين اطمـأن
مفلطحات الروث يأكلن الدمن لابد أن يخترن مني بـين
أن
يسقن عيرا أو يبعن بالثمـن قال: وقال
نصير: الإبل لا تكون
عيرا حتى
يمتار عليها. وحكى الأزهري عن ابن الأعرابي قال: العير من الإبل: ما كان
عليه حمله أو لم يكن. ج عيرات كعنبات، قال سيبويه: جمعوه بالألف والتاء
لمكان التأنيث، وحركوا الياء لمكان الجمع بالتاء وكونه اسما، فأجمعوا على
لغة هذيل لأنهم يقولون: جوزات وبيضات. قال: ويسكن، وهو القياس. ومنه الحديث:
كانوا يترصدون عيرات قريش أي دوابهم وإبلهم التي كانوا يتاجرون عليها.
ويقال: فلان عيير وحده، أي معجب برأيه وإن شئت كسرت أوله مثل شييخ، ولا تقل:
عوير ولا شويخ؛ كذا في الصحاح. وهو في الذم، كقولك: نسيج وحده، في المدح،
أو يأكل وحده، قاله ثعلب. وقال الأزهري: فلان عيير وحده، وجحيش وحده: وهما
اللذان لا يشاوران الناس ولا يخالطانهم، وفيهما مع ذلك مهانة وضعف. وعار
الفرس والكلب، زاد ابن القطاع: والخبر وغير ذلك يعير عيارا: ذهب من ها هنا
وها هنا كأنه منفلت من صاحبه يتردد، والاسم العيار، بالكسر، وأعاره صاحبه،
أي أفلته، فهو معار، كذا في الصحاح، وقيل: عار الفرس، إذا ذهب على وجهه
وتباعد عن صاحبه، قيل: ومنه قول بشر الآتي بعد بأسطر قليلة. وعار الرجل
يعير، إذا ذهب وجاء مترددا. وعار البعير يعير عيارا وعيرانا: ترك شولها،
هكذا في النسخ، والذي في تهذيب ابن القطاع: ترك شوله وانطلق إلى أخرى
ليقرعها. وفي اللسان: إذا كان في شول فتركها وانطلق نحو أخرى يريد القرع.
وعارت القصيدة: سارت، فهي عائرة، والاسم العيارة، بالكسر وفي الأساس: وما
قالت العرب بيتا أعير منه والعيار، كشداد، الرجل الكثير المجئ والذهاب في
الأرض. وقيل: هو الذكي الكثير التطواف والحركة، حكاه الأزهري عن الفراء.
وقال ابن الأعرابي: والعرب تمدح بالعيار وتذم به. يقال: غلام عيار: نشيط في
المعاصي؛ وغلام عيار: نشيط في طاعة الله عز وجل. وربما سمى الأسد بالعيار
لتردده ومجيئه وذهابه في طلب الصيد. قال أوس بن حجر:
صفحة : 3266
ليث عليه من البردى هبرية كالمزبراني عيار بأوصال
قال ابن برى: أي يذهب بأوصال الرجال إلى أجمته. وروى باللام عيال، وهو
مذكور في موضعه. وأنشد الجوهري:
لما رأيت أبا عمرو رزمت لـه منى كما رزم العيار في الغرف جمع غريف، وهو الغابة: والعيار: اسم فرس خالد بن الوليد رضي الله عنه، وكان أشقر، فيما يقال. وقال السراج البلقيني في قطر السيل: لعله مأخوذ من قولهم: رجل عيار، إذا كان كثير التطواف والحركة ذكيا. وأنشد لمضرس ابن أنس المحاربي:
ولقد شهدت الخيل يوم يمامة يهدى المقانب فارس العيار والعيار: علم من أعلام الأناسي. والعيرانة من الإبل: الناجية في نشاط، سميت لكثرة تطوافها وحركتها. وقيل: شبهت بالعير في سرعتها ونشاطها. وليس ذلك بقوي. وفي قصيد كعب: عيرانة قذفت بالنحض عن عرض. هي الناقة الصلبة تشبيها بعير الوحش والألف والنون زائدتان. وعيران، الجراد بالكسر: أوائله الذاهبة المتفرقة في قلة، كالعوائر. وأعطاه من المال عائرة عينين، أي ما يملؤهما، وقد ذكرا في ع و ر. والعار: السبة والعيب. وقيل: هو كل شيء لزم به سبة أو عيب، والجمع أعيار. ويقال: فلان ظاهر الأعيار، أي العيوب. وقد عيره الأمر، ولا تقل: عيره بالأمر، فإنه قول العامة؛ هكذا صوبه الحريري في درة الغواص. وقد صرح المرزوقي في شرح الحماسة بأنه يتعدى بالباء، قال: والمختار تعديته بنفسه، قاله شيخنا. وأنشد الأزهري للنابغة:
وعيرتني بنو
ذبيان خـشـيتـه وهل علي بأن أخشاك من عار
صفحة : 3267
وتعايروا: عير بعضهم بعضا قال أبو زيد: يقال: هما يتعايبان ويتعايران،
فالتعاير: التساب، والتعايب دون التعاير، إذا عاب بعضهم بعضا. وابنة معير،
كمنبر: الداهية والشدة يقال: لقيت منه ابنة معير، وبنات معير، أي الدواهي
والشدائد وأبو محذورة أوس وقيل: سمرة بن معير بن لوذان بن ربيعة بن عويج بن
سعد بن جمح الجمحي القرشي: الأول قول الزبير ابن بكار وعمه، وإليه ذهب ابن
الكلبي، صحابي، وهو مؤذن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، وحديثه في
الترمذي. وقد أشار له المصنف أيضا في ح ذ ر. قلت: وأخوه أنيس بن معير، قتل
يوم بدر كافرا؛ قاله ابن الكلبي. والمعار، بالكسر: الفرس الذي يحيد عن
الطريق براكبه، كما يقال: حاد عن الطريق. قال الأزهري: مفعل من عار يعير،
كأنه في الأصل معير فقيل معار، ومنه قول بشر بن أبي خازم، كما أنشده المؤوخ،
هكذا بالخاء المعجمة كما ضبطه الصاغاني لا الطرماح، وغلط الجوهري. قال
شيخنا: لا غلط، فإن هذا الشطر وجد في كلام الطرماح وفي كلام بشر، كما قاله
رواة أشعار العرب. فكل نسبه كما رواه أو وجده. فالتغليط بمثله دون إحاطة
ولا استقراء تام هو الغلط، كما لا يخفى. ووقوع الحافر على الحافر في كلامهم
لا يكاد يفارق أكثر أكابرهم ولا سيما إذا تقاربت القرائح. انتهى: وجدنا في
كتاب بني تميم. وقد ينشد: بني نمير أيضا. أحق الخيل بالركض المعار. وقال
الصاغاني: البيت لبشر بن أبي خازم، وهو موجود في شعر بشر دون الطرماح. وقال
ابن بري: وهذا البيت يروي لبشر بن أبي خازم. قال أبو عبيدة: والناس يروونه:
المعار، بضم الميم، من العارية، هكذا في الأصول الصحيحة يروونه بالواوين من
الرواية. وقال القرافي: يرونه من الرؤية، أي يعتقدونه، بالخطإ في الاعتقاد
لا الضم. قال شيخنا: وفيه مخالفة ظاهرة لصنيع المصنف، كما لا يخفى. قلت:
ومثل ما قال القرافي موجود في نسخ الصحاح، ويدل على ذلك قوله فيما بعد: وهو
خطأ. أي اعتقادهم أنه من العارية لا الضم، فتأمل. هكذا تحقيق هذا المقام
على ما ذهب إليه القرافي. والصواب أن الخطأ في الضم، وفي الاعتقاد أنه من
العارية، على ما ذهب إليه الجوهري. وقد أشار بذلك الرد على من يقول إنه
بالضم من العارية، وهو قول ابن الأعرابي وحده. وذكره ابن بري أيضا وقال:
لأن المعار يهان بالابتذال ولا يشفق عليه شفقة صاحبه. وقيل: المعار هنا:
المسمن من الخيل، من أعاره يعيره، إذا أسمنه. ومنهم من قال: المعار هنا:
المنتوف الذنب، من أعاره وأعراه، إذا هلبت ذنبه؛ قالهما ابن القطاع وغيره.
وقيل: المعار: المضمر المقدح. ومعنى أعيروا خيلكم، أي ضمروها بترديدها، من
عار يعير، إذا ذهب وجاء. فهي أقوال أربعة غير الذي ذكره الجوهري، أشار
بالرد على واحد منها، وهو قول ابن الأعرابي وهناك رواية غريبة تفرد بها أبو
سعيد الضرير، فروى المغار، بالغين المعجمة، وقال: معناه المضمر؛ كذا نقله
شيخنا من أحاسن الكلام ومحاسن الكرام في أمثال العرب لأبي النعمان بشر بن
أبي بكر الجعفري التبريزي. قال: وقد خلت عنها الدواوين، فهو نقل غريب عن
غريب. قلت: ليس بغريب، فقد
صفحة : 3268
ذكره الليث في غ و ر حيث قال: والمغار من الفرس: الشديد المفاصل. وقال
الأزهري معناه شدة الأسر، أي كأنه فتل فتلا. ومثله قولهم: حبل مغار، إلا
أنهم لم يفسروا به البيت. وسيأتي الكلام عليه في غ و ر. ويقال: عير
الدنانير: وزنها واحدا بعد واحد، وكذا إذا ألقاها دينارا دينارا فوازن به
دينارا دينارا، يقال هذا في الكيل والوزن. قال الأزهري: فرق الليث بين
عايرت وعيرت، فجعل عايرت في المكيال، وعيرت في الميزان. قلت: وإياه تبع
المصنف، ففرق بينهما بالذكر في المادتين، فذكر المعايرة في ع و ر والتعيير
هنا. وعير الماء، إذا طحلب، نقله الصاغاني. قلت: والأشبه أن يكون أغثر
الماء بالألف والغين المعجمة والمثلثة، كما سيأتي. والأعيار: كواكب زهر في
مجرى قدمي سهيل، نقله الصاغاني، واحدها العير، شبهت بعير العين، أي حدقتها،
أو غير ذلك من معاني العير مما تقدمت. وأعير النصل: جعل له عيرا ونصل معير:
فيه عير؛ نقله أبو حنيفة عن أبي عمرو. وبرقة العيرات، بكسر العين ثم فتح
التحتية: ع قال امرؤ القيس:ره الليث في غ و ر حيث قال: والمغار من الفرس:
الشديد المفاصل. وقال الأزهري معناه شدة الأسر، أي كأنه فتل فتلا. ومثله
قولهم: حبل مغار، إلا أنهم لم يفسروا به البيت. وسيأتي الكلام عليه في غ و
ر. ويقال: عير الدنانير: وزنها واحدا بعد واحد، وكذا إذا ألقاها دينارا
دينارا فوازن به دينارا دينارا، يقال هذا في الكيل والوزن. قال الأزهري:
فرق الليث بين عايرت وعيرت، فجعل عايرت في المكيال، وعيرت في الميزان. قلت:
وإياه تبع المصنف، ففرق بينهما بالذكر في المادتين، فذكر المعايرة في ع و ر
والتعيير هنا. وعير الماء، إذا طحلب، نقله الصاغاني. قلت: والأشبه أن يكون
أغثر الماء بالألف والغين المعجمة والمثلثة، كما سيأتي. والأعيار: كواكب
زهر في مجرى قدمي سهيل، نقله الصاغاني، واحدها العير، شبهت بعير العين، أي
حدقتها، أو غير ذلك من معاني العير مما تقدمت. وأعير النصل: جعل له عيرا
ونصل معير: فيه عير؛ نقله أبو حنيفة عن أبي عمرو. وبرقة العيرات، بكسر
العين ثم فتح التحتية: ع قال امرؤ القيس:
غشيت ديار الحي بالبكرات فعارمة فبرقة العـيرات وأفرده الحصين بن بكير الربعي فقال:
وارتبعت
بالحزن ذات الصيره وأصيفت بين اللوى والعيره
صفحة : 3269
وعير السراة، بالفتح: طائر كهيئة الحمامة، قصير الرجلين مسرولهما، أصفر
الرجلين والمنقار، أكحل العين، صافي اللون إلى الخضرة، أصفر البطن وما تحت
جناحيه، وباطن ذنبه كأنه برد موشى. ويجمع: عيور السراة. والسراة: موضع
بناحية الطائف، ويزعمون أن هذا الطير يأكل ثلاثمائة تينة من حين تطلع من
الورق صغارا وكذلك العنب. ويقال: ما أدرى أي من ضرب العير هو، أي أي الناس
حكاه يعقوب ويعنون بالعير الوتد، وقيل: جفن العين. وقيل غير ذلك. ومن أمثال
أهل الشأم قولهم: عير بعير، وزيادة عشرة كان الخليفة من بني أمية إذا مات
وقام آخر زاد في أرزاقهم وعطاياهم عشرة دراهم، فكانوا يقولون هذا عند ذلك.
وفي المثل: فعلته قبل عير وما جرى: أي قبل لحظ العين، قال أبو طالب: العير:
المثال الذي في الحدقة، والذي جرى الطرف، وجريه حركته، والمعنى قبل أن يطرف.
وفي الصحاح: قال أبو عبيدة: ولا يقال: أفعل. وقول الشماخ:
أعدو القبصي قبل عير وما جرى ولم تدر ما خبري ولم أدر مالها فسره ثعلب فقال: معناه: قبل أن أنظر إليك؛ ولا يتكلم بشيء من ذلك في النفي. والقبصي والقمصي. ضرب من العدو فيه نزو. وقال اللحياني: العير هنا: الحمار الوحشي. وتعار، بالكسر: جضبل ببلاد قيس، بنجد، قال كثير:
وما هبت الأرواح تجري وما ثوى مقيما بنجد عوفها وتـعـارهـا وفي اللسان في ع و ر: وهذه الكلمة يحتمل أن تكون في الثلاثي الصحيح والثلاثي المعتل. ثم قال في عير: وتعار، بالكسر: اسم جبل، قال بشر يصف ظعنا ارتحلن من منازلهن فشبههن في هوادجهن بالظباء في أكنستها:
بليل ما أتين
عـلـى أروم وشابة عن شمائلها تعـار
كأن ظباء أسنمة علـيهـا كوانس قالصا عنها
المغار
قال المغار: أماكن الظباء، وهي كنسها. وأروم: موضع. وشابة وتعار: جبلان في بلاد قيس. قلت: وقد ذكره المصنف أيضا في ت ع ر. والمعاير: المعايب، يقال عاره، إذا عابه، قالت ليلى الأخيلية:
لعمرك ما بالموت عار على امرئ إذا لم تصبه في الحياة المـعـاير والمستعير: ما كان شبيها بالعير في خلقته، نقله الصاغاني، فالسين فيه للصيرورة ليست للطلب. ومما يستدرك عليه: من أمثالهم في الرضا بالحاضر ونسيان الغائب قولهم: إن ذهب العير فعير في الرباط؛ قاله أبو عبيد. وكتف معيرة ومعيرة، على الأصل: ذات عير. والعائر: المتردد، الجوال كالعيار. ومنه المثل: كلب عائر خير من أسد رابض. ويقال: كلب عائر وعيار. وعار الرجل في القوم: عاث وعاب؛ ذكرهما ابن القطاع، وقد ذكر المصنف الأخير، كما تقدم. وعار في القوم يضربهم بالسيف عيرانا: ذهب وجاء، ولم يقيده الأزهري بضرب ولا بسيف. وفرس عيار، إذا عاث، وإذا نشط فركب جانبا ثم عدل إلى جانب آخر. وجرادة العيار: مثل، وقد تقدم في ج ر د. وقيل: العيار: رجل، وجرادة: فرسه. وأنشد أبو عبيد:
ولقد رأيت
فوارسا من قومنا غنظوك غنظ جرادة العيار
صفحة : 3270
وثمرة عائرة: ساقطة لا يعرف لها مالك. وشاة عائرة: مترددة بين قطيعين لا
تدري أيهما تتبع. وقد مثل بها المنافق. والعير، كسيد: الفرس النشيط؛ قاله
ابن الأعرابي والعائرة من الإبل: التي تخرج منها إلى أخرى ليضربها الفحل.
ومن أمثالهم: عير عاره وتده أي أهلكه، كما يقال: لا أدري أي الجراد عاره،
قاله المؤرج. وعرت ثوبه: ذهبت به. وأنشد الباهلي قول الراجز: وإن أعارت
حافرا معارا. أي رفعت وحولت. قال الأزهري: ومنه إعارة الثياب والأدوات.
واستعار فلان سهما من كنانته: رفعه وحوله منها، وأنشد قول الراجز:
هتافة تخـفـض مـن نـذيرهـا وفي اليد اليمنى لمستـعـيرهـا
شهباء تروي الريش من بصيرها وذكره الزمخشري في ع و ر وقد تقدم. ويقال: هم يتعيرون من جيرانهم الأمتعة والقماش، أي يستعيرون. قال الأزهري: وكلام العرب: يتعورون، بالواو. وفي حديث أبي سفيان: قال رجل: أغتال محمدا ثم آخذ في عير عدوي، أي أمضى فيه وأجعله طريقي وأهرب؛ حكى ذلك ابن الأثير عن أبي موسى. وعيار، ككتاب: هضبة في ديار الأزد لبني الإواس بن الحجر، منهم. والعيرة، بالفتح: جبل بأبطح مكة. وعير: جبل آخر بمكة، يقابل الثنية المعروفة بشعب الخوز؛ كذا في المعجم. وقال الزبير بن بكار: العيرة: الجبل الذي عند الميل، على يمين الذاهب إلى منى. والعير: الجبل الذي يقابله، فهما العيرتان. وإياهما عني الحارث بن خالد المخزومي في قوله:
أقوى من ال ظليمة الحزم فالعيرتان فأوحش الخطم قال: وليس بالعير والعيرة اللتين عند مدخل مكة مما يلي خم، انتهى. وسعيد بن أبي سعيد العيار: محدث مشهور. وراعي العير: لقب والد بشر الصحابي. تكميل: قال الحارث بن حلزة اليشكري:
زعموا أن كل من ضرب العي ر موال لهـا وأنـى الـولاء هكذا أنشده الصاغاني. وفي اللسان: موال لنا. ويروى: الولاء، بالكسر. وقد اختلف في معنى العير في هذا البيت اختلافا كثيرا، حتى حكى الأزهري عن أبي عمرو بن العلاء أنه قال: مات من كان يحسن تفسير بيت الحارث بن حلزة: زعموا أن كل من ضرب العير. إلى آخره. وها أنا أجمع لك ما تشتت من أقوالهم في الكتب، لئلا يخلو هذا الكتاب عن هذه الفائدة، فقيل: العير هنا: كليب، أي أنهم قتلوه، فجعل كليبا عيرا. قال ابن دريد: وأنشد ابن الكلبي لرجل من كضلب قديم فيما ذكره، وجعل كليبا عيرا كما جعله الحارث. أيضا عيرا في شعره:
كليب العير
أيسر منك ذنبا غداة يسومنا بالفتـكـرين
فما ينجيكم مـنـا شـبـام ولا قطن ولا أهل الحجون
صفحة : 3271
كذا نقله الصاغاني. وقيل: العير: هنا سيد القوم ورئيسهم مطلقا. وقيل: بل
المراد به هو المنذر بن ماء السماء، لسيادته. وقال الصاغاني: لأن شمرا قتله
يوم عين أباغ، وشمر حنفي، فهو منهم. وقيل: المراد بالعير هنا الطبل. وقيل:
المراد معناه: كل من ضرب بجفن على عير، أي على مقلة. وقيل: المراد بالعير
الوتد، أي من ضرب وتدا من أهل العمد مطلقا. وقيل: يعني إيادا، لأنهم أصحاب
حمير. وقيل: يعني بالعير جبلا. ومنهم من خص فقال: جبلا بالحجاز، وأدخل عليه
اللام كأنه جعله من أجبل، كل واحد منها عير، أو جعل اللام زائدة على قوله:
ولقد نهيتك عن بنات الأوبر. إنما أراد: بنات أوبر، فقال: كل من ضربه أي ضرب
فيه وتدا أو نزله. وقال أبو عمرو: العير: هو الناتئ في بؤبؤ العين، ومعناه
أن كل من انتبه من نومه حتى يدور عيره جنى جناية فهو مولى لنا، يقولونه
ظلما وتجنيا. قال: ومنه قولهم: أتيتك قبل عير وما جرى، أي قبل أن ينتبه
نائم. وروى سلمة عن الفراء أنه أنشده كل من ضرب العير، بكسر العين. والعير:
الإبل، أي كل من ركب الإبل موال لنا، أي العرب كلهم موال لنا من أسفل، لأنا
أسرنا فيهم فلنا نعم عليهم. فهذه عشرة أقوال، قلما توجد في مجموع واحد،
فاظفر بها، والله أعلم