الباب العاشر: باب الراء - الفصل التاسع عشر: فصل الغين المعجمة مع الراء: الجزء الثاني

فصل الغين المعجمة مع الراء

الجزء الثاني

غ - ف - ر.
غفره يغفره غفرا: ستره. وكل شئ سترته فقد غفرته. وتقول العرب: اصبغ ثوبك بالسواد فهو أغفر لوسخه: أي أحمل له وأغطى له. وغفر المتاع: جعله في الوعاء، وقال ابن سيده: غفر المتاع في الوعاء يغفره غفرا: أدخله وستره وأوعاه، كأغفره، وكذلك غفر الشيب بالخضاب: غطاه وأغفره، قال:

حتى اكتسبت من المشيب عمامة    غفراء أغفر لونها بخـضـاب

صفحة : 3305

والغفر والمغفرة: التغطية على الذنوب والعفو عنها، وقد غفر الله ذنبه يغفره غفرا، بالفتح، وغفرة حسنة، بالكسر، عن اللحياني، ومغفرة وغفورا، الأخيرة عن اللحياني، وغفرانا، بضمهما، كقعود وعثمان، وغفيرا وغفيرة،- ومن الأخير قول بعض العرب: أسألك الغفيرة، والناقة الغزيرة، والعز في العشيرة، فإنها عليك يسيرة-: غطى عليه وعفا عنه، وقيل: الغفران والمغفرة من الله أن يصون العبد من أن يمسه العذاب. وقد يقال: غفر له، إذا تجاوز عنه في الظاهر ولم يتجاوز في الباطن، نحو قوله تعالى: قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله حققه المصنف في البصائر. واستغفره من ذنبه، ولذنبه، واستغفره إياه، على حذف الحرف: طلب منه غفره قولا وفعلا. وقوله تعالى: استغفروا ربكم إنه كان غفارا. لم يؤمروا أن يسألوه ذلك باللسان فقط، بل به وبالفعل؛ حققه المصنف في البصائر. وأنشد سيبويه:

أستغفر الله ذنبا لست محصي هرب العباد إليه القول والعمل والغفور. والغفار - والغافر -: من صفات الله تعالى، وهما من أبنية المبالغة، ومعناهما، الساتر لذنوب عباده، المتجاوز عن خطاياهم وذنوبهم. وغفر الأمر بغفرته، بالضم، وغفيرته: أصلحه بما ينبغي أن يصلح به. ويقال: ما عندهم عذيرة ولا غفيرة، أي لا يعذرون ولا يغفرون ذنبا لأحد. قال صخر الغى: يا قوم ليست فيهم غفيره فامشوا كما تمشي جمال الحيره أي مانعوا عن أنفسكم ولا تهربوا فإنهم- أي بني المصطلق- لا يغفرون ذنب أحد منكم إن ظفروا به. والمغفر، كمنبر، والمغفرة، بهاء، والغفارة، ككتابة: زرد من الدرع ينسج على قدر الرأس يلبس تحت القلنسوة، ويقال: هو رفرف البيضة أو حلق يتقنع بها، وفي بعض الأصول: به المتسلح. وقال ابن شميل: المغفر: حلق يجعلها الرجل أسفل البيضة تسبغ على العنق فتقيه. قال: وربما كان المغفر مثل القلنسوة غير أنها أوسع، يلقيها الرجل على رأسه فتبلغ الدرع ثم تلبس البيضة فوقها، فذلك المغفر يرفل على العاتقين، وربما جعل المغفر من ديباج وخز أسفل البيضة. وقرأت في كتاب الدرع والبيضة لأبي: عبيدة معمر بن المثنى التيمي ما نصه: فإذا لم تكن، يعني الدرع، صفيحا وكانت سردا- محركة وقد تحول السين زايا، فيقولون: زردا، وهو الحلق- فهي مغفر، وغفارة، مكسورة الغين، قال:

وطمرة جـرداء تـض     بر بالمدجج ذي الغفاره

صفحة : 3306

ويقال لها تسبغة، فربما كانت ظاهرة الحلق وربما بطنوها وظهروها بديباج أو خز أو بزيون، وحشوها بما كان، وربما اتخذوا فوقها قونسا من فضة وغير ذلك. انتهى. والغفارة، ككتابة: خرقة تلبسها المرأة فتغطي رأسها ما قبل منه وما دبر غير وسط رأسها. وقيل: هي خرقة تكون دون المقنعة توقى بها المرأة خمارها من الدهن. والغفارة أيضا: الرقعة التي تكون على حز القوس الذي يجري عليه الوتر، وقيل: الغفارة: جلدة تكون على رأس القوس يجري عليها الوتر، والغفارة: السحابة فوق السحابة، وفي التهذيب: سحابة تراها كأنها فوق سحابة. والغفارة: رأس الجبل. وغفارة: اسم جبل بعينه؛ عن الصاغاني. والغفر، بالفتح: البطن، قال:

هو القارب التالي له كل قـارب      وذو الصدر النامي إذا بلغ الغفرا والغفر: زئبر الثوب وما شاكله، واحدته غفرة، ويحرك، ويقال: غفر الثوب: هدبه، وهدب الخمائص، وهي القطف رقاقها ولينها، وليس هو أطراف الأردية ولا الملاحف. وغفر الثوب، كفرح، غفرا، واغفار اغفيرارا: ثار زئبره، وقال ابن القطاع: أخرج زئبره. والغفر: ولد الأروية، وضمه أكثر، والفتح قليل، ج أغفار، كقفل وأقفال وغفرة، كعنبة، وغفور، بالضم، الأخيرة عن كراع، والأنثى غفرة، وأمه مغفرة، وقد أغفرت، والجمع مغفرات، قال بشر:

وصعب يزل الغفر عن قذفاته     بحافاته بان طوال وعرعـر وقيل: الغفر اسم للواحد منها والجمع. وحكى: هذا غفر كثير، وهي أروى مغفر: لها غفر. قال ابن سيده: هكذا حكاه أبو عبيد، والصواب: أروية مغفر، لأن الأروى جمع أو اسم جمع. والغفر: منزل للقمر، ثلاثة أنجم صغار، وهي من الميزان.. والغفر: شيء كالجوالق. والغفر، بالكسر: ولد البقرة، عن الهجري، وقال ابن دريد: الغفر: زعموا دويبة، نقله الصاغاني. والغفر، بالتحريك: صغار الكلإ، وأغفرت الأرض: نبت فيها شئ منه. والغفر: شعر العنق واللحيين والقفا والجبهة. وقيل: هو شعر كالزغب يكون على ساق المرأة والجبهة ونحو ذلك، كالغفر بالفتح. قال الراجز:

قد علمت خود بساقيها الغفر ليروين أو ليبيدن الشجـر كالغفار، بالضم، وهو لغة في الغفر، محركة، قال الراجز:

تبدى نقيا زانها خمارهـا      وقسطة ما شانها غفارها

صفحة : 3307

القسطة: عظم الساق. قال الجوهري. ولست أرويه عن أحد. والغفير، هكذا هو في النسخ كأمير، والذي في اللسان وغيره: والغفر بفتح فسكون، فلينظر، وغفر الجسد وغفره وغفاره: شعره الصغار القصار، وقال أبو حنيفة: يقال: هو غفر القفا، ككتف: في قفاه غفر، وهي غفرة الوجه، إذا كان في وجهها غفر. والجماء الغفير، بالمد: البيضة التي تجمع الرأس وتضمه، قال أبو عبيدة في كتاب الدرع والبيضة: البيضة اسم جامع لما فيها من الأسماء والصفات التي من غير لفظها، وللبيضة قبائل صفائح كقبائل الرأس، تجمع أطراف بعضها إلى بعض بمسامير يشددن طرفي كل قبيلتين. إلى آخر ما قال. ويقال: جاءوا جما غفيرا، وجم الغفير، بالإضافة، وجماء الغفير، والجماء الغفير، وجماء غفيرا، ممدود في الكل، وجماء الغفيري، بالقصر، وجم الغفيرة، وجماء الغفيرة، الثلاثة ذكرهم الصاغاني، والجماء الغفيرة، وجماء غفيرضة، والجم الغفير، ويقال أيضا: جاءوا بجماء الغفير، والغفيرة، أي جاءوا جميعا، شريفهم ووضيعهم ولم يتخلف أحد، وهم كثيرون. وهو عند سيبويه، ولم يحك إلا الجماء الغفير، من الأحوال التي دخلها الألف واللام، وهو نادر. وقال الغفير وصف لازم للجماء. يعني أنك لا تقول الجماء وتسكت. والجماء الغفير: اسم وليس بفعل، إلا أنه موضوع موضع المصدر أي ينصب، كما تنصب المصادر التي هي في معناه أي مررت بهم جموما غفيرا، كقولك جاءوني جميعا وقاطبة وطرا وكافة، وأدخلوا فيه الألف واللام، كما أدخلوهما في قولهم: أوردها العراك: أي أوردها عراكا، وجعله غيره مصدرا. وأجاز ابن الأنباري فيه الرفع على تقديرهم. وقال الكسائي: العرب تنصب الجماء الغفير في التمام وترفعه في النقصان، وقد ذكر غير واحد من الأئمة هذا البحث في جمم مستقصى، وسيأتي إن شاء الله تعالى. وفي البصائر: جاء القوم جماء غفيرا، والجماء الغفير، أي بأجمعهم. والجم، والجميم: الكثير من كل شئ. وفي النهاية، في حديث أبي ذر رضي الله عنه قلت: يا رسول الله كم الرسل? قال: ثلاثمائة وخمسة عشر، جم الغفير، أي جماعة كثيرة. وغفر المريض، وكذا الجريح، يغفر غفرا، من حد ضرب، إذا قام من مرضه ثم نكس، كغفر بالضم، على ما لم يسم فاعله. وغفر العاشق: عاد عيده بعد السلوة، قال الشاعر:

خليلي إن الدار غفر لذي الهوى كما يغفر المحموم أو صاحب الكلم

صفحة : 3308

وغفر الجرح يغفر، من حد ضرب، إذا نكس وانتقض، وغفر، بالكسر، لغة فيه، ذكره ابن القطاع، وهو في اللسان أيضا. وزاد ابن القطاع: وغفر الجرح كفرح، إذا برأ، وهو من الأضداد. وهذا قد أغفله المصنف وغيره من أرباب الأفعال، فهو مستدرك عليه. وغفر الجلب السوق يغفرها غفرا: رخصها. والمغافر والمغافير: المغاثير، وهو صمغ شبيه بالناطف ينضحه العرفط، فيوضع في ثوب ثم ينضح بالماء فيشرب، وقد تقدم في غثر. الواحد مغفر، كمنبر، ومغفر، ومغفور، بضمهما، ومغفار ومغفير، بكسرهما، وقد يكون المغفور أيضا للعشر والسلم والثمام والطلح وغير ذلك. وفي التهذيب. يقال لصمغ الرمث والعرفط: مغاثير ومغافير، الواحد مغثور ومغفور، ومغفر، بالكسر. وقال ابن الأثير: المغافير: صمغ يسيل من العرفط، غير أن رائحته ليست بطيبة. وقال الليث: صمغ الإجاصة مغفار. وقال أبو عمرو: المغافير: الصمغ يكون في الرمث، وهو حلو يؤكل، واحدها مغفور. وقال ابن شميل: الرمث من بين الحمض، له مغافير، وهو شئ يسيل من طرف عيدانها مثل الدبس في لونه، وقال غيره: المغافير عسل حلو مثل الرب إلا أنه أبيض. والمغفوراء: الأرض ذات مغافير وهي ممدودة؛ قاله ابن دريد. وحكى أبو حنيفة ذلك في الرباعي. وأغفر العرفط والرمث: ظهر فيهما ذلك، وأخرج مغافيره. وتغفر، وتمغفر: اجتناها من شجرها. فمن قال: مغفر، قال: خرجنا نتغفر، ومن قال: مغفور، قال: نتمغفر. وقولهم: هذا الجنى لا أن يكد المغفر. وروى أبو عمرو: لا أن تكدى المغفرا. مثل يضرب في تفضيل الشيء قالوا: يقال ذلك لمن ينال الخير الكثير، والمغفر: هو العود من شجر الصمغ يمسح منه ما ابيض فيتخذ منه شراب طيب. وقال بعضهم: ما استدار من الصمغ يقال له المغفر، وما استطال مثل الإصبع يقال له الصعرور، وما سال منه في الأرض يقال له الذوب. وفي الحديث أن قادما قدم عليه من مكة فقال: كيف تركت الحزورة? قال: جادها المطر فأغفرت بطحاؤها، أي أن المطر نزل عليها حتى صار كالغفر من النبات. وقيل: أراد أن رمثها قد أخرجت مغافيرها. قال ابن الأثير: وهذا أشبه، ألا تراه وصف شجرها فقال وأبرم سلمها وأعذق إذخرها. وغفيرة، كجهينة: امرأة. والحسن بن غفير العطار المصري، هكذا بخط الذهبي في الديوان، ووقع بخط، الصاغاني في التكملة: البصري، والأول الصواب، كزبير: محدث، قال الحافظ في التبصير: واه كان في حدود الثلاثمائة. وقال الذهبي عن يوسف بن عدي: كذاب وضاع. وبنو غافر: بطن من بني سامة بن لؤي، منهم عطية بن جابر بن غافر الغافري. وبنو غفار، ككتاب: قبيلة من كنانةض، وهم بنو غفار بن مليل بن ضمرة بن بكر بن عبد مناة، رهط سيدنا أبي ذر جندب بن جنادة الغفاري، رضي الله عنه، وقد تقدم ذكره ثلاث مرات، ومنهم إيماء بن رحضة، وإليهم البيت، وأبو بصرة الغفاري اسمه جميل، وبنته عزة صاحبة كثير؛ وابن آبي اللحم، وأبو رهم، وغيرهم. ويقال: ما فيه غفيرة ولا عذيرة، أي لا يغفر لأحد ذنبا ولا يقبل عذرا، قال صخر الغي:

يا قوم ليست فـيهـم غـفـيره     فامشوا كما تمشي جمال الحيره

صفحة : 3309

أي تثاقلوا في سيركم ولا تخفوه، فإنهم- يعني بني المصطلق- لا يغفرون ذنب أحد منكم إن ظفروا به. والغوفر، كجوهر: البطيخ الخريفي، أو نوع منه، وعليه اقتصر الصاغاني. والغفارية، مشددة ة بمصر، كذا ذكره الصاغاني. قلت: وهما قريتان: إحداهما في الشرقية، والثانية في الجيزية. وغفر، كقفل: حصن باليمن من أعمال أبين. وأغفر النخل إغفارا: ركب البسر شئ كالقشر، قال ابن القطاع والصاغاني: وأهل المدينة يسمونه: الغفا. ومما يستدرك عليه: اغتفر ذنبه: مثل غفر، وهو غفور، وجمعه غفر. وغفره: قال غفر الله لضه. وتغافرا: دعا كل واحد منهما لصاحبه بالمغفرة. وامرأة غفور، بغير هاء. وغفر الدابة، محركة: نبات الشعر في موضع العرف. والغفر: نبات ربعي ينبت في السهل والآكام كأنه عصافير خضر قيام إذا كان أخضر، فإذا يبس فكأنه حمر غير قيام. والغفيرة: الكثرة والزيادة، وبه فسر حديث علي رضي الله عنه: إذا رأى أحدكم لأخيه غفيرة في أهل أو مال فلا يكونن له فتنة. وغفار، ككتاب: ميسم يكون على الخد. وأبو غفار المثنى بن سعيد، وأبو غفار غالب التمار. واختلف في الأخير، فقال الفلاس: إنه أبو عفان، وغفار العابد: محدثون، وآمنة بنت غفار: زوجة ابن عمر التي طلقها، وهي حائض. وكزبير: غفير بن جرير النسفي الحداد، وحسان بن علي بن غفير النسفي، وحفيده عبد الله بن أحمد ابن حسن بن حسان، وعلي بن نصر بن محمد بن غفير، وأبو ذر عبد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن غفير الهروي الحافظ: محدثون. ومن سجعات الأساس: فلان صدق قوله غفارى، وزند وعده عفاري. ومن المجاز قول زهير:

أضاعت فلم تغفر لها غفلاتها     فلاقت بيانا عند آخر معهـد أي لم تغفر السباع غفلتها عن ولدها فأكلته.

غ - ل - ر.
ومما يستدرك عليه: غلورا، بفتح فلام مشددة مضمومة وألف بعد راء: جد أبي علي الحسن بن أحمد بن عبد الله بن موسى الغافقي، سمع ببغداد ابن البطر، وطراد، وابن عمه محمد بن عبد الرحمن بن غلورا، فقيه محدث.

غ - م - ر.

صفحة : 3310

الغمر: الماء الكثير، كالغمير كأمير. قال أبو زيد: يقال للشيء إذا كثر، هذا كثير غمير. وقال ابن سيده وغيره: ماء غمر: كثير مغرق، بين الغمورة. وقال ابن الأثير: أي يغمثر من دخله ويغطيه، ج غمار وغمور، يقال: بحر غمر، وبحار غمار وغمور، ويقال: ما أشد غمورضة هذا النهر. ومن المجاز: الغمر: الكريم السخي الواسع الخلق، وجمعه غمار وغمور. ومن المجاز: الغمر من الخيل: الجواد، كما يقال: فرس بحر، وسكب، وفرس غمر: كثير العدو واسع الجري. والغمر من الثياب: السابغ الواسع، وهو مجاز. والغمر من الناس: جماعتهم ولفيفهم وزحمتهم وكثرتهم كغمرهم، محركة، وغمرتهم، وغمارتهم، بالضم، ويفتح، وجمع الغمرة غمار، وكذلك غمارهم وغمارهم يضم ويفتح، يقال: دخلت في غمار الناس وغمارهم وغمرهم وخمرهم، أي في زحمتهم وكثرتهم. ومنه حديث أويس: أكون في غمار الناس أي جمعهم المتكاثف، وقد تقدم. والغمر: من لم يجرب الأمور وهو الجاهل الغر. قال ابن سيده: ويقتاس من ذلك لكل من لا غناء عنده ولا رأى، ويثلث ويحرك، ويقال: رجل غمر وغمر: لا تجربة له بحرب، ولم تحنكه التجارب.قلت: الفتح والضم والتحريك هو المنصوص عليه في الأمهات اللغوية، وأما الكسر فغير معروف. وفاته الغمر، ككتف، والمغمر، كمعظم؛ ذكرهما صاحب اللسان. وأنشد على الأول بيت الشماخ:

لا تحسبني وإن كنت أمرءا غمراكحية الماء بين الصخر والشيد هكذا روى. قال ابن سيده: لا أدري أهو إتباع أم لغة? وجمع الغمر، بالضم، أغمار. ويصح أن يكون جمع المحرك، كسبب وأسباب. وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما: لا يغرك أن قتلت نفرا من قريش أغمارا. والمغمر من الرجال: من استجهله الناس. وقد غمر تغميرا. والغمر: اسم سيف خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، وكان قد قرأ على كعب الأحبار، وتمهر في النجوم، وعقبه بدمشق. والغمر، أيضا: اسم فرس الجحاف بن حكيم، ذكرهما الصاغاني. وفي الحديث ذكر غمر، بفتح فسكون، وهو بئر قديمة بمكة، حفرها بنو سهم. وغمر، أيضا: ع يعرف بغمر ذي كندة بينه وبينها، أي، مكة يومان، وراء وجرة، قال طرفة:

عفا من آل حبى السه    ب فالأملاح فالغمر

صفحة : 3311

والغمر، أيضا: ماء باليمامة، سمى لكثرته. وغمر: ع لطيئ. والغمر: اسم رجل من العرب، سمى به مجازا. والغمر بالضم: الزعفران، كالغمرة، بهاء وقيل: الورس. وقيل: الكركم. وقيل: الحص. وثوب مغمر: مصبوغ بالزعفران؛ ذكره ابن سيده في المحكم. قلت: وهو مستدرك على الصاغاني، فإنه استوعب أسامي الزعفران في مادة ش ع ر ولم يذكره. وقد غمرت المرأة وجهها تغميرا: أي طلت به وجهها ليصفو لونها، واغتمرت به، وتغمرت مثله. وجارية مغمرة ومتغمرة ومغتمرة: متطلية. والغمر، بالتحريك: السهك، وزنخ اللحم، وما يعلق باليد من دسمه، كالوضر من السمن. ومنه الحديث: من بات وفي يده غمر، أي الزهومة من اللحم. وقد غمرت يده من اللحم، كفرح، غمرا، فهي غمرة، أي زهمة، كما تقول من السهك: سهكة، ومنه منديل الغمر: المشوش. والغمر أيضا: الحقد والغل ويكسر، ج غمور، وقد غمر صدره، كفرح، يغمر غمرا وغمرا: غل. والغمر، كصرد: قدح صغير يتصافن به القوم في السفر إذا لم يكن معهم من الماء إلا يسير، على حصاة يلقونها في إناء، ثم يصب فيه من الماء قدر ما يغمر الحصاة، فيعطاها كل رجل منهم. وفي الحديث: أنه كان في سفر فشكى إليه العطش، فقال: أطلقوا لي غمري أي ائتوني به. وفي حديث آخر: لا تجعلوني كغمر الراكب، صلوا على أول الدعاء وأوسطه وآخره. قال ابن الأثير: الغمر: هو القعب الصغير، أراد أن الراكب يحمل رحله وأزواده، ويترك قعبه إلى آخر ترحاله، ثم يعلقه على رحله كالعلاوة، فليس عنده بمهم، فنهاهم أن يجعلوا الصلاة عليه كالغمر الذي لا يقدم في المهام، ويجعل تبعا، والغمر أصغر الأقداح، قال أعشى باهلة يرثي أخاه المنتشر بن وهب الباهلي:

تكفيه حزة فلـذ إن ألـم بـهـا     من الشواء ويروى شربه الغمر وقال ابن شميل: الغمر: يأخذ كيلجتين أو ثلاثا، والقعب أعظم منه، وهو يروى الرجل. وجمع الغمر أغمار. وغمره تغميرا: سقاه به. وتغمر: شرب به، وفي الحديث: أما الخيل فغمروها، وأما الرجال فأرووهم وقيل التغمر: أقل الشرب دون الري، وهو منه. ومن المجاز: رجل غمر الرداء، بالفتح، وكذلك غمر الخلق، أي كثير المعروف سخي واسع الخلق، وإن كان رداؤه صغيرا، وهو بين الغمورة، بالضم، من قوم غمار وغمور، قال كثير:

غمر الرداء إذا تبسم ضاحكا      غلقت لضحكته رقاب المال

صفحة : 3312

وفي كلام المصنف نظر من وجهين: الأول أنه ذكر أولا الغمر وقال فيه: الكريم الواسع الخلق، وهو بعينه معنى غمر الرداء وغمر الخلق. فلو ذكرهما في محل واحد كان حسنا. والثاني أنه ذكر هنا غمر الخلق، ولم يفسره، فإن قوله كثير المعروف سخي هو تفسير غمر الرداء. فلو قال: واسع الخلق، كان تفسرا لهما كما هو ظاهر، فتأمل. وغمر الماء يغمر، من حد نصر كما في سائر النسخ، ووجد في بعض أمهات اللغة مضبوطا بضم الميم، غمارة بالفتح، وغمورة، بالضم: كثر. زاد في البصائر: حتى ستر مقره. وغمرة الماء يغمره، من حد نصر، غمرا، واغتمره: غطاه وستره. ومنه سمي الماء الكثير: غمرا، لأنه يغمر من دخله ويغطيه. ومن المجاز: جيش يغتمر كل شيء، أي يغطيه. ونخل مغتمر: يشرب في الغمرة، عن أبي حنيفة، وأنشد قول لبيد في صفة نخل:

يشربن رفها عراكا غير صادرة     فكلها كارع في الماء مغتمـر قلت ولم يذكر المصنف الغمرة وأحال عليه هنا، وهو مثل الغمر الماء الكثير. ورجل مغتمر: سكران، نقله الصاغاني، كأنه اغتمره السكر، أي غطى على عقله وستره. والمغمور: الخامل، وفي حديث حجير: إنني لمغمور فيهم أي لست بمشهور، كأنهم قد غمروه، أي علوه بفضلهم. وتغمر البعير: لم يرو من الماء، وكذلك العير. وقد غمره الشرب. قال الشاعر:

ولست بصادر عن بيت جاري     صدور العير غمره الورود والغامر من الأرض والدور: خلاف العامر، وهو الخراب لأن الماء قد غمره فلا تمكن زراعته، أو كبسه الرمل والتراب، أو غلب عليه النز فنبت فيه الأباء والبردى فلا ينبت شيئا، وقيل له غامر لأنه ذو غمر من الماء، وغيره الذي غمره، كما يقال هم ناصب أي ذو نصب. وبه فسر حديث عمر رضي الله عنه: أنه مسح السواد: عامره وغامره. فقيل: إنه أراد عامره وخرابه. وفي حديث آخر: أنه جعل على كل جريب عامر أو غامر درهما وقفيزا وإنما فعل ذلك رضي الله عنه لئلا يقصر الناس في المزارعة؛ قاله الأزهري. أو الغامر من الأرض: كلها ما لم تستخرج حتى تصلح للزراعة والغرس. وقيل: هو ما لم يزرع مما يحتمل الزراعة، وإنما قيل له غامر لأن الماء يبلغه فيغمره، وهو فاعل بمعنى مفعول، كقولهم: سر كاتم، وماء دافق، وإنما بني على فاعل ليقابل به العامر، وما لا يبلغه الماء من موات الأرض لا يقال له غامر؛ قاله أبو حنيفة. وفي بعض النسخ: والأرض كلها، بالواو. والغامرة، بهاء: النخل التي لا تحتاج إلى السقي، قاله أبو حنيفة. قال الأزهري: ولم أجد هذا القول معروفا. ومن المجاز: غمرة الشيء، بالفتح: شدته ومنهمكه، كغمرة الهم والموت ونحوهما، ومزدحمه والأخير يستعمل في الماء والناس ج غمرات، محركة، وغمار، بالكسر. قلت: وتجمع الغمرة أيضا على غمر، مثل نوبة ونوب، قال القطامي ويذكر الطوفان:

إلى الجودى حتى صار حجرا      وحان لتالك الغمر انحسـار الحجر: الممنوع الذي له حاجز، قال ابن سيده: وجمع السلامة أكثر. وغمرات الحرب، وغمارها: شدائدها. قال:

وفارس في غمار الموت منغمس     إذا تألى على مكروهة صدقـا

صفحة : 3313

ويقال: هو في غمرة من لهو وشبيبة وسكر، وكله على المثل. وكذا قوله تعالى: فذرهم في غمرتهم حتى حين. قال الفراء: أي في جهلهم. وقال الزجاج: وقرئ في غمراتهم أي في عمايتهم وحيرتهم. وكذلك قوله تعالى: بل قلوبهم في غمرة من هذا. أي في عماية. وقال القتيبي: أي في غطاء، وغفلة، وقال الليث: الغمرة: منهمك الباطل. وغمرة الموت: شدة همومه. وغمرات جهنم: المواضعث التي تكثر فيها النار. والمغامر والمغمر، بضمهما: الملقى بنفسه فيها، أي في الغمرات. واغتمر في الشيء: اغتمس، كانغمر في الماء. وطعام مغتمر، إذا لم ينق، وكان بقشره، هكذا ذكروه هنا، وضبطوه على صيغة اسم الفاعل من اغتمر. والظاهر أنه مغتمر، كمدحرج، وقد تقدم ذلك بعينه في غ ث م ر: طعام مغثمر، بقشره، أي لم ينخل ولم ينق، عن ابن السكيت. وفي غ ذ م ر عن أبي زيد ما يقرب ذلك فلعل الذي هنا لغة في الذي سبق، فتأمل. والغمير، كأمير: حب البهمي الساقط من سنبله حين ييبس؛ قاله أبو حنيفة، أو الغمير: نبات أخضر قد غمره اليبيس؛ قاله الجوهري، وأنشد لزهير يصف وحشا:

ثلاث كأقواس السراء ونـاشـط      قد اخضر من لس الغمير جحافله وفي حديث عمرو بن حريث: أصابنا مطر ظهر منه الغمير. وكذا في حديث قس: وغمير حوذان قيل: هو المستور بالحوذان لكثرة نباته، أو الغمير: ما كان في الأرض من خضرة قليلا إما ريحة أو نباتا، أو الغمير: الأخضر الذي غمره اليبيس، يذهبون إلى اشتقاقه، وليس بقوي، أو الغمير: النبت ينبت في أصل النبت حتى يغمره الأول، ج أغمراء. وقيل: الغمير: شئ يخرج في البهمي في أول المطر رطبا في يابس، ولا يعرف الغمير في غير البهمي. وقال أبو عبيدة: الغميرة: الرطبة والقت اليابس والشعير تعلفه الخيل عند تضميرها. وتغمرت الماشية: أكلتها، هكذا في النسخ، والصواب أكلته، أي الغمير، أو الضمير راجع إلى الغميرة، ولم يذكرها المصنف، فتأمل. وغمرة، بالفتح: منهل بطريق مكة، شرفها الله تعالى، فصل ما بين تهامة ونجد، قاله الأزهري. وقال الصاغاني: وقد وردتها. والغمير، كزبير: ع قرب ذات عرق، بينها وبين البستان، وقضبله بميلين قبر أبي رغال. وقال امرؤ القيس:

كأثل من الأعراض من دون بيشة     ودون الغمير عامدات لغضـورا

صفحة : 3314

والغمير أيضا: ع بديار بني كلاب، عند الثلبوت. والغمير: ماء بأجأ لطيئ، قيل: هو الموضع الذي ذكره المصنف آنفا، يقال فيه الغمر والغمير. والغمار، ككتاب: واد بنجد، وذو الغمار: ع، نقله الصاغاني. والغمران، بالفتح: ع ببلاد بني أسد، هكذا نقله الصاغاني، وضبطه بكسر النون. والغمرية: ماء لعبس بن بغيض ابن ريث بن غطفان. والغمرة، كزنخة: ثوب أسود تلبسه العبيد والإماء، نقله الصاغاني.وغمر به تغميرا: دفعه أو رماه. وعبارة الصاغاني: والتغمير بالشيء: الرمي به، وهو الدفع. وفي الحديث: أما الخيل فغمروها، وأما الرجال فأرووهم. يقال: غمر فرسه تغميرا: سقاه في الغمر، وهو القدح الصغير، وذلك لضيق الماء فهو مغمر، قال الكميت: بها نقع المغمر والعذوب. قال ابن سيده: وحكى ابن الأعرابي: غمره أصحنا: سقاه إياها. فعداه إلى مفعولين. وذو غمر، كصرد: ع بنجءد. قال عكاشة بن أبي مسعدة:

حيث تلاقى واسـط وذو أمـر      وحيث لاقت ذات كهف ذا غمر ويقال: أغمرني الحر، أي فتر فاجترأت عليه وركبت الطريق. هكذا حكاها أبو عمرو. ثم شك فقال: أظنه بالزاي معجمة؛ قاله الصاغاني. وهضب اليغامر، وفي بعض النسخ اليغامير: ع، هكذا نقله المصنف، ولعله هضب اليعامير، بالعين، وقد تقدم في محله فليتأمل. ولم يذكرهما ياقوت في معجمه. ومما يستدرك عليه: موت الغمر: الغرق. وغمره القوم يغمرونه، إذا علوه شرفا وفضلا. ورجل غمرة: قوي الرأي عند الشدائد. وشجاع مغامر: يغشى غمرات الموت. والمغامر: المخاصم أو الداخل في غمرة الخصومة، أي معظمها، وقيل: هو من الغمر بالكسر، وهو الحقد، أي المحاقد. وقد حديث الخندق: حتى أغمر بطنه، أي وارى التراب جلده وستره. وغمر عليه، بالضم: أي أغمي. والغمر، بالكسر: العطش، وجمعه الأغمار، قال العجاج:

حتى إذا ما بلت الأغمـارا     ريا ولما تقصع الأصرارا وتغمر: شرب من الماء قليلا. وامرأة غمرة، كفرحة: غر. وغامره: باطشه وقاتله، ولم يبال الموت. والغمرة: تطلى به العروس، تتخذ من الورس. قال أبو العميثل: الغمرة والغمنة واحد. وقال أبو سعيد: هو تمر ولبن يطلى به وجه المرأة ويداها حتى ترق بشرتها، وجمعه الغمر والغمن. وذات الغمر وذو الغمر: موضعان. قال الشاعر:

هجرتك أياما بذي الغمر إننـي     على هجر أيام بذي الغمر نادم وغمر وغمير وغامر: أسماء. والمغمور: المقهور. والمغمور. الممطور. وليل غمر: شديد الظلمة، قال الراجز يصف إبلا:

يجتبن أثناء بـهـيم غـمـر    داجى الرواقين غداف الستر ورجل غمر البديهة، إذا كان يفاجى بالنوال الواسع. قال الطرماح:

غمر البديهة بالـنـوا     ل إذا غدا سبط الأنامل

صفحة : 3315

وكلاهما مجاز. وفلان مغمور النسب: غير مشهوره، كأن غيره علاه فيه. ويقال: فيه غمارة وغرارة. ورأيته قد غمر الجماجم بطول قوامه وهو أغمرهم به، أي أوسعهم فضلا. وبلت الإبل أغمارها، إذا شربت شربا قليلا، وهو جمع غمر، بالكسر، كأن لها أغمارا قد بلتها، وهو مجاز. وغمارة، كثمامة: عين ماء بالبادية، نسب إلى غمارة من ولد جرير؛ نقله الأزهري. وغمر بن يزيد بن عبد الملك بن مروان، والغمر بن ضرار الضبى، والغمر بن أبي الغمر، والغمر بن المبارك، وأبو الغمر عبدون بن محمد الجهنى، وأبو الغمر محمد بن مسلم، وأبو زيد عبد الرحمن بن الغمر، وأحمد بن عبد الله بن أبي الغمر، وإبراهيم بن الغمر بن الحصين القتباني، وأحمد بن الغمر الدمشقي، والحارث بن الغمر الحمصي، والغمر بن محمد، وخزرج بن علي بن العباس بن الغمر أبو طالب البغدادي، وأحمد بن شجاع بن غمر الأندلسي، ومكي بن محمد بن الغمر المؤدب، وأحمد بن الغمر بن محمد القاضي الأبيوردي، وأبو القاسم عبد المنعم ابن علي بن أحمد بن القاسم بن الغمر الكلابي، وأحمد بن شجاع ابن غمرو، بالواو هكذا، وبغير أل، من أهل الأندلس، وأبو الغمرون موسى ابن إسماعيل الإخميمي، وإسماعيل بن فليح الغمري الغافقي، ومنهم من ضبطه بالضم أيضا، والوليد بن بكر الغمري الأندلسي السرقسطي الحافظ الرحال، وأبو القاسم علي بن محمود الغمري القصار البغدادي، وصدقة بن أبي الحسن الغمري، وعبد الملك بن محمد بن سليمان الغمري، وأبو الغصين الغمري: محدثون. وغمارة، بالضم: قبيلة من البربر، ومنها الحسن بن عبد الكريم بن عبد السلام الغماري المقرئ، سبط زيادة. ومنية الغمر: قرية كبيرة من قرى مصر، على شاطئ النيل، وقد دخلتها.

غ - م - ج - ر.
الغمجار، بالكسر، أهمله الجوهري. وقال الليث: غراء يجعل على القوس من وهى بها، وقد غمجرها، وهي الغمجرة. ورواه ثعلب عن ابن الأعرابي: قمجار، بالقاف. وغمجر المطر الروضة غمجرة: ملأها. وغمجر. الماء: تابع جرعه، هكذا في النسخ. وفي التكملة: جريه ولكن في تهذيب ابن القطاع: الغمجرة: تتابع الجرع، يصحح ما للمصنف.

غ - م - ذ - ر.
الغميذر، كسفرجل، والذال معجمة كما في النسخ، ومثله في التكملة، قال الأزهري: وكان ابن الأعرابي قال مرة، الغميذر بالذال المعجمة، ثم رجع عنه. وقد أهمله الجوهري. وقال أبو العباس: هو المخلط في كلامه وفعاله. والغميذر أيضا: من لا يفهم شيئا، هكذا نقله الصاغاني وتبعه المصنف. وأظنه أخذه من تفسير ابن الأعرابي للبيت الآتي ذكره، وهو تفسير للمدكوك لا الغميذر، وقد غلط الصاغاني، فتأمل. وقيل: الغميذر الناعم السمين. وقال أبو عمر: هو بالعين المهملة، وقيل: هو السمين المنعم وقيل: الممتلئ سمنا. أنشد ابن الأعرابي:

لله در أبيك رب غـمـيذر     حسن الرواء، وقلبه مدكوك قال المدكوك: الذي لا يفهم شيئا. وقيل: الغميذر: الشاب الريان شبابا، وأنشد ثعلب:

لا يبعدن عصر الشباب الأنضر     والخبط في غيسانه الغمـيذر

صفحة : 3316

وغمذر غمذرة، وكذا غذرم غذرمة، إذا كال فأكثر نقله الصاغاني هنا، والأزهري في ترجمة غذرم.

غ - ن - ج - ر.
غنجار، بالضم، أهمله الجوهري والصاغاني وصاحب اللسان، وهو لقب أبي أحمد عيسى بن موسى التيمي مولاهم البخاري، صدوق، روى عن مالك والسفيانين والليث، وعنه ابن المبارك وآدم بن أبي إياس، ومحمد بن سلام البيكندي، توفي. سنة 185. وقال إسحاق بن حمزة: سبع وثمانين أو آخر ست وثمانين. وقال ابن القراب: بسرخس، وإنما لقب به لحمرة وجنتيه. قلت كأنه معرب: غنجه آر. وقد غفل عنه المصنف، وهو واجب الذكر. وأبو عبد الله محمد بن أبي بكر أحمد بن محمد بن سليمان ابن كامل البخاري صاحب تاريخ بخارى، وإنما قيل له غنجار لطلبه حديث غنجار المقدم ذكره، حدث عن أبي صالح الخيام وغيره، وعنه أبو المظفر هناد بن إبراهيم النسفي، وتوفى سنة 412. ومما يستدرك عليه: غنجير، بالفتح: قرية بصغد سمرقند، ومنها أبو الفضل محمد ابن ماجد بن عصمة الفقيه الغنجيري، روى عن أبي أحمد الحاكم وغيره.

غ - ن - ف - ر.
الغنافر، بالضم: المغفل، والضبعان الكثير الشعر، أهمله الجوهري، وأورده الصاغاني في ترجمة غفر بناء على أن النون زائدة، وهو الحق، وأهمله أيضا صاحب اللسان، فلم يذكره هنا ولا في غفر. قال القرافي: على أن حق هذه المادة أن تذكر بعد غ ن د ر. ومما يستدرك عليه: غنفر، كجعفر: جد أبي محمد الحسن بن بشر بن إسماعيل بن غدق ابن حبتر بن غنفر، شيخ مصري لعبد الغني بن سعيد، ويقال فيه بالعين المهملة.

غ - ن - ث - ر.
تغنثر بالماء، أهمله الجوهري هنا واستطرده في غ ث ر على عادته، وقد تقدم هناك أن معناه: شربه بلا شهوة كغنثر، والنون زائدة، وهناك ذكره الصاغاني أيضا، فلا يكون مثل هذا مستدركا على الجوهري والغنثرضة: ضفو الرأس وكثرة الشعر، قد تقدمت هذه العبارة بعينها في غ ث ر وذكره الصاغاني أيضا هناك، فإعادته هنا تكرار. وتقدم أيضا ذكر الحديث أن أبا بكر رضي الله عنه قال لابنه عبد الرحمن، وقد وبخه: يا غنثر، وضبطوه كجعفر، وجندب، وقنفذ، وروى الصاغاني أيضا بالمثناة الفوقية والعين: وهو شتم، أي جاهل، من الغثارة، وهو الجهل، أو يا أحمق، من الغثراء، وهي الضبع، وقد توصف بالحمق، أو يا ثقيل، وهو الذي فسره به الأزهري، أو يا سفيه، أو يا لئيم. والنون زائدة، ويروى أيضا بالعين المهملة، وقد تقدم. ومما يستدرك عليه هنا: الغنثر: ماء بعينه، عن ابن جنى.

غ - ن - د - ر.
غلام غندر، كجندب وقنفذ، أهمله الجوهري، وذكره الصاغاني في آخر ترجمة غدر لأن النون زائدة، وقال ابن دريد: سمين غليظ. وقال غيره: غلام غندر، وغندر، وغميدر: ناعم. ويقال للمبرم الملح: يا غندر. وهو أيضا لقب محمد بن جعفر بن الحسين بن محمد أبي بكر البصري الحافظ المفيد، صاحب شعبة بن الحجاج، وقال المبرد: لأنه أكثر السؤال أي استفهاما لا تعنتا. في مجلس ابن جريح حين قدم البصرة وأملى، فقال له: ما تريد يا غندر، فلزمه هذا اللقب وغلب عليه. وقد ترجمه الخطيب في التاريخ فأطال إلى أن قال: استدعى من مرو إلى بخارى ليحدث بها، فمات بالمفازة سنة370. قلت: والغندور، كزنبور: الغلام الحسن الشباب، والعامة تفتحه.

صفحة : 3317

غ - م - ر.
الغور، بالفتح: القعر من كل شيء وعمقه وبعده. ورجل بعيد الغور: أي قعير الرأي جيده. وفي الحديث أنه سمع ناسا يذكرون في القدر فقال: إنكم قد أخذتم في شعبين بعيدي الغور، أي يبعد أن تدركوا حقيقة علمه، كالماء الغائر الذي لا يقدر عليه. ومنه حديث: ومن أبعد غورا في الباطل مني? كالغوري، كسكرى، ومنه حديث طهفة بن أبي زهير النهدي، رضي الله عنه: أتيناك يا رسول الله من غورى تهامة بأكوار الميس، ترتمي بنا العيس. وغور تهامة: ما بين ذات عرق- منزل لحاج العراق وهو الحد بين نجد وتهامة- إلى البحر، وقيل: الغور: تهامة وما يلي اليمن. وقال الأصمعي: ما بين ذات عرق إلى البحر غور تهامة. وقال الباهلي: كل ما انحدر مسيله مغربا عن تهامة فهو غور. والغور: ع منخفض بين القدس وحوران، مسيرة ثلاثة أيام في عرض فرسخين وفيه الكثيب الأحمر الذي دفن في سفحه سيدنا موسى الكليم، عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والتسليم، وقد تشرفت بزيارته. والغور: ع بديار بني سليم. والغور: أيضا ماء لبني العدوية. والغور: إتيان الغور، كالغؤور، كقعود والإغارة والتغوير والتغور يقال: غار القوم غورا وغؤورا، وأغاروا، وغوروا، وتغوروا: أتوا الغور، قال جرير:

يا أم حزرة ما رأينا مثلـكـم     في المنجدين ولا بغور الغائر وقال الأعشى:

نبي يرى ما لا ترون، وذكره     أغار لعمري في البلاد وأنجدا

صفحة : 3318

وقيل: غاروا وأغاروا: أخذوا نحو الغور. قال الفراء: أغار: لغة في غار. واحتج ببيت الأعشى. قال صاحب اللسان: وقد روى بيت الأعشى مخروم النصف: غار لعمري في البلاد وأنجدا. وقال الجوهري: غار يغور غورا، أي أتى الغور، فهوغائر، قال: ولا يقال: أغار. وقد اختلف في معنى قوله: أغار لعمري في البلاد وأنجدا. فقال الأصمعي: أغار، بمعنى أسرع، وأنجد، أي ارتفع، ولم يرد أتى الغور ولا نجدا. قال: وليس عنده في إتيان الغور إلا غار. وزعم الفراء أنها لغة، واحتج بهذا البيت. انتهى. قلت: وقال ابن القطاع في التهذيب: وروى الأصمعي: أغار لعمري في البلاد وأنجدا. وقال لو ثبتت الرواية الأولى لكان أغار ها هنا بمعنى أسرع، وأنجد ارتفع، ولم يرد أتى الغور ونجدا. وليس يجوز عند في إتيان الغور إلا غار. انتهى. قلت: وناس يقولون: أغار وأنجد، فإذا أفردوا قالوا: غار، كما قالوا، هنأني الطعام ومرأني فإذا أفردوا قالوا: أمرأني. وقال ابن الأعرابي: تقول: ما أدري: أغار فلان أم مار. أغار: أتى الغور. ومار: أتى نجدا. وقال ابن الأثير: يقال: غار: إذا أتى الغور، وأغار أيضا، وهي لغة قليلة. والتغوير: إتيان الغور. يقال: غورنا وغرنا، بمعنى. والغور، أيضا: الدخول في الشيء، كالغؤور، كقعود، والغيار، ككتاب الأخيرة عن سيبويه. ويقال: إنك غرت في غيءر مغار، أي دخلت في غير مدخل. والغور، أيضا: ذهاب الماء في الأرض، كالتغوير، يقال: غار الماء غورا وغؤورا وغور: ذهب في الأرض وسفل فيها. وقال ابن القطاع: غاض. واقتصر على المصدر الأول. وقال اللحياني: غار الماء وغور: ذهب في العيون. والغور: الماء الغائر، وصف بالمصدر. وفي التنزيل العزيز قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا. سماه بالمصدر، كما يقال: ماء سكب، وأذن حشر، ودرهم ضرب. والغور المطمئن من الأرض، ومثل الكهف في الجبل كالسرب، كالمغارة، والمغار، ويضمان، والغار وفي التنزيل العزيز لو يجدون ملجأ أو مغارات أو مدخلا. وغارت الشمس تغور غيارا، بالكسر، وغؤورا، بالضم، وغورت: غابت، وكذلك القمر والنجوم، قال أبو ذؤيب:

هل الدهر إلا ليلة ونهارهـا     وإلا طلوع الشمس ثم غيارها أو الغار: كالبيت في الجبل، قاله اللحياني، أو المنخفض فيه، قاله ثعلب، أو كل مطمئن من الأرض غار، قال الشاعر:

تؤم سـنـانـا وكـم دونـه     من الأرض محدودبا غارها أو هو الجحر الذي يأوي إليه الوحشي، ج، أي الجمع من كل ذلك، القليل أغوار، عن ابن جنى والكثير غيران. وتصغير الغار غوير. والغار: ما خلف الفراشة من أعلى الفم، أو الأخدود الذي بين اللحيين، أو هو داخل الفم وقيل: غار الفم: نطعاه في الحنكين. والغار: الجماعة من الناس. وقال ابن سيده: الجمع الكثير من الناس. والغار: ورق الكرم، وبه فسر بعضهم قول الأخطل:

آلت إلى النصف من كلفاء أثأفها    علج ولثمها بالجفن والـغـار والغار: ضرب من الشجر. وقيل: شجر عظام له ورق طوال، أطول من ورق الخلاف، وحمل أصغر من البندق، أضسود القشر، له لب يقع في الدواء، وورقه طيب الريح يقع في العطر، يقال لثمره الدهمشت، واحدته غارة، ومنه دهن الغار، قال عدي بن زيد:

صفحة : 3319

رب نار بت أرمقهـا     تقضم الهندي والغارا والغار:الغبار، عن كراع. والغار: بن جبلة المحدث، هكذا ضبطه البخاري، وقال حديثه منكر في طلاق المكره. أو هو بالزاي المعجمة، وهو قول غير البخاري قلت: روى عنه يحيى الوحاظي وجماعة، وضبطه الذهبي في الديوان، فقال: غازي بن جبلة، بزاي وياء، وفيه: وقال البخاري: الغار براء. والغار: مكيال لأهل نسف، وهو مائة قفيز، نقله الصاغاني. والغار: الجيش الكثير، يقال: التقى الغاران، أي الجيشان. ومنه قول الأحنف في انصراف الزبير عن وقعة الجمل: وما أصنع به أن كان جمع بين غارين من الناس ثم تركهم وذهب. والغار: لغة في الغيرة، بالكسر، يقال: فلان شديد الغار على أهله، أي الغيرة. وقال ابن القطاع: غار الرجل على أهله يغار غيرة وغارا. وقال أبو ذؤيب، يشبه غليان القدر بصخب الضرائر:

لهن نشيج بالنشـيل كـأنـهـا     ضرائر حرمى تفاحش غارها والغاران: الفم والفرج، وقيل: هما البطن والفرج، ومنه قيل: المرء يسعى لغاريه، وهو مجاز. قال الشاعر:

ألم تر أن الدهر يوم وليلة وأن الفتى يسعى لغاريه دائبا قال الصاغاني: هكذا وقع في المجمل والإصلاح، وتبعهم الجوهري، والرواية عانيا والقافية يائيه والشعر لزهير بن جناب الكلبي. وقال ابن سيده: الغاران: العظمان اللذان فيهما العينان. وأغار الرجل: عجل في المشي وأسرع؛ قاله الأصمعي، وبه فسر بيت الأعشى السابق. وأغار: شد الفتل، ومنه: حبل مغار: محكم الفتل، وشديد الغارة، أي شديد الفتل. وأغار: ذهب في الأرض، والاسم الغارة. وأغار على القوم غارة وإغارة. دفع عليهم الخيل، وقيل: الإغارة المصدر، والغارة الاسم من الإغارة على العدو. قال ابن سيده: وهو الصحيح. وأغار على العدو يغير إغارة ومغارا، كاستغار. وأغار الفرس إغارة وغارة: اشتد عدوه وأسرع في الغارة وغيرها، وفرس مغار: يسرع العدو.وغارته: شدة عدوه. ومنه قوله تعالى: فالمغيرات صبحا. قلت: ويمكن أن يفسر به قول الطرماح السابق: أحق الخيل بالركض المغار. وأغار فلان ببني فلان: جاءهم لينصروه ويغيثوه، وقد يعدى بإلى، فيقال: جاءهم لينصرهم أو لينصروه، قال ابن القطاع. ويقال: أغار إغارة الثعلب، إذا أسرع ودفع في عدوه. ومنه قولهم في حديث الحج: أشرق ثبير كيما نغير أي ننفر ونسرع إلى النحر وندفع للحجارة. وقال يعقوب: الإغارة هنا: الدفع، أي ندفع للنفر. وقيل: أراد: نغير على لحوم الأضاحي، من الإغارة: النهب. وقيل: ندخل في الغور، وهو المنخفض من الأرض، على لغة من قال: أغار، إذا أتى الغور. ورجل مغوار، بين الغوار، بكسرهما: مقاتل كثير الغارات، وكذلك المغاور. وغارهم الله تعالى يغورهم ويغيرهم غيارا: مارهم، وبخير: أصابهم بخصب ومطر وسقاهم، وبرزق: أتاهم. وغارهم أيضا: نفعهم قاله ابن القطاع. والاسم الغيرة بالكسر، يائية وواوية، وسيذكر في الياء أيضا، وهو مجاز. وغار النهار: اشتد حره. ومنه: الغائرة، قال ذو الرمة:

نزلنا وقد غار النهـار وأوقـدت     علينا حصى المعزاء شمس تنالها ومن المجاز: استغور الله تعالى، أي سأله الغيرة، بالكسر، أنشد ثعلب:

صفحة : 3320

فلا تعجلا واستغورا الله إنـه     إذا الله سنى عقد شيء تيسرا ثم فسره فقال: استغورا، من الغيرة، وهي الميرة. قال ابن سيده: وعندي أن معناه اسألوه الخصب. وقد غار لهم غيارا: مارهم ونفعهم، وكذا غارهم غيارا. ويقال: ذهب فلان يغير أضهله، أي يميرهم، ومن ذلك قولهم: اللهم غرنا، بكسر الغين وضمها من يغور ويغير، بغيث. وكذا بخير ومطر: أغثنا به وأعطنا إياه واسقنا به، وسيذكر في الياء أيضا. والغائرة: القائلة. والغائرة: نصف النهار، من قولهم: غار النهار، إذا اشتد حره. والتغوير: القيلولة. وغور تغويرا: دخل فيه، أي نصف النهار. ويقال أيضا: غور تغويرا، إذا نزل فيه للقائلة. ومن سجعات الأساس: غوروا ساعة ثم ثوروا. قال جرير:

أنخن لتغوير وقد وقد الحـصـى    وذاب لعاب الشمس فوق الجماجم وغار نجمك غيارا وتغور. قال لبيد:

سريت بهم حتى تغور نجمـهـم    وقال النعوس نور الصبح فاذهب وقال امرؤ القيس يصف الكلاب والثور.

وغورن في ظل الغضا وتركنه     كقرم الهجان الفادر المتشمس وقال ابن الأعرابي: المغور: النازل نصف النهار هنيهة ثم يرحل. ويقال أيضا: غور تغويرا، إذا نام فيه، أي نصف النهار، كغار، ومنه حديث السائب، لما ورد على عمر رضي الله عنه بفتح نهاوند، قال: ويحك: ما وراءك: فوالله ما بت هذه الليلة إلا تغويرا يريد النومة القليلة التي تكون عند القائلة. ومن رواه تغويرا جعله من الغرار، وهو النوم القليل. ويقال أيضا: غور تغويرا: سار فيه، قال ابن شميل: التغوير: أن يسير الراكب إلى الزوال ثم ينزل. وقال الليث: التغوير: يكون نزولا للقائلة، ويكون سيرا في ذلك الوقت، والحجة للنزول قول الراعي:

ونحن إلى دثفوف مغـورات      تقيس على الحصى نطفا بقينا وقال ذو الرمة في التغوير، فجعله سيرا:

براهن تغويري إذا الآل أرفلتبه الشمس أزر الحزورات العوانك ورواه أبو عمرو: أرقلت، أي حركت. وفرس مغار: شديد المفاصل. واستغار الشحم فيه، أي في الفرس: استطار وسمن؛ وفي كلام المصنف نظر، إذ لم يذكر آنفا الفرس حتى يرجع إليه الضمير كما تراه، وأحسن منه قول الجوهري: استغار أي سمن ودخل فيه الشحم، وهو تفسير لقول الراعي:

رعته أشهرا وخلا عليها     فطار الني فيه واستغارا

صفحة : 3321

ويروى: فسار الني فيها، أي ارتفع. واستغار، أي هبط. وهذا كما يقال: تصوب الحسن عليها وارتقى. قال الأزهري: معنى استغار في بيت الراعي هذا، أي اشتد وصلب، يعني شحم الناقة ولحمها إذا اكتنز، كما يستغير الحبل إذا أغير، أي اشتد فتله. وقال بعضهم: استغار شحم البعير، إذا دخل جوفه. قال: والقول الأول. واستغارت الجرحة والقرحة: تورمت. ومغيرة، بضم وتكسر الميم في لغة بعضهم، وليس إتباعا لحرف الحلق كشعير وبعير كما قيل: اسم. ومنهم مغيرة بن عمرو بن الأخنس، هكذا في سائر النسخ، والمعروف عند المحدثين أنه مغيرة بن الأخنس بن شريق الثقفي، من بني غيرة بن عوف بن ثقيف، حليف بني زهرة، قتل يوم الدار؛ كذا في أنساب ابن الكلبي. ومثله معجم ابن فهد، والتجريد للذهبي. وفي بعض النسخ: وابن الأخنس وهذا يصح لو أن هناك في الصحابة من اسمه مغيرة بن عمرو، فليتأمل. ومغيرة بن الحارث بن عبد المطلب، مشهور بكنيته، سماه جماعة، منهم الزبير بن بكار وابن الكلبي، وقد وهم ابن عبد البرفي الاستيعاب هنا، فجعله أخا أبي سفيان، فتنبه. وفي الصحابة رجل آخر اسمه المغيرة بن الحارث الحضرمي. ومغيرة بن سلمان الخزاعي، روى عنه حميد الطويل، وحديثه في سنن النسائي مرسل. ومغيرة بن شعبة بن أبي عامر بن مسعود بن معتب الثقفي، من بني معتب بن عوف، وهو مشهور. ومغيرة بن نوفل بن الحارث ابن عبد المطلب، له رواية. ومغيرة بن أبي ذئب هشام ابن شعبة القرشي العامري، ولد عام الفتح، وروى عن عمر، وهو جد الفقيه محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن أبي ذئب المدني: صحابيون، رضي الله عنهم. وفاته من الصحابة مغيرة بن رويبة روى عنه أبو إسحاق، خرج له ابن قانع؛ ومغيرة بن شهاب المخزومي، قيل: إنه ولد سنة اثنتين من الهجرة. وفي المحدثين خلق كثير اسمهم المغيرة. والغورة: الشمس، عن ابن الأعرابي. ومنه قول امرأة من العرب لبنت لها: هي تشفيني من الصورة، وتسترني من الغورة. وقد تقدم أيضا في الصاد. والغورة: الغائرة، وهي القائلة، نقله الصاغاني. والغورة: ع بناحية السماوة. وغورة، بالضم: ة عند باب هراة، وهو غورجي، على غير قياس قاله الصاغاني. وإليها نسب الإمام أبو بكر أحمد بن عبد الصمد، روى عن عبد الجبار بن محمد بن أحمد الجراحي الغورجي، راوية سنن الترمذي، حدث عنه أبو الفتح عبد الملك بن أبي سهل الكروخي، وتوفي، سنة 481. والغور، بلاهاء: ناحية متسعة بالعجم، وإليها نسب السلطان شهاب الدين الغوري وآل بيته ملوك الهند ورؤساؤها. وقال ابن الأثير: هي بلاد في الجبال بخراسان، قريبة من هراة. ومنها أبو القاسم فارس ابن محمد بن محمود الغوري، حدث عن الباغندي. والغور أيضا: مكيال لأهل خوارزم وهو اثنا عشر سخا والسخ: أربعة وعشرون منا؛ كذا نقله الصاغاني. وتغاوروا: أغار بعضهم على بعض وكذا غاوروا مغاورة. والغوير: كزبير: ماء، م معروف لبني كلب بن وبرة، بناحية السماوة، ومنه قول الزباء، تكلمت به لما وجهت قصيرا اللخمي بالعير إلى العراق ليحمل لها من بزه، وكان قصير يطلبها بثأر جذيمة الأبرش، فحمل الأجمال صناديق فيها الرجال والسلاح، ثم

صفحة : 3322

تنكب قصير بالأجمال، هكذا بالجيم جمع جمل، كسبب وأسباب، الطريق المنهج، وعدل عن الجادة المألوفة، وأخذ على الغوير، هذا الماء الذي لبني كلب، فأحست بالشر، وقالت: عسى الغوير أبؤسا. جمع بأس، أي عساه أن يأتي بالبأس والشر، ومعنى عسى هنا مذكور في موضعه. قال أبو عبيد: هكذا أخبرني ابن الكلبي. وقال ثعلب: أتى عمر بمنبوذ فقال: عسى الغوير أبؤسا. أي عسى الريبة من قبلك. وقال ابن الأثير: هذا مثل قديم يقال عند التهمة، ومعناه ربما جاء الشر من معدن الخير، وأراد عمر بالمثل لعلك زنيت بأمه وادعيته لقيطا، فشهد له جماعة بالستر فتركه. زاد الأزهري: فقال عمر حينئذ: هو حر، وولاؤه لك. وقال أبو عبيد: كأنه أراد: عسى الغوير أن يحدث أبؤسا، وأن يأتي بأبؤس. قال الكميت:ب قصير بالأجمال، هكذا بالجيم جمع جمل، كسبب وأسباب، الطريق المنهج، وعدل عن الجادة المألوفة، وأخذ على الغوير، هذا الماء الذي لبني كلب، فأحست بالشر، وقالت: عسى الغوير أبؤسا. جمع بأس، أي عساه أن يأتي بالبأس والشر، ومعنى عسى هنا مذكور في موضعه. قال أبو عبيد: هكذا أخبرني ابن الكلبي. وقال ثعلب: أتى عمر بمنبوذ فقال: عسى الغوير أبؤسا. أي عسى الريبة من قبلك. وقال ابن الأثير: هذا مثل قديم يقال عند التهمة، ومعناه ربما جاء الشر من معدن الخير، وأراد عمر بالمثل لعلك زنيت بأمه وادعيته لقيطا، فشهد له جماعة بالستر فتركه. زاد الأزهري: فقال عمر حينئذ: هو حر، وولاؤه لك. وقال أبو عبيد: كأنه أراد: عسى الغوير أن يحدث أبؤسا، وأن يأتي بأبؤس. قال الكميت:

قالوا أساء بنو كرز فقلت لهم    عسى الغوير بإباس وإغوار أو هو، أي الغوير في المثل تصغير غار، لأن أناسا كانوا في غار فانهار عليهم، أو أتاهم فيه عدو فقتلوهم فيه، فصار مثلا لكل ما يخاف أن يأتي منه شر، ثم صغر الغار فقيل غوير. وهذا قول الأصمعي. وغارهم يغورهم ويغيرهم: نفعهم. واغتار: امتار وانتفع. واستغار: هبط أو أراد هبوط أرض غور، وهذا الأخير نقله الصاغاني، وهو المستغير. والغوارة، كسحابة: ة بجنب الظهران، نقله الصاغاني. وغورين، بالضم: أرض، نقله الصاغاني. وغوريان، بالضم أيضا: ة بمرو نقله الصاغاني. وذو غاور، كهاجر: رجل من بني ألهان بن مالك أخي همدان ابن مالك. والتغوير: الهزيمة والطرد، وقد غور تغويرا. والغارة: السرة. نقله الصاغاني، كأنها لغؤورها. والغور، كعنب: الدية، لغة في الغير، بالياء، يقال: غار الرجل يغوره ويغيره، إذا أعطاه الغيرة، والغورة، وهي الدية؛ رواه ابن السكيت في الواو والياء، وسيذكر في الياء أيضا. ومما يستدرك عليه: أغار صيته، إذا بلغ الغور. وبه فسر بعض بيت الأعشى السابق. والتغوير: إتيان الغور. يقال: غورنا وغرنا، بمعنى. وقال الأصمعي: غار الرجل يغور، إذا سار في بلاد الغوءر وهكذا قال الكسائي. وغار الشيء: طلبه. يقال: غرت في غير مغار، أي طلبت في غير مطلب. وأغار عينه، وغارت عينه تغور غورا وغؤورا، وغورت: دخلت في الرأس. وغارت تغار، لغة فيه. وقال ابن أحمر:

صفحة : 3323

وسائلة بظهر الغيب عني     أغارت عينه أم لم تغارا? والغوير، كأمير: اسم من أغار غارة الثعلب. قال ساعدة بن جؤية:

بساق إذا أولى العدى تبـددوا      يخفض ريعان السعاة غويرها والغارة: الخيل المغيرة، قال الكميت بن معروف:

ونحن صبحنا آل نجران غارة     تميم بن مر والرماح النوادسا يقول: سقيناهم خيلا مغيرة. وغاوروهم مغاورة: أغاروا، بعضهم على بعض. ومنه حديث قيس بن عاصم: كنت أغاورهم في الجاهلية. والمغاور، كمساجد، في قول عمرو ابن مرة: وبيض تلالا في أكف المغاور. يحتمل أن يكون جمع مغاور بالضم، أو جمع مغوار بالكسر بحذف الألف أو حذف الياء من المغاوير. والمغوار: المبالغ في الغارة. والمغار، بالضم: موضع الغارة، كالمقام موضع الإقامة. ومنه حديث سهل: فلما بلغنا المغار استحثثت فرسي وهي الإغارة نفسها أيضا، قاله ابن الأثير. وقوم مغاوير. وخيل مغيرة، بضم الميم وكسرها. وفرس مغوار: سريع. وقال اللحياني: شديد العدو، والجمع مغاوير، قال طفيل:

عناجيح من آل الوجيه ولاحق     مغاوير فيها للأريب معقب وقال الليث: فرس مغار، بالضم: شديد المفاصل. قال الأزهري: معناه شدة الأسر، كأنه فتل فتلا. قلت: وهو مجاز. وبه فسر أبو سعيد الضرير بيت الطرماح السابق: أحق الخيل بالركض المغار. كذا نقله شيخنا من أحاسن الكلام ومحاسن الكرام لابن النعمان بشير بن أبي بكر الجعفري التبريزي. والغارة: النهب، وأصلها الخيل المغيرة. وقال امرؤ القيس: وغارة سرحان وتقريب تتفل. وغارته: شدة عدوه. وقال ابن برزج: غور النهار، إذا زالت الشمس، وهو مجاز. والإغارة: شدة الفتل. وحبل مغار: محكم الفتل. وشديد الغارة، أي شديد الفتل. فالإغارة مصدر حقيقي، والغارة اسم يقوم مقام المصدر. واستغار: اشتد وصلب واكتنز. والمغيرية: صنف من الخوارج السبئية نسبوا إلى مغيرة بن سعيد، مولى بجيلة. زاد الحافظ: المقتول على الزندقة. قلت: وقال الذهبي في الديوان: حكى عنه الأعمش أن عليا كان قادرا على إحياء الموتى؛ أحرقوه بالنار. وأغار فلان أهله، أي تزوج عليها؛ حكاه أبو عبيد عن الأصمعي. والغار: موضع بالشأم. وغار حراء وغار ثور: مشهوران. وغار في الأمور: أدق النظر، كأغار، ذكره ابن القطاع، وهو مجاز. ومنه عرفت غور هذه المسألة. وفلان بعيد الغور: متعمق النظر. وهو بحر لا يدرك غوره. والمغيريون: بطن من مخزوم، وهم بنو المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم. قال عمر بن أبي ربيعة منهم، يعني نفسه:

قفى فانظري يا أسم هل تعرفينه     أهذا المغيري الذي كان يذكـر ويقال: بني هذا البيت على غائرة الشمس إذا ضرب مستقبلا لمطلعها، وهو مجاز. وفارس بن محمد بن محمود بن عيسى الغوري، بالضم: حدث عن الباغندي. وولده أبو الفرج محمد بن فارس بن الغوري حدث. وأبو بكر محمد بن موسى الغوري، ذكره الماليني. وحسام الدين الغوري قاضي الحنفية بمصر، ذكر أنه نسب إلى جبل بالترك. والغور، بالفتح: ناحية واسعة، وقصبتها بيسان. وذات الغار: واد بالحجاز فوق قوران.

صفحة : 3324

غ - ي - ر.
الغيرة، بالكسر: الميرة كالغيار، ككتاب، من غارهم يغيرهم، وغار لهم، أي مارهم ونفعهم. وذهب فلان يغير أهله غيرا، أي مارهم. ومنه قول بعض الأغفال:

ما زلت في منكظة وسير    لصبية أغيرهم بغـيري وغير: بمعنى سوى، والجمع أغيار، وهي كلمة يوصف بها ويستثنى. قال الفراء: وتكون بمعنى لا فتنصبها على الحال، كقوله تعالى: فمن اضطر غير باغ ولا عاد: أي فمن اضطر جائعا لا باغيا، وكقوله تعالى: غير ناظرين إناه. وقوله تعالى: غير محلى الصيد. وقال أيضا: بعض بني أسد وقضاعة ينصبون غيرا إذا كان بمعنى إلا، تم الكلام قبلها أو لم يتم، يقولون: ما جاءني غيرك، وما جاءني أحد غيرك. وفي اللسان: قال الزجاج: من نصب غيرا فهو على وجهين: أحدهما الحال، والآخر الاستثناء. قال الأزهري: ويكون غير بمعنى ليس، كما تقول العرب: كلام الله غير مخلوق، وليس بمخلوق وهو اسم ملازم للإضافة في المعنى، ويقطع عنها لفظا إن فهم معناه، وتقدمت عليها ليس، قيل: وقولهم: لا غير، لحن، وصوبه ابن هشام وهو غير جيد، لأنه مسموع في قول الشاعر ما نصه:

جوابا به تنجو اعتمد فوربنالعن عمل أسلفت لا غير تسأل

صفحة : 3325

وقد احتج به إمام النحاة في عصره ابن مالك، وهو شيخ المصنف، في باب القسم من شرح التسهيل، وكأن قولهم: لحن مأخوذ من قول السيرافي ما نصه: الحذف إنما يستعمل إذا كانت إلا وغير بعد ليس، ولو كان مكان ليس غيرها من ألفاظ الجحد لم يجز الحذف، ولا يتجاوز بذلك مورد السماع. انتهى كلامه، أي السيرافي. وقد سمع ذلك قول الشاعر المتقدم ذكره، فلا يكون لحنا، وهذا هو الصواب الذي نقلوه في كتب العربية، وحققوه. ويقال: قبضت عشرة ليس غيرها، بالرفع وبالنصب؛ وليس غير، بالفتح على حذف المضاف وإضمار الاسم، وليس غير، بالضم، ويحتمل كونه ضمة بناء وإعراب؛ وليس غير، بالرفع؛ وليس غيرا، بالنصب، ولا تتعرف غير بالإضافة لشدة إبهامها. ونقل النووي في تهذيب الأسماء واللغات، عن ابن أبي الحسين في شامله: منع قوم دخول الألف واللام على غير وكل وبعض، لأنها لا تتعرف بالإضافة فلا تتعرف باللام. قال وعندي لا مانع من ذلك، لأن اللام ليست فيها للتعريف، ولكنها اللام المعاقبة للإضافة، نحو قوله تعالى: فإن الجنة هي المأوى. أي مأواه، على أن غيرا قد تتعرف بالإضافة في بعض المواضع. وقد يحمل الغير على الضد، والكل على الجملة، والبعض على الجزء، فيصح دخول اللام عليها بهذا المعنى. انتهى. قال البدر القرافي: لكن في هذا خروج عن محل النزاع كما لا يخفى. وإذا وقعت بين ضدين ك غير المغضوب عليهم ضعف إبهامها أو زال، قال الأزهري: خفضت غير هنا لأنها نعت للذين، جاز أن تكون نعتا لمعرفة، لأن الذين غير مصمود صمده، وإن كان فيه الألف واللام. وقال أبو العباس: جعل الفراء الألف واللام فيها بمنزلة النكرة، ويجوز أن يكون غير نعتا للأسماء التي في قوله: أنعمت عليهم. وهي غير مصمود صمدها. قال: وهذا قول بعضهم، والفراء يأبى أن يكون غير نعتا إلا للذين لأنها بمنزلة النكرة. وقال الأخفش: غير بدل. قال ثعلب: وليس بممتنع ما قال، ومعناه التكرير، كأنه أراد صراط غير المغضوب عليهم. وإذا كانت للاستثناء أعربت إعراب الاسم التالي الواقع بعد إلا في ذلك الكلام وذلك أن أصل غير صفة والاستثناء عارض فتنصب في: جاء القوم غير زيد. وتجيز النصب والرفع في: ما جاء أحد غير زيد. وإذا أضيفت لمبنى جاز بناؤها على الفتح كقوله، أي الشاعر:

لم يمنع الشرب منها غير أن نطقت حمامة في غصون ذات أو قال

صفحة : 3326

وقد أشبع ابن هشام القول في غير بما لا مزيد عليه. واستدرك البدر الدماميني في شرحه ما ينبغي النظر له، والوقوف بالتأمل لديه. وتغير الشيء عن حاله: تحول. وغيره: جعله غير ما كان. وغيره حوله وبدله، وفي التنزيل العزيز: ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم قال ثعلب: معناه حتى يبدلوا ما أمرهم الله. والاسم من التغيير الغير، عن اللحياني، وأنشد: إذ أنا مغلوب قليل الغير. قال: ولا يقال: إلا غيرت. وذهب اللحياني إلى أن الغير ليس بمصدر، إذ ليس له فعل ثلاثي غير مزيد. وغير الدهر، كعنب: أحداثه وأحواله المغيرة وورد في حديث الاستسقاء: ومن يكفر الله يلق الغير. وقال ابن الأنباري في قولهم: لا أراني الله بك غيرا، الغير من تغير الحال، وهو اسم بمنزلة القطع والعنب وما أشبههما. قال: ويجوز أن يكون جمعا، واحدته غيرة. وأرض مغيرة، بالفتح، ومغيورة، أي مسقية أو ممطورة. وغاره يغيره غيرا: وداه، وقال أبو عبيد: غارني الرجل يغورني ويغيرني، إذا وداك، من الدية. وغاره من أخيه يغيره ويغوره غيرا: أعطاه الدية، والاسم منه الغيرة، بالكسر وج الغير، كعنب وقيل: الغير اسم واحد مذكر، والجمع أغيار، مثل ضلع وأضلاع. وقال أبو عمرو: الغير جمع غيرة، وهي الدية، قال بعض بني عذرة:

لنجدعن بأيدينـا أنـوفـكـم    بني أميمة إن لم تقبلوا الغيرا وغيره، إذا أعطاه الدية. وأصلها من المغايرة، وهي المبادلة، لأنها بدل من القتل. قال أبو عبيدة: وإنما سمي الدية غيرا، فيما أرى، لأنه كان يجب القود، فغير القود به، فسميت الدية غيرا، وأصله من التغيير. وقال أبو بكر: سميت الدية غيرا لأنها غيرت عن القود إلى غيره؛ رواه ابن السكيت في الواو والياء. وقال ابن سيده: غار الرجل على امرأته وكذا غارت هي عليه تغار، بعلامة المذكر الغائب ومؤنثه غيرة، بالفتح، وغيرا، بغير هاء، وغارا وغيارا، ككتاب، قال الأعشى:

لاحه الصيف والغيار وإشفا      ق على سقبة كقوس الضال وتقدم الاستشهاد على الغار في المادة التي تقدمت، فهو غيران، بالفتح، من قوم غياري، كسكارى، وغيارى، بالضم أيضا، كما قاله الجوهري. قال البدر القرافي: ولم يجئ شئ من الجمع بالضم مع الفتح غيره وغير سكارى وعجالى. وحكى المصنف الكسر في كسالى أيضا، وغيور، كصبور، من قوم غير، بضمتين، صحت الياء لخفتها عليهم وأنهم لا يستثقلون الضمة عليها استثقالهم لها على الواو. ومن قال: رسل، قال: غير والغيور فعول من الغيرة، وهي الحمية والأنفة، ويقال: رجل مغيار، أي شديد الغيرة، من قوم مغايير قال النابغة:

شمس موانع كل ليلة حرة      يخلقن ظن الفاحش المغيار

صفحة : 3327

وهي غيرى، كسكرى، من قوم غيارى، وغيور من غير، ولو قال: وهي غيرى وغيور، والجمع كالجمع، كان أخصر. ويقال: رجل غيور، وامرأة غيور، بلا هاء، لأن فعولا يشترك فيه الذكر والأنثى. وغارهم الله تعالى بمطر يغيرهم غيرا وغيارا: سقاهم وأصابهم بخصب. وغارهم بخير يغيرهم غيرا وغيارا: أعطاهم، وكذا بالرزق. وغار فلانا يغيره غيرا: نفعه، فاغتار هو: انتفع. قال عبد مناف بن ربع الهذلي:

ماذا يغير ابنتي ربع عويلهمـا     لا ترقدان ولا بؤسى لمن رقدا يقول: لا يغنى بكاؤهما على أبيهما من طلب ثأره شيئا. وغار الرجل أهله: تزوج عليها فغارت هي؛ حكاه أبو عبضيد عن الأصمعي، وقد تقدم في غ و ر أيضا لأن المادة واوية ويائية. وغايضره بسلعة مغايرة: عارضه بالبيع وبادله. وغاره غيرا: ماره. واغتار: امتار، وخرج يغتار لأهله، أي يمتار؛ نقله الصاغاني عن الفراء. ومن المجاز: بنات غير: الكذب، هكذا في التكملة. وفي الأساس: جاء ببنات غير، أي بأكاذيب، أنشد ابن الأعرابي:

إذا ما جئت جاء بنات غير     وإن وليت أسرعن الذهابا والغيار، بالكسر: البدال، مصدر غاير السلعة، قال الأعشى:

فلا تحسبني لكم كافـرا     ولا تحسبني أريد الغيارا والغيار أيضا: علامة أهل الذمة، كالزنار للمجوس ونحوه وقيل: هو علامة اليهود. وغيرة، بالفتح: فرس الحارث ابن يزيد الهمذاني؛ نقله الصاغاني. وغيرة كعنبة: اسم، وهو أبو قبيلة. ومما يستدرك عليه: المغير: الذي يغير على بعيره أداته ليخفف عنه ويريحه. قال الأعشى:

واستحث المغيرون من الـقـو     م وكان النطاف ما في العزالي وقال ابن الأعرابي: يقال: غير فلان عن بعيره، إذا حط عنه رحله وأصلح من شأنه. ويقال: ترك القوم يغيرون، أي يصلحون الرحال. قال الشاعر:

جدى فما أنت بأرض تغيير    واعترفي لدلج وتهجـير وتغايرت الأشياء: اختلفت. وتغيير الشيب: نتفه. وفلان لا يتغير على أهله، أي لا يغار. وتقول العرب: أغير من الحمى: أي أنها تلازم المحموم ملازمة الغيور لبعلها. ورجل غيار، وامرأة غيارة: كثيرة الغيرة والأنفة. وغيرة بن سعد بن ليث بن بكر، جد بني البكير البدريين. وغيرة أيضا: جد لواثلة بن الأسقع. وفي ثقيف غيرة بن عوف بن ثقيف.