الباب العاشر: باب الراء - الفصل العشرون: فصل الفاء مع الراء: الجزء الأول

فصل الفاء مع الراء

الجزء الأول

ف - أ - ر.
الفأر، م ، معروف، وهو مهموز ج فئران، بالكسر، وفئرة كعنبة. والفؤر كصرد، للذكر، عن ابن الأعرابي، قال عكاشة بن أبي مسعدة السعدي:

كأن حجم حجر إلى حجر    نيط بمتنيه من الفأر الفؤر

صفحة : 3328

وقيل: هو كقولهم: ليل لائل، ويوم أيوم، والفأرة له وللأنثى، كما قالوا للذكر والأنثى من الحمام: حمامة. والفأرة مهموزة، وقد يترك همزها تخفيفا. وعقيل تهمز الفأرة والجؤنة والمؤسى والحؤت. والفأرة، بهمز وبغير همز: ريح يكون في رسغ البعير، وفي المحكم: في رسغ الدابة تنفش، بتشديد الشين، إذا مسحت، وتجتمع إذا تركت، كالفؤرة، بالضم، يهمز ولا يهمز. والفأرة: شجرة، يهمز ولا يهمز. والفأرة: نافجة المسك، وبلا هاء: المسك، ربما سمي به لأنه من الفأر يكون، في قول بعضهم. أو الصواب إيراد فأرة المسك في ف و ر لفوران رائحتها وانتشارها، أو يجوز همزها لأنها على هيئة الفأرة، قال الجاحظ: سألت رجلا عطارا من المعتزلة عن فأرة المسك، فقال: ليس بالفأرة، وهو بالخشف أشبه. ثم قال: فأرة المسك تكون بناحية تبت، يصيدها الصياد، فيعصب سرتها بعصاب شديد، وسرتها مدلاة فيجتمع فيها دمها، ثم تذبح. فإذا سكنت قور السرة المعصبة، ثم دفنها في الشعير حتى يستحيل الدم الجامد مسكا ذكيا بعد ما كان دما لا يرام نتنا. قال: ولولا أن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم قد تطيب بالمسك ما تطيبت به. ومن اللطائف: قيل لأعرابي: أتهمز الفأرة? فقال: الهرة تهمزها. وإنما عنى بالهمز العض. ولبن فئر، ككتف: وقعت فيه الفأرة، وقد فئر، كفرح، وكذا طعام فئر وأرض فئرة، ومفأرة: كثيرتها، كما يقال: أرض جردة إذا كثر جرادها. وفأر الرجل، كمنع: حفر حفر الفأر، وقيل: فأر: دفن وخبأ، أنشد ثعلب:

إن صبيح ابن الزنا قـد فـأرا     في الرضم لا يترك منه حجرا قال الصاغاني البيت لخندق الدبيري في عبد لهم يقال له صبيح، سرق حنطة له، فدفنها في هضاب ورضم عندهم. والفئرة، بالكسر، عن الأزهري، والفؤارة، كثمامة، والفئيرة، ككريمة، عن ابن دريد، والفئرة، كعنبة، وتترك همزتها تخقيفا: حلبة وتمر يطبخ، شبيه بالدواء، يعطي للنفساء، وفي التهذيب: هي حلبة تطبخ حتى إذا قارب فورانها ألقيت في معصر فصفيت، ثم يلقى عليها تمر، ثم تتحساها المرأة النفساء. وسعيد بن فأر: شيخ ليزيد بن هارون. وفأر: د، بأرمينية، نقله الصاغاني، وهو في معجم ياقوت، قال ونسب إليه بعض المتأخرين. ومما يستدرك عليه: الفأر: العضل من اللحم. والفأر: مقدار معلوم من الطعام، وهو دخيل. وقال يعقوب: فأرة الإبل: أن تفوح منها رائحة طيبة، وذلك إذا رعت العشب وزهره، ثم شربت وصدرت عن الماء نديت جلودها، ففاحت منها رائحة طيبة. قال الراعي يصف إبلا:

لها فأرة ذفراء كـل عـشـية      كما فتق الكافور بالمسك فاتقه وفأرة الجبل الغسانية: أم عتوارة ابن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة. وأحمد بن عبد الكريم بن علية المصري، عرف بابن فأرة، دخل الأندلس وحدث؛ ذكره ابن بشكوال.

ف - ت - ر.

صفحة : 3329

فتر الشيء، والحر، وفلان يفتر ويفتر، من حد نصر وضرب فتورا كقعود، وفتارا كغراب: سكن بعد حدة ولان بعد شدة. وقوله تعالى في وصف الملائكة: لا يفترون. أي لا يسكنون عن نشاطهم في العبادة. وفتره الله تعالى تفتيرا، وفتر هو. وفتر الماء: سكن حره، فهو فاتر بين الحار والبارد، وفاتور، كذلك. وفتر الشيء: كاله وقدره بفتره كما يقال: شبره، إذا كاله وقدرة بشبره. وفتر جسمه يفتر: فتورا: لانت مفاصله وضعف. والفتر، محركة: الضعف. ويقال: أجد في نفسي فترة، وهي كالضعفة. ويقال للشيخ: قد علته كبرة. وعرته فترة. والفتر العضل من اللحم. والفتر: مقدار معلوم من الطعام، هكذا في سائر النسخ، وهو مأخوذ من عبارة الصاغاني في التكملة وقد أخطأ المصنف في النقل، فإن العضل من اللحم هو الفأر بالهمز، كذا هو في نسخة التكملة مجودا بخط المصنف في مادة ف أ ر. ويدل له أيضا ما في اللسان: ويقال للحم المتن: فأر المتن، ويرابيع المتن، وكذا قوله: مقدار معلوم من الطعام هو الفأر، بالهمز، هكذا في التكملة مجودا بخط المصنف. وزاد بعده: وهو دخيل. ثم ذكر بعده فأر بلد بنواحي أرمينية. فإيراد المصنف إياهما في ف ت ر وهم لا يكاد ينتبه له كل أحد، فاعلم ذلك، ولا تغتر بآراء المقلدين. وأفتره الداء: أضعفه، وكذلك أفتره السكر. والفتار، كغراب: ابتداء النشوة، عن أبي حنيفة، وأنشد للأخطل:

وتجردت بعد الهدير وصرحت      صهباء ترمى شربها بفتـار وطرف فاتر: فيه فتور، ليس بحاد النظر، وقال الجوهري: إذا لم يكن حديدا. وقال ابن القطاع: فتر الطرف: انكسر نظره. وفي البصائر: الطرف الفاتر: الذي فيه ضعف مستحسن. والفتر، بالكسر: ما بين طرف الإبهام وطرف المشيرة، والجمع أفتار. وقال الجوهري: ما بين طرف السبابة والإبهام إذا فتحتهما. والفتر، بالضم: كالسفرة تعمل من الخوص ينخل عليها الدقيق، نقله الصاغاني ولم يغره، وهو قول أبي زيد. والفترة، بالفتح: ما بين كل نبيين، وفي الصحاح: ما بين كل رسولين من رسل الله عز وجل، من الزمان الذي انقطعت فيه الرسالة. والفترة: سمكة، إذا وطئتها أخذتك الرعدة في الرجلين حتى تعرق ، كالفتر، كقنب، هكذا نقله الصاغاني. قلت: وهي الرعادة، موجودة بنيل مصر. وعن ابن الأعرابي: أفتر الرجل فهو مفتر، إذا ضعف، هكذا في النسخ، والصواب: ضعفت جفونه فانكسر طرفه. وأفتر الشراب: فتر شاربه، كما يقال: أقطف الرجل، إذا قطفت دابته، وعليه يحمل الحديث: نهى عن كل مسكر ومفتر، فالمسكر: الذي يزيل العقل، والمفتر: الذي يفتر الجسد إذا شرب، أي يحمي الجسد ويصير فيه فتورا. ومنهم من قال: أفتره: بمعنى فتره، أي جعله فاترا. وفتر السحاب تفتيرا: تحير لا يسير وسكن وتهيأ للمطر، وهو مجاز. وقال الأصمعي: فتر: مطر وفرغ ماؤه وكف وتحير. وبه فسر قول ابن مقبل يصف سحابا:

نأمل خليلي هل ترى ضوء بارق      يمان مرته ريح نجد فـفـتـرا

صفحة : 3330

وقال حماد الراوية: فتر، أي أقام وسكن. واستفتر الفرس: استجر، هكذا في النسخ، والصواب: استجم، كما في الأساس، وهو مجاز. والتفتر: الدفتر، لغة بني أسد، كما نقله الفراء هنا، ذكره الصاغاني. وقد مر للمصنف في التاء مع الراء، وجعله هناك لغة مستقلة. وفتر، بالفتح: اسم امرأة، قال شيخنا: ذكر الفتح مستدرك، لأن إطلاقه نص فلا يحتاج إلى ذكره. قلت: إنما ذكره لبيان منشإ الوهم في كونه بالكسر، فذكره مشيرا إلى أن قوله ووهم الجوهري إنما هو ضبطه بالكسر. فلو لم يذكر الفتح كان يظن أن الوهم في كونه اسم امرأة، وليس كذلك، فظهر بذلك أن ذكر الفتح ليس بمستدرك على ما زعمه شيخنا. قال المسيب بن علس، ويروى للأعشى:

أصرمت حبل الوصل من فتر     وهجرتها ولججت في الهجر
وسمعت حلفتها التي حلفـت      إن كان سمعك غير ذي وقر

هكذا أنشده ابن بري، وقال: المشهور عند الرواة من فتر، بفتح الفاء، وذكر بعضهم أنها قد تكسر، ولكن الأشهر فيها الفتح. قلت: فعلى ما قرره ابن بري لا وهم ينسب إلى الجوهري لأنه قد حكى الكسر. وفي التكملة: قال الجوهري: الفتر ما بين طرف السبابة والإبهام إذا فتحتهما. وأما قول الشاعر: أصرمت حبل الود من فتر. فهو اسم امرأة، ربط الجوهري الثاني إلى الأول؛ وضمه إياه إليه في قرن واحد يقتضي أن يكون الثاني بكسر الفاء كما هو عادته في تصنيفه، واسم المرأة فتر، بالفتح. انتهى. وقد يجاب عن هذا بأن الكسر محكى أيضا، كما نقله ابن بري، ومن حفظ حجة على من لم يحفظ. وظهر بما ذكره ابن بري والصاغاني أيضا توهين ما زعمه شيخنا تبعا للبدر القرافي أن منشأ الوهم في ضبط الجوهري إياه بالقلم بالكسر في قول الأعشى السابق، وذلك لا يعتد به، لاحتمال أنه تحريف، ولم يتعرض لضبطها بالقلم حتى يعتمد عليه ويتوجه التوهيم إليه، فتأمل. ومما يستدرك عليه: فتر البرد: سكن. وفتر العامل عن عمله: قصر فيه. وفتره غيره، وهو مجاز.

ف - ت - ك - ر.
الفتكر، كخنصر، وحضجر؛ والفتكرين، بتثليث الفاء وفتح التاء وبكسر الفاء، وسكون التاء وفتح الكاف، فهي خمس لغات، والأصل فيه مثال فلسطين ودرخمين، والذي بكسر الفاء وسكون التاء والكاف لغة فيهما: الداهية. وقيل: الأمر العجب العظيم وقيل: إن النون للجمع، أي الدواهي والشدائد واقتصروا فيه على الجمع دون إفراد من حيث كانوا يصفون الدواهي بالكثرة والعموم والاشتمال والغلبة. أنشد ابن دريد، قال: أنشد ابن الكلبي لرجل من كلب قديم فيما ذكره، فجعل كليبا عيرا، كما جعله الحارث بن حلزة في شعره:

كليب العير أيسر منك ذنبا      غداة يسومنا بالفتـكـرين
فما ينجيكم مـنـا شـبـام     ولا قطن ولا أهل الحجون

 ف - ث - ر.

صفحة : 3331

الفاثور، بالمثلثة عند العامة: الطست، هكذا نسبه صاحب اللسان أو هو الطشتحان، ونسبه الزمخشري للعامة، أو هو الخوان يتخذ من رخام أو فضة أو ذهب، وعم بعضهم به جميع الأخونة، وخص الأزهري فقال: وأهل الشأم يتخذونه من رخام يسمونه الفاثور. ومنه حديث أشراط الساعة: وتكون الأرض كفاثور الفضة. وقال أبو حاتم في الخوان الذي يتخذ من الفضة:

ونحرا كفاثور اللجين يزينه     توقد ياقوت وشذرا منظما ومثله لمعن بن أوس:

ونحرا كفاثور اللجين وناهداوبطنا كغمد السيف لم يعرف الحملا وفي النهاية: الفاثور: الخوان. وقيل: طست. وقيل: جام من فضة أو ذهب. ومنه قرص الشمس: فاثورها، أي على التشبيه. قال الأغلب العجلي: إذا انجلى فاثور عين الشمس. وقال أبو عمرو: الفاثور: المصحاة، وهي الناجود والباطية. وفاثور ع، عن كراع. قلت: بنجد. قال لبيد: بين فاثور أفاق فالدحل. وفي التكملة: الفاثور: الجماعة في الثغر الذين يذهبون خلف العدو في الطلب. والفاثور أيضا: الجاسوس، قاله الصاغاني. وقال ابن سيده وغيره: وهم على فاثور واحد: المراد به المنزلة والنشاط، هكذا في النسخ بالنون والشين المعجمة، وهو غلط، والصواب البساط بالموحدة والسين المهملة، أي على منزلة واحدة وبساط واحد. وقال الليث في كلام ذكره لبعضهم: وأهل الشام والجزيرة على فاثور واحد، كأنه عنى: على بساط واحد. وفي حديث علي رضي الله عنه: كان بين يديه يوم عيد فاثور عليه خبز السمراء، أي خوان. وقد يشبه الصدر الواسع به فيسمى فاثورا، قال الشاعر:

لها جيد ريم فوق فاثور فـضة      وفوق مناط الكرم وجه مصور والفاثور: الجفنة، عند ربيعة، نقله ابن سيده وغيره، أي على التشبيه. ومما يستدرك عليه: الفاثورية: الجامات. وبه فسر قول لبيد:

حقائبهم راح عتيق ودرمك     وريط وفاثورية وسلاسل قلت: أراد بالسلاسل هنا الدروع؛ قاله أبو عبيدة في كتاب الدرع والبيضة، في باب ما جاء بعض ما في الدرع فقام مقام الدرع. وقيل: الفاثورية هنا: الأخونة. وفي الروض الأنف: الفاثور: سبيكة الفضة. وقيل: إبريق من فضة. وفي اللسان: الفاثور: المائدة، بلغة أهل الجزيرة. يقال: هم على فاثور واحد، أي مائدة واحدة.

ف - ج - ر.
الفجر: ضوء الصباح، وهو حمرة الشمس في سواد الليل، وهما فجران: أحدهما المستطيل، وهو الكاذب الذي يسمى ذنب السرحان؛ والآخر المستطير، وهو الصادق المنتشر في الأفق الذي يحرم الأكل والشرب على الصائم. ولا يكون الصبح إلا الصادق. وقال الجوهري: الفجر: في آخر الليل كالشفق في أوله. قال ابن سيده: وقد انفجر الصبح، وتفجر، وانفجر عنه الليل. وأفجروا: دخلوا فيه، أي الصبح، كما تقول: أصبحوا، من الصبح، وأنشد الفارسي:

فما أفجرت حتى أهب بسـدفة      علاجيم عين ابني صباح تثيرها

صفحة : 3332

وفي كلام بعضهم: كنت أحل إذا أسحرت، وأرحل إذا أفجرت. وفي الحديث: أعرس إذا أفجرت، وأرتحل إذا أسفرت، أي أنزل للنوم والتعريس إذا قربت من الفجر، وأرتحل إذا أضاء. وقال ابن السكيت: أنت مفجر، من ذلك الوقت إلى طلوع الشمس. وحكى الفارسي: طريق فجر: واضح. والفجار، ككتاب: الطرق مثل الفجاج. والفجر: تفجيرك الماء. وانفجر الماء والدم ونحوهما من السيال، وتفجر: سال وانبعث. وفجره هو يفجره، بالضم، فجرا فانفجر، أي بجسه فانبجس. وفجره تفجيرا: شدد للكثرة. والمفجر والمفجرة: منفجره من الحوض وغيره. وفي الصحاح: موضع تفتح الماء كالفجرة، بالضم. والمفجرة: أرض تطمئن وتنفجر. وعبارة المحكم: فتنفجر فيها أودية، والجمع المفاجر. ومفاجر الوادي: مرافضه حيث يرفض إليه السيل. وفجرة الوادي- إطلاقه يقتضي أن يكون بالفتح، والصواب أنه بالضم- متسعه الذي ينفجر إليه الماء، كثجرته. ومن المجاز: انفجرت عليهم الدواهي: أتتهم من كل وجه كثيرة بغتة. وكذا انفجر عليهم العدو، إذا جاءهم بغتة بكثرة، كما في الأساس واللسان. وأصل الفجر الشق، ثم استعمل في الانبعاث في المعاصي والمحارم والزنى وركوب كل أمر قبيح من يمين كاذبة أو كذب، كالفجور فيهما كقعود. فجر الرجل بالمرأة يفجر فجورا: زنى، والمرأة: زنت، فهو فجور كصبور، وفاجور، نقله الصاغاني، من قوم فجر، بضمتين، وامرأة فجور أيضا، من نسوة فجر، ورجل فاجر، من قوم فجار وفجرة، كطلاب وطلبة، وفي الحديث: إن التجار يبعثون يوم القيامة فجارا إلا من اتقى الله. والفجر، بالتحريك: العطاء والكرم والجود والمعروف، قال أبو ذؤيب:

مطاعيم للضيف حين الشتا     ء شم الأنوف كثيرو الفجر وقال أبو عبيدة: الفجر: الجود الواسع، والكرم، من التفجر في الخير، وقال عمرو بن امرئ القيس يخاطب مالك بن العجلان:

خالفت في الرأي كل ذي فجر     والحق يامال غير ما تصف هكذا صواب إنشاده كما قاله ابن بري. والفجر: المال، عن كراع. والفجر: كثرته، قال أبو محجن الثقفي:

فقد أجود وما مالي بذي فجر وأكتم السر فيه ضربة العنق وقد تفجر بالكرم وانفجر. قال ابن القطاع: وفجر الرجل فجرا، أي كفرح: تكرم. والفاجر: المتمول، أي الكثير المال، وهو على النسب، والفاجر: الساحر، نقله الصاغاني. وكقطام: اسم للفجور. ويقال للمرأة: يا فجار كقطام، وهو اسم معدول عن الفاجرة يريد يا فاجرة، قال النابغة:

أنا اقتسمنا خطتينا بـينـنـا     فحملت برة واحتملت فجار قال ابن جنى: فجار معدولة عن فجرة، وفجرة علم غير مصروف، كما أن برة كذلك. قال وقول سيبويه إنها معدولة عن الفجرة تفسير على طريق المعنى لا على طريق اللفظ. وأفجره. وجده فاجرا. وفجر الرجل يفجر فجورا. فسق، وفجر أيضا: كذب وكذب، زاد بن القطاع: وأراب. وأصله الميل، والفاجر: المائل. وقال أبو ذؤيب:

ولا تخنوا علي ولا تشطـوا     بقول الفجر إن الفجر حوب

صفحة : 3333

أراد بالفجر الكذب، ويسمى الكاذب فاجرا لميله عن القصد. وفجر فجورا، عصى وخالف، وبه فسر ثعلب قولهم في الدعاء: ونخلع ونترك من يفجرك فقال: من يعصيك ومن يخالفك. ومنه حديث عمر رضي الله عنه: أن رجلا استأذنه في الجهاد، فمنعه لضعف بدنه، فقال له إن أطلقتني وإلا فجرتك، أي عصيتك وخالفتك ومضيت إلى الغزو. وقال المؤرج: فجر الرجل من مرضه: برأ؛ وفجر: كل بصره، وفجر أمرهم: فسد. ومن المجاز: فجر الراكب يفجر فجورا: مال عن سرجه. وفجر عن الحق: عدل، ومنه قولهم: كذب وفجر. وفي حديث عمر رضي الله عنه: استحمله أعرابي وقال: إن ناقتي قد نقبت. فقال له: كذبت. ولم يحمله. فقال:

أقسم بالله أبو حفص عمر     ما مسها من نقب ولا دبر فاغفر له اللهم إن كان فجر أي كذب ومال عن الصدق. وقال الشاعر:

قتلتم فتى لا يفجر الله عامدا     ولا يجتويه جاره حين يمحل أي لا يفجر أمر الله، أي لا يميل عنه ولا يتركه. وأيام الفجار، بالكسر، كانت بعكاظ، تفاجروا فيها واستحلوا كل حرمة، كذا في الأساس. وفي الصحاح. الفجار: يوم من أيام العرب، وهي أربعة أفجرة: فجار الرجل، وفجار المرأة، وفجار القرد، وفجار البراض. قلت: والأخير هو الوقعة العظمى، نسبت إلى البراض بن قيس الذي قتل عروة الرحال، وإنما سميت بذلك لأنها كانت في الأشهر الحرم، وكانت بين قريش ومن معها من كنانة، وبين قيس عيلان في الجاهلية، وكانت الدبرة، أي الهزيمة، على قيس. فلما قاتلوا فيها قالوا: قد فضجرنا، فسميت لذلك فجارا، وهو مصدر فاجر مفاجرة وفجارا: ارتكب الفجور، كما حققه السهيلي في الروض. وفجارات العرب: مفاخراتها. وقد حضرها النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، وهو ابن عشرين سنة، وفي الحديث: كنت أنبل على عمومتي يوم الفجار، ورميت فيه بأسهم، وما أحب أني لم أكن فعلت. وفي رواية: كنت أيام الفجار أنبل على عمومتي وذو فجر، محركة: ع، قال بشير بن النكث:

حيث تراءى مأسل وذو فجر     يقمحن من حبته ما قد نثر والفجير، كجهينة: ع. ويقال: ركب فلان فجرة وفجار ممنوعة من الصرف، أي كذب وفجر. وعن ابن الأعرابي: أفجر الرجل، إذا جاء بالفجر، أي بالمال الكثير. وأفجر، إذا كذب، وأفجر، إذا زنى، وأفجر، إذا كفر، وأفجر، إذا عصى بفرجه، وأفجر، إذا مال عن الحق. الأخير ليس من قول ابن الأعرابي، بل ألحقه الصاغاني من كلام غيره وأفجر الينبوع: أنبطه، أي أخرجه. والمتفجر، بكسر الجيم: فرس الحارث بن وعلة كأنه يتفجر بالعرق. وقال الهوازني: الافتجار في الكلام: اختراقه من غير أن يسمعه من أحد ويتعلمه، وأنشد:

نازع القوم إذا نازعتـهـم      بأريب أو بحـلاف أبـل
يفتجر القول ولم يسمع بـه    وهو إن قيل اتق الله احتفل

صفحة : 3334

ومما يستدرك عليه: فجره، إذا نسبه للفجور، كفسقه وكفره. ومنه حديث ابن الزبير: فجرت بنفسك. وقال المؤرج: فجر الرجل: أخطأ في الجواب. وفجر، إذا ركب رأسه فمضى غير مكترث. وقال ابن شميل: الفجور: الركوب إلى ما لا يحل. وحلف فلان على فجرة، واشتمل على فجرة، إذا ركب أمرا قبيحا من يمين كاذبة أو زنى أو كذب. والفاجر: المكذب، لميله عن الصدق والقصد. وعن ابن الأعرابي: الفاجر: الساقط عن الطريق. وفي حديث عائشة رضي الله عنها: يا لفجر، معدول عن فاجر للمبالغة، ولا يستعمل إلا في النداء غالبا. وسرنا في منفجر الرمل: وهو طريق يكون فيه، وهو مجاز. والفجر، محركة: يكنى به عن غمرات الدنيا. ومنه حديث أبي بكر رضي الله عنه لأن يقدم أحدكم فتضرب عنقه خير له من أن يخوض في غمرات الدنيا، يا هادي الطريق جرت، إنما هو الفجر أو البحر يقول: إن انتظرت حتى يضئ لك الفجر أبصرت قصدك، وإن خبطت الظلماء وركبت العشواء هجما بك على المكروه. فضرب البحر مثلا لغمرات الدنيا. وقد تقدم البحر في موضعه.

اختلف في معنى قوله تعالى: بل يريد الإنسان ليفجر أمامه. فقيل: أي يقول: سوف أتوب. ويقال: يكثر الذنوب ويؤخر التوبة. وقيل: يسوف بالتوبة ويقدم الأعمال السيئة. وقيل: ليكفر بما قدامه من البعث. وقال المؤرج: أي ليمضي أمامه راكبا رأسه. وقيل: ليكذب بما أمامه من البعث والحساب والجزاء.

ف - ح - ر.
افتحر الكلام والرأي، بالحاء المهملة، أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وقال ابن الفرج عن مدرك الضبابي: يقال ذلك إذا أتى به من قصد نفسه، ولم يتابعه عليه أحد كافتحله؛ الأخير نقله ابن الفرج عن أبي محجن الضبابي.

ف - خ -ر.

صفحة : 3335

الفخر، بالفتح، ويحرك، مثل نهر ونهر لمكان حرف الحلق، والفخار والفخارة، بفتحهما. قال شيخنا: وتوقف بعض في الفخار بالفتح، وقال: الصواب فيه بالكسر، قال: ولم يستند في ذلك لما يعتمد عليه. وقال ابن أبي الحديد في أول شرح نهج البلاغة: قال لي إمام من أئمة اللغة في زماننا: الفخار بكسر الفاء، وهذا مما يغلط فيه الخاصة فيفتحونه، وهو غير جائز، لأنه مصدر فاخر، كقاتل. وعندي لا يبعد أن تكون الكلمة مفتوحة الفاء، ويكون مصدر فخر لا فاخر، وقد جاء مصدر الثلاثي إذا كان عينه أو لامه حرف حلق على فعال بالفتح كسماح وذهاب، اللهم إلا أن ينقل ذلك عن شيخ أو كتاب موثوق به نقلا صريحا فتزول الشبهة. انتهى كلام ابن أبي الحديد. قال شيخنا: قلت: وهذا القيد الذي قيده بحرف الحلق عينا أو لاما لا نعرفه لأحد في المصادر، بل وردت المصادر على فعال بلا حصر في الثلاثي مطلقا حتى ادعى فيه أقوام القياس لكثرته كسلام وكلام وضلال وكمال وجمال ورشاد وسداد، وما لا يحصى. وفيه كلام في المصباح. انتهى. وقول ابن أبي الحديد: اللهم إلا أن ينقل ذلك عن شيخ أو كتاب إلخ. قلت: نقل الصاغاني في التكملة ما نصه: وقال ثعلب: لا يجوز الفخار، بالفتح، لأنه مولد، فإذن زالت الشبهة، فتأمل. والفخيري، كخليفي، ويمد: التمدح بالخصال وعد القديم والمباهاة بالمكارم من حسب ونسب. وقيل: هو المباهاة بالأمور الخارجة عن الإنسان، كمال وجاه. وقيل: الفخر: ادعاء العظم والكبر والشرف، كالافتخار. وقد فخر، كمنع، يفخر فخرا وفخرة حسنة، عن اللحياني، فهو فاخر وفخور، وكذلك افتخر. وتفاخروا: فخر بعضهم على بعض، والتفاخر: التعاظم. والتفخر: التكبر. وفاخضره مفاخضرة وفخارا، بالكسر: عارضه بالفخر، ففخره، كنصره يفخره فخرا: غلبه وكان أفخر منه وأكرم أبا وأما. أنشد ثعلب:

فأصمت عمرا وأعـمـيتـه     عن الجود والفخر يوم الفخار كذا أنشده بالكسر، وهو نشر المناقب وذكر الكرام بالكرم. وفخره عليه، كمنع يفخره فخرا: فضله عليه في الفخر، عن أبي زيد، كأفخره عليه، وقال ابن السكيت: فخر فلان اليوم على فلان في الشرف والجلد والمنطق، أي فضل عليه. والفخير، كأمير: المفاخر كالخصيم بمعنى المخاصم. ومن سجعات الأساس: جاء فلان فخيرا ثم رجع أخيرا. والفخير أيضا: المغلوب في الفخر، وفي بعض الأمهات: بالفخر. والمفخرة، وتضم الخاء: المأثرة وما فخر به. والفاخر: الجيد من كل شئ، قال لبيد:

حتى تزينت الجواء بفاخـر     قصف كألوان الرحال عميم

صفحة : 3336

عنى به هنا الذي بلغ وجاد من النبات، فكأنه فخر على ما حوله. والفاخر: بسر يعظم ولا نوى له، فكأنه فخر بذلك على غيره. ويروى بالزاي. واستفخر الشيء، هكذا في النسخ، وعبارة الليث على ما نقله الصاغاني: واستفخر الثوب: اشتراه فاخرا. وكذلك في التزويج. واستفخر فلان ماشاء. والفخور، كصبور: الناقة العظيمة الضرع القليلة اللبن، ومن الغنم كذلك. وقيل: هي التي تعطيك ما عندها من اللبن ولا بقاء للبنها. وقيل: الناقة الفخور: العظيمة الضرع الضيقة الأحاليل. والفخور من الضروع: الغليظ الضيق الأحاليل القليل اللبن، والاسم الفخر، والفخر. وأنشد ابن الأعرابي:

حندلس غلباء مصباح البـكـر     واسعة الأخلاف في غير فخر ووهم المصنف فأعاده في الزاي. والفخور: النخلة العظيمة الجذع الغليظة السعف. والفخور: الفرس العظيم الجردان الطويله، كالفيخر، كصيقل، بالراء وبالزاي، قاله أبو عبيدة، ج فياخر. والفخارة، كجبانة: الجرة، ج الفخار. معروف. وفي التنزيل: من صلصال كالفخار. أو هو ضرب من الخزف تعمل منه الجرار والكيزان وغيرها. وبه فسر حديث: أنه خرج يتبرز فأتبعه عمر بإداوة وفخارة. وعن ابن الأعرابي: فخر الرجل كفرح، يفخر فخرا: أنف، وأنشد للقطامي:

وتراه يفخر أن تحل بيوتـه     بمحله الزمر القصير عنانا فسره ابن الأعرابي فقال: معناه يأنف. والفاخور: نبت طيب الريح. وقيل: ضرب من الرياحين. قال أبو حنيفة: هو المرو العريض الورق. وقيل: هو الذي خرجت له جماميح في وسطه كأنه أذناب الثعلب، عليها نور أحمر في وسطه، طييب الريح، يسميه أهل البصرة: ريحان الشيوخ- زعم أطباؤهم أنه يقطع الشباب. ومما يستدرك عليه: رجل فخير، كسكيت، أي كثير الفخر. وكذا فخيرة، والهاء للمبالغة. قال الشاعر: يمشي كمشي الفرح الفخير. وإنه لذو فخرة عليهم، بالضم أي فخر. وما لضك فخرة هذا، أي فخره؛ عن اللحياني. وفضخر الرجل فخرا: تكبر بالفخر وأفخرت المرأة: لم تلد إلا فاخرا؛ قاله الليث. وغرمول فيخر، كصيقل: عظيم. ورواه ابن دريد بالزاي، كما سيأتي. ورجل فيخر: عظم ذلك منه. والجمع فياخر. وقد يقال بالزاي، وهي قليلة. وفي كتاب أيمان عيمان: الفخيراء: الفخير، كذا نقله الصاغاني. وافتخرت زواخره: طالت وارتفعت، وهو مجاز. قال زهير:

فاعتم وافتخرت زواخره      بتهاول كتهاول الرقـم والتهاول: الألوان المختلفة؛ كذا في الأساس. وابن الفخار، كشداد: محمد بن معمر بن الغاضر الأصبهاني. وأبو تمام علي بن أبي الفخار هبة الله الهاشمي، ككتاب. وشمس الدين فخار بن أحمد بن محمد الموسوي النسابة، وحفيده جلال الدين فخار بن معد بن فخار النقيب النسابة، وولده علم الدين عبد الحميد ابن فخار، من مشايخ أبي العلاء الفرضي، توفي سنة 619 ذكره المصنف في ح ا ر، وولده رضي الدين علي بن عبد الحميد، مات بهراة خراسان: محدثون. والفاخر: لقب شيخنا الإمام المحدث محمد بن يحيى بن محمد العباسي الأثري، سمع بالحرمين من عدة شيوخ. والمبارك بن فاخر أبو الكرم، نحوي حدث.

صفحة : 3337

ف - د - ر.
فدر الفحل يفدر، بالكسر، فدرا، بالفتح، وفدورا. بالضم، واقتصر على الأخير ابن سيده وابن القطاع، فهو فادر: فتر وانقطع وجفر عن الضراب وعدل، قال ابن الأعرابي: كفدر تفديرا وأفدر إفدارا. قال وأصله في الإبل، ج فدر، بالضم، وفوادر. الأخير ذكره الجوهري. وطعام مفدر، كمحسن، قال البدر القرافي: وهو نادر، مثل أسهب مسهب، وأحصن محصن. قال شيخنا: وفيه نظر ظاهر. وطعام مفدرة، بالفتح، عن اللحياني: يقطع عن الجماع، تقول العرب: أكل البطيخ مفدرة. وفدر اللحم فدورا: برد وهو طبيخ، ومنه الفدرة، بالكسر. والفدور، كصبور، والفادر والفدر، محركة: الوعل العاقل في الجبل، وقد فدر فدورا. وقيل: هو المسن، وقد فدر فدورا، إذا عظم وأسن؛ قاله ابن القطاع. وقال الأصمعي: الفادر من الوعول: الذي قد أسن، بمنزلة القارح من الخيل، والبازل من الإبل، والصالغ من البقر والغنم، وقال ابن الأثير: وهو من فدر الفحل فدورا، إذا عجز عن الضراب، أو الفادر: الشاب التام أو العظيم منه، ج، أي جمع الفادر فوادر. وفي الصحاح: فدر، بالضم، وفدور، وقيل: الأخير جمع فدر محركة. ومفدرة، بالفتح اسم للجمع، كما قالوا: مشيخة. ومكان مفدرة، بالفتح: كثيره أي الفدر. وأنشد الأزهري للراعي:

وكأنما انتطحت على أثباجها     فدر بشابة قد يممن وعولا

صفحة : 3338

والفادرة: الصخرة الضخمة الصماء العظيمة التي تراها في رأس الجبل. شبهت بالوعل، كالفدرة، بالكسر؛ قاله الصغاني. والفادر: الناقة تنفرد وحدها عن الإبل. كالفارد. والفدرة، بالكسر: القطعة من كل شيء، ومنه حديث جيش الخبط: فكنا نقتطع منه الفدر كالثور. وفي المحكم: الفدرة: القطعة من اللحم المطبوخ البارد. وقال الأصمعي: أعطيته فدرة من اللحم، وهبرة، إذا أعطيته قطعة مجتمعة. وقال الراجز: وأطعمت كرديدة وفدره. وفي حديث أم سلمة: أهديت لي فدرة من لحم أي قطعة. والفدرة: القطعة من الليل. والفدرة من الجبل: قطعة مشرفة منه. والفنديرة والفندير بكسرهما: دونها، قال البدر القرافي: وفيه مخالفة لقولهم: زيادة البناء تدل على زيادة المعنى، مشثل شقدف وشقنداف. وقد يجاب عنه بأنه أكثرى، لكن الذي ذكره الجوهري أن الفندير والفنديرة: الصخرة العظيمة تندر من رأس الجبل، وقد أعادها المصنف في ف ن د ر وقال: هي الصخرة العظيمة، كما سيأتي. قلت: فهو إذا تكرار كما لا يخفى. ويمكن أن يجاب بأن المراد بقوله: دونها، أي في المكان والإشراف لا في القدر، وذلك لأن كلا منهما قد وصف بالضخامة والعظمة، ولكن الفدرة ما كان مشرفا في رأس جبل، والفنديرة دونها في الإشراف. وهو وجيه، وبه يجمع بين الكلامين، فتأمل. والفدر، ككتف: الأحمق، وقد فدر، كفرح، فدرا. والفدر من العود: السريع الانكسار، نقله الصاغاني. والفدر، كعتل: الفضة، نقله الصاغاني. والفدر أيضا: الغلام السمين، على التشبيه بالوعل، أو قارب الاحتلام، على التشبيه به أيضا. وفي التكملة: حجارة تفدر تفديرا، أي تكسر صغارا وكبارا. ورجل فدرة، كهمزة: يذهب وحده، كفردة. ومما يستدرك عليه: الفادر: اللحم البادر المطبوخ. والفدرة، بالكسر: القطعة والكعب من التمر. وضربت الحجر فتفدر.

ف - ر - ب - ر.
فربر، كسبحل، ببخارى وضبط بالفتح أيضا كما في شروح البخاري، وذكر الحافظ في التبصير الوجهين. ومنها أبو عبد الله محمد بن يوسف ابن مطر بن صالح بن بشر الفربري، راوية البخاري، سمع عليه مرتين: مرة ببخارى، ومرة بفربر، حدث عنه أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد المستملي، وأبو محمد عبد الله بن أحمد بن حموية الحمويى السرخسي، وأبو الهيثم محمد بن مكى الكشميهني، والشيخ المعمر أبو لقمان يحيى بن عمار بن مقبل بن شاهان الختلاني. ومن طريق الأخير لنا إلى البخاري صاحب الصحيح عشرة أنفس، وهو عال جدا.

ف - ر - ر.

صفحة : 3339

الفر، بالفتح، والفرار، بالكسر: الروغان والهرب من شيء خافه، كالمفر، بالفتح، والمفر، بكسر الفاء مع فتح الميم، والثاني يستعمل لموضعه، أي الفرار، أيضا، وقد فر يفر فرارا: هرب، فهو فرور، كصبور، وفرورة، بزيادة الهاء، وفررة، كهمزة، وهذه عن الصاغاني، وفرار، كشداد، وفر، كصحب، وصف بالمصدر، فالواحد والجمع فيه سواء. وفي حديث الهجرة: قال سراقة بن مالك، حين نظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم وإلى أبي بكر مهاجرين إلى المدينة فمرا به، فقال: هذان فر قريش، أفلا أرد على قريش فرها? يريد الفارين من قريش، يقال منه: رجل فر، ورجلان فر، لا يثنى ولا يجمع. وقال الجوهري: رجل فر، وكذلك الاثنان والجميع والمؤنث، وقد يكون الفر جمع فار، كشارب وشرب، وصاحب وصحب. وقد أفررته إفرارا، إذا عملت به عملا يفر منه ويهرب. وفي حديث عاتكة:

أفر صياح القوم عزم قلوبهم     فهن هواء والحلوم عوازب أي حملها على الفرار، وجعلها خالية بعيدة غائبة العقول. ومنه الحديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعدي بن حاتم: ما يفرك عن الإسلام إلا أن يقال: لا إله إلا الله، أي ما يحملك على الفرار إلا التوحيد. وكثير من المحدثين يقولونه بفتح الياء وضم الفاء. قال الأزهري: والصحيح الأول. وفر الدابة يفرها، هكذا هو مضبوط بالكسر على مقتضى اصطلاحه، وضبطه الأزهري بالضم، فرا، بالفتح، وفرارا، مثلثة الفاء: كشف عن أسنانها لينظر ما سنها ومنه حديث ابن عمر: أراد أن يشتري بدنة فقال: فرها. ومن المجاز: فر الأمر وفر عن الأمر: بحث عنه. وفي خطبة الحجاج: لقد فررت عن ذكاء وتجربة. وفي حديث عمر: قال لابن عباس رضي الله عنهم: كان يبلغني عنك أشياء كرهت أن أفرك عنها، أي أكشفك. ويقال: فر فلانا عما في نفسه، أي استنطقه ليدل بنطقه عما في نفسه، وهو مفرور ومفرر. ومن المجاز: إن الجواد عينه فراره مثلثة: وهو مثل يضرب لمن يدل ظاهرة على باطنه، يقول: تعرف الجودة في عينه كما تعرف سن الدابة إذا فررتها. ويقال أيضا: الخبيث عينه فراره، أي تعرف الخبث في عينه إذا أبصرته، ومنظره يغني عن أن تفر أسنانه وتخبره، وعبارة الصحاح: إن الجواد عينه فراره، وقد يفتح: أي يغنيك شخصه ومنظره عن أن تختبره وأن تفر أسنانه. وفي الأساس: فر الجواد عينه، أي علامات الجود فيه ظاهرة فلا يحتاج إلى أن تفره. وامرأة فراء، أي غراء حسنة الثغر. وأفرت الخيل والإبل للإثناء، بالألف: سقطت رواضعها وطلع غيرها. وافتر الإنسان: ضحك ضحكا حسنا، ويقال: افتر فلان ضاحكا، أي أبدى أسنانه. وافتر عن ثغره، إذا كشر ضاحكا. ومنه الحديث في صفة النبي صلى الله عليه وسلم: ويفتر عن مثل حب الغمام، أي يكشر إذا تبسم في غير قهقهة. وافتر البرق: تلألأ، من ذلك. وافتر الشيء استنشقه، قال رؤبة: كأنما افتر نشوقا منشقا. والفرير، كأمير وغراب وصبور وزنبور وهدهد وعلابط: ولد النعجة والماعزة والبقرة، قال ابن الأعرابي: الفرير: ولد البقر، وأنشد:

يمشي بنو علكم هزلى وإخوتهم عليكم مثل فحل الضأن فرفور

صفحة : 3340

قال الأزهري: أراد: فرار، فقال: فرفور. وقال بعضهم: الفرير من أولاد المعز: ما صغر جسمه. وعم ابن الأعرابي بالفرير ولد الوحشية من الظباء والبقر وغيرهما، أو هي الخرفان والحملان، وهذا أيضا قوله. وقيل: الفرير، والفرار، والفرارة والفرر والفرفور، والفرور، والفرافر: الحمل إذا فطم واستجفر وأخصب وسمن. وأنشد ابن الأعرابي في الفرار الذي هو واحد قول الفرزدق:

لعمري لقد هانت عليك ظعينة      فديت برجليها الفرار المربقا ج فرار، كغراب أيضا، أي يكون للجماعة والواحد نادر، قال أبو عبيدة: ولم يأت على فعال شئ من الجمع إلا أحرف هذا أحدها. والفرير، كأمير: الفم، ذكره الصاغاني والزمخشري، ومقتضى كلام الأخير أنه فم الدابة. ومن المجاز: فرس ذابل الفرير: وهو موضع المجسة من معرفة الفرس، وقيل: هو أصل معرفته، وهذا نقله الصاغاني. والفرير: والد قيس من بني سلمة بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة بن تزيد بن جشم بن الخزرج، جاهلي، وإليه نسب عبد الله بن عمرو بن حرام الأنصاري، والد جابر، فإن أمه بنت قيس هذا، فيقال له: الفريري، لذلك. وفرير، كزبير، هكذا في النسخ، وهو مخالف لما في التكملة والتبصير وغيرهما من كتب الأنساب فإنهم ضبطوا فيها فريرا كأمير مثل الأول، وقالوا: هو فرير بن عنين بن سلامان بن ثعل بن عمرو بن الغوث الطائي. قال الصاغاني تبعا لابن السمعاني وغيره: إنه بطن من بحتر، وغلطه الحافظ ابن حجر فقال: ليس هو بطنا من بختر، بل فرير هذا هو عم بحتر وذلك بين في الجمهرة. قلت: وذلك أن بحترا ومعنا ابنا عتود بن عنين بن سلامان وبحتر بطن. ثم قال الحافظ: وذكر ابن الكلبي في أسباب الألقاب أنه لقب بذلك لحسن عينيه، وكان اسمه عنان. قلت: ولو قال الصاغاني: بطن من العرب لسلم من هذا الوهم. ومن رؤساء هذه القبيلة عثمان بن سليمان الفريري، ذكره الحافظ. والفرفر، كهدهد، وزبرج، وعصفور: طائر هكذا قاله الجوهري. وقال غيره: هو العصفور الصغير. قال الشاعر:

حجازية لم تدءر ما طعم فرفر    ولم تأت يوما أهلها بتبـشـر هكذا أنشده ابن السكيت. والتبشر: الصعوة، وقد تقدم. قلت: وقد رأيت الفرفور بمصر وهو أصءغر من الإوز. وفرة الحر، بالضم، وأفرته، بضمتين، وقد تفتح الهمزة: أي شدته وقيل: أوله، يقال، أتانا، فلان في أفرة الحر، أي شدته، وقيل: أوله. وحكى الكسائي أن منهم من يجعل الألف عينا فيقول: في عفرة الحر، وعفرة الحر. قال أبو منصور: أفرة عندي من باب أفر يأفر، والألف أصلية، على فعلة مثال الخضلة. وقال الليث: ما زال فلان في أفرة شر من فلان، أي شدته، وهي، أي الأفرة: الاختلاط والشدة، أيضا، يقال: وقع القوم في فرة، وأفرة، أي اختلاط وشدة. ويقال: هو فر القوم، وفرتهم، بضمهما، أي من خيارهم، ووجههم الذي يفترون عنه، قاله أبو ربعي والكلابي. قال الكميت:

ويفتر منك عن الواضحات     إذا غيرك القلح الأثعـل

صفحة : 3341

ويقال: هذا فرة مالي، أي خيرته. والفرفرة: الصياح. يقال: فرفره، إذا صاح به. قال أوس ابنث مغراء السعدي: إذا ما فرفروه رغا وبالا. وفرفر في كلامه: خلط وأكثر. وفرفر الشيء: كسره وقطعه وشقه وحركه، كهرهره. وفرفره: نفضه، يقال: فرفرني فرفارا، أي نفضني وحركني وفرفر الرجل فرفرة: نال من عرضه وتكلم فيه. وقيل: فرفره: مزقه، ومنه حديث عون بن عبد الله ما رأيت أحدا يفرفر الدنيا فرفرة هذا الأعرج يعني أبا حازم، أي يذمها ويمزقها بالذم والوقيعة فيها. ويقال: الذئب يفرفر الشاة، أي يمزقها. وفرفر البعير: نفض جسده. وفرفر: أسرع وقارب الخطو قال امرؤ القيس:

إذا زعته من جانبيه كليهـمـا      مشى الهيذبى في دفه ثم فرفرا

صفحة : 3342

وفرفر فرفرة، إذا طاش عقله وخف. وفرفر الفرس: ضرب بفأس لجامه أسنانه وحرك رأسه، وبه فسر بعضهم بيت امرئ القيس المتقدم ذكره. والفرفار: العجول الطياش الخفيف، والأنثى بهاء. والفرفار: المكثار، أي الكثير الكلام كالثرثار، وهي بهاء. والفرفار: الذي يكسر كل شيء، يفرفره، أي يكسره، كالفرافر، كالعلابط. والفرفار: شجر صلب صبور على النار تنحت منه القصاع والعساس، قال أبو حنيفة: هو يسمو سمو الدلب، وورقه مثل ورق اللوز، وله نور مثل الورد الأحمر، وإذا تقادم شجره اسود خشبه فصار كالآبنوس. والفرفار أيضا: مركب من مراكب النساء شبه الحوية، وفرفر الرجل: عمله. وفرفر أيضا، إذا أوقد بشجر الفرفار، وفرفر، إذا خرق الزقاق وغيرها وشققها. والفرفير، كجرجير: نوع من الألوان. والفرفور، بالضم: سويق يتخذ من ثمر الينبوت وقيد بعضهم فقال: من ينبوت عمان. وقد تقدم ذكر الينبوت. والفرفور: الغلام الشاب، على التشبيه بالحمل إذا أخصب وسمن، كالفرافر، بالضم فيهما أي في السويق والغلام. والفرفور: الحمل السمين المستجفر، والفرفور: العصفور الصغير، كالفرفر، كهدهد، وهو الذي قال فيه الجوهري: طائر، وسبق للمصنف ذلك، وهما واحد، وأنشد فيه ابن السكيت، وقد تقدم، فليتنبه لذلك. والفرافر، كعلابط. فرس عامر بن قيس بن جندب الأشجعي سميت بفرفرة اللجام. والفرافر: سيف عامر بن يزيد الكناني، نقلهما الصاغاني ولكنه لم يحل السيف. والفرافر: الرجل الأخرق، من فرفر، إذا طاش. وفرس فرافر: يفرفر اللجام في فيه، أي يحركه، زاد الزمخشري: ليخلعه عن رأسه. والفرافر: الأسد الذي يفرفر قرنه، أي يزعزعه. وقيل: لأنه يفرفره، أي يمزقه؛ الأخير عن الزمخشري، كالفرافرة. والفرفر. بضمهما، والفرفار، بالفتح ويكسر. والفرافر: الجمل إذا أكل واجتر، هكذا في سائر النسخ، وهو تصحيف من المصنف، والصواب: الحمل إذا فطم واستجفر، بالحاء المهملة، واستجفر، بالجيم والفاء، كالفرفور، بالضم، والفرر، بضمتين، والفرور، كقعود، فتأمل، فإن في عبارة المصنف تصحيفا في موضعين، وتقصيرا عن ذكر النظائر. وفرين، كغسلين: ع، نقله الصاغاني. وأفره يفره إفرارا، وكذا أفر به: فعل به ما يفر منه ويهرب، وقد تقدم ما فيه عند قوله أفررته، وأنه يقال أيضا أفره، إذا حمله على الفرار وأفر رأسه بالسيف، مثل أفراه، أي شققه وفلقه؛ عن اليزيدي. والأيام المفرات: التي تظهر الأخبار، نقله الصاغاني. وتفاروا: تهاربوا. وفرس مفر، بالكسر: يصلح للفرار عليه، أو جيد الفرار، وبه فسر بيت امرئ القيس:

مكر مفر مقـبـل مـدبـر مـعـا      كجلمود صخر حطه السيل من علش

صفحة : 3343

وقوله تعالى: أين المفر. يحتمل الفرار نفسه، ووقته، وقرئ أين المفر، بالكسر، أي موضع الفرار، عن الزجاج. وأكثر ما يستعمل هذا الوزن في الآلات وصفات الخيل، وقد عبر عن الموضع بلفظ الآلة، وهي قراءة الحسن. وقرأ ابن عباس بفتح الميم وكسر الفاء، اسم للموضع، والجمهور بفتحهما، وذكر الثلاثة المصنف في البصائر. وعمرو بن فرفر الجذامي - بالضم -: سيد بني وائل بن قاسط بن هنب ابن أفصى بن دعمى بن جديلة بن أسد بن ربيعة الفرس. وضبطه الحافظ بالفتح، وقال: هو أحد الأشراف، شهد فتح مصر. وكتيبة فرى، كعزى: منهزمة، وكذلك الفلى. وفر الأمر جذعا، بالضم: استقبله. ويقال ذلك أيضا إذا رجع عودا لبدئه، قاله ابن دريد، وأنشد:

وما ارتقيت على أكتاد مهلكة     إلا منيت بأمر فر لي جذعا وفي المثل: نزو الفرار استجهل الفرارا. كلاهما كغراب. قال المؤرج: هو ولد البقرة الوحشية، يقال له: فرار، وفرير، مثل طوال وطويل، وذلك أنه إذا شب وقوى أخذ في النزوان، فمتى ما رآه غيره نزا لنزوه.يضرب مثلا لمن تتقى صحبته، أي إنك إذا صحبته فعلت فعله. وتفرر بي: ضحك، قاله الصاغاني. وأفررت رأسه بالسيف، مثل أفريته وشققته، وهذا بعينه قد تقدم، فهو تكرار محض، كما لا يخفى. ومما يستدرك عليه: الفرور من النساء، كصبور: النوار. وفرة المال، بالضم: خياره. والفرار، كغراب: البهم الكبار، واحدها فرفور. وفرفر الرجل، إذا استعجل بالحماقة. وعن ابن الأعرابي: فر يفر، إذا عقل بعد استرخاء. وإنها لحسنة الفرة، بالكسر: الابتسام. وفاررته مفارة: فتشت عن حاله وفتش عن حالي، وهو مجاز. واستعير الافترار للزمن، فقالوا: إن الصرفضة ناب الدهر الذي يفتر عنه، وذلك أن الصرفة إذا طلعت خرج الزهر واعتم النبت؛ كما في اللسان. والفريرة، مصغرة مشددة: ما يلعب به الصبيان. وقول العامة: الفرفوري، لهذا الخزف الذي يؤتى به من الصين غلط، وإنما هو الفغفوري نسبه إلى فغفور ملك الصين، يريدون جودته. وفاره، بتشديد الراء وضمها ثم هاء ساكنة: جد يوسف بن محمد الأنصاري الأندلسي، ويقال: فيره، وكأن الفاء ممالة فتكتب بالألف والياء، سمع وحدث، مات سنة 548.

ف - ر - س - ك - ر.
فارسكور، أهمله الجوهري والصاغاني وصاحب اللسان، وهي ة: كبيرة عامرة بمصر، على شاطئ النيل، من إقليم الدقهلية، وقد دخلتها، والنسبة إليها فارسي وفارسكورى. وقد نسب إليها جملة من الأدباء والأعيان، ومنهم الإمام المحدث عز الدين عبد العزيز بن محمد ابن يوسف بن محمد الفارسكورى الشافعي، ولد سنة 833، وقدم القاهرة سنة 845، وأجازه شيخ الإسلام والجلال السيوطي، ترجمه محمد بن شعيب في زهر البساتين.

ف - ز - ر.

صفحة : 3344

فزر الثوب فزرا: شقه، فتفزر، تشقق وتقطع وبلى، وكذا تفزر الحائط، وانفزر الثوب: مثل ذلك. ويقال: فزرت أنف فلان فزرا، أي ضربته بشيء فشققته، فهو مفزور الأنف. ومنه الحديث: أن رجلا من الأنصار أخذ لحى جزور فضرب به أنف سعيد ففزره. وفزر فلانا بالعصا: ضربه، وقيل: ضربه بها على ظهره ففسخه. وفزر فلان، ظاهره أنه من باب نصر كالأول، وليءس كذلك بل هو فزر - كفرح - يفزر فزرا، إذا خرج على ظهره أو صدره فزرة، بالضم، أي عجرة عظيمة، فهو أفزر بين الفزر، وهو الأحدب وهو مفزور كذلك. والفزر، كعنب: الشقوق. والذي في اللسان: والفزور: الشقوق والصدوع. ولعله تصحف على المصنف، فلينظر. والجارية الفزراء: الممتلئة لحما وشحما، أو هي التي قاربت الإدراك، قال الأخطل:

وما إن أرى الفزراء إلا تطلعا     وخيفة يحميها بنو أم عجرد والفزر، بالكسر: لقب سعد ابن زيد مناة بن تميم بن مر، وكان وافى الموسم بمعزى فأنهبها هناك وقال: من أخذ منها واحدة فهي له، ولا يؤخذ منها فزر، وهو الاثنان فأكثر، ومنه المثل لا آتيك معزى الفزر، أي حتى تجتمع تلك، وهي لا تجتمع أبدا، هذا قول ابن الكلبي. وقال أبو عبيدة نحو ذلك، إلا أنه قال: الفزر: هو الجدي نفسه، فضربوا به المثل. وقال أبو الهيثم: لا أعرفه. وقال الأزهري: وما رأيت أحدا يعرفه. وقال ابن سيده: إنما لقب سعد بن زيد مناة بذلك لأنه قال لولده واحدا بعد واحد: ارع هذه المعزى. فأبوا عليه، فنادى في الناس أن اجتمعوا، فاجتمعوا. فقال: انتهبوها، ولا أحل لأحد أكثر من واحدة، فتقطعوها في ساعة، وتفرقت في البلاد. فهذا أصل المثل. وهو من أمثالهم في ترك الشيء، يقال لا أفعل ذلك معزى الفزر. وقال الجوهري: الفزر: أبو قبيلة من تميم، وهو سعد بن زيد مناة بن تميم. قلت: ويقال لولد سعد هذا: الأبناء، غير كعب وعمرو ابني سعد، فإن ولدهما الأجارب، وتفصيل ذلك في كتب الأنساب. والفزر: الأصل، نقله الصاغاني. والفزر: هنة كنبخة تخرج في مغرز الفخذ دون منتهى العانة، كغدة من قرحة تخرج بالإنسان أو جراحة. والفزر: القطيع من الغنم، ومن الضأن: ما بين العشرة إلى الأربعين، أو ما بين الثلاثة إلى العشرة، هكذا في النسخ، والذي في اللسان: إلى العشرين. قال: والصبة: ما بين العشر إلى الأربعين من المعزى. والفزر: الجدي، يقال لا أفعله مانزا فزر. والفزر: ابن النمر، وفي التهذيب ابن الببر، ومثله في التكملة، وقد تقدم الببر، وبنته: الفزرة، وقيل أخته، والهدبس أخوه، وأمه الفزارة كسحابة، وهي أي الفزارة أنثى النمر أيضا، قاله ابن الأعرابي. وفي التهذيب:والببر يقال له: الهدبس، وأنثاه الفزارة. وأنشد المبرد:

ولقد رأيت هدبسا وفـزارة    والفزر يتبع فزرة كالضيون

صفحة : 3345

قال أبو عمر: وسألت ثعلبا عن البيت فلم يعرفه. قال أبو منصور: وقد رأيت هذه الحروف في كتاب، الليث، وهي صحيحة. وفزارة، بلا لام: أبو قبيلة من غطفان، وهو فزارة بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان، منهم بنو العشراء، وبنو غراب، وبنو شمخ، وقد تقدم ذكر كل منهم في محله. والفازر: نمل أسود فيه حمرة، نقله الصاغاني، وسيأتي للمصنف في الزاي أيضا. والفازشر: الطريق البين الواسع، قال الراجز:

تدق معزاء الطريق الفازر    دق الدياس عرم الأنـادر وقال ابن شميل: الفازر: الطريق تعلو النجاف والقور، فتفزرها كأنها تخد في رؤوسها خدودا. تقول: أخذنا الفازر، وأخذنا طريق فازر، وهو طريق أثر في رؤوس الجبال وفقرها كالفزرة، بالضم، الأخيرة نقلها الصاغاني. والفازرة، بهاء: طريق يأخذ في رملة في دكادك لينة كأنها صدع في الأرض منقاد طويل خلقة. وأفزرت الجلة، وفزرتها وفزرتها: فتتها. والفزر بن أوس بن الفزر، بالفتح: مقرئ مصري. وخالد بن فزر: تابعي، روى عن أنس بن مالك. وبنو الأفزر: بطن من العرب. وفزير، كزبير: علم. ومما يستدرك عليه: قال شمر: الفزر: الكسر. قال: وكنت بالبادية فرأيت قبابا مضروبة، فقلت لأعرابي: لمن هذه القباب? فقال لبني فزارة، فزر الله ظهورهم. فقلت: ما تعني به? فقال: كسر الله. وفزرت الشيء من الشيء فصلته. وفزرت الشيء: صدعته وفرقته. ومحمد بن الفزر، بالفتح: خال أحمد بن عمرو البزاز. وأم الفزر، في السيرة. وبالكسر: أبو الغوث الفزر، في كهلان بن سبإ.

ف - س - ر.
الفسر: الإبانة وكشف المغطى كما قاله ابن الأعرابي، أو كشف المعنى المعقول، كما في البصائر، كالتفسير. والفعل كضرب ونصر يقال: فسر الشيء يفسره ويفسره وفسره: أبانه. قال ابن القطاع والتشديد أعم. والفسر، أيضا: نظر الطبيب إلى الماء، كالتفسرة، كتذكرة، أو هي، أي التفسرة: البول الذي يستدل به على المرض وينظر فيه الأطباء يستدلون بلونه على علة العليل، وهو اسم كالتهنئة، أو هي، أي التفسرة، مولدة، قاله الجوهري. وقال ثعلب، وهو أحمد بن يحيى، وكذلك ابن الأعرابي: التفسير والتأويل والمعنى واحد، وقوله عز وجل: وأحسن تفسيرا. الفسر: كشف المغطى، أو هو، أي التفسير كشف المراد عن اللفظ المشكل. والتأويل: رد أحد المحتملين إلى ما يطابق الظاهر. كذا في اللسان. وقيل: التفسير: شرح ما جاء مجملا من القصص في الكتاب الكريم، وتعريف ما تدل عليه ألفاظه الغريبة، وتبيين الأمور التي أنزلت بسببها الآي؛ والتأويل: هو تبيين معنى المتشابه. والمتشابه: هو ما لم يقطع بفحواه من غير تردد فيه، وهو النص. وفساران، بالضم: ة بأصبهان، نقله الصاغاني. ومما يستدرك عليه: التفسر: الاستفسار. واستفسرته كذا: سألته أن يفسره لي. وكل شيء يعرف به تفسير الشيء ومعناه فهو تفسرته. وفي البصائر: كل ما ترجم عن حال شيء فهو تفسرته. وأبو أحمد عبد الله بن محمد بن ناصح بن شجاع بن المفسر المصري، ولد سنة 273، وتوفي سنة 365؛ ذكره ابن عساكر في التاريخ. ووقع لنا حديثه عاليا في معجم شيوخ الدمياطي.

ف - ش - ر.

صفحة : 3346

الفاشري، أهمله الجوهري والصاغاني وصاحب اللسان، وهو دواء ينفع لنهش الأفعى وسائر الهوام، ذكره الأطباء هكذا، وأنا أخشى أن تكون كلمة يونانية استعملها الأطباء في كتبهم بدليل أنه ليس في كلامهم في ف ش ر. والفشار، كغراب: الذي تستعمله العامة بمعنى الهذيان، وكذا التفشير ليس من كلام العرب، وإنما هو من استعمال العامة.

ف - ص - ر
الفيصور، كقيصوم، أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وهو الحمار النشيط، ونقله الضاغاني عن ابن الأعرابي، وقد ضبطه هكذا: الفيصنور. كحيزبون، كذا رأيته مضبوطا مجودا بخط الصاغاني، وقد صحفه المصنف، فانظر وتأمل.