الباب العاشر: باب الراء - الفصل الحادي والعشرون: فصل القاف مع الراء: الجزء الأول

فصل القاف مع الراء

الجزء الأول

ق - ب - ر.

صفحة : 3364

القبر بالفتح: مدفن الإنسان، ج قبور. والمقبرة، مثلثة الباء، وكمكنسة: موضعها، أي القبور. قال سيبويه: المقبرة ليس على الفعل ولكنه اسم. قال الليث: والمقبر أيضا: موضع القبر؛ وهو المقبرى والمقبرى. وفي الصحاح: المقبرة والمقبرة: واحدة المقابر، وقد جاء في الشعر المقبر، قال عبد الله بن ثعلبة الحنفي:

أزور وأعتاد القبـور ولا أرى     سوى رمس أعجاز عليه ركود
لكل أناس مقبر بـفـنـائهـم      فهم ينقصون والقبـور تـزيد

قال ابن بري: قول الجوهري: وقد جاء في الشعر المقبر، يقتضي أنه من الشاذ، وليس كذلك، بل هو قياس في اسم المكان من قبر يقبر المقبر، ومن خرج يخرج المخرج، وهو قياس مطرد لم يشذ منه غير الألفاظ المعروفة مثل المبيت والمسقط ونحوهما. والمقبريون في المحدثين جماعة وهم: سعيد، وأبوه أبوسعيد، وابنه عباد، وآل بيته، وغيرهم. قبره، يقبره، بالضم، ويقبره بالكسر، قبرا ومقبرا، الأخير مصدر ميمى: دفنه وواراه في التراب. وأقبره: جعل له قبرا يوارى فيه ويدفن فيه. وقيل: أقبر، إذا أمر إنسانا بحفر قبر. قال الفراء: وقوله تعالى: ثم أماته فأقبره. أي جعله مقبورا: ممن يقبر، ولم يجعله ممن يلقى للطير والسباع، كأن القبر مما أكرم به المسلم. وفي الصحاح: مما أكرم به بنو آدم، ولم يقل: فقبره، لأن القابر هو الدافن بيده، والمقبر هو الله، لأنه صيره ذا قبر، وليس فعله كفعل الآدمي. وأقبر القوم: أعطاهم قتيلهم ليقبروه، قال أبو عبيدة: قالت بنو تميم للحجاج، وكان قتل صالح بن عبد الرحمن: أقبرنا صالحا، أي ائذن لنا في أن نقبره، فقال لهم: دونكموه. وقال ابن دريد القبور، كصبور، من الأرض: الغامضة، والقبور من النخل: السريعة الحمل، أو هي التي يكون حملها في سعفها، ومثلها كبوس. والقبر، بالكسر: موضع متأكل في عود الطيب. والقبرى، كزمكى: الأنف العظيم نفسها أو طرفها؛ كما قاله ابن الأعرابي. وقال ابن دريد: القبرى: العظيم الأنف. ومن المجاز: جاء فلان رامعا قبراه، ورامعا أنفه، إذا جاء مغضبا. ومثله: جاء نافخا قبراه، ووارما خورمته. قال الزمخشري: كأنها شبهت بالقبر كما يقال: رؤوس كقبور عاد. وقال مرداس:

لقد أتاني رافعـا قـبـراه     لا يعرف الحق وليس يهواه وتقول: واكبراه، إذا رفع قبراه. والقبراة: رأس الكمرة، وفي النوادر لابن الأعرابي: رأس القنفاء، تصغيرها قبيرة، على حذف الزوائد وكذا تصغير القبراة بمعنى الأنف. والقبار، كرمان، ع بمكة حرسها الله تعالى، أنشد الأصمعي لورد العنبري:

فألقت الأرحل في محار     بين الحجون فإلى القبار

صفحة : 3365

أي نزلت فأقامت. والقبار: المجتمعون، وفي بعض النسخ المتجمعون لجر ما في الشباك من الصيد، عمانية، قال العجاج: كأنما تجمعوا قبارا. والقبار: سراج الصياد بالليل، والقبار، كهمام: سيف شعبان ابن عمرو الحميري. وعن أبي حنيفة: القبر، كصرد: عنب أبيض طويل جيد الزبيب، عناقيده متوسطة. والقبر، كسكر، وصرد: طائر يشبه الحمرة، الواحدة بهاء، ويقال فيه أيضا: القنبراء بالضم والمد، ج قنابر، كالعنصلاء والعناصل. قال الجوهري: ولا تقل قنبرة، كقنفذة، أو لغية وقد جاء ذلك في الرجز، أنشده أبو عبيدة:

جاء الشتاء واجثأل القنبـر      وجعلت عين السموم تسكر وقبرة: كورة بالأندلس متصلة بأجواز قرطبة، منها عبد الله ابن يونس صاحب بقي بن مخلد. وعثمان بن أحمد بن مدرك المتوفي سنة 320؛ قاله الذهبي، وضبطه هكذا. وقد ضبطه السمعاني بفاء مكسورة وياء ساكنة، وتعقب؛ قاله الحافظ. وخيف ذي قبر: ع قرب عسفان. وقبريان بالضم: ة بإفريقية منها سهل بن عبد العزيز الإفريقي القبرياني، روى عن سحنون بن سعيد المغربي. وقبرين، بالكسر مثنى: عقبة بتهامة. وقول ابن عباس رضي الله عنهما في الدجال: إنه ولد مقبورا، قال ثعلب: معناه أن أمه وضعته في، ونص أبي العباس: وعليه جلدة مصمتة لا شق فيها ولا نقب، هكذا بالنون في الأصول الصحيحة، وفي بعضها بالمثلثة. فقالت قابلته: هذه سلعة ليس فيها ولد. وفي اللسان: وليس ولدا، وفي التكملة: وليس بولد. فقالت أمه: فيها ولد، وهو مقبور فيها. فشقوا عنه، فاستهل، هكذا نقله الصاغاني وصاحب اللسان. وأبو القاسشم منصور- ويقال: أبو القاسم بن منصور؛ كما في التبصير للحافظ- القباري، كشدادي: زاهد الإسكندرية وإمامها وقدوتها، توفي سنة 662، وقد أسن.

ق - ب - ت - ر.
القبتر والقباتر، كعصفر وعلابط، أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: هو القصير، وقيل: الصغير. قلت: وقبتورة، بالفتح ويقال: كبتورة: من بلاد المغرب، هكذا ذكره أئمة الأنساب.

ق - ب - ث - ر.
القبثر، بالمثلثة بعد الموحدة، والقباثر، كجعفر وعلابط، أهمله الجوهري: وهو الخسيس الخامل، هكذا نقله صاحب اللسان والتكملة.

ق - ب - ج - ر.
القبنجر، كغضنفر، أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وقال أبو مسحل في نوادره: هو العظيم البطن، هكذا نقله الصاغاني.

ق - ب - ش - ر.
القبشور، بالضم، أهمله الجوهري، وقال الليث: هي المرأة التي لا تحيض، هكذا نقله الصاغاني وصاحب اللسان.

ق - ب - ط - ر.
القبطرية، بالضم: ثياب كتان بيض، وفي التهذيب، ثياب بيض، وأنشد:

كأن لون القهز في خصورها      والقبطرى البيض في تأزيرها وقال الجوهري: القبطرية، بالضم: ضرب من الثياب. قال ابن الرقاع:

كأن زرور القبطرية علقت     بنادكها منه بجذع مـقـوم

ق - ب - ع - ر.

صفحة : 3366

القبعرور، كسقنقور، أهمله الجوهري وقال الصاغاني: هو الرديء من التمر. وفي اللسان: رأيت في نسختين من الأزهري: رجل قبعري: شديد على الأهل بخيل سيئ الخلق. قال: وقد جاء فيه حديث مرفوع، لم يذكره. والذي رأيته في غريب الحديث والأثر لابن الأثير: رجل قعبرى، بتقديم العين على الباء. والله أعلم.

ق - ب - ع - ث -ر.
القبعثر، كسفرجل: العظيم الخلق، قاله الجوهري. والقبعثري، مقصورا: الجمل الضخم العظيم، ومنه حديث المفقود: فجاءني طائر كأنه جمل قبعثري، فحملني على خافية من خوافيه. والأنثى قبعثراة، وقال الليث: القبعثرى أيضا: الفصيل المهزول؛ والقبعثرى أيضا: دابة تكون في البحر، هكذا نقله الصاغاني. قلت: ولم يحلها، وكأنه على التشبيه. وقال المبرد: القبعثرى: العظيم الشديد. والألف ليست للتأنيث، لأنك تقول: قبعثراة، فلو كانت الألف للتأنيث لما لحقه تأنيث آخر، ولا للإلحاق، كما في اللباب، لأنه ليس في الأسماء سداسي يلحق به، بل قسم ثالث، وهو أن يكون للتكثير، كما نقله شيخنا عن بعضهم. والذي نقله الجوهري عن المبرد، أنها زيدت لتلحق بنات الخمسة ببنات الستة. ونقل البدر القرافي عن ابن مالك أن الإلحاق لا يختص بالأصول، فإنهم قد ألحقوا بالزوائد، نحو اقعنسس، فإنه يلحق باحرنجم، ثم قال المبرد: فهذا وما أشبهه لا ينصرف في المعرفة وينصرف في النكرة. ج قباعث، لأن ما زاد على أربعة أحرف لا يبنى منه الجمع ولا التصغير حتى يرد إلى الرباعي، إلا أن يكون الحرف الرابع منه أحد حروف المد واللين، نحو أسطوانة وحانوت. قال شيخنا: ومر له أنه لا نظير لها إلا ضبغطرى، وما معه، فتأمل. قلت: ومر لشيخنا هناك أن ألفه للتكثير، نقلا عن اللباب، وأنه لم يرد على هذا المثال غيرهما، فراجعه. قلت: والغضبان بن القبعثرى، من بني همام بن مرة، مشهور.

ق - ت - ر.
القتر والتقتير: الرمقة من العيش. وقال الليث: القتر:الرمقة في النفقة، قتر يقتر، بالضم، ويقتر، بالكسر، قترا وقتورا، كقعود، فهو قاتر وقتور، كصبور، وقتر عليهم تقتيرا وأقتر إقتارا: ضيق في النفقة، وقرئ بهما قوله تعالى: لم يسرفوا ولم يقتروا وقال الفراء: لم يقتروا عما يجب عليهم من النفقة. وفاتته اللغة الثالثة، وهي: قتر على عياله يقتر ويقتر قترا وقتورا: ضيق عليهم، فالقتر والتقتير والإقتار ثلاث لغات، صرح به في المحكم. وفي الحديث: بسقم في بدنه وإقتار في رزقه قال ابن الأثير: يقال: أقتر الله رزقه، أي ضيقه وقلله. وقال المصنف في البصائر: كأن المقتر والمقتر يتناول من الشيء قتاره. والقتر والقترة- محركتين- والقتر، بالفتح: الغبرة- ومنه قوله تعالى: ووجوه يومئذ عليها غبرة ترهقها قترة- عن أبي عبيدة، وأنشد للفرزدق:

متوج برداء الملـك يتـبـعـه     موج ترى فوقه الرايات والقترا

صفحة : 3367

وفي التهذيب: القترة: غبرة يعلوها سواد كالدخان. وفي النهاية: القترة: غبرة الجيش. والقتار، كهمام: ريح البخور، وهو العود الذي يحرق فيدخن له، قال الأزهري: وهو صحيح. وقال الفراء: هو آخر رائحة العود إذا بخر به؛ قاله في كتاب المصادر. وقال طرفة:

حين قال القوم في مجلسهم     أقتار ذاك أم ريح القطر والقطر: العود الذي يتبخر به. والقتار: ريح القدر، وقد يكون من الشواء والعظم المحرق، وريح اللحم المشوي. وفي حديث جابر: لا تؤذ جارك بقتار قدرك هو ريح القدر والشواء ونحوهما. وفي التهذيب: القتار عند العرب: ريح الشواء إذا ضهب على الجمر، وأما رائحة العود فإنه لا يقال له القتار، ولكن العرب وصفت استطابة المجدبين رائحة الشواء أنه عندهم لشدة قرمهم إلى أكله كرائحة العود لطيبة في أنوفهم وقال لبيد:

ولا أضن بمعبوط السـنـام      إذا كان القتار كما يستروح القطر أخبر أنه يجود بإطعام اللحم في المحل إذا كان ريح قتار اللحم عند القرمين كرائحة العود يبخر به. قتر اللحم، كفرح ونصر وضرب، وقتر تقتيرا: سطعت رائحته، أي ريح قتاره. والتقتير: تهييج القتار. وقتر للأسد تقتيرا: وضع له لحما في الزبية يجد قتاره، أي ريحه، أو قتر الصائد للوحش، إذا دخن بأوبار الإبل لئلا يجد ريح الصائد فيهرب منه. وقتر فلانا: صرعه على قترة، بالضم. وقتر بينهما تقتيرا: قارب، وقال الليث: التقتير: أن تدني متاعك بعضه من بعض، أو بعض ركابك من بعض. والقتر، بالضم وبضمتين: الناحية والجانب، لغة في القطر، وهي الأقتار والأقطار. وتقتر: غضب وتنفش، وتقتر للأمر: تهيأ له وغضب، وتقتر فلان للقتال: مثل تقطر. وقال الزمخشري: تقتر للأمر، إذا تلطف له، وهو مجاز و. تقتر فلانا: حاول ختله والاستمكان به، كاستقتره، الأخيرة عن الفارسي، وقد تقتر عنه وتقطر، إذا تنحى، قال الفرزدق:

وكنا به مستأنسـين كـأنـه      أخ أو خليط عن خليط تقترا والتقاتر: التخاتل، عنه أيضا. والقتر، بالفتح: القدر، كالتقتير؛ هكذا ذكرهما صاحب اللسان. يقال: قتر ما بين الأمرين، وقتره: قدره. وقال الصاغاني: القتر، بالفتح: التقدير. يقال: اقتر رؤوس المسامير، أي قدرها، فلا تغلظها فتخرم الحلقة، ولا تدققها فتمرج وتسلس. ويصدق ذلك قول دريد بن الصمة:

بيضاء لا ترتدي إلا إلى فزعمن نسج داوود فيها السك مقتور ويحرك. والقتر، بالكسر: نصل لسهام الهدف، وقال الجوهري: القتر: ضرب من النصال. وفي التكملة: القتر، بالكسر: السهم الذي لا نصل فيه، فيما يقال. وقال الليث: هي الأقتار، وهي سهام صغار. يقال أغاليك إلى عشر أو أقل، فذلك القتر بلغة هذيل، يقال: كم جعلتم قتركم? وأنشد قول أبي ذؤيب يصف النخل:

إذا نهضت فيه تصعد نفرها     كقتر الغلاء مستدرا صيابها

صفحة : 3368

القتر: سهم صغير. والغلاء: مصدر غالى بالسهم، إذا رماه غلوة. وقال ابن الكلبي: أهدى يكسوم ابن أخي الأشرم للنبي صلى الله عليه وسلم سلاحا، فيه سهم لغب، وقد ركبت معبلة في رعظه، فقوم فوقه، وقال: هو مستحكم الرصاف، وسماه قتر الغلاء. والقتر والقترة أيضا: نصل كالزج حديد الطرف قصير نحو من قدر الإصبع، أو قصب يرمى بها الهدف. وقيل: القترة واحدة، والقتر جمع، فهو على هذا من باب سدرة وسدر. وقال أبو حنيفة: القتر من السهام: مثل القطب، واحدته قترة، والقترة والسروة واحد. والقتر، ككتف: المتكبر، عن ثعلب، وأنشد:

نحن أجزنـا كـل ذيال قـتـر     في الحج من قبل دآدى المؤتمر ومن المجاز: لاح به القتير، كأمير: الشيب، أو أوله. وأصل القتير رؤوس مسامير حلق الدروع تلوح فيها، شبه به الشيب إذا ثقب في سواد الشعر، ولو قال الدرع كما في الصحاح كان أحسن. وقرأت في كتاب الدرع والبيضة لأبي عبيدة ما نصه: ويقال لطرفي الحرباء اللذين هما نهاية الحرباء، من ناحيتي طرفي الحلقة، ثم يدقان فيعرضان لئلا يخرجا من الخرت، وكأنهما عينا الجرادة: قتيران، والجمع قتائر وقتر، ويقال للقتير إذا كان مداخلا ولا يكاد يرى من استوائه بالحلقة: قتير معقرب، قال:

وزرق من الماذى كره طعمها     إلى المشرفيات القتير المعقرب ويشبه القتير بحدق الجراد، وبحدق الأساود، وبالقطر من المطر. وذكر لها شواهد ليس هذا محلها. والقاتر والمقتر، كمحسن، الأخيرة للصاغاني، من الرحال والسروج: الجيد الوقوع على الظهر، أي ظهر البعير، أو اللطيف منها، وقيل: هو الذي لا يستقدم ولا يستأخر وقال أبو زيد: هو أصغر السروج. وقرأت في كتاب السرج واللجام لابن دريد، في باب صفات السرج: وسرج قاتر، إذا كان حسن القد معتدلا، ويقابله الحرج. والقترة، بالضم: ناموس الصائد الحافظ لقتار الإنسان، أي ريحه، كما في البصائر، وقد أقتر فيها، هكذا في النسخ من باب الإفعال، والصواب كما في اللسان والأساس: اقتتر فيها من باب الافتعال، قال الزمخشري: أي استتر. وتقتر للصيد: تخفى في القترة ليختله. وقال أبو عبيدة: القترة: البئر يحتفرها الصائد يكمن فيها، وجمعها قتر والقثترة: كثبة من بعر أو حصى تكون قترا قترا. قال الأزهري: أخاف أن يكون تصحيفا، وصوابه القمزة، والجمع قمز، للكثبة من الحصى وغيره. وقتر الشيء: ضم بعضه إلى بعض، وكذلك قتره، بالتشديد، كما تقدم، وقتر الدرع: جعل لها قتيرا، أي مسمارا؛ نقله الصاغاني. وقتر الشيء: لزمه، كأقتر، نقله الصاغاني، ونص عبارته: وأقتر الرجل، إذا لزم، مثل قتر. ومن المجاز: عضه ابن قترة، بالكسر: حية خبيثة إلى الصغر ما هو، لا ينجو سميمها مشتق من قترة السهم، وقيل: هو بكر الأفعى، وهو نحو الشبر، ينزو ثم يقع. وقال شمر: ابن قترة: حية صغيرة تنطوي ثم تنزو في الرأس، والجمع بنات قترة. وقال ابن شميل: هو أغيبر اللون صغير أرقط ينطوي ثم ينقز ذراعا أو نحوها؛ وهو لا يجرى، يقال: هذا ابن قترة. وأنشد:

له منزل أنف ابن قترة يقترى به السم لم يطعم نقاخا ولا بردا

صفحة : 3369

وقترة معرفة لا ينصرف. وصرح الزمخشري أنها إنما سميت بذلك كأن لها قترة ترمى بها، قال:

أحدو لمولاتي وتلقى كسره     وإن أبت فعضها ابن قتره ومن المجاز: أبو قترة: إبليس، لعنه الله تعالى، وهي كنيته، أو قترة: علم للشيطان، وفي الحديث: تعوذوا بالله من الأعميين، ومن قترة وما ولد. قال الخطابي في إصلاح الألفاظ: يريد بالأعميين الحريق والسيل.. وقترة، بكسر فسكون: من أسماء إبليس. وقيل: كنيته أبو قترة. وهكذا نقله الحافظ في التبصير. وأقتر الرجل: افتقر، قال،

لكم مسجد الله المزوران، والحصىلكم قبصه من بين أثرى وأقترا يريد من بين من أثرى وأقتر. وفي الحديث: فأقتر أبواه حتى جلضسا مع الأوفاض، أي افتقرا حتى جلسا مع الفقراء. ويقال: أقتر: قل ماله وله بقية مع ذلك، فهو مقتر. وأقترت المرأة فهي مقترة، إذا تبخرت بالعود، قال الشاعر:

تراها الدهر مقترة كباء      ومقدح صفحة فيها نقيع والقتور، كصبور: البخيل، يقال: رجل مقتر وقتور. وقوله تعالى: وكان الإنسان قتورا. تنبيه على ما جبل عليه الإنسان من البخل، كذا في البصائر. وقتيرة، كجهينة: اسم، وقتيرة: أبو قبيلة من تجيب، منهم المحدثان محمد بن روح، حدث عن جماعة، وعنه الحسن بن داوود ابن وردان؛ والحسن بن العلاء القتيريان، عن عبد الصمد بن حسان، وعنه جابر بن قطن الخجندى. وفاته حبيب بن الشهيد القتيري، مولى عقبة بن نجدة القتيري، روى عنه يزيد بن أبي حبيب؛ هكذا ضبطه الأئمة بالتصغير في كل ذلك، وضبطه الحافظ في التبصير بفتح فكسر. ومما يستدرك عليه: القترة، بالضم: ضيق العيش، وهو مجاز. ولحم قاتر، إذا كان له قتار، لدسمه، وربما جعلت العرب الشحم واللحم قتارا، ومنه قول الفرزدق:

إليك تعرقنا الذرا بـرحـالـهـا     وكل قتار في سلامى وفي صلب وكباء مقتر، كمعظم. وقترت النار: دخنت. وأقترتها أنا. واستقتره: حاول الاستمكان به؛ عن الفارسي. والقترة، بالضم: صنبور القناة. وقيل: هو الخرق الذي يدخل منه الماء الحائط، وهو مجاز. ورحل قاتر، أي واق لا يعقر ظهر البعير. وفي الأساس: إذا كان قدرا لا يموج فيعقر. والقتير: الدرع نفسها، قال ساعدة ابن جؤية: ضبر لباسهم القتير مؤلب. وهو مما جاء بعض ما في الدرع فقام مقام الدرع، وهو مستدرك على أبي عبيدة، فإنه لم يذكره في كتابه. والقترة، بالضم: الكوة، والجمع القتر، ومنه قولهم: اطلعن من القتر، أي الكوى وهو مجاز، وبه فسر حديث أبي أمامة رضي الله عنه: من اطلع من قترة ففقئت عينه فهي هدر. والقترة أيضا: النافذة، وعين التنور، وحلقة الدرع. وقترة الباب: مكان الغلق؛ وكل ذلك مجاز. وجوب قاتر، أي ترس حسن التقدير. ومنه قول أبي دهبل الجمحى:

درعي دلاص شكها شك عجب     وجوبها القاتر من سر اليلـب وفي الحديث: يقتر بين يديه قال ابن الأثير: أي يسوى له النصول، ويجمع له السهام. من التقتير، وهو إدناء أحدهما إلى الآخر.
ق - ث - ر.


صفحة : 3370

القثرة، محركة، أهمله الجوهري. وقال ابن الأعرابي: هو قماش البيت. وتصغيرها قثيرة. ويقال: اقتثرت الشيء، أي أخذته قماشا لبيتي. والتقثر: التردد والجزع.
ق - ح - ر.
القحر: الشيخ الكبير الهرم. والقحر: البعير المسن، كذا قاله الجوهري. وقيل: هو الهرم القليل اللحم. وبه فسر حديث أم زرع: زوجي لحم جمل قحر، أرادت أن زوجها هزيل قليل المال. وفي المحكم: القحر: المسن وفيه بقية وجلد. وقيل: إذا ارتفع فوق المسن وهرم فهو قحر، كالإنقحر، كجردحل، فهو ثان لإنقحل الذي قد نفى سيبويه أن يكون له نظير، وكذلك جمل قحر. وقال أبو عمرو: شيخ قحر وقهب، إذا أسن وكبر. وإذا ارتفع الجمل عن العود فهو قحر. وقال ابن سيده: القحارية، بالضم مخففة، من الإبل: كالقحر. ج أي جمع القحر أقحر وقحور، قال الجوهري: ولا يقال للأنثى: قحرة، بل ناب وشارف، أو يقال في لغية. وعبارة الصحاح: وبعضهم يقوله. قلت: يشير إلى ما قاله أبوعمرو ما نصه: والأنثى قحرة، في أسنان الإبل. والاسم القحارة، بالفتح، والقحورة، بالضم، هذا نص أبي عمرو أو قوله: والقحارية، بضمهما يريد القحارية والقحورة، وهو غير محرر، فإن القحورة، بالضم: اسم كالقحارة، كما نص عليه أبو عمرو، فالصواب بالضم، ومثله في التكملة، وفي المحكم، ونصه: وقيل: القحارية منها: العظيم الخلق. وقال بعضهم: لا يقال في الرجل إلا قحر، فأما قول رؤبة:

تهوى رؤوس القاحرات القحر إذا هوت بين اللهى والحنجر فعلى التشنيع، ولا فعل له. والقحارية: الغضوب. وفي التكملة: الغضب، فلينظر. والقحارية: الشروب القصير، قاله الصاغاني أيضا.

ق - ح - ث - ر.
قحثرة من يده: بدده، أهمله الجوهري، وذكره ابن دريد، كما نقله عنه الصاغاني. ونقل صاحب اللسان عن الأزهري: قحثرت الشيء من يدي، إذا رددته. وإخاله تصحيفا.

ق - ح - ط - ر.
قحطر القوس: وترها توتيرا. وقحطر المرأة: جامعها، وقد أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وذكره الصاغاني، ولم يعزه إلى أحد.

ق - خ - ر.
القخر، بالخاء بعد القاف، أهمله الجوهري والصاغاني، وفي اللسان: هو الضرب بالشيء اليابس على اليابس، والفعل كجعل، يقال: قخره يقخره قخرا. وأطلقه ابن القطاع فقال: قخره قخرا: ضربه بحجر.

ق - د - ر.

صفحة : 3371

القدر، محركة: القضاء الموفق، نقله الأزهري عن الليث، وفي المحكم: القدر: القضاء والحكم، وهو ما يقدره الله عز وجل من القضاء ويحكم به من الأمور. والقدر أيضا: مبلع الشيء. ويضم، نقله الصاغاني عن الفراء، كالمقدار، بالكسر. والقدر أيضا: الطاقة، كالقدر، بفتح فسكون فيهما، أما في معنى مبلغ الشيء فقد نقله الليث، وبه فسر قوله تعالى: وما قدروا الله حق قدره. قال: أي ما وصفوه حق صفته. وقال: والقدر والقدر ها هنا: بمعنى، وهو في الأصل مصدر. وقال أيضا: والمقدار: اسم القدر. وأما في معنى الطاقة فقد نقل الوجهان عن الأخفش؛ ذكره الصاغاني، وذكره الأزهري عنه وعن الفراء. وبهما قرئ قوله تعالى: على الموسع قدره وعلى المقتر قدره. قال الأزهري: وأخبرني المنذري عن أبي العباس في قوله تعالى: على المقتر قدره. وقدره قال: التثقيل أعلى اللغتين وأكثر، ولذلك اختير. قال: واختار الأخفش التسكين قال: وإنما اخترنا التثقيل لأنه اسم. وقال الكسائي: يقرأ بالتخفيف وبالتثقيل، وكل صواب. قلت: وبالقدر بمعنى الحكم فسر قوله تعالى: إنا أنزلناه في ليلة القدر. أي الحكم، كما قال تعالى: فيها يفرق كل أمر حكيم، وأنشد الأخفش لهدبة بن الخشرم:

ألا يا لقومي للنوائب والقدر وللأمر يأتي المرء من حيث لا يدري فقول المصنف كالقدر فيهما محل نظر، والصواب فيها أي في الثلاثة، فتأمل. والقدر، بالمعاني السابقة، كالقدر فيها، ج أقدار، أي جمعها جميعا. وقال اللحياني: القدر الاسم، والقدر المصدر. وأنشد:

كل شيء حتى أخيك متاع     وبقدر تفرق واجتمـاع وأنشد في المفتوح:

قدر أحلك ذا النخيل وقد أرى    وأبيك مالك ذو النخيل بدارش قال ابن سيده: هكذا أنشده بالفتح، والوزن يقبل الحركة والسكون. والقدرية، محركة: جاحدو القدر، مولدة. وقال الأزهري: هم قوم ينسبون إلى التكذيب بما قدر الله من الأشياء. وقال بعض متكلميهم: لا يلزمنا هذا اللقب، لأننا ننفي القدر عن الله عز وجل، ومن أثبته فهو أولى به. قال: وهذا تمويه منهم؛ لأنهم يثبتون القدر لأنفسهم، ولذلك سموا قدرية. وقول أهل السنة إن علم الله عز وجل سبق في البشر، فعلم كفر من كفر منهم كما علم إيمان من آمن، فأثبت علمه السابق في الخلق وكتبه، وكل ميسر لما خلق له. ويقال: قدر الله تعالى ذلك عليه يقدره، بالضم، ويقدره، بالكسر، قدرا، بالتسكين، وقدرا، بالتحريك، وقدره عليه تقديرا، وقدر له تقديرا: كل ذلك بمعنى. قال إياس بن مالك:

كلا ثقلينا طامع بـغـنـيمة     وقد قدر الرحمن ما هو قادر قوله: ما هو قادر، أي مقدر. وأراد بالثقل هنا النساء. واستقدر الله خيرا: سأله أن يقدر له به، من حد نصر، كما في نسختنا. وفي بعضها أن يقدر له به بالتشديد، وهما صحيحان. قال الشاعر:

فاستقدر الله خيرا وارضين به     فبينما العسر إذ دارت مياسير

صفحة : 3372

وفي حديث الاستخارة: اللهم إني أستقدرك بقدرتك، أي أطلب منك أن تجعل لي عليه قدرة. وقدر الرزق يقدره ويقدره: قسمه، قيل: وبه سميت ليلة القدر؛ لأنها تقسم فيها الأرزاق. والقدر، بفتح فسكون: الغنى واليسار، وهما مأخوذان من القوة، لأن كلا منهما قوة، كالقدرة، بالضم، والمقدرة، مثلثة الدال، يقال: رجل ذو قدرة ومقدرة، أي ذو يسار. وأما من القضاء والقدر فالمقدرة، بالفتح لا غير. قال الهذلي:

وما يبقى على الأيام شيء     فيا عجبا لمقدرة الكتاب

صفحة : 3373

والمقدار والقدر: القوة. وأما القدارة، بالفتح، والقدر، محركة، والقدورة والقدور، بضمهما، فمن قدر، بالكسر، كالقدرة، والقدران، بالكسر، وفي التهذيب بالتحريك ضبط القلم، والقدار، بالفتح ذكره الصاغاني، ويكسر، وهذه عن اللحياني، والاقتدار على الشيء: القثدرة عليه والفعل كضرب، وهي اللغة المشهورة ونصر، نقلها الكسائي عن قوم من العرب، وفرح، نقلها الصاغاني عن ثعلب، ونسبها ابن القطاع لبني مرة من غطفان، واقتدر. وهو قادر وقدير ومقتدر. وأقدره الله تعالى على كذا، أي جعله قادرا عليه. والاسم من كل ذلك المقدرة، بتثليث الدال. والقدر: التضييق، كالتقدير. والقدر: الطبخ. وفعلهما كضرب ونصر، يقال: قدر عليه الشيء يقدره ويقدره قدرا وقدرا، وقدره: ضيقه، عن اللحياني. وترك المصنف القدر بالتحريك هنا قصور. وقوله تعالى: فظن أن لن نقدر عليه. أي لن نضيق عليه؛ قاله الفراء وأبو الهيثم. وقال الزجاج: أي لن نقدر عليه ما قدرنا من كونه في بطن الحوت. قال: ونقدر: بمعنى نقدر. قال: وقد جاء هذا في التفسير. قال الأزهري: وهذا الذي قاله صحيح، والمعنى ما قدره الله عليه من التضييق في بطن الحوت... وكل ذلك سائغ في اللغة، والله أعلم بما أراد. وأما أن يكون من القدرة فلا يجوز، لأن من ظن هذا كفر، والظن شك، والشك في قدرة الله تعالى كفر. وقد عصم الله أنبياءه عن ذلك، ولا يتأول مثله إلا جاهل بكلام العرب ولغاتها. قال: ولم يدر الأخفش ما معنى نقدر، وذهب إلى موضع القدرة، إلى معنى فظن أن يفوتنا، ولم يعلم كلام العرب حتى قال: إن بعض المفسرين قال: أراد الاستفهام: أفظن أن لن نقدر عليه? ولو علم أن معنى نقدر: نضيق، لم يخبط هذا الخبط. قال ولم يكن عالما بكلام العرب، وكان عالما بقياس النحو. وقال: وقوله تعالى: ومن قدرعليه رزقه. أي ضيق. وقدر على عياله قدرا: مثل قتر. وقدر على الإنسان رزقه: مثل قتر. وأما القدر بمعنى الطبخ الذي ذكره المصنف فإنه يقال: قدر القدر يقدرها ويقدرها قدرا: طبخها. ومنه حديث عمير مولى آبى اللحم: أمرني مولاي أن أقدر لحما أي أطبخ قدرا من لحم. واقتدر: أيضا: بمعنى قدر، مثل طبخ واطبخ، وقد تركه المصنف هنا قصورا، ولم يذكره فيما بعد، ولهذا لو قال: والقدر: التضييق كالتقدير، والقدر: الطبخ كالاقتدار، لكان أحسن. والقدر: التعظيم، وبه فسر قوله تعالى: وما قدروا الله حق قدره. أي ما عظموا الله حق تعظيمه. والقدر: تدبير الأمر، يقال: قدره يقدره، بالكسر أي دبره. والقدر: قياس الشيء بالشيء يقال: قدره به قدرا، وقدره، إذا قاسه. ويقال أيضا: قدرت لأمر كذا أقدر له، بهذا المعنى. ومنه حديث عائشة رضي الله عنها: فاقدروا قدر الجارية الحديثة السن المشتهية للنظر، أي قدروا وقايسوا وانظروه وأفكروا فيه. والقدر: الوسط من الرحال والسروج يقال: رحل قدر، وسرج قدر؛ ذكره الزمخشري في الأساس. وزاد في اللسان: يخفف ويثقل. وفي عبارة المصنف قصور ظاهر. ولم يذكر أبو عبيدة في كتاب السرج واللجام إلا: سرج قاتر، وقد تقدم، وكأن الدال لغة في التاء. وفي التهذيب: سرج قادر: قاتر، وهو الواقي الذي لا يعقر. وقيل: هو بين الصغير والكبير.

صفحة : 3374

والقدر: رأس الكتف. والقدر، بالتحريك: قصر العنق، قدر، كفرح يقدر قدرا فهو أقدر: قصير العنق. وقيل: الأقدر: القصير من الرجال، وبه فسر قول صخر الغي يصف صائدا، ويذكر وعولا، وقد وردت لتشرب الماء:والقدر: رأس الكتف. والقدر، بالتحريك: قصر العنق، قدر، كفرح يقدر قدرا فهو أقدر: قصير العنق. وقيل: الأقدر: القصير من الرجال، وبه فسر قول صخر الغي يصف صائدا، ويذكر وعولا، وقد وردت لتشرب الماء:

أرى الأيام لا تبقى كـريمـا    ولا الوحش الأوابد والنعامـا
ولا عصما أوابد في صخور    كسين على فراسنها خدامـا
أتيح لها أقيدر ذو حـشـيف    إذا سامت على الملقات ساما

العصم: الوعول. والخدام: الخلخال، وأراد بها الخطوط السود التي في يديه. والأقيدر: أراد به الصائد. والحشيف: الثوب الخلق. وسامت: مرت ومضت. والملقات: جمع ملقة، وهي الصخرة الملساء. وقال أبو عمرو: الأقدر: فرس إذا سار وقعت رجلاه مواقع يديه قال عدي بن خرشة الخطمي:

وأقدر مشرف الصهوات ساط     كميت لا أحـق ولا شـئيت وقد قدرت، بالكسر، أو الأقدر: هو الذي يضع رجليه، وفي بعض النسخ: يديه وهو غلط، حيث ينبغي، وقال أبوعبيد: الأقدر: هو الذي يجاوز حافرا رجليه مواقع حافري يديه. والشئيت: خلافه. والأحق: الذي يطبق حافرا رجليه حافري يديه. والقدر، بالكسر: م، معروفة أنثى، بلا هاء عند جميع العرب، وتصغيرها قديرة، وقدير، الأخيرة على غير قياس؛ قاله الأزهري أو يذكر، ويؤنث. ومن قال بتذكيرها غره قول ثعلب. قال أبو منصور: وأما ما حكاه ثعلب من قول العرب: ما رأيت قدرا غلا أسرع منها فإنه ليس على تذكير القدر، ولكنهم أرادوا: ما رأيت شيئا غلا. قال: ونظيره قول الله تعالى: لا يحل لك النساء من بعد. قال ذكر الفعل لأن معناه معنى شيء، كأنه قال: لا يحل لك شيء من النساء. ولابن سيده هنا في المحكم كلام نفيس، فراجعه. قلت: وعلى قول من قال بالتذكير يؤول قول معاوية رضي الله عنه، فيما يروى عنه: غلا قدري، علا قدري كذا أورده بعض أئمة التصحيف. ج قدور، لا يكسر على غير ذلك. والقدير والقادر: ما يطبخ في القدر، هكذا في سائر النسخ. وفي اللسان: مرق مقدور وقدير أي مطبوخ. والقدير: ما يطبخ في القدر.وقال الليث: القدير: ما طبخ من اللحم بتوابل، فإن لم يكن ذا توابل فهو طبيخ. وما رأيت أحدا من الأئمة ذكر القادر بهذا المعنى. ثم إنني تنبهت بعد زمان أنه أخذه من عبارة الصاغاني: والقدير: القادر فوهم، فإنه إنما عنى به صفة الله تعالى لا بمعنى ما يطبخ في القدر، فتدبر. ويمكن أن يقال إن الصواب في عبارته: والقدير: القادر، وما يطبخ في القدر فيرتفع الوهم حينئذ، ويكون توسيط الواو بينهما من تحريف النساخ، فافهمه. والقدار، كهمام: الربعة من الناس ليس بالطويل ولا بالقصير. والقدار: الطباخ، أو هو الجزار، على التشبيه بالطباخ، وقيل: الجزار هو الذي يلي جزر الجزور وطبخها.قال مهلهل:

إنا لنضرب بالصوارم هامها     ضرب القدار نقيعة القدام

صفحة : 3375

ومن سجعات الأساس: ودعوا بالقدار فنحر فاقتدروا، وأكلوا القدير، أي بالجزار وطبخوا اللحم في القدر وأكلوه. والقدار الطابخ في القدر، كالمقتدر يقال: اقتدر وقدر، مثل طبخ واطبخ، ومنه قولهم: أتقتدرون أم تشتوون. وقدار بن سالف الذي يقال له أحيمر ثمود: عاقر الناقة ناقة صالح عليه السلام. والقدار بن عمرو بن ضبيعة رئيس ربيعة، كان يلي العز والشرف فيهم. والقدار: الثعبان العظيم، وقيل: الحية. وقدار، كسحاب: ع، قال امرؤ القيس:

ولا مثل يوم في قدار ظللته      كأني وأصحابي بقلة عندرا

صفحة : 3376

قال الصاغاني: وروى ابن حبيب وأبو حاتم: في قداران ظلته وقد تقدم في ع د ر. والمقتدر: الوسط من كل شيء، هذه عبارة المحكم. وقال غيره: وكل شيء مقتدر: فهو الوسط. وقال ابن سيده أيضا: ورجل مقتدر الخلق، أي وسطه ليس بالطويل والقصير، وكذلك الوعل والظبي وغيرهما. وفي الأساس: رجل مقتدر الطول: ربعة. وبنو قدراء: المياسير، أي الأغنياء، وهو كناية. والقدرة، بالتحريك: القارورة الصغيرة، نقله الصاغاني. وقادرته مقادرة: قايسته، وفعلت مثل فعله، وفي الأساس: قاويته. وفي التهذيب: التقدير، على وجوه من المعاني: أحدها: التروية والتفكير في تسوية أمر وتهيئته، زاد في البصائر: بحسب نظر العقل وبناء الأمر عليه، وذلك محمود. ثم قال: والثاني تقديره بعلامات يقطعه عليها. والثالث: أن تنوي أمرا بعقدك، تقول: قدرت أمر كذا وكذا، أي نويته وعقدت عليه. وذكر الصاغاني الأول والثالث، وأما المصنف في البصائر فذكر بعد الأول ما نصه: والثاني أن يكون بحسب التهيؤ والشهوة. قال: وذلك مذموم، كقوله تعالى: فكرو وقدر، فقتل كيف قدر وقال: إن كليهما من الإنسان.وقال أيضا: وأما تقدير الله الأمور فعلى نوعين: أحدهما بالحكم منه أن يكون كذا أو لا يكون كذا، إما وجوبا وإما إمكانا وعلى ذلك قوله تعالى: قد جعل الله لكل شيء قدرا. والثاني بإعطاء القدرة عليه، ومنه قوله تعالى: والذي قدر فهدى أي أعطى كل شيء ما فيه مصلحة، وهداه لما فيه خلاص، إما بالتسخير وإما بالتعليم، كما قال: أعطى كل شيء خلقه ثم هدى. وتقدر له الشيء: تهيأ. وقدره وقدره: هيأه. وقوله تعالى: وما قدروا الله حق قدره، قيل: أي ما عظموه حق تعظيمه، وقال الليث: ما وصفوه حق صفته. وفي البصائر: أي ما عرضفوا كنهه، تنبيها أنه كيف يمكنهم أن يدركوا كنهه وهذا وصفه، وهو قوله: والأرض جميعا قبضته يوم القيامة. ويقال: قدرت الثوب عليه قدرا، فانقدر، أي جاء على المقدار. وفي الأساس: تقدر الثوب عليه: جاء على مقداره. ومن المجاز: قولهم: بيننا- ونص يعقوب: بين أرضك وأرض فلان- ليلة قادرة، أي هينة، ونص يعقوب والزمخشري: لينة السير لا تعب فيها، زاد يعقوب: مثل قاصدة ورافهة. وقيدار: اسم، قال ابن دريد: فإن كان عربيا فالياء زائدة، وهو فيعال من القدرة. والقدراء من الآذان: التي ليست بصغيرة ولا كبيرة، نقله الصاغاني. وقال ابن القطاع قدرت الأذن قدرا: حسنت. ويقال كم قدرة نخلك? محركة. ويقال أيضا: غرس نخلك على القدرة، محركة أيضا، وهي- ونص الصاغاني: وهو- أن يغرس على حد معلوم بين كل نخلتين، هذا نص الصاغاني. وقدره تقديرا: جعله قدريا، نقله الصاغاني عن الفراء، وهي مولدة. ودار مقادرة، بفتح الدال: ضيقة، سمي بالمصدر، من قادر الرجل. وعن شمر: قدرته أقدره، من حد ضرب، قدارة، بالفتح: هيأت. وقدرت: وقت، قال الأعشى:

فاقدر بذرعك بينـنـا     إن كنت بوأت القداره بوأت: هيأت. وقال أبو عبيدة: اقدر بذرعك بيننا، أي أبصر واعرف قدرك. وقال لبيد:

فقدرت للورد المغلس غدوة     فوردت قبل تبين الألـوان

صفحة : 3377

ومما يستدرك عليه: القدير، والقادر: من صفات الله عز وجل، يكونان من القدرة، ويكونان من التقدير. قال ابن الأثير: القادر: اسم فاعل من قدر ويقدر؛ والقدير فعيل منه، وهو للمبالغة، والمقتدر مفتعل من اقتدر، وهو أبلغ. وفي البصائر للمصنف: القدير: هو الفاعل لما يشاء على قدر ما تقضى الحكمة، لا زائدا عليه ولا ناقصا عنه، ولذلك لا يصح أن يوصف به إلا الله تعالى، والمقتدر يقاربه إلا أنه قد يوصف به البشر، ويكون معناه المتكلف والمكتسب للقدرة، ولا أحد يوصف بالقدرة من وجه إلا ويصح أن يوصف بالعجر من وجه، غير أن الله تعالى، فهو الذي ينتفى عنه العجز من كل وجه، تعالى شأنه. وفي الأساس: صانع مقتدر: رفيق بالعمل. قال:

لها جبهة كسراة المجن     حذقة الصانع المقتدر والأمور تجري بقدر الله ومقداره وتقديره وأقداره ومقاديره. وفرس بعيد القدر: بعيد الخطو. قال:

ببعـيد قـدره ذي جـبـب     سبط السنبك في رسغ عجر وهو مجاز: والقدر: الشرف، والعظمة، والتزيين، وتحسين الصورة. وبه فسر قوله تعالى: فقدرنا فنعم القادرون أي صورنا فنعم المصورون. قال الفراء: قرأها علي كرم الله وجهه فقدرنا بالتشديد، وخففها عاصم. قال: ولا يبعد أن يكون المعنى في التخفيف والتشديد واحدا، لأن العرب تقول: قدر عليه وقدر عليه. واحتج الذين خففوا فقالوا: لو كانت كذلك لقال: فنعم المقدرون. وقد تجمع العرب بين اللغتين، قال الله تعالى: فمهل الكافرين أمهلهم رويدا. والتقدير: الجعل والصنع، ومنه قوله تعالى: وقدره منازل. أي جعل له، وكذا قوله تعالى وقدر فيها أقواتها. والتقدير أيضا: العلم والحكمة، ومنه قوله تعالى: والله يقدر الليل والنهار أي يعلم؛ كذا في البصائر. قلت: ومنه أيضا قوله تعالى: قدرنا إنها لمن الغابرين، قال الزجاج: المعنى علمنا إنها لمن الغابرين. وقيل: دبرنا. وقدرت عليه الشيء: وصفته. وروى أبو تراب عن شجاع غلام قدر، كعتل: وهو التام الشديد المكتنز. واقتدر الشيء: جعله قدرا. ومن أمثالهم المقدرة تذهب الحفيظة. ومقدار كل شيء: مقياسه، كالقدر والتقدير. وقال شمر: قدرت: ملكت. وقال الأزهري: قدرت أمر كذا وكذا تقديرا: نويته وعقدت عليه. والقدر، بالتحريك: الموعد. وقدر الشيء: دنا له، قال لبيد:

قلت هجدنا فقد طال السرى      وقدرنا إن خنى الليل غفل قال الكسائي: قدرت الشيء فأنا أقدره، لم أسمعه إلا مكسورا. وقوله: وما قدروا الله حق قدره خفيف، ولو ثقل كان صوابا. وقوله: إنا كل شيء خلقناه بقدر مثقل. وقوله: فسالت أودية بقدرها. مثقل، ولو خفف كان صوابا. وقال ابن القطاع: وقدر الشيء: جعله بقدر، وقدر الإنسان الشيء: حزره ليعرف مبلغه؛ كذا في التهذيب له. والمقدار: الهنداز؛ والموت وقالوا: إذا بلغ العبد المقدار مات. وأنشد الليث:

لو كان خلفك أو أمامك هائبا      بشرا سواك لهابك المقدار

صفحة : 3378

يعني الموت. وجمع المقدار المقادير. وسرج قادر: قاتر. والقدار، كغراب: الغلام الخفيف الروح الثقف اللقف. وفي الحديث: كان يتقدر في مرضه: أين أنا اليوم: أي يقدر أيام أزواجه في الدور عليهن. وقال اللحياني: يقال: أقمت عنده قدر أن يفعل ذلك. قال: ولم أسمعهم يطرحون أن في المواقيت إلا حرفا حكاه هو الأصمعي، وهو قولهم: ما قعدت عنده إلا ريث أعقد شسعى. وفي الحديث: فإن غم عليكم فاقدروا له. وفي حديث آخر: فأكملوا العدة قوله فاقدروا له، أي قدروا له عدد الشهر حتى تكملوه ثلاثين يوما، واللفظان وإن اختلفا يرجعان إلى معنى واحد. ولابن سريج هنا تفصيل حسن، ذكره الأزهري في التهذيب، والصاغاني في التكملة، فراجعهما. وعبد الله بن عثمان بن قديرة، كجهينة: سمع من أبي البدر الكرخي، وأخوه يوسف سمع من سعيد بن البناء، وماتا معا سنة 612. وبيت القدارى، بالضم: قرية باليمن. ومنها في المتأخرين سعيد ابن عطاف بن قحليل القدارى، سمع الحديث عن عبد الرحمن بن حسين النزيلي وغيره، وتوفي بها سنة 1023. وقدورة، كسفودة: لقب أبي عثمان سعيد بن إبراهيم التونسي الجزائري الإمام مسند المغرب، روى بتلمسان عن المسند المعمر أبي عثمان سعيد بن أحمد المقري التلمساني، وجال في البلاد إلى أن ألقى عصا التسيار بثغر الجزائر، وبها توفى سنة 1026 وقد ترجمه تلميذه الإمام أبو مهدى عيسى الثعالبي في مقاليد الأسانيد. وقداران بالفتح: موضع في شعر امرئ القيس، على رواية ابن حبيب وأبي حاتم، كما تقدمت الإشارة إليه. وابن قدران، بالكسر: رجل أظنه من جذام، إليه نسبت الكبيشة القدرانية، إحدى الأفراس المخبورة المشهورة بالشأم. ومقدار بن مختار المطاميري، له ديوان شعر.

ق - د - ح - ر.
القيدحور، بالدال المهملة، أهمله الجوهري هنا، وذكره بالمعجمة، وهو كحيزبون: السيئ الخلق، كالقندحور، بالنون بدل التحتية. والقندحر، كجردحل، بالدال والذال: المتعرض للناس ليدخل في حديثهم. وقد اقدحر الرجل: تهيأ للشر والسباب والقتال، تراه الدهر منتفخا شبه الغضبان؛ وهو بالدال والذال جميعا. قال الأصمعي: سألت خلفا الأحمر عنه، فلم يتهيأ له أن يخرج تفسيره بلفظ واحد، وقال: أما رأيت سنورا متوحشا في أصل راقود. وقيل: المقدحر: العابس الوجه؛ عن ابن الأعرابي. ويقال: ذهبوا شعارير بقدحرة، وبقندحرة، قاله الفراء، ولم يزد. وفسره اللحياني فقال: أي بحيث لا يقدر عليهم، وقيل: إذا تفرقوا.

ق - ذ - ح - ر.
القيذحور، كحيزبون، بالذال المعجمة يذكر فيه جميع ما في التركيب الذي قبله، قال النضر والأصمعي: يقال: ذهبوا قذحرة وقذحمة، بكسر القاف وفتح الذال المشددة، إذا تفرقوا وذهبوا في كل وجه. وقال أبو عمرو: الاقذحرار: سوء الخلق. وأنشد: في غير تعتعة ولا اقذحرار. وقال آخر:

مالك لا جزيت غير شـر     من قاعد في البيت مقذحر

ق - ذ - ر.

صفحة : 3379

قذر الشيء، كفرح، ونصر، وكرم، قذرا، محركة، وقذارة، بالفتح، فهو قذر، بالفتح فالسكون، وقذر، ككتف، ورجل، وجمل. وقد قذره- كسمعه، ونصره- قذرا، بالفتح، وقذرا، بالتحريك، وتقذره، واستقذره. قال الليث: يقال: قذرت الشيء، بالكسر: إذا استقذرته وتقذرت منه. وقد يقال للشيء القذر قذر أيضا، فمن قال: قذر، جعله على بناء فعل من قذر يقذر، فهو قذر، ومن جزم قال: قذر يقذر قذارة، فهو قذر. ورجل مقذر، كمقعد: متقذر، أو يجتنبه الناس، وهو في شعر الهذلي. والقذور من النساء: المتنحية من الرجال، قال:

لقد زادني حبا لسمراء أنها      عيوف لإصهار اللئام قذور والقذور من النساء أيضا: المتنزهة عن الأقذار، أي الفواحش، وهذا مجاز. ومن المجاز أيضا: رجل قذور، كصبور، وقاذور، وقاذورة، وذو قاذورة: لا يخالط الناس، وفي الأساس: رجل قاذورة: متبرم بالناس لا يجلس إلا وحده، ولا ينزل إلا وحده. وفي المحكم: رجل ذو قاذورة: لا يخال الناس لسوء خلقه ولا ينازلهم. قال متمم ابن نويرة يرثي أخاه:

فإن تلقه في الشرب لا تلق فاحشاعلى الكأس ذا قاذورة متزبعا وقال أبو عبيد: القاذورة من الرجال: الفاحش السيئ الخلق، وقال الليث: القاذورة: الغيور من الرجال. وفي الحديث: من أصاب من هذه القاذورة شيئا فليستتر بستر الله. قال ابن سيده: أراه عني به الزنى وسماه قاذورة، كما سماه الله عز وجل فاحشة ومضقتا. وقال ابن الأثير في تفسيره: أراد به ما فيه حد كالزنى والشرب. وقال خالد بنث جنبة: القاذورة التي نهى الله عنها: الفعل القبيح واللفظ السيئ. وقال الزمخشري: القاذورات: الفواحش، وهو مجاز. ومن المجاز أيضا: القاذورة من الإبل: التي تبرك ناحية منها لا تخالطها وتستبعد وتنافرها عند الحلب، كالقذور، كصبور. قال الحطيئة يصف إبلا عازبة لا تسمع أصوات الناس:

إذا بركت لم يؤذها صـوت سـامـر     ولم يقص عن أدنى المخاض قذورها قال الأزهري: والكنوف مثلها. وفي المحكم: القاذورة: الرجل يتقذر الشيء فلا يأكله، عن أبي عبيدة، وهكذا نصه في المحكم وفي التكملة واللسان. ومنه ما روى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قاذورة لا يأكل الدجاج حتى تعلف الهاء للمبالغة. وفي حديث أبي موسى في الدجاج: رأيته يأكل شيئا فقذرته أي كرهت أكله، كأنه رآه يأكل القذر. وقذور: اسم امرأة، وأنشد أبو زياد:

وإني لأكنو عن قذور بغيرها     وأعرب أحيانا بها فأصارح

صفحة : 3380

وقيذار بن إسماعيل، بن إبراهيم، عليهما وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام، وهو أبو العرب وقد قيل في نبوته أيضا، وله مشهد يزار قريبا من السلطانية بالعجم، وأعقب من ولده حمل بن قيذار، وله ابن آخر يقال له سوارى، ويقال له: قيذر، كحيدر، وقاذر. ففي حديث كعب: قال الله لرومية: إني أقسم بعزتي لأهبن سبيك لبني قاذر أي بني إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام، يريد العرب، ففي عبارة المصنف كالصاغاني قصور. ومن المجاز: رجل قذرة، كهمزة: متنزه عن الملائم، أي يتجنب ما يلام عليه. ومن المجاز قولهم: يا ابن أم ، قد أقذرتنا، أي أكثرت الكلام فأضجرتنا، أنشد أبو عمرو على هذه اللغة قول أبي كبير:

ونضيت مما كنت فيه فأصبحت    نفسي إلى إخوانها كالمـقـذر ومما يستدرك عليه: قذر الشيء: كرهه واجتنبه، وهو مجاز. ومنه الحديث: وتقذرهم نفس الله، أي يكره خروجهم إلى الشام ومقامهم بها، فلا يوفقهم لذلك. والقاذورة من الرجال: الذي لا يبالي ما صنع وما قال. وقال عبد الوهاب الكلابي: القاذورة: الذي يقذر كل شيء ليس بنظيف. وقال أبو الهيثم: قذرت الشيء أقذره قذرا فهو مقذور، قال العجاج: وقذري ما ليس بالمقذور. وهو مجاز. يقول: صرت أقذر ما لم أكن أقذره في الشباب من الطعام. وفي الحديث: هلك المقذرون يعني الذين يأتون القاذورات. وقذار، كغراب: لقب محمد بن علي بن عبيد الله بن الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، لقب بذلك لنظافته؛ ذكره الحافظ. وقد أجحف في نسبه، والصواب فيه أنه محمد بن علي بن عبيد الله بن عبد الله ابن الحسن بن علي بن محمد بن الحسن بن جعفر، والباقي سواء. والعجب منه، فإنه قد ذكر والده عليا في باغر، ولم ينبه على ذلك وهو هو.

ق - ذ - ع - ر.
المقذعر، كالمقذحر، زنة ومعنى، وقد أهمله الجوهري؛ ومعناه المتعرض للقوم ليدخل في أمرهم وحديثهم. واقذعر نحوهم يقذعر: رمى بالكلمة بعد الكلمة وتزحف إليهم؛ كذا في اللسان.

ق - ذ - م - ر.
القذمور، بالضم، أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: الديسق والفاثور والقذمور واحد، وهو الخوان من الفضة، هكذا نقله الصاغاني.

ق - ر - ر.
القر، بالضم: البرد عامة، أو يخص القر بالشتاء، والبرد في الشتاء والصيف. والقول الأخير نقله صاحب المعالم، وهو في المحكم. قال شيخنا: وحكى ابن قتيبة فيه التثليث. والفتح حكاه اللحياني في نوادره، ومع الحر أو جبوه لأجل المشاركة. قلت: يعني به ما وقع في حديث أم زرع: لا حر ولا قر أرادت أنه معتدل، وكنت بالحر والقر عن الأذى، قليله وكثيره. والقرة، بالكسر: ما أصابك من القر وليلة ذات قرة، أي برد. والقرة، بالضم: الضفدع وقال ابن الكلبي: عيرت هوازن وبنو أسد بأكل القرة، وذلك أن أهل اليمن كانوا إذا حلقوا رؤوسهم بمنى وضع كل رجل على رأسه قبضة دقيق. فإذا حلقوا رؤوسهم سقط الشعر مع ذلك الدقيق، ويجعلون ذلك الدقيق صدقة. فكان ناس من أسد وقيس يأخذون ذلك الشعر بدقيقه فيرمون بالشعر، وينتفعون بالدقيق. وأنشد لمعاوية بن أبي معاوية الجرمي:

صفحة : 3381

ألم تر جرما أنـجـدت وأبـوكـم    مع الشعر في قص الملبد شـارع
إذا قرة جاءت تقول أصـب بـهـا    سوى القمل إني من هوازن ضارع

ويثلث، الفتح والكسر نقلهما الصاغاني عن أبي عمرو. والقرة: ة قرب القادسية، نقله الصاغاني. والقرة. الدفعة، وجمعها قرر، ومنه قررت الناقة تقريرا: رمت ببولها قرة بعد قرة، أي دفعة بعد دفعة، خاثرا من أكل الحبة، قال الراجز:

ينشقنه فضفاض بول كالصبر     في منخريه قررا بعد قرر

صفحة : 3382

وقرة العين: من الأدوية، ويقال لها جرجير الماء، تكون في المياه القائمة، وفيها عطرية، تنفع من الحصاة، وتدر البول والطمث. وقر الرجل، بالضم: أصابه القر: البرد. وأقره الله تعالى: من القر، وهو مقرور، على غير قياس، كأنه بني على قر، ولا تقل: قره الله تعالى. وأقر: دخل فيه، أي القر. ويوم مقرور، وقر، بالفتح، وكذا قار، أي بارد. وليلة قرة وقارة: باردة. والقر: اليوم البارد. وكل بارد: قر. وقد قر يومنا يقر، مثلثة القاف، ذكر اللحياني الضم والكسر في نوادره. وحكى ابن القطاع فيه التثليث؛ كما قاله المصنف، وكذا ابن سيده وصاحب كتاب المعالم؛ كما نقله شيخنا. قلت: الذي قاله ابن القطاع في تهذيب الأبنية له: واليوم يقر ويقر قرا: برد، أي بالفتح والكسر؛ هكذا رأيته مجودا مصححا. ولعله ذكر التثليث في كتاب آخر له. ولكن من مجموع قوله وقول اللحياني يحصل التثليث، فإن الذي لم يذكره ذكره اللحياني، وهو الضم. وقال شيخنا: والفتح المفهوم من التثليث لا يظهر له وجه، فإن سمع في الماضي الكسر فهو ذك أو من تداخل اللغات، على ما قاله غير واحد. أما إطلاق التثليث مع فتح الماضي فلا يظهر له وجه. انتهى. ولكن تعيين شيخنا الضم والكسر عن اللحياني محل تأمل، وذلك فإن سياق عبارته في النوادر على ما نقله عنه صاحب اللسان هكذا: وقال اللحياني قر يومنا يقر، ويقر لغة قليلة. وقد ضبطه مجودا بالقلم بالضم والفتح، وهذا يخالف ما نص عليه شيخنا، فتأمل. والقرارة، بالضم: ما بقي في القدر بعد الغرف منها، أو القرارة: ما لزق بأسفلها من مرق يابس أو حطام تابل محترق أو سمن أو غيره، كالقرورة، والقرة- بضمهما- والقروة- بضمتين- والقررة، كهمزة. وقد قر القدر يقرها قرا: فرغ ما فيها من الطبيخ، وصب فيها ماء باردا كي لا تحترق. والقرورة- بالضم- والقررة- محركة- والقرارة، مثلثة وكهمزة أيضا كله: اسم ذلك الماء. ويقال: أقبل الصبيان على القدر يتقررونها، إذا أكلوا القرة. وقررت القدر تقريرا، إذا طبخت فيها حتى يلتصق بأسفلها؛ كذا في التكملة. وعبارة اللسان هكذا: وتقررها واقترها: أخذها وائتدم بها. يقال قد اقترت القدر. وقد قررتها، إذا طبخت فيها حتى يلتصق بأسفلها. وأقررتها، إذا نزعت ما فيها مما لصق بها؛ عن أبي زيد. والقر: صب الماء دفعة واحدة. وتقررت الإبل: صبت بولها على أرجلها. وتقررت: أكلت اليبيس فتخثرت أبوالها. والاقترار: أن تأكل الناقة اليبيس والحبة فينعقد عليها الشحم فتبول في رجليها من خثورة بولها. وقرت تقر، بالكسر: نهلت ولم تعل، عن ابن الأعرابي، وأنسد:

حتى إذا قرت ولما تقرر     وجهرت آجنة لم تجهر

صفحة : 3383

جهرت: كسحت. وآجنة: متغيرة. ويروى: أجنة أي أمواها مندفنة، على التشبيه بأجنة الحوامل. وقرت الحية قريرا: صوتت، وكذا الطائر، وعليه اقتصر ابن القطاع. ومن المجاز: قرت عينه تقر، بالكسر والفتح، نقلهما ابن القطاع، والأخير أعلى؛ عن ثعلب، قرة، بالفتح وتضم وهذه عن ثعلب، قال: هي مصدر، وقرورا كقعود: ضد سخنت، ولذلك اختار بعضهم أن يكون قرت فعلت ليجئ بها على بناء ضدها. واختلفوا في اشتقاق ذلك: قال بعضهم: معناه بردت وانقطع بكاؤها واستحرارها بالدمع، فإن للسرور دمعة باردة، وللحزن دمعة حارة. أو قرت: من القرار، أي رأت ما كانت متشوفة إليه فقرت ونامت. وأنشد الزمخشري في الأساس:

بها قرت لبون الناس عينا      وحل بها عزاليه الغمام وقال بعضهم: قرت عينه. من القرور، وهو الدمع البارد يخرج مع الفرح. وقال الأصمعي: دمعة السرور باردة. وقوله تعالى فكلي واشربي وقري عينا. قال الفراء: جاء في التفسير: أي طيبي نفسا. وفي حديث الاستسقاء: لو رآك لقرت عيناه، أي لسر بذلك وفرح. ورجل قرير العين. وقررت به عينا فأنا أقر. وقرت الدجاجة تقر، بالكسر، قرا، بالفتح، وقريرا، كأمير: قطعت صوتها. وقرقرت: رددت صوتها؛ حكاه ابن سيده عن الهروي في الغريبين. ومن المجاز: قر الكلام في أذنه وكذا في الحديث، يقره قرا: أودعه؛ قاله ابن القطاع. وقيل: فرغه وصبه فيها، أو ساره بأن وضع فاه على أذنه فأسمعه، وهو من قر الماء في الإناء، إذا صبه فيه؛ قاله الزمخشري. وقال ابن الأعرابي: القر: ترديدك الكلام في أذن الأبكم حتى يفهمه. وقال شمر: قررت الكلام في أذنه أقره قرا: وهو أن تضع فاك على أذنه فتجهر بكلامك كما يفعل بالأصم، والأمر قثر. وقر عليه الماء يقره قرا: صبه عليه وفيه. وقال ابن القطاع: وقرت المرأة على رأسها دلوا من ماء: صبتها. وقر بالمكان يقر بالكسر وبالفتح، أي من حد ضرب وعلم، ذكرهما ابن القطاع. وقال ابن سيده: والأولى أعلى، أي أكثر استعمالا، قرارا، كسحاب، وقرورا، كقعود، وقرا، بالفتح، وتقرارة وتقرة، الأخيرة شاذة: ثبت وسكن، فهو قار، كاستقر، وتقار، وهو مستقر. ويقال: فلان ما يتقار في مكانه، أي ما يستقر. وأصل تقار تقارر، أدغمت الراء. وفي حديث أبي ذر: فلم أتقار أن قمت أي لم ألبث. وأقره فيه وعليه إقرارا فاستقر وقرره فتقرر. والقرور، كصبور: الماء البارد يغتسل به، كالبرود؛ قال ابن السكيت، والمرأة قرور: لا تمنع يد لامس كأنها تقر وتسكن لما يصنع بها، لا ترد المقبل والمراود، ولا تنفر من الريبة؛ وبعضه من النوادر للحياني. والقرار، والقرارة، بفتحهما: ما قر فيه الماء. والقرار، والقرارة: المطمئن من الأرض والمستقر منها. وقال أبو حنيفة: القرارة: كل مطمئن اندفع إليه الماء فاستقر فيه. قال: وهي من مكارم الأرض إذا كانت سهولة. وفي حديث ابن عباس، وذكر عليا رضي الله عنهم، فقال: علمي إلى علمه كالقرارة في المثعنجر. وفي حديث يحيى بن يعمر: ولحقت طائفة بقرار الأودية. وكذا قول أبي ذؤيب:

صفحة : 3384

بقرار قيعان سقاها وابل     واه فأثجم برهة لا يقلع قال الأصمعي: القرار هنا: جمع قرارة. وقال ابن شميل: بطون الأرض قرارها، لأن الماء يستقر فيها. ويقال: القرار: مستقر الماء في الروضة. وقال ابن الأعرابي: القرارة: القاع المستدير. وقوله عز وجل: ذات قرار ومعين. قالوا: هو المكان المطمئن الذي يستقر فيه الماء. ويقال للروضة المنخفضة: القرارة. والقرار والقرارة: الغنم عامة؛ عن ابن الأعرابي، وأنشد:

أسرعت في قرار     كأنما ضـرارى

أردت يا جعار أو يخصان بالضأن، خصه ثعلب، أو النقد قال الأصمعي: القرار، والقرارة: النقد، وهو ضرب من الغنم قصار الأرجل قباح الوجوه؛ وأجود الصوف صوف النقد. وأنشد لعلقمة بن عبدة:

والمال صوف قرار يلعبون به     على نقادته واف ومجـلـوم أي يقل عند ذا ويكثر عند ذا. ومن المجاز قولهم: أقر الله عينه، وكذا بعينه، ويقر بعيني أن أراك. واختلف في معناه: فقيل: معناه أعطاه حتى تقر فلا تطمح إلى من هو فوقه. ويقال: تبرد ولا تسخن. وقال الأصمعي: أبرد الله دمعته، لأن دمعة السرور باردة. وأقر الله عينه: من القرور، وهو الماء البارشد. وقيل: معناه صادفت ما يرضيك فتقر عينك من النظر إلى غيره. ورضي أبو العباس هذا القول واختاره. وقال أبو طالب: أقر الله عينه: أنام عينه، والمعنى صادف سرورا يذهب سهره فينام. وأنشد: أقر به مواليك العيونا. أي نامت عيونهم لما ظفروا بالمراد. وعين قريرة، وقارة، ورجل قرير العين. وقررت به عينا فأنا أقر. وقرتها: ما قرت به، وفي التنزيل العزيز: فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين. وقرأ أبو هريرة: من قرات أعين. ورواه عن النبي صلى الله عليه وسلم. وفي الحديث: أفضل الأيام عند الله يوم النحر ثم يوم القر وهو الذي يلي يوم النحر لأنهم يقرون فيه بمنى، عن كراع. وقال غيره: لأنهم يقرون في منازلهم. وقال أبو عبيد: وهو حادى عشر ذي الحجة، سمي به لأن أهل الموسم يوم التروية ويوم عرفة ويوم النحر في تعب من الحج، فإذا كان الغد من يوم النحر قروا بمنى، فسمي يوم القر. ومقر الرحم: آخرها. ومستقر الحمل، منه، وقوله تعالى: فمستقر ومستودع. أي فلكم في الأرحام مستقر، ولكم في الأصلاب مستودع. وقرئ: فمستقر ومستودع أي مستقر في الرحم. وقيل: مستقر في الدنيا موجود. ومستودع في الأصلاب لم يخلق بعد. وقال الليث: المستقر: ما ولد من الخلق وظهر على الأرض، والمستودع: ما في الأرحام. وقيل: مستقرها في الأصلاب، ومستودعها في الأرحام. وقيل: مستقر في الأحياء، ومستودع في الثرى. وسيأتي ذكر ذلك في حرف العين، إن شاء الله تعالى. ومن المجاز: القارورة: حدقة العين، على التشبيه بالقارورة من الزجاج، لصفائها وأن المتأمل يرى شخصه فيها، قال رؤبة:

قد قدحت من سلبهن سلبـا      قارورة العين فصارت وقبا

صفحة : 3385

والقارورة. ما قر فيه الشراب ونحوه، أو يخص بالزجاج، وقوله تعالى: كانت قوارير. قوارير من فضة. قال بعض أهل العلم: أي أواني من زجاج في بياض الفضة. وصفاء القوارير. قال ابن سيده. وهذا أحسن، فأما من ألحق الألف في قوارير الأخيرة فإنه زاد الألف لتعدل رؤوس الآي. وفي حديث علي رضي الله عنه: ما أصبت منذ وليت عملي إلا هذه القويريرة، أهداها إلى الدهقان هي تصغير قارورة. والاقترار: استقرار ماء الفحل في رحم الناقة، وقد اقتر ماء الفحل: استقر. والاقترار: تتبع الناقة ما في بطن الوادي من باقي الرطب، وذلك إذا هاجت الأرض ويبست متونها. والاقترار: الشبع، يقال: اقتر المال، إذا شبع، يقال ذلك في الناس وغيرهم. والاقترار: السمن، تقول اقترت الناقة، إذا سمنت، أو نهايته، وذلك إنما يكون إذا أكلت اليبيس وبزور الصحراء، فعقدت عليها الشحم، وبهما فسر قول أبي ذؤيب الهذلي يصف ظبية:

به أبلت شهري ربيع كليهـمـا      فقد مار فيها نسؤها واقترارها نسؤها: بدء سمنها، وذلك إنما يكون في أول الربيع إذا أكلت الرطب. والاقترار: الائتدام بالقرارة، أي ما في أسفل القدر كالتقرر، يقال: تقررها واقترها: أخذها وائتدم بها. والاقترار: الاغتسال بالقرور وهو الماء البارد. واقتررت بالقرور: اغتسلت به. وناقة مقر، بالضم وكسر القاف: عقدت ماء الفحل فأمسكته، هكذا في النسخ، وفي بعضها: فأسكنته في رحمها ولم تلقه. وقد أقرت، إذا ثبت حملها. وقال ابن الأعرابي: إذا لقحت الناقة فهي مقر وقارح. والإقرار: الإذعان للحق والإعتراف به، أقر به: اعترف. وقد قروه عليه، وقرره بالحق غيره حتى أقر. وفي البصائر: الإقرار: إثبات الشيء إما باللسان وإما بالقلب أو بهما جميعا. والقر، بالفتح: مركب للرجال بين الرحل والسرج يقرون عليه، وقيل: القر: الهودج وأنشد: كالقر ناست فوقه الجزاجز. وقال امرؤ القيس:

فإما تريني في رحالة جـابـر     على حرج كالقر تخفق أكفاني وقيل: القر: مركب للنساء. والقر: الفروجة، وأنشد الجوهري لابن أحمر: كالقر بين قوادم زعر. قال الصاغاني: لم أجده في ديوان ابن أحمر، ووجدت فيه بيتا وليس فيه حجة على القر، وهو:

حلقت بنو غزوان جؤجؤه     والرأس غير قنازع زعر قلت: وقال ابن بري: هذا العجز مغير، وصواب إنشاد البيت، على ما روته الرواة في شعره: حلقت إلى آخر البيت، كما أورده الصاغاني، وأورد بعده:

فيظل دفاه له حرسـا      ويظل يلجئه إلى النحر قال: هذا يصف ظليما، وبنو غزوان: حي من الجن، يريد أن جؤجؤ هذا الظليم أجرب، وأن رأسه أقرع، والزعر: القليلة الشعر، ودفاه: جناحاه. والهاء في له ضمير البيض، أي يجعل جناحيه حرسا لبيضه ويضمه إلى نحره، وهو معنى قوله: يلجئه إلى النحر. والقر: ع، ذكره الصاغاني، ولم يحله، وهو بالحجاز في ديار فهم؛ كذا في أصل. وأظنه قو بالواو، وقد تصحف على من قال بالراء، وقو يأتي ذكره في محله؛ كذا حققه أبو عبيد البكري وغيره. وفي الأساس: وأنا آتيه القرتين، القرتان: البردان، وهما الغداة والعشي، وقال لبيد:

صفحة : 3386

وجوارن بيض وكل طمرة    يعدو عليها القرتين غلام والقرر، كصرد: الحسا، واحدتها قرة؛ حكاها أبو حنيفة. قال ابن سيده: ولا أدري أي الحسا عني: أحسا الماء أم غيره من الشراب? وقر الثوب: غره، قال ابن الأعرابي: ويقال: اطءو الثوب على قره وغره ومقره، أي على كسره. والمقر، ظاهره أنه بالفتح، وليس كذلك بل هو بكسر الميم وفتح القاف؛ كم ضبطه أبو عبيد والصاغاني: ع بكاظمة حيث ديار بني دارم، وبه قبر غالب أبي الفرزدق، وقبر امرأة جرير، قال الراعي:

فصبحن المقر وهن خوص     على روح يقلبن المحـارا وقال خالد بن جبلة: زعم النميري أن المقر جبل لبني تميم؛ كذا في اللسان. وقال الصاغاني: أنشد الأصمعي لبعض الرجاز:

تذكر الصلب إلى مقـره     حيث تدانى بحره من بره والصلب وراء ذلك قليلا. والقري، بضم فتشديد راء مفتوحة: الشدة الواقعة بعد توقيها، نقله الصاغاني. وقرى: ع، أو واد، ويقال له؛ قري سحبل، وهو في بلاد الحارث بن كعب، قال جعفر بن علبة الحارثي:

ألهفي بقري سحبل حين أجلبت علينا الولايا والعدو المباسل ومنه يوم قرى، قال ذو الإصبع:

كأنا يوم قرى إنما نقتل إياناقتلنا منهم كل فتى أبيض حسانا وقران بالضم: رجل، كأنه يعني به قران بن تمام الأسدي الكوفي، الذي روى عن سهيل بن أبي صالح وغيره. وقران، في شعر أبي ذؤيب: واد، قيل: هو بتهامة بين مكة والمدينة شرفهما الله تعالى. وقران: ة باليمامة تذكر مع ملهم ذات نخل وسيوح جارية لبني سحيم من بني حنيفة، قال علقمة:

سلاءة كعصا النهدي غل لهـا     ذو فيئة من نوى قران معجوم وقران، ة قرب مكة بمر الظهران. وقران أيضا: قصبة البذين بأذربيجان حيث استوطن بابك الخزمي. والقرقرة: الضحك إذا استغرب فيه ورجع، وقال ابن القطاع: هو حكاية الضحك. وقال شمر: هو شبه القهقهة. وفي الحديث: لا بأس بالتبسم ما لم يقرقر. والقرقرة: هدير البعير، أو أحسنة؛ الأخير لابن القطاع. وقرقر البعير قرقرة، وذلك إذا هدل صوته ورجع؛ والجمع القراقر، والاسم القرقار، بالفتح. يقال: بعير قرقار الهدير: صافي الصوت في هديره، قال حميد:

جاء بها الوراد يحجز بـينـهـا     سدى بين قرقار الهدير وأعجما والقرقرة: صوت الحمام إذا هدر، وقد قرقرت قرقرة، كالقرقرير، نادر، وأنشد ابن القطاع: إذا قرقرت هاج الهوى قرقريرها. وقال ابن جنى: القرقير فعليل جعله رباعيا. قلت: وقرأت في كتاب غريب الحمام للحسن بن عبد الله الكاتب الأصبهاني ما نصه: وقرقر الحمام قرقرة، وقرقارا؛ والقرقار الاسم والمصدر جميعا، وكذلك القرقرة، قال:

فوالله ما أنساك ما هبـت الـصـبـا     وما قرقر القمري في ناضر الشجر

صفحة : 3387

والقرقرة: أرض مطمئنة لينة ينحاز إليها الماء، كالقرقر، بلا هاء. وفي حديث الزكاة: بطح له بقاع قرقر، هو المكان المستوي. وقيل: القرقرة: الأرض الملساء ليست بجد واسعة، فإذا اتسعت غلب عليها اسم التذكير فقالوا: قرقر. قال: والقرق: مثل القرقر سواء. وقال ابن أحمر: القرقرة: وسط القاع، ووسط الغائط المكان الأجرد منه لا شجر فيه ولا دف ولا حجارة، إنما هي طين ليست بجبل ولا قف، وعرضها نحو من عشرة أذرع أو أقل، وكذلك طولها. والقرقرة: لقب سعد هازل النعمان بن المنذر ملك الحيرة، كان يضحك منه، يقال له: سعد القرقرة وسيأتي له ذكر في س د ف. وفي الحديث: فإذا قرب المهل منه سقطت قرقرة وجهه، القرقرة من الوجه: ظاهره وما بدا منه؛ هكذا فسره الزمخشري. قال: ومنه قيل للصحراء البارزة: قرقرة. وقيل: القرقرة: جلدة الوجه؛ حكاه ابن سيده عن الغريبين للهروى. ويروى: فروة وجهه بالفاء. أو ما بدا من محاسنة، ورقرق، فهو تصحيف رقرقة. ويقال: شرب بالقرقار، القرقار، بالفتح: إناء من زجاج، طويل العنق، وهو الذي يسميه الفرس بالصراحي. وهو في الأساس واللسان القرقارة بالهاء، وفي الأخير: سميت بذلك لقرقرتها. والقرقارة بالهاء: الشقشقة، أي شقشقة الفحل إذا هدر. والقراقر، كعلابط: الحادي الحسن الصوت الجيده، كالقراقري، بالضم، وهو من القرقرة. قال الراجز:

أصبح صوت عامر صئيا     من بعد ما كان قراقريا فمن ينادي بعدك المطيا والقراقر: فرس لعامر بن قيس، قال: وكان حداء قراقريا. والقراقر سيف ابن عامر هكذا في النسخ، وهو غلط، وصوابه: سيف عامر بن يزيد بن عامر بن الملوح الكناني. وقراقر: فرس أشجع بن ريث بن غطفان. وقراقر: ع بين الكوفة وواسط ويقال: بين الكوفة والبصرة قريب من ذي قار، وهو اسم ماء بعينه. وقال ابن بري: هو خلف البصرة، ودون الكوفة، قريب من ذي قار، ومنه غزاة قراقر. قال الأعشى:

فدى لبني ذهل بن شيبان ناقتي       وراكبها يوم اللقاء وقـلـت
هم ضربوا بالحنو حنو قراقر        مقدمة الهامرز حتى تولـت

قال ابن بري: يذكر فعل بني ذهل يوم ذي قار، وجعل النصر لهم خاصة دون بني بكر بن وائل. والهامرز: رجل من العجم من قواد كسرى. وفي الروض الأنف للسهيلي: وأنشد ابن هشام للأعشى:

والصعب ذو القرنين أصبح ثاويا     بالحنو في جدث أميم مـقـيم

صفحة : 3388

قال: قوله: بالحنو: يريد حنو قراقر الذي مات فيه ذو القرنين بالعراق. وقراقر: ع بالسماوة في بادية الشام لبني كلب تسيل إليه أودية ما بين الجبلين في حق أسد وطيئ. وقراقر: قاع مستطيل بالدهناء، وقيل: هي مفازة في طريق اليمامة قطعها خالد بن الوليد. وقد جاء ذكرها في الحديث، وهكذا فسره ابن الأثير. والقراقرة، بهاء: الشقشقة كالقرقارة. ولو ذكرهما في محل واحد لأصاب. وقراقرة: ماءة بنجد. والقراقرة: المرأة الكثيرة الكلام، على التشبيه. وقراقرى بالضم: ع ذكره الصاغاني. وقراقر، بالفتح: موضع من أعراض المدينة شرفها الله تعالى، لأل الحسن بن علي رضي الله عنهما، وليس بتصحيف قراقر- بالضم- كما زعم بعضهم، فإن ذلك بالدهناء؛ وقد تقدم. والقرقور، كعصفور: السفينة، أو الطويلة، أو العظيمة، والجمع القراقير. ومنه قول النابغة: قراقير النبيط على التلال. وفي الحديث: فإذا دخل أهل الجنة الجنة ركب شهداء البحر في قراقير من در. وفي حديث موسى عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام: ركبوا القراقير حتى أتوا آسية امرأة فرعون بتابوت موسى. وفي الحديث: خرج النبي صلى الله عليه وسلم على صعدة، يتبعها حذاقى، عليها قوصف، لم يبق منها إلا قرقرها الصعدة: الأتان. والحذاقى: الجحش. والقوصف: القطيفة. والقرقر: الظهر، كالقرقرى، كفعفلى، بكسر الفاءين وتشديد اللام المفتوحة. وفي بعض النسخ بفتح الفاءين وتخفيف اللام. قال شيخنا: ومثله في شرح التسهيل لأبي حيان، ولكنه فسره بأنه اسم موضع، وكذلك الجوهري. قلت: الذي ذكروه أنه اسم موضع هو قرقرى بالفتح، ووزنوه بفعللى، ولا إخاله إلا هذا، وما ذكره المصنف غريب. ثم إنهم اقتصروا على ذكر الموضع، ولم يحلوه. ووجدت أنا في معجم البلاد ما نصه: قرقرى، مقصورا: بلد من اليمامة، أربعة حصون: اثنان لثقيف، وحصن لكندة، وآخر لنمير. والقرقر: القاع الأملس، ومنه حديث الزكاة، وقد تقدم قريبا في كلامه، فهو تكرار، ويرتكب مثل هذا كثيرا. والقرقر: لباس المرأة، لغة في القرقل؛ قاله الصاغاني. ويقال: شبهت بشرة الوجه به؛ كذا في اللسان. ومن المجاز: قال بعض العرب لرجل: أمن أسطمتها أنت أم من قرقرها? القرقر من البلدة: نواحيها الظاهرة، على التشبيه بقرقرة الوجه؛ هكذا ذكره الصاغاني. وفي الأساس: يقال: هو ابن قرقرها، كما يقال: ابن بجدتها. والقرية، كجرية: الحوصلة والقرية: لقب جماعة بنت جشم وهي أم أيوب بن يزيد البليغ الشاعر الفصيح المعروف وهو أيوب بن يزيد بن قيس بن زرارة بن سلمة بن جشم بن مالك بن عمرو بن عامر بن زيد مناة بن عوف بن سعد بن الخزرج بن تيم الله بن النمر، وكان ابن القرية خرج مع ابن الأشعث، فقتله الحجاج بن يوسف؛ ذكره ابن الكلبي. والقرارى: الخياط، قال الأعشى:

يشق الأمور ويجتـابـهـا    كشق القرارى ثوب الردن وقال ابن الأعرابي: يقال للخياط: القرارى، والفضولى، وهو البيطر. وقيل: القرارى: القصاب، قال الراعي في رواية غير ابن حبيب:

ودارى سلخن الليل عنـه     كما سلخ القرارى الإهابا

صفحة : 3389

والقرارى: الحضرى الذي لا ينتجع، يكون من أهل الأمصار، أو كل صانع عند العرب قرارى. قلت: وقد استعملته العامة الآن في المبالغة فيقولون إذا وصفوا صانعا: خياط قرارى، ونجار قرارى. ومن المجاز قولهم: قرقار، مبنية على الكسر، وهو معدول، قال الأزهري: ولم يسمع العدل في الرباعي إلا في عرعار وقرقار. قال أبو النجم العجلي:

حتى إذا كان علي مطـار     يمناه واليسرى على الثرثار
قالت له ريح الصبا قرقار أي استقرى، ويقال للرجل: قرقار، أي قر واسكن. ومعنى البيت: قالت له ريح الصبا: صب ما عندك من الماء مقترنا بصوت الرعد، وهو قرقرته. وقال ابن الأعرابي: المقرة: الحوض الصغير يجمع فيه الماء. قال الصاغاني: وكون المقرة الجرة الصغيرة التي هي فوق الكوز ودون الجرة لغة يمانية، وفيه توسع وتسامح. والقرارة: القصير، على التشبيه، والقرارة: القاع المستدير، قاله ابن الأعرابي. وقد تقدم في كلام المصنف، فهو تكرار. والقرورة: الحقير، نقله الصاغاني. والقرورى- بفتح القاف والراء الأولى. وكسر الراء الثانية؛ كذا في النسخ، وهو خطأ والصواب كما ضبطه الصاغاني بفتحات، وقال: هو من صفة الفرس المديد الطويل القوائم. وقال أيضا: قرورى، أي بالضبط السابق: ع بين الحاجز والنقرة. ومن المجاز: يقال عند المصيبة الشديدة تصيبهم: صابت بقر. وربما قالوا: وقعت بقر، بالضم، أي صارت الشدة في قرارها أي إلى قرارها. وقال ثعلب: وقعت في الموضع الذي ينبغي. قال عدي بن زيد:

ترجيها وقد وقعت بـقـر     كما ترجو أصاغرها عتيب وقال الزمخشري: إذا وقع الأمر موقعه قالوا: صابت بقر. قال طرفة:

كنت فيهم كالمغطى رأسـه    فانجلى اليوم غطائي وخمر
سادرا أحسب غيي رشـدا     فتناهيت وقد صابت بقـر

صفحة : 3390

وقال أبو عبيد في باب الشدة: صابت بقر، إذا نزلت بهم شدة. قال: وإنما هو مثل. وقال الأصمعي: وقع الأمر بقره، أي بمستقره. وقال غيره: يقال للثائر إذا صادف ثأره: وقعت بقرك، أي صادف فؤادك ما كان متطلعا إليه. وقاره مقارة: قر معه وسكن، ومنه قول ابن مسعود رضي الله عنه: قاروا الصلاة، هو من القرار لا من الوقار، ومعناه السكون، أي اسكنوا فيها ولا تتحركوا ولا تعبثوا، وهو تفاعل من القرار. وأقره في مكانه فاستقر، وفي حديث أبي موسى: أقرت الصلاة بالبر والزكاة أي استقرت معهما وقرنت بهما. وقال الليث: أقررت الشيء في مقره ليقر. وفلان قار: ساكن. وأقرت الناقة: ثبت- وفي تهذيب ابن القطاع: ظهر، وقال غيره: استبان- حملها، فهي مقر، وقد تقدم ذلك في كلامه، فهو تكرار. وتقار الرجل: استقر، وفي حديث أبي ذر: فلم أتقار أن قمت أي لم ألبث، وأصله أتقارر، فأدغمت الراء في الراء. وقروراء، كجلولاء: ع. وقرار، كسحاب: قبيلة قليلة باليمن، منهم علي بن الهيثم بن عثمان القرارى، روى عنه ابن قانع، وأبو الأسد سهل القرارى، روى عنه الأعمش. وقرار: ع بالروم، ذكره الصاغاني. وسموا قرة، بالضم، وقرقر، كهدهد، وزبير، وإمام، وغمام. أما المسمون بقرة فكثيرون. ومن الثاني: أحمد بن عمر بن قرقر الحذاء، بغدادي؛ وابن أخيه عبد الواحد بن الحسين بن عمر بن قرقر، سمع، الدار قطني. وفاته قرقر، كجعفر، منهم: عبد الله بن قرقر؛ هكذا ضبطه الصاغاني والحافظ، حدث عن أبي عروبة الحراني، وعنه ابن جميع. وكذا قرير، كأمير، منهم عبد العزيز بن قرير، عن ابن سيرين؛ وأخوه عبد الملك بن قرير، عن طلق اليمامي. وقرار بن ثعلبة بن مالك العنبري، بالكسر. وغالب بن قرار، بالفتح. ودهثم بن قران- بالضم- روى عنه مروان الفزاري. وأبو قران طفيل الغنوي شاعر. وغالب بن قران، له ذكر. وعثمان القريرى- بالضم- صاحب كشف وأتباع، مات بكفر بطنا في بضع وثمانين وستمائة. والمقري شهاب الدين بن نمر القريري الشافعي. وقرار كهمام: ع، نقله الصاغاني، قلت: وهو في شعر كعب الأشقري. ومما يستدرك عليه: من أمثالهم لمن يظهر خلاف ما يضمر: حرة تحت قرة. ويقال: أشد العطش حرة على قرة. ويقال أيضا: ذهبت قرتها، أي الوقت الذي يأتي فيه المرض، والهاء للعلة. وقولهم: ول حارها من تولى قارها أي شرها من تولى خيرها؛ قاله شمر. أو شديدتها من تولى هينتها. وقال ابن الأعرابي: يوم قر، ولا أقول: قار، ولا أقول: يوم حر. وقيل لرجل: ما نثر أسنانك? فقال: أكل الحار، وشرب القار. وفي حديث حذيفة في غزوة الخندق: فلما أخبرته خبر القوم وقررت قررت أي لما سكنت وجدت مس البرد. والقر: صب الماء دفعة واحدة. وأقررت الكلام لفلان إقرارا، أي بينته حتى عرفه. وقرقرت الدجاجة قرقرة: رددت صوتها. وقر الزجاجة: صوتها إذا صب فيها الماء. والقرار، بالفتح: الحضر، وإليه نسب القرارى، لاستقراره في المنازل، ومنه حديث نائل مولى عثمان: قلنا لرباح بن المغترف: غننا غناء أهل القرار. ولكم في الأرض مستقر. أي قرار وثبوت. ولكل نبإ مستقر أي غاية ونهاية ترونه

صفحة : 3391

في الدنيا والآخرة. والشمس تجري لمستقر لها. أي لمكان لا تجاوزه وقتا ومحلا، وقيل: لأجل قدر لها. وأما قوله: وقرن في بيوتكن. قرئ بالفتح، وبالكسر. قيل: من الوقار، وقيل: من القرار. وفي حديث عمر: كنت زميلة في غزوة قرقرة الكدر. الكدر: ماء لبني سليم. والقرقر: الأرض المستوية. وقيل: إن أصل الكدر طير غبر سمى الموضع أو الماء بها. وسيأتي في الكاف قريبا إن شاء الله تعالى. والقرارة: موضع بمكة معروف. ويقال: صار الأمر إلى قراره، ومستقره، إذا تناهى وثبت. وفي حديث عثمان: أقروا الأنفس حتى تزهق أي سكنوا الذبائح حتى تفارقها أرواحها ولا تعجلوا سلخها ولا تقطيعها. وفي حديث البراق: أنه استصعب ثم ارفض وأقر، أي سكن وانقاد. وقال ابن الأعرابي: القوارير: شجر يشبه الدلب تعمل منه الرحال والموائد. والعرب تسمي المرأة القارورة، مجازا. ومنه الحديث: رويدك، رفقا بالقوارير شبههن بها لضعف عزائمهن وقلة دوامهن على العهد، والقوارير من الزجاج يسرع إليها الكسر ولا تقبل الجبر. فأمر أنجشه بالكف عن نشيده وحدائه حذار صبوتهن إلى ما يسمعن فيقع في قلوبهن. وقيل: أراد أن الإبل إذا سمعت الحداء أسرعت في المشي واشتدت، فأزعجت الراكب فأتعبته، فنهاه عن ذلك لأن النساء يضعفن عن شدة الحركة. وروى عن الحطيئة أنه قال: الغناء رقية الزنى وسمع سليمان بن عبد الملك غناء راكب ليلا، وهو في مضرب له، فبعث إليه من يحضره، وأمر أن يخصى، وقال: ما تسمع أنثى غناءه إلا صبت إليه. وقال: ما شبهته إلا بالفحل يرسل في الإبل، يهدر فيهن فيضبعهن. ومقر الثوب: طي كسره؛ عن ابن الأعرابي:ي الدنيا والآخرة. والشمس تجري لمستقر لها. أي لمكان لا تجاوزه وقتا ومحلا، وقيل: لأجل قدر لها. وأما قوله: وقرن في بيوتكن. قرئ بالفتح، وبالكسر. قيل: من الوقار، وقيل: من القرار. وفي حديث عمر: كنت زميلة في غزوة قرقرة الكدر. الكدر: ماء لبني سليم. والقرقر: الأرض المستوية. وقيل: إن أصل الكدر طير غبر سمى الموضع أو الماء بها. وسيأتي في الكاف قريبا إن شاء الله تعالى. والقرارة: موضع بمكة معروف. ويقال: صار الأمر إلى قراره، ومستقره، إذا تناهى وثبت. وفي حديث عثمان: أقروا الأنفس حتى تزهق أي سكنوا الذبائح حتى تفارقها أرواحها ولا تعجلوا سلخها ولا تقطيعها. وفي حديث البراق: أنه استصعب ثم ارفض وأقر، أي سكن وانقاد. وقال ابن الأعرابي: القوارير: شجر يشبه الدلب تعمل منه الرحال والموائد. والعرب تسمي المرأة القارورة، مجازا. ومنه الحديث: رويدك، رفقا بالقوارير شبههن بها لضعف عزائمهن وقلة دوامهن على العهد، والقوارير من الزجاج يسرع إليها الكسر ولا تقبل الجبر. فأمر أنجشه بالكف عن نشيده وحدائه حذار صبوتهن إلى ما يسمعن فيقع في قلوبهن. وقيل: أراد أن الإبل إذا سمعت الحداء أسرعت في المشي واشتدت، فأزعجت الراكب فأتعبته، فنهاه عن ذلك لأن النساء يضعفن عن شدة الحركة. وروى عن الحطيئة أنه قال: الغناء رقية الزنى وسمع سليمان بن عبد الملك غناء راكب ليلا، وهو في مضرب له، فبعث إليه من يحضره، وأمر أن يخصى، وقال: ما تسمع أنثى غناءه إلا صبت إليه. وقال: ما شبهته إلا بالفحل يرسل في الإبل، يهدر فيهن فيضبعهن. ومقر الثوب: طي كسره؛ عن ابن الأعرابي:

صفحة : 3392

والقرقرة: دعاء الإبل؛ والإنقاض     دعاء الشاء والحمير.

قال شظاظ:

رب عجوز من نمير شـهـبـره    علمتها الإنقاض بعد القـرقـره أي سبيتها فحولتها إلى ما لم تعرفه. وجعلوا حكاية صوت الريح قرقارا. والقرقرير: شقشقة الفحل إذا هدر. ورجل قراقري، بالضم: جهير الصوت. قال: قد كان هدارا قراقريا. وقرقر الشراب في حلقه: صوت. وقرقر بطنه: صوت من جوع أو غيره. قال ابن القطاع في كتاب الأبنية له: وكان أبو خراش الهذلي من رجال قومه، فخرج في سفر له. فمر بامرأة من العرب، ولم يصب قبل ذلك طعاما بثلاث أو أربع.فقال: يا ربة البيت، هل عندك من طعام? قالت: نعم. وأتته بعمروس فذبحه وسلخه، ثم حنذته وأقبلت به إليه. فلما وجد ريح الشواء قرقر بطنه، فقال: وإنك لتقرقر من رائحة الطعام، يا ربة البيت، هل عندكم من صبر? قالت: نعم، فما تصنع به? قال: شئ أجده في بطني. فأتته بصبر فملأ راحته ثم اقتمحه وأتبعه الماء. ثم قال: أنت الآن فقرقرى إذا وجدت رائحة الطعام. ثم ارتحل ولم يأكل. فقالت له: يا عبد الله، هل رأيت قبيحا? قال: لا والله إلا حسنا جميلا. ثم أنشأ يقول:

وإني لأثوى الجوع حتى يملـنـي    جناني ولم تدنس ثيابي ولا جرمى
وأصطبح الماء القراح وأكتفـي       إذا الزاد أمسى للمزلج ذا طعـم
أرد شجاع البطن قد تعلـمـينـه      وأوثر غيري من عيالك بالطعـم
مخـافة أن أحـيا بـرغـم وذلة      وللموت خير من حياة على رغم

قلت: وقد قرأت هذه القصة هكذا في بغية الآمال لأبي جعفر اللبلى اللغوي. وقال ابن الأعرابي: القريرة: تصغير القرة، وهي ناقة تؤخذ من المغنم قبل قسمة الغنائم فتنحر وتصلح ويأكلها الناس، يقال لها: قرة العين. وتقرر الإبل، مثل اقترارها. وهو ابن عشرين قارة سواء، وهو مجاز. وقران، بالضم: فرس عمرو بن ربيعة الجعدي. واذكرني في المقار المقدسة. وأنا لا أقارك على ما أنت عليه، أي لا أقر معك. وما أقرني في هذا البلد إلا مكانك. ومن المجاز: إن فلانا لقرارة. حمق وفسق. وهو في قرة من العيش: في رغد وطيب. وقرقر السحاب بالرعد. وفي المثل: ابدأهم بالصراخ يقروا أي ابدأهم بالشكاية يرضوا بالسكوت. وقرقر، كجعفر: جانب من القرية، به أضاة لبني سنبس، والقرية: هذه بلدة بين الفلج ونجران. وقرقرى، بالفتح مقصورا، تقدم ذكره. وقران، بكسر فتشديد راء مفتوحة: ناحية بالسراة من بلاد دوس، كانت بها وقعة؛ وصقع من نجد؛ وجبل من جبال الجديلة. وقد خفف في الشعر، واشتهر به حتى ظن أنه الأصل. وقرة، بالضم: بلد حصين بالروم ودير قرة: موضع بالشام. وقرة: أيضا موضع بالحجاز، وفي ديار فراس، من جبال تهامة لهذيل. وسراج بن قرة: شاعر من بني عبد الله بن كلاب. وقرة بن هبيرة القشيري، الذي قتل عمران بن مرة الشيباني. والقرقر، كجعفر: الذليل؛ نقله السهيلي. قلت: وهو مجاز، مأخوذ من القرقر، وهو الأرض الموطوءة التي لا تمنع سالكها، وبه فسر قوله: من ليس فيها بقرقر.