الباب العاشر: باب الراء - الفصل الخامس والعشرون: فصل النون مع الراء: الجزء الأول

فصل النون مع الراء

الجزء الأول

ن-أ-ر
نأرت نائرة في الناس، كمنع: هاجت هائجة، ويقال: نارت، بغير همز، قال ابن سيده: وأراه بدلا. والنؤور، كصبور: دخان الشحم، والنيلنج، عن ابن الأعرابي، وسيأتي في ن-و-ر.

ن-ب-ر
نبر الحرف ينبره بالكسر نبرا: همزه، ومنه الحديث: قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم يا نبيء الله، فقال: لا تنبر باسمي ، أي لا تهمز. وفي رواية: إنا معشر قريش لا ننبر والنبر: همز الحرف، ولم تكن قريش تهمز في كلامها، ولما حج المهدي قدم الكسائي يصلي بالمدينة فهمز، فأنكر أهل المدينة عليه وقالوا: تنبر في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقرآن? نبر الشيء: رفعه، ومنه المنبر، بكسر الميم، لمرقاة الخاطب، وسمي لارتفاعه وعلوه، ونقل شيخنا عن أول الكشاف أن النبر رفع الصوت خاصة، وكلام المصنف ظاهره العموم. نبره: زجره وانتهره، نقله الصاغاني. نبر الغلام: ترعرع وارتفع. نبر فلانا بلسانه: نال منه، ينبره نبرا. والنبار، كشداد: الفصيح البليغ بالكلام. قال اللحياني: النبار: الصياح. وقال ابن الأنباري: النبر عند العرب: ارتفاع الصوت. يقال: نبر الرجل نبرة، إذا تكلم بكلمة فيها علو. والنبرة: وسط النقرة في ظاهر الشفة. والنبرة: الهمزة. والمنبور: المهموز. والنبرة: الورم في الجسد، وقد انتبر الجسد: ارتفع، والجرح ورم، وفي الحديث: إن الجرح ينتبر في رأس الحول أي يرم، وكل مرتفع من شيء منتبر. وكل ما رفعته فقد نبرته. نبرة: إقليم من عمل ماردة بالأندلس، نقله الصاغاني. النبرة: صيحة الفزع. والنبرة من المغني: رفع صوته عن خفض، وأنشد ابن الأنباري:

إن لأسمع نبرة من قولـهـا     فأكاد أن يغشى علي سرورا وطعن نبر: مختلس كأنه ينبر الرمح عنه، أي يرفعه بسرعة، ومنه قول علي: اطعنوا النبر وانظروا الشزر. أي اختلسوا الطعن. النبر، كصرد: اللقم الضخام، عن ابن الأعرابي، وأنشد:

أخذت من جنب الثريد نبرا

صفحة : 3511

نبير، كزبير: الرجل الكيس كأنه تصغير نبرة. نبر كإمع: ة ببغداد، نقله الصاغاني، وضبطه ياقوت بضم النون وتشديد الموحدة المفتوحة، قال: وهي نبطية، وإليها نسب أبا نصر الشاعر الأمي الآتي ذكره، فليتأمل. النبير كأمير: الجبن فارسي، ولعل ذلك لضخمه وارتفاعه، حكاه الهروي في الغريبين. قلت: والمشهور الآن بتقديم الموحدة على النون. النبور، كصبور: الاست، عن أبي العلاء، قال ابن سيده: وأرى ذلك لانتبار الأليتين وضخمهما. والنبر، بالفتح: القليل الحياء، ينبر الناس بلسانه. النبر، بالكسر: القراد، وقيل: دويبة شبه القراد إذا دبت على العير تورم مدبها. وقيل: هي أصغر من القراد تلسع فينتبر موضع لسعتها ويرم، أو ذباب، وقيل: هو الحرقوص، أو سبع، قال الليث: النبر من السباع ليس بدب ولا ذئب. قال أبو منصور: ليس النبر من جنس السباع، إنما هي دابة أصغر من القراد، قال: والذي أراد الليث الببر بباءين، وأحسبه دخيلا، وليس من كلام العرب. النبر: القصير الفاحش، نقله الصاغاني. والنبر أيضا: اللئيم الذي ينبر الناس بلسانه، ج، أي جمع الكل أنبار ونبار، بالكسر. قال الراجز وذكر إبلا سمنت وحملت الشحوم:

كأنها من سمـن وإيفـار      دبت عليها ذربات الأنبار

صفحة : 3512

يقول: كأنها لسعتها الأنبار فورمت جلودها، قاله ابن بري. أبو نصر منصور بن محمد الواسطي النبري، بالكسر، الخباز، شاعر مفلق أمي بديع القول، قدم بغداد. روى عنه الخطيب من شعره. والأنبار: بيت التاجر الذي ينضد فيه المتاع، الواحد نبر بالكسر. أنبار: د، بالعراق قديم على شاطئ الفرات في غربي بغداد، بينهما عشرة فراسخ. قالوا: وليس في الكلام اسم مفرد على مثال الجمع غير الأنبار، والأبواء، والأبلاء، وإن جاء فإنما يجيء في أسماء المواضع، لأن شواذها كثيرة، وما سوى هذه فإنما يأتي جمعا أو صفة، كقولهم: قدر أعشار، وثوب أخلاق، ونحو ذلك. الأنبار: أكداس الطعام وأهراؤه، واحدها: نبر، كنقس وأنقاس، ويجمع أنابير جمع الجمع. ويسمى الهري نبرا لأن الطعام إذا صب في موضعه انتبر، أي ارتفع. الأنبار: مواضع معروفة بين البر والريف. وأنبار: ة ببلخ، وهي قصبة ناحية جوزجان، وهي على الجبل، ولها مياه وكروم وبساتين كثيرة، منها محمد بن علي الأنباري المحدث، هكذا في النسخ، والصواب أبو الحسن علي بن محمد الأنباري، كما ضبطه ياقوت وجوده، روى عن القاضي أبي نصر الحسين بن عبد الله الشيرازي، وعنه محمد بن أحمد بن أبي الحجاج الدهستاني. وسكة الأنبار بمرو في أعلى البدل، منها أبو كبر محمد بن الحسين بن عبدويه الأنباري، قال أبو سعد: قد وهم فيه جماعة من المحدثين، منهم أبو كامل البصيري، فنسبوه إلى البلد القديم، وهو أنبار بغداد، وليس بصحيح، والصواب أنه من سكة الأنبار. وأما البلد القديم فقد نسب إليه خلق كثير، من أشهرهم ابن الأنباري شارح المعلقات السبع وغيرها. مات سنة 328 وهو أبو كبر محمد بن القاسم بن محمد؛ ومنهم سديد الدين كاتب الإنشاء محمد بن عبد الكريم، وابنه محمد بن محمد؛ ومنهم كمال الدين عبد الرحيم بن محمد بن عبد الله، ومنهم نجم الدين شيخ المستنصرية عبد الله بن أبي السعادات، ومنهم عبد الله بن عبد الرحمن، ومنهم علي بن محمد بن يحيى، الأنباريون. والقاضي أبو العباس أحمد بن نصر بن الحسين الأنباري الشافعي، تولى نيابة القضاء ببغداد. وانتبر: انتفط وبه فسر حديث حذيفة أنه قال: تقبض الأمانة من قلب الرجل فيظل أثرها كأثر جمر دحرجته على رجلك تراه منتبرا وليس فيه شيء أي منتفطا. فسره أبو عبيد. وانتبرت يده: تنفطت. وفي حديث عمر: إياكم والتخلل بالقصب فإن الفم ينتبر منه أي ينتفط، انتبر الخطيب وكذا الأمير: ارتقى فوق المنبر. وأنبر الأنبار: بناه، نقله الصاغاني. وقصائد منبورة ومنبرة كمعظمة أي مهموزة. ومما يستدرك عليه: الإنبار، بالكسر: مدينة بجوزجان، منها أبو الحارث محمد بن عيسى الإنباري، عن أبي شعيب الحراني، هكذا ضبطه أبو سعد الماليني ونسبه، نقله الحافظ. ونبر بالضم: ماءان بنجد في ديار عمرو بن كلاب، عند القارة التي تسمى ذات النطاق. هكذا في مختصر البلدان، وضبطه أبو زياد كزفر، وأبو نصر بضمتين، كما في المعجم. ونبروه محركة: قرية بإقليم السمنودية، وقد دخلتها. ونبارة، بالفتح: اسم مدينة أطرابلس الغرب، جاء ذكره في كتاب ابن عبد الحكم.

ن-ب-ذ-ر
النبذرة، على فعللة، أهمله الجوهري وصاحب اللسان والصاغاني وهو التبذير للمال في غير حقه، والنون أصلية لأنها في أول الكلمة لا تزاد إلا بثبت، أو النون زائدة فوزنه إذن نفعلة، فالصواب ذكره في فصل الباء الموحدة، لأنها من التبذير، كما هو ظاهر.

ن-ت-ر

صفحة : 3513

النتر: الجذب بجفاء وقوة، نتره ينتره نترا فانتتر. النتر: شق الثوب بالأصابع أو الأضراس. والنتر: النزع في القوس بشدة. النتر: الضعف في الأمر والوهن. والإنسان ينتر في مشيه نترا كأنه يجذب شيئا. النتر: الطعن المبالغ فيه، كأنه ينتر ما مر به في المطعون. قال ابن سيده: وأراه وصف بالمصدر. وقال ابن السكيت: يقال رمي سعر، وضرب هبر، وطعن نتر. وفي حديث علي رضي الله عنه قال لأصحابه: اطعنوا النتر وهو من فعل الحذاق. يقال: ضرب هبر، وطعن نتر. قاله ابن الأعرابي. ويروى بالباء، بدل التاء، وقد ذكر في موضعه. النتر: تغليظ الكلام وتشديده، يقال: فلان ينتر علي، إذا أفحش في الكلام بحماقة وغضب. طعن نتر، وهو مثل الخلس يختلسها الطاعن اختلاسا، قاله ابن السكيت، وبه فسر ابن الأعرابي قول علي رضي الله عنه السابق. النتر: العنف والتشديد في الأمر. النتر، بالتحريك: الفساد والضياع. قال العجاج:

واعلم بأن ذا الجـلال قـد قـدر     في الكتب الأولى التي كان سطر
أمرك هذا فاجتنب منه النـتـر       وقد نتر الشيء كفرح: فسد وضاع.

وانتتر: انجذب، مطاوع نتره نترا. واستنتر الرجل من بوله: طلب نتر عضوه واجتذبه واستخرج بقيته من الذكر عند الاستنجاء، وفي الحديث: إذا بال أحدكم فلينتر ذكره ثلاث نترات يعني بعد البول، وهو الجذب بقوة. وفي الحديث: أما أحدهما فكان لا يستنتر من بوله . قال الشافعي في الرجل يستبرئ ذكره إذا بال: أن ينتره نترا مرة بعد أخرى، كأنه يجتذبه اجتذابا. وفي النهاية في الحديث: إن أحدكم يعذب في قبره فيقال: إنه لم يكن يستنتر عند بوله . قال: الاستنتار: استفعال من النتر، يريد الحرص والاهتمام، أي لم يكن حريصا عليه ولا مهتما به، وهو بعث على التطهير والاستبراء من البول. في الصحاح: قوس ناترة: تقطع وترها لصلابتها، قال الشاعر:

قطوف برجل كالقسي النواتر قال ابن بري: البيت للشماخ بن ضرار يصف حمارا أورد أتنه الماء فلما رويت ساقها سوقا عنيفا خوفا من صائد وغيره، وصدره:

فجال بها من خيفة الموت والها     وبادرها الخلات أي مـبـادر
يزر القطا منها ويضرب وجهه     بمختلفات كالقسي النـواتـر

قال: هكذا الرواية، وقوله يزر، أي يعض. والقطا: موضع الردف. والخلات: الطرق في الرمل. يقول: كلما عض الحمار أكفال الأتن نفحته بأرجلها. وألم به الصاغاني بعض إلمام ولكن قال فيما بعد: والضمير في يعض لفحل ذكره، محل تأمل. وفي المحكم: القسي النواتر: هي المنقطعة الأوتار، وفي تهذيب ابن القطاع: ونترت القسي أوتارها: قطعتها. والنترة: الطعنة النافذة، عن ابن الأعرابي. وكلمته مناترة، أي مجاهرة. ومما يستدرك عليه: النتر في المشي: الاعتماد، كالانتتار. ونتر الوتر: مده بقوة. والنترة: الغضب والتهور. والإمام أبو عبد الله محمد بن عبد الملك بن علي بن عبد الملك القيسي المنتوري، حدث عن أبي عبد الله محمد بن يحيى بن جابر الغساني، وأبي زكريا يحيى بن احمد بن القس الرندي، وأبي عبد الله محمد بن سعيد الرعيني الفاسي، وغير هؤلاء. ونتربون، بالفتح: قرية بمصر، من أعمال الدنجاوية.

ن-ث-ر

صفحة : 3514

نثر الشيء ينثره، بالضم، وينثره، بالكسر، نثرا، بالفتح، ونثارا، بالكسر: رماه بيده متفرقا، مثل نثر الجوز واللوز والسكر، وكذلك نثر الحب إذا بذر. ودر منثور. كنثره تنثيرا فانتثر وتنثر وتناثر، ودر متناثر، ومنثر كمعظم، شدد للكثرة. ويقال: شهدت نثار فلان، وكنا في نثاره، بالكسر، وهو اسم للفعل، كالنثر. والنثارة، بالضم، والنثر بالتحريك: ما تناثر منه، أو الأولى تخص بما ينتثر من المائدة فيؤكل للثواب، خصه به اللحياني. وفي التهذيب: والنثار: فتات ما يتناثر حوالي الخوان من الخبز ونحو ذلك من كل شيء. وقال الجوهري: النثار، بالضم: ما تناثر من الشيء. وقيل: نثارة الحنطة والشعير ونحوهما: ما انتثر منه. وشيء نثر: منتثر، وكذلك الجميع: فإهمال المصنف النثار أمر غريب، وقد جمعها الزمخشري فقال: والتقط نثار الخوان، بالضم، ونثارته، وهو الفتات المتناثر حوله. من المجاز: تناثروا: مرضوا فماتوا، وفي الأساس: مرضوا فتناثروا موتا. من المجاز: النثور، كصبور: الامرأة الكثيرة الولد وكذلك الرجل، يقال رجل نثور وامراة نثور، وسيأتي للمصنف قريبا ذلك في قوله: ونثر الكلام والولد: أكثره. وقد نثرت ذا بطنها، ونثرت بطنها. وفي الحديث: فلما خلا سني ونثرت له ذا بطني أرادت أنها كانت شابة تلد الأولاد عنده. وقيل لامرأة: أي البغاة أحب إليك? فقالت: التي إن غدت بكرت. وإن حدثت نثرت. وكل ذلك مجاز, من المجاز: النثور: الشاة تعطس وتطرح من أنفها الأذى كالدود، كالناثر، وقد نثرت. وقال الأصمعي: النافر والناثر: الشاة تسعل فينتثر من أنفها شيء. من المجاز: النثور: الشاة الواسعة الإحليل كأنها تنثر اللبن نثرا، وبه فسر حديث أبي ذر: أيواقفكم العدو حلب شاة نثور والنيثران، كريهقان، والنثر، ككتف، والمنثر، كمنبر: الكثير الكلام، والأنثى نثرة، فقط. والأولى ذكرها الصاغاني. قد نثر الكلام وكذلك الولد إذا أكثره، فهو نثور، في الأخير، ومنثر ونثر ونيثران، في الأول. وكل ذلك مجاز. من المجاز: النثرة، بالفتح: الخيشوم وما والاه، قال ابن الأعرابي: النثرة: طرف الأنف، أو هي الفرجة ما بين الشاربين حيال وترة الأنف، وكذلك هي من الأسد، وقيل: هي أنف الأسد، وهو مجاز. منه النثرة: كوكبان بينهما قدر شبر وفيهما لطخ بياض كأنه قطعة سحاب، وهي أنف الأسد ينزلها القمر، كذا في الصحاح. قال الزمخشري: كأن الأسد مخط مخطة. وفي التهذيب: النثرة: كوكب في السماء كأنه لطخ سحاب حيال كوكبين تسميه العرب نثرة الأسد. وهي من منازل القمر، قال: وهي في علم النجوم من برج السرطان. قال أبو الهيثم: النثرة: أنف الأسد ومنخراه، وهي ثلاثة كواكب خفية متقاربة، والطرف: عينا الأسد كوكبان، الجبهة أمامها وهي أربعة كواكب. من المجاز: أخذ درعا فنثرها على نفسه، أي صبها، ومنها النثرة، وهي الدرع السلسة الملبس أو الواسعة، ويقال لها نثرة ونثلة. قال ابن جني: ينبغي أن تكون الراء في النثرة بدلا من اللام، لقولهم: نثل عليه درعه، ولم يقولوا نثرها، واللام أعم تصرفا وهي الأصل، يعني أن باب نثل أكثر من باب نثر. وقال شمر في كتابه في السلاح: النثرة والنثلة: اسم من أسماء الدروع، قال: وهي المنثولة وأنشد:

وضاعف من فوقها نثرة      ترد القواضب عنها فلولا

صفحة : 3515

وقال ابن شميل: النثل: الأدراع يقال: نثلها عليه ونثلها عنه، أي خلعها، ونثلها عليه، إذا لبسها. قال الجوهري: يقال نثر درعه عنه، إذا ألقاها عنه، ولا يقال نثلها. قلت: والذي قاله أبو عبيدة في كتاب الدرع له ما نصه: وللدرع أسماء من غير لفظها، فمن ذلك قولهم: نثلة، وقد نثلت درعي عني، أي ألقيتها عني، ويقولون: نثرة، ولا يقولون نثرت عني الدرع، فتراهم حولوا اللام إلى الراء كما قالوا: سملت عينه وسمرت عينه. ونرى أن النثلة هي الأصل، لأن لها فعلا وليس للنثرة فعل. انتهى، وهو يخالف ما ذهب إليه الجوهري وأرى الزمخشري قد اشتق من النثرة فعلا، فتأمل. النثرة للدواب: شبه العطسة وفي حديث ابن عباس: الجراد نثرة الحوت أي عطسته وفي حديث كعب: إنما هو نثرة حوت . والنثير، كأمير للدواب والإبل كالعطاس لنا، زاد الأزهري. إلا أنه ليس بغالب، ولكنه شيء يفعله هو بأنفه، وقد نثر الحمار، وهو ينثر نثيرا، وأنشد ابن الأعرابي:

فما أنجرت حتى أهب بسـدفة     علاجيم عير ابني صباح نثيرها واستنثر الإنسان: استنشق الماء ثم استخرج ذلك بنفس الأنف، وهو مجاز، كانتثر، وقال ابن الأعرابي: الاستنثار هو الاستنشاق وتحريك النثرة وهي طرف الأنف. وقال الفراء: نثر الرجل وانتثر واستنتثر، إذا حرك النثرة في الطهارة. قال الأزهري: وقد روي هذا الحرف عن أبي عبيد أنه قال في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: إذا توضأت فأنثر ، من الإنثار، إنما يقال: نثر ينثر، ونثر ينتثر وانتثر يستنثر. وفي حديث آخر: إذا توضأ أحدكم فليجعل الماء في أنفه ثم لينثر قال الأزهري: هكذا رواه أهل الضبط لألفاظ الحديث. قال: وهو الصحيح عندي. وقال الأزهري: فأنثر، بقطع الألف لا يعرفه أهل اللغة. وقال ابن الأثير: نثر ينثر، بالكسر، إذا امتخط، واستنثر، استفعل منه: استنشق الماء ثم استخرج ما في الأنف، ويروى: فأنثر، بألف مقطوعة، وأهل اللغة لا يجيزونه. والصواب بألف الوصل. قلت: ووجد بخط الأزهري في حاشية كتابه في الحديث: من توضأ فلينثر بالكسر. يقال: نثر الجوز والسكر ينثر، بالضم، ونثر من أنفه ينثر، بالكسر لا غير. قال: وهذا صحيح، كذا حفظه علماء اللغة. وقال بعض أهل العلم: إن الاستنثار غير الاستنشاق، فإن الاستنشاق هو إدخال الماء في الأنف. والاستنثار هو استخراج ما في الأنف من أذى أو مخاط، ويدل لذلك الحديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستنشق ثلاثا، في كل مرة يستنثر فجعل الاستنثار غير الاستنشاق. ويقرب من ذلك قول من فسره باستخراج نثير الماء بنفس الأنف. والمنثار، بكسر الميم: نخلة يتناثر بسرها. وفي الأساس: تنفض بسرها، كالناثر، وهو مجاز. من المجاز: قول الشاعر:

إن عليها فارسا كعشـره     إذا رأى فارس قوم أنثره

صفحة : 3516

قال الجوهري: طعنه فأنثره، أي أرعفه. وقال غيره: طعنه فأنثره عن فرسه: ألقاه على نثرته، أي خيشومه، وذكرهما الزمخشري في الأساس إلا أنه قال في الأول: ضربه، وفي الثاني: طعنه. أنثر الرجل: أخرج ما في أنفه من الأذى والمخاط عند الوضوء مثل نثر ينثر، بالكسر، نقله الصاغاني، أو أخرج نفسه من أنفه، وكلاهما مجاز. وقد علمت ما فيه من أقوال أئمة اللغة، فإنهم لا يجيزون ذلك إلا أنه قلد الصاغاني. قيل: أنثر: أدخل الماء في أنفه، كانتثر واستنثر، وهو مرجوح عند أئمة اللغة، وقد تقدم ما فيه ونبهنا على أن الصحيح أن الاستنثار غير الاستنشاق. من المجاز: المنثر، كمعظم: الرجل الضعيف الذي لا خير فيه، شدد للكثرة. ومما يستدرك عليه: در نثير ومنثر ومنثور. وانتثرت الكواكب: تفرقت أو تناثرت كالحب. والنثر، ككتف: المتساقط الذي لا يثبت، هكذا فسر ابن سيده ما أنشده ثعلب:

هذريان هـذر هــذاءة      موشك السقطة ذو لب نثر ووجأه فنثر أمعاءه: وهو مجاز. والنثر، بالتحريك: كثرة الكلام وإذاعة الأسرار. ويقولون: ما أصبنا من نثر فلان شيئا، وهو اسم المنثور من نحو سكر وفاكهة، كالنثار. ونثر ينثر، بالكسر، إذا امتخط. والنثر: هو الكلام المقفى بالأسجاع ضد النظم. وهو مجاز، على التشبيه بنثر الحب إذا بذر. والمنثور: نوع من الرياحين. وفي الوعيد: لأنثرنك نثر الكرش. ويقال: نثر كنانته فعجم عيدانها عودا عودا فوجدني أصلبها مكسرا فرماكم بي. ونثر قراءته: أسرع فيها. وتفرقوا وانتثروا وتنثروا. ورأيته يناثره الدر، إذا حاوره بكلام حسن. وأبو الحسن محمد بن القاسم بن المنثور الجهني الكوفي مات سنة 476 وابنه أبو طاهر الحسن، روى عنه ابن عساكر. ونثرة، بالفتح: موضع، نقله الصاغاني. والنثور، كصبور: الاست. وروى الزمخشري في ربيع الأبرار عن أبي هريرة رضي الله عنه: كان من دعائه: اللهم إني أسألك ضرسا طحونا، ومعدة هضوما ودبرا نثورا. ونثرة، بالفتح: موضع ذكره لبيد بن عطارد بن حاجب بن زرارة التميمي وقال:

تطاول ليلي بالإثمـدين      إلى الشطبتين إلى نثره قاله ياقوت.

ن-ج-ر
النجر: الأصل والحسب، كالنجار والنجار، بالكسر والضم، هكذا في نسختنا. وفي بعضها كالنجار، بالكسر والضم. يقال النجر: اللون، ومنه المثل في المخلط قول الشاعر:

كل نجار إبل نجارهـا      ونار إبل العالمين نارها هذه إبل مسروقة من آبال شتى، وفيها من كل ضرب ولون. وقال الجوهري: أي فيه كل لون من الأخلاق. ولا يثبت على رأي نقله عن أبي عبيدة، ونصه: وليس له رأي يثبت عليه. النجر: أن تضم من كفك برجمة الإصبع الوسطى ثم تضرب بها رأس أحد، قاله الليث، ونقله ابن القطاع في التهذيب. والزمخشري في الأساس، والصاغاني في التكملة. وقد نجره نجرا، إذا جمع يده ثم ضربه بالبرجمة الوسطى. وقال الأزهري: لم أسمعه لغير الليث، والذي سمعناه: نحزته - بالحاء والزاي - إذا دفعته ضربا، كذا في اللسان، ونقله الصاغاني أيضا. قال الليث: النجر: نحت الخشب، نجره ينجره نجرا. وقال غيره: النجر: القطع، قال: ومنه نجر العود نجرا، وعود منجور: نجره النجار. النجر: القصد، ومنه المنجر بمعنى المقصد، وسيأتي. قال ابن سيده: النجر: الحر، قال الشاعر:

ذهب الشتاء موليا هربا     وأتتك وافدة من النجر

صفحة : 3517

النجر: سوق الإبل شديدا. يقال: نجر الإبل ينجرها نجرا: ساقها سوقا شديدا. قال الجوهري: نجر: علم أرضي مكة والمدينة شرفهما الله تعالى. من المجاز: النجر: المجامعة، وقد نجرها نجرا: نكحها. النجر: اتخاذ النجيرة. يقال للمرأة: انجري لصبيانك ولرعائك، أي اتخذي لهم النجيرة من الطعام. النجر، بالتحريك: عطش الإبل والغنم عن أكل الحبة، وهي بزور الصحراء، فلا تكاد تروى من الماء فتمرض عنه فتموت. وهي إبل نجرى ونجارى، كسكرى وسكارى، ونجرة، كفرحة. يقال: نجرت الإبل ومجرت أيضا. وقد ذكر في محله. قال أبو محمد الفقعسي:

حتى إذا ما اشتد لوبان النجر    ورشفت ماء الإضاء والغدر
ولاح للعين سهيل بسـحـر     كشعلة القابس يرمي بشرر

يصف إبلا أصابها عطش شديد. واللوبان: شدة العطش، قال يعقوب: وقد يصيب الإنسان النجر، وقال ابن الأعرابي: النجر والنجران: العطش وشدة الشرب. وقيل: هو أن تمتلئ بطنه من شرب الماء واللبن الحامض فلا يروى من الماء، وقد نجر نجرا فهو نجر. والنجارة، بالضم: ما انتحت من العود عند النجر وصاحبة النجار وحرفتة النجار بالكسر على القياس والنجران بالفتح الخشبة التي تدور فيها رجل الباب. قال الشاعر:

صببت الماء في النجران صبا      تركت الباب ليس له صرير وهكذا قول ابن دريد، وقال ابن الأعرابي: يقال لأنف الباب الرتاج، ولدرونده: النجران، ولمترسه: النجاف. نجران، بلا لام: ع باليمن يعد من مخاليف مكة، فتح سنة عشر من الهجرة صلحا على الفيء، سمي بنجران بن زيدان بن سبإ. قلت: إن كان المراد بسبإ هو عبد شمس بن يشجب بن يعرب بن قحطان فولده حمير وكهلان باتفاق النسابة. وقال قوم من النسابين: ومراء بن سبإ وهو أبو شعبان وصريحان، قبيلتان وليس لسبإ ولد اسمه زيدان. وإن كان المراد به سبأ الأصغر فمن ولده زيد بن سدد بن زرعة بن سبإ. فلينظر، ثم رأيت ياقوتا ذهب في المعجم إلى ما ذهبت إليه، وتوقف في سياق هذا النسب على الوجه المتقدم بعد أن نسبه إلى كتاب ابن الكلبي. قال: وفي كتاب غيره: نجران بن زيد بن سبأ. قلت: وفي نجران هذا يقول الأخطل:

مثل القنافذ هداجون قد بلغت نجران أو بلغت سوآتهم هجر القافية مرفوعة، وإنما السواة هي البالغة. إلا أنه قلبها ويقول الأعشى:

وكعبة نجران حتم علي     ك حتى تناخي بأبوابها
نزور يزيد وعبد المسيح    وقييسا هم خير أربابها

صفحة : 3518

قال ياقوت: وكعبة نجران هذه بيعة بناها عبد المدان بن الديان الحارثي على بناء الكعبة وعظموها وكان فيها أساقفة مقيمون. نجران: ع بالبحرين، قيل وإليه نسبت الثياب النجرانية. وفي الحديث: أنه كفن في ثلاثة أثواب نجرانية قيل: إلى نجران هذا، وقيل: إلى نجران اليمن. نجران: ع بحوران قرب دمشق، وهي بيعة عظيمة عامرة حسنة مبنية على العمد الرخام منمقة بالفسيفساء، وهو موضع مبارك ينذر له المسلمون والنصارى، قيل: منه يزيد بن عبد الله بن أبي يزيد، يكنى أبا عبد الله، من أهل دمشق، روى عن الحسين بن ذكوان والقاسم بن أبي عبد الرحمن، وعنه يحيى بن حمزة وسويد بن عبد العزيز وهشام بن الغاز وحميد قيل: هو شيخ لأبي إسحاق، النجرانيان، أو هو أي حميد من غيرها، هكذا في النسخ، وصوابه: من غيره. وفاته: بشر بن رافع النجراني، عن يحيى بن أبي كثير، وعنه عبد الرزاق، ذكره الحافظ ولم ينسبه إلى أي نجران. قلت: وهو من نجران اليمن، وكنيته أبو الأسباط، هكذا نسبه الحازمي، وينسب إلى نجران اليمن أيضا محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري قتيل الحرة، لأنه ولد بها في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، روى عنه ابنه أبو بكر. ومن نجران اليمن عبيد الله بن العباس بن الربيع النجراني، عن محمد بن إبراهيم البيلماني، وعنه محمد بن بكر بن خالد النيسابوري. نجران: ع بين الكوفة وواسط، على يومين من الكوفة، ولما أخرج نصارى نجران منها أسكنوا هذا الموضع وسمي باسم بلدهم الأول. والنوجر: الخشبة التي يكرب بها الأرض. قال ابن دريد: لا أحسبها عربية محضة. قال أيضا: المنجور في بعض اللغات: المحالة التي يسنى عليها. والنجيرة، كسفينة: سقيفة من خشب ليس فيها قصب، قاله الليث، ونص عبارته: لا يخالطها قصب ولا غيره. النجيرة: لبن يخلط بطحين، أو لبن حليب يجعل عليه سمن، وقال ابن الأعرابي: هي العصيدة، ثم النجيرة، ثم الحسو. النجيرة: النبت القصير الذي عجز عن الطول. يقال: لأنجرن نجيرتك: أي لأجزين جزاءك، عن ابن الأعرابي. أحد شهري ناجر: رجب أو صفر، سمي بذلك لأن المال إذا ورد شرب الماء حتى ينجر، أنشد ابن الأعرابي:

صبحناهم كأسا من الموت مرة      بناجر حتى اشتد حر الودائق وقال بعضهم: إنما هو بناجر، بفتح الجيم، وجمعها نواجر. وقال المفضل: كانت العرب تقول في الجاهلية للمحرم مؤتمر ولصفر ناجر ولربيع الأول: خوان. وفي اللسان: ويزعم قوم أن شهري ناجر حزيران وتموز، وهو غلط، إنما هو وقت طلوع نجمين من نجوم القيظ. قيل: كل شهر من شهور الصيف ناجر، لأن الإبل تنجر فيه، أي يشتد عطشها حتى تيبس جلودها. قال الحطيئة:

كنعاج وجرة ساقهـن إلى      ظلال السدر ناجر من أمثالهم: أثقل من أنجرة. الأنجر: مرساة السفينة، فارسي. وفي التهذيب: هو اسم عراقي، وهو خشبات يخالف بينها وبين رؤوسها، وتشد أوساطها في موضع واحد، ثم يفرغ بينها الرصاص المذاب فتصير كصخرة. ورؤوس الخشب ناتئة تشد بها الحبال وترسل في الماء إذا رست رست السفينة فأقامت، معرب لنكر، كجعفر. والكاف مشوب بالجيم. والمنجار: لعبة للصبيان يلعبون بها، قال:

والورد يسعى بعصم في رحالهم      كأنه لاعب يسعى بمـنـجـار

صفحة : 3519

أو الصواب الميجار، بالياء التحتية، كما سيأتي، وتقدمت الإشارة إليه أيضا في أ-ج-ر. وبنو النجار، كشداد: قبيلة من الأنصار وهو تيم الله بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج، وإنما سمي النجار لأنه نجر وجه إنسان، يقال له العتر، بقدوم فقتله. وهم - أعني بني النجار - أخوال رسول الله صلى الله عليه وسلم، من قبل جده عبد المطلب، لأن أم عبد المطلب سلمى بنت عمرو بن زيد بن لبيد بن خداش بن حرام بن جندب بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار، قاله ابن الجواني في المقدمة. والمنجر، كمقعد: المقصد الذي لا يحور ولا يعدل عن الطريق، قال حصين بن بكير الربعي:

إني إذا حار الجبـان الـهـدره      ركبت من قصد الطريق منجره قال الصاغاني: هكذا روى الأزهري منجره، بالنون، والرواية الصحيحة عندي مثجرة، بالثاء المثلثة، والمثجرة والثجرة: الموضع العريض من الوادي أو الطريق. والإنجار، بالكسر: لغة يمانية في الإجار بمعنى السطح. والنجير، كزبير: حصن منيع قرب حضرموت، لجأ إليه أهل الردة مع الأشعث بن قيس أيام أبي بكر، رضي الله عنه. قال الأعشى:

وأبتعث العيس المراسيل تغتلي      مسافة ما بين النجير وصرخدا وقال أبو دهبل الجمحي:

أعرفت رسما بالنـجـي     ر عفا لزينب أو لساره
لعزيزة من حضـرمـو     ت على محياها النضاره

نجير: ماءة في ديار بني سليم قرب صفينة. والنجارة ككتابة: ماءة أخرى بحذائها كلتاهما بملوحة ليست بالشديدة، وهي على يومين من مكة. نجار، ككتاب: ع، عن العمراني، نجار كغراب: ع ببلاد تميم، وقيل: من مياههم، وماء بالقرب من صفينة حذاء جبل الستار في ديار سليم، عن نصر. والنجراء: ع، قال ابن حبيب: قتل به الوليد بن يزيد بن عبد الملك، كذا نقله الصاغاني. قلت: وهو بالقرب من دمشق، وذلك في سنة ست وعشرين ومائة. قتله عبد العزيز بن الحجاج بن عبد الملك، أرسله إليه يزيد بن الوليد بن عبد الملك، ودعا إلى نفسه، ولم يصل عليه، ودفنه هناك. ومما يستدرك عليه: النجر: الطبع واللون وشكل الإنسان وهيئته. قال الأخطل:

وبيضاء لا نجر النجاشي نجرها      إذا التهبت منها القلائد والنحر والنجر: القطع، قيل: ومنه النجار. والنجر: الدق، ومنه المنجار، بالكسر، للهاون، هكذا ذكره صاحب اللسان، ولكن أورده ابن القطاع في نحز - بالنون والحاء والزاي - ولعل هذا هو الصواب، وقد تصحف على صاحب اللسان. ويقال: ماء منجور، أي مسخن، وقد نجره. والمنجرة: حجر محمى يسخن به الماء، وذلك الماء نجيرة. والنجران: العطش، ورجل منجر، كمنبر: شديد السوق للإبل. قال الشماخ:

جواب ليل منجر العشيات ونجير، مصغرا مشددا: ماءة في ديار تميم. وأنجرنا: صرنا في ناجر، وهو أشد الحر. وعبد الله بن عبد الله بن نجران، بالفتح، البصري، شيخ لأبي عاصم النبيل. وعبد الرحمن بن أبي نجران، من الشيعة. وعلي بن محمد المنجوري، عن شعبة، وعنه عبد الصمد بن الفضل البلخي، إلى منجور، قرية من قرى بلخ، ذكره أبو عبد الله محمد بن جعفر الوراق البلخي في تاريخه. ونجير، كأمير: قرية بمصر من الدقهلية. ومنجوران: قرية بينها وبين بلخ فرسخان. وناجرة، بكسر الجيم: مدينة في شرقي الأندلس من أعمال تطيلة هي الآن بيد الإفرنج.

ن-ح-ر
نحر الصدر: أعلاه. وقيل: النحر: هو الصدر بنفسه، كالمنحور، بالضم، قال غيلان:

صفحة : 3520

يستوعب البوعين من جريره      من لد لحييه إلى منحـوره قال الصاغاني: ويروى: حنجوره، ويروى منخوره، بالخاء معجمة. أو النحر: موضع القلادة من الصدر، وهو المنحر، مذكر لا غير، صرح به اللحياني، ج نحور، لا يكسر على غير ذلك. نحره، ينحره، كمنعه، نحرا بالفتح، وتنحارا بالكسر: أصاب نحره. ونحر البعير ينحره نحرا: طعنه في منحره حيث يبدو الحلقوم من أعلى الصدر. وجمل نحير، كأمير، من جمال نحرى، كسكرى، ونحراء، بالضم ممدودا، ونحائر، وناقة نحير ونحيرة من أنيق نحرى ونحراء ونحائر. ويوم النحر: عاشر ذي الحجة الحرام يوم الأضحى، لأن البدن تنحر فيه. يقال: انتحر الرجل، إذا نحر، أي قتل نفسه. وفي مثل: سرق السارق فانتحر. وهو مجاز. من المجاز: انتحر القوم على الأمر، إذا تشاحوا عليه وحرصوا فكاد بعضهم ينحر بعضا، أي يقتل، كتناحروا. ويقال: تناحروا في القتال كذلك، ولكنه مستعمل في حقيقته. والناحرتان: عرقان في اللحي، هكذا في سائر النسخ. وفي اللسان، في النحر، كالناحران، وفي بعض النسخ: كالناحرين، وفي الصحاح: عرقان في صدر الفرس. في المحكم: الناحرتان: ضلعان من أضلاع الزور، أو هما الواهنتان. وقال ابن الأعرابي: الناحرتان: الترقوتان من الإبل والناس وغيرهم. وقال أبو زيد: الجوانح: أدنى الضلوع من المنحر، وفيهن الناحرات، وهي ثلاث من كل جانب، ثم الدأيات، وهي ثلاث من كل شق، ثم يبقى بعد ذلك ست من كل جانب متصلات بالشراسيف لا يسمونها إلا الأضلاع، ثم ضلع الخلف وهي أواخر الضلوع. من المجاز: جاء في نحر النهار ونحر الشهر، أي أوله، وكذلك نحر الظهيرة، كالناحرة، وفي حديث الإفك: حتى أتينا الجيش في نحر الظهيرة ، وهو حين تبلغ الشمس منتهاها من الارتفاع، كأنها وصلت إلى النحر، ج نحور. والنحيرة كسفينة: أول يوم من الشهر أو آخره، لأنه ينحر الذي يدخل بعده. وقيل: لأنها تنحر التي قبلها، أي تستقبلها في نحرها. وفي الحديث: أنه خرج وقد بكروا بصلاة الأضحى فقال: نحروها نحرهم الله أي صلوها في أول وقتها، من نحر الشهر وهو أوله. وقال ابن الأثير: وقوله: نحرهم الله، يحتمل أن يكون دعاء لهم أي بكرهم الله بالخير كما بكروا بالصلاة في أول وقتها، ويحتمل أن يكون دعاء عليهم بالنحر والذبح؛ لأنهم غيروا وقتها. أو النحيرة: آخر ليلة منه مع يومها، لأنها تنحر الذي يدخل بعدها، أي تصير في نحره، فهي ناحرة، فعيلة بمعنى فاعلة، قال ابن أحمر الباهلي:

ثم استمر عليه واكف هـمـع      في ليلة نحرت شعبان أو رجبا قال الأزهري: معناه أنه يستقبل أول الشهر، ويقال له ناحر، كالنحير، وبه فسر ما أنشده ثعلب:

مرفوعة مثل نوء السمـا      ك وافق غرة شهر نحيرا وقال ابن سيده: أرى نحيرا فعيلا بمعنى مفعول، ج ناحرات ونواحر، نادران. قال الكميت يصف فعل الأمطار بالديار:

والغيث بالـمـتـألـقـا     ت من الأهلة في النواحر من المجاز: الداران تتناحران، أي تتقابلان، يقال: منازل بني فلان تتناحر، أي تتقابل. وقال الفراء: سمعت بعض العرب يقول: منازلهم تتناحر، هذا بنحر هذا: أي قبالته، قال: وأنشدني بعض بني أسد:

أبا حكم هل أنت عم مجالد وسيد أهل الأبطح المتناحر

صفحة : 3521

ونحرت الدار الدار، كمنع: استقبلتها، فهي تنحرها، وكذلك ناحرت، وهو مجاز. نحر الرجل في الصلاة: انتصب ونهد صدره، وبه فسر بعض قوله تعالى: فصل لربك وانحر أو نحر الرجل في الصلاة، إذا وضع يمينه على شماله، وبه فسرت الآية. قال ابن سيده: وأراها لغة شرعية، وقيل معناها: وانحر البدن، وقال طائفة: أمر بنحر النسك بعد الصلاة. قال في البصائر: ففيه تحريض على فضل هذين الركنين، وفعلهما، فإنه لا بد من تعاطيهما فإنه واجب في كل ملة. وقيل أمر بوضع اليد على النحر. قلت: وقال ابن القطاع: نحر الرجل: قام في الصلاة فرفع يديه عند ذلك. أو نحر: انتصب بنحره إزاء القبلة ولم يلتفت يمينا ولا شمالا. وقال الفراء في معنى الآية: أي استقبل القبلة بنحرك. وقال ابن الأعرابي: النحر: انتصاب الرجل في الصلاة بإزاء المحراب. وقال في البصائر: وقيل: فيه حث على قتل النفس بقمع الشهوة وكف النفس عن هواها. فحاصل ما ذكر من الأقوال سبعة، وزاد الصاغاني فقال عن قوم: وانحر، أي استقبل نحر النهار، أي أوله. فصارت الأقوال ثمانية. من المجاز: النحر والنحرير، بكسرهما: الحاذق الماهر العاقل المجرب، وقيل: النحرير: الرجل الطبن المتقن الفطن البصير بكل شيء، مأخوذ من قولهم: نحر الأمور علما، أي لأنه ينحر العلم نحرا، والجمع النحارير، وسئل جرير عن شعراء الإسلام قال: نبعة الشعر للفرزدق. قيل: فما تركت لنفسك? قال: أنا نحرت الشعر نحرا. قاله الزمخشري. وبرق نحره: لقب رجل، كتأبط شرا، وذرى حبا، وغيرهما. من المجاز: منتحر الطريق: سننه الواسع البين. من كلام العرب: إنه لمنحار بوائكها، أي ينحر سمان الإبل، وهو للمبالغة، يوصف بالجود. والمنحر: الموضع الذي ينحر فيه الهدي وغيره، والجمع المناحر. ومسجد النحر معروف بمنى، وكذلك المنحر بها. من المجاز: تناحروا عن الطريق: عدلوا عنه، كذا في الأساس. يقال: لقيته صحرة بحرة نحرة، منونات، أي عيانا، نقله الصاغاني، وقد سبق ذكر كل من صحرة وبحرة في محلهما. ومما يستدرك عليه: النحيرة: المنحورة. والناحر: أول الشهر. ونحر الصلاة: صلاها في أول وقتها. ونحائر الشهر: مقابلاتها. ورجل منحار، بالكسر: جواد. والمنحور: المستقبل، وبه فسر قول الشاعر:

أوردتهم وصدور العيس مسنفةوالصبح بالكوكب الدري منحور وقال عدي بن زيد يصف الغيث:

مرح وبله يسح سيوب ال     ماء سحا كأنه منحـور أي مذبوح. ويقال للسحاب إذا انعق بماء كثير: قد انتحر انتحارا، قال الراعي:

فمر على منازلها فألقـى     بها الأثقال فانتحر انتحارا

صفحة : 3522

وهو مجاز. ودائرة الناحر: تكون في الجران إلى أسفل من ذلك. وقعد فلان في نحر فلان: قابله. ونحرته نحرا: قابلته. وتناحروا على الطريق وغيره، إذا تتابعوا عليه. وهو مجاز. والنحارية: قرية بمصر من أعمال الغربية. ونحيزة الرجل. كسفينة: طبيعته. والنحيزة أيضا: طرة تنسج ثم تخاط على الفساطيط شبه الشقة. والنحيزة: العرقة، وقال ابن شميل: النحيزة: طريقة سوداء كأنها خط مستوية مع الأرض خشنة لا يكون عرضها ذراعين وإنما هي علامة في الأرض من حجارة أو طين أسود. وقال الأصمعي: النحيزة: الطريق بعينه شبه بخطوط الثوب، وقال أبو زيد: النحيزة من الشعر يكون عرضها شبرا تعلق على الهودج يزينونه بها. وربما رقموها بالعهن. وقال أبو عمرو: النحيزة: النسيجة شبه الحزام يكون على الفساطيط التي تكون على البيوت تنسج وحدها وكأن النحائز من الطرق مشبهة بها. وقال أبو خيرة: النحيزة: الجبل المنقاد في الأرض، والأصل في جميع ما ذكر واحد، وهو الطريقة المستدقة. والنحيزة: واد في ديار غطفان، عن أبي موسى.

ن-خ-ر
نخر الإنسان والحمار والفرس ينخر، بالكسر، وينخر، بالضم، نخيرا، كأمير: مد الصوت والنفس في خياشيمه، فهو ناخر، ومنه حديث ابن عباس: لما خلق الله إبليس نخر أي صوت من خياشيمه كأنه نغمة جاءت مضطربة. والمنخر، بفتح الميم والخاء، وبكسرهما، كسر الميم إتباع لكسرة الخاء كما قالوا منتن، وهما نادران، لأن مفعلا ليس من الأبنية. وفي التهذيب: ويقولون منخرا، وكان القياس منخرا ولكن أرادوا منخيرا، وذلك قالوا منتن والأصل منتين. وبضمهما، وكمجلس وملمول: الأنف. قال غيلان بن حريث:

يستوعب البوعين من جريره      من لد لحييه إلى منخـوره هكذا أنشده الجوهري، قال ابن بري: وصواب إنشاده كما أنشده سيبويه: إلى منحوره، بالحاء، والمنحور هو النحر، وصف الشاعر فرسا بطول العنق فجعله يستوعب من حبله مقدار باعين من لحييه إلى نحره، هكذا في اللسان هنا، وأورد الصاغاني هذا البحث في ن-ح-ر. في الحديث: أنه أخذ بنخرة الصبي نخرة. الأنف بالضم: مقدمته، وهي رأسه أو خرقه، أو ما بين المنخرين، أو أرنبته، يكون للإنسان والشاء والناقة والفرس والحمار. ويقال: النخرة. الأنف نفسه. ومنه قولهم: هشم نخرته. من المجاز: النخرة من الريح: شدة هبوبها، وعصفها. ونخر الحالب الناقة، كمنع: أدخل يده في منخرها ودلكه، أو ضرب أنفها لتدر. وناقة نخور كصبور: لا تدر إلا على ذلك. وقال الليث: النخور: الناقة التي يهلك ولدها فلا تدر حتى تنخر تنخيرا. والتنخير: أن يدلك حالبها منخريها بإبهاميه وهي مناخة فتثور دارة. وفي الصحاح: النخور من النوق: التي لا تدر حتى تضرب أنفها، ويقال: حتى تدخل إصبعك في أنفها. والنخر، ككتف، والناخر: البالي المتفتت، يقال: عظم نخر وناخر، وقد نخر، كفرح، وكذلك الخشبة، وقد نخرت، إذا بليت واسترخت، تتفتت إذا مست، أو النخرة من العظام: البالية، والناخرة: التي فيها بقية. وقيل: هي المجوفة التي فيها ثقبة يجيء منها عند هبوب الريح صوت كالنخير. وقوله تعالى: أئذا كنا عظاما نخرة وقرئ: ناخرة. قال الفراء: وناخرة أجود الوجهين، لأن الآيات بالألف، ألا ترى أن ناخرة مع الحافرة والساهرة أشبه بمجيء التأويل. قال: والناخرة والنخرة سواء في المعنى بمنزلة الطامع والطمع. نخير ونخار، كزبير وشداد: اسمان. والنخوار، بالكسر: الشريف وقيل: المتكبر. قال رؤبة:

صفحة : 3523

وبالدواهي نسكت النخـاورا     فاجلب إلينا مفحما أو شاعرا وبه فسر أبو نصر قول عدي بن زيد:

بعد بني تبع نـخـاورة     قد اطمأنت بهم مرازبها قيل: الجبان، وقيل الضعيف، وفي الأخيرين مجاز، وقد نقلهما الصاغاني، ج نخاورة كجلواز وجلاوزة. والنخوري، بالفتح: الواسع الفم والجوف، نقله الصاغاني. قيل: النخوري: الواسع الإحليل، كذا في اللسان. والناخر: الخنزير الضاري، ج نخر، بضمتين، قاله أبو عمرو. من المجاز: ما بها ناخر، أي أحد، حكاه يعقوب عن الباهلي. يقال: امرأة منخار، وهي التي تنخر عند الجماع كأنها مجنونة، وقد نخرت تنخر، كمنع ومن الرجال: من ينخر عند الجماع حتى يسمع نخيره. والتنخير: التكليم، وقد جاء في حديث النجاشي: لما دخل عليه عمرو والوفد معه قال لهم: نخروا أي تكلموا. قال ابن الأثير: كذا فسر في الحديث. قال: ولعله إن كان عربيا مأخوذ من النخير: الصوت ويروى بالجيم، وقد تقدم. والمنخر، كمقعد. هكذا سياق ضبطه، والصواب أنه بكسر الميم والخاء كما ضبطه الصاغاني مجودا وياقوت في معجمه. وكان المناسب من المصنف ضبطه، هضبة لبني ربيعة بن عبد الله بن أبي بكر بن كلاب. والمنتخر، كمنتظر، أي على صيغة اسم المفعول، والذي في التكملة بكسر الخاء، هكذا هو مضبوط مجودا: ع قرب المدينة، على ليلة منها، بناحية فرش مالك، هكذا في سائر النسخ، وصوابه فرش ملل، بلامين، كذا هو في التكملة على الصواب، ومثله في معجم ياقوت، وقال: هو من مكة على سبع، ومن المدينة على ليلة، وهو إلى جانب مثغر. وكشداد: النخار بن أوس بن أبير القضاعي، أنسب العرب، وهو من ولد سعد هذيم، وذكر ابن ماكولا النخار بن أنيس وقال فيه: كان أنسب العرب وأنه من ولد سعد هذيم، قال الحافظ وهو تصحيف، وذكر الصاغاني والحافظ أنه دخل على معاوية فازدراه وكان عليه عباءة فقال: إن العباءة لا تكلمك. والعداء بن النخار: صاحب طلائع بني القين يوم بالغة جاهلي. وبالغة بالعين والغين. وإبراهيم بن الحجاج بن نخرة الصنعاني، هو بالفتح ويضم، الأخير هو المشهور عند المحدثين والفتح ذكره الصاغاني، محدث. روى عنه أبو عيسى الرملي. قال الحافظ: كذا سمى الدارقطني ومن تبعه أباه، ووقع في الضعفاء لابن حبان: إبراهيم بن إسحاق بن نخرة، وأورد له من روايته عن إسحاق بن إبراهيم الطبري، عن عبد الله بن نافع، حديثا موضوعا. وكذا أورده الدارقطني في غرائب مالك: ويستفاد من كلام الخطيب أن نخرة لقب، واسمه يوسف. انتهى. ومما يستدرك عليه: النخرة، كهمزة: مقدم أنف الفرس والحمار والخنزير، لغة في النخرة، بالضم، كذا في اللسان. والناخرة: الخيل، يقال للواحد ناخر، وبه فسر الحديث: ? ركب عمرو بن العاص على بغلة شمط وجهها هرما فقيل له: أتركب بغلة وأنت على أكرم ناخرة بمصر? ويقال: الناخرة: الحمير، للصوت الذي يخرج من أنوفها. وأهل مصر يكثرون ركوبها أكثر من ركوب البغال. وقيل: الناخر: الحمار. قال الفراء: هو الناخر والشاخر، نخيره من أنفه، وشخيره من حلقه. وفي الحديث أيضا: فتناخرت بطارقته أي تكلمت وكأنه كلام مع غضب ونفور. والنخر، كزفر: اسم موضع، ذكره ابن دريد في الحسبان.

ن-د-ر

صفحة : 3524

ندر الشيء يندر ندورا، بالضم: سقط، وقيل: سقط وشذ. وقيل: سقط من جوف شيء، هكذا في النسخ بالجيم. أو من بين شيء أو من أشياء فظهر، وفي الحديث: أنه ركب فرسا له فمرت بشجرة فطار منها طائر، فحادت، فندر عنها في أرض غليظة ، أي سقط ووقع. والرجل إذا خضف يقال: ندر بها، وهي الندرة، أي الخضفة بالعجلة، حكاها ابن الأعرابي هكذا بالخاء والضاد المعجمتين، وفي بعض النسخ: حصف، بالمهملتين. وفي حديث عمر رضي الله عنه: أن رجلا ندر في مجلسه، فأمر القوم كلهم بالتطهر لئلا يخجل النادر ، حكاها الهروي في الغريبين: معناه أنه ضرط كأنها ندرت منه من غير اختيار. ندر: جرب. يقولون: لو ندرت فلانا لوجدته كما تحب، أي لو جربته. يقال: ندر الرجل، إذا مات، قاله ابن حبيب، وأنشد لساعدة الهذلي. وفي التكملة: لساعدة ابن العجلان:

كلانا وإن طـال أيامـه     سيندر عن شزن مدحض أي سيموت. ندر النبات: خرج ورقه من أعراضه، ندرت الشجرة تندر: ظهرت خوصتها، وذلك حين يستمكن المال من رعيها، أو ندرت: اخضرت، وهذه عن الصاغاني. والأندر: البيدر، شامية. قال كراع: الأندر: كدس القمح خاصة، ج أنادر، قال الشاعر: دق الدياس عرم الأنادر الأندر: ة بالشام، على يوم وليلة من حلب، فيها كروم. وقول عمرو بن كلثوم:

ألا هبي بصحنك فاصبحينا      ولا تبقي خمور الأندرينا لما نسب الخمر إلى أهل هذه القرية فاجتمعت ثلاث ياآت فخففها للضرورة، كما قال الراجز:

وما علمي بسحر البابلينا أو جمع الأندري، أندرون فخفف ياء النسبة، كما قالوا: الأشعرون والأعجمون، في الأشعريين والأعجميين، قال شيخنا: وكلامه لا يخلو عن نظر، وتحقيقه في شرح شواهد الشافية للبغدادي. قلت: ولعل وجه النظر هو اجتماع ثلاث ياآت في الكلمة. وما يكون الأندرون الذي هو جمع الأندري مع أنه ذكره فيما بعد بقوله: فتيان إلى آخره، ولو ذكره قبل قوله: كما قالوا إلخ، كان أحسن في الإيراد، فتأمل. والأندري: الحبل الغليظ، أنشد أبو زيد:

كأنه أندري مسه بلل كذا في التكملة، ونسبه صاحب اللسان لأبي عمرو، وأنشد للبيد:

ممر ككر الأندري شتيم

صفحة : 3525

والأندرون: فتيان من مواضع شتى يجتمعون للشرب، واحدهم أندري، وبه فسر قول عمرو بن كلثوم السابق. من المجاز: أسمعني النوادر: نوادر الكلام تندر وهي: ما شذ وخرج من الجمهور لظهوره. وفي الأساس: هذا كلام نادر، أي غريب خارج عن المعتاد. من المجاز: لقيته ندرة، وفي الندرة، مفتوحتين وفي الندرة، محركة، وندرى وفي الندرى، بلا لام فيهما، محركات، أي فيما بين الأيام، ويقال: إنما يكون ذلك في الندرة بعد الندرة، إذا كان في الأحايين مرة. من المجاز: أندر عنه من ماله كذا، إذا أخرجه، وأندر الشيء: أسقطه، يقال: ضرب يده بالسيف فأندرها. يقال: نقد مائة ندرى، محركة، إذا أندرها، أي أخرجها له من ماله. والندرة، بالفتح: القطعة من الذهب والفضة توجد في المعدن. والندرة: الخضفة بالعجلة، أي الضرطة، عن ابن الأعرابي، ذكر الفعل أولا ثم ذكر المصدر ثانيا، وهو معيب عند حذاق المصنفين، فإنه لو قال هناك: وهي الندرة، لأغناه عن ذكره ثانيا. من المجاز: فلان نادرة الزمان، أي وحيد العصر، كما يقال نسيج وحده. ونوادر: ع نقله الصاغاني، ونادر اسم. وعتبة بن الندر كركع، السلمي صحابي ويقال: هو عتبة بن عبد السلمي. وليس بشيء. روى عنه علي بن رباح وخالد بن معدان، وتصحف على بعضهم، يعني الإمام الطبري، كما صرح به الحافظ وغيره فضبطه بالباء الموحدة والذال المعجمة، والصواب الأول. قولهم: ملح أندراني، غلط مشهور، صوابه ذرآني، بالذال المعجمة والهمزة. أي شديد البياض وقد تقدم ذكره في موضعه. وجراب أندراني: ضخم، نقله الصاغاني. ونيدر، كحيدر: من أسماء المدينة، على صاحبها أفضل الصلاة والسلام. أو هو بدالين. وقيل: يندر، بتقديم التحتية على النون. ومما يستدرك عليه: النادر: الحمار الوحشي يندر من الجبل، أي يخرج. وندر العظم: انفك وزال عن محله، ومنه الحديث: أن رجلا عض يد آخر فندر ثنيته وندر من بيته: خرج، قال الزمخشري: وسمعت من يقول لزوجته: اندري. وأصاب المطر الحشيش فندر الرطب من أعراضه: خرج. وشبعت الإبل من نادره ونوادره. والمال يستندر الرطب، أي يتتبعه. ويقال: استندرت الإبل النبات: أراغته للأكل ومارسته. من المجاز: استندروا أثره: اقتفوه. ولا يقع ذلك إلا في الندرة . ولقيته في الندرة، كالندرة. وفلان يتنادر علينا، أي يأتينا أحيانا. وأندر البكارة في الدية، أسقطها وألغاها، قال أبو كبير الهذلي:

وإذا الكماة تنادروا طعن الكلـى     ندر البكارة في الجزاء المضعف يقول: أهدرت دماؤكم كما تندر البكارة في الدية، وهي جمع بكر من الإبل. قال ابن بري: يريد أن الكلى المطعونة تندر، أي تسقط فلا يحتسب بها، كما يندر البكر في الدية والمضعف المضاعف مرة بعد مرة. ويقال: أصلح نوادر المغلق، أي أسنانه. وأندرت يد فلان عن مالي: أزلت تصرفه فيه. وضربه على رأسه فندرت عينه وأندرها. كل ذلك مجاز. وندرة، بالفتح: موضع من نواحي اليمامة، قاله الصاغاني: قلت: عند منفوحة. وقد روي إعجام دالها أيضا. وندر في علم أو فضل: تقدم. قاله ابن القطاع. وقال أيضا: أندر: أتى بنادر من قول أو فعل. وندر الكلام ندارة: غرب. والنادرة: قرية باليمن سكنه بنو عيسى من قبائل عك.

ن-ذ-ر

صفحة : 3526

النذر: النحب، وهو ما ينذره الإنسان فيجعله على نفسه نحبا واجبا، والشافعي رضي الله عنه سمى في كتاب جراح العمد ما يجب قي الجراحات من الديات نذرا. قال: ولغة أهل الحجاز كذلك، وأهل العراق يسمونه الأرش كذا في اللسان. وفي التكملة: وهي لغة أهل الحجاز، ج نذور، أو النذور: لا تكون إلا في الجراح صغارها وكبارها، وهي معقل تلك الجروح، يقال: لي عند فلان، وفي اللسان والتكملة: قبل فلان نذر، إذا كان جرحا واحدا له عقل، قاله أبو نهشل، وقال أبو سعيد الضرير: إنما قيل له نذر لأنه نذر فيه، أي أوجب، من قولك: نذرت على نفسي، أي أوجبت. وفي حديث ابن المسيب أن عمر وعثمان رضي الله عنهما قضيا في الملطاة بنصف نذر الموضحة. أي بنصف ما يجب فيها من الأرش والقيمة. النذر: بالضم: جلد المقل، نقله الصاغاني. قد نذر على نفسه ينذر، بالكسر، وينذر، بالضم، نذرا، بالفتح، ونذورا، بالضم: أوجب: ونذر لله سبحانه وتعالى كذا: أوجبه على نفسه تبرعا، من عبادة أو صدقة أو غير ذلك. وفي الكتاب العزيز : إني نذرت لك ما في بطني محررا قالته امرأة عمران أم مريم. قال الأخفش: تقول العرب: نذر على نفسه نذرا، أو نذرت مالي فأنا أنذره نذرا، رواه عن يونس عن العرب. أو النذر: ما كان وعدا على شرط، فعلي إن شفى الله مريضي كذا نذر، وعلي أن أتصدق بدينار ليس بنذر، وقال ابن الأثير: وقد تكرر في أحاديث النذر ذكر النهي عنه، وهو تأكيد لأمره وتحذير عن التهاون به بعد إيجابه. قال: ولو كان معناه الزجر عنه حتى لا يفعل لكان في ذلك إبطال حكمه وإسقاط لزوم الوفاء به، إذ كان بالنهي يصير معصية فلا يلزم، وإنما وجه الحديث أنه قد أعلمهم أن ذلك أمر لا يجر لهم في العاجل نفعا ولا يصرف عنهم ضررا ولا يرد قضاء. فقال: لا تنذروا على أنكم تدركون بالنذر شيئا لم يقدره الله لكم، أو تصرفون به عنكم ما جرى به القضاء عليكم، فإذا نذرتم ولم تعتقدوا هذا فاخرجوا عنه بالوفاء، فإن الذي نذرتموه لازم لكم. والنذيرة: ما تعطيه، فعيلة بمعنى مفعولة. والنذيرة: اسم الولد الذي يجعله أبوه قيما أو خادما للكنيسة أو المتعبد، ذكرا كان أو أنثى، وقد نذره أبوه أو أمه، والجمع: النذائر. النذيرة من الجيش: طليعتهم الذي ينذرهم أمر عدوهم، وقد نذره، هكذا في سائر النسخ، والذي في التكملة: ينذرهم من الإنذار، فحقه أن يقول: وقد أنذره. وفي اللسان: نذيرة الجيش: هم الذي ينذرهم أمر عدوهم، أي يعلمهم. ونذر بالشيء وكذلك بالعدو، كفرح، نذرا علمه فحذره، ومنه الحديث أنذر القوم أي احذر منهم وكن منهم على علم وحذر. ونقل شيخنا أنهم صرحوا بأنه ليس له مصدر صريح، ولذلك قالوا: إنه مثل عسى من الأفعال التي لا مصادر لها. وقيل إنهم استغنوا بأن والفعل عن صريح الفعل، كما في العناية أثناء سورة إبراهيم. قلت: وقد ذكر ابن القطاع له ثلاثة مصادر، حيث قال: نذرت بالشيء نذارة ونذارة ونذرا: علمته. وأنذره بالأمر إنذارا ونذرا، بالفتح عن كراع واللحياني ويضم، وبضمتين، ونذيرا، الأخير حكاه الزجاجي، أي أعلمه، وقيل: حذره وخوفه في إبلاغه، وبه فسر قوله تعالى: وأنذرهم يوم الآزفة والاسم، أي من الإنذار بمعنى التخويف في الإبلاغ ، النذرى، بالضم، كبشرى، والنذر، بضمتين، ومنه قوله تعالى: فكيف كان عذابي ونذر أي إنذاري، وقيل: إن النذر اسم والإنذار مصدر على الصحيح، وقال الزجاجي: الجيد أن الإنذار المصدر والنذير الاسم. وقال الزجاج في قوله عز وجل عذرا أو نذرا قال معناهما المصدر، وانتصابهما على

صفحة : 3527

المفعول له، المعنى فالملقيات ذكرا للإعذار والإنذار. قال الله تعالى فستعلمون كيف نذير ، أي إنذاري، كالنذارة، بالكسر، وهذه عن الإمام محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه. قلت: وجعله ابن القطاع من مصادر نذرت بالشيء إذا علمته، كما تقدم. النذير: المنذر، وهو المحذر، فعيل بمعنى مفعل، وقيل: المنذر: المعلم الذي يعرف القوم بما يكون قد دهمهم من عدو أو غيره، وهو المخوف أيضا. وأصل الإنذار الإعلام. ج نذر، بضمتين، ومنه قوله تعالى كذبت ثمود بالنذر ، قال الزجاج: النذر جمع نذير. قال أبو حنيفة: النذير: صوت القوس، لأنه ينذر الرمية، وأنشد لأوس بن حجر:ل له، المعنى فالملقيات ذكرا للإعذار والإنذار. قال الله تعالى فستعلمون كيف نذير ، أي إنذاري، كالنذارة، بالكسر، وهذه عن الإمام محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه. قلت: وجعله ابن القطاع من مصادر نذرت بالشيء إذا علمته، كما تقدم. النذير: المنذر، وهو المحذر، فعيل بمعنى مفعل، وقيل: المنذر: المعلم الذي يعرف القوم بما يكون قد دهمهم من عدو أو غيره، وهو المخوف أيضا. وأصل الإنذار الإعلام. ج نذر، بضمتين، ومنه قوله تعالى كذبت ثمود بالنذر ، قال الزجاج: النذر جمع نذير. قال أبو حنيفة: النذير: صوت القوس، لأنه ينذر الرمية، وأنشد لأوس بن حجر:

وصفراء من نبع كأن نذيرهـا     إذا لم تخفضه عن الوحش أفكل قوله عز وجل وجاءكم النذير قال ثعلب: هو الرسول، وقال بعضهم: النذير هنا الشيب. قال الأزهري: والأول أشبه وأوضح. قال أهل التفسير: بعني النبي صلى الله عليه وسلم، كما قال عز وجل إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا . وفي الحديث: كان إذا خطب احمرت عيناه وعلا صوته واشتد غضبه، كأنه منذر جيش يقول صبحكم ومساكم . وتناذروا: أنذر بعضهم بعضا شرا مخوفا، قال النابغة يصف أن النعمان توعده فبات كأنه لديغ يتململ على فراشه:

فبت كأني ساورتنـي ضـئيلة       من الرقش في أنيابها السم ناقع
تناذرها الراقون من سوء سمها      تطلقه طورا وطورا تراجـع

و النذير العريان: رجل من خثعم حمل عليه يوم ذي الخلصة عوف بن عامر فقطع يده ويد امرأته. وحكى ابن بري في أماليه عن أبي القاسم الزجاجي في أماليه، عن ابن دريد قال: سألت أبا حاتم عن قولهم: أنا النذير العريان فقال: سمعت أبا عبيدة يقول: هو الزبير بن عمرو الخثعمي، وكان ناكحا في بني زبيد، فأرادت بنو زبيد أن يغيروا على خثعم ، فخافوا أن ينذر قومه فألقوا عليه براذع وأهداما واحتفظوا به، فصادف غرة فحاضرهم وكان لا يجارى شدا فأتى قومه فقال:

أنا المنذر العريان ينبذ ثوبهإذا الصدق لا ينبذ لك الثوب كاذب أو كل منذر بحق، ونقل الأزهري عن أبي طالب قال: إنما قالوا أنا النذير العريان لأن الرجل إذا رأى الغارة قد فجأتهم وأراد إنذار قومه تجرد من ثيابه وأشار بها ليعلم أن قد فجئتهم الغارة، ثم صار مثلا لكل شيء يخاف مفاجأته، ومنه قول خفاف يصف فرسا:

نمل إذا ضفز اللجام كأنه      رجل يلوح باليدين سليب

صفحة : 3528

وكأمير وزبير ومحسن، ومناذر بالضم، ومنيذر مصغرا: أسماء. وفاته ناذر، كصاحب، فمن الأول: نذير المحاربي وابنه جناح بن نذير شيخ للبيهقي وآخرون، ومن الثاني إياس بن نذير الضبي، عن أبيه وأبو قتادة تميم بن نذير العدوي، عنه ابن سيرين ورفاعة بن إياس بن نذير، عن أبيه عن جده، وابن عمه محمد بن الحجاج بن جعفر بن إياس بن نذير، عن عبد السلام بن حرب وغيره. وأبو نذير مسلم بن نذير عن علي وحذيفة، وثابت بن نذير، مغربي مات سنة 310. يقال: بات بليلة ابن منذر، يعني النعمان ملك الحيرة، أي بليلة شديدة، كما يقال: بات ليلة نابغية، قال ابن أحمر:

وبات بنو أمي بليل ابن منذر       وأبناء أعمامي عذوبا صواديا وناذر من أسماء مكة شرفها الله تعالى. والمتناذر: الأسد، ضبطه الصاغاني بفتح الذال المعجمة. وجديع بن نذير المرادي الكعبي بالتصغير فيهما، خادم للنبي صلى الله تعالى عليه وسلم، له صحبة. قلت: وحفيده أبو ظبيان عبد الرحمن بن مالك بن جديع، مصري، ذكره ابن يونس. وابن مناذر، بالفتح ممنوع من الصرف، ويضم فيصرف، قال الجوهري: هم محمد بن مناذر شاعر بصري فمن فتح الميم منه لم يصرفه ويقول: إنه جمع منذر، لأنه محمد بن المنذر بن المنذر بن المنذر، ومن ضمها صرفه. قلت وقد روى عن شعبة. قال الذهبي: قال يحيى: لا يروي عنه من فيه خير، وهم المناذرة، أي آل المنذر، أو جماعة الحي مثل المهالبة والمسامعة. ومناذر، كمساجد: بلدتان بنواحي الأهواز، وفي المعجم: بنواحي خوزستان كبرى وصغرى، أول من كوره وحفر نهره أردشير بن بهمن الأكبر بن اسفنديار بن كشاسف، وقد اختلف في ضبطه، فضبطه بالفتح في البلد واسم الرجل. وذكر الغوري في اسم الرجل الفتح والضم وفي اسم البلد الفتح لا غير. وقد روي بالضم، ومما يؤكد الفتح ما ذكره المبرد أن محمد بن مناذر الشاعر كان إذا قيل ابن مناذر بفتح الميم يغضب ويقول: أمناذر الكبرى أم مناذر الصغرى?. وهما كورتان من كور الأهواز افتتحهما سلمى بن القين وحرملة بن مريطة في سنة ثمان عشرة. ومما يستدرك عليه: النذيرة: الإنذار، قال ساعدة:

وإذا تحومي جانب يرعونه وإذا تجيء نذيرة لم يهربوا والنذر، بضمتين: جمع نذر كرهن ورهن، قال ابن أحمر:

كم دون ليلى من تنوفية      لماعة تنذر فيها النذر ويقال إنه جمع نذير بمعنى منذور. والإنذار: الإبلاغ، ولا يكون إلا في التخويف، ومن أمثالهم: قد أعذر من أنذر، أي من أعلمك أنه يعاقبك على المكروه منك فيما يستقبله ثم أتيت المكروه فعاقبك فقد جعل لنفسه عذرا يكف به لائمة الناس عنه. والعرب تقول: عذراك لا نذراك. أي أعذر ولا تنذر. وانتذر نذرا، أي نذر، قاله الصاغاني، وأنشد لمدرك بن لأي:

كأنه نذر علـيه مـنـتـذر      لا يبرح التالي منها إن قصر والمنذور: حصن يماني لقضاعة. ومحمد بن المنذر بن عبيد الله، حدث عن هشام بن عروة، تركه ابن حبان، قاله الذهبي، ومحمد بن المنذر بن أسد الهروي، ومنذر بن محمد بن المنذر، ومنذر بن المغيرة، ومنذر أبو يحيى، ومنذر بن أبي المنذر. ومنذر أبو حيان، ومنذر بن زياد الطائي، ومنذر بن سعيد، محدثون.

ن-ز-ر
النزر: القليل التافه من كل شيء، كالنزير، كأمير، ذكرهما ابن سيده. والمنزور، يقال: طعام منزور وعطاء منزور، أي قليل، وقال الشاعر:

بطيء من الشيء القليل احتفاظـه      عليك ومنزور الرضا حين يغضب

صفحة : 3529

النزر: الإلحاح في السؤال، سواء في العلم أو العطاء، كما فسره الزمخشري. وفي حديث عائشة رضي الله عنها: وما كان لكم أن تنزروا رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصلاة، أي تلحوا عليه فيها. وفي حديث آخر: أن عمر رضي الله عنه كان يساير النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، فسأله عن شيء فلم يجبه، فقال لنفسه كالمبكت لها: ثكلتك أمك يا ابن الخطاب، نزرت رسول الله صلى الله عليه وسلم مرارا لا يجيبك، قال الأزهري: معناه أنك ألححت عليه في المسألة إلحاحا أدبك بسكوته عن جوابك. قلت: وهو في صحيح البخاري في غزوة الحديبية، وهكذا ضبطه الرواة بالتخفيف، وضبطه الأصيلي وحده بالتشديد، وكأنه على المبالغة. وقال أبو ذر أحد رواة الكتاب: سألت عنه من لقيت أربعين سنة فما قرأته قط إلا بالتخفيف. وكذا قال ثعلب. النزر: الاستعجال والاحتثاث نقله شمر عن عدة من الكلابيين، ولكنه قال: الاستحثاث: وفي التكملة مثل ما للمصنف، وقال أيضا: ويقال: نزره، إذا أعجله. النزر: ورم في ضرع الناقة، ومنه قولهم ناقة منزورة. النزر: الأمر، يقولون: نزرتك فأكثرت، أي أمرتك. النزر: الاحتقار والاستقلال، عن ابن الأعرابي، وقد نزره، أي احتقره واستقله، وأنشد:

قد كنت لا أنزر في يوم النهل     ولا تخون قوتي أن أبـتـذل
حتى توشى في وضاح وقل       يقول كنت لا أستقل ولا أحتقر

حتى كبرت. في حديث أم معبد الخزاعية في صفة كلامه صلى الله تعالى عليه وسلم: فصل، لا نزر ولا هذر. النزر: القليل، أي ليس بقليل فيدل على عي ولا بكثير فاسد، وقال ذو الرمة:

لها بشر مثل الحرير ومنـطـق     رخيم الحواشي لا هراء ولا نزر ونزر الشيء، ككرم، نزرا بالفتح، ونزارة كسحابة، ونزورة ونزورا، بالضم فيهما، وفي المحكم نزرة، بالضم بدل نزورة، وهكذا نقله صاحب اللسان، فلينظر إن لم يكن أحدهما تصحيفا عن الآخر: قل وتفه. ونزر عطاءه تنزيرا قلله. ونزره: أعطاه عطاء نزرا، كأنزره وهذه نقلها الصاغاني. وتنزر منه: تقلل. والنزور، كصبور: المرأة القليلة الولد، ونسوة نزر، كالنزرة، بكسر الزاي، ومنه حديث ابن جبير: كانت المرأة من الأنصار إذا كانت نزرة أو مقلاتا تنذر لمن ولد لها ولد لتجعلنه في اليهود. تلتمس بذلك طول بقائه. أو النزور: القليلة اللبن من النوق، وقد نزرت نزرا. يقال: كل شيء يقل نزور، ومنه قول زيد بن عدي:

أو كماء المثمود بعد جمـام      زرم الدمع لا يؤوب نزورا

صفحة : 3530

النزور: الناقة التي مات ولدها وهي ترأم ولد غيرها ولا يجيء لبنها إلا نزرا. النزور أيضا: التي لا تكاد تلقح إلا وهي كارهة، وناقة نزور بينة النزار. قال الأزهري: والناتق التي إذا وجدت مس الفحل لقحت وقد نتقت تنتق، إذا حملت. ونزار بن معد بن عدنان، ككتاب: أبو قبيلة. وفي الروض الأنف: سمي به لأن أباه لما ولد له نظر إلى نور النبوة بين عينيه، وهو النور الذي كان ينقل في الأصلاب إلى محمد صلى الله عليه وسلم، ففرح فرحا شديدا، ونحر وأطعم وقال: إن هذا كله لنزر في حق هذا المولود، فسمي نزارا لذلك. وتنزر الرجل، إذا انتسب إليهم وانتمى لهم، أو شبه نفسه بهم، أو أدخل نفسه فيهم ولم يكن منهم. يقال: ما جئت إلا نزرا، بالفتح، أي بطيئا. ويقال: لقحت الحرب عن نزر، بضمتين، أي عن حيال. من سجعات الأساس: فلان لا يعطي حتى ينزر، ولا يطيع حتى يهزر، أي يلح عليه ويهان ويصغر من قدره. ومما يستدرك عليه: النزور، كصبور: القليل الكلام لا يتكلم حتى تنزره، قاله النضر، وقد يستعمل النزور في الطير، قال كثير:

بغاث الطير أكثرها فراخا      وأم الصقر مقلات نزور وقال الأصمعي: نزر فلان فلانا ينزره نزرا، إذا استخرج ما عنده قليلا قليلا. وقال أبو زيد: رجل نزر وفزر، وقد نزر نزارة، إذا كان قليل الخير، وأنزره الله، وهو رجل منزور، ويقال: أعطاه عطاء نزرا ومنزورا، إذا ألح عليه فيه، وعطاء غير منزور، إذا لم يلح عليه فيه، بل أعطاه عفوا، ومنه قوله:

فخذ عفو من آتاك لا تنـزرنـه      فعند بلوغ الكدر رنق المشارب وفرس نزور: بطيئة اللقاح. كذا في اللسان. ونزر الشراب الإنسان: أسكره. قاله ابن القطاع. ومنزر كمقعد: قرية باليمن من قرى سنحان. ذكره ياقوت.

ن-س-ر
النسر: طائر معروف، زعم أبو حنيفة أنه من العتاق. قال ابن سيده: ولا أدري كيف ذلك. وقال الجوهري: يقال: النسر لا مخلب له وإنما له الظفر كظفر الدجاجة والغراب والرخمة، ثم إن الفتح الذي دل عليه كلام المصنف هو المشهور، وفي حاشية شيخ الإسلام زكريا على تفسير البيضاوي أن النسر مثلث النون والفتح أفصح وأشهر، قال شيخنا: وهو غريب جدا. ويقال: إنه إنما سمي النسر نسرا لأنه ينسر الشيء ويقتنصه، وفي بعض النسخ: ويبتلعه، ج في العدد القليل: أنسر، وفي التكثير نسور. في التنزيل العزيز ولا يغوث ويعوق ونسرا قال الجوهري: نسر: صنم كان لذي الكلاع بأرض حمير وكان يغوث لمذحج، ويعوق لهمدان من أصنام قوم نوح عليه السلام، وبه أراد العباس رضي الله عنه في قوله:

بل نطفة تركب السفين وقد      ألجم نسرا وأهله الغـرق قاله ابن الأثير وقال عمرو بن عبد الجن:

أما ودماء لا تـزال كـأنـهـا     على قنة العزى وبالنسر عندما من المجاز: النسران: كوكبان في السماء معروفان، على التشبيه بالنسر الطائر، يقال لكل واحد منهما نسر، ويصفونهما فيقولون: النسر الواقع، والنسر الطائر. النسر: لحمة صلبة في باطن الحافر كأنها حصاة أو نواة، أو هو ما ارتفع في باطن حافر الفرس من أعلاه، وقيل هو باطن الحافر، ج نسور، ومنه قولهم: حافر صلب النسور. وفي التهذيب: ونسر الحافر: لحمه، تشبهه الشعراء بالنوى، وقد أقتمها الحافر، وجمعه النسور، قال سلمة بن الخرشب:

غدوت به تدافعني سبـوح      فراش نسورها عجم جريم

صفحة : 3531

قال أبو سعيد: أرد بفراش نسورها حدها. وفراشة كل شيء: حده، فأراد أن ما يتقشر من نسورها مثل العجم وهو النوى. قال: والنسور: الشواخص اللواتي في بطن الحافر، شبهت بالنوى لصلابتها، وأنها لا تمس الأرض. النسر: الكشط، وقد نسره. النسر: نقض الجرح، كالتنسر. النسر: نتف الطائر اللحم بمنقاره، ينسره، بالكسر، وينسره، بالضم، نسرا، فيهما. والمنسر كمجلس ومنبر: منقاره الذي يستنسر به. ومنقار البازي ونحوه منسره. وقال أبو زيد: منسر الطائر: منقاره بكسر الميم، لا غير بقال نسره بمنسرة نسرا وفي الصحاح والمنسر لسباع الطير بمنزلة المنقار لغيرها. يقال: خرج في مقنب ومنسر، ومقانب ومناسر، المنسر من الخيل، بالوجهين: ما بين الثلاثة إلى العشرة، وقيل ما بين الثلاثين إلى الأربعين، أو من الأربعين إلى الخمسين، أو ما بين الأربعين إلى الستين، أو من المائة إلى المائتين. كل هذه الأقوال ذكرها ابن سيده. وفي حديث علي رضي الله عنه: كلما أظل عليكم منسر من مناسر أهل الشام أغلق كل رجل منكم بابه. المنسر أيضا: قطعة من الجيش تمر قدام الجيش الكبير، هكذا بالموحدة، وفي بعض النسخ: الكثير، بالمثلثة والأولى الصواب والميم زائدة. قال لبيد يرثي قتلى هوازن:

سما لهم ابن الجعد حتى أصابهم       بذي لجب كالطود ليس بمنسر والمنسر مثال المجلس لغة فيه، هكذا أنشده الجوهري. وقال الصاغاني: ولم أجده في شعره. وتنسر الحبل وانتسر طرفه: انتقض وانتشر. ونسره هو نسرا، ونسره: نشره. تنسر الجرح: انتشرت مدته لانتقاضه، قال الأخطل:

يختلهن بحد أسمر ناهـل     مثل السنان جراحه تتنسر تنسر الثوب والقرطاس: ذهبا شيئا بعد شيء، نقله الصاغاني، تنسرت النعمة عنه: تفرقت، نقله الصاغاني. والناسور بالسين والصاد: العرق الغبر الذي لا ينقطع، وهو عرق في باطنه فساد فكلما برأ أعلاه رجع غبرا فاسدا، ويقال أصابه غبر في عرقه، وأنشد:

فهو لا يبرأ ما في صـدره      مثل ما لا يبرأ العرق الغبر في الصحاح: الناسور، بالسين والصاد جميعا: علة تحدث في المآقي يسقي فلا ينقطع قال وعلة تحدث أيضا في اللثة ، وهو معرب. النسار، ككتاب: موضع، وقيل: جبال صغار، وقيل ماء لبني عامر بن صعصعة، له يوم كان لبني أسد وذبيان على جشم بن معاوية، قال بشر بن أبي حازم:

فلما رأونا بالنسار كأنـنـا     نشاص الثريا هيجته جنوبها

 صفحة : 3532

وقال بعضهم النسار: جبل في ناحية حمى ضرية. ونسر بالفتح: ع بعقيق المدينة، وهو اسم غدير هناك، ذكره الزبير في كتاب العقيق، وقد جاء ذكره أيضا في شعر الحطيئة وأبي وجزة السعدي. نسر: جبلان ببلاد غني، وهما النسران، بين مكة وذات عرق، وقال الأصمعي: سألت رجلا من بني غني: أين النسار? فقال: هما نسران، وهما أبرقان من جانب الحمى، ولكن جمعا وجعلا موضعا واحدا. في المثل إن البغاث بأرضنا يستنسر، استنسر البغاث: صار كالنسر قوة، كذا نص الصحاح، وقال غيره: صار نسرا. ومعنى المثل أي أن الضعيف يصير قويا. وسفيان بن نسر بن زيد الخزرجي، بدري، وقيل هو حليف الأنصار. وتميم بن نسر بن عمرو الأنصاري، شهد أحدا، هكذا ضبطه ابن ماكولا بالنون والمهملة، وابنه كليب بن تميم استشهد باليمامة، صحابيان، رضي الله عنهما. ويحيى بن أبي بكير بن نسر أو بشر، بالموحدة والمعجمة، قاضي كرمان، وهو ثقة، وهو شيخ مالك صاحب المذهب، أكبر من يحيى بن بكير صاحب مالك. من المجاز: نسر فلانا، إذا وقع فيه وعابه، ومنه قولهم: ما زال ينقر فلانا وينسره، ويخذله ولا ينصره، أي يعيبه ويقع فيه. ونسير بن ذعلوق، كزبير، تابعي من بني ثور، كنيته أبو طعمة، يروي عن ابن عمر، عداده في أهل الكوفة، روى عنه الثوري، كذا لابن حبان في الثقات. نسير والد قطن شيخ مسلم. نسير: والد عائذ سمع علقمة بن مرثد. نسير والد سفر، بفتح السين وسكون الفاء، المحدثين، قلت: والصواب أن الأخير تابعي، كما حققه الحافظ. نسير: جد عبد الملك بن محمد المحدث، ذكره الحافظ. وقلعة نسير بن ديسم بن ثور بن عريجة بن محلم بن هلال بن ربيعة: حصن قرب نهاوند، قاله الحازمي، لأنه فتحها بعد نهاوند وكان معه بنو عجل وحنيفة فأقاموا مع النسير على القلعة، فسميت به. وناسر: ة ، بجرجان، منها الحسن بن أحمد المحدث الناسري الجرجاني مترجم في تاريخ حمزة السهمي. أبو الفضل محمد بن محمد الجرجاني الفقيه الناسري الحنفي، عن إسحاق بن أحمد الخزاعي وابن صاعد، وعنه أهل جرجان. والنسرين: بالكسر: ورد، م معروف، وهو ضرب من الرياحين، قال الأزهري: لا أدري أعربي أم لا. والنسارية، بالضم: العقاب، شبهت بالنسر، قاله ابن الأعرابي. ومما يستدرك عليه: نسر بالفتح: من مياه عقيل بالأعراف، لغمره. والنسر: جبل تهامي. ووادي النسور، بالقرب من بيت المقدس، ومنه السيد بدر بن بدران بن يعقوب بن مطر بن السيد زكي الدين سالم الحسيني العراقي وآل بيته. ومالك بن نسر، بالفتح، من ذريته أسماء بنت عميس الخثعمية وجماعة من آل بيتهم. وعمرو بن حوتقة بن نسر الحرشي شهد قتال الفرس مع سعد، وحوشب بن نسر بن زياد الجعفري وغيره. وكزبير: نسير بن ثور، كان في أصحاب سعد بن أبي وقاص، ونسير بن يحيى مولى عثمان بن حبيب، ونسير بن عمرو العجلي، كان على مقدمة سهيل بن عدي، حين غزا كرمان، ذكره سيف. وقد سمت العرب ناسرا. والأنسر: براق بيض في وضح الحمى بين العناقة والأودية والجثجاثة ومذعا الكور وهي مياه لغني وكلاب، والأكثر أنه جبل. وقال أبو عبيدة: والنسار: أجبل متجاورة يقال لها الأنسر وهي النسار. والنسر، بالفتح: ضيعة بنيسابور، منها عبد الله بن أحمد بن عبد الله النسري، قدم دمشق وسمع بها أبا محمد بن أبي نصير، روى عنه علي بن الخضر السلمي وغيره، هكذا نقله ياقوت من تاريخ ابن عساكر.