الباب العاشر: باب الراء - الفصل الخامس والعشرون: فصل النون مع الراء: الجزء الثاني

فصل النون مع الراء

الجزء الثاني

ن-س-ت-ر

صفحة : 3533

نستر، كجعفر، أهمله الجوهري وصاحب اللسان، واستدركه الصاغاني فقال: هو زاهد فارسي مجوسي كان في زمن كسرى أنو شروان ملك الفرس. نستر: ريحان، م، أي معروف كالنسترن، بزيادة النون. نستر، كدرهم: صقع بالعراق، أي بسواده كما في التكملة، وفي مختصر البلدان: بالكوفة ذو قرى ومزارع. ونسترو، بفتح فسكون والراء مضمومة، وفي كتاب الأسعد بن مماتي: بزيادة الهاء بعد الواو: جزيرة بين دمياط والإسكندرية من أعمال فوة والمزاحمتين، يصاد فيها السمك، وعليهم ضمان خمسين ألف دينار، وقيل هي جزيرة ذات أسواق في بحيرة منفردة. ومنستير، بضم الميم وفتح النون وسكون السين وكسر التاء: د، بأفريقية، بين المهدية وسوسة، وهي خمسة قصور يحيط بها سور واحد، بين كل منها مرحلة، ويقال إن الذي بنى القصر الكبير هرثمة بن أعين، سنة ثمانين ومائة، وله في يوم عاشوراء موسم عظيم ومجمع كبير، وهو معبد الزهاد والمنقطعين والمرابطين. وفي الطبقة الثانية من الحصن مسجد لا يخلو من شيخ خير يكون مدار القوم عليه. وفي قبلته حصن فسيح مزار للنساء المرابطات، وبها جامع متقن البناء وفيه غدر وحمامات. منستير: د، آخر بأفريقية أيضا، ويعرف بمنستير عثمان أهله قوم من قريش من ولد الربيع بن سليمان، وهو اختطها عند دخوله أفريقية، بينه وبين القيروان ست مراحل، وهي قرية كبيرة آهلة، بها جامع وخنادق وأسواق وحمام، وسكنتها عرب وبربر. منستير: ع، شرقي الأندلس، بين لقنت وقرطاجنة، ذكره ياقوت.

ن-س-ط-ر
النسطورية، بالضم وتفتح، أهمله الجوهري. وقال الصاغاني وصاحب اللسان: هم أمة من النصارى تخالف، وفي التكملة واللسان: يخالفون بقيتهم، وهم أصحاب نسطور الحكيم الذي ظهر في زمن أمير المؤمنين المأمون بالله العباسي، وتصرف في الإنجيل بحكم رأيه وقال: إن الله واحد ذو أقانيم ثلاثة، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، وهو بالرومية نسطورس، بفتح النون، إلا أن وزان العربية يعدم فيه فعلول بفتح الفاء، إلا ما شذ من صعفوق، فإن سلك بنسطور مسلك العربية ضمت النون وإلا فهو بفتحها في الأصل، حققه الصاغاني.

ن-ش-ت-ب-ر
نشتبر، كجردحل، أهمله الجوهري، وهي ة كبيرة قرب شهرابان من طريق خراسان، من نواحي بغداد، ذات نخل وبساتين. وضبطه ياقوت بفتح النون وزيادة الألف المقصورة في آخره. قلت: ومنها الإمام أبو محمد عبد الخالق بن الأنجب بن المعمر بن الحسن بن عبيد الله النشتبري تفقه على الشيخ أبي طالب المبارك بن المبارك بن الخل بن فضلان مدرس بالمدرسة الشهابية بدنيسر ، وسمع قليلا من الحديث عن وجيه بن طاهر وغيره، وقد نيف على التسعين، وقد وقع لنا حديثه في عشاريات الحافظ بن حجر من طريق زينب بنت الكمال عنه.

ن-ش-ر
النشر: الريح الطيبة، قال مرقش:

النشر مسك والوجوه دنـا     نير وأطراف الأكف عنم أو أعم، أي الريح مطلقا من غير أن يقيد بطيب أو نتن، وهو قول أبي عبيد، أو ريح فم المرأة وأنفها وأعطافها بعد النوم، وهو قول أبي الدقيش، قال امرؤ القيس:

كأن المدام وصوب الغـمـام    وريح الخزامى ونشر القطر

صفحة : 3534

من المجاز: النشر إحياء الميت، كالنشور والإنشار، وقد نشر الله الميت ينشره نشرا ونشورا وأنشره: أحياه، وفي الكتاب العزيز: وانظر إلى العظام كيف ننشرها قرأها ابن عباس كيف ننشرها، وقرأها الحسن ننشرها، وقال الفراء من قرأ كيف ننشرها فإنشارها إحياؤها، واحتج ابن عباس بقوله تعالى: ثم إذا شاء أنشره قال ومن قرأ كيف ننشرها، وهي قراءة الحسن فكأنه يذهب بها إلى النشر والطي. والوجه أن يقال: أنشر الله الموتى فنشروا هم إذا حيوا، وأنشرهم الله: أحياهم. وأنشد الأصمعي لأبي ذؤيب:

لو كان مدحة حي أنشرت أحدا     أحيا أبوتك الـشـم الأمـاديح النشر: الحياة. يقال: نشره نشرا ونشورا، كأنشره فنشر هو، أي الميت، لا غير، نشورا: حيي وعاش بعد الموت. وقال الزجاج: نشرهم الله بعثهم، كما قال تعالى: وإليه النشور وقال الأعشى:

حتى يقول الناس مما رأوا    يا عجبا للميت النـاشـر النشر: الكلأ إذا يبس فأصابه مطر في دبر الصيف فاخضر، وهو رديء للراعية يهرب الناس منه بأموالهم، يصيبها منه السهام إذا رعته في أول ما يظهر، وقد نشر العشب نشرا. وقال أبو حنيفة: ولا يضر النشر الحافر، وإذا كان كذلك تركوه حتى يجف فتذهب عنه أبلته، أي شره، وهو يكون من البقل والعشب وقيل: لا يكون إلا من العشب، وقد نشرت الأرض. النشر: انتشار الورق، وقيل: إيراق الشجر، وبكل منهما فسر ابن الأعرابي قول الشاعر:

كأن على أكتافهم نشر غرقـد    وقد جاوزوا نيان كالنبط الغلف وقيل: النشر هنا الرائحة الطيبة، عن ابن الأعرابي أيضا. النشر: خلاف الطي، كالتنشير، نشر الثوب ونحوه ينشره نشرا ونشره: بسطه، وصحف منشرة، شدد للكثرة. النشر: نحت الخشب، وقد نشر الخشبة ينشرها نشرا: نحتها، وهو مجاز. وفي الصحاح: قطعها بالمنشار. النشر: التفريق، والقوم المتفرقون الذين لا يجمعهم رئيس، ويحرك، يقال: جاء القوم، نشرا، أي متفرقين، ورأيت القوم نشرا، أي منتشرين. من المجاز: النشر: بدء النبات في الأرض. يقال: ما أحسن نشرها. النشر: إذاعة الخبر، وقد نشره ينشره، بالكسر، وينشره، بالضم: أذاعه، فانتشر. ومحمد بن نشر، محدث همداني، وروى عنه ليث بن أبي سليم، وضبطه الحافظ في التبصير بالتحتية بدل النون وقال فيه: يروي عن ليث بن أبي سليم ثم قال: قلت هو همداني، روى عن ابن الحنفية. ففي كلام المصنف نظر من وجهين. وقرأت في ديوان الذهبي ما نصه: محمد بن نشر المدني، عن عمرو بن نجيح، نكرة لا يعرف. قلت: ولعل هذا غير الذي ذكره المصنف فلينظر. قوله تعالى: وهو الذي يرسل الرياح نشرا بين يدي رحمته هو بضمتين، قرئ نشرا، بضم فسكون، قرئ نشرا، بالتحريك، فالأول جمع نشور، كرسول ورسل، والثاني سكن الشين استخفافا، أي طلبا للخفة، والثالث معناه إحياء بنشر السحاب الذي فيه المطر، الذي هو حياة كل شيء، والرابع شاذ، عن ابن جني، قال: وقرئ بها. وعلى هذا قالوا ماتت الريح: سكنت، قال:

إني لأرجو أن تموت الريح     فأقعد الـيوم وأسـتـريح

صفحة : 3535

قيل: معناه وهو الذي يرسل الرياح منشرة نشرا قاله الزجاج. قال: وقرئ بشرا، بالباء، جمع بشيرة، كقوله تعالى: ومن آياته أن يرسل الرياح مبشرات . ونشرت الريح: هبت في يوم غيم خاصة. عن ابن الأعرابي. وقوله تعالى: والناشرات نشرا قال ثعلب: هي الملائكة تنشر الرحمة. وقيل: هي الرياح تأتي بالمطر. من المجاز: نشرت الأرض تنشر نشورا، بالضم: أصابها الربيع فأنبتت، فهي ناشرة. من المجاز: النشرة، بالضم: رقية يعالج بها المجنون والمريض ومن كان يظن أن به مسا من الجن، وقد نشر عنه، إذا رقاه، وربما قالوا للإنسان والمهزول الهالك: كأنه نشرة. قال الكلابي: وإذا نشر المسفوع كان كأنما أنشط من عقال، أي يذهب عنه سريعا، سميت نشرة لأنه ينشر بها عنه ما خامره من الداء، أي يكشف ويزال. وفي الحديث: أنه سئل عن النشرة فقال: هي من عمل الشيطان وقال الحسن: النشرة من السحر. وانتشر المتاع وغيره: انبسط، وقد نشره نشرا، كتنشر. وفي الحديث: أنه لم يخرج في سفر إلا قال حين ينهض من جلوسه: اللهم بك انتشرت . قال ابن الأثير: أي ابتدأت سفري. وكل شيء أخذته غضا طريا فقد نشرته وانتشرته، ويروى بالباء الموحدة والسين المهملة. وقد ذكر في محله. انتشر النهار وغيره: طال وامتد. من المجاز: انتشر الخبر في الناس: انذاع، وانتشرت الإبل والغنم: افترقت، وفي بعض النسخ: تفرقت عن غرة من راعيها، ونشرها هو ينشرها نشرا. وهي النشر، محركة. من المجاز: انتشر الرجل، إذا أنعظ، وانتشر ذكره، إذا قام. انتشر العصب: انتفخ للإتعاب، قال أبو عبيدة: والعصبة التي تنتفخ هي العجاية، قال: وتحرك الشظى كانتشار العصب غير أن الفرس لانتشار العصب أشد احتمالا منه لتحرك الشظى. وقال غيره: انتشار عصب الدابة في يده أن يصيبه عنت فيزول العصب عن موضعه. انتشرت النخلة: انبسط سعفها. نشر الخشبة بالمنشار. والمنشار: ما نشر به، والمنشار أيضا: خشبة ذات أصابع يذرى بها البر ونحوه. والنواشر: عصب الذراع من داخل وخارج، أو عروق وعصب في باطن الذراع، وهي الرواهش أيضا. وقال أبو عمرو والأصمعي هي عروق باطن الذراع، قال زهير:

مراجيع وشم في نواشر معصم أو هي العصب في ظاهرها، واحدتها ناشرة، واقتصر الجوهري على ما ذهب إليه الأصمعي وأبو عمرو. يقال: ما أشبه خطه بتناشير الصبيان، التناشير: كتابة لغلمان الكتاب، وهي خطوطهم في المكتب، بلا واحد، قاله ابن سيده. وناشرة بن أغواث الذي قتل هماما غدرا، وقصته مشهورة في كتب التواريخ، واستوفاها البلاذري في المفاهيم. وفيه يقول القائل:

لقد عيل الأيتام طعنة ناشره    أناشر لا زالت يمينك آشره

صفحة : 3536

ومالك بن زيد المعافري، سمع أبا أيوب وابن عمر، وعنه أبو قبيل المعافري وعباس بن الفضل عن أبي داوود النخعي ومحمد بن عنبس عن إسحاق بن يزيد وغيره، وعنه محمد بن محمود الكندي الكوفي، وعبد الرحمن بن مزهر وهذا الأخير لم يذكره الحافظ في التبصير، وذكر ضمام بن إسماعيل المعافري، الناشريون، محدثون، كلهم إلى جدهم ناشرة، أما مالك بن زيد فمن بني ناشره بن الأبيض بن كنانة بن مسلية بن عامر بن عمرو بن علة بن جلد، بطن من همدان، قاله ابن الأثير. ونشورت الدابة من علفها نشوارا، بالكسر: أبقت من علفها، عن ثعلب، وحكاه مع المشوار الذي هو ما ألقت الدابة من علفها، قال: فوزنه على هذا نفعلت قال، وهذا بناء لا يعرف، كذا نقله ابن سيده، وقال الجوهري: والنشوار: ما تبقيه الدابة من العلف، فارسي معرب. في الحديث: إذا دخل أحدكم الحمام فعليه بالنشير ولا يخصف . النشير، كأمير: المئزر، سمي به لأنه ينشر ليؤتزر به. النشير: الزرع إذا جمع وهم لا يدوسونه. في التكملة: المنشور: ما كان غير مختوم من كتب السلطان، وهو المشهور بالفرمان الآن، والجمع المناشير. المنشورة، بهاء: المرأة السخية الكريمة، كالمشنورة، عن ابن الأعرابي. والنشارة، بالضم: ما سقط من المنشار في النشر، كالنحاتة. وإبل نشرى، كجمزى: انتشر فيها الجرب، وفي التكملة: نشرى، كسكرى، والفعل نشر كفرح، إذا جرب بعد ذهابه ونبت الوبر عليه حتى يخفى، وبه فسر قول عمير بن الحباب:

وفينا وإن قيل اصطلحنا تضاغـن    كما طر أوبار الجراب على النشر

صفحة : 3537

والتنشير مثل التعويذ بالنشرة والرقية، وقد نشر عنه تنشيرا، ومنه الحديث أنه قال: فلعل طبا أصابه يعني سحرا، ثم نشره ب: قل أعوذ برب الناس ، وهو مجاز. قال الزمخشري: كأنك تفرق عنه العلة. والنشر، محركة: المنتشر، ومنه الحديث: اللهم اضمم نشري أي ما انتشر من أمري، كقولهم: لم الله شعثي. وفي حديث عائشة رضي الله عنها تصف أباها: فرد نشر الإسلام على غره ، أي رد ما انتشر من الإسلام إلى حالته التي كانت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، تعني أمر الردة وكفاية أبيها إياه. وهو فعل بمعنى مفعول. يقال: اتق على غنمك النشر، وهو أن تنتشر الغنم بالليل فترعى. والمنتشر بن وهب الباهلي أخو أعشى باهلة لأمه أحد الأشراف كان يسبق الفرس شدا. ونشور، بالضم: ة بالدينور، نقله الصاغاني، قلت: ومنها أبو بكر محمد بن عثمان بن عطاء النشوري الدينوري، سمع الحديث ودخل دمياط، وكان حسن الطريقة. والنشر، بضمتين: خروج المذي من الإنسان، نقله الصاغاني. ومما يستدرك عليه: أرض المنشر: الأرض المقدسة من الشام، أي موضع النشور، جاء في الحديث، وهي أرض المحشر أيضا. وفي الحديث: لا رضاع إلا ما أنشر اللحم وأنبت العظم أي شده وقواه. قال ابن الأثير ويروى بالزاي. ونشر الأرض بالفتح: ما خرج من نباتها. وقال الليث: النشر: الكلأ يهيج أعلاه وأسفله ندي أخضر، وبه فسر قول عمير بن الحباب السابق. يقول: ظاهرنا في الصلح حسن في مرآة العين، وباطننا فاسد كما تحسن أوبار الجربى عن أكل النشر وتحتها داء منه في أجوافها. وقال ابن الأعرابي: النشر: نبات الوبر على الجرب بعد ما يبرأ. والنشر: محركة: أن ترعى الإبل بقلا قد أصابه صيف وهو يضرها، ومنه قولهم: اتق على إبلك النشر. ويقال: رأيت القوم نشرا، أي منتشرين، واكتسى البازي ريشا نشرا، أي منتشرا طويلا. وجاء ناشرا أذنيه، إذا جاء طائعا، كذا في الأساس وفي نسخة اللسان طامعا، وعزاه لابن الأعرابي، وهو مجاز، ونشر الماء، محركة: ما انتشر وتطاير عند الوضوء، وفي حديث الوضوء: فإذا استنشرت واستنثرت خرجت خطايا وجهك وفيك وخياشيمك مع الماء ، قال الخطابي: المحفوظ استنشيت بمعنى استنشقت. قال: فإن كان محفوظا فهو من انتشار الماء وتفرقه. وقال شمر: أرض ماشرة، وهي التي قد اهتز نباتها واستوت ورويت من المطر. وقال بعضهم: أرض ناشرة بهذا المعنى. والنشرة، بالفتح: النسيم، وقد ذكره أبو نخيلة في شعره. وتنشر الرجل، إذا استرقى. والمنتشر بن الأجدع أخو مسروق، روى عنه ابنه محمد بن المنتشر، وأخوه المغيرة بن المنتشر، ذكره ابن سعد في الفقهاء، وأبو عثمان عاصم بن محمد بن النصير بن المنتشر البصري، عن معتمر وعنه مسلم وأبو داوود وغيرهما. ونشرت: من قرى مصر بالغربية. والمنشار، بالكسر: حصن قريب من الفرات. وقال الحازمي: منشار: جبل أظنه نجديا. وبنو ناشرة بطن من المعافر. وناشرة بن أسامة بن والبة بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد، بطن آخر، منهم بشر بن أبي خازم واسمه عمرو بن عوف بن حمير بن ناشرة، الشاعر، ذكره ابن الكلبي. ونشير، مصغرا: موضع ببلاد العرب. والناشريون: فقهاء زبيد بل اليمن كله، وهم أكبر بيت في العلم والفقه والصلاح، وبهم كان ينتفع في أكثر بلاد اليمن، ينتسبون إلى ناشر بن تيم بن سملقة بطن من عك بن عدنان، وإليه نسب حصن ناشر باليمن. وحفيده ناشر الأصغر بن عامر بن ناشر، نزل أسفل وادي مور، وابتنى بها القرية المعروفة بالناشرية، في أول المائة الخامسة، منهم القاضي موفق

صفحة : 3538

الدين علي بن محمد بن أبي بكر بن عبد الله الناشري، شاعر الأشرف، توفي سنة 739 بتعز، وحفيده الشهاب أحمد بن أبي بكر بن علي، إليه انتهت رياسة العلم بزبيد، وكان معاصرا للمصنف؛ وكذا أخوه علي بن أبي بكر الحاكم بزبيد، ووالدهما القاضي أبو بكر تفقه بأبيه، وهو ممن أخذ عنه ابن الخياط حافظ الديار اليمنية، توفي بتعز سنة 772 ومنهم القاضي أبو الفتوح عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عمر الناشري، تفقه على أبيه وعلى القاضي جمال الدين الريمي، وتوفي بالمهجم قاضيا بها سنة 814 وله إخوة أربعة كلهم تولوا الخطابة والتدريس بالمهجم والكدراء، ومنهم الفقيه الناسك إبراهيم بن عيسى بن إبراهيم الناشري، توفي بالكدراء سنة 817. وفيها توفي المصنف بزبيد. ومنهم إسماعيل الناشري، توفي بحرض سنة 812 وقد ألف فيهم أبو محمد عثمان بن عمر بن أبي بكر الناشري الزبيدي كتابا سماه البستان الزاهر في طبقات علماء بني ناشر، وكذلك الإمام المفتي أبو الخطباء محمد بن عبد الله بن عمر الناشري فقد استوفى ذكرهم في كتابه: غرر الدرر في مختصر السير وأنساب البشر. والأنشور: بطن من عك بن عدنان، ينزلون قبلي تعز، على نصف يوم منها. وناشر بن حامد بن مغرب: بطن من عك، وهو جد المكاسعة باليمن. ومما يستدرك عليه:الدين علي بن محمد بن أبي بكر بن عبد الله الناشري، شاعر الأشرف، توفي سنة 739 بتعز، وحفيده الشهاب أحمد بن أبي بكر بن علي، إليه انتهت رياسة العلم بزبيد، وكان معاصرا للمصنف؛ وكذا أخوه علي بن أبي بكر الحاكم بزبيد، ووالدهما القاضي أبو بكر تفقه بأبيه، وهو ممن أخذ عنه ابن الخياط حافظ الديار اليمنية، توفي بتعز سنة 772 ومنهم القاضي أبو الفتوح عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عمر الناشري، تفقه على أبيه وعلى القاضي جمال الدين الريمي، وتوفي بالمهجم قاضيا بها سنة 814 وله إخوة أربعة كلهم تولوا الخطابة والتدريس بالمهجم والكدراء، ومنهم الفقيه الناسك إبراهيم بن عيسى بن إبراهيم الناشري، توفي بالكدراء سنة 817. وفيها توفي المصنف بزبيد. ومنهم إسماعيل الناشري، توفي بحرض سنة 812 وقد ألف فيهم أبو محمد عثمان بن عمر بن أبي بكر الناشري الزبيدي كتابا سماه البستان الزاهر في طبقات علماء بني ناشر، وكذلك الإمام المفتي أبو الخطباء محمد بن عبد الله بن عمر الناشري فقد استوفى ذكرهم في كتابه: غرر الدرر في مختصر السير وأنساب البشر. والأنشور: بطن من عك بن عدنان، ينزلون قبلي تعز، على نصف يوم منها. وناشر بن حامد بن مغرب: بطن من عك، وهو جد المكاسعة باليمن. ومما يستدرك عليه:

ن-ش-م-ر
نشمرت: قرية بشرقية مصر.

ن-ص-ر
نصر المظلوم ينصره نصرا ونصورا، كقعود، ونصرة، وهذه عن الزمخشري، وفي المحكم: والاسم النصرة: أعانه على عدوه وشد منه، وشاهد النصور قول خداش بن زهير:

فإن كنت تشكو من خليل مخانة    فتلك الجوازي عقبها ونصورها قال ابن سيده: ويجوز أن يكون نصورا هنا جمع ناصر، كشاهد وشهود، وفي الحديث: انصر أخاك ظالما أو مظلوما وتفسيره أن يمنعه من الظلم إن وجده ظالما، وإن كان مظلوما أعانه على ظالمه. من المجاز: نصر الغيث الأرض نصرا: غاثها وسقاها وعمها بالجود وأنبتها، قال:

من كان أخطأه الربيع فإنـمـا    نصر الحجاز بغيث عبد الواحد

صفحة : 3539

ونصر الغيث البلد: إذا أعانه على الخصب والنبات، وقال ابن الأعرابي: النصرة: المطرة التامة. وأرض منصورة: ممطورة. وقال أبو عبيد: نصرت البلاد، إذا مطرت، فهي منصورة. وفي الحديث: إن هذه السحابة تنصر أرض بني كعب أي تمطرهم. ونصره منه نصرا ونصرة: نجاه وخلصه. وفي البصائر: ونصرة الله لنا ظاهرة. ونصرتنا لله هو النصرة لعباده أو القيام بحفظ حدوده وإعانة عهوده وامتثال أوامره، واجتناب نواهيه، قال الله تعالى: إن تنصروا الله ينصركم وهو ناصر ونصر، كصرد، الأخير نقله الصاغاني، من قوم نصار وأنصار ونصر، الأخير كصحب جمع صاحب قال:

والله سمى نصرك الأنصارا    آثرك الـلـه بـه إيثـارا ويجمع الناصر أيضا على نصور، كشاهد وشهود، كما تقدم. والنصير بمعنى الناصر قال الله تعالى: نعم المولى ونعم النصير والجمع أنصار، كشريف وأشراف، ويجمع الأنصار أناصير، وهو جمع الجمع، ذكره الصاغاني وأهمله المصنف وهو على شرطه. الأنصار، وهم أنصار النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، من الأوس والخزرج، ونصروا النبي صلى الله عليه وسلم في ساعة العسرة، غلبت عليهم الصفة فجرى مجرى الأسماء، وصار كأنه اسم الحي، ولذلك أضيف إليه بلفظ الجمع فقيل: أنصاري. قالوا: رجل نصر وقوم نصر، فوصفوا بالمصدر، كرجل عدل وقوم عدل، عن ابن الأعرابي. والنصرة بالضم: حسن المعونة قال الله عز وجل: من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة أي لا يظهر محمدا صلى الله عليه وسلم على من خالفه. وفي حديث الضيف المحروم: فإن نصره حق على كل مسلم حتى يأخذ بقرى ليلته . والاستنصار: استمداد النصر، وقد استنصره عليه: استمده. الاستنصار: السؤال، والمستنصر: السائل، كأنه طالب النصر، وهو العطاء. والتنصر: معالجة النصر، وليس من باب تحلم وتنور. وتناصروا أيضا: تعاونوا على النصر. وتناصروا أيضا: نصر بعضهم بعضا. من المجاز: تناصرت الأخبار: صدق بعضها بعضا. من المجاز: مدت الوادي النواصر، هي مجاري الماء إلى الأودية، جمع ناصر. والناصر: أعظم من التلعة يكون ميلا ونحوه. وقال أبو خيرة: النواصر من الشعاب: ما جاء من مكان بعيد إلى الوادي فنصر السيول، سميت ناصرة لأنها تجيء من مكان بعيد حتى تقع في مجتمع الماء حيث انتهت، لأن كل مسيل يضيع ماؤه فلا يقع في مجتمع الماء فهو ظالم لمائه. وقال ابن شميل: النواصر مسايل المياه، الواحدة ناصرة. وقال أبو حنيفة: الناصر والناصرة: ما جاء من مكان بعيد إلى الوادي فنصر السيول. والأنصر: الأقلف، وهو مأخوذ من مادة النصارى، لأنهم قلف؛ قال الصاغاني: وفي الأحاديث التي لا طرق لها: لا يؤمنكم أنصر ولا أزن ولا أفرع . الأزن: الحاقن، والأفرع: الموسوس، والأنصر: الأقلف. وبخت نصر، بالتشديد، معروف. قال الأصمعي: إنما أصله بوخت، ومعناه ابن، ونصر، كبقم: صنم فأعرب. وقد نفى سيبويه هذا البناء. وكان وجد عند الصنم ولم يعرف له أب فنسب إليه. وقيل: بخت نصر، أي ابن الصنم، وهو الذي كان خرب القدس، عمره الله تعالى. ونصر بن قعين: أبو قبيلة من بني أسد، قال أوس بن حجر يخاطب رجلا من بني لبينى بن سعد الأسدي، وكان قد هجاه:

عددت رجالا من قعين تفـجـسـا     فما ابن لبينى والتفجس والفخـر
شأتك قعين غثهـا وسـمـينـهـا     وأنت السه السفلى إذا دعيت نصر

وإنشاد الجوهري لرؤبة:

إني وأسطار سطرن سطرا    لقائل يا نصر نصرا نصرا

صفحة : 3540

غلط هو مسبوق إليه، وفي بعض النسخ: وهو مسبوق فيه، فإن سيبويه أنشده كذلك ونسبه إلى رؤبة، وتبعه أيضا ابن القطاع فأنشده هكذا، ولكن لم يعين القائل، قال الصاغاني: وليس لرؤبة، ومع هذا هو تصحيف والرواية:

يا نضر نضرا نضرا بالضاد المعجمة. ونضر هذا هو حاجب نصر بن سيار، بالصاد المهملة. وبعده:

بلغك الله فبلـغ نـصـرا      نصر بن سيار يثبني وفرا

صفحة : 3541

هذا نص الصاغاني في التكملة. قال شيخنا: قلت كلامه هو الغلط، بل صححوه وحققوه، كما في شروح الشواهد البغدادية للرضي والمغني، فلا التفات لما للمصنف. انتهى. قلت: وهذا تحامل من شيخنا في غير محله، مع أن الحق هنا مع المصنف، وهو قلد غيره في الانتقاد. وأصاب. والبيت الذي ذكرناه بعد البيت السابق يبين مصداق ما ذهب إليه، كما هو الظاهر، فكيف يكون قول شيخنا لا التفات لما للمصنف? وليته لما أحال على شروح الشواهد أتى ببعض ما يرفع الشبهة ويبت الحق لمن روى بالصاد المهملة، فتأمل. والله أعلم. وإبراهيم بن نصر بن عنبر الضبي السمرقندي، عن علي بن خشرم، الإمام أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن نصر البسطامي، محركتين، محدثان، وولد الأخير أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله بن نصر، تفقه على المحاملي ببغداد، وسمع من أبي نصر الإسماعيلي، توفي سنة 452 قاله ابن ناصر، وحفيده أبو الفتح محمد بن محمد بن عبد الله حدث، وقريبه الإمام أبو شجاع عمر بن أبي عبد الله البلخي المتوفى سنة 562 ومن ولد أبي عبد الله البسطامي أيضا الإمام أبو شجاع البسطامي، حدث وتوفي سنة 405 وهو الذي حكى عنه ابن ناصر عن جده، قال ابن ناصر: وسألت أهل بسطام فقالوا: إن هذا الاسم، يعني بفتح الصاد، معروف عندنا نسمي به كثيرا. قلت: وقد فات المصنف: القاضي عطاء الله بن منصور بن نصر الإسكندراني، روى عن السلفي إجازة، وقريبه القاضي جمال الدين محمد بن إبراهيم، قال الذهبي: أجاز لنا. قلت: إبراهيم هذا هو ابن علي بن منصور بن نصر، روى عن أبي الحسن بن البناء، وعنه الدمياطي وسعيد بن نصر الذي روى ابن عبد البر وغيره الموطأ من طريقه. قال الحافظ: هكذا رأيته مضبوطا بفتح الصاد. وأبو المنذر نصير، كزبير، بن أبي نصير النحوي تلميذ الكسائي جالسه وأخذ عنه النحو والغريب، سمع منه أبو الهيثم مؤلفاته في اللغات ورواها عنه بهراة، قاله الأزهري في مقدمة كتاب التهذيب. قلت: وأخذ عنه أيضا أبو بكر صالح بن شعيب القاري، كما رأيته بخط ابن فارس اللغوي في سياق سنده على ظهر ديوان الهذليين. ونصرة، محركة: ة كان فيها، فيما يقال، الصالحون، هكذا نقله الصاغاني. وسموا نصيرا، كأمير، وناصرا ومنصورا ونصارا، كشداد، ونصيرا، كزبير، ونصرا، بالفتح، ومنتصرا. والناصرية: ة من قرى سفاقس بأفريقية، ومنها أبو الحسن علي بن عبد الرحمن بن علي الناصري، لقيه السلفي بالإسكندرية، وبها مات. وناصرة: ة بطبرية، على ثلاثة عشر ميلا منها، قاله الصاغاني، قيل: وإليها نسبت النصارى، هكذا زعموا، قاله الليث. ونقل الياقوت في معجمه: وكان فيها مولد المسيح عليه السلام، ومنها اشتق اسم النصارى، وكان أهلها عيروا مريم، فيزعمون أنه لا يولد بها بكر إلى هذه الغاية وأن لهم شجرة أترج على هيئة النساء، وللأترجة ثديان وما يشبه اليدين والرجلين. وموضع الفرج مفتوح، وأن أمر هذه القرية في النساء والأترج مستفيض عندهم، لا يدفعه دافع، وأهل بيت المقدس يأبون ذلك، ويزعمون أن المسيح إنما ولد في بيت لحم، وإنما انتقلت به أمه إلى هذه القرية. قال ياقوت: فأما نص الإنجيل فإن فيه أن عيسى ولد في بيت لحم وخاف عليه يوسف زوج مريم من دهاء هارودس ملك المجوس فأري في منامه أن احمله إلى مصر... فأقام بمصر إلى أن مات هارودس.. فقدم به القدس.. فأري في المنام أن انطلق به إلى الخليل، فأتاها فسكن مدينة تدعى ناصرة. وذكر في الإنجيل يسوع الناصري كثيرا، والله أعلم. قال ابن دريد: النصارى منسوبون إلى نصرانة، وهي موضع، هذا قول الأصمعي، وقيل: هي ة بالشام، ويقال لها ناصرة، وهي التي طبرية، وقد تقدم عن الليث، قال غيره: هي نصورية، بفتح النون وتخفيف

صفحة : 3542

التحتية، كما ضبطه الصاغاني. ويقال فيها أيضا: نصرى بالفتح، ونصرونة، ينسب إليها النصارى. قال ابن سيده: هذا قول أهل اللغة، قال: وهو ضعيف إلا أن نادر النسب يسعه، أو النصارى جمع نصران، كالندامى جمع ندمان، ولكنهم حذفوا إحدى الياءين، كما حذفوا من أثفية وأبدلوا مكانها ألفا كما قالوا صحارى، وهذا مذهب الخليل ونقله سيبويه. أو النصارى جمع نصري، كمهري وإبل مهارى، فهي أقوال ثلاثة. والنصرانية والنصرانة واحدة النصارى. وأنشد أبو إسحاق لأبي الأخزر الحماني، يصف ناقتين طأطأتا رؤوسهما من الإعياء، فشبه رأس الناقة برأس النصرانية إذا طأطأته في صلاتها:

كما ضبطه الصاغاني. ويقال فيها أيضا: نصرى بالفتح، ونصرونة، ينسب إليها النصارى. قال ابن سيده: هذا قول أهل اللغة، قال: وهو ضعيف إلا أن نادر النسب يسعه، أو النصارى جمع نصران، كالندامى جمع ندمان، ولكنهم حذفوا إحدى الياءين، كما حذفوا من أثفية وأبدلوا مكانها ألفا كما قالوا صحارى، وهذا مذهب الخليل ونقله سيبويه. أو النصارى جمع نصري، كمهري وإبل مهارى، فهي أقوال ثلاثة. والنصرانية والنصرانة واحدة النصارى. وأنشد أبو إسحاق لأبي الأخزر الحماني، يصف ناقتين طأطأتا رؤوسهما من الإعياء، فشبه رأس الناقة برأس النصرانية إذا طأطأته في صلاتها:

فكلتاهما خرت وأسجد رأسها     كما أسجدت نصرانة لم تحنف فنصرانة تأنيث نصران ولكن لم يستعمل نصران إلا بياء النسب، لأنهم قالوا: رجل نصراني وامرأة نصرانية قال ابن بري: قوله: إن النصارى جمع نصران ونصرانة إنما يريد بذلك الأصل دون الاستعمال، وإنما المستعمل في الكلام نصراني ونصرانية، بياءي النسب، وإنما جاء نصرانة في البيت على جهة الضرورة. وأسجد لغة في سجد. والنصرانية أيضا دينهم ومعتقدهم الذي يذهبون إليه، ويقال: نصراني وأنصار، يشير به أن أنصارا جمع نصراني، بياء النسب، كما هو في سائر النسخ هكذا، والصواب أن أنصارا جمع نصران، بغير ياء النسب، كما هو في اللسان والتكملة. وذكر قول الشاعر:

لما رأيت نبطا أنصارا

صفحة : 3543

بمعنى النصارى. وتنصر الرجل: دخل في النصرانية. وفي المحكم: في دينهم. ونصره تنصيرا: جعله نصرانيا، ومنه الحديث: كل مولود يولد على الفطرة حتى يكون أبواه اللذان يهودانه وينصرانه وانتصر الرجل، إذا امتنع من ظالمه. قال الأزهري: يكون الانتصار من الظالم الانتصاف والانتقام. وانتصر منه: انتقم. قال الله تعالى مخبرا عن نوح عليه السلام ودعائه إياه بأن ينصره على قومه: فانتصر، ففتحنا كأنه قال لربه: انتقم منهم. وفي البصائر: وإنما قال انتصر، ولم يقل: انصر، تنبيها على أن ما يلحقني يلحقك من حيث إني جئتهم بأمرك فإذا نصرتني فقد انتصرت لنفسك. انتهى. وفي الكتاب العزيز أيضا: ولمن انتصر بعد ظلمه وقوله عز وجل: والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون قال ابن سيده: إن قال قائل: أهم محمودون على انتصارهم أم لا? قيل: من لم يسرف ولم يجاوز ما أمر الله به فهو محمود. واستنصره عليه، أي على عدوه، إذا سأله أن ينصره عليه. والمنصورة، مفعولة من النصر، في عدة مواضع، منها: د، بالسند إسلامية، وهي قصبتها، مدينة كبيرة كثيرة الخيرات، ذات جامع كبير، سواريه ساج، ولهم خليج من نهر مهران. قال حمزة: وهمناباذ: مدينة من مدن السند سموها الآن المنصورة. وقال المسعودي: سميت المنصورة بمنصور بن جمهور الكلبي بناها، وكان خرج مخالفا لهارون وأقام بالسند. وقال المهلبي: سميت لأن عمر بن حفص الملقب بهزار مرد بناها في أيام المنصور من بني العباس.. وفي أهلها مروءة وصلاح ودين وتجارات، وهي شديدة الحر كثيرة البق، بينها وبين الديبل ست مراحل، وبينها وبين الملتان اثنتا عشرة مرحلة، وملكهم قرشي، يقال إنه من ولد هبار بن الأسود، تغلب عليها هو وأجداده، يتوارثون بها الملك. منها المنصورة: د، بنواحي واسط بالبطيحة، عمرها مهذب الدولة في أيام بهاء الدولة بن عضد الدولة وأيام القادر بالله وقد خربت ورسومها باقية. منها المنصورة وهي اسم خوارزم القديمة التي كانت على شرقي جيحون ومقابل الجرجانية مدينة خوارزم اليوم، أخذها الماء حتى انتقل أهلها بحيث هم اليوم. منها المنصورة: د، قرب القيروان، من نواحي إفريقية، استحدثها المنصور بن القائم بن المهدي، الخارج بالمغرب سنة 337 وعمر أسواقها واستوطنها، ثم صارت منزلا لملوك بين باديس، فخربها العرب بعيد سنة 442 فكانت هي فيما خربت، هذه يقال لها المنصورية أيضا خاصة بالنسبة، قيل سميت بالمنصور بن يوسف ابن زيري بن مناد، جد بني باديس. منها المنصورة: د، ببلاد الديلم، هكذا في سائر النسخ، وهو غلط وصوابه: ببلاد اليمن، كما حققه ياقوت وغيره، وهي بين الجند ونقيل الحمراء، وكان أول من أسسها سيف الإسلام طغتكين بن أيوب، وأقام بها إلى أن مات بها، فقال شاعره الآمي:

أحسنت في فعالها المنصوره    وأقامت لنا من العدل صوره
رام تشييدها العزيز فاعطت    ه إلى وسط قبره دستـوره

صفحة : 3544

منها المنصورة: د، بين القاهرة ودمياط، أنشأها الملك الكامل بن الملك العادل بن أيوب في حدود سنة 616 ورابط بها في وجه الفرنج لما ملكوا دمياط، ولم يزل بها في عساكر، وأعانه أخواه الأشرف والمعظم حتى استنقذ دمياط في رجب سنة 618 وقد دخلتها مرارا، وهي مدينة حسنة ذات أسواق وفنادق وحمامات، ومنها الشهاب المنصوري الشاعر المجود، أحد الشهب السبعة، ومن العجب أن كلا منها بناها ملك عظيم في جلال سلطانه وعلو شانه، وسماها المنصورة تفاؤلا بالنصر والدوام، فخربت جميعها، واندرست، وتعفت رسومها واندحضت. قلت: وقد فات المصنف المنصورية، وهي قرية كبيرة عامرة بالجيزة من مصر، وقد دخلتها، وسكنتها العربان. والمنصورية: قرية عامرة باليمن، مسكن السادة بني بحر من بني القديمي، وقد وردتها مرارا، وبيت رياستها بنو قاسم بن حسن بن قاسم الأكبر، قيل: إنهم من ذرية الحارث بن عبد المطلب بن هاشم. وبنو ناصر وبنو نصر: بطنان، الأخير هم بنو نصر بن معاوية بن هوازن. أبو سعيد عبد الرحمن بن حمدان النيسابوري، من طبقة البرقاني، مشهور، سمع منه عبد الغفار الشيروي، ومحمد بن علي بن محمد بن نصرويه النيسابوري المؤدب - النصرويان، محدثان - روى عن ابن خزيمة، مات سنة 379. والنصريون جماعة من المحدثين منسوبون إلى الجد وإلى نصرة، محلة من محال بغداد الغربية، متصلة بدار الشيباني النصري، وأخوه عبد الواحد، شيخ شهدة، حدثا، وعبد الباقي بن محمد الأنصاري والد قاضي المارستان وأحمد بن الحسين بن قريش النصري مات سنة 510 وعبد المحسن بن علي الشيحي النصري أحد الرحالة، وعبد الملك بن مواهب النصري، وأحمد بن علي بن داوود النصري، وأبو طاهر محمد بن أحمد بن عيسى النصري، والإمام تقي الدين عثمان بن الصلاح عبد الرحمن بن عثمان بن موسى بن أبي النصر النصري الشهرزوري، وأبو الحسن أحمد بن محمد بن يوسف بن نصر النصري الجرجاني المؤذن، وأبو نصر عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن يوسف بن نصر النصري الأصبهاني السمسار، شيخ السلفي، محدثون. والنصرة، بالضم ابن السلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب، له رواية وسماع، حدث؛ ويقال له نصرة الدين، واسمه إبراهيم، وقد ذكره الحافظ في التبصير ولم يعين اسمه، وإخوته ثمانية عشر نفسا، وكلهم ممن سمع الحديث، وقد جمعتهم في كراسة لطيفة. ومما يستدرك عليه: نصر البلاد ينصرها: أتاها، عن ابن الأعرابي. ونصرت أرض بني فلان: أي أتيتها، قال الراعي يخاطب إبلا:

إذا دخل الشهر الحرام فودعـي     بلاد تميم وانصري أرض عامر

صفحة : 3545

أي اقصديها وائتيها، قاله أبو عمرو. وفي الحديث: كل المسلم عن المسلم محرم، أخوان نصيران أي هما أخوان يتناصران ويتعاضدان. والنصير فعيل بمعنى فاعل أو مفعول، لأن كل واحد من المتناصرين ناصر ومنصور. وسمي المطر نصرا ونصرة، كما سمي فتحا، وهو مجاز. والنصر: العطاء. ووقف سائل على القوم فقال: انصروني نصركم الله. أي أعطوني أعطاكم الله. ونصره ينصره: أعطاه، وهو مجاز. والنصائر: العطايا. ونصره الله تعالى: رزقه، وهذه عن ابن القطاع. والمستنصر بالله أبو جعفر المنصور، باني المستنصرية ببغداد، وجده الناصر لدين الله. والنصير الطوسي، كأمير: فيلسوف مشهور، أحد أعوان هلاكو. والنصير ابن الطباخ من أئمة الشافعية بمصر، شرح التنبيه. والنصير الحمامي الشاعر المحسن بمصر. ونصير الدين محمود الحبشي الأودي المعروف بجراغ دهلي: أحد الأولياء المشهورين، توفي بدهلي سنة 757 وعنه أخذ السيد شرف الدين مخدوم جهانيان؛ ونصار بن حرب المسمعي كشداد عن ابن مهدي، وعنه ابن زياد النيسابوري. ومالك بن عوف النصري قائد هوازن يوم حنين، ثم أسلم؛ وطلحة بن عمرو النصري من أهل الصفة. ومالك بن أوس بن الحدثان النصري، له صحبة، ولحفيده زفر بن رثيمة بن مالك رواية؛ وعبد الواحد بن عبد الله النصري، عن واثلة بن الأسقع، وإسحاق بن عبد الله بن إسحاق النصري الجرجاني الحنفي، عن دعلج وطبقته. ودرب نصير كزبير، ببغداد، وإليه ينسب الإمام أبو منصور الخيروني، كذا ذكره البلبيسي. والناصرية: محلة بمصر. والنصيرية، بالتصغير: طائفة من الزنادقة مشهورة يقولون بألوهية علي، تعالى الله علوا كبيرا. والحسن بن معاوية بن موسى بن نصير النصيري حدث عن علي بن رباح، وجده موسى بن نصير هو الذي فتح بلاد الأندلس. وبنو ناصرة: قبيلة بالطائف، ويذكرون مع بجلة. والناصرية: اسم بجاية، وهي مدينة على ساحل البحر بين إفريقية والمغرب، اختطها الناصر بن علناس بن حماد بن زيري، وهي في لحف جبل شاهق، وفي قبلتها جبال، بينها وبين الجزائر أربعة أيام، كانت قاعدة ملك بني حماد.

ن-ض-ر
النضرة: النعمة والعيش والغنى، وقيل: الحسن والرونق، كالنضور، بالضم، والنضارة، بالفتح، والنضر، محركة، وقد نضر الشجر، والورق، والوجه، واللون، وكل شيء، كنصر وكرم وفرح، الثالثة حكاها أبو عبيد. ينضر نضرا، ونضارة، ونضورا، ونضرة، فهو ناضر، ونضير، وأنضر، هكذا في النسخ، وفي اللسان: فهو ناضر ونضير ونضر، والأنثى نضرة. وأنضر كنضر. ونضره الله نضرا، ونضره، بالتشديد، وأنضره، فأنضر، وإذا قلت نضر الله أمرا، فالمعنى نعمه، وفي الحديث: نضر الله عبدا سمع مقالتي فوعاها ثم أداها إلى من يسمعها ، نضره ونضره وأنضره، أي نعمه. يروى بالتخفيف والتشديد، من النضارة، وهي في الأصل: حسن الوجه والبريق، وإنا أراد حسن خلقه وقدره. قال شمر: الرواة يروون هذا الحديث بالتخفيف والتشديد، وفسره أبو عبيد فقال: جعله الله ناضرا، قال: وروي عن الأصمعي فيه التشديد وأنشد:

نضر الله أعظما دفنوهـا    بسجستان طلحة الطلحات وأنشد شمر في لغة من رواه بالتخفيف قول جرير:

والوجه لا حسنا ولا منضورا

صفحة : 3546

ومنضور لا يكون إلا من نضره، بالتخفيف، قال شمر: وسمعت ابن الأعرابي يقول: نضره الله فنضر ينضر، ونضر ينضر. وقال ابن الأعرابي: نضر وجهه ونضر وجهه ونضر، وأنضر، وأنضره الله، ونضره بالتخفيف. وقال أبو داوود عن النضر: نضر الله امرأ وأنضر الله امرأ فعل كذا ونضر الله امرأ قال الحسن المؤدب: ليس هذا من الحسن في الوجه، إنما معناه حسن الله وجهه في خلقه، أي جاهه وقدره، قال: وهو مثل قوله: اطلبوا الحوائج إلى حسان الوجوه يعني به ذوي الوجوه في الناس وذوي الأقدار. وفي الحديث: يا معشر محارب، نضركم الله، لا تسقوني حلب امرأة أي كان حلب النساء عندهم عيبا يتعايرون عليه. وقال الفراء في قوله عز وجل: وجوه يومئذ ناضرة قال: مشرقة بالنعيم. قال وقوله تعالى: تعرف في وجوههم نضرة النعيم قال: بريقه ونداه. والنضرة: نعيم الوجه. وقال الزجاج في تفسير قوله: ناضرة أي نضرت بنعيم الجنة. والناضر: الأخضر الشديد الخضرة، يقال: أخضر ناضر، كما يقال: أبيض ناضر، كما يقال: أبيض ناصع، وأصفر فاقع. قد يبالغ به في كل لون فيقال: أخضر ناضر وأحمر ناضر وأصفر ناضر، روي ذلك عن ابن الأعرابي وحكاه في نوادره. وقال أبو عبيد: أخضر ناضر معناه ناعم، وزاد الأزهري: له بريق في صفائه. والنضر، بالفتح عن ابن جني، والنضير كأمير، والنضار كغراب، والأنضر: اسم الذهب أو الفضة، وقد غلب على الذهب. ونقل الصاغاني عن السكري: النضار، ككتاب: الذهب والفضة، وقال الأعشى:

إذا جردت يوما حسبت خميصة     عليها وجريال النضير الدلامصا ج الجمع نضار، بالكسر، وأنضر قال أبو كبير الهذلي:

وبياض وجهك لم تحل أسراره      مثل الوذيلة أو كشنف الأنضر وأنشد الجوهري للكميت:

ترى السابح الخنذيذ منها كأنمـا     جرى بين ليتيه إلى الخد أنضر والنضرة: السبيكة من الذهب. وذهب نضار، صار هنا نعتا. قولهم: سوار من نضار، قيل: النضار، بالضم: الجوهر الخالص من التبر وغيره. قدح نضار: اتخذ من نضار الخشب. وفي حديث إبراهيم النخعي: لا بأس أن يشرب في قدح النضار ، قال شمر: قال بعضهم: هذه الأقداح الحمر الجيشانية سميت نضارا. وقال ابن الأعرابي: النضار: النبع. وقال الليث: النضار: الخالص من جوهر التبر والخشب، والجمع أنضر، وفي حديث عاصم الأحول: رأيت قدح رسول الله صلى الله عليه وسلم عند أنس وهو قدح عريض من نضار ، أي من خشب نضار وهو خشب معروف، قيل: هو الأثل الورسي اللون. وقال ابن الأعرابي: النضار: شجر الأثل، وقيل: هو الخلاف، أو هو ما كان عذيا على غير ماء، أو هو الطويل منه المستقيم الغصون، أو هو ما نبت منه في الجبل، وهو أفضله. النضار، فيما رواه أبو حنيفة: خشب للأواني أجود، لأنه يعمل منه ما رق من الأقداح واتسع وما غلظ، ولا يحتمله من الخشب غيره. قال: ويكسر، لغتان، والأولى أعرف، قال: ومنه كان منبر النبي صلى الله تعالى عليه وسلم. قال الزمخشري، ويكون بغور الحجاز، وقال يحيى بن نجيم: كل شجر أثل ينبت في جبل فهو نضار، وقال الأعشى:

تراموا به غربا أو نضارا والغرب والنضار: ضربان من الشجر تعمل منهما الأقداح. وقال مؤرج: النضار من الخلاف يدفن خشبه حتى ينضر ثم يعمل فيكون أمكن لعامله في ترقيقه، وقال ذو الرمة:

نقح جسمي عن نضار العود     بعد اضطراب العنق الأملود

صفحة : 3547

قال: نضاره: حسن عوده، قال: وهي أجود العيدان التي تتخذ منها الأقداح. والناضر: الطحلب يكون على الماء. والنضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر أبو قريش خاصة، ومن لم يلده النضر فليس من قريش، كذا في المحكم. ويقال: إن اسمه قيس، وهو الجد الثالث عشر لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. ولما قدم وفد كندة سنة عشر، وفيهم الأشعث بن قيس الكندي، فقال الأشعث للنبي صلى الله عليه وسلم: أنت منا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: نحن بنو النضر بن كنانة لا نقفو أمنا ولا ننتفي من أبينا قال أهل السيرة: كانت للنبي صلى الله عليه وسلم جدة من كندة، وهي أم كلاب بن مرة، فذلك أراد الأشعث، ولا عقب للنضر إلا من ابنه مالك. النضير، كزبير أخو النضر. يقال إن اسمه عبد مناة. وأبو نضرة المنذر بن مالك بن قطعة العبدي، من أهل البصرة، يروي عن ابن عمر وأبي سعيد، وكان من فصحاء الناس، فلج في آخر عمره، روى عنه قتادة وسليمان التيمي، مات سنة 108، ذكره ابن حبان في الثقات. وأم نضرة لم أجد لها ذكرا، تابعيان، ولعلها هي نضرة العبدية، فإنها تابعية روت عن الحسن بن علي، وعنها هشام، ذكرها ابن حبان. وعبيد بن نضار الحراني، ككتاب، محدث عدل، كتب عنه أبو المفضل الشيباني. روى الإيادي عن شمر: نضر الرجل، بالكسر: امرأته، قال: وهي شاعته أيضا. والنضير، كأمير: حي من يهود خيبر من آل هارون أو موسى عليهما السلام، وقد دخلوا في العرب، كانت منازلهم وبني قريظة خارج المدينة في حدائق وآطام لهم. وغزوة بني النضير مشهورة، قال الأزهري: كانت على ستة أشهر من وقعة أحد، وتفصيله في كتب السير، والنسبة نضري، محركة، منهم بكر بن عبد الله النضري شيخ الواقدي، وكذا أبو سعد بن وهب النضري له صحبة، روى عنه ابنه أسامة، وحسين بن عبد الله النضري، وروى عن أسامة المذكور، وربيع بن أبي الحقيق النضري الشاعر مذكور في السيرة، فهؤلاء كلهم من بني النضير. وأبو النضير بن التيهان: صحابي شهد أحدا، وهو أخو أبي الهيثم. ونضيرة، كسفينة: جارية أم سلمة، لها ذكر. ونضار بن حديق، كغراب، في همدان، هكذا نقله الصاغاني. قلت: ونضار بنت أبي حيان، وسمعت من أصحاب ابن الزبيدي نقله الحافظ وضبطه. والنضارات، بالضم: أودية بديار بلحارث بن كعب، قال جعفر بن علبة الحارثي وهو محبوس:

ألا هل إلى ظل النضارات بالضحى    سبيل وأصوات الحمام المـطـوق
وسيري مع الفتيان كـل عـشـية     أباري مطاياهم بأدماء سـمـلـق

صفحة : 3548

كذا في المعجم، وقرأت في كتاب غريب الحمام للحسن بن عبد الله الأصبهاني، وفيه: ألا هل إلى أهل النضارات وفيه: وتغريد الحمام. بدل: أصوات. والعباس بن الفضل بن زكريا بن يحيى بن النضر النضروي الهروي: محدث، عن أحمد بن نجدة، وعنه البرقاني، وحفيداه الحسن والحسين ابنا علي بن العباس بن الفضل، ذكرهما الفامي في تاريخ هراة، ووصفهما بالحفظ، مات الحسن سنة 420 وأخوه سنة 402. والحسين بن الحسن بن النضر بن حكيم النضري المروزي، عن عباس الدوري وغيره. وابنه القاضي عبد الله بن الحسين، روى عن الحارث بن أبي أسامة، وعمر، حدث عنه الحاكم وابنه أبو القاسم عبيد الله بن عبد الله، كان قاضي نسف. وشيخ الإسلام يونس بن طاهر النضري، عن زيد بن رفاعة الهاشمي، وعنه أبو عبد الله البوزجاني: محدثون. قلت: وعبد الملك بن الحسين أخو القاضي عبد الله المذكور، ذكره ابن نقطة وقال: روى عن أبي مسلم الكجي وغيره، وعنه أبو غانم الكراعي وآخرون. ومما يستدرك عليه: يقال: غلام غض نضير، وجارية غضة نضيرة. وقد أنضر الشجر، إذا اخضر ورقه. ونضر بن الحارث بن عبد رزاح الأوسي، له صحبة، هكذا ذكره الحافظ ابن حجر في التبصير من غير ألف ولام وفي معجم الصحابة لابن فهد هو النضر باللام، قال: وحكي فيه نصر بالصاد المهملة؛ ونضر بن مخراق شيخ لهشيم؛ ونضر بن يزيد، عن أبي المليح؛ ونضر بن موسى الفزاري أخو إسماعيل ابن بنت السدي، وهو جد عدي بن أبي الزغباء الصحابي، وأبو النضر السلمي، عن علي، اختلف فيه ورجح الأمير أنه بالمهملة، ونضر بن منصور شيخ للعلاء بن عمرو، فهؤلاء الذين نقل فيهم إعجام الضاد مجردا من الألف واللام. والنضر بن شميل من أئمة اللغة، تقدم ذكره في المقدمة. وبالتصغير نضير بن الحارث بن علقمة بن كلدة، من المؤلفة، استشهد باليرموك، وهو أخو النضر الذي قتل بالصفراء بعد بدر، ومحمد بن المرتفع بن النضير المكي، شيخ لابن جريج وابن عيينة، والنضير بن زياد الطائي، حدث عنه يحيى الحماني، هكذا ضبطه الدارقطني. ونضير مولى خالد بن يزيد بن معاوية. وكأمير: النضير بن عبد الجبار بن نضير وأخواه عبد الله وروح حدثوا، وكذا ابن أخيه الحارث بن روح، حدث أيضا، وهم مصريون معروفون، ونضير بن قيس روى عنه مسعر. وعبد الله بن النضير، شيخ للزبير بن بكار؛ وأبو نضير الشاعر، اسمه عمر بن عبد الملك، في زمن البرامكة، وسليمان بن أرقم وصالح بن حسان، النضيريان، هكذا بالفتح ضبطه السمعاني. والقياس النضريان، محركة، وهما ضعيفان مشهوران.

ن-ط-ث-ر
النطثرة، بالمثلثة بعد الطاء، أهمله الجوهري وصاحب اللسان، واستدركه الصاغاني وقال: هو أكل الدسم حتى يثقل على القلب، قال: وهي قلب الطنثرة. قلت: وقد تقدم للمصنف هناك، وقال هناك: حتى يثقل جسمه. فليتأمل.

ن-ط-ر
الناطر والناطور: حافظ الكرم والنخل والزرع، أعجمي، من كلام أهل السواد، ليست بعربية محضة. وقال أبو حنيفة: هي عربية، قال الشاعر:

ألا يا جارتا بـإبـاض إنـي    رأيت الريح خيرا منك جارا
تغذينا إذا هبـت عـلـينـا      وتملأ وجه ناطركم غبـارا

قال: الناطر: الحافظ، ويروى: إذا هبت جنوبا. قال الأزهري: ولا أدري أأخذه الشاعر من كلام السواديين أو هو عربي? ج نطار، كرمان، ونطراء، ككرماء، ونواطير ونطرة، الأخير محركة. الأولان والأخير جمع ناطر، والثالث جمع ناطور. قال الأزهري: ورأيت بالبيضاء من بلاد بني جذيمة عرازيل سويت لمن يحفظ ثمر النخيل وقت الصرام، فسألت رجلا عنها فقال: هي مظال النواطير، كأنه جمع الناطور. وقال ابن أحمر في الناطور:

صفحة : 3549

وبستان ذي ثورين لا لين عنده     إذا ما طغى ناطوره وتغشمرا وفي الأساس: عن ابن دريد هو بالظاء، من النظر، لكن النبط يقلبونها طاء. والفعل النطر، بالفتح، والنطارة، بالكسر، الأخير عن الصاغاني، وقد نطر ينطر، وقال ابن الأعرابي: النطرة: الحفظ بالعينين، بالطاء قال: ومنه أخذ الناطور. وابن الناطور: صاحب إيليا الحاكم عليها، هو صاحب هرقل ملك الروم، كان منجما، نظر في علم النجوم، سقف على نصارى الشام، أي جعل أسقفا عليهم، ويروى فيه بالظاء، من النظر. وهو الأصل، كما تقدم عن ابن دريد. والنطرون، بالفتح: البورق الأرمني وهو نوع منه، كما ذكره صاحب المنهاج وغيره، وقالوا: أجوده الإرمني الهش الخفيف الأبيض، ثم الوردي، وأقواها الإفريقي، قلت: ومنه نوع يوجد في الديار المصرية في معدنين: أحدهما في البر الغربي بما يظاهر ناحية يقال لها الطرانة، وهو شقاف، أخضر وأحمر، وأكثر ما تدعو الحاجة إليه الأخضر، والآخر بالفاقوسية، وليس يلحق في الجودة بالأول. والنيطر كزبرج: الداهية، هكذا بالياء بعد النون في سائر النسخ، وضبطه الصاغاني بخطه بالهمزة بدل الياء. والنطار كرمان: الخيال المنصوب بين الزرع، قاله الصاغاني. وغلط الجوهري في قوله ناطرون ع بالشام، وإنما هو ماطرون، بالميم وقد تقدم البحث في ذلك وأشرنا هناك أن المصنف مسبوق في ذلك، فقد صحح الأزهري أن الموضع بالميم دون النون. قال الجوهري: والقول في إعرابه كالقول في نصيبين، وينشد هذا البيت بكسر النون:

ولها بالناطـرون إذا     أكل النمل الذي جمعا ومما يستدرك عليه: رؤوس النواطير: إحدى منازل حاج مصر، بينها وبين عقبة أيلة. والمنيطرة مصغرا: حصن بالشام قريب من طرابلس، ذكره ياقوت.

ن-ظ-ر
نظره، كنصره وسمعه، هكذا في الأصول المصححة، ووجد في النسخة التي شرح عليها شيخنا: كضربه، بدل: كنصره، فأقام النكير على المصنف وقال: هذا لا يعرف في شيء من الدواوين ولا رواه أحد من الراوين، بل المعروف نظر ككتب، وهو الذي ملئ به القرآن وكلام العرب. ولو علم شيخنا أن نسخته محرفة لم يحتج إلى إيراد ما ذكره. وفي المحكم: نظره ينظره، نظر إليه نظرا، محركة، قال الليث: ويجوز تخفيف المصدر، تحمله على لفظ العامة من المصادر، ومنظرا، كمقعد، ونظرانا، بالتحريك، ومنظرة، بفتح الأول والثالث، وتنظارا، بالفتح. قال الحطيئة:

فمالك غير تنظار إلـيهـا     كما نظر اليتيم إلى الوصي

صفحة : 3550

: تأمله بعينه، هكذا فسره الجوهري. وفي البصائر: والنظر أيضا تقليب البصيرة لإدراك الشيء ورؤيته وقد يراد به التأمل والفحص، وقد يراد به المعرفة الحاصلة بعد الفحص. وقوله تعالى: انظروا ماذا في السماوات أي تأملوا. واستعمال النظر في البصر أكثر استعمالا عند العامة، وفي البصيرة أكثر عند الخاصة. ويقال: نظرت إلى كذا، إذا مددت طرفك إليه، رأيته أو لم تره، ونظرت، إذا رأيته وتدبرته، ونظرت في كذا: تأملته، كتنظره، وانتظره كذلك، كما سيأتي. نظرت الأرض: أرت العين نباتها، نقله الصاغاني، وهو مجاز. وفي الأساس: نظرت الأرض بعين وبعينين: ظهر نباتها. نظر لهم: أي رثى لهم وأعانهم، نقله الصاغاني، وهو مجاز. نظر بينهم، أي حكم. والناظر: العين نفسها، أو هو النقطة السوداء الصافية التي في وسط سواد العين وبها يرى الناظر ما يرى، أو البصر نفسه، وقيل: الناظر في العين كالمرآة التي إذا استقبلتها أبصرت فيها شخصك، أو عرق في الأنف وفيه ماء البصر قاله ابن سيده، قيل: الناظر: عظم يجري من الجبهة إلى الخياشيم، نقله الصاغاني. والناظران: عرقان على حرفي الأنف يسيلان من المؤقين، وقيل: هما عرقان في العين يسقيان الأنف، وقيل: هما عرقان في مجرى الدمع على الأنف من جانبيه، وهو قول أبي زيد. وقال ابن السكيت: هما عرقان مكتنفا الأنف، وأنشد لجرير:

وأشفي من تخلج كل جـن      وأكوي الناظرين من الخنان وقال آخر:

ولقد قطعت نواظر أو جمعتها    ممن تعرض لي من الشعراء وقال آخر:

قليلة لحم النـاظـرين يزينـهـا     شباب ومخفوض من العيش بارد

صفحة : 3551

وصف محبوبته بأسالة الخد وقلة لحمه، وهو المستحب. من المجاز: تناظرت النخلتان، إذا نظرت الأنثى منهما إلى الفحل. وفي بعض النسخ: إلى الفحال فلم ينفعها تلقيح حتى تلقح منه. قال ابن سيده: حكى ذلك أبو حنيفة. والمنظر والمنظرة: ما نظرت إليه فأعجبك أو ساءك. وفي التهذيب: المنظرة: منظر الرجل إذا نظرت إليه فأعجبك. وامرأة حسنة المنظر والمنظرة. ويقال: إنه لذو منظرة بلا مخبرة. ويقال: منظره خير من مخبره. رجل منظري، ومنظراني الأخيرة على غير قياس: حسن المنظر. ورجل منظراني مخبراني. ويقال: إن فلانا لفي منظر ومستمع، وفي ري ومشبع، أي فيما أحب النظر إليه والاستماع. من المجاز: رجل نظور، كصبور، ونظورة، بزيادة الهاء، وناظورة ونظيرة، الأخيرة كسفينة: سيد ينظر إليه، للواحد والجمع والمذكر والمؤنث. قال الفراء: يقال: فلان نظورة قومه ونظيرة قومه، وهو الذي ينظر إليه قومه فيمتثلون ما امتثله، وكذلك: هو طريقتهم، بهذا المعنى. أو قد تجمع النظيرة والنظورة على نظائر. وناظر: قلعة بخوزستان، نقله الصاغاني. من المجاز: رجل سديد الناظر، أي بريء من التهمة ينظر بملء عينيه. وفي الأساس: بريء الساحة مما قذف به. وبنو نظرى، كجمزى، وقد تشدد الظاء: أهل النظر إلى النساء والتغزل بهن، ومنه قول الأعرابية لبعلها: مر بي على بني نظرى، ولا تمر بي على بنات نقرى، أي مر بي على الرجال الذين ينظرون إلي فأعجبهم وأروقهم، ولا تمر بي على النساء اللائي ينظرنني، فيعبنني حسدا، وينقرن عن عيوب من مر بهن. حكاه ابن السكيت. والنظر، محركة: الفكر في الشيء تقدره وتقيسه، وهو مجاز. النظر: الانتظار، يقال: نظرت فلانا وانتظرته، بمعنى واحد، فإذا قلت، انتظرت فلم يجاوزك فعلك، فمعناه: وقفت وتمهلت، ومنه قوله تعالى: انظرونا نقتبس من نوركم وفي حديث أنس: نظرنا النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة حتى كان شطر الليل . يقال: نظرته وانتظرته، إذا ارتقبت حضوره. وقوله تعالى: وجوه يومئذ ناضرة، إلى ربها ناظرة أي منتظرة. وقال الأزهري: وهذا خطأ، لأن العرب لا تقول نظرت إلى الشيء بمعنى انتظرته، إنما تقول نطرت فلانا أي انتظرته، ومنه قول الحطيئة:

وقد نظرتكـم أبـنـاء صـادرة     للورد طال بها حوزي وتنساسي وإذا قلت: نظرت إليه، لم يكن إلا بالعين، وإذا قلت: نظرت في الأمر، احتمل أن يكون تفكرا وتدبرا بالقلب. من المجاز: النظر: هم الحي المتجاورون ينظر بعضهم لبعض. يقال: حي حلال ونظر. النظر: التكهن، ومنه الحديث: أن عبد الله بن عبد المطلب مر بامرأة كانت تنظر وتعتاف، فدعته إلى أن يستبضع منها وله مائة من الإبل تنظر، أي تتكهن وهو نظر بفراسة وعلم، واسمها كاظمة بنت مر، وكانت متهودة، وقيل: هي أخت ورقة بن نوفل. النظر: الحكم بين القوم. النظر: الإعانة، ويعدى باللام، وهذان قد ذكرهما المصنف آنفا، والفعل في الكل كنصر، فإنه قال: ولهم: أعانهم، وبينهم: حكم، فهو تكرار كما لا يخفى. من المجاز: النظور كصبور: من لا يغفل النظر إلى من أهمه، وفي اللسان: إلى ما أهمه. وفي الأساس: من لا يغفل عن النظر فيما أهمه. والمناظر: أشراف الأرض، لأنه ينظر منها. المناظر: ع في البرية الشامية قرب عرض. وأيضا: ع قرب هيت. قال عدي بن الرقاع:

وثوى القيام على الصوى وتذاكرا      ماء المناظر قلبهـا وأضـاهـا

صفحة : 3552

وتناظرا: تقابلا، ومنه تناظرت الداران، ودورهم تتناظر. والناظور والناظر: الناطور، بالطاء، وهي نبطية. وابن الناظور مر ذكره في ن-ط-ر، وانظرني، أي اصغ إلي، ومنه قوله عز وجل: وقولوا انظرنا واسمعوا ونظره وانتظره وتنظره: تأنى عليه، قال عروة بن الورد:

إذا بعدوا لا يأمنون اقترابـه     تشوف أهل الغائب المتنظر والنظرة، كفرحة: التأخير في الأمر، قال الله تعالى: فنظرة إلى ميسرة وقرأ بعضهم: فناظرة إلى ميسرة كقوله عز وجل: ليس لوقعتها كاذبة أي تكذيب. وقال الليث: يقال: اشتريته منه بنظرة وإنظار. والتنظر: توقع الشيء. وقال ابن سيده: هو توقع ما تنتظره. ونظره نظرا: باعه بنظرة وإمهال، واستنظره: طلبها، أي النظرة منه واستمهله. وأنظره: أخره، قال الله تعالى: فال أنظرني إلى يوم يبعثون أي أخرني. ويقال: بعت فلانا فأنظرته، أي أمهلته، والاسم النظرة، وفي الحديث: كنت أبايع الناس فكنت أنظر المعسر أي أمهله. والتناظر: الترواض في الأمر. ونظيرك: الذي يراوضك وتناظره. من المجاز: النظير، كأمير، والمناظر: المثل والشبيه في كل شيء، يقال: فلان نظيرك، أي مثلك، لأنه إذا نظر إليهما الناظر رآهما سواء، كالنظر، بالكسر، حكاه أبو عبيدة، مثل الند والنديد، وأنشد لعبد يغوث بن وقاص الحارثي:

ألا هل أتى نظري مليكة أنـنـي       أنا الليث معـديا عـلـيه وعـاديا
وقد كنت نحار الجزور ومعمل ال      مطي وأمضي حيث لا حي ماضيا

ج نظراء، وهي نظيرتها، وهن نظائر، كما في الأساس. والنظرة، بالفتح: العيب. يقال: رجل فيه نظرة، أي عيب، ومنظور، معيوب. النظرة: الهيبة عن ابن الأعرابي. النظرة: سوء الهيئة. وقال أبو عمرو: النظرة: الشنعة والقبح. يقال: إن في هذه الجارية لنظرة، إذا كانت قبيحة. النظرة: الشحوب، وأنشد الرياشي:

لقد رابني أن ابن جعدة بـادن     وفي جسم ليلى نظرة وشحوب النظرة: الغشية أو الطائف من الجن، وقد نظر، كعني، فهو منظر: أصابته غشية أو عين، وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى جارية فقال: إن بها نظرة فاسترقوا لها . قيل: معناه إن بها إصابة عين من نظر الجن إليها، وكذلك بها سفعة. النظرة: الرحمة، عن ابن الأعرابي، وهو مجاز. وفي البصائر: ونظر الله إلى عباده هو إحسانه إليهم وإفاضة نعمه عليهم، قال الله تعالى: ولا ينظر إليهم يوم القيامة وفي الصحيحين: ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم: شيخ زان، وملك كذاب، وعائل متكبر . وفي النهاية لابن الأثير أن النظر هنا الاختيار والرحمة والعطف؛ لأن النظر في الشاهد دليل المحبة، وترك النظر دليل البغض والكراهة. ومنظور بن حبة أبو سعر راجز، وقد تقدم ذكره في س-ع-ر أيضا، وحبة: اسم أمه وأبوه مرثد، والذي في اللسان أن منظورا اسم جني وحبة اسم امرأة علقها هذا الجني، فكانت تطبب بما يعلمها، وفيهما يقول الشاعر:

ولو أن منظورا وحبة أسلمـا      لنزع القذى لم يبرئا لي قذاكما وقد تقدم ذلك في ح-ب-ب أيضا. منظور بن سيار: رجل م أي معروف. قلت: وهو منظور بن زبان بن سيار بن العشراء من بني فزارة، وقد ذكر في ع-ش-ر. وناظرة: جبل أو ماء لبني عبس بأعلى الشقيق أو ع، قاله ابن دريد، وقيل: ناظرة وشرج: ماءان لعبس، قال الأعشى:

شاقتك من أظعان لي       لى يوم ناظرة بواكر وقال جرير:

صفحة : 3553

أمنزلتي سلمى بناظرة اسلـمـا     وما راجع العرفان إلا توهـمـا
كأن رسوم الدار ريش حـمـامة   محاها البلى واستعجمت أن تكلما

ونواظر: آكام بأرض باهلة. قال ابن أحمر الباهلي:

وصدت عن نواظر واستعنت      قتاما هـاج صـيفـيا وآلا والمنظورة من النساء: المعيبة، بها نظرة، أي عيب، المنظورة: الداهية، نقله الصاغاني. من المجاز: فرس نظار، كشداد: شهم حديد الفؤاد طامح الطرف، قال:

محجل لاح له حـمـار       نابي المعدين وأي نظار وبنو النظار: قوم من عكل، وهم بنو تيم وعدي وثور بني عبد مناة بن أد بن طابخة، حضنتهم أمة لهم يقال لها عكل فغلبت عليهم. وسيأتي في موضعه، منها الإبل النظارية، قال الراجز:

يتبعن نظارية سعوما السعم: ضرب من سير الإبل، أو النظار: فحل من فحول الإبل، في اللسان: من فحول العرب. قال الراجز:

يتبعن نظارية لم تهجم أي ناقة نجيبة من نتاج النظار وقال جرير:

والأرحبي وجدها النظار ولم تهجم: لم تحلب. والنظارة: القوم ينظرون إلى الشيء كالمنظرة، يقولون: خرجت مع النظارة. النظارة، بالتخفيف بمعنى التنزه لحن يستعمله بعض الفقهاء في كتبهم، والصواب فيه التشديد. يقال: نظار، كقطام، أي انتظر، اسم وضع موضع الأمر. والمنظار، بالكسر: المرآة يرى فيها الوجه، ويطلق أيضا على ما يرى منه البعيد قريبا، والعامة تسميه النظارة. والنظائر: الأفاضل والأماثل لاشتباه بعضهم ببعض في الأخلاق والأفعال والأقوال. والنظيرة والنظورة: الطليعة، نقله الصاغاني، ويجمعان على نظائر. وناظره: صار نظيرا له في المخاطبة. ناظر فلانا بفلان: جعله نظيره، ومنه قول الزهري محمد بن شهاب: لا تناظر بكتاب الله ولا بكلام رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، وفي رواية ولا بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال أبو عبيد: أي لا تجعل شيئا نظيرا لهما، فتدعهما وتأخذ به، يقول: لا تتبع قول قائل من كان وتدعهما له. وفي الأساس: أي لا تقابل به ولا تجعل مثلا له، قال أبو عبيد: أو معناه لا تجعلهما مثلا لشيء لغرض، هكذا في سائر النسخ والصواب: لشيء يعرض، وهو مثل قول إبراهيم النخعي: كانوا يكرهون أن يذكروا الآية عند الشيء يعرض من أمر الدنيا، كقول القائل للرجل: جئت على قدر يا موسى لمسمى بموسى إذا جاء في وقت مطلوب، الذي يريد صاحبه، هذا وما أشبهه من الكلام مما يتمثل به الجهلة من أمور الدنيا، وفي ذلك ابتذال وامتهان قال الأزهري: والأول أشبه. من المجاز: يقال: ما كان هذا نظيرا لهذا ولقد أنظر به، كما يقال: ما كان خطيرا وقد أخطر به. قال الأصمعي: عددت إبلهم نظائر، أي مثنى مثنى، وعددتها جمارا، إذا عددتها وأنت تنظر إلى جماعتها. والنظار، ككتاب: الفراسة، ومنه قول عدي: لم تخطئ نظارتي، أي فراستي. وامرأة سمعنة نظرنة، بضم أولهما وثالثهما، وبكسر أولهما وفتح ثالثهما، وبكسر أولهما وثالثهما كلاهما بالتخفيف حكاهما يعقوب وحده. قال: وهي التي إذا تسمعت أو تنظرت فلم تر شيئا تظنته تظنيا. وأنظور في قوله، أي الشاعر:

الله يعلم أنـا فـي تـقـلـبـنـا     يوم الفراق إلى إخواننـا صـور
وأنني حيث ما يثني الهوى بصري    من حيثما سلكوا أدنو فأنـظـور

لغة في أنظر لبعض العرب، كذا نقله الصاغاني عن ابن دريد في التكملة ونصه:
حتى كأن الهوى من حيث أنظور

صفحة : 3554

والذي صرح به اللبلي في بغية الآمال أن زيادة الواو هنا حدثت من إشباع الضمة، وذكر له نظائر. ومما يستدرك عليه: يقولون: دور آل فلان تنظر إلى دور آل فلان، أي هي بإزائها ومقابلة لها. وهو مجاز. ويقول القائل للمؤمل يرجوه: إنما ننظر إلى الله ثم إليك، أي إنما أتوقع فضل الله ثم فضلك، وهو مجاز. وتقول: عيينتي نويظرة إلى الله ثم إليكم. وهو مجاز. وأنظر إنظارا: انتظر، قاله الزجاج في تفسير قوله تعالى: أنظرونا نقتبس من نوركم على قراءة من قرأ بالقطع، قال: ومنه قول عمرو بن كلثوم:

أبا هند فلا تعجل علينا      وأنظرنا نخبرك اليقينا وقال الفراء: تقول العرب أنظرني، أي انتظرني قليلا. ويقول المتكلم لمن يعجله، أنظرني أبتلع ريقي، أي أمهلني. والمناظرة: أن تناظر أخاك في أمر إذا نظرتما فيه معا كيف تأتيانه. وهو مجاز. والمناظرة: المباحثة والمباراة في النظر، واستحضار كل ما يراه ببصيرته. والنظر: البحث وهو أعم من القياس، لأن كل قياس نظر، وليس كل نظر قياس. كذا في البصائر. ويقال: إن فلانا لفي منظر ومستمع، أي فيما أحب النظر إليه والاستماع. وهو مجاز. ويقال: لقد كنت عن هذا المقام بمنظر، أي بمعزل فيما أحببت. قال أبو زبيد يخاطب غلاما قد أبق فقتل:

قد كنت في منظر ومستـمـع     عن نصر بهراء غير ذي فرس والنظرة، بالفتح: اللمحة بالعجلة، ومنه الحديث: لا تتبع النظرة النظرة، فإن لك الأولى وليست لك الآخرة وقال بعض الحكماء من لم تعمل نظرته لم يعمل لسانه. معناه: أن النظرة إذا خرجت بإنكار القلب عملت في القلب وإذا خرجت بإنكار العين دون القلب لم تعمل، أي من لم يرتدع بالنظر إليه من ذنب أذنبه لم يرتدع بالقول. وقال الجوهري وغيره: ونظر الدهر إلى بني فلان فأهلكهم، قال ابن سيده: هو على المثل، قال: ولست منه على ثقة. والمنظرة: موضع الربيئة، ويكون في رأس جبل فيه رقيب ينظر العدو ويحرسه. وقال الجوهري: المنظرة: المرقبة. قلت: وإطلاقها على موضع من البيت يكون مستقلا عامي. والمنظرة: قرية بمصر. ونظر إليك الجبل: قابلك. وإذا أخذت في طريق كذا فنظر إليك الجبل فخذ عن يمينه أو يساره. وهو مجاز. وقوله تعالى: وتراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون ذهب أبو عبيد إلى أنه أراد الأصنام، أي تقابلك وليس هنالك نظر، لكن لما كان النظر لا يكون إلا بمقابلة حسن. وقال: وتراهم وإن كانت لا تعقل، لأنهم يضعونها موضع من يعقل. يقال: هو ينظر حوله، إذا كان يكثر النظر. ورجل منظور: معين. وسيد منظور: يرجى فضله وترمقه الأبصار، وهذا مجاز. وفي الحديث: من ابتاع مصراة فهو بخير النظرين ، أي خير الأمرين، له إمساك المبيع أو رده، أيهما كان خيرا له واختاره فعله. وأنظر الرجل: باع منه الشيء بنظرة. ويقول أحد الرجلين لصاحبه: بيع. فيقول: نظر. بالكسر، أي أنظرني حتى أشتري منك. وتنظره: انتظره في مهلة. وجيش يناظر ألفا أي يقاربه وهو مجاز. ونظائر القرآن: سور المفصل سميت لاشتباه بعضها بعضا في الطول. والناظر: الأمين الذي يبعثه السلطان إلى جماعة قرية ليستبرئ أمرهم. وبيننا نظر، أي قدر نظر في القرب. وهو مجاز. وفي الحديث في صفة الكبش: وينظر في سواد أي أسود ما يلي العين منه، وقيل أراد سواد الحدقة. قال كثير:

وعن نجلاء تدمع في بياض     إذا دمعت وتنظر في سواد

صفحة : 3555

يريد أن خدها أبيض وحدقتها سوداء. ويقال: انظر لي فلانا، أي اطلبه لي، وهو مجاز. ونظرت الشيء: حفظته، عن ابن القطاع. وضربناهم بنظر، ومن نظر: أي أبصرناهم، وهو مجاز. والنظر: الاعتبار. قال شيخنا: وهو مراد المتكلمين عند الإطلاق. ونظر بن عبد الله أمير الحاج، روى ابن السمعاني عنه، عن ابن البطر. والنظار بن هاشم الشاعر، من بني حذلم. والعلاء بن محمد بن منظور، من بني نصر بن قعين، ولي شرطة الكوفة. ومنظرة الرياحنيين ببغداد، استحدثها المستظهر بالله العباسي، وكان بناها سنة 507. ومنظور بن رواحة: شاعر وجده خنثر بن الأضبط الكلابي، مشهور.