الباب العاشر: باب الراء - الفصل الخامس والعشرون: فصل النون مع الراء: الجزء الثالث

فصل النون مع الراء

الجزء الثالث

ن-ع-ر
النعرة، بالضم، وكهمزة: الخيشوم، ومنها ينعر الناعر، قاله الليث، وأنكره الأزهري، ونقله الصاغاني. نعر الرجل ينعر، كمنع وضرب، وهذه أكثر استعمالا في نعر العرق، قاله الفراء كما نقله عن الصاغاني. نعيرا ونعارا، كأمير وغراب: صاح وصوت بخيشومه، وهو من الصوت. قال الأزهري: أما قول الليث في النعير إنه صوت في الخيشوم، وقوله: النعرة: الخيشوم، فما سمعته لأحد من الأئمة، وما أرى الليث حفظه. ومما يستدرك عليه: نعر العرق ينعر، بالفتح فيهما، نعرا: فار منه الدم، قال الشاعر:

صرت نظرة لو صادفت جوز دارع     غدا والعواصي من دم الجوف تنعر أو: صوت لخروج الدم، فهو ينعر نعورا ونعيرا. نعر فلان في البلاد: ذهب. والنعير: الصراخ والصياح في حرب أو شر. وامرأة نعارة كشداد: صخابة فاحشة، والفعل كالفعل، والمصدر كالمصدر. والناعور: عرق لا يرقأ دمه، وقد نعر العرق بالدم. الناعور: جناح الرحى. الناعورة، بهاء: الدولاب، لنعيره، وجمعه النواعير، وهي التي يستقى بها، يديرها الماء ولها صوت، وهي بشط الفرات والعاصي. الناعورة: دلو يستقى بها. ومن المجاز عليه: النعرة، كهمزة: الخيلاء والكبر، ومنه قولهم: إن في رأسه نعرة. ويقال: لأطيرن نعرتك أي كبرك وجهلك من رأسك. والأصل فيه أن الحمار إذا نعر ركب رأسه، فيقال لكل من ركب رأسه: فيه نعرة. وفي حديث عمر: لا أقلع عنه حتى أطير نعرته. . وروي: حتى أنزع النعرة التي في أنفه أخرجه الهروي في الغريبين هكذا من حديث عمر رضي الله عنه، وجعله الزمخشري حديثا مرفوعا. النعرة: الأمر يهم به، كالنعرة، بالتحريك فيهما، أي في المعنيين، عن الأموي، وبه فسر قولهم: إن في رأسه نعرة، أي أمرا يهم به. من المجاز: النعرة: ما أجنت حمر الوحش في أرحامها قبل تمام خلقه، شبه بالذباب؛ وقيل: إذا استحالت المضغة في الرحم فهي نعرة، كالنعر، كصرد، وهي أولاد الحوامل إذا صورت، هكذا في النسخ، وفي بعض الأصول: صوتت، على الصواب: وما حملت الناقة نعرة قط، أي ما حملت ولدا، وجاء بها العجاج في غير الجحد فقال:

والشدنيات يساقطن النعر

صفحة : 3556

يريد الأجنة، شبهها بذلك الذباب. وما حملت المرأة نعرة قط، أي ملقوحا، وهذا قول أبي عبيد، والملقوح إنما هو لغير الإنسان. ويقال للمرأة ولكل أنثى: ما حملت نعرة قط بالفتح، أي ملقوحا، أي ولدا. النعرة والنعر: ريح تأخذ في الأنف فتهزه. النعرة والنعر: أول ما يثمر الأراك، وقد أنعر الأراك، أي أثمر، وذلك إذا صار ثمره بمقدار النعرة، وهو مجاز، كما يقال أدبى الرمث، إذا صار ثمره بمثل الدبى، وهو صغار النحل. النعرة: ذباب ضخم أزرق العين أخضر، له إبرة في طرف ذنبه يلسع بها الدواب ذوات الحافر خاصة، وربما دخل في أنف الحمار فيركب رأسه ولا يرده شيء، وتقول منه لا تغر الحمار كفرح، ينعر نعرا: دخل في أنفه، فهو حمار نعر وهي نعرة. خالف هنا اصطلاحه فإن مقتضاه أن يقول: وهي بهاء، قال امرؤ القيس:

فظل يرنح في غـيطـل     كما يستدير الحمار النعر أي فظل الكلب لما طعنه الثور بقرنه يستدير لألم الطعنة كما يستدير الحمار الذي دخلت النعرة في أنفه. والغيطل: الشجر. وجمع النعرة نعر، قال سيبويه: نعر من الجمع الذي لا يفارق واحده إلا بالهاء، قال ابن سيده: وأراه سمع العرب تقول: هو النعر، فحمله على ذلك على أن تأول نعرا في الجمع الذي ذكرنا، وإلا فقد كان توجيهه على التكسير أوسع. وقال ابن الأثير: النعرة هو الذباب الأزرق ويتولع بالبعير، ويدخل في أنفه فيركب رأسه، سميت بذلك لنعيرها، وهو صوتها، قال: ثم استعيرت للنخوة والأنفة والكبر. ونية نعور: بعيدة، قال:

وكنت إذا لم يصرني الهوى     ولا حبها كان همي نعورا وفلان نعير الهم، أي بعيده، وهو مجاز، وكذا قولهم: سفر نعور، إذا كان بعيدا، ومنه قول طرفة:

ومثلي فاعلمي يا أم عمرو     إذا ما اعتاده سفر نعـور والنعار، كشداد: العاصي، عن ابن الأعرابي. النعار: الرجل الخراج السعاء في الفتن، كثير الخروج والسعي، لا يراد به الصوت، وإنما تعنى به الحركة، وهو مجاز. النعار: الصياح والصخاب. والنعرة، بالفتح: صوت في الخيشوم، قال أبو دهبل:

إني ورب الكعبة المستوره
وما تلا محمد من سوره
والنعرات من أبي محذوره

يعني أذانه. والنعور من الرياح، كصبور: ما فاجأك ببرد وأنت في حر أو عكسه، عن أبي علي في التذكرة. ونعر الرجل كمنع: خالف وأبى، وأنشد ابن الاعرابي للمخبل السعدي:

إذا ما هم أصلحوا أمرهم     نعرت كما ينعر الأخدع يعني أنه يفسد على قومه أمرهم. نعر القوم: هاجوا واجتمعوا في الحرب، وهو مجاز. نعر إليه: أتاه وأقبل إليه. من المجاز: نعر في الأمر: نهض وسعى، وقال الأصمعي في حديث ذكره: ما كانت فتنة إلا نعر فيها فلان. أي نهض فيها. وفي حديث الحسن: كلما نعر بعم ناعر اتبعوه ، أي ناهض يدعوهم إلى الفتنة ويصيح بهم إليها. ونعرة النجم، بالفتح: هبوب الريح واشتداد الحر عند طلوعه، فإذا غرب سكن؛ وقد نعرت الريح، إذا هبت، ورياح نواعر، وقد نعرت نعارا، وقال الشاعر:

عمل الأنامل ساقط أرواقه     متزحر نعرت به الجوزاء

صفحة : 3557

وقال أبو زيد: هذه نعرة نجم كذا وكذا، ونغرة وبغرة، وهي الدفعة من الريح والمطر. والتنعير: إدارة السهم على الظفر ليعرف قوامه من عوجه. وهكذا يفعل من أراد اختبار النبل. والذي حكاه صاحب العين في هذا إنما هو التنقير. وبنو النعير، كأمير: بطن من العرب، قاله ابن دريد. نعير، كزبير، ابن بدر العنبري، وعطية بن نعير، محدثان. قلت: روى نعير بن بدر عن عمرو بن العلاء العنبري، وعنه علي بن عبد الجبار الأنصاري. من المجاز: النعر، ككتف: الذي لا يثبت ولا يستقر في مكان، شبهه بالحمار النعر. يقال: من أين نعرت إلينا? أي من أين أتيتنا وأقبلت إلينا، عن ابن الأعرابي، وقال مرة: نعر إليهم: طرأ عليهم. يقال: امرأة غيرى نعرى أي صخابة. قال الأزهري: نعرى لا يجوز أن يكون تأنيث نعران، وهو الصخاب، لأن فعلان وفعلى يجيئان في باب فرح يفرح، ولا يجيء في باب منع يمنع. ومما يستدرك عليه: العرق النعور، كالنعار والناعور، قال العجاج:

وبج كـل عـانـد نـعـور      قضب الطبيب نائط المصفور قال ابن بري: ومعنى بج: شق، يعني أن الثور طعن الكلب فشق جلده. وقال شمر: الناعر على وجهين: الناعر: المصوت، والناعر: العرق الذي يسيل دما. وجرح نعور: يصوت من شدة خروج الدم. وفي حديث ابن عباس: أعوذ بالله من شر عرق نعار . قال الأزهري: قرأت في كتاب أبي عمر الزاهد منسوبا إلى ابن الأعرابي أنه قال: جرح تعار، بالعين والتاء، وتغار، بالغين والتاء، ونعار، بالعين والنون، بمعنى واحد، وهو الذي لا يرقأ. فجعلها كلها لغات وصححها. والنعور من الحاجات: البعيدة. واعترتني النعرة كهمزة: أي وجع الصلب. وهو مجاز. ويقال: أطرت بهذا صوتا نعارا، أي أشعته. ونعر فلان في قفا الإفلاس، استغنى، وهو مجاز، كما في الأساس. وعامر بن نعير كزبير: أحد الأبدال بالشام وهو وكوران بالضم قرية كما في التكملة قلت وهو عبد الله بن القاسم ولقبة لورين وكنيته أبو عبيدة من شيوخ مشايخنا. وناعورة: موضع بين حلب وبالس، فيه قصر لمسلمة بن عبد الملك، من حجارة وماؤه من العيون، بينه وبين حلب ثمانية أميال.

ن-غ-ر
نغر عليه، كفرح وضرب ومنع، والأولى أكثر، ينغر وينغر نغرا ونغرانا، محركتين. وتنغر تنغرا: غلا جوفه من الغيظ وغضب وهو نغر، وكل ذلك مجاز مأخوذ من نغرت القدر. نغرت الناقة تنغر: ضمت مؤخرها فمضت، وفي تهذيب ابن القطاع: ونهضت. نغرت القدر تنغر نغيرا ونغرانا ونغرت: فارت، وفي اللسان: غلت، ومثله لابن القطاع، وزاد في مصادره نغرا، بالفتح، ونغرا، محركة. من المجاز: امرأة نغرة. إذا كانت غيرى. وفي حديث علي رضي الله عنه: أن امرأة جاءته فذكرت له أن زوجها يأتي جاريتها فقال: إن كنت صادقة رجمناه، وإن كنت كاذبة جلدناك. فقالت: ردوني إلى أهلي غيرى نغرة أي مغتاظة يغلي جوفي غليان القدر. قال الأصمعي: سألني شعبة عن هذا الحرف فقلت: هو مأخوذ من نغر القدر وهو غليانها وفورها، أرادت أن جوفها يغلي من الغيظ حيث لم تجد عند علي ما تريد. وكانت بعض نساء الأعراب علقة ببعلها، فتزوج عليها، فتاهت وتدهت من الغيرة فمرت يوما برجل يرعى إبلا له في رأس أبرق فقالت: أيها الأبرق في رأس الرجل عسى رأيت جريرا يجر بعيرا? فقال لها الرجل: أغيرى أنت أم نغرة? فقالت له: ما أنا بالغيرى ولا بالنغرة:

أذيب أجمالي وأرعى زبدتي

صفحة : 3558

قال ابن سيده: وعندي أن النغرة هنا: الغضبى لا الغيرى، لقوله أغيرى أنت أم نغرة، فلو كانت النغرة هنا هي الغيرى لم يعادل بها قوله أغيرى أنت، كما لا تقول للرجل: أقاعد أنت أم جالس. ونغر بها تنغيرا: صاح بها، الضمير راجع إلى الناقة، وأقرب المذكورين هنا المرأة وهو خلاف ما في أصول اللغة، فكان الأحرى أن يذكر هذا بعد قوله: والناقة، إلخ. قال الراجز:

وعجز تنغر للتنغير يعني تطاوعه على ذلك. نغر الصبي تنغيرا: دغدغه، نقله الصاغاني. والنغر، كصرد: البلبل، عند أهل المدينة، أو فراخ العصافير واحدته نغرة، كهمزة. قيل: النغر: ضرب من الحمر حمر المناقير وأصول الأحناك، أو ذكورها، وقال شمر: النغر: فرخ العصفور تراه أبدا ضاويا. وقيل: هو من صغار العصافير، ج نغران، كصرد وصردان، قال الشاعر يصف كرما:

يحملن أزقاق المدام كأنما       يحملنها بأظافر النغران وبتصغيرها جاء الحديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لبني كان لأبي طلحة الأنصاري وكان له نغر فمات: يا أبا عمير، ما فعل النغير . والنغر: أولاد الحوامل إذا صوتت ووزغت، أي صارت كالوزغ، في خلقتها صغر. وقال الأزهري: هذا تصحيف وإنما هو النعر بالعين. ونغر من الماء، كفرح، نغرا: أكثر، كمغر، بالميم. وأنغرت البيضة: فسدت، نقله الصاغاني، أنغرت الشاة، لغة في أمغرت، وذلك إذا احمر لبنها ولم تخرط، أو نزل مع لبنها دم. وقال اللحياني هو أن يكون في لبنها شكلة دم. وقال الأصمعي: أمغرت الشاة وأنغرت، وهي شاة منغر وممغر، إذا حلبت فخرج مع لبنها دم، وإذا اعتادت فمنغار وممغار. من المجاز: جرح نغار ونعار وتغار، كشداد، في الكل: يسيل منه الدم، وفي الأساس: جياش بالدم. وقال الصاغاني: نعر الدم ونغر وتغر، كل ذلك إذا انفجر. قلت: وقال أبو عمرو: جرح نغار: سيال، وما ذكره الصاغاني فقد نقله أبو مالك. وقال العكلي: شخب العرق ونغر ونعر، قال الكميت بن زيد:

وعاث فيهن من ذي لية نتـقـت     أو نازف من عروق الجوف نغار أبو زهير يحيى بن نغير النميري، كزبير، ويقال: الأنماري ويقال: التميمي، ويقال: ابن نفير، بالفاء، كذا في نسختنا. وفي التكملة بالقاف، ومثله في التبصير، صحابي، روى عنه الحمصيون. وتنغر عليه: تنكر أو تذمر، وقيل: غلا جوفه عليه من الغيظ. وهو مجاز. والنغر، محركة: عين الماء الملح، نقله الصاغاني. والتناغر: التناكر، وهو مجاز. ومما يستدرك عليه: نغرت منه تنغيرا: صحت، استدركه الصاغاني. ونغر الرجل، كفرح، نغرا: حقد. ونغر الشيء ونغر نغرا ونغيرا: صوت، عن ابن القطاع. ونغر، محركة: مدينة بالسند بينها وبين غزنين ستة أيام. وكشداد، نغار بن كعب بن دلف بن جشم بن قيس بن سعد: نقله الحافظ.

ن-ف-ر
النفر، بالفتح: التفرق، وهو مجاز، ومنه المثل: لقيته قبل كل صيح ونفر. أي أولا. والصيح: الصياح، والنفر: التفرق. النفر: جمع نافر، كصاحب وصحب، وزائر وزور، وبه فسر ابن سيده قول أبي ذؤيب:

إذا نهضت فيه تصعد نفرها     كقتر الغلاء مستدر صيابها

صفحة : 3559

من المجاز: النفر: الغلبة. والمنفور: المغلوب، والنافر: الغالب، وقد نافره فنفره ينفره، بالضم لا غير، غلبه. وقيل نفره ينفره وينفره نفرا، إذا غلبه. ونفرت الدابة تنفر، بالكسر، وتنفر، بالضم، نفورا، كقعود، ونفارا، بالكسر، فهي نافر ونفور، كصبور: جزعت من شيء وتباعدت، وكل جازع من شيء نفور. ومن كلامهم: كل أزب نفور. وقال ابن الأعرابي: ولا يقال: نافرة. نفر الظبي وغيره ينفر نفرا، بالفتح، ونفرانا، محركة: شرد، كاستنفر. والينفور، هكذا بتقديم التحتية على النون في سائر النسخ، وفي بعض منها بتقديم النون على التحتية: الشديد النفار من الظباء. ونفرته، أي الوحش، تنفيرا، واستتنفرته وأنفرته، وكذا نفر عنه وأنفر عنه، فنفرت تنفر، واستنفرت، كله بمعنى، والمستنفر: النافر وأنشد ابن الأعرابي:

اربط حمارك إنه مستنـفـر      في إثر أحمرة عمدن لغرب أي نافر، وفي التنزيل العزيز: كأنهم حمر مستنفرة، فرت من قسورة وقرئت مستنفرة بكسر الفاء، بمعنى نافرة، ومن قرأ بفتح الفاء فمعناها منفرة، أي مذعورة. ونفر الحاج من منى، ينفر، بالكسر، نفرا، بالفتح، ونفورا، بالضم، وهو يوم النفر، بالفتح، والنفر، محركة، والنفور، بالضم، والنفير، كأمير، وليلة النفر والنفر. وقال ابن الأثير: يوم النفر الأول، ثم يوم النفر الثاني، ويقال: يوم النفر وليلة النفر، لليوم الذي ينفر الناس فيه من منى، وهو بعد يوم القر، وأنشد لنصيب الأسود وليس هو المرواني:

أما والذي حج الملـبـون بـيتـه      وعلم أيام الـذبـائح والـنـحـر
لقد زادني للغمر حـبـا وأهـلـه      ليال أقامتهن ليلى على الغـمـر
وهل يأثمني الله في أن ذكرتـهـا       وعللت أصحابي بها ليلة النـفـر
وسكنت ما بي من كلال ومن كرى      وما بالمطايا من جنوح ولا فتـر

واستنفرهم فنفروا معه، وأنفروه إنفارا، أي نصروه ومدوه وأعانوه، وفي الحديث: وإذا استنفرتم فانفروا ، أي استنجدتم واستنصرتم، أي إذا طلب منكم النجدة والنصرة فأجيبوا وانفروا خارجين إلى الإعانة. وفي الأساس: واستنفر الإمام الرعية كلفهم أن ينفروا خفافا وثقالا. ونفروا للأمر ينفرون، بالكسر، نفارا، ككتاب، ونفورا، كقعود، ونفيرا، هذه عن الزجاج، وتنافروا: ذهبوا، وكذلك في القتال، ومنه الحديث: أنه بعث جماعة إلى أهل مكة فنفرت لهم هذيل، فلما أحسوا بهم لجئوا إلى قردد أي خرجوا لقتالهم. والنفر، محركة: الناس كلهم، عن كراع، قيل: النفر والرهط: ما دون العشرة من الرجال. ومنهم من خصص فقال: الرجال، دون النساء، وقال أبو العباس: النفر والرهط والقوم، هؤلاء معناهم الجمع، لا واحد لهم من لفظهم، قال سيبويه: والنسب إليه نفري، كالنفير، كأمير، ج أنفار، كسبب وأسباب، وفي حديث أبي ذر: لو كان ها هنا أحد من أنفارنا قال ابن الأثير: أي قومنا. والنفر: رهط الإنسان وعشيرته، وهو اسم جمع يقع على جماعة من الرجال خاصة، ما بين الثلاثة إلى العشرة. وقال الليث: يقال: هؤلاء عشرة نفر، أي عشرة رجال، ولا يقال عشرون نفرا، ولا ما فوق العشرة. وقوله تعالى: وجعلناكم أكثر نفيرا قال الزجاج: النفير جمع نفر، كالعبيد والكليب، وقيل معناه: وجعلناكم أكثر منهم أنصارا. من المجاز: النفرة والنفارة والنفورة، بضمهن: الحكم بين المنافرين، والقضاء بالغلبة لأحدهما على الآخر، قال ابن هرمة:

صفحة : 3560

يبرقن فوق رواق أبيض ماجد     يرعى ليوم نفورة ومعاقـل والنفرة، بالفتح، والنفير كأمير، والنفر، بالفتح: القوم ينفرون معك إذا حزبك أمر ويتنافرون في القتال، وكله اسم للجمع، وأنشد أبو عمرو:

إن لها فوارسـا وفـرطـا     ونفرة الحي ومرعى وسطا
ونازعا نازع حرب منشطـا    يحمون أنفا أن تسام الشططا

صفحة : 3561

قال الصاغاني: الرجز لذئب الطائي. أو هم الجماعة يتقدمون في الأمر، والجمع من كل ذلك أنفار. ويقال: جاءت نفرة بني فلان ونفيرهم، أي جماعتهم الذين ينفرون في الأمر. ونفير قريش، الذين كانوا نفروا إلى بدر ليمنعوا عير أبي سفيان. ومنه المثل: فلان لا في العير ولا في النفير، وهذا المثل لقريش من بين العرب، يضرب لمن لا يستصلح لمهم. وتفصيله في كتب السير. من المجاز: النفارة، بالضم: ما يأخذه النافر من المنفور، أي الغالب من المغلوب، أو ما أخذه الحاكم بينهما، والوجهان ذكرهما صاحب اللسان والصاغاني. من المجاز: نفرت العين وغيرها من الأعضاء تنفر، بالكسر، وتنفر، بالضم، نفورا، كقعود: هاجت وورمت. ونفر الجرح نفورا: ورم، وفي حديث عمر رضي الله عنه: أن رجلا في زمانه تخلل بالقصب فنفر فوه، فنهى عن التخلل بالقصب ، قال الأصمعي: نفر فوه، أي ورم، قال أبو عبيد: وأراه مأخوذا من نفار الشيء من الشيء إنما هو تجافيه عنه وتباعده منه، فكأن اللحم لما أنكر الداء الحادث بينهما نفر منه فظهر، فذلك نفاره. وشاة نافر، لغة في ناثر، وهي التي تهزل فإذا سعلت انتثر من أنفها شيء. في الحديث: أن الله يبغض العفرية النفرية يقال: رجل عفرية نفرية، وعفريت نفريت، وعفارية نفارية، وعفر نفر، بالكسر، كذا عفر نفر، ككتف، هذه عن الصاغاني، زاد ابن سيده: عفرتة نفريتة، بالهاء فيهما أي المنكر الخبيث المارد، وهو إتباع وتوكيد، وقد مر البحث فيه في ع-ف-ر. وبنو نفر، بالفتح: بطن من العرب. وذو نفر: قيل من أقيال حمير من الأذواء. ونفير بن مالك، كزبير: صحابي، ذكره الحافظ في التبصير، وجبير بن نفير بن جبير، وقيل: نفير هذا هو ابن المغلس بن جبير تابعي، روى عن أبيه ولأبيه وفادة. وفاته نفير بن مجيب الثمالي، شامي، ذكر في الصحابة، روى عنه الحجاج الثمالي، ويقال: إن اسمه سفيان. والنفرة، بالضم، والنفرة، كتؤدة، وعلى الأول اقتصر الصاغاني: شيء يعلق على الصبي لخوف النظرة. وعبارة الصاغاني: ما يعلق على الصبي لدفع العين. نفر، كإمع: ة من عمل بابل، من سقي الفرات، وقيل بالبصرة، وقيل على النرس من أنهار الكوفة. منها أبو عمرو أحمد بن الفضل بن سهل النفري، عن أبي كريب وإسماعيل بن موسى، وعنه موسى بن محمد بن جعفر بن عرفة السمسار. وفاته محمد بن عبد الجبار النفري صاحب المواقف والدعاوى والضلال، وأبو الحسن محمد بن عثمان النفري شيخ للعتيقي. وعلي بن عثمان بن شهاب النفري، عن محمد بن نوح الجنديسابوري، وعنه أبو عبد الرحمن السلمي. وأبو القاسم علي بن محمد بن الفرج النفري الأهوازي الرجل الصالح عن إبراهيم بن أبي العنبس، وعنه زاهر السرخسي وآخرون. والنفارير: العصافير، عن ابن الأعرابي. وأنفروا: نفرت إبلهم وتفرقت. وأنفره عليه الحاكم ونفره عليه تنفيرا، إذا قضى له عليه بالغلبة وحكم، وكذا نفره نفرا، إذا حكم له بها، لغة في نفره تنفيرا، قاله الصاغاني. قلت: وهو من باب كتب، ولم يعرف أنفر بالضم في النفار الذي هو الهرب والمجانبة، كذا في اللسان. ونفر عنه تنفيرا: أي لقبه لقبا مكروها، كأنه عندهم تنفير للجن والعين عنه. وقال أعرابي: لما ولدت قيل لأبي: نفر عنه، فسماني قنفذا وكناني أبا العداء. من المجاز: تنافرا إلى الحكم: تحاكما إليه. ونافرا: حاكما في الحسب، أو المنافرة: المفاخرة. ويقال: نافرت الرجل منافرة: إذا قاضيته. وقال أبو عبيد: المنافرة: أن يفتخر الرجلان كل واحد منهما على صاحبه، ثم يحكما

صفحة : 3562

بينهما رجلا، كفعل علقمة بن علاثة مع عامر بن الطفيل حين تنافرا إلى هرم بن قطبة الفزاري، وفيهما يقول الأعشى يمدح عامر بن الطفيل ويحمل على علقمة بن علاثة:ما رجلا، كفعل علقمة بن علاثة مع عامر بن الطفيل حين تنافرا إلى هرم بن قطبة الفزاري، وفيهما يقول الأعشى يمدح عامر بن الطفيل ويحمل على علقمة بن علاثة:

قد قلت شعري فمضى فيكما     واعترف المنفور للنـافـر وقد نافره فنفره، وفي حديث أبي ذر: نافر أخي أنيس فلانا الشاعر، أراد أنهما تفاخرا أيهما أجود شعرا. قال ابن سيده: وكأنما جاءت المنافرة في أول ما استعملت أنهم كانوا يسألون الحاكم أينا أعز نفرا. ونافرتك، ونفرتك، بالفتح وبالضم أيضا، نقله الصاغاني وغيره، ونفورتك بالضم: أسرتك وفصيلتك التي تغضب لغضبك، يقال: جاءنا في نافرته ونفرته ونفرته، أي في فصيلته ومن يغضب لغضبه، وقال:

لو أن حولي من عليم نافره      ما غلبتني هذه الضياطره وفي الحديث: غلبت نفورتنا نفورتهم أي أسرتنا، وهم الذين ينفرون مع الإنسان إذا حزبه أمر. والنفراء، بالمد: ع، جاء ذكره في شعر عن الحازمي. ومما يستدرك عليه: أنفر بنا، أي جعلنا منفرين ذوي إبل نافرة، ومنه حديث زينب ابنة النبي صلى الله عليه وسلم: فأنفر بها المشركون بعيرها حتى سقطت كنفر بنا، ومنه حديث حمزة الأسلمي: نفر بنا في سفر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم . ويقال: في الدابة نفار، ككتاب: وهو اسم مثل الحران. والمنفر، كمحدث: من يلقى الناس بالغلظة والشدة، ومنه الحديث: إن منكم منفرين ، وفي آخر: بشروا ولا تنفروا . أي لا تلقوهم بما يحملهم على النفور. والتنفير: زجر المال ودفعه عن الرعي. والنفار، ككتاب: المنافرة، قال زهير:

فإن الحق مقطعه ثلاث     يمين أو نفار أو جلاء ونفره الشيء، وعلى الشيء، وبالشيء، بحرف وغير حرف: غلبه عليه، ذكر المصنف منها نفره على الشيء. والنافر: القامر، عن ابن الأعرابي. ونفرت من هذا الأمر، وأنا نافر منه، إذا انقبضت منه ولم ترض به، وهو مجاز. وكذلك نفر فلان من صحبة فلان، ونفرت المرأة من زوجها؛ وهي فرقة منه نافرة. واستنفر فلان بثوبي وأعصف به: ذهب به ذهاب إهلاك، وهو مجاز. وفي المثل: لقيته قبل كل صيح ونفر. وصب علي زيد من غير صيح ونفر، أي من غير شيء. كذا في الأساس. ونفار، ككتاب: موضع، نقله الصاغاني. قلت: وقد جاء ذكره في شعر. وما هو بنفيره: أي بكفئه في المنافرة، وهو مجاز. ونفرت إلى الله نفارا: فزعت إليه، قاله ابن القطاع. وذو نفر، محركة: موضع على ثلاثة أميال من السليلة، بينها وبين الربذة، وقيل خلف الربذة بمرحلة بطريق مكة، ويقال بسكون الفاء أيضا. ونفرى، محركة: قرية بمصر من أعمال جزيرة قويسنا، ومنها شيخنا الإمام المحدث الفقيه أبو النجاء سالم بن أحمد النفراوي الضرير المالكي المتوفى سنة 1168 عن سن عالية، أخذ عن عمه الشهاب أحمد بن غانم النفراوي شارح الرسالة وغيره. ونفرفر. كسفرجل: قرية بمصر من أعمال الغربية. والنفير، كأمير: البوق، وهو من استعمال العامة، لأن ضربه ينفر الناس ويعجلهم للسفر والرحيل. ونوفر، كجوهر، من قرى بخارى، منها إلياس بن محمد بن عيسى النوفري أبو المظفر الخطيب.

ن-ي-ل-و-ف-ر

صفحة : 3563

النيلوفر، أهمله الجماعة، وهو بفتح النون واللام والفاء، ويقال: النينوفر، بقلب اللام نونا، وهو ضرب من الرياحين ينبت في المياه الراكدة، وهو المسمى عند أهل مصر بالبشنين، ويقوله العوام النوفر، كجوهر، بارد في الثالثة، رطب في الثانية، ملين للصلابات وصالح للسعال وأوجاع الجنب والرئة والصدر، وإذا عجن أصله بالماء وطلي به البهق مرات أزاله، عن تجربة، وإذا عجن بالزفت أزال داء الثعلب، ويتخذ منه شراب فائق، وله خواص ذكرها الحكيم داوود في التذكرة. وقرأت في كتاب سرور النفس للإمام بدر الدين مظفر بن قاضي بعلبك ما نصه: نيلوفر أقسام كثيرة الوجود، منه بالشام، وهو المستعمل في الطيب، ومنه نوع في مصر أزرق، ومزاجه بارد رطب في الثانية وشمه نافع من الأمراض الحارة والكرب، وماؤه كذلك، وشرابه ينفع من السعال والخشونة ووجع الجنب والصدر، ويلين البطن، وقد ذكر صاحب الإرشاد وصاحب الموجز أن شرابه دون الأشربة الحلوة لا يستحيل إلى الصفراء، وهذا عجيب، ودهنه أبرد وأرطب من دهن البنفسج، وليس في الأزهار أبرد وأرطب منه. وذكر الرازي أن شمه مما يضعف النكاح. وشربه مما يقطعه، وهو مع هذا مفرح للقلب نافع للخفقان. انتهى.

ن-ف-ط-ر
النفاطير: أهمله الجوهري والصاغاني، وهو في التهذيب في الرباعي: الكلأ المتفرق في مواضع من الأرض مختلفة، يقال: النفاطير: أول نبات الوسمي. قال الأزهري: وقرأت بخط أبي الهيثم بيتا للحطيئة:

طباهن حتى أطفل الليل دونها    نفاطير وسمي رواء جذورها أي دعاهن نفاطير وسمي، وأطفل الليل: أظلم. وقال بعضهم: النفاطير من النبات، وهو رواية الأصمعي. والتفاطير بالتاء: النور. الواحدة نفطورة، بالضم، والنون زائدة، وإليه ذهب يعقوب وابن الأعرابي. قلت: فإذن محل ذكره في ف-ط-ر، وقد تقدمت الإشارة إليه هناك، فراجعه.

ن-ق-ر

صفحة : 3564

نقره، أي الشيء بالشيء، نقرا: ضربه به، عن ابن القطاع. وفي المحكم: النقر: ضرب الرحا والحجر وغيره بالمنقار، نقره ينقره نقرا: ضربه. من المجاز: نقره: أي الرجل، ينقره نقرا: إذا عابه، واغتابه ووقع فيه. والاسم النقرى، كجمزى. قالت امرأة لبعلها: مر بي على بني النظرى، ولا تمر بي على بنات النقرى. وقد مر في ن-ظ-ر وسيأتي أيضا في آخر المادة. نقر البيضة عن الفرخ ينقرها نقرا: نقبها. قوله تعالى: فإذا نقر في الناقور أي الصور الذي نقر فيه الملك، أي ينفخ فيه لحشر، ونقر فيه، أي نفخ، وهو مجاز. وقيل في التفسير: إنه يعني به النفخة الأولى. وقال الفراء: يقال: إنها أول النفختين. من المجاز: نقر في الحجر: كتب، ومنه قولهم: التعليم في الصغر كالنقش على الحجر. نقر الطائر الحب ينقره نقرا: لقط من هاهنا وهاهنا، هذه العبارة أخذها من كلام الجوهري في النقرى والانتقار جعله مأخوذا من لقط الطير الحب من هاهنا وهاهنا، وأما غيره من الأئمة فإنهم ذكروا في معنى نقر الطائر الالتقاط فقط، ولم يقيدوا من هاهنا وهاهنا، فتأمل، فإن الجج إنما قيده بما ذكر لمناسبة المقام. والمنقار، بالكسر: حديدة كالفأس مشككة مستديرة لها خلف ينقر بها ويقطع بها الحجارة والأرض الصلبة. المنقار من الطائر: منسره، لأنه ينقر به. قال شيخنا: وسبق أن المنسر خاص بالصائد. وفي الفصيح: المنقار لغير الصائد من الطير، وصائده يقال له المنسر، فهما غيران كما حررته في شرح الفصيح أثناء باب الفرق. قلت: وجمع منقار الطائر والنجار المناقير. المنقار من الخف: مقدمه، على التشبيه. قال ابن السكيت في تفسير قوله تعالى: ولا يظلمون نقيرا النقير: النكتة في ظهر النواة، وقال غيره: كأن ذلك الموضع نقر منها. وقال لبيد يرثي أخاه أربد:

وليس الناس بعدك في نقير      ولا هم غير أصداء وهام أي ليسوا بعدك في شيء، كالنقرة، بالضم، عن أبي الهيثم قال: وهي التي تنبت منها النخلة. والنقر، بالكسر، والأنقور، بالضم الأخير نقله الصاغاني، وشاهد النقر بالكسر، قال أبو هذيل: أنشده أبو عمرو بن العلاء:

وإذا أردنا رحلة جزعت      وإذا أقمنا لم تفد نقـرا

صفحة : 3565

النقير: ما نقر ونقب من الحجر والخشب ونحوه، وفي بعض الأصول: ونحوهما: وقد نقر وانتقر، كلاهما مبنيان على المفعول. في حديث عمر رضي الله عنه: على نقير من خشب، هو جذع ينقر ويجعل فيه كالمراقي يصعد عليه إلى الغرف، وفي الحديث: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الدباء والحنتم والنقير والمزفت. النقير: أصل خشبة ينقر، فينبذ، وفي بعض الأصول: فينتبذ فيه فيشتد نبيذه، وفي التهذيب: النقير: أصل النخلة ينقر فينبذ فيه. وقال أبو عبيد: أما النقير فإن أهل اليمامة كانوا ينقرون أصل النخلة ثم يشدخون فيها الرطب والبسر ثم يدعونه حتى يهدر ثم يموت. وقال ابن الأثير: النقير: أصل النخلة ينقر وسطه ثم ينبذ فيه التمر ويلقى عليه الماء فيصير نبيذا مسكرا، والنهي واقع على ما يعمل فيه، لا على اتخاذ النقير، فيكون على حذف المضاف، تقديره: عن نبيذ النقير، وهو فعيل بمعنى مفعول. النقير: أصل الرجل ونجاره، ومنه قولهم: فلان كريم النقير، كما يقولون: كريم النحيت. النقير: الفقير جدا، كأنه نقر. وهو مجاز. النقير: ذباب أسود يكون في الماء، نقله الصاغاني. والمنقر، كمنخل ومنبر: الخشبة التي تنقر للشراب، وقال أبو حنيفة: المنقر: كل ما نقر للشراب. قال: وج مناقير، قال الأزهري: وهذا لا يصح إلا أن يكون جمعا شاذا جاء على غير واحده. المنقر والمنقر: البئر الصغيرة الضيقة الرأس تحفر في صلبة من الأرض، وفي النوادر للأصمعي: تكون في نجفة صلبة لئلا تهشم، ضبطه الليث بكسر الميم والأصمعي بالضم قال: وجمعه مناقر. قال الأزهري: والقياس منقر كما قال الليث، قال: والأصمعي لا يحكي عن العرب إلا ما سمعه. أو المنقر، بالضبطين: البئر الكثيرة الماء البعيدة القعر، نقله الصاغاني. المنقر أيضا: الحوض، عن كراع. النقرة، بالضم: الوهدة المستديرة في الأرض ليست بكبيرة يستنقع فيها الماء، ج نقر، كصرد، ونقار، ككتاب، وفي خبر أبي العارم: ونحن في رملة فيها من الأرطى والنقار الدفيئة ما لا يعلمه إلا الله تعالى. يقولون احتجم في نقرة القفا، وهو منقطع القمحدوة في القفا، وهي وهدة فيها. له إبريق من نقرة، وهي القطعة المذابة من الذهب والفضة، وهي السبيكة، وقيل: هو ما سبك مجتمعا منهما. واقتصر الزمخشري في الأساس على الفضة المذابة. قلت وهكذا استعمال العجم إلى الآن يطلقونها على ما سبك من دراهم الفضة التي يتعامل بها عندهم، ج نقار، بالكسر. النقر   ة: وقب العين. والنقرة: ثقب الإست، وفي اللسان: النقرة من الورك: الثقب الذي في وسطها. النقرة: مبيض الطائر، جمعه نقر، قال المخبل السعدي:

للقاريات من القطا نقر في جانبيه كأنها الرقم ونقر الطائر في الموضع تنقيرا: سهله ليبيض فيه، قال طرفة:

يا لك من قبـرة بـمـعـمـر       خلا لك الجو فبيضي واصفري
ونقري ما شئت أن تنـقـري

صفحة : 3566

وقيل: التنقير مثل الصفير. من المجاز يقال: بينهما مناقرة، ونقار، وناقرة، بالكسر، أي كلام، عن اللحياني. قال ابن سيده: ولم يفسره، قال: وعندي هو مراجعة في الكلام وبثهما أحاديثهما وأمورهما. من المجاز: النقر: أن تلزق طرف لسانك بحنكك وتفتح ثم تصوت، قاله ابن سيده. وقال هو أن يضع لسانه فوق ثناياه مما يلي الحنك ثم ينقر، وقيل: هو إلزاق طرف اللسان بمخرج النون ثم التصويت به فينقر بالدابة لتسير، أو هو اضطراب اللسان في الفم إلى فوق وإلى أسفل، أو هو صوت ، وفي التكملة: صويت يزعج به الفرس. وفي الصحاح: نقر بالفرس، وفي التهذيب والتكملة : ونقر بالدابة نقرا. وزاد في التكملة: وأنقر بها إنقارا، مثله. وقال ابن القطاع: نقر بلسانه نقرا: ضرب حنكه ليسكن الفرس من قلقه. قلت: وهو مخالف لما ذكره الجوهري والأزهري وابن سيده، فليتأمل. وقول فدكي المنقري الطائي وهو عبيد بن ماوية:


أنا ابن ماوية إذ جد النقر      وجاءت الخيل أثابي زمر قال الجوهري: أراد النقر بالخيل، فلما وقف نقل حركة الراء إلى القاف وهي لغة لبعض العرب وقد قرأ بعضهم وتواصوا بالصبر، والأثابي: الجماعات، الواحدة منهم أثبية. وقال ابن سيده: ألقى حركة الراء على القاف إذ كان ساكنا ليعلم السامع أنها حركة الحرف في الوصل، كما تقول: هذا بكر، ومررت ببكر، قال: ولا يكون ذلك في النصب. قال: وإن شئت لم تنقل ووقفت على السكون، وإن كان فيه ساكن. والنقر، أيضا، صويت يسمع من قرع الإبهام على الوسطى، وهو مجاز. وفي حديث ابن عباس في قوله تعالى: ولا يظلمون نقيرا وضع طرف إبهامه على باطن سبابته ثم نقرها وقال: هذا النقير. من المجاز: نقر باسمه تنقيرا: سماه من بينهم، وكذلك انتقره، إذا سماه من بين الجماعة. وانتقره: اختاره، قيل: ومنه دعوة النقرى. من المجاز: انتقر الشيء، إذا بحث عنه، كنقره تنقيرا، نقر عنه وتنقره. والتنقير عن الأمر: البحث عنه والتعرف، وفي حديث ابن المسيب بلغه قول عكرمة في الحين أنه ستة أشهر فقال: انتقرها عكرمة، أي استنبطها من القرآن. قال ابن الأثير: هذا إن أراد تصديقه، وإن أراد تكذيبه فمعناه أنه قالها من قبل نفسه واختص بها. وأنقر عنه إنقارا: كف، ويقال: ضرب فما أنقر عنه حتى قتله، أي ما أقلع عنه، ومنه حديث ابن عباس: ما كان الله ليقلع وليكف عنه حتى يهلكه، ومنه قول ذؤيب بن زنيم الطهوي:

لعمرك ما ونيت في ود طيئ      وما أنا عن شيء عناني بمنقر ونقر عليه، كفرح، ينقر نقرا: غضب، والنقر: الغضبان، ويقال: هو نقر عليك. نقرت الشاة نقرا: أصابتها النقرة، كهمزة، وهي داء يصيب الغنم والبقر في أرجلها فترم منه بطون أفخاذها وتظلع. وقيل: هو التواء العرقوبين. وقال ابن السكيت: داء يأخذ المعزى في حوافرها وفي أفخاذها فيلتمس في موضعه فيرى كأنه ورم فيكوى، فيقال: بها نقرة. وعنز نقرة. وفي الصحاح: النقرة: داء يأخذ الشاة في جنوبها، قال المرار العدوي:

وحشوت الغيظ في أضلاعه     فهو يمشي حظلانا كالنقر

صفحة : 3567

وفي تهذيب ابن القطاع: داء يأخذها في بطون أفخاذها يمنعها المشي، قال: وقد يعتري ذلك الناس. والناقرة: ع بين مكة والبصرة. الناقرة: الداهية، والجمع النواقر، ويقال: رماه الدهر بناقرة ونواقر، وهو مجاز، ويقال نعوذ بالله من العواقر والنواقر، وقد تقدم ذكر العواقر. الناقرة: الحجة والمصيبة. هكذا بواو العطف بينهما، وصوابه: الحجة المصيبة، وجمعها النواقر، وهو مجاز. على أنه سيأتي في كلام المصنف ذكر النواقر وقال هناك: الحجج المصيبات. وهو يدل على ما قلنا، ولو ذكرهما في محل واحد كان أخصر. من المجاز: يقال: ما أثابه نقرة، بالفتح، كما هو مضبوط في النسخ، وقيل بالضم، ويدل لذلك قول المصنف في البصائر والزمخشري في الأساس: وأصلها النقرة التي في ظهر النواة. وقد تقدم أنها بالضم، أي شيئا. وفي البصائر: أي أدنى شيء. لا يستعمل إلا في النفي، قال الشاعر:

وهن حرى أن لا يثبنك نقرة     وأنت حرى بالنار حين تثيب من المجاز: الناقر: السهم إذا أصاب الهدف، وإذا لم يكن صائبا فليس بناقر. يقال: رمى الرامي الغرض فنقره، أي أصابه ولم ينفذه، وهي سهام نواقر: مصيبة، وأنشد ابن الأعرابي:

خواطئا كأنها نواقر أي لم تخطئ إلا قريبا من الصواب. والمنقر، كمحسن: اللبن الحامض جدا، نقله الصاغاني. قلت: وهو لغة في الممقر، بالميم وقد تقدم في موضعه. المنقر، كمنبر: المعول، والجمع المناقر، قال ذو الرمة:

كأرحاء رقد زلمتها المناقر منقر: أبو بطن من سعد ثم من تميم، وهو منقر بن عبيد بن مقاعس، واسمه الحارث بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم. والنقر، محركة: ذهاب المال، ومنه يقال: أعوذ بالله من العقر والنقر، والعقر الزمانة في الجسد، وقد ذكر في موضعه، كذا في التهذيب. وأنقرة: ع بالحيرة، أعجمي، واستعمله امرؤ القيس على عجمته فقال:

قد غودرت بأنقره قيل أنقرة: د بالروم مشهور، قيل: معرب أنكورية التي يجلب منها ثياب الصوف والخز، فإن صح فهي عمورية التي غزاها المعتصم بالله العباسي في شدة البرد، في قصة ذكرها القطبي في أعلام الأعلام، ومات بها امرؤ القيس بن حجر الكندي الشاعر حين اجتاز بها من الروم مسموما، في قصة ذكرها أهل التواريخ. والنقيرة، كسفينة: ركية معروفة كثيرة الماء، بين ثاج وكاظمة، قاله الأزهري. ونقيرة، كجهينة: ة بعين التمر، هكذا وجد في كتاب أبي حنيفة إسحاق بن بشر بخط العبدري في قصة مسير خالد بن الوليد من عين التمر. وضريب بن نقير، بالتصغير فيهما، م معروف، أو هو نفير بالفاء، ويقال فيه، أي في نقير: نقيل، أيضا صحابي، المراد به أبوه، روى عنه ابنه ضريب المذكور، ويكنى ضريب أبا السليل، وحديثه في سنن النسائي، ولو قال: ونقير كزبير والد ضريب صحابي، كان أنسب. قال ابن الأعرابي: قال العقيلي: ما ترك عندي نقارة إلا انتقرها، نقارة، بالضم، أي ما ترك عندي شيئا إلا كتبه، ونص النوادر: لفظة منتخبة منتقاة إلا أخذها لذاته. والنقارة: قدر ما ينقر الطائر. وإنه لمنقر العين، كمعظم، ومنتقرها، وهذه عن الصاغاني، أي غائرها. من المجاز: انتقر الرجل، إذا دعا بعضا دون بعض، فكأنه اختارهم واختصهم من بينهم، قال طرفة:

نحن في المشتاة ندعو الجفلى      لا ترى الآدب فينا ينتـقـر

صفحة : 3568

انتقرت الخيل بحوافرها نقرا، أي احتفرت بها، قاله الليث، وكذا إذا جرت السيول على الأرض. يقال: انتقرت نقرا يحتبس فيها شيء من الماء. والنقرة، بالفتح، هذا قول الجمهور. ويقال: معدن النقرة. وقد تكسر قافهما، وفي مختصر البلدان: وقد تكسر النون، ولعله غلط: منزل لحاج العراق، بين أضاخ وماوان، قال أبو المسور:

فصبحت معدن سوق النقره     وما بأيديها تحس فـتـره
في روحة موصولة ببكره      من بين حرف بازل وبكره

وقال السكوني: النقرة، بكسر القاف، هكذا ضبطه ابن أخي الشافعي، بطريق مكة، يجيء المصعد إلى مكة من الحاجر إليه، وفيه بركة وثلاث آبار: بئر تعرف بالمهدي، وبئران تعرفان بالرشيد، وآبار صغار للأعراب تنزح عند كثرة الناس، وماؤهن عذب، ورشاؤهن ثلاثون ذراعا، وعندها تفترق الطريق، فمن أراد مكة نزل المغيثة، ومن أراد المدينة أخذ نحو العسيلة فنزلها. قال ابن الأعرابي: كل أرض متصوبة في هبطة فهي نقرة، كفرحة، قال: وبها سميت نقرة التي بطريق مكة شرفها الله تعالى. قال أبو زياد: لبني فزارة في بلادهم نقرتان بينهما ميل، هكذا نقله عنه ياقوت. وبنات النقرى، كجمزى: النساء اللاتي يعبن من مر بهن، ويروى بتشديد القاف، ومنه المثل: مر بي على بني النظرى ولا تمر بي على بنات نقرى، وفي التهذيب: قالت أعرابية لصاحبة لها: مري بي على النظرى ولا تمري بي على النقرى. قال: ويقال: إن الرجال بنو النظرى وإن النساء بنو النقرى. من المجاز: دعوتهم النقرى، أي دعوة خاصة، دعا بعضا دون بعض ينقر باسم الواحد بعد الواحد. وقال الأصمعي: إذا دعا جماعتهم قال: دعوتهم الجفلى. قال الجوهري: وهو الانتقار أيضا وقد انتقرهم، أي اختارهم، أو من نقر الطائر، إذا لقط من ها هنا ومن ها هنا، وقد نقر بهم نقرا وانتقر انتقارا، أي اختص بهم اختصاصا. وحقير نقير، وكذا حقر نقر وفقير نقير إتباع لا غير. والتنقير: شبه الصفير، وبه فسر قول طرفة:

ونقري ما شئت أن تنقري وقد تقدم. من المجاز: يقال: أتتني عنه نواقر، أي كلام يسوءني. وفي اللسان: رماه بنواقر، أي بكلم صوائب، أو هي، أي النواقر: الحجج المصيبات، كالنبل المصيبة. النقر كصرد: ع، نقله الصاغاني. قلت: وهي بقعة شبه الوهدة يحيط بها كثيب في رملة معترضة مهلكة ذاهبة نحو جراد، بينها وبين حجر ثلاث ليال، تذكر في ديار قشير، قاله ياقوت. ومما يستدرك عليه: نقرت الشيء: ثقبته. ويقال: ما أغنى عني نقرة، يعني نقرة الديك، لأنه إذا نقر أصاب، وهو مجاز، وفي التهذيب: ما أغنى عني نقرة ولا فتلة ولا زبالا. وهو يصلي النقرى: ينقر في صلاته نقر الديك. وقد نهي عنه، وهو مجاز. والنقر: الأخذ بالإصبع، ومنه حديث أبي ذر: فلما فرغوا جعل ينقر شيئا من طعامهم، أي يأخذ منه بإصبعه. وقال العجاج:

دافع عني بنقير موتتي     بعد اللتيا واللتيا والتى

صفحة : 3569

نقير، كزبير: موضع، أخبر أن الله أنقذه من مرض أشفى به على الموت. ونقر الرجل، كفرح: صار نقيرا، أي فقيرا. والنقار، كشداد: النقاش. وقال الأزهري: هو الذي ينقش الركب واللجم ونحوها، وكذلك الذي ينقر الرحى. ويقال: ما لفلان بموضع كذا نقر ونقز بالراء وبالزاي: يريد بئرا أو ماء. والنواقير فرجة في جبل بين عكا وصفد، على ساحل بحر الشام، نقرها الإسكندر. قاله ياقوت. وفي حديث عثمان البتي: ما بهذه النقرة أعلم بالقضاء من ابن سيرين، أراد بالبصرة، وأصل النقرة: حفرة يستنقع فيها الماء. ونقيرة بن عمرو الخزاعي، كجهينة، ذكر في الصحابة، وفيه نظر، روى عن عمر، وعنه حزام بن هشام. ونقران، كعثمان: موضع ببادية تميم. والمناقرة، المنازعة، وقد ناقره: نازعه. والتنقير: التفتيش. ويقال للرجل إذا لم يستقم على الصواب: أخطأت نواقره، قال ابن مقبل:

وأهتضم الخال العزيز وأنتحي     عليه إذا ضل الطريق نواقره وهو مجاز. ورجل نقار، كشداد: منقر عن الأمور والأخبار. والانتقار: الاختصاص. وإذا ضرب الرجل رأس رجل. قلت: نقر رأسه، وكذا العود، والدف، بإصبعه. وأنقر الرجل بالدابة إنقارا، مثل نقر به نقرا. والنقير: كأمير: اسم ذلك الصوت، قال الشاعر:

طلح كأن بطنه جشير     إذا مشى لكعبه نقير والناقور: القلب، رواه ثعلب عن ابن الأعرابي. والنقيرة، كسفينة: موضع بين الأحساء والبصرة. والنقيرة: سفينة صغيرة، وهي الجرم. ونقرى، محركة: موضع، قال:

لما رأيتهم كأن جمـوعـهـم     بالجزع من نقرى نجاء خريف وسكنه الهذلي ضرورة فقال:

ولما رأوا نقرى تسيل إكامها     بأرعن جرار وحامية غلب والنقار، كغراب: موضع يكون في الجبال تجتمع إليه المياه. والأنقرة: جمع نقير، مثل رغيف وأرغفة، وهو حفرة في الأرض، قال الأسود بن يعفر:

نزلوا بأنقرة يسيل عـلـيهـم       ماء الفرات يجيء من أطواد وقال أبو عمرو: النواقر: المقرطسات. وقال أبو سعيد: المتنقر: الدعاء على الأهل والمال، يقول، يقول، أراحني الله منكم، ذهب الله بماله. وفي الحديث: فأمر بنقرة من نحاس فأحميت. قال ابن الأثير: النقرة: قدر يسخن فيها الماء وغيره، وقيل هو بالباء الموحدة، وقد تقدم. وانتقرت السيول نقرا، إذا أبقت حفرا في الأرض يحتبس فيها شيء من الماء. وكفر الناقر: قرية صغيرة بمصر بالقرب من مسجد الخضر. والنقار، كشداد: لقب أبي علي الحسن بن داود المقرئ بالكوفة، مات سنة 343. ونقار، كغراب: موضع في ديار أسد بنجد. والنقراء، بالفتح ممدودا ويقصر: حرة حجازية. والنقر بالفتح: جبل بحمى ضرية بأقبال نضاد عند الجثجاثة. وقيل ماء لغني قاله الأصمعي وأنشد:

ولن تردي مذعى ولن تردي زقا      ولا النقر إلا أن تجدي الأمانـيا ونقرها: قرية بالبحيرة من مصر. والنقارة بالضم: ما يبقى من نقر الحجارة، مثل النجارة والنحاتة. والنقار، ككتاب، موضع في البادية بين التيه وحسمى، في خبر المتنبي لما هرب من مصر. والنقير، كأمير: موضع بين هجر والبصرة. وذو النقير ماء لبني القين من كلب قاله ابن السكيت وأنشد قول عروة:

ذكرت منازلا من أم وهب     محل الحي أسفل ذي النقير ن-ك-ر

صفحة : 3570

النكر والنكارة والنكراء، بالفتح في الكل، والنكر، بالضم: الدهاء والفطنة، يقال للرجل إذا كان فطنا منكرا: ما أشد نكره ونكره، بالفتح والضم، ومن ذلك حديث معاوية: إني لأكره النكارة في الرجل، أي الدهاء. رجل نكر، كفرح وندس وجنب: داه منكر من قوم أنكار، مثل عضد، وأعضاد وكبد وأكباد. رجل منكر، كمكرم، أي بفتح الراء، للفاعل: داه فطن، ولا يقال للرجل: أنكر، بهذا المعنى، من قوم مناكير، حكاه سيبويه، قال ابن جني: قلت لأبي علي في هذا ونحوه: أفنقول إن هذا لأنه قد جاء عنهم مفعل ومفعال في معنى واحد كثيرا، نحو مذكر ومذكار، ومؤنث ومئناث، ومحمق ومحماق، ونحو ذلك فصار جمع أحدهما كجمع صاحبه، فإذا جمع محمقا فكأنه جمع محماقا? فقال أبو علي: فلست أدفع ذلك ولا آباه. قال الأزهري: وجماعة المنكر من الرجال منكرون، ومن غير ذلك يجمع أيضا بالمناكير، وقال الأقيبل القيني:

مستقبلا صحفا تدمى طوابعها     وفي الصحائف حيات مناكير والنكر بالضم، وبضمتين: المنكر كالنكراء، ممدودا، وفي التنزيل العزيز لقد جئت شيئا نكرا وقد يحرك، مثل عسر وعسر، قال الأسود بن يعفر:

أتوني فلم أرض ما بيتوا      وكانوا أتوني بشيء نكر
لأنكح أيمـهـم مـنـذرا     وهل ينكح العبد حر لحر

قال ابن سيده: النكر والنكر: الأمر الشديد، قال الليث: الدهاء والنكر نعت للأمر الشديد، والرجل الداهي، تقول: فعله من نكره ونكارته. وفي حديث أبي وائل وذكر أبا موسى فقال: ما كان أنكره، أي أدهاه، من النكر وهو الدهاء والأمر المنكر.

صفحة : 3571

والنكرة: إنكارك الشيء، وهو: خلاف المعرفة، والنكرة: ما يخرج من الحولاء والخراج من دم أو قيح، كالصديد، وكذلك من الزحير، يقال: أسهل فلان نكرة ودما، وما له فعل مشتق. ونكرة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس، بالضم، أبو قبيلة، قال ابن الكلبي: كل ما في بني أسد من الأسماء نكرة، بالنون، وذكر ابن ماكولا جماعة منهم في الجاهلية، نقله الحافظ، وعمرو بن مالك، صدوق، سمع أبا الجوزاء. وابنه يحيى، حديثه عند الترمذي، وكان حماد بن زيد يرميه بالكذب. وحفيده مالك بن يحيى، روى عن أبيه، كنيته أبو غسان، جرحه ابن حبان، ويعقوب بن إبراهيم الدورقي الحافظ، وأخوه أحمد بن إبراهيم، أبو عبد الله الحافظ، وابن أخيه، الضمير راجع إلى يعقوب، ولو قال وابنه عبد الله بن أحمد كان أحسن، سمع عبد الله هذا عمرو بن مرزوق وطبقته، وأبو سعيد، سمع ابن جريح، وخداش، حدث عنه جهير بن يزيد، النكريون، محدثون. وفاته: أبان النكري، حدث عن ابن جريج، وعنه عمر بن يونس اليمامي، ذكره الأمير، ومكي بن عبدان بن محمد بن بكر بن مسلم الحافظ النيسابوري النكري، قال ابن نقطة: كنت أظنه منسوبا إلى جده بكر بن مسلم، ثم رأيته مضبوطا بخط أبي عامر العبدري بالنون، وقد صحح عليها ثلاث مرات. وقال لي رفيقنا ابن هلالة: إنه منسوب إلى نكر، بالنون، قرية بنيسابور. واستمشى فلان نكراء، بالفتح ممدودا، كما ضبطه الصاغاني بخطه، أي لونا مما يسهله عند شرب الدواء. كذا في التكملة. ونكر الأمر، ككرم، نكارة فهو نكير: صعب واشتد نكره. والاسم النكر، محركة، قاله ابن القطاع. وطريق ينكور، بتقديم التحتية على النون، أي على غير قصد. وتناكر: تجاهل، كما في الأساس، تناكر القوم: تعادوا، فهم متناكرون، كما في التكملة والأساس. ونكر فلان الأمر، كفرح، نكرا، محركة، ونكرا ونكورا، بضمهما، ونكيرا، كأمير، وأنكره إنكارا، واستنكره وتناكره إذا جهله، عن كراع. قال ابن سيده: والصحيح أن الإنكار المصدر والنكر الاسم، ويقال: أنكرت الشيء وأنا أنكره إنكارا، ونكرته، مثله، قال الأعشى:

وأنكرتني وما كان الذي نكـرت     من الحوادث إلا الشيب والصلعا

صفحة : 3572

وفي التنزيل العزيز نكرهم وأوجس منهم خيفة قال الليث: ولا يستعمل نكر في غابر ولا أمر ولا نهي. وقال ابن القطاع: ونكرت الشيء وأنكرته، ضد عرفته، إلا أن نكرت لا يتصرف تصرف الأفعال. وقال ابن سيده: واستنكره وتناكره، كلاهما كنكره. وفي الأساس: وقيل: نكر أبلغ من أنكر، وقيل: نكر بالقلب. وأنكر بالعين. وفي البصائر: وقد يستعمل ذلك منكرا باللسان الإنكار بالقلب، لكن ربما ينكر اللسان الشيء وصورته في القلب حاضرة، ويكون ذلك كاذبا، وعلى هذا قوله تعالى: يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها . وفي اللسان: ونكره ينكره نكرا فهو منكور، واستنكره، فهو مستنكر، والجمع مناكير عن سيبويه، قال أبو الحسن: وإنما أذكر مثل هذا الجمع لأن حكم مثله أن يجمع بالواو والنون في المذكر، وبالألف والتاء في المؤنث. والمنكر: ضد المعروف، وكل ما قبحه الشرع وحرمه وكرهه فهو منكر. وفي البصائر: المنكر: كل فعل تحكم العقول الصحيحة بقبحه، أو تتوقف في استقباحه العقول فتحكم الشريعة بقبحه، ومن هذا قوله تعالى: الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر قلت: ومن ذلك قوله تعالى: وتأتون في ناديكم المنكر . يقال: أصابتهم من الدهر نكراء، النكراء، ممدودا: الداهية والشدة. ومنكر ونكير، كمحسن وكريم، اسما ملكين. وقال ابن سيده: هما فنانا القبور. والاستنكار: استفهامك أمرا تنكره. والإنكار: الاستفهام عما ينكره، وذلك إذا أنكرت أن تثبت رأي السائل على ما ذكر، أو تنكر أن يكون رأيه على خلاف ما ذكر. في حديث بعضهم: كنت لي أشد نكرة. النكرة، بالتحريك: اسم من الإنكار، كالنفقة من الإنفاق. وسميفع، كسفرجل، ابن ناكور بن عمرو بن يغفر بن يزيد بن النعمان، هو ذو الكلاع الأصغر الحميري، كتب إليه النبي صلى الله عليه وسلم مع جرير بن عبد الله وقتل مع معاوية، وابنه شرحبيل بن سميفع، قتل يوم الجارود. وحصن نكير، كأمير: حصين، نقله الصاغاني. والنكير أيضا: الإنكار، أي هو اسم الإنكار الذي معناه التغيير، وبه فسر قوله تعالى: فكيف كان نكير أي إنكاري، ويقال: شتم فلان فما كان عنده نكير. والمناكرة: المقاتلة والمحاربة، وناكره: قاتله، لأن كل واحد من المتحاربين يناكر الآخر أي يداهيه ويخادعه. وبينهما مناكرة، أي معاداة وقتال. وقال أبو سفيان بن حرب: إن محمدا لم يناكر أحدا إلا كانت معه الأهوال. أي لم يحارب إلا كان منصورا بالرعب. والتنكر: التغير، زاد الأزهري: عن حال تسرك إلى حال تكرهها منه، والاسم النكيرة، هكذا في سائر النخ، وصوابه على ما في التهذيب بعد قوله: تكرهها منه، ما نصه: والنكير اسم الإنكار الذي معناه التغيير، وقد نكره فتنكر، أي غيره فتغير إلى مجهول. وأما النكيرة الذي ذكره المصنف فلم يذكره أحد من الأئمة وقد تصحف عليه. ومما يستدرك عليه: امرأة نكر، ولم يقولوا: منكرة. وقال الأزهري: امرأة نكراء: داهية عاقلة، ولا يقال للرجل: أنكر، بهذا المعنى. والإنكار: الجحود، كالنكران، بالضم. والمناكرة: المخادعة والمراوغة. وأنكر الأصوات: أقبحها. وبه فسرت الآية. والنكارة، بالفتح: الجهالة. وما أنكره: ما أدهاه. وأمر نكير، كأمير: شديد صعب. والمنكور: المجهول. والنكر: ضد العرف. وهم يركبون المنكرات. وخرج متنكرا: مغيرا هيئته. وتنكر لي فلان: لقيني لقاء بشعا. ونكراء الدهر: شدته. ورجل نكر ونكر، ككتف وندس: ينكر المنكر، وجمعهما أنكار. والنكير والإنكار: تغيير المنكر. ونكر الشيء من حيث المعنى: جعله بحيث لا يعرف، قال تعالى: نكروا لها عرشها . وابن

صفحة : 3573

نكرة، بالضم، رجل من تيم، كان من مدركي الخيل السوابق، عن ابن الأعرابي. قلت: هو أهبان بن نكرة من تيم الرباب، وأما الذي في بني أسد فإنه نكرة بن نوفل بن الصيداء بن عمرو بن قعين بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد، ومنهم قيس بن مسهر النكري، من شيعة الحسين بن علي، رضي الله عنهما. ونكرة: قرية بنيسابور، منها مكي بن عبدان الذي تقدم ذكره عن ابن نقطة. والينكير: جبل طويل لبني قشير. وناكور، بفتح الكاف: مدينة بالهند، ومنها الشيخ حميد الدين الصوفي الناكوري الملقب بسلطان التاركين، من قدماء الشيوخ. والبكرات: موضع، قال امرؤ القيس:رة، بالضم، رجل من تيم، كان من مدركي الخيل السوابق، عن ابن الأعرابي. قلت: هو أهبان بن نكرة من تيم الرباب، وأما الذي في بني أسد فإنه نكرة بن نوفل بن الصيداء بن عمرو بن قعين بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد، ومنهم قيس بن مسهر النكري، من شيعة الحسين بن علي، رضي الله عنهما. ونكرة: قرية بنيسابور، منها مكي بن عبدان الذي تقدم ذكره عن ابن نقطة. والينكير: جبل طويل لبني قشير. وناكور، بفتح الكاف: مدينة بالهند، ومنها الشيخ حميد الدين الصوفي الناكوري الملقب بسلطان التاركين، من قدماء الشيوخ. والبكرات: موضع، قال امرؤ القيس:

غشيت ديار الحي بالبكرات    فعارمة فبرقه العـيرات

ن-ك-س-ر
ومما يستدرك عليه: نكسار، بالكسر: اسم مدينة بالروم.