الباب العاشر: باب الراء - الفصل الخامس والعشرون: فصل النون مع الراء: الجزء الرابع

فصل النون مع الراء

الجزء الرابع

ن-م-ر
النمرة، بالضم: النكتة من أي لون كان. والأنمر: ما فيه نمرة بيضاء وأخرى سوداء، وهي أي الأنثى نمراء. والنمر، ككتف، والنمر بالكسر، لغتان: سبع م معروف أخبث من الأسد، سمي بذلك للنمر التي فيه. وذلك أنه من ألوان مختلفة، ولو قال: لنمر فيه، كان أخصر، والأنثى نمرة، ج أنمر، كأفلس، وأنمار ونمر، بضمتين، ونمر، بضم فسكون، ونمار ونمارة، بكسرهما، ونمور، بالضم، وفي بعض النسخ: نمورة. وأكثر ما جاء في كلام العرب نمر بضم فسكون، قال ثعلب: من قال نمر رده إلى أنمر، ونمار عنده جمع نمر، كذئب وذئاب، وكذلك نمور عنده جمع نمر، كستر وستور، ولم يحك سيبويه نمرا في جمع نمر. قال الجوهري: وقد جاء في الشعر وهو شاذ، قال: ولعله مقصور منه، قال حكيم بن معية الربعي يصف قناة نبتت في موضع محفوف بالجبال والشجر:

حفت بأطواد جبـال وسـمـر     في أشب الغيطان ملتف الحظر

فيها عيابـيل أسـود ونـمـر

وأنشده الجوهري:

فيها تماثيل أسود ونمر

صفحة : 3574

وصوابه، عياييل. قال ابن السيرافي: عياييل جمع عيال، وهو المتبختر. وقال أبو محمد الأسود: صحف ابن السيرافي، والصواب غياييل، معجمة، جمع غيل، على غير قياس، كما نبه عليه الصاغاني. وقال ابن سيده: أراد الشاعر على مذهبه ونمر، ثم وقف، على قول من يقول البكر، وهو فعل. والنمرة، كفرحة: القطعة الصغيرة من السحاب المتدانية بعضها من بعض، ج نمر، وهو مجاز. النمرة: الحبرة لاختلاف ألوان خطوطها، وهو مجاز. النمرة: شملة فيها خطوط بيض وسود، وهو مجاز، أو النمرة: بردة مخططة. قال الجوهري: وهي من صوف تلبسها الأعراب. وقال ابن الأثير: كل شملة مخططة من مآزر الأعراب فهي نمرة، وجمعها نمار، كأنها أخذت من لون النمر، لما فيها من السواد والبياض، ومنه الحديث: فجاءه قوم مجتابي النمار وهي من الصفات الغالبة، أراد: لابسي أزر مخططة من صوف. وفي حديث مصعب بن عمير: أقبل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وعليه نمرة وفي حديث خباب: لكن حمزة لم يترك له إلا نمرة ملحاء . وفي حديث سعد: نبطي في حبوته، أعرابي في نمرته، أسد في تامورته . والنمر، كفرح وأمير: الزاكي من الماء في الماشية، من المجاز: النمر والنمير من الحسب الزاكي منه، يقال: حسب نمر، وحسب نمير، والجمع أنمار. قيل: الماء النمير: الكثير، حكاه ابن كيسان في تفسير قول امرئ القيس:

غذاها نمير الماء غير المحلل النمير من الماء: الناجع في الري كالنمر، وأنشد ابن الأعرابي:

قد جعلت والحمد لله تـفـر     من ماء عد في جلودها نمر أي شربت فعطنت. وقال الأصمعي: النمير: النامي. وزاد غيره: عذبا كان أو غير عذب، وفي حديث أبي ذر: الحمد لله الذي أطعمنا الخمير، وسقانا النمير وفي حديث معاوية: خبز خمير وماء نمير. والنمرة كفرحة، وربما سميت النامورة، هكذا في النسخ والذي في اللسان والتكملة وربما سميت النامرة: مصيدة تربط فيها شاة للذئب، كذا في اللسان، أو حديدة لها كلاليب تجعل فيها لحمة يصاد بها الذئب، كذا في التكملة. قال: وهي اللبجة، لغة يمانية. والنامور: الدم، كالتامور. من المجاز: نمر، كفرح، نمرا، ونمر وتنمر: غضب، زاد الصاغاني: وساء خلقه، ومثله لابن القطاع، وهو على التشبيه بأخلاق النمر وشراسته. ويقال للرجل السيئ الخلق: قد نمر وتنمر. وقال أبو تراب: نمر في الشجر والجبل ونمل، كنصر، نمرا: إذا صعد فيهما وعلا. في حديث الحج: حتى أتى نمرة . وقال عبد الله بن أقرم: رأيته بالقاع من نمرة، كفرحة: ع بعرفات، نزل به رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو الجبل الذي عليه أنصاب الحرم على يمينك حال كونك خارجا من المأزمين وأنت تريد الموقف كذا في التكملة. وقيل: الحرم من طريق الطائف على طرف عرفة من نمرة على أحد عشر ميلا، ومسجدها، م، معروف وهو الذي تقام فيه الصلاة يوم عرفة. نمرة: ع بقديد، نقله الصاغاني. قلت: ونقله ياقوت عن القاضي عياض وقال: إن لم يكن الأول. وعقيق نمرة: ع بأرض تبالة، قلت: هذا تصحيف، وصوابه عقيق تمرة، بالمثناة الفوقية المفتوحة وسكون الميم وفتحها، وهو من نواحي اليمامة، لبني عقيل، عن يمين الفرط، وما رأيت الصاغاني تعرض له ولا غيره. وذو نمر، ككتف: واد بنجد في ديار كلاب. نمار، ككتاب: جبل لسليم، قال الشاعر:

فلم يكن النمار لنا محلا     وما كنا لنعم شيقـينـا نمار، كغراب: واد لجشم بن الحارث، وبه عارض يقال له المكرعة، قاله الحفصي، وأنشد: وما ملك بأغزر منك سيبا ولا واد بأنزه من نمار

صفحة : 3575

حللت به فأشرق جانباه     وعاد الليل فيه كالنهار أو: ع بشق اليمامة، قال الأعشى:

قالوا نمار فبطن الخال جادهما     فالعسجدية فالأبلاء فالرجـل وقيل: جبل ببلاد هذيل، قال صخر الغي:

سمعت وقد هبطنا من نمار دعاء أبي المثلم يستغـيث وفيه قتل تأبط شرا فقالت أمه ترثيه:

فتى فهم جميعا غـادروه    مقيما بالحريضة من نمار والنمارة، كعمارة: ع له يوم. وفي التكملة: ويوم النمارة: يوم من أيام العرب. وفي المعجم: قال النابغة:

وما رأيتك إلا نظرة عرضت     يوم النمارة والمأمور مأمور نمارة: اسم قبيلة يأتي ذكرها في المستدركات. ونميرة بيدان، كجهينة: جبل للضباب، قال جرير:

يا نظرة لك يوم هاجت عبرة     من أم حزرة بالنمـيرة دار أو هضبة بين نجد والبصرة قاله أبو زياد، وقال أيضا: النميرة: من مياه عمرو بن كلاب. وقال الراعي:

لها بحقيل فالنمـيرة مـنـزل     ترى الوحش عوذات به ومتاليا

صفحة : 3576

أو هضبتان قرب الحوأب على فرسخين منه، وهما النميرتان. وأنمار بن نزار بن معد بن عدنان، ويقال له أنمار الشاة، وذكر في ح-م-ر. وقال ابن الجواني النسابة في المقدمة الفاضلية: وأما قولهم: ربيعة الفرس، ومضر الحمراء، فزعم بعض النسابين أن نزارا لما توفي اقتسم بنوه ميراثه واستهموا عليه، فذكرهم إلى أن قال: وكان لنزار قدح كبير يسقي فيه الضيوف اللبن فأصابه أنمار، ثم قال: وقيل: إن نزارا لما حضرته الوفاة قسم ميراثه على بنيه المذكورين وقال: إن أشكل عليكم الأمر فعليكم بالأفعى الجرهمي حكم العرب؛ فلما مات نزار واختلفوا مضوا إليه، فذكر القصة إلى أن قال: وقضى لأنمار بالدراهم والأرض. قال سيبويه: النسب إلى أنمار أنماري، لأنه اسم للواحد. والنمرانية، بالضم: ة بالغوطة من دمشق من ناحية الوادي، كان معاوية بن أبي سفيان أقطعها نمران بن يزيد بن عبيد المذحجي، حكى عنه ابنه عبد الله بن نمران وابنه يزيد بن نمران. خرج مع مروان لقتال الضحاك الفهري بمرج راهط. والنمر بن قاسط بن هنب بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة، ككتف: أبو قبيلة، أعقب من تيم اللات وأوس مناة، ومن تيم اللات بنو الضحيان، وهو عامر بن سعد بن الخزرج بن سعد بن تيم اللات، وإليه كانت الرياسة واللواء والحكومة والمرباع. والنسبة بفتح الميم، استيحاشا لتوالي الكسرات لأن فيه حرفا واحدا غير مكسور، ومنه المثل: اسق أخاك النمري يصطبح. بفتح الميم، منهم حاتم بن عبيد الله النمري شيخ لسموية، والحافظ أبو عمر يوسف بن عبد الله بن عبد البر النمري المالكي الأندلسي، صاحب التمهيد والاستيعاب وغيرهما. قلت: وشيخنا خاتمة المحدثين باليمن الإمام الفقيه العلامة رضي الدين عبد الخالق بن أبي بكر بن الزين المزجاجي لحنفي الزبيدي النمري وآل بيته، ولد سنة 1102 وتوفي سنة 1181 بمكة. والنمر، ككتف، ابن تولب بن زهير العكلي، ويقال: النمر بالفتح نقله الصاغاني عن أبي حاتم، يقال بالكسر: شاعر مخضرم لحق النبي صلى الله عليه وسلم، أورده الزين العراقي وتلميذه أبو الوفاء الحلبي في كتاب المخضرمين، وقال ابن فهد: حديثه عند النسائي وأبي داوود. ونمير بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن، كزبير، أبو قبيلة من قيس والنسبة إليه نميري. قال سيبويه: وقالوا في الجمع النميرون استخفوا بحذف ياء الإضافة، كما قالوا الأعجمون. من المجاز: نمر السحاب، كفرح نمرا: صار على لون النمر ترى في خلله نقاطا، ومن لون النمر اشتق السحاب النمر، وفي المثل: أرنيها نمرة أركها مطرة، وهو قول أبي ذؤيب الهذلي، والقياس نمراء، تأنيث الأنمر من السحاب، يضرب لما يتيقن وقوعه إذا لاحت مخايله، كما فسره الميداني. وقال الأخفش: هذا كقوله تعالى: فأخرجنا منه خضرا يريد الأخضر. والأنمر من الخيل والنعم: ما على شية النمر. وهو أن يكون فيه بقعة بيضاء وبقعة أخرى على أي لون كان، والجمع النمر. وأنمر الرجل: صادف ماء نميرا، أي ناجعا. وتنمر: تمدد في الصوت عند الوعيد، نقله الصاغاني، وهو مجاز. تنمر أيضا، إذا تشبه بالنمر في شراسة الأخلاق، ومنه قول عمرو بن معد يكرب:

وعلمت أنـي يوم ذا     ك منازل كعبا ونهدا
قوم إذا لبسوا الحدي     د تنمروا حلقا وقدا

صفحة : 3577

أي تشبهوا بالنمر لاختلاف ألوان القد والحديد. قال الأصمعي: تنمر له: تنكر وتغير وأوعده، لأن النمر لا يلقى أبدا إلا متنكرا غضبان. قال ابن بري: والنمر من أنكر السباع وأخبثها، يقال: لبس فلان لفلان جلد النمر، إذا تنكر له، قال: وكانت ملوك العرب إذا جلست لقتل إنسان لبست جلود النمر، ثم أمرت بقتل من تريد قتله. وسموا نمران، بالكسر، ونمارة، بالضم، قاله ابن سيده. والأنمار: خطوط على قوائم الثور، هكذا نص التكملة، وزاد المصنف الوحشي. ونمرى، كذكرى: ة من نواحي مصر، ذكرها تقليدا للصاغاني، وهي من أعمال الغربية، والنسبة إليها نمراوي. ونمر، بالضم: ع ببلاد هذيل، وقال الصاغاني: مواضع، ومثله في المعجم، وقد جاء ذكرها في شعر أمية بن أبي عائذ الهذلي. ومما يستدرك عليه: نمر وجهه تنميرا: غيره. وسحاب أنمر: فيه نقط سود وبيض. ولبسوا لك جلود النمور: كناية عن شدة الحقد. وقد جاء ذلك في حديث الحديبية. وأسد أنمر: فيه غبرة وسواد، وطير منمر، كمعظم: فيه نقط سود، وقد يوصف به البرذون. والنمرة: العصبة، عن ابن الأعرابي. قال الجوهري: ونمر بكسر النون اسم رجل، قال:

تعبدني نمر بن سعـد وقـد أرى      ونمر بن سعد لي مطيع ومهطع وتقول: أقبلت نمير وما نمروا، أي ما جمعوا من قومهم، كما تقول مضر مضرها الله. وأنمار: حي من خزاعة، قاله الصاغاني. قلت: وأنمار بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أفصى؛ وأنمار بن مازن بن مالك بن عمرو بن تميم، وهم قليلون، بطنان، وأنمار بطن من الحبطات. ونمرة: بطن من سعد العشيرة. والنمر بن وبرة: بطن من قضاعة. وفي الأزد نمر بن عيمان بن نصر بن زهران بن كعب بن الحارث بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد، منهم أبو الروح سلام بن مسكين وغيره.

ن-و-ر

صفحة : 3578

النور، بالضم: الضوء أيا كان، أو شعاعه وسطوعه، كذا في المحكم، وقال الزمخشري: الضياء أشد من النور، قال تعالى: جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقيل: الضياء ذاتي، والنور عرضي، كما حققه الفناري في حواشي التلويح. وفي البصائر للمصنف: النور: الضياء والسناء الذي يعين على الإبصار، وذلك ضربان: دنيوي وأخروي، فالدنيوي ضربان: معقول بعين البصيرة، وهو ما انتشر من الأنوار الإلهية، كنور العقل ونور القرآن؛ ومحسوس بعين البصر، وهو ما انتشر من الأجسام النيرة، كالقمرين والنجوم النيرات، فمن النور الإلهي قوله تعالى: قد جاءكم من الله نور وقوله: نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ومن النور المحسوس نحو قوله تعالى: هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وتخصيص الشمس بالضوء، والقمر بالنور، من حيث إن الضوء أخص من النور. ومما هو عام فيهما قوله: وجعل الظلمات والنور ، وأشرقت الأرض بنور ربها ومن النور الأخروي قوله: يسعى نورهم بين أيديهم . ج أنوار ونيران، عن ثعلب. وقد نار نورا، بالفتح، ونيارا، بالكسر، وهذه عن ابن القطاع. وأنار واستنار ونور، وهذه عن اللحياني، وتنور، بمعنى واحد، أي أضاء، كما يقال: بان الشيء، وأبان، وبين، وتبين، واستبان بمعنى واحد. قوله عز وجل: قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين قيل: النور هنا سيدنا محمد رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم، أي جاءكم نبي وكتاب، وقيل: إن موسى عليه السلام قال وقد سئل عن شيء: سيأتيكم النور. وقوله عز وجل: واتبعوا النور الذي أنزل معه أي اتبعوا الحق الذي بيانه في القلوب كبيان النور في العيون. النور: الذي يبين الأشياء ويري الأبصار حقيقتها، قال: فمثل ما أتى به النبي صلى الله عليه وسلم في القلوب في بيانه وكشفه الظلمات كمثل النور. نور: ة ببخارى، بها زيارات ومشاهد للصالحين، منها الحافظان أبو موسى عمران بن عبد الله البخاري، حدث عن أحمد بن حفص ومحمد بن سلام البيكندي، وعنه أحمد بن رفيد. القاضي أبو علي الحسن بن علي بن أحمد بن الحسن بن إسماعيل بن داوود الداوودي النوريان. حدث عن عبد الصمد بن علي الحنظلي، وعنه الحافظ عمر بن محمد النسفي، مات سنة 518. وأما أبو الحسين أحمد بن محمد النوري الواعظ، فلنور كان يظهر في وعظه، مشهور، مات سنة 295 ويشتبه به أبو الحسين النوري أحمد بن محمد بن إدريس، روى عن أبان بن جعفر، وعنه أبو الحسن النعيمي، ذكره الأمير قال: الحافظ، وهو غير الواعظ. وجبل النور: جبل حراء، هكذا يسميه أهل مكة، كما نقله الصاغاني. وذو النور: لقب طفيل بن عمرو بن طريف الأزدي الصحابي، دعا له النبي صلى الله عليه وسلم فقال: اللهم نور له فسطع نور بين عينيه فقال: أخاف أن يكون مثلة، أي شهرة، فتحول إلى طرف سوطه، فكان يضيء في الليلة المظلمة، قتل يوم اليمامة. وذو النورين لقب أمير المؤمنين عثمان بن عفان، رضي الله عنه، لأنه لم يعلم أحد أرسل سترا على بنتي نبي غيره. والمنارة، والأصل منورة، قلبت الواو ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها: موضع النور، كالمنار، والمنارة: الشمعة ذات السراج، وفي المحكم: المسرجة، وهي التي يوضع عليها السراج، قال أبو ذؤيب:

وكلاهما في كفه يزنـية      فيها سنان كالمنارة أصلع

صفحة : 3579

أراد أن يشبه السنان فلم يستقم له فأوقع اللفظ على المنارة، وقوله: أصلع، يريد أنه لا صدأ عليه فهو يبرق. المنارة: التي يؤذن عليها، وهي المئذنة، والعامة تقول: المأذنة، ج مناور، على القياس ومنائر، مهموز على غير قياس. قال ثعلب: إنما ذلك لأن العرب تشبه الحرف بالحرف، فشبهوا منارة وهي مفعلة، من النور بفتح الميم، بفعالة، فكسروها تكسيرا، كما قالوا: أمكنة، فيمن جعل مكانا من الكون، فعامل الحرف الزائد معاملة الأصلي، فصارت الميم عندهم كالقاف من قذال، ومثله في كلام العرب كثير. قال: وأما سيبويه فحمل ما هو من هذا على الغلط. وقال الجوهري: الجمع مناور، بالواو، لأنه من النور، ومن قال: منائر، وهمز فقد شبه الأصلي بالزائد، كما قالوا مصائب وأصله مصاوب. ونور الصبح تنويرا: ظهر نوره، قال:

وحتى يبيت القوم في الصيف ليلة     يقولون نور صبح والليل عاتـم ومنه حديث مواقيت الصلاة: أنه نور بالفجر ، أي صلاها وقد استنار الأفق كثيرا. والتنوير: وقت إسفار الصبح. نور على فلان: لبس عليه أمره وشبهه وخيل عليه. أو فعل فعل نورة الساحرة، الآتي ذكرها فهو منور، وليس بعربي صحيح. وقال الأزهري: يقال: فلان ينور على فلان، إذا شبه عليه أمرا. وليست هذه الكلمة عربية. نور التمر: خلق فيه النوى، وهو مجاز. واستنار به: استمد نوره، أي شعاعه. والمنار، بالفتح: العلم وما يوضع بين الشيئين من الحدود، وروى شمر عن الأصمعي: المنار: العلم يجعل للطريق، أو الحد للأرضين من طين أو تراب، ومنه الحديث: لعن الله من غير منار الأرض ، أي أعلامها، قيل: أراد من غير تخوم الأرضين، وهو أن يقتطع طائفة من أرض جاره ويحول الحد من مكانه. وفي الحديث عن أبي هريرة: إن للإسلام صوى ومنارا ، أي علامات وشرائع يعرف بها. وهو مجاز. المنار: محجة الطريق، قال الشاعر:

لعك في مناسمها مـنـار     إلى عدنان واضحة السبيل والنار، م، أي معروفة، أنثى، تقال للهيب الذي يبدو للحاسة، نحو قوله تعالى: أفرأيتم النار التي تورون وقد تطلق على الحرارة المجردة، ومنه الحديث: أنه قال لعشرة أنفس فيهم سمرة: آخركم يموت في النار ، قال ابن الأثير: فكان لا يكاد يدفأ، فأمر بقدر عظيمة فملئت ماء وأوقد تحتها واتخذ فوقها مجلسا وكان يصعد بخارها فيدفئه، فبينما هو كذلك خسفت به فحصل في النار، قال فذلك الذي قال له، والله أعلم. وتطلق على نار جهنم المذكورة في قوله تعالى: النار وعدها الله الذين كفروا وقد تذكر، عن أبي حنيفة، وأنشد في ذلك:

فمن يأتنا يلمم بنا في ديارنا       يجد أثرا دعسا ونارا تأججا ورواية سيبويه:

يجد حطبا جزلا ونارا تأججا

صفحة : 3580

ج أنوار، هكذا في سائر النسخ التي بأيدينا، وفي اللسان: أنور ونيران، انقلبت الواو ياء لكسرة ما قبلها، ونيرة، كقردة، هكذا في سائر النسخ وهو غلط، والصواب نيرة، بكسر فسكون ولا نظير له إلا قاع وقيعة، وجار وجيرة، حققه ابن جني في كتاب الشواذ، ونور، بالضم، ونيار، بالكسر، الأخيرة عن أبي حنيفة، وفي حديث سجن جهنم: فتعلوهم نار الأنيار قال ابن الأثير: لم أجده مشروحا ولكن هكذا روي، فإن صحت الرواية فيحتمل أن يكون معناه نار النيران، بجمع النار على أنيار، وأصلها أنوار، لأنها من الواو، كما جاء في ريح وعيد أرياح وأعياد، وهما من الواو. من المجاز: النار: السمة، والجمع كالجمع، كالنورة، بالضم. قال الأصمعي: كل وسم بمكوى فهو نار، وما كان بغير مكوى فهو حرق، وقرع، وقرم، وحز، وزنم، قال أبو منصور: والعرب تقول: ما نار هذه الناقة? أي ما سمتها، سميت نارا لأنها بالنار توسم، وقال الراجز:

حتى سقوا آبالهم بالـنـار     والنار قد تشفى من الأوار أي سقوا إبلهم بالسمة، أي إذا نظروا في سمة صاحبه عرف صاحبه فسقي وقدم على غيره لشرف أرباب تلك السمة وخلوا لها الماء. ومن أمثالهم: نجارها نارها. أي سمتها تدل على نجارها، يعني الإبل، قال الراجز يصف إبلا سماتها مختلفة:

نجار كل إبل نجارهـا      ونار إبل العالمين نارها يقول: اختلفت سماتها لأن أربابها من قبائل شتى، فأغير على سرح كل قبيلة. واجتمعت عند من أغار عليها سمات تلك القبائل. وفي حديث صعصعة بن ناجية، جد الفرزدق: وما نارهما أي ما سمتها التي وسمتا بها، يعني ناقتيه الضالتين، والسمة: العلامة. من المجاز: النار: الرأي، ومنه الحديث: لا تستضيئوا بنار أهل الشرك وفي رواية: بنار المشركين. قال ثعلب: سألت ابن الأعرابي عنه فقال: معناه لا تشاورهم، فجعل الرأي مثلا للضوء عند الحيرة. ونرته، أي البعير: جعلت عليه نارا، أي سمة. والنور والنورة، بفتحهما، النوار، كرمان، جميعا: الزهر، أو النور: الأبيض منه، أي من الزهر، والزهر الأصفر، وذلك أنه يبيض ثم يصفر، ج النور أنوار، والنوار واحدته نوارة. ونور الشجر تنويرا: أخرج نوره. وقال الليث: النور: نور الشجر، والفعل التنوير، وتنوير الشجرة: إزهارها. كأنار، أصله أنور، قلبت واوه ألفا. نور الزرع: أدرك، والتنوير: الإدراك، هكذا سماه خندف بن زياد الدبيري فقال:

سامى طعام الحي حتى نورا وجمعه عدي بن زيد فقال:

وذي تناوير ممعون له صبح      يغذو أوابد قد أفلين أمهارا نور ذراعه تنويرا: إذا غرزها بإبرة ثم ذر عليها النؤور، الآتي ذكره. وأنار النبت: حسن وظهر، من الإنارة، كأنور، على الأصل، ومنه حديث خزيمة: لما نزل تحت الشجرة أنورت ، أي حسنت خضرتها، وقيل: أطلعت نورها. أنار المكان، يتعدى ولا يتعدى، أضاءه، وذلك إذا وضع فيه النور. والأنور: الظاهر الحسن، وبه لقب الإمام أبو محمد الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، لوضاءته، ومنه في صفته صلى الله عليه وسلم: كان أنور المتجرد.، أي نير الجسم، يقال للحسن المشرق اللون: أنور، وهو أفعل من النور. والنورة، بالضم: الهناء، وهو من الحجر يحرق ويسوى منه الكلس ويحلق به شعر العانة. وانتار الرجل وتنور وانتور، حكى الأول ثعلب وأنكر الثاني؛ وذكر الثلاثة ابن سيده، إذا تطلى بها، وأنشد ابن سيده:

أجدكما لم تعلما أن جـارنـا      أبا الحسل بالصحراء لا يتنور

صفحة : 3581

وفي التهذيب: وتأمر من النورة فتقول: انتور يا زيد، وانتر، كما تقول: اقتول واقتل. والنؤور، كصبور: النيلج، وهو دخان الشحم الذي يلتزق بالطست يعالج به الوشم ويحشى حتى يخضر. ولك أن تقلب الواو المضمومة همزة. كذا في اللسان. قلت: ولذا تعر له المصنف في ن-أ-ر وأحاله على هنا. النؤور: حصاة كالإثمد تدق فتسفها اللثة: أي تقمحها من قولك: سففت الدواء. وكن نساء الجاهلية يتشمن بالنؤور، ومنه قول بشر:

كما وشم الرواهش بالنؤور وقال الليث: النؤور: دخان الفتيلة يتخذ كحلا أو وشما. قال أبو منصور: أما الكحل فما سمعت أن نساء العرب اكتحلن بالنؤور، وأما الوشم به فقد جاء في أشعارهم، قال لبيد:

أو رجع واشمة أسف نؤورها     كففا تعرض فوقهن وشامها النؤور: المرأة النفور من الريبة، كالنوار، كسحاب، ج، نور بالضم يقال: نسوة نور، أي نفر من الريبة، والأصل نور، بضمتين، مثل قذال وقذل، فكرهوا الضمة على الواو لثقلها. لأن الواحدة نوار. وهي الفرور، وبه سميت المرأة. ونارت المرأة تنور نورا، بالفتح، ونوارا، بالكسر والفتح: نفرت، وكذلك الظباء والوحش، وهن النور: أي النفر منها. قال مضرس الأسدي وذكر الظباء وأنها كنست في شدة الحر:

تدلت عليها الشمس حتى كأنهـا     من الحر ترمى بالسكينة نورها وقال مالك بن زغبة الباهلي:

أنورا سرع ماذا يا فـروق     وحبل الوصل منتكث حذيق
ألا زعمت علاقة أن سيفي     يفلل غربه الرأس الحلـيق

قال ابن بري: معناه: أنفارا سرع ذا يا فروق، أي ما أسرعه، وذا فاعل سرع، وأسكنه للضرورة، وما زائدة. ومنتكث: منتقض، وحذيق: مقطوع، وعلاقة: اسم محبوبته. قال: وامرأة نوار: نافرة عن الشر والقبيح، والنوار، بالكسر: المصدر، وبالفتح: الاسم، وقيل: النوار: النفار من أي شيء كان. ومن سجعات الأساس: الشيب نور، عنه النساء نور، أي نفر، وقد نارها ونورها واستنارها: نفرها، قال ساعدة بن جؤية يصف ظبية:

بواد حرام لم ترعها حبـالـه     ولا قانص ذو أسهم يستنيرها وبقرة نوار، بالفتح: تنفر من الفحل، ج نور، بالضم. وفي صفة ناقة صالح عليه السلام، هي أنور من أن تحلب. أي أنفر. وفرس وديق نوار: إذا استودقت وهي تريد الفحل، وفي ذلك منها ضعف ترهب عن صولة الناكح. وناروا نورا وتنوروا: انهزموا. ناروا النار من بعيد وتنوروها: تبصروها؛ أو تنوروها: أتوها، قال الشاعر:

فتنورت نارها مـن بـعـيد     بخزازى هيهات منك الصلاء وقال ابن مقبل:

كربت حياة النار للمتنور واستنار عليه: ظفر به وغلبه، ومنه قول الأعشى:

فأدركوا بعض ما أضاعوا       وقاتلوا القوم فاستنـاروا ونورة، بالضم: اسم امرأة سحارة، قال الأزهري: ومنه قولهم لمن فعل فعلها: قد نور. فهو منور، وليست بعربية صحيحة. قلت: ويجوز أن يكون منه مأخذ النوري، بالضم وياء النسبة، للمختلس، وهو شائع في العوام، كأنه يخيل بفعله ويشبه عليهم، حتى يختلس شيئا، والجمع نورة، محركة. ومنور، كمقعد: ع، صحت فيه الواو صحتها في مكورة، للعلمية، قال بشر بن أبي خازم:

أليلى على شط المزار تذكـر      ومن دون ليلى ذو بحار ومنور أو جبل بظهر حرة بني سليم وكذلك ذو بحار، وهما جبلان، كما فسر به الجوهري قول بشر السابق، وقال يزيد بن أبي حارثة:

صفحة : 3582

إني لعمرك لا أصالح طـيئا      حتى يغور مكان دمخ منور

صفحة : 3583

وذو النويرة، كجهينة: لقب عامر بن عبد الحارث، شاعر. وذو النويرة: مكمل بن دوس كمحسن، قواس، إليه نسبت القسي المشهورة. ومتمم بن نويرة بن جمرة التميمي اليربوعي، أسلم مع أخيه، صحابي، ولم يذكر أنه وفد، وهو وأخوه مالك بن نويرة شاعران، وهو أيضا صحابي، وله وفادة، واستعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على صدقات قومه. وقصته مشهورة، قتله خالد بن الوليد زمن أبي بكر فوداه. قاله ابن فهد. قلت: وهما من بني ثعلبة بن يربوع، ولو قال المصنف: ومتمم ومالك ابنا نويرة صحابيان شاعران كان أحسن. ونويرة: ناحية بمصر، عن نصر، ومنها الإمام الفقيه الشهيد الناطق أقضى القضاة أبو القاسم عبد الرحمن بن القاسم بن الحسين بن عبد الله بن محمد بن القاسم بن عقيل العقيلي الهاشمي النويري، استشهد في وقعة الفرنج بدمياط سنة 648، وأبوه القاسم يعرف بالجزولي، وجده الحسين مشهور بابن الحارثية، ووالده عبد الله مشهور بابن القرشية. وهو من بيت علم ورياسه، وفي ولده الخطابة والقضاء والتدريس بالحرمين الشريفين. ولده الفقيه الإمام جمال الدين القاسم أخذ عنه ابن النعمان الميرتلي، وحفيده الفقيه شهاب الدين أحمد بن عبد العزيز بن القاسم النويري، ذكره ابن بطوطة في رحلته. وابنته أم الفضل خديجة، وكمالية ابنة علي بن أحمد، وأخته خديجة، ومحمد بن علي بن أحمد. وولده أبو اليمن محمد؛ الستة حدثوا وأجازوا شيخ الإسلام زكريا، ومحب الدين أبو البركات، وأحمد بن محمد بن أحمد بن عبد العزيز بن القاسم، خطيب الحرمين وقاضيهما، توفي سنة 799 وحفيده الخطيب شرف الدين أبو القاسم أحمد بن محمد بن أحمد، من مشايخ السيوطي؛ وبنته أم الهدى زينب، أجازها تقي الدين بن فهد؛ وابن أخيه نسيم الدين أبو الطيب أحمد بن محمد بن أحمد، أجازه الحافظ السخاوي. وذو المنار ملك من ملوك اليمن، واسمه أبرهة، وهو تبع بن الحارث الرايش بن قيس بن صيفي، وإنما قيل له ذو المنار لأنه أول من ضرب المنار على طريقه في مغازيه ليهتدي بها إذا رجع. وولده ذو الأذعار، تقدم ذكره. وبنو النار: القعقاع، والضنان، وثوب، شعراء بنو عمرو بن ثعلبة قيل لهم ذلك لأنه مر بهم امرؤ القيس بن حجر الكندي أمير لواء الشعراء فأنشدوه شيئا من أشعارهم فقال: إني لأعجب كيف لا يمتلئ عليكم بيتكم نارا من جودة شعركم، فقيل لهم: بنو النار. والمناورة: المشاتمة، قد ناوره، إذا شاتمه. يقال: بغاه الله نيرة، ككيسة، وذات منور، كمقعد، أي ضربة أو رمية تنير وتظهر فلا تخفى على أحد. ومما يستدرك عليه: النور: النار، ومنه قول عمر إذ مر عليه جماعة يصطلون بالنار: السلام عليكم أهل النور، كره أن يخاطبهم بالنار. وقد تطلق النار ويراد بها النور كما في قوله تعالى: إني آنست نارا . وفي البصائر: وقال بعضهم: النار والنور من أصل واحد، وهما كثيرا يتلازمان، لكن النار متاع للمقوين في الدنيا، والنور متاع للمتقين في الدنيا والآخرة، ولأجل ذلك استعمل في النور الاقتباس فقال تعالى: انظرونا نقتبس من نوركم انتهى. ومن أسمائه تعالى النور، قال ابن الأثير: هو الذي يبصر بنوره ذو العماية، ويرشد بهداه ذو الغواية. وقيل: هو الظاهر الذي به كل ظهور. والظاهر في نفسه المظهر لغيره، يسمى نورا. والله نور السماوات والأرض. أي منورهما، كما يقال: فلان غياثنا أي مغيثنا. والإنارة: التبيين والإيضاح، ومنه الحديث: ثم أنارها زيد بن ثابت أي نورها وأوضحها وبينها. يعني به فريضة الجد، وهو مجاز، ومنه أيضا قولهم: وأنار الله برهانه. أي لقنه حجته. والنائرات والمنيرات: الواضحات البينات، الأولى من نار، والثانية من أنار. وذا أنور من ذاك، أي أبين. وأوقد

صفحة : 3584

نار الحرب. وهو مجاز. والنورانية هو النور. ومنار الحرم: أعلامه التي ضربها إبراهيم الخليل، عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، على أقطار الحرم ونواحيه، وبها تعرف حدود الحرم من حدود الحل. ومنار الإسلام: شرائعه، وهو مجاز. والنير كسيد، والمنير: الحسن اللون المشرق. وتنور الرجل: نظر إليه عند النار من حيث لا يراه. وما به نور، بالضم، أي وسم، وهو مجاز. وذو النور: لقب عبد الرحمن بن ربيعة الباهلي، قتلته الترك بباب الأبواب في زمن عمر رضي الله عنه، فهو لا يزال يرى على قبره نور. نقله السهيلي في الروض. قلت: ووجدت في المعجم أنه لقب سراقة بن عمرو، وكان أنفذه أبو موسى الأشعري على باب الأبواب. فانظره. ونار المهول: نار كانت للعرب في الجاهلية يوقدونها عند التحالف، ويطرحون فيها ملحا يفقع، يهولون بذلك تأكيدا للحلف. ونار الحباحب: مر في موضعها. والنائرة: العداوة والشحناء والفتنة الحادثة. ونار الحرب ونائرتها: شرها وهيجها. وحرة النار لبني عبس، تقدم ذكرها في الحرار. وزقاق النار بمكة. وذو النار: قرية بالبحرين لبني محارب بن عبد القيس. قاله ياقوت. وقال زيد بن كثوة: علق رجل امرأة فكان يتنورها بالليل، والتنور مثل التضوء، فقيل لها: إن فلانا يتنورك، لتحذره فلا يرى منها إلا حسنا، فلما سمعت ذلك رفعت مقدم ثوبها ثم قابلته وقالت: يا متنورا هاه. فلما سمع مقالتها وأبصر ما فعلت، قال: فبئسما أرى هاه. وانصرفت نفسه عنها. فضربت مثلا لكل من لا يتقي قبيحا ولا يرعوي لحسن. وذو النويرة: لقب كعب بن خفاجة بن عمرو بن عقيل بن كعب، بطن. ومنارة بن عوف بن الحارث بن جفنة: بطن. ومنارة أيضا بطن من غافق، منهم إياس بن عامر المناري، شهد مع علي مشاهده. ومحمد بن المستنير النحوي هو قطرب، حدث عنه محمد بن الجهم. ومستنير بن عمران الكوفي. ومستنير بن أخضر بن معاوية بن قرة، عن أبيه. وعبد اللطيف بن نوري، قاضي تبريز، سمع كتاب شرح السنة للبغوي من حفدة العطاردي. ذكره ابن نقطة. ومحمد بن النور البلخي، بالضم، روى عن السلفي بالإجازة. ومحمد بن محمود النوراني، ذكره أبو سعد الماليني. والنورية: قرية بالسواد، منها الحسين بن عبد الله، وإبراهيم بن منصور، وأحمد بن محمد بن مخلد، وحفيده أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن أحمد، النوريون، محدثون. وإسماعيل بن سودكين النوري، تلميذ ابن عربي، نسب إلى نور الدين الشهيد. وروضة النوار، كرمان، حجازية. والنوار، كسحاب: موضع نجدي. والمنور، كمعظم: لقب شيخنا العلامة الشهيد أبي عبد الله محمد بن عبد الله بن أيوب التلمساني، أخذ عن أبي عبد البر محمد بن محمد المرابط الدلائي؛ ومحمد بن عبد الرحمن بن زكرى، وأبي العباس أحمد بن مبارك بن سعيد الغيلاني، والمحدث المعمر علي بن أحمد بن عبد الله الخياط الفاسي الحرشي؛ وأجازه من فاس محمد بن عبد السلام بناني الكبير، ومحمد بن عبد الرحمن بن عبد القادر صاحب المنح، توفي بمصر بعد رجوعه من الحج في نهار الأحد 13 شوال من شهور سنة 1172 رحمه الله تعالى. ومنارة الإسكندر بالإسكندرية من عجائب الدهر، ذكرها أهل التاريخ. ومنارة الحوافر في رستاق همذان في ناحية يقال لها ونجر، بناها سابور بن أردشير، ارتفاعها خمسون ذراعا، في استدارة ثلاثين ذراعا. ولشعراء همذان فيها أشعار متداولة. ومنارة القرون: بطريق مكة، قرب واقصة، بناها السلطان جلال الدين ملك شاة ابن ألب أرسلان المتوفى سنة 485 اقتداء بسابور. قال ياقوت: وهي باقية مشهورة إلى الآن. وإقليم المنارة بالأندلس، قرب شذونة. ومنارة أيضا من ثغور سرقسطة. ومنيرة، بضم فكسر: موضع في عقيق المدينة، ذكره الزبير.

صفحة : 3585

والمنيرة: قرية باليمن، سمعت بها الحديث على الفقيه المعمر مسادي بن إبراهيم الحشيبري، رضي الله عنه.رة: قرية باليمن، سمعت بها الحديث على الفقيه المعمر مسادي بن إبراهيم الحشيبري، رضي الله عنه.

ن-ه-ر
النهر، بالفتح ويحرك: مجرى الماء، وهذا قول الأكثر، وقيل هو الماء نفسه، وصريح المصباح أنه حقيقة في الماء مجاز في الأخدود، قاله شيخنا. ج أنهار ونهر، بضم فسكون، ونهور وأنهر. وأنشد ابن الأعرابي.

سقيتن ما زالت بكرمان نخلة     عوامر تجري بينكن نهـور والنهريون: أبو البركات عبد الله بن علي بن محمد، عن عاصم بن الحسن، وعنه ابن طبرزد، وأبوه علي بن محمد كان فقيها حنبليا، من أقران أبي الوفاء علي بن عقيل. أبو غالب أحمد بن عبيد الله، عن محمد بن الحسين الحراني، وعنه أبو العلاء العطار الهمذاني المحدثان، وعلي بن حسن بن ميمون الشاعر المعروف بالسمسمي وفاته: أزهر بن عبد الوهاب بن أحمد بن حمزة النهري، من أهل نهر القلائين وأولاده, وأبو البركات ابن الأنماطي يقال له النهري أيضا، قاله الحافظ. ونهر النهر، كمنع، ينهره نهرا: حفره وأجراه. ونهر الرجل ينهره نهرا: زجره، كانتهره، قال الله تعالى: وأما السائل فلا تنهر . وفي الحديث: من انتهر صاحب بدعة ملأ الله قلبه أمنا وإيمانا، وآمنه الله من الفزع الأكبر ، وقال الشاعر:

لا تنهرن غريبا طـال غـربـتـه      فالدهر يضربه بالذل والمـحـن
حسب الغريب من البلوى ندامتـه       في فرقة الأهل والأحباب والوطن

وفي التهذيب: نهرته وانتهرته، إذا استقبلته بكلام تزجره عن خبر. واستنهر النهر، إذا أخذ لمجراه موضعا مكينا. وكل كثير جرى فقد نهر واستنهر. والمنهر، كمقعد: موضع في النهر يحتفره الماء، وفي التهذيب: موضع النهر. المنهر: شق، وفي بعض الأصول: خرق في الحصن نافذ يجري منه، وفي بعض الأصول، يدخل فيه ماء، وفي بعض النسخ، الماء، ومنه حديث عبد الله بن سهل أنه قتل وطرح في منهر من مناهر خيبر. المنهرة، بهاء: فضاء بين أفنية القوم. وفي الأساس: أمام دارهم للكناسات تلقى فيه. يقال: حفر البئر حتى نهر، كمنع وسمع، أي بلغ الماء، مشتق من النهر، هكذا في التهذيب. كأنهر، نقله الصاغاني، يقال: حفرت حتى نهرت وأنهرت، أي انتهيت إلى الماء. والنهر، محركة: السعة والضياء، وبه فسر بعضهم قوله تعالى: إن المتقين في جنات ونهر أي لأن الجنة ليس فيها ليل، إنما هو نور يتلألأ. وقال ثعلب: نهر: جمع نهر، وهو جمع الجمع للنهار. ويقال: هو واحد نهر، كما يقال شعر وشعر. ونصب الهاء أفصح. وقال الفراء: في جنات ونهر معناه أنهار، كقوله عز وجل ويولون الدبر أي الأدبار. وقال أبو إسحاق نحوه، وأن الاسم الواحد يدل على الجميع، فيجتزأ به عن الجميع، ويعبر بالواحد عن الجمع. ونهر نهر، ككتف: واسع. قال أبو ذؤيب:

أقامت به فابتنت خـيمة      على قصب وفرات نهر ورواه الأصمعي. وفرات نهر، على البدل. وكذلك ماء نهر، أي كثير. وأنهره، أي النهر: وسعه. والذي في أصول اللغة: وأنهر الطعنة: وسعها. قال قيس بن الخطيم يصف طعنة:

ملكت بها كفي فأنهرت فتقهـا      يرى قائم من دونها ما وراءها

صفحة : 3586

ويقال: طعنه طعنة أنهر فتقها، أي وسعه. أنهر الدم: أظهره وأساله وصبه بكثرة، ومنه الحديث: أنهروا الدم بما شئتم إلا الظفر والسن وفي حديث آخر ما أنهر الدم فكل وهو مجاز، شبه خروج الدم من موضع الذبح بجري الماء في النهر. أنهر العرق: لم يرقأ دمه، ومعناه: سال مسيل النهر، كانتهر، وهذه عن الصاغاني. حفر فلان بئرا فأنهر: لم يصب خيرا، عن اللحياني. أنهرت المرأة: سمنت، نقله الصاغاني. أنهر الدم: سال سيل النهر. والنهير من الماء: الكثير، والنهيرة: الناقة الغزيرة، عن ابن الأعرابي وأنشد:

حندلس غلباء مصباح البكـر     نهيرة الأخلاف في غير فخر والنهار، كسحاب اسم، وهو ضد الليل. والنهار اسم لكل يوم، والليل اسم لكل ليلة، لا يقال نهار ونهاران، ولا ليل وليلان، إنما واحد النهار يوم وتثنيته يومان، وضد اليوم ليلة، هكذا رواه الأزهري عن أبي الهيثم، واختلف فيه فقال أهل الشرع: النهار هو ضياء ما بين طلوع الفجر إلى غروب الشمس، أو من طلوع الشمس إلى غروبها، وهذا هو الأصل. قال بعضهم: هو انتشار ضوء البصر وافتراقه. وفي اللسان: واجتماعه، بدل: وافتراقه. وفي بعض النسخ: أو انتشار. ج أنهر، عن ابن الأعرابي، هكذا في النسخ. وفي بعض الأصول: أنهرة، ونهر، بضمتين، عن غيره: أو لا يجمع، كالعذاب والسراب، وهذه عبارة الجوهري، وقال بعد ذلك: فإن جمعت قلت في قليله: أنهر، وفي الكثير: نهر، مثل سحاب وسحب، قال شيخنا: وقد سبق للمصنف في عذاب أن جمعه أعذبة، وهو قياسي، كطعام وأطعمة، وشراب وأشربة، انتهى، وأنشد ابن سيده:

لولا الثريدان لمتنا بالضمر     ثريد ليل وثريد بالنـهـر ورجل نهر، ككتف: صاحب نهار، على النسب، كما قالوا: عمل وطعم وسته، قال:

لست بليلي ولكني نهر قال سيبويه: قوله: بليلي، يدل على أن نهرا على النسب، حتى كأنه قال: نهاري. ورجل نهر، أي صاحب نهار يغير فيه، قال الأزهري: وسمعت العرب تنشد:

إن تك ليليا فإنـي نـهـر      متى أتى الصبح فلا أنتظر قال ابن بري: وصوابه على ما أنشده سيبويه:

لست بليلي ولكني نهـر      لا أدلج الليل ولكن أبتكر وقد أنهر: صار في النهار. قالوا: نهار أنهر، ونهر، ككتف كذلك كلاهما مبالغة، كليل أليل. والنهار: فرخ القطا والغطاط، أو ذكر البوم، أو ولد الكروان، أو ذكر الحبارى، ج أنهرة ونهر، وأنثاه الليل. وقال الجوهري: والنهار فرخ الحبارى، ذكره الأصمعي في كتاب الفرق، والليل: فرخ الكروان، حكاه ابن بري عن يونس بن حبيب، قال: وحكى التوزي عن أبي عبيدة: أن جعفر بن سليمان قدم من عند المهدي فبعث إلى يونس بن حبيب فقال: إني وأمير المؤمنين اختلفنا في بيت الفرزدق وهو:

والشيب ينهض في السواد كأنه      ليل يصيح بجانبـيه نـهـار

صفحة : 3587

ما الليل والنهار? فقال له: الليل هو الليل المعروف وكذلك النهار، فقال جعفر: زعم المهدي أن الليل فرخ الكروان، والنهار فرخ الحبارى. قال أ[و عبيدة: القول عندي ما قال يونس، وأما الذي ذكره المهدي فمعروف في الغريب، ولكن ليس هذا موضعه، قال ابن بري: قد ذكر أهل المعاني أن المعنى على ما قاله يونس وإن كان لم يفسره تفسيرا شافيا، وأنه لما قال ليل يصيح بجانبيه نهار، فاستعار للنهار الصياح، لأن النهار لما كان آخذا في الإقبال والإقدام، والليل آخذ في الإدبار، صار النهار كأنه هازم والليل كأنه مهزوم، ومن عادة الهازم أنه يصيح على المهزوم. والنهروان، بفتح النون وتثليث الراء وبضمهما، وأكثر ما يجري على الألسنة بكسر النون، وهو خطأ وهي ثلاث قرى: أعلى وأوسط وأسفل، هن بين واسط وبغداد وهي كورة واسعة من الجانب الشرقي، حدها الأعلى متصل ببغداد، وفيها عدة بلاد متوسطة، منها إسكاف وجرجرايا والصافية ودير قنى، وكان بها وقعة لأمير المؤمنين علي رضي الله عنه مع الخوارج مشهورة. قال ياقوت، وهو الآن خراب ومدنه وقراه تلال يراها الناس بها والحيطان قائمة لاختلاف السلاطين وقتالهم في أيام السلجوقية. وكان في ممر العساكر فجلا عنه أهله واستمر خرابه. وقد خرج منها جماعة من العلماء والمحدثين. وبالمغرب موضع يسمى النهروان، نقله ياقوت، عن أبي عبد الله الحميدي في قصة ذكرها، والناهور: السحاب، قال الشاعر:

كأنها بهـثة تـرعـى بـأقـرية      أو شقة خرجت من جوف ناهور ويروى ساهور، وهو القمر، وقد ذكر في موضعه. والأنهران: العواء والسماك، سميا لكثرة مائهما، نقله الأزهري عن العرب. ونهار بن توسعة شاعر من بكر بن وائل، وهو نهار بن توسعة بن تميم، من ولد الحارث بن تيم الله بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل. ووقع في اللسان: شاعر من تميم. وهو غلط، وصوابه ما ذكرنا. وانتهر بطنه: استطلق، هكذا في سائر النسخ وهو قول أبي الجراح أنهر بطنه، إذا جاء مثل مجيء النهر. والناهر والنهر ككتف: العنب الأبيض. قال ابن الأعرابي: النهرة: الدعوة، هكذا في نسخ الكتاب، والصواب الدغرة، بالعين معجمة والراء كما ضبطه الصاغاني، قال: هي الخلسة. ومما يستدرك عليه: نهر الماء: جرى في الأرض. ونهر الرجل نهرا: أغار في النهار. ونهار اسم رجل، وهو نهار بن عبد الله العبدي، تابعي، عداده في عبد القيس، يروي عن أبي سعيد الخدري. والنهاري: الطعام يؤكل أول النهار. وبنو النهاري: قبيلة من الأشراف باليمن، منهم محمد بن عمر بن موسى بن محمد بن علي بن يوسف النهاري الملقب بقمر الصالحين، المدفون في الرباط المنسوب إليه بجبل تعار. ونهر بن منصور المعافري أبو المفرج، شيخ لابن وهب، ذكره ابن يونس، ونهر بن زيد بن ليث القضاعي، ينسب إليه النهريون المذكورون. وفي همدان: نهر بن مرهبة بن دعام، وفي عبد القيس صباح بن نهر. والرائش بن نهار: شاعر من كلب، من بني عبد الله بن كنانة. ونهران: من قرى اليمن، من أعمال ذمار. وأما الأنهار التي لا تعرف إلا بذكر النهر، من محلة أو قرية أو مدينة ونسب إليها المحدثون والعلماء والرواة فإنها اثنان وثمانون نهرا، أوردها ياقوت في المعجم، وقد ذكرنا كلا منها فيما يناسب من محل إيراده.

ن-ه-ب-ر

صفحة : 3588

النهابر والنهابير: المهالك وكذلك الهنابير، وقيل: النهابر مقصور من النهابير. النهابر والنهابير: ما أشرف من الأرض، وقيل النهابير والهنابير: ما أشرف من حبال الرمل، ومنه قول عمرو بن العاص لعثمان، رضي الله عنهما، إنك قد ركبت بهذه الأمة نهابير من الأمور فركبوها منك، وملت بهم فمالوا بك. اعدل أو اعتزل. يعني بالنهابير أمورا شدادا صعبة. شبهها بنهابير الرمل لأن المشي يصعب على من ركبها. النهابير: الحفر بين الآكام، الواحدة نهبرة ونهبورة، بضمهما، وكذلك نهبور، وقال الشاعر:

ودون ما تطلبه يا عامر      نهابر من دونها نهابر وفي الحديث: من كسب مالا من نهاوش أنفقه في نهابر . أي من اكتسب مالا من غير حله أنفقه في غير طريق حله. قال أبو عبيد: النهابر هنا المهالك، أي أذهبه الله في مهالك وأمور متبددة. ويقال: غشيت بي النهابير، أي حملتني على أمور شديدة صعبة. قال شيخنا: وزعم قوم أن نهابر، في الحديث، بضم النون، وليس كذلك، بل الصواب أنه بالفتح. قيل: النهابر: جهنم أعاذنا الله تعالى منها، وقول نافع بن لقيط:

ولأحملنك على نهابر إن تثب     فيها وإن كنت المنهت تعطب يكون النهابر فيه أحد هذه الأشياء. في الحديث: لا تتزوجن نهبرة ولا شهبرة النهبرة من النساء: الطويلة المهزولة، أو هي المشرفة على الهلاك، من النهابر: المهالك، وأصلها حبال من رمل صعبة المرتقى.

ن-ه-ت-ر
نهتر، أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: نهتر فلان علينا، أي تحدث بالكذب، ومثله في اللسان، وفي التكملة : تحدث فكذب.

ن-ه-ث-ر
النهثرة، بالمثلثة، أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وقال ابن دريد: هو ضرب من المشي، كذا في التكملة، ومثله في تهذيب ابن القطاع.

ن-ه-س-ر
النهسر، كجعفر، أهمله الجوهري، وهو الذئب، كذا في اللسان، أو ولده من الضبع، وهذه عن الصاغاني. النهسر: الخفيف السريع من الرجال. النهسر: الحريص الأكول للحم، نقله الصاغاني. ونهسر اللحم: قطعه، كذا في التكملة، وقال ابن القطاع: جذبه بفيه، وأنشد الصاغاني للكميت:

ونحن تركنا جندلا يوم جـنـدل      يحوم عليه المضرحي المنهسر نهسر الطعام نهسرة: أكله بحرص.

ن-ي-ر
النير، بالكسر: القصب والخيوط إذا اجتمعت. والنير: العلم. وفي الصحاح علم الثوب. قال ابن سيده: ج أنيار، وفي حديث عمر أنه كره النير وهو العلم في الثوب. وروي عن ابن عمر أنه قال: لولا أن عمر نهى عن النير لم نر بالعلم بأسا ولكنه نهى عن النير، وهي الخيوط والقصبة إذا اجتمعتا،، فإذا تفرقتا سميت الخيوطة خيوطة، والقصبة قصبة، وإن كانت عصا فعصا. ونرت الثوب، بكسر النون، أنيره نيرا، بالفتح، ونيرته وأنرته، وهنرته أهنيره إهنارة وهو مهنار، على البدل، حكى الفعل والمصدر اللحياني عن الكسائي: جعلت له نيرا، أي علما. النير: هدب الثوب، عن ابن كيسان، وأنشد بيت امرئ القيس:

فقمت بها تمشي تجر وراءنا     على أثرينا نير مرط مرحل

صفحة : 3589

قال الجوهري: نير الثوب: لحمته، وقد أناره ونيره، إذا ألحمه. النير أيضا: الخشبة المعترضة التي على عنق الثور بأداتها، ج أنيار، ونيران، شامية، وفي التهذيب: على عنقي الثورين المقرونين للحراثة، وهو نير الفدان. من المجاز: النير: جانب الطريق وصدره، تشبيها بعلم الثوب. أو أخدود واضح في الطريق، قاله ابن سيده. وقيل: نير الطريق: ما يتضح منه. وقال الأزهري: الطرة من الطريق تسمى النير، تشبيها بنير الثوب، وهو العلم في الحاشية، وأنشد بعضهم في صفة طريق:

على ظهر ذي نيرين أما جنابه      فوعث وأما ظهره فموعـس النير: ة ببغداد، منها أبو جعفر أحمد بن عبد الله بن أحمد بن العباس بن سالم بن مهران البزاز البغدادي المحدث عن أبي سعيد الأشج، وعنه ابن شاهين وابن المظفر، مات سنة 325. قال الجوهري: النير جبل لبني غاضرة، وأنشد الأصمعي:

أقبلن من نير ومن سواج     بالقوم قد ملوا من الإدلاج قلت: وهو بأعلى نجد، شرقيه لغني بن أعصر وغربيه لغاضرة، وهو ابن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن، وحذاءه الإحساء، بواد يقال له ذو بحار. وقال أبو هلال الأسدي، وفيه دلالة على أنه لغاضرة أسد:
أشاقتك الشمائل والجـنـوب     ومن علو الرياح لها هبوب
أتتك بنفحة من شيح نـجـد      تضوع والعرار بها مشوب
وشمت البارقات فقلت جيدت      جبال النير أو مطر القليب

صفحة : 3590

وبالنير قبر كليب بن وائل، على ما أخبرنا بعض طيئ على الجبلين، قال: وهو قرب ضرية. فاله ياقوت. وثوب منير، كمعظم: منسوج على نيرين، عن اللحياني، أي على خيطين، وهو الذي فارسيته دو بود، فبود: الخيط ودو الاثنين، وعربوه فقالوا: ديابوذ، وقد تقدم في الذال المعجمة، ويقال له أيضا بالفارسية: دوباف، ويقال له في النسج: المتاءمة، وهو أن ينار خيطان معا ويوضع على الحفة خيطان وأما ما نير خيطا واحدا فهو المسحل، فإذا كان خيط أبيض وخيط أسود فهو المقاناة، وإذا نسج على نيرين كان أصفق وأبقى. من المجاز: ناقة ذات نيرين وأنيار: مسنة وفيها بقية، وربما استعمل في المرأة، وقيل: ناقة ذات نيرين، إذا حملت شحما على شحم كان قبل ذلك، وأصل هذا من قولهم: ثوب ذو نيرين، إذا نسج على خيطين. وفي الأساس: ناقة ذات نيرين وذات أنيار: عليها سحائف من شحم. وفي التكملة: ناقة ذات أنيار، أي كثيفة اللحم. وفي كلام المصنف قصور من وجوه. وأنار به: صات به، نقله الصاغاني. المنير، كمعظم: الجلد الغليظ المتين، كالثوب ذي النيرين، وهو مجاز. وأبو بردة هانئ بن نيار بن عمرو، ككتاب، من قضاعة، حليف الأنصار، وهو خال البراء بن عازب، ونيار بن ظالم بن عبس، شهد أحدا مع أبيه، ونيار بن مسعود بن عبدة، قال الطبري: شهد أحدا مع أبيه. ونيار بن مكرم الأسلمي ضبط والده بكسر الراء وبفتحها، ونيار هذا أحد من دفن عثمان في الليل، وله رواية، صحابيون. من المجاز: هذا أنير منه، أي أوضح منه، هنا ذكره الصاغاني، وصواب ذكره في الواو، لأن ياءه منقلبة عن واو، وقد أشرنا إليه هناك. وبينهم منايرة، أي شر، هكذا نقله الصاغاني، والذي في اللسان: النائرة: الحقد والعداوة. وقال الليث: النائرة: الكائنة تقع بين القوم. وقال غيره: بينهم نائرة، أي عداوة. قلت: وقد تقدم للمصنف في ن أ ر : نأرت نائرة: هاجت هائجة، وهو يشير إلى ما قاله الليث، وهمزتها منقلبة عن الياء. ومما يستدرك عليه: النير، بالفتح، لغة في الكسر، وقال بعض الأغفال:

تقسم اسـتـيا لـهـا بـنـير     وتضرب الناقوس وسط الدير وعن ابن الأعرابي: يقال للرجل: نر نر، إذا أمرته بعمل علم المنديل. والنيرة، بالكسر: من أدوات النساج ينسج بها، وهي الخشبة المعترضة. ويقال للرجل: ما أنت بستاة ولا لحمة ولا نيرة ولا حفة، يضرب لمن لا يضر ولا ينفع. ويقال: لست في هذا الأمر بمنير ولا ملحم. ويقال: هو يسدي الأمور وينيرها. وهو مجاز. وقال الكميت:

فما تأتوا يكن حسنا جميلا      وما تسدوا لمكرمة تنيروا يقول: إذا فعلتم فعلا أبرمتموه، وأنشد ابن بزرج:

ألم تسأل الأحلاف كيف تبدلوا      بأمر أناروه جميعا وألحموا يقال: نائر، وناروه، ومنير، وأناروه. ويقال: رجل ذو نيرين، إذا كان قوته وشدته ضعف شدة صاحبه. وهو مجاز، قال الطرماح:

عدا عن سليمى أنني كل شارق      أهز لحرب ذات نيرين ألتـي

صفحة : 3591

والنائر: الملقي بين الناس الشرور. وأبو حامد أحمد بن علي بن نيار، كشداد ، محدث. وأطم نيار، ككتاب، بالمدينة في بيوت أبي مجدعة من الأنصار، نسبت إلى والد أبي بردة المذكور. وأبو الحسن علي بن محمد بن الحسن بن النيار، كشداد، البغدادي، شيخ الشيوخ، روى عنه الدمياطي، ذبح بدار الخلافة في وقعة التتار. والمنير، كمحدث: لقب شيخنا الصفي المعمر محمد بن أحمد بن حسن السمنودي، لقي أبا العز العجمي، وسمع على أبي عبد الله محمد بن شرف الدين الخليلي، وتلا بالسبع على محمد البقري. ونيروه، بالفتح فالسكون: من قلاع ناحية الزوزان لصاحب الموصل.