الباب العاشر: باب الراء - الفصل السادس والعشرون: فصل الواو مع الراء: الجزء الأول

فصل الواو مع الراء

الجزء الأول

و-أ-ر
وأره يئره وأرا وإرة، كوزنه يزنه وزنا وزنة: أفزعه، وفي بعض الأصول المصححة: فزعه وذعره، قال لبيد يصف ناقته:

تسلب الكانس لم يوأر بهـا     شعبة الساق إذا الظل عقل وأره: ألقاه في شر، وفي بعض الأصول: على شر، كوأره توئيرا، وهذه عن أبي زيد، كما نقله الصاغاني. وأر النار ووأر لها وأرا وإرة: عمل لها إرة أي موقدا. واستوأرت الإبل: تتابعت على نفار، وقيل: هو نفارها في السهل، وكذلك الغنم والوحش، قال أبو زيد: هذا إذا نفرت الإبل فصعدت الجبل، وإذا كان نفارها في السهل قيل: استأورت. قال: وهذا كلام بني عقيل. قال الشاعر:

ضممنا عليهم حجرتيهم بصـادق      من الطعن حتى استأوروا وتبددوا والإرة، كعدة: النار نفسها، عن ابن الأعرابي، قيل: موقدها، كالوأرة، بالضم، على وزن الوعرة، ج إرات وإرون، على ما يطرد في هذا النحو، ولا يكسر. قال أبو حنيفة: الوأرة: حفرة الملة، والجمع وأر، مثل وعر. قال: منهم من يقول أور مثل عور، صيروا الواو لما انضمت همزة، وصيروا الهمزة التي بعدها واوا؛ ومن الغريب أن السليمانيين من أهل كابل يسمون النار أورا. الإرة: لحم يطبخ في كرش، ومنه الحديث: أهدي لهم إرة وقال أبو عمرو: هو الإرة والقديد والمشنق والمشرق والمتمر والمفرند والوشيق. وأوأره: نفره. وأوأره: أعلمه، نقلهما الصاغاني. والوئار الممدرة ككتاب: محافر الطين الذي تلاط به الحياض، وفي بعض الأصول: مخاض الطين، وأنشد الأزهري:

بذي ودع يحل بكل وهد     روايا الماء يظلم الوئارا وأرض وئرة كفرحة: كثيرة، وفي بعض الأصول: شديدة الأوار، وهو الحر، مقلوب، قال الليث: يقال من الإرة وأرت إرة. والوائر: الفزع، أي ككتف عن ابن الأعرابي. ومما يستدرك عليه: الإرة: شحمة السنام؛ والإرة: استعار النار وشدتها؛ والإرة: الخلع. كل ذلك عن ابن الأعرابي. ويريد بالخلع أن يغلى اللحم والخل إغلاء. ثم يحمل في الأسفار. والإرة: العداوة، قال:

لمعالج الشحناء ذي إرة وقال أبو عبيد: الإرة: الموضع الذي تكون فيه الخبزة، قال وهي الملة. وقال غيره: الإرة: الموؤرة: مستوقد النار تحت الحمام وتحت أتون الجرار. إذا حفرت حفرة لإيقاد النار يقال: وأرتها أئرها وأرا وإرة.

و-ب-ر

صفحة : 3592

الوبر، محركة: صوف الإبل والأرانب ونحوها. ج أوبار، قال أبو منصور: وكذلك وبر السمور والثعالب والفنك، الواحد وبرة. وقد وبر البعير، بالكسر، وهو وبر وأوبر: كثير الوبر، وهي وبرة ووبراء، وفي الحديث: أحب إلي من أهل الوبر والمدر أي أهل البوادي والمدن والقرى، وهو من وبر الإبل لأن بيوتهم يتخذونها منه. وبنات أوبر: ضرب من الكمأة مزغب. وقال أبو حنيفة: بنات أوبر: كمأة كأمثال الحصى صغار، وهي رديئة الطعم، وهي أول الكمأة، وقال مرة: هي مثل الكمأة وليست بكمأة. وقال الأصمعي: يقال للمزغبة من الكمأة بنات أوبر، واحدها ابن أوبر، وهي الصغار. وقال أبو زيد: بنات الأوبر كمأة صغار مزغبة بلون التراب، وأنشد:

ولقد جنيتك أكمؤا وعساقلا     ولقد نهيتك عن بنات الأوبر يقال: لقيت منه بنات أوبر، أي الداهية، نقله الصاغاني. من المجاز: وبر رأل النعام توبيرا: ازلغب، نقله الصاغاني والزمخشري. من المجاز: وبر الرجل توبيرا: تشرد وتوحش فصار مع الوبر في التوحش، قال جرير:

فما فارقت كندة عن تراض     وما وبرت في شعبى ارتعابا أو وبر توبيرا، أقام في منزله حينا لا يبرح، وفي التهذيب فلم يبرح، وبر الأيل - بفتح الهمزة وتشديد التحتية المكسورة - أو الثعلب في عدوه توبيرا: إذا مشى على وبر قوائمه في الحزونة، ضد السهولة من الأرض، ليخفى أثره فلا يتبين، وقال الزمخشري: لئلا يقتص أثره؛ ويقال: وبرت الأرنب في عدوها، إذا جمعت براثنها لتعفي أثرها، قال أبو منصور: والتوبير: أن تتبع المكان الذي لا يستبين أثرها فيه لصلابته. وذلك أنها إذا طلبت نظرت إلى صلابة من الأرض وحزن فوثبت عليه لئلا يستبين أثرها لصلابته، قيل: وإنما يوبر من الدواب الأرنب وعناق الأرض أو الوبرة. قلت: وهو قول أبي زيد، ونصه: إنما يوبر من الدواب الأرنب وشيء آخر لم نحفظه. وفي التهذيب: إنما يوبر من الدواب التفه وعناق الأرض والأرنب. والوبرة التي ذكرها المصنف يحتمل أن تكون عي التفه الذي ذكره الأزهري، أو غيره، وسيبينه قريبا في كلامه. والوبر، بالفتح: يوم من أيام العجوز السبعة التي تكون في آخر الشتاء، وقيل: إنما هو وبر، بلا لام، تقول العرب: صن وصنبر وأخيهما وبر. وقد يجوز أن يكونوا قالوا ذلك للسجع لأنهم قد يتركون للسجع أشياء يوجبها القياس. الوبر، بالفتح دويبة كالسنور غبراء أو بيضاء من دواب الصحراء حسنة العينين شديدة الحياء تكون بالغور. وقال الجوهري: هي طحلاء اللون ليس لها ذنب، تدجن في البيوت، وهي بهاء، قال: وبه سمي الرجل وبرة، وفي حديث مجاهد: في الوبر شاة يعني إذا قتلها المحرم لأن لها كرشا وهي تجتر. وقال ابن الأعرابي: يقال: فلان أسمج من مخة الوبر. قال: والعرب تقول: قالت الأرنب للوبر: وبر وبر، عجز وصدر، وسائرك حقر نقر. فقال لها الوبر: أران أران، عجز وكتفان، وسائرك أكلتان. ج وبور ووبار ووبارة وإبارة، بقلب الواو همزة. ويقال: فلان أذم من الوبارة. وأم الوبر: امرأة، قال الراعي:

بأعلام مركوز فعنز فغرب     مغاني أم الوبر إذ هي ماهيا والوبراء: نبات مزغب. وقال الصاغاني: عشبة غبراء مزغبة ذات قصب وورق. وبار كقطام، وقد يصرف جاء ذلك في شعر الأعشى كما أنشده سيبويه:

ومر دهر على وبار     فهلكت جهرة وبار

صفحة : 3593

قال الأزهري: والقوافي مرفوعة، قال الليث: وبار: أرض كانت من محال عاد، بين اليمن ورمال يبرين، سميت بوبار بن إرم بن سام بن نوح. وقال ابن الكلبي: وبار بن أميم بن لاوذ بن سام. ومذهب شيخ الشرف النسابة أن وبارا وجرهما ابنا فالغ بن عابر، ثم قال الليث: لما أهلك الله تعالى أهلها عادا ورث محلتهم وديارهم الجن فلا ينزلها، ونص الليث: فلا يتقاربها أحد منا، أي الناس. وقال محمد بن إسحاق بن يسار: وبار: بلدة يسكنها النسناس. وقيل: هي ما بين الشحر إلى صنعاء، أرض واسعة زهاء ثلاثمائة فرسخ في مثلها؛ وقيل: هي بين حضرموت والسبوب. وفي كتاب أحمد بن محمد الهمداني: وباليمن أرض وبار، وهي فيما بين نجران وحضرموت، وما بين بلاد مهرة والشحر. والأقوال متقاربة. وهي الأرض المذكورة في القرآن في قوله تعالى: أمدكم بأنعام وبنين وجنات وعيون قال الهمداني: وكانت وبار أكثر الأرضين خيرا وأخصبها ضياعا وأكثرها مياها وشجرا وتمرا، فكثرت بها القبائل حتى شحنت بها أرضوهم، وعظمت أموالهم، فأشروا وبطروا وطغوا؛ وكانوا قوما جبابرة ذوي أجسام فلم يعرفوا حق نعم الله تعالى، فبدل الله خلقهم وصيرهم نسناسا، للرجل والمرأة منهم نصف رأس ونصف وجه، وعين واحدة، ويد واحدة، ورجل واحدة، فخرجوا على وجوههم يهيمون ويرعون في تلك الغياض إلى شاطئ البحر كما ترعى البهائم، وصار في أرضهم كل نملة كالكلب العظيم، تستلب الواحدة منها الفارس عن فرسه فتمزقه. ويروى عن أبي المنذر هشام بن محمد أنه قال: قرية وبار كانت لبني وبار، وهم من الأمم الأول، منقطعة بين رمال بني سعد وبين الشحر ومهرة، ويزعم من أتاها أنهم يهجمون على أرض ذات قصور مشيدة ونخل ومياه مطردة ليس بها أحد. ويقال إن سكانها الجن ولا يدخلها إنسي إلا ضل. يقال: ما به وابر، أي أحد. قال ابن سيده: لا يستعمل إلا في النفي، وأنشد غيره:

فأبت إلى الحي الـذين وراءهـم      جريضا ولم يفلت من الجيش وابر

صفحة : 3594

والوبار ككتاب: شجرة حامضة شاكة تكون بتبالة، نقله الصاغاني ولكن لم يقل: شاكة، وكأن المصنف زاده لبيان التسمية، كأن شوكها الصغير مثل الوبر، وتبالة: أرض معروفة. ووبر يبر، كوعد يعد: أقام، كوبر توبيرا، نقله الصاغاني، وهو بعينه مر في كلام المصنف قريبا، وبر توبيرا: أقام في منزله لا يبرح، فلو قال هناك: كوبر وبرا، كان أحسن، ولكن مثل هذا يرتكبه كثيرا في كتابه، فيظن الظان أنهما متغايران. ووبرة، محركة: ة باليمامة، وهو واد فيه نخل بها. قاله الحفصي. وبرة بن مشهر، كمعظم، ويقال: وبرة له وفادة من جهة مسيلمة الكذاب. وبرة بن محصن، أو هو وبرة بن يحنس الخزاعي وهو بضم التحتية وفتح الحاء المهملة وتشديد النون المكسورة، روى عنه النعمان بن بزرج، صحابيان. ووبر بن أبي دليلة، بالفتح، شيخ للبخاري ويسكن، وهو المعروف عندهم. ووبرت النخلة وأبرت وأبرت، ثلاث لغات عن أبي عمرو بن العلاء، أي لقحت وأصلحت، فمن قال: أبرت فهي مؤبرة، ومن قال أبرت فهي مأبورة، كذا نقله الأزهري في التهذيب، في أبر، وقد تقدم. وبير كزبير: واد باليمامة، نقله الحفصي. وزميل بن وبير: شاعر من فزارة ويقال: أبير، أيضا، كما نقله الصاغاني، وهو قاتل سالم بن دارة المشهور، وقد مر ذكره، وأخبارهما مستوفاة في كتاب البلاذري. ومما يستدرك عليه: وبر فلان على فلان أمره توبيرا: عماه عليه. والتوبير: التعفية ومحو الأثر. وهو مجاز، مأخوذ من توبير الأرنب. ومنه حديث الشورى، رواه الرياشي: أن الستة لما اجتمعوا تكلموا فقال قائل منهم في خطبته: لا توبروا آثاركم فتولتوا دينكم وفي حديث عبد الرحمن يوم الشورى: لا تغمدوا سيوفكم عن أعدائكم فتوبروا آثاركم . قال الزمخشري: كأنه نهاهم عن الأخذ في الأمر بالهوينى. ورواه شمر بالتاء، وهو مذكور في محله. وأهل الوبر: أهل المدن والقرى. وقال أبو حنيفة: يقال: إن بني فلان مثل بنات أوبر: يظن أن فيهم خيرا. وحرة الوبرة، بالفتح: ناحية من أعراض المدينة المشرفة. قد جاء ذكرها في حديث أهبان الأسلمي، وهو مكلم الذئب: بينما هو يرعى بحرة الوبرة إذ عدا الذئب.. إلى آخره. وقيل: هي قرية ذات نخيل، على عين ماء تجري من جبل آرة. ووبرة: لص معروف، عن ابن الأعرابي. ووبرة العجلان، والدمليل الصحابي. ووبير الحسيني، كزبير، من أمراء الينبع، ذكره الحافظ في التبصير. ووبر بن الأضبط، بطن، وهو بالفتح، ذكره الرشاطي وقال: أنشد سيبويه:

كلابية وبـرية حـبـتـرية     نأتك وخانت بالمواعيد والذمم ويقال: أخذ الشيء بوبره وزئبره وزوبره، أي كله، وهو مجاز، كذا في الأساس. والعماد يوسف بن الوبار، كشداد، من شيوخ الذهبي. وعبد الخالق بن محمد بن ناصر الأنصاري الشروطي المعروف بابن الوبار سمع من السلفي. وحوشية وبار، قد يتكرر ذكرها كثيرا، والمراد الخيل التي كانت لعاد لما هلكوا صارت وحشية لا ترام. ومن نسلها أعوج بني هلال، على الصحيح، كما حققه أبو عبيد في كتاب أنساب الخيل. والوبار ككتاب: موضع في قول بشر بن أبي خازم:

وأدنى عامر حيا إلينـا     عقيل بالمرانة والوبار وقيل هو اسم قبيلة. ووبرة محركة من قرى اليمامة بها أخلاط من البادية، تميم وغيرهم.

و-ت-ر

صفحة : 3595

الوتر، بالكسر، لغة أهل نجد ويفتح، وهي لغة الحجاز: الفرد، قرأ حمزة والكسائي: والشفع والوتر بالكسر، وقرأ عاصم ونافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر: والوتر، بالفتح، وهما لغتان معروفتان، وقال اللحياني: أهل الحجاز يسمون الفرد الوتر وأهل نجد يكسرون الواو، وهي صلاة الوتر، والوتر لأهل الحجاز والكسر لتميم، أو ما لم يتشفع من العدد. وروي عن ابن عباس أنه قال: الوتر آدم عليه السلام، وشفع بزوجته. وقيل: الشفع: يوم النحر، والوتر: يوم عرفة. وقيل: الأعداد كلها شفع ووتر، كثرت أو قلت. وقيل: الوتر الله الواحد، والشفع: جميع الخلق، خلقوا أزواجا. الوتر: واد باليمامة، ظاهره أنه بالكسر، ورأيته في التكملة مضبوطا بالضم ومجودا. وفي مختصر البلدان: أنه جبل على الطريق بين اليمن إلى مكة. وفي معجم ياقوت: الوتر بالضم: من أودية اليمامة خلف العرض مما يلي الصبا، وعلى شفيره الموضع المعروف بالبادية والمحرقة وفيه نخل وركي، قال الأعشى:

شاقتك من قتلة أطلالها     بالشط فالوتر إلى حاجر وقرأت في نسخة مقروءة على ابن دريد من شعر الأعشى: الوتر. بكسر الواو، وكذلك قرأته في كتاب الحفصي، وقال: شط الوتر، وهو مكان منزل عبيد بن ثعلبة، وفيه الحصن المعروف بمعنق، وهو الذي تحصن فيه عبيد بن ثعلبة. الوتر: الذحل عامة، أو الظلم فيه. قال اللحياني: يفتحون فيقولون: وتر، وتميم وأهل نجد يكسرون فيقولون: وتر. وقال ابن السكيت: قال يونس: أهل العالية يقولون الوتر في العدد، والوتر في الذحل، قال: وتميم تقول وتر بالكسر في العدد والذحل سواء. وقال الجوهري: الوتر، بالكسر: الفرد، والوتر، بالفتح: الذحل، هذه لغة أهل العالية، فأما لغة أهل الحجاز فبالضد منهم، وأما تميم فبالكسر فيهما، كالترة، كعدة، والوتيرة، ومنه قول أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم:

حامي الحقيقة مـاجـد     يسمو إلى طلب الوتيره

صفحة : 3596

وقد وتره يتره وترا ووترا وترة، هذا في الوتر الذحل؛ وأما في الوتر العدد فلا يقال إلا أوتر يوتر. في المحكم: وتر القوم يترهم وترا: جعل شفعهم وترا قال عطاء: كان القوم وترا فشفعتهم، وكانوا شفعا فوترتهم، كأوترتهم، ومنه الحديث: إذا استجمرت فأوتر أي اجعل الحجارة التي تستنجي بها فردا. وتر الرجل: أفزعه، عن الفراء، كل من أدركه بمكروه فقد وتره. ووتره ماله وحقه: نقصه إياه، وهو مجاز، وفي التنزيل: ولن يتركم أعمالكم أي لن ينقصكم من ثوابكم شيئا. وقال الجوهري: أي لن ينتقصكم في أعمالكم، كما تقول: دخلت البيت، وأنت تريد: في البيت، وأحد القولين قريب من الآخر. وفي الحديث: من فاتته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله أي نقص أهله وماله، وبقي فردا، يقال: وترته، إذا نقصته، فكأنك جعلته وترا بعد أن كان كثيرا. وقيل: هو من الوتر: الجناية التي يجنيها الرجل على غيره من قتل أو نهب أو سبي، فشبه ما يلحق من فاتته صلاة بمن قتل حميمه أو سلب أهله وماله. ويروى بنصب الأهل ورفعه. فمن نصب جعله مفعولا ثانيا لوتر وأضمر فيهما مفعولا لم يسم فاعله عائدا إلى الذي فاتته الصلاة، ومن رفع لم يضمر وأقام الأهل مقام ما لم يسم فاعله، لأنهم المصابون المأخوذون، فمن رد النقص إلى الرجل نصبهما، ومن رده إلى الأهل والمال رفعهما. وفي حديث آخر: من جلس مجلسا لم يذكر الله فيه كان عليه ترة أي نقصا، والهاء فيه عوض عن الواو المحذوفة، وقيل: أراد بها هنا التبعة. والتواتر: التتابع: تتابع الأشياء، أو مع فترات وبينها فجوات. وقال اللحياني: تواترت الإبل والقطا وكل شيء، إذا جاء بعضه في إثر بعض، ولم تجئ مصطفة. وقال حميد بن ثور:

قرينة سبع إن تواتـرن مـرة     ضربن وصفت أرؤس وجنوب وليست المتواترة كالمتداركة والمتتابعة. وقال مرة: المتواترة كالمتداركة والمتتابعة. وقال مرة: المتواتر: الشيء يكون هنيهة ثم يجيء الآخر، فإذا تتابعت فليست متواترة، إنما هي متداركة ومتتابعة، على ما تقدم. وقال ابن الأعرابي: ترى يتري، إذا تراخي في العمل فعمل شيئا بعد شيء. وقال الأصمعي: واترت الخبر: أتبعت وبين الخبرين هنيهة. وقال غيره: المواترة: المتابعة، وأصل هذا كله من الوتر وهو الفرد، وهو أني جعلت كل واحد بعد صاحبه فردا فردا. والخبر المتواتر: أن يحدثه واحد بعد واحد، وكذلك خبر الواحد مثل المتواتر. والمتواتر: كل قافية فيها حرف متحرك بين حرفين ساكنين، كمفاعيلن وفاعلاتن وفعلاتن ومفعولن وفعلن وفل إذا اعتمد على حرف ساكن، نحو فعولن فل، وإياه عنى أبو الأسود بقوله:

وقافية حذاء سـهـل رويهـا      كسرد الصناع ليس فيها تواتر

صفحة : 3597

وأوتر بين أخباره وكتبه، وواتره، هكذا في النسخ وصوابه واترها مواترة ووتارا، بالكسر: تابع من غير توقف ولا فتور. والمواترة بين كل كتابين فترة قليلة، أو لا تكون المواترة بين الأشياء إلا إذا وقعت فيها فترة، وإلا فهي مداركة ومواصلة، وأصل ذلك كله من الوتر، ومواترة الصوم: أن تصوم يوما وتفطر يوما أو يومين وتأتي به وترا وترا، قال: ولا يراد به المواصلة لأنه مأخوذ من الوتر الذي هو الفرد، ومنه حديث أبي هريرة: لا بأس أن يواتر قضاء رمضان أي يفرقه فيصوم يوما ويفطر يوما، ولا يلزمه التتابع فيه، فيقضيه وترا وترا. وكذلك مواترة الكتب، يقال: واترت الكتب، فتواترت، أي جاءت بعضها في إثر بعض وترا وترا من غير أن تنقطع. وفي حديث الدعاء: ألف جمعهم، وواتر بين ميرهم. أي لا تقطع الميرة عنهم، واجعلها تصل إليهم مرة بعد مرة. يقال: جاءوا تترى، وينون، وأصلها وترى: متواترين. في الصحاح تترى فيها لغتان، تنون ولا تنون، مثل علقى، فمن ترك صرفها في المعرفة جعل ألفها ألف تأنيث، وهو أجود، وأصلها وترى من الوتر وهو الفرد. وتترى، أي واحدا بعد واحد. ومن نونها جعلها ملحقة، انتهى. وفي المحكم: التاء مبدلة من الواو، قال: وليس هذا البدل قياسا، إنما هو في أشياء معلومة، ثم قال: ومن العرب من ينونها فيجعل ألفها للإلحاق بمنزلة أرطى ومعزى، ومنهم من لا يصرف، يجعل ألفها للتأنيث بمنزلة ألف سكرى وغضبى. وفي التهذيب: قرا أبو عمرو وابن كثير: تترى منونة، ووقفا بالألف. وقرأ سائر القراء تترى غير منونة. قال الفراء: وأكثر العرب على ترك تنوين تترى، لأنها بمنزلة تقوى، ومنهم من نون فيها وجعلها ألفا كألف الإعراب. وقال محمد بن سلام: سألت يونس عن قوله تعالى: ثم أرسلنا رسلنا تترى قال: متقطعة متفوتة. وجاءت الخيل تترى، إذا جاءت متقطعة، وكذلك الأنبياء، بيم كل نبيين دهر طويل. والوتيرة: الطريقة، قال ثعلب: هي من التواتر، أي التتابع، وفي الحديث: فلم يزل على وتيرة واحدة حتى مات أي على طريقة واحدة مطردة يدوم عليها. وقال أبو عبيدة: الوتيرة: المداومة على الشيء، وهو مأخوذ من التواتر والتتابع. أو الوتيرة من الأرض: طريق تلاصق الجبل وتطرد. قيل: الوتيرة: الفترة في الأمر. يقال: ما في عمله وتيرة. وسير ليست فيه وتيرة: أي فتور. الوتيرة: الغميزة؛ والتواني، والوتيرة: الحبس، والإبطاء. وتيرة الأنف: حجاب ما بين المنخرين من مقدم الأنف دون الغرضوف، ويقال للحاجز الذي بين المنخرين: غرضوف، والمنخران: خرقا الأنف. الوتيرة: غريضيف في أعلى الأذن، وفي اللسان والتكملة: في جوف الأذن يأخذ من أعلى الصماخ قبل الفرع، قاله أبو زيد. الوتيرة: جليدة بين السبابة والإبهام. ووتيرة اليد: ما بين الأصابع. وقال اللحياني: ما بين كل إصبعين، ولم يخص اليد دون الرجل. الوتيرة: ما يوتر بالأعمدة من البيت، كالوترة، محركة في الأربعة الأخيرة، الأخيرة عن الصاغاني. الوتيرة: حلقة يتعلم عليها الطعن؛ وقيل: هي حلقة تحلق على طرف قناة يتعلم عليها الرمي تكون من وتر ومن خيط. وقال اللحياني: الوتيرة: التي يتعلم الطعن عليها، ولم يخص الحلقة. وقال الجوهري: الوتيرة حلقة من عقب يتعلم فيها الطعن وهي الدريئة أيضا. قال الشاعر يصف فرسا:

تباري قرحة مثل ال      وتيرة لم تكن مغدا

صفحة : 3598

المغد: النتف، أي لم تكن ممغودة. الوتيرة: قطعة تستدق وتطرد وتغلظ من الأرض، وقال الأصمعي: الوتيرة من الأرض، ولم يحدها. وقال الجوهري: الوتيرة من الأرض: الطريقة، ربما شبه القبر بها، والجمع الوتائر. قال ساعدة بن جؤية يصف ضبعا نبشت قبرا:

فذاحت بالوتائر ثم بدت     يديها عند جانبها تهيل ذاحت يعني نبشت عن قبر قتيل. وقال الجوهري: ذاحت: أي مشت. وقال ابن بري: ذاحت: مرت مرا سريعا، قال: والوتائر: جمع وتيرة: الطريقة من الأرض، قال: وهذا تفسير الأصمعي، وقال أبو عمرو الشيباني: الوتائر هنا: ما بين أصابع الضبع، يريد أنها فرجت بين أصابعها. ومعنى بدت يديها أي فرقت بين أصابع يديها. فحذف المضاف. وتهيل: تحثو التراب، قيل: الوتيرة: الأرض البيضاء. والوتيرة: الوردة الحمراء أو البيضاء، ومن المجاز: الوتيرة: غرة الفرس المستديرة الصغيرة، فإذا طالت فهي الشاذحة، قال الزمخشري: شبهت بالوردة البيضاء. وقال أبو منصور: شبهت بالحلقة التي يتعلم عليها الطعن. قال أبو حنيفة: الوتيرة: نور الورد. الوتيرة: ماء بأسفل مكة لخزاعة، والذي رأيته في التكملة: هو الوتير، بغير هاء، وزاد: وبعض أصحاب الحديث يقولونه بالنون. قلت: ومثله في معجم ياقوت، قال: وربما قاله بعض المحدثين: الوتين بالنون في قول عمرو بن سالم الخزاعي يخاطب رسول الله صلى الله عليه وسلم:

ونقضوا ميثاقك المـؤكـدا      وزعموا أن لست تدعو أحدا
وهـم أذل وأقـل عــددا      هم بيتونا بالوتـير هـجـدا

وبه كانت الوقعة بين كنانة وخزاعة في سنة سبع من الهجرة. الوتيرة، محركة: حرف المنخر، وقيل: صلة ما بين المنخرين، وفي حديث زيد: في الوترة ثلث الدية والمراد بها وترة الأنف. الوترة من الذكر: العرق الذي في باطن الحشفة. وفي الصحاح: في باطن الكمرة، وهو جليدة، وقال اللحياني: وهو الذي بين الذكر والأنثيين. الوترة: العصبة التي تضم مخرج روث الفرس. وقال الأصمعي: حتار كل شيء: وترة، وهو ما استدار من حروفه، كحتار الظفر والمنخل والدبر وما أشبهه. الوترة: عصبة تحت اللسان. الوترة: عقبة المتن. وقال اللحياني: الوترة: ما بين الأرنبة والسبلة. والوترة: مجرى السهم من القوس العربية، عنها يزل السهم إذا أراد الرامي أن يرمي، جمع الكل وتر، بغير هاء. والوتر، محركة، واحد أوتار القوس. وقال ابن سيده هو شرعة القوس ومعلقها، ج: أوتار. وأوترها: جعل لها وترا، ووترها توتيرا: شد وترها، وكذلك وترها وترا، بالتخفيف. وقال اللحياني: وترها وأوترها: شد وترها. قال ابن سيده: قال بعضهم: وترها يترها ترة: علق عليها وترها. وتوتر العصب والعنق، هكذا في النسخ الموجودة، وصوابه: والعرق: اشتد، أي فصار مثل الوتر، وهو مجاز. ومنه فرس موتر الأنساء، إذا كان فيها شنج كأنها وترت توتيرا. كما في الأساس. والوتير، كأمير: ع، قال أسامة الهذلي:

ولم يدعوا بين عرض الوتي     ر وبين المناقب إلا الذئابـا

صفحة : 3599

يقول: تحملوا عن البلد فتركوا الذئاب بعدهم. وأوتر: صلى الوتر، وهو أن يصلي مثنى مثنى، ثم يصلي في آخرها ركعة مفردة ويضيفها إلى ما قبلها من الركعات، وفي الحديث: إن اله وتر يحب الوتر، فأوتروا يا أهل القرآن وقد أوتر صلاته. وقال اللحياني: أوتر في الصلاة. فعداه بفي. أوتر الشيء: أفذه، أي جعله فذا، أي وترا. أو وتر الصلاة وأوترها ووترها بمعنى واحد. وناقة مواترة: تضع إحدى ركبتيها أولا في البروك ثم تضع الأخرى، ولا تضعهما معا فيشق على الراكب. وقال الأصمعي: المواترة من النوق هي التي لا ترفع يدا حتى تستمكن من الأخرى، وإذا بركت وضعت إحدى يديها، فإذا اطمأنت وضعت الأخرى، فإذا اطمأنت وضعتهما جميعا، ثم تضع وركيها قليلا قليلا، وفي كتاب هشام إلى عامله: أن أصب لي ناقة مواترة. قالوا: هي التي تضع قوائمها بالأرض وترا وترا عند البروك ولا تزج نفسها زجا فيشق على راكبها؛ وكان بهشام فتق. والوتران، محركة: د، وفي التكملة: موضع ببلاد هذيل، والنون مكسورة كما ضبطه الصاغاني، قال أبو جندب الهذلي:

فلا والله أقرب بطن ضـيم     ولا الوترين ما نطق الحمام ومما يدل على أن النون مكسورة قول أبي بثينة الباهلي:

جلبناهم على الوترين شدا    على أستاههم وشل غزير أراد بالوشل السلح. والوتار، كسحاب هكذا في النسخ وهو غلط، وصوابه الوتائر كما في الأصول الصحيحة: ع بين مكة والطائف، في شعر عمر بن أبي ربيعة قال:

لقد حببت نعم إلينا بوجههـا     مساكن ما بين الوتائر والنقع

صفحة : 3600

والوتير، كأمير: ما بين عرفة إلى أدام، وبه قسر قول أسامة الهذلي السابق. والموتور: من قتل له قتيل فلم يدرك بدمه، ومنه حديث محمد بن مسلمة: أنا الموتور الثائر ، أي صاحب الوتر الطالب بالثأر. والموتور المفعول، وتقول منه: وتره يتره ترة ووترا، إذا قتل حميمه فأفرده منه. والوترة بالضم: ة بحوران، من عمل دمشق، بها مسجد، ذكروا أن موسى بن عمران عليه السلام سكن ذلك الموضع، وبه موضع عصاه في الحجر، هكذا ذكره ياقوت ولكنه ضبط الوتر بالكسر فلينظر. ومما يستدرك عليه: الوتر من أسماء الله تعالى، وهو الفذ الفرد، جل جلاله. ويقال: وترت فلانا، إذا أصبته بوتر، وأوترته: أوجدته ذلك، ومنه حديث الشورى: لا تعمدوا السيوف عن أعدائكم فتوتروا ثأركم قال الأزهري: الثأر هنا العدو، لأنه موضع الثأر، والمعنى: لا توجدوا عدوكم الوتر في أنفسكم. ويروى بالموحدة، وقد تقدم في موضعه. والوتيرة: المداومة على العمل. ووترة الفخذ: عصبة بين أسفل الفخذ وبين الصفن. والوترة من الفرس: ما بين الأرنبة وأعلى الجحفلة. والوترتان: هنتان كأنهما حلقتان في أذني الفرس. وقيل: الوتران: العصبتان بين رؤوس العرقوبين إلى المأبضين، وهما الوترتان أيضا. والوتر محركة: جبل لهذيل على طريق القادم من اليمن إلى مكة، به ضيعة يقال لها المطهر، لقوم من بني كنانة. ووتر أيضا: موضع فيه نخيلات من نواحي اليمامة، عن الحفصي، وهو غير الذي ذكره المصنف. وفي المثل: إنباض قبل التوتير. يضرب في استعجال الأمر قبل بلوغ إناه. وامرأة وترية، محركة: صلبة. جاء في شعر ساعدة بن جؤية. والوتار، بالكسر: جمع وتر القوس، عن الفراء نقله الصاغاني. والوتار، كشداد: لقب علاء الدين علي بن أبي العلاء القواس الأديب، حدث عن عمر الكرماني. تذنيب: اختلف في حديث: قلدوا الخيل ولا تقلدوها الأوتار فقيل: جمع وتر، بالكسر: وهي الجناية، قال ابن شميل: معناه لا تطلبوا عليها الأوتار والذحول التي وترتم عليها في الجاهلية. وقال أبو عبيد: وعندي في تفسير هذا الحديث غير ما ذكر، هو أشبه بالصواب، سمعت محمد بن الحسن يقول: معنى الأوتار هنا أوتار القسي فتختنق، فقال: لا تقلدوها. وروي عن جابر: أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقطع الأوتار من أعناق الخيل . قال أبو عبيد: وبلغني أن مالك بن أنس قال: كانوا يقلدونها أوتار القسي لئلا تصيبها العين، فأمرهم بقطعها، يعلمهم أن الأوتار لا ترد من أمر الله شيئا. قال: وهذا شبيه بما كره من التمائم، ومنه الحديث: من عقد لحيته أو تقلد وترا وكانوا يزعمون أن التقلد بالأوتار يرد العين ويدفع عنهم المكاره، فنهوا عن ذلك. والله أعلم.

و-ث-ر

صفحة : 3601

وثره يثره ثرة ووثرا، ووثره توثيرا: وطأه، وقد وثر، ككرم، وثارة: وطؤ، فهو وثر، بالفتح، ووثر، ككتف، ووثير، كأمير، وهي وثيرة. وإنما خالف قاعدته هنا، وهي قوله، وهي بهاء، لئلا يظن أن الأنثى وثرة ووثيرة، فإنه لم يسمع ذلك. والاسم الوثارة، بالكسر والفتح، وفي حديث ابن عباس قال لعمر: لو اتخذت فراشا أوثر منه، أي أوطأ وألين. وما أوثر فراشك. والوثير: الفراش الوطئ، وكذلك الوثر، وكل شيء جلست عليه أو نمت عليه فوجدته وطيئا فهو وثير. من المجاز: الوثيرة ممن النساء: الكثيرة اللحم، قاله ابن دريد. هي السمينة الموافقة للمضاجعة، فإذا كانت ضخمة العجز فهي وثيرة العجز. ج وثائر ووثار. والوثير والوثر، بالكسر، والميثرة وهي مفعلة من الوثارة غير مهموز وأصلها موثرة، قلبت الواو ياء لكسرة ما قبلها: الثوب الذي تجلل به الثياب فيعلوها. والميثرة: هنة كهيئة المرفقة تتخذ للسرج كالصفة، ج مواثر ومياثر، الأخيرة على المعاقبة. وقال ابن جني: لزم البدل فيه كما في عيد وأعياد. المياثر: جلود السباع، قال ابن الأثير: أما المياثر الحمر التي جاء فيها النهي فإنها من مراكب العجم كانت تتخذ من الحرير والديباج، وفي الحديث أنه نهى عن ميثرة الأرجوان، هي وطاء محشو يترك على رحل البعير تحت الراكب. وفي التهذيب: ميثرة السرج والرحل يوطآن بها. وميثرة الفرس: لبدته. قال ابن الأثير: ويدخل فيه مياثر السروج، لأن النهي يشتمل على كل ميثرة حمراء سواء كانت على رحل أو سرج. عن ابن الأعرابي: التواثير: الشرط، وهم العتلة والفرعة والأملة، وهم التآثير، وتقدم مرارا في مواضع متعددة، الواحد تؤثور وهو الجلواز. قال ابن سيده: الوثر، بالفتح: نقبة من أدم تقد سيورا، عرض السير منها أربع أصابع أو شبر. أو سيور عريضة تلبسها الجارية الصغيرة قبل أن تدرك، عن ابن الأعرابي. وقال مرة: وتلبسه أيضا وهي حائض، وقيل: الوثر: النقبة التي تلبس، والمعنيان متقاربان، وهو الرهط أيضا، وأنشد أبو زياد:

علقتها وهي عليها وثر الوثر: ثوب كالسراويل لا ساقي له، نقله الصاغاني. قال شيخنا: قلت كثيرا ما يأتون بمثل هذا التركيب وحذف النون لأن اللام ملحقة. قيل: هو شبه صدار، نقله الصاغاني أيضا. الوثر: ماء الفحل يجتمع في رحم الناقة ثم لا تلقح منه، قاله أبو زيد، وقد وثرها الفحل يثرها وثرا، إذا أكثر ضرابها فلم تلقح. وقال أبو زيد: المسط: أن يدخل الرجل اليد في الرحم رحم الناقة بعد ضراب الفحل إياها، فيستخرج وثرها، وقال النضر: الوثر: أن يضربها على غير ضبعة، قال: والموثورة تضرب في اليوم الواحد مرارا فلا تلقح. ووثير بن المنذر النسفي، كزبير: محدث، روى عن مأمون بن الحسن وغيره. واستوثر منه: استكثر، مثل استوثن واستوثج، وقد تقدما. قال بعض العرب: أعجب الأشياء - وفي اللسان أعجب النكاح - وثر، بالفتح، على وثر، بالكسر، أي نكاح على فراش وثير، أي وطئ. ويقال: ما تحته وثر ووثار، أي فراش لين. والأوثر: العداوة، نقله الصاغاني. والوثارة: كثرة اللحم، هكذا في سائر النسخ وهذا مخالف لما نقل عن أبي زيد: الوثارة: كثرة اللحم، وقال القطامي:

وكأنما اشتمل الضجيع بريطة     لا بل تزيد وثـارة ولـيانـا

صفحة : 3602

ومما يستدرك عليه: الواثر: الذي يأثر أسفل خف البعير. قال ابن سيده: وأرى الواو فيه بدلا من الهمزة في الآثر. واستوثر الفراش: استوطأه، ويقال: إذا تزوجت امرأة فاستوثرها. وهو مجاز. والواثر: الثابت على الشيء. نقله الصاغاني. والوثر: النزو، نقله الصاغاني أيضا.

و-ج-ر
الوجور، بالفتح: الدواء يوجر في وسط الفم، قاله الجوهري. وقال غيره: ماء أو دواء في وسط حلق صبي. وقال ابن سيده: الوجور من الدواء في أي الفم كان. وقال ابن السكيت: الوجور في أي الفم كان، واللدود في أحد شقيه، ويضم. وجره وجرا وأوجره، وأوجره إياه: جعله في فيه. وأوجره الرمح، لا غير: طعنه به في فيه، وهو مجاز، وأصله من ذلك. وقال الليث: أوجرت فلانا بالرمح، إذا طعنته في صدره وأنشد:

أوجرته الرمح شزرا ثم قلت له      هذي المروءة لا لعب الزحاليق وقال أبو عبيدة: أوجرته الماء والرمح والغيظ، أفعلت في هذا كله. وتوجر الدواء: بلعه شيئا بعد شيء، توجر الماء: شربه كارها، عن أبي خيرة. والميجر والميجرة، كالمسعط يوجر به الدواء. واسم ذلك الدواء الوجور. ووجر منه وجرا، كوجل وجلا: أشفق وخاف، نقله ابن القطاع، فهو وجر وأوجر، ويقال: إني منه لأوجر، مثل لأوجل، وهي وجرة كفرحة، ووجراء، أي خائفة، نقله الصاغاني والزمخشري هكذا، ووهم الجوهري فقال: لا يقال وجراء، أي في المؤنث. لا يخفى أن الجوهري ثقة في نقله، فإذا نقل شيئا عن أئمة اللسان أنهم لم يقولوا وجراء فأي موجب لتوهيمه، وقد صرح غير واحد من الأئمة أن دعوى النفي غير مسموعة إذا ثبت غيرها، وأما مقابلة نفي بنفي بغير حجة فهو غير مسموع. فتأمل. والوجر: كالكهف يكون في الجبل، قال تأبط شرا:

إذا وجر عظيم فـيه شـيخ     من السودان يدعى الشرتين والوجار، بالكسر والفتح: جحر الضبع وغيرها، كالأسد والذئب والثعلب ونحو ذلك، كذا في المحكم، ج أوجرة ووجر، بضمتين، واستعاره بعضهم لموضع الكلب قال:

كلاب وجار يعتلجن بـغـائط      دموس الليالي لا رواء ولا لب قال ابن سيده: ولا أبعد أن تكون الرواية ضباع وجار، على أنه قد يجوز أن تسمى الضباع كلابا من حيث سموا أولادها جراء. وفي التهذيب: الوجار: سرب الضبع ونحوه إذا حفر فأمعن. وفي حديث الحسن لو كنت في وجار الضبع، ذكره للمبالغة لأنه إذا حفر أمعن. وفي حديث علي وانجحر انجحار الضبة في جحرها، والضبع في وجارها، هو جحرها الذي تأوي إليه. الوجار: الجرف الذي حفره السيل من الوادي، وهما الوجاران، عن أبي حنيفة. ووجرة، بالفتح: ع بين مكة والبصرة، قال الأصمعي. هي أربعون ميلا ما فيها منزل، فهي مرب للوحش، وقال السكري: وجرة دون مكة بثلاث ليال. وقال محمد بن موسى: وجرة على جادة البصرة إلى مكة بإزاء الغمر الذي على جادة الكوفة، منها يحرم أكثر الحجاج، وهي سرة نجد ستون ميلا لا تخلو من شجر ومرعى ومياه، والوحش فيها كثير. وقال السكوني: وجرة: منزل لأهل البصرة إلى مكة، بينها وبين مكة مرحلتان، ومنه إلى بستان ابن عامر ثم إلى مكة، وهو من تهامة، وقد أكثرت الشعراء ذكرها، قال الشاعر:

تصد وتبدي عن أسيل وتتـقـي    بناظرة من وحش وجرة مطفل

صفحة : 3603

ووجرته أجره وجرا: أسمعته ما يكره، وهو مجاز، والاسم منه الوجور، كقبول، والمعروف فيه أوجرته، كما قاله أبو عبيد. والأوجار: حفر تجعل للوحش فيها مناجل إذا مرت بها عرقبتها، قال العجاج:

تعرضت ذا حدب جرجـارا      أملس إلا الضفدع النـقـارا
يركض في عرمضه الطرارا      تخال فيه الكوكب الزهـارا
لؤلؤة في الماء أو مسـمـارا     وخافت الرامين والأوجـارا

الواحدة وجرة، وتحرك. قال أبو زيد: وجرته الدواء وجرا: جعلته في فيه، واتجر، أي تداوى بالوجور، وأصله اوتجر. ووجر، بالفتح: جبل بين أجأ وسلمى، هكذا ذكره ياقوت في المعجم. وجر أيضا: ة بهجر، نقله ياقوت في المعجم. ووجرى، كسكرى: د، قرب أرمينية، شديدة البرد، نقله الصاغاني وياقوت. والميجار: شبه صولجان تضرب به الكرة، نقله الصاغاني هكذا، وقد تقدم في أ ج ر ، و: ن ج ر. ومما يستدرك عليه: وجره بالسيف وجرا: طعنه به. هكذا جاء في حديث عبد الله بن أنيس، قال ابن الأثير، والمعروف في الطعن أوجرته الرمح، قال: ولعله لغة فيه. قلت: ونقله ابن القطاع فقال: وجرته الرمح: طعنت به صدره، قال: وأبو عبيد لا يجيز في الرمح إلا أوجرته، وأوجرته الغيظ، عن أبي عبيد، وهو مجاز. ويقال: إن فلانا لذو وجرة، بالفتح، إذا كان عظيم الخلق، نقله الصاغاني. والأوجار: قرية لبني عامر بن الحارث بن أنمار بن عبد القيس.

و-ح-ر
الوحرة، محركة: وزغة تكون في الصحارى أصغر من العظاءة، كسام أبرص، وفي التهذيب وهي إلف سوام أبرص خلقة، وجمعها وحر، أو ضرب من العظاء، وهي صغيرة حمراء لها ذنب دقيق تمصع به إذا عدت، وهي أخبث العظاء لا تطأ شيئا من طعام أو شراب إلا سمته، ولا يأكله أحد إلا مشى بطنه وأخذه قيء، قال الأزهري: وقد رأيت الوحرة في البادية وخلقتها خلقة الوزغ إلا أنها بيضاء منقطة بحمرة، وهي قذرة عند العرب لا تأكلها. وفي الصحاح، الوحرة. بالتحريك: دويبة حمراء تلتزق بالأرض كالعظاء. وفي حديث الملاعنة: إن جاءت به أحمر قصيرا مثل الوحرة فقد كذب عليها . الوحرة من الإبل القصيرة، وهو مجاز. ووحر الرجل وحرا، كفرح: أكل ما دبت عليه الوحرة أو شربه فأثر فيه سمها، فهو وحر. ولبن وحر: وقعت فيه الوحرة؛ ولحم وحر: دبت عليه الوحرة. وحر الطعام: وقعت فيه الوحرة، فهو وحر. من المجاز: وحر صدره علي يحر، وهذه أعلى، وييحر، والياء مكسورة، وحرا محركة، فهو وحر، ككتف، أي وغر، واستضمر الوحر، بالتسكين، وهو الحقد والغش والغيظ ووساوس الصدر وبلابله. ويقال: في صدره وحر، بالتسكين، أي وغر، وهو اسم، والمصدر بالتحريك. وقال ابن أحمر:

هل في صدورهم من ظلمنا وحر أي غيظ أو حقد. وفي الحديث: الصوم يذهب بوحر الصدور ويقال إن أصل هذا من الدويبة التي يقال لها الوحرة، شبهوا لزوق الغل والحقد بالصدر بالتزاق الوحرة بالأرض. من المجاز: امرأة وحرة محركة، أي سوداء دميمة، نقله الصاغاني، أو حمراء قصيرة، كل ذلك على التشبيه بالدويبة المذكورة. ولا يخفى أنه لو قال بعد قوله: ومن الإبل القصيرة: ومن النساء السوداء الدميمة أو الحمراء القصيرة، كان أحسن في الإيراد. قال أبو عمرو: أوحرت الوحرة الطعام: دبت عليه، وإيحارها إياه أن جعلته بحيث يأخذ آكله القيء والمشي. وقال غيره: وربما هلك آكله. وقال أعرابي:

من أكل الوحرة فأمه منتحره
بغـائط ذي جــحـــره

صفحة : 3604

ومما يستدرك عليه: قال ابن شميل: الوحر: أشد الغضب، يقال: إنه لوحر علي. وقال غيره: الوحر: العداوة، وهو مجاز. وأوحره: أسمعه ما يغيظ. وأبو وحرة، بفتح فسكون، هو ابن أبي عمرو بن أمية عم عقبة بن أبي معيط، وابنه الحارث بن أبي وحرة، أسر يوم بدر، فافتداه ابن عمه الوليد لن عقبة. كذا قاله الواقدي.

و-د-ر
ودره توديرا، أهمله الجوهري ، وفي اللسان: إذا أوقعه في مهلكة أو أغراه حتى تكلف ما وقع منه في مهلكة، وهذا عن أبي زيد، قال: ويكون ذلك في الصدق والكذب، وفي بعض الأصول: في هلكة. عن النضر: ودر رسوله قبل بلخ، إذا بعثه. ودر الشر، هكذا في النسخ ولعله الشيء: نحاه وبعده وغيبه. ودر الرجل: أغواه وأغراه، أو هو تصحيف عن الثاني، يقال أيضا: ودر فلان ماله توديرا: بذره وأسرف فيه، فتودر، نقله الصاغاني. عن الفراء: ودرت أدر ودرا: سكرت، هكذا في النسخ، ونص الفراء: سدرت، بالدال والراء، حتى كاد، ونص الفراء: وكاد يغشى علي. كذا في التكملة. قال الأزهري: وسمعت غير واحد يقول للرجل إذا تجهم له ورده قبيحا: ودر وجهك عني: أي نحه وبعده، وقد تصحف ذلك على الصاغاني فقال نقلا عن الأزهري، ويقال ذلك للرجل إذا تجهم له: ودره ودرا قبيحا وصوابه ما ذكرنا. عن ابن الأعرابي: تودر في الأمر وتهوك وتورط بمعنى: مال، قال أبو زيد: وقد يكون التودر في الصدق والكذب. وقيل: إنما هو إيرادك صاحبك مهلكة، ونص أبي زيد: الهلكة. ومما يستدرك عليه: تقول: ودر فلان، إذا غيب، وودره الأمير. وأمر به أن يودر، إذا غربه وطرده عن البلد. كذا في الأساس.

و-ذ-ر

صفحة : 3605

الوذرة، بفتح فسكون: القطعة الصغيرة من اللحم مثل الفدرة، وقيل: هي البضعة لا عظم فيها، ويحرك، أو ما قطع منه أي اللحم مجتمعا عرضا بغير طول. قال ابن الأعرابي: الوذفة والوذرة: بظارة المرأة، ج وذر، التسكين، ويحرك في وذر اللحم، عن كراع، قال ابن سيده: فإن كان ذلك فوذر اسم للجمع لا جمع. وذره، أي اللحم، وذرا، كوعده: قطعه وجرحه، هكذا في النسخ، وهو غير محرر، والصواب: وجرحه: شرطه، كما في اللسان وغيره، وهذا أيضا يحتاج إلى تأمل فإن فعل شرط الجرح إنما هو التوذير لا الوذر، فانظره، فإن لم يكن ذلك سقطا من النساخ فهو غلط من المصنف. وذر الوذرة وذرا: بضعها بضعا وقطعها، كوذرها توذيرا. من المجاز: امرأة لمياء الوذرتين، الوذرتان: الشفتان، عن أبي عبيد، ونقله الزمخشري وغيره، وقال أبو حاتم: وقد غلط إنما الوذرتان القطعتان من اللحم، فشبهت الشفتان بهما. والوذرة كفرحة: العضد الكثيرة الوذر، والوذرة: المرأة الكريهة الرائحة، رائحتها رائحة الوذر، وقيل: هي التي لا تستنجي عند الجماع، وبه فسر حديث: شر النساء الوذرة المذرة أو الوذرة: هي الغليظة الشفة، وهو مجاز، كأنه شبهت شفتها بالفدرة السمينة من اللحم. من المجاز: يقال للرجل: يا ابن شامة الوذر، بفتح فسكون، وهو من سباب العرب وذمهم، ولذا حد عثمان رضي الله عنه إذ رفع إليه رجل قال لرجل ذلك، وهي كلمة قذف. وقال غيره: سب يكنى به عن القذف، وهي كناية عن المذاكير والكمر، أراد: يا ابن شامة المذاكير، يعنون الزنا، كأنها كانت تشم كمرا مختلفة، فكنى عنه، والذكر قطعة من بدن صاحبه. وقيل: أراد بها القلف جمع قلفة الذكر، لأنها تقطع، قاله أبو زيد، وكذلك إذا قال له: يا ابن ذات الرايات، ويا ابن ملقى أرحل الركبان، ونحوها. قولهم: ذره واحذره: أي دعه. قال ابن سيده: قالوا: هو يذره تركا، ولا تقل وذرا فإنهم قد أماتوا مصدره وماضيه، ولذلك جاء على لفظ يفعل أو يفعل. قال: وهذا كله أو جله قول سيبويه، وفي بعض النسخ: ولا تقل وذر، أي ماضيا، قال ابن السكيت في إصلاح الألفاظ: يقال: ذر ذا ودع ذا، ولا يقال وذرته ولا ودعته، وأما في الغابر فيقال يذره ويدعه. وأصله وذره يذره كوسعه يسعه، لكن ما نطقوا بماضيه ولا بمصدره ولا باسم الفاعل، فلا يقال واذر ولا وادع، ولكن تركته فأنا تارك. وقال الليث: العرب قد أماتت المصدر من يذر والفعل الماضي، فلا يقال وذره ولا واذر، ولكن تركه وهو تارك، أو قيل وذرته، بالكسر. والذي في المحكم: وحكي عن بعضهم: لم أذر ورائي شيئا، شاذا. ووذرة، بالفتح: ع بأكشونية الأندلس والذي في التكملة: ناحية بالأندلس. والوذارة، بالضم، والذي في التكملة بالفتح، هكذا رأيته مضبوطا: قوارة الخياط. ووذار، كسحاب: ة بسمرقند، على أربع فراسخ منها، كثيرة البساتين والزرع، نسب إليها إبراهيم بن أحمد بن عبد الله الوذاري، ولد بها سنة 487 وأبو مزاحم سباع بن النضر بن مسعدة السكري الوذاري، سمع يحيى بن معين وابن المديني، وعنه الترمذي. ذار، أيضا: قرية بأصبهان، ويقال فيها أيضا: واذار، بزيادة الألف بعد الواو، ومنها أبو يعلى المحسن بن أحمد الواذاري الأصبهاني، روى عنه أبو علي الحسن بن عمر بن يونس الحافظ. ومما يستدرك عليه: قولهم: ذرني وفلانا: أي كله إلي ولا تشغل قلبك به، وبه فسر قوله تعالى: ذرني والمكذبين ويقال في القرية التي بأصفهان أيضا: واذارا. وويذار كقرطاس: مدينة تعمل فيها الثياب المفتخرة.

و-ر-ر

صفحة : 3606

الورة، أهمله الجوهري، وهي الحفيرة في الأرض. ومن كلامهم: أرة في ورة. الورة: الورك، كالور، بغير هاء، كلاهما عن ابن الأعرابي. والور: الخصب. والوروري، كبربري: الضعيف البصر، عن الفراء. الوروري: نحوي عاصر أبا تمام، يكنى أبا عبد الله، هكذا نقله الصاغاني ولم يذكر اسمه ولا إلى أي شيء نسب. وورور نظره: أحده؛ وفي الكلام: أسرع، يقال: ما كلامه إلا ورورة، إذا كان يستعجل فيه. والمورور، على صيغة اسم الفاعل هو المغرر، كالموزوز، بالزاي، هكذا نقله الصاغاني، وسيأتي في موضعه. ومما يستدرك عليه: ورورى، بالفتح: قرية بالشرقية من أعمال مصر، ويحتمل أن يكون النحوي المذكور منها أو من غيرها. والله أعلم. ومما يستدرك عليه:

و-ر-غ-س-ر
ورغسر بالفتح: من قرى سمرقند، فيها كروم وضياع، وعندها مقاسم مياه الصغد.

و-ز-ر
الوزر، محركة: الجبل المنيع، وكل معقل: وزر، منه الملجأ، والمعتصم، وفي التنزيل العزيز: كلا لا وزر قال أبو إسحاق: الوزر في كلام العرب الجبل الذي يلجأ إليه، هذا أصله، وكل ما التجأت إليه وتحصنت به فهو وزر، ومعنى الآية: لا شيء يعتصم فيه من أمر الله. والوزر بالكسر: الإثم؛ والثقل؛ والكارة الكبيرة؛ والسلاح، هذه عبارة الجوهري ولكن ليس فيها وصف الكارة، بالكبيرة، وإنما سمي الإثم وزرا لثقله؛ والمراد من قوله: والثقل ثقل الحرب، قال أبو عبيد: أوزار الحرب وغيرها أثقالها وآلاتها، واحدها وزر، بالكسر، وقال غيره: لا واحد لها، والمراد بأثقال الحرب الآلة والسلاح، وقد بينه الأعشى بقوله:

وأعددت للحرب أوزارهـا     رماحا طوالا وخيلا ذكورا وقال ابن الأثير: وأكثر ما يطلق الوزر في الحديث على الذنب والإثم. الوزر أيضا: الحمل الثقيل، ج الكل: أوزار. وفي الأساس ما يدل على أن إطلاق الأوزار بمعنى السلاح والآلة مجاز، وكذلك قوله تعالى: حتى تضع الحرب أوزارها وهو كناية عن انقضاء الأمر وخفة الأثقال وعدم القتال، وكذا إطلاق الوزر على الإثم. ووزره يزره، كوعده يعده، وزرا، بالكسر: حمله. ومنه قوله تعالى: ولا تزر وازرة وزر أخرى أي لا يؤخذ أحد بذنب غيره ولا تحمل نفس آثمة وزر نفس أخرى، ولكن كل مجزي بعمله. وقال الأخفش: لا تأثم آثمة بإثم أخرى. من المجاز: وزر الرجل يزر، كوعد يعد، ووزر يوزر، كعلم يعلم، ووزر يوزر، على بناء المفعول، وزرا ووزرا، بالكسر والفتح، وزرة، كعدة، والذي صح عن الزجاج: وزرة، بكسر الواو كما رأيته مضبوطا مجودا هكذا في اللسان، ومعنى الكل: أثم، فهو موزور، هذا هو الصحيح. أما قوله صلى الله تعالى عليه وسلم لزائرات القبور: ارجعن مأزورات غير مأجورات أي آثمات، والقياس موزورات، فإنه للازدواج، أي لما قابل الموزور بالمأجور قلب الواو همزة ليأتلف اللفظان ويزدوجا، كذا قاله الليث. وقيل: هو على بدل الهمزة من الواو في أزر، وليس بقياس، لأن العلة التي من أجلها همزت الواو في وزر ليست في مأزورات، ولو أفرد لقيل: موزورات، وهو القياس. ووزر الثلمة، كوعدها: سدها، نقله الصاغاني. عن أبي عمرو: وزر الرجل: غلبه، وقال:

قد وزرت جلتها أمهارها

صفحة : 3607

من المجاز: وزر الرجل كعني: رمي بوزر، أي ذنب. من المجاز: الوزير، كأمير: حبأ الملك الذي يحمل ثقله عنه ويعينه برأيه. وفي التنزيل العزيز: واجعل لي وزيرا من أهلي قال أبو إسحاق: اشتقاقه في اللغة من الوزر والوزر: الجبل الذي يعتصم به لينجي من الهلاك، وكذلك وزير الخليفة معناه الذي يعتمد على رأيه في أموره، ويلتجئ إليه، وقد قيل لوزير السلطان وزير لأنه يزر عن السلطان أثقال ما أسند إليه من تدبير المملكة، أي يحمل ذلك، وقد استوزره فتوزر له. وقال الجوهري: الوزير: الموازر، كالأكيل المواكل، لأنه يحمل عنه وزره، أي ثقله. وقد استوزر فلان فهو يوازر الأمير ويتوزر له. ووازره على الأمر: أعانه وقواه، والأصل آزره، قال ابن سيده: ومن هنا ذهب بعضهم إلى أن الواو في وزير بدل من الهمزة. قال أبو العباس: ليس بقياس، لأنه إذا قل بدل الهمزة من الواو في هذا الضرب من الحركات فبدل الواو من الهمزة أبعد. وقال الزمخشري: وزير الملك، الذي يوازره أعباء الملك، أي يحامله، وليس من المؤازرة: المعاونة، لأن واوها عن همزة، وفعيل منها أزير. وحاله الوزارة، بالكسر ويفتح، والكسر أعلى، ج أوزار، كشريف وأشراف، ويتيم وأيتام، ووزراء، والعامة تقول: الوزر، محركة. عن أبي عمرو: أوزره: أحرزه. ونص أبي عمرو: أحرز به. يقال: أوزر الشيء، إذا ذهب به واعتبأه، كاستوزره، وأوزره، فهو موزر: جعل له وزرا يأوي إليه، أي ملجأ. أوزره: أوثقه، وهو من ذلك، كذا أوزره بمعنى: خبأه. من المجاز: اتزر الرجل اتزارا: إذا ركب الوزر، أي الإثم، ثم يقال: اتزرت وما اتجرت. والوزير: الموازر، كالجليس: المجالس، والأكيل: المواكل. ويقال: وازره على الأمر وآزره، والأول أفصح. الوزير: علم من الأعلام. ومما يستدرك عليه: الوزر بالكسر: الشرك، عن الفراء. وزيرة بنت عمر بن أسعد بن أسعد التنوخية. ست الوزراء، حدثت بدمشق ومصر عن ابن الزبيدي بالبخاري ومسند الشافعي. والوزيرة: قرية باليمن قرب تعز، منها الفقيه عبد الله بن أسعد الوزيري كان يسكن ذا هزيم إلى أواخر سنة 613. والوزيرية قريتان بمصر، إحداهما في كورة الغربية والأخرى في البحيرة، ومن إحداهما الشاب أحمد الوزيري الكاتب الماهر رفيق الحافظ البابلي في شيوخه، وقد حدث عنه شيوخ مشايخنا بالإجازة، والسيد العلامة محمد بن إبراهيم بن علي بن المرتضى الوزيري الحسني الرسي الطباطبي أحد الأعيان باليمن، وأخوه هاشم بن إبراهيم أحد شيوخ تقي الدين بن فهد، ومنهم العلامة شهاب الدين أحمد بن عبد الله الوزيري وولده السيد صلاح الدين أحد أذكياء الزمن وحكمائهم، وهم بيت علم ورياسة وجلالة باليمن. وموزور: اسم كورة بالأندلس، تتصل أعمالها بأعمال قرمونة بين الغرب والقبلة، كثيرة الفواكه والزيتون، بينها وبين قرطبة عشرون فرسخا، وإليه ينسب أمية بن غالب الشاعر الموزوري، وأبو سلمان عبد السلام بن السمح الموزوري، رحل إلى المشرق وتوفي سنة 387. وموزار، بالفتح: حصن ببلاد الروم استجد عمارته هشام بن عبد الملك، قال المتنبي:

وعادت فظنوها بموزار قفلا     وليس لها إلا الدخول قفول ومما يستدرك عليه: وزور كجعفر: حصن عظيم من جبال صنعاء لهمدان، وبه تحصن عبد الله بن حمزة الزبيدي في أيام سيف الإسلام طغتكين الأيوبي.

و-ز-غ-ر
وكذلك وزاغر، بالفتح والغين معجمة: من قرى سمرقند.

و-ش-ر

صفحة : 3608

وشر الخشبة بالميشار، غير مهموز. لغة في أشرها بالمئشار، إذا نشرها، والفعل الوشر، بالفتح، والوشر أيضا: تحديد المرأة أسنانها وترقيقها، أي أطرافها، قاله الجوهري. في حديث: لعن الله الواشرة والمؤتشرة فالواشرة: المرأة التي تحدد أسنانها، تفعله المرأة الكبيرة تتشبه بالشواب، والمؤتشرة: التي تسأل أن - وفي اللسان: تأمر من - يفعل ذلك بها، كأنه من وشرت الخشبة بالميشار، هكذا قالوا، وهي إن همزت كانت من الأشر لا من الوشر، وإن لم تهمز فوجه الكلام المتشرة والمستوشرة، وهو طاهر. وموشر العضدين، كمعظم، ويهمز، هو الجعل، وقد تقدم في الهمز. والوشر، بضمتين: لغة في الأشر، نقله الصاغاني، وقد تقدم الكلام عليه في الهمز. ومما يستدرك عليه: ميشار: بلدة من نواحي دنباوند، كثيرة الخيرات والشجر.