الباب العاشر: باب الراء - الفصل السادس والعشرون: فصل الواو مع الراء: الجزء الثاني

فصل الواو مع الراء

الجزء الثاني

و-ش-ت-ر
ويستدرك عليه: وشترة بالفتح: من أقاليم لبلة بالأندلس.

و-ص-ر
الوصر، بالكسر: العهد، لغة في الإصر، كما قالوا: إرث وورث، وإسادة ووسادة، قاله الجوهري. الوصر: الصك الذي تكتب فيه السجلات، والأصل إصر، سمي به لأن الإصر العهد، ويسمى كتاب الشروط كتاب العهد والوثائق. ويطلق غالبا على كتاب الشراء، ومنه ما روي: أن رجلين احتكما إلى شريح فقال أحدهما: إن هذا اشترى مني دارا وقبض مني وصرها فلا هو يعطيني الثمن ولا هو يرد إلي الوصر. وجمع الوصر أوصار، قال عدي بن زيد:

فأيكم لم ينـلـه عـرف نـائلـه     دثرا سواما وفي الأرياف أوصارا أي أقطعكم وكتب لكم السجلات في الأرياف، كالوصيرة والوصرة محركة مشددة الراء والأوصر، وهذا الأخير موجود في اللسان والتكملة فلا أدري لأي شيء أسقطه المصنف، وأنشد الليث:

وما اتخذت صداما للمكوث بها     وما انتقشتك إلا للوصـرات وقال الليث: إن الوصرة معربة وهي الصك وهو الأوصر، وقال غيره: إن الوصر والوصيرة كلتاهما فارسية معربة. والأوصر: المرتفع من الأرض، نقله الصاغاني.

و-ض-ر
الوضر، محركة: الدرن والدسم، وفي المحكم: هو وسخ الدسم واللبن، أو غسالة السقاء والقصعة ونحوهما، وقد وضرت القصعة توضر وضرا، أي دسمت، قال أبو الهندي واسمه عبد المؤمن بن عبد القدوس:

سيغني أبا الهندي عن وطب سالم     أباريق لم يعلق بها وضر الزبد
مفدمة قـزا كـأن رقـابـهـا      رقاب بنات الماء تفزع للرعـد

الوضر: بقية الهناء، عن أبي عبيدة، الوضر: ما تشمه من ريح تجدها، هكذا في النسخ، وصوابه تجده من طعام فاسد. والوضر أيضا: اللطخ من الزغفران ونحوه مما له لون، ومنه حديث عبد الرحمن بن عوف: رأى النبي صلى الله عليه وسلم به وضرا من صفرة فقال له: مهيم . أي لطخا من خلوق أو طيب له لون. والوضر أيضا: الأثر من غير الطيب، ج أوضار، كسبب وأسباب، ويقال: وضر الإناء كوجل، إذا اتسخ، فهو وضر وهي أي المرأة وضرة ووضرى، قال:

إذا ملا بطنه ألبانهـا حـلـبـا      باتت تغنيه وضرى ذات أجراس

صفحة : 3609

والوضراء: سمة في رقبة الإبل لبني فزارة بن ذبيان، كأنها برثن غراب، نقله الصاغاني. والوضرى، كسكرى، ويمد: الفندورة، أي الاست، القصر عن ابن الأعرابي والمد لغة فيه نقله الصاغاني والزمخشري. ووضرة، بالفتح: جبل باليمن فيه عدة قلاع، هكذا نقله ياقوت والصاغاني. ومما يستدرك عليه: يقال: فلان وضر الأخلاق، وفي أخلاقه وضر، وهو ذو أوضار، أي خبيث. وكان نقي العرض فوضره بالدناءة. وكل ذلك مجاز.

و-ط-ر
الوطر، محركة، والأرب، بمعنى واحد، وهو الحاجة مطلقا، قاله الزجاج. أو حاجة لك فيها هم وعناية، فإذا بلغتها فقد قضيت وطرك وأربك، ولا يبنى منه فعل، نقله الزجاج عن الخليل. وقال الليث: الوطر: كل حاجة كان لصاحبها فيها همة فهي وطره. قال: ولم أسمع لها فعلا أكثر من قولهم: قضيت من كذا وطري. أي حاجتي، ج أوطار، قال الله تعالى: فلما قضى زيد منها وطرا .

و-ظ-ر
وظر، كفرح، أهمله الجامعة كلهم، وقال المصنف: معناه: سمن وامتلأ، فهو وظر: سمين ممتلئ اللحم، أو هو أي الوظر: الرجل الملآن الفخذين والبطن من اللحم. هكذا استدرك المصنف عليهم، وكأنها لثغة في وذر بالذال المعجمة فلينظر.

و-ع-ر
الوعر: المكان الحزن ذو الوعورة، ضد السهل، كالوعر، ككتف، والواعر والوعير والأوعر. يقال: طريق وعر، ووعر، وواعر، ووعير، وأوعر. وقول الجوهري: ولا تقل وعر، ليس بشيء. قلت: وهذا الذي أنكره على الجوهري هو المنقول عن الأصمعي. وقال شيخنا مقابلة نفي بنفي بغير حجة غير مسموع، ويؤيد ما للجوهري قول ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة: المضايق الوعرة بالتسكين، ولا يجوز فيها التحريك. انتهى. قلت: ظن شيخنا أن الذي أنكره الجوهري هو تسكين العين كما هو مقتضى سياقه، وليس كما زعم، بل الذي أنكره هو تحريك العين، كما هو مضبوط هكذا في سائر الأصول المصححة، فإذن قول ابن أبي الحديد الذي استشهد به حجة عليه لا له، فتأمل. ج أي جمع الوعر أوعر، بضم العين. قال يصف بحرا:

وتارة يسندنى في أوعر

صفحة : 3610

الكثير وعور، وجمع الوعر والوعير أوعار، ككتف وأكتاف وشريف وأشراف. وقد وعر المكان، ككرم، يوعر، وعر يعر، مثل وعد، ووعر يوعر، مثل ولع يولع. وحكى اللحياني: وعر يعر، كوثق يثق، وهذه قد أغفلها المصنف، وعرا، بالفتح مصدر الأولين، ووعرا، محركة مصدر الثالث، ووعورة، بالضم، ووعارة، بالفتح مصدرا الأول والثاني، ووعورا، بالضم مصدر الثاني فقط، قال الأزهري: والوعورة تكون غلظا في الجبل، وتكون وعوثة في الرمل، وفي حديث أم زرع: زوجي لحم جمل غث على جبل وعر، لا سهل فيرتقى ولا سمين فينتقى ، أي غليظ حزن يعب الصعود إليه، شبهته بلحم هزيل لا ينتفع به، وهو مع هذا صعب الوصول والمنال. ووعرته توعيرا: جعلته وعرا. وتوعر: صار وعرا. إن كان المراد بالتوعير والتوعر هنا للمكان فهو على حقيقته، وإلا فهو مجاز، وسيأتي أن التوعر في الأمر هو التعسر. وأوعر به الطريق: وعر عليه، أو أفضى به إلى وعر من الأرض، أو أوعر الرجل: وقع في وعر من الأرض، وفي الأساس: في وعورة. من المجاز: أوعر الرجل: إذا قل ماله، شبهه بالمكان الوعر الذي لا نبات به. من المجاز: أوعر الشيء: إذا قلله. واستوعروا طريقهم: رأوه وعرا، كأوعروه، وهو مأخوذ من عبارة الصاغاني، قال: أوعرت الشيء، مثل استوعرته. قال الأصمعي: شعر معر وعر زمر، بمعنى واحد، أي قليل، وهو إتباع ومجاز. وتوعر علي الأمر: إذا تعسر، أي صار وعرا، وهو مجاز، ولا يخفى أن قوله هذا وما قاله آنفا: وتوعر: صار وعرا، واحد، وتفريقه في محلين مما يوهم أنهما اثنان، كذا قوله: وتوعر الرجل: تشدد، وهو أيضا مجاز، لأن التعسر في الأمر والتشدد شيء واحد، وقد أخذه من قول الصاغاني حيث قال: وسألنا فلانا حاجة فتوعر علينا أي تشدد. انتهى. ولو فسرناه بتعسر صح المعنى. ومآلهما إلى التشبيه بالوعر. توعر في الكلام: تحير، وذلك إذا عسر عليه، وهو أيضا مجاز. وتوعرته في الكلام: حيرته، نقله الصاغاني هكذا، ولا يخفى لو قال المصنف: وتوعرته فيه، لكان أخصر، حيث سبق ذكر الكلام قريبا، فذكره ثانيا تكرار مخالف لما قيد نفسه فيه من تغيير لنصوص الأئمة وإجحاف في عباراتهم. من المجاز: وعر الشيء، ككرم، وعارة ووعورة: قل، وقد أوعره، وشيء وعر: قليل. قال الفرزدق:

وفت ثم أدت لا قليلا ولا وعرا يصف أم تميم، لأنها ولدت فأنجبت وأكثرت. من المجاز: وعره يعره، كوعد، ووعره توعيرا: حبسه عن حاجته ووجهته. والوعر، بالفتح: جبل في قول زيد بن مهلهل:

كأن زهيرا خر من مشمـخـرة      وجاري شريح من مواسل فالوعر ووعيرة، كجهينة، وفي التكملة: والوعيرة، حصن في جبال الشراة قرب وادي موسى عليه السلام والكرك. قال كثير عزة:

فأمسى يسح الماء فوق وعيرة له باللوى والواديين حـوائر والأوعار: ع بالسماوة، سماوة كلب، قال الأخطل:

في عانة رعت الأوعار صيفتها     حتى إذا زهم الأكفال والسرر و وعر صدره علي: لغة في وغر، بالغين معجمة، قال الأزهري: وزعم يعقوب أنها بدل، لأن الغين قد تبدل من العين. من المجاز: رجل وعر المعروف، بتسكين العين، أي قليله، كما في الأساس. ويقال: قليل وعر، ووتح، وعر إتباع له. قال الأزهري: يقال: قليل شقن ووتح ووعر، وهي الشقونة والوتوحة والوعورة، بمعنى واحد. ومما يستدرك عليه: الوعر: المكان المخيف الوحش.

و-غ-ر

صفحة : 3611

الوغرة: شدة توقد الحر، وذلك حين تتوسط الشمس السماء ويقال: نزلنا في وغرة القيظ على ماء كذا. وغرت الهاجرة تغر، كوعد، وغرا: رمضت واشتد حرها. وأوغروا: دخلوا فيها، ومنه حديث الإفك: فأتينا الجيش موغرين في نحر الظهيرة ويروى مغورين، وقد تقدم في موضعه. والوغر، بالفتح ويحرك: الحقد والضغن والذحل والعداوة والغل والتوقد من الغيظ. وقد وغر صدره عليه، كوعد ووجل، يغر ويوغر، ويوغر أكثر، قاله الأزهري، وغرا، بالفتح، ووغرا، بالتحريك، إذا امتلأ غيظا وحقدا، وقيل: هو أن يحترق من شدة الغيظ. ويقال: ذهب وغر صدره ووغره، أي ما فيه من الغل والحقد والعداوة. وقيل: الوغر، بالتسكين، الاسم، وبالتحريك، المصدر. قال الفراء: وغر علي فلان ييغر، بكسر أوله، على مثال ييجل. وأوغره: غاظه، وأوغر صدر فلان: أحماه من الغيظ، وهو واغر فلان: أحماه من الغيظ، وهو واغر الصدر علي. وفي الحديث: الهدية تذهب وغر الصدر أي غله وحرارته، وأصله من الوغرة وهي شدة الحر، ومنه قول مازن:

ما في القلوب عليكم فاعلموا وغر وفي حديث المغيرة: واغرة الضمير ، وقيل: الوغر: تجرع الغيظ والحقد. والتوغير: الإغراء بالحقد، أنشد سيبويه للفرزدق:

دست رسولا بأن القوم إن قدروا       عليك يشفوا صدورا ذات توغير والوغير، كأمير: لحم ينشوي على الرضف، كما قاله الليث. وفي اللسان: على الرمضاء. الوغير أيضا: اللبن ترمى فيه الحجارة المحماة ثم يشرب. وقيل: الوغير: اللبن يغلى ويطبخ. وقال الجوهري الوغيرة: اللبن يسخن بالحجارة المحماة، وكذلك الوغير، وقال ابن سيده: الوغيرة: اللبن وحده محضا يسخن حتى ينضج وربما جعل فيه السمن، قد أوغره، ووغره توغيرا، قال الشاعر:

فسائل مرادا عـن ثـلاثة فـتـية     وعن إثر ما أبقى الصريح الموغر وفي كلام المصنف قصور لا يخفى. أوغر الماء: سخنه، وذلك أن تسخن الحجارة وتحرقها وتلقيها في الماء لتسخنه، وهو الإيغار، وقيل: أوغر الماء: أحرقه وأغلاه، ومنه المثل: كرهت الخنازير الحميم الموغر. ذلك أنه ربما يسمط فيه الخنزير وهو حي ثم يذبح، ومثله في الأساس، وفي بعض الأصول ثم يشوى، وهو فعل قوم من النصارى، قال الشاعر:

ولقد رأيت مكانهم فكرهتهم      ككراهة الخنزير للإيغار عن أبي سعيد: يقال: أوغر فلانا إليه: أي ألجأه، وأنشد:

وتطاولت بك همة محطوطة     قد أوغرتك إلى صبا ومجون قال: واشتقاقه من إيغار الخراج، ثم ذكر المعنى الذي ذكره المصنف آخرا. يقال أوغر العامل الخراج: إذا استوفاه. وفي التهذيب: وغر: أو هو أن يوغر الملك الرجل الأرض فيجعلها له من غير خراج، وقيل: الإيغار: أن يسقط الخراج عن صاحبه في بلد ويحول مثله إلى بلد آخر، فيكون ساقطا عن الأول وراجعا إلى بيت المال؛ أو هو أن يؤدي الخراج إلى السلطان الأكبر فرارا من العمال. يقال: أوغر الرجل خراجه، إذا فعل ذلك، نقله أبو سعيد، قال: ومنه أخذ معنى الإلجاء. وقيل: سمي الإيغار لأنه يوغر صدور الذين يزاد عليهم خراج لا يلزمهم. قال الأزهري: وقد يسمى ضمان الخراج إيغارا، وهي لفظة مولدة. وقال ابن دريد: والإيغار المستعمل في باب الخراج لا أحسبه عربيا صحيحا. ووغر الجيش: صوتهم وجلبتهم، قال ابن مقبل:

في ظهر مرت عساقيل السراب به      كأن وغر قطاه وغـر حـادينـا وقال الراجز:

صفحة : 3612

كأنما زهاؤها لمن جهر      ليل ورز وغره إذا وغر ويحرك، ولم يحك ابن الأعرابي في وغر الجيش إلا الإسكان فقط، وصرح بأن الفتح لا يجوز. وتوغر الرجل: تلهب غيظا وتوقد وحمي. وعمرو بن ربيعة بن كعب الشاعر المشهور لقب مستوغرا في بعض النسخ المستوغر لقوله يصف فرسا عرقت:

ينش الماء في الربلات منـهـا      نشيش الرضف في اللبن الوغير والربلات: جمع ربلة، وهي باطن الفخذ. والرضف: حجارة تحمى وتطرح في اللبن ليجمد. في التكملة: الميغر: الميقات والميعاد، وقد أوغروا بينهم ميغرا، أي ميعادا. والغرة، مثل العدة وزنا ومعنى، نقله الصاغاني. ومما يستدرك عليه: وغرته الشمس: أي اشتد وقعها عليه. والوغر: الذحل.

و-ف-ر
الوفر: الغنى، والوفر من المال والمتاع: الكثير الواسع الذي لم ينقص منه شيء أو العام من كل شيء، ج وفور، وقد وفر المال والنبات والشيء بنفسه، ككرم ووعد، وفارة ووفرا، ووفورا وفرة ككرامة ووعد وقعود وعدة، أي كثر، فهو وافر واتعز الشيء ومز يقال: وفرته فاتفر، أنشد الأصمعي لبشير بن النكث يصف دلوا:

وحوأب أثجر وفي فاتغر يقال: أرض وفراء، إذا كان نباتها فرة، أي كثرة. وهذه أرض في نباتها وفر ووفرة وفرة، أي وفور لم ترع. قال الأزهري: والمستعمل في التعدي وفره توفيرا، أي كثره كوفر له ماله. ووفره، كوعده، وفرا وفرة ووفره: جعله وافرا. وفي الحديث: الحمد لله الذي لا يفره المنع أي لا يكثره. من المجاز: وفره عرضه وفرا وفرة، ووفره له توفيرا: أثنى عليه ولم يشتمه ولم يعبه كأنما أبقاه له كثيرا طيبا لم ينقصه بشتم، قال:

ألكني وفر لابن الغريرة عرضه     إلى خالد من آل سلمى بن جندل ووفر عرضه ووفر كوعد وكرم: كرم ولم يبتذل. ووفره عطاءه وفرا: رده عليه وهو راض، أو مستقل له. ووفره توفيرا: أكمله وجعله وافرا. ووفر الثوب: قطعه وافرا، وكذلك السقاء، إذا لم يقطع من أديمه فضل. والوفراء، ممدودا: الملأى الموفرة الملء. الوفراء: المزادة الوافرة الجلد التامة التي لم ينقص من أديمها شيء، الوفراء: الأذن العظيمة الضخمة الشحمة. وفراء: ع نقله الصاغاني وياقوت. الوفراء: الأرض التي لم ينقص من نبتها شيء، قال الأعشى:

عرندسة لا ينقص السير غرضها     كأحقب بالوفراء جأب مـكـدم والوفرة: الشعر المجتمع على الرأس، أو ما سال على الأذنين منه، أو ما جاوز شحمة الأذن، وقيل: الوفرة أعظم من الجمة، قال ابن سيده: وهذا غلط، إنما هي الوفرة ثم الجمة ثم اللمة. فالوفرة: ما جاوز شحمة الأذنين. واللمة ما ألم بالمنكبين. وفي التهذيب: والوفرة: الجمة من الشعر إذا بلغت الأذنين، وقيل: الوفرة: الشعرة إلى شحمة الأذن، ثم الجمة ثم اللمة، ج وفار، بالكسر. قال كثير عزة:

كأن وفار القوم تحت رحالهـا    إذا حسرت عنها العمائم عنصل قال ابن دريد: الوافرة: ألية الكبش إذا عظمت، في بعض اللغات. من المجاز: الوافرة: الدنيا على التشبيه، وأنشد ابن الأعرابي:

وعلمنا الصـبـر آبـاؤنـا     وخط لنا الرمي في الوافره

صفحة : 3613

كأم وافرة، وهذه نقلها الصاغاني. قيل: الوافرة في قول الشاعر: الحياة، وقيل: الوافرة: كل شحمة مستطيلة. والوافر: البحر الرابع من بحور العروض وزنه مفاعلتن ست مرات. كذا نقله الصاغاني، وفي اللسان مفاعلتن مفاعلتن فعولن، مرتين، أو مفاعلتن مفاعلتن، مرتين، سمي هذا الشطر وافرا لأن أجزاءه موفرة له وفور أجزاء الكامل، غير أنه حذف من حروفه فلم يكمل. والموفور والموفر منه، كمعظم: كل جزء يجوز فيه الزحاف فيسلم منه، قال ابن سيده: هذا قول أبي إسحاق. قال: وقال مرة: الموفور: ما جاز أن يخرم فلم يخرم وهو فعولن ومفاعيلن ومفاعلتن، وإن كان فيها زحاف غير الخرم فلم تخل من أن تكون موفورة، قال: وإنما سميت موفورة لأن أوتادها توفرت. من المجاز: توفر عليه، إذا رعى حرماته وبره. يقال: هم متوافرون: أي هم كثير أو فيهم كثرة. ويقال: استوفر عليه حقه، إذا استوفاه، كوفره توفيرا. وسقاء أوفر ووفر، بالفتح: أي تام لم ينقص من أديمه شيء الثانية نقلها الصاغاني. ومما يستدرك عليه: الجزاء الموفور: الذي لم ينقص منه شيء. والموفور: التام من كل شيء. وفي المثل: توفر وتحمد. على كذا: أي يصان عرضك ويثنى عليك. قاله الزمخشري. وقال الفراء: يضرب للرجل تعطيه الشيء فيرده عليك من غير تسخط. والإيفار: الإتمام، كالاستيفار. ووفر الله حظه من كذا: أسبغه. والوفر، بالفتح: الإبل التي لم تعط منها الديات، فهي موفورة. وفلان موفر الشعر، كمعظم، وقد وفره: أعفاه، وهو مجاز. والوافر والموفور والمستوفر والموفر بمعنى واحد. وتركته على أحسن موفر: أي على أحسن حال. وهو مجاز. وتوفر على كذا: صرف همته إليه. وهو مجاز. ووفرة: لقب الحسن بن علي الخلقاني، حدث عن ابن داوود وطبقته.

و-ق-ر
الوقر: ثقل في الأذن، أو هو ذهاب السمع كله، والثقل أخف من ذلك، ومنه قوله تعالى: وفي آذاننا وقر وقد وقر كوعد ووجل يقر ويوقر، هكذا في سائر النسخ، ولو قال: وقد وقرت كوعد ووجل كان أوجه، أي صمت أذنه. قال الجوهري: ومصدره وقر، بالفتح، هكذا جاء، والقياس بالتحريك، أي إذا كان من باب وجل، وأما إن كان من باب وعد فإن مصادره كلها مفتوحة. كما هو ظاهر، ووقر كعني يوقر وقرا فهو موقور. وعبارة ابن السكيت: يقال منه: وقرت أذنه، على ما لم يسم فاعله، توقر وقرا، بالسكون، فهي موقورة، ويقال: اللهم قر أذنه. في الصحاح: وقرها الله، أي الأذن، يقرها وقرا فهي موقورة. الوقر، بالكسر: الحمل الثقيل، وقيل: هو الثقل يحمل على ظهر أو رأس، يقال: جاء يحمل وقره، أو أعم من أن يكون ثقيلا أو خفيفا أو ما بينهما، ج أوقار. وأوقر الدابة إيقارا وقرة شديدة كعدة، وهذه شاذة. ودابة وقرى، كسكرى: موقرة، قال النابغة الجعدي:

كما حل عن وقرى وقد عض حنوها     بغاربهـا حـتـى أراد لـيجـزلا قال ابن سيده: أرى وقرى مصدرا على فعلى، كحلقى وعقرى، وأراد: حل عن ذات وقرى، فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه. قال: وأكثر ما يستعمل الوقر في حمل البغل والحمار، والوسق في حمل البعير. وفي الحديث: لعله أوقر راحلته ذهبا أي حملها وقرا. ورجل موقر، كمكرم: ذو وقر، أنشد ثعلب:

لقد جعلت تبدو شواكل منكمـا     كأنكما بي موقران من الجمر

صفحة : 3614

وامرأة موقرة: ذات وقر. وقال الفراء: امرأة موقرة، بفتح القاف: إذا حملت حملا ثقيلا. أوقرت النخلة: أي كثر حملها، ونخلة موقرة، بكسر القاف، وموقرة، بفتحها، وموقر، كمحسن، وموقرة، كمعظمة، وميقار، كمحراب، قال:

من كل بائنة تبين عذوقها      منها وحاضنة لها ميقار قال الجوهري: نخلة موقر، بفتح القاف على غير القياس، لأن الفعل ليس للنخلة، وإنما قيل: موقر، بكسر القاف، على قياس قولك: امرأة حامل، لأن حمل الشجرة مشبه بحمل النساء، فأما موقر، بالفتح، فإنه شاذ، وقد روي في قول لبيد يصف نخلا:

عصب كوارع في خليج محلم      حملت فمنها موقر مكمـوم ج مواقر. يقال: استوقر وقره طعاما: أخذه. واستوقرت الإبل: سمنت وحملت الشحوم. قال:

كأنها من بدن واستـيقـار      دبت عليها عارمات الأنبار من المجاز:: الوقار كسحاب: الرزانة والحلم، الوقار: لقب زكريا بن يحيى بن إبراهيم المصري الفقيه، عن ابن القاسم وابن وهب، وروى الحديث عن ابن عيينة وبشر بن بكر، وهو ضعيف. وقال الذهبي في الديوان: كذاب. وقار، كشداد: ابن الحسين الكلابي الرقي، عن أيوب بن محمد الوراق وعنه ابن عدي، وهما محدثان. قال الحافظ: والأخير روى أيضا عن المؤمل بن إهاب، وعنه أبو بكر الشافعي وأبو بكر الخرائطي، رأيت له في كتاب اعتلال القلوب حديثا باطلا، وهو فرد. وأما الذي بالتخفيف فجماعة غير زكريا. ووقر الرجل ككرم، يوقر وقارة ووقارا، بالفتح فيهما، ووقر يقر، كوعد يعد، قرة، وتوقر واتقر، إذا رزن. ورجل متوقر: ذو حلم ورزانة، ومنه الحديث: لم يسبقكم أبو بكر بكثرة صوم ولا صلاة ولكنه بشيء وقر في القلب وفي رواية: لسر وقر في صدره ، أي سكن فيه وثبت، من الوقار والحلم والرزانة. والتيقور: الوقار، فيعول منه، وقيل: لغة في التوقير، والتاء مبدلة من واو، وأصله ويقور، قال العجاج:

فإن يكن أمسى البلى تيقوري أي أمسى وقاري. حمله على فيعول، ويقال: حمله على تفعول مثل التذنوب ونحوه، فكره الواو مع الياء فأبدلها تاء لئلا يشبه فوعول فيخالف البناء، ألا ترى أنهم أبدلوا الواو حين أعربوا فقالوا نيروز. ورجل وقار ووقور، كسحاب، وصبور، أي ذو حلم ورزانة، كالمتوقر، ووقر، كندس، هكذا في سائر الأصول التي بأيدينا، والذي في اللسان: وقر، محركة، وأنشد للعجاج يمدح عمر بن عبيد الله بن معمر الجمحي:

هذا أوان الجد إذ جد عمـر     وصرح ابن معمر لمن ذمر
بكل أخلاق الشجاع إذ مهـر    ثبت إذا ما صيح بالقوم وقر

وهي وقور من نسوة وقر. ووقر الرجل كوعد، يقر وقرا فهو وقور، وقر يوقر وقورة: إذا جلس، وهو مجاز. ومنه قوله تعالى: وقرن في بيوتكن وقيل: هو من الوقار، وقيل: من قر يقر ويقر، وقد تقدم. والتوقير: التبجيل والتعظيم، قال الله تعالى: وتعزروه وتوقروه يقال: وقره: إذا بجله ولم يستخف به، وهو مجاز. التوقير: تسكين الدابة، قال الشاعر:

يكاد ينسل من التصدير      على مدالاتي والتوقير

صفحة : 3615

التوقير: التجريح والتزيين، هكذا في سائر النسخ التي بأيدينا، ولعل صوابه: والتمرين، ويكون من قولهم وقرته الأسفار، إذا صلبته ومرنته كأنها جرحته فتعود عليها، أو يكون التوقيح بدل التجريح، فيكون أقرب من التجريح في سبك المعنى مع التمرين، أو الصواب الترزين بدل التزيين وهو التعظيم والتفخيم، فلينظر ذلك. من المجاز: التوقير أن تصير له، أي للشيء وقرات، محركة، أي آثارا وهزمات، فهو موقر كمعظم، وهو مخالف لما في الأساس، وشيء موقور: فيه وقرات: هزمات. والوقر: الصدع في الساق، وهو مجاز. وفي اللسان: الوقر كالوكتة أو الهزمة تكون في الحجر أو العين أو الحافر أو العظم، كالوقرة، بزيادة هاء. والوقرة أعظم من الوكتة. وقال الجوهري: الوقرة: أن يصيب الحافر حجر أو غيره فينكبه. تقول: وقرت الدابة، بالكسر، وأوقر الله الدابة، مثل رهصت وأرهصها الله: أصابها بوقرة، قال العجاج:

وأبا حمت نسوره الأوقارا ويقال في الصبر على المصيبة: كانت وقرة في صخرة، يعني ثلمة وهزمة، أي أنه احتمل المصيبة ولم تؤثر فيه إلا مثل تلك الهزمة في الصخرة. ووقر العظم، كعني، وقرا فهو موقور ووقير، كذا في المحكم، وقد وقره كوعده: صدعه، فهو موقور، قال الحارث بن وعلة الذهلي:

يا دهر قد أكثرت فجعتنـا      بسراتنا ووقرت في العظم والوقر في العظم شيء من الكسر، وهو الهزم، وربما كسرت يد الرجل أو رجله إذا كان بها وقر ثم تجبر فهو أصلب لها، والوقر لا يزال واهنا أبدا. والوقير، كأمير: النقرة العظيمة في الصخرة، وفي التهذيب: النقرة في الصخرة العظيمة تمسك الماء. وفي الصحاح: نقرة في الجبل عظيمة، كالوقيرة، والوقر والوقرة. وفي الحديث: التعلم في الصغر كالوقرة في الحجر . الوقرة والوقر: النقرة التي في الصخرة، أراد أنه يثبت في القلب ثبات هذه النقرة في الحجر. في حديث طهفة: ووقير كثير الرسل، قيل: الوقير: القطيع من الضأن خاصة، وقيل: الغنم. وفي المحكم: الضخم من الغنم، هو من الشاء صغارها، أو خمسمائة منها، على ما زعمه اللحياني، أو عام في الغنم، وبه فسر ابن الأعرابي قول جرير:

كأن سليطا في جوانبها الحصى      إذا حل بين الأملحين وقيرهـا هي غنم أهل السواد. وقال الزيادي: دخلت على الأصمعي في مرضه الذي مات فيه فقلت: يا أبا سعيد، ما الوقير? فأجابني بضعف صوت فقال: الوقير: الغنم بكلبها وحمارها وراعيها، لا يكون وقيرا إلا كذلك، ومعنى حديث طهفة أي أنها كثيرة الإرسال في المرعى. كالقرة، كعدة، قيل هي الصغار من الشاء، وقيل: القرة: الشاء والمال، والهاء عوض عن الواو، وقال ذو الرمة يصف بقرة الوحش:

مولعة خنساء ليست بنعجة     يدمن أجواف المياه وقيرها وقال الأغلب العجلي:

ما إن رأينا ملكا أغارا     أكثر منه قرة وقارا وقير: ع، أو جبل، قال أبو ذؤيب:

فإنك حقا أي نظرة عاشـق     نظرت وقدس دونها ووقير والوقري، محركة: راعي الوقير، نسب على غير قياس، أو مقتني الشاء، وعبارة الصاغاني: الوقري: صاحب الشاء الذي يقتنيها، كذلك صاحب الحمير، وساكنو المصر، وأنشد صاحب اللسان للكميت:

ولا وقـريين فـي ثــلة     يجاوب فيها الثؤاج اليعارا

صفحة : 3616

ويروى: ولا قرويين، نسبة إلى القرية التي هي المصر، وأظن الصاغاني أخذ قوله: وساكنو المصر من هنا، فإن الوقري مقلوب القروي، فليتنبه لذلك. وكذلك قوله: وصاحب الحمير، نظرا إلى قول الأصمعي السابق بطريق التلازم. والقرة، كعدة: العيال، يقال ترك فلان قرة، أي عيالا، وإنه عليه لقرة، أي عيال. القرة أيضا: الثقل. يقال: ما علي منك قرة، أي ثقل، قاله اللحياني، وأنشد:

لما رأت حليلتي عينيه     ولمتي كأنها حـلـيه
تقول هذا قرة علـيه      يا ليتني بالبحر أو بليه

من ذلك القرة بمعنى الشيخ الكبير، لثقله. القرة: وقت المرض. والقرة: الشاء. ولا يخفى أن هذا مع ما قبله تكرار، فإنه قد تقدم له ذلك عند ذكر الوقير. كذا القرة بمعنى المال. قولهم: فقير وقير، جعل آخره عمادا لأوله. وقال ابن سيده: تشبيه بصغار الشاء في مهانته وذله، وقيل: هو الذي قد أوقره الدين، أي أثقله، وقيل: هو من الوقر الذي هو الكسر، أو إتباع. والموقر، كمعظم: الرجل المجرب العاقل الذي قد حنكته الدهور ووقحته الأمور واستمر عليها، قال ساعدة الهذلي يصف شهدة:

أتيح لها شثن البنان مكـزم      أخو حزن قد وقرته كلومها الموقر: ع بالبلقاء، من عمل دمشق، وكان يزيد بن عبد الملك ينزله، قال جرير:

أشاعت قريش للفرزدق خزية     وتلك الـوفود النـازلون المـوقرا
عشية لاقى القين قين مجاشع     هزبرا أبا شبلين في الغيل قسورا

وقال كثير:

سقى الله حيا بالموقـر دارهـم     إلى قسطل البلقاء ذات المحارب وإليه ينسب أبو بشير الوليد بن محمد الموقري القرشي، مولى يزيد بن عبد الملك، روى عن الزهري وعطاء الخراساني، وأورده ابن عساكر في التاريخ، مات سنة 281. ووقر بضمتين: ع، نقله الصاغاني. وفي صدره عليك وقر، بالفتح عن اللحياني، أي وغر، والمعروف الغين. وعن الأصمعي: بينهم وقرة ووغرة، أي ضغن وعداوة. والموقر، كمجلس: الموضع السهل عند سفح الجبل. وواقرة: ع، نقله الصاغاني. قلت: وهو حصن باليمن يقال له الهطيف، نقله ياقوت، قلت: وهو على رأس وادي سهام لحمير. ومما يستدرك عليه: الوقرة، بالفتح: المرة من الوقر، وقد جاء في حديث علي: ونخل وقار، بالفتح في شعر قطبة بن الخضراء من بني القين:

لمن ظعن تطالع من ستـار      مع الإشراق كالنخل الوقار وقال ابن سيده: على تقدير: ونخلة واقر أو وقير. والوقر، بالكسر: السحاب يحمل الماء الذي أوقرها، وهو مجاز. والوقار، بالفتح: الحلم. ووقر يقر وقارا، إذا سكن، والأمر منه قر، قاله الأصمعي. والوقار: السكينة والوداعة. ووقرة الدهر: شدته وخطبه، وهو مجاز. وأنشد ابن الأعرابي:

حياء لنفسي أن أرى متخشعا     لوقرة دهر يستكين وقيرها

صفحة : 3617

شبه بالوقرة في العظم، ويقال: ضربه ضربة وقرت في عظمه، أي هزمت. وكلمته كلمة وقرت في أذنه، أي ثبتت، عن الأصمعي، والأخير مجاز. والوقير: من بهضه الدين. وهو مجاز. وبأذنه وقر، وأذن وقرة وموقورة، وهو مجاز، وقد وقرت أذني عن استماع كلامه. وهو مجاز. والوقير: الجماعة من الناس وغيرهم، قاله الأزهري، وقيل: الوقير: أصحاب الغنم. وجنان واقر: لا يستخفه الفزع، وهو مجاز. ويقال: وقر في قلبه كذا، أي وقع وبقي أثره، وهو مجاز. والوقير: الذليل المهان. والموقر، كمجلس: جبل عظيم باليمن عليه قرية، ومنها شيخنا الصالح الصوفي الفقيه محمد بن أحمد الموقري الزبيدي، أخذ عن يحيى بن عمر الأهدل، والعماد يحيى بن أبي بكر الحكمي، وبه تخرج. ووقران شعاب في جبال طيئ قال حاتم:

وسال الأعالي من نقيب وثرمد      وبلغ أناسا أن وقران سـائل وأم محمد وقار بنت عبد المجيد بن حاتم بن المسلم، من شيوخ الحافظ الدمياطي، ذكرها في المعجم.

و-ك- ر
الوكر: عش الطائر وإن لم يكن فيه، هذا نص المحكم، كالوكرة، وفي التهذيب: الوكر: موضع الطائر الذي يبيض فيه ويفرخ، وهو الخروق في الحيطان والشجر. وقال الأصمعي: الوكر والوكن جميعا: المكان الذي يدخل فيه الطائر، وقال أبو يوسف: سمعت أبا عمرو يقول: الوكر: العش حيثما كان، في جبل أو شجر، ج القليل أوكر وأوكار، قال:

إن فراخا كفراخ الأوكر      تركتهم كبيرهم كالأصغر وقال:

من دونه لعتاق الطير أوكار الكثير: وكور ووكر، كصرد. قال اليزيدي: الوكر: أن تضرب أنف الرجل بجمع يدك، هكذا نقله الصاغاني عنه، وليس بتصحيف الوكز، بالزاي، وسيأتي. ووكر الطائر، كوعد، يكر وكرا ووكورا: أتى الوكر أو دخله. ووكر الصبي، هكذا في النسخ وهو غلط، وصوابه الظبي، وكرا: وثب. ووكر الإناء والسقاء والقربة والمكيال وكرا: ملأه، كوكره توكيرا. وقال الأحمر: وكرته وكرا. ووركته وركا. وكر فلان بطنه توكيرا، وأوكره: ملأه من طعام. وتوكر الصبي: امتلأ بطنه، وتوكر الطائر: امتلأت حوصلته. وقال الأصمعي: يقال: شرب حتى توكر، وحتى تضلع. والوكرة، ويحرك، والوكير والوكيرة: طعام يعمل لفراغ البنيان، أي بنيان وكره فيدعو إليه، أو عند شراء وكره، وهذا نقله الزمخشري. وقد وكر لهم، كوعد، إذا اتخذ ذلك الطعام، كما في الأساس. وفي اللسان: وقد وكر لهم توكيرا، وقال الفراء: الوكيرة تعملها المرأة في الجهاز، قال: وربما سمعتهم يقولون: التوكير. والتوكير: اتخاذ الوكيرة، والتوكير: الإطعام. والوكر، بالفتح، والوكر والوكرى، محركتين: ضرب من العدو، قيل: هو الذي كأنه ينزو. وقال أبو عبيد: هو يعدو الوكرى، أي يسرع، وأنشد غيره لحميد بن ثور:

إذا الحمل الربعي عارض أمه     عدت وكرى حتى تحن الفراقد والوكار، كشداد: العداء. وناقة وكرى، كجمزى، سريعة أو قصيرة لحيمة شديدة الأبز، وقد وكرت الناقة تكر وكرا، فيهما، إذا عدت الوكرى، وهو عدو فيه نزو ، وكذلك الفرس. واتكر الطائر اتكارا: اتخذ وكرا، وكذا وكر توكيرا، كما في الأساس. وامرأة وكرى، كجمزى: شديدة الوطء على الأرض، نقله الصاغاني . والوكراء: ع، في قول المرار:

أعيور لم يألف بوكراء بيضة      ولم يأت أم البيض حيث تكون

صفحة : 3618

والوكرة، بالضم: الموردة إلى الماء، نقله الصاغاني. الوكار: ككتاب، كأنه جمع وكر: ع، نقله ياقوت والصاغاني. ومما يستدرك عليه: التوكير: اتخاذ الوكيرة، والتوكير: الإطعام. وفي الحديث: نهى عن المواكرة، وهي المخابرة. ومن المجاز: قولهم: ما دار في فكري نزولك في وكري.

و-ن-ر
ونرته تونيرا، أهمله الجوهري وابن منظور، واستدركه الصاغاني نقلا عن ابن الأعرابي. قال: ومعناه عليته. هذا وسيأتي للمصنف في هنر أنه قلما تقع في الأسماء كلمة فيها نون فراء. قلت: والذي ظهر لي بعد تأمل شديد ومراجعة الأصول الصحيحة أن هذا تصحيف من الصاغاني تبعه المصنف فيه من غير روية، وكيف يكون ذلك وكلامه الآخر في هنر يضاده? والصواب ونرته ونارة: علمته، وواوه مقلوبة عن همزة أنرته، وكذا هنرته، بالهاء، فاعلم ذلك فإنه نفيس. ومما يستدرك عليه:

و-ن-ج-ر
ونجر، كجعفر: من رساتيق همذان، وفيه منارة الحوافر.

و-ه-ر
الوهر محركة، أهمله الجوهري، واستدركه الصاغاني وابن منظور، فقال الصاغاني: هو شدة الحر، وفي اللسان، أنه توهج وقع الشمس على الأرض حتى ترى له اضطرابا كالبخار، يمانية. وتوهر الليل والشتاء، كتهور، كذلك الرمل إذا تهور. ووهران، كسحبان: اسم رجل، وهو أبو قوم. ووهران: د، بالأندلس، على ضفة البحر، بينه وبين تلمسان سرى ليلة. وأكثر أهلها تجار، منها، هكذا في النسخ، وصوابه: منه أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد الله بن خالد الهمداني الوهراني شيخ الحافظين أبي عمر بن عبد البر النمري وابن حزم، يروي عن أبي بكر أحمد بن جعفر القطيعي. وفاته: سعيد بن خلف الوهراني، عن أبي بكر الأبهري الفقيه، وعنه منصور بن تمصلت. وعلي بن عبد الله بن المبارك الوهراني، سمع منه يوسف بن خليل. والركن الوهراني صاحب الخلاعة. ومن المتأخرين: الإمام أبو العباس أحمد بن حجي الوهراني، حدث عن أبي سالم إبراهيم بن محمد بن علي التازي نزيل وهران،، وعنه أبو عثمان سعيد بن أحمد بن محمد بن يحيى التلمساني المقري. وهران: ع بفارس، نقله ياقوت. ووهره، كوعده، يهره وهرا، ووهره توهيرا، ذا أوقعه فيما لا مخرج له منه. قال خليفة: توهر زيد فلانا في الكلام وتوعره، إذا اضطره إلى ما بقي فيه، هذا نص الصاغاني، وفي اللسان: بقي به متحيرا. قال أبو تراب: يقال: أنا مستوهر به، أي بالأمر، ومستيهر به، أي مستيقن به، نقله الصاغاني. ويوسف بن أيوب بن وهرة، بالفتح، محدث. ومما يستدرك عليه: لهب واهر: ساطع. والمستوهر: السادر من وهج الشمس. والوهران: الخائف. ومما يستدرك عليه في هذا الباب: و-ا-ر

وارة: جد محمد بن مسلم الرازي الحافظ، ترجمه ابن عدي في الكامل وأثنى عليه، وكذا الخليلي في الإرشاد. ومما يستدرك عليه: وير، بالكسر: قرية بأصفهان نسب إليها أحمد بن محمد بن أبي عمرو الويري. قال ابن النجار، سمعت منه في داره بقرية وير، عن أبي موسى الحافظ محمد بن عمر.