فصل الهاء مع الراء
الجزء الأول
ه-ب-ر
الهبرة، بالفتح: خرزة يؤخذ بها الرجال، هذا في اللسان، وقال الصاغاني: خرزة
التأخيذ. الهبرة: بضعة من لحم لا عظم فيها، أو هي قطعة مجتمعة منه، يقال:
أعطيته هبرة من لحم، إذا أعطاه مجتمعا منه، وكذلك البضعة والفدرة. هبره
يهبره هبرا: قطعه قطعا كبارا، ويقال: هبر له من اللحم هبرة، أي قطع له
قطعة. وضرب هبر وهبير، كأمير هابر، أي قاطع من اللحم. قال المتنخل:
صفحة : 3619
كلون الملح ضربته هبير يتر
العظم سقاط سراطي وسيف هبار، كشداد، بتاك، وفي بعض النسخ: بتار، أي ينتسف
القطعة من اللحم فيقطعه. والهبر، بالضم: مشاقة الكتان، يمانية، قال:
كالهبر تحت الظلة المرشوش الهبر: حب العنب، كالهبرة، قال الصاغاني : وفيه نظر. الهبر، بالفتح: ما اطمأن من الأرض وارتفع ما حوله عنه، قيل: هو ما اطمأن من الرمل، قال عدي:
فترى محانيه التي تسق الثرى والهبر يورق نبتها روادهـا كالهبير كأمير قال زميل بن أم دينار:
أغر هجان خر من بطن حرة على كف أخرى حرة بهبير ج الهبر هبور، وجمع الهبير هبر، بضم فسكون، وقد أعاده المصنف ثانيا كما سيأتي. الهبر، كفلز: المنقطع، مثل به سيبويه، وفسره السيرافي، وقال الصاغاني: هو اسم من هبر، أي قطع. وجمل هبر: ككتف، وأهبر: كثير اللحم، ويقال: هبر وبر، أي كثير اللحم والوبر، وناقة هبرة، بكسر الباء، وهبراء، ممدودا ومهوبرة: كثيرة اللحم، والفعل منهما هبر، كفرح، يهبر هبرا.. والهبرية والإبرية، كشرذمة: ما طار من زغب القطن الرقيق منه، جمعه هبريات، قال:
في هبريات الكرسف المنفوش الهبرية أيضا: ما طار من الريش ونحوه، كالهبارية، كعلابطة، والهبرية والإبرية والهبارية: ما يتعلق بأسفل الشعر مثل النخالة من وسخ الرأس، ويقال في رأسه هبرية. والهوبر، كجوهر: الفهد، عن كراع، أوجروه، وهذه عن الصاغاني. والهوبر: السوسن، فيما يقال، نقله الصاغاني أو الأحمر منه، والهوبر: القرد الكثير الشعر، كالهبار، كشداد، قال الشاعر:
سفرت فقلت لها هج فتبرقعت فذكرت حين تبرقعت هبـارا هكذا أنشده الجوهري. قال الصاغاني: والرواية ضبارا بالضاد المعجمة، وهو اسم كلب، وقد تقدم في موضعه والبيت للحارث بن الخزرج الخفاجي. قلت: وذكر ثعلب في ياقوتته مثل ما قاله الجوهري إلا أنه قال: هبار اسم كلب. والصواب ضبار، والبيت المذكور قيل للخزرج بن عون بن جميل بن معاوية بن مالك بن خفاجة، قاله المرزباني، وبعده:
وتزينت لتروعني بجمالـهـا
فكأنما كسي الحمار
خمـارا
فخرجت أعثر في قوادم جبتي
لولا الحياء أطرتها إحضارا
هوبر: ع كثير القتاد، ومنه المثل إن دون الظلمة خرط قتاد هوبر، هكذا نقله ياقوت، والظلمة هكذا في النسخ بالظاء المشالة، والصواب الطلمة، بالطاء: الخبزة، كما يأتي في موضعه. ويزيد بن هوبر الحارثي، رئيس قتل، وفيه يقول ذو الرمة:
عشية فر الحارثـيون بـعـد مـا
قضى نحبه من ملتقى القوم
هوبر
صفحة : 3620
أراد: ابن هوبر هذا. وهبيرة بن شبل بن العجلان الثقفي، صحابي، ولي مكة قبيل
عتاب بن أسيد أياما، وهبيرة بن المفاضة العامري، استدركه ابن الدباغ في
الصحابة، وقيل: القفاصة فيحرر. من المجاز: العرب تقول: لا آتيك هبيرة بن
سعد، يعني به ابن زيد مناة، كذا لا آتيك ألوة ابن هبيرة، أي لا آتيك حتى
يؤوب هبيرة أو ألوة، وذلك لأنهما فقدا فلم يعلم لهما خبر، أقاموا هبيرة
وألوة مقام الدهر فنصبوهما، على الظرف، وهذا منهم اتساع. وقال اللحياني:
إنما نصبوا هبيرة لأنهم ذهبوا به مذهب الصفات، ومعناه لا آتيك أبدا، وهو
رجل فقد. وهبار وهابر: اسمان. والهبير من الأرض، كأمير: ما كان مطمئنا وما
حوله أرفع منه، وقال ابن السكيت: الهبير المطمئن من لرمل، ج هبر، بضم
فسكون، وأهبرة قال عدي:
جعل القف شمالا وانتحى وعلى الأيمن هبر وبرق وأنشد ابن السكيت لعدي بن الرقاع:
بمجر أهبرة الكناس تلفعت بعدي بمنكر تربها المتراكم الهبير: الفرج، وهو مجاز على التشبيه بهبير الأرض. وهبير سيار: رمل قرب زرود في طريق مكة، كانت عنده وقعة ابن أبي سعيد القرمطي سنة 312 قال ياقوت وهبير سيار بنجد ولعله الذي قرب زرود، قال وكانت للعرب وقعة بالهبير قديمة، وفيها يقول: حبيب بن خالد الأسدي:
فنحن فوارس يوم الهبير ويوم الشعيبة نعم الطلب قال ابن الأعرابي: يقال: أهبر الرجل، إذا سمن سمنا حسنا، نقله الصاغاني. اهتبر البعير: فني لحمه، واهتبر بالسيف: قطع، وكذلك هبره به، وأذن مهوبرة، بكسر الباء وتفتح الباء: عليها وبر أو شعر، وقد هوبرت. وقال أبو عبيدة: من آذان الخيل مهوبرة، وهي التي يحتشي جوفها وبرا، وفيها شعر، وتكتسي أطرافها وطررها أيضا الشعر، وقلما يكون إلا في روائد الخيل وهي الرواعي. والهباران: الكانونان، وهما الهراران أيضا. وهبار بن الأسود بن المطلب بن عبد العزى بن أسد القرشي الأسدي، أسلم في الفتح وحسن إسلامه ونزل الشأم. هبار بن سفيان بن عبد الأسد المخزومي، من مهاجرة الحبشة، قتل بأجنادين، ويقال: يوم مؤتة، صحابيان، وأما هبار بن صيفي فقد ذكر في الصحابة، وفيه نظر، أورده أبو عمر مختصرا. والهبور، كصبور: العنكبوت، كالهبون، كلاهما عن أبي عمرو، وكتنور: الذر الصغير، نقل ذلك عم ابن عباس في تفسير قوله تعالى كعصف مأكول قال: هو الهبور، وفسره سفيان. والهبيرة، كجهينة: الضبع، أو الصغيرة من الضباع. وأم هبيرة: كنية أنثى الضفادع، وأبو هبيرة ذكرها. وهبرة، بالفتح: اسم، وفي بعض الأصول: هبيرة، بالتصغير. والهبر في القراءة أن يقف على رأس الآية، وهو مكروه، كما نقله الصاغاني. وضرب هبر، أي يلقي قطعة من اللحم إذا ضربه، قاله ابن السكيت، وفي الأساس: ضرب هبر يسقط الهبر. وفي المحكم: ضرب هبر يهبر اللحم، وصف بالمصدر، كما قالوا: درهم ضرب. وفي حديث علي رضي الله عنه: انظروا شزرا واضربوا هبرا. وريح هبارية، كغرابية: أي بتشديد الياء التحتية: ذات غبار، قال ابن أحمر:
هبارية هوجاء موعدها الضحى
إذا أرزمت جاءت بورد غشمشم
صفحة : 3621
نقله الصاغاني، ويروى: أبارية. والهنبر، بالكسر رباعي، ووهم الجوهري في
ذكره هنا ظنا منه أن النون زائدة، وهي أصلية، وسيذكر في موضعه إن شاء الله
تعالى. قاله الصاغاني. ومما يستدرك عليه: الهبور، كتنور: دقاق الزرع،
بالنبطية، وبه فسر قول ابن عباس السابق. والهبرية، بالكسر: ما تناثر من
القصب والبردي فيتلبد، وبه فسر قول أوس بن حجر:
ليث عليه من البردي هبرية كالمرزباني عيار بأوصال كذا فسره يعقوب. والهبر، بالضم: الصخور بين الروابي. والهوبر والأوبر: الكثير الوبر من الإبل وغيرها. والهبير، كأمير: موضع. وهبار بن عقيل الحضرمي، عن الأزهري. وهبار بن عبد الرحمن المخزومي، عن سلمان الأغر. وهبار بن علي بن هبار، عن أبيه، عن جده، وعنه ابنه عبد الرحمن، وروى أيضا عن عمه عبد العزيز بن علي بن هبار. ويعقوب بن هبار الفريابي. والمبارك بن عمار بن هبار، عن أبي محمد الجوهري. وهوبر بن معاذ الحمصي، حدث عن بقية. وأبو الحرم مكي بن عثمان بن إبراهيم البصري، عرف بابن الهبري، بالضم، من شيوخ الحافظ الدمياطي.
ه-ب-ت-ر
الهبتر، كجعفر، أهمله الجوهري وابن منظور، وقال ابن دريد: هو القصير،
كالحبتر، نقله الصاغاني.
ه-ت-ر
الهتر، مزق العرض، قاله الليث، وقال الأزهري: وهو غير محفوظ، والمعروف بهذا
المعنى الهرت إلا أن يكون مقلوبا كما قالوا: جبذ وجذب، قد هتره يهتره هترا،
إذا مزق عرضه، وهتره تهتيرا، إذا بالغ في مزقه. الهتر، بالكسر: الكذب.
يقال: قول هتر، أي كذب. الهتر: الداهية والأمر العجب. والهتر: السقط من
الكلام والخطأ فيه والباطل، يقولون: مضى هتر من الليل، أي النصف الأول من
الليل، وقال ابن الأعرابي: إذا مضى أقل من نصفه. الهتر، بالضم: ذهاب العقل
من كبر أو مرض أو حزن، عن ابن الأعرابي، وقد أهتر الرجل فهو مهتر، بفتح
التاء: فقد عقله من أحد هذه الأشياء، وهو شاذ فيلحق بمسهب ومحصن ومفلج
ونخلة موقرة، وأنظارها مما مر، وقد قيل: أهتر، بالضم فهو مهتر، ولم يذكر
الجوهري غيره، أي خرف. وأهتر الرجل، بالضم فهو مهتر، إذا أولع بالقول في
الشيء. وهتره الكبر يهتره، من حد ضرب، وكذا المرض والحزن، وروى أبو عبيد عن
أبي زيد أنه قال: إذا لم يعقل من الكبر قيل: أهتر فهو مهتر. والتهتار،
بالفتح: الحمق والجهل، كالتهتر، والذي في التهذيب قال الليث: التهتار من
الحمق والجهل، وأنشد لسالم بن دارة:
إن الفزاري لا ينفك مغتلما
من النواكة تهتارا بتهتار
صفحة : 3622
قال: يريد التهتر بالتهتر، قال: ولغة العرب في هذه الكلمة خاصة دهدارا
بدهدار، وذلك أن منهم من يجعل بعض التاآت في الصدور دالا، نحو الدرياق
والدخريص، لغة في الترياق والتخريص، وهما معربان، انتهى. وقيل: التهتار:
تفعال من هتره الكبر. وهذا البناء يجاء به لكثير المصدر. عن ابن الأعرابي:
الهتيرة: تصغير الهترة وهي: الحمقة البالغة المحكمة. والمستهتر بالشيء،
بالفتح: أي بفتح التاء الثانية: المولع به، لا يتحدث بغيره، لا يبالي بما
فعل فيه، وهو مجاز. استهتر بفلانة وأهتر بها: لا يبالي بما قيل فيه لأجلها،
وشتم له، وهو مجاز. في حديث ابن عمر: اللهم إني أعوذ بك أن أكون من
المستهترين ، المستهتر: الذي كثرت أباطيله. يقال: استهتر فلان فهو مستهتر،
إذا كان كثير الأباطيل. وقال ابن الأثير: أي المبطلين في القول والمسقطين
في الكلام، وقيل: الذين لا يبالون ما قيل لهم وما شتموا به؛ وقيل: أراد
المستهترين بالدنيا، وقد استهتر بكذا، على ما لم يسم فاعله، إذا فتن به
وذهب عقله فيه، وانصرفت هممه إليه. حتى أكثر القول فيه بالباطل. وهو مجاز.
وتهاترا: ادعى كل على صاحبه باطلا، ومنه الحديث: المستبان شيطانان يتهاتران
ويتكاذبان أي يتقاولان ويتقابحان في القول، من الهتر، بالكسر، وهو الباطل
والسقط من الكلام. وهاتره: سابه بالباطل من القول، نقله ابن الأنباري، عن
أبي زيد، قال ثعلب: وأما غيره فقال: المهاترة: القول الذي ينقض بعضه بعضا،
يقال من ذلك: دع الهتار. من ذلك التهاتر، بكسر التاء الثانية، وهي الشهادات
التي يكذب بعضها بعضا، كأنها جمع تهتر كجعفر؛ وتهاترت البينتان: سقطتا
وبطلتا. ورجل هتر أهتار: موصوف بالنكراء، أي داهية دواه، وهتر هاتر،
مبالغة، وفي الصحاح: توكيد له، قال أوس بن حجر:
ألم خيال من تماضر موهـنـا
هدوا ولم يطرق من
الليل باكرا
وكان إذا ما التم منها بـحـاجة
يراجع هترا من تماضر هاترا
يراجع هترا: أي يعود إلى أن يهذي بذكرها. ومما يستدرك عليه: رجل مهتر: مخطئ في كلامه. واستهتر الرجل: لم يعقل من الكبر، عن أبي زيد. وهترونة، بالفتح: ناحية بالأندلس من بطن سرقصطة. والهتار، ككتاب: لقب قطب اليمن طلحة بن عيسى بن إبراهيم، دفين التريبة إحدى قرى زبيد، توفي سنة 780 وآل بيته مشهورون، وفيهم رياسة وجلالة. وكان منهم الشيخ العالم المرتاض المنجمع عن الناس، الطاهر بن المحجب الهتاري، بكفر الحمى بمقام سيدي أويس القرني بالقرب من زبيد. ومحمد بن يوسف بن المهتار، كمحراب، حدث وأبوه صاحب الخط الفائق. وكمنبر مع تثقيل الراء، أبو البدر عبد الرحيم بن محمد بن المهتر النهاوندي، سمع أبا البدر الكرخي ومحمد بن أبي العلاء بن أبي بكر بن المبارك النجمي المصري، يعرف بابن أخي المهتر، سمع من مكرم بن أبي الصقر، مات بالقاهرة سنة 662 عن ثمانين سنة، ذكره الشريف في الوفيات. تذنيب: في الحديث: سبق المفردون، قالوا: وما المفردون? قال: الذين أهتروا في ذكر الله، يضع الذكر عنهم أثقالهم فيأتون يوم القيامة خفافا والمفردون: الشيوخ الهرمى، معناه أنهم كبروا في طاعة الله وماتت لذاتهم، وذهب القرن الذين كانوا فيهم، ومعنى أهتروا في ذكر الله، أي خرفوا وهم يذكرون الله، يقال: خرف في طاعة الله، أي خرف وهو يطيع الله. ويجوز أن يكون عنى بالمفردين المتفردين المتخلين لذكر الله. والمستهترون: المولعون بالذكر والتسبيح، وجاء في حديث آخر: هم الذين استهتروا بذكر الله أي أولعوا به، يقال: استهتر بأمر كذا وكذا، أي أولع به لا يتحدث بغيره ولا يفعل غيره. والله أعلم.
ه-ت-ك-ر
صفحة : 3623
الهيتكور: أهمله الجوهري، وقال يونس: هو من الرجال الذي لا يستيقظ ليلا ولا
نهارا، كذا في التهذيب والتكملة.
ه-ت-م-ر
الهتمرة، على فعللة، أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: هو كثرة الكلام، وقد
هتمر. كذا في التكملة واللسان. ومما يستدرك عليه:
ه-ث-م-ر
الهثمرة بالمثلثة وهو مثل الهتمرة وزنا ومعنى. نقله ابن القطاع في التهذيب.
ه-ج-ر
هجره يهجره هجرا، بالفتح، وهجرانا، بالكسر: صرمه وقطعه. والهجر: ضد الوصل.
هجر الشيء يهجره هجرا: تركه وأغفله واعرض عنه، ومنه حديث أبي الدرداء: ولا
يسمعون القرآن إلا هجرا يريد الترك له والإعراض عنه، ورواه ابن قتيبة في
كتابه: إلا هجرا، بالضم، وقال: هو الخنا والقبيح من القول، وقد غلطه
الخطابي في الرواية والمعنى، راجع النهاية لابن الأثير، كأهجره، وهذه
هذلية، قال أسامة: كأني أصاديها على غبر مانع مقلصة قد أهجرتها فحولها هجر
الرجل هجرا: إذا تباعد ونأى. وقال الليث: الهجر من الهجران، وهو ترك ما لا
يلزمك تعاهده. وهجر في الصوم يهجر هجرانا: اعتزل فيه عن النكاح كان أخصر.
يقال: هما يهتجران ويتهاجران، والاسم الهجرة، بالكسر، وفي الحديث: لا هجرة
بعد ثلاث ، يريد به الهجر ضد الوصل، يعني فيما يكون بين المسلمين من عتب
وموجدة أو تقصير يقع في حقوق العشرة والصحبة، دون ما كان من ذلك في جانب
الدين، فإن هجرة أهل الأهواء والبدع دائمة على ممر الأوقات، ما لم تظهر
منهم التوبة والرجوع إلى الحق. وهجر فلان الشرك هجرا، بالفتح: وهجرانا،
بالكسر، وهجرة حسنة، بالكسر أيضا، حكاه الخطابي عن اللحياني. والهجرة،
بالكسر والضم: الخروج من أرض إلى أخرى، وقد هاجر. قال الأزهري: وأصل
المهاجرة عند العرب: خروج البدوي من باديته إلى المدن، يقال: هاجر الرجل،
إذا فعل ذلك، وكذلك كل مخل بمسكنه منتقل إلى قوم آخرين بسكناه ومساكنهم
التي نشأوا بها لله، ولحقوا بدار ليس لهم بها أهل ولا مال حين هاجروا إلى
المدينة: فكل من فارق بلده من بدوي أو حضري، أو سكن بلدا آخر، فهو مهاجر،
والاسم منه الهجرة، قال الله عز وجل: ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض
مراغما كثيرا وسعة وكل من أقام من البوادي بمباديهم ومحاضرهم في القيظ ولم
يلحقوا بالنبي صلى الله عليه وسلم، ولم يتحولوا إلى أمصار المسلمين التي
أحدثت في الإسلام وإن كانوا مسلمين فهم عير مهاجرين، وليس لهم في الفيء
نصيب، ويسمون الأعراب. وفي البصائر للمصنف: والهجران يكون بالبدن وباللسان
وبالقلب، وقوله تعالى: واهجروهن في المضاجع أي بالأبدان، وقوله: هذا القرآن
مهجورا أي باللسان أو بالقلب وقوله: واهجرهم هجرا جميلا محتمل للثلاثة،
وقوله: والرجز فاهجر حث على المفارقة بالوجوه كلها. والمهاجرة في الأصل
مصارمة الغير ومتاركته. وفي قوله تعالى: والذين هاجروا وجاهدوا الخروج من
دار الكفر إلى دار الإيمان. والهجرتان: هجرة إلى الحبشة وهجرة إلى المدينة،
وهذا هو المراد من الهجرتين إذا أطلق ذكرهما، قاله ابن الأثير. والمهاجرة
من أرض: ترك الأولى للثانية، وذو الهجرتين من الصحابة: من هاجر إليهما. وفي
الحديث: لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية . وفي حديث آخر: لا تنقطع الهجرة
حتى تنقطع التوبة . انظر الجمع بينهما في النهاية. والهجر، كفلز: المهاجرة
إلى القرى، عن ثعلب وأنشد:
شمطاء جاءت من بلاد الحر
قد تركت حيه وقالت حـر ثم أمالت جانب الخمر عمدا على جانبها
الأيسر
صفحة : 3624
تحسب أنا قرب الهجر ولقيته عن هجر بالفتح، أي بعد حول ونحوه، وقيل: الهجر:
السنة فصاعدا، أو بعد ستة أيام فصاعدا، أو بعد مغيب أيا كان، أنشد ابن
الأعرابي
لما أتاهم بعد طول هجره يسعى غلام أهله ببشره وقال أبو زيد: لقيت فلانا عن عفر: بعد شهر ونحوه، وعن هجر: بعد الحول ونحوه. عن أبي زيد: يقال للنخلة الطويلة: ذهبت الشجرة هجرا، أي طولا وعظما. ونخلة مهجر ومهجرة: طويلة عظيمة. وقال أبو حنيفة: هي المفرطة الطول والعظم، وهذا أهجر منه، أي أطول منه، أو أضخم، هكذا في النسخ، وهو نص التكملة. وفي بعض الأصول: وأعظم. وناقة مهجرة: فائقة في الشحم والسير. وفي التهذيب: في الشحم والسمن، وقيل: ناقة مهجرة، إذا وصفت بنجابة أو حسن. والمهجر، كمحسن: النجيب الحسن الجميل يهجرون بذكره، أي يتناعتونه، يقال: بعير مهجر، من ذلك، قال الشاعر:
عركرك مهجر الضوبان أومه روض القذاف ربيعا أي تأويم المهجر: الجيد الجميل من كل شيء، وقيل: الفائق الفاضل على غيره، قال:
لما دنا من ذات حسن مهجر وقال أبو زيد: يقال لكل شيء أفرط في طول أو تمام وحسن: إنه لمهجر. قال: وسمعت العرب تقول في نعت كل شيء جاوز حده في التمام: مهجر. قلت: وإنما قيل ذلك في كل مما ذكر لأن واصفه يخرج من حد المقارب الشكل للموصوف إلى صفة كأنه يهجر فيها، أي يهذي. كالهجر، ككتف، هكذا في سائر النسخ، وهو غلط، وصوابه: كالهجير، كأمير، ففي اللسان وغيره: والهجير كالمهجر، ومنه قول الأعرابية لمعاوية حين قال لها: هل من غداء? فقالت: نعم، خبز خمير ولبن هجير، وماء نمير. أي فائق فاضل. والهاجر، يقال: بعير هاجر، وناقة هاجرة، أي فائقة فاضلة، والجمع الهاجرات. قال أبو وجزة: تبارى بأجياد العقيق غدية على هاجرات حان منها نزولها وأهجرت الناقة، هكذا في سائر النسخ، ونص ابن دريد، على ما في التكملة واللسان: أهجرت الجارية، إذا شبت شبابا حسنا. وقال غيره: جارية مهجرة، إذا وصفت بالفراهة والحسن. والهجر، بالفتح: الحسن الكريم الجيد، يقال: جمل هجر، وكبش هجر، أي حسن كريم، وقال الشاعر:
وماء يمان دونه طلق هجر
صفحة : 3625
يقول: طلق لا طلق مثله، كالهاجري، وهو الجيد الحسن من كل شيء. الهجر أيضا:
الخطام، نقله الصاغاني. الهجر، بالضم: القبيح من الكلام، والفحش في المنطق،
والخنا، نقله الكسائي والأصمعي، كالهجراء، ممدودا، نقله الصاغاني. الهجر،
بالكسر: الفائقة والفائق في الشحم والسير، من النوق والجمال، نقله
الصاغاني، يقال: ناقة هجر مثل مهجرة. وأهجر في منطقه إهجارا وهجرا، بالضم،
عن كراع واللحياني، والصحيح أن الهجر بالضم الاسم من الإهجار، وأن الإهجار
المصدر. أهجر به إهجارا: استهزأ به وقال فيه قولا قبيحا، وقال هجرا وبجرا،
وهجرا وبجرا، إذا فتح فهو المصدر، وإذا ضم فهو الاسم. وتكلم بالمهاجر، أي
الهجر من القول، ورماه بهاجرات ومهجرات، أي بفضائح، كذا في التهذيب، وفي
الأساس: أي بفواحش، قال: والهاجرات: هي الكلمات التي فيها فحش، فهي من باب
لابن وتامر. الهجر أيضا: الهذيان وإكثار الكلام فيما لا ينبغي. يقال: هجر
في نومه ومرضه يهجر هجرا، بالضم، وهجيرى، وإهجيرى، كلاهما بالكسر: هذى. قال
سيبويه: الهجيرى: كثرة الكلام والقول السيئ، وقال الليث: الهجيرى: اسم من
هجر، إذا هذى، وهجر المريض هجرا فهو هاجر، وهجر به في النوم هجرا: حلم
وهذى، وفي التنزيل: مستكبرين به سامرا تهجرون قال الأزهري: قرأ ابن عباس:
تهجرون، من أهجرت، من الهجر وهو الإفحاش، وقال الفراء: وإن قرئ تهجرون، جعل
من قولك: هجر الرجل في منامه، إذا هذى، وقال أبو عبيد: هو مثل كلام المحموم
والمبرسم؛ والكلام مهجور، وقد هجر المريض وروي عن إبراهيم في قوله عز وجل:
إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا قال: قالوا فيه غير الحق. ألم تر إلى
المريض إذا هجر قال غير الحق. وعن مجاهد نحوه. يقال: هذا هجيراه وإهجيراه
وإهجيراؤه، بالمد والقصر، وهجيره، كسكيت، وأهجورته، بالضم، وهجرياه
وإجرياه، أي دأبه وديدنه وشأنه وعادته. وفي التهذيب: هجيرى الرجل: كلامه
ودأبه وشأنه. قال ذو الرمة:
رمى فأخطأ والأقـدار غـالـبة فانصعن والويل هجيراه والحرب وفي الصحاح: الهجير مثال الفسيق: الدأب والعادة، وكذلك الهجيرى والإهجيرى، وفي حديث عمر رضي الله عنه: ماله هجيرى غيرها هي الدأب والعادة والديدن. يقال: ما عنده غناء ذلك ولا هجراؤه، بمعنى واحد. والهجير، كأمير، والهجيرة، بزيادة الهاء، والهجر، بالفتح، والهاجرة: نصف النهار عند زوال الشمس مع الظهر، أو من عند زوالها إلى العصر، سمي بذلك لأن الناس يستكنون في بيوتهم كأنهم قد تهاجروا، وحكى ابن السكيت عن النضر أنه قال: الهاجرة إنما تكون في القيظ وهي قبل الظهر بقليل وبعده بقليل، وقال أبو سعيد: الهاجرة من حين تزول الشمس، والهويجرة بعدها بقليل. أو شدة الحر في كل ذلك. وفي الصحاح: هو نصف النهار عند اشتداد الحر. قال ذو الرمة:
وبيداء مقفار يكـاد ارتـكـاضـهـا بآل الضحى والهجر بالطرف يمصح وهجرنا تهجيرا، وأهجرنا، وتهجرنا: سرنا في الهاجرة. الأخيرة عن ابن الأعرابي وأنشد:
بأطلاح ميس قد أضر بطرقها تهجر ركب واعتساف خروق وفي حديث زيد بن عمرو: وهل مهجر كمن قال? ، أي هل من سار في الهاجرة كمن أقام في القائلة? وتقول منه: هجر النهار، قال امرؤ القيس:
فدعها وسل الهم عنك بجسرة
ذمول إذا صام النهار وهجرا
صفحة : 3626
وتقول: أتينا أهلنا مهجرين، كما يقال: مؤصلين أي في وقت الهاجرة والأصيل.
قال الصاغاني تبعا للأزهري: التهجير في قوله صلى الله تعالى عليه وسلم في
حديث مرفوع: المهجر إلى الجمعة كالمهدي بدنة قال الأزهري: يذهب كثير من
الناس إلى أن التهجير في هذه الأحاديث، من المهاجرة وقت الزوال، قال: وهو
غلط، والصواب فيه ما روى أبو داوود المصاحفي عن النضر ابن شميل أنه قال:
التهجير إلى الجمعة وغيرها: التبكير والمبادرة إلى كل شيء، قال: سمعت
الخليل يقول ذلك، قال الأزهري: وهذا صحيح، وهي لغة أهل الحجاز ومن جاورهم
من قيس، قال لبيد:
راح القطين بهجر بعدما ابتكروا فقرن الهجر بالابتكار، والرواح عندهم الذهاب والمضي، يقال: راح القوم، أي خفوا ومروا أي وقت كان. وقوله صلى الله عليه وسلم: ولو يعلمون، وفي رواية: لو يعلم الناس، ما في التهجير لاستبقوا إليه بمعنى التبكير إلى جميع الصلوات، وهو المضي إليها في أوائل أوقاتها. قال الأزهري: وسائر العرب يقولون: هجر الرجل: إذا خرج بالهاجرة، وهي نصف النهار، ويقال: أتيته بالهجير وبالهجر، وأنشد الأزهري عن ابن الأعرابي في نوادره قال: قال جعثنة بن جواس الربعي يخاطب ناقته:
وتصحبي أيانقا في سفر يهجرون بهجير الفجر أي يبكرون بوقت الفجر. زاد الصاغاني: وليس التهجير في هذين الحديثين من الهاجرة في شيء. والهجير، كأمير: الحوض العظيم، وقال:
يفري الفري بالهجير الواسع ج هجر، بضمتين، وعم به ابن الأعرابي فقال: الهجير: الحوض، وفي التهذيب: الحوض المبني، قالت خنساء تصف فرسا:
فمال في الشد حثيثا كمـا مال هجير الرجل الأعسر تعني بالأعسر الذي أساء بناء حوضه فمال فانهدم، شبهت الفرس حين مال في عدوه وجد في حضره بحوض ملئ فانثلم فسال ماؤه. الهجير: ما يبس من الحمض، وفي الصحاح: يبيس الحمض الذي كسرته الماشية وهجر، أي ترك. قال ذو الرمة:
ولم يبق بالخلصاء مما عنت به من الرطب إلا يبسها وهجيرها الهجير: الغليظ الضخم من حمر الوحش، والهجير: القدح الضخم، نقله الصاغاني. الهجير: ماء، وفي التكملة: ماءة لبني عجل بن لجيم، بين الكوفة والبصرة، نقله الصاغاني، وقيل: موضع. من المجاز: الهجير: الفحل الفادر السمين الجافر من الضراب يقال: هجر الفحل، إذا ترك الضراب، كقولهم: عدل الفحل، كما في الأساس. الهجير: اللبن الخاثر، هكذا في سائر النسخ، والصواب فيه: اللبن الفائق الجيد وفي الكفاية: الهجير: اللبن الجيد، وقد تقدم في شرح قول الأعرابية لمعاوية. ولم يذكر أحد من الأئمة أن الهجير هو الخاثر من اللبن، وما علمت للمصنف في ذلك قدوة، فتأمل. من المجاز: قوس قوية الهجار، ككتاب، أي الوتر، قاله الزمخشري. الهجار: خاتم كانت الفرس تتخذه غرضا، أي هدفا، عن ابن الأعرابي، وأنشد للأغلب العجلي:
ما إن علمنا ملكا أغارا
أكثر منه قرة وقـارا
وفارسا يستلب الهجارا
صفحة : 3627
قال: يصفه بالحذق. الهجار: الطوق، والتاج، والهجار: حبل يشد في رسغ رجل
البعير ثم يشد إلى حقوه إن كان عريانا، وإن كان موصولا، هكذا في النسخ وهو
غلط وصوابه: وإن كان مرحولا شد إلى الحقب. وقيل: هو حبل يعقد في يده ورجله
في أحد الشقين وربما عقد في وظيف اليد، ثم حقب بالطرف الآخر، وهجر بعيره
يهجره هجرا، بالفتح، وهجورا، بالضم: شده به. وقال الجوهري: المهجور: الفحل
يشد رأسه إلى رجله. وقال الليث: تشد يد الفحل إلى إحدى رجليه، يقال: فحل
مهجور. قال: والهجار مخالف الشكال. قال الأزهري: وهذا الذي حكاه الليث في
الهجار مقارب لما حكيته عن العرب سماعا، وهو صحيح إلا أنه يهجر بالهجار
الفحل وغيره. وقال أبو الهيثم: قال نصير: هجرت البكر: إذا ربطت في ذراعه
حبلا إلى حقوه وقصرته لئلا يقدر على العدو. وقال الأزهري: والذي سمعت من
العرب في الهجار أن يؤخذ فحل ويسوى له عروتان في طرفيه وزران، ثم تشد إحدى
العروتين في رسغ رجل الفرس وتزر، وكذلك العروة الأخرى في اليد وتزر، قال:
وسمعتهم يقولون: هجروا خيلكم، وقد هجر فلان فرسه. والهجر، ككتف، الذي يمشي
مثقلا ضعيفا متقارب الخطو، قاله ابن الأعرابي، وأنشد قول العجاج:
وغلمتي منهم سحير وبحـر وآبق من جذب دلويها هجر قال: كأنه قد شد بهجار لا ينبسط مما به من الشر والبلاء، وفي المحكم: وذلك من شدة السقي. وهجر، محركة: د، باليمن بينه وبين عثر يوم وليلة من جهة اليمن، مذكر مصروف وقد يؤنث ويمنع، قال سيبويه: قد سمعنا من العرب من يقول: كجالب التمر إلى هجر يا فتى، فقوله: يا فتى، من كلام العربي، وإنما قال يا فتى لئلا يقف على التنوين، وذلك لأنه لو لم يقل له يا فتى للزمه أن يقول: كجالب التمر إلى هجر، فلم يكن سيبويه يعرف من هذا أنه مصروف أو غير مصروف، والنسبة هجري، على القياس، وهاجري، على غير قياس، كما قيل: حاري بالنسبة إلى الحيرة، قال الشاعر:
وربت غارة أوضعت فيها كسح الهاجري جريم تمر وقال عوف بن الخرع:
يشق الأحزة سـلافـنـا
كما شقق الهاجري الدبارا هجر: اسم لجميع
أرض البحرين. وقال ابن الأثير: بلد معروف بالبحرين، وقال غيره: هو قصبة
بلاد البحرين، منه إلى يبرين سبعة أيام، ومنه المثل: كمبضع تمر إلى هجر.
ذكره الجوهري، وهو كقولهم: كجالب الدر إلى البحر. منه أيضا قول عمر رضي
الله عنه: عجبت لتاجر هجر، وراكب البحر. كأنه أراد لكثرة وبائه أو لركوب
البحر. وقال ابن الأثير: وإنما خصها لكثرة وبائها، أي تاجرها وراكب البحر
سواء في الخطر. وكلام المصنف غير محرر هنا. هجر: ة، كانت قرب المدينة
المشرفة، إليها تنسب القلال الهجرية وقد جاء ذكرها في حديث المعراج، أو
أنها تنسب إلى هجر اليمن وفيه اختلاف. هجر: حصة، هكذا في سائر النسخ،
والصواب كما في المعجم وغيره: هجر: حصنة، بكسر فسكون فنون مفتوحة، من مخلاف
مازن، والهجر بلغة حمير: القرية. والهجران: قريتان متقابلتان في رأس جبل
حصين قرب حضرموت تطلع إليه في منعة من كل جانب. يقال لإحداهما: خيدون
وخودون، وللأخرى: دمون، قال الحسن بن أحمد بن يعقوب اليمني: وساكن خودون
الصدف، وساكن دمون بنو الحارث بن عمرو المقصور بن حجر آكل المرار، وفيها
يقول امرؤ القيس: كأني لم آله بدمون مرة ولم أشهد الغارات يوما بعندل
صفحة : 3628
وكل رجل من هاتين القريتين مطل على قلعته، ولهم غيل يصب من سفح الجبل
يشربونه وزروع هذه القرى النخل والذرة والبر، وفيهما يقول المتمثل: الهجران
كفة بكفة، بها الدبر محتفه. الدبر عندهم: الزرع، يقال: ما بلده إلا هجر من
الأهجار، أي خصب، نقله الصاغاني. وهاجر بكسر الجيم: قبيلة من ضبة، أنشد ابن
الأعرابي:
إذا تركت شرب الرثيئة هاجر وهك الخلايا لم ترق عيونها أما هاجر، بفتح الجيم، فإنها أم إسماعيل صلى الله على نبينا وعليه وسلم، ويقال لها: آجر أيضا، وقد تقدم في موضعه. وفي اللسان: هاجر: أول امرأة جرت ذيلها وثقبت أذنيها، وأول من خفض. قال: وذلك أن سارة غضبت عليها فحلفت أن تقطع ثلاثة أعضاء من أعضائها، فأمرها إبراهيم عليه السلام أن تبر قسمها بثقب أذنيها وخفضها، فصارت سنة في النساء. والهجر، بالفتح. جاء ذكره في شعر قاله الحازمي. والهجير كزبير. موضعان. والهاجري: البناء، كأن منسوب إلى هجر، مأخوذ من قول الشاعر الذي تقدم ذكره عند ذكر هاجري. الهاجري أيضا: من لزم الحضر، وهذا على حقيقته، فإن الهجرة عندهم هي الانتقال من البدو إلى القرى، كما تقدم. والهجوري، بالفتح: اسم الطعام الذي يؤكل نصف النهار، قال الأزهري: سمعت غير واحد من العرب يقول هكذا. والتهجر: التشبه بالمهاجرين، ومنه قول عمر رضي الله عنه: هاجروا ولا تهجروا. قال أبو عبيد: يقول: أخلصوا الهجرة لله تعالى ولا تشبهوا بالمهاجرين على غير صحة منكم، فهذا هو التهجر، وهو كقولك: فلان يتحلم وليس بحليم، أي أنه يظهر ذلك وليس فيه. وهجرة البحيح، كزبير: قرب صنعاء اليمن، نقله ياقوت في المعجم، وهجرة ذي غبب، محركة وضبطه الصاغاني كصرد، قرب ذمار باليمن، نقله ياقوت. ثم إن مقتضى سياق المصنف أنهما بالفتح، ورأيت الصاغاني قد ضبطهما بالكسر بخطه مجودا، وهو المشهور على الألسنة. وذو هجران الحميري، محركة، هو ابن نسمى، بضم النون وسكون السين المهملة مقصور، من بني ميتم بن سعد، كمنبر، من الأذواء، وهو من الأقيال. يقال: عدد مهجر، كمحسن، أي كثير، قال أبو نخيلة السعدي:
هذاك إسحاق وقبض مهجر قال الصاغاني: هكذا أنشده الأزهري. وفي رجزه: مجهر، على القلب. وإسحاق هو ابن مسلم العقيلي. والمتهجر: فرس عبد يغوث بن عمرو بن مرة بن همام. والهجيرة: تصغير الهجرة بالفتح: وهي السنة التامة، قاله ابن الأعرابي. هكذا نقله الصاغاني عنه، كما رأيته في التكملة، وتبعه المصنف، وهو تصحيف قبيح، وصوابه على ما هو في التهذيب للأزهري نقلا عن ابن الأعرابي. والهجيرة: تصغير الهجرة وهي السمينة التامة. ومما يستدرك عليه: الهجر: ترك ما يلزمك تعاهده، قاله الليث. والمهاجرة في الذكر: ترك الإخلاص فيه، فكأن قلبه مهاجر للسانه، ومنه الحديث: ومن الناس من لا يذكر الله إلا مهاجرا ، يريد هجران القلب. وهجره: أغفله. ومهاجر إبراهيم، بفتح الجيم: الشام. ومنه الحديث: سيكون هجرة بعد هجرة، فخيار أهل الأرض ألزمهم مهاجر إبراهيم وإنما أضيف إليه لأنه عليه السلام لما خرج من أرض العراق مضى إلى الشام وأقام به. وهذا المكان أهجر من هذا، أي أحسن. حكاه ثعلب. وأنشد:
تبدلت دارا من ديارك أهجرا
صفحة : 3629
قال ابن سيده: ولم نسمع له بفعل، فعسى أن يكون من باب أحنك الشاتين، وأحنك
البعيرين، وقال هجرا وبجرا: أي فحشا. وهجر به النوم يهجر هجرا: حلم.
والهواجر، جمع هجر بمعنى الفحش، على غير قياس، وهو من الجموع الشاذة، كأن
واحدها هاجرة، كما قالوا في جمع حاجة: حوائج، كأن واحدها حائجة، قاله ابن
جني وأنشد:
وإنك يا عام ابن فارس قرزل معيد على قيل الخنا والهواجر قال ابن بري: البيت لسلمة بن الخرشب الأنماري يخاطب عامر بن الطفيل. وقرزل: اسم فرس للطفيل. والمعيد: الذي يعاود الشيء مرة بعد مرة. قال: والصحيح في الهواجر أنها جمع هاجرة بمعنى الهجر، ويكون من المصادر التي جاءت على فاعلة، مثل العاقبة والكاذبة والعافية، قال: وشاهد هاجرة بمعنى الهجر قول الشاعر، أنشده المفضل:
إذا ما شئت نالك هاجراتي ولم أعمل بهن إليك ساقي فكما جمع هاجرة على هاجرات جمعا مسلما كذلك يجمع هاجرة على هواجر جمعا مكسرا. وهجيرى الرجل: كلامه، قاله الأزهري. وصلاة الهجير، كأمير: صلاة الظهر، وفي الحديث: أنه كان يصلي الهجير حين تدحض الشمس على حذف مضاف، وقد هجر النهار فهو مهجر. وقال الليث أهجر القوم: إذا صاروا في ذلك الوقت، وهجروا: إذا ساروا في ذلك الوقت. والهويجرة، بعد الهاجرة بقليل، قاله السكري. والهجير، كأمير: المتروك، وقد هجر إذا ترك، نقله ابن القطاع. والهجر، بالفتح، والهجير، كأمير موضعان. وهما غير الموضعين اللذين ذكرهما المصنف والهجر، محركة: موضع، عن ابن دريد، قال الصاغاني: وهو غير هجر الذي لا تدخله الألف واللام. وأهجرت الحامل: عظم بطنها، نقله ابن القطاع. وهجرة القيري: من أعمال كوكبان، وقد تقدم ذكرها في ق-ي-ر. وهاجر بن عبد مناف الخزاعي، بكسر الجيم، وبنته لبنى بنت هاجر أم أبي لهب، ذكره السهيلي في الروض، ونقله الشامي في السيرة. وهاجر بن عرينة في نسب عبد الرحمن بن رماحس الكناني، بكسر الجيم أيضا. وهذا نقله الحافظ في التبصير. وهجار بن وبير بن أبي دعيج، ككتاب، بطن من بني الحسن بن علي رضي الله عنه. والإمام أبو الحسن علي الهجويري بالضم، مؤلف: كشف المحجوب. والمدفون بلاهور، من قدماء المشايخ، كأنه إلى هجويرة قرية من مضافات غزنين، فلينظر. والهجران، محركة: اسم للمشقر وعطالة، حصنان باليمامة، وهما غير اللذان ذكرهما المصنف. ومهجور: اسم ماء في نواحي المدينة. ومهجرة: بلدة في أول أعمال اليمن، بينها وبين صعدة عشرون فرسخا.
ه-د-ر
صفحة : 3630
الهدر، محركة: ما يبطل من دم وغيره، يقال: هدر يهدر، بالكسر، ويهدر بالضم
هدرا وهدرا، محركة، أي بطل، وهدرته. لازم متعد، وأهدرته أنا إهدارا. فعل
وأفعل فيه بمعنى واحد، وأهدره السلطان: أباحه وأبطله. ودماؤهم هدر بينهم،
محركة، أي مهدرة مباحة. ويقال: ذهب دم فلان هدرا وهدرا، أي باطلا لا قود
فيه ولا عقل، ولم يدرك بثأره، وفي الحديث: من اطلع في دار بغير إذن فقد
هدرت عينه ، أي إن فقووها ذهبت باطلة لا قصاص فيها ولا دية. وتهادروا:
أهدروا دماءهم: أبطلوها. من المجاز: الهادر: اللبن الرائب الذي خثر أعلاه،
وأسفله رقيق، وذلك بعد الحزور، ولو قال: ورق أسفله، كان مناسبا. والهدر،
بالفتح، والهادر: الساقط، الأول عن كراع وهو مجاز. يقال: هم هدرة، محركة،
وهدرة، كعنبة وهمزة، أي ساقطون ليسوا بشيء، قال ابن سيده: والفتح أقيس،
لأنه جمع هادر، مثل كافر وكفرة. وأما هدرة، بالكسر، فلا يكسر عليه فاعل من
الصحيح ولا من المعتل، إلا أنه قد يكون من أبنية الجموع، وأما هدرة بالضم،
فلا يوافق ما قاله النحويون، لأن هذا بناء من الجمع لا يكون إلا للمعتل دون
الصحيح، نحو غزاة وقضاة، اللهم إلا أن يكون اسما للجمع، والذي روى هدرة،
بالضم إنما هو ابن الأعرابي، وقد أنكر ذلك عليه. وكذا الواحد والأنثى،
يقال: رجل هدرة، مثل همزة: ساقط، قال الحصين بن بكير الربعي:
إني إذا حار الجبان الـهـدره ركبت من قصد السبيل مثجره وهو بالدال هنا أجود منه بالذال المعجمة، وهي رواية أبي سعيد، وقال الأزهري: هذا رواه أبو عبيد عن الأصمعي بفتح الهاء، قال: ويقال أيضا: هدرة بدرة، بالضم، قال: وقال بعضهم واحد الهدرة هدر، مثل قردة وقرد وأنشد بيت الحصين بن بكير الربعي. قلت: وفي التكملة: وقال ابن الأعرابي: بنو فلان هدرة - بكسر الهاء وفتح الدال - أي ساقطون، وأنشد لحصين بن بكير الربعي:
إني إذا حار الجبان الهدره بكسر الهاء، ويقال: الجبان هنا خرج مخرج قول الجعدي:
يمشون والماذي فوقهم يتوقدون توقد النجـم أراد النجوم. وهو مخالف لما في المحكم، فتأمل. وهدر البعير يهدر، بالكسر، هدرا، بالفتح، وهديرا وهدورا، كذلك هدر تهديرا، إذا كرر، وقيل: صوت في غير شقشقة، وفي الصحاح: ردد صوته في حنجرته، وإبل هوادر، وفي المثل: كالمهدر في العنة. يضرب لمن يصيح وليس وراءه شيء. في الأساس أو يجلب ولا ينفذ قوله ولا فعله، كالبعير الذي يحبس في العنة، أي الحظيرة، ممنوعا من الضراب، وهو يهدر تهديرا. قال الوليد بن عقبة يخاطب معاوية:
قطعت الدهر كالسدم المعنى تهدر في دمشق فما تـريم من المجاز: هدر الحمام يهدر، بالكسر، هدرا، بالفتح، وهديرا، نقله ابن القطاع، وكذلك هدل يهدل هديلا، وتهدارا، بالفتح، وكذلك التهدال، إذا صوت. وفي الأساس: قرقر وكرر صوته في حنجرته، كأنه على التشبيه بهدير البعير. وقرأت في كتاب غريب الحمام للحسن بن عبد الله الأصبهاني ما نصه: وهدر يهدر هديرا، الاسم والمصدر واحد، قال الشاعر:
وورقاء يدعوها الهديل بسجعـه
يجاوب ذاك السجع منها هديرها
صفحة : 3631
في الصحاح: هدر الشراب يهدر هدرا وتهدارا، أي غلا، وفي كلام المصنف نظر من
وجوه: أولا فإنه ترك ذكر الهدير، وهو في الأساس وكتب الغريب. وثانيا: أورد
التهدار في مصادر هدر الحمام، ولم يذكره أهل الغريب فيها مطلقا، وإنما ذكره
الجوهري في مصادر هدر الشراب، كما ترى، والزمخشري في مصادر هدر الفحل؛
وثالثا: فرق بين هدر البعير وهدر الحمام في الذكر وهما واحد في المصادر
والاستعمال، فكان ينبغي أن يقول: وهدر البعير، إلى آخره، ثم يقول: وكذا
الحمام، كما فعله الأزهري وابن القطاع، ليكون أنسب للاختصار. من المجاز:
هدر النخل يهدر هدرا: انشق كافوره. من المجاز: هدر العشب يهدر هدورا كقعود،
عن أبي حنيفة، وهديرا، عن ابن شميل، إذا تحرك وطال جدا وكثر وتم. وأرض
هادرة: كثيرة العشب متناهية. وقال أبو حنيفة: الهادر من العشب: الكثير،
وقيل: هو الذي لا شيء أطول منه. وقال ابن شميل: يقال للبقل: قد هدر، إذا
بلغ إناه في الطول والعظم، وكذلك قد هدرت الأرض هديرا، إذا انتهى بقلها
طولا. الهدار كسحاب، هكذا في سائر النسخ، وصوابه كشداد، كما ضبطه ابن
الأثير والصاغاني وغيرهما: ع، أو: واد باليمامة، ولد به مسيلمة بن حبيب
الكذاب، وبه نشأ وكان من أهله، وكان له عليه طوي فسمعت به بنو حنيفة
فكاتبوه واستجلبوه فأنزلوه حجرا، ولما قتل سبى خالد أهلها وأسكنها بني
الأعرج، وهم بنو الحارث بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم، فهم أهلها إلى
الآن. وأبو الهدار، مشددة، قد خالف هنا اصطلاحه فإنه لو قال: كشداد، لأصاب،
اسم شاعر، عن ابن الأعرابي وأنشد:
يمتحق الشيخ أبو الهـدار مثل امتحاق قمر السرار و نعيم بن هدار أو هبار أو همار أو خمار أو حمار، والصحيح، همار، غطفاني نزل الشام، روى عنه كثير بن مرة حديثا واحدا: وكان الأولى أن يذكره في ه-م-ر ولكنه تبع الصاغاني في ذكره هنا وقلده في إيراده الأقوال الثلاثة وتركه للقولين الأخيرين. والمنكدر بن عبد الله بن الهدير بن عبد العزى بن عامر التيمي، كزبير، صحابيان، قلت: وآل بيت الأخير يعرفون ببني الهدير، وأخوه ربيعة بن عبد الله بن الهدير ممن روى عنه عثمان التيمي، وصالح بن ربيعة بن الهدير، روى عن عائشة؛ وأبو بكر محمد بن المنكدر، روى عن جابر وأنس وعائشة، وأولاده عمر وإبراهيم ويوسف والمنكدر حدثوا، الأخير غلبت عليه العبادة فمنعته من الحفظ، روى عنه محرز. وولده عيسى بن المنكدر أبو محمد، نزيل مصر وقاضيها: ومن ولد عمر بن محمد بن المنكدر بن عبد الله إمام مرو ومحدثها أبو بكر أحمد بن محمد بن عمر بن عبد الرحمن بن عمر، توفي بها سنة 314 وولده أبو عمر عبد الواحد، روى عن أبيه. والهدراء: ماءة، وفي التكملة: ماء بنجد لبني عقيل، بينهم وبين بني الوحيد، وليس لعبادة فيه شيء. ورجل هدر، بالكسر: ثقيل لا خير فيه، والجمع هدرة كقرد وقردة، وقال أبو صخر الهذلي:
إذا استوسنت واستثقل الهدف الهدر جوف أهدر، أي منتفخ، وقد هدر هدرا، قاله ابن القطاع. وفي الصحاح، والتهذيب لابن القطاع: ضربه فهدرت رئته تهدر هدورا، أي سقطت، وقال غيره: ضربه فهدر سحره، أي أسقطه. وهو مجاز. في التكملة: المهدرة: ما صغر من الثنايا. فيها أيضا: اهدودر المطر إذا انصب وانهمر، أنشد شمر:
مهدودرا معندرا جفالا المعندر مثل
المهدودر. قلت: وهو مجاز. ومما يستدرك عليه: الهدر، محركة: الأسقاط من
الناس الذين لا خير فيهم، وبه فسر الباهلي قول العجاج:
صفحة : 3632
وهدر الجد من الناس الهدر أي أسقط الجد من لا خير فيه من الناس. وهدر الفحل
تهدارا، وفحل هدار. من المجاز: هو فحل هادر، وهدرت شقشقته، وهو يهدر في
منطقه وفي خطبته، كل ذلك على التشبيه، وهدرت جرة النبيذ تهدر هدرا وهديرا،
وتهدارا وهو مجاز. قال الأخطل يصف خمرا:
كمت ثلاثة أحوال بطينـتـهـا حتى إذا صرحت من بعد تهدار وجرة هدور، بغير هاء، قال:
دلفت لهم بباطية هدور وقال الأصمعي: هدر الغلام وهدل: إذا صوت. وقال أبو السميدع: هدر الغلام: إذا أراغ الكلام وهو صغير. وهو مجاز. وكذلك هدر العرفج، إذا عظم نباته. ورعد هدار، وسمعت هديره، وهو مجاز. وفي الحديث: لا تتزوجن هيدرة أي عجوزا أدبرت شهوتها وحرارتها، وقيل: هو بالذال المعجمة، وسيأتي. والهدادرة: بطن من شرفاء المخلاف السليماني باليمن، بيت علم وصلاح، منهم ابن دعسق المشهور، وولده المشهور بولد السيد، المتوفى بتعز، والشريف السني عبد الله بن مهنا ساكن وادي مور. وهديرة، كجهينة: بطن من عك بن عدنان، باليمن، وهم بنو عبد الله بن زيد بن كثير بن عامر بن غنم.
ه-د-ك-ر
الهدكر، كعلبط، أهمله الجوهري ، وهي المرأة التي إذا مشت رجرجت، أي حركت
لحمها وعظامها. والهيدكر والهدكورة، بالضم، والهيدكور والهيدكورة: المرأة
الكثيرة اللحم، قال أبو علي: سألت محمد بن الحسن عن الهيدكور فقال: لا
أعرفه، قال: وأظنه من تحريف النقلة، ألا ترى إلى بيت طرفة:
فهي بداء إذا ما أقبـلـت فخمة الجسم رداح هيدكر فكأن الواو حذفت من هيدكور ضرورة، كذا في اللسان، ونسبه الصاغاني إلى المرار بن منقذ وقال: وهي بداء، وقال: ضخمة الجسم. والبواقي سواء. ورجل هداكر، كعلابط، أي منعم. أو الهيدكور: المتدرئ. وقال ابن شميل: الهيدكور: الشابة من النساء الضخمة الحسنة الدل في الشباب، كالهدكورة، بالضم، وأنشد:
بهكنة هيفاء هيدكور قال أبو عمرو: الهيدكور: اللبن الخاثر، كالهدكر، كعلبط، وأنشد:
قلت له اسق ضيفك النميرا ولبنا يا عمرو هيدكـورا وقال النضر: الهدكر: اللبن إذا خثر ولم يحمض جدا. الهيدكور: لقب الحارث بن عدي بن المنذر، وكان شريفا، نقله الصاغاني، هيدكور أيضا: لقب رجل من كندة. يقال: تهدكر الرجل من اللبن، إذا روي منه حتى نام، وفي التكملة: فأنامه كالسكر، تهدكر على الناس: تنزى، أي تعلى. والمتهدكر من الألبان: المختلط بعضه ببعض، وقد تهدكر، نقله الصاغاني. وبيت هيدكور الأساطين، أي ثابت العمد، بضمتين، كما في نسختنا، وفي التكملة محركة: لا يزاحم ركنه، نقله الصاغاني: والمتهدكرة من الزبد: التي تخرج في الصيف لا يدرى ألبن هي أم زبد، ثم يصب عليها الماء فربما صلحت. ومما يستدرك عليه: تهدكرت المرأة: إذا ترجرجت، ومنه الهيدكر، وهي المترجرجة، نقله الصاغاني. وهدكر الرجل: غط في نومه، عن ابن القطاع، وقد هدكر هدكرة، إذا تدحرج، كتهدكر، عنه أيضا.
ه-ذ-ر
صفحة : 3633
هذر كلامه، كفرح، هذرا: كثر في الخطإ والباطل. والهذر، محركة: الكثير
الرديء، أو هو سقط الكلام، أو الكلام الذي لا يعبأ به. وهذر الرجل في منطقه
يهذر، بالكسر، ويهذر بالضم، هذرا بالفتح، وتهذارا، والاسم الهذر، بالتحريك.
والتهذار من المصادر التي جاءت على التفعال، وهو بناء يدل على التكثير، قد
ذكره سيبويه في الكتاب. وفي حديث أم معبد: لا نزر ولا هذر ، أي لا قليل ولا
كثير. وأهذر الرجل: هذى وأكثر في كلامه، وحكى ابن الأعرابي: من أكثر أهذر،
أي جاء بالهذر. ولم يقل: أهجر. قلت: ونقل الزمخشري في الأساس: من أكثر
أهجر. ورجل هذر، ككتف، وهذر، كندس، وهذرة، كهمزة، وهذرة، بضم الأول والثاني
وتشديد الراء المفتوحة، قال طريح:
واترك معاندة اللجوج ولا تكن بين النـدي هـذرة تـياهـا وهذار، كشداد، وهيذار وهيذارة، كبيذار وبيذارة بمعنى، وهذريان، بكسر الأول والثالث، ومهذار ومهذارة ومهذر، كمنبر، وجمع المهذار المهاذير، قال ابن سيده: ولا يجمع مهذار بالواو والنون لأن مؤنثه لا يدخله الهاء، وهي هذرة وهيذرة ومهذار، أي كثيرة الهذر من الكلام، ويقال رجل هذريان، إذا كان غث الكلام كثيره، وقال الجوهري: رجل هذريان: خفيف الكلام والخدمة. قال عبد العزيز بن زرارة الكلابي يصف كرمه وكثرة خدمه، فضيوفه يأكلون من الجزور التي نحرها لهم على أي نوع يشتهون مما يصنع لهم من مشوي ومطبوخ وغير ذلك، من غير أن يتولوا ذلك بأنفسهم لكثرة خدمهم والمسارعين إلى ذلك:
إذا ما اشتهوا منها شواء سعى لهم به هذريان لـلـكـرام خـدوم ويوم هاذر: شديد الحر، وقد هذر اليوم: اشتد حره. ومما يستدرك عليه: الهيذرة: المرأة الكثيرة الكلام، وفي حديث سلمان: ملغاة أول الليل مهذرة لآخره، وهو من الهذر بمعنى السكون، قاله ابن الأثير. وتهذير المال: تفريقه وتبذيره، قاله الخطابي.
ه-ذ-خ-ر
الهذخرة، على فعللة، أهمله الجوهري. وقال الأزهري: الهذخرة والتهذخر: تبختر
المرأة، وقال أهملت الهاء من الخاء في الرباعي فلم أجد فيه شيئا غير حرف
واحد وهو التهذخر، أنشد بعض اللغويين، وقال الصاغاني: هو الحراني:
لكل مولى طيلسان أخضر
وكامخ وكعـك مـدور
وطفلة في بيته تهذخـر ويروى: تهذخر أي تتبختر،
ويقال: تقوم بأمر بيته.
ه-ذ-ك-ر
التهذكر، بالذال المعجمة، أهمله الجوهري والصاغاني وابن منظور، والتهذكر في
المشي كالتهدكر، بالمهملة، يقال: تهذكرت، أي ابتهجت وسررت، وتهذكرت:
ترجرجت.