الباب العاشر: باب الراء - الفصل الثامن والعشرون: فصل الياء التحتية مع الراء

فصل الياء التحتية مع الراء

ي-ب-ر
يبرين، ويقال: أبرين، لغتان: رمل لا تدرك أطرافه عن يمين مطلع الشمس من حجر اليمامة. وقال السكري يبرين بأعلى بلاد بني سعد، وفي كتاب نصر: يبرين من أصقاع البحرين به منبران، وهناك الرمل الموصوف بالكثرة، بينه وبين الفلج ثلاث مراحل، وبينه وبين الأحساء وهجر مرحلتان، وهو فيما بينهما وبين مطلع سهيل. قال الصاغاني وياقوت: يبرين أيضا: ة قرب حلب ثم من نواحي عزاز. وقد يقال في الرفع يبرون وفي الجر والنصب يبرين، لا ينصرف للتعريف والتأنيث، فجرى إعرابه كإعرابه. وليست يبرين هذه العلمية منقولة من قولك هن يبرين لفلان، أي يعارضنه، كقول أبي النجم:
يبري لها من أيمن وأشمل

صفحة : 3650

يدل على أنه ليس منقولا منه قوله فيه يبرون، وليس لك أن تقول إن يبرين من بريت القلم، ويبرون من بروته، ويكون العلم منقولا منهما، فقد حكى أبو زيد: بريت القلم وبروته، فإن العرب قالت: هذه يبرين، فلو كانت يبرون من بروت لقالوا: هذه يبرون، ولم يقله أحد من العرب، فالياء والواو في يبرين ويبرون ليستا لامين، وإنما هما كهيئة الجمع كفلسطين وفلسطون، ويدلك على أن ياء يبرين ليست للمضارعة أنهم قالوا أبرين. فلو كان حرف مضارعة لم يبدلوا مكانه غيره. فأما قولهم: أعصر ويعصر اسم رجل فليس مسمى بالفعل، وإنما سمي بأعصر جمع عصر الذي هو الدهر، كما تقدم في موضعه، وسهل ذلك في الجمع لأن همزته ليست للمضارعة، وإنما هي لصيغة الجمع. كذا في اللسان. ومما يستدرك عليه: يابرة، بفتح الموحدة: بلد في غرب الأندلس، منه أبو بكر عبد الله بن طلحة بن محمد اليابري الأندلسي مات بمكة سنة 523.
ي-ج-ر
تياجر عنه تياجرا: عدل عنه، فكان أصل مادته يجر، مثل تياسر من اليسر، وقد أهمله الجوهري والصاغاني وصاحب اللسان وأكثر أئمة الغريب.
ي-ح-ر
الميحار، كميزان، والحاء مهملة كما هو مضبوط في سائر النسخ، ويدل عليه صنيعه، فإنه أفرده من الذي ذكر قبله فلو كان بالجيم لذكرهما في مادة واحدة: الصولجان، ذكره ابن سيده في ي-ح-ر، وضبطه صاحب اللسان بالجيم، وأهمله الجوهري والصاغاني وقد تقدم للمصنف أيضا في: وجر، و: أجر.
ي-د-ر
يدر، كبقم، أهمله الجوهري، وهو جد شهاب الدين محمد بن محمد بن يحيى بن يدر السبتي المحدث، عن عبد الحميد سبط أبي العلاء العطار الهمداني، ومحمد بن عبد الواحد بن شفنين، ذكره الذهبي.
ي-ر-ر
اليرر، محركة: الشدة، وهو مصدر قولهم حجر أير، على مثال الأصم، أي شديد صلب وقال الليث: اليرر أي مصدر الأير، يقال: صخرة يراء وصخر أير، وفي حديث لقمان: إنه ليبصر أثر الذر في الحجر الأير، قال العجاج يصف الغيث:
وإن أصاب كدرا مد الكدر سنابك الخيل يصدعن الأير وقال أبو عمرو: الأير: الصفا الشديد الصلابة وقد ير الحجر يير، بفتحهما، أي في الماضي والمضارع، والصواب أن الفتح إنما يكون في المكسور فقد نقل الجوهري عن الفراء: أما فعلت من ذوات التضعيف غير واقع فيفعل منه مكسور، كعف، والواقع مضموم كرد، إلا ثلاثة نوادر، وقد تقدم البحث فيه مرارا في غر وشد، فراجعه. ولا يقال للماء والطين إنه أير ولا يراء بل لشيء صلب، كالصفا، ولا يوصف به على نعت أفعل وفعلاء إلا الصخر، والصفا، يقال: صفاة يراء وصفا أير. وحار يار، ورد في الحديث أنه صلى الله عليه وسلم ذكر الشبرم فقال: إنه حار يار ، هكذا قاله الكسائي. وقال بعضهم: حار يار. وحران يران إتباع، قال أبو الدقيش: إنه لحار يار، عنى رغيفا أخرج من التنور، وكذلك إذا حميت الشمس على حجر أو شيء غيره صلب فلزمته حرارة شديدة يقال: إنه لحار يار، وقد ير يرا ويررا، محركة. واليرة، النار. ويقال: هذا الشر والير، كأنه إتباع وكذا ملة حارة يارة، وكل شيء من نحو ذلك إذا ذكروا اليار لم يذكروه إلا وقبله حار.
ي-ز-ر
يزر، ككتف، أهمله الجوهري والصاغاني، وهو رستاق بخراسان مشتمل على قرى كثيرة من ناحية خوارزم من مملكة العجم. قال الذهبي في المشتبه: ولم يخرج منها أحد. انتهى. أي من العلماء والمحدثين أو من المشهورين في فن من الفنون.
ي-س-ر
اليسر، بالفتح، ويحرك: اللين والانقياد، يكون ذلك للإنسان والفرس، قد يسر ييسر، من حد ضرب. وياسره: لاينه، أنشد ثعلب:

صفحة : 3651


قوم إذا شومسوا جد الشماس بهم ذات العناد وإن ياسرتهم يسروا وفي الحديث: من أطاع الإمام وياسر الشريك ، أي ساهله. واليسر، محركة: السهل اللين الانقياد، يوصف به الإنسان والفرس، قال:
إني على تحفظي ونزري أعسر إن مارستني بعسر
ويسر لمن أراد يسـري والجمع اليسرات، وفي قصيد كعب:
تخدي على يسرات وهي لاهية اليسرات: قوائم الناقة، وقال الجوهري: اليسرات: القوائم الخفاف، ويقال: إن قوائم هذا الفرس ليسرات خفاف، إذا كن طوعه، كالياسر واليسر. والموفق اليسري، من حنابلة الشام، ذكره الذهبي فقال: موفق الدين اليسري شيخ حنبلي رأيته يبحث. انتهى. ولعله منسوب إلى جد له اسمه يسر أو غير ذلك. يقال: ولدته ولدا يسرا أي في سهولة، كقولك: سرحا. وقد أيسرت المرأة ويسرت. الأخير عن ابن القطاع، وضبطه بالتشديد، والموجود في النسخ بالتخفيف. وفي الأساس: ويقال في الدعاء الحنبلي: أيسرت وأذكرت، أي يسرت عليها الولادة. قال ابن سيده: وزعم اللحياني أن العرب تقول في الدعاء: وأذكرت: أتت بذكر. وقد تقدم في موضعه. ويسر الرجل تيسيرا: سهلت ولادة إبله وغنمه لم يعطب منها شيء، عن ابن الأعرابي، وأنشد:
بتنا إليه يتعاوى نـقـده ميسر الشاء كثيرا عدده يسرت الغنم: كثرت وكثر لبنها أو نسلها، وفي بعض الأصول المصححة: ونسلها. وهو من السهولة. قال أبو أسيدة الدبيري:
إن لنا شيخين لا ينفعانـنـا غنيين لا يجدي علينا غناهما
هما سيدانا يزعمان وإنـمـا يسوداننا أن يسرت غنماهما أي ليس فيهما من السيادة إلا كونهما قد يسرت غنماهما، والسؤدد يوجب البذل والعطاء والحراسة والحماية وحسن التدبير والحلم. وليس عندهما من ذلك شيء. ويقال أيضا: يسرت الغنم، إذا ولدت وتهيأت للولادة. واليسر، بالضم، واليسر، بضمتين، واليسار، كسحاب، واليسارة ككرامة، والميسرة، مثلثة السين: السهولة والغنى والسعة، قال سيبويه: ليست الميسرة على الفعل، ولكنها كالمسربة والمشربة في أنهما ليستا على الفعل. قال الجوهري: وقرأ بعضهم: فنظرة إلى ميسره بالإضافة. قال الأخفش: وهو غير جائز، لأنه ليس في الكلام مفعل بغير الهاء، وأما مكرم ومعون فهما جمع مكرمة ومعونة. وأيسر الرجل إيسارا ويسرا، عن كراع واللحياني: صار ذا غنى، فهو موسر، قال: والصحيح أن اليسر الاسم والإيسار المصدر، ج مياسير عن سيبويه. قال أبو الحسن: وإنما ذكرنا مثل هذا الجمع لأن حكم مثل هذا أن يجمع بالواو والنون في المذكر، وبالألف والتاء في المؤنث. أو اليسر: ضد العسر، وكذلك اليسر، مثل عسر وعسر، وفي الحديث: إن هذا الدين يسر أي سهل سمح قليل التشديد. وتيسر لفلان الخروج واستيسر له بمعنى، أي تهيأ. وقال ابن سيده: تيسر الشيء واستيسر: تسهل، ويقال: أخذ ما تيسر وما استيسر، وهو ضد ما تعسر والتوى. وفي حديث الزكاة: ويجعل معها شاتين إن استيسرتا له أو عشرين درهما أي تيسر وسهل، وهو استفعل من اليسر. و قوله تعالى: فما استيسر من الهدي قيل: ما تيسر من الإبل والبقر والشاء، وقيل: من بعير أو بقرة أو شاة. ويسره هو: سهله، وحكى سيبويه: ويسره ووسع عليه وسهل، والتيسير يكون في الخير والشر، ومن الأول قوله تعالى: فسنيسره لليسرى ومن الثاني قوله تعالى: فسنيسره للعسرى وأنشد سيبويه:
أقام وأقوى ذات يوم و خيبة لأول من يلقى وشر ميسر

صفحة : 3652

والميسور: ضد المعسور، وهو ما يسر. قال ابن سيده: هذا قول أهل اللغة. أو هو مصدر على مفعول، وهو قول سيبويه، قال أبو الحسن: هذا هو الصحيح، لأنه لا فعل له إلا مزيدا، لم يقولوا يسرته في هذا المعنى، والمصادر التي على مثال مفعول ليست على الفعل الملفوظ به، لأن فعل و فعل وفعل إنما مصادرها المطردة بالزيادة مفعل كالمضرب، وما زاد على هذا فعلى لفظ المفعل، كالمسرح من قوله:
ألم تعلم مسرحي القوافي وإنما يجيء المفعول في المصدر على توهم الفعل الثلاثي وإن لم يلفظ به، كالمجلود من تجلد، وله نظائر ذكرت في مواضعها. واليسير، كأمير: القليل، واليسير: الهين. يقال: شيء يسير، أي هين أو قليل. اليسير: فرس أبي النضير العبشمي، نقله الصاغاني. اليسير: القامر، كاليسور، كصبور، هكذا في سائر النسخ. والمنقول عن ابن الأعرابي: الياسر له قدح، وهو اليسر واليسور، وأنشد:
بما قطعن من قربى قريب وما أتلفن من يسر يسور فلينظر هذا مع عبارة المصنف. وأبو اليسير محمد بن عبد الله بن علاثة، أبو اليسير علوان بن حسين، محدثان، الأخير شيخ لابن شاهين، ذكرهما الذهبي. وأبو جعفر وهو محمد بن يسير البصري، شاعر، وهو القائل يرثي نفسه:
كأنه قد قيل في مجلس قد كنت آتيه وأخشـاه
صار اليسيري إلى ربه يرحمنـا الـلـه وإياه

صفحة : 3653

وكذا أخوه علي شاعر أيضا، ذكرهما الذهبي، وولده عبد الله بن محمد بن يسير، شاعر أيضا، ذكره الأمير. يسير، كزبير: صحابي، روى عنه حميد بن عبد الرحمن، قاله الحافظ. يسير بن عمرو، مخضرم، قاله الحافظ. ويقال فيه أسير، بالألف. قلت: وفي الصحابة يسير بن عمرو الأنصاري الذي قيل فيه إنه بالألف، و يسير بن عمرو الكندي الذي توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وله عشر سنوات، وقال ابن معين: أبو الخيار الذي يروي عن ابن مسعود اسمه يسير بن عمرو، أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، وعاش إلى زمن الحجاج. وقال ابن المديني: أهل البصرة يروون عنه عن عمر قصته ويسمونه أسير بن جابر، وأهل الكوفة يقولون يسير بن عمرو بن جابر، روى عنه زرارة بن أوفى وابن سيرين وجماعة. قال ابن فهد: والظاهر أنه يسير بن عمرو بن جابر. يسير بن عميلة وابن أخيه يسير بن الربيع بن عميلة شيخ لشعبة، يسير والد أبي الصباح سليمان، الكوفي التابعي، وهو غير أبي الصباح الأيلي فإنه من أتباع التابعين، واليسير بن موسى، عن عيسى بن يونس، ذكره الأمير هكذا، أو هو بالفتح، قاله الذهبي. وفاته: يسير بن حكيم، أورده الأمير. واختلف في يسير بن العنبس الصحابي فقيل: هكذا، وقيل: بالموحدة والشين معجمة، كأمير. واليسر، بالفتح: الفتل إلى أسفل، وهو أن تمد يمينك نحو جسدك، وهو خلاف الشزر، وهو الفتل إلى فوق، في حديث علي: اطعنوا اليسر : هو الطعن حذو وجهك. والشزر: ما كان عن يمينك وشمالك، قاله الأصمعي. واليسار، كسحاب، ويكسر، أو هو، أي الكسر، أفصح عند ابن دريد، والفتح أفصح عند ابن السكيت، وتشدد الأولى فيقال يسار، ككتان، لغة فيه نقله الصاغاني: نقيض اليمين ووهم الجوهري فمنع الكسر، قال ابن دريد: ليس من كلامهم كلمة أولها ياء مكسورة إلا يسار، قال: وإنما أرادوا إلحاقها ببناء الشمال. نقله الصاغاني. قلت: وإنما رفض ذلك استثقالا للكسرة في الياء ولا نظير لها في الكلام غير يوام، مصدر ياومه مياومة ويواما، حكاه ابن سيده ونفاه غيره، وزادوا يعارا جمع يعر لما يصطاد به السبع من جفر ونحوه، قاله شيخنا. قلت: وفي البصائر للمصنف: وليس في الكلام له نظير سوى هلال بن يساف، على أن الفتح لغة فيها. وإذا عرفت أن الجوهري لم يلتزم إلا ذكر ما صح عنده، وهذا لم يصح عنده سماعا عن الثقة، أو أنه جعله مخرجا على مشاكلة الشمال وإلحاقا ببنائه، كما قال الصاغاني، لم يلزمه التوهيم، كما هو ظاهر، فتأمل. ج يسر، بضمتين، عن اللحياني، ويسر، بالضم، عن أبي حنيفة. واليسرى، كبشرى، واليسرة، بالفتح، والميسرة، خلاف اليمنى واليمنة والميمنة، والياسر: خلاف اليامن. عن أبي حنيفة: يسرني فلان ييسرني يسرا: جاء عن يساري، وفي بعض النسخ: على يساري. وقال سيبويه: يسر ييسر: أخذ بهم ذات اليسار. و أعسر يسر: يعمل بيديه جميعا. وفي الحديث: كان عمر رضي الله عنه أعسر أيسر قال أبو عبيد: هكذا روي في الحديث، وأما كلام العرب فالصواب أعسر يسر، والأنثى عسراء يسراء. وقد تقدم في ع-س-ر والاختلاف فيه. والميسر، كمجلس: اللعب بالقداح، وقد يسر ييسر يسرا، إذا جاء بقدحه للقمار، أو هو الجزور التي كانوا يتقامرون عليها. كانوا إذا أرادوا أن ييسروا اشتروا جزورا نسيئة ونحروه وقسموه ثمانية وعشرين قسما، كما قاله الأصمعي، وهو الأكثر، أو عشرة أقسام، كما قاله أبو عمرو، فإذا خرج واحد واحد باسم رجل رجل، ظهر فوز من خرج لهم ذوات الأنصباء وغرم من خرج له الغفل. وإنما سمي الجزور ميسرا لأنه يجزأ أجزاء، فكأنه موضع التجزئة، قاله الأزهري، وعبد الحي الإشبيلي في كتابه الواعي. وكل شيء جزأته فقد

صفحة : 3654

يسرته. و يسرت الناقة: جزأت لحمها، و يسر القوم الجزور، أي اجتزروها، واقتسموا أجزاءها. قال سحيم بن وثيل اليربوعي:سرته. و يسرت الناقة: جزأت لحمها، و يسر القوم الجزور، أي اجتزروها، واقتسموا أجزاءها. قال سحيم بن وثيل اليربوعي:
أقول لهم بالشعب إذ ييسروننـي ألم تعلموا أني ابن فارس زهدم كان وقع عليه سباء فضرب عليه بالسهام، وقوله: ييسرونني، هو من الميسر، أي يجزئونني ويقتسمونني. وقال لبيد:
واعفف عن الجارات وأم نحهن ميسرك السمينـا فجعل الجزور نفسه ميسرا. أو الميسر: النرد، نقله الصاغاني، وروي عن علي رضي الله عنه أنه قال: الشطرنج ميسر العجم. شبه اللعب به بالميسر، وهو القداح، أو كل شيء فيه قمار فهو من الميسر حتى لعب الصبيان بالجوز، قاله مجاهد في تفسير قوله تعالى: يسألونك عن الخمر والميسر وقال الجوهري: الميسر: قمار العرب بالأزلام. ميسر، بفتح السين: ع بالشام، قال امرؤ القيس:
وما جبنت خيلي ولكن تذكـرت مرابطها من بربعيص و ميسرا الميسر: نبت ربعي يغرس غرسا وفيه قصف. واليسر، محركة: الميسر المعد وقيل: كل معد يسر. اليسر أيضا: القوم المجتمعون على الميسر، وهم المتقامرون، والجمع أيسار، قال طرفة:
وهم أيسار لـقـمـان إذا أغلت الشتوة أبداء الجرز اليسر: الضريب. اليسرة، بهاء: أسرار الكف إذا كانت غير ملصقة وهي تستحب، قاله الجوهري، وقيل: هي ما بين أسارير الوجه والراحة. وقال الأزهري: واليسرة تكون في اليمنى واليسرى، وهو خط يكون في الراحة كأنها الصليب. وقال الليث: اليسرة: فرجة ما بين الأسرة من أسرار الراحة يتيمن بها. وهي من علامات السخاء. عن أبي عمرو: اليسرة: سمة في الفخذين، وجمع الكل أيسار، ومنه قول ابن مقبل:
قطعت إذا لم يستطع قسوة السرىولا السير راعي الثلة المتصبح
على ذات أيسار كأن ضلوعها وأحـنـاءهـا الـعـلـيا الـسـقـيف الـمـشـــبـــح يعني الوشم في الفخذين. ويقال: أراد قوائم لينة. ويسرة، محركة: ابن صفوان بن جميل اللخمي، محدث، وهو من شيوخ البخاري، يروي عن إسماعيل بن عياش، وحفيده يسرة بن صفوان بن يسرة بن صفوان، روى عن أبيه، وعنه عبد الله بن أحمد بن زبر، وهو شديد الشبه ببسرة بنت صفوان. وقد ذكرت في موضعها. والياسر: الجازر، لأنه يجزئ لحم الجزور، وهذا الأصل في الياسر، ومنه قول الأعشى:
والجاعلو القوت على الياسر ثم يقال للضاربين بالقداح والمتقامرين على الجزور: ياسرون لأنهم جازرون، إذ كانوا سببا لذلك. الياسر: الذي يلي قسمة جزور الميسر، ج أيسار، وقد تياسروا، قال أبو عبيد: وقد سمعتهم يضعون الياسر موضع اليسر، واليسر موضع الياسر. قال أبو عمر الجرمي: يقال أيضا: اتسروا يتسرون اتسارا، على افتعلوا، قال: قوم يقولون: يأتسرون ائتسارا، بالهمز، وهم مؤتسرون، كما قالوا في اتعد. واليسر، بالضم: ع. وياسر بن سويد الجهني حديثه عند أولاده، أخرجه ابن منده، ياسر بن عامر العنسي والد عمار، قدم من اليمن فحالف أبا حذيفة بن المغيرة المخزومي. فزوجه بأمة له اسمها سمية، أم عمار، وكانوا يعذبون في الله تعالى، صحابيان. ياسر: جبل تحت هكذا في سائر النسخ، وصوابه على ما في التكملة: بجنب ياسرة. ويقال له: ياسر الرمل، وفيه يقول السري بن حاتم:

صفحة : 3655


لقد كنت أهوى ياسر الرمل مرة فقد كان حبي ياسر الرمل يذهب

صفحة : 3656

وياسرة: اسم لماءة من مياه بني أبي بكر بن كلاب أيضا، وهي عادية، وكلاهما من منازل أبي بكر بن كلاب، قال ابن دريد: ياسر ينعم: ملك من ملوك تبع، من ملوك حمير. وذو الحاجتين لقب محمد بن إبراهيم بن ياسر وهو أول من بايع عبد الله السفاح العباسي، فحكمه كل يوم في حاجتين فلقب به. والياسرية: ة ببغداد على ضفة نهر عيسى، بينها وبين بغداد ميلان، وعليها قنطرة مليحة، وفيها بساتين، وبينها وبين المحول ميل واحد، نسبت إلى رجل اسمه ياسر، خرج منها جماعة زهاد ووعاظ ومحدثون. أبو منصور نصر بن الحكم بن زياد الياسري، حدث عن هشيم وخلف بن خليفة، وعنه أحمد بن علي الأبار، والحسن بن علويه القطان؛ وهو من هذه القرية. أبو عمرو عثمان بن مقبل بن القاسم الياسري الواعظ، روى عن شهدة، وابن الخشاب، ومات سنة 616، المحدثان، وأخوه محمد بن مقبل، سمع من القزاز. وعبد المحسن بن محمد بن مقبل الياسري كان واعظا. ويسار الراعي غلام النبي صلى الله عليه وسلم، كان يرعى إبله، وهو قتيل العرنيين، وقصته في كتب السير. يسار بن عبد أبو عزة الهذلي، روى عنه أبو المليح، وهو بصري، أو هو يسار بن عمرو، ذكر القولان في اسم أبي عزة المذكور. يسار بن سبع أبو الغادية الجهني، وقيل المزني، بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهو في تاريخ دمشق؛ يسار بن سويد الجهني، والد مسلم بن يسار، نزل البصرة، وله في المسح على الخفين. أو هو يسار بن عبد الله الذي روى عن النبي صلى الله عليه وسلم بموضوعات. يسار بن بلال، أبو ليلى الأوسي، يسار بن أزيهر الجهني، روت عنه بنته عمرة. يسار الراعي الحبشي، أسلم يوم خيبر، وكان راعيا وقاتل حتى قتل. وهو غير الذي تقدم. يسار الخفاف، توفي في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، ذكر في حديث ساقط الإسناد: صحابيون. وقد فاته من الصحابة من اسمه يسار جملة، فمنهم: يسار من بني الأطول أخو سعد، ويسار مولى بريدة، له ذكر وشعر؛ ويسار بن روح، صحابي نزل بحمص، رآه مسلم بن زياد شيخ بقية، وكناه أبا الخير، ويسار جد سليط بن عبد الله الأنصاري، له في مسند الطيالسي، ويسار أبو بزة مولى بني مخزوم، ويسار مولى سليم بن عمر، استشهد بأحد، ويسار مولى فضالة بن هلال، شهد حجة الوداع، ويسار أبو فكيهة مولى صفوان بن أمية، ويسار جد محمد بن إسحاق صاحب السيرة، مسح النبي صلى الله عليه وسلم رأسه، ويسار مولى عمرو بن عمير الثقفي، ويسار مولى المغيرة بن شعبة؛ ويسار أبو هند، حجم النبي صلى الله عليه وسلم، ويسار مولى ابن التيهان، استشهد بأحد، ويسار بن نمير مولى بني عمرو بن عوف، ذكره ابن الفرضي، والصحيح مولى عمر، فهؤلاء كلهم من الصحابة. يسار اسم أبي الحسن البصري مولى زيد بن ثابت الأنصاري، ووالداه الحسن وسعيد تابعيان، يسار مولى ميمونة أم المؤمنين، والد عطاء وأخويه سليمان وعبد الملك، ذكره ابن فهد في معجم الصحابة. أما عطاء بن يسار، فكنيته أبو محمد، يروي عن أبي سعيد وأبي هريرة، وقدم مصر، ولد سنة 19 وتوفي سنة 103 ودفن بالإسكندرية، وأخوه سليمان كنيته أبو أيوب، وقيل أبو عبد الرحمن، يروي عن ابن عباس وأبي هريرة، وعنه الزهري، ولد سنة 34 وتوفي سنة 110 وأخوهم الثالث عبد الملك، يروي عن أبي هريرة، وعنه بكير بن الأشج، مات سنة 110 ولهم أخ رابع اسمه عبد الله، تركه المصنف تقصيرا، وقد ذكره ابن حبان في ثقات التابعين. يسار والد سعيد أبي الحباب وسعيد هذا أخو أبي مزرد مولى شقران مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد قيل إنه مولى الحسين بن علي، واسم أبي مزرد عبد الرحمن بن يسار، وأبو الحباب كنيته سعيد بن يسار، يروي عن أبي

صفحة : 3657

هريرة، وعنه المقبري، وسهل ابن أبي صالح، مات بالمدينة سنة 117. ذكره ابن حبان في الثقات. وبقي عليه: سعيد بن عبد الله بن يسار أخو أيوب وسليمان، يروي عن ابن عمر، عداده في أهل المدينة وأبو عثمان مسلم بن يسار الطنبذي، بضم الطاء وسكون النون وضم الموحدة والذال معجمة، روى عن أبي هريرة، وعنه بكر بن عمر، وأخرج حديثه البخاري في الأدب المفرد، وكذا أبو داوود وابن ماجه في سننهما. وقال ابن حبان: وهو رضيع عبد الملك بن مروان، وعداده في أهل مصر، يروي عنه أهلها. مسلم بن يسار البصري أبو عبد الله مولى لبني أمية، عداده في أهل البصرة، وكان من عبادها وزهادها، وأدرك جماعة من الصحابة، روى عنه محمد بن سيرين؛ ويسار بن أبي مريم، هذا لم أجده في كتب الرجال، ومقتضى السياق يقتضي أنه مسلم بن يسار بن أبي مريم، ثم رأيت الذهبي قال في المشتبه بعد ذكر الطنبذي والبصري ما نصه: ومسلم بن يسار وهو ابن أبي مريم. انتهى. وإياه تبع المصنف. ولهم مسلم بن يسار آخر، هو الجهني، فلعله عنى به هنا، وهو من رجال أبي داوود والترمذي ولكنه لا يعرف بابن أبي مريم، قال الحافظ: في آخر تهذيب التهذيب: ابن أبي مريم بصري وشامي ومصري، فالبصري بريد بالموحدة، والشامي يزيد بالزاي، والحمصي أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم، والمصري سعيد بن الحكم بن أبي مريم. فتأمل. وآخرون كيسار أبي نجيح الثقفي، من رجال مسلم، وهو والد عبد الله، ويسار بن عبد الرحمن أبي الوليد، ويسار المعلم المروزي، وغير هؤلاء ممن اسمه أو اسم أبيه أو جده كذلك. ويسار راع لزهير بن أبي سلمى الشاعر، له ذكر في شعره. يسار فرس ذي الغصه حصين بن يزيد، نقله الصاغاني، يسار: جبل باليمن، نقله الصاغاني، وقيل: اسم موضع، وبه فسر قول السليك:ريرة، وعنه المقبري، وسهل ابن أبي صالح، مات بالمدينة سنة 117. ذكره ابن حبان في الثقات. وبقي عليه: سعيد بن عبد الله بن يسار أخو أيوب وسليمان، يروي عن ابن عمر، عداده في أهل المدينة وأبو عثمان مسلم بن يسار الطنبذي، بضم الطاء وسكون النون وضم الموحدة والذال معجمة، روى عن أبي هريرة، وعنه بكر بن عمر، وأخرج حديثه البخاري في الأدب المفرد، وكذا أبو داوود وابن ماجه في سننهما. وقال ابن حبان: وهو رضيع عبد الملك بن مروان، وعداده في أهل مصر، يروي عنه أهلها. مسلم بن يسار البصري أبو عبد الله مولى لبني أمية، عداده في أهل البصرة، وكان من عبادها وزهادها، وأدرك جماعة من الصحابة، روى عنه محمد بن سيرين؛ ويسار بن أبي مريم، هذا لم أجده في كتب الرجال، ومقتضى السياق يقتضي أنه مسلم بن يسار بن أبي مريم، ثم رأيت الذهبي قال في المشتبه بعد ذكر الطنبذي والبصري ما نصه: ومسلم بن يسار وهو ابن أبي مريم. انتهى. وإياه تبع المصنف. ولهم مسلم بن يسار آخر، هو الجهني، فلعله عنى به هنا، وهو من رجال أبي داوود والترمذي ولكنه لا يعرف بابن أبي مريم، قال الحافظ: في آخر تهذيب التهذيب: ابن أبي مريم بصري وشامي ومصري، فالبصري بريد بالموحدة، والشامي يزيد بالزاي، والحمصي أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم، والمصري سعيد بن الحكم بن أبي مريم. فتأمل. وآخرون كيسار أبي نجيح الثقفي، من رجال مسلم، وهو والد عبد الله، ويسار بن عبد الرحمن أبي الوليد، ويسار المعلم المروزي، وغير هؤلاء ممن اسمه أو اسم أبيه أو جده كذلك. ويسار راع لزهير بن أبي سلمى الشاعر، له ذكر في شعره. يسار فرس ذي الغصه حصين بن يزيد، نقله الصاغاني، يسار: جبل باليمن، نقله الصاغاني، وقيل: اسم موضع، وبه فسر قول السليك:

صفحة : 3658


دماء ثلاثة أردت قناتـي وخاذف طعنة بقفا يسار يقال: دابة حسن التيسور، والتيسير، وفي بعض الأصول: حسنة التيسور، وفي بعضها: التيسر، أي حسن نقل اليسرات، أي القوائم. ويقال أيضا: فرس حسن التيسور، أي حسن السمن، اسم كالتعضوض، وقال المرار يصف فرسا:
قد بلوناه عـلـى عـلاتـه وعلى التيسور منه والضمر وميسر، كمقعد: ع بالشام، وهو الذي تقدم ذكره، وذكرنا هناك قول امرئ القيس. وياسورين: ع فوق الموصل، على سبعة فراسخ منها، بين جزيرة ابن عمر وبين بلط، يقال له البلد، نقله ياقوت هنا، وقال في الموحدة إنه ياسورين. والتياسر: التساهل، ومنه الحديث: تياسروا في الصداق ، أي تساهلوا فيه ولا تغالوا. التياسر: ضد التيامن. والتياسر: الأخذ في جهة اليسار، كالمياسرة، يقال: ياسر بأصحابك، أي خذ بهم يسارا. وتياسر يا رجل: لغة في ياسر، وبعضهم ينكره، قاله الجوهري. وياسره، أي الشريك: ساهله ولاينه. وتيسر الشيء واستيسر: تسهل، وهو ضد ما تعسر والتوى. عن أبي زيد: تيسر النهار تيسرا، إذا برد، ويقال: استيسر له الأمر وتيسر له، إذا تهيأ له، ومنه الحديث: قد تيسرا للقتال ، أي تهيآ له واستعدا. والميسر، كمعظم، الزماورد، وهو الذي فارسيته نواله، وبمصر: لقمة القاضي، وقد تقدم في حرف الدال. والأيسر: محدث، وهو علي بن محمد القطان المديني، روى عن أبي عبد الله بن منده الأصبهاني، وعنه الحسين الخلال، ومات سنة 465. وفاته: عبد الرحمن بن أحمد بن الأيسر المديني، روى عن الطبراني؛ وأبو البركات عبد الله بن أحمد بن المفضل بن محمد بن الأيسر، روى عنه ابن طبرزد، وابنه سعيد سمع منه أبو المحاسن القرشي، ذكرهم ابن نقطه. ومما يستدرك عليه: تيسرت البلاد، إذا أخصبت، وهو مجاز، وقد جاء ذكره في الحديث: كيف تركت البلاد? فقال: تيسرت . وفي حديث آخر: فكل ميسر لما خلق له أي مهيأ مصروف مسهل. وفي آخر: وقد يسر له طهور ، أي هيئ ووضع. واليسرات قوائم الناقة. وقال أبو الدقيش: يسر فلان فرسه فهو ميسور: مصنوع سمين. ويسره: صنعه. والمياسر: النوق التي تلد سرحا. ورجل ميسر، كمحدث: كثير نسل الغنم، وهو خلاف المجنب. ويسرت تيسيرا: كثر لبنها. و أيسر: لقب أبي ليلى الصحابي، والد عبد الرحمن بن أبي ليلى. ويقال: أنظرني حتى يسار، مبنيا على الكسر، لأنه معدول عن المصدر، وهو الميسرة، قال الشاعر:
فقلت امكثي حتى يسار لعلنا نحج معا قالت أعام وقابله ويقال: أيسر أخاك، أي نفس عليه في الطلب. وقال الفراء في قوله تعالى: فسنيسره لليسرى أي سنهيئه للعود إلى العمل الصالح. وياسر بالقوم: أخذ بهم يسرة، ويسر بهم: أخذ بهم ذات اليسار، قاله سيبويه. وعثمان بن شعبان الياسري، من ولد عمار بن ياسر، مصري يعرف بالقرظي، روى عنه أبو محمد بن النحاس، وهو أخو الفقيه محمد بن شعبان المالكي. ويقال في المضارع ييسر، بكسر الياء كييجل، وهي لغة بني أسد. واليسر، بالضم: عود يطلق البول، وقد جاء ذكره في حديث الشعبي. وقال الأزهري: هو عود أسر لا يسر، وقد ذكر في موضعه. ويسر، بضمتين، وقال الجوهري: اليسر دحل لبني يربوع، قال طرفة:
أرق العين خـيال لـم يقـر طاف والركب بصحراء يسر

صفحة : 3659

وقال الجوهري: إنه بالدهناء. قلت: وهو نقب تحت الأرض يكون فيه ماء، وقد جاء في شعر جرير أيضا. ومياسر: موضع، قال ابن حبيب: بين الرحبة والسقيا من بلاد عذرة قريب من وادي القرى، قال كثير:
إلى ظعن بالنعف نعف مياسـر حدتها تواليها ومارت صدورها ويسر بن الحارث بن عبادة العبسي، بالضم، فرد في الصحابة. ويسر بن أنس، في حدود الثلاثمائة. ويسر بن إبراهيم، أندلسي مات سنة 302، ويسر خادم ابن الرشيد العباسي، وفيه يقول الشاعر:
ولو شئت تيسرت كما سميت يا يسر ويسر الخادم: مولى المقتدر، روى عن علي بن عبد الحميد العقائري، ذكره ابن عساكر. واليسارى: موضع، عن ابن سيده وأنشد:
درى باليسارى جنة عبقرية مسطعة الأعناق بلق القوادم ونهر الأيسر: كورة بين الأهواز والبصرة. ونهر يسار: منسوب إلى يسار بن مسلم بن عمرو الباهلي أخي قتيبة، عن ابن الكلبي، وذكره أيضا ابن قتيبة في كتاب المعارف. ويسار الكواعب: عبد كان يتعرض لبنات مولاه فجببن مذاكيره، قال الفرزدق يخاطب جريرا:
وإني لأخشى إن خطبت إليهـم عليك الذي لاقى يسار الكواعب وأبو اليسر، محركة: كعب بن عمرو، من الصحابة. وفراس بن يسر، حديثه عند مكرم بن محرز. ويقال: أسروه، ويسروا ماله. وهو مجاز. وكذا قولهم: تياسرت الأهواء عليه. ويسره لكذا: هيأه. كذا في الأساس. والأيسر: موضع، قال ذو الرمة:
آريها والمنتأى الـمـدعـثـر بحيث ناصى الأجرعين الأيسر وبالتصغير: يسيرة، صحابية، لها حديث في التسبيح والعقد بالأنامل. و يسيرة بنت عسيرة، في نسب أبي مسعود البدري. وبنو ميسرة، بطن من العرب، منازلهم مما يلي دمياط. وميسار، كمحراب: مدينة. قاله العمراني، وهي غير الميشار، بالمعجمة. تذنيب: اختلف في قول امرئ القيس الذي رواه الأصمعي وأنشده:
فأتته الـوحـش واردة فتمتى النزع في يسره وفسره فقال: أراد: حيال وجهه، وقيل: تحرف لها بالنزع، وقيل: إنه حرك السين ضرورة؛ وقيل: إنه أراد اليسار، فحذف الألف، وقيل: إنه جمع يسار، ويروى: يسره، بضمتين، ويروى: يسره، بضم ففتح، جمع اليسرى. وتمتى: تمطى.
ي-س-ت-ع-ر
اليستعور، على وزن يفتعول، ولم يأت على هذا البناء غيره: ع قبل حرة المدينة، كثير العضاه موحش لا يكاد يدخله أحد، قاله رضي الدين الشاطبي. قلت: وهو قول أبي عبيدة بعينه، وأنشد قول عروة بن الورد:
أطعت الآمرين بقتل سلمـى وطاروا في البلاد اليستعورا هكذا وجدته في اللسان. وفي بعض الأصول المصححة: الآمرين بصرم حبلي، و: بلاد اليستعور، قال: أي تفرقوا حيث لا يعلم ولا يهتدى لمواضعهم. وقال ابن بري: معنى البيت أن عروة كان سبى امرأة من بني عامر يقال لها سلمى ثم تزوجها، فمكثت عنده زمانا وهو لها شديد المحبة، ثم إنها استزارته أهلها، فحملها حتى انتهى بها إليهم، فلما أراد الرجوع أبت أن ترجع معه، وأراد قومها قتله، فمنعتهم من ذلك، ثم إنه اجتمع به أخوها وابن عمها وجماعة، فشربوا خمرا و سقوه، وسألوه طلاقها فطلقها، فلما صحا ندم على ما فرط منه، ولهذا يقول يعد البيت:
سقوني الخمر ثم تكنفوني عداة الله من كذب وزور
ألا يل ليتني عاصيت طلقا وجبارا ومن لي من أمير

صفحة : 3660

طلق أخوها، وجبار ابن عمها، والأمير هو المستشار. قال المبرد: الياء من نفس الكلمة. وعبارة المعجم: فلما حصلت بين قومها قالت: اشتروني منه فإنه يرى أني لا أختار عليه أحدا؛ فسقوه الخمر ثم ساموه فيها، فقال: إن اختارتكم فقد بعتكم، فلما خيروها قالت: أما إني لا أعلم امرأة ألقت سترها على خير منك أغنى غناء وأقل فحشاء وأحمى لحقيقة، ولقد ولدت منك ما علمت، وما مر علي يوم مذ كنت عندك إلا والموت أحب إلي من الحياة فيه، إني لم أكن أشاء أن أسمع امرأة تقول: قالت أمة عروة إلا سمعته، لا والله لا أنظر إلى وجه امرأة سمعت ذلك منها أبدا، فارجع راشدا وأحسن إلى ولدك. فقال: سقوني الخمر.. إلخ، وبعده:
وقالوا لست بعد فداء سلمى بمفن ما لديك ولا فقـير ويروى: في عضاه اليستعور. قالوا وعضاه اليستعور: جبل لا يكاد يدخله أحد إلا ويرجع من خوفه. يقال: ذهب في اليستعور، أي في الباطل، نقله الصاغاني. اليستعور أيضا: الكساء الذي يجعل على عجز البعير، نقله الصاغاني. قيل: اليستعور: شجر، وبه فسر الجوهري شعر عروة، ويصنع منه المساويك، ومساويكه غاية جودة، إنقاء للثغر وتبييضا له، ومنابته بالسراة، وفيها شيء من مرارة مع لين، وهو فعللول. قال سيبويه: الياء في يستعور بمنزلة عين عضرفوط، لأن الحروف الزوائد لا تلحق بنات الأربعة أولا إلا الميم التي في الاسم المبني الذي يكون على فعله، كمدحرج وشبهه، فصار كفعل بنات الثلاثة المزيد. وفي ارتشاف الضرب لابن حيان: و يستعور يفتعول، ووزنه عند سيبويه فيعلول، وجزم ابن عصفور في الممتع بأنه فعللول، ولم يحك يفتعول. انتهى. وقيل في معنى قولهم: ذهب في اليستعور، أي في نار الله الحامية، كأنه يراد السعير، ووزنه فعللول، نقله الصاغاني هكذا. ومما يستدرك عليه: ي-ش-ر
يشر، أهمله كلهم، وقد جاء منه ميشار، كمحراب: بلدة من نواحي دنباوند، كثيرة الخيرات والشجر. ونقله ياقوت.
ي-ع-ر
اليعر: الشاة أو الجدي يشد عند زبية الذئب أو الأسد. قال البريق الهذلي وكان قد توجه قومه إلى مصر في بعث فبكى على فقدهم:
فإن أمس شيخا بالرجـيع وولـدة ويصبح قومي دون أرضهم مصر
أسائل عنهم كلمـا جـاء راكـب مقيما بأملاح كما ربط الـيعـر جعل نفسه في ضعفه وقلة حيلته كالجدي المربوط في الزبية، والرجيع والأملاح: موضعان. كاليعرة، ومنه المثل: هو أذل من اليعر. وفي حديث أم زرع: وترويه فيقة اليعرة. هي العناق. واليعر: الجدي، وبه فسر أبو عبيد قول البريق، قال الأزهري: وهكذا قال ابن الأعرابي وهو الصواب، ربط عند زبية الذئب أو لم يربط. اليعر: شجر. قال الصاغاني: يعر: جبل. قيل: د، وبه فسر السكري قول ساعدة بن العجلان:
تركتهم وظلت بجر يعـر وأنت ظننت ذو خبب معيد واليعار، كغراب: صوت الغنم، أو صوت المعزى، أو الشديد من أصوات الشاء، قال:
وأما أشجع الخنثى فولوا تيوسا بالشظي لها يعار يعرت تيعر وتيعر، كيضرب ويمنع، الفتح عن كراع، يعارا، بالضم: صاحت، وقال:
عريض أريض بات ييعر حوله وبات يسقينا بطون الثعـالـب

صفحة : 3661

هذا رجل ضاف رجلا، وله عنود ييعر حوله، يقول: فلم يذبحه لنا، وبات يسقينا لبنا مذيقا كأنه بطون الثعالب، لأن اللبن إذا أجهد مذقه اخضر. وفي الحديث: لا يجيء أحدكم بشاة لها يعار وفي آخر: بشاة تيعر، أي تصيح. وأكثر ما يقال اليعار لصوت المعز. واليعور، كصبور: شاة تبول على حالبها وتبعر فتفسد اللبن، كاليعورة. اليعور: الكثيرة اليعار، قال الجوهري: هذا الحرف هكذا جاء. قال أبو الغوث: هو البعور، بالباء يجعله مأخوذا من البعر والبول، قال الأزهري: هذا وهم، شاة يعور، إذا كانت كثيرة اليعار، وكأن الليث رأى في بعض الكتب: شاة يعور، فصحفه وجعله: شاة بعور بالباء. في المحكم: اعترض الفحل الناقة يعارة بالفتح إذا عارضها فتنوخها، أو اليعارة أن لا تضرب مع الإبل بل يقاد إليها الفحل، وذلك لكرمها. قال الراعي يصف إبلا نجائب، وأن أهلها لا يغفلون عن إكرامها ومراعاتها، وليست للنتاج فهن لا يضرب فيهن فحل إلا معارضة من غير اعتماد، فإن شاءت أطاعته وإن شاءت امتنعت منه فلا تكره على ذلك:
قلائص لا يلقحن إلا يعـارة عراضا ولا يشربن إلا غواليا قال الأزهري: قوله: يقاد إليها الفحل، محال، ومعنى بيت الراعي هذا أنه وصف نجائب لا يرسل فيها الفحل ضنا بطرقها وإبقاء لقوتها على السير، لأن لقاحها يذهب منتها. ومعنى قوله: إلا يعارة، يقول: لا تلقح إلا أن يفلت فحل من إبل أخرى فيعير فيضربها في عيرانه، وكذلك قال الطرماح في نجيبة حملت يعارة فقال:
سوف تدنيك من لميس سبنتـا ة أمارت بالبول ماء الكراض
أنضجته عشرين يوما ونيلـت حين نيلت يعارة في العراض أراد أن الفحل ضربها يعارة، فلما مضى عليها عشرون ليلة من وقت طرقها الفحل ألقت ذلك الماء الذي كانت عقدت عليه فبقيت منتها كما كانت. قال أبو الهيثم: معنى اليعارة أن الناقة إذا امتنعت على الفحل عارت منه، أي نفرت، تعار، فيعارضها الفحل في عدوها حتى ينالها فيستنيخها ويضربها. وقوله يعارة إنما يريد عائرة، فجعل يعارة اسما لها وزاد فيه الهاء، وكان حقه أن يقال عارت تعير، فقال تعار، لدخول أحد حروف الحلق فيه. ومما يستدرك عليه: في كتاب عمير بن أفصى: إن لهم الياعرة، أي ماله يعار. وفي حديث ابن عمر: مثل المنافق كالشاة الياعرة بين الغنمين قال ابن الأثير: هكذا جاء في مسند أحمد، فيحتمل أن يكون من اليعار: الصوت، ويحتمل أن يكون من المقلوب، لأن الرواية: العائرة، وهي التي تذهب كذا وكذا. واليعار، كغراب: شجرة في الصحراء تأكلها الإبل، وبه فسر حديث خزيمة: وعاد لها اليعار مجرنثما ، قاله ابن الأثير. ويعار، بالفتح، جبل لبني سليم. نقله ياقوت. واستدرك شيخنا: يعار بكسر الياء في جمع اليعر بمعنى الجدي، وقال: إنهم قالوا: ليس لهم كلمة أولها ياء مكسورة غيرها وغير يسار ويوام، وقد تقدم البحث فيه. وثبيتة ابنة يعار كغراب، الأنصارية، لها صحبة، وهي التي أعتقت سالما مولى أبي حذيفة.
ي-م-ر
اليامور، بغير همز، أهمله الجوهري و الصاغاني، وقال الليث: هو الذكر من الإبل، كذا في سائر النسخ بالباء الموحدة، وصوابه الأيل، بتشديد التحتية المكسورة. وذكر عمرو بن بحر : اليامور في باب الأوعال الجبلية والأيايل والأروى، وهو اسم لجنس منها. ومما يستدرك عليه: يامور من قرى الأنبار، نقله ياقوت.
ي-ع-م-ر


صفحة : 3662

ويستدرك عليه هنا: اليعمور، فقد ذكره الجاحظ هنا، وقال هو الجدي، والجمع اليعامير، وذكره المصنف في ع م ر ، وقد تقدم القول فيه، وحاله حال اليامور. ومما يستدرك عليه أيضا: ي-ل-ب-ر
يلبر، كينصر: اسم، وهو يلبر بن خطلغ أبو منصور الفانيذي الكرجي، سمع أبا علي بن شاذان، روى عنه إسماعيل بن السمرقندي توفي سنة 488 ذكره الذهبي في التاريخ.
ي-ن-ر
ينار، كشداد، أهمله الجوهري، وهو اسم جد حمدان بن عارم الزندي البخاري المحدث عن خلف بن هشام البزاز، قال الحافظ: فرد. وقد تقدم في ز-ن-د.
ي-ه-ر
اليهر، بالفتح ويحرك، أهمله الجوهري. وقال الصاغاني: هو الموضع الواسع، قال أبو تراب: اليهر: اللجاج والتمادي في الأمر، وقد استيهر الرجل، إذا لج وتمادى في الأمر. ووقع في التكملة واللسان وغيرهما من الأصول أن الذي بمعنى اللجاج هو اليهير كجعفر وهو المنقول عن أبي تراب. يقال: استيهرت الحمر، إذا فزعت، حكاه ثعلب، عنه أيضا: استيهر الرجل، إذا ذهب عقله، فهو مستيهر وأنشد:
يسعى ويجمع دائبا مستيهرا جدا وليس بآكل ما يجمع عن أبي تراب: استيهر الرجل: استيقن بالأمر، وأنشد الليث:
صحا العاشقون وما تقصر وقلبك في اللهو مستيهر هكذا أنشده الصاغاني وغيره هنا، كاستوهر، وهذه عن السلمي، وقد تقدم في و-ه-ر للمصنف ذكر اللغتين، وسبق لنا في ه-ى-ر كذلك. وذو يهر محركة وقد يسكن، واقتصر الصاغاني على التحريك: ملك من ملوك حمير من الأذواء. واليهير، مشدد الآخر، في ه-ى-ر ، وعن ابن الأعرابي: يقال: استيهر بإبلك واقتيل وارتجع، أي استبدل بها إبلا غيرها، واقتيل هو افتعل من المقايلة في البيع، وهي المبادلة، نقله الصاغاني وابن منظور، وقد تقدم لذلك ذكر في ه-ى-ر.