الباب الحادي عشر: باب الزاي - الفصل الثالث: فصل التاء الفوقية مع الزاي

فصل التاء الفوقية مع الزاي

ت-أ-ز
تأز الجرح، كمنع: التأم. وتأز القوم في الحرب، هكذا في سائر النسخ، وفي التكملة: في الصلح، إذا تدانوا، أي دنا بعضهم من بعض. وعير تئز، ككتف: معصوب الخلق. هذا الفصل برمته مما استدركه الصاغاني على الجوهري، ولم يذكره صاحب اللسان، وبعض معانيه سيأتي في ت-ي-ز. ولعل الصواب فيه: عير تئز، كهجف، كما سيذكر.

ت-ب-ر-ز
تبريز: قصبة أذربيجان وقد ذكر في ب-ر-ز بناء على أن تاءه زائدة، وذكره ابن دريد في الرباعي وتبعه الأزهري في التهذيب. وتبرز، كزبرج: موضع. وقد ذكر في ب-ر-ز.

ت-ر-ز
التارز: اليابس الذي لا روح فيه، وبه سمي الميت تارزا، لأنه يابس، والفعل كضرب، قال الأزهري: أجازه بعضهم، الأصل فيه ترز، مثل سمع، ترزا وتروزا: مات ويبس، قاله ابن الأعرابي، قال أبو ذؤيب الهذلي يصف ثورا وحشيا:

فكبا كما يكبو فنيق تارز      بالخبت إلا أنه هو أبرع أي سقط الثور، وأبرع: أكمل. والترز: الجوع، ليبسه، الترز: الصرع، وأصله من ترز الشيء، إذا يبس. الترز: أن تأكل الغنم حشيشا فيه الندى فيقطع أجوافها تقطيعا، نقله الصاغاني. في حديث مجاهد: لا تقوم الساعة حتى يكثر التراز ، ضبطوه، كغراب وكتاب، وهو موت الفجأة. وقال الصاغاني: هو القعاص. وترز الماء، كفرح، إذا جمد. والتروز: الغلظ واليبس والاشتداد، يقال ترز اللحم تروزا إذا صلب، وكل قوي صلب تارز. وعجينكم تارز. نقله الزمخشري. وأترزت المرأة عجينها، وأترزه العدو، أي لحم الفرس: صلبه وأيبسه. وفي المحكم: وأترز الجري لحم الدابة: صلبه، وأصله من التارز: اليابس الذي لا روح فيه، قال امرؤ القيس:

بعجلزة قد أترز الجري لحمها     كميت كأنها هرواة منـوال ثم كثر ذلك في كلامهم حتى سموا الموت تارزا، قال الشماخ:

كأن الذي يرمي من الموت تارز

صفحة : 3679

وترزت أذناب الإبل، من حد ضرب، كما ضبطه الصاغاني: ذهبت شعورها من داء أصابها، وهم إنما أجازوا الفتح في ترز بمعنى هلك، فلينظر. ومما يستدرك عليه: التارزة: الحشفة اليابسة. وقد جاء ذكره في الحديث. والتارز: القوي الصلب من كل شيء.

ت-ر-ع-ز
الترعوزي، أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وهو بالفتح نسبة إلى ترع عوز، وتذكر في حرف العين إن شاء الله تعالى.

ت-ر-م-ز
الترامز، كعلابط، أهمله الجوهري والصاغاني، وهو: الجمل الذي قد تمت قوته واشتد، أنشد أبو زيد:

إذا أردت طلب المفاوز      فاعمد لكل بازل ترامز وهذا يؤيد من يقول إن الميم زائدة لأنه من ترز، إذا صلب، فإذا صواب ذكره في ت-ر-ز. أو ما إذا اعتلف أو مضغ كما في بعض الأصول. رأيت هامته، وفي بعض الأصول: دماغه ترجف. وفي بعض الأصول: ترتفع وتسفل. وقال أبو عمرو: جمل ترامز، إذا أسن فترى هامته ترمز إذا اعتلف. وارتمز رأسه، إذا تحرك. قال أبو النجم:

شم الذرا مرتمزات الهام قلت: فإذا تاؤه زائدة، فالمناسب إيراده في رمز، ولكن ابن جني قال: ذهب أبو بكر إلى أن التاء زائدة، ولا وجه لذلك؛ لأنها موضع عين عذافر، فهذا يقضي بكونها أصلا، وليس منها اشتقاق فنقطع بزيادتها. وكأن المصنف لاحظ ما ذهب إليه ابن جني فأفرده بترجمة. وسيأتي له في ر-م-ز أيضا.

ت-ل-ز
تليزة، بفتح فمشددة مكسورة: لقب أبي القاسم الأصبهاني وابنه أبي الفتح، هذا ضبط السمعاني في أنسابه، وعن غيره بالباء الموحدة، قد تقدم. قلت: قال الحافظ: رجح ابن نقطة ما قال ابن السمعاني، وعزا الأول إلى السلفي، مع أنه ذكر عن بعض الأصبهانيين أن تليزة يلقب به من كان كبير البطن، فلا يبعد عندي أن يكون أبو الفتح لقب بذلك، وكان أبوه يلقب بالأول، فيحصل الجمع. قلت: وفاته: أبو نصر أحمد بن محمد بن أبي القاسم بن تليزة المحدث.

ت-و-ز
التوز، بالضم: الطبيعة والخلق، كالتوس، وقد أهمله الجوهري. التوز أيضا: شجر. التوز: الأصل. التوز: الخشبة يلعب بها بالكجة. توز: ع بين سميراء وفيد، نقله الصاغاني. وفي اللسان: موضع بين مكة والكوفة، وهو في المحكم هكذا وأنشد:

بين سميراء وبين توز قلت: في مختصر البلدان: هو منزل بعد فيد على جادة مكة، يقرب من سميراء ومن غضور، قال أبو المسور:

وصحبت في السير أهل توز      منزلة في القدر مثل الكوز
قليلة المأدوم والمـخـبـوز      شر لعمري من بلاد الخوز

الفقيه محمد بن مسعود الحلبي بن التوزي، نزيل حمص، محدث، لعله نسب إليه، أخذ عنه الذهبي. قلت: الصواب أنه منسوب إلى توزين، كورة بحلب، كما يأتي قريبا. والأتوز: الكريم التوز، أي الأصل. وتوزون، بالضم، لقب محمد بن إبراهيم الطبري صاحب أبي عمر الزاهد. وتوزين أو تيزين: كورة بحلب، نقله الصاغاني. قلت: وإليها نسب محمد بن مسعود السابق ذكره. فلا يحتاج إلى قوله: لعله، إلى آخره. وتاز يتوز توزا، إذا غلظ، وكذلك يتيز تيزا، قال الشاعر:

تسوى على غسن فتاز خصيلها

صفحة : 3680

أي غلظ. وتوز، كبقم: د، بفارس، قريب من كازرون، ويقال فيه: توج، بالجيم أيضا، وقد تقدم في موضعه، منه الثياب التوزية الجيدة، إليه ينسب محمد بن عبد الله اللغوي المشهور، وأبو يعلى محمد بن الصلت بن الحجاج الأسدي الكوفي، من شيوخ البخاري، وثقه الرازيان. وإبراهيم بن موسى التوزي، عن بشر بن الوليد وطبقته، وعنه أبو بكر الآجري، أبو الحسن أحمد بن علي، روى عنه جعفر السراج، التوزيون المحدثون، ذكر هؤلاء ولم يستوعبهم، مع أن شأن البحر الإحاطة. وفي الإكمال وذيله، منهم: عمر بن موسى أبو حفص البغدادي التوزي، روى عنه أبو بكر الشافعي. ومحمد بن يزداد التوزي، حدث عن يونس. وموسى بن إبراهيم التوزي، عن إسحاق بن إسرائيل. وأبو يعقوب إسحاق بن ديمهر التوزي، من شيوخ ابن المقرئ. وابن أخيه عمر بن داوود بن واجد بن ديمهر التوزي، عن عباس الدوري وطبقته. وأبو القاسم عبد الله بن محمد بن أحمد بن مخلد التوزي، عن أبي بكر السراج وآخرين. ومما يستدرك عليه: تازة: قرية من أعمال فاس، ومنها عبد الله بن فارس بن أحمد التازي الفاسي، مات بمكة سنة 894، وأبوه بمصر سنة 869، وكان يذكر بالصلاح.

ت-ي-ز
التياز، كشداد: القصير الغليظ الملزز الخلق الشديد العضل مع كثرة لحم فيها. قال القطامي يصف بكرة اقتضبها، وقد أحسن القيام عليها، إلى أن قويت وسمنت وصارت بحيث لا يقدر على ركوبها لقوتها وعزة نفسها:

فلما أن جرى سمن عليهـا      كما بطنت بالفدن السياعا
أمرت بها الرجال ليأخذوها     ونحن نظن أن لا تستطاعا
إذا التياز ذو العضلات قلنا     إليك إليك ضاق بها ذراعا

هكذا أنشده الجوهري، وقال ابن بري: وأنشد أبو عمرو الشيباني: لديك لديك عوضا من إليك إليك قال: وهو الصواب. التياز: الزراع، لغلظ فيه فمن جعله من تاز يتيز جعله فعالا ومن جعله من يتوز جعله فيعالا كالقيام والديار، من قام ودار. وتاز يتيز تيزانا: مات، هكذا في سائر النسخ، ولم أجده في أصول اللغة، ثم ظهر لي أنه قد تصحف على المصنف، إنما هو باز يبيز بالموحدة، ومعناه: هلك ومات. وقد قدمناه آنفا نقلا عن اللسان وغيره ولو ذكر بدل مات غلظ كان أصوب لأنه هو المذكور في أمهات اللغة ومنه اشتقاق التياز. وتتيز في مشيته: تقلع، قيل: ومنه التياز، لأنه يتقلع في مشيته تقلعا، وأنشد:

تيازة في مشيها فناخره

صفحة : 3681

تتيز إلى كذا: تفلت، أو الصواب فيه الموحدة. والمتايزة: المغالبة، كالتيز، بالفتح، في المشي وغيره. والتيز، كهجف: الشديد الألواح من الأعيار، وقد صحفه الصاغاني فضبطه ككتف، وذكره في الهمز وقلده المصنف هناك على عادته وقد نبهنا عليه. ومما يستدرك عليه: تاز السهم في الرمية: أي اهتز فيها. والتياز: الملزز المفاصل. وتيز، بالإمالة كإمالة النار: بلد على ساحل بحر الهند. والنسبة إليه ثغري على غير قياس، نقله الصاغاني. قلت: وهو صقع معروف يذكر مع مكران، مقابلان لعمان بينها وبين البحر. وتيزان مثال كيزان: من قرى هراة، ومن قرى أصبهان أيضا. نقله الصاغاني. قلت: ومن الأولى: الحسن بن الحسين بن عبد الله التيزاني الهروي، من شيوخ أبي سعد الماليني. وتيزين، بالكسر، من بلدان قنسرين، صار في أيام الرشيد من العواصم مع منبج، ومنها: الشمس أبو المعالي محمد بن علي بن عبد الصمد بن يوسف الحلبي الشافعي، ولد سنة 807 بتيزين، ودخل حلب وحماة ودمشق ومصر والحرمين، سمع منه السخاوي والبقاعي، مات بمصر سنة 850.