الباب الحادي عشر: باب الزاي - الفصل الرابع: فصل الجيم مع الزاي

فصل الجيم مع الزاي

ج-أ-ز
الجأز، بالتسكين: اسم الغصص في الصدر، أو الجأز إنما يكون بالماء، قال رؤبة:

يسقي العدا غيظا طويل الجأز أي طويل الغصص، لأنه ثابت في حلوقهم. الجأز، بالتحريك، المصدر، وقد جئز بالماء كفرح، يجأز جأزا: إذا غص به، فهو جئز وجئيز، على ما يطرد عليه هذا النحو في لغة قوم. كذا في اللسان. ومما يستدرك عليه: الجأز بالفتح وتشديد الزاي، من أسماء الشيطان، كذا في التهذيب.

ج-ب-ز
الجبز، بالكسر، من الرجال: الكز الغليظ، وقيل: هو البخيل، وقيل: هو الضعيف، وقيل: هو اللئيم. وقد ذكره رؤبة في شعره:

وكرز يمشي بطين الكرز     أحرد أو جعد اليدين جبز هكذا أنشده الجوهري، وقال الصاغاني: وبين مشطوريه مشطوران وهما:

لا يحذر الكي بذاك الكنز      وكل مخلاف ومكلـئز والجبيز، كأمير: الخبز الفطير، يقال: جاء بخبزته جبيزا، أي فطيرا، أو هو اليابس القفار، يقال: أكلت جبز الخبز، ككرم. عن ابن الأعرابي: جبز له من ماله جبزة: قطع له منه قطعة، كذا في اللسان. والجأبزة، بالهمزة: الفرار والسعي، وقد جأبز جأبزة. نقله الصاغاني.

ج-ر-ز
جرز يجرز جرزا: أكل أكلا وحيا، أي بسرعة. جرز: قتل، يجرزه جرزا، قال رؤبة:

حتى وقمنا كيده بالرجـز     والصقع من قاذفة وجرز فإنه أراد بالجرز القتل. قال الصاغاني: وروى أبو عمرو رجز رؤبة هكذا:
بالمشرفيات وطعن وخـز     والصقع من قاذفة وجرز قال: ويروى: والصقب. والقاذفة: المنجنيق. جرز: نخس يجرزه جرزا. وبه فسر ابن سيده بيت الشماخ الآتي ذكره قريبا. جرز: قطع يجرزه جرزا. من المجاز: الجروز كصبور: الأكول الذي إذا أكل لم يترك على المائدة شيئا، أو هو السريع الأكل من الناس؛ وكذا الإبل، والأنثى جروز أيضا، وقد جرز، ككرم، جرازة. وقال الأصمعي: ناقة جروز: إذا كانت أكولا تأكل كل شيء. يقال: أرض جرز، بضمتين وجرز، بضم فسكون مخففة عن الأول، كعسر وعسر، وجرز، بالفتح، يجوز أن يكون مصدرا وصف به، كأنها أرض ذات جرز، أي أكل للنبات، وجرز، محركة، كنهر ونهر، ومجروزة، إذا كانت لا تنبت، كأنها تأكل النبت أكلا، أو التي أكل نباتها، أو التي لم يصبها مطر، قال:

صفحة : 3682

تسر أن تلقى البلاد فلا      مجروزة نفاسة وعلا وقال الفراء في قوله تعالى: أو لم يروا أنا نسوق الماء إلى الأرض الجرز قال: أن تكون الأرض لا نبات فيها، يقال: قد جرزت الأرض فهي مجروزة، جرزها الجراد والشاء والإبل ونحو ذلك. وفي الحديث: أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم بينما يسير إذ أتى على أرض جرز مجدبة مثل الأيم التي لا نبات بها. وفي حديث الحجاج وذكر الأرض ثم قال: لتوجدن جرزا لا يبقى عليها من الحيوان أحد. وج الجرز، محركة، أجراز، كسبب وأسباب، وجمع الجرز، بالضم، جرزة، مثل جحر وجحرة، ربما يقال: أرض أجراز، كما يقال: أرضون أجراز، تقول منه: أجرزوا، كما تقول: أيبسوا، وأجرز القوم: أمحلوا. وأرض جارزة: يابسة غليظة يكتنفها رمل أو قاع والجمع جوارز. وأكثر ما يستعمل في جزائر البحر. والجرزة، محركة: الهلاك، ويقال: رماه الله بشرزة وجرزة، يريد به الهلاك. ومن أمثالهم: لم ترض شائنة إلا بجرزة. يضرب في العداوة وأن المبغض لا يرضى إلا باستئصال من يبغضه. يقال: جاء بجرزة: بالضم: الحزمة من القت ونحوه، نقله الصاغاني وزاد الزمخشري، كالجرز، أي بغير هاء. وأجرزت الناقة فهي مجرز، إذا هزلت. والجرز، بالضم وبضمتين: عمود من حديد معروف. عربي. كذا في اللسان. قلت: والمعروف أنه معرب، ج أجراز وجرزة، الأخير كعنبة. قال يعقوب: ولا تقل أجرزة وأنشد قول رؤبة:

والصقع من خابطة وجرز الجرز، بالكسر: لباس النساء من الوبر وجلود الشاء، ويقال: هو الفرو الغليظ، ج جروز. الجرز، بالتحريك: السنة الجدبة، يقال: سنة جرز، أي مجدبة، والجمع أجراز، قال الراجز:

قد جرفتهن السنون الأجراز الجرز: الجسم، قال رؤبة:

بعد اعتماد الجرز البطيش قال ابن سيده: كذا حكي في تفسيره، الجرز: صدر الإنسان أو وسطه، ومنهم من فسر قول رؤبة بأحدهما. قال ابن الأعرابي: الجرز: لحم ظهر الجمل، وأنشد للعجاج في صفة جمل سمين فضخه الحمل:

وانهم هاموم السديف الواري     عن جرز عنه وجوز عاري والجراز، كغراب: السيف القاطع، وقيل: الماضي النافذ، ويقال: سيف جراز، إذا كان مستأصلا. وذو الجراز: سيف ورقاء بن زهير، يقال: ضرب به زهير خالد بن جعفر فنبا ذو الجراز ولم يقطع. الجراز، كسحاب: نبات يظهر كالقرعة لا ورق له ثم يعظم حتى يكون كإنسان قاعد ثم يدق رأسه ويتفرق وينور نورا كالدفلى تبهج من حسنه الجبال، وهي منابته، ولا يرعى ولا ينتفع به في شيء من مرعى أو مأكل، وهو رخو مثل الدباء، يرمى بالحجر فيغيب فيه. قاله أبو حنيفة. ورجل ذو جراز: كسحاب: غليظ صلب، هكذا في النسخ، والصواب رجل ذو جرز، محركة، أي غلظ وصلابة. وإنه لذو جرز، أي قوة وخلق شديد، يكون للناس والإبل. والجارز: الشديد السعال. وأحسن منه: والجارز من السعال: الشديد، قال الشماخ يصف حمر الوحش:

يحشرجها طورا وطورا كأنها      لها بالرغامى والخياشيم جارز

صفحة : 3683

هكذا أنشدها الجوهري واستشهد الأزهري بهذا البيت على السعال خاصة وقال: الرغامى زيادة الكبد، وأراد بها الرئة، ومنها يهيج السعال. وقال ابن بري: أي يحشرجها تارة وتارة يصيح بهن كأن به جارزا وهو السعال، والرغامى: الأنف وما حوله، قال الصاغاني: والرواية: له بالرغامى، أي للحمار. من المجاز: الجارز: المرأة العاقر، شبهت بالأرض التي لا تنبت. وجرأز، كقرطق: ع بالبصرة، نقله الصاغاني، يقال: مفازة مجراز، أي مجدبة. والمجارزة: مفاكهة تشبه السباب. نقله الصاغاني. والتجارز: التشاتم والترامي به، والإساءة، يكون بالقول والفعال. وجرزان بالضم: ناحية بأرمينية الكبرى، نقله الصاغاني. يقال: طوت الحية أجرازها، إذا ترحت، أي طوت جسمها، جمع جرز، محركة، وهو الجسم، وقد تقدم، أنشد الأصمعي يصف حية:

إذا طوى أجرازه أثلاثا      فعاد بعد طرقة ثلاثا أي عاد ثلاث طرق بعد ما كان طرقة واحدة، أراد: بعد أن كان شيئا واحدا طوى نفسه فصار منطويا ثلاثة أشياء. ومما يستدرك عليه: يقال للناقة إنها لجراز الشجر، كغراب: تأكله وتكسره، ومنه قول الشاعر:

كل علنداة جراز للشجر فإنه عنى ناقة شبهها بالجراز من السيوف، أي أنها تفعل في الشجر فعل السيوف فيها. وجرزت الأرض جرزا، من حد فرح، وأجرزت: صارت جرزا، وفي بعض التفاسير: الأرض الجرز: أرض اليمن. وجرزه الزمان: اجتاحه، كما في الأساس. والجراز، كغراب: أحد سيوف النبي صلى الله عليه وسلم، ذكره أئمة السير. وقال القتيبي: الجرز: الرغيبة التي لا تنشف مطرا كثيرا. ويقال: طوى فلان أجرازه، إذا تراخى. وجرزه بالشتم: رماه به. وجرزة، بالضم: موضع من أرض اليمامة، نقله الصاغاني. وجرزوان، بضم الجيم والزاي، مدينة من أعمال جوزجان، معرب كرزوان. والجرز محركة: فصوص المفاصل، نقله الصاغاني. وإسماعيل بن إبراهيم الجرزي الجرجاني، عن مسلم بن إبراهيم وغيره هكذا ضبطه الحافظ بالفتح. وجرزة الهواء، بالكسر: قرية بمصر بالصعيد الأدنى، وقد رأيتها.

ج-ر-ب-ز
جربز الرجل: ذهب أو انقبض. قال الصاغاني: جربز: سقط. قلت: وكأنه لغة في جرمز، بالميم. والجربز، بالضم، أي كقنفذ: الخب الخبيث من الرجال، وهو دخيل، معرب كربز ويقال القربز أيضا. والمصدر الجربزة، يقال: رجل جربز بين الجربزة، أي خب خبيث. ومما يستدرك عليه:

ج-ر-ه-ز
الجراهزة: بطن من العرب منازلهم وادي رمع، منهم الفقيه الصالح أبو الربيع سليمان بن عبد الله الجرهزي الشافعي، حدث عن السيد يحيى بن عمر الزبيدي وغيره، وولده الفقيه الصالح العلامة عبد الله بن سليمان، حدث عن يحيى بن عمر، وعن مشايخنا عبد الخالق بن أبي بكر ومحمد بن علاء الدين المزجاجيين، وتولى الإفتاء بزبيد بعد شيخنا الفقيه سعيد بن محمد الكبودي، والشرف عبد الرحيم بن عبد الكريم بن نصر الله الجرهزيين بالكسر، نسبة إلى جره مدينة بفارس من أعمال شيراز، حدث هو وآل بيته، وهو جد الإمام المحدث نعمة الله بن محمد بن عبد الرحيم.

ج-ر-ف-ز
الجرافز، كعلابط: الضخم العظيم، أهمله الجوهري وصاحب اللسان، ونقله الصاغاني.

ج-ر-م-ز

صفحة : 3684

جرمز واجرمز: انقبض واجتمع بعضه إلى بعض، كاجرنمز. والمجرنمز: المجتمع. قال الأزهري: وإذا أدغمت النون في الميم قلت مجرمز. وجرمز الشيء واجرنمز، أي اجتمع إلى ناحية، وفي حديث عيسى بن عمر: أقبلت مجرمزا حتى اقعنبيت بين يدي الحسن، أي تجمعت وانقبضت، والاقعنباء: الجلوس. جرمز الرجل: نكص، وفي حديث الشعبي وقد بلغه عن عكرمة فتيا في طلاق فقال: جرمز مولى ابن عباس. أي نكص عن الجواب وفر منه، وانقبض عنه. والجرامز، هكذا في النسخ، والصواب: الجراميز: قوائم الوحشي وجسده. قال أمية بن أبي عائذ الهذلي يصف حمارا:

أو اسحم حام جراميزه      حزابية حيدى بالدحال وإذا قلت للثور: ضم جراميزه، فهي قوائمه، والفعل منه اجرمز، إذا انقبض في الكناس، قال الشاعر:

مجرمزا كضجعة المأسور الجراميز أيضا: بدن الإنسان جملة، وبه فسر حديث عمر رضي الله عنه: ? أنه كان يجمع جراميزه ويثب على الفرس ، وقيل: المراد به اليدان والرجلان؛ ويقال: رماه بجراميزه، أي بنفسه. وقال أبو زيد: رمى فلان الأرض بجراميزه وأرواقه، إذا رمى بنفسه. ويقال: جمع جراميزه، إذا انقبض ليثب، يقال: أخذه بجراميزه وحذافيره، أي أجمع. وتجرمز عليهم: سقط، وتجرمز الليل: ذهب، قال الراجز:

لما رأيت الليل قد تجرمزا       ولم أجد عما أمامي مأرزا هكذا أنشده الجوهري ، وقال الصاغاني: والرواية: لما رأين، أي المطايا، والرجز لمنظور بن حبة الأسدي وقبله:

حادي المطايا خاف أن تلمزا كاجرمز، أي ذهب. والجرموز، بالضم: حوض متخذ في قاع أو روضة، مرتفع الأعضاد فيسيل منه الماء ثم يفرغ بعد ذلك، قاله الليث. أو الجرموز: حوض صغير، جمعه الجراميز، قال أبو محمد الفقعسي:

كأنها والعهد مذ أقـياظ      أس جراميز على وجاذ أي كأن الأثافي مثل أس أحواض على وجاذ، لنقر في الجبل تمسك الماء. قيل: الجرموز: البيت الصغير، والجرموز: الذكر من أولاد الذئب، نقله الصاغاني هكذا، وفي بعض النسخ: الأرانب، بدل الذئب. الجرموز: الركية، نقله الصاغاني. وبنو جرموز: بطن من العرب، قال ابن دريد: ويقال لهم الجراميز، وأنشد: قل للمهلب إن نابتك نائبة فادع الأشاقر وانهض بالجراميز

صفحة : 3685

قلت: وهم من ولد الحارث بن مالك بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد. وعمرو بن جرموز التميمي، ، قاتل الزبير بن العوام، حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم، رضي الله تعالى عنه. روى أبو داوود عن النضر قال: قال المنتجع: يعجبهم كل عام مجرمز الأول، يقال: عام مجرمز الأول، إذا لم يعجل بالمطر في أوله ثم يجتمع الماء في وسطه. وأخصر منه: عام مجرمز: ليس في أوله مطر، ولكنه قلد الصاغاني فيما أورده وخالفه في قوله ثم يجتمع الماء. فإن نصه: ثم يجتمع المطر. ومما يستدرك عليه: قال: ضم فلان إليه جراميزه، إذا رفع ما انتشر من ثيابه ثم مضى. وتجرمز، إذا اجتمع. وجرمز الرجل: أخطأ في الجواب. والجرماز، بالكسر: بناء عظيم كان عند أبيض المدائن، وقد عفا أثره. وهجرة بني جرموز: قرية كبيرة باليمن، إليها ينسب الشريف المطهر بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن المنتصر أبو علي الجرموزي الحسني، وأول من انتقل منهم إليها جده محمد بن المنتصر المذكور، توفي سنة 1077 بعهيمة وهو عامل بها: وهو بيت كبير باليمن. وله عشرة أولاد نجباء شعراء: محمد، وعلي، وعبد الله، والقاسم، وجعفر، وفخر الدين إسماعيل. أما الحسن بن المطهر الجرموزي فمن مشايخه القاضي شمس الدين أحمد بن سعد الدين الميسوري، والقاضي عبد الواسع بن عبد الرحمن القلعي، وهو شيخ أمير المؤمنين المؤيد بالله محمد بن إسماعيل، ولد سنة 1075 وتوفي سنة 1101، وقد تكفل بأخبارهم كتاب: قلائد الجوهر في أنباء آل المطهر. الذي ألفه الفقيه الأديب علم الدين قاسم بن أحمد الخالدي. فراجعه.

ج-ز-ز
جز الصوف والشعر والحشيش والنخل والزرع يجزه جزا وجزة بالفتح فيهما، وجزة حسنة، بالكسر، هذه عن اللحياني، فهو مجزوز وجزيز: قطعه، كاجتزه، وخص ابن دريد به الصوف والنخل، ذكره ابن سيده. والزرع ذكره الزمخشري. أنشد ثعلب والكسائي ليزيد بن الطثرية:

فقلت لصاحبي لا تحبسنـا       بنزع أصوله واجتز شيحا ويروى: واجدز؛ وهكذا أنشده الجوهري له، وذكره ابن سيده ولم ينسبه لأحد بل قال: وأنشد ثعلب، قال ابن بري: ليس هو ليزيد، زاد الصاغاني: وليس ليزيد على الحاء المفتوحة شعر، وإنما هو لمضرس بن ربعي الأسدي، وقبله:

وفتيان شويت لهـم شـواء      سريع الشي كنت به نجيحا
فطرت بمنصل في يعملات      دوامي الأيد يخبطن السريحا
فقلت لصاحبي لا تحبسـنـا    بنزع أصوله واجتز شيحـا

قال ابن بري: والبيت كذا في شعره. والمنصل: السيف، واليعملات: النوق؛ والسريح: خرق أو جلود تشد على أخفافها إذا دميت؛ يقول: لا تحبسنا عن شي اللحم بقلع أصول الشجر بل خذ ما تيسر من قضبانه وعيدانه وأسرع لنا في شيه، وزاد الصاغاني: والرواية لحاطبي. قال ابن بري: ويروى لا تحبسانا، والعرب ربما خاطبت الواحد بلفظ الاثنين، كما قال سويد بن كراع العكلي:

وإن تزجراني يا ابن عفان أنزجر      وإن تدعاني أحم عرضا ممنعـا جز النخل: حان أن يجز، أي يقطع ثمره ويصرم كأجز. قال طرفة:

أنتم نخل نطيف بـه    فإذا ما جز نجترمه

صفحة : 3686

ويروى: فإذا أجز. وكذلك البر والغنم. جز التمر يجز، بالكسر، جزوزا، بالضم: يبس، كأجز، ويقال: تمر فيه جزوز، أي يبس. والجزز، محركة، والجزاز والجزازة بضمهما، والجزة، بالكسر: ما جز منه، أو هي، أي الجزة: صوف نعجة أو كبش إذا جز فلم يخالطه غيره، قاله أبو حاتم، أو صوف شاة في السنة، ومنه قولهم: أعطني جزة أو جزتين، فتعطيه صوف شاة أو شاتين... أو الصوف الذي لم يستعمل بعد ما جز، وبه فسروا حديث حماد في الصوم: وإن دخل حلقك جزة فلا تضرك ج جزز، وجزائز، عن اللحياني، وهو كما قالوا: ضرة وضرائر، ولا تحفل باختلاف الحركتين. والجزوز، بغير هاء: الذي يجز، عن ثعلب. الجزوز أيضا: التي تجز، كالجزوزة، قال ثعلب: ما كان من هذا الضرب اسما فإنه لا يقال إلا بالهاء، كالحلوبة والركوبة والعلوفة، أي هي مما تجز. وأما اللحياني فقال: إن هذا الضرب من الأسماء يقال بالهاء وبغير الهاء. قال: وجمع ذلك كله على فعل وفعائل. قال ابن سيده: وعندي أن فعلا إنما هو لما كان من هذا الضرب بغير هاء، كركوب وركب، وأن فعائل إنما هو لما كان بالهاء، كركوبة وركائب. وأجز القوم: حان جزاز غنمهم، والجزاز: حين تجز الغنم، أجز الرجل: جعل له جزة الشاة. وأجز الشيخ: حان له أن يجز، أي يموت، لم أجد هذا في الأصول التي عليها مدار نقل المصنف، ثم ظهر لي بعد تأمل شديد أنه تصحف عليه، وصوابه: وأجز الشيح، بكسر الشين والحاء المهملة: حان له أن يجز كما هو في سائر أمهات الفن، فصحف المصنف وجعل الشيح شيخا، وإن كان له سلف فيما نقل عنه فيكون ما ذكره من المجاز، فإن الجزاز، كما يأتي، إنما يستعمل في جزاز الغنم ونحوه وفي الحاد ونحوه، فإنما يراد به الموت بضرب من التشبيه، فتأمل. والجزاز، كسحاب وكتاب، الفتح عن اللحياني: حين تجز الغنم، وهو أيضا بلغتيه: الحصاد، وعصف الزرع. قال الليث: الجزاز كالحصاد واقع على الحين والأوان، يقال: أجز النخل وأحصد البر. وقال الفراء: جاءنا وقت الجزاز والجزاز، أي زمن الحصاد وصرام النخل. الجزاز، بالضم: ما فضل من الأديم وسقط منه إذا قطع، واحدته جزازة. الجزاز من كل شيء: ما اجتززته، سواء كان صوفا أو غيره، واحدته جزازة. وجز: ة، بأصبهان، معرب كز، يقال: مضى جز من الليل، أي قطعة منه، وقال الصاغاني: أي نصفه. ومجزز بن الأعور بن جعدة الكناني المدلجي القائف، ابنه علقمة ين مجزز، كمحدث وضبطه ابن عيينة كمعظم، صحابيان، وابنه الثاني وقاص بن مجزز له صحبة أيضا، وقتل في غزوة ذي قرد، ذكره ابن هشام ففي كلام المصنف مع قصوره نظر. قال الحافظ: ومات علقمة في عهد عمر، ومن ولده عبد الله وعبيد الله ابنا عبد الملك بن عبد الرحمن بن علقمة، كانا ممدوحين، قاله ابن الكلبي. ويقال للحياني، أي الضخم اللحية: كأنه عاض على جزة، أي على صوف شاة جزت. في الصحاح: الجزيزة خصلة من صوف، كالجزجزة، بالكسر، وهي عهنة تعلق في الهودج، قال الراجز:

كالقر ناست فوقه الجزائز وقيل: الجزجزة: خصلة من صوف تشد بخيوط يزين بها الهودج، والجزاجز: خصل العهن، والصوف المصبوغة تعلق على هوادج الظعائن يوم الظعن، وهي الثكن والجزائز، قال الشماخ:

هوادج مشدود عليها الجزائز وقيل: الجزيز: ضرب من الخرز يزين به جواري الأعراب شبيه بالجزع، وقيل هو عهن كان يتخذ مكان الخلاخيل. قال النابغة يصف نساء شمرن عن أسوقهن حتى بدت خلاخيلهن:

صفحة : 3687

خرز الجزيز من الخدام خوارج من فرج كل وصـيلة وإزار والجزاجز، بالفتح: المذاكير، عن ابن الأعرابي، وأنشد:

ومرقصة كففت الخيل عنهـا     وقد همت بإلقـاء الـزمـام
فقلت لها ارفعي منها وسيري    وقد لحق الجزاجز بالحـزام

قال ثعلب: أي قلت لها سيري    وكوني آمنة، وقد كان لحق الحزام بثيل البعير من شدة سيرها، هكذا روي عنه. وجزة، بالفتح: اسم أرض يخرج منها الدجال فيما يروى، كذا نقله الصاغاني وقلده المصنف ولم يحلها، وهي قرية بأصبهان؛ كان أبو حاتم الرازي الحنظلي يقول: نحن من أصبهان من قرية جز. وجزة أيضا: ناحية بخراسان، فارسي معرب، كان بها وقعة لأسيد بن عبد الله مع خاقان. واستجز البر، أي استحصد. ومما يستدرك عليه: الجزز، محركة: الصوف لم يستعمل بعدما جز، تقول: صوف جزز، ويقال: جززت الكبش والنعجة، ويقال في العنز والتيس: حلقتهما. والمجز، بالكسر: ما يجز به. وجز النخلة يجزها جزا وجزازا، وجزازا: عن اللحياني: صرمها. وأجز القوم: أجز زرعهم. واجتززت الشيح وغيره واجدززته: إذا جززته. ويقال: عليه جزة من مال، كقولك ضرة من مال. وتقول: عندي بطاقات وجزازات، وهي الوريقات التي تعلق فيها الفوائد، وهو مجاز. وفي المثل: ما هكذا يجز الظهر. ويقال: ما أعرفني من أين يجز الظهر. وجزجز، بالضم: من جبالهم، فيها بئر عادية. وجزاي، بكسر الجيم وتشديد الزاي المفتوحة: قرية من الجيزة، وقد دخلتها. وجز بن بكر، بالفتح، جد محمد بن مروان بن ثوبان بن عبد الرحمن، المحدث، من شيوخ ابن عفير، وجده بكر دخل الشام مع أبي عبيدة.

ج-ع-ز
الجعز، كالجأز بالهمز، إلى آخره وهو الغصص. جعز جعزا كجئز: غص. أهمله الجوهري وذكره صاحب اللسان ولم يعزه. ونقله الصاغاني عن ابن دريد، وقال: كأنهم أبدلوا من الهمز عينا. وحبا جعيزان: نبت.

ج-ف-ز
الجفز: السرعة في المشي، يمانية، أهمله الجوهري، وقال صاحب اللسان: حكاها ابن دريد قال: ولا أدري ما صحتها، واقتصر الصاغاني على قوله: السرعة، ولم يزد شيئا.

ج-ل-ز
الجلز: الطي واللي، والمد، هكذا في سائر النسخ. وصوابه: العقد، ففي اللسان: وكل عقد عقدته حتى يستدير فقد جلزته. والجلز: النزع في القوس، كالتجليز، جلزه يجلزه، بالكسر، جلزا. الجلز: العقب المشدود في طرف السوط الأصبحي، كالجلاز، ككتاب، وفي كل شيء يلوى على شيء ففعله الجلز واسمه الجلاز. الجلز: حزم مقبض السكين وغيره، كالسوط، وشده بعلباء البعير، وكذلك التجليز، واسم ذلك العلباء الجلاز، بالكسر، ومن ذلك قولهم: ما أعطاه جلاز سوط. قال الزمخشري: وهو ما يجلز به، أي يعصب، من عقب وغيره. الجلز: معظم السوط، هكذا هو في النسخ، والذي في اللسان: جلز السنان: أعلاه، وقيل: معظمه، قيل: هو الحلقة المستديرة في أسفل السنان؛ ويقال لأغلظ السنان جلز. الجلز: الذهاب في الأرض مسرعا، كالجليز، كأمير، والتجليز، هذه عن أبي عمرو، وأنشد لمرداس الدبيري:

ثم سعى في إثرها وجلزا الجلز: مقبض السوط سمي باسم ما يجلز به. والجلائز: عقبات تلوى على كل موضع من القوس، واحدها جلاز وجلازة، بكسرهما، قال الشماخ:

مدل بزرق لا يداوي رمـيهـا      وصفراء من نبع عليها الجلائز

صفحة : 3688

ولا تكون الجلائز إلا من غير عيب. وقيل الجلاز أعم من الجلازة، ألا ترى أن العصابة اسم التي للرأس خاصة، وكل شيء يعصب به شيء فهو العصاب. إذا كان الرجل معصوب الخلق واللحم قيل: رجل مجلوز اللحم والخلق، ومنه اشتق ناقة جلس، السين بدل من الزاي، وهي الوثيقة الخلق. من المجاز: رجل مجلوز الرأي، أي محكمه، نقله الصاغاني. والجلواز، بالكسر: الشرطي، أو هو الثؤرور، ج الجلاوزة، وجلوزتهم: شدة سعيهم بين يدي الأمير، قاله الزمخشري، وفي سجعاته: المراوزة أكثرهم جلاوزة. والجلوز، كسنور: البندق، عربي حكاه سيبويه. ونقل الأزهري في ترجمة شكر: والجلوز: نبت له حب إلى الطول ما هو، ويؤكل مخه، شبه الفستق، وقال صاحب المنهاج: جلوز هو حب الصنوبر الكبار. الجلوز أيضا: الضخم الشجاع من الرجال. ومجلز، كمنبر: فرس عمرو بن لأي التيمي، نقله الصاغاني، وفي بعض النسخ عمرو بن لؤي، والأول أصح. وأبو مجلز، وكان أبو عبيد يقوله بفتح الميم وكسر اللام، ونسبه ابن السكيت إلى العامة. وهو مشتق من جلز السوط، وهو مقبضه، أو من جلز السنان، وهو أغلظه، لاحق بن حميد، تابعي مشهور. والجلئز، كزبرج: المرأة القصيرة، قاله الفراء، وأنشد أبو ثروان:

فوق الطويلة والقصيرة شبرها     لا جلـئز كـنـد ولا قـيدود قال: هي الفنئل أيضا. يقال: جلز تجليزا: أغرق في نزع القوس حتى بلغ النصل، قال عدي:

أبلغ أبا قابوس إذ جلز الن     زع ولم يوجد لخطبي سر جلز تجليزا: ذهب مسرعا، قاله أبو عمرو، وقد تقدم ذلك بعينه، فهو تكرار. والجلوزة: الخفة في الذهاب والمجيء بين يدي العامل، وبه سميت الجلاوزة، وقد تقدم. ومما يستدرك عليه: جلز رأسه بردائه جلزا: عصبه، قال النابغة:

يحث الحداة جالزا بردائه أراد: جالزا رأسه بردائه. وجلز السنان: أعلاه، وقيل: معظمه، وقيل: أغلظه. وقرض مجلوز: يجزى به مرة ولا يجزى به أخرى، وهو من الذهاب، قال المتنخل الهذلي:

هل أجزينكما يوما بقرضـكـمـا     والقرض بالقرض مجزي ومجلوز وقال النضر: جلزت الشيء إلى الشيء، إذا ضممته إليه، وأنشد:

قضيت حويجة وجلزت أخرى      كما جلز الفشاغ على الغصون الفشاغ: نبت يتفشغ على الشجر: أي يلتوي عليه. وقد سموا جلازة، بالكسر، وجالزا ومجلزا. وجلاز السوط، بالكسر: سير يشد في طرفه. وجلز على هذا الأمر نفسه، أي ربط له جأشه. والجلأز، كجعفر: الشيطان. واجلأز، أي أشرأب، وهذه الثلاثة الأخيرة عن الصاغاني.

ج-ل-ب-ز
الجلبز، كعلبط، أهمله الجوهري، وقال ابن دريد: هو الصلب الشديد من الرجال، ونقل صاحب اللسان والصاغاني عن ابن دريد: رجل جلبز وجلابز، أي كجعفر وعلابط: صلب شديد. وقد تصحف على المصنف. فلينظر.

ج-ل-ح-ز
الجلحز، كجعفر، أهمله الجوهري. كذلك الجلحاز، مثل قرطاس، وقال ابن دريد: الجلحز والجلحاز: الضيق البخيل من الرجال، قال الأزهري: هذا الحرف في كتاب الجمهرة لابن دريد مع حروف غيره لم أجد أكثرها لأحد من الثقات ويجب الفحص عنها، فما وجد لإمام موثوق به ألحق بالرباعي وإلا فليحذر منها.

ج-ل-ف-ز
الجلفزيز: العجوز المتشنجة وهي مع ذلك عمول، أو التي أسنت وفيها بقية وكذلك الناقة، وأنشد ابن السكيت يصف امرأة أسنت وهي مع سنها ضعيفة العقل:

صفحة : 3689

السن من جلفزيز عوزم خلـق      والحلم حلم صبي يمرث الودعه الجلفزيز من الناب: الهرمة الحمول العمول. من أسماء الداهية: الجلفزيز، قال:

إني أرى سوداء جلفزيزا الجلفزيز: الثقيل، عن السيرافي. الجلفزيز: الناقة الصلبة الغليظة الشديدة، كالجلفز، كجعفر. والجلفز والجلافز: الصلب الشديد من كل شيء، وكذلك الجلبز والجلابز، كما تقدم عن ابن دريد. ومما يستدرك عليه: يقال: جعلها الله الجلفزيز، إذا صرم أمره وقطعه، هذا نص اللسان، وقال الصاغاني: يقال للأمر إذا قطع وصرم: جعلها والله الجلفزيز.

ج-ل-م-ز
الجلمزيز من النوق: الجلفزيز، نقله الصاغاني، وقد أهمله الجوهري وصاحب اللسان.

ج-ل-ن-ز
جمل جلنزى، أهمله الجوهري. وقال ابن الأعرابي: يقال: جمل جلنزى وبلنزى مثال ذلك دلنظى وعلندى: غليظ شديد، نقله ابن منظور والصاغاني.

ج-ل-ه-ز
الجلهزة: إغضاؤك عن الشيء وكتمك له وأنت عالم به، أهمله الجوهري. ونقله الصاغاني عن ابن دريد.

ج-م-ز
جمز الإنسان والبعير وغيره يجمز جمزا، بالفتح، وجمزى، محركة مقصورا، كذا في النسخ، وفي بعض الأصول: بالتحريك من غير ألف القصر، وهو عدو دون الحضر الشديد وفوق العنق. وبعير جماز، كشداد، منه. وفي حديث ماعز: فلما أذلقته الحجارة جمز، أي أسرع هاربا من القتل. وكذا حديث عبد الله بن جعفر: ما كان إلا الجمز. يعني السير بالجنائز. وناقة جمازة، تعدو الجمزى. جمز الرجل في الأرض جمزا: ذهب، عن كراع. وحمار جماز: وثاب، وزنا ومعنى. حمار جمزى، محركة: وثاب سريع، قال أمية بن أبي عائذ الهذلي:

كأني ورحلي إذا رعتـهـا     على جمزى جازئ بالرمال
وأصحم حـام جـرامـيزه     حزابية حيدى بـالـدحـال

شبه ناقته بحمار وحش. ووصفه بجمزى وهو السريع، وتقديره: على حمار جمزى. قال الكسائي: الناقة تعدو الجمزى وكذلك الفرس، وحيدى بالدحال خطأ، لأن فعلى لا يكون إلا للمؤنث، قال الأصمعي: لم أسمع بفعلى في صفة المذكر إلا في هذا البيت، يعني أن جمزى وبشكى وزلجى ومرطى وما جاء على هذا الباب لا يكون إلا من صفة الناقة دون الجمل، قال: ورواه ابن الأعرابي لنا: حيد بالدحال، يريد عن الدحال. قال الأزهري: ومخرج من رواه جمزى: على عير ذي جمزى، أي ذي مشية جمزى، وهو كقولهم: ناقة وكرى أي ذات مشية وكرى. فإذا عرفت ذلك فاعلم أن قول شيخنا ردا على الأصمعي فيه قصور. والجمازة بالضم كما حققه ابن الأثير وغيره وظاهر إطلاق المصنف يقتضي أن يكون بالفتح وليس كذلك، وهي دراعة من صوف، وبه فسر الحديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ فضاق عن يديه كما جمازة كانت عليه فأخرج يديه من تحتهما . وأنشد ابن الأعرابي:

يكفيك من طاق كثير الأثمان       جمازة شمر منها الكمـان وقال أبو وجزة: دلنظى يزل القطر عن صهواته هو الليث في الجمازة المتورد

صفحة : 3690

الجمازة، بالفتح: فرس عبد الله بن حنتم، نقله الصاغاني، وهو أكرم خيول العرب. والجمزة، بالضم: الكتلة من التمر والأقط ونحو ذلك، والجمع جمز، الجمزة: برعوم النبت الذي فيه الحبة، عن كراع، كالقمزة. عن ابن الأعرابي: الجمز، بالفتح: الاستهزاء. قال ابن دريد: الجمز: ما بقي في الفحال من أصل عرجون النخل. ونص ابن دريد: من أصل الطلعة إذا قطعت، ويضم، هكذا ضبطه الصاغاني بالفتح والضم معا، ج جموز. ورجل جميز الفؤاد: ذكيه. قلت: لعله جمير الفؤاد بالراء كما تقدم للمصنف في موضعه، فإني لم أر أحدا من الأئمة تعرض له هنا. والجميز، كقبيط، والجميزى، بالألف المقصورة: التين الذكر يكون بالغور، وهو حلو، وهو الأصفر منه، والأسود يدمي الفم. هو ألوان مختلفة، وهو موجود بالكثرة في أرض الشام ومصر، الواحدة جميزة. والمجمز، كمحدث: الذي يركب الجمازة، وهي الناقة أو الجماز، قال الراجز:

أنا النجاشي علـى جـمـاز     حاد ابن حسان عن ارتجازي ومن سجعات الأساس: إذا ركبت الجمازة، فلا تنس الجنازة. ومما يستدرك عليه: الجمزان، كعثمان: ضرب من التمر، كذا في اللسان. ومحمد بن عبد الله بن جماز شاعر، نقله الصاغاني. قلت: وذكر غير واحد أنه محمد بن عبد الله بن حماد بن عطاء البصري، وجماز لقبه، لأنه كان يركب الجمازة وهي من آلات المحامل، قاله الحافظ، وهو أحد الشعراء والندماء، سمع أبا عبيدة اللغوي. وبضم فتشديد: الإمام أبو الحسن علي بن هبة الله ابن بنت الجميزي نسبة إلى بيع الجميز، مشهور. وعبد العزيز بن أبي القاسم الشافعي يعرف بابن الجميزي درس بالإسكندرية، مات سنة 631، ذكره منصور بن سليم. ودرب الجماميز إحدى محال مصر حرسها الله تعالى وسائر بلاد المسلمين. وجمز، بالفتح: ماء بين اليمامة واليمن، نقله الصاغاني. قلت: وهو عند حبوتن، اسم ناحية من نواحي اليمامة، قاله نصر. والحارث أبو جميز، كقبيط: صاحب النوادر والمزاح، هكذا صوبه المصنف في ج-م-ن بالزاي وأنشد لأبي بكر بن مقسم ما يشهد له على ذلك. والمحدثون ضبطوه بالنون في آخره.

ج-ن-ز
جنزه يجنزه جنزا: ستره. وجنزه جنزا: جمعه، وكذلك جنزه تجنيزا، نقله الصاغاني، ويقولون: جنز الرجل فهو مجنوز، إذا جمع. والجنازة، بالكسر: الميت، ويفتح، قال ابن دريد: زعم قوم أن اشتقاقه من الجنز بمعنى الستر، قال ابن سيده: ولا أدري ما صحته وقد قيل: هو نبطي. أو الجنازة، بالكسر: الإنسان الميت، وبالفتح: السرير أو عكسه، أي بالكسر: السرير، وبالفتح: الميت، أو بالكسر: السرير مع الميت أو الميت بسريره. وقال الفارسي: لا يسمى جنازة حتى يكون عليه ميت، وإلا فهو سرير أو نعش، وأنشد للشماخ:

إذا أنبض الرامون فيها ترنمت     ترنم ثكلى أوجعتها الجنـائز قال الليث: وقد جرى في أفواه الناس جنازة، بالفتح، والنحارير ينكرونه. وقال الأصمعي الجنازة، بالكسر: هو الميت نفسه، والعوام يقولون إنه السرير، تقول العرب: تركته جنازة، أي ميتا. وقال النضر: الجنازة هو الرجل، أو السرير مع الرجل. وقال عبد الله بن الحسن: سميت الجنازة، لأن الثياب تجمع والرجل على السرير. قال: وجنزوا، أي جمعوا. وقال ابن شميل: ضرب الرجل حتى ترك جنازة. قال الكميت يذكر النبي صلى الله عليه وسلم حيا وميتا:

كان ميتا جنازة خير ميت      غيبته حفـائر الأقـوام الجنازة: كل ما ثقل على قوم واغتموا به، قاله الليث، وأنشد لصخر بن عمرو بن الشريد:

صفحة : 3691

وما كنت أخشى أن أكون جنازة     عليك ومن يغتر بالـحـدثـان الجنازة: المريض، نقله الصاغاني. من المجاز: الجنازة: زق الخمر، استعاره بعض مجان العرب له، وهو عمرو بن قعاس فقال:

وكنت إذا أرى زقا مريضا      يناح على جنازته بكـيت والجنز، بالفتح: البيت الصغير من الطين، يمانية، قاله ابن دريد. وجنزة: أعظم بلد بأران، وهي بين شروان وأذربيجان، وهو معرب كنجه، قاله الصاغاني. قلت: بينه وبين برذعة ستة عشر فرسخا. جنزة أيضا: ة بأصبهان. من إحداهما، والصواب من الأولى: أبو الفضل إسماعيل الجنزوي، ويقال فيه أيضا، الجنزي، وهو الشروطي المحدث بدمشق. ومنه أيضا الفقيه مسدد بن محمد الجنزي شيخ السلفي. وعمر بن عثمان بن شعيب الجنزي شيخ أبي المظفر السمعاني، مات بمرو، سنة 550. وأمين الملك الحسين بن محمد بن الحسين الجنزي، سمع عبد الوهاب ابن منده. وإبراهيم بن محمد الجنزي، قال الدارقطني: كان يكتب معنا الحديث. وأبو سعيد محمد بن يحيى بن منصور الجنزي نزيل نيسابور تلميذ الغزالي، روى عنه ابن عساكر وابن السمعاني مات سنة 549 فهؤلاء من البلد الذي بأران. وأما التي بأصفهان فمنها: أحمد بن محمد بن أحمد بن أحمد الجنزي الأصبهاني سمع سنن النسائي، عن الدوني، قال ابن نقطة: رأيته بأصفهان. وابنه عبد الوهاب سمع من أصحاب الحداد، وكان ثقة. ويزيد بن عمر بن جنزة، هكذا نص الصاغاني، وصوابه عمرو بن جنزة المدائني الجنزي، محدث بغدادي، روى عن المقدمي، وعنه عباس الدوري. والتجنيز في قول الحسن البصري: وضع الميت على السرير. ذكروا أن النوار لما احتضرت أوصت أن يصلي عليها الحسن، فقيل له في ذلك، فقال: إذا جنزتموها فآذنوني. ومما يستدرك عليه: تقول العرب إذا أخبرت عن موت إنسان: رمي في جنازته؛ لأن الجنازة تصير مرميا فيها. والمراد بالرمي: الحمل والوضع. ويقولون أيضا: طعن في جنازته، أي مات. وجنزرود: من نواحي نيسابور وهي مركبة، قال الصاغاني. قلت: وهي كنجرود. والجنائزي: من يقرأ أمام الموتى، منهم: محمد بن محمد بن المأمون الجنائزي، حدث عن السلفي. وأبو علي الجنائزي. قال الأمير: لم يقع لي اسمه، وروى عن محمد بن إبراهيم البوشنجي. وسعيد بن أحمد بن عبد العزيز الجنائزي، كان يسكن في مكان يقال له مسجد الجنائز، روى عن مسعود بن الفاخور وغيره، قاله الحافظ.

ج-و-ز
جاز الموضع والطريق جوزا، بالفتح، وجؤوزا، كقعود، وجوازا ومجازا، بفتحهما. وجاز به وجاوزه جوازا، بالكسر: سار فيه وسلكه، أجازه: خلفه وقطعه. كذلك أجاز غيره وجاوزه، هكذا في النسخ، وصوابه وجازه، والمعنى ساره وخلفه، قال الأصمعي: جزت الموضع: سرت فيه، وأجزته: خلفته وقطعته، وأجزته: أنفذته، قال امرؤ القيس:

فلما أجزنا ساحة الحي وانتحى    بنا بطن خبت ذي قفاف عقنقل وقال الراجز:

خلوا الطريق عن أبي سياره      حتى يجيز سالما حـمـاره وقال أوس بن مغراء:

ولا يريمون في التعريف موضعهم    حتى يقال أجيزوا آل صفـوانـا

صفحة : 3692

يمدحهم بأنهم يجيزون الحاج، يعني: أنفذوهم. وجاوزت الموضع جوازا، بمعنى جزته. وفي حديث الصراط: فأكون أنا وأمتي أول من يجيز عليه قال: يجيز لغة في يجوز؛ جاز وأجاز بمعنى، ومنه حديث المسعى: لا تجيزوا البطحاء الأشد . ويقال: جاوزه، وجاوز به: إذا خلفه، وفي التنزيل: وجاوزنا ببني إسرائيل البحر . الاجتياز: السلوك، والمجتاز: السالك، والمجتاز: مجتاب الطريق، ومجيزه، والمجتاز أيضا: الذي يحب النجاء، عن ابن الأعرابي، وأنشد:

ثم انشمرت عليها خائفا وجـلا      والخائف الوجل المجتاز ينشمر والجواز، كسحاب، ولا يخفى أن قوله كسحاب مستدرك، لأن اصطلاحه يقتضي الفتح: صك المسافر، جمعه أجوزة، يقال: خذوا أجوزتكم، أي صكوك المسافرين لئلا يتعرض لكم، كما في الأساس. الجواز: الماء الذي يسقاه المال من الماشية والحرث ونحوه. وقد استجزته فأجاز، إذا سقى أرضك أو ماشيتك، وهو مجاز، قال القطامي:

وقالوا فقيم قيم الماء فاستجز     عبادة إن المستجيز على قتر قوله: على قتر، أي: على ناحية وحرف إما أن يسقى وإما أن لا يسقى. والمستجيز: المستسقي. وجوز لهم إبلهم تجويزا، إذا قادها لهم بعيرا بعيرا حتى تجوز. لا يخفى أن قوله تجويزا كالمستدرك لعدم الاحتياج إليه، لأنه لا اشتباه هناك، وكذا قوله: لهم، بعد قادها، تكرار أيضا، فإن قوله: وجوز لهم، يكفي في ذلك، وإنما نؤاخذه بذلك لأنه يراعي شدة الاختصار في بعض المواضع على عادته حتى يخالف النصوص. وجوائز الشعر، وفي بعض النسخ: الأشعار، وهي الصحيحة والأمثال: ما جاز من بلد إلى بلد، قال ابن مقبل:

ظني بهم كعسى وهم بتنوفة     يتنازعون جوائز الأمثـال

صفحة : 3693

قال ثعلب: يتنازعون، إلى آخره، أي يجيلون الرأي فيما بينهم، ويتمثلون ما يريدون ولا يلتفتون إلى غيرهم من إرخاء إبلهم وغفلتهم عنها. عن ابن السكيت: أجزت على اسمه، إذا جعلته جائزا. وجوز له ما صنعه، وأجاز له: سوغ له ذلك. أجاز رأيه: أنفذه، كجوزه، وفي حديث القيامة والحساب: إني لا أجيز اليوم على نفسي شاهدا إلا مني ، أي لا أنفذ ولا أمضي. وفي حديث أبي ذر: قبل أن تجيزوا علي. أي تقتلوني وتنفذوا في أمركم. أجاز له البيع: أمضاه وجعله جائزا، وروي عن شريح: إذا باع المجيزان فالبيع للأول. أجاز الموضع: سلكه وخلفه، ومنه: أعانك الله على إجازة الصراط. يقال: تجوز في هذا الأمر ما لم يتجوز في غيره: احتمله وأغمض فيه. وتجوز عن ذنبه: لم يؤاخذه به، كتجاوز عنه، الأولى عن السيرافي. وفي الحديث: إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها أي عفا عنهم، من جازه يجوزه، إذا تعداه وعبر عليه. وجاوز الله عن ذنبه: لم يؤاخذه. تجوز الدراهم: قبلها على ما فيها. وفي بعض الأصول: على ما بها، قاله الليث، وزاد غيره من خفي الداخلة وقليلها. وزاد الزمخشري: ولم يردها. تجوز في الصلاة: خفف، ومنه الحديث: أسمع بكاء الصبي فأتجوز في صلاتي ، أي أخففها وأقللها. وفي حديث آخر: تجوزوا في الصلاة ، أي خففوها وأسرعوا بها. وقيل: إنه من الجوز: القطع والسير. تجوز في كلامه: تكلم بالمجاز، وهو ما يجاوز موضوعه الذي وضع له. والمجاز: الطريق إذا قطع من أحد جانبيه إلى الآخر، كالمجازة. ويقولون: جعل فلان ذلك الأمر مجازا إلى حاجته، أي طريقا ومسلكا. المجاز: خلاف الحقيقة، وهي ما لم تجاوز موضوعها الذي وضع لها. وفي البصائر: الحقيقة هي اللفظ المستعمل فيما وضع له في أصل اللغة. وقد تقدم البحث في الحقيقة والمجاز وما يتعلق بهما في مقدمة الكتاب فأغناني عن ذكره هنا. المجاز: ع قرب ينبع البحر. المجازة: الطريقة في السبخة. المجازة: ع، أو هو أول رمل الدهناء، وآخره هريرة. المجازة: المكان الكثير الجوز، والصواب الأرض الكثيرة الجوز، ويقال: أرض مجازة: فيها أشجار الجوز. والجائزة: العطية، من أجازه يجيزه، إذا أعطاه، وأصلها أن أميرا وافق عدوا وبينهما نهر، فقال: من جاز هذا النهر فله كذا، فكلما جاز منهم واحد أخذ جائزة. وقال أبو بكر في قولهم: أجاز السلطان فلانا بجائزة، أصل الجائزة أن يعطي الرجل الرجل ماء ويجيزه ليذهب لوجهه، فيقول الرجل - إذا ورد ماء - لقيم الماء: أجزني ماء، أي أعطني ماء حتى أذهب لوجهي وأجوز عنك، ثم كثر هذا حتى سموا العطية جائزة. وقال الجوهري: أجازه بجائزة سنية، أي بعطاء. ويقال: أصل الجوائز أن قطن بن عبد عوف من بني هلال بن عامر بن صعصعة ولي فارس لعبد الله بن عامر، فمر به الأحنف في جيشه غازيا إلى خراسان، فوقف لهم على قنطرة فقال: أجيزوهم، فجعل ينسب الرجل فيعطيه على قدر حسبه، قال الشاعر:

فدى للأكرمين بني هـلال      على علاتهم أهلي ومالـي
هم سنوا الجوائز في معـد     فصارت سنة أخرى الليالي

صفحة : 3694

وفي الحديث: أجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم به أي أعطوهم الجائزة. ومنه حديث العباس: ألا أمنحك ألا أجيزك. أي أعطيك. من المجاز: الجائزة التحفة واللطف، ومنه الحديث: الضيافة ثلاثة أيام وجائزته يوم وليلة، وما زاد فهو صدقة ، أي يضاف ثلاثة أيام، فيتكلف له في اليوم الأول بما اتسع له من بر وألطاف، ويقدم له في اليوم الثاني والثالث ما حضره ولا يزيد على عادته، ثم يعطيه ما يجوز به مسافة يوم وليلة، فما كان بعد ذلك فهو صدقة ومعروف، إن شاء فعل وإن شاء ترك. والأصل فيه الأول، ثم استعير لكل عطاء. الجائز: مقام الساقي من البئر. والجائز، بغير هاء: المار على القوم حالة كونه عطشانا سقي أولا، قال:

من يغمس الجائز غمس الوذمه     خير معد حسبـا وأكـرمـه الجائز: البستان. الجائز: الخشبة المعترضة بين الحائطين، قال أبو عبيدة: وهي التي توضع عليها أطراف الخشب في سقف البيت. وقال الجوهري: الجائز هو الذي فارسيته تير، وهو سهم البيت. وفي حديث أبي الطفيل وبناء الكعبة: إذا هم بحية مثل قطعة الجائز . وفي حديث آخر: أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إني رأيت في المنام كأن جائز بيتي انكسر، فقال: خير، يرد الله غائبك. فرجع زوجها، ثم غاب فرأت مثل ذلك فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فلم تجده ووجدت أبا بكر رضي الله عنه فأخبرته، فقال: يموت زوجك. فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: هل قصصتها على أحد? قالت: نعم، قال: هو كما قيل لك ج أجوز، هكذا في سائر النسخ وهو غلط وصوابه أجوزة، كواد وأودية، وجوزان، بالضم، وجوائز، هذه عن السيرافي. والأولى نادرة. وتجاوز عنه: أغضى، وتجاوز فيه: أفرط. والجوز: بالفتح، وسط الشيء، ومنه حديث علي رضي الله عنه: أنه من قام من جوز الليل يصلي. أي وسطه، وجمعه أجواز، قال سيبويه: لم يكسر على غير أفعال كراهة الضمة على الواو، قال كثير:

عسوف بأجواز الفلا حميرية       مريس بذئبان السبيب تليلها وقال زهير:

مقورة تتبـارى لا شـوار لـهـا    إلا القطوع على الأجواز والورك وفي حديث أبي المنهال: إن في النار أودية فيها حيات أمثال أجواز الإبل. أي أوساطها. يقال: مضى جوز الليل، أي معظمه. الجوز: ثمر، م، معروف، وهو الذي يؤكل، فارسي معرب كوز. وقد جرى في لسان العرب وأشعارها، واحدته جوزة وج: جوزات. قال أبو حنيفة: شجر الجوز كثير بأرض العرب من بلاد اليمن يحمل ويربى، وبالسروات شجر جوز لا يربى وخشبه موصوف بالصلابة والقوة قال الجعدي:

كأن مـقـط شـراسـيفـه      إلى طرف القنب فالمنقـب
لطمن بترس شديد الصـفـا     ق من خشب الجوز لم يثقب

وقال الجعدي أيضا: وذكر سفينة نوح عليه السلام، فزعم أنها كانت من خشب الجوز وإنما قال ذلك لصلابة خشب الجوز وجودته:

يرقع بالقار والحديد من ال    جوز طوالا جذوعها عمما الجوز: اسم الحجاز نفسه كله، ويقال لأهله جوزي، كأنه لكونه وسط الدنيا. الجوز: جبال لبني صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل. وجبال الجوز: من أودية تهامة. والجوزاء: برج في السماء، سميت لأنها معترضة في جوز السماء، أي وسطها. جوزاء: اسم امرأة، سميت باسم هذا البرج، قال الراعي:

فقلت لأصحابي هم الحي فالحقوا     بجوزاء في أترابها عرس معبد

صفحة : 3695

الجوزاء: الشاة السوداء الجسد التي ضرب وسطها ببياض من أعلاها إلى أسفلها، كالجوزة، هكذا في سائر النسخ، وهو غلط، والصواب: كالمجوزة، وقيل: المجوزة من الغنم: التي في صدرها تجويز. وهو لون يخالف سائر لونها. وجوز إبله تجويزا: سقاها. والجوزة، السقية الواحدة من الماء، ومنه المثل: لكل جائل جوزة ثم يؤذن، أي لكل مستسق ورد علينا سقية ثم يمنع من الماء. وفي المحكم: ثم تضرب أذنه، إعلاما أنه ليس له عندهم أكثر من ذلك، ويقال: أذنته تأذينا، أي رددته. وقيل: الجوزة: السقية التي يجوز بها الرجل إلى غيرك؛ أو الجوزة: الشربة منه، أي من الماء، كالجائزة، قال القطامي:

ظللت أسأل أهل الماء جائزة الجوزة: ضرب من العنب ليس بكبير ولكنه يصفر جدا إذا أينع. والجواز، كغراب: العطش، والجيزة، بالكسر: الناحية والجانب، ج جيز. بحذف الهاء وجيز، كعنب، والجيز، بالكسر، جانب الوادي ونحوه. كالجيزة، الجيز: القبر قال المتنخل:

يا ليته كان حظي من طعامكما     أنى أجن سوادي عنكما الجيز فسره ثعلب بأنه القبر، وقال غيره بأنه جانب الوادي. من المجاز: الإجازة في الشعر مخالفة حركات الحرف الذي يلي حرف الروي، بأن يكون الحرف الذي يلي حرف الروي مضموما ثم يكسر أو يفتح، ويكون حرف الروي مقيدا، أو الإجازة فيه كون القافية طاء والأخرى دالا ونحوه، هذا قول الخليل، وهو الإكفاء، في قول أبي زيد، ورواه الفارسي الإجارة، بالراء غير معجمة، وقد أغفله المصنف هناك، أو الإجازة فيه أن تتم مصراع غيرك. في الحديث ذكر ذي المجاز، قالوا: ذو المجاز موضع، قال أبو ذؤيب:

وراح بها من ذي المجاز عشية     يبادر أولى السابقات إلى الحبل وقال الجوهري: موضع بمنى كانت به سوق في الجاهلية، وقال الحارث بن حلزة:

واذكروا حلف ذي المجاز وما قد      م فيه العـهـود والـكـفـلاء

صفحة : 3696

وقال غيره: ذو المجاز: سوق كانت لهم على فرسخ من عرفة بناحية كبكب، سمي به لأن إجازة الحاج كانت فيه، كبكب قد ذكر في موضعه. وأبو الجوزاء: شيخ لحماد بن سلمة. وأبو الجوزاء أحمد بن عثمان، شيخ لمسلم بن الحجاج، ذكره الحافظ في التبصير. أبو الجوزاء أوس بن عبد الله التابعي - عن عائشة وابن عباس، وعنه عمرو بن مالك اليشكري، وهو الربعي وسيأتي ذكره للمصنف في ر-ب-ع وأنه إلى ربعة الأسد، قال الذهبي في الديوان قال البخاري: في إسناده نظر. وجوزة، بالضم: ة بالموصل من بلد الهكارية، قاله الصاغاني وضبطه بالفتح، والصواب بالضم، كما للمصنف. ومنها: أبو محمد عبد الله بن محمد النجيرمي بن الجوزي، حدث عنه هبة الله الشيرازي، وذكر أنه سمع منه بجوزة، بلد من الهكارية، كذا نقله الحافظ. وجويزة بنت سلمة الخير بالضم في العرب. وجويزة محدث، هكذا هو في النسخ، وهو وهم. وجيزة، بالكسرة، بمصر، على حافة النيل، ويقال أيضا: الجيزة، وقد تكرر ذكرها في الحديث، وهي من جملة أقاليم مصر، حرسها الله تعالى، المشتملة على قرى وبلدان. والعجب للمصنف كيف لم يتعرض لمن نسب إليها من قدماء المحدثين، كالربيع بن سليمان الجيزي وأضرابه مع تعرضه لمن هو دونه. نعم ذكر الربيع بن سليمان في ر-ب-ع. ونحن نسوق ذكر من نسب إليها منهم، لإتمام الفائدة وإزالة الاشتباه، فمنهم: أحمد بن بلال الجيزي القاضي، سمع النسائي. ومحمد بن الربيع بن سليمان وولده الربيع بن محمد، حدثا، مات الربيع هذا في سنة 342. وأبو يعلى أحمد بن عمر الجيزي الزجاج، أكثر عنه أبو عمرو الداني. وأبو الطاهر أحمد بن عبد الله بن سالم الجيزي، روى عن خالد بن نزار، مات سنة 263. وجعفر بن احمد بن أيوب بن بلال الجيزي مولى الأصبحيين، مات سنة 327. وخلف بن راشد المهراني الجيزي، عن ابن لهيعة، مات سنة 208. وخلف بن مسافر قاضي الجيزة، مات سنة 293. وسعيد بن الجهم الجيزي أبو عثمان المالكي، كان أحد أوصياء الشافعي، روى عنه سعيد بن عفير. والنعمان بن موسى الجيزي، عن ذي النون المصري. ومنصور بن علي الجيزي، عرف بابن الصيرفي، عن السلفي، ورحمة بن جعفر بن مختار الجيزي الفقيه، كتب عنه المنذري في معجمه. وعبد المحسن بن مرتفع بن حسن الخثعمي الجيزي، محدث مشهور. وأبو عبد الله محمد بن محمد بن علي الزفتاوي ثم الجيزي، من شيوخ الحافظ ابن حجر، وغير هؤلاء. وجيزان، بالكسر: ناحية باليمن. وجوز بوى وجوز ماثل وجوز القيء من الأدوية، كذا نقله الصاغاني وقلده المصنف. وفاته جوز جندم وجوز السرو وجوز المرج، وجوز الأبهل، وكلها من الأدوية. وكذلك جوز الهند المعروف بالنارجيل وجوز البحر، المعروف بالنارجيل البحري. أما جوز بوى فهو في مقدار العفص سهل المكسر رقيق القشر طيب الرائحة، حاد، وأجوده الأحمر الأسود القشر الرزين. وأما جوز ماثل فهو قسم مخدر شبيه بجوز القيء وعليه شوك صغار غلاظ وحبه كحب الأترج. وأما جوز القيء فإنه يشبه الخريق الأبيض في قوته. وقد رأيت لبعض المتأخرين في النارجيل البحري رسالة مستقلة يذكر فيها منافعه وخواصه وحقيقته، ليس هذا محل ذكرها. روي عن شريح: إذا أنكح المجيزان فالنكاح للأول، المجيز: الولي، يقال: هذه امرأة ليس لها مجيز. المجيز الوصي، والمجيز: القيم بأمر اليتيم. وفي حديث نكاح البكر: وإن صمتت فهو إذنها، وإن أبت فلا جواز عليها ، أي لا ولاية عليها مع الامتناع. المجيز: العبد المأذون له في التجارة، وفي الحديث: أن رجلا خاصم إلى شريح غلاما لزياد في

صفحة : 3697

برذونة باعها وكفل له الغلام، فقال شريح: إن كان مجيزا وكفل لك غرم ، أي إذا كان مأذونا له في التجارة. والتجواز، بالكسر، برد موشى من برود اليمن، ج: تجاويز، قال الكميت:نة باعها وكفل له الغلام، فقال شريح: إن كان مجيزا وكفل لك غرم ، أي إذا كان مأذونا له في التجارة. والتجواز، بالكسر، برد موشى من برود اليمن، ج: تجاويز، قال الكميت:

حتى كأن عراص الدار أردية      من التجاويز أو كراس أسفار وجوز ذان بالضم: قريتان بأصبهان، من إحداهما أم إبراهيم فاطمة ابنة عبد الله بن أحمد بن عقيل الجوزذانية، حدثت عن ابن ريذة. وجوزان، بالفتح: ة باليمن، من مخلاف بعدان. والجوزات: غدد في الشجر بين اللحيين، نقله الصاغاني. ومحمد بن منصور بن الجواز، كشداد، محدث. والحسن بن سهل بن المجوز، كمحدث، محدث، وهو شيخ الطبراني. من المجاز: استجاز رجل رجلا: طلب الإجازة، أي الإذن في مروياته ومسموعاته. وأجازه فهو مجاز. والمجازات: المرويات. ولله در أبي جعفر الفارقي حيث يقول:

أجاز لهم عمر الشافـعـي       جميع الذي سأل المستجـيز
ولم يشترط غير ما في اسمه     عليهم وذلك شرط وجـيز

صفحة : 3698

يعني العدل والمعرفة. والإجازة أحد أقسام المأخذ والتحمل، وأرفع أنواعها إجازة معين لمعين، كأن يقول: أجزت لفلان الفلاني، ويصفه بما يميزه، بالكتاب الفلاني، أو ما اشتملت عليه فهرستي، ونحو ذلك، فهو أرفع أنواع الإجازة المجردة عن المناولة، ولم يختلف في جوازها أحد، كما قاله القاضي عياض. وأما في غير هذا الوجه فقد اختلف فيه، فمنعه أهل الظاهر وشعبة، ومن الشافعية القاضي حسين والماوردي، ومن الحنفية أبو طاهر الدباس، ومن الحنابلة إبراهيم الحربي. والذي استقر عليه العمل القول بتجويز الإجازة وإجازة الرواية بها والعمل بالمروي بها، كما حققه شيخنا المحقق أبو عبد الله محمد بن احمد بن سالم الحنبلي في كراريس إجازة أرسلها لنا من نابلس الشام. واطلعت على جزء من تخريج الحافظ أبي الفضل بن طاهر المقدسي في بيان العمل بإجازة الإجازة يقول فيه: أما بعد، فإن الشيخ الفقيه الحافظ أبا علي البرداني البغداذي بعث إلي على يد بعض أهل العلم رقعة بخطه يسأل عن الرواية بإجازة الإجازة فأجبته: إذا شرط المستجيز ذلك صحت الرواية وبيانه أن يقول عند السؤال: إن رأى فلان أن يجيز لفلان جميع مسموعاته من مشايخه وإجازاته عن مشايخه، وأجابه إلى ذلك، جاز للمستجيز أن يروي عنه، ثم ساق بأسانيده أحاديث احتج بها على العمل بإجازة الإجازة. قد وقع هذا الجزء عاليا من طريق ابن المقير عن ابن ناصر عنه. وبلغني أن بعض العلماء لم يكن يجيز أحدا إلا إذا استخبره واستمهره وسأله ما لفظ الإجازة وما تصريفها وحقيقتها ومعناها. وكنت سئلت فيه وأنا بثغر رشيد في سنة 1168 فألفت رسالة تتضمن تصريفها وحقيقتها ومعناها لم يعلق منها شيء الآن بالبال. والله أعلم. وأجزت على الجريح، لغة في أجهزت، وأنكره ابن سيده فقال: ولا يقال أجاز عليه، إنما يقال أجاز على اسمه، أي ضرب. ومما يستدرك عليه: مجازة النهر: الجسر. وأجاز الشيء إجوازا كأنه لزم جوز الطريق وذلك عبارة عما يسوغ. ويقال: هذا ما لا يجوزه العقل. والجيزة من الماء بالكسر: مقدار ما يجوز به المسافر من منهل إلى منهل، كالجوزة، والجائزة. وأجاز الوفد: أعطاهم الجيزة. وفي الحديث: كنت أبايع الناس وكان من خلقي الجواز أي التساهل والتسامح في البيع والاقتضاء. وجاز الدرهم، كتجوزه، قال الشاعر:

إذا ورق الفتيان صاروا كأنهم      دراهم منها جائزات وزيف وحكى اللحياني: لم أر النفقة تجوز بمكان كما تجوز بمكة، قال ابن سيده: ولم يفسرها، وأرى معناها تنفق. والجواز، كسحاب: سقية الإبل، قال الراجز:

يا صاحب الماء فدتك نفسي     عجل جوازي وأقل حبسي

صفحة : 3699

والمجاز: كناية عن المتبرز. ومن المجاز قولهم: المجاز قنطرة الحقيقة. وكان شيخنا السيد العارف عبد الله بن إبراهيم بن حسن الحسيني يقول: والحقيقة مجاز المجاز. وذو المجاز: منزل في طريق مكة، شرفها الله تعالى، بين ماوية وينسوعة، على طريق البصرة. والمجازة: موسم من المواسم. وجزت بكذا، أي اجتزت به. وجزت خلال الديار، مثل جست، كما نقله ابن أم قاسم، وقد تقدم. وجوزجان، من كور بلخ. وجوزي، بالضم وكسر الزاي: اسم طائر، وبه لقب إسماعيل بن محمد الطلحي الأصبهاني الحافظ، ويقال له الجوزي، وكان يكرهه، وهو الملقب بقوام السنة، روى عن ابن السمعاني وابن عساكر، توفي سنة 535. وأما أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد بن علي بن عبيد الله بن عبد الله بن حمادى بن أحمد بن محمد بن جعفر الجوزي القرشي التيمي الحنبلي الحافظ البغدادي، فبفتح الجيم بالاتفاق، لقب به جده جعفر، لجوزة كانت في بيته، وهي الشجرة. وشذ شيخ الإسلام زكريا الأنصاري فضبطه بضم الجيم، وقال: هو غير ابن الجوزي المشهور، وفيه نظر بيناه في رسالتنا المرقاة العلية بشرح الحديث المسلسل بالأولية. وإبراهيم بن موسى الجوزي البغداذي، بفتح الجيم أيضا، حدث عن بشر بن الوليد، وعنه ابن ماسي. وجاز كباب: جبل طويل في ديار بلقين، لا تكاد العين تبلغ قلته. والجائزة من أعلامهن، والعوام تقدم الزاي على التحتية. وأورم الجوز: قرية بحلب، يأتي ذكرها للمصنف في و-ر-م.

ج-ه-ز
جهاز الميت والعروس والمسافر بالكسر والفتح: ما يحتاجون إليه، قال الليث: وسمعت أهل البصرة يخطئون الجهاز، بالكسر. قال الأزهري: والقراء كلهم على فتح الجيم في قوله تعالى: فلما جهزهم بجهازهم قال: وجهاز، بالكسر: لغة رديئة. قال عمر بن عبد العزيز:

تجهزي بجهاز تبـلـغـين بـه      يا نفس قبل الردى لم تخلقي عبثا وقد جهزه تجهيزا فتجهز. وجهز القوم تجهيزا: إذا تكلف لهم بجهازهم للسفر. وتجهيز الغازي: تحميله وإعداد ما يحتاج إليه في غزوه. وجهزت فلانا: هيأت جهاز سفره. وتجهزت لأمر كذا، أي تهيأت له، ج أجهزة، وجج، أي جمع الجمع أجهزات، قال الشاعر:

يبتن ينقلن بأجهزاتها الجهاز، بالفتح، ما على الراحلة. والجهاز: حياء المرأة، وهو فرجها. وجهز على الجريح، كمنع، جهزا: قتله، قاله ابن دريد، وقال غيره: جهز عليه وأجهز: أثبت قتله. وقال الأصمعي: أجهز على الجريح، إذا أسرعه، أي القتل، قد تمم عليه، وفي حديث علي رضي الله عنه: لا تجهزوا على جريحهم أي من صرع وكفي قتاله لا يقتل، لأنهم مسلمون، والقصد من قتالهم دفع شرهم، فإذا لم يكن ذلك إلا بقتلهم قتلوا. وفي حديث ابن مسعود: أنه أتى على أبي جهل وهو صريع فأجهز عليه . وقال ابن سيده: ولا يقال أجاز عليه. وقد تقدم. وموت مجهز وجهيز، أي وحي سريع. ومنه الحديث: هل تنظرون إلا مرضا مفسدا أو موتا مجهزا . وفرس جهيز، أي خفيف، وقال أبو عبيدة: فرس جهيز الشد، أي سريع العدو، وأنشد:

ومقلص عتد جهـيز شـده      قيد الأوابد في الرهان جواد وجهيزة: اسم امرأة رعناء تحمق، يقال: إنه اجتمع قوم يخطبون في الصلح بين حيين في دم كي يرضوا بالدية، فبينما هم كذلك قالت جهيزة: ظفر بالقاتل ولي للمقتول فقتله، فقالوا عند ذلك:

قطعت جهيزة قول كل خطيب

صفحة : 3700

فضرب به المثل. جهيزة: علم للذئب أو عرسه، أي أنثاه أو الضبع، قاله أبو زيد؛ أو الدبة أو الدب، والجبس أنثاه، أو جروها. قيل: جهيزة: امرأة حمقاء، قيل: هي أم شبيب الخارجي، وكان أبوه أي أبو شبيب من مهاجرة الكوفة، اشتراها من السبي، وكانت حمراء طويلة جميلة، فأرادها على الإسلام فأبت، فواقعها فحملت، فتحرك الولد في بطنها فقالت: في بطني شيء ينقز، فقيل، وفي بعض النسخ: فقالوا: أحمق من جهيزة. قال ابن عدي وابن بري، وهذا هو المشهور في هذا المثل: أحمق من جهيزة. غير مصروف. وذكر الجاحظ أنه: أحمق من جهيزة، بالصرف. أو المراد بالجهيزة عرس الذئب، أي أنثاه، وهي تحمق، قال الجاحظ: لأنها تدع ولدها وترضع ولد الضبع. من الإلقة كفعل النعامة ببيض غيرها، وعلى ذلك قول ابن جذل الطعان:

كمرضعة أولاد أخرى وضيعت      بنيها فلم ترقع بذلك مرقـعـا ويقال: إذا صيدت الضبع كفل الذئب ولدها ويأتيه باللحم، قال الكميت:

كما خامرت في حضنها أم عامر     لذي الحبل حتى عال أوس عيالها وقوله: لذي الحبل، أي للصائد الذي يعلق الحبل في عرقوبها. وقال الليث: كانت جهيزة امرأة خليقة في بدنها، رعناء، يضرب بها المثل في الحمق وأنشد:

كأن صلا جهيزة حين قامت     حباب الماء حالا بعد حـال وأرض جهزاء: مرتفعة، وعين جهزاء: خارجة الحدقة. وبالراء أعرف، وقد ذكر في موضعه.

يقال: تجهزت للأمر واجهاززت، أي تهيأت له، وقد جهزته تجهيزا: هيأته. ومن أمثالهم في الشيء إذا نفر فلم يعد: ضرب في جهازه. بالفتح، أي نفر فلم يعد. وأصله في البعير يسقط عن ظهره القتب بأداته فيقع بين قوائمه فينفر منه، وفي بعض النسخ: عنه حتى يذهب في الأرض. وفي التهذيب: العرب تقول: ضرب البعير في جهازه. إذا جفل فند في الأرض والتبط حتى طوح ما عليه من أداة وحمل، وضرب بمعنى سار، وفي من صلة المعنى، أي صار عاثرا في جهازه. ومما يستدرك عليه:

ج-ه-م-ز
جهمز المتاع بعضه على بعض، أي وضع بعضه فوق بعض، كذا نقله الصاغاني ولم يعزه لأحد. والذي ظهر لي بعد تأمل شديد أنه تصحف عليه، وأصله جمهر المتاع جمهرة، ولذا لم يذكره هنا أحد من أئمة اللغة. فتأمل.