الباب الحادي عشر: باب الزاي - الفصل الخامس: فصل الحاء المهملة مع الزاي

فصل الحاء المهملة مع الزاي

ح-ج-ز

صفحة : 3701

حجزه يحجزه، بالضم، ويحجزه، بالكسر، حجزا وحجيزى، مثال خصيصى وحجازة، بالكسر: منعه. وفي المثل: كانت بين القوم رميأ، ثم صارت حجيزى. أي تراموا ثم تحاجزوا. حجزه يحجزه حجزا: كفه، ومنه الحديث: ولأهل القتيل أن ينحجزوا الأدنى فالأدنى أي يكفوا عن القود، فانحجز، وكل من ترك شيئا فقد انحجز عنه. والانحجاز مطاوع حجزه، إذا منعه. حجز بينهما يحجز حجزا وحجازة فاحتجز: فصل، واسم ما فصل بينهما: الحاجز. وقال الأزهري: الحجز: أن تحجز بين مقاتلين. والحجاز الاسم، وكذلك الحاجز. في الصحاح: حجز البعير يحجزه حجزا: أناخه ثم شد حبلا في أصل خفيه جميعا من رجليه ثم رفع الحبل من تحته فشده على حقويه، وذلك إذا أراد أن يرتفع خفه. وقيل: حجزه: إذا شد الحبل بوسط يديه ثم خالف فعقد به رجليه ثم طرفيه إلى حقويه ثم يلقى على جنبه شبه المقموط ليداوي دبرته فلا يستطيع أن يمتنع إلا أن يجر جنبه على الأرض. وذلك الحبل حجاز، وقيل: الحجاز حبل يلقى على للبعير من قبل رجليه ثم يناخ عليه، ثم يشد به رسغا رجليه إلى حقويه وعجزه. وكل ما تشد به وسطك لتشمر به ثيابك حجاز، قاله أبو مالك. والحجزة، محركة: الظلمة؛ لأنهم يحجزون عن الحقوق، ومنه حديث قيلة: أيلام ابن ذه أن يفصل الخطة وينتصر من وراء الحجزة. وقال الأزهري: هم الذين يمنعون بعض الناس من بعض ويفصلون بينهم بالحق، جمع حاجز، وأراد بابن ذه ولدها، يقول: إذا أصابه خطة ضيم فاحتج عن نفسه وعبر بلسانه ما يدفع به الظلم عنه لم يكن ملموما. وفي كلام المصنف نظر ظاهر، فإنه جمع بين الكلامين المتضادين، فإن الفاصل في الحق كيف يكون ظالما، فالصواب في العبارة: أو الذين، إلى آخره. والمحجوز: المصاب في محتجزه ومؤتزره. والمحجوز: المشدود بالحجاز، وهو الحبل الذي تقدم ذكره، قال ذو الرمة:

فهن من بين محجوز بنافـذة     وقائظ وكلا روقيه مختضب

صفحة : 3702

والحجزة، بالضم: معقد الإزار من الإنسان. وقال الليث: الحجزة حيث يثنى طرف الإزار في لوث الإزار، وجمعه حجزات. الحجزة من السروايل: موضع التكة، ويجمع أيضا على حجز، كغرف، ومنه الحديث: أنا آخذ بحجزكم . الحجزة مركب مؤخر الصفاق بالحقو، وفي بعض الأصول: في الحقو. والحجز، بالكسر ويضم: الأصل والمنبت، ومنه الحديث: تزوجوا في الحجز الصالح فإن العرق دساس الحجز: العشيرة يحتجز بهم، أي يمتنع. وقيل حجز الرجل: فصل ما بين فخذه والفخذ الأخرى من عشيرته. الحجز: الناحية. الحجز، بالتحريك: مثل الزنج، بالنون والجيم محركة، قال ابن بزرج: اسم لمرض في المعا والمصارين، وهو قبض فيها من الظمإ فلا يستطيع أن يكثر الطعم أو الشرب، والفعل كفرح، حجز الرجل وزنج. وحجزى، كذكرى: ة بدمشق، وهو حجزاوي، على غير قياس، نقله الصاغاني. والحجاز، ككتاب وإنما أطلقه لشهرته وكثرة استعماله: مكة والمدينة والطائف ومخاليفها، أي قراها، وكذلك اليمامة فإنها من الحجاز، وقد صرح به غيره، سميت بذلك من الحجز وهو الفصل بين الشيئين؛ لأنها حجزت بين نجد وتهامة، أو بين الغور والشام والبادية، أو بين نجد والغور، أو بين نجد والسراة، أو لأنها احتجزت بالحرار الخمس المعظمة، وهن: حرة بني سليم، وحرة واقم، وحرة ليلى، وحرة شوران، وحرة النار، وهذا قول الأصمعي. وقال الأزهري: سمي حجازا لأن الحرار حجزت بينه وبين عالية نجد. قال: وقال ابن السكيت: ما ارتفع عن بطن الرمة فهو نجد إلى ثنايا ذات عرق، وما احتزمت به الحرار حرة شوران وعامة منازل بني سليم إلى المدينة فما احتاز في ذلك الشق كله حجاز. وطرف تهامة من قبل الحجاز مدارج العرج، وأولها من قبل نجد مدارج ذات عرق. وقال الأصمعي: إذا عرضت لك الحرار بنجد فذلك الحجاز، وأنشد:

وفروا بالحجاز ليعجزوني

صفحة : 3703

أراد بالحجاز الحرار. ووقع في بعض فتاوى الإمام النووي رحمه الله تعالى أن المدينة حجازية اتفاقا، لا يمانية ولا شامية. واستغرب الزركشي في إعلام الساجد. حاكية الاتفاق، بل الشافعي نص على أنها يمانية. واحتجز الرجل: أتاه، أي الحجاز، كانحجز وأحجز إحجازا. احتجز لحم بعضه إلى بعض: اجتمع. احتجز الرجل: حمل الشيء في حجزته وحضنه. احتجز بإزاره: أدرجه. وفي الأساس: لاقى بين طرفيه وشده على وسطه، عن أبي مالك، ومنه حديث ميمونة: كان يباشر المرأة من نسائه وهي حائض إذا كانت محتجزة ، أي شادة مئزرها على العورة. والمحتجزة: النخلة التي تكون عذوقها في قلبها، نقله الصاغاني. والمحاجزة: الممانعة والمسالمة. وفي المثل: إن أردت المناجزة فقبل المحاجزة. أي قبل القتال. وتحاجزا: تمانعا، ومنه المثل: كانت بين القوم رميا ثم حجيزى. أي تراموا ثم تحاجزوا. والحجائز، كأنه جمع حجيزة: ع، وهو من قلات العارض باليمامة. وحجازيك، بالفتح، كحنانيك، أي احجز بين القوم حجزا بعد حجز، كأنه يقول: لا تقطع ذلك وليك بعضه موصولا ببعض. وشدة الحجزة كناية عن الصبر والجلد؛ وهو شديد الحجزة، أي صبور على الشدة والجهد، ومنه حديث علي رضي الله عنه، وسئل عن بني أمية فقال: هم أشدنا حجزا. وفي رواية: حجزة، وأطلبنا للأمر لا ينال فينالونه. يقال: هو داني الحجزة، أي ممتلئ الكشحين، وهو عيب، وهو مجاز أيضا. ويقال: وردت الإبل ولها حجز، بضم ففتح: أي وردت شباعا عظام البطون، وهو مجاز أيضا. ومما يستدرك عليه: الحاجز: الفاصل بين الشيئين، كالحجاز. والحجاز: الجبال ومنه قول الشاعر:

ونحن أناس لا حجاز بأرضنا وتحاجز القوم وانحجزوا واحتجزوا: تزايلوا. وهو طيب الحجزة: أي عفيف ومنه قول النابغة:

رقاق النعال طيب حجزاتهـم     يحيون بالريحان يوم السباسب فإنه كنى به عن الفروج. يريد أعفاء من الفجور، وهو مجاز، وبه فسر ابن الأعرابي قول الشاعر:

فامدح كريم المنتمى والحجز

صفحة : 3704

قال: أي إنه عفيف طاهر. والحجز: العفيف. والحجزة، بالكسر: هيئة المحتجز. ويقال: فلان كريم الحجزة، وطيب الحجزة، يكنون به عن العفة وطيب الإزار. ويقال: أخذت بحجزته، أي اعتصمت به والتجأت إليه مستجيرا. وفي الأساس: استظهرت به، وهو مجاز، ومنه الحديث: إن الرحم أخذت بحجزة الرحمن قال ابن الأثير: وقيل: معناه أن اسم الرحم مشتق من اسم الرحمن فكأنه متعلق بالاسم آخذ بوسطه. وأصل الحجزة مشد الإزار، ثم قيل للإزار حجزة، للمجاورة، ومنه حديث آخر: والنبي صلى الله عليه وسلم آخذ بحجزة الله تعالى ، أي بسبب منه. والحجز بضمتين: المآزر كالحجوز. وقال الخطابي الأخير جمع الجمع، كأنه جمع حجز، بالكسر، وجمعه حجوز. وقال الزمخشري: الحجز، بالكسر: الحجزة. والمحتجز: هو المشدود الوسط. وقالت أم الرحال: إن الكلام لا يحجز في العكم كما تحجز العباء. العكم: العدل، والحجز أن يدرج الحبل عليه ثم يشد. وقال أبو حنيفة الحجاز: حبل يشد به العكم. واحتجز به: امتنع. وتحاجز القوم: أخذ بعضهم بحجز بعض. ويقال: هذا كلام آخذ بعضه بحجزة بعض، أي متناظم متناسق، وهو مجاز. وفي المثل: ما يحجز فلان في العكم. أي لا يقدر على إخفاء أمره، كما في الأساس. وحاجز: اسم. وعلي بن الفرات الحجازي، محدث تكلم فيه. والشهاب أبو الطيب أحمد بن محمد الحجازي، سمع الولي العراقي والحافظ بن حجر وغيرهما، وهو أحد الشهب السبعة، أورده الحافظ السيوطي في معجم شيوخه. والشمس محمد بن شعيب بن محمد بن أحمد بن علي الحجازي نزيل ابشيه الملق إحدى القرى المصرية، من مشاهير شيوخ مصر، أخذ عن شيخ الإسلام زكريا وغيره. وحجازي: لقب المسند المعمر شمس الدين محمد بن عبد الرحمن الأنصاري الشعراوي الواعظ بجامع المؤيد بمصر، أخذ عاليا عن الشهاب أحمد بن يشبك اليوسفي، والشمس الغمري وشيخ الإسلام، وحدث عنه الشمس البابلي وأبو العز العجمي وغيرهما. والعبد الصالح نور الدين الحسن بن محمد الترعي، كنيته أبو حجاز، من شيوخ مشايخنا، وكذلك أبو الإخلاص حجازي بن محمد المسيري نزيل المحلة الكبرى، حدث عنه بعض شيوخنا.

ح-ر-ز
الحرز، بالكسر: العوذة، وجمعه الأحراز، وهو مجاز، كما صرح به الزمخشري. الحرز: الموضع الحصين، وقيل: ما أحرزك من موضع وغيره. يقال: هو في حرز لا يوصل إليه. يقال: هذا حرز حريز، أي موضع حصين. وقال بعضهم: الحرز: ما حيز من موضع أو غيره أو لجئ إليه، والجمع أحراز. مكان محرز وحريز، وقد حرز، ككرم، حرازة وحرزا. الحرز، بالتحريك: الخطر، وهو الجوز المحكوك الذي يلعب به الصبيان، والجمع أحراز وأخطار، الحرز: كل ما أحرز، فعل بمعنى مفعل. الحرزة، بهاء: خيار المال، لأن صاحبها يحرزها ويصونها. وضبطه ابن الأثير بسكون الراء وقال: جمعه حرزات، ومنه الحديث في الزكاة: لا تأخذوا من حرزات أموال الناس شيئا ، أي من خيارها قال: هكذا روي بتقديم الراء على الزاي، والرواية المشهورة بتقديم الزاي على الراء، وقد ذكر في موضعه. عن أبي عمرو، في نوادره: الحرائز من الإبل: التي لا تباع نفاسة بها، قال الشماخ:

تباع إذا بيع التلاد الحرائز ومنه المثل: لا حريز من بيع، أي إن أعطيتني ثمنا أرضاه أمتنع من بيعه. وقال إهاب بن عمير يصف فحلا:

يهد فـي عـقـائل حـرائز      في مثل صفن الأدم المخارز

صفحة : 3705

أي يهد في شدة الهدر. وحراز، كسحاب: جبل بمكة وليس بجبل حراء كما تظنه العامة، كأنهم يصحفونه. حراز بن عوف بن عدي، بطن من ذي الكلاع من حمير، ومن نسله الحرازيون المحدثون وغيرهم، منهم أزهر الحرازي وغيره. حراز: مخلاف باليمن، نسب إليهم، وعلي بن أبي حرازة، حكى عنه عباس الدوري، قال الحافظ والذي في الإكمال أن الراء بعد الألف. وحراز بن عمرو الضبي، وحراز بن عثمان الصيرفي، عن يوسف القاضي وغيره، مشددين محدثان. قلت: وحفيد الأخير أبو الحسن محمد بن عثمان بن حراز الحرازي، نسب إلى جده، سمع النجاد، وعنه أبو محمد الخلال، ووثقه. ومحرز بن نضلة بن عبد الله بن مرة أبو نضلة الأسدي يعرف بالأخرم، بدري، قتل سنة ست، وسماه موسى ابن عقبة، محرز بن وهب، ويلقب فهيدة. محرز بن زهير الأسلمي، وصحفه ابن عبد البر فقال محرز بن دهر وكذا محرز بن مالك الخزرجي النجاري بدري وفيه خلف، ومحرز بن قتادة، ومحرز القصاب الذي أدرك الجاهلية، كما قاله البخاري، وقيل: إنه مخضرم. وأبو حريز، كأمير: الذي روى عنه أبو ليلى الأنصاري، وكذا أبو حريزة الذي روى عنه أبو إسحاق الكوفي صحابيون. ومحرز بن عون شيخ مسلم بن الحجاج صاحب الصحيح. وأبو محيريز عبد الله بن محيريز، تابعي. والمحرزي: ة بأسفل البصرة، نقله الصاغاني. وحرزه حرزا: حفظه وجعله في حرز، أو هو إبدال، والأصل حرسه، بالسين المهملة. حرز الرجل، كفرح: كثر ورعه، نقله الصاغاني. وحرزه تحريزا: بالغ في حفظه نقله الصاغاني، وفي الأساس: حرزوا أنفسكم: احفظوها. وأحرز الأجر: حازه، فهو محرز وحريز، ومنه المثل: أحرزت نهبي وأبتغي النوافل. وأصله قول أبي بكر رضي الله عنه، فإنه كان يوتر أول الليل ويقول هذا القول، يريد أنه قضى وتره وأمن فواته وأحرز أجره، فإن استيقظ من الليل تنفل، وإلا فقد خرج من عهدة الوتر. أحرزت المرأة فرجها: أحصنته، كأنها جعلته في حرز لا يوصل إليه. أحرز المكان الرجل: ألجأه، كحرزه تحريزا، قال المتنخل الهذلي:

يا ليت شعري وهم المرء منصبه     والمرء ليس له في العيش تحريز والمحارزة: المفاكهة التي تشبه السباب. قلت: الصواب فيه بالجيم، كما تقدم، وقد تصحف على المصنف هنا، من المجاز: من أمثالهم فيمن طمع في الربح حتى فاته رأس المال قولهم:

واحرزا وأبتغي النوافلا

صفحة : 3706

أي واحرزاه، والألف فيه منقلبة عن ياء الإضافة، كقولهم يا غلاما أقبل، في: يا غلامى. والنوافل: الزوائد. واحترز منه وتحرز: تحفظ وتوقى، كأنه جعل نفسه في حرز منه. وحريز بن عثمان بن جبر الرحمي المشرقي الحمصي الحافظ، يكنى أبا عون وأبا عثمان، من صغار التابعين، خارجي. وقال الحافظ: شامي مشهور، وقال الذهبي في الديوان: هو حجة لكنه ناصبي. وقال الصفدي: روى له مسلم وأبو داوود والترمذي والنسائي وابن ماجه. وقال ابن الأثير في جامع الأصول: أخرج عنه البخاري حديثين، توفي سنة 163. حريز: ة، باليمن، نقله الصاغاني. ومما يستدرك عليه: حرزه حرزا: ضمه وجمعه. وأحرزه إحرازا، إذا حفظه وضمه وصانه عن الأخذ. وفي حديث الدعاء: اللهم اجعلنا في حرز حارز ، أي كهف منيع، كما يقال شعر شاعر فأجرى اسم الفاعل صفة للشعر وهو لقائله، والقياس أن يكون حرزا محرزا، أو في حرز حريز، لأن الفعل منه أحرز، ولكن كذا روي. قال ابن الأثير: ولعله لغة. واللواقح الحرائز: هي السياط المتفقدة إذا صنعت ودبغت، قاله ثعلب. ويقال: أخذ حرزه، بالكسر، أي نصيبه. وكذا أخذوا أحرازهم، وهو مجاز. وأحرز قصب السبق، إذا سبق. وهو مجاز أيضا. وأبو حريز: عبد الله بن حسين قاضي سجستان، من مشايخ الشيعة. وأبو حريز سهل، عن الزهري. وحريز بن المسلم، عن عبد المجيد بن أبي رواد وجعفر بن حريز، عن الثوري. والعلاء بن حريز، شيخ الأصمعي. ويحيى بن مسعود بن مطلق بن نصر الله بن محرر بن حريز الرفاء روى عن ابن البطي. وحريز بن شرحبيل، روى عنه عمرو بن قيس. وحريز مولى معاوية بن أبي سفيان. وحريز بن مرداس، عن شريح القاضي. وحريز بن حمزة القشيري، محدث مصري. وحريز بن عبدة، شاعر. وأبو حريز البجلي، تابعي. وقطبة بن حريز أبو حوصلة له صحبة. فهؤلاء كلهم كأمير. وأبو القاسم أحمد بن علي بن الحراز المقرئ الخياط، كشداد، سمع من قاضي المرستان، ومات سنة ستمائة. والفقيه شهاب الدين أحمد بن أبي بكر بن حرز الله السلمي، حدث عن يحيى بن الحنبلي، وخطب بجسرين. وابن حرزهم، من كبار مشايخ المغرب والشريف أبو المعالي حريز، كزبير، ويدعى أيضا محرزا، ابن الشريف أبي القاسم الحسيني الطهطائي التلمساني، تقدم في القراآت كأبيه، وروى وحدث، وكذا ولده الإمام المحدث شمس الدين محمد؛ وحفيده القاضي مجد الدين أبو بكر بن محمد بن حريز، تولى القضاء بمنفلوط، وحسنت سيرته، وولده قاضي القضاة أبو عبد الله حسام الدين محمد، حدث عن أبي زرعة العراقي، وأخوه سراج الدين عمر، توفي سنة 892، وهم أكبر بيت بالصعيد، ويقال لهم المحارزة والحريزيون.

ح-ر-ف-ز
احرنفزوا للخروج، وفي التكملة: للرواح: اجتمعوا. أهمله الجوهري وصاحب اللسان، ونقله الصاغاني ولم يعزه لأحد. وأبيات محرنفزات: جياد، كذا في التكملة.

ح-ر-م-ز
الحرمزة: الذكاء، نقله ابن دريد. واحرمز الرجل وتحرمز، إذا صار ذكيا، قاله ابن دريد، روي عن ابن المستنير أنه يقال: حرمزه الله: لعنه الله. قال ابن دريد: حرمز، كزبرج: أبو قبيلة. وقال الجوهري بنو الحرماز: حي من تميم. وقال ابن المستنير: مشتق من حرمزه: لعنه. قلت: وهو الحرماز. واسمه الحارث بن مالك بن عمرو بن تميم. وحرمز، كزبرج: أبو القاسم، محدث، روى عنه ليث بن أبي سليم في بول الجارية، نقلته من ديوان الذهبي. ولبنى بنت الحرمز، كزبرج، من بني أسد، وهي أم همام بن مرة بن ذهل.

صفحة : 3707

ح-ز-ز
الحز: القطع من الشيء في غير إبانة، ويقال: الحز: قطع في علاج، وقيل: هو في اللحم ما كان غير بائن، حزه يحزه حزا، كالاحتزاز. وفي الحديث: أنه احتز من كتف شاة ثم صلى ولم يتوضأ . الحز: الفرض في الشيء، كالعود والمسواك والعظم، الواحدة حزة، وقد حززت العود أحزه حزا. الحز: الحين والوقت، قال أبو ذؤيب:

حتى إذا جزرت مياه رزونه     وبأي حز ملاوة تتقـطـع أي بأي حين من الدهر. عن ابن الأعرابي: الحز: الزيادة على الشرف والكرم. وليس في نصه والكرم كالإحزاز، لغة في الحز، نقله الصاغاني، يقال: ليس في القبيلة من يحز على كرم فلان، أي يزيد عليه. الحز: الغامض من الأرض ينقاد بين غليظين. الحز: ع، بالسراة، وقيل أرض تلي السراة بين تهامة واليمن. الحز: الرجل الغليظ الكلام، كالمحز، كمكر، بالكسر. يقال: إذا أصاب المرفق طرف كركرة البعير فقطعه وأدماه قيل: به حاز. وقال العدبس الكناني: العرك والحاز واحد، وهو أن يحز في الذراع حتى يخلص إلى اللحم ويقطع الجلد بحد الكركرة. وقال ابن الأعرابي: إذا أثر فيه قيل: ناكت، فإذا حز به قيل: به حاز، فإن لم يدمه فماسح. وقال غيره: الحاز قطع في كركرة البعير، وهو اسم كالناكت والضاغط. والحزة من السروايل بالضم: الحجزة. قال الأزهري: لغة فيها، وأنكره الأصمعي فقال: تقول حجزة السروايل ولا تقل حزة. وقال ابن الأعرابي: يقال: حجزته وحذلته وحزته وحبكته. الحزة: العنق، وفي الحديث: أخذ بحزته وقال بعضهم إن تسميته للعنق إنما هو على التشبيه. الحزة: قطعة من اللحم قطعت طولا، قال أعشى باهلة:

تكفيه حزة فلـذ إن ألـم بـهـا     من الشواء ويروى شربه الغمر أو خاص بالكبد ولا يقال في سنام ولا لحم ولا غيره. وحزة بالفتح: ع بين نصيبين ورأس عين، على الخابور، ثم كانت عنده وقعة بين قيس وتغلب. حزة: د، قرب الموصل، شرقي دجلة، بناه أردشير بن بابك. حزة أيضا: ع بالحجاز. وتقول: بيننا حزاز. الحزاز ككتاب: الاستقصاء، كالمحازة، قاله مبتكر الأعرابي. ونقله الأزهري. يقال: الخطمي يذهب بحزاز الرأس، الحزاز، بالفتح: الهبرية في الرأس، وكأنه نخالة، والحزازة واحدته. قال الأزهري: الحزازة: وجع في القلب من غيظ ونحوه، والجمع حزازات، قال زفر بن الحارث الكلابي:

وقد ينبت المرعى على دمن الثرى     وتبقى حزازات النفوس كما هـيا قال أبو عبيد: ضربه مثلا لرجل يظهر مودة وقلبه يغلي بالعداوة. حزازة، بلا لام، ابن إبراهيم هكذا في سائر النسخ، وهو غلط وصوابه إبراهيم بن سليمان بن حزازة الكوفي النهمي المحدث، فحزازة اسم جده، كما حققه الحافظ وغيره، حدث عن خلاد بن عيسى، وعنه الأصم. الحزاز، ككتان: كل ما حز في القلب وحك في الصدر، قال الشماخ يصف رجلا باع قوسا من رجل وغبن فيه:

فلما شراها فاضت العين عـبـرة      وفي الصدر حزاز من الهم حامز ويضم، وهكذا روي في قول الشماخ أيضا. الحزاز: الرجل الشديد على السوق والقتال والعمل، كالحزيز، كأمير، والحزاز والحزازي، بفتحهما، قال الشاعر:

فهي تعادى من حزاز ذي حزق

صفحة : 3708

أي حزاز حزق، وهو الشديد جذب الرباط، وهذا كقولك: هذا ذو زيد، أي هذا زيد، حققه الأزهري. الحزاز: الطعام يحمض في المعدة لفساده فيحز في القلب، ومنه قولهم لآخر: أنت أثقل من الحزاز، هكذا نقله أبو الهيثم عن أبي الحسن الأعرابي. حزاز بن كاهل بن عذرة بن سعد هذيم بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن الحاف بن قضاعة، اسم جد لخالد بن عرفطة بن أبرهة حليف بني زهرة، كذا في أنساب البكري. وقال ابن فهد في معجمه: هو الليثي ويقال البكري، ويقال: القضاعي، ويقال: العذري، مع أن عذرة من قضاعة. قلت الصواب الأخير، روى عنه مولاه مسلم وعبد الله بن يسار، وأبو عثمان النهدي، واستعمله معاوية على بعض حروبه، وتوفي سنة ستين. اسم جد لجمرة بن النعمان العذري واسمه عدي بن حزاز بن كاهل، قال أبو عبيد البكري: هو أول عذري قدم على النبي صلى الله عليه وسلم بالصدقة، وزاد ابن فهد: أقطعه النبي صلى الله عليه وسلم وادي القرى. جد لعبد الله بن ثعلبة بن صعير، ويقال: ابن أبي صعير بن زيد بن عمرو العذري حليف بني زهرة، له رؤية ورواية، ولأبيه صحبة. وروى عن ثعلبة ابنه عبد الله هذا، وعبد الرحمن بن كعب، وكان عبد الله يكنى أبا محمد. قلت: وأبوه ثعلبة بن صعير كان شاعرا، وهو الذي روى عنه الزهري، الصحابيين، وهم الأربعة المذكورون، وحيث عرفت أن كلهم من بني عذرة على الصحيح، وجدهم واحد، كان على المصنف أن يقول: وابن كاهل من عذرة، منهم فلان وفلان، ليكون أتم في السياق والفائدة، كما لا يخفى، فتأمل. والحزيز، كأمير: المكان الغليظ المنقاد، وقيل هو الموضع الذي كثرت حجارته وغلظت كأنها السكاكين. وقال ابن دريد: الحزيز: غلظ من الأرض. فلم يزد على ذلك. وقال ابن شميل: الحزيز: ما غلظ وصلب من جلد الأرض مع إشراف قليل. وفي حديث مطرف: لقيت عليا بهذا الحزيز. هو المنهبط من الأرض. ج: حزان بالضم والكسر. ومنه قصيد كعب بن زهير:

ترمي الغيوب بعيني مفرد لهق     إذا توقدت الحزان والـمـيل في المحكم: والجمع أحزة وحزان وحزان عن سيبويه، قال لبيد:

بأحزة الثلبوت يربأ فوقهـا      قفر المراقب خوفها آرامها وقال ابن الرقاع يصف ناقة:

نعم قرقور الـمـرورات إذا     غرق الحزان في آل السراب وقال زهير:

تهوي مدافعها في الحزن ناشزة ال      أكتاف نكبها الـحـزان والأكـم قد قالوا: حزز، بضمتين، فاحتملوا التضعيف، قال كثير عزة:

وكم قد جاوزت نقصي إليكم      من الحزز الأماعز والبراق

صفحة : 3709

قالوا: وليس في القفاف ولا في الجبال حزان، إنما هي جلد الأرض، ولا يكون الحزيز إلا في أرض كثيرة الحصباء. الحزيز: ماء عن يسار سميراء للقاصد مكة حرسها الله تعالى. الحزيز: ع بديار كلب، يقال له حزيز الكلب، الحزيز، ع بديار ضبة. الحزيز: ع بالبصرة، قال ابن شميل: إذا جلست في بطن المربد فما أشرف من أعلاه حزيز. الحزيز: ع بديار كلب ابن وبرة بالبصرة يقال له حزيز الجوأب وهو غير حزيز الكلب. الحزيز: ع بطريق البصرة. الحزيز: ع لمحارب. والحزيز: ع لغني بن أعصر. الحزيز: ع لعكل. والحزيز: ماء لبني أسد، يقال له حزيز صفية. وحزيز تلعة، وحزيز رامة، وحزيز غول: مواضع في بلاد العرب فهي ثلاثة عشر موضعا، ذكر منها الصاغاني ثلاثة. وفاته حزيز: قرية باليمن، وإليها نسب يزيد بن مسلم الجرتي، لكونه انتقل من جرت إليها، وهي أيضا قرية بها، هكذا ضبطه الرشاطي، وضبطه السمعاني بكسر الحاء، والأول الصواب. والحزحزة: ألم في القلب من خوف أو وجع، والجمع حزاحز، قال الشماخ:

وصدت صدودا عن ذريعة عثلـب     ولا بني عياذ في الصدور حزاحز الحزحزة أيضا: من فعل الرئيس في الحرب عند تعبية الصفوف وهو تقديم بعض وتأخير بعض، يقال: هم في حزاحز من أمرهم، قال أبو كبير الهذلي:

وتبوأ الأبطال بعـد حـزاحـز     هكع النواحز في مناخ الموحف والموحف: المنزل بعينه، وذلك أن البعير الذي به النحاز يترك في مناخه لا يثأر حتى يبرأ أو يموت. التحزيز: كثرة الحز كأسنان المنجل، وربما كان ذلك في أطراف الأسنان، يقال: في أسنانه تحزيز، أي أشر، وقد حززها تحزيزا. والتحزز: التقطع، ويقال بينهما شركة حزاز، ككتاب، إذا كان لا يثق كل واحد منهما بصاحبه، نقله الأزهري عن مبتكر الأعرابي. قال أبو زيد: في المثل: حزت حازة من كوعها. يضرب في، ونص النوادر: عند اشتغال القوم، يقول: فالقوم مشغولون بأمرهم عن غيره، أي فالحازة قد شغلها ما هي فيه عن غيرها. وحواز القلوب، بتشديد الزاي، ذكره شمر في ح-و-ز، وكان الأولى ذكره هنا، وسيأتي الكلام عليه في محله. ومما يستدرك عليه: المحز: موضع الحز، أي القطع، ومنه قولهم: قطع فأصاب المحز. ويقال رد الوتر إلى حزها، وهو فرض في رأس القوس. والحزة، بالضم: القطعة من كل شيء، كالبطيخ وغيره، هكذا يستعمله أهل الشام. والتحزيز: أثر الحز، قال المتنخل الهذلي:

إن الهوان فلا يكذبكما أحـد     كأنه في بياض الجلد تحزيز والحزاحز: الحركات. والحزة، بالفتح، الساعة، يقال: أي حزة أتيتني قضيت حقك، وأنشد أبو عمرو لساعدة بن العجلان:

ورميت فوق ملاءة محبوكة      وأبنت للأشهاد حزة أدعي أي ساعة أدعي. والحزة: الحالة، يقال: جئت على حزة منكرة، أي حالة أو ساعة. وقال الليث بعير محزوز: موسوم بسمة الحزة، وهو أن يحز في العضد والفخذ بشفرة ثم يفتل فتبقى الحزة كالثؤلول. والحزاز ككتان: وجع في القلب. وتحزحز عن المكان: تنحى، مقلوب تزحزح. وأبو الحزاز كشداد: كنية أربد الشاعر أخي لبيد بن ربيعة الشاعر لأمه الذي يقول فيه:

فأخي إن شربوا من خيرهم     وأبو الحزاز من أهل ملك وكسحاب بدر بن حزاز المازني، شاعر معاصر للنابغة الذبياني. وأسد بن حزاز في بكر بن هوازن، كما نقله الحافظ. ويقال: تكلم أو أشار فأصاب المحز. وهو مجاز، قاله الزمخشري.

صفحة : 3710

ح-ف-ز
حفزه يحفزه، من حد ضرب: دفعه من خلفه. حفزه بالرمح: طعنه، ومنه الحوفزان، كما سيأتي. قال ابن دريد: حفزه عن الأمر يحفزه حفزا: أعجله وأزعجه وحثه، ومنه حديث أبي بكرة رضي الله عنه: أنه دب إلى الصف راكعا وقد حفزه النفس ، أي أعجله. حفز الليل النهار حفزا: حثه عليه وساقه، قال رؤبة:

حفز الليالي أمد التزييف وأصل الحفز: حثك الشيء من خلفه سوقا وغير سوق، قال الأعشى:

لها فخذان يحفزان مـحـالة      ودأيا كبنيان الصوى متلاحكا حفز المرأة: جامعها، نقله الصاغاني. والحوفزان، فوعلان من الحفز، وهو لقب الحارث بن شريك الشيباني أخي النعمان ومطر رهط بن عاصم المنقري التميمي الصحابي رضي الله تعالى عنه حفزه بالرمح، أي طعنه به حين خاف أن يفوته فعرج من تلك الحفزة فسمي بتلك الحفزة حوفزانا، حكاه ابن قتيبة، كذا في المحكم؛ وفي التهذيب: هو لقب لجرار من جراري العرب، وكانت العرب تقول للرجل إذا قاد ألفا: جرارا. وقال الجوهري: لقب بذلك لأن بسطام بن قيس طعنه فأعجله. وأنشد ابن سيده لجرير يفتخر بذلك:

ونحن حفزنا الحوفزان بطـعـنة     سقته نجيعا من دم الجوف أشكلا قال الجوهري، وقولهم: إنما حفزه بسطام بن قيس غلط لأنه شيباني فكيف يفتخر جرير به. قال ابن بري: ليس البيت لجرير وإنما هو لسوار بن حبان المنقري، قاله يوم جدود. زاد الصاغاني: وفي النقائض أنه لقيس بن عاصم، والصواب أنه لسوار، وبعده:

وحمران قسرا أنزلته رماحنا      فعالج غلا في ذراعيه مثقلا وقال ابن بري: وقال الأهتم بن سمي المنقري أيضا:

ونحن حفزنا الحوفزان بطعنة     سقته نجيعا من دم الجوف آنيا والحفز بالتحريك: الأمد والأجل، في لغة بني سعد، قال ابن الأعرابي: يقال: جعلت بيني وبين فلان حفزا، أي أمدا، قال:

والله أفعل ما أردتم طائعـا       أو تضربوا حفزا لعام قابل واحتفز: استوفز، ومنه حديث أنس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أني بتمر فجعل يقسمه وهو محتفز ، أي مستعجل مستوفز، يريد القيام غير متمكن من الأرض. يقال: رأيته محتفزا، أي مستوفزا، كتحفز، ومنه حديث الأحنف: كان يوسع لمن أتاه، فإذا لم يجد متسعا تحفز له تحفزا . احتفز في مشيته: احتث واجتهد، عن ابن الأعرابي، وأنشد:

مجنب مثل تيس الربل محتفـز      بالقصربين على أولاه مصبوب محتفز، أي مجتهد في مد يديه. احتفز: تضام في سجوده وجلوسه، ومنه حديث علي رضي الله عنه: إذا صلى الرجل فليخو، وإذا صلت المرأة فلتحتفز ، أي تتضام إذا جلست وتجتمع إذا سجدت ولا تخوي كما يخوي الرجل. قال مجاهد: ذكر القدر عند ابن عباس رضي الله عنه فاحتفز وقال: لو رأيت أحدهم لعضضت بأنفه، أي استوى جالسا على وركيه، هكذا فسره النضر، وقال ابن الأثير: قلق وشخص ضجرا؛ وقيل: استوى جالسا على ركبتيه كأنه ينهض. وقال غيره: الرجل يحتفز في جلوسه يريد القيام والبطش بشيء. وحافزه محافزة: جاثاه، قال الشماخ:

ولما رأى الإظلام بـادره بـهـا     كما بادر الخصم اللجوج المحافز

صفحة : 3711

قال الأصمعي، معنى حافزه: داناه. والحوفزى: لعبة، وهي أن تلقي الصبي على أطراف رجليك فترفعه، وقد حوفز، نقله الصاغاني. والحافز: حيث ينثني من الشدق، نقله الصاغاني. ومما يستدرك عليه: رجل محفز: حافز، وأنشد ابن الأعرابي:

ومحفزة الحزام بمرفقيها       كشاة الربل أفلتت الكلابا مفعلة من الحفز وهو الدفع. وقوس حفوز: شديدة الحفز والدفع للسهم، عن أبي حنيفة، وقول الراجز:

تريح بعد النفس المحفوز يريد النفس الشديد المتتابع كأنه يحفز أي يدفع من سياق. وقال العكلي: رأيت فلانا محفوز النفس: إذا اشتد به. وفي حديث أنس: من أشراط الساعة حفز الموت. قيل: وما حفز الموت? قال: موت الفجأة وقال بعض الكلابيين: الحفز تقارب النفس في الصدر. والحوفزان: نبت، نقله الصاغاني. وقال شجاع الأعرابي: حفزوا علينا الخيل والركاب: إذا صبوها.

ح-ق-ز
الحاقزة: أهمله الجوهري وصاحب اللسان، وقال الصاغاني: هي التي تحقز برجلها، أي ترمح بها، كأنه مقلوب القاحزة، كما سيأتي، هكذا صرح به، ولم يذكره غيره.

ح-ل-ز
حلز الأديم والعود: قشرهما، نقله الصاغاني. والحلز، كجلق: السيئ الخلق. الحلز: البخيل، وهي بهاء. الحلز: القصير، وهي الحلزة. الحلز: نبات، وقيل: هو ضرب من الحبوب، يزرع بالشام، وقيل: هو ضرب من الشجر قصار، عن السيرافي. الحلز: البوم، والحلزة، بالهاء، لأنثى الكل. الحلزة: دويبة معروفة، قاله ابن دريد. والحارث بن حلزة اليشكري، من بني كنانة بن يشكر بن بكر بن وائل، شاعر. قال الجوهري: رجل حلز: بخيل، وامرأة حلزة: بخيلة، وبه سمي الحارث بن حلزة. وقال الأزهري: قال قطرب: الحلزة: ضرب من النبات، وبه سمي الحارث بن حلزة. قال الأزهري: وقطرب ليس من الثقات، وله في اشتقاق الأسماء حروف منكرة. وقلب حالز: ضيق، على النسب، وكبد حلزة، كفرحة، وكذا حلزة بتشديد اللام المكسورة: قرحة. وتحلز الشيء: بقي. نقله الصاغاني. تحلز القلب عند الحزن: توجع، وهو كالاعتصار فيه. تحلز الرجل للأمر، إذا تشمر له، وكذلك تهلز، قال الراجز:

يرفعن للحادي إذا تحلزا      هاما إذا هززته تهزهزا في نوادر الأعراب: احتلز منه حقه: أخذه، ومثله: اختلج منه. وتحالزنا بالكلام: قال لي وقلت له، ومثله تحالجنا بالكلام. والحلزون، محركة: دابة تكون في الرمث، نقله الأصمعي، وجاء به في باب فعلول، وذكر معه الزرجون والقرقوس، فإن كانت النون أصلية فالحرف رباعي، وموضع ذكره حرف النون، كما فعله الجوهري، وإن كانت زائدة فالحرف ثلاثي، وهذا موضع ذكره، كما فعله الأزهري. أو الحلزون من جنس الأصداف، وهذا قول الأطباء. ومما يستدرك عليه: رجل حالز: أي وجع. وحلزة امرأة. والحلزون: موضع.

ح-ل-ج-ز
الحلجز، كجعفر، أهمله الجماعة، وهو اللئيم البخيل السيئ الخلق، مقلوب الجلحز بتقديم الجيم، وقد تقدم عن ابن دريد، وذكرنا كلام الأزهري وإنكاره واستغرابه. وأما بتقديم الحاء على الجيم فلم يذكره أحد من الأئمة، إلا أن يكون تصحف على بعضهم، فلينظر.

ح-م-ز

صفحة : 3712

الحمز، كالضرب: حرافة الشيء وشبه اللذعة فيه، كطعم الخردل. وقال أبو حاتم: تغدى أعرابي مع قوم فاعتمد على الخردل فقالوا: ما يعجبك منه? فقال: حمزه وحرافته. نقله الأزهري. من المجاز: الحمز: التحديد، في لغة هذيل، يقال: حمز حديدته، إذا حددها، وقد جاء ذلك في أشعارهم. الحمز: القبض: حمزه يحمزه: قبضه وضمه. وحمز الشراب اللسان يحمزه: لذعه من حرافته. والحمازة، كسحابة: الشدة والصلابة، وقد حمز، ككرم، فهو حميز الفؤاد وحامزه، أي صلب الفؤاد، ويقال: حامز وحميز: نز خفيف الفؤاد شديد ذكي ظريف. وأحمز الأعمال: أمتنها وأقواها وأشدها، وقيل: أمضها وأشقها، وهو من حديث ابن عباس رضي الله عنهما: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم، أي الأعمال أفضل، فقال: أحمزها ، وهو مجاز. ورمانة حامزة: فيها حموضة كذا قاله الصاغاني، وفي الأساس: مزة. وحبيب بن حماز، ككتاب، الحمازي، تابعي، روى عن أبي ذر وعلي، رضي الله عنهما، وعنه سماك بن حرب وغيره. وعمرو بن زالف بن عوف بن حماز الصفدي ممن شهد فتح مصر، ذكره ابن يونس، ويقال: هو ابن حمار، بالراء، كما نقله الصاغاني. والحمزة: الأسد، لشدته وصلابته. الحمزة: بقلة حريفة، وبها كني أنس، قال أنس: كناني رسول الله صلى الله عليه وسلم ببقلة كنت أجنيها، وكان يكنى أبا حمزة؛ والبقلة التي جناها أنس كان في طعمها لذع للسان فسميت البقلة حمزة، بفعلها، وكني أنس أبا حمزة لجنيه إياها، قاله الجوهري. يقال: إنه لحموز، كصبور، لما حمزه، أي ضابط لما ضمه. ومحتمل له، ومنه اشتقاق حمزة. أو من الحمازة بمعنى الشدة، أو مأخوذ من الحمزة وهي البقلة الحريفة، أو غير ذلك. وحمزان، كصليان: ة بنجران اليمن، نقله الصاغاني، وهكذا في مختصر البلدان. ورجل محموز البنيان، شديده، قال أبو خراش:

أقيدر محموز البنان ضئيل هكذا أنشدوه. قلت: والذي قرأت في أشعار الهذليين لأبي خراش:

منيبا وقد أمسى تقدم وردها      أقيدر محموز القطاع نذيل قال السكري: محموز القطاع، أي شديد القطاع، ونذيل: نذل الهيئة. وقال الأخفش: القطاع: النصال، ومحموزها: صلبها محددها، قال: ومنه اشتق حمزة. وحامز: ع، هكذا نقله المصنف، ولعله بالراء، وقد تقدم في موضعه. ومما يستدرك عليه: حمز اللبن يحمز حمزا: حمض، وهو دون الحازر، والاسم الحمزة. قال الفراء: اشرب من نبيذك فإنه حموز لما تجد، أي يهضمه. والحامز: الحامض الذي يلذع اللسان ويقرصه. والحمازة، بالفتح، اللذع والحدة، ومنه حديث: أنه شرب شرابا فيه حمازة . وحمزت الكلمة فؤاده: قبضته وأوجعته، وهو مجاز. وفي التهذيب: حمز اللوم فؤاده. وقال اللحياني: كلمت فلانا بكلمة حمزت فؤاده. ورجل حامز الفؤاد: متقبضه. والحامز والحميز: الشديد الذكي. وفلان أحمز أمرا من فلان، أي أشد. وقال ابن السكيت: أي متبقض الأمر مشمره، ومنه اشتق حمزة. وهم حامز: شديد. قال الشماخ:

وفي الصدر حزاز من الهم حامز وفي التهذيب، من اللوم حامز: أي عاصر. وقيل: ممض محرق. وحميزة كسفينة: فرس شيطان بن مدلج، أحد بني تغلب ولها يقول:

أتتني بها تسري حميزة موهنا     كمسرى الدهيم أو حميزة أشأم

صفحة : 3713

كذا في كتاب الخيل لابن الكلبي. وحمزة، وقيل حمزى، من بلاد المغرب، هكذا نقله الصاغاني. قلت: وهذا البلد يقال له حمزة آشير، كما أفاد ابن خلكان، وانتسب إليه عبد الملك بن عبد الله بن داوود المغربي الحمزي الفقيه، نزيل بغداد، عن أبي نصر الزينبي، وعنه ابن عساكر، مات سنة 527. وأما أبو بكر أحد بن محمد بن إسماعيل الأدمي المقرئ الحمزي فإنه منسوب إلى إتقان حرف حمزة في القراءات، روى عنه أبو الفتح يوسف القواس. والحمزية: طائفة من الخوارج. والحمزيون: بطن من بني الحسن السبط باليمن، وهم بنو حمزة بن الحسن بن عبد الرحمن بن يحيى بن عبد الله بن الحسين بن القاسم بن طباطبا الحسني، ويدعى بالنفس الزكية، وحفيده حمزة بن علي بن حمزة الملقب بالمنتجب العالم، وهو الثاني أحد أئمة الزيدية، وحفيده هذا حمزة بن سليمان بن حمزة بن علي، وهو الثالث، ويدعى بالتقي والجواد؛ وولده عبد الله بن حمزة، من كبار أئمة اليمن وعلمائهم، ويلقب بالمنصور بالله، وأعقب عن عشرة، كما أودعنا تفصيل ذلك في المشجرات. ومما يستدرك عليه:

ح-ن-ز
الحنز، بالكسر: القليل من العطاء. وهذا حنز هذا، أي مثله، قال: والمعروف: حتن.

ح-و-ز
الحوز: الجمع وضم الشيء، وكل من ضم شيئا إلى نفسه من مال أو غير ذلك فقد حازه حوزا، كالحيازة، بالكسر، والاحتياز. ويقال: حاز المال، إذا احتازه لنفسه. وعليك بحيازة المال، وحازه إليه واحتازه. الحوز: السوق اللين، كالحيز، وقد حاز الإبل يحوزها ويحيزها وحوزها: ساقها سوقا رويدا؛ قيل: الحوز: السوق الشديد. يقال: حزها أي سقها سوقا شديدا، ضد. الحوز: الموضع يحوزه الرجل تتخذ حواليه مسناة، والجمع الأحواز. قال أبو عمرو: الحوز: الملك، يقال: حازه يحوزه، إذا ملكه وقبضه واستبد به. قال ابن سيده: الحوز: النكاح. حاز المرأة حوزا، إذا نكحها، قال الشاعر:

يقول لما حازها حوز المطي أي جامعها، ونسبه الصاغاني إلى الليث. قلت وفي الأساس، من المجاز: ويقال لمن نكح امرأة قد حازها. الحوز: الإغراق في نزع القوس، نقله الصاغاني. الحوز: محلة بأعلى بعقوبا منها عبد الحق بن محمود بن الفراش، الفقيه الزاهد البعقوبي الحوزي، سمع أبا الفتح بن شاتيل. الحوز: ة، بواسط في شرقيها يقال لها حوز برقة، منها خميس بن علي الحوزي شيخ أبي طاهر السلفي الأصبهاني. ومنها أيضا أبو طاهر بركة بن حسان الحوزي، سمع الحسن بن أحمد الغندجاني، وكذا علي بن محمد بن علي الحوزي كاتب الوقف، حدث عنه أبو عبد الله محمد بن الجلابي. وأبو جعفر عبد الله بن بركة الحوزي، عن أحمد بن عبيد الله الآمدي، وعنه ابن الدبيثي. وعبد الواحد بن أحمد الحوزي الحمامي، حدث عن أبي السعادات المبارك بن نغوبا، وعنه محمد بن أحمد بن حسن الواسطي. الحوز: ة، بالكوفة، منها الحسن بن علي بن زيد بن الهيثم الحوزي، عن محمد بن الحسين النحاس؛ وابنه يحيى حدث أيضا. الحوزة، بهاء: الناحية، يقال: فلان مانع حوزته، لما في حيزه. والحوزة فعلة منه، سميت بها الناحية، وفي الحديث: فحمى حوزة الإسلام ، أي حدوده ونواحيه، وهو مجاز. الحوزة: بيضة الملك. الحوزة: عنب ليس بعظيم الحب، نقله الصاغاني. الحوزة: فرج المرأة، وقالت امرأة:

فظلت أحثي الترب في وجهه     عني وأحمي حوزة الغـائب قال الأزهري: قال المنذري: يقال: حمى حوزاته، وأنشد:
لها سلف يعـوذ بـكـل ريع      حمى الحوزات واشتهر الإفالا

صفحة : 3714

قال: السلف: الفحل، حمى حوزاته، أي لا يدنو فحل سواه منها، وأنشد الفراء:

حمى حوزاته فتركن قفرا      وأحمى ما يليه من الإجام أراد بحوزاته نواحيه من المرعى. قال صاحب اللسان: إن كان للأزهري دليل غير شعر المرأة في قولها: وأحمي حوزة الغائب، على أن حوزة المرأة فرجها سمع، واستدلاله بهذا البيت فيه نظر، لأنها لو قالت: وأحمي حوزتي للغائب، صح له الاستدلال، ولكنها قالت: وأحمي حوزة الغائب، وهذا القول منها لا يعطي حصر المعنى في أن الحوزة فرج المرأة. لأن كل عضو للإنسان قد جعله الله تعالى في حوزه، وجميع أعضاء المرأة والرجل حوزه، وفرج المرأة أيضا في حوزها ما دامت أيما لا يحوزه أحد إلا إذا نكحت برضاها، فإذا نكحت صار فرجها في حوزة زوجها، فقولها: وأحمي حوزة الغائب، معناه أن فرجها مما حازه زوجها فملكه بعقدة نكاحها، واستحق التمتع به دون غيره، فهو إذا حوزته بهذه الطريق لا حوزتها بالعلمية. وما أشبه هذا بوهم الجوهري في استدلاله ببيت عبد الله بن عمر في محبته لابنه سالم بقوله:

وجلدة بين العين والأنف سالم على أن الجلدة التي بين العين والأنف يقال لها سالم، وإنما قصد عبد الله قربه منه ومحله عنده، وكذلك هذه المرأة جعلت فرجها حوزة زوجها فحمته له من غيره، لا أن اسمه حوزة، فالفرج لا يختص بهذا الاسم دون أعضائها، وهذا الغائب بعينه ممن يتزوجها، إذ لو طلقها هذا الغائب وتزوجها غيره بعده صار هذا الفرج بعينه حوزة للزوج الأخير، وارتفع عنه هذا الاسم للزوج الأول. والله أعلم. الحوز: الطبيعة من خير أو شر. حوزة: واد بالحجاز كانت عنده وقعة لعمرو بن معد يكرب مع بني سليم، قال صخر بن عمرو:

قتلت الخالدين بها وعمـرا      وبشرا يوم حوزة وابن بشر وأول ليلة توجه الإبل إلى الماء إذا كانت بعيدة تسمى ليلة الحوز، لأنه يرفق بها تلك الليلة فيسار بها رويدا. والطلق أن يخلي وجوه الإبل إلى الماء ويتركها في ذلك ترعى ليلتئذ فهي ليلة الطلق. وأنشد ابن السكيت:

قد غر زيدا حوزه وطلقه قلت: وهو لبشير بن النكث الكلبي وآخره:

من امرئ وفقه موفقه يقول: غره حوزه فلم يسق ولم يكن مثل امرئ وفقه موفقه فهيأ آلة الشرب. نقله الصاغاني. ويقال للرجل إذا تحبس في الأمر: دعني من حوزك وطلقك. ويقال: طول علينا فلان بالحوز والطلق، والطلق قبل القرب، وقد حوز الإبل تحويزا: ساقها إلى الماء، وقال:

حوزها من برق الغمـيم     أهدأ يمشي مشية الظلـيم

بالحوز والرفق وبالطميم وكذلك حازها، كما في الأساس. والمحاوزة: المخالطة. المحاوزة: الوطء، نقله الصاغاني. والأحوزي: هو الأحوذي، بالذال المعجمة، وهو الجاد في أمره. وقالت عائشة في عمر رضي الله عنهما: كان والله أحوزيا نسيج وحده . وكان أبو عمرو يقول: الأحوزي: الخفيف، ورواه بعضهم بالذال، والمعنى واحد، وهو السابق الخفيف، كالحوز، وهو المنحاز في ناحية الجاد في أموره، قاله الصاغاني. الأحوزي: الأسود. الأحوزي: الحسن السياقة للأمور، وفيه بعض النفار، قاله ابن الأثير في تفسير قول عائشة رضي الله عنها، وقال الزمخشري: وهو مجاز، كالحوزي، بالضم، قال العجاج يصف ثورا وكلابا:

يحوزهن وله حـوزي     كما يحوز الفئة الكمي

صفحة : 3715

وكان أبو عبيدة يروي رجز العجاج: حوذي، بالذال، والمعنى واحد، يعني به الثور أنه يطرد الكلاب وله طارد من نفسه يطرده من نشاطه وحده. وقال غيره: الحوزي: الجاد في أمره، كالأحوزي، أو الحوزي: المتنزه في المحل الذي يحتمل وحده وينزل وحده ولا يخالط البيوت بنفسه ولا ماله، وفي قول الطرماح:

يطفن بحوزي المراتع لم ترع       بواديه من قرع القسي الكنائن الحوزي هو المتوحد وهو الفحل منها، وهو من حزت الشيء، إذا جمعته أو نحيته. الحوزي: رجل رأيه وعقله مدخر، وفي اللسان: مذخور. الحوزي: الأسود. انحاز القوم: تركوا مركزهم، ومعركة قتالهم ومالوا إلى موضع آخر. وتحاوز الفريقان في الحرب: أي انحاز كل واحد منهما عن الآخر. وحواز القلوب، كشداد، في حديث ابن مسعود رضي الله تعالى عنه، ونصه: الإثم حواز القلوب . هكذا رواه شمر وقال: هو ما يحوزها، أي القلوب، ويغلبها. ونص شمر، ويغلب عليها حتى تركب مالا يحب. ويروى: حواز، بتشديد الزاي، وهو الأكثر في الروايات، والمشهور عند المحدثين جمع حازة، وهي الأمور التي تحز في القلوب وتحك وتؤثر كما يؤثر الحز في الشيء ويتخالج فيها، ويخطر من أن تكون معاصي، لفقد الطمأنينة إليها، وقال الليث: يعني ما حز في القلب وحك، ويروى: الإثم حزاز القلوب. بزاءين، الأولى مشددة وهو فعال من الحز. وكان ينبغي من المصنف أن يذكر الرواية المشهورة هناك ويقول هنا: ويروى حواز القلوب، كشداد، كما فعله غيره من المصنفين في اللغة ما عدا الصاغاني، والمصنف قلده في ذلك على عادته. وتحوز: تلوى وتقلب، وخص بعضهم به الحية، كتحيز، يقال: تحوزت الحية وتحيزت، أي تلوت. ومن كلامهم: مالك تحوز كما تحيز الحية. تحوز عنه وتحيز: تنحى، وفي الحديث: فما تحوز له عن فراشه . قال أبو عبيد: التحوز هو التنحي، وفيه لغتان: التحوز والتحيز، قال الله تعالى: أو متحيزا إلى فئة . والتحوز التفعل، والتحيز التفيعل. وقال أبو إسحاق في معنى الآية: أي إلا أن ينحاز أي ينفرد ليكون مع المقاتلة. وأصله متحيوز، قلبت الواو ياء لمجاورة الياء ثم أدغمت فيها؛ وقال الليث: يقال: مالك تتحوز، إذا لم تستقر على الأرض، وقال القطامي يصف عجوزا أنه استضافها فجعلت تروغ عنه فقال:

تحوز عني خـيفة أن أضـيفـهـا     كما انحازت الأفعى مخافة ضارب والحوزية بالضم: الناقة المنحازة عن الإبل لا تخالطها، أو هي التي عندها سير مذخور من سيرها مصون لا يدرك، وبه فسر رجز العجاج السابق ذكره وله حوزي: أي يغلبهن بالهوينى وعنده مذخور سير لم يبتذله، أو هي التي لها خلفة انقطعت عن الإبل في خلفتها وفراهتها، هكذا بفتح الخاء المعجمة وكسر اللام، ووقع في نسخة التكملة بكسر الخاء وسكون اللام، والأولى الصواب، وهذا كما تقول: منقطع القرين وبكل من الأقوال الثلاثة فسر قول الأعشى يصف الإبل:

حوزية طويت على زفراتها      طي القناطر قد نزلن نزولا

صفحة : 3716

يقال: إن فيكم حويزاء عني، الحويزاء: الذخيرة تطويها عن صاحبك، نقله الصاغاني، كأنه يحوزها ويستبد بها دون صاحبه، والتصغير للتعظيم. وحوزان وحوزى كسكران وسكرى، قريتان، أما الأولى فمن قرى مرو الروذ، والرجالة الحوزانية منسوبون إليها. والحويزة: كدويرة: قصبة بخوزستان، بينها وبين واسط والبصرة، منها: أبو العباس أحمد بن محمد بن محمد بن سليمان العباسي الحويزي الفقيه الشاعر، تفقه ببغداد ومات سنة 550 وابنه حسن نشأ ببغداد وقرأ بها القرآن بالروايات على أبي الكرم الشهرزوري وسمع منه ومن أبي القاسم السمرقندي وكان يعرف الموسيقى، وهو شاعر محدث مقرئ، سكن واسط إلى أن مات بها سنة 573 وعبد الله بن الحسن الحويزي المحدثان. ومحمود بن إسماعيل الحويزاني الخطيب المحدث، من شيوخ بغداد، بعد الثمانين وستمائة قيل: منسوب إلى الحويزة هذه كأنه من تغيير النسب. وحويزة، كجهينة، ممن قاتل الحسين بن علي رضي الله عنهما، وعلى حويزة ما يستحق. وبدر بن حويزة محدث، روى عن الشعبي. قلت: وماوية بنت حويزة ويقال: حوزة، ذكرها الزبير بن بكار فقال: هي والدة عاتكة بنت مرة، وعاتكة أم عبد شمس بن عبد مناف وإخوته. نقله الحافظ. حواز، ككتان: رجل. الحواز، كرمان: الجعلان الكبار، نقله الصاغاني، وكأنه جمع حائز، والذي في اللسان وغيره: الحواز وهو ما يحوزه الجعل من الدحروج وهو الخرء الذي يدحرجه، قال:

سمين المطايا يشرب الشرب والحسا     قمطر كحواز الدحـاريج أبـتـر والحوزاء: الحرب التي تحوز القوم، أي تجمعهم وتضمهم، حكاها الرياشي في شرح أشعار الحماسة في قول جابر بن الثعلب:

فهلا على أخلاق نعلي معصـب      شغبت وذو الحوزاء يحفزه الوتر الوتر هنا: الغضب. وهلال بن أحوز قاتل جهم بن صفوان، الصحيح أن قاتل جهم بن صفوان هو سلم بن أحوز، وأما أخوه هلال فله ذكر في دولة بني أمية، هكذا حققه الحافظ. ومما يستدرك عليه: يقال: سوق حوز، وصف بالمصدر. وحوز العير تحويزا: حمل عليها، قاله ثعلب. والتحوز: التلبث والتمكث. والتحوز: بطء القيام، كالتحوس. والحوز من الأرض: أن يتخذها رجل ويبين حدودها فيستحقها فلا يكون لأحد فيها حق معه. وتحوز الرجل وتحيز: أراد القيام فأبطأ ذلك عليه. وحاز الشيء: نحاه، عن شمر. وحوزه تحويزا: ضمه. وانحاز على الشيء: ضم بعضه على بعض وأكب عليه. وحوز الدار وحيزها: ما انضم إليها من المرافق والمنافع، وكل ناحية على حدة حيز، وأصله حيوز، ويقال فيه: الحيز، بالتخفيف، كهين وهين، ولين ولين، والجمع أحياز، نادر، فأما على القياس فحيائز، بالهمز، في قول سيبويه، وحياوز، بالواو، في قول أبي الحسن، قال الأزهري: وكان القياس أن يكون أحوازا، بمنزلة الميت والأموات، ولكنهم فرقوا بينهما كراهة الالتباس. وحوزة الإسلام: حدوده، وهو مجاز. وحوزة الرجل: ما في حيزه. وأمر محوز، كمعظم: محكم، والحائز: الخشبة التي تنصب عليها الأجذاع، هكذا أورده صاحب اللسان. قلت: وهو بالجيم أشبه، وقد تقدم في موضعه. ويقال أنا في حيزه وكنفه، وهو مجاز. وبنو حويزة: قبيلة، قال ابن سيده: أظن ذلك ظنا. والمحاوزة: المطاردة. نقله الصاغاني. ويقال: ذهب لحوزيته، بالضم، أي لطيته، نقله الصاغاني. والماحوز: ذكره بعض الأئمة هنا، والصواب ذكره في م-ح-ز.
ح-ي-ز

صفحة : 3717

الحيز: السوق الشديد والرويد، لغة في الحوز، وقد تقدم. ويقال: الحوز والحيز: السير الرويد، والسوق اللين. وحاز الإبل يحوزها ويحيزها: سارها في رفق. ضد. التحيز: التلوي والتقلب، يقال: تحيزت الحية: إذا تلوت، ويروى في شعر القطامي:

تحيز عني وقد سبق ذكره، أي تتلوى وتتنحى، وكذا تحيز الرجل، إذا أراد القيام فأبطأ، كتحوز، والواو فيهما أعلى. قال الفراء: حيز كجير: زجر للحمار، وقال غيره: حيز حيز: من زجر المعزى، وأنشد:

شمطاء جاءت من بلاد البر     قد تركت حيز وقالت حر ورواه ثعلب: حيه. وبنو حياز: كشداد: بطن من طيئ، نقله الصاغاني. وحيزان، بالكسر: د، بديار بكر. قلت: وهو من مدن أرمينية، قريب من شروان، من فتوح سليمان بن ربيعة، وقد ضبط بالفتح أيضا، منه أبو بكر محمد بن إسماعيل الحيزاني الفقيه الشاعر، مات سنة 607. ومحمد بن أبي طالب الحيزاني الأديب، كتب عنه الشهاب القوصي، سنة عشر وستمائة. قلت: ومنه أيضا: حمدون بن علي الحيزاني الأسعردي، روى عن سليم الرازي، وعنه أبو بكر الشاشي، ذكره ابن نقطة. ويوسف بن محمود بن يوسف الحيزاني، ذكره أبو العلاء الفرضي.