الباب الحادي عشر: باب الزاي - الفصل التاسع: فصل الراء مع الزاي

فصل الراء مع الزاي

ر-ب-ز
الربيز: الرجل الظريف الكيس، قاله أبو عدنان. الربيز: المكتنز الأعجز من الأكياس ونحوها، هكذا في النسخ: وفي بعض الأصول: الأكباش جمع كبش ربيز، مثل ربيس، وقال أبو زيد: الربيز والرميز من الرجال: العاقل الثخين، وقد ربز ربازة، ورمز رمازة، ككرم فيهما، أي في معنى الظريف والمكتنز. الربيز: الكبير في فنه، كالرميز، هكذا في النسخ: الكبير، بالموحدة. وفي التكملة واللسان بالثاء المثلثة. وربز القربة تربيزا: ملأها، وكذلك ربسها تربيسا. وارتبز الرجل: تم في فنه وكمل وهو مرتبز ومرتمز. ومما يستدرك عليه: أربزه إربازا: أعقله، عن أبي زيد. وقطيفة ربيزة: ضخمة.

ر-ج-ز

صفحة : 3727

الرجز، بالكسر والضم: القذر، مثل الرجس. الرجز: عبادة الأوثان، وبه فسر قوله تعالى: والرجز فاهجر . وقيل هو العمل الذي يؤدي إلى العذاب، وأصل الرجز في اللغة الاضطراب وتتابع الحركات. قال أبو إسحاق في تفسير قوله تعالى: لئن كشفت عنا الرجز قال هو العذاب المقلقل لشدته وله قلقلة شديدة متتابعة. قيل: الرجز في قوله تعالى: والرجز فاهجر الشرك ما كان، تأويله أن من عبد غير الله فهو على ريب من أمره واضطراب من اعتقاده. الرجز، بالتحريك ضرب من الشعر معروف، وزنه مستفعلن ست مرات، فابتداء أجزائه سببان ثم وتد، وهو وزن يسهل في السمع، ويقع في النفس، ولذلك جاز أن يقع فيه المشطور، وهو الذي ذهب شطره، والمنهوك، وهو الذي قد ذهب منه أربعة أجزاء وبقي جزءان، قال أبو إسحاق: إنما سمي الرجز رجزا لأنه تتوالى فيه في أول حركة وسكون ثم حركة وسكون، إلى أن تنتهي أجزاؤه، يشبه بالرجز في رجل الناقة ورعدتها، وهو أن تتحرك وتسكن، وقيل سمي بذلك لتقارب أجزائه واضطرابها وقلة حروفه، وقيل: لأنه صدور بلا أعجاز. وقال ابن جني: كل شعر تركب تركيب الرجز يسمى رجزا. وقال الأخفش مرة: الرجز عند العرب: كل ما كان على ثلاثة أجزاء، وهو الذي يتمرنون به في عملهم وسوقهم ويحدون به. قال ابن سيده: وقد روى بعض من أثق به نحو هذا عن الخليل. قد اختلف فيه، فزعم قوم أنه ليس بشعر، وأن مجازه مجاز السجع، وهو عند الخليل شعر صحيح، ولو جاء منه شيء على جزء واحد لاحتمل الرجز ذلك لحسن بنائه. هذا نص المحكم. وفي التهذيب: زعم الخليل أنه ليس بشعر وإنما هو أنصاف أبيات أو أثلاث، ودليل الخليل في ذلك ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا ويأتيك من لم تزود بالأخبار. قال الخليل: لو كان نصف البيت شعرا ما جرى على لسان النبي صلى الله عليه وسلم: ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا . وجاء بالنصف الثاني على غير تأليف الشعر، لأن نصف البيت لا يقال له شعر ولا بيت، ولو جاز أن يقال لنصف البيت شعر لقيل لجزء منه شعر، وقد جرى على لسان النبي صلى الله عليه وسلم: أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب . قال: فلو كان شعرا لم يجر على لسانه صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: وما علمناه الشعر وما ينبغي له . وقد نازعه الأخفش في ذلك. قال الأزهري: قول الخليل الذي بني عليه أن الرجز شعر، ومعنى قول الله عز وجل: وما علمناه الشعر وما ينبغي له أي لم نعلمه الشعر فيقوله ويتدرب فيه حتى ينشئ منه كتبا، وليس في إنشاده صلى الله عليه وسلم البيت والبيتين لغيره ما يبطل هذا، لأن المعنى فيه: أنا لم نجعله شاعرا. والأرجوزة بالضم: القصيدة منه، أي من الرجز، وهي كهيئة السجع إلا أنه في وزن الشعر، ج، أراجيز. ومن سجعات الحريري: فما كل قاض قاضي تبرز، ولا كل وقت تسمع فيه الأراجيز. قال اللعين المنقري يهجو رؤبة:

إني أنا ابن جلا إن كنت تعرفني     يا رؤب والحية الصماء في الجبل
أبالأراجيز يا ابن اللؤم توعدني      وفي الأراجيز رأس النوك والفشل

صفحة : 3728

وقد رجز يرجز رجزا، ويسمى قائله راجزا، كما يسمى قائل بحور الشعر شاعرا. وارتجز الرجاز ارتجازا ورجز به ورجزه ترجيزا: أنشده أرجوزة، وهو راجز ورجاز ورجازة ومرتجز. الرجز، محركة: داء يصيب الإبل في أعجازها، وهو أن تضرب رجل البعير أو فخذاه إذا أراد القيام أو ثار ساعة ثم ينبسط، وقد رجز رجزا، وهو أرجز وهي رجزاء، وقيل: ناقة رجزاء: ضعيفة العجز، إذا نهضت من مبركها لم تستقل إلا بعد نهضتين أو ثلاث. قال أوس ابن حجر يهجو الحكم بن مروان بن زنباع وكان وعده بشيء ثم أخلفه:

هممت بباع ثم قصرت دونـه    كما ناءت الرجزاء شد عقالها
منعت قليلا نفعه وحرمتنـي      قليلا فهبها عثرة لا تقالـهـا

يقول: لم تتم ما وعدت، كما أن الرجزاء إذا أرادت النهوض لم تكد تنهض إلا بعد ارتعاد شديد. الرجاز، كشداد ورمان: واد عظيم بنجد، أنشد ابن دريد لبدر بن عامر الهذلي:

أسد تفر الأسد من عـروائه     بعوارض الرجاز أو بعيون هكذا روي بالوجهين، وعيون أيضا: موضع، كذا قرأته في أشعار الهذليين. والرجازة، بالكسر: مركب للنساء، وهو أصغر من الهودج، جمعه رجائز. أو كساء فيه حجر يعلق بأحد جانبي الهودج ليعدله إذا مال، سمي بذلك لاضطرابه، وفي التهذيب: هو شيء من وسادة وأدم، إذا مال أحد الشقين وضع في الشق الآخر ليستوي، سمي رجازة الميل. أو شعر أحمر أو صوف يعلق على الهودج للتزين، قال الشماخ:

ولو ثقفاها ضرجت بدمـائهـا     كما جللت نضو القرام الرجائز وقال الأصمعي: هذا خطأ إنما هي الجزائز وقد تقدم ذكرها في موضعها. والمرتجز بن الملاءة: فرس للنبي صلى الله تعالى عليه وسلم، سمي به لحسن صهيله وجهارته، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم اشتراه من أعرابي اسمه سواد، هكذا في النسخ بالدال، وصوابه سواء، بالهمز، ابن الحارث بن ظالم المحاربي، وصحفه أبو نعيم فقال: النجاري، ويقال فيه أيضا سواء بن قيس وهو الذي أنكر شراء الفرس حتى شهد خزيمة بن ثابت رضي الله عنه، ومن ثم لقب ذا الشهادتين. والقصة مذكورة في كتب السير. من المجاز: ترجز الرعد، إذا صات، أي سمعت له صوتا متتابعا، كارتجز ارتجازا، وهو صوته المتدارك كارتجاز الراجز. من المجاز أيضا ترجز السحاب، إذا تحرك تحركا بطيئا لكثرة مائه. قال الراعي:

ورجافا تحن المـزن فـيه      ترجز من تهامة فاستطارا ويروى: مرتجزا تحن، إلخ. ترجز الحادي، أي حدا برجزه، وفي بعض النسخ: بالرجز، وتراجزوا: تنازعوا الرجز بينهم وتعاطوه. ومما يستدرك عليه: رجزت الريح رجزا، إذا دامت، وإنها لرجزاء، ورجزاء القيام، يكنى به عن القدر الكبيرة الثقيلة، وبه فسر قول الراعي يصف الأثافي:

ثلاث صلين النار شهرا وأرزمت     عليهن رجزاء القـيام هـدوج وغيث مرتجز: ذو رعد، وكذلك مترجز، قال أبو صخر:

وما مترجز الآذي جـون      له حبك يطم على الجبال يقال: البحر يرتجز بآذيه ويترجز، وهو مجاز، وسحابة رجازة. والرجز بالضم: اسم صنم بعينه، قال قتادة، والرجز: الإثم والذنب.. ورجز الشيطان: وساوسه.

ر-خ-ب-ز
رخبز، كجعفر: اسم، وقد أهمله الجوهري والصاغاني وأورده صاحب اللسان.
ر-ز-ز


صفحة : 3729

رزت الجرادة ترز، بالضم، وترز، بالكسر، رزا. غرزت ذنبها في الأرض وأدخلته فيها لتبيض، أي تلقي بيضها، كأرزت إرزازا، وهذه عن الليث. رز الرجل رزة: طعنه طعنة. رز الباب يرزه رزا: أصلح عليه الرزة، وهي حديدة يدخل فيها القفل سميت لأنه يرز فيها القفل، أي يدخل، والجمع رزات. رز الشيء في الشيء، كالمسمار في الحائط والسكين في الأرض: أثبته، فارتز: ثبت. في الأساس: رزت السماء ترز رزا: صوتت من المطر. وأصل الرز، بالكسر، هو الصوت الخفي، كما سيأتي. والرز، بالضم، وهو الأرز المعروف، قد تقدمت لغاته في أرز، وطعام مرزز، كمعظم: معالج به، أي بالرز، نقله الصاغاني. الرز، بالكسر: الصوت الخفي، وقيل: هو الصوت تسمعه من بعيد، وقيل: هو الصوت تسمعه ولا يدرى ما هو، كالرزيزى، مثال خصيصى، هو أعم، يكون شديدا ويكون خفيفا. الرز: صوت الرعد، أو أعم، والجرس مثله. قيل: الرز: هدير الفحل. قال ذو الرمة يصف بعيرا يهدر في الشقشقة:

رقشاء تنتاخ اللغام المزبدا     دوم فيها رزه وأرعـدا وقال أبو النجم:

كان في ربابه الـكـبـار      رز عشار جلن في عشار وفي حديث علي رضي الله عنه: من وجد في بطنه رزا فلينصرف فليتوضأ، قال الأصمعي: أراد بالرز الصوت في البطن من القرقرة ونحوها. قال أبو عبيد: وكذلك كل صوت ليس بالشديد فهو رز. قال الأزهري: هذا الحديث هكذا جاء في كتب الغريب، عن علي نفسه، وأخرجه الطبراني عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقال القتيبي: الرز: غمز الحدث وحركته في البطن للخروج حتى يحتاج صاحبه إلى دخول الخلاء، كان بقرقرة أو بغير قرقرة، وأصل الرز: الوجع يجده الرجل في بطنه. يقال: إنه يجد رزا في بطنه، أي وجعا وغمزا للحدث. وقال أبو النجم يذكر إبلا عطاشا

لو جر شن وسطها لم تجفـل      من شهوة الماء ورز معضل يقول: لو جرت قربة يابسة وسط هذه الإبل لم تنفر من شدة عطشها وذبولها وشدة ما تجده في أجوافها من حرارة العطش بالوجع، فسماه رزا. وترزيز القرطاس: صقله. وهو بياض مرزز: معالج بالأرز كما في الأساس، وهذا كما يقولون منشى. من المجاز: الترزيز في الأمر: توطئته، يقال: رززت أمرك عند فلان، ورززت لك الأمر ترزيزا، أي وطأته لك وثبته ومهدته، قال الزمخشري. وارتز البخيل عند المسألة، إذا بقي ثابتا مكانه وبخل ولم ينبسط، وهو افتعل، من رز، إذا ثبت، وبه فسر حديث أبي الأسود: إن سئل ارتز. ويروى: أرز، بالتخفيف، أي تقبض، وقد ذكر في موضعه. ارتز السهم في القرطاس، أي ثبت فيه. وفي الأساس: وقع السهم على الأرض فارتز ثم اهتز، فإذا هو في ظهر يربوع. والرزيز، كأمير: نبت يصبغ به. الرزيز، كزبير، هو أبو البركات المسلم بن البركات بن الرزيز، شيخ للدمياطي الحافظ، هكذا قاله الحافظ، وقد راجعت معظم شيوخ الدمياطي في محله فلم أجده، وإنما ذكر فيمن اسمه مسلم اثنين أو ثلاثة، ولعله في معجم آخر من معاجمه. وشمس الدين محمد بن الرزيز: محدث، ذكره الحافظ. والإرزيز بالكسرة: الرعدة، قاله ثعلب، وأنشد بيت المتنخل:

قد حال بين تراقيه ولـبـتـه     من جلبة الجوع جيار وإرزيز

صفحة : 3730

والجيار: الحرارة في الصدر من جوع أو غيظ، وقد ذكر في محله. الإرزيز أيضا: الطعن الثابت، وبه فسر بعضهم قول المتنخل هذا، كما نقله الصاغاني. الإرزيز أيضا: البرد، قاله ثعلب وقال غيره: هو برد صغار كالثلج. الإرزيز: الطويل الصوت. والرزاز، كسحاب: لغة في الرصاص، نقله الصاغاني. الرزاز، بالتشديد: لقب جماعة من المحدثين، منهم أبو جعفر محمد بن عمرو بن البختري، وعثمان بن أحمد بن سمعان، وأبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن داوود بن موسى بن بيان، سمع من أبي الحسن محمد بن محمد بن إبراهيم بن مخلد البزاز وغيره، وسعيد بن أبي سعيد محمد بن سعيد بن محمد العدل، أبوه مدرس النظامية ببغداد، ولد أبوه سنة 501 وتفي سنة 572 وسمع الحديث، وابنه محمد بن سعيد حضر على أبي الفتح بن شاتيل، ومات سنة 638 وحفيده سعيد بن محمد بن سعيد بن أبي سعيد محمد بن سعيد بن محمد، حدث، وأحمد بن محمد بن علوية الجرجاني أبو العباس، عن محمد بن غالب تمتام، وعنه النفيس بن منجب، الرزازون، محدثون، نسبوا إلى بيع الرز والتجارة فيه. وفاته أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن يعقوب الرزاز، آخر من حدث عن أبي الحسين بن شمعون، توفي سنة 469. ورزرزه: حركه. رزرز الحمل: سواه وعدله، ومصدرهما الرزرزة. ومما يستدرك عليه: الإرزيز، بالكسر: الرعد، والإرزيز: الصوت. والرز: أن يسكت من ساعته. ورزيز الرعد: صوته، كأمير. والرز والرزيزي: الوجع. والرزة بالفتح: وجع يأخذ في الظهر، نقله الصاغاني. والمرزة: الموضع الذي يجمع فيه الأرز، كالكدس للقمح. ومما يستدرك عليه:

ر-ز-م-ز

رزماز، بالفتح: قرية بسمرقند، منها أبو بكر محمد بن جعفر بن جابر الرزمازي الدهكان من شيوخ أبي سعد الإدريسي.

ر-ط-ز
الرطز، محركة، أهمله الجوهري. وقال الأزهري: أهمله الليث. وقال أبو عمر الزاهد في كتاب الياقوت: الرطز: الضعيف من الشعر وغيره، يقال: شعر رطز، أي ضعيف. والرطازات، مخففة: شبه الخرافات، وهذه نقلها الصاغاني.

ر-ع-ز
رعز الجارية، إذا جامعها، قال ابن دريد: والرعز يكنى به عن النكاح. يقال: بات يرعزها رعزا. والمرعز، كزبرج مشدد الآخر، والمرعزى، بالألف المقصورة مع تشديد الزاي، ويمد إذا خفف، والميم والعين مكسورتان على كل حال، وقد تفتح الميم في الكل فتقول مرعز وهذه ذكرها الأزهري في الرباعي: الزغب الذي تحت شعر العنز، قاله الجوهري، قال وهو مفعلى، لأن فعللى لم يجئ، وإنما كسروا الميم إتباعا لكسرة العين، كما قالوا: منخر ومنتن، وجعل سيبويه المرعزى صفة عنى به اللين من الصوف. وقال كراع: لا نظير للمرعزى ولا للمرعزاء، وحكى الأزهري كالصوف يخلص من بين شعر العنز، وثوب ممرعز، من باب تمدرع وتمسكن. والمراعز: المعاتب، نقله الصاغاني. وراعز، أي تقبض، نقله الصاغاني أيضا.

ر-غ-ز
استرغزه، بالغين المعجمة: استضعفه واستلانه، هكذا أورده الصاغاني من غير عزو لأحد، وقد أهمله الجمهور.

ر-ف-ز
رفزه يرفزه، بالكسر: ضربه، أهمله الجوهري واستدركه الأزهري. قال: والرافز: العرق الضارب. وما يرفز منه عرق: ما يضرب، قال الليث: قرأت في بعض الكتب شعرا لا أدري ما صحته وهو:

وبلدة للـداء فـيهـا غـامـز     ميت بها العرق الصحيح الرافز

صفحة : 3731

قال: هكذا كان مقيدا وفسره رفز العرق، إذا ضرب، وإن عرقه لرفاز، أي نباض. قال الأزهري: ولا أعرف الرفاز بمعنى النباض، ولعله بالقاف، قال: وينبغي أن يبحث عنه. قلت: على تقدير صحته نقول: إنه مقلوب من رفس بالسين، ومثل هذا كثير كما لا يخفى.

ر-ق-ز
رقز، بالقاف: أهمله الجوهري وقال الأزهري: العرب تقول: رقز ورقص، وهو رقاز رقاص. والراقز أو الرافز، على الشك منه أيضا: الضارب، يقال: ما يرقز منه عرق، أي ما يضرب منه، أنشد أبو عمرو لنجاد بن مرثد:

وبلدة للـداء فـيهـا غـامـز      ميت بها العرق الصحيح الراقز أو الرافز، هكذا في التهذيب والتكملة.

ر-ك-ز
ركز الرمح يركزه، بالضم، ويركزه، بالكسر، ركزا: غرزه في الأرض منتصبا، وكذا غير الرمح، والموضع مركز، كركزه تركيزا، أنشد ثعلب:

وأشطان الرماح مركزات      وحوم النعم والحلق الحلول ركز العرق: اختلج، كارتكز، نقله الصاغاني. والمركز: وسط الدائرة. من المجاز: المركز: موضع الرجل ومحله. يقال: حل فلان بمركزه، المركز أيضا: حيث أمر الجند أن يلزموه وأن لا يبرحوه، يقال: أخل فلان بمركزه، وهو مجاز أيضا. في التنزيل: أو تسمع لهم ركزا قال الفراء: الركز: بالكسر: الصوت، وقيل هو الصوت ليس بالشديد، وقيل: هو صوت الإنسان تسمعه من بعيد، نحو ركز الصائد إذا ناجى كلابه، وأنشد:
وقد توجس ركزا مقفـر نـدس     بنبأة الصوت ما في سمعه كذب

صفحة : 3732

وفي حديث ابن عباس في قوله تعالى: فرت من قسورة قال: هو ركز الناس، قال: الركز: الصوت الخفي والحس، فجعل القسورة نفسها ركزا، لأن القسورة جماعة الرجال، وقيل: هو جماعة الرماة، فسماهم باسم صوتهم، وقد ذكر في موضعه. الركز أيضا: الرجل العالم العاقل الحليم السخي الكريم، قاله أبو عمرو، وليس في نصه ذكر العالم ولا ذكر الكريم. من المجاز: الركزة، بهاء: ثبات العقل ومسكته. قال الفراء: سمعت بعض بني أسد يقول: كلمت فلانا فما رأيت له ركزة، أي ليس بثابت العقل. الركزة أيضا واحدة الركاز، ككتاب، وهو ما ركزه الله تعالى في المعادن، أي أحدثه وأوجده، وهو التبر المخلوق في الأرض، وهذا الذي توقف فيه الإمام الشافعي رضي الله عنه، كما نقله عنه الأزهري، وجاء في الحديث عن عمرو بن شعيب أن عبدا وجد ركزة على عهد عمر رضي الله عنه، فأخذها منه عمر. ويقال الركزة: القطعة من جواهر الأرض المركوزة فيها، كالركيزة. وقال أحمد بن خالد: الركاز جمع، والواحدة ركيزة، كأنه ركز في الأرض ركزا. قال الشافعي رضي الله عنه: والذي لا أشك فيه أن الركاز دفين أهل الجاهلية، أي الكنز الجاهلي، وعليه جاء الحديث: وفي الركاز الخمس وهو رأي أهل الحجاز، قال الأزهري: وإنما كان فيه الخمس لكثرة نفعه وسهولة أخذه. قلت: وقد جاء في مسند أحمد بن حنبل في بعض طرق هذا الحديث: وفي الركائز الخمس ، وكأنها جمع ركيزة أو ركازة، ونقل أبو عبيد عن أهل العراق في الركاز: المعادن كلها، فما استخرج منها شيء فلمستخرجه أربعة أخماسه ولبيت المال الخمس. قالوا: وكذلك المال العادي يوجد مدفونا هو مثل المعدن سواء، قالوا: وإنما أصل الركاز المعدن، والمال العادي الذي قد ملكه الناس مشبه بالمعدن. قيل: الركاز: قطع عظام مثل الجلاميد من الفضة والذهب تخرج من الأرض أو من المعدن، وهو قول الليث، وهذا يعضد تفسير أهل العراق. وقال بعض أهل الحجاز: الركاز: هو المال المدفون خاصة مما كنزه بنو آدم قبل الإسلام، وأما المعادن فليست بركاز، وإنما فيها مثل ما في أموال المسلمين من الزكاة إذا بلغ ما أصاب مائتي درهم كان فيها خمسة دراهم وما زاد فبحساب ذلك، وكذلك الذهب إذا بلغ عشرين مثقالا كان فيه نصف مثقال. قلت: وهذا القول تحتمله اللغة، لأنه مركوز في الأرض، أي ثابت ومدفون، وقد ركزه ركزا، إذا دفنه. وأركز الرجل: وجد الركاز. عن ابن الأعرابي: الركاز: ما أخرج المعدن، وقد أركز المعدن: صار، ونص النوادر: وجد فيه ركاز، وقال غيره: أركز صاحب المعدن، إذا كثر ما يخرج منه له من فضة وغيرها. وقال الشافعي رضي الله عنه: يقال للرجل إذا أصاب في المعدن بدرة مجتمعة: قد أركز. من المجاز: ارتكز، إذا ثبت في محله. يقال: دخل فلان فارتكز في محله لا يبرح. من المجاز: ارتكز على القوس ارتكازا، إذا وضع سيتها على الأرض ثم اعتمد عليها، كما في الأساس. والركزة، بالفتح، كما هو مقتضى اصطلاحه، وهو خطأ وصوابه بالكسر كما ضبطه الصاغاني: النخلة. وفي بعض الأصول: الفسيلة تجتث وتقتلع من الجذع، وفي بعض الأصول: عن الجذع، كذا عن أبي حنيفة. وقال شمر: النخلة التي تنبت في جذع النخلة ثم تحول إلى مكان آخر هي الركزة. وقال بعضهم: هذا ركز حسن، وهذا ودي حسن، وهذا قلع حسن، ويقال ركز الودي والقلع. ومركوز: ع، قال الراعي:

بأعلام مركوز فعنز فغـرب      مغاني أم الوبر إذ هي ما هيا

صفحة : 3733

والركيزة في اصطلاح الرمليين هي العتبة الداخلة، زوج وثلاث أفراد، وهكذا صورته: وإنما سميت لأنها دليل الكنوز والدفائن والخزائن والمخبآت. ومما يستدرك عليه: ركز الحر السفا يركزه ركزا: أثبته في الأرض. قال الأخطل:

فلما تلوى في جحافله السفا      وأوجعه مركوزه والأسافل والمركوز: المدفون. والركيزة: المركز. وركز الله المعادن في الجبال: أثبتها. وهذا مركز الخيل وهو مجاز، وكذلك قولهم: عزه راكز، أي ثابت، وإنه مركوز في العقول. والمرتكز من يابس الحشيش أن ترى ساقا وقد تطاير عنها ورقها وأغصانها، قاله الليث.

ر-م-ز
الرمز، بالفتح ويضم ويحرك: الإشارة إلى شيء مما يبان بلفظ بأي شيء، أو هو الإيماء بأي شيء أشرت إليه بالشفتين أي تحريكهما بكلام غير مفهوم باللفظ من غير إبانة بصوت، أو العينين أو الحاجبين أو الفم أو اليد أو اللسان، وهو تصويت خفي به كالهمس. وفي البصائر: الرمز: الصوت الخفي، والغمز بالحاجب، والإشارة بالشفة، ويعبر عن كل إشارة بالرمز، كما عبر عن السعاية بالغمز، يرمز، بالضم، ويرمز، بالكسر، وكلمه رمزا. والرمازة، بالتشديد: السافلة، أي الأست، لانضمامها، وقيل: لأنها تموج. في الحديث: نهى عن كسب الرمازة وهي المرأة الزانية، ولو قال: والرمازة: الفقحة والقحبة كان أحسن لاختصاره، وقال الأخطل:

أحاديث سداها ابن حدراء فرقد       ورمازة مالت لمن يستميلهـا قال شمر: الرمازة هنا الفاجرة التي لا ترد يد لامس، وقيل للزانية رمازة لأنها ترمز بعينها. ومن سجعات الأساس: جارية غمازة بيدها، همازة بعينها، لمازة بفمها، رمازة بحاجبها. ويقال: امرأة رمازة، أي غمازة، من رمزته المرأة بعينها رمزا، إذا غمزته. الرمازة: الشحمة في عين الركبة، والذي في اللسان والتكملة أن تلك الشحمة رامزة، وهما رامزتان ، ففي كلام المصنف نظر من وجهين. الرمازة: الكتيبة الكبيرة، وهي التي ترتمز من نواحيها وتموج لكثرتها، أي تتحرك وتضطرب من جوانبها. ومن سجعات الأساس: شتان بين منازلة الرمازة ومغازلة الرمازة. والرميز، كأمير: الكثير الحركة. الرميز: المبجل المعظم، لأنه يرمز إليه ويشار. وفي التهذيب عن أبي زيد: الرميز والربيز من الرجال: العاقل الثخين. الرميز: الكثير في فنه، كالربيز. وقال أعرابي لرجل: أعطني درهما، قال: لقد سألت رميزا. الدرهم عشر العشرة، والعشرة عشر المائة، والمائة عشر الألف، والألف عشر ديتك. قال اللحياني: الرميز: الأصيل الرأي والرزين الرأي الجيده، وكذلك الوزين والرزين. ورجل رميز الفؤاد: ضيقه، نقله الصاغاني، وكأن المراد به مضطربه، ومن لازم الاضطراب القلق والضيق، وقد رمز رمازة، ككرم كرامة، في الكل مما ذكره من معاني الرميز. والراموز، كقاموس: البحر العظيم، لتموجه، وبه سمى بعض عصريي المصنف من أهل تونس كتابه بالراموز، وقد اطلعت عليه في أول شرحي هذا فلم أستفد منه شيئا، وكأنه لم يطلع على هذا الكتاب. الراموز: الأصل، والنموذج، نقله الصاغاني وقال: إنها كلمة مولدة. وارمأز عنه كاقشعر: زال. ارمأز أيضا: لزم مكانه لا يبرح، وهو مرمئز، قاله الأصمعي ضد. ويقال: ما ارمأز من مكانه: ما برح. ارمأز: انقبض ولزم مكانه. وترمز من الضربة: تحرك منها واضطرب، كارتمز، قال:

صفحة : 3734

خررت منها لقفاي أرتمز ترمز القوم، إذا تحركوا في مجالسهم لقيام أو خصومة، كارتمز. ترمز، إذا تهيأ وتحرك. وترمز، إذا ضرط شديدا، وفي بعض النسخ، ضرب، والأولى الصواب. والذي في اللسان وغيره: ترمزت الأست: ضرطت ضرطا خفيا، وهذا أوفق للغة، فإن الرمز هو الصوت الخفي. والترامز، كعلابط من الإبل: القوي الشديد الذي قد ذكى وتمت قوته، قاله أبو زيد، وقيل: هو الذي إذا مضغ رأيت دماغه يرتفع ويسفل. وهو مثال لم يذكره سيبويه، وذهب أبو بكر إلى أن التاء زائدة. وأما ابن جني فجعله رباعيا، وقد تقدم للمصنف ذلك، وكأنه جمع بين القولين. وإبل رمز، بالضم: سحاح سمان، من ذلك. وهذه ناقة ترمز، أي لا تكاد تمشي من ثقلها وسمنها، هكذا في سائر النسخ كتنصر، والذي يؤخذ من قول أبي عمرو: جمل ترمز بتشديد الميم الذي إذا اعتلف رأيت هامته ترجف من شدة وقعه، وذلك إذا أسن، وقد تقدم الكلام فيه في ترمز فراجعه، ورمز غنمه، ظاهره أنه من باب نصر، وليس كذلك، بل الصواب رمز غنمه ترميزا، وكذلك إبله، أي لم يرض رعية الراعي فحولها إلى راع آخر، هكذا نص عليه ابن الأعرابي في النوادر وأنشد:

إنا وجدنا ناقة العـجـوز     خير النياقات على الترميز رمز القربة: ملأها، وهذه أيضا الصواب فيها التشديد، وقد تقدم له في ر-ب-ز بيان ذلك. رمز الظبي رمزانا محركا: نقز، أي وثب. من المجاز: رمز فلانا بكذا، إذا أغراه به. الرميز. كزبير: العصا، لأنه يرمز بها للضرب. ومما يستدرك عليه: رمز رأيه ترميزا: أجاده. وإبل مراميز: كثيرة التحرك، عن ابن الأعرابي. ويقال: دخلت عليهم فتغامزوا وترامزوا. والارتماز: الحركة الضعيفة، وهي حركة الوقيذ، ومنه قولهم: ضربه حتى خر يرتمز للموت، ونبهته فما ارتمز وما ترمز، أي ما تحرك. ورمزت الشاة: هزلت، وأنشد ابن الأنباري:

يريح بعد الجد والترميز      إراحة الجداية النفوز وارتمز البعير: تحركت أرآد لحيه عند الاجترار. والمرتمز: الكبير في فنه، كالمرتبز.

ر-م-ه-ز
المرمهز: الخفيف، والمرمهز بفتح الهاء: المطمع. يقال: هو لا يرمهز لشيء، أي لا يعطي شيئا، هذه المادة أهملها الجمهور ما عدا الصاغاني فإنه أوردها هكذا ممن غير عزو لأحد، وسيأتي له في العباب في ضرغط عن ابن دريد في قول الراجز:

ليس إذا جئت بمرمهز قال: مرمهز، أي مستبشر.

ر-ن-ز
الرنز، بالضم، أهمله الجوهري. وقال ابن سيده: لغة في الأرز، لعبد القيس، كرهوا التشديد فأبدلوا من الزاي الأولى نونا، كما قالوا إنجاص في إجاص.

ر-ه-ز
وأسقط المصنف هنا مادة رهز وهي ثابتة في نسخ الصحاح والرهز: الحركة، وكذلك الارتهاز، وقد رهزها المباضع رهزا ورهزانا فارتهزت، وهو تحركهما جميعا عند الإيلاج من الرجل والمرأة. وفي الأساس: ورأيته مرتهزا له، إذا تحرك واهتز ونشط، وفلان للطمع مرتهز، ولفرصته منتهز. وهذا قصور من المصنف عجيب، وسبحان من لا يسهو.

ر-و-ز

صفحة : 3735

رازه يروزه روزا: جربه وخبر ما عنده. ومن سجعات الأساس: وكم زرته روزا، فلم أر عنده فوزا، وفي حديث مجاهد في قوله تعالى: ومنهم من يلمزك في الصدقات قال: يروزك ويسألك، أي يمتحنك ويذوق أمرك هل تخاف لائمته أم لا، وفي حديث البراق: فاستصعب فرازه جبريل عليه السلام بأذنه أي اختبره. عن أبي عبيدة: راز الرجل ضيعته: أقام، ونص أبي عبيدة: إذا قام عليها وأصلحها. وقال في قول الأعشى:

فعادا لهن ورازا لهـن      واشتركا عملا وائتمارا قال: يريد قاما لهن. يقال: راز ما عند فلان، أي طلبه وأراده، قال أبو النجم يصف البقر وطلبها الكنس من الحر:

إذا رازت الكنس إلى قعورها     واتقت اللافح من حرورهـا يعني طلبت الظل في قعور الكنس. والراز: رئيس، وفي بعض الأصول: رأس البنائين، زاد الزمخشري: لأنه يروز ما يصنعون ولأنه راز الصنعة حتى أتقنها، كما يقال للعالم: خبير، من الخبر، وأصله رائز، كشاك في شائك، ولذلك ج جمع على الرازة، كساس في ساسة وقال الأزهري: وإنما سمي رازا لأنه يروز الحجر واللبن ويقدرهما، كأنه من راز يروز، إذا امتحن عمله فحذقه وعاود فيه. وحرفته الريازة، بالكسر، قال الأزهري والزمخشري: وقد يستعمل ذلك لرأس كل صنعة. وفي الحديث: كان راز سفينة نوح جبريل، والعامل نوح عليهما السلام يعني رئيسها ورأس مدبريها. ومحمد بن رويز بن لاحق البصري، كزبير، محدث، عن شعبة، وعنه عمر بن شبة ومحمد بن سليمان الباغندي. قول ذي الرمة:

وليل كأثناء الـرويزي جـبـتـه      بأربعة والشخص في العين واحد وكذا قول زيد بن كثوة:

وليل كأثناء الرويزي جبـتـه     إذا سقطت أرواقه دون زربع أراد بالرويزي الطيلسان، كذا قاله الصاغاني. وفي اللسان: أراد ثوبا أخضر من ثيابهم، شبه سواد الليل به. وفي الأساس: خرج وعليه رويزي: ضرب من الطيالسة تصغير رازي منسوب إلى الري. يقال: هو خفيف المراز والمرازة، إذا رازه واختبره وقدره لينظر ما ثقله. وفي التكملة: خفته من ثقله. قال الفراء: المرازان: الثديان، وهما النجدان. وروز فلان رأيه ترويزا، أي هم بشيء بعد شيء، نقله الصاغاني. ورازان: ة، بأصبهان، وليس بتصحيف راران، براءين، وقد ذكر في موضعه، فلا ترتابن فيها. منها أبو عمرو خالد بن محمد الرازي، عن ابن عرفة، وعنه أبو الشيخ الأصبهاني. رازان أيضا: محلة ببروجرد منها بدر بن صالح بن عبد الله الرازاني المحدث البروجردي. ومما يستدرك عليه: الروز: التقدير، كالترويز، قال:

فروزا الأمر الذي تروزان وراز الحجر روزا: رزنه ليعرف ثقله. والمراوزة: الاختبار، كالمرازاة، وهو مقلوب وسيذكر في موضعه. وراز الدينار: وزنه ليعلم قدره. ويقال: دينار يرضي الرازة. والرازي: المنسوب إلى الري. منهم الإمام فخر الدين صاحب التفسير وغيره. والرازيانه هو الشمر. ومما يستدرك عليه: أيضا هنا:

ر-ا-م-ه-ر-ز
رامهرز؛ وهي بلدة بفارس، وهذا موضع ذكره.